
emamian
ايران وطاجيكستان..علاقات في أفضل حالاتها
وصل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الأربعاء، في زيارة رسمية، إلى دوشنبه عاصمة جمهورية طاجيكستان.
وتأتي هذه الزيارة تلبية لدعوة رسمية من رئيس طاجيكستان "إمام علي رحمانوف"، بهدف إجراء مباحثات ومشاورات حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية.
واكد بزشكيان، في تصريح له قبيل مغارته البلاد الى طاجيكستان اليوم الاربعاء، ان تطوير وتمتين العلاقات مع دول الجوار يأتي ضمن اولويات الحكومة الـ 14 في ايران، والتي وضعت على اساس التطلعات المحددة من قبل سماحة قائد الثورة؛ وقال : ان الحكومة تتابع هذا المسار بقوة.
واضاف : خلال زيارتي لطاجيكستان التي تجمعنا بها قواسم تاريخية ولغوية مشتركة، سيتم التوقيع على وثائق للتعاون الثنائي في المجالات الزراعية والعلمية والصناعية والتجارية والنقل والتعدين؛ مردفا، "اننا سنبذل الجهود لتعزيز الاواصر مع هذا البلد".
وتابع : الزيارة الى روسيا وطاجيكستان، تأتي تلبية لدعوة رسمية من قبل رئيسي البلدين.
واشار الرئيس الايراني الى متابعة التوقيع على خطة التعاون الاستراتيجي طويلة الامد مع الجانب الروسي خلال زيارته المرتقبة الى موسكو؛ مبينا ان هناك وثيقة تعاون مماثلة سيتم ابرامها مع العراق ايضا، وان الهدف من ذلك هو تحسين العلاقات وتبادل الخبرات، وبالتالي اضفاء مزيد من التنسيق والتعاون على الاواصر القائمة بين دول المنطقة.
واكمل الرئيس بزشكيان : في ظل الجهود المتواصلة من اجل تطوير التعاون العلمي والثقافي والصناعي، وايضا في مجالات الطاقة والنقل على صعيد المنطقة، سنتمكن من حل مشاكلنا، بينما ستبوء محاولات امريكا الاقليمية على حساب دول المنطقة، بالفشل تلقائيا.
وتجدر الاشارة ايضا، بان زيارة الرئيس بزشكيان الحالية الى طاجيكستان تعد الاولى من نوعها الى منطقة اوراسيا.
ويرافق الرئيس الإيراني في هذه الزيارة، كل من "عباس عراقجي" وزير الخارجية، و"محسن باك نجاد" وزير النفط، و"عبد الناصر همتي" وزير الاقتصاد، و"غلامرضا نوري" وزير الزراعة، و"محمد إسلامي" نائب الرئيس ورئيس منظمة الطاقة الذرية، و"عباس علي آبادي" وزير الطاقة، و"فرزانه صادق" وزيرة الطرق والتنمية الحضرية، و"محمد رضا فرزين" محافظ البنك المركزي.
علاقات إيران وطاجيكستان أفضل من أي وقت مضى
وفي السياق أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي أن علاقات إيران وطاجيكستان أفضل من أي وقت مضى.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية في منشور على منصة إكس بمناسبة زيارة رئيس الجمهورية إلى طاجيكستان أن: اليوم، يقوم رئيس الجمهورية بزشكيان بزيارة إلى طاجيكستان، أرض الناس الذين يشتركون معنا في اللغة، والنسب، والثقافة، والجذور.
وأضاف، هذه هي الزيارة الخارجية الأولى لرئيس الجمهورية الرابع عشر في عام 2025 ميلادي، وهي حدث تاريخي ودليل على عزيمة قادة البلدين لتوسيع العلاقات بينهما استنادا إلى المشتركات والروابط الفريدة بين الشعبين.
وتابع، منذ ثلاثة وثلاثين عاما في مثل هذه الأيام، وبعد أقل من أربعة أشهر من إعلان استقلال طاجيكستان، كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد سجلت اسمها كأول دولة تعترف بالحكومة الشابة لطاجيكستان، حيث أرسلت سفيرا وأقامت سفارة، مما جعل اسم إيران يبقى كأول دولة مرسلة للسفير لدى الشعب الطاجيكي النبيل.
واختتم بالقول، الآن في كانون الثاني 2025، بفضل القرارات الحكيمة والرؤوفة من قادة البلدين، أصبحت علاقات الشعبين أفضل من أي وقت مضى.
توقيع 13 مذكرة تفاهم للتعاون الثنائي
كما وقعت ايران وطاجيكستان، 13 مذكرة تفاهم للتعاون الثنائي وذلك خلال اللقاء الذي جمع بين عدد من رجال أعمال البلدين في دوشنبه؛ بحضور وزير التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية الإيراني "سيد رضا صالحي أميري".
وقال رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة الإيرانية "صمد حسن زاده"، خلال اللقاء الذي عقد اليوم الاربعاء : إن العلاقات بين الوفود التجارية ورجال الأعمال الإيرانيين والطاجيكيين يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على العلاقات بين البلدين وتطوير الأنشطة الثقافية والسياحية.
وأضاف : إن تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين يتطلب معالجة بعض الغموض والنقائص حتى يتمكن مستثمرونا من العمل في المجال الاقتصادي بسهولة وطمأنينة أكبر.
واعتبر رئيس غرفة التجارة الإيرانية، المناطق التجارية الحرة الخمس في طاجيكستان، من الميزات المتوفرة في هذا البلد والتي ينبغي للتجار الإيرانيين الاستفادة منها، مؤكدا على ضرورة فرض تعريفة جمركية تفضيلية بين البلدين في بعض القطاعات الصناعية.
من جانبه، قال رئيس الجنة الاستثمارية الحكومة في طاجيكستان "سلطان جعفر زاده" : نحن على علم بقدرات الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحكومتها، كما نوه بان القطاعات الصناعية في مجال البناء والحرف اليدوية والنسيج، فضلا عن قطاع النقل، في طاجيكستان، شهدت نموا كبيرا.
وأعرب هذا المسؤول التجاري الطاجيكي، عن استعداد بلاده لوضع صيغة لمذكرات التفاهم والعقود الاستثمارية بين قطاعي الخاص الإيراني والطاجيكي، داعيا غرفة التجارة الإيرانية الى دعم وتحفيز الشركات الإيرانية لدخول الاسواق الطاجيكية.
وبدوره، أشار جعفر زادة إلى توقيع 13 وثيقة تعاون بين رجال الأعمال الإيرانيين والطاجيكيين خلال زيارة الوفد التجاري الإيراني إلى دوشنبه، قائلا : إن هذه الوثائق ستضفي حيوية جديدة على العلاقات بين البلدين وستؤدي إلى زيادة التبادلات بين الوفود الاقتصادية والثقافية والسياسية إلى طاجيكستان.
زيادة الرزق بالدعاء والصلاة والأذكار والزيارة
يعتبر الرزق من الأمور التي تشغل بال الكثير من الناس. الجميع يسعى لتحسين وضعه المادي وتأمين حياة كريمة له ولعائلته. ومن الوسائل التي يمكن أن تساهم في ذلك هي الصلاة والدعاء والأذكار وزيارة قبور أولياء الله عليهم السلام على الخصوص قبر سيد الشهداء صلوات الله عليهم أجمعين الواردة عن أهل البيت عليهم السلام. لكن قبل البدء في هذه العبادات، يجب على الإنسان أن يكون معتقداً بها ويلتزم بمقدماتها مثل الإخلاص، النية، الطهارة، والتوجه لله تعالى بقلب خاشع.
الأدعية والأذكار المأثورة عن أهل البيت عليهم السلام
دعاء لزيادة الرزق عن الإمام الصادق عليه السلام:
عن أبي جَميلة عن معاوية بن عمّار قال :
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصادق عليه السلام أَنْ يُعَلِّمَنِي دُعَاءً لِلرِّزْقِ فَعَلَّمَنِي دُعَاءً مَا رَأَيْتُ أَجْلَبَ مِنْهُ لِلرِّزْقِ قَالَ: قُلِ: « اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ الْحَلَالِ الطَّيِّبِ رِزْقاً وَاسِعاً حَلَالًا طَيِّباً بَلَاغاً لِلدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ صَبّاً صَبّاً هَنِيئاً مَرِيئاً مِنْ غَيْرِ كَدٍّ وَ لَا مَنٍّ مِنْ أَحَدِ خَلْقِكَ إِلَّا سَعَةً مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ فَإِنَّكَ قُلْتَ وَ سْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ فَمِنْ فَضْلِكَ أَسْأَلُ وَ مِنْ عَطِيَّتِكَ أَسْأَلُ وَ مِنْ يَدِكَ الْمَلْأَى أَسْأَلُ » (1).
دعاء لزيادة الرزق عن الإمام الباقر عليه السلام:
عن الباقر عليه السلام أنّه قال لزيد الشحام : ادْعُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ فِي الْمَكْتُوبَةِ وَ أَنْتَ سَاجِدٌ: « يَا خَيْرَ الْمَسْئُولِينَ وَ يَا خَيْرَ الْمُعْطِينَ ارْزُقْنِي وَ ارْزُقْ عِيَالِي مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ فَإِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ » (2).
دعاء اخر لزيادة الرزق عن الإمام الصادق عليه السلام:
عن أبي بصير قال : شكوتُ إلى الإمام الصادق عليه السلام الحاجة ، وسألته أن يعلّمني دعاءً في طلب الرزق ، فعلّمني دعاءً مااحتجت منذ دعوت به. قال عليه السلام : قل في دُبر صلاة الليل وأنت ساجد :« يا خَيْرَ مَدْعوٍّ وَياخَيْرَ مسؤولٍ ، يا أوسَعَ مَنْ أعْطى وَياخَيْرَ مُرْتَجى ارْزُقْنِي وَأوْسِعْ عَليّ مِنْ رِزْقِكَ وَسَبِّبْ لي رِزْقاً مِنْ قِبَلِكَ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٍ وَ يَا أَوْسَعَ مَنْ أَعْطَى وَ يَا خَيْرَ مُرْتَجًى ارْزُقْنِي وَ أَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ وَ سَبِّبْ لِي رِزْقاً مِنْ قِبَلِكَ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ » (3).
وقد ذكر هذا الدعاء الشيخ الطوسي في السجدة الثانية من الركعة الثامنة ، من نافلة الليل في كتاب المصباح .
دعاء لزيادة الرزق عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله:
روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله علّم هذا الدعاء لطلب الرزق : عَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله هَذَا الدُّعَاءَ: « يَا رَازِقَ الْمُقِلِّينَ يَا رَاحِمَ الْمَسَاكِينِ يَا وَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ يَا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتِينَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ ارْزُقْنِي وَ عَافِنِي وَ اكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي » (4).
صلاة لزيادة الرزق عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله
روي أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله إنّي ذو عيال كثير وعليّ دين قد اشتدّ حالي فعلمني دعاءً أدعو الله به عزَّ وجلَّ يرزقني ما أقضي به ديني وأستعين به على عيالي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله يا عبد الله توضأ وأسبغ وضؤك ثم صلِّ ركعتين تتم الركوع والسجود ثم قل : « يا ماجِدُ يا واحِدُ يا كَريمُ ، أتَوَجَّهُ إلَيْكَ بمُحَمَّدٍ نَبيِّكَ نَبيّ الرَّحْمَةِ صلى الله عليه وآله ، يا مُحَمَّدُ يا رَسولَ الله إِنِّي أتَوَجَّهُ بِكَ إِلى الله رَبِّي وَرَبِّكَ وَرَبِّ كُلِّ شَيٍ ، وَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأهْلِ بَيْتِهِ ، وَأَسْأَلُكَ نَفْحَةً كَريمَةً مِنْ نَفَحاتِكَ وَفَتْحاً يَسيراً وَرِزْقاً وَاسِعاً ألِمُّ بِهِ شَعَثِي وَأقْضي بِهِ دَيْني وَأسْتَعينُ بِهِ عَلى عِيالي » (5).
صلاة أخرى لزيادة الرزق
عن ابن الوليد بن صبيح عن أبيه قَالَ قَالَ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَا وَلِيدُ أَيْنَ حَانُوتُكَ مِنَ الْمَسْجِدِ فَقُلْتُ عَلَى بَابِهِ فَقَالَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَأْتِيَ حَانُوتَكَ فَابْدَأْ بِالْمَسْجِدِ فَصَلِّ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ أَوْ أَرْبَعاً ثُمَّ قُلْ : « غَدَوْتُ بِحَوْلِ اللَّهِ وَ قُوَّتِهِ وَ غَدَوْتُ بِلَا حَوْلٍ مِنِّي وَ لَا قُوَّةٍ بَلْ بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ يَا رَبِّ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ أَلْتَمِسُ مِنْ فَضْلِكَ كَمَا أَمَرْتَنِي فَيَسِّرْ لِي ذَلِكَ وَ أَنَا خَافِضٌ فِي عَافِيَتِكَ» (6).
صلاة أخرى لزيادة الرزق
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، عن جبرئيل عليه السلام : يصلي ركعتين ، يقرأ في الاولى ( الحمد ) مرة و إنا أعطيناك الكوثر ثلاث مرات والاخلاص ثلاث مرات ، وفي الثانية الحمد مرة والمعوذتين كل واحدة ثلاث مرات. (7).
أذكار واردة في زيادة الرزق
ذكر مأثور ومجرب لتحصيل مال غَزير او عِلم كثير ، عن الإمام الصادق عليه السلام من قال كلّ يوم اربع مائة مرة مدّة شهرين متتابعين: « أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلّا هُوَ الرَّحْمٰنُ الرَّحِيمُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ بَدِيعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مِنْ جَمِيعِ جُرْمِي وَ ظُلْمِي وَ إِسْرَافِي عَلَى نَفْسِي وَ أَتُوبُ إِلَيْهِ» رُزق كنزاً من عِلم او كنزاً من مال. ذكره الكفعمي (8).
ذِكر مجرّب للسعة في الرزق واداء الدين
ذكر العلّامة السيد عليخان رحمه الله أنّ هذا الذِكر مجرّب يقرأ بعد كل صلوة سبع مرات لسعادة الدنيا والآخرة ، ووسعة الرزق ، وسداد الديون وهو
« بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ ، ما شاءَ اللهُ ولا حولَ ولا قوّةَ اِلّا باللهِ العلِيِّ العَظِيمِ ، تَوَكّلتُ على الحيّ الذي لا يموتُ ، والحمدُ للهِ الذي لَمْ يَتَّخِذْ صَاحبَةً ولا وَلداً ، ولَمْ يَكُنْ لَهُ شريكٌ في المُلْكِ ولَمْ يَكُنْ لهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُلِّ ، وكبّرهُ تكبيراً » (9).
اسماء الحسنى تفيد لزيادة الرزق
ذكر الشيخ أحمد بن فهد الحلي رحمه الله في كتابه عدة الداعي ينبغى للداعى إذا مجد الله سبحانه وأثنى عليه ان يذكر من اسمائه الحسنى ما يناسب مطلوبه، مثلا إذا كان مطلوبه الرزق يذكر من اسمائه تعالى مثل: ( الرَّزَّاقُ وَالْوَهَّابُ وَالْجَوَادُ وَالْغَنِيُّ وَالْمُنْعِمُ وَالْمُفَضِّلُ وَالْمُعْطِي وَالْكَرِيمُ وَالْوَاسِعُ وَمُسَبِّبُ الْأَسْبَابِ وَالْمَنَّانُ وَرَازِقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (10).
زيارة الإمام الحسين عليه السلام تزيد في الرزق
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الباقر عليه السلام قَالَ: « مُرُوا شِيعَتَنَا بِزِيَارَةِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عليه السلام فَإِنَّ إِتْيَانَهُ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ وَ يَمُدُّ فِي الْعُمُرِ وَ يَدْفَعُ مَدَافِعَ السَّوْءِ وَ إِتْيَانَهُ مُفْتَرَضٌ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ يُقِرُّ لِلْحُسَيْنِ بِالْإِمَامَةِ مِنَ اللَّهِ» (11).
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصادق عليه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : «زُورُوا الْحُسَيْنَ عليه السلام وَ لَوْ كُلَّ سَنَةٍ فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَتَاهُ عَارِفاً بِحَقِّهِ غَيْرَ جَاحِدٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ عِوَضٌ غَيْرُ الْجَنَّةِ وَ رُزِقَ رِزْقاً وَاسِعاً وَ آتَاهُ اللَّهُ مَنْ قِبَلَهُ بِفَرَحٍ عَاجِلٍ» (12).
1ـ الكافي / الشيخ الكليني / المجلّد : 2 / الصفحة : 551 / ط الاسلامية.
2ـ الكافي / الشيخ الكليني / المجلّد : 2 / الصفحة : 551 / ط الاسلامية.
3ـ الكافي / الشيخ الكليني / المجلّد : 2 / الصفحة : 552 / ط الاسلامية.
4ـ الكافي / الشيخ الكليني / المجلّد : 2 / الصفحة : 552 / ط الاسلامية.
5ـ تهذيب الأحكام / شيخ الطائفة الطوسي / المجلّد : 3 / الصفحة : 312.
6ـ الكافي / الشيخ الكليني / المجلّد : 3 / الصفحة : 475 / ط الاسلامية.
7ـ مكارم الاخلاق / رضي الدين الطبرسي / المجلّد : 1 / الصفحة : 333.
8ـ المصباح جنة الأمان الواقية و جنة الإيمان الباقية / الشيخ ابراهيم الكفعمي العاملي / المجلّد : 1 الصفحة : 63.
9ـ التحفة الرضويّة في مجرّبات الإماميّة / محمّد الرضي الرضوي / المجلّد : 1 / الصفحة : 46.
10ـ عدة الداعي / الشيخ أحمد ابن فهد الحلي / المجلد : 1 / الصفحة : 185.
11ـ كامل الزيارات / ابن قولويه القمي / المجلّد : 1 / الصفحة : 151 / ط دار المرتضوية.
12ـ كامل الزيارات / ابن قولويه القمي / المجلّد : 1 / الصفحة : 151 / ط دار المرتضوية.
رجب، فرصةُ الخير
عَنِ الإمامِ الصادقِ (عليه السلام) أنَّ أحدَ أصحابِهِ قال: دخلتُ على الصادقِ (عليه السلام) في رجبَ وقد بقيَتْ منهُ أيّام، فلمَّا نَظرَ إليَّ قالَ لي: «هَلْ صُمْتَ في هذا الشَّهْرِ شَيْئاً»؟ قلت: لا واللهِ، يابنَ رسولِ الله، فقالَ لي: «فَقَدْ فَاتَكَ مِن الثَّوابِ ما لَمْ يَعْلَمُ مَبْلَغَه إلّا اللهُ. إنّ هذا شَهْرٌ قَد فَضَّلَهُ اللهُ، وعَظَّمَ حُرْمَتَهُ، وأوْجَبَ للصّائمِينَ فيه كَرامَتَهُ». قال: فقلت: يابنَ رسولِ الله، فإنْ صمتُ ممّا بقيَ منه شيئاً، هل أنالُ فوزاً ببعضِ ثوابِ الصائمينَ فيه؟ فقال: «مَن صامَ يَوماً مِن آخِرِ هذا الشَّهْرِ، كانَ ذلِك أماناً لَهُ مِن شِدَّةِ سَكَراتِ المَوْتِ، وأماناً لَهُ مِن هَوْلِ المُطَّلعِ وعَذابِ القَبْرِ، ومَنْ صامَ يَوْمَيْنِ مِن آخِر هذا الشَّهْرِ، كانَ لَهُ بذلِكَ جَوازٌ على الصِّراط، وأَمِنَ يَوْمَ الفَزَعِ الأكْبَرِ، وَمِن أهْوالِهِ وشَدائِدِهِ، وأُعْطِيَ بَراءةً مِنَ النَّار»[1].
مِنْ مظاهرِ رحمةِ اللهِ بخلقِهِ ما فتحَهُ من خزائنَ في هذه الدنيا، يتزوّدونَ بها لآخرتِهِم، ومنها الأوقاتُ التي خَصَّها في عُمرِ الإنسانِ ليضاعِفَ لهُ مِنَ الثواب، ويعطيَه فُرصاً لتدارُكِ ما فات، ومِن ذلكَ شهرُ رجب، حيث خَصَّهُ بأنَّه منَ الأشهُرِ الحُرُمِ التي يضاعَفُ فيها الثواب، وبأنَّهُ بدايةُ الأشهُرِ الثلاثِ التي خَصَّها بالفضل، وهي رجبٌ، شعبانُ وشهرُ رمضان.
ومن خلالِ معرفةِ فضلِ هذا الشهر، تُقبِلُ النفسُ نحوَ التزوُّدِ منه، ويذكرُ الإمامُ الخامنئيُّ (دامَ ظلُّه) خصائصَ لهذا الشهر، فهو:
1. فرصةٌ للتقرُّب: «يُمثِّلُ شهرُ رجبٍ فرصةً للتقرُّبِ إلى القِيَمِ الإلهيَّة، والتقرُّبِ إلى الباري تقدَّستْ أسماؤه، وبناءِ الذات».
2. فرصةٌ لتطهيرِ النفسِ تمهيداً لشهرِ رمضان: «على المرءِ أنْ يطهِّرَ نفسَهُ خلالَ شهرَي رجبٍ وشعبانَ، كي يسَعَهُ الجلوسُ على المائدةِ الإلهيَّةِ في شهرِ رمضانَ، والتنعُّمُ بها، والاستزادةُ منها».
3. فرصةٌ لنيلِ رضى اللهِ ولطفِه: «اِعرِفوا قَدْرَ هذه الأيَّام، فإنَّ بمقدورِ الإنسانِ الواعي والبصيرِ والذكيِّ أنْ يكسبَ في كلِّ ساعةٍ مِنْ هذهِ الساعاتِ مكسباً تضمحلُّ أمامَه جميعُ النِعَمِ الدنيويَّة، ألا وهو نيلُ رضى اللهِ ولطفِه وعنايتِه وتوجُّهِه».
4. دروسٌ تربويّة وهدايا معنويّة: «الأدعيةُ الواردةُ في هذا الشهر، إنَّما هي دروسٌ تربويَّة. فلو تدبَّرْنا مضامينَ هذهِ الأدعيةِ، لوجدْنَا فيها أعظمَ الهدايا المعنويَّة».
5. شهرُ جلاءِ القلب: «إنَّ شهرَ رجبٍ هو شهرُ جلاءِ القلبِ وتطهيرِ الروح، وكلُّ ما في شهرِ رجبٍ مِنَ الأدعيةِ والاعتكافِ والصلاةِ؛ إنَّما هي وسائلُ وسُبُلٌ تساعدُنا على جلاءِ قلوبِنا وأرواحِنا».
6. شهرُ تعزيزِ الصِلَةِ بالله: «لا تقتصرُ بركاتُ شهرِ رجبٍ على هذه الولادات. وإنَّني أوصي نفسي وأوصيكُم بالانتهالِ مِنْ بركاتِ شهرِ رجبٍ، عبرَ تعزيزِ الصلةِ والعلاقةِ القلبيَّةِ باللهِ سبحانَه وتعالى».
7. فرصةٌ للعبوديَّة: «شهرُ رجبٍ يمثِّلُ فرصةً للعبوديَّة. وإنَّ جميعَ حياتِنا بعرضِها وطولِها تستطيعُ أنْ تمهِّدَ الأرضيَّةَ للعبوديَّةِ الصحيحةِ التي تمثِّلُ السعادةَ الحقيقيَّة».
8. مقدِّمةٌ لشهرِ شعبانَ ورمضان: «يَظهَرُ مِنَ الأدعيةِ الواردةِ في شهرِ رجبٍ أنَّ هذا الشهرَ هو مقدِّمةٌ لشهرِ شعبانَ، ومِنْ بعدِه لشهرِ رمضان، وأنَّ هذه الأشهرَ الثلاثةَ فرصةٌ لتزكيةِ النفسِ طوالَ السنة».
9. شهرٌ مبارك: «شهرُ رجبٍ شهرٌ مبارك، وهو شهرُ التوسُّلِ والذكرِ والتوجُّهِ والتضرُّعِ والاستغاثةِ، وتوثيقِ عُرى القلوبِ المحتاجةِ والفقيرةِ إلى ألطافِ اللهِ وأفضالِه».
10. فرصةٌ ثمينة: «يُعَدُّ شهرُ رجبٍ فرصةً ثمينةً للقلوبِ المؤمنةِ مِنْ أجلِ توطيدِ ارتباطِها بالله. فالإنسانُ بحاجةٍ إلى هذا الارتباطِ المعنويِّ والروحيّ، والقلبُ الغافلُ هو الذي يقعُ عرضةً لغاراتِ الشيطان».
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين
[1] الشيخ الصدوق، الأمالي، ص15.
النقرس والجماع: ما التأثير؟
هل من الممكن أن يكون هناك علاقة ما بين النقرس والجماع؟ هل تؤثر الإصابة بهذا المرض على القدرة الجنسية للمريض؟ لنتعرف على الإجابات من هنا.
إليك في هذا المقال أهم المعلومات حول النقرس والجماع وتأثير الإصابة بالمرض على الحياة الزوجية:
النقرس والجماع: ما العلاقة؟
هل فكرت يومًا بأن هناك علاقة بين النقرس والجماع؟ كيف تؤثر الإصابة بهذا المرض على الصحة الجنسية للمريض؟
بشكل عام تضعف الإصابة بالنقرس من الرغبة الجنسية لدى المريض وعادةً ما يكون ذلك ناتجًا عن الألم المصاحب للإصابة.
في المقابل من الممكن أن تؤثر بعض أدوية علاج النقرس بشكل سلبي على الصحة الجنسية أيضًا.
دراسات بحثت تأثير النقرس على الجماع
قامت العديد من الدراسات العلمية المختلفة ببحث العلاقة ما بين النقرس والجماع بالإضافة إلى تأثيرها على العلاقة الزوجية، فماذا وجد العلم في هذا الصدد؟ إليك التفاصيل:
1. الإصابة بالنقرس تؤثر على الحياة الزوجية
وجدت دراسة علمية أن الإصابة بمرض النقرس من شأنها أن تؤثر بشكل سلبي على الحياة الجنسية بين الأزواج الأمر الذي بدوره قد يؤثر على العلاقة بينهما.
حيث توصل الباحثين إلى هذه النتيجة بعد استهداف 44 شخصًا تم تشخيص إصابتهم بمرض النقرس من ثم تم تقسيمهم إلى مجموعات مختلفة، ولاحظ الباحثون ما يأتي:
أشار 28% مشتركًا أن الإصابة بالنقرس أثرت على حياتهم الحميمة بشكل كبير، حيث أوضحوا أن هذا التأثير كان ناتجًا عن الألم المرافق للإصابة.
لاحظ المرضى تأثير على العلاقة والثقة بينهم وبين الشريك.
لاحظ المرضى تأثير المرض على حياتهم الإجتماعية أيضًا.
واجه بعض المرضى صعوبة في الدخول في علاقات جديدة.
2. النقرس قد يؤدي إلى ضعف الانتصاب عند الرجال
أما في هذه الدراسة العلمية، فقد لاحظ الباحثون أن الرجال المصابين بمرض النقرس عانوا من مشكلة ضعف الانتصاب، وهذا يعني وجود علاقة وثيقة بين الأمرين.
هذا الموضوع يشير إلى أهمية خضوع الرجال لفحوصات لكشف الإصابة عن مرض النقرس في حال عانوا من مشكلة الضعف الجنسي، كما أكد الباحثون أنه من الضروري أن يتم رفع الوعي حول هذا الموضوع بين الرجال.
تجدر الإشارة إلى أن بعض الأدلة لاحظت أن تأثير الإصابة بمرض النقرس على الحياة الجنسية كان أوضح عند الرجال مقارنة بالنساء، وأن ألم المفاصل الناتج عن الإصابة كان السبب الأساسي في الضعف الجنسي الذي يواجهه الرجال المصابين بالمرض.
هل أدوية النقرس تؤثر على الجماع؟
بعد أن تعرفت على تأثير النقرس على الجماع، من المهم أن تعرف تأثير أدوية النقرس على الصحة الجنسية أيضًا.
يترافق عقار الوبيورينول (Allopurinol) المستخدم لعلاج النقرس مع العديد من الآثار الجانبية، ومن بينها نذكر:
انخفاض الرغبة الجنسية لدى المريض.
ضعف الانتصاب أو عدم القدرة على الانتصاب أصلًا أو الحفاظ عليه.
تعب وضعف عام في الجسم.
تأثير النقرس الجسدي والعاطفي على العلاقة الحميمة
تعد الإصابة بمرض النقرس مؤلمة وحادة، حيث تترافق مع أعراض شديدة تؤثر على بعض المفاصل في الجسم، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلبًا على جودة حياة المريض.
حيث أن أعراض الإصابة بالنقرس تظهر بشكل مفاجئ وخاصة خلال ساعات الليل، وتتمثل بألم شديد في المفاصل المصابة وشعور بعدم الراحة الذي قد يستمر لعدة أيام إلى جانب حركة المفصل المصاب المحدودة.
إلى جانب ذلك، من الممكن أن تؤثر الإصابة على أعضاء الجسم الداخلية المختلفة كما قد تسبب مشكلات واضطرابات في النوم واكتئاب.
تساهم جميع هذه الأمور في حدوث مشكلات في العلاقة بين الأزواج وخاصة في موضوع الجماع، حيث أن هذا الأمر تحديدًا يحتاج إلى صحة نفسية وجسدية ومزاج جيد في حين أن هذه الإصابة تؤثر سلبًا على جميع هذه العوامل الأساسية.
كما أن بعض أدوية النقرس لها دور في خفض الرغبة الجنسية، مما يؤثر على العلاقة بين الأزواج أيضًا.
ومن الجدير بالذكر أن هذا الأمر قد يسبب ضعف ثقة المريض بنفسه، مما يفاقم مضاعفات المرض من هذه الناحية أيضًا.
الامام الجواد عليه السلام المولود المبارك
منها ما قاله رسول الله صلى الله عيله وآله في حديث اللوح قبل ولادته بأكثر من 180 سنة: «وإنّ الله عزّوجلّ ركّب في صُلبهِ (أي: صلب الإمام الرضا) نطفةً مباركةً طيّبةً زكيّةً رضيّةً مرضيّة، وسمّاها (محمّدَ بن علي)، فهو شفيعُ شيعته، ووارثُ علم جَدّه، له علامةٌ بينّة، وحُجّةٌ ظاهرة، إذا وُلِد يقول: لا إله إلاَّ الله، محمّدٌ رسول الله».(1)
و منها ما قاله الإمام الكاظم عليه السلام بشأن ولده الإمام الرضا عليه السلام وبشارة بولادة ابنه الجواد عليه السلام: «انّه سيُولَد له غلامٌ أمينٌ مبارك».(2)
ومن أعجب ما قيل بشانه هو ما قاله الإمام الرضا عليه السلام في طفولة ابنه الجواد.
عَنْ يَحْيَى الصَّنْعَانِيِّ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام، وهُوَ بِمَكَّةَ، وهُوَ يُقَشِّرُ مَوْزاً، ويُطْعِمُهُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام، فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا الْمَوْلُودُ الْمُبَارَكُ؟
قَالَ عليه السلام: «نَعَمْ، يَا يَحْيَى! هَذَا الْمَوْلُودُ الَّذِي لَمْ يُولَدْ فِي الْإِسْلَامِ مِثْلُهُ مَوْلُودٌ أَعْظَمُ بَرَكَةً عَلَى شِيعَتِنَا مِنْهُ».(3)
فبعد ذكر هذه الروايات الصادرة عن المعصومين عليهم السلام، نسلط الضوء عليها لنقف عندها وقفة عميقة حتى يظهر لنا حكمة هذا البيان وحكمة وجود البركة في هذه المولود!
و من تأمل ودقق النظر في هذه الروايات يظهر له نقاط متعددة ومفيدة، نذكر ثلاثة منها:
الأولى:
﴿قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا﴾.(4)
وكان يحيى عليه السلام نبيا وهو صبي، وذلك كما قال الله تعالى: ﴿يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا﴾.(5)
ولكن الناس لم يروا بأعينهم هذه المعاجز، ولم يشاهدوا كيف يكون الصبي نبيا؟ وأما ببركة ولادة هذا المولود ووصوله للإمامة بعد مضي حدود سبع سنوات من عمره قد أحرزوا أفضل وأوضح دليل لإثبات هذه النقطه الاعتقادية، فأثبت الله تعالى للناس نبوة عيسي ويحيي ببركة ولادة الإمام الجواد عليه السلام.
الثانية:
فبعد ذلك يظهر للمتأمل بركة هذا المولود؛ لأنه لولاه ولولا إمامته في صغر سنه لصار قبول أمر الإمامة في الإمام المهدي عليه السلام أمرا صعبا.
الثالثة:
من المعلوم أنه بعد شهادة الإمام الكاظم عليه السلام ظهر تيار الوقف، وهم الذين قالوا بأن موسى بن جعفر لم يمت وإنما غاب، وسيعود وهو الإمام المهدي الذي بشرت به الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام، فلم يتقبلوا إمامة الإمام الرضا عليه السلام، وقد ازداد التشكيك في إمامته، حتى وصل إلى بعض محبيه وشيعته؛ وذلك لما لاحظوا عدم تحقق الإنجاب للإمام حتى مضى من عمره الشريف سبعة وأربعين سنة، فصاروا يشككون في إمامته عليه السلام إذ لو كان إماماً لكان له خلف، ولما لم يثبت الخلف له؛ فهذا يدل على عدم صحة إمامته.
فلما ولد الإمام الجواد عليه السلام زالت هذه الشبهة ببركة قدومه، وزالت فكرة هذا التيار المنحرف، ولم يكن عندنا من بعد الواقفة فرقة في التشيّع فمن يقبل بإمامة الإمام الرضا عليه السلام يقبل بإمامة جميع الأئمة الاثناء عشر عليهم السلام.
1ـ عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج 61، ص 1/ ح 29 ـ الباب 6.
2ـ الكافي: ج 1، ص 313؛ إعلام الورى: ج2، ص 50؛ الإمامة والتبصرة:80.
3ـ الكافي:ج 6، ص 361.
4ـ سورة مريم: 30 و31.
5ـ سورة مريم: 11 و 12.
تربية الأسرة في كلام الامام الجواد عليه السلام
قال أبو جعفر محمد بن على الجواد عليه السلام:« المؤمن يحتاج إلى ثلاث خصال : توفيق من الله ، وواعظ من نفسه ، وقبول ممن ينصحه. » (1).
الأسرة هي الخلية الأساسية في المجتمع، وهي الحاضنة الأولى التي يتلقى فيها الفرد قيمه وأخلاقه ومعارفه. ولذا، فإن تربية الأسرة تعتبر من أهم المسؤوليات الملقاة على عاتق الوالدين. فالأسرة الصالحة هي اللبنة الأساسية لمجتمع قوي ومترابط. وفي خضم هذا الدور الحساس، تبرز أهمية الاستلهام من الرواية المنقولة عن الإمام الجواد عليه السلام: :« المؤمن يحتاج إلى ثلاث خصال : توفيق من الله ، وواعظ من نفسه ، وقبول ممن ينصحه. » (2).
تعتبر الأخلاق والتوجيه الذاتي من الركائز الأساسية في تربية الأسرة، حيث تلعبان دورًا حاسمًا في تشكيل شخصية الأفراد وتوجيه سلوكهم نحو القيم الإيجابية. في عالم سريع التغيرات، حيث تتأثر الأجيال الجديدة بمؤثرات متعددة من وسائل الإعلام والتكنولوجيا، يصبح من الضروري أن نعيد النظر في أساليب التربية التي نعتمدها. إن التحلي بالأخلاق في الأسرة لا يقتصر فقط على تعليم القيم والمبادئ، بل يتعدى ذلك إلى تعزيز القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة وتوجيه النفس نحو الأهداف النبيلة.
تبدأ عملية التربية الأخلاقية من داخل المنزل، حيث يتعلم الأطفال من سلوكيات والديهم وتجاربهم اليومية. فالأسرة هي البيئة الأولى التي يتعرض فيها الفرد لمفاهيم الخير والشر، الحق والباطل، مما يجعل من الضروري أن تكون هذه البيئة مليئة بالقيم الإيجابية والمبادئ السليمة. من خلال تعزيز الأخلاق، يمكن للأسرة أن تساهم في بناء جيل قادر على مواجهة التحديات الاجتماعية والنفسية، متسلحًا بالقدرة على التوجيه الذاتي واتخاذ القرارات الصائبة.
توفيق من الله
إن أول ما يحتاجه المؤمن في مسيرة التربية، هو التوفيق من الله سبحانه وتعالى. فمهما امتلك الوالدان من علم وخبرة، ومهما بذلا من جهد وتضحية، فإنهما لن ينجحا في مهمة التربية إلا بتوفيق الله وعونه. وهذا التوفيق لا يأتي إلا بالدعاء والتضرع إلى الله، وبالإخلاص في النية والعمل، وبالالتزام بتعاليم الدين الحنيف. فالتوفيق من الله هو الأساس الذي تبنى عليه كل الجهود التربوية، وهو الذي يبارك فيها ويجعلها مثمرة. فالتوفیق من الله هي الخصيلة التي أكد عليها القرآن والروايت. حيث ورد حول النبي شعيب:﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ (3).
وفي هذا السياق يقول الإمام الرضا عليه السلام:« سَبعَةُ أشياءَ بِغَيرِ سَبعةِ أشياءَ مِن الاسْتِهْزاءِ : مَنِ اسْتَغْفَرَ بلِسانِهِ و لَم يَنْدَمْ بقَلبِهِ فَقدِ اسْتَهْزأ بنَفْسِهِ، و مَن سَألَ اللّه َ التَّوفيقَ و لَم يَجْتَهِدْ فَقدِ اسْتَهْزأ بنَفْسِهِ... » (4).
فيجب على الوالدين أن يلجآ إلى الله بالدعاء والتضرع، وأن يطلبا منه العون والتوفيق في مهمة التربية. فالدعاء هو سلاح المؤمن، وهو الصلة التي تربط العبد بربه. يجب أن تكون نية الوالدين خالصة لله في تربية أبنائهم، وأن يكون عملهم موافقًا لشرع الله. فالإخلاص هو روح العمل، وهو الذي يجعله مقبولًا عند الله.
واعظ من نفسه
المسألة الثانية هي أن يكون للشخص، خصوصا الوالدان، ضمير حي، يوقظه عند الزلل ويذكره بالحق. وفي سياق التربية، يجب أن يكون الوالدان قدوة صالحة لأبنائهم، وأن يكونا حريصين على محاسبة أنفسهما قبل محاسبة أبنائهما. فمن لم يكن واعظًا لنفسه، فلن يكون مؤثرًا في تربية غيره.
فقد روي عن أميرالمؤمنين عليه السلام:« ألاَ و إنّهُ مَن لَم يَكُن لَهُ مِن نَفسِهِ واعِظٌ لَم يَكُن لَهُ مِن اللّه ِ حافِظٌ » (5). وأيضا روي عنه عليه السلام:« اِعلَموا أنّهُ مَن لَم يُعَنْ على نَفسِهِ حتّى يَكونَ لَهُ مِنها واعِظٌ و زاجِرٌ ، لَم يَكُن لَهُ مِن غَيرِها لا زاجِرٌ و لا واعِظٌ » (6).
فالنكتة المهمة التي يجب التنبه عليها هي أن المؤمن إن لم يكن له واعظ من نفسه ولم يحاسب نفسه بنفسه، لم يتعض من بقية المؤمنين وسيتغلب عليه أعداؤه. فقد روي عن الإمام الباقر عليه السلام:« مَن لَم يَجعَلِ اللّه ُ لَهُ مِن نفسِهِ واعِظا ، فإنَّ مَواعِظَ النّاسِ لَن تُغنيَ عَنهُ شيئا » (7). وقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام:« مَن لَم يَكُن لَهُ واعِظٌ مِن قَلبِهِ ، و زاجِرٌ مِن نَفسِهِ ، و لَم يَكُن لَهُ قَرينٌ مُرشِدٌ ، استَمكَنَ عَدُوُّهُ مِن عُنُقِهِ » (8).
فلهذا يجب أن يكون الوالدان قدوة حسنة لأبنائهم في أقوالهم وأفعالهم، وأن يتصفا بالأخلاق الحميدة والسلوك القويم. فالأبناء يتأثرون بوالديهم أكثر من أي شخص آخر، وهم يقتدون بهم في كل شيء. وكذلك يجب على الوالدين أن يحاسبا أنفسهما باستمرار، وأن يقوما بتقويم سلوكهما وأخلاقهما. فمحاسبة النفس هي الخطوة الأولى نحو الإصلاح والتغيير. يجب على الوالدين أن لا يترددا في الاعتراف بالخطأ أمام أبنائهما، وأن يعتذرا لهم عند الخطأ. فالاعتراف بالخطأ هو دليل على الشجاعة والصدق، وهو يعلم الأبناء كيف يتعاملون مع أخطائهم.
قبول ممن ينصحه
المسألة الثالثة هي أن يكون المؤمن متواضعًا، ويتقبل النصح والتوجيه من الآخرين، خاصة ممن هم أصحاب علم وخبرة. وفي مجال التربية، يجب على الوالدين أن يكونا منفتحين على النصيحة والتوجيه من أهل الاختصاص، وأن يتقبلا النقد البناء من الآخرين. فالتواضع هو مفتاح العلم والحكمة. وفي هذا السياث يقول أميرالمؤمنين عليه السلام:« العاقِلُ مَنِ اِتَّعَظَ بِغَيره... اَلمواعِظُ شِفاءٌ لِمَن عَمِلَ بها... بِالمَواعِظِ تَنجلي الغَفلةُ.. » (9).
قبول النصيحة يشجع على فتح قنوات الحوار بين أفراد الأسرة. عندما يشعر الأفراد بأن آراءهم تُؤخذ بعين الاعتبار، فإنهم يكونون أكثر استعدادًا للتعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم. هذا التواصل الفعّال يعزز من الروابط الأسرية ويخلق بيئة داعمة. ففي هذا السياق يقول الإمام الباقر عليه السلام:« خُذوا الكَلِمَةَ الطّيِّبَةَ مِمَّن قالَها و إنْ لَمْ يَعْمَلْ بِها. » (10).
كل فرد في الأسرة يحمل تجارب ومعارف فريدة. من خلال قبول النصيحة، يمكن للأفراد الاستفادة من خبرات بعضهم البعض، مما يسهم في تطوير مهاراتهم وقدراتهم. فالأبناء يمكنهم التعلم من تجارب والديهم، والعكس صحيح. ولهذا يقول أميرالمؤمنين عليه السلام:« إسمعوا النّصيحة ممّن أهداها إليكم و اعقلوها على أنفسكم. » (11). وعنه عليه السلام أيضا:« اِتَّعِظوا مِمَّنْ كان قبلَكُم قَبلَ أَن يَتّعِظَ بِكُم مَن بعدَكُم » (12).
النصيحة التي تُقدم في إطار أخلاقي تساعد في تعزيز القيم مثل الصدق، الاحترام، والتعاون. عندما يتقبل الأفراد النصيحة، فإنهم يتعلمون كيفية التعامل مع الآخرين بطريقة إيجابية، مما يساهم في بناء مجتمع أكثر تماسكًا. والشئ المهم هو أن قبول النصيحة يشجع الأفراد على التفكير النقدي وتطوير مهارات التوجيه الذاتي. عندما يتمكن الأبناء من تقييم النصائح المقدمة لهم، فإنهم يتعلمون كيفية اتخاذ قرارات مدروسة، مما يعزز استقلاليتهم وثقتهم بأنفسهم. ولهذا يقول الإمام الصادق عليه السلام:« عَليكَ بِالنُّصحِ للهِ في خَلقِه فَلَنْ تَلقاهُ بِعَملٍ أَفضلَ مِنه » (13).
هذه كانت جملة من الروايات والنصح في تربية الأولاد في ضمن رواية الإمام الجواد عليه السلام.
1) بحار الأنوار (للعلامة محمد باقر المجلسي) / المجلد: 78 / الصفحة: 358 / الناشر: مؤسسة الوفاء – بيروت / الطبعة: 1.
2) بحار الأنوار (للعلامة محمد باقر المجلسي) / المجلد: 78 / الصفحة: 358 / الناشر: مؤسسة الوفاء – بيروت / الطبعة: 1.
3) سورة هود / الآية: 88.
4) بحار الأنوار (للعلامة محمد باقر المجلسي) / المجلد: 78 / الصفحة: 356 / الناشر: مؤسسة الوفاء – بيروت / الطبعة: 1.
5) بحار الأنوار (للعلامة محمد باقر المجلسي) / المجلد: 41 / الصفحة: 133 / الناشر: مؤسسة الوفاء – بيروت / الطبعة: 1.
6) نهج البلاغة (للسيد الرضي) / المجلد: 1 / الصفحة: 123 / الناشر: دار الكتب اللبناني – بيروت / الطبعة: 1.
7) تحف العقول (لإبن شعبة الحراني) / المجلد: 1 / الصفحة: 294 / الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي – قم / الطبعة: 2.
8) الأمالي (للشيخ الصدوق) / المجلد: 1 / الصفحة: 526 / الناشر: قسم الدراسات الإسلامية في مؤسسة البعثة – قم / الطبعة: 1.
9) غرر الحكم ودرر الكلم (لعبدالواحد التميمي) / المجلد: 1 / الصفحة: 407 / الناشر: دار الكتاب الإسلامي – قم / الطبعة: 2.
10) تحف العقول (لإبن شعبة الحراني) / المجلد: 1 / الصفحة: 299 / الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي – قم / الطبعة: 2.
11) غرر الحكم ودرر الكلم (لعبدالواحد التميمي) / المجلد: 1 / الصفحة: 151 / الناشر: دار الكتاب الإسلامي – قم / الطبعة: 2.
12) غرر الحكم ودرر الكلم (لعبدالواحد التميمي) / المجلد: 1 / الصفحة: 407 / الناشر: دار الكتاب الإسلامي – قم / الطبعة: 2.
13) سفينة البحار (للشيخ عباس القمي) / المجلد: 8 / الصفحة: 253 / الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر – قم / الطبعة: 2.
الإمام الخامنئي: أمريكا فشلت في إيران وتحاول تعويض هذا الفشل
قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، استقبل اليوم الأربعاء، الآلاف من أهالي مدينة قم المقدسة في حسينية الإمام الخميني (رض).
يأتي هذا اللقاء في إطار إحياء الذكرى السنوية لانتفاضة التاسع عشر من دي لعام 1356 (9 يناير 1978).
بعض أهم محاور كلمة قائد الثورة الإسلامية كما يلي:
كانت إيران في فترة الشاه قلعة حصينة للمصالح الأمريكية؛ ومن داخل هذه القلعة انبثقت الثورة وتفجرت. لم يفهم الأمريكيون، خدعوا، وذهلوا، واغتروا؛ هذا هو الخطأ الحسابي لأمريكا.
بعد الثورة، على مدار هذه العقود، أخطأ الأمريكيون في غالب الأحيان في مسائل إيران. هذه الكلمات موجهة بشكل خاص لأولئك الذين يشعرون بالخوف من سياسات أمريكا.
العمل البرمجي هو الكذب، خلق فجوة بين الواقع والأفكار العامة والتصورات؛ أنتم تزدادون قوة، وهو يروج لفكرة أنكم تضعفون. هو نفسه يضعف، ويعلن أنه يقوى. أنتم تصبحون غير قابلين للتهديد، فيقول: "سأدمركم بالتهديد." هذه هي الدعاية. وهناك البعض الذين يتأثرون بذلك.
اليوم، العمل الأساسي والمهم لأجهزتنا الدعائية، لأجهزتنا الثقافية، دعاية وزارتنا، إذاعتنا وتلفزيوننا، نشطائنا في الفضاء الإلكتروني، هو أن يكسروا وهم قوة العدو، ألا يسمحوا للدعاية المعادية بالتأثير على الرأي العام. هذا هو العمل الذي قام به أهل قم في يوم 19 دي 56.
جواب سماحة آية الله خامنئي لأولئك الذين يسألون لماذا تتفاوض إيران مع الأوروبيين ولديها علاقات معهم بينما لا ترغب في التفاوض والتواصل مع أمريكا: "أمريكا كانت قد تملكت هذا المكان لكنها انتزعت منه. لذلك، حقدها تجاه البلاد والثورة هو حقد "الجمل"، ولن تتخلى عنها بسهولة. أمريكا قد فشلت في إيران، وهي تسعى لتعويض هذا الفشل."
على المسؤولين ومتخذي القرارات ألا يأخذوا بعين الاعتبار مطالب ومواقف أمريكا والصهاينة على الإطلاق.
وشكر سماحة آية الله الخامنئي المواقف الواضحة والشجاعة لرئيس الجمهورية بشأن الكيان الصهيوني ودعم الولايات المتحدة لهذا الكيان.
إذا استمع المسؤولون في بلادنا في أي فترة من الفترات إلى التوقعات غير المبررة للأمريكيين، أي أخذ مصلحة أمريكا بعين الاعتبار في اتخاذ القرارات بشأن قضايا مختلفة، فإنهم يهددون الديمقراطية وجمهورية البلاد.
المقاومة حية ويجب أن تبقى حية ويجب أن تصبح أقوى يوماً بعد يوم. ونحن نساند المقاومة، نساند المقاومة في غزة، في الضفة الغربية، في لبنان، في اليمن، ومن أي نقطة تواجه الحركة الخبيثة للكيان الصهيوني وتقاومها، نحن نساندهم.
وفي ما يلي تفاصيل خطاب قائد الثورة الإسلامية:
وصف قائد الثورة الإسلامية، 46 عاما من الحسابات والسياسات الخاطئة من قبل أمريكا تجاه الشعب الإيراني بأنها استمرار للخطأ الحسابي نفسه الذي ارتكبته أمريكا في تحليل انتفاضة 19 دي التاريخية.
وأشار إلى ضرورة التعلم من انتفاضة 19 دي، وأكد على الجهود "المستمرة والواسعة والفعّالة" من قبل وسائل الإعلام والنشطاء في الفضاء الإلكتروني لـ "تمزيق وهم قوة العدو وحماية الأفكار العامة" وتركيز المسؤولين الكامل على مصالح الشعب والبلاد في كل قرار وإجراء اقتصادي وثقافي كاحتياجات حيوية اليوم.
وقال سماحته: يجب على الجميع أن يستمروا في الحركة الوطنية نحو تحقيق الأهداف الاقتصادية وغير الاقتصادية بالأمل والجهود المتزايدة.
واعتبر آية الله الخامنئي انتفاضة 19 دي من قبل الشعب المؤمن والشجاع في قم من قمم تاريخ البلاد، مثلما هو الحال مع جميع أيام الله، تحتوي على دروس وعبر متعددة، وقال: أهم درس من ذلك اليوم هو أنه يظهر ما نوع الإيراني الذي تفضله أمريكا وتتمناه.
وأشار قائد الثورة إلى زيارة الرئيس الأمريكي وقتها، جيمي كارتر، إلى طهران في 31 ديسمبر 1977، ومدحه الكاذب لمحمد رضا شاه ووصفه لإيران تحت حكم الشاه بأنها "جزيرة استقرار.
وأضاف: إيران 1977 التي كان كارتر يعتبرها مثالاً مطلوباً لأمريكا، كانت من الناحية السياسية الخارجية تابعة تماماً للأمريكيين وتؤمن مصالحهم، ومن الناحية الداخلية كانت تشهد قمعاً شديداً لكل الحركات المعارضة وحتى المختلفة عن النظام، ومن الناحية الاقتصادية كانت تتمتع بإيرادات ضخمة من بيع النفط لكن بنظام طبقي متشدد، ومن الناحية العلمية والتكنولوجية كانت متأخرة، ومن الناحية الثقافية كانت بلداً ينتشر فيه فساد وفجور وغربيات فاسدة بشكل يومي.
وتابع: إن انتفاضة 19 دي انتزعت "إيران التي كانت مرغوبة للأمريكيين" من قبضتهم، لكن أمريكا لا تزال تحلم بتلك إيران، والتي بالطبع كما أخذ كارتر هذه الرغبة إلى قبره، فإن باقي الأمريكيين أيضاً سيأخذونها إلى قبورهم.
واعتبر سماحة آية الله الخامنئي الدرس الثاني من انتفاضة 19 دي هو كشف خطأ الحسابات الأمريكية وإثبات عجزهم عن فهم واقع إيران.
وأضاف قائد الثورة: أولئك الذين يربطون آمالهم بمظاهر أمريكا وينسون عظمة الله والشعب الإيراني يجب أن ينتبهوا إلى أنه فقط بعد 9 أيام من مدح كارتر لـ "جزيرة الاستقرار" الأمريكية، أظهرت انتفاضة أهالي قم الرائدة كم أن أمريكا متأخرة وغافلة في فهم قضايا إيران.
وقد شبه سماحته انتصار الثورة الإسلامية من قلب "أهم معقل للاستكبار" بتربية النبي موسى (عليه السلام) في قصر فرعون، وأضاف: الأمريكيون ظلوا نائمين، بينما انفجرت الثورة الإسلامية العظيمة من قلب قلعة مصالحهم القوية؛ تماماً كما كان فرعون غافلاً عن أن موسى كان ينمو ويترعرع في بيته.
وأشار آية الله الخامنئي إلى استمرار أخطاء الحسابات الأمريكية تجاه إيران على مدار 46 سنة مضت، وأضاف: أولئك الذين يخافون من سياسات أمريكا، لا ينبغي أن يخافوا ويجب أن يولوا اهتماماً كافياً إلى هذه النقطة الضعف الأساسية والمستمرة في نظام الولايات المتحدة.
وشرح قائد الثورة الإسلامية بعض السياسات الخاطئة وغير المثمرة لأمريكا تجاه الشعب الإيراني وأشار إلى موضوع العقوبات، وقال: لقد استهدفت العقوبات إضعاف الاقتصاد الإيراني وتركيعه، لكن الشعب الإيراني حقق خلال فترة العقوبات أكبر تقدم في مجالي العلم والتكنولوجيا، وبرز شبابه المستعد للعمل في مختلف الميادين.
وأضاف سماحته: بالطبع، العقوبات ألحقت أضراراً بالبلاد، لكنها لم تتمكن من تحقيق أهدافهم، وإن شاء الله سيأتي يوم يحاسب فيه الشعب الإيراني على هذه الأضرار أيضاً.
ووصف سماحة آية الله الخامنئي انتصار الثورة بإحداث تصدعات في جدار الاستكبار الخرساني وزعزعة حصون الغرب، وأضاف: درس آخر من انتفاضة 19 دي هو أننا يجب أن نحصن الرأي العام لشعبنا ضد دعاية العدو.
واعتبر سماحته أن الهدف من نشر مقال مسيء ضد الإمام الخميني في إحدى الصحف في 1977 كان نتيجة استغلال الولايات المتحدة ونظام الشاه لأدوات البرمجيات الإعلامية، وقال: كانوا يريدون إسكات "ذو الفقار اللسان" للإمام الخميني، الذي كان من جوار مرقد أمير المؤمنين (عليه السلام) يبعث الأمل والدفء في قلوب الناس، لكن أهالي قم بوعيهم وعدم ثقتهم في دعايات أمريكا ونظام الشاه أفشلوا تلك المؤامرة.
وأشار قائد الثورة إلى الزيادة الهائلة في استخدام الأمريكيين للبرمجيات الإعلامية لتعزيز نتائج استخدام الأدوات الصلبة، وقال: في غزة، قتلوا عشرات الآلاف من البشر، لكنهم لم يستطيعوا القضاء على المقاومة بالأدوات الصلبة. وفي لبنان أيضاً، استشهد شخصيات مثل السيد حسن نصر الله وغيره من القادة، لكن حزب الله لم ينهزم ولن يُهزم.
ووصف سماحته العمل التوضيحي والإعلامي بأنه مؤشر بالغ الأهمية، وقال: العدو من خلال اختلاق الأكاذيب، وخلق فجوة بين الواقع وأفكار الناس وتصوّراتهم، وأساليب أخرى، يحاول التأثير على الرأي العام. واليوم، يجب على هيئة الإذاعة والتلفزيون، ووزارة الإرشاد، وجميع المؤسسات الإعلامية والثقافية، والنشطاء في الفضاء الإلكتروني، أن يمزقوا وهم قوة العدو ويوفروا الحماية للرأي العام ضد الأكاذيب، والتهديدات، والتحريفات التي يقوم بها.
وأشار قائد الثورة إلى أن طبيعة الاستكبار لم تتغير عن الماضي، وقال: لا يظن أحد أن أمريكا والكيان الصهيوني اليوم يختلفان عن الماضي، لكن أساليبهما وأدواتهما أصبحت أكثر تنوعاً وانتشاراً بمقدار ألف مرة، ولذلك علينا أيضاً أن نكون أكثر يقظة ودقة بمقدار ألف مرة.
واعتبر سماحته أن تحصين الرأي العام ضرورة أساسية، وأضاف: المفتاح هو ألا نصدق كلام العدو، وندرك أن ما يطرحه العدو في دعاياته للتأثير على الرأي العام هو خادع وكاذب، وعلينا أن نرفضه على الفور.
وفي جزء آخر من حديثه، وصف سماحة آية الله الخامنئي إيران بأنها قمة استراتيجية في العالم، لما تتمتع به من نِعَم قيمة مثل الموارد الطبيعية والقوة البشرية المتقدمة فوق المتوسط العالمي، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي الممتاز وجغرافيتها السياسية الحساسة.
وأضاف: كانت إيران، منذ حوالي 80 عاماً، ولمدة عدة عقود، تحت سيطرة أمريكا، ولكن الثورة الإسلامية حررت البلاد من قبضة أمريكا، ولهذا السبب لا يستطيعون نسيان مرارة الثورة.
وأشار سماحة آية الله الخامنئي إلى تصريحات بعض الأشخاص الذين يتساءلون عن سبب رفض الجمهورية الإسلامية التفاوض والتواصل مع أمريكا رغم وجود علاقات مع الدول الأوروبية وسفاراتها في إيران، وقال: إن إيران قبل الثورة كانت تحت هيمنة أمريكا، ولكن الثورة الإسلامية أخرجت هذه الثروة السياسية والاقتصادية الهائلة من قبضتهم، ولهذا فإن حقدهم للثورة دفين وأعمق بكثير مقارنة بالدول الأوروبية.
واعتبر قائد الثورة أن فشل أمريكا في استعادة إيران، رغم التكاليف الباهظة التي تحملتها خلال الـ 46 عاماً الماضية، هو سبب آخر لحقدها على الشعب الإيراني والجمهورية الإسلامية، وأضاف: لقد مُنيت أمريكا بالهزيمة في هذا البلد، وهي تحاول تعويض هذه الهزيمة، ولذلك تعادي الشعب الإيراني بكل ما تستطيع.
وأوضح سماحته أن أحد مطالب الاستكبار، وعلى رأسه الحكومة الأمريكية، من جميع الدول بما فيها مسؤولو الجمهورية الإسلامية، هو مراعاة مصالحهم واعتباراتهم عند صياغة القضايا المختلفة. وشدد على أن الرضوخ لهذا المطلب غير المشروع يشكل تهديداً للديمقراطية والجمهورية في البلاد، وقال: لقد صوّت الشعب للمسؤولين لتحقيق مصالحهم، وليس لتحقيق مصالح أمريكا. لذلك، يجب أن يركز صانعو القرار في القضايا الاقتصادية مثل التضخم والإنتاج والعملات، وكذلك في القضايا الثقافية كالحجاب، على مصالح الشعب الإيراني والجمهورية الإسلامية فقط، وألا يراعوا أبداً مصالح أمريكا والصهاينة، لأنهم أعداء للشعب الإيراني والجمهورية الإسلامية، وغايتهم تدمير إيران.
وأعرب قائد الثورة عن سعادته بالمواقف الصريحة والحازمة والشجاعة التي اتخذها رئيس الجمهورية ضد الكيان الصهيوني ودعم أمريكا لجرائم الصهاينة، قائلاً: هذه المواقف أسعدت قلوب الشعب.
وأكد سماحته أهمية الحفاظ على الأمل في مواجهة جهود العدو لتثبيط عزيمة الشباب، وقال: يجب أن نعتمد على الهداية والعون الإلهي، وعلى القوة الإلهية التي تكمن في الشعوب، ويجب أن يكون الهدف الأساسي لجميع العاملين في المجال الإعلامي وكل من يمتلك منبراً هو تعزيز الأمل في القلوب وتجنب بث أي كلمات محبطة.
ووصف قائد الثورة آفاق الاقتصاد الإيراني بأنها واعدة من وجهة نظر الخبراء والمطلعين على الواقع، وأضاف: هناك من يرى أن تحقيق سياسات مثل النمو الاقتصادي بنسبة 8% أمر غير ممكن، ولكن في معرض نشطاء الاقتصاد الذي زاره الرئيس مؤخراً، تم التأكيد وإثبات أن تحقيق هذا النمو ممكن دون الاعتماد على الخارج، وهو ما ردده الرئيس أيضاً بناءً على تصريحات الخبراء والنشطاء.
وأشار سماحته إلى أن الأمل يتطلب العمل الجاد والمثابرة، وأضاف: يجب أن نسعى، بالأمل والعمل، لتوفير متطلبات تقدم البلاد.
واختتم سماحة آية الله الخامنئي خطابه بالتأكيد على أن أحداث المنطقة، بما في ذلك سوريا، يجب ألا تؤدي إلى تهميش قضية فلسطين، وقال: "الركيزة الأساسية للمقاومة هي الصمود في وجه التحركات الخبيثة للكيان الصهيوني."
وشدد سماحته على أهمية "بقاء المقاومة وتعزيز قوتها يوماً بعد يوم"، وأضاف: "نحن ندعم المقاومة في غزة، والضفة الغربية، ولبنان، واليمن، وفي أي مكان تقف فيه المقاومة ضد الكيان الصهيوني.
قائد الثورة الإسلامیة الإیرانیة: قوات الحشد الشعبي تمثّل عنصراً مهماً من عناصر القوة في العراق
أعمال شهر رجب المرجب
أن يدعو في كلّ يوم من رجب بهذا الدّعاء الذي روى انّ الامام زين العابدين صلوات الله وسلامه عليه دعا به في الحجر في غرّة رجب :
خيرُ الدنيا والآخرةِ
عَنِ اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى نَصَبَ فِي اَلسَّمَاءِ اَلسَّابِعَةِ مَلَكاً، يُقَالُ لَهُ: اَلدَّاعِي، فَإِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَجَبٍ، يُنَادِي ذَلِكَ اَلْمَلَكُ كُلَّ لَيْلَةٍ مِنْهُ إِلَى اَلصَّبَاحِ: طُوبَى لِلذَّاكِرِينَ، طُوبَى لِلطَّائِعِينَ، وَيَقُولُ اَللَّهُ تَعَالَى: أَنَا جَلِيسُ مَنْ جَالَسَنِي، وَمُطِيعُ مَنْ أَطَاعَنِي، وَغَافِرُ مَنِ اِسْتَغْفَرَنِي، اَلشَّهْرُ شَهْرِي، وَاَلْعَبْدُ عَبْدِي، وَاَلرَّحْمَةُ رَحْمَتِي، فَمَنْ دَعَانِي فِي هَذَا اَلشَّهْرِ أَجَبْتُهُ، وَمَنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ، وَمَنِ اِسْتَهْدَانِي هَدَيْتُهُ، وَجَعَلْتُ هَذَا اَلشَّهْرَ حَبْلاً بَيْنِي وَبَيْنَ عِبَادِي فَمَنِ اِعْتَصَمَ بِهِ وَصَلَ إِلَيَّ»[1].
إنَّ فريضةَ شهرِ رجبٍ هوَ الدعاءُ؛ لكونِهِ شهرَ اللهِ، فهوَ شهرُ ذكرِ اللهِ ودعائِهِ، وشهرُ قراءةِ الزياراتِ، كما أنَّ فيهِ أعمالاً كثيرةً، فدعاءُ «يا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ»[2] منَ الأدعيةِ التي تُستحَبُّ قراءتُها بعدَ كلِّ صلاةٍ واجبةٍ في هذا الشهرِ، وقراءتُهُ لا بدَّ من أن تكونَ معَ التوجُّهِ للمفاهيمِ العظيمةِ المهمّةِ التي يحتويها، وفي كلِّ مرّةٍ يقرؤهُ الإنسانُ بهذهِ الطريقةِ يزدادُ قرباً منَ اللهِ تعالى.
«يا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ، وَآمَنُ سَخَطَهُ عِنْدَ كُلِ شَرٍّ، يا مَنْ يُعْطِي الْكَثِيرَ بِالْقَلِيلِ، يا مَنْ يُعْطِي مَنْ سَأَلَهُ، يا مَنْ يُعْطِي مَنْ لَمْ يَسْأَلْهُ وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ تَحَنُّناً مِنْهُ وَرَحْمَةً، أَعْطِنِي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ جَمِيعَ خَيْرِ الدُّنْيا وَجَمِيعَ خَيْرِ الاخِرَةِ، وَاصْرِفْ عَنِّي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ جَمِيعَ شَرِّ الدُّنْيا وَشَرِّ الاخِرَةِ، فَإِنَّهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ ما أَعْطَيْتَ، وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ يا كَرِيمُ».
يقولُ الإمامُ الخامنئيُّ (دام ظلّه)، شارحاً فقراتِ هذا الدعاءِ:
«يا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ»؛ أي إنَّنا نأملُ الثوابَ من كلِّ خيرٍ عمِلناهُ، فالحراسةُ في سبيلِ اللهِ، والصلاةُ، وقولُ الصدقِ، وكلُّ عملٍ إلهيٍّ، فإنَّنا نرجو الثوابَ منَ اللهِ على عملِهِ.
«وَآمَنُ سَخَطَهُ عِنْدَ كُلِ شَرٍّ»؛ أي إنَّنا نلجأُ إلى اللهِ مِن سخطِهِ عندما نقومُ بعملٍ سيِّئ… حقّاً إنَّ هاتينِ الكلمتَينِ مناجاةٌ كاملةٌ، إنَّكَ حليمٌ، إنَّكَ صبورٌ علينا، لا تَعْجَلُ بعذابِكِ، إنَّها تُبيِّنُ العظمةَ الإلهيّةَ وخصائصَ العبدِ.
«يا مَنْ يُعْطِي الْكَثِيرَ بِالْقَلِيلِ»؛ أي إنَّ جهادَ هذا الشعبِ، ومظلوميّةَ الإمامِ (قُدِّس سرُّه)، ودماءَ الشهداءِ، وإيثارَ المجاهدينَ، والصبرَ والاستقامةَ في مقابلِ الشدائدِ، كلُّ ذلكَ يُعَدُّ قليلاً إذا ما قيسَ بثوابِ اللهِ تعالى وأجرِهِ.
«يا مَنْ يُعْطِي مَنْ سَأَلَهُ»؛ أي إنَّ اللهَ تعالى يُعطي العبدَ ما سألَهُ إنْ كانَ صالحاً، فسُنّةُ عالمِ الخلقِ قائمةٌ على ذلكَ، حتّى لو لم يتذكّرْهُ العبدُ، ومنَ الممكنِ أن تتأخّرَ الإجابةُ، إلّا أنّها تحدثُ. لقد كانَ بعضُهُم يقولُ: لقدْ أكثرْنا منَ الدعاءِ من أجلِ سقوطِ النظامِ البهلويِّ، إلّا أنَّهُ لم يسقطْ! فكنتُ أجيبُهُم بأنَّ الإجابةَ لها وقتٌ خاصٌّ، فعليكُم بالصبرِ حتّى ترَونَ ذلكَ في وقتِهِ، وفعلاً شاهدتُمُ الإجابةَ.
«يا مَنْ يُعْطِي مَنْ لَمْ يَسْأَلْهُ»، عندما أتيْنا إلى هذهِ الدنيا، هل طلبْنا منَ اللهِ أن يُعطيَنا حليباً؟! إلّا أنَّ اللهَ تعالى أعطانا إيّاهُ. نعم، إنَّهُ يُنعِمُ على مَن لم يسألْ، ومَن لم يطلبْ، «وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ»، كالكفّارِ والملحدينَ، «تَحَنُّناً مِنْهُ وَرَحْمَةً»؛ أي إنَّكَ تُعطي برحمتِكَ ومحبّتِكَ.
«أَعْطِنِي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ جَمِيعَ خَيْرِ الدُّنْيا وَجَمِيعَ خَيْرِ الآخِرَةِ»؛ إنَّكُم تتصوّرونَ الخيرَ في الكثيرِ منَ الأمورِ، إلّا أنَّ اللهَ يمنعُها عنكُم، إنَّ بعضَ النعَمِ والثروةِ والمالِ والمنصبِ مضرٌّ بالشخصِ، والباري هوَ الذي يعلمُ ما يفيدُكُم، فاسألوا اللهَ تعالى أن يعطيَكُم الخيرَ الذي يعلمُهُ هوَ.
«وَاصْرِفْ عَنِّي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ جَمِيعَ شَرِّ الدُّنْيا وَشَرِّ الآخِرَةِ، فَإِنَّهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ ما أَعْطَيْتَ، وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ يا كَرِيمُ»، هنا يأخذُ (سلامُ اللهِ عليه) بلحيتِهِ، والدموعُ تجري من عينَيهِ، فيقولُ: «يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ، يا ذَا النَّعْماءِ وَالْجُودِ، يا ذَا الْمَنِّ وَالطَّوْلِ، حَرِّمْ شَيْبَتِي عَلَى النّارِ». لو أعطانا اللهُ جميعَ النعَمِ، فلا فائدةَ منها ما لم يُحرِّم أجسادَنا على النارِ.
إذا قرأتُم هذا الدعاءَ خمسَ مرّاتٍ يوميّاً، فستكونونَ أكثرَ قرباً منَ اللهِ تعالى.
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين
[1] السيّد ابن طاووس، الإقبال بالأعمال الحسنة، ج3، ص174.
[2] المصدر نفسه، ج3، ص211. وراجع: الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج2، ص584 – 585.