emamian

emamian

قال قائد الثورة الاسلامية، آية الله السيد علي خامنئي، في محفل الأنس بالقرآن الكريم، إن الشعب الإيراني يواجه حالياً تحديات كبيرة من قوى كافرة ومنافقة، مؤكدا أن إيران لا تعاني من أي مشكلة مع شعوب العالم، بل إن التدخلات تأتي من تلك القوى.

 

وفي اليوم الأول من شهر رمضان المبارك، أقيم محفل الأنس بالقرآن الكريم اليوم الأحد عند الساعة 15.00 بحضور قائد الثورة الإسلامية في حسينية الإمام الخميني (رض).

جانب من تصريحات قائد الثورة في هذا اللقاء:

إذا تمت تلاوة القرآن بشكل صحيح وتم الاستماع إليه، زالت جميع الأمراض. القرآن يخبرنا بالعلاج، فإذا انتبهنا فإنه يخبرنا بالعلاج، ويبين لنا الطريق ويحفزنا. هذه نقطة مهمة. هناك الكثير من الأشخاص الذين يعرفون الطريق، لكن ليس لديهم الدافع، والأجهزة الفكرية والأخلاقية غير قادرة على تحفيز هؤلاء الأشخاص. القرآن يحفز. وعندما يُحسن تلاوة القرآن، ونحسن الاستماع إليه، وننتبه إليه، ستتحقق لنا هذه النتائج العظيمة.

وأشار الامام الخامنئي ان اليوم، في مجال الارتباط والتواصل مع العالم الخارجي، يواجه الشعب الإيراني جبهة واسعة من القوى الكافرة والمنافقة . لكن ليس لدينا مشكلة مع الشعوب. الشعوب إما إخوة أو إذا كانوا غرباء لا علاقة لهم ببعضهم البعض. أولئك الذين يتدخلون بالدول والشعوب هم تلك القوى.

واضاف: اليوم، نحن من بين تلك الدول التي تواجه جبهة واسعة من تلك القوى. كيف يجب ان نتعامل مع هؤلاء؟ القرآن يحتوي على كيفية التعامل مع هؤلاء. في أي مرحلة يجب أن نتحدث معهم، وفي أي مرحلة يجب أن نتعاون، وفي أي مرحلة يجب أن نلجمهم على فمهم، وفي أي مرحلة يجب أن نسحب السيف عليهم. كل هذا واضح في القرآن.

واكد قائد الثورة ان وجهة نظر الإسلام، تُعدّ العدالة، بعد التوحيد والمعارف والعلاقة مع الله، أهم قضية في بناء المجتمع الإسلامي.

وأضاف انه تعاني كل البشرية اليوم من الأمراض الأخلاقيّة. فقد أصيب البشر بالحسد، والبخل، وسوء الظن، والكسل، والأنانيّة، وتقديم المصالح الشخصيّة على المصالح الجماعيّة؛ وعلاجها في «القرآن».

ومن أهم القضايا التي عمل عليها السيد الشهيد كانت القضية الفلسطينية، التي من أجلها ارتقى شهيدًا كبيرًا على طريق القدس، دفاعًا عن كل المقدسات التي تقبع تحت نير الاحتلال الإسرائيلي منذ عشرات السنوات، وإصرارًا على نيل الشعب الفلسطيني حريته وحقوقه، رغم تخلي الكثير من الأنظمة العربية والإسلامية، وتلك التي تدّعي تأييد الإنسانية واحترام حقوق الإنسان.

ولعل هذا الإصرار على مواصلة دعم فلسطين ومقاومتها وشعبها، رغم كل أشكال التخلي من الآخرين، هو أحد العناصر المهمة التي تجسد إنسانية هذا القائد. وهذه الخاصية تنسحب على قضايا أخرى دعمها طوال حياته قولًا وفعلًا، ومنها قضية الشعب اليمني ورفض العدوان عليه، بالرغم من انكفاء كثيرين ممّن يرفعون لواء الحقوق والشريعة والأخلاق والعروبة. فالجميع تراجع أمام سلطة المال والبترول والدعم الأميركي-الإسرائيلي، بينما رفض السيد الشهيد ذلك، واعتمد قاعدة نصرة الحق في وجه السلطان الجائر، ولو كان ثمن ذلك المزيد من التآمر عليه وعلى حزبه وأهله ومحوره.

وكل ما نشاهده اليوم من تآمر على المقاومة في المنطقة يأتي ضمن سياق الانتقام منها ومن قياداتها التي رفضت الرضوخ والهوان أمام كل محاولات الترغيب والترهيب التي تمارسها الأنظمة الإقليمية المدعومة أميركيًا وإسرائيليًا وغربيًا. فهؤلاء لا يتقبلون أن يقف أحد في وجه غطرستهم وإجرامهم، الذي تشهد عليه الوقائع في اليمن والبحرين، وصولًا إلى البوسنة والهرسك، حيث كان لحزب الله مجاهدون قاتلوا هناك في سبيل نصرة الحق ضد الباطل، وارتقى منهم شهيدٌ هو السعيد رمزي مهدي.

من فكر السيد نصر الله.. القائد الإنساني حتى الشهادة

وقضية الإنسان ذاتها كانت تحكم عمل المقاومة في كثير من محطاتها، رغم قساوة المعارك التي خاضتها، والشواهد أكثر من أن تُعد أو تُحصى. وهو النهج ذاته الذي حكم عمل الشهيد السيد نصر الله، فهذا القائد المعلم الناصح كان إنسانيًا في كل كلمة أو فعل أو موقف اتخذه، ولم يكن يسعى إلا لقول الحق والعمل به، ولو كان ذلك على حسابه وحساب حزبه ومحبيه. فلم يكن يخشى قول الحق، ولو أدى ذلك إلى مسؤولية مباشرة عليه وعلى حزب الله، ولم يكن يتردد في تحمل الواجب، ولو كان في ذلك ضرر محتمل عليه، طالما أنه يسعى لرفع الضرر عن الآخرين وعن لبنان والأمة. فالسيد نصر الله لم يكن يبحث عن شعبية على حساب مصلحة وطنه وأمته، بل كان يتحمل وحزب الله وزر الآخرين، وحتى حملات التشويه والتعرض للمؤامرات، كرمى لحماية غيره أو درء الفتن والخلافات والمشاكل هنا وهناك.

وحتى في خطاباته وتواصله مع الناس، كان إنسانيًا إلى أبعد حد. عُرف عنه تواضعه وخجله أمام عوائل الشهداء وأطفالهم، وفي تواصله مع الجرحى وآلامهم. كانت دمعته سخية في مقامات الحزن والعطف والحنان، كما هو الحال عند سماع روايات مصارع الكرام من آل بيت محمد (ع)، وكان يجلّ حركات الأحرار في هذا العالم التي وقفت بجانب الحق ضد الباطل، ويرفع صوته عاليًا رفضًا للطغيان.

من فكر السيد نصر الله.. القائد الإنساني حتى الشهادة

وفي هذا السياق، قال المفكر العربي يحيى أبو زكريا في حديث لقناة المنار “القائد الأممي السيد حسن نصر الله كان من أهم القادة الذين آمنوا بفكر الوحدة الإسلامية، وكان يؤمن بأن تحرير القدس واسترجاع المقدسات يتطلب وحدة المسلمين”. ولفت إلى أن “السيد نصر الله عمل على استحضار كل الفتاوى التوحيدية، ومن يقرأ أدبياته لا يجد أي تجاوز في حق أي طائفة إسلامية أو مسيحية”.

وأضاف “لم يذكر أي رمز إسلامي بسوء في كل خطبه ولقاءاته، بل تبنّى فتوى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي، عندما حرّم المساس بحرمة الصحابة وأمهات المؤمنين”، مشددًا على أن “السيد نصر الله هو سيد الأمة ورمز الوحدة الإسلامية”.

وقال أبو زكريا “عند الغوص في الجانب الوحدوي من شخصية هذا القائد الأممي، ندرك أن السيد حسن نصر الله لم يكن مجرد قائد، بل كان مسكونًا بهموم الإنسانية وعذاباتها، وكان يعمل على إلحاق الهزيمة الفكرية والجهادية بالمستكبرين الذين حرموا المستضعفين من حقوقهم السياسية والاقتصادية”. وأضاف “السيد الشهيد انتصر للإنسان الذي يعاني من السياسات الظالمة ومحاولات الابتزاز”، وتابع “كان صوتًا ضد الاستعمار والاحتلال، وكان مع حق الإنسان في السيادة والتمتع بموارده الطبيعية، وكان مع نهضة المسلمين في خط طنجة – جاكرتا“. وأكد “كان عملاقًا بإيجاز، ويجب على الباحثين تحليل كل جوانب فكره، واستكشاف ما في هذا الفكر من إشعاع وعوامل نهوض”.

يبقى أن نشير إلى أن فكر هذا القائد الاستثنائي، الشهيد السيد حسن نصر الله، سيكون مجالًا خصبًا لكثير من الكتابات والدراسات والمؤلفات والمؤتمرات والأفلام الوثائقية وغيرها من سبل التحليل والدراسة، لما فيه من مضامين عميقة في شتى مجالات الفكر الإنساني، وهذا ما ستكشفه الأشهر والسنوات القادمة.

الكاتب: ذوالفقار ضاهر / موقع المنار

أكد قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي أن سماحة السيد حسن نصر الله قد بلغ الآن ذروة العِزّة.

قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي بعث رسالة بمناسبة إقامة مراسم تشييع الشهيدين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين.

وجاء في البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله عزّ وجل: وَللهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلمُؤمِنِينَ وَلَكِنَّ المُنَافِقِينَ لَا يَعلَمُونَ 

المجاهد الكبير، وزعيم المقاومة الرائد في المنطقة، سماحة السيد حسن نصر الله (أعلى الله مَقامَه)، قد بلغ الآن ذروة العِزّة. جثمانه الطاهر يُوارى في الثرى في أرض الجهاد في سبيل الله، ولكنّ روحه ونهجه سيتجلّى شموخهما أكثر فأكثر يومًا بعد يوم، إن شاء الله، ويُنيران درب السالكين.

فليعلم العدوّ أن المقاومة في مواجهة الغصب والظلم والاستكبار باقية، ولن تتوقف حتى بلوغ الغاية المنشودة، بإذن الله.

وأمّا الاسم المبارك، والوجه النوراني لسماحة السيد هاشم صفي الدين (رضوان الله عليه)، فهو أيضًا نجمٌ لامعٌ في تاريخ هذه المنطقة، وقد كان ناصرًا صفيًّا، وجزءًا لا يتجزّأُ من قيادة المقاومة في لبنان.

سلامُ الله وسلامُ عباده الصالحين على هذين المجاهدين الشامخين، وعلى سائر المجاهدين الشجعان، الذين ارتقوا شهداء في الآونة الأخيرة، وعلى شهداء الإسلام جميعهم.

وأخصُّكم بسلامي، يا أبنائي الأعزاء، شباب لبنان البواسل. 

 السيد علي الخامنئي

وجَّه الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم تحيّة للحشود المشاركة في تشييع الشهيدين سيّد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، مخاطبًا إياهم بالقول: "أخاطبكم باسم أخي وحبيبي السيد حسن نصر الله السلام عليكم يا أوفى وأكرم وأشرف الناس ويا من رفعتم رؤوسنا عاليًا".

وأضاف سماحته: "نودّع اليوم قائدًا تاريخيًا استثنائيًا وطنيًا وعربيًا إسلاميًا يمثل قبلة الأحرار في العالم"، لافتًا إلى أنَّ "السيد حبيب المقاومين وجهته فلسطين والقدس وهو الذي ساهم في إحياء هذه القضية".

وتحدّث عن سيرة السيد نصر الله، فأشار إلى أنَّ "السيد العزيز قاد المقاومة الى الأمة وقاد الأمة إلى المقاومة"، مؤكدًا أنَّه ذاب في الإسلام والولاية، واستشهد في الموقع المتقدّم، مشددًا على أنَّ "السيد باقٍ في خط سيره وجهاده وأنت حيّ فينا، وسنحفظ الأمانة وسنسير على هذا الخطّ".

وأضاف الشيخ قاسم مخاطبة السيد نصر الله: "أنت القائل هذا الطريق سنُكمله جميعًا حتى لو قُتلنا جميعًا وإنّا على العهد يا نصر الله".

كما أعرب سماحته عن افقاده للشيخ صفي الدين، وتوجّه التعزية والتبريك لعوائل السيديْن الجليليْن ومن استشهد برفقتهما وشهداء المقاومة وللمنتمين والمُحبّين.

كذلك، وجّه التحية للأسرى، وقال لهم: "لن نترككم عند العدو وسنقود كلّ الضغوطات اللازمة للإفراج عنكم".

هذا ولفت الشيخ قاسم إلى أنَّ الحشد اليوم هو تعبير عن الوفاء الذي قلّ نظيره في تاريخ لبنان.

وحول إسناد غزة، قال سماحته: "معركة إسناد غزة هي جزء من إيماننا بتحرير فلسطين، وواجهنا الكيان "الاسرائيلي" والطاغوت الأكبر أميركا التي حشدت كل إمكاناتها لمواجهة محور المقاومة الذي التفّ حول غزة وفلسطين".

وأشار إلى أنَّ حجم الإجرام غير مسبوق لإنهاء المقاومة في غزة ولبنان، ولكن في المقابل حجم الصمود والاستمرارية كان غير مسبوق، مؤكدًا أنَّ العدو "الاسرائيلي" لم يستطع التقدّم بسبب المقاومة وصمودها وعطاءاتها.

واعتبر الشيخ قاسم أنَّ الموافقة على وقف إطلاق النار في لحظة مناسبة كانت نقطة قوة، وتابع: "أصبحنا الآن في مرحلة جديدة تختلف أدواتها وكيفية التعامل معها"، لافتًا إلى أنَّ "أبرز خطوة اتخذناها أن تتحمّل الدولة اللبنانية مسؤولياتها".

وشدَّد الأمين العام لحزب الله على أنَّ "اسرائيل" لا تستطيع أن تستمرّ في احتلالها وعدوانها، مؤكدًا أنَّ المقاومة موجودة وقوية عددًا وعدّة.

وأضاف: "المقاومة إيمان أرسخ من الجحافل وعشق يتغلغل في المحافل ونصر يخلد كل مقاتل والمقاومة باقية ومستمرة، المقاومة لم تنتهِ بل مستمرة في جهوزيتها وهي إيمان وحقّ ولا يمكن لأحد أن يسلبنا هذا الحقّ، المقاومة تُكتب بالدماء ولا تحتاج الى الحبر على الورق".

وأردف سماحته: "سنُمارس عملنا في المقاومة نصبر أو نُطلق متى نرى مناسبًا، ولن تأخذوا بالسياسة ما لم تأخذوه بالحرب، ولن نقبل باستمرار قتلنا"، مشيرًا إلى أنَّ المسؤولين في لبنان يعرفون توازن القوى.

وسأل الشيخ قاسم مدّعي السيادة: "كيف تكون السيادة مع هذا الاحتلال المستمرّ؟"، وقال للأميركيين: "اعرفوا أنه إذا كنتم تحاولون الضغط على لبنان فلم تتمكنوا من تحقيق أهدافكم وأنصحكم بأن تكفّوا عن هذه المؤامرات".

وأكَّد أنَّ "حزب الله وحركة أمل كانا في متن تركيبة البلد، ولا يمكن لأحد أن يطلب منا أن ننكشف وأن نقدم ما لدينا من قوة".

كذلك، قال: "نحن أبناء الإمام الخامنئي والإمام الخميني والإمام موسى الصدر والسيد عباس الموسوي والسيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، لو اجتمع طواغيت العالم لقتلنا فسوف نواجههم حتى النصر أو الشهادة".

وتوجّه للسيد نصر الله بالقول: "يا سيّدنا القيادات موجودة والمقاومين موجودون والشعب موجود"، مؤكدًا أنَّ "المقاومة أساس وهي خيارنا السياسي ما دام الاحتلال موجودًا".

ولفت إلى أنَّ حزب الله سيتابع تحرّك الدولة لطرد الاحتلال دبلوماسيًا، وأضاف: "المقاومة أساس وهي خيارنا الإيماني والسياسي ما زال الاحتلال موجودًا ونمارس حقنا في المقاومة بحسب تقديرنا للمصلحة والظروف ونناقش لاحقًا استفادة لبنان من قوته عندما نناقش الاستراتيجية الدفاعية".

وأشار إلى أنَّ حزب الله سيواجه مشروع الرئيس الأميركي دونالد ترامب التهجيري، وأوضح أنَّ الحزب سيشارك في بناء الدولة القوية ونهضتها، مع حرصه على مشاركة الجميع في بناء الدولة والوحدة الوطنية والسلم الأهلي.

وأعاد الشيخ قاسم التأكيد على تحالف حزب الله مع حركة أمل، وتابع: "لا تفكّروا أن تلعبوا بيننا ونحن واحد في الخيارات وسنبقى معًا إن شاء الله".

وشدَّد الأمين العام لحزب الله على أنَّ الحزب متمسك بإخراج المحتل واستعادة الأسرى وإعادة الإعمار وإقرار خطة الانقاذ والنهضة السياسية والادارية والاجتماعية بأسرع وقت.

إقامة مراسم تشييع الأمينين العامّين لحزب الله، السيد الأممي والقائد التاريخي السيد حسن نصر الله، والسيد هاشم صفي الدين، اليوم الأحد في مدينة "كميل شمعون" الرياضية في العاصمة اللبنانية بيروت.

لحظة دخول جثامين الشهداء الى ملعب كميل شمعون

ودخل نعشا السيدين الشهيدين إلى باحة المدينة الرياضية ليرفع المشيّعون أصواتهم بالهتاف: "لبيك يا نصر الله"، و"إنّا على العهد يا نصر الله"، و"هيات منّا الذلة".

صرخة لبيك يا نصرالله عند وصول الجثمان الطاهر لشهيد الأمة

 

وهتفت الحشود بشعار "إنا على العهد يا نصر الله" تجديدًا لنهج السيد. وصدحت نداءات التلبية في المدينة الرياضية وسط هتافات تجديد البيعة لنهج السيد نصر الله.

وشقت قافلة النعشين طريقها بصعوبة وسط المحتشدين في مراسم التشييع.

وجرى بث خطابات الشهيد الأسمى السيد نصر الله خلال مرور قافلة النعشين.

حضور نبيه بري وممثل جوزيف عون في مراسم التشييع

وشارك نبيه بري، رئيس البرلمان اللبناني، وممثل عن جوزيف عون، رئيس الجمهورية اللبنانية، إلى جانب عدد من الشخصيات البارزة في البلاد والضيوف الأجانب في مراسم التشييع، مما أضفى عليها طابعًا رسميًا.

"الموت لإسرائيل والموت لأمريكا"… هتافات المشيعين في وداع شهداء المقاومة

تزامنًا مع تحليق الطائرات الحربية الصهيونية فوق موقع تشييع قادة المقاومة الشهداء، علت أصوات الجماهير المحتشدة بهتافات مناهضة لأمريكا والكيان الصهيوني، تأكيدًا على استمرار نهج المقاومة.

ومنذ ساعات الصباح الأولى، غصّت شوارع بيروت بالحشود المشاركة في المراسم، فيما قضى العديد من المشيعين ليلهم أمام ملعب كميل شمعون، رغم برودة الطقس القاسية، لضمان حضورهم في هذا الحدث التاريخي.

حضور واسع لممثلين رفيعي المستوى من دول العالم في المراسم

أعلنت اللجنة المنظمة لمراسم تشييع الشهيدين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين عن مشاركة شخصيات رسمية لبنانية ودولية بارزة في هذه المراسم، مؤكدةً أن وفودًا من 79 دولة حول العالم، تضم ممثلين رفيعي المستوى، حضرت للمشاركة في هذا الحدث.

ومن إيران، توجه صباح اليوم إلى بيروت كل من سيد عباس عراقجي، وزير الخارجية، ومحمد باقر قاليباف، رئيس مجلس الشورى الإسلامي، برفقة وفود رفيعة المستوى لحضور المراسم.

الشيخ نعيم قاسم: نودع اليوم قائداً تاريخياً استثنائياً وطنياً عربياً إسلامياً ويمثل قبلة الأحرار في العالم

وألقى الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم كلمة بالمناسبة، وقال، أخاطبكم باسم أخي وحبيبي السيد حسن نصر الله السلام عليكم يا أوفى وأكرم وأشرف الناس ويا من رفعتم رؤوسنا عاليًا.

وأضاف، نودع اليوم قائدا استثنائيا عربيا إسلاميا يمثل قبلة الأحرار في العالم. السيد نصر الله قاد المقاومة إلى الأمة وقاد الأمة إلى المقاومة وبات كلاهما معه قلباً واحداً.

وتابع، السيد نصر الله أحب الناس وأحبه الناس وهو قائد العقول والقلوب ووجهته دائماً كانت فلسطين والقدس.

وعقب دخول النعيشيْن المباركيْن لأداء الصلاة على الجثمانيْن الطاهريْن،  ودعت الجموع الغفيرة سماحة السيد "بأمان الله يا شهيد الله".

وتعالت تكبيرات من المحبين والعشاق في وداع السيدين الشهيدين نصر الله وصفي الدين.

وصلى الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي عضو شورى حزب الله العلامة الشيخ محمد يزبك على جثماني السيديْن الشهيديْن.

تقديرات عدد الحضور في تشييع قادة حزب الله الشهداء بنحو 1.4 مليون شخص

وشارك مئات الآلاف في تشييع الشهيدين الكبيرين في كل لبنان وقدر المنظمون الأعداد بمليون و400 ألف شخص.

وانطلقت مسيرة التشييع باتجاه مرقد السيد الشهيد حسن نصر الله.

جدير بالذكر أن مراسم تشييع جثماني الشهيدين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين أقيمت وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذها حزب الله والأجهزة الأمنية اللبنانية. كما دعت اللجنة المنظمة للمراسم المواطنين إلى الالتزام بالتوجيهات الأمنية.

الحشود الغفيرة في مراسم التشييع

 

شارك محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس الشورى الإسلامي، وممثلو مكتب سماحة قائد الثورة الإسلامية في مراسم تشييع الشهيد حسن نصرالله والشهيد صفي الدين، حيث قدموا واجب العزاء وأكدوا على أهمية الوحدة والمقاومة في مواجهة التحديات الإقليمية.

شهدت بيروت مراسم تشييع الشهيد حسن نصرالله والشهيد صفي الدين، بحضور واسع من المسؤولين والجماهير.

وشارك محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس الشورى الإسلامي، وممثلو مكتب سماحة قائد الثورة الإسلامية في مراسم تشييع الشهيد حسن نصرالله والشهيد صفي الدين.

وخلال مشاركتهم، شدد قاليباف وممثلو قائد الثورة على الدور الجوهري للوحدة والصمود في مواجهة التحديات التي تحيط بالمنطقة.

الأربعاء, 19 شباط/فبراير 2025 20:14

كيف ينظر الإسلام إلى العلم؟

هل الدّين والعلم يتّفقان أم يختلفان، وكيف ينظر الدّين إلى العلم؟ كيف ينظر العلم إلى الدّين؟ إنّه لبحث طويل كُتبت فيه كتب قيّمة عديدة.
 
هناك طبقتان من الناس تسعيان إلى إظهار أنّ الدّين والعلم متخالفان:
الأولى: هي الطبقة المتظاهرة بالتديّن ولكنّها تتميّز بالجهل، تعيش على الجهل المتفشّي في الناس وتستفيد منه. إنّ هذه الطبقة، لكي تُبقي الناس في الجهالة، وتسدل باسم الدّين ستاراً على مثالبها هي، وتُحارب بسلاح الدّين العلماء لتخرجهم من ميدان المنافسة، كانت تُخيف الناس من العلم بحجّة أنّه يتنافى مع الدّين.
 
والثانية: هي الطبقة المثقّفة المتعلّمة، ولكنّها ضربت بالمبادىء الإنسانية والأخلاقية عرض الحائط. وهذه الطبقة، لكي تُبرِّر لا مبالاتها وأعمالها المنكرة، تتذرّع بالعلم وتدّعي أنّه لا يأتلف مع الدّين.
 
وهنالك طبعاً الطبقة الثالثة - وهي دائماً موجودة - لها حظٌّ من كلٍّ من العلم والدّين، ولم يُخالجها قطّ إحساس بأيّ تناقض أو تنافٍ بينهما، ولقد سعت هذه الطبقة إلى إزالة الظلم والغبار الذي أثارته الطبقتان المذكورتان لدقّ إسفين بين هذين الناموسين المقدّسين.
 
إنّ بحثنا في الإسلام والدّين يُمكن أن يجري من جانبين اثنين، الجانب الاجتماعي، والجانب الدِّيني. فمن حيث الجانب الاجتماعي علينا أن نبحث فيما إذا كان العلم والدّين ينسجمان معاً أو لا ينسجمان. هل يستطيع الناس أن يكونوا مسلمين بالمعنى الحقيقي، أي أن يؤمنوا بأُصول الإسلام ومبادئه ويعملوا وفق تعاليمه وأن يكونوا علماء في الوقت نفسه؟ أم هل عليهم أن يختاروا واحداً منهما؟ فإذا بحث الأمر على هذا النحو، أفلا نكون متسائلين عن رأي الإسلام في العلم، وعن رأي العلم في الإسلام؟ وكيف هو الإسلام كدين؟ هل يستطيع، اجتماعياً، احتواء الاثنين؟ أم أنّه يجب أن يتغاضى عن أحدهما؟
 
الجانب الآخر هو أن نتعرّف إلى نظرة الإسلام إلى العلم. ونظرة العلم إلى الإسلام. وهذا، بالبداهة، ينقسم إلى قسمين: الأول هو معرفة وصايا الإسلام وتعاليمه بشأن العلم. هل يقول إنّ علينا أن نتجنّب العلم جهد طاقتنا؟ وهل يرى في العلم خطراً ومنافساً له في وجوده؟ أم أنّه على العكس من ذلك يُرحّب بالعلم بكلّ اطمئنان وشجاعة ويوصي به ويحثّ عليه؟ ثم علينا أن نعرف رأي العلم في الإسلام. لقد مضى على ظهور الإسلام ونزول القرآن أربعة عشر قرناً، وخلال هذه القرون الأربعة عشر كان العلم يتطوّر ويتقدّم ويتكامل، وعلى الأخصّ في القرون الأربعة الأخيرة، إذ كان تقدُّم العلم بصورة قفزات واسعة. والآن فلنرَ هذا العلم بعد كلّ تطوّره ونجاحه واضطراد تكامله، ما رأيه في العقائد والمعارف الإسلامية، وفي تعاليم الإسلام الاجتماعية والأخلاقية العملية؟ ترى هل يعترف بهذه أم لا يعترف؟ وهل رفع من شأنها أم أنزله؟
 
إنّ كل قسم من هذه الأقسام الثلاثة سيكون موضوع بحث، إلّا أنّ بحثنا هذا سيتناول قسماً واحداً منها وهو ما يتعلّق بنظرة الإسلام إلى العلم.
 
الإسلام يوصي بالعلم
ليس هناك أدنى شكٍّ في كون الإسلام يؤكّد على العلم ويوصي به، بحيث إنّنا قد لا نجد موضوعاً أوصى به الإسلام وأكّده أكثر من طلب العلم.
 
في أقدم الكتب الإسلامية المدوّنة نجد أنّ الحثّ على طلب العلم يأتي كفريضة، مثل الفرائض الأُخرى كالصلاة، والصوم، والحج، والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
 
ثم، إضافة إلى الآيات القرآنية الكريمة، نجد أنّ أهمّ وصية يوصي بها الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم في سبيل العلم هو الخبر الثابتة صحّته لدى جميع المسلمين، وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "طلب العلم فريضة على كلِّ مسلم"[1] فطلب العلم واجب على جميع المسلمين، ولا يختصّ بطبقة دون أُخرى، ولا بجنس دون آخر. كلّ من كان مسلماً عليه أن يواصل طلب العلم.
 
وقال صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً "اطلُبوا العِلم ولَو بالصِّين"[2] أي إنّ العلم لا يختصّ بمكان معيّن، فحيثما يوجد علم عليك بالسفر في طلبه.
 
وقال صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً: "كَلِمة الحِكْمة ضالةُ المؤمن فحيث وجدَها فهو أحقُّ بها"[3] أي إنّ المؤمن لا يهتمّ بمن يتلقّى عنه العلم، أهو مسلم أم كافر كمثل الذي يجد ماله المفقود عند أحدهم، فلا يسأل عمَّن يكون، بل يأخذ منه ماله دون تردُّد، كذلك المؤمن، فهو يعتبر العلم ملكه، فيأخذه حيثما وجده. والإمام علي عليه السلام يوضح هذا الأمر بقوله: "الحِكمةُ ضالَّة المؤمن فاطلُبوها ولو عندَ المُشركِ تكونوا أحقّ بها وأهلَهَا"[4].
 
فطلب العلم فريضة لا يقف في وجهه متعلِّم ولا معلِّم ولا زمان ولا مكان أبداً. وهذا أرفع توصية يُمكن أن يوصي بها وأسماها.
 


[1] الكليني،الشيخ محمد بن يعقوب، الكافي، ج7، ص30، تصحيح وتعليق علي أكبر الغفاري، طهران، دار الكتب الإسلامية، مطبعة الحيدري، 1365هـ /ش/، ط2، ح1.
[2]  فتال النيشابوري، محمد بن أحمد، روضة الواعظين وبصيرة المتعظين، نشر منشورات الرضي، إيران، قم، الطبعة الأولى، 1417هـ، ج1، ص11.
[3] الشهيد الثاني، زين الدين بن علي، منية المريد، تحقيق وتصحيح رضا مختاري، نشر مكتب الإعلام الإسلامي، قم، الطبعة الأولى، 1409هـ، ص173.
[4] الطوسي، محمد بن الحسن، الأمالي، نشر دار الثقافة، قم، الطبعة الأولى، 1414هـ، ص675.

الأربعاء, 19 شباط/فبراير 2025 20:10

سوء الخلق يؤدي إلى قلة الرزق

ورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "مَنْ ساءَ خُلْقُهُ ضاقَ رِزْقُهُ".

ومعادلة أخرى تكشف عن العلاقة الوطيدة بين أخلاق الإنسان وسَعَة أو ضيق رزقه، بل تكشف عن ارتباط مصير الإنسان كله بأخلاقه، إذ تُظهِر أن سُوء الخلق لا يؤثر فقط على علاقاته الاجتماعية بل يمتد تأثيره إلى النواحي الأخرى وهي الأهم بالنسبة إليه، رزقه الذي يعيش حياته كلها ساعياً خلفه. 

مِمّا لا شكَّ فيه أن للأخلاق المكانة الأسمى في الدين لا سيما الإسلام، فهي جزء لا يتجزأ من الإيمان، وهي الهوية الحقيقية للإنسان، فبها يمتاز عن سواه من الناس، وبها يتواصل مع الله تعالى ومع نفسه ومع محيطه الاجتماعي ومع الطبيعة، وكل ما جاء في شريعة الإسلام من حلال وحرام يهدف إلى بناء إنسان أخلاقي، متصفٍ بالفضائل والمحاسن التي حَسَّنها العقل، ومجتنبٍ للرذائل والقبائح التي قبَّحها العقل، في الإسلام لا إيمان من دون إخلاق، وكلما حسُنَت أخلاق المرء حسُن إيمانه، يقول رسول الله (ص): "أَفضَلُكُمْ إِيْماناً أَحْسَنكُم أَخْلاقاً".
 
إن المعادلة التي كشف عنها الإمام (ع) تقوم على الربط بين سوء الخُلُق وضيق الرزق، ومفهوماً تقوم على الربط بين حُسنِ الخُلُق وسَعَة الرزق، وهذه حقيقة مشهودة لا تحتاج إلى سَوق أدلة وبراهين لإثباتها، فكلنا يعلم أن احترام الزَّبون والتزام الصدق والأمانة معه، واجتناب الغِشِّ والكذب والخيانة، كل ذلك يستقطب الزبون ويريحه ويجعل منه زبوناً دائماً، ولهذا نجد الشركات الكبرى منها والصغرى تحرص بشدة على سمعتها وصدق تعاملها مع الزبائن.
 
إن لكل إنسان خلقاً يتجلّى في سلوكه وتصرفاته، فإن كان سلوكه سيِّئاً انعكس سلباً على علاقاته مع الآخرين، مِمّا يؤدي إلى فقدان ثقتهم به، وعدم تعاونهم واجتنابهم التعامل معه، فيكون ذلك سبباً لقلة فرص العمل الأمر الذي يؤثِّر على مُجمَل حياته.
 
وبهذا يظهر أن سوء الخلق لا يُضرُّ بالنفس وحسب، بل يؤدي إلى قطع العلاقة مع الآخرين، وانعدام فرص العمل، وقلة الرزق، وكما أن الأخلاق الحسنة تساهم في توسيع الأبواب التي يمر منها الرزق، فإنَّ سوء الخلق من مسببات انقطاع البركة في الرزق.
 
وقد أكَّد رسول الله (ص) والأئمة الأطهار (ع) هذه الحقيقة في العشرات من أحاديثهم الشريفة، وقالوا: إن حُسنَ الخُلُق يجلب الرزق، وله أثر بالغ في النمو الاقتصادي، يقابله سوء الخُلَق وارتكاب الذنوب يؤديان إلى قلة الرزق، وقلة الفرص، وتراجع النمو الاقتصادي،  فقد رُوِيَ عن رسول الله (ص) أنه قال: "أكثِرُوا مِن الصَّدَقَةِ تُرزَقُوا" وعن الإمام عَلِيٍ (ع) أنه قال: "مُواساةُ الأخِ في اللَّهِ عزّوجلّ تَزِيدُ في الرِّزقِ" .

وعنه أنه قال: "استِعمالُ الأمانَةِ يَزِيدُ في‏الرِّزقِ"، وقال: "مَن حَسُنَتْ نِيّتُهُ، زِيدَ في رِزقِهِ"، وقال: "في سَعَةِ الأخلاقِ كُنُوزُ الأرزاقِ" وقال: "العُسْرُ يُفسِدُ الأخلاقَ، التَّسَهُّلُ يُدِرُّ الأرزاقَ".
 
ورُوِيَ عن الإمام الباقر (ع) أنه قال: "علَيكَ بالدعاءِ لإخوانِكَ بظَهْرِ الغَيبِ فإنّهُ يَهِيلُ الرِّزقَ". في المقابل رُوِيَ عن رسول الله (ص) أنه قال: "مَنْ حَبَسَ عَنْ أَخِيهِ المُسْلِمِ شَيْئاً مِنْ حَقٍّ حَرَّمَ اللَّهُ علَيهِ بَرَكةَ الرِّزقِ إلّا أن يَتوبَ".  وعن الإمام الباقر (ع) قال: "إنّ العَبدَ لَيُذنِبُ الذَّنبَ فَيُزوى‏ عنهُ الرِّزقُ".  وعن الإمام الصادق (ع) قال: "كَثرَةُ السُحْتِ يَمحَقُ الرِّزقَ".
 
وأُلفِتُ نظر القارئ الكريم إلى أن الرزق من مَنظور إسلامي مفهوم لا يقتصر على المال والمُقتنيات المادية الدنيوية، بل يشمل العقل، والعلم، والصحة، والعلاقات الاجتماعية الطيبة، والطمأنينة النفسية، والأخلاق الحسَنَة، وسوى ذلك، وفي الوقت الذي يؤكِّد القرآن الكريم على أن الرزق مُقَدَّر من عند الله تعالى، فإنه يدعو أيضاً إلى السَّعي والعمل وبذل الجهد وتهيئة الأسباب المطلوبة للرزق من قبل الإنسان، فالرزق من الله تعالى بلا رَيب، ولكنه يُستَمَدُّ منه تعالى بواسطة الأسباب، ومن أهمها حُسْنُ التعامل مع الناس، والاتصاف بالأخلاق الحميدة التي تجلب البركة في الدنيا والآخرة.

قائد الثورة الإسلامية، استقبل عصر اليوم الأربعاء، أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والوفد المرافق له، حيث أكد أن تعزيز العلاقات مع الدول المجاورة هو سياسة ثابتة للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأشار سماحته إلى أن من السياسات المعلنة لحكومة السيد مسعود بزشكيان أيضًا تعزيز العلاقات مع دول الجوار، مضيفًا أن بفضل الله، قد تم تحقيق إنجازات جيدة في هذا المجال، وأسفرت الجهود عن تقدم ملموس، كما أثنى على النشاط الدؤوب والتحركات الفاعلة لوزير الخارجية الإيراني، سيد عباس عراقجي، في هذا الشأن.

وأعرب قائد الثورة الإسلامية عن أمله في أن تعود الاتفاقيات المبرمة في طهران بالنفع على كلا البلدين، وأن يتمكن الطرفان من الوفاء بمسؤولياتهما تجاه بعضهما البعض كجارتين أكثر من أي وقت مضى.

كما أشار سماحة آية الله العظمى الخامنئي، خلال اللقاء، إلى تصريحات أمير قطر بشأن قضايا المنطقة، مضيفًا: نحن نعتبر دولة قطر بلدًا صديقًا وشقيقًا، إلا أن هناك قضايا غامضة وغير محلولة، من بينها إعادة مطالبات إيران التي تم نقلها من كوريا الجنوبية إلى قطر. وأكد سماحته أن العائق الأساسي أمام تنفيذ الاتفاقية المتعلقة بهذا الأمر هو أمريكا.

وأضاف قائلاً: لو كنا مكان قطر، لما أعرنا اهتمامًا للضغوط الأمريكية، وكنا سنعيد هذه المستحقات إلى الطرف المقابل، مشددًا على أن إيران لا تزال تتوقع مثل هذا الإجراء من قطر.

وأكد قائد الثورة الإسلامية في ختام حديثه: لا يوجد فرق بين الرؤساء الأميركيين.

وفي هذا اللقاء، الذي حضره أيضًا رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان، أعرب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، عن سروره بلقاء قائد الثورة الإسلامية، مشيدًا بمواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دعم المستضعفين في العالم والشعب الفلسطيني. وتوجّه إلى قائد الثورة بالقول: "لن ننسى أبدًا وقوفكم إلى جانب الشعب الفلسطيني."

وأشار أمير قطر إلى الأوضاع الصعبة والخاصة التي تمر بها المنطقة، مؤكدًا أن هذه الظروف تستدعي مزيدًا من التعاون بين دول المنطقة لمواجهة التحديات المشتركة.

كما تطرّق الشيخ تميم إلى الاتفاقيات المبرمة بين إيران وقطر، بما في ذلك مشروع إنشاء نفق تحت الماء يربط بين البلدين، موضحًا أن اللجنة المشتركة بين البلدين ستباشر عملها قريبًا، ما من شأنه أن يسهم في زيادة حجم التبادل الاقتصادي في المستقبل القريب.

ودلل المحلل الذي تحدث لمجلة "بوليتيكو" الأمريكية على أن إدارة ترامب "قد أثرت بالفعل على السياسة الأوروبية، ولن تكون لديها أي مشكلة بالتأثير على مجمع الكرادلة السري لانتخاب البابا الجديد".

وتحدث المراقب الدقيق لسياسة الفاتيكان، لمجلة "بوليتيكو" دون ذكر اسمه عن إدارة ترامب، التي "قد تبحث عن شخص أقل صداماً من بيرغوليو".

وقالت المجلة في تقرير بعنوان "البابا فرنسيس يشعر باقتراب الموت فيتحرك لحماية إرثه"، أن "معركة الخلافة من المرجح أن تكون مسيسة للغاية"، في سيناريو كان فيه البابا "يمر بلحظة حساسة سياسيا"، حتى قبل تدهور صحته.

وذكّر المحلل بـ"الصدام مع نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، وهو كاثوليكي، الذي استشهد في الأيام الأخيرة بمفهوم اللاهوتي أورودو أموريس، وفسره بأنه نوع من التسلسل الهرمي للخير والصدقة، لتبرير سياسة إدارة ترامب في ترحيل المهاجرين".

وأشار إلى أن "هذه الدعوة قد قوبلت باعتراض شديد من جانب البابا، الذي كان قد كتب رسالة إلى مجمع الأساقفة الأمريكان، انتقد فيها، على الرغم من أنه لم يذكر الرئيس أو نائبه، الروايات التي تميز وتسبب معاناة غير ضرورية لإخوتنا وأخواتنا المهاجرين واللاجئين".

وحينها، كان رد فعل البيت الأبيض غاضبا، لدرجة أنه أشار إلى "احتمال نشوب معركة مسيسة للغاية على الخلافة"، بحسب استنتاج تقرير "بوليتيكو".

وبحسب تقرير "بوليتيكو" فإن البابا فرنسيس يشعر بقلق بالغ بشأن صحته بعد نقله إلى المستشفى مصابا بالتهاب شعبي حاد، وهو يسارع إلى ترتيب الأمور العالقة قبل المعركة لخلافته.

ويرقد البابا حاليا في جناح خاص في مستشفى جيميللي في روما بسبب إصابته بعدوى في الجهاز التنفسي.

وهذه هي أحدث أزمة صحية للبابا البالغ من العمر 88 عامًا، والذي خضع لاستئصال جزء من رئته عندما كان شابًا وأصبح ضعيفًا بشكل متزايد في السنوات الأخيرة.

وبحسب شخصين مطلعين على الأمر، فإن البابا يعاني من آلام شديدة.

ومع تدهور صحته خلال الشهر الماضي، تحرك فرنسيس أيضًا لاستكمال مبادرات رئيسية وتعيين شخصيات متعاطفة معه في مناصب رئيسية، في أعقاب بابوية ذات صبغة تقدمية اتسمت بالانقسامات الأيديولوجية المريرة.

الخلافة البابوية ستكون سياسية

في السادس من شباط/ فبراير، قبل دخوله المستشفى، مدد البابا فترة ولاية الكاردينال الإيطالي جيوفاني باتيستا ري كعميد لمجمع الكرادلة، وهو الدور الذي سيشرف على بعض الاستعدادات لاجتماع سري محتمل يحدد اختيار البابا الجديد. وقال الأشخاص إن هذه الخطوة، التي تجنبت بشكل مثير للجدل التصويت المقرر على العميد القادم من قبل كبار الكرادلة، كانت تهدف إلى ضمان سير العملية وفقًا لرغبات فرانسيس.

إن ري، الذي عمل لفترة طويلة في إدارة الفاتيكان، متقدم في السن بحيث لا يستطيع المشاركة في المجمع بنفسه. ومع ذلك، فإنه سيكون شخصية محورية في المناقشات التي تجري خلف الأبواب المغلقة والتي غالبًا ما تجري قبل المجمع. وقال أحد الأشخاص إن اختيار فرنسيس له كعميد بدلاً من مرشح أصغر سنًا يشير إلى أنه أراد الحفاظ على وجه ودود في الدور الذي سيدافع عن إرثه.

وقال هذا الشخص إن "الفترة التي تسبق المؤتمر أكثر أهمية لأنها المكان الذي تتم فيه عمليات الضغط".

كما أن ري سيتولى أيضًا إقامة مراسم جنازة البابا فرانسيس في حال وفاته.

وفي يوم السبت، سارع البابا إلى اتخاذ خطوة إصلاحية غير مسبوقة بتعيين الراهبة رافاييلا بيتريني حاكمة جديدة وأول امرأة لمدينة الفاتيكان، معلناً أن ولاية بيتريني ستبدأ في الأول من آذار/ مارس.