
emamian
منها إطالة الإحساس بالشبع.. فوائد صحية مذهلة لبذور الفلفل
في عالم التغذية الصحية، يزداد الاهتمام بالاستفادة من المكونات الطبيعية الكاملة للأطعمة، بما في ذلك الأجزاء التي يستغنى عنها عادة أثناء الطهو. ومن بين هذه المكونات المهملة التي بدأت تلفت أنظار خبراء التغذية بذور الفلفل الحلو، والتي غالبا ما تُزال وتُرمى دون التفكير في قيمتها الغذائية العالية.
وبينما يركز كثيرون على لون الفلفل وطعمه، تؤكد أبحاث غذائية حديثة أن لبذوره فوائد صحية متعددة تجعلها تستحق مكانا على موائدنا، إذا ما تم تناولها باعتدال وبطريقة صحيحة.
خبيرة تغذية: لا ترمِ بذور الفلفل الحلو!
في هذا السياق، أوصت خبيرة التغذية الألمانية هانا زايسيغ بعدم التخلص من بذور الفلفل الحلو بعد تقطيعه، مؤكدة أنها غنية بالألياف الغذائية التي تساعد في تعزيز الهضم، كما تُطيل من الإحساس بالشبع، وذلك يجعلها مفيدة لمن يسعى للتحكم في الوزن أو تحسين نمط التغذية اليومي.
وأضافت زايسيغ أن بذور الفلفل الحلو تُعد أيضا مصدرا جيدا للأحماض الدهنية غير المشبعة، والتي تؤدي دورا مهما في دعم عملية استقلاب الدهون، ومن ثم الإسهام في خفض مستويات الكوليسترول الضار في الجسم.
مركبات نباتية تحمي من الأمراض
لا تتوقف فوائد بذور الفلفل الحلو عند حدود الهضم أو الدهون، بل تمتد لتشمل مجموعة من المركبات النباتية الثانوية المهمة، مثل الكاروتينات والبوليفينولات، المعروفة بتأثيراتها المضادة للأكسدة والمقاومة للالتهابات والميكروبات.

ووفقا لزايسيغ، فإن هذه المركبات تلعب دورا وقائيا من أمراض مزمنة مثل السمنة، وداء السكري، وبعض أنواع السرطان، مما يجعل استهلاكها حتى بكميات بسيطة خطوة ذكية في تحسين الصحة العامة والوقاية من الأمراض.
تحذير من بذور الفلفل الحار
لكن في المقابل، حذّرت الخبيرة الألمانية من الاستهلاك العشوائي لبذور الفلفل الحار، مشيرة إلى أنها تحتوي على مادة "الكابسيسين"، وهي المادة الفعالة التي تمنح الفلفل حرارته المعروفة.
ورغم أن الكابسيسين قد يكون مفيدا في بعض الاستخدامات العلاجية، فإن تناوله بكميات كبيرة أو من دون تحكم قد يؤدي إلى تهيج الفم والجهاز الهضمي، خاصة لدى الأشخاص ذوي المعدة الحساسة. لذلك، يُوصى بالاكتفاء بكميات قليلة جدا من هذه البذور، ويفضل تجنّبها عند الطهو اليومي لمن لا يتحمل الطعم الحار أو من يعاني من مشكلات هضمية.
أما لمن يرغب في الاستفادة من بذور الفلفل الحلو، يمكن إضافتها إلى السلطات بعد غسلها وتجفيفها، أو طحنها وإدخالها في تتبيلات الطعام، كما يمكن تجفيفها وحفظها كتوابل طبيعية تُضاف إلى الحساء أو أطباق الحبوب. أما في حالة الفلفل الحار، فيجب التعاطي معه بحذر شديد وتذوق كميات ضئيلة قبل استخدامه ضمن مكونات الوجبة.
9 أطعمة لا ينبغي عليك تجميدها في الفريزر
يعد التجميد وسيلة عملية لحفظ الأطعمة والحد من الهدر، مع إتاحة إمكانية الاستمتاع بأنواع مختلفة منها على مدار العام، ووفقا لوزارة الزراعة الأميركية، فإن حفظ الطعام عند درجة حرارة 0 فهرنهايت يضمن سلامته وصلاحيته للاستهلاك، حتى وإن طرأت عليه أحيانا بعض التغيرات في الجودة.
ورغم ذلك، قد لا يكون التجميد المنزلي مناسبا لبعض الأطعمة، نظرا لما قد يسببه من تغييرات في القوام أو الانفصال أو فقدان الصلاحية بعد إذابته.
وفي هذا الصدد، توضح الشيف بالاك باتيل لموقع مارثا ستيوارت أن منتجات الألبان أو الأطعمة ذات المحتوى المائي المرتفع لا تحتفظ بجودتها عند التجميد، مؤكدة أن حفظ هذه المكونات أو الوصفات التي تحتوي عليها قد يكون مخيبا للآمال ويؤدي إلى إهدار المال والطعام.
وفي ما يلي قائمة بمجموعة من الأطعمة التي لا ينبغي تجميدها:
منتجات الألبان
قد يؤدي التجميد إلى انفصال مجموعة كبيرة من منتجات الألبان مثل الحليب والقشدة والزبادي والقشدة الحامضة (أي انفصال الدهون عن السوائل)، وتصبح هذه المنتجات بعد إذابتها حبيبية أو مائية أو حتى متخثرة ومتكتلة، كذلك يعمل التجميد على تشكيل بلورات ثلج فوق الأجبان الطرية مثل جبن بيري والريكوتا أو كامامبير لاحتوائها على نسبة عالية من الماء، فيتغير قوامها ونكهتها وملمسها بشكل ملحوظ.
أما الزبدة فيمكنكِ تجميدها بأمان لمدة تصل إلى 9 أشهر وكذلك الأجبان الصلبة كالشيدر والبارميزان.

البيض
يُنصح بعدم تجميد البيض النيئ داخل قشرته، إذ يؤدي وضعه في الفريزر إلى حدوث عملية تُعرف بـ"التجلط"، فتتجمع جزيئات بروتين الصفار ويصبح بياضه أكثر صلابة أو مطاطية، كما يتمدد محتواه أثناء التجميد، مما قد يؤدي إلى تشقق القشرة، الأمر الذي يزيد احتمالية التلوث البكتيري، خاصة عند ملامسته لأطعمة أخرى. وينطبق الأمر ذاته على الخلطات المعتمدة على البيض مثل الكاسترد والمايونيز، إذ تصبح متكتلة وغير قابلة للدهن بعد التجميد.
وحسب خبراء الطهي، إذا كان لا بد من حفظ البيض النيئ بالتجميد، فمن الأفضل كسره وخفق الصفار مع البياض مع إضافة قليل من الملح، ثم تخزين الخليط في وعاء محكم الإغلاق وآمن للاستخدام في الفريزر لمدة تصل إلى عام. وعند الحاجة، يُترك ليذوب ببطء في الثلاجة طوال الليل قبل الاستخدام.

الخضراوات الورقية
تحتوي بعض الخضراوات مثل الخس والخيار والطماطم والكرفس والملفوف والجرجير والسبانخ على نسبة عالية من الماء، وعند تجميدها يتمدد محتواها المائي ويُتلف جدران خلاياها تاركا الأوراق طرية وهشة ومشبعة بالماء بعد إذابتها، ولذلك نادرا ما تكون الخضراوات المجمدة بنفس قرمشة نظيراتها الطازجة.
ومع أن تلك الخضراوات المجمدة لم تعد صالحة لتحضير السلطات أو تناولها نيئة، فإنه يمكنك استخدامها في وصفات الطهي المختلفة وفي الحساء والعصائر.
بعض الفواكه
بعض الفواكه الكثيفة مثل التوت والمانجو تُحفظ جيدا في الفريزر، بينما البعض الآخر مثل العنب والبطيخ، وكذلك الحمضيات مثل الليمون والبرتقال لا تحافظ على قوامها جيدا عند تجميدها وتصبح طرية بعد إذابتها.
لذلك يمكنك تحويل الفاكهة المتبقية إلى مربى بدلا من تجميدها، لكن تأكدي من عدم استخدام وصفة تتطلب الجيلاتين، لأنه يميل إلى التحلل مع التجميد، وإذا كان لديكِ كمية وفيرة من الليمون أو البرتقال، فالأفضل عصرها أولا ثم تجميدها لوقت لاحق.
وتشير محررة الطعام لوريل راندولف لموقع (سيمبلي ريسيبز) إلى أنه من الأفضل تجميد الفواكه الغنية بالماء فقط إذا كنتِ تريدين مزجها، وهي لا تزال مجمدة في العصائر أو غيرها من المشروبات المخفوقة.

الطعام المتبل
تجنبي تجميد الوجبات التي تحتوي على الكثير من التوابل والبهارات لأن التجميد قد يُفسد الطعم بشكل كبير، فمثلا قد يُصبح للكاري نكهة عفنة، بينما قد تصبح نكهة توابل الكرفس أقوى، وتميل المريمية والقرنفل والثوم والفلفل والفلفل الأخضر والفانيليا الصناعية وبعض الأعشاب إلى اكتساب نكهة قوية ومُرّة.
لذا، يمكنك تقليل التوابل في الطعام قبل تجميده أو يمكنك إضافة التوابل والنكهات الإضافية عند إعادة التسخين أو التقديم.
المشروبات الغازية والأطعمة المعلبة الأخرى
لا ينبغي تجميد المشروبات الغازية أو الأطعمة المعلبة، إذ يتمدد أي سائل بداخلها مما يُسبب ضغطا كبيرا على العبوة، وقد يتسبب في انفجارها وحدوث فوضى يصعب تنظيفها.
ولتجميد الأطعمة المعلبة، يُنصح بنقلها أولا من عبوتها الأصلية إلى وعاء آمن للتجميد.

الأفوكادو
يُفضل تناول الأفوكادو طازجا، إذ لا يتحمل التجميد وعندما يذوب يبدأ لونه بالتحول إلى البني ويصبح لزجا وطريا وغير مستساغ، ولحفظ نصف ثمرة الأفوكادو المتبقية بشكل صحيح، ينصح الخبراء بتغطية اللب بعصير الليمون الطازج ولفه جيدا بغلاف بلاستيكي ووضعه في الثلاجة.
وإذا كنتِ بحاجة إلى تجميد الأفوكادو الزائد بشكل صحيح، تنصح أماندا إزكويردو، اختصاصية التغذية المسجلة، بتقطيعه إلى شرائح أو مكعبات وحفظها في وعاء محكم الإغلاق مع قليل من عصير الليمون قبل التجميد، وفق ما نشره موقع (مارثا ستيوارت).
المعكرونة المطبوخة أو الأرز
تمتص المعكرونة المطهوة والأرز الرطوبة من الفريزر عند تجميدهما، ومع إذابتهما وإعادة تسخينهما يصبحان أكثر طراوة، تماما مثل المعكرونة أو الأرز المطهو أكثر من اللازم، لذلك، إذا كنتِ تحضرين وجباتك مسبقا، يمكنك تجميد الصلصة بشكل منفصل وسلق المعكرونة الطازجة عند الحاجة.
ووفق ما نشره موقع (دونت ويست ذا كرامس)، إذا كان التجميد هو خيارك الوحيد، يمكنك طهي المعكرونة على طريقة (أل دينتي) والحفاظ عليها متماسكة من الداخل ثم اخلطيها بالقليل من الزيت قبل حفظها في الفريزر.
الأطعمة المقلية
باستثناء البطاطس المقلية وحلقات البصل، لا تصلح الأطعمة المقلية منزلية الصنع للتجميد، إذ عند إعادة تسخينها قد لا تعود إلى قرمشتها الأصلية، وتصبح طرية لامتصاصها الرطوبة في المجمد، إضافة إلى بالزيت الذي لا يتجمد تماما وقد يفسد قبل إعادة تسخين الأطعمة المقلية.
بيان غاضب لـ"الأزهر" بشأن قرار الكيان الاسرائيلي احتلال غزة
أصدر الأزهر الشريف بيانا شديد اللهجة رافضا لقرار "الكابينت" الإسرائيلي القاضي بإعادة احتلال قطاع غزة، مُدينا، "الصمت والعجز" الدولي في مواجهة جرائم الاحتلال.
أكد الأزهر أن القرار يشكل اعتداء صارخا من الاحتلال على الأرض الفلسطينية، ويسعى من خلاله إلى محو فلسطين وطمس معالمها باستخدام القوة والعنف."
واعتبر القرار، بأنه "وصمة عار" على جبين المؤسسات الدولية التي عجزت عن التصدي لهذا العدوان.
وشدد البيان على أن سياسات الاحتلال الغاشمة تقوم على الغطرسة والعنف، متجاهلة كافة المواثيق والقوانين والقرارات الدولية، ومصرة على ارتكاب المزيد من المجازر والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني.
ودعا الأزهر إلى تضافر الجهود العربية والإسلامية والدولية، وتكثيف الضغط السياسي والدبلوماسي والقانوني لوقف هذا العبث الخطير الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة.
يُذكر أن "الكابينت" الإسرائيلي أقر خطة تدريجية لاحتلال قطاع غزة، وتهجير أهاليه نحو الجنوب، وتطويق المدينة، وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية وسط القطاع.
وبدعم أميركي مطلق ترتكب "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 172 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
ولايتي: سنمنع الممر الأمريكي في القوقاز بالتعاون مع روسيا أو من دونها
أكد مستشار قائد الثورة الإسلامية أن إيران، سواء بالتعاون مع روسيا أو بدونها، ستمنع إنشاء الممر الأمريكي في القوقاز، لأنه يهدد أمن المنطقة ويغير خريطتها الجيوسياسية.
وقال علي أكبر ولايتي، مستشار قائد الثورة الإسلامية في الشؤون الدولية، في مقابلة خاصة مع مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء، ردًّا على سؤال حول الخطوة الأخيرة التي قام بها دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، بشأن الممر المسمّى «زنغزور» وادعائه استئجار هذا الممر لمدة 99 عامًا:
«هل جنوب القوقاز منطقة بلا صاحب حتى يقوم ترامب باستئجارها؟ إن القوقاز من أكثر المناطق الجغرافية حساسية في العالم، وهذا الممر لن يتحول إلى ممر يملكه ترامب، بل سيكون مقبرة لمرتزقته».
وأكد على الموقف الثابت لإيران في رفض إنشاء ما يسمى بـ "ممر زنغزور"، موضحاً أن سبب هذا الرفض يعود إلى أن هذا الممر يغيّر الخريطة الجيوسياسية للمنطقة، ويبدّل الحدود، وقد صُمم في الأساس من أجل تقسيم أرمينيا.
وأشار مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية إلى الخطوات الحاسمة التي اتخذتها إيران لإظهار رفضها لإطلاق هذا الممر التآمري، قائلاً: عندما أصرت تركيا وجمهورية أذربيجان على تنفيذ هذا المشروع، نفذت القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، بقيادة الفريق الشهيد باقري (رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة آنذاك)، سلسلة من المناورات العسكرية في شمال غرب البلاد، في إشارة واضحة إلى استعداد إيران وجديتها لمنع هذا الإجراء.
وشدد ولايتي على أن «تأجير الممر لدولة أخرى كلام ساذج، وترامب يتعمد السذاجة»، موضحاً أن هذا الادعاء، أي استئجار الممر من قبل ترامب في هذه المنطقة من العالم، يشبه أن يأتي شخص من هذا الطرف من العالم ليستأجر قناة بنما! هذا أمر مستحيل ولن يحدث.
وأضاف أن «ترامب، وكعادته، يطلق تصريحات براقة لكنها خاوية»، معتبراً أنه يتوهم أنه صاحب مكتب عقاري يريد أن يستأجر أرضاً أو منطقة ما!
مع روسيا أو من دونها سنمنع تعريض أمن القوقاز الجنوبي للخطر
وشدد وزير الخارجية الإيراني الأسبق على أن مشروع هذا الممر، الذي ينطوي على تقسيم أرمينيا في المستقبل، يواجه معارضة قوية من الشعب الأرمني، مؤكداً أن أي شعب لا يقبل بتقسيم أرضه، حتى وإن تبنّت حكومته – للأسف – مواقف متذبذبة.
وأشار ولايتي إلى مواقف رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، قائلاً إنه خلال زيارته السابقة إلى طهران، ومع إدراكه الواضح لطبيعة هذا المشروع التخريبية، أكد أنه يوافق موقف إيران ويعارض إنشاء الممر.
وأوضح، متذكراً التغييرات التي سيحدثها إنشاء ممر زنغزور في حدود إيران، وأنه سيجعل طرق اتصالها في الشمال والشمال الغربي محصورة بتركيا، أن تنفيذ هذا المخطط سيعرض أمن القوقاز الجنوبي للخطر، ولهذا السبب أكدت إيران أنها، سواء بالتعاون مع روسيا أو بدونها، ستعمل على حماية أمن هذه المنطقة، مضيفاً أنه يعتقد أن روسيا أيضاً، من منظور استراتيجي، تعارض هذا الممر.
وبيّن مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية أن الأمريكيين يزعمون أن استئجار هذا الممر يهدف إلى نقل الطاقة من بحر قزوين، مذكّراً بأن بحر قزوين بحر شبه مغلق يخص الدول المشاطئة له، وأن نقل النفط والغاز عبره يتطلب موافقة جميع تلك الدول. وأشار إلى أن مناورات مشتركة بين إيران وروسيا أُجريت في بحر قزوين خلال الأسابيع الأخيرة، ورسالتها كانت واضحة: إذا أقدم طرف خارجي على التحرك في هذا الشأن، فسنقف في وجهه.
وأكد ولايتي أن هذا الممر ليس مجرد ممر تجاري، بل هو مؤامرة سياسية ضد إيران وبعض الدول المجاورة، مضيفاً أن تركيا، العضو في الناتو، ليست وحدها في هذا الأمر، بل تسعى دول الناتو الأخرى أيضاً إلى الحضور في هذه المنطقة، وأن الحلف سيقف كأفعى بين إيران وروسيا؛ لكن إيران لن تسمح بحدوث ذلك.
وأضاف: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كرر مراراً في شأن أوكرانيا أنه إذا انضمت الأخيرة إلى الناتو واقتربت من موسكو فسيتخذ إجراءً؛ ونحن أيضاً لن نسمح للناتو بالاقتراب من حدود إيران الشمالية، ونؤمن بأن الوقاية خير من العلاج.
ارتباط نخجوان وأذربيجان لا يحتاج إلى ممر
وقال وزير الخارجية الإيراني الأسبق إن سكان المناطق الشمالية من إيران، من أذربيجان الغربية والشرقية إلى أردبيل، وكيلان، والديلم، والمازندارانيين، والخراسانيين وغيرهم، سيقفون في وجه أي مؤامرة تستهدف شمال غرب إيران، مؤكداً أن هؤلاء الناس وقفوا عبر التاريخ في مواجهة الأمويين وصولاً إلى العثمانيين الذين حاولوا احتلال هذه الأرض، واليوم أيضاً لن يسمحوا بتمرير أي مؤامرة في هذه المناطق.
وأوضح ولايتي أن التواصل بين جانبي نخجوان وأراضي أذربيجان لا يحتاج إلى ممر، إذ يمكنهم استخدام الأراضي الإيرانية لتحقيق هذا التواصل، مشدداً على أن معادلات المنطقة وموازينها لا تقتصر على أذربيجان وأرمينيا فقط، بل إن أي تغيير جيوسياسي فيها سيؤدي أيضاً إلى تغيير في حدود إيران، ولهذا من حق طهران أن تدافع عن مصالحها بكل قوة.
نزع سلاح حزب الله.. حلم لن يتحقق
وفي جزء آخر من الحوار، تطرق مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية إلى التطورات الأخيرة في لبنان، وإلى القرار السياسي الذي تتبناه بعض الأطراف في الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله بضغط من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، مؤكداً أن هذه ليست المرة الأولى التي تُطرح فيها مثل هذه الأفكار في لبنان، لكنها – كما فشلت سابقاً – ستفشل هذه المرة أيضاً، وأن المقاومة ستصمد في مواجهة هذه المؤامرات.
وشدد ولايتي على أنه في الماضي، حين كانت المقاومة تملك إمكانيات وقدرات أقل، أفشلت هذه المخططات، واليوم، مع ما تتمتع به من دعم شعبي أكبر وإمكانات أوفر، فإنها – بإذن الله – لن تسمح لهذه المشاريع بأن تتحقق.
وبيّن أن المقاومة في لبنان تحظى اليوم بقبول وتأييد جميع اللبنانيين من مسيحيين وشيعة وسنة وغيرهم، موضحاً أن المقاومة تمثل كرامة لبنان وأن حياة وأمن هذا البلد مرتبطان بها. وذكّر بأن اللبنانيين لم ينسوا أنه في عام 1982، حين لم تكن هناك مقاومة، وصل الإسرائيليون حتى جنوب بيروت ومنطقة الضاحية، لكنهم في النهاية اضطروا إلى الانسحاب تحت ضغط مقاومة حزب الله.
مقاومة لبنان تزداد قوة يوماً بعد يوم
وأشار وزير الخارجية الإيراني الأسبق إلى أن من أسباب طرح هذه المشاريع السياسية اعتقاد الصهاينة – بعد أن اغتالوا بمساعدة الولايات المتحدة قادة كباراً مثل الشهيد السيد حسن نصرالله – أن حزب الله قد ضعف، في حين أن بنيته الأساسية ما تزال قوية جداً. وأكد أن حزب الله اليوم أكثر صلابة من سنوات 1981 و1982، وأنه لولا وجوده لكان الإسرائيليون قد ألحقوا بلبنان ما ألحقوه بفلسطين. وأضاف أن حزب الله الذي حمى لبنان سيحمي نفسه أيضاً من هذه المخططات الأمريكية.
وأكد ولايتي على أن شعوب المنطقة، وعلى رأسها الشعب اللبناني، تتساءل: هل تملك الحكومة اللبنانية أي شعور بالمسؤولية إزاء حماية البلاد والشعب حتى تطرح مثل هذه المشاريع؟ وإذا وضع حزب الله سلاحه، فمن سيدافع عن أرواح اللبنانيين وأموالهم وأعراضهم؟ أليس في التجارب السابقة ما يكفي من العبر لبعض السياسيين في هذا البلد؟
سوريا؛ لن يكون هناك جولاني آخر
وقال ولايتي إن ما يجري في لبنان هو فقط برغبة أمريكا وإسرائيل، مضيفاً أن هذين الطرفين يظنان أنهما يستطيعان في لبنان تكرار تجربة "جولاني" آخر، لكن هذا الحلم لن يتحقق، ولبنان – كما كان دائماً – سيواصل الصمود.
وأكد مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعارض حتماً نزع سلاح حزب الله، لأنها لطالما دعمت شعب لبنان ومقاومته، ولا تزال تواصل هذا الدعم حتى الآن.
إيران والعراق ضد نزع سلاح الحشد الشعبي
وفي جزء آخر من تصريحاته، وفي رده على سؤال بشأن المؤامرات المشابهة التي تديرها أمريكا ضد الحشد الشعبي في العراق، أشار ولايتي إلى مكالمة هاتفية أجراها مؤخراً مع نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي الأسبق، موضحاً أن المالكي رجل شجاع، فهو من أصدر حكم إعدام صدام في عهده، وطرد زمرة "المنافقين" من العراق. وأضاف أن المالكي أكد خلال الاتصال أن الولايات المتحدة وإسرائيل ستنتقلان بعد لبنان لاستهداف الحشد الشعبي في العراق، لكنهما اتفقا على أن إيران والعراق سيرفضان نزع سلاح حزب الله في لبنان أو الحشد الشعبي في العراق، وسيقفون في وجه ذلك.
وأضاف ولايتي: لولا الحشد الشعبي، لابتلع الأمريكيون العراق، فالحشد الشعبي يؤدي في العراق الدور نفسه الذي يؤديه حزب الله في لبنان.
على عقلاء لبنان منع مشروع نزع السلاح
ورداً على سؤال حول كيفية منع نزع سلاح حزب الله ومواجهة المخططات الإسرائيلية والأمريكية لإشعال صراع داخلي في لبنان، قال ولايتي إن النصيحة هي أن يقف عقلاء لبنان في وجه من يقودون مشروع نزع السلاح، وإلا فإن المقاومة ستتصدى لذلك، ونحن سندعم هذه المقاومة. وشدد على أن عقلاء لبنان ينبغي أن يحبطوا هذا المشروع غير المبرر.
وأضاف ولايتي أن لبنان ليس كسوريا، ولن يتمكن شخص مثل الجولاني من الظهور هناك، مبدياً ثقته بوجود عقلاء في الداخل سيحولون دون ذلك، لأن أغلبية اللبنانيين يدركون أن من يحمي أمنهم وأرواحهم وأعراضهم وأموالهم في مواجهة إرهابيين مثل داعش والجولاني وإسرائيل، هو حزب الله. وأشار إلى أن أحداث سوريا ماثلة أمام أعينهم، حيث أُبعد بشار الأسد عن السلطة، وجاء الجولاني، لكن النتيجة كانت أن إسرائيل باتت ترتكب ما تشاء من جرائم، وخطر تقسيم البلاد أصبح أكبر من أي وقت مضى. وشدد على أن اللبنانيين يرون ما جرى في سوريا ويدركون أن أمنهم الحالي ثمرة وجود حزب الله.
الهجمات الإسرائيلية وملف المقاومة اليمنية
وتطرق ولايتي إلى الهجمات الأخيرة التي شنها الكيان الصهيوني على حزب الله، والمتزامنة مع مؤامرة نزع السلاح، قائلاً إن وقف إطلاق النار الحالي يصب في مصلحة إسرائيل، التي تستخدمه للبقاء واقفة على قدميها، لكن هذا الوقف لا ينبغي أن يمنع حزب الله من الدفاع عن لبنان.
كما تحدث عن المقاومة اليمنية، واصفاً اليمن بأنه جوهرة في محور المقاومة أرسلها الله لدعمه. وأضاف أن اليمنيين لا يكتفون بمساعدة المقاومة في المنطقة، بل يسيطرون على مضيق باب المندب ويقفون في وجه مخططات الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وغيرهم، ويستهدفون أهدافهم في المضيق بالصواريخ. وأشار إلى أن حاملة الطائرات "هاري ترومان" كانت من بين القطع العسكرية التي تعرضت لعشرات الضربات واضطرت، بأمر من ترامب، إلى الانسحاب.
وأكد ولايتي أن اليمنيين أربكوا اليوم الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، وأن المقاومة في سوريا ستنهض أيضاً في المستقبل، لتفشل أكثر فأكثر مخططات الإسرائيليين.
المقاومة أقوى من الماضي وإيران في مركزها
وختم ولايتي بالتأكيد على أن المقاومة – رغم الحرب النفسية والدعاية التي يشنها العدو – اليوم أكثر تماسكاً وقوة من أي وقت مضى، وهي التي تمنع المخططات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة. وقال إن إيران هي مركز محور المقاومة، وتدعمها بوضوح وشجاعة، وسيشهد الجميع قريباً أنه، رغم كل المؤامرات، فإن مستقبل المنطقة سيكون لشعوبها وللمقاومة.
زيارةُ الأربعين علامةُ الإيمان
زيارةُ الأربعين علامةُ الإيمان
في عالمٍ تتداخل فيه الأصوات وتتزاحم فيه العناوين، تبقى علامات الإيمان الحقيقية هاديةً لمن أراد النجاة، وصوتًا نقيًّا في ضجيج الحياة. إنها ليست مجرد طقوسٍ تُؤدى، بل هي إشاراتٌ عميقةٌ لهويّةٍ روحيّة، ترسم ملامح المؤمن في سلوكه وصلاته وزيارته وتعامله مع ربّه. وقد لخّص الإمام الحسن العسكري عليه السلام هذه الهوية في روايةٍ شريفةٍ أصبحت مناراً للعارفين، حيث قال:
« علامات المؤمن خمس : صلاة إحدى وخمسين ، وزيارة الأربعين والتختم باليمين وتعفير الجبين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم » (١).
فما معنى هذه العلامات؟ ولماذا كانت هي دون غيرها؟ وكيف يمكن للمؤمنة أن تجعلها طريقاً للنور واليقين في حياتها اليومية؟ هذا ما سنتأمله في هذا المقال الذي نهديه بمناسبة أربعين الإمام الحسين عليه السلام، تلك الذكرى التي تختصر كل معاني الولاء والصبر والإيمان.
أولًا: صلاة الإحدى والخمسين – قلب المؤمن النابض
الصلاة هي عمود الدين، وهي أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة، كما ورد في الروايات. أما الإمام الحسن العسكري عليه السلام، فقد أشار إلى خصوصيّة عدد الركعات التي يصليها المؤمن، إذ قال: « صلاة إحدى وخمسين »، وهي مجموع الفرائض (17 ركعة) والنوافل اليوميّة (34 ركعة).
إن هذه الصلاة اليومية ليست مجرّد أداء حركي، بل هي غذاءٌ روحي، وتربيةٌ مستمرّة للنفس. النوافل، في خصوصها، تمثّل تعبيرًا عن حبّ العبد لله، وحرصه على القرب منه. وقد ورد في الحديث النبوي:
قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ : « قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيّاً فَقَدْ أَرْصَدَ لِمُحَارَبَتِي وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدٌ بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا اِفْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَيَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّافِلَةِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ اَلَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ اَلَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَلِسَانَهُ اَلَّذِي يَنْطِقُ بِهِ وَيَدَهُ اَلَّتِي يَبْطِشُ بِهَا إِنْ دَعَانِي أَجَبْتُهُ وَإِنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ كَتَرَدُّدِي عَنْ مَوْتِ اَلْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ اَلْمَوْتَ وَأَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ » (٢).
في حياة المرأة المؤمنة، تصبح النوافل ملاذًا من التعب، وفسحةً في زحمة المسؤوليات، ومجالًا لتجديد الإيمان. فما أجمل أن تكون لحظات الصمت والخشوع بعد إنهاء الأعمال اليومية، لحظات للوقوف بين يدي الله، تطلب منه القوة والسكينة والرضا.
ثانيًا: زيارة الأربعين – الولاء الذي لا يموت
العلامة الثانية التي يشير إليها الإمام العسكري عليه السلام هي زيارة الأربعين، وهي زيارة الإمام الحسين عليه السلام في العشرين من صفر، أي بعد أربعين يومًا من شهادته في كربلاء.
وقد جاءت هذه العلامة في الرواية لتؤكد أن الإيمان ليس علاقةً فرديةً فقط مع الله، بل هو أيضًا ولاءٌ لأوليائه، وارتباطٌ بأئمّة الهدى الذين يُجسّدون الإسلام في أنقى صوره.
زيارة الأربعين، في حقيقتها، هي مدرسةُ وفاء، وموقفٌ تربوي. إنها لا تختصر في المشي نحو القبر الشريف، بل تعبّر عن مدى استعداد المؤمن للتضحية من أجل القيم، كما ضحّى الحسين. ولذلك نرى ملايين الزائرين، رجالًا ونساءً، شيبًا وشبانًا، يقطعون المسافات حبًا بالحسين، وطلبًا لنوره، وتجديدًا لعهد الولاء.
أوصى المرجع الديني الأعلى، السيد علي السيستاني، النساء اللواتي يشاركن في زيارة الأربعين بالالتزام بآداب معينة، منها الحفاظ على الستر والحجاب، والتزام الوقار والسكينة في المشي، والابتعاد عن كل ما ينافي قدسية المناسبة. كما أكد على أهمية استغلال هذه الزيارة في التقرب إلى الله تعالى من خلال العبادة والذكر، والابتعاد عن كل ما هو لغو أو كلام غير لائق.
فللمرأة المؤمنة، تمثّل الزيارة درسًا في الصبر، والكرامة، والوعي الديني. فهي حين تحمل أطفالها وتمشي في درب الأربعين، إنما تُربي الجيل القادم على الحبّ والالتزام.
ثالثًا: التختم باليمين – إشراقة الهوية الولائية
التختم باليمين، علامة ظاهريّة، لكنها تعكس انتماءً باطنيًّا. فقد اشتهر أئمة أهل البيت عليهم السلام بلبس الخاتم في اليد اليمنى، بخلاف غيرهم.
وفي الروايات، ورد أن النبي صلى الله عليه وآله كان يتختم في يمينه، وأن الإمام الصادق عليه السلام كان يوصي بذلك، لأنّ التختم باليمين من « علامات المؤمن »، ويعبّر عن الاتباع والاقتداء.
الخاتم في يد المرأة المؤمنة، لا يجب أن يكون مجرد زينة، بل عنوان ولاء. فاختيارها لخاتم يحمل عبارة ( يا حسين أو يا علي أو يا صاحب الزمان )، هو تعبير عن الحب، والانتماء، والرسالة التي تؤمن بها.
رابعًا: تعفير الجبين بالسجود – تواضع العارفين
من أجمل صور الإيمان، أن يلامس الجبينُ الأرض في لحظة السجود. والتعفير، يعني مباشرة الأرض بالجبهة دون حائل، أو باستعمال التربة الطاهرة كما هو في سُنّة الشيعة الإمامية.
هذه العلامة تعبّر عن خضوع العبد، وتواضعه المطلق أمام خالقه. فليس هنالك حركة أبلغ في الدلالة على الانكسار والتسليم من أن يُوضع أرفع مكان في الجسد (الجبهة) على الأرض.
في عالمٍ يكثر فيه التكبر والمظاهر، تأتي هذه العلامة لتقول: إنّ الإيمان الحقيقي في التواضع، في العبودية الخالصة، في الخضوع لمقام الربّ. والمرأة المؤمنة، حين تسجد، إنما تضع حجاب الكبرياء، وتتصل بالسماء من تراب الأرض.
خامسًا: الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم – صوت الرحمة في قلب الدين
آخر العلامات في الرواية هي الجهر بـ « بسم الله الرحمن الرحيم » في الصلاة، وهي سُنّة مؤكدة عن أهل البيت عليهم السلام. وقد حرص الأئمة على الجهر بها، لما تحمله من دلالة على الرحمة الإلهيّة، وعلى بداية كل أمرٍ باسم الله.
إن الجهر بالبسملة في الصلاة ليس مسألة شكلية، بل هو تجلٍّ لروح العقيدة التي يؤمن بها أتباع أهل البيت عليهم السلام. إنها إعلان بأن الدين يبدأ باسم الله، ويستمر برحمته، وينتهي إليه.
للمرأة المؤمنة، فإنّ الجهر بالبسملة هو تربيةٌ للنفس على استحضار اسم الله في كل خطوة: في التربية، في الخدمة، في العمل، في الدراسة، في الزواج، في الحجاب. فهي تبدأ يومها، ووجبتها، وعملها، بكلمة بسم الله، لأنها تدرك أن البركة كلّها هناك.
مسألة شرعية
السؤال: هل الجهر في الصلاة واجب للرجال والنساء ؟
جواب سماحة السيد السيستاني:
يجب في قراءة الحمد والسورة على الاحوط للرجال في صلاة الصبح والمغرب والعشاء، ويجوز للنساء إن لم يكن بمسمع الاجنبي وإلا فالاحوط لها الاخفات فيما كان الاسماع محرماً كما إذا كان موجباً للريبة .
خاتمة:
خمس علامات قد تبدو بسيطة في ظاهرها، لكنها ترسم في الحقيقة خارطة طريقٍ للمؤمن الصادق. إنها تجمع بين القلب (الصلاة)، والجسد (السجود)، والهوية (الخاتم)، والولاء (الزيارة)، واللسان (الجهر بالبسملة). وهي ليست شعائر فحسب، بل معانٍ تُترجم في السلوك والعلاقة مع الله وأوليائه.
في زمنٍ يكثر فيه الخداع والادّعاء، تبقى هذه العلامات نورًا للمؤمنة التي تريد أن تسلك طريق الحق، وتربي أبناءها على الدين، وتبني مجتمعًا نقيًّا من الداخل.
فليكن هذا الأربعين الحسيني موعدًا للمراجعة، ولتجديد العهد مع هذه العلامات، ولجعلها مشعلًا يُضيء الدرب في ظلمات الدنيا.
والسلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين.
الأسئلة والأجوبة
السؤال 1: ما المقصود بـ« صلاة إحدى وخمسين » الواردة في علامات المؤمن؟
الجواب:هي مجموع الصلوات اليومية الواجبة (17 ركعة) والنافلة اليومية (34 ركعة)، أي أن المؤمن يُحيي يومه بـ 51 ركعة بين فرضٍ ونفل، تعبيرًا عن حبّه لله وتقربه إليه.
السؤال 2: لماذا اعتُبرت زيارة الأربعين من علامات الإيمان؟
الجواب: لأنها تعبّر عن عمق الولاء للإمام الحسين عليه السلام، وعن التمسك بخط أهل البيت، وهي ممارسة شعائرية تُجدد عهد المؤمن بالإمام وتُظهر استعداده للتضحية من أجل القيم التي ضحّى الحسين من أجلها.
السؤال 3: ما معنى « تعفير الجبين بالسجود » ؟
الجواب: هو وضع الجبهة على الأرض مباشرةً أو على تربة طاهرة أثناء السجود، وهو رمز للتواضع الكامل أمام الله، وخضوع المؤمن لمولاه بصدق وإخلاص.
السؤال 4: ما دلالة التختم باليمين في ثقافة أهل البيت عليهم السلام؟
الجواب: التختم باليد اليمنى هو من سنن النبي وأهل البيت عليهم السلام، ويُعد علامة ظاهرة على انتماء المؤمن إلى نهجهم، وتمسكه بهويتهم وسيرتهم.
1. كامل الزيارات/ لابن قولويه / الصفحة : ٣٢٥.
2. الكافي / للشيخ الكليني / المجلّد : ٢ / الصفحة ٥٣.
ما هي أهداف الزهد في الإسلام؟
عندما يحث الإسلام على الزهد في الدنيا فإنه يسعى لتحقيق الأهداف التالية:
1- الإيثار: فعندما تتعارض مصلحة الفرد مع مصلحة المجتمع يتصدى الدين لحل هذه المشكلة الاجتماعية، ويقوم الإسلام بتربية أبنائه تربية لا يبقى لهذه المشكلة أثر، بحيث يشعر المسلم باللذة عندما يضحي بمصالحه الشخصية لأجل مصالح الآخرين، فيحرُم نفسه من أجل إسعاد الآخرين.
وقد ذكر لنا القرآن الكريم صوراً رائعة، وكذلك كتب التاريخ عن الرعيل الأول من المسلمين، تؤكد التفاني والإيثار الذي زرعه الإسلام في نفوسهم.. فسورة ﴿هَلْ أَتَى...﴾[1] تحدثنا عن إيثار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأهل بيته الكرام (عليهم السلام) بما يملكونه من طعام..
﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا﴾[2].
وكذلك مدح القرآن الكريم الصفوة المؤمنة من الأنصار، حيث سطروا أروع الصور في التفاني والإيثار، فعبر عنهم: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَة﴾[3].
2- المواساة: فالإسلام يربي أبناءه على الاشتراك في الأحاسيس، والعواطف، ليصبحوا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، وعندها لا نتصور في المجتمع الإسلامي فئة مترفة وأخرى معدمة، لأن روح المساواة التي يخلقها الإسلام بالزهد تأبى على المتمكنين من أن يتركوا المحرومين دون أن يمدوا لهم يد العون، فتزول عندها ظاهرة الفقر والفاقة، ولا يبقى هناك تفاوت فاحش في مستوى المعيشة.
كما يعير الإسلام أهمية كبرى لزهد الحاكم الإسلامي، لأنه بحاجة إلى روح المساواة أكثر من غيره من المسلمين، حيث أن الزهد لدى الحاكم يخلق في المجتمع معايير لتقييم الأفراد لا ربط لها بالمال ولا المتاع، ومن هنا كان لزاما على الحاكم الإسلامي أن يعيش عيشة أبسط الناس وأضعفهم، وهذا أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يجسد نموذج الحاكم الزاهد ويقول:
"... ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل، ولباب هذا القمح، ونسائج هذا القز، ولكن هيهات أن يغلبني هواي، ويقودني جشعي إلى تخير الأطعمة ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص، ولا عهد له بالشبع أو أبيت مبطانا وحولي بطون غرثى وأكباد حرى، أو أكون كما قال القائل:
وحسبك داء أن تبيت ببطنة وحولك أكباد تحنّ إلى القدّ
أأقنع من نفسي بأن يقال: هذا أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر، أو أكون لهم أسوة في جشوبة العيش"[4].
[1] القرآن الكريم، سورة الإنسان: 1.
[2]- القرآن الكريم، سورة الإنسان: 98.
[3] - القرآن الكريم، سورة الحشر: 9.
[4] - نهج البلاغة ج3، ص72.
ما هي أسباب زوال المودّة بين الإخوة؟
1- المراء
وهو في اللغة أن يطعن الرجل في قول الآخر تزييفًا للقول، وتصغيرًا للقائل على نحو الاعتراض.
فإنّ أقلّ ما يمثّله هذا التعامل السيّىء هو التكذيب والإهانة وتقزيم الآخر، مع أنّه من حقّه أن يُحترم ويُوقّر ويصدّق، فكيف تدوم الأخوّة والمودّة دون احترام وكرامة؟
وممّا جاء في ذلك عن الإمام علي الهادي (عليه السلام): "المراءُ يُفسِدُ الصداقةَ القديمةَ، ويحلُّ العقدةَ الوثيقةَ، وأقلُّ ما فيه أن تكونَ فيه المغالبة والمغالبةُ أسُّ[1] أسبابُ القطيعةِ"[2].
2- إطاعة الواشي[3]
عن الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام): "من أطاعَ الواشي ضيّعَ الصديقَ"[4].
حيث من الطبيعيّ جدًّا أن تؤدّي الوشاية إلى إفساد للمودّة بين طرفين، وزرع الأضغان في صدر كلّ واحد منهما من خلال افتراء كاذب، لا واقع له يتصوّر معه أنّ أحدهما لا يكنّ للآخر أيّ تقدير وإنّما يتربّص به الدوائر، وهذا إنّما يحصل في ما إذا استجاب الإنسان وأصغى للنمّام الكاذب الّذي أراد الوقيعة به، أمّا إذا تابع موازين الشرع المبين وكذّب سمعه، وردّ مقالة هذا المبطل فإن المودّة والإخاء يدومان بأمن وسلامة.
وعليه، ما يفسد العلاقة هنا ليس الواشي لوحده فهو جزء السبب والجزء الآخر هو المطيع لوشايته، إذ ما كانت لتُحلُّ العرى الوثيقة بينه وبين أخيه لو لم يُطعه ولكان الأمر سيبقى على ما يرام، وهنا يكون المورد محلًّا للامتحان من أجل أن يعرف مدى الوعي لدى الإنسان هل هو متسرّع يعير أذنه لأيّ شخص، ويحكم على أساس الكلام الواهن، أو أنّه متأنٍّ غير عجول يسلك سبيل الاحتياط الّذي فيه النجاة؟
3- ذهاب الحشمة
فقد جاء عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): "لا تُذهِبِ الحشمةَ بينَك وبين أخيكَ وأبقِ منها، فإنّ ذهابَ الحشمةِ ذهابُ الحياءِ، وبقاءَ الحشمةِ بقاءُ المودَّةِ"[5].
لا شكّ أنّ الابتذال والتصرّف أمام الآخر كأنّه غير موجود، ولجوء الأخ إلى القيام ببعض الأعمال بداعي أنّه لا كلفة بين الإخوان مع أنّها غير لائقة ولا مناسبة، يؤدّي إلى هوان الإنسان على أخيه ويُسقطه من عينه، فلا يقيم له وزنًا ولا تدوم بينهما مودّة لأنّها قائمة على تقدير كلّ منهما للآخر واحترامه، فإذا أهان الواحد نفسه من خلال عدم حيائه كيف يطلب من الآخرين تكريمه بعدما لم يترك ما يساعده على الاحتفاظ بكيانه الجميل من حشمته؟
4- عدم التناصف والتراحم
في الحديث عن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام): "تحتاجُ الأخوّةُ بينهُم إلى ثلاثةِ أشياءٍ، فإنِ استعملوها وإلَّا تبايَنوا وتباغَضوا وهي التناصفُ والتراحمُ ونفيُ الحسدِ"[6].
5- الحسد
حيث لا تجتمع الأخوّة الصادقة مع الحسد، وتمنّي الأخ زوال النعمة عن أخيه، وهذا ما أشير إليه في الحديث السابق.
6- المخاصمة
وهي الجدل ابتداءً، وعدم التوافق والاجتماع في الموقف والرأي أو العمل والسيرة.
7- الملاعبة
وهي عبارة عن التزييف وإبهام الأمور، وإلباسها غير لباسها الحقيقيّ والواقعي، بغية الوصول إلى مآرب لا تتّفق مع التعامل في القضايا بحسب ما هي عليه.
8- المجاراة
ويراد بها عدم الصدق في الموقف وعدم المصارحة.
9- الممازحة
الّتي هي الهزل في الخطاب وعدم الجدّيّة، وربما تعدّت إلى جملة من الأعمال مّا يؤذي ويسبّب حرجًا أو ضررًا للطرف الآخر.
أمّا الملاطفة والتراحم، فهما على العكس تمامًا، فإنّ الّذي يلاطف أخاه بغية إدخال السرور على قلبه يكون مأجورًا، وهو أمر مطلوب ورد الحثّ عليه في أخبار المعصومين (عليهم السلام).
10- المواضعة
ويعنى بها وضع شأن الآخر وتصغيره وخفضه وكثيرًا ما يقع في هذه الآفّة الأقران والزملاء إذا كانوا في صفّ واحد في مدرستهم أو جامعتهم أو مكان عملهم، فأثنى بعض الناس على أحدهم بما فيه من مميّزات ومؤهّلات، فسرعان ما تثور ثائرة قرينه ليسارع إلى تصغيره ووضعه، نتيجة شعوره بنقصٍ في نفسه ودنوٍّ في درجته فيسوّل له الشيطان اختيار أحد أمرين إمّا الاستعلاء الكاذب وادّعاء الرفعة لكي يصل إلى درجة صاحبه، وإمّا إنزال الآخر إلى مستواه، وفي الحالتين سيكون السبيل مذمومًا ومنهيًّا عنه، لأنّ من أقبح الأخلاق أن يدّعي الإنسان صفة ليست فيه وميزة لا يمتلكها، وكذلك أن يسلب الآخر محاسنه وميّزاته بإنكارها، أو من خلال إخفاء المناقب واظهار المثالب.
11- المرافعة
وهي رفع شأن الآخر بما هو ليس فيه من خلال الإطراء والمديح، وإبرازه في صورة لامعة لا مثيل لها مع أنّه ليس كذلك، وهذا ما يكثر حينما تتقاطع المصالح بين الناس أو مع أصحاب المال وذوي النفوذ من الرؤساء والوزراء والمسؤولين في شتّى ميادين الحياة، إذا لم يكن الإنسان الّذي يعمل معهم حرًّا وكريمًا.
وقد جاء التحذير من هذه الأمور الستّة الأخيرة على لسان الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، حيث قال له الحارث يا أمير المؤمنين أنا والله أحبّك، فقال له يا حارث: "أمّا إذا أحببتَني فلا تخاصِمني ولا تلاعِبني، ولا تُجاريني، ولا تُمازِحني، ولا تواضِعني ولا ترافِعني"[7] .
12- التكلّف
وهو أن يجعل الحواجز بينه وبين أخيه ويختلق الرسميّات والبروتوكولات، والأساليب الّتي يصعب معها التعامل والسهولة في المواصلة، وحينئذ يشعر بثقل العلاقة به، وعدم الراحة في الاستمرار ما دام ذلك بينهما.
يقول الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): "أثقلُ إخواني من يتكلَّفُ لي واتحفّظُ منه وأخفُّهم على قلبي من أكونُ معه كما أكونُ وحدي"[8].
13- التأفّف
فقد جاء في الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام): "إذا قالَ المؤمنُ لأخيهِ أفٍّ خرجَ من ولايَتِه"[9].
14- الإهانة
روي أنّه نزل جبرائيل (عليه السلام) على النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال له: "يا محمّدُ إنَّ ربكَ يقولُ من أهانَ عبدي المؤمنَ فقدْ استقبلَني بالمحاربةِ"[10].
15- تتبّع العثرات
فيما قاله الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): "أقربُ ما يكونُ العبدُ إلى الكفرِ أن يكونَ الرجلُ مؤاخيًا للرجلِ على الدينِ ثمَّ يحفظُ زلّاتهِ وعثراتهِ ليضعَه بها يومًا ما"[11].
وفي حديث آخر: "لا ترموا المؤمنينَ ولا تتَّبِعوا عثراتهِم فإنَّ من يتبعْ عثرةَ مؤمنٍ يتبعِ اللهُ عزَّ وجلَّ عثرتَه، ومن يتبعِ اللهُ عزَّ وجلَّ عثرتَه فضحَه في بيتِه"[12] .
* من كتاب: إخوة الإيمان - جمعية المعارف الإسلاميّة الثقافيّة
[1] أس الشيئ يعني أصله.
[2] ميزان الحكمة, ح 39201.
[3] الواشي والوشاء: النمّام.
[4] بحار الأنوار, ج 71, ص 164.
[5] ميزان الحكمة، ح 961.
[6] تحف العقول، ص 223.
[7] الخصال، ص 433.
[8] المحجة البيضاء، ج 3.
[9] المؤمن للأهوازي، ح 891.
[10] المؤمن، م.س، ح 681.
[11] م.ن، ح 171.
[12] م.ن، ح 881.
لماذا تجب العبادة على الإنسان؟
لماذا يتحمل الإنسان المشقة ويبذل الجهد؟.. فيصلي ويصوم ويحج ويجاهد ويبذل المال.. إلخ، فالله غير محتاج للعبادة، وغني عنها، والإنسان يلاقي الكلفة البدنية والتعب في أدائها، ويبذل الجهد والمال والوقت في سبيلها.. فلماذا كل ذلك إذن؟
هذه أسئلة تطرأ على الكثيرين، ويتصورها العديد من الناس حول وجوب العبادة. بينما نجد القرآن الكريم يتحدث عن العبادة فيقول:﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [1]
فما سر ذلك؟ ولماذا العبادة؟
سرعان ما يتحدد الجواب، ويعلن عن نفسه لكل من يتجاوز بفهمه ووعيه النظر السطحي لهذا الوجود، والفهم الساذج لعالم الأشياء والموجودات، والعلاقات الكونية العامة، فيدرك بوضوح تام: أن هذا الكون ــ بما فيه الإنسان ــ خلق بحكمة، ووفق نظام وعلاقات وقوانين، تترابط بعضها مع بعض، ويترتب بعضها على بعض، وينتج بعضها عن بعض، فالموجودات من عالم المادة، والحياة، والإنسان، وما ينتج عنها، من نتائج، وآثار، كلها تدخل في معاملات، وموازنات دقيقة، وتخضع لقاعدة الأسباب والعلل المتحكمة في هذا العالم.. فما من شيء في طرف إلاّ ويقابله شيء في طرف آخر... وما من سبب إلاّ وترتبط به نتيجة.. فعلى هذه القاعدة، ووفق هذا القانون الوجودي العام، شاءت حكمة الله وإرادته أن تسير علاقة الإنسان بخالقه... لأن الإنسان يمثل طرفاً في الوجود، ويسعى الى نتائج في دنيا الحياة وعالم الآخرة... وأن هذا السعي يقوم على أساس أن هناك علاقة ترابطية، وتعادلاً بين أطراف القضايا، وانتظام الأشياء والموجودات.. سواء منها الموجودات الطبيعية أم الأفعال والنشاطات الإنسانية المختلفة.
والقرآن الكريم ناطق بهذه الحقيقة... وموضّح لها في موارد متعددة، نذكر منها قوله تعالى:
﴿وإِذْ تَأْذَنَ رَبُكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزيدنَّكُمْ ولَئِنْ كَفَرْتُمْ إنّ عذابي لَشَديدٌ﴾ [2]
﴿إنَّ اللهَ لا يُغيِّر ما بقومٍ حتى يغيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ..﴾ القرآن الكريم، سورة الرعد، الآية:11
﴿فأَمَّا يأتينَكُمْ مني هدىً فَمَنْ اتْبَعَ هُدايَ فلا يَضِلُّ ولا يَشْقَى﴾ القرآن الكريم، سورة طه، الآية:321
﴿ليجزي اللَّهُ الصادقينَ بِصدقِهِمْ ويعذِّبُ المنافقينَ إنْ شاءَ أو يتوبَ عليهم...﴾ القرآن الكريم، سورة الأحزاب، الآية:42
﴿مَنْ كانَ يريدُ العاجلةَ عجَّلْنَا لهُ فيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُريدُ..﴾ القرآن الكريم، سورة الإسراء، الآية:81
﴿... وَمَنْ يُؤْمِنْ باللَّهِ ويعْمَلْ صالحاً يُدْخِلْهُ جناتٍ تَجري من تحتها الأنهارُ خالدينَ فيها أبداً قد أحسنَ اللَّهُ لهُ رزقاً﴾ القرآن الكريم، سورة الطلاق، الآية:11
فكل تلك الآيات الكريمة تبسط الأسباب وترتب عليها النتائج... فجعلت الشكر سبباً لزيادة الخير والنعم والثواب، كما جعلت تغير أوضاع الإنسان وأحواله العامة مرتبطةً بتغير محتواه الداخلي.. بما فيها من أفكار ومفاهيم وعواطف.
وجعلت الصدق والإخلاص لله سبباً للثواب.
والنفاق والرياء سبباً للعقاب.
وعمل الصالحات سبباً للنعيم والخلود في الجنات... إلخ.
فمـن هـذا العـرض القـرآنـي نسـتطيـع أن نكـتشـف مفهـوم القرآن عـن العبـادة، ووجوبهـا القائـم على أسـاس أنهـا عمـل سـببي ترتبـط به نتيجة.
وتركها إهمال سببي تترتب عليه نتيجة... جرياً على حكمة الله في خلقه التي قضت بأن تكون علاقة الإنسان بالله، ووجود هذا الإنسان في عالمي الدنيا والآخرة، خاضعاً لهذا القانون الوجودي العام، قانون الترابط بين السبب والنتيجة.
فلقد جعل الله سبحانه الخلد والنعيم في الجنان لا يتحقق إلاّ بالتزام النفس البشرية بقانون محدد وهو العبادة يوصلها الى نتيجة محددة وهي رضاء الله سبحانه، كما جعل تركها سبباً للعذاب والحرمان ﴿وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا..﴾ القرآن الكريم، سورة الأحقاف، الآية:91
من هنا كانت العبادة سبباً للحصول على النعيم والفوز بالجنان... وكانت واجباً وضرورة كونية يفرضها منطق الوجود، ويتوقف عليها مصير الإنسان، كما يتوقف مصير أية قضية في الوجود على سلسلة الأسباب والنتائج المترابطة في دائرة وجود هذه القضية.
وثمة سبب آخر يخضع لنفس القانون، ويعطي ذات النتيجة، وهو واقع الحس الأخلاقي، والذي يتلخص مفهومه في المقولة المشهورة شكر المنعم واجب.
أي أن النعم التي أنعمها الله سبحانه وتعالى على الإنسان توجب الشكر، لأن حق المنعم الشكر، والاعتراف بالنعم، وضرورة إظهار هذا الاعتراف بكل الوسائل التعبيرية المتاحة للإنسان... سواء بالقول أو الفعل، كالصلاة والدعاء والثناء والصوم، أو في الاقرار النفسي والشعور الباطني بالفضل والامتنان.. لأن الإنعام فعل صادر من طرف، هو الله سبحانه، ليفاض على طرف آخر، وهو الإنسان... فما الذي يقابله في الطرف الآخر حسب قوانين الوجود..؟
لذلك فقد جعل الله سبحانه العبادة: هي المنهج والوسيلة الإنسانية للتعبير عن الشكر، واكمال معادلة المبادأة بالنعم ــ فضلاً منه ومنة ــ فأهَّلا أفعال الإنسان، ورفعها الى مستوى طرف الموازنة ومعادلة النعم والاحسان الإلهي.
ــ ولكن... أنى لعبادة الإنسان أن توازي نعم الرحمن... التي لا تعد ولا تحصى ــ.
وينضم إلى هذين السببين سبب ثالث للعبادة، فيحتل أبعاداً خاصة في نفس الإنسان وهو أيضاً نتيجة طبيعية للعلاقة بين الأشياء وقدرها، وهذا السبب هو الشوق والحب لله، وانصراف النفس عما حولها من موجودات وجزاء ونعيم مرتقب، بسبب التعلق والارتباط بعظمة الله سبحانه وتعالى والإنصراف لكماله المطلق.
وتأتي هذه النتيجة الحتمية تعبيراً عن إحساس الإنسان بحقيقته الصغيرة المتناهية في الصغر... والناقصة المستغرقة في النقص، والحاجة الى الكمال الإلهي الذي يستهوي دوافع النفس، ويشد وعيها، وأحاسيسها، إلى مبدئها العظيم الله ... تماماً كما يتجه التائه في الصحارى المظلمة الى مصدر النور والإشراق، والظمآن إلى منابع الماء والرواء..
ومن مجمل ما عرضنا من حديث حول وجوب العبادة، ومسؤولية الإنسان فيها، نستطيع أن نستخلص: "أن العبادة نتيجة حتمية لطبيعة الوجود الإنساني الذاتية، يفرضها منطق الوجود العام، والعلاقة الذاتية بين الإنسان وخالقه من جهة، وبين عالم الدنيا والآخرة من جهة أخرى".
ويوصلنا بحثنا أيضاً إلى أن هناك أسباباً أساسية ثلاثة للعبادة هي:
1 ــ دفع العقوبة المتوقعة في عالم الآخرة، والتهيؤ للعيش في عالم الخلد والنعيم، بإعداد الذات، وتوفير الأسباب الضرورية للعيش السعيد في عالم الآخرة، وهي العبادة.
2 ــ أن الله منعم على الإنسان، وكل منعم يستحق الشكر والثناء، لذا كانت العبادة واجباً أخلاقياً، لأنها أصدق وسائل التعبير عن الاعتراف بالنعم، ومقابلة إحسان المنعم بما يماثلها من نماذج الخير والامتنان.
3 ــ ان هيام الإنسان بحب الله العظيم ذاته، وجمال صفاته، وجلال قدسه، يشد الإنسان إليه تعالى، ويدفعه الى تقديسه وعبادته، حباً به وشوقاً إليه. لأنه أهل للعبادة، ومستحق للتقديس.
هذا، وإن حقيقة الشوق الى الله تعالى هي رجاء لقائه، والأُنسُ بقربه، والسعادة بجواره.. وهذا لا يتحقق إلاّ بالعبادة التي قوامها: العمل الصالح، والنية الخالصة.
قال سبحانه: ﴿...فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ القرآن الكريم، سورة الكهف، الآية:11
[1] القرآن الكريم، سورة الذاريات، الآية:65
[2] القرآن الكريم، سورة إبراهيم، الآية:7
ما هي منزلةُ المجاهد بحسب الشريعة الغرّاء؟
لقد خصَّت الشريعة الغرّاء المجاهد بأرفع الأوسمة، فقد وردت الروايات من كلِّ باب منها تذكر المجاهد وترفعه إلى المقامات العليّة وفيما يلي نستعرض بعض الروايات الّتي تَبَاهت بالمجاهد وعلّقت على صدره المدائح وساماً محفوراً على مدى التاريخ.
1- طوبى لهم:
عن الإمام عليٍّ بن أبي طالب (عليه السلام): "فطوبى للمجاهدين في سبيله والمقتولين في طاعته"[1].
أراد أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يقول للمجاهدين إنّ (طوبى) هو مكان خصّصه الله تعالى للمجاهدين ثواباً منه وتقديراً على ما قدّموا من تضحيات، يقول سبحانه: ﴿طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ﴾[2] وقد يكون المقصود من طوبى لهم معنًى هنيئاً لهم، فيكون بذلك قد هنّأهم بهذا التوفيق الإلهيّ وأيّ من المعنيين عنى عليه السلام فهو وسام لهم على كلّ حال.
2- خيرُ الناس:
أن تكون من خيرِ الناس، أو يقول عنك أهل البيت (عليهم السلام) إنَّك من خير الناس ليس بالأمر السهل أو البسيط بل ذلك إنّما يكون لمن قدّم في سبيل ذلك أغلى شيء وأثمن مقابل، وبالجهاد استحقّ المجاهد هذا التقدير من أهل البيت (عليهم السلام).
فعن رسول الله محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم): "خيرُ الناس رجل حبس نفسه في سبيل الله يجاهد أعداءه يلتمس الموت أو القتل في مصافّه"[3].
3- يغضب الله لغضبه ويستجيب دعاءه:
عن رسول الله محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم): "اتّقوا أذى المجاهدين فإنّ الله يغضب لهم كما يغضب للرسل، ويستجيب لهم كما يستجيب لهم"[4].
وهذا إن دلّ على شيء فإنّه يدلّ على مقام القرب منه سبحانه وتعالى ومقدار الاهتمام والرعاية منه تعالى لشأنهم عنده...
وفي حديث آخر عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): "ثلاثة دعوتهم مستجابة: أحدهم الغازي في سبيل الله، فانظروا كيف تخلفونه؟"[5].
4- بابٌ للمجاهدين في الجنّة:
وكما فضّل تعالى المجاهدين في الدنيا على القاعدين، كذلك فقد خصّهم في الآخرة بميزة يتمايزون بها عن سائر الناس وهو أن يدخلوا الجنّة من باب قد أُعِدَّ خصّيصاً لهم.
ففي الحديث الشريف عن النبي محمّد(صلى الله عليه وآله): "للجنّة باب يقال له باب المجاهدين يمضون إليه فإذا هو مفتوح وهم متقلّدون سيوفهم والجمع في الموقف والملائكة ترحّب بهم"[6].
ويمكنك أن تتصوّر بعقلك صورة ذلك وقد أقبل الناس فيه للحساب يتدافعون في زحمة فزعين خائفين والعرق يتصبّب منهم في حالة من الرُّعب والفزع وقد اصطفّوا للحساب، وبينما هم كذلك وإذ بباب المجاهدين قد فُتح فيدخل منه المجاهدون والملائكة على بابه مصطفّة ترحّب بهم فأيّ كرامة بعد هذا؟
5- الأقرب من درجة النبوّة، ويباهي الله بهم الملائكة:
ورد في الحديث الشريف: "أقرب الناس من منزلة النبوّة أهل العلم والجهاد"[7].
وفي الحديث الآخر عن رسول الله محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم): "إنَّ الله يباهي بالمتقلّد سيفه ملائكته"[8] .
وما تلك المباهاة إلَّا لأنّ عملهم لا يُقاس بأعمال العباد، ففي الحديث الآخر عن رسول الله محمّد (صلى الله عليه وآله): "ما أعمال العباد كلّهم عند المجاهدين في سبيل الله إلّا كمثل خطاف أخذ بمنقاره من ماء البحر"[9].
وكم يستطيع طير الخطاف أن يأخذ من ماء البحر؟ نقطة أو بضع نقاط وما قدر ذلك أمام البحر...؟
6- مضاعفة أجره وثوابه:
إنَّ المجاهد غالباً ما يكون في طاعة الله فهو إن كان حارساً مراقباً فعمله لله، وإن كان مرابطاً فعمله لله، وإن كان مقاتلاً فقتاله في سبيل الله أيضاً وقد ضاعف الله ثوابه.
ورد في الحديث الشريف عن الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): "صلاة الرجل متقلِّداً بسيفه تفضّل على صلاة غير متقلّدٍ بسبعمائة ضعف"[10].
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): "إنّ صلاة المرابط تعدل خمسمائة صلاة"[11] .
[1] ميزن الحكمة، ح2681.
[2] القرآن الكريم،سورة الرعد، الآية: 29.
[3] ميزان الحكمة، ح2682.
[4] م.ن، ح 2695.
[5] وسائل الشيعة، ج11, ص14.
[6] ميزان الحكمة، ح 2679.
[7] المحجة البيضاء، ج1, ص14.
[8] ميزان الحكمة، ج1, ص448.
[9] م.ن، ج1، ص445.
[10] م.ن, ج1, ص448.
[11] م.ن, ح 2715.
الشيخ نعيم قاسم: إذا اختارت إسرائيل العدوان الواسع على لبنان فإن الصواريخ ستسقط عليها
خلال الاحتفال التكريمي الذي انعقد اليوم الثلاثاء 5 آب/أغسطس 2025، للواء الشهيد محمد سعيد إيزدي "الحاج رمضان"، قال الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، إنّ "الحاج رمضان هو شهيد فلسطين الإيراني الذي أفنى عمره في خدمة فلسطين"، ولَفَتَ إلى أنّ "الحاج رمضان كان قائدًا في موقعٍ حساس عن عمر 19 سنة".
وأضاف الشيخ قاسم أنَّ ""الحاج رمضان" عمل في مكتب فلسطين المعني بالتنسيق مع الفصائل الفلسطينية، وأمضى وقتًا طويلًا في مرج الزهور مع الفلسطينيين المبعَدين، وكان يحرص على وحدة الفصائل الفلسطينية، ويحرص على أنْ يكون حزب الله على مقربة منهم".
وكشف الشيخ قاسم عن أنَّ ""الحاج رمضان" قال، إنَّ طوفان الأقصى معجزة لم تحقِّقها أيُّ قوة مقاومة، وإنَّ الأقصى والقدس يرفعان من يخدمهما". كما كشف عن أنَّ ""الحاج رمضان" قدِم إلى لبنان بعد يومين على شهادة السيد نصر الله ليضع نفسه بتصرُّف حزب الله".
وفي حين أشار إلى أنَّ ""الحاج رمضان" كان يعتنق نظرة الإمام الخميني تجاه الكيان الصهيوني؛ بوصفه غدَّةً سرطانية"، قال الأمين العام لحزب الله: "نظرة قادتنا تقضي بأنَّ فلسطين قضية إنسانية، وليست مسألةَ جغرافيا، ما يعني أنَّ على الجميع نصرتها".
وتابع قائلًا: ""الحاج رمضان" رجل عرفاني متواضع وذو هيبة، وكان عاشقًا للإمام الخميني والإمام الخامنئي".
وتوقَّف الشيخ قاسم عند "الكارثة الكبيرة التي حصلت في انفجار المرفأ في 4 آب، والذي أحدث جرحًا كبيرًا في لبنان"، داعيًا إلى "الإسراع في إنجاز المحاكمات والتحقيقات بعيدًا عن التسييس الذي أخَّر النتيجة إلى هذه الفترة".
وشدَّد على أنَّ بناء لبنان وتثبيت الاستقرار فيه يحتاجان إلى "التشارك والتعاون في إطار وحدة وطنية ووضع الأولويات التي تؤسِّس لكل الواقع اللبناني، وعدم الخضوع للوصاية الأميركية أو غيرها".
وتطرَّق الشيخ قاسم إلى اتفاق وقف إطلاق النار، مبيِّنًا أنَّه "اتفاق غير مباشر أبرز تعاونًا وثيقًا بين المقاومة والدولة، وهو من أرقى أشكال التعاون، حيث سهَّلت المقاومة للدولة كل الإجراءات المطلوبة في الاتفاق دون أيِّ تأجيل".
وأكَّد أنَّ "حزب الله التزم التزامًا تامًّا ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، ولم يُذكر أيُّ خرق تجاه العدو أو حيالَ التعاون مع الدولة"، مشيرًا في المقابل إلى أنَّ ""إسرائيل" انقلبت على الاتفاق وخرقته آلاف المرات.
واعتبر أنَّ ""إسرائيل" ندمت على هذا الاتفاق، ورأت أنَّه يعطي حزب الله قدرة تخوِّل استمرارَ القوة الموجودة في لبنان، ولذلك لم تلتزم بالاتفاق".
وذكَّر بأنَّ "(المبعوث الأميركي توم) براك اشترط نزع السلاح في 30 يومًا، حتى القنبلة اليدوية وقذائف "الهاون"، أي الأسلحة التي تُعَدُّ بسيطة"، مضيفًا: "براك اشترط أنْ يُفكَّك 50 في المئة من القدرة في غضون شهر، ولكنَّه لا يعلم مستوى قدرتنا حتى يحدد الـ50 في المئة".
وفيما أشار إلى قول براك، إنَّ "إسرائيل" ستنسحب من النقاط الخمس عقب تنفيذ هذه الإجراءات، بيَّن الشيخ قاسم أنَّ "أميركا أرادت في ورقتها تجريد لبنان من قدرته العسكرية المتمثِّلة بالمقاومة ومنع الجيش من الحصول على سلاح يؤثِّر في "إسرائيل"".
وأردف قائلًا: "أميركا تقول، إنَّه في حال مخالفة الاتفاق يمكننا إدانة "إسرائيل" من مجلس الأمن الدولي، في حين إذا خالف لبنان فيتم تجميد المساعدات، ويخضع للعقوبات الاقتصادية أكثر من المفروضة عليه".
وقال الشيخ قاسم: "نحن لا نوافق على أيِّ اتفاق جديد. عليهم تنفيذ الاتفاق القديم. وأيُّ جدول زمني يُعرَض لينفَّذ تحت سقف العدوان "الإسرائيلي" لا نوافق عليه. نحن لا نقبل أنْ نكون عبيدًا لأحد، ومن يحدِّثنا عن التنازل تحت وطأة منع التمويل، نسأله: عن أيِّ تمويل يتحدَّث؟".
ورأى أنَّ "مصلحة "إسرائيل" أنْ لا تذهب لعدوان واسع؛ لأنَّ المقاومة ستدافع، والجيش سيدافع، والشعب سيدافع، وستسقط صواريخ في داخل الكيان، وكل الأمن الذي بنوا عليه لمدة 8 أشهر سيسقط في ساعة واحدة".
وأضاف: "إذا سلَّمنا سلاحنا لن يتوقَّف العدوان، وهذا ما يصرِّح به المسؤولون "الإسرائيليون". واستقرار لبنان غير مرتبط بما نقدِّم". وشدَّد على أنَّ "دعم الجيش منوطٌ بتأديته وظيفةً محلية، وليس لمجابهة "إسرائيل"، ولذلك فهو ليس دعمًا".
وإذ ذكَّر بأنَّ "البيان الوزاري يتحدَّث عن تحصين السيادة"، تساءل الأمين العام لحزب الله: "هل التخلِّي عن السلاح بناء على طلب "إسرائيل" وأميركا وبعض الدول العربية هو تحصين للسيادة؟ البيان الوزاري يتحدَّث عن ردع المعتدين، ولكنْ أين الدولة التي تدفع البلاء عن لبنان؟ وأين الدفاع عن الحدود والثغور؟ وإنْ قلتم ليس بمقدوركم؛ إذًا دعونا نحافظ على القدرة ونبنيها".
وواصل الشيخ قاسم قوله: "رئيس الحكومة يتغنَّى بفِقْرة التزام الحكومة باتخاذ الإجراءات كافة لتحرير جميع الأراضي من الاحتلال "الإسرائيلي"، ولكن أين هذه الإجراءات؟"، فـ"على الدولة تأمين الحماية، لا أنْ تجرِّد شعبها ومقاومتها من قوتهما، بل عليها الاستفادة منها، بدًلا من سحب السلاح كُرمى لعيون "إسرائيل" وأميركا وإحدى الدول العربية"، بحسب الشيخ قاسم.
وقال: "يجب أنْ نذهب لمجلس الوزراء ونضع بندًا؛ كي نواجه العدوان ونحفظ السيادة، وعلينا وضع جدول زمني لتحقيق ذلك، ومناقشة كيفية إشراك الجميع في عملية الدفاع عن لبنان، وكيفية زيادة الضعوطات على العدو".
وفي حين لفت الانتباه إلى أنَّ "المقاومة جزء من دستور الطائف ومنصوص عليها هناك، وهي أمر ميثاقي"، خاطب القوى السياسية اللبنانية بقوله: "تعالوا لنناقش إستراتيجية أمن وطني؛ يأخذ بقوة لبنان، بدلاً من وضع جدولٍ لنزع السلاح".
وتابع الشيخ قاسم قائلًا: "حريصون على التعاون والتفاهم بيننا وبين الرؤساء الثلاثة. علينا الانتباه من دُعاة الفتنة الداخلية الملطَّخة أيديهم بالدماء، ومن الذين يعملون لخدمة المشروع "الإسرائيلي". هذا بلد تُقدَّم فيه تضحيات ودماء، ولن نسمح لأحد بفرض الإملاءات علينا"، مستدركًا بقوله: "نحن نرتِّب وضعنا الداخلي بالتعاون والتفاهم، ولن يحصل حل دون توافق داخلي".
ودعا الدولة إلى أنْ تخاطب المجتمع الدولي، وتقنعه بأنَّها "المعنية عن حماية حدودها الجنوبية والشرقية، وتتحمَّل مسؤولية ذلك"، مؤكِّدًا أنْ "لا أحد يستطيع حرمان لبنان من قوته، ولا أحد يستطيع منع لبنان من أنْ يكون عزيزًا"، معتبرًا أنَّ "من قدَّم التضحيات وحرَّر الأرض أكثر وطنية ممَّن عبث بالوطن وقتل المواطنين".
وأضاف الشيخ قاسم: "نحن في "أولي البأس" استطعنا وقف العدوان، وإلَّا كان وصل إلى بيروت. وقد منعت المقاومة والجيش والشعب العدوَّ من تحقيق أهدافه".
وشدَّد على أنَّ "المقاومة بخير، قوية عزيزة تمتلك الإيمان والإرادة ومصمِّمة على أنْ تكون سيِّدة في بلدها، وأنْ يكون لبنان سيِّدًا عزيزًا مستقلًّا. وجمهورها صامد ومتماسك، والمجاهدون مستعدُّون لأقصى التضحيات".
من جهة أخرى، أشاد الشيخ قاسم بجرحى "البايجر" وكل الجرحى"، موضحًا: "هم أصحاب بصيرة وأصحاب عزم، وفي قمة العطاءات والعزيمة. وقد حقَّقوا نجاحات في الامتحانات الرسمية". وقال: "إذا ظنَّ العدو أنَّ جرحانا قد باتوا خارج الخدمة فهو مُخطئ، فجرحانا يقدِّمون ويتقدَّمون". كما رأى أنَّ "هذا النموذج أي "جرحى البايجر" لا يمكن أنْ يهزم أو يخسر". وبارك الشيخ قاسم "لجميع الناجحين في الامتحانات الرسمية من الطوائف كافة".
واعتبر أنَّ "المقاومة هي الأحزاب والقوى والشخصيات من الطوائف والأفكار المختلفة؛ هذا هو الرصيد الكبير".
وتابع قوله: "عدونا ليس مُطلَق اليد، ولم يحقِّق ما يريد حتى اليوم، فلا تدعوه يحقِّق ذلك. قولوا لمن يضغط عليكم: "روحوا راجعوا المقاومة"، ونحن نتولَّى أمرهم. عنوان المرحلة؛ نحن صامدون وسنتجاوزها مرفوعي الرأس، واعلموا أنَّ جماعة المقاومة مع الجيش والشعب ستبقى في الميدان وستنتصر"، مضيفًا: " لبنان يستقرُّ بجميع أبنائه، وليس بطرف على حساب طرف".
وأشار إلى أنَّ "المعركة اليوم؛ إمَّا أنْ يفوز بها لبنان؛ كلُّ لبنان، أو يخسر فيها الجميع، وقناعتنا بأنَّنا يمكن أنْ ننتصر معًا"، داعيًا إلى الالتفات إلى محاولات دُعاة الفتنة والانهزاميين لاستغلال الوضع لصالح الأجنبي"، مجدِّدًا تأكيده أنَّ "العدوان هو المشكلة وليس السلاح"، مخاطبًا أركان الحكم في لبنان بالقول: "حُلُّوا مشكلة العدوان، وبعدها نناقش مسألة السلاح".
وحدَّد الأمين العام لحزب الله الحل بـ"امتلاك أسباب القوة وليس بالتخلِّي عنها، والاعتماد على الشرفاء وليس على الذئب الأميركي"، قائلًا: "يجب أنْ نكون أسودًا لنتجاوز المرحلة لا حِملانًا فنُؤكل".
وأضاف: "سنواجه الوصاية الأجنبية والتغوُّل الأميركي العربي والتنمُّر الداخلي، وهذه مرحلة خطيرة من مراحل استقلال لبنان، لكنَّنا أقوى بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة وبالوحدة".
المصدر: موقع العهد