
emamian
تهدئة أوروبية أميركية وإيران تعلن: لن نعود للتفاوض مجددا بشأن البرنامج النووي
قال المدير العام للوكالة رافائيل غروسي إن إيران رحبت ببذل مزيد من الجهود لتوضيح القضايا العالقة بشأن ملفها النووي.
إيران تشدد على سلمية برنامجها النووي وتنفي سعيها لامتلاك قنبلة ذرية (وكالة الأناضول)
اتخذت الولايات المتحدة والدول الأوروبية خطوة في اتجاه وقف التصعيد مع إيران بشأن الملف النووي، في حين شددت طهران على أنها لن تعود للتفاوض من جديد بشأن الملف.
وقد قرّر الأوروبيون التخلي عن طرح مشروع قرار ينتقد إيران في مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في مسعى لاستمالة طهران للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة.اقرأ أيضا
وكان هذا المشروع الذي تقف وراءه ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والمدعوم من الولايات المتحدة، يندد بقرار إيران تقليص عمليات التفتيش المرتبطة ببرنامجها النووي.
وقال مصدر فرنسي إن الدول المعنية قررت تعليق القرار في وقت متأخر من يوم الأربعاء، مشيرا إلى "مؤشرات مشجّعة" من جانب الإيرانيين.
ما تريده واشنطن
وقد رحبت واشنطن بنتائج اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الملف النووي الإيراني، وقالت إن تخلي بريطانيا وفرنسا وألمانيا عن مشروع قرار لإدانة طهران في الوكالة جاء بدعم أميركي.
ومع تراجع التوتر إثر هذه الخطوة، قالت الخارجية الأميركية إنها تتطلع باهتمام كبير إلى رغبة إيران في المشاركة بعملية تفاوضية ملموسة، لكنها أكدت في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة جادة بشأن وضع قيود تمنع طهران من امتلاك سلاح نووي.
وأشارت الوزارة إلى أنها قدمت عرضا قبله الأوروبيون للانخراط في مفاوضات مع الإيرانيين في إطار مجموعة 5+1.
وقالت الولايات المتحدة في بيان أمام اجتماع مجلس محافظي الوكالة إنه يتعين على طهران أن تبدد مخاوف الوكالة بشكل نهائي وموثوق بشأن جزيئات اليورانيوم.
ورأت أن إيران حصلت على فرصة لإبداء التعاون اللازم قبل الاجتماع المقبل للمجلس.
وأضاف البيان أن واشنطن ستراقب الوضع عن كثب، وستعمل على غرار جميع أعضاء مجلس محافظي الوكالة على تقييم وجهات النظر بشأن الخطوات التالية بناء على الموقف الإيراني.
من جهته، قال المدير العام للوكالة رافائيل غروسي إن إيران رحبت ببذل مزيد من الجهود لتوضيح القضايا العالقة بشأن ملفها النووي.
وصرح غروسي في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة النمساوية فيينا (مقر الوكالة) بأن إيران قبلت مبادرة للمشاركة في جهود محددة ومنتظمة لتوضيح أمور عالقة، مثل جزيئات اليورانيوم التي عثر عليها في منشآت إيرانية قديمة.
وأضاف أن اللقاءات الفنية بهذا الشأن ستبدأ في إيران مطلع أبريل/نيسان المقبل.
مطالب إيران
في السياق نفسه، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال (Wall Street Journal) عن دبلوماسيين قولهم إن طهران تريد الاتفاق على خطوات مسبقة مع واشنطن للعودة إلى الاتفاق النووي.
وذكرت المصادر نفسها أن إيران تريد التأكد من أن أي اجتماع بهذا الخصوص سيسفر عن خطوات أولية لتخفيف العقوبات المفروضة عليها.
وفي وقت سابق، قالت الخارجية الإيرانية إن التحركات الدبلوماسية أدت إلى سحب مشروع قرار إدانة إيران في الوكالة.
وأعربت عن أملها في أن تستفيد كل الأطراف من هذه الفرصة للتعاون وضمان تنفيذ الاتفاق النووي من قبل الجميع.
ورأت أن هذا التطور سيحافظ على الدبلوماسية، وسيهيئ الظروف لعودة كل الأطراف إلى التزاماتها.
وفي السياق نفسه، قال ممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية كاظم غريب آبادي إن "بصيص أمل يلوح في الأفق" بفضل المشاورات المكثفة لتفادي أي توتر غير ضروري، حسب تعبيره.
لكن الرئيس الإيراني حسن روحاني قال إن طريق عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي واضح، وإنه لا حاجة لإعادة التفاوض مجددا إذا توفرت الإرادة لدى الإدارة الأميركية.
وأضاف روحاني في تصريحاته -خلال اجتماع القمة الـ14 لزعماء منظمة التعاون الاقتصادي المنعقد عبر الفيديو- أن بلاده سترد على أي خطوة من جانب الولايات المتحدة بخطوة مكافئة.
وأكد أن واشنطن انتهكت الاتفاق، وعليها أن تعود إليه بخطوات عملية، وأن ترفع جميع العقوبات.
وعلى تويتر كتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد "متمسكون بالاتفاق النووي ولن نعود للتفاوض بشأنه".
ودعا ظريف إلى التوقف "عما فعلته الأطراف المعنية بين 2003 و2012 دون جدوى" والبدء في تنفيذ الاتفاق النووي.
أطراف أخرى
في السياق ذاته، أفادت وكالة الأنباء القطرية بأن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني تلقى اتصالا هاتفيا من المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران، جرى خلاله استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، وآخر تطورات المنطقة لا سيما في إيران.
ومن جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن إنهاء العقوبات المفروضة من جانب واحد على إيران وعودة جميع الأطراف إلى الاتفاق النووي سيسهمان في تحقيق الرخاء والاستقرار الاقتصادي بالمنطقة.
أما مندوب روسيا لدى الوكالة ميخائيل أوليانوف فقال إن سحب الدول الأوروبية قرارها ضد إيران منع التصعيد، مضيفا أن الوقت الآن للدبلوماسية.
المصدر : الجزيرة + وكالات
الحرّية الدينية في الواقع الإنساني
محمّد محفوظ
الإنسان الذي يمتلك إمكانية التفكير المستقل، هو ذلك الإنسان الذي يستطيع استعادة حرّيته وإنسانيّته، ويستثمر طاقاته وإمكاناته في سبيل تكريس نهج الحرّية في الواقع الإنساني. فاستعادة الحرّية بكلّ متطلباتها وآفاقها، تبدأ من الإنسان نفسه، فهو الذي يقرر قدرته على التحرر والانعتاق، أو خضوعه واستغلاله واستبعاده لمراكز القوى. وذلك لأنّ التفكير السليم، هو الشرط الأوّل للقوّة في الحياة.
من هنا ركّز القرآن الحكيم على أنّ الإيمان بالله يعطي صاحبه التحرر، والتحرر يعطيه القوّة (التمسّك بالعروة الوثقى)، والعلم (يخرجه من الظلمات إلى النور). ولكن أي إيمان هذا الذي يعطينا القوّة والعلم. إنّه الإيمان الواعي، لا الإيمان المُكرَه عليه، فهو الآخر نوع من الاستعباد والخضوع للقوّة المادّية.
من هنا تحدّث القرآن في بداية الحديث عن الحرّية الدينية، وقال: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) (البقرة/ 256). فجذر الحرّية، هو أن يتحرر الإنسان من كلّ الضغوطات والأهواء والشهوات، التي تدفعه إلى الانسياق وراءها. فحينما يغمر الإيمان بالله عزّوجلّ قلب الإنسان، ويتواصل بحبّ واختيار مع القدرة المطلقة، تنمو لديه القدرة على الانعتاق من كلّ الأشياء التي تناقض حرّية الإنسان. فطريق الحرّية الإنسانية الحقيقة، تبدأ بالإيمان والعبودية المطلقة للباري عزّوجلّ. وذلك لأنّ كلّ الأشياء حاضرة عنده، لا يغيب شيء منها عن علمه، لأنّ الأشياء مكشوفة لديه، فلا مجال لاختباء الإنسان عن الله في أي عمل يخفيه، أو سرّ يكتمه أو خطأ يستره، لأنّ الإخفاء والكتمان والستر معانٍ تلتقي بالحواجز المادّية التي تحول بين الشيء وظهوره، ممّا لا مجال لتصوّره في ذات الله الذي يعلم خائنة الأعيُن وما تخفي الصدور.
ولعلّ هذا الإحساس هو الذي يتعمّق في وعي الإنسان من حركة إيمانه، فيمنعه عن الجريمة الخفية، والمعصية المستورة، والنيّات الشريرة التي تتحفز للاندفاع والظهور.
من هنا وقفت النصوص القرآنية ضدّ الإكراه والسيطرة، ودعت الرسول (ص) إلى التحرُّك في أجواء الإبلاغ والإقناع وحركة حرّية الفكر والتعبير، إذ قال تعالى: (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) (الكهف/ 29).
وقال عزّ مَن قائل: (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) (الغاشية/ 21-22)، وقال تبارك وتعالى: (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (يونس/ 99).
وتحدّث جودت سعيد في كتابه (لا إكراه في الدِّين.. دراسات وأبحاث في الفكر الإسلامي) عن مجموعة من الفوائد من آية (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) (البقرة/ 256)، منها:
1- إنّها في ظاهرها حماية للإنسان الآخر من أن يقع عليه الإكراه من قبلك، لكنّها في باطنها حماية لك أيضاً من أن يقع عليك الإكراه، فهي حماية للآخر وحماية للذات من أن يقع على كلّ منهما الإكراه.
2- يُمكن فهم هذه الآية على أنّها إخبارٌ وليس إنشاءً، أي يُمكن أن تُفهم على أنّها نفيٌ وليست نهياً، ويكون بذلك معناها إخباراً بأنّ الدِّين الذي يُفرض بالإكراه لا يصير ديناً للمُكره، فهو لم يقبله من قلبه، والدِّين في القلب وليس في اللسان. فهي بهذا الشكل إخبار بأنّ الدِّين لا يتحقّق بالإكراه، ومَن يُكرَه إنّما يقوم بعمل عابث لا أصل له.
هذا معنى الآية حينما نفهمها على أنّها إخبار وليس إنشاءً أو أمراً، كما يمكن أن نفهم الآية على أساس الإنشاء، أي أن تُفهم على أنّها نهيٌ عن الإكراه، لأنّه لا يليق بالعاقل أن يقوم بعمل عابث، ولأنّ فرض الإيمان والدِّين بالإكراه عبثٌ، فجدير أن ينهانا الله عنه، فيكون المعنى نهياً عن ممارسة الإكراه للآخر، ونهياً أيضاً لنا عن أن نقبل الإكراه والخضوع له.
إنّ رُشد الإنسان، فرداً ومجتمعاً، هو من جرّاء التزامه بحرّيته واحترامه التام لحرّيات الآخرين. فحينما تنتفي كلّ الضغوطات والإكراهات، يتحقّق مفهوم الرُّشد في الواقع الخاصّ والعامّ.
فالحرّية بكلّ ما تُحمل من معانٍ إنسانية نبيلة وقيم تعلِّي من شأن الإنسان وكرامته، وتحميه من كلّ نزعات الاستفراد والإقصاء والنبذ والإكراه، هي بوابة الرُّشد ووسيلته في آن، وهي التي تخرج الإنسان من الغيّ، وتخلق حقائق الاستمساك بالعروة الوثقى.
والمجتمع الذي يمارس حياته السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، بعيداً عن كلّ أشكال الإكراه والعنف، هو المجتمع الرشيد الذي يُدافع عن حقوقه ومكاسبه بالحرّية. وبها أيضاً يصون حُرمات الآخرين ومكاسبهم.
ويُحدِّثنا التاريخ أنّ كلّ مَن يُمارِس الإكراه والعُنف للدفاع عن ذاته، لا ينجز مُراده، ولا يحقّق هدفه، بل ترتد عليه هذه الممارسات أكثر سوءاً، ويدخل في أتون النزاعات والحروب والعنف والعنف المضاد.
إنّ الاتحاد السوفياتي لم يستطع أن يحمي ذاته من التشرذم والانقسام والتلاشي، مع العلم أنّه يمتلك أعتى الأسلحة وأطورها. فهذه الأسلحة الفتاكة لم تمنع الشعوب المنضوية تحت لواء الاتحاد السوفياتي من النهوض ورفض كلّ أشكال القهر والإكراه.
إنّ الحضارات لا تُبنى بالإكراه، كما أنّ الأفكار لا تنتقل بالقسر والإكراه. فما أكثر الإمبراطوريات التي انهارت وتلاشت وأصبحت في ذمّة التاريخ، بفعل اعتمادها واستنادها إلى القهر والإكراه. وفي المقابل، نجد أُمماً ودولاً صمدت بوجه كلّ عمليات القمع والقسر والإكراه، لأنّها تدير شؤونها وتُسيِّر أُمورها بحرّية وديمقراطية، وبعيداً عن كلّ أشكال القهر والإكراه.
فالحياة دائماً لكلّ أُمّة ومجتمع يُدار بالحرّية، وينبذ الإكراه بكلّ صنوفه وأشكاله ومستوياته. ويرتكب حماقة تاريخية كبرى كلّ مَن يسعى إلى إدخال غيره في دينه أو مذهبه أو حزبه بالإرغام والإكراه.
لذلك فإنّ الحرّية من القيم الأساسية في حركة الإنسان الفرد والجماعة، وبها يُقاس تقدم الأُمم وتطوّرها. إذ لا يمكن أن يتحقّق التقدّم إلّا بالتحرّر من كلّ معوقاته وكوابحه. والحرّية هي العنوان العريض للقدرة الإنسانية على إزالة المعوقات وإنجاز أسباب وعوامل النهوض والانعتاق.
لذلك نجد أنّ الأنبياء جميعاً حاربوا الاستبداد والإكراه، ووقفوا بوجه الفراعنة، وعملوا من مواقع مختلفة لإرساء دعائم الحرّية للإنسان. ولقد فكّ الأنبياء جميعاً العلاقة بين الفكر والعنف، فحرروا معركة الأفكار من معركة الأجساد، والله تعالى حمى الأجساد من أن يُعتدى عليها من أجل الأفكار، فلم يعطِ لأحد الحقّ على جسد الآخر مهما كانت فكرته. وفي سبيل نيل الحقوق والحرّيات، لم يُشرِّع الله سبحانه وتعالى للأنبياء ممارسة الإجبار والإكراه، وإنّما حدّد مهمّتهم ووظيفتهم في الدعوة بالموعظة الحسنة والتبشير والنذير.
الوظيفة الكبرى هي هداية البشر، بوسائل عقلية – سلمية، بعيدة كلّ البُعد عن كلّ أشكال الضغط والقوّة والإكراه.
وعلى هدى هذا نقول: إنّه لا يجوز التضحية بحرّيات الأفراد تحت مبرر معارك الخارج وتحدّياته الحاسمة، إذ إنّه لا يمكن أن نواجه تحدّيات الخارج بشكل فاعل، إلّا إذا وفّرنا الحرّيات والحقوق لجميع المواطنين.
ولعلّنا لا نعدو الصواب، حين القول إنّ مجالنا العربي والإسلامي في العقود الخمسة الماضية قد قلب المعادلة، إذ سعت نخبته السياسية السائدة، إلى إقصاء كلّ القوى والمكوّنات تحت دعوى ومسوّغ أنّ متطلبات المعركة مع العدو الصهيوني، تتطلب ذلك. وأصبح شعار (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة) هو السائد. ولكن النتيجة النهائية التي وصلنا إليها جميعاً حاكماً ومحكوماً، إنّ هذا الخيار السياسي لم يوصلنا إلّا إلى المزيد من التدهور والانحطاط، وبفعل هذه العقلية أصبح العدو الصيهوني أكثر قوّة ومنعة، ودخلنا جميعاً في الزمن الإسرائيلي بكلّ تداعياته الدبلوماسية والسياسية والأمنية والثقافية والاقتصادية.
إنّ تصحير الحياة السياسية والمدنية العربية والإسلامية، لم يزدنا إلّا ضياعاً وتشتتاً وضعفاً. ولقد دفع الجميع ثمن هذه الخطيئة التاريخية. لذلك آن الأوان بالنسبة إلينا جميعاً أن نُعيد صياغة المعادلة. فلا انتصار تاريخي على العدو الصهيوني، إلّا بارتقاء حقيقي ونوعي لحياتنا السياسية والمدنية، فإرساء دعائم الديمقراطية وصيانة حقوق الإنسان، كلّ هذه الممارسات والمتطلبات من صميم معركتنا التاريخية والحضارية. وانتصارنا على العدو الخارجي، مرهون بقدرتنا على إنجاز هذه المتطلبات في الداخل العربي والإسلامي، فالإكراه الديني والسياسي، لا يصنع منجزات تاريخية، وإن صنعت سرعان ما يتلاشى تأثيرها من جراء متواليات الإكراه وامتهان كرامة الإنسان.
إنّ آراء الإنسان مصونة، بمعنى أنّ الإنسان لا يُقتل بسبب آرائه وأفكاره. والآراء والأفكار والقناعات، لا تُواجه بالقوّة المادّية أو استعداء الآخرين، وإنّما بالردّ الفكري والحوار المتواصل وبيان أوجه الخطأ والضعف في الآراء المتداولة.
لذلك كلّه، فإنّ الحرّية قبل أن تكون أشكالاً سياسية ونصوصاً دستورية، هي خروج كلّ فرد فينا من أنانيته، وأفقه الضيِّق، ومغادرة تلك الأفكار الأحادية والإقصائية والاستغنائية، التي لا تزيدنا إلّا بُعداً عن الديمقراطية ومتطلباتها الفكرية والمجتمعية.
لذلك، فإنّ النواة الأولى للاستقرار والتطوّر، هي الاحترام العميق للآخرين، مشاعراً وأفكاراً ووجوداً، ومساواة الآخرين بالذات، ونبذ كلّ أشكال ممارسة الإكراه.
وإنّنا اليوم وفي كثير من مواقعنا، أحوج ما نكون إلى رفع شعار (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)، والعمل على تحويله إلى مشروع مجتمعي يُنظِّم حياتنا السياسية والاجتماعية والثقافية، ويرفع الغطاء الديني عن كلّ الممارسات العنفية والإرهابية، التي لا يقرّها عقل ولا دين ولا تنسجم وثوابت الأُمّة.
فلننبذ من فضائنا السياسي والاجتماعي والثقافي، كلّ الممارسات الإكراهية والإقصائية، ونبني راهننا على أُسس الحرّية واحترام التعدّد والتنوّع، ونفسح له المجال لممارسة دوره ووظيفته في البناء وتعزيز خيار السلم والتعايش الأهلي.►
المصدر: كتاب حوار الأديان وقضايا الحرّية والمشاركة
محمّد «ص» كما يراه مفكِّرو الغرب
د. محمّد عبده يماني
◄منذ البعث المحمّدي والعلماء والمفكِّرون المنصفون في الغرب يركِّزون على شخصية الرسول «ص»، يحاولون تلمّس نواحي العظمة فيها، والتعرُّف على مظاهر القوّة التي حباه الله سبحانه وتعالى بها.
- كارليل:
من هؤلاء المفكِّرين المنصفين الكاتب الإنجليزي كارليل، الذي أحبّ البطولة وقام بتتبع أصحابها في كلّ المجالات، ثم ألّف كتاباً بعنوان (الأبطال)، أفرد فيه فصلاً كاملاً عن رسول الإسلام، حذّر فيه الناس من تصديق ما يُشاع عن الإسلام من أكاذيب، وما يُذاع عن نبيّه من أباطيل وتعدّيات، وقال: "لقد ظلت الرسالة التي جاء بها محمّد سراجاً منيراً لملايين كثيرة من الناس أربعة عشر قرناً.. فهل يُعقل أن تكون هذه الرسالة التي عاشت عليها تلك الملايين وماتت أكذوبة أو خديعة؟".
ثمّ سألهم: "هل رأوا رجلاً كاذباً استطاع أن يخلق ديناً، وأن يتعهده بالنشر على الصورة التي انتشر بها الإسلام؟"، ثم يقول: "ما الرسالة التي أدّاها محمّد إلّا الصدق والحقّ، وما كلمته إلّا صوت صادق صادر من العالم المجهول.. وما هو إلّا شهاب أضاء العالم كلّه.. ذلك أمر الله.. وذلك فضل الله يؤتيه مَن يشاء".
ثمّ يتحدّث عن رسول الله «ص»، فيقول: "لقد أحبّبت محمّداً لخلوِّ نفسه من الرِّياء والنِّفاق، وبراءتها من التصنُّع والطمع وحبُّ الدنيا. لقد كان منفرداً بنفسه العظيمة وخالق الكون والكائنات، وقد رأى سرّ الوجود يسطع أمام عينيه بأحواله ومحاسنه.
لقد كان صوت محمّد آتياً من قلب الطبيعة الصحراوية النقيّة الطاهرة، ولهذا دلف من الآذان إلى القلوب، واستقرّت كلماته فيها.. ولم يكن محمّد متكبِّراً ولا ذليلاً، ولم يرضَ بالأوضاع الكاذبة، ولم يتحرّك خوف الأوهام الباطلة. ومن مكانه المتواضع وثوبه المرقّع خاطب الملوك والقياصرة، موجِّهاً مرشداً ومنذراً محذّراً أيضاً.. إنّه لم يخشَ في الحقّ لومة لائم، ولم يقبل ما عرض عليه من مال وجاه وسلطان.. وعاش زاهداً متقشفاً مجتهداً في الله، عاملاً على نشر دينه، غير عابئ بما يلاقي من أهوال، وما يعترض سبيله من عقبات، حتى مكّن الله للدين الحقّ في الأرض فانتشر وازدهر".
- لورد هيدلي:
ومن الذين درسوا الإسلام وأشادوا به وقالوا قولة الحقّ في نبيّه الكريم: اللورد هيدلي، الذي كتب: "فكّرت وابتهلت أربعين عاماً لكي أصل إلى الحقيقة، ولابدّ أن اعترف أنّ زيارتي للشرق المسلم ملأتني احتراماً للدين المحمّدي السلس، الذي يجعل المرء يعبدُ الله طوال مدة الحياة لا في أيام الأحد فقط. وإنّي أشكر الله أن هداني للإسلام الذي أصبح حقيقة راسخة في فؤادي، وجعلني التقي بسعادة وطمأنينة لم التق بها من قبل. لقد كنت في سرداب مظلم، ثمّ أخرجني الإسلام إلى فسيح من الأرض، تضيئه شمس النهار، فأخذت استنشق هواء البحر النقي الخالص".
ويتحدّث لورد هيدلي عن شخصية محمّد بن عبدالله باعتبارها المثل الأعلى، فيقول: "إنّ للنبيّ العربي أخلاق قوية متينة، وشخصية وزنت ومحّصت واختبرت في كلّ خطوة من خطى حياته، ولا نقص فيها على الإطلاق. وبما أنّنا في حاجة إلى نموذج كامل يفي باحتياجاتنا في الحياة، فشخصية محمّد النبيّ المقدّس تسدّ تلك الحاجة، فهي مرآة تعكس علينا التعقُّل الراقي، والسخاء والكرم والشجاعة، والإقدام والصبر والحلم، والوداعة والعفو والتواضع والحياء، وكلّ الأخلاق الجوهرية التي تكوِّن الإنسانية في أسمى صورها. وإنّا لنرى ذلك في شخصيته بألوان وضاءة".
- مايكل هارت:
وهذا مايكل هارت، عالم الفضاء الشهير، الذي أغرم بالعظمة في الرجال، وتتبّع الخالدين منهم، وقد ألّف كتاباً بعنوان (الخالدون مئة.. أعظمهم محمّد رسول الله).
ومايكل ليس مسلماً، ولكنّه باحث أميركي مسيحي، وقد اختار مائة شخصية من الشخصيات التي تركت أثراً بارزاً في حياة الإنسانية، واختار الرسول الأعظم محمّداً «ص» على رأس المائة. وهذا اعتراف من الغرب ولا ريب بفضل رسول الله «ص»، وفضل الإسلام على البشرية والحضارة، ولنسمع ما يقول مايكل في كتابه: "إنّ محمّداً «ص» هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحاً مطلقاً في المجال الديني والدنيوي، فهو قد دعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات، وأصبح قائداً سياسياً وعسكرياً ودينياً، ورغم مرور ثلاثة عشر قرناً على وفاته، فإنّ أثره لا يزال متجدّداً.
وقد استطاع المؤمنين بدعوته أن يقيموا إمبراطورية واسعة ممتدة من حدود الهند حتى المحيط الأطلسي، وهي أعظم إمبراطورية أُقيمت في التاريخ حتى اليوم، وقد نشروا الإسلام في كلّ بلد دخلوها، والرسول محمّد هو المسؤول الأوّل والأوحد عن إرساء قواعد الإسلام وأصول الشريعة والسلوك الاجتماعي والأخلاقي وأصول المعاملات بين الناس في حياتهم الدينية، كما أنّ القرآن قد نزل عليه وحده، وفي القرآن وجد المسلمون كلّ ما يحتاجون إليه في دنياهم وآخرتهم".
- دكتور جرنييه:
يتحدّث دكتور جرنييه عن سبب إسلامه بسعادة كبيرة، ثمّ يقول: "لقد قرأت الآيات التي ترتبط بالعلوم الطبية والصحّية والطبيعية، وقمت بعمل دراسة عنها، ثمّ قارنتها بالمعلومات الطبية والصحّية والطبيعية التي درستها بالجامعة، فوجدت الآيات القرآنية منطبقة عليها تمام الانطباق.
ولقد أسلمت لأنّي تأكّدت من أنّ محمّداً «ص» أتى بالحقّ الصراح من قبل أن نصل إليه في عصرنا الحديث بأكثر من ألف عام. وأكاد أجزم لو أنّ كلّ صاحب فنّ أو علم قارن بين ما جاء في القرآن الكريم خاصاً بعلمه أو فنّه وبين معلوماته الحديثة - كما فعلت أنا - لدخل في الإسلام كما دخلت إلّا مَن كان معرضاً أو في قلبه مرض".
- رينيه جينيو:
أو عبدالواحد يحيى كما سمّى نفسه بعد إسلامه، إنّه يقول: "لقد أردت أن استعصم بنصّ إلهي مقدس، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فلم أجد - بعد الدراسة الطويلة العميقة المضنية - سوى القرآن الكريم. فهو الكتاب الوحيد الذي اقنعني، وأمّن على ما جاء في قلبي، ورسول الإسلام هو الرسول الذي أحبّبته، وسعدت بالسير تحت لوائه، وغمرتني أقواله وأفعاله بالسعادة النفسية والسكينة الروحية، ولولاه «ص» لغرقت الإنسانية في بحار المادّية والإلحاد، والانحلال الخلقي والدمار الروحي".
ثمّ يقول عن الثقافة والإسلامية وأثرها في الغرب: "لقد كانت الثقافة والعلوم الإسلامية منبع نور وهداية، ولولا علماء الإسلام وفلاسفتهم لظلّ الغربيون يتخبّطون في دياجير الجهل والظلام".
- ألفونس دينييه:
وهذا الفنّان المصور العالمي: ألفونس أتيين دينييه، الذي اعتنق الإسلام بعد فترات طويلة من التأمّل والتفكير، وتسمّى باسم ناصر الدِّين، وكان ناصر دين الله، فلم يدّخر وسعاً في سبيل الدفاع عنه، وتصحيح المفاهيم التي نشرها المستشرقون عن حقيقة الإسلام.
وقد ألّف كتاباً في السيرة النبويّة أهداه إلى أرواح الشهداء الذين استشهدوا في الحرب الكبرى. يقول ألفونس: "العقيدة المحمّدية لا تقف عقبة في سبيل التفكير.. وقد يكون الإنسان مسلماً صحيح الإسلام وفي الوقت نفسه حرّ التفكير".
ويقول: "الدِّين الإسلامي لم يتخذ فيه الإله شكلاً بشرياً وما إلى ذلك من الأشكال. إنّ ياهو إله اليهود الذي يمثّلون به الطهارة يجعلونه في مظاهر متهالكة مبتذلة. وكذلك نرى الإله في نسخ الأناجيل المصوّرة. أمّا الإله في الإسلام، فقد حدّثنا عنه القرآن، وحدّثنا عنه الرسول، ولم يجرؤ مصوّر أو نحات أن تجري به ريشته أو ينحته إزميل، ذلك لأنّ الله سبحانه وتعالى لا صورة له ولا حدود ولا شبيه له أو مثيل، وهو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد".
- تولستوي:
أمّا تولستوي الكاتب الروسي الكبير، فقد ساءه أن يوجِّه أعداء الإسلام سهامهم إليه وإلى نبيّه الكريم، وكتبَ يقول: "لاريب أنّ هذا النبيّ من كبار المصلحين، الذين خدموا الإنسانية خدمات جليلة، ويكفيه فخراً أنّه هدى أُمّته بأكملها إلى نور الحقّ، وجعلها تجنح إلى السلام، وتكفّ عن سفك الدماء. كما يكفيه فخراً أنّه فتح الطريق إلى الرقي والتقدّم، وهذا عمل جليل لا يقوم به إلّا شخص أوتي قوّة وحكمة وعلماً فوق إمكانيات البشر، ولهذا فهو جدير بالتقدير والاحترام والإجلال".
- رجاء جارودي:
وهذا رجاء جارودي، الذي مَنَّ الله عليه بالإسلام بعد رحلة طويلة قضاها بين الأديان والعقائد والأيديولوجيات المختلفة. وعندما درس الإسلام وعرف حقيقته، كفر بما عداه، وصاح مُعلناً أنّه لم يعد يستطيع الصمت، ثمّ قرر أنّ الإسلام هو الدِّين الحقّ، وأنّ فيه الحل الوحيد لإنقاذ البشرية، التي تحتضر في مواجهة المصير المظلم، الذي أوصلتها إليه أديانها البالية وأيديولوجياتها الخداعة الفاشلة.
ويتحدّث جارودي باستفاضة عن الإسلام ومستقبل الإنسانية، ويقول: "إنّ الحضارة الجديدة تنبع من الإسلام عقيدة ومنهج حياة".
وينتقل إلى الحديث عن سماحة الإسلام، فيقول: "لقد اعترف القرآن بأهل الكتاب - أصحاب التوراة والإنجيل - وترك لهم حرّية الاختيار بين ما هم عليه وبين الدخول في الإسلام. والرسول محمّد «ص» يقول: "لا فضل لعربي على أعجمي إلّا بالتقوى"، فالناس يتمايزون في الإسلام بالتقوى، ويتفاضلون بالعمل الصالح، لا بالغنى والجاه والحسب والنسب - والكل أمام الله سواء - فلا طبقية ولا أُمّم مختارة أو عناصر متميزة، فالإسلام دين الإخاء والتكامل الاجتماعي والمساواة في أجمل صورها. ولم يكن الإسلام في حاجة إلى القوّة أو السلاح لكي ينتشر، لأنّ طبيعته وأحكامه وسماحته والقدوة الحسنة التي كانها رسوله، قد فتحت الطريق إلى قلوب الناس".
ويشير جارودي إلى الحديث النبويّ الشريف: "رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر" وهو جهاد النفس ضد أهوائها ونزواتها، كالظلم والطمع والأنانية والأثرة والضعف وحبّ المال والتكالب عليه، ثمّ يقول: "إنّ هذا الموقف النبويّ العظيم درس هام لأولئك الثوريين الذين يريدون تغيير كلّ شيء إلّا أنفسهم".
ثمّ يستعرض جارودي عدداً من الأحاديث النبويّة الشريفة ويبيّن ما فيها من جمال وإنسانية مترفعة، ويركز جارودي على الحديث الشريف: "لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه"، والحديث الشريف: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذّبه ولا يحقّره"، والحديث الشريف: "كلّ المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه"، والحديث الشريف: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضاً"، ثمّ يقول جارودي: "هذه الأحاديث دستور عام ينبغي على المسلمين أن يلتزموا به في حياتهم، باعتبارهم أُمّة ذات أهداف كريمة على أُسس قويمة، فهو دستور يصون حقوقهم فيما بينهم، ويرمي إلى قيام صداقة حقيقية ومحبّة صادقة قوية توثق علاقة المؤمن بالمؤمن، وتجعلهم بحقّ كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضاً".
- ريون باسورت سميث:
يقول هذا العالم، وهو أستاذ بجامعة أكسفورد، في محاضرة ألقاها بعنوان (محمّد والمحمّدية) عام 1874م: "لا نجد فيما كتبه المؤرخون الأوّلون عن محمّد ورسالته أساطير ولا أوهاماً ولا مستحيلات.. كلّ شيء واضح وضوح النهار.. وكأنّه الشمس في الضحى يتبيّن تحت أشعتها كلّ شيء.. والعجيب أنّه لا توجد شخصية علمية كُتب عنها طول العصور ما كُتب عن محمّد رسول الإسلام".
- مرجليوت:
وذكر مرجليوت في كتابه (محمّد) المطبوع سنة 1905م في سلسلة عظماء الأُمّم: "إنّ الذين كتبوا في سيرة محمّد لا ينتهي ذكر أسمائهم، وإنّهم يرون من الشرف للكاتب أن ينال المجد بتبوُّئه مجلساً بين الذين كتبوا عن سيرة هذا الرسول".
وتذكر مجلة المقتبس - التي كان يصدرها محمّد كردعلي منذ أكثر من ثمانين عاماً - أنّها أحصت ما أُلف في السيرة النبويّة بلغات أوروبا فبلغ ألفاً وثلاثمائة كتاب: فكيف بما ألّف خلال الثمانين عاماً الأخيرة بمختلف اللغات وباللغة العربية؟
سيِّدي يا رسول الله..
يا أشرف المرسلين وخاتم النبيين..
يا مَن عليك صلّى الله والملائكة أجمعون..
كيف السبيل إلى إحصاء وجوه العظمة في شخصيتك؟
إنّ لكلّ عظيم في هذه الدنيا وجهاً من أوجه العظمة يتميّز به.. وأنت قد تميّزت بكلّ وجوه العظمة.. فكنت الكمال المطلق في الحدود الإنسانية.. وكنت المصطفى والمتفوق على الجميع.. ومهما حاول ويحاول العلماء والمفكِّرون، فلن يستطيعوا إحصاء جوانب العظمة في شخصيتك.►
المصدر: كتاب علِّموا أولادكم محبّة رسول الله «ص»
للمرأة المطلقة.. أشياء لا تقوليها عن زوجك السابق!
هناك حالات من الزواج يكون الطلاق فيها هو الحل الوحيد ؛ للتخلص من معاناة عاطفية ونفسية بسبب زواج فاشل.
وهذا الوضع لا يعني أيضا نهاية الحياة بالنسبة للمرأة، إذ من حقها أن تبحث عن رجل مناسب يعوضها عن أيامها الكاحلة التي عاشتها مع الزوج السابق.
إلا أن هناك نساء عفويات يتحدثن عن جوانب من شخصية الزوج السابق أمام الزوج الجديد، وهذا خطأ كبير قد ينهي زواجا ثانيا.
فما الأشياء التي لا ينبغي للمرأة المطلقة البوح بها أمام زوجها الجديد؟
إنهاء الظل القديم
ظل الماضي قد يلاحقنا مهما تقدمت بنا الحياة، ولكنه يجب ألا يشكل عائقا أمام بناء حياة جديدة.
هذا ما قالته الخبيرة الاجتماعية البرازيلية سوغرا أنتوني غوليا، والتي ترجح أنه عندما تبدأ المرأة أو الرجل حياة زوجية جديدة بعد الطلاق فإن ظل الماضي يبقى أحيانا مخيما على العلاقة
الجديدة بسبب زلات اللسان، أو أثناء لحظات الغضب.
ونعني هنا ظل العلاقة الزوجية السابقة، وظل الشريك السابق الذي لم يعد يشكل جزءًا من حياة مطلق أو مطلقة بدءآ علاقة جديدة.
تستدرك سوغرا : «ربما لا تبالي المرأة كثيرا بما يقوله الزوج عن زوجته السابقة، ولكن الرجل يثور، ويجن عندما تنطق المرأة بشيء إيجابي عن زوجها السابق.
وأكثر ما يبرز في تفكير الرجل هو المقارنة، أي أنه يعتقد أن زوجته الحالية تجري مقارنة بينه وبين زوجها السابق.
أما الشيء الأسوأ الذي قد يجره حديث المرأة عن زوجها السابق إلى تفكير الزوج الجديد فهو الغيرة الذكورية ».
ونصحت سوغرا النساء المطلقات اللواتي يتزوجن من جديد بضرورة التخلص من ظل العلاقة السابقة، وأن يتجنبن ذكر أي شيء عن الزوج السابق أمام الزوج الجديد.
تعلّق سوغرا: « مع الأسف، هناك نساء يحاولن من خلال هذا الظل إغاظة الزوج الجديد عندما يعجزن عن الدفاع عن أنفسهن، فينطقن شيئا إيجابيا عن الزوج السابق، يثير غضب
وجنون الزوج الجديد».
أشياء لا يمكن البوح بها
أوضحت الاختصاصية البرازيلية أن هناك جملة من الأمور التي ينصح بألا تبوح بها المرأة المطلقة أمام زوجها الجديد؛ لكي تتجنب سوء التفاهمات والدخول في متاهات النقاش العقيم؛
لأنه ثبت أن الحديث عن العلاقات السابقة يضر ولا ينفع، فما هذه الأشياء ؟
1- زوجي السابق كان شجاعا وشرسًا الزوج الجديد سيفهم حتما أنك تقصدين أن زوجك السابق كان أكثر رجولة منه، وأنك تحاولين النيل من كرامته ورجولته.
مثل هذا القول يشكل خطورة على زواجك الجديد.ويجب أن تعلمي أن كل رجل يختلف عن الآخر، وكذلك فإن كل امرأة تختلف عن الأخرى.
2- كان وسيما
ذلك أيضا يثير غضب الرجل وغيرته، وربما يتبادر إلى ذهنه أنك مازلت تحبين زوجك القديم، أو على الأقل تحتفظين بمشاعر تجاهه.
وتابعت سوغرا: « لا لزوم لذكر ذلك؛ لأن الوسامة درجات.
فقد يكون زوجك الحالي أكثر وسامة، ولكنه يفهم من مديحك لزوجك السابق أنه لا يلبي ذوقك حول وسامة الرجال ».
3- كان رياضيا وذا عضلات
شرحت الاختصاصية أن هذا أيضا يثير غيرة زوجك الجديد إن لم يكن يحب الرياضة، أو يمارسها، وقد يفكر أنك تفضلين العضلات على العقل والذكاء.
وأوضحت أن هناك نساء كثيرات يلجأن لهذا الأسلوب؛ لحث الزوج الجديد على ممارسة الرياضة إن كان خمولا.
لكن في قولك هذا إساءة لزواجك الجديد.
4- كان ذا وظيفة أفضل
مع أنه ليس هناك أهمية لمثل هذا القول إلا أن الزوج الجديد قد يعتقد أنك غير راضية عن وظيفته، وأنك تفضلين الوظيفة التي كان يعمل فيها زوجك السابق.
5- كان يتقن الكثير من اللغات
رغم أنه ليس هناك ما يسيء للزوج الجديد في هذا الكلام، لكن من الأفضل ألا تبوحي به أمام زوجك الجديد؛ لأنه بحسب اعتقاد الخبيرة البرازيلية، كل نقطة إيجابية في الزوج السابق تثير فضول الزوج الجديد بشكل سلبي؛
لأن المخيلة لا تقبل أي نقطة مديح له، حتى وإن كان هذا المديح له علاقة بالثقافة، أو النواحي الإنسانية، أو الأخلاقية.
6- والداي كانا يحبانه
قالت سوغرا، إن مجرد نطق هذا الكلام يجعل الزوج الجديد يظن أنه غير مقبول عند أسرتك، وربما يبدأ حربا ضد أبويك، ويسألهما عن مزايا زوجك السابق فتتعقد الأمور أكثر.
7- طلاقي منه كسر قلبي
قول هذا الكلام سيجعل الزوج الجديد شبه متأكد من أنك كنت تحبين زوجك السابق أكثر منه، مع أن ذلك ربما لا يكون صحيحا، ولا تقصدين ذلك من بوحك بمثل هذا الحديث.
8- ذهبت إلى هذا المكان الرومانسي معه إذا علم زوجك الجديد أنك اقترحت عليه أخذه إلى مكان رومانسي ترددت إليه مع زوجك السابق فإنه سيعتقد أنك فعلت ذلك من أجل استرجاع ذكريات مع زوجك السابق.
9- خطر البوح عن العلاقة الحميمة
تؤكد الخبيرة سوغرا أن هذه النقطة تعتبر الأخطر على الإطلاق؛ لأن الغيرة الرجولية ستظهر فورا.
فابتعدي عن إجراء المقارنات حول العلاقة الحميمة السابقة؛ لأن ذلك من شأنه أن يحطم زواجك الجديد. فجميع الرجال دون استثناء لا يقبلون سماع أي شيء يشير إلى فحولة رجل آخر.
شيخ الأزهر: زيارة البابا فرنسيس للعراق تحمل رسالة سلام وتضامن
داعياً أن تحقق رحلة بابا الفاتيكان إلى العراق "الثمرات المأمولة على طريق الأخوة الإنسانية"، شيخ الأزهر أحمد الطيب يقول إن زيارة البابا للعراق تحمل رسائل التضامن للشعب هناك.
علق شيخ الأزهر أحمد الطيب، اليوم الجمعة، على زيارة بابا الفاتيكان التاريخية للعراق، معتبراً إنها رسالة سلام وتضامن.
وأضاف شيخ الأزهر على صفحته على "فيسبوك" قائلاً "زيارة أخي البابا فرنسيس التاريخية والشجاعة للعراق العزيز تحمل رسالة سلام وتضامن ودعم لكل الشعب العراقي.. أدعو الله له بالتوفيق، وأن تحقق هذه الرحلة الثمرات المأمولة على طريق الأخوة الإنسانية".
المصدر:المیادین
ثقافة الاعتذار بين الزوجين
◄لا يوجد عيب في الاعتذار بين الزوجين إذا كان مُخطئ، فإنّ هذا سوف يكون سبب في زيادة رابط الحبّ والمودّة بينهم فمن الممكن أن يكون الاعتذار بشكل غير مباشر، فإنّ رباط الزواج هو أقوى علاقة بشرية ومن الممكن أن يحدث خلاف بين الطرفين وهذا أمر مفروغ منه بفضل الاحتكاكات اليومية، ولهذا يحتاج الزوجان إلى تعلُّم اكتساب مهارات التعامل مع هذا الخلافات حتى يتمكّن كلّ طرف من التعامل مع الآخر برقي وحضارة، ولهذا فنحن سوف نطرح عليكم بعض النصائح التي سوف تساعدك في هذه الأُمور.
أدب الاعتذار بين الزوجين
فيجب على أي شخص مُخطئ أن يعتذر لأنّ الخطأ أمر وارد بين الزوجين، فإنّ الاعتذار يكون السبب في التقرُّب بينكما والتخلُّص من زعل بينكم نتيجة الاحتكاكات اليومية، ولكن عندما تتأخر في الاعتذار فإنّه سوف يترك أثر سلبي سينعكس على حياتكم فيما بعد ويتسبّب في حرج عميق سوف ينفجر في أي لحظة. وقد يؤدِّي هذا إلى تدمير العلاقة الزوجية، فكلمة الاعتذار سوف تفتح لك القلوب والاعتذار ليس ضعف بأن يأتي الشخص الخاطئ ويتعذر ولكن هذه شجاعة منه كما أنّه يعتبر دليل قوي على نقاء القلب وطهارته فالاعتذار من المطالب الأساسية في استمرار العلاقة الزوجية الناجحة حتى تقوى بالمودّة والرحمة والتسامح.
طريقة اعتذار الزوج لزوجته
فإنّ الزوج يعرف جيِّداً أنّ المرأة بحكم عاطفتها ترضى بأقل كلمة طيِّبة تُقال لها فبادر بالاعتذار لزوجتك، فيجب عليك عزيزي الزوج أن تحترم شخصيتها لأنّك أنت قائد سفينة الزواج ليس إجباراً ولكن نُبلاً منك وكرم أخلاقك، فإنّ الاعتذار من شيم أصحاب القلوب الطيِّبة والنفوس الصافية، ومَن يرى غير ذلك بأنّ اعتذاره سوف يقلل منه فإنّ هذا خطأ.
طريقة اعتذار الزوجة لزوجها
أيّتها الزوجة بفطنك وإحساسك يمكنك أن تمييزي بين الأخطاء البسيطة والهفوات الصغيرة التي يمكن أن تتغاضى عنها وبين الأخطاء الكبيرة التي لابدّ من تقديم مبررات لها.. واعلمي أنّ الرجل العربي بطبعه لا يُقدِم على الاعتذار بشكر صريح ولكن يقوم به بشكل غير مباشر لكِ عند تقديم هدية أو خروجه أو إرسال رسالة عبر الهاتف، فيجب عليكِ وقتها أن تقبلي اعتذاره من غير عناد أو إصرار على موقفك وانتظري الفرصة المناسبة حتى تتناقشي معه في هذا الخلاف في جو هاديء ويجب أن يكون الكلام بهدوء حتى لا تزيد المشكلة عن قبل.►
فوائد الزعتر المذهلة للجسم وطُرق استخدامه
الزعتر (Thyme) كما يسمى الصعتر في بعض المصادر أو الزعتر بلسان العامّة، وهو نبات بقولي، أثبت العلم الحديث له عدّة منافع طبية
فوائد الزعتر
- منشّط ومضاد للتشنجات الهضمية.
- يسهّل سير الهضم ومهدئ التقلصات العصبية للمعدة والأمعاء.
- يطرد الغازات.
- يمنع التخمرات.
- ينشّط الشهية للطعام.
- مطهّر ممتاز، ومن المدهش استعماله لتعقيم لحم الطرائد الفاسد وتعطيره.
استخدامات الزعتر في المغرب وتونس
يستعمل مغلي الزعتر مع زيت الزيتون لعلاج الجروح الفاسدة، رغبة في تنظيفها وتعقيمها، وتستعمل مياه الزعتر في علاج التهابات الشعب، والتهاب الأنف والبلعوم.
وينشّط الزعتر عامّة كلّ الوظائف المضادة للتسمم، ويسهّل إفراز العرق، وغزارة البول، ويُوصى باستعماله كلّما دعت الحاجة إلى تسهيل إفراز دهون الجسم.
والزعتر كذلك منبه للذاكرة كالشاي، فنقعه في ماء مغلي وشرب مستخرجه بعد وجبات الطعام مفيد للمفكرين للتغلُّب على النعاس الناتج من عملية الهضم وتمكينهم من متابعة أعمالهم.
والزعتر كذلك طارد جيِّد للديدان يمكن تقديمه إلى الأطفال دون خشية من ضرر.
وفي مجال الاستعمال الخارجي، يوصى باستعمال الزعتر كلّما دعت الحاجة إلى تنظيف وتطهير الجروح، والقروح، والمهبل في حالة ظهور السيلان الأبيض وهو شديد الفاعلية باعتباره مهدئ للآلام الروماتزمية، والنقرس، والتهاب المفاصل.
إنّ للجمال نصيبه من الزعتر، فهو منشّط ممتاز لجلد الرأس، يمنع ويوقف تساقط الشعر، ويكثّفه وينشّط نموه.
وهو كذلك، منظف جيِّد للأسنان، مقي للثة، منقي للنفس، وواقي من نخر الأسنان.
يفيد في آلام الحلق والأنف والحنجرة، ويطهر الفم وينبه الأغشية المخاطية ويقويها. ويعطى لتنبه المعدة وطرد الغازات، وتخفيف الإسهال والمغص.
ويزيد في وزن الجسم، لأنّه يساعد على الهضم وامتصاص المواد الدهنية.
وطبخه مع التين يفيد الربو وعسر النفس والسعال.
وإذا أخذ مع الخل ازداد مفعوله في طرد الغازات، وإدرار البول والحيض، وتنقية المعدة والكبد والصدر.
إنّ مغلي الزعتر الممزوج بالعسل يعطي نتائج ممتازة في حالة التهابات الشعب التنفسية، بما في ذلك السعال الديكي والربو.
كما يستعمل في علاج الصداع وآلام الشقيقة واضطرابات المعدة، وأمراض الكبد، ويفيد مغلي الزعتر نفسه في تهدئة الآلام الناشئة عن تحركات الحصى في المثانة.
ويستعمل الزعتر أيضاً كدواء خارجي، فهو يريح الأعصاب المرهقة، وإذا ما أخذ المرء حماماً مُعطراً من مغلي الزعتر، كانت له فائدة كبيرة، كما أنّ الأطفال المصابين بالكساح يجدون فيه مقوياً ناجحاً.
البابا فرنسيس يصل إلى بغداد في أول زيارة باباوية للعراق
- جدارية في أربيل للتعبير عن ترحيب الشعب العراقي بزيارة البابا فرنسيس (أ ف ب)
يبدأ بابا الفاتيكان فرنسيس اليوم زيارة تاريخية للعراق تستمر ثلاثة أيام، حاملاً رسالة تضامن إلى المسيحيين هناك، وساعياً إلى تعزيز تواصله مع المسلمين.
وفور هبوط طائرة البابا فرنسيس في مطار بغداد، استقبله رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي. ثم توجه البابا إلى قصر بغداد وكان في استقباله الرئيس العراقي برهم صالح.
وأقيمت مراسم الاستقبال الرسمية حيث عزف النشيد الوطني العراقي ونشيد الفاتيكان بحضور رسمي وديني
وقد استكملت الاستعدادات الشعبية والسياسية والأمنية، وسط إجماع عراقي على الترحيب بالزائر الكبير، وقد رحب سكان مدينة كربلاء بأول زيارةٍ بابويةٍ إلى البلاد، باعتبارها "رسالة تعايش" بين جميع الأديان المختلفة الموجودة في بلادهم.
قيادة العمليات المشتركة كانت أعلنت تشكيل لجنة عليا تتولى تأمين وإنجاح زيارة البابا إلى العراق.
ونقلت وسائل إعلام عراقية عن قائد العمليات المشتركة الفريق أول ركن عبد الأمير الشمري، قوله إن اللجنة تتكون من مكتب رئيس الوزراء وقيادة العمليات المشتركة، بالإضافة الى وزارة الخارجية، موضحاً أن هذه اللجنة ستتولى الإشراف وتأمين الأماكن كافة التي سيذهب البابا لزيارتها في العراق.
وأشار الشمري إلى أن الزيارة تعتبر حدثاً مهماً بالنسبة للعراق مما يحتم على الجميع المشاركة في الخطة الأمنية لإنجاحها.
هذا ومن المقرر أن يلتقي الحبر الأعظم خلال زيارته المرجع الديني السيد علي السيستاني إضافةً إلى القادة العراقيين وممثلين عن المجتمع المدني، في شمال البلاد وجنوبها.
وسيكتفي جزء كبير من العراقيين بمشاهدة البابا من خلال شاشاتهم التلفزيونية، وذلك جراء انتشار فيروس كورونا في البلاد.
وينوي البابا فرنسيس البالغ 84 عاماً في أول زيارة له إلى الخارج منذ انتشار الجائحة، توجيه رسالة تضامن ليس للمسيحيين فقط بل لجميع سكان العراق.
البابا فرنسيس كان قال أمس الخميس في رسالة مصورة موجهة إلى الشعب العراقي بثت عشية توجهه إلى العراق، "أوافيكم حاجاً تائباً لكي ألتمس من الرب المغفرة والمصالحة بعد سنين الحرب والإرهاب، أوافيكم حاجا يسوقني السلام، من أجل المغفرة والمصالحة بعد سنين الحرب والإرهاب".
أوافي أرضكم المباركة والمجروحة حاجّاً يشوقني الرجاء#البابا_فرنسيس: السلام لكم#العراق_لقاء_الشجعان #الميادين_GO pic.twitter.com/w7QH1lpTlV
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 4, 2021
الأسقف المساعد لأبرشية بغداد الكلدانيّة، والمنسق العام لزيارة البابا المطران باسيليوس يلدو، شدد بدوره على الأهمية الكبيرة لزيارة البابا فرنسيس إلى العراق، إضافة إلى الدعم الكبير الذي تمثله الزيارة للبلاد.
وتأتي زيارة البابا إلى العراق في وقت "معقد" بحسب أحد المسؤولين المكلفين من رئاسة الجمهورية العراقية تنظيم مراسم زيارة البابا، الذي عبر لوكالة "فرانس برس" عن سعادة العراقيين بقدوم البابا".
ورحبت سرايا "أولياء الدم" في العراق بزيارة البابا فرنسيس، معلنةً "وقف عملياتها خلال الزيارة".
كما قال تحالف "الفتح" العراقي إن زيارة قال البابا فرنسيس "التاريخية ستكون فرصة وطنية سانحة لتأصيل وحدة النوع الإنساني الذي اجتهد الأنبياء والمفكرون والمصلحون والفدائيون في الديانات الإسلامية والمسيحية من أجل بنائه وترشيده وهديه".
وأضاف: "إننا نستقبل بابا الفاتيكان بقلوب مفعمة بالمحبة والمودة وتجسيد قيم المشتركات الفكرية والعقائدية والروحية مع العالم المسيحي".
وتعد رحلة البابا فرنسيس الأولى خارج الفاتيكان منذ تفشي وباء كورونا، وهي الزيارة الأولى في التاريخ لحبر أعظم إلى العراق.
المصدر"المیادین
البابا فرنسيس من العراق يدعو إلى وضع حد لانتشار الأسلحة في كل مكان
الرئيس العراقي برهم الصالح يستقبل بابا الفاتيكان فرنسيس الثاني، ويؤكد أنه لا بد من مواصلة العمل لمكافحة الفكر المتطرف والانتصار لفكر التعايش، والبابا فرنسيس يدعو إلى العمل من أجل تعزيز السلام في الشرق الأوسط وفي كل العالم.
- الرئيس العراقي برهم صالح خلال استقباله بابا الفاتيكان فرنسيس الثاني آذار/مارس 2021
أعرب بابا الفاتيكان فرنسيس الثاني عن "امتنانه" لفرصة قيامه "بهذه الزيارة الرسولية التي طال انتظارها"، وقال "جئت حاجاً لأشجع على شهادة الإيمان والرجاء والمحبة".
وقال "أنا هنا بصفتي تائباً، أرجو المغفرة لكل هذا الدمار، وحاجاً يحمل السلام"، داعياً إلى "وضع حد لانتشار الأسلحة في كل مكان، ولوقف المصالح الخاصة ولإعطاء مجال للتسامح".
وأكد بابا الفاتيكان، أن "الأيزيديين هم ضحايا أبرياء لهمجية عبثية بسبب انتمائهم وهويتهم"، منوهاً إلى أن "العراق مدعو إلى أن يبين أن الاختلافات يمكن أن تتحول إلى تعايش ووئام".
وشدد على أنه "يجب تشجيع الحوار، وندعو إلى الاعتراف بكل المجتمعات والاتجاهات"، لافتاً إلى أنه "يجب تشجيع الوحدة الأخوية والتضامن مع الضعفاء، وأولئك الذين فقدوا أحبتهم وأملاكهم".
من جهة أخرى، لفت إلى أن "جائحة كورونا تسببت في تدهور الظروف الاجتماعية والاقتصادية وهي تتطلب جهوداً مشتركة"، مشيراً إلى أنه "يجب أن يكون هناك توزيع منصف للقاحات، وعلينا الخروج من محننا بطريقة توحد ولا تفرق".
البابا فرنسيس قال إنه "يجب بذل الجهود لخلق فرص اقتصادية وتربوية وإجادة أعمال البناء من أجل نتيجة أفضل"، مشيراً إلى ضرورة "تعزيز روح التضامن الأخوي وتحقيق العدالة والنزاهة من أجل الوصول إلى الاستقرار".
وأكد ضرورة "العمل من أجل تعزيز السلام في الشرق الأوسط وفي كل العالم، كما يجب مواصلة مد أيدي المساعدة إلى الشعب العراقي بعيداً عن المصالح الخاصة".
بدوره، قال الرئيس العراقي برهم صالح إن زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس الثاني إلى العراق "رسالة نبيلة ورسالة وحدة ودليل حرص على العراق".
وأضاف خلال استقباله البابا، أن "العراقيين يشعرون بالاعتزاز بحلولكم ضيفاً عليهم رغم الظروف"، مشيراً إلى أنهم "حريصين على حماية كنائسهم كما يدافعون عن بيوتهم".
صالح أكد أن "العالم يعيش اليوم زمن الأقطاب الذي يغذيه الإرهاب والعنف"، مشدداً على أنه "لا بد من مواصلة العمل لمكافحة الفكر المتطرف والانتصار لفكر التعايش".
ونوه إلى أن "الشعب العراقي كان لعقود ضحية لحروب عبثية وأسلحة كيميائية وحرب إبادة وتدمير للبيئة"، لافتاً إلى أن العراق "خاض أكبر حرب ضد الإرهاب، دُمر فيها بلدنا وارتكبت المجازر".
وقال الرئيس العراقي، إنه "لا تزال أمامنا تحديات كبيرة لاصلاح أوضاعنا وتعزيز سيادتنا"، معتبراً أن "الكل خاسر في هذه الفوضى السوداء، ولا حل إلا بالتعاون الوثيق".
وأكد أن "مسيحيي العراق والشرق هم أهل هذه الأرض وملحها، ولهم إسهاماتهم التاريخية"، مشيراً إلى أن "هجرة المسيحيين من المنطقة لها تداعيات خطيرة ولا يمكن تخيل مستقبلنا دونهم".
وأوضح صالح أن "زيارة الحبر الأعظم هي فرصة للتأكيد على قيم المحبة والسلام"، وقال للبابا فرنسيس "نحن نلملم جراحنا، وأنتم تضمدونها بهذه الزيارة".
الإعلام الدولي والهيمنة الغربية
د. فاروق خالد
إنّ كل إعلام يصل إلى جماهير واسعة من العالم سواء بواسطة الصحف أو المجلات أو الاذاعة والتلفزيون أو الانترنت والهاتف أو بواسطة بث الفضائيات هو إعلام دولي. ولكن التقدم الهائل الذي حصل في دول غرب أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية جعل من اعلامها الدولي أكثر قدرة وأكبر كفاءة بسبب الصناعة والتكنولوجيا الهائلة، والتقدم الكبير في مجال المعلوماتية. وبات الغرب هو المسيطر على الإعلام في العالم. وأصبح الإعلام الدولي يقترن بدول الغرب، رغم ظهور قنوات في دول العالم الثالث تبث عبر الفضاء إلى أنحاء العالم. الا أنها ما زالت قاصرة أمام الاعلام الغربي. ومن هنا جاءت سيطرة الغرب على الاعلام الدولي والهيمنة على الأخبار ونقل المعلومات والتأثير في الرأي العام للعالم. وكذلك التأثير داخلياً على شعوب تلك الدول حيال الأحداث العالمية. خصوصاً إذا ما أخذنا في الاعتبار أن أجهزة الاعلام وتكنولوجيا الاعلام يتم استيرادها من أمريكا وأوروبا واليابان، هذه الدول المتقدمة. مما يجعل أجهزة الاعلام في دول العالم النامي تحت رحمة العالم المتقدم. ونتيجة الهوة بين الغرب المتقدم، والعالم النامي، انعكس ذلك على الاعلام كأجهزة ووسائل وخبرة وقدرة على الاعلام الدولي. وظهر ما يسمى باختلال التوازن في الاعلام[1]. وبرز هذا الاختلال في التوازن في الاعلام والتدفق الاخباري في أشكال منها: 1- الاختلال في التوازن الكمي بين الشمال والجنوب: حيث تبين أن حوالي 80% من أنباء العالم يتم نقلها بواسطة وكالات الأنباء العالمية الكبرى التي تنتمي إلى الدول المتقدمة. وهذه الوكالات لا تخصص إلا حوالي 20% من الأنباء التي تتحدث عن الدول النامية. هذه الدول التي تشكل شعوبها بالنسبة لعدد سكان العالم حوالي 75% من اجمالي سكان العالم. 2- هيمنة الدول المتقدمة على محتوى الرسائل الاعلامية: حيث أنّ الدول المتقدمة وبواسطة وسائلها الإعلامية الدولية تملك زمام أدوات الهيمنة الثقافية من وكالات أنباء ومراكز انتاج برامج تلفزيونية وأفلام سينمائية وأخبار صحافية عالمية. وبالتالي فإنّ الكثير من الرسائل الإعلامية التي تنقلها الدول المتقدمة إلى الدول النامية فيها من المحتوى ما يضر بقيم وثقافة الشعوب النامية، وهو ما يمكن تسميته بالغزو الثقافي. 3- الخلل الحاصل في الإطار القانوني الدولي المتصل بالاعلام: حيث أنّ التشريعات الدولية السائدة وتطبيقاتها تعطي النصيب الأكبر لقليل من الدول المتقدمة على حساب أغلبية دول العالم، وبالتالي لابدّ من تصحيح مسارات ضرورية في التشريعات الدولية، والرجوع إلى دساتير ومواثيق الشرف وأخلاقيات تنظيم سلوك المهنة الصحفية، وبيان حقوق الأفراد في الوصول إلى الحقيقة، ومعرفة مصادر الأخبار. وضرورة اجراء تعديلات على قوانين مهنة الإعلام، والتركيز على وجود قانون أخلاقي دولي يقرّه ويعمل به جميع العاملين في مجال الإعلام. وحل مسألة الخلل في التوازن الإعلامي، وتدفق المعلومات والبيانات والأخبار، والعمل على التعاون الدولي والعدالة في كتابة الخبر والتعليق عليه، وطريقة بثه، وتوزيع التكنولوجيا والمتعلقة بالأجهزة والوسائل، واستخدام الأقمار الصناعية والذبذبات الإذاعية بين دول العالم بعدالة، وتحمل مسؤولية التعاون الدولي، واحترام حقوق الإنسان، وحقوق الفرد، وحقوق الجماعة، وحرية الإعلام والمسؤولية. وكنتيجة لهيمنة وسائل الإعلام العالمي الغربي، وانفرادها في شعوب دول الغرب بنقل الأخبار عن العالم الثالث، وبخروج بعض وسائل الإعلام عن قواعد سلوك مهنة الصحافة العالمية. روجت هذه الوسائل ما يشوه صورة دول وشعوب العالم الثالث، مثل العرب والمسلمين أمام جماهير الغرب، فأكثرت من الحديث عن الأصولية الإسلامية وإلصاق الإرهاب بالعرب والمسلمين. وبفعل تأثير اللوبي الصهيوني في غرب أوروبا وأمريكا تم تشويه صورة المقاومة الفلسطينية والتشويش على حقوق الفلسطينيين والقرارات الدولية الشرعية ولا سيما اللاجئين. وأظهرت اليهود بأنهم يعيشون في محيط إرهابي، وأنهم يتعرضون للظلم والوحشية. كما حاربوا النقاب والحجاب، وأظهروا المرأة العربية والإسلامية بالتخلف، وعدم الاندماج في الحياة الاجتماعية. ولعلنا نذكر للحقيقة أن هناك ممارسات إعلامية في دول العالم الثالث والبلاد العربية ساعدت هذا الإعلام بالسكوت أحياناً، وأحياناً ببث ما يدعيه، وعدم التعليق عليه. وعدم وضع استراتيجية إعلامية عربية إسلامية في دول العالم الثالث والعالم الغربي والإسلامي، بحيث تحسن صورة العربي والمسلم في الغرب. فهناك قصور في دول العالم الثالث من الناحية الإعلامية. كما أن عدداً كبيراً من المثقفين والإعلاميين في هذه الدول لا يحسن استخدام الصحافة الغربية، ووسائل الإعلام الغربية عن طريق الاتصال بها والكتابة بها، والنشر بواسطتها وبواسطة فضائياتها عن حال العرب والعالم الثالث. مما جعل الإعلام الغربي المنحاز ينفرد لوحده في تشويه صورة العالم الثالث، وعدم نقل الإيجابيات، وعدم تطبيق معايير العدالة واحترام الصحافة وحقوق الإنسان. بالرغم من أنّ الغرب يروج لحقوق الإنسان، وحقوق المرأة والمساواة والديموقراطية، ويغمض عينيه عن بوادر الأمل في الشرق. ويغفل روح التعاون، ويبالغ في الانحياز، وينسى الحيادية الصحفية المهنية. وفي موضوع الهيمنة الإعلامية يشار إلى ظاهرة عولمة البرامج، وتدويل القنوات التلفزيونية. فالمحطات التلفزيونية بدأت تعمل بطريقة وطنية، وكل دولة تشتهر بأسلوبها البرامجي في حقل التلفزيون، واتخذت تلفزيونات الدولة أنماطاً ثقافية تميزها عن غيرها. فبريطانيا مثلاً تتقن صناعة التلفزيون الدرامي، والأشرطة الوثائقية، والحصص العلمية[2]. وألمانيا عرفت بالمسلسلات العائلية. والبرتغال بالمسلسلات الطويلة والبرازيلية. وفرنسا بالحصص الأدبية والأفلام. لكن مع ظهور العولمة والنظام العالمي الجديد، أخذت العولمة تتسلل إلى هذه القنوات التلفزيونية التابعة للقطاع العالم من خلال البرامج الجديدة ذات الطابع الأمريكي، بسبب ازدهار المسلسلات والأفلام الأمريكية، وغزوها لتلفزيونات دول العالم. وظهر التأثير الأمريكي في طرق تقديم البرامج في تلفزيونات تلك الدول، خاصة برامج الألعاب. وكذلك في أسلوب الحياة، وطريقة وبناء الديكور التلفزيوني. ومع ظهور ظاهرة الخصخصة في أوروبا التي شملت محطات التلفزيون، ازداد تغلغل العولمة، وزاد اللجوء إلى مسلسلات وأفلام أمريكا وبرامجها في تلك الدول. ويمثل هذا الإعلام من قبل أمريكا الذي اجتاح أوروبا بإعلام دولي طابعه الهيمنة. ومن خلال العولمة التي أخذت تغزو العالم في إيطاليا مثلاً، استطاع S. Berlesconi ربح معركة التلفزيونات التجارية دون نشرات أخبار. حيث اعتمد على برامج ومسلسلات أمريكية منوعة مثل مسلسلات دالاس، ودانينا سيتي، وستاروور وانتقلت هذه أيضاً إلى دول مثل فرنسا وبلجيكا وألمانيا واسبانيا ودول أوروبية أخرى غرّتها الأمركة. وتحاول دول المجموعة الأوروبية أن تحد من هذه الظاهرة لانقاذ البرامج الأوروبية أمام غزو البرامج الأمريكية واليابانية، وظهر في أوروبا قانون عرف باسم "تلفزيون بدون حدود" طبق 1991، بحيث يفرض هذا القانون على قنوات تلفزيونات أوروبا بأن تكون أغلبية البرامج أو أكثر من 60% منها التي تبثها القنوات التلفزيونية الأوروبية أن تكون هذه البرامج من أصل أوروبي. وقد قامت بعض الدول بتطوير برمجة ذات قياسات موحدة تتلاءم مع ثقافات دول أوروبا. مثال على ذلك SLT وقناتها RTL وفي اللوران. وRTL.TV في بلجيكا. وM6 في فرنسا وRTL Plus في ألمانيا. وعملت على برمجة متنوعة وثابتة خلال الأسبوع. وضمن محاولاتها لمواجهة العولمة والأمركة الإعلامية، قامت دول أوروبا بإيجاد قناة اخبارية تدعى يورو نيوز Euro News وتستقي هذه القناة الاخبارية معلوماتها من مجموعة بنوك التبادل المعلوماتي لقنوات الدول المشتركة في اليورونيوز لكن يورونيوز لم ترقَ إلى مستوى BBC وCNN وقناة SKY News. وتجربة أخرى في هذا المجال ما قامت به Canal Plus في فرنسا، إذ أنّ هذه القناة حققت أرباحاً جيِّدة منذ نشأتها عام 1984 بسبب عدم وجود منافسين لها. لكنها أخذت في التراجع مع ظهور الكابل والأقمار الصناعية والهيمنة على الإعلام من الدول الأخرى. لذا قامت هذه القناة بتطوير نفسها بالامتداد خارج فرنسا، حيث سعت إلى إيجاد شركاء لها في ألمانيا عن طريق Bertelsmann وشركاء في بلجيكا (RTBF) وفي اسبانيا مع (Prisa) ومع بولونيا وايطاليا (Teleo). كذلك قامت الإذاعات الأوروبية في نشر ثقافتها من خلال قنوات تلفزيونية تبث برامجها عبر العالم. فأنشأت فرنسا TV5 سنة 1984مشاركة مع سويسرا والكيباك وبلجيكا، حيث تقوم هذه القناة بطرح عدد من البرامج والحصص المأخوذة من القنوات العامة للدول المساهمة وتبثها عبر الأقمار الصناعية، وشبكات الكابل الأوروبية والأمريكية. كما تسعى فرنسا إلى إيجاد CNN فرنسية على غرار CNN الأمريكية لتحاول أن تكون منافسة لها عن طريق دمج TV5 مع CFI وبالتالي فإنّ هذا المشروع المنوي ايجاده وبفضل دعم التلفزيون الفرنسي له بقنواته المختلفة سوف يتمكن من انتاج برامج واعادة بث برامج القنوات المحلية الفرنسية بعد جعلها ملائمة مع الجمهور المستهدف المطلوب الوصول إليه بهذه البرامج المنتظرة. وهكذا نجد أن هناك صراعاً دولياً في هذه الأيام في عصر العولمة، وعصر القفزات الإعلامية الهائلة، مما يجعل الإعلام الدولي خاضعاً لسيطرة الأقوى والأكفأ والأقدر مالياً وخبرة. مما يستوجب إعادة النظر في هيمنة أمريكا وبعض الدول على الإعلام الدولي. إنّ دراسات الإعلام تحقق منذ عام 1976 في الولايات المتحدة الأمريكية أرقاماً قياسية في معدلات التوسّع[3] على حساب دراسات الفنون والآداب والعلوم الإنسانية. وهذا يفسر الهجمات الاحتكارية الامبريالية للإعلام التي تقودها أمريكا كسلاح بديل للعمل العسكري المسلح أو إلى جانبه. ومما يشار إليه في هذا الصدد أيضاً أنّ ثلاثة أرباع العالم تدار إعلامياً بطريقة مغرضة وغير صحيحة، حيث أنّ الاحتكارات الإعلامية العالمية تسيطر على أكثر من 80% من الأخبار المتداولة في ميدان الصحافة والأخبار في العالم. وأنّ كل نبأ من أنباء العالم الثالث يقابله ألف نبأ من أنباء الدول الرأسمالية المتقدمة، بسبب تحكم وكالات الأنباء العالمية الرئيسية في مجال الإعلام الدولي، وهي رويترز البريطانية، ووكالة الصحافة الفرنسية، ووكالة الاسوشيتدبرس الأمريكية، ووكالة اليونايتدبرس انترناشيونال الأمريكية. وان أربعة أخماس الصحف اليومية المطبوعة في العالم هي ملك هذه الاحتكارات. كذلك فإن حوالي 90% من البث التلفزيوني العالمي، وأكثر من 60% من الأفلام السينمائية في العالم، وأكثر من 90% من شركات الانتاج الإذاعي والتلفزيوني والسينمائي، وتسعة أعشار محطات الإذاعة ذات الإرسال البعيد، ترتبط ارتباطاً وثيقاً ومباشراً بالاحتكارات الرأسمالية العالمية الغربية. وتقوم وسائل الإعلام في الدول الغربية المهيمنة في توجيه برامج إذاعية وتلفزيونية تركز على كتاب وأدباء ونجوم غربيين، وعلى إنجازات رجال فكر وسياسة وأعمال واقتصاد غربيين، وعلى شركات تكنولوجيا غربية. في الوقت الذي تهتم فيه على أخبار مثل هؤلاء في العالم الثالث بفضل الهيمنة الأمريكية والأوروبية على وسائل الإعلام الدولي. وذلك يرجع إلى الاحتكارات الدولية بسبب تركز المال والخبرة والتكنولوجيا في تلك الدول – ونقصد الغربية الرأسمالية –. بينما تقبع دول العالم الثالث في التخلف في جميع المجالات وخاصة الإعلام، وأكثر خصوصية الإعلام الدولي، وإن بدأت بعض المؤسسات الخاصة في محاولة سد الثغرات الموجودة، ومحاولة تقليد الإعلام الغربي واللحاق بالإعلام الدولي.
الهوامش:
[1]- الرسالة والصورة/ قضايا معاصرة في الاعلام. فاروق أنيس جرار – وزارة الثقافة/ عمان – الأردن. ص8. [2]- الإعلام والتكنولوجيا الحديثة: د. الصادق الرابح. دار الكتاب الجامعي/ العين – الإمارات العربية. ص72.
[3]- نحو مفهوم إعلامي صحيح. عصام حماد. الدار الأردنية للثقافة والإعلام، ص25.
المصدر: كتاب (الإعلام الدولي والعولمة الجديدة)