Super User

Super User

بسم الله الرحمن الرحيم

وله الحمد دائماً

أوّلاً: إنّ كلّ من يوحّد الله تعالى ويؤمن برسالة سيّدنا محمّد المصطفى (صلى الله عليه وآله) وبأنّه خاتم الأنبياء والمرسلين ويؤمن بيوم القيامة، فهو مسلمٌ.

ثانياً: التعدّي على أرواح جميع المسلمين وأموالهم وأعراضهم حرامٌ مؤكّدٌ.

ثالثاً: المسلم هو أخو المسلم، ويجب على كلّ مسلمٍ العمل على حفظ الأُخوّة لترويج الإسلام والتسامح في المسائل الخلافية.

رابعاً: زرع الخلافات بين أتباع مختلف المذاهب الإسلامية يعدّ خيانةً للدين الإسلامي.

آية الله آصف محسني – أفغانستان

10 / 2 / 1392 ه. ش.

كلّ من يشهد بأن لا إله إلا الله وأنّ محمّداً (صلى الله عليه وآله) رسول الله فهو مسلمٌ، وحياته محفوظةٌ وماله مصونٌ ولا يجوز قتله ولا التعدّي على أمواله، كما لا تجوز مقاتلة المسلمين وتكفيرهم وزرع التفرقة والفتنة بينهم، وكذلك فإنّه من اللازم الحفاظ على مقدّسات الإسلام ويجب اجتناب التعدّي عليها، ولا يجوز هتك حرمة أعراض المؤمنين ولا إهانتها.

 

محمّد الحسيني الشاهرودي

بسم الله الرحمن الرحيم

فضيلة الاستاذ الدکتور فريد واصل نصر مفتى الديار المصرية

السلام عليکم و رحمة الله وبرکاته

نرجو من سماحتکم ان تعطونا رأيکم الشريف فى اقتداء اصحاب المذاهب بمن يتقلد مذهب أهل البيت: من الشيعة الامامية الاثنا عشرية هل يصحّ ذلك أم لا؟

افتونا مأجورين 16/ شوال المکرم/ 1421

بسم الله الرحمن الرحيم

کل مسلم يؤمن بالله و يشهد الاّ اله الاّ الله و انّ محمداً رسول الله و لا ينکر معلوماً من الدّين بالضرورة وهو عالم بارکان الاسلام و الصّلوة وشروطها وهى متوفّرة فيه فتصحّ امامته لغيره وامامة غيره له اذا توفّرت فيه تلك الشّروط ولو اختلف مذهبهما الفقهى وشيعة أهل البيت من نحلهم. ونشيّع معهم لله ولرسوله وأهل بيته و صحابته جميعاً ولا خلاف بيننا و بينهم فى اصول الشريعة الاسلامية ولا فيما هو معلوم من الدّين بالضرورة وقد صليّنا خلفهم و صلّوا خلفنا فى طهران و فى قم فى الايّام الّتى شرفنا الله بهم فى دولة ايران الاسلاميّة. وندعوا الله ان يُحقّق وحدة الامّة الاسلاميّة ويرفع عنهم اىّ شقاق أو نزاع أو خلاف قدحلّ بهم فى بعض مسائل الفروع الفقهية المذهبية.

والله المؤيّد والهادى الى سواء السّبيل دکتر فريد نصر واصل

16/شوّال/1421ه‍ مفتى الديار المصرية

1/12/2001

بسم الله الرحمن الرحيم

1 . من يشهد الشهادتين ، ويقرّ بحدود الله تعالى و أحكامه الضرورية في الإسلام المتفق عليها بين المسلمين فهو مسلم، يَحْرُمُ دمه وماله. وقد صح عن رسول الله: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم و أموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله».

2. وقد وصف رسول الله الذين يقتلون المسلمين من غير حدٍّ شرعي بين في الكتاب والسنة بالكفر في حديث متفق عليه. قال في حجة الوداع بمسجد الخيف من منى : «إنّ أموالكم ودماءكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا ، في بلدكم هذا ، في شهركم هذا ، ...». ثم قال : «لاترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض».

3. ولاتجوز إثارة الفتنة الطائفية والشحناء والبغضاء والتفريق بين المسلمين، ولايجوز العمل على تشتيت الصف الإسلامي الواحد، وإثارة الخلافات والتقاطعات والتنابذ فيما بين المسلمين، يقول تعالى: {وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا}. ولاشكَّ أن توجيه الإساءة إلى العناوين والرموز المقدسة لطوائف المسلمين من أكبر عوامل التفريق الذي نهانا الله تعالى عنه.

4. وقد أمرنا بالاحسان، وحسن المعاشرة، والتعاون، والتضامن، والتزاور، والتحابب مع سائر المسلمين بكل طوائفهم ومذاهبهم، عدى النواصب، والروايات في ذلك كثيرة عن رسول الله. وقد صحّ الكثير منها، كما ورد عن طريق أهل البيتروايات كثيرة بأسانيد معتبرة في هذا المعنى ذكرناها وصححناها في كتابنا: «الفتنة الطائفية».

5. ولايعني ذلك المنع من الحوار الفقهي والعقائدي فيما بين علماء المسلمين من المذاهب المختلفة، بلغة علمية، وفي جوٍّ من الحوار العلمي الموضوعي. فإنّ هذا الحوار يؤدي بالتأكيد إلى التكامل والتراشد والتوافد الثقافي الفقهي العقائدي فيما بين المسلمين، وهو مما يحثّ عليه الإسلام.

نسأل الله تعالى أن يوحّد صف المسلمين، وكلمتهم، ومواقفهم، ويؤيّد الدعاة إلى التقريب و التوحيد بين المسلمين.

محمد مهدي الآصفي

في 28/ ج2 / 1434هـ

النجف الأشرف

 

بسم الله الرحمن الرحيم

التأريخ: 14 ارديبهشت 1392 ه. ش.

العدد: 16376 / 451

ممثّل الوليّ الفقيه في شؤون الحجّ والزيارة ومسؤول الحجّاج الإيرانيين، المحترم

سماحة السيّد علي قاضي عسكر (زيد عزّه)

السلام عليكم ورحمة الله

جواباً على كتابِكم المرقَّم 154359 المؤرّخ 5 / 2 / 92 نُعلِمُكُم بما يَلي:

قالَ اللهُ تعالى: «وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ». (الأنعام، الآية: 108)

إنَّ القرآنَ الكريم يَنهَى بِصراحةٍ عَن سَبِّ الذينَ يَنحَرفُونَ عن طريقِ الصَوابِ ولَعْنِهِم، لأنَّ ذلك يَجعَلُهُم يَتَفَوَّهُونَ بكلامٍ غير لائقٍ عَن اللهِ تبارك وتعالى. لو تأمَلْنا في هذه الآيةِ المباركةِ لَلاحَظْنا أنَّها قَد عَيَّنَتْ ملاكاً كلّياً، وهو النَهيُ عن العملِ الذي يُثيرُ عداءَ الآخَرين ويجعلُهُم يَرتكبونَ فعلاً قبيحاً؛ لذا فإنَّ القيامَ بلعنِ الذينَ يَحظُونَ باحترامِ فِئَةٍ من الناسِ وسبِّهِم، ولا سيّما الذينَ يُجسِّدونَ رمزاً دينياً، هو فعلٌ خاطئٌ وإذا ما تَسبَّبَ في مَقتَلِ بعضِ الناس أو إتلافِ أموالِهِم أو التعدّي على أعراضِهِم فهو بكلِّ تأكيدٍ حرامٌ ومخالفٌ للشريعةِ البَيِّنَة، ومَن يَفعَلْ ذلك فهو مسؤولٌ في الدُنيا والآخِرَة. ولا فرقَ بينَ كونِ هذا العمل من لَعنٍ وسبٍّ على شكلِ خِطابٍ أو شعرٍ أو أُنشودةٍ، أو حتّى عَزاءٍ وتأبينٍ أو مِسْرَحيَةٍ أو مَشهَدٍ سينمائيٍّ، ولا فرقَ بينَ القيام به في الأجواءِ الحقيقيةِ أو الافتراضيةِ. فلا فرقَ في طبيعةِ هذا العمل لأنَّه يَتَسبَّبُ في مَقتَلِ الناس وهَتْكِ حُرُماتِهم وإتلافِ أموالِهِم وإباحةِ أعراضِهم.

وحَسَبَ هذه المقدّمة العامّة التي ذَكَرنَاهَا، فَفي هذا العالَم الذي لا يَبقى فيه شيءٌ خفيٌّ بسببِ الأقمارِ الصُناعيةِ التي تُغَطّي الأجواءَ والقُوّاتِ الاستخبارية والجاسوسيةِ التي تَنتَشِرُ في الأصْقاعِ، ونَظَراً لوجودِ وسائلِ الاتِّصالِ الجَماعيةِ الحَديثةِ التي تَنقُلُ الأحداثَ بسرعَةٍ عَبْرَ الإنترنيت والراديو والتلفزيون والهاتف النقّال وسائِرِ وَسائلِ التقارير الخبرية؛ فإنَّ القيامَ بلعنِ وسبِّ أربابِ المذاهبِ الدينيةِ، ولا سيَّما الأنبياء الكرام والخلفاء ومَن يَنُوبُ عنهُم وخصوصاً، الشخصيات الإسلامية البارزة، وبعبارةٍ أخَصّ خلفاءُ صَدر الإسلامِ وأبناءُ النَبيّ (صلى الله عليه وآله) وزوجاتُهُ هو عملٌ غير جائزٍ؛ لأنَّه منشأٌ لنَزاعاتٍ عديدةٍ في مختلفِ البُلدان الإسلاميةِ، وبالتأكيد هو حرامٌ، والسنّةُ العَمَليةُ لأئمَّةِ الهُدى (عليهم السلام) وأفعالُهم، ولا سيّما أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، دليلٌ على ذلك.

وبشكلٍ عامٍّ، فإنَّ اللعنَ والسبَّ في جميعِ الأحيانِ ليسَ لَهما أيَّ دورٍ أو تأثيرٍ لبيانِ الحقِّ مطلقاً. كما يجبُ الالتفاتُ إلى أنَّ البَحثَ العِلمي لإثباتِ حَقيقةٍ ما بِواسطَةِ العلماءِ والمفكّرين والنُخبَةِ بِشكلٍ فرديٍّ أو جَماعيٍّ في أجواءٍ علميةٍ وتعليميةٍ وبحثيةٍ وفي نطاقِ الحَوزات العلمية والجامعات، قد تمَّ ويتمُّ بَعيداً عن الميولِ السياسيةِ والتَحَزُّبِ والتَعصُّب، والكثيرُ من التطوّرات العلميةِ في جمَيعِ فروعِ العُلُوم الإنسانيةِ والمسائِل الدينيةِ والعَقائِديَةِ أو في سائِرِ الفروعِ العلميةِ هي في الحقيقةِ رهينةٌ لهذه الأجواءِ التي كانتْ ولا زالتْ بعيدةً عن مَشاعِرِ المحبَّةِ والعَداوَة.

نأمُلُ من جميعِ فئاتِ الأُمَّةِ الإسلاميةِ الاهتمامَ أكثرَ بهذه المسائل عَبْرَ معرفةِ واقعِ الزمان وظروفِ العالَم المعاصرِ، وعلينا التَصَرُّف بشَكلٍ أصوليٍّ ومعقولٍ ومنطقيٍّ أكثر لكَي يَحفَظُنا اللهُ عزّ وجلّ.

إن شاء الله تعالى

محمّد اليزدي

رئيس المجلس الأعلا لجمعية المدرّسين في الحوزة العلمية بمدينة قم

بسم الله الرحمن الرحيم

س: يسـأَلُنا البعضُ اليومَ ما يَلي: على أيّ إنسانٍ يُمكنُ تطبيقُ الأحكامِ الإسلامية؟ وَهَل أَنَّ جميعَ الفِرَقِ التي تَنْتَحِلُ الإسلامَ - شيعةً وسنّةً - محكومةٌ بالإسلامِ والأحكامِ الإسلاميةِ؟

ج: كلُّ مَن يُقِرّ بالشهادَتَين (الشهادةُ بتوحيدِ اللهِ تعالى وبنبوّةِ خاتمِ الأنبياءِ (صلى الله عليه وآله)) هو مُسلمٌ، إلا الذينَ يُكِنُّونَ العداءَ لأهلِ بَيْتِ النبيّ (عليهم السلام) ويُظهِرونَه.

شيعةُ أهلِ البَيتِ (عليهم السلام) مكلّفونَ بالتعاملِ مَعَ جميعِ المسلمين بأُخوّةٍ ومَحَبَّةٍ والاقتداءِ بهم في صلاةِ الجَماعَةِ وتشييعِ جَنائِزِهِم وعيادةِ مَرضاهُم ومُصادَقَتِهِم ومُساعدتِهِم، ويجب عليهم اجتنابَ التَفرقَةِ والعَداوَةِ معَ سائِرِ المسلمين لأنَّ هذا الأمرُ هو مُرادُ أعداءِ الإسلام. وكذلك فَهُمْ مكلّفونَ باحترامِ مُقدَّسات جميعِ المذاهب وعَلَيهم معرفةُ الفِتَنِ التي يَخلُقها أعداءُ الإسلامِ الذين يَنتابَهم القَلَقُ من الصَحوَةِ الإسلاميةِ. قال الله تعالى: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً». اللّهم انصُرِ الإسلامَ وأهلَه واخذُلِ الكُفرَ وأهلَه.

إنَّ تَكفيرَ المسلمين و قَتلَهُم من أيّةِ فِرقةٍ كانتْ والغارةَ على أموالِهم حرامٌ، وهذه الأعمالُ تُعَدُّ من كبائِرِ الذنوب. قال الله عزّ وجلّ: «مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا».

محمّد رضا مهدوي كني – 14 / 2 / 1392 ه. ش.

جمعیة الروحانيين – طهران

رئيس مجلس خبراء القيادة

إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يسبّ أحداً، حتّى الأصنام.

قال آية الله الجوادي الآملي (مدّ ظلّه العالي): (نحن لا نعيش لوحدنا في هذا العالم، فلدينا مشاكلٌ وطنيةٌ وإقليميةٌ ودولية ينبغي لنا حلّها بعقلانيةٍ. ويجب ضمّ مسألتي الولاية والبراءة إلى جانب مسألة الأمن، وهذا الأمر هو واجبٌ سياسيٌّ واجتماعيٌّ).

أفادت وكالة أنباء "إيسنا" نقلاً عن وكالة أنباء "جهان" أنّ آية الله عبد الله الجوادي الآملي (مدّ ظلّه العالي) تطرّق إلى تفسير الآيات الأولى من سورة الأحزاب المباركة في درس تفسير القرآن الذي أقيم عصر اليوم السابع عشر من فروردين في مسجد "أعظم" - بمدينة قم - وقال:

(نزلت سورة الأحزاب المباركة في المدينة المنوّرة وتمحورت حول القضايا الحكومية والسياسية. يذكر أنّ السُّور المدنية قد طرحت مواضيع حول تأسيس نظام الحكم والجيش الإسلامي والقاعدة الاقتصادية في الإسلام ووضّحتها، وفي سورة الأحزاب المباركة جاء ذكر (المرجفين) وهم الذين ينقلون للمجتمع أخباراً مزعزعةً ومزلزلةً وأراجيف، والخبر المرجف هو الذي لا أساس له من الصحّة ويجعل المجتمع غير آمنٍ.

لقد تكرّرت عبارة «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ» خمس مرّاتٍ في سورة الأحزاب، وهذا التكرار دليلٌ على أهمية الموضوع الذي يتمحور أحياناً حول قضايا عسكريةٍ أو عائليةٍ، فهذه القضايا العائلية قد تصبح فيما بعد مصدراً للكثير من المخاطر، وإلا فإنّ القضايا العائلية لو لم تكن هامّةً إلى هذا الحدّ لما قال تبارك وتعالى: «يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاء» وهذا الأمر يدلّ على وجود خطرٍ يهدّد المجتمع مصدره هذا البيت؛ وقال عزّ شأنه أيضاً: «وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى»، فحرب الجمل كان مصدرها هذا البيت.

رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يسبّ الأصنام مطلقاً:

وفي إشارته إلى قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا»، قال آية الله الجوادي الآملي: علينا أن نعلم أنّ تأسيس حكومةٍ هو ليس بالأمر السهل، وعبارة «يا أَيُّهَا» هي نداءٌ للتنبّه والخروج من الغفلة أو أنّه نداءٌ للتذكّر والتأكيد على أهميّة الموضوع. ونستلهم من عبارة «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ» حساسية الموضوع وأهميّته، ولم يخاطب القرآن نبيّنا الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) باسمه المبارك مطلقاً، وعندما ذكر اسمه في بعض السُّور كسورتي آل عمران والفتح فكان يقصد إفهام الناس بأنّه صاحب منصبٍ اسمه (رسول الله ونبي الله)، فهو يريد القول بأنّه ذو منصبٍ. إنّ الله تعالى لم يتعامل مع نبيّنا الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) كما تعامل مع سائر أنبيائه حينما ذكر أسماءهم، وهذا يدلّ على أنّنا أيضاً مكلّفون بالتحدّث معه بأدبٍ واحترامٍ.

وأضاف هذا المفسر القدير: الله عزّ وجلّ في الآية الأولى من سورة الأحزاب يقول لنبيّنا الكريم (صلى الله عليه وآله) كُن متّقياً لأنّك مكلّفٌ بأمرٍ هامٍّ لا يتحقّق إلا بعد صعود قمّة التقوى، فسوف تواجه حروباً وإراقة دماءٍ وسوف يُؤسر أصحابك ويُقتلون، وستفقد أعزّ أقربائك في هذا الطريق، كما ستتعرّض لأذىً كبيرٍ؛ وطيّ هذا الطريق ليس ممكناً إلا بالتقوى. ومن الصعب أن يتعامل هذا النبيّ مع المجتمع بأسلوبٍ عاديٍّ، لذا عليه أن يرقى إلى قمّة التقوى. فالنبيّ إبراهيم وولده إسماعيل (عليهما السلام) قد بنيا الكعبة المشرّفة، ولكن بعد زمنٍ أصبحت مركزاً للأصنام حيث جعل - المشركون - فيها جميع الأصنام. لكنّ نبيّنا الأكرم (صلى الله عليه وآله) لم يسبّ هذه الأصنام ولو لمرّةٍ واحدةٍ، وقال إنّها لا تقدر على فعل شيءٍ.

وأنتم أيضاً لو أردتم العيش بطمأنينةٍ، ومن ناحيةٍ أخرى لو رغبتم في أن لا يكون بينكم من يكفّر الآخرين، وإذا شئتم عدم حدوث مجازر يوميةٍ مؤلمةٍ في ميانمار وبنغلادش والشرق، يجب عليكم العمل بهذا المنهج، أي اتّباع سيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله)؛ فهو لم يصدر منه أيّ سبابٍ أبداً.

المجازر التي ترتكب ضدّ المسلمين ليست أقلّ أهميّةً من الطاقة النووية:

وصرّح آية الله الجوادي الآملي (دامت بركاته) قائلاً: إنّ ما يمكن أن تفعلوه بدوركم هو السير في الطريق الصحيح، والله تعالى سوف يعينكم في ذلك. وإذا أراد أحدٌ أن يؤسّس نظام حكمٍ إسلاميٍّ فهناك أُسس خاصّة عليه اتّباعها، حيث ينبغي له مراعاة الأدب الاجتماعي والشعبي والتعامل مع عبدة الأوثان عن طريق البرهان وما شابهه، لأنّ سبّ الصنم لا يحلّ المشلكة، وبالفعل فإنّ السبّ واللعن ليسا حلاً للمشكلة. نحن لا نعيش لوحدنا في هذا العالم، فلدينا مشاكل وطنيةٌ وإقليميةٌ ودوليةٌ ينبغي لنا حلّها بعقلانيةٍ، ويجب علينا ضمّ مسألتي الولاية والبراءة إلى جانب مسألة الأمن، وهذا الأمر هو واجبٌ سياسيٌّ واجتماعيٌّ. فالمسائل الفقهية يجب أن تُحلّ بواسطة المراجع والعلماء والأصوليين، ولكن يجب ضمّ أصل التولّي والبراءة وإقرار الأمن وحفظ دماء المسلمين إلى بعضها البعض، وهذا الأمر لا يقلّ أهميّةً عن قضية الطاقة النووية.

من ناحيةٍ يستمرّ السبّ واللعن ومن ناحيةٍ أخرى فإنّ المجازر متواصلةٌ وكلّ يومٍ تسمعون بحدوث مجزرةٍ، وبالطبع فإنّ ما يحدث له حلٌّ. يجب علينا أن نتألّم للمجازر التي ترتكب في ميانمار وباكستان وبنغلادش. لو أنّ هذا الدين قد جاء لإقرار الأمن، فلا بدّ أنّه يتضمّن حلولاً أيضاً، وهذه الحلول ليست فقهيةً وأصوليةً فحسب كي تتكفّل بها الحوزة العلمية، فهي حلولٌ أمنيةٌ كالمحادثات وما شابهها. نحن مجبرون على البكاء والتأسّف بعض الشيء، وقد أصبح الأنين والتأسّف وإقامة مجالس التأبين ديدننا.

وفي جوابه على سؤالٍ حول الاختلاف بين اللعن والسبّ، قال: إنّ اللعن يكون في الأمور الكلّية، حيث قال تعالى بشكلٍ كلّي: «أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِين»، نحن أيضاً نوافق على اللعن بشكلٍ كلّي وكذلك فإنّ الآخرين يوافقون عليه، ولكن تطبيقه على الجزئيات فيه تفصيلٌ.

في العهود الماضية، عندما كانت تحدث حربٌ بين بلدين ويموت وليّ عهد أحدهما، فإنّ إطلاق النار يتوقّف لمدّة أسبوعٍ ثمّ يُستأنف بعد ذلك، لكن عندما يموت ولي عهد السعودية فإنّ البعض يوزّعون الحلوى والمكسّرات قرب سفارة هذا البلد، وهذا الأمر بالطبع ليس واجباً ولا مستحبّاً ولا معقولاً ولا منقولاً؛ ومن الممكن منع حدوث هكذا تصرّفاتٍ. ومع هذه التصرّفات فنحن نرجو أن يبسطوا سجاداً أحمر تحت أقدام حجّاجنا! إنّ الوظائف العلمية والفقهية للحوزات العلمية في مكانها، ولكن لو أُريد لها أن تدخل حيّز التنفيذ وأن تصبح عالميةً، يجب حينها على الجميع - شعوباً وأُمماً – التعاضد، كما يتعاملون مع موضوع الطاقة النووية.

إلى متى يجب تحمّل كلّ هذه الآلام؟!

{وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا}

صدق الله العليُّ العظيم

إنّ الله سبحانه يأمر المسلمين أن يعتصموا بحبل الله، ولعلّ اختصاص الحبل بالذکر دون غيره للإشارة إلى أنّ مَثَل الأُمّة المتفکّکة المتفرّقة کالمتردّي في البئر، لا تکتب له النجاة منه إلاّ بالاعتصام بالحبل الذي يُلقى إليه.

ويکفي في أهمية ذلك أن الوحي الإلهي کلّما مرّ على توحيد الکلمة ورصّ الصف يمدحه ويأمر به، وکلّما مرّ على التفرقة يذمّها، حتّى أنّه عدّ التفرّق في عداد البلايا السماوية، حيث قال: {قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَ يُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ}.

فعلى المسلمين جميعاً أن يقتدوا بکتاب الله ويوحدوا الصفوف ويجتنبوا عن کلّ ما يفرّقهم ويشتّتهم وخاصّة في هذه الأيام التي اتفقت فيها قوى الکفر والاستکبار على تفتيتهم و تفريقهم وإراقة دماء بعضهم بيد بعض، بغية تحقيق مآ ربهم الشيطانية في الهيمنة على البلدان الإسلامية، ونهب خيراتها، وتوفير الأمن للکيان الصهيوني الجاثم على صدر فلسطين الحبيبة والقدس الشريف.

إن ظاهرة التکفير ظاهرة سيئة، فالمسلمون کلهم يعبدون الله وحده و يعتقدون برسالة الرسول الخاتم ويوم القيامة، وکفى ذلك في دخولهم في حضيرة الإسلام حسب ما رواه البخاري في صحيحه في غزوة خيبر، على أن ذلك ممّا لا يوافق مذهب إمام من أئمة المسلمين. وها هو الإمام الإشعري حينما حضره الموت جمع تلاميذه و قال: اشهدوا على أنني لا أُکفِّر أحداً من أهل القبلة بذنب، لأنّي رأيتهم کلّهم يشيرون إلى معبود واحد والإسلام يشملهم ويعمّهم.

وکلّ ذلك يلزمنا أن نحترم مشاعر الآخرين واعتقاداتهم ولا نقابلهم بشـيء ممّا يسبّب التفرّق و يورث العداوة والبغضاء، وعلى ذلك کانت سيرة السلف الصالح الذين عاشوا متآلفين ومتحابين.

إن تهمة سبّ الصحابة التي أُلصقت بالشيعة إنّما هي تهمة باطلة، وهم بُراء منها، وهم يقتدون في نظرتهم إلى الصحابة وفي موقفهم منهم بالإمام الطاهر علي بن الحسين8 الذي کان يدعو الله سبحانه بقوله: «اللّهمّ وأصحاب محمّد خاصّةً، الذين أحسنوا الصحبة، والذين أبلَوا البلاء الحسن في نصره، وکانفوه، وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته».

والسلام عليکم و رحمة الله وبرکاته

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا﴾

تمرّ الأمة الاسلامية بظروف عصيبة و تواجه أزمات كبرى و تحدّيات هائلة تمسّ حاضرها و تهدّد مستقبلها ، و يدرك الجميع ـ و الحال هذه ـ مدى الحاجة الى رصّ الصفوف و نبذ الفرقة و الابتعاد عن النعرات الطائفية و التجنّب عن إثارة الخلافات المذهبية ، تلك الخلافات التي مضى عليها قرون متطاولة و لا يبدو سبيل الى حلّها بما يكون مرضيّاً و مقبولاً لدى الجميع ، فلا ينبغي اذاً إثارة الجدل حولها خارج إطار البحث العلمي الرصين ، و لاسيما انها لا تمسّ أصول الدين و اركان العقيدة ، فان الجميع يؤمنون بالله الواحد الأحد و برسالة النبي المصطفى صلى الله عليه و آله و بالمعاد و بكون القرآن الكريم ـ الذي صانه الله تعالى من التحريف ـ مع السنة النبوية الشريفة مصدراً للأحكام الشرعية و بمودة أهل البيت عليهم السلام ، و نحو ذلك مما يشترك فيها المسلمون عامة و منها دعائم الاسلام : الصلاة و الصيام و الحج و غيرها .

فهذه المشتركات هي الاساس القويم للوحدة الاسلامية ، فلا بدّ من التركيز عليها لتوثيق أواصر المحبة و المودة بين أبناء هذه الأمة ، و لا أقل من العمل على التعايش السلمي بينهم مبنياً على الاحترام المتبادل و بعيداً عن المشاحنات و المهاترات المذهبية و الطائفية أيّاً كانت عناوينها.

فينبغي لكل حريص على رفعة الاسلام و رقيّ المسلمين أن يبذل ما في وسعه في سبيل التقريب بينهم و التقليل من حجم التوترات الناجمة عن بعض التجاذبات السياسية لئلا تؤدي الى مزيد من التفرق و التبعثر و تفسح المجال لتحقيق مآرب الاعداء الطامعين في الهيمنة على البلاد الاسلامية و الاستيلاء على ثرواتها .

و لكن الملاحظ ـ و للأسف ـ أن بعض الاشخاص و الجهات يعملون على العكس من ذلك تماماً و يسعون لتكريس الفرقة و الانقسام و تعميق هوة الخلافات الطائفية بين المسلمين ، و قد زادوا من جهودهم في الآونة الأخيرة بعد تصاعد الصراعات السياسية في المنطقة و اشتداد النزاع على السلطة و النفوذ فيها ، فقد جدّوا في محاولاتهم لاظهار الفروقات المذهبية و نشرها بل و الاضافة عليها من عند أنفسهم مستخدمين أساليب الدسّ و البهتان لتحقيق ما يصبون اليه من الاساءة الى مذهـب معين و التـنقيص من حقوق أتباعه و تخويف الآخرين منهم .

و في إطار هذا المخطط تنشر بعض وسائل الإعلام ـ من الفضائيات و مواقع الانترنيت و المجلات و غيرها ـ بين الحين و الآخر فتاوى غريبة تسيء الى بعض الفرق و المذاهب الاسلامية و تنسبها الى سماحة السيد دام ظله في محاولة واضحة للإساءة الى موقع المرجعية الدينية و بغرض زيادة الاحتقان الطائفي وصولاً الى أهداف معينة.

ان فتاوى سماحة السيد دام ظله انما تؤخذ من مصادرها الموثوقة ـ ككتبه الفتوائية المعروفة الموثّقة بتوقيعه و ختمه ـ و ليس فيها ما يسيء الى المسلمين من سائر الفرق و المذاهب أبداً ، و يعلم من له أدنى إلمام بها كذب ما يقال و ينشر خلاف ذلك .

و يضاف الى هذا ان مواقف سماحته و البيانات الصادرة عنه خلال السنوات الماضية بشأن المحنة التي يعيشها العراق الجريح ، و ما أوصى به أتباعه و مقلّديه في التعامل مع إخوانهم من أهل السنة من المحبة و الاحترام ، و ما أكّد عليه مراراً من حرمة دم كل مسلم سنياً كان أو شيعياً و حرمة عرضه و ماله و التبرؤ من كل من يسفك دماً حراماً أيّاً كان صاحبه .... كل هذا يفصح بوضوح عن منهج المرجعية الدينية في التعاطي مع أتباع سائر المذاهب و نظرتها اليهم ، و لو جرى الجميع وفق هذا المنهج مع من يخالفونهم في المذهب لما آلت الامور الى ما نشهده اليوم من عنف أعمى يضرب كل مكان و قتل فظيع لا يستثني حتى الطفل الصغير و الشيخ الكبير و المرأة الحامل و الى الله المشتكى .

نسأل الله تبارك و تعالى أن يأخذ بأيدي الجميع الى ما فيه خير هذه الأمة و صلاحها انه على كل شيء قدير .

مكتب السيد السيستاني (دام ظله) النجف الاشرف

۱٤ / المحرم / ۱٤۲۸

نظراً لوجود أدلة دامغة لضرورة وحدة المسلمين في الظروف الراهنة، ما هو رأي مقام سماحتکم بخصوص اطلاق اسم الأمة الإسلامية على أتباع المذاهب الإسلامية الأخرى كالفرق الأربعة لأهل السنة والزيدية والظاهرية والاباضية وغيرهم من الذين يؤمنون بأصول دين الإسلام الحنيف؟ وهل يجوز تکفير الفرق المذکورة أعلاه أم لا؟ وما هي حدود التکفير في العصر الحالي أساساً؟ ندعو الله سبحانه وتعالى لسماحتکم بمزيد من التوفيق في خدمة الإسلام والمسلمين وخاصة العالم الشيعي.

فأجاب مکتب سماحته:

الفرق الإسلامية بأسرها تعتبر جزءاً من الأمة الإسلامية وتتمتع بالامتيازات الإسلامية. وايجاد الفرقة فيما بين الطوائف الإسلامية يُعدّ خلافاً لتعاليم القرآن الکريم وسنة النبي الأکرم9، کما ويؤدي إلى إضعاف المسلمين وإعطاء الذريعة بأيدي أعداء الإسلام ولذلك لا يجوز هذا الأمر قط.

 

 

كلمة قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيّد عليّ الخامنئي

أثناء لقائه رجال الدين وطلاب العلوم الدينية من الشيعة والسنّة في محافظة كردستان

بتأريخ 23 / 2 / 1388 ه‍. ش. الموافق ( 13 / 4 / 2009 م )

إنّ بعضنا يطلق النار على أصدقائنا ظنّاً منه أنّه يطلق النار على العدوّ! وبعضنا یغفل من أنّ تأجيج الخلافات الطائفية هو من مخطّطات الأعداء الرامية لأن ننشغل بأنفسنا. نحن نغفل، فتنصبّ جهود أحد الشيعة على تقريع أهل السنّة، وتنصبّ جهود أحد أهل السنّة على تقريع الشيعة. طبعاً هذا الأمر مؤسفٌ للغاية وهو ما يريده العدوّ.

وفي قضية الدفاع عن فلسطين، فلا يوجد بلدٌ يضاهي إيران مطلقاً، وهذا ما يؤيّده العالم برمّته لدرجة أنّ بعض البلدان العربية اعترضت على ذلك لشدّة سخطهم وادّعت أنّ إيران تسعى لتحقيق أهداف معيّنة! طبعاً الفلسطينيون لم يكترثوا بهذا الكلام، كما لاحظنا في حرب غزّة. ففي هذه الحرب التي دامت 22 يوماً وقفت الجمهورية الإسلامية مع إخواننا المسلمين والمظلومين في فلسطين بجميع فئاتها من قيادةٍ ورئاسة جمهورية ومختلف المسؤولين، والشعب الإيراني بدوره خرج بتظاهراتٍ وقدّم مساعداتٍ ماليةً وإعاناتٍ وغيرها. وفي إطار هذا الكلام، لاحظناً وجود فَيروسٍ يتكاثر في فترةٍ ما، فكان هناك من يذهب باستمرارٍ إلى بعض الوجهاء والعلماء والمحترمين من الناس ويقول مَن تساعدون؟! إنّ أهل غزّة من النواصب! والناصبي هو عدوٌّ لأهل البيت. والبعض صدّق بذلك وأخبرونا بأنّ هؤلاء نواصب، لكنّنا استعذنا بالله من ذلك ولعنّا الشيطان الرجيم الخبيث! ففي غزّة يوجد مسجد الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) ومسجد الإمام الحسين(ع)، فكيف يكون أهلها نواصبٌ؟! نعم، إنّهم سنّةٌ؛ ولكنّهم ليسوا بنواصب، هكذا تكلّموا وهكذا فعلوا وهكذا عملوا. وفي مقابل ذلك، ذهب البعض إلى مدينة قم وتصفّحوا كتب الشيعة، وقالوا انظروا هذه كتب الشيعة! أو أنّ أحد المتكلّمين الجهلة ذكر كلاماً تافهاً وسيّئاً حول مقدّسات أهل السنّة بسبب غفلته أو حقده، فيسجّلون كلامه في شريطٍ أو قرصٍ ويوزّعونه هنا وهناك ويقولون انظروا هؤلاء هم الشيعة! فيجعلون هذا يُسيء الظنَّ بذاك، وذاك يسيء الظنَّ بهذا. فما معنى هذه التصرّفات؟! قال تعالى: «وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ» أي عندما يحدث اختلافٌ وعندما تحدث تفرقة وعندما يُسيء البعضُ الظنَّ بالبعض وعندما نرى بعضنا البعض خونةً، بالطبع سوف لا نتعاون فيما بيننا. وإذا ما تعاونّا مع بعضنا البعض في هذه الحالة فسوف لا نكون متحابّين؛ وهذا ما يطمح العدوّ لتحقيقه، ويجب على العالم السنّي والعالم الشيعي أن يفهما واقع هذا الأمر وأن يدركا حقيقته. من البديهي أنّ المذهبين غير متّفقين على بعض الأصول والفروع – طبعاً هم متّفقون على الكثير من القضايا – لكنّ عدم الاتّفاق هذا لا يعني العداوة. ففي بعض فتاوى علماء الشيعة نلاحظ اختلافاً تامّاً يصل إلى 180 درجة، وفي بعض فتاوى أهل السنّة أيضاً نجد اختلافاً تامّاً؛ ولكنّ هذا الاختلاف لا يعني ضرورة تحقير وسبّ بعضنا البعض.

حسنٌ، إنّ مذهب هذا الإنسان كذا، ومذهب ذاك الإنسان كذا.

لا يحقّ لأحدٍ تصوّر أنّ أهل بيت النبيّ(ص) مختصّون بالشيعة ومتعلّقون بهم؛ كلا، فهم لكلّ العالم الإسلامي. فمن ذا الذي لا يرضى بفاطمة الزهراء(ع)؟ ومن ذا الذي لا يرضى بأنّ الحسنين(ع) هما سيّدا شباب أهل الجنّة؟ ومن ذا الذي لا يرضى بأئمّة الشيعة الكرام؟ فالبعض يرى أنّ طاعتهم واجبةٌ ومفروضةٌ، والآخر لا يرى ذلك؛ لكنّ الإثنين يرضيان بهم. هذه حقائق يجب إدراكها ويجب ترسيخها، إلا أنّ البعض لا يدركون هذا الأمر فيتصرّفون وفق مراد العدوّ ويتصوّرون بأنّهم يفعلون صواباً. قال تعالى: «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً». فهم يظنّون أنّهم يفعلون حسناً غافلين عن أنّهم يعملون لصالح العدوّ. هذه هي ميزة عصرنا.

 

 

كلمة قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيّد عليّ الخامنئي

أثناء لقائه حشداً من مواطني محافظة كردستان في ميدان آزادي بمدينة سنندج

بتأريخ 22 / 2 / 1388 ه. ش. الموافق ( 12 / 4 / 2009 م )

قبل سنواتٍ وفي إحدى المناطق الكردية، خطب عالماً بصيراً في صلاة الجمعة قائلاً: والله إنّ الذين يزرعون البُغض والحقد على أهل السنّة في نفوس الشيعة والذين يزرعون البُغض والحقد على الشيعة في نفوس أهل السنّة، هم ليسوا بشيعة ولا سنّة، وإنّهم لا يحبّون الشيعة ولا يحبّون السنّة؛ بل هم أعداءٌ للإسلام. طبعاً هم لا يعلمون، وأكثرهم لا يفهمون، والمؤسف أنّهم لماذا لا يفهمون؟!

اليوم فإنّ الوهّابيين يكفّرون الشيعة، كما أنّهم يكفّرون السنّة المحبّين لأهل البيت(ع) وكذلك يكفّرون أتباع الطرق العرفانية والقادرية! فما هو مصدر هذا الفكر الخاطئ؟ فهل أنّ كلّ من يحبّ أهل البيت(ع) من شيعةٍ في شتّى أرجاء العالم وسنّةٍ شافعيين في شمال إفريقيا أو مالكيين في بلدان إفريقيا المركزية هم كفّارٌ؟! فهل أنّ الذين يقدّسون مرقد الحسين بن عليّ(ع) في القاهرة ومسجد رأس الحسين(ع) كفّارٌ لأنّهم يفعلون ذلك؟! إذا كان الشيعة كفرةً – حسب زعمهم – فذلك يعني أنّ السنّة الذين يتّبعون الطريقتين القادرية أو النقشبندية في مدن سقّز وسنندج ومريوان، كفّارٌ أيضاً! يا له من فكرٍ عجيبٍ؟! لماذا تحدث خلافاتٌ بين المسلمين الذين هم إخوانٌ بسبب هذا الفكر الخاطئ والمشؤوم؟! وكذلك فإنّ بعض الشيعة يهينون مقدّسات أهل السنّة إثر جهلهم أو غفلتهم، أو أحياناً بوازع زرع الخلافات. أقول لكم: إنّ عمل الفئتين حرامٌ شرعاً ومخالفٌ للقانون.