
Super User
سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ محمد الفاضل اللنکراني (دام ظله)
کما يعرف مقام حضرة سماحتکم، فقد عقد الغرب العزم بحلول الألفية الثالثة الميلادية لاثارة الفتنة في وسط المسلمين وترسيم صورة الإسلام والمسلمين بالعنف، وعليه من الضروري تحقيق وحدة الأمة الإسلامية أکثر من أي وقت مضى.
ونظراً لوجود أدلة دامغة لضرورة وحدة المسلمين في الظروف الراهنة، ما هو رأي مقام سماحتکم بخصوص إطلاق اسم الأمة الإسلامية على أتباع المذاهب الإسلامية الأخرى کالفرق الأربعة لأهل السنة والزيدية والظاهرية والاباضية وغيرهم من الذين يؤمنون بأصول دين الإسلام الحنيف؟ وهل يجوز تکفير الفرق المذکورة أعلاه أم لا؟ وما هي حدود التکفير في العصـر الحالي أساساً؟ ندعو الله سبحانه وتعالى لسماحتکم بمزيد من التوفيق في خدمة الإسلام والمسلمين وخاصة العالم الشيعي.
فأجاب بما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الفرق تعتبر إسلامية إلا إذا کانت تنکر إحدى الضـروريات للدين الحنيف، أو لا سمح الله تهين أو تسـيء إلى الأئمة الأطهار:.
سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ وحيد الخراساني (مدّ ظلّه العالي)
على استفتاءٍ لبعض المواطنين
نصّ الاستفتاء:
بسمه تعالى
نحن مواطنون نقطن في منطقة يسكنها أهل السنّة، وهم يعتقدون بأنّنا كافرون ويقولون (الشيعة كفرة)، فهل يمكننا التعامل معهم بالمثل، أي كما أنّهم يرموننا بالكفر فهل يجوز لنا التعامل معهم معاملة الكفّار؟ نرجو منكم التفضّل وبيان واجبنا الشرعي أمام هذه التُّهم.
التوقيع: جمع من المؤمنين
جواب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ وحيد الخراساني (مدّ ظلّه العالي):
بسم الله الرحمن الرحيم
كلّ من يشهد بوحدانية الله تعالى وبرسالة خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو مسلمٌ، لذا فإنّ حياته محترمة وعرضه محترم وماله محترم كحياة وعرض ومال من يعتنق المذهب الجعفري، وواجبكم الشرعي أن تُحسنوا معاشرة الذين ينطقون الشهادتين وإن اعتقدوا بكفركم، وإذا تعاملوا معكم بغير حقٍّ فيجب عليكم أن لا تنحرفوا عن صراط الحقّ والعدل المستقيم، فلو تمرّض أحدهم اذهبوا لعيادته ولو مات شيّعوا جنازته ولو احتاج إليكم فاقضوا حاجته، وسلّموا لقول الله عزّ وجلّ: «وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى» واعملوا بأمره تعالى شأنه: «وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِناً».
والسلام عليكم ورحمة الله
سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ بشير النجفي (دام ظله)
قد ورد إلينا أسئلة کثيرة من المسلمين ومن غير المسلمين عن الجمع الإسلامي والعلاقات بين المذاهب الإسلامية. فإننا نرجو من سماحتکم الإجابة عليها للتوضيح والاصلاح فجزاکم الله خير الجزاء.
الأول: هل من يتبع ويمارس أي واحد من المذاهب الإسلامية ـ يعني المذهب الحنفي والمذهب المالکي والمذهب الشافعي والمذهب الحنبلي والمذهب الجعفري والمذهب الزيدي والمذهب الإباضي ـ يجوز أن يعد مسلماً؟
الثاني: ما هي حدود التکفير في الإسلام؟ هل يجوز لمسلم أن يکفر الذين يمارسون أي واحد من المذاهب الإسلامية المعروفة ـ الذي ذکرناها في السؤال الأول ـ أو من يتبع العقيدة الأشعرية أو المعتزلة؟ وهل يجوز تکفير الذين يسلکون الطريقة الصوفية؟
فأجاب دام ظلّه بما يلي:
بسمه سبحانه
الأول: کلّ من يقرّ بالتوحيد، ويعتقد بنبوة محمد بن عبدالله9 وأن رسالته خاتمة النبوات والرسالات الإلهية وبالمعاد ولا يرفض شيئاً مما علم وثبت انه من الإسلام فهو مسلم تشمله الأحکام الإسلامية وهو محقون الدم والعرض والمال ويجب على المسلمين جميعاً الدفاع عنه وعن ماله وعن عرضه والله العالم.
الثاني: من يقر بالشهادتين الشهادة بالتوحيد والشهادة بنبوة محمد بن عبدالله9 وبالقيامة ولا يرفض ما ثبت أنه من الدين الإسلامي لا يجوز تکفيره، بل روي عن النبي9 منع ذلك منعاً باتاً ومن يشيع الفتن الطائفية أو يکفر أية طائفة تؤمن وتقر بما ذکرناه فهو إما جاهل او متجاهل أو معاند للإسلام اندس بين المسلمين لخدمة المستکبر الکافر بغية تشتيت المسلمين لتفريقهم وجعلهم طرائق قدداً والله العالم.
سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيدمحمدسعيد الحکيم(دامظلهالشريف)
السلام عليکم ورحمة الله وبرکاته
نرجو التفضل بارشاد ملايين المسلمين حول هاتين المسألتين الهامتين:
أولاً : هل يعتبر کل من شهد الشهادتين، وصلى باتّجاه القبلة، واتبع أحد المذاهب الثمانية وهي: (الحنفي، الشافعي، المالکي، الحنبلي، الجعفري، الزيدي، الاباضي، الظاهري) مسلماً، يحرم دمه وعرضه وماله؟
فأجاب مكتب سماحته بما يلي:
(ليس من رأي الشيعة تکفير الصحابة، بل و لا عامة المسلمين، على اختلاف طوائفهم، وذلك يبتني على حقيقة الإسلام وتحديد أرکانه عندهم. ويعرف ذلك من أحاديثهم عن أئمتهم: ومن فتاوى علمائهم وتصريحاتهم).
وفي سؤال آخر تقدم به أحد المؤمنين لسماحته جاء فيه: قد ورد إلينا أسئلة کثيرة من المسلمين ومن غير المسلمين عن الجمع الإسلامي والعلاقات بين المذاهب الإسلامية. فإننا نرجو من سماحتکم الإجابة عليها للتوضيح والاصلاح فجزاکم الله خير الجزاء.
الأول: هل من يتبع ويمارس أي واحد من المذاهب الإسلامية ـ يعني المذهب الحنفي والمذهب المالکي والمذهب الشافعي والمذهب الحنبلي والمذهب الجعفري والمذهب الزيدي والمذهب الإباضي ـ يجوز أن يعد مسلماً؟
الثاني: ما هي حدود التکفير في الإسلام؟ هل يجوز لمسلم أن يکفر الذين يمارسون أي واحد من المذاهب الإسلامية المعروفة ـ الذي ذکرناها في السؤال الأول ـ أو من يتبع العقيدة الأشعرية أو المعتزلة؟ وهل يجوز تکفير الذين يسلکون الطريقة الصوفية؟
فأجاب دام ظلّه بما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد
الأول: يکفي في انطباق عنوان الإسلام على الإنسان الإقرار بالشهادتين والفرائض الضرورية في الدين کالصلاة وغيرها وبذلك تترتب عليه أحکام الإسلام من حرمة المال والدم وغيرها.
الثاني: يتّضح الجواب ممّا سبق.
سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيّد يوسف المدني التبريزي (مدّ ظلّه العالي)
باسمه تعالى
الإسلام لا يُجيز إهانة معتقدات أيّ دينٍ كان، ولا سيّما المذاهب الإسلامية، وكل ّعملٍ يؤدّي إلى خلق خلافاتٍ بين الأمّة الإسلامية ويتسبّب في حدوث أضرارٍ بأموال المسلمين وأنفسهم فهو حرامٌ ومخالفٌ للشرع.
العمليات الانتحارية التي تُرتكب ضدّ المسلمين وقتلهم في مختلف بلدان العالم، تؤلم قلب صاحب الشريعة وقلب كلّ إنسانٍ حرٍّ، وهي لا تنسجم مع حقيقة الدين الإسلامي الذي هو دين الرأفة والرحمة، وتؤدّي إلى تشويه سمعة الإسلام في العالم.
نسأل الله تعالى أن يحفظ المسلمين ويصونهم من شرّ الظلمة والفاسدين.
التوقيع: سيّد يوسف المدني التبريزي
سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيّد محمّد علي العلوي الجرجاني (مدّ ظلّه العالي)
مكتب آية الله العظمى علوي الجرجاني (مدّ ظلّه العالي)
هاتف: 7741132 التأريخ: 23 / 1 / 1392 ه. ش.
فاكس: 7743689
قال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ».
إنّ رسالة الإسلام قد ارتكزت على المنطق والحوار وتؤكّد على ترك أيّ تجاسرٍ واتّهامٍ في جميع العصور، فالبارئ تعالى قال في كتابه الكريم: «ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن» وقال أيضاً: «وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ»، وفي هذه الظروف الراهنة نلاحظ أنّ مخطّطات الأعداء تستهدف أصل الإسلام وكلمة (الله) لمحو جميع رسائل السماء وإقرار حكومة الشيطان في الأرض، ولا ينبغي لنا السير في طريقٍ تنصبّ فيه المصلحة للاستكبار العالمي والصهيونية العالمية من خلال الإصرار على الخلافات وخلق أجواء يسودها العَداء. ويجب على جميع الطوائف الإسلامية اليوم أن تتعايش بسلامٍ وأن تقف جميعها متحّدةً بوجه العدوّ الواحد كما كان حالها في الماضي، إذ كانت مختلف الطوائف الإسلامية تتعايش مع بعضها البعض باحترامٍ وسلامٍ رغم اعتقاد كلٍّ منها بمعتقداتٍ خاصّةٍ، حيث كانت المناظرات تقام بشكلٍ منطقيٍّ في مجالس البحث والحوار فحسب. ولكن ما تقوم به المجاميع التكفيرية التي تتشبّث بذرائع مختلفة وتعادي سائر الطوائف الإسلامية سيّما الشيعة في شتّى أنحاء العالم، كباكستان وأفغانستان والعراق وسوريا وأندونيسيا، وترتكب مجازر واغتيالات بحقّ المسلمين في بلدان أخرى؛ فهو مرفوضٌ وهم بأعمالهم هذه يسعدون الاستكبار العالمي فقط وهم في الحقيقة يدورون في المتاهة التي رسمها لهم هذا الاستكبار ويعارضون صريح القرآن الكريم الذي يقول: «لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء»، فهم يعتبرون الصهاينة أصدقاء لهم ويعملون ضدّ الشيعة بالتنسيق معهم.
نسأل الله تعالى أن يحفظ المجتمع الإسلامي من التفرقة والعداء.
التوقيع: محمّد علي العلوي الحسيني الجرجاني
سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الموسوي الأردبيلي (مدّ ظلّه العالي)
بسم الله الرحمن الرحيم
«إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ». (سورة الأنبياء، الآية: 92)
إنّ الوحدة والأُخوّة هما من أثمن النِّعم الإلهية التي ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم، حيث قال: «وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً». (سورة آل عمران، الآية: 103)
كيف يمكن لأحدٍ أن يدّعي أنّه من أتباع نبيّ الرحمة (صلى الله عليه وآله وسلم) ويُسمّي نفسه مسلماً دون أن يحترم حياة الآخرين وأعراضهم وأموالهم؟!
الذين يعتقدون بأنّهم يدافعون عن الإسلام من خلال العنف وإراقة الدماء، هم مخدوعون وقد أصبحوا وسيلةً لتحقيق أطماع أعداء الأمّة الإسلامية. وفي عالمنا اليوم فإنّ التفرقة بين المسلمين سوف لا تسلبهم شوكتهم وعظمتهم وطمأنينتهم فحسب، بل إنّها سوف تكون سبباً لإهانة الإسلام في أنظار العالم، ويجب على أتباع أهل البيت (عليهم السلام) تحمّل هذه المسؤولية قبل سائر إخوانهم المسلمين.
نحن نفتخر بأنّنا من أتباع الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وحقيقة التشيّع هو السير في طريقٍ سلكه إمام أهل الإيمان، وهذا الإمام لم يكن يسمح بسبّ الآخرين أو إهانتهم حيث كان ينهى عن السيّئ من القول. فهذا الرجل الفذّ قد خطا قُدماً نحو العمل على تحقيق مصالح الإسلام والمسلمين ودعا إلى الإصلاح بين المسلمين وتآخيهم ووحدتهم ودعا إلى فظّ النزاعات التي كانت موجودةً بينهم، ولم تأخذه في الله لومة لائمٍ.
نرجو من المسلمين كافّةً، ولا سيّما أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، مراعاة مصالح الأمّة وترجيحها على النزاعات الطائفية في عصرنا الذي يعجّ بالفوضى، ونأمل منهم أن يجعلوا تعاليم الوحي ونصائح رسول الله (صلى الله عليه وآله) على رأس أعمالهم.
اللّهم اجعل كيد الكافرين في تضليلٍ
سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي الكلبايكاني (مدّ ظلّه العالي)
مكتب آية الله العظمى الصافي الكلبايكاني (مدّ ظلّه العالي)
العدد: 2025 / 12 / 91
التأريخ: 3 / 2 / 1392 ه. ش.
بسم الله الرحمن الرحيم
«وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ»
كلُّ من يشهد بوحدانية الله تعالى وبرسالة خاتم الأنبياء سيّدنا محمّد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو مسلمٌ وحياته محترمةٌ وعرضه محترمٌ وماله محترمٌ، ولا يحقّ لأحدٍ أن يهين المقدّسات الدينية. والأعمال الانتحارية وإراقة دماء المسلمين هي من كبائر الذنوب.
واجب المسلم أن يعكس الوجه الحقيقي للإسلام في العالم، فالدين الإسلامي هو دين الرحمة والمحبّة والرأفة، ويجب على الجميع أن يعملوا في صفٍّ واحدٍ لرقيّ الإسلام العزيز وهداية الناس في جميع أصقاع العالم، وعليهم إفشال مؤامرات أعداء القرآن وإحباط مخطّطاتهم عن طريق الوحدة، ولا بدّ لهم من العمل بواجباتهم الإسلامية.
«إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم»
والسلام عليكم ورحمة الله
التوقيع: لطف الله الصافي الكلبايكاني
سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ حسين المظاهري (مدّ ظلّه العالي)
السائل: سماحة السيّد علي قاضي عسكر (دام عزّه) ممثّل الولي الفقيه المحترم في شؤون الحجّ والزيارة ومسؤول الحجّاج الإيرانيين.
موضوع السؤال: عقائدي
رقم السؤال: 20021
تأريخ الجواب: 26 / 12 / 1391 ه. ش.
نصّ الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ ما دوّنتموه في سؤالكم هي حقيقةٌ مرّةٌ يجب على جميع المسلمين في العالم الالتفات إليها ووضع حلولٍ لها من أجل معالجتها، لا سيّما علماء المذاهب الإسلامية وقادة البلدان المسلمة. واليوم فإنّ الاستكبار العالمي وأعداء الإسلام يوسّعون من نطاق سلطتهم الثقيلة يوماً بعد يومٍ ويرسّخونها أكثر فأكثر وذلك عن طريق تأجيج خلافاتٍ في صفوف المسلمين، ولا سيّما الخلافات المذهبية والعقائدية. القرآن الكريم يؤكّد على أنّ هذه الخلافات كالنار والعذاب اللّذَينِ يسيطران على المجتمع الإسلامي كما جاء في قوله تعالى: «قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ»، أيضاً يؤكّد على أنّ الاستكبار وأعداء الإنسانية والمعنوية لو تمكّنوا من السيطرة على البشر، فسبب ذلك يعود إلى تأجيج هذه الخلافات كما جاء في قوله تعالى: «إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا». وعلاج هذا المرض الأليم ورفع هذا البلاء العظيم لا يكون ممكناً إلا عبر العمل بأوامر القرآن الكريم: «تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُم».
بناءً على هذا وكما تمّ التأكيد عليه مراراً، لا يجوز عقلاً ولا شرعاً إثارة الخلافات من قبل أيّ شخصٍ أو فئةٍ، كما لا تجوز إثارة المشاعر المذهبية ولا سيّما إهانة مقدّسات المسلمين ومعتقداتهم، ولا يجوز إيجاد تفرقةٍ في صفوف أتباع النبيّ العظيم (صلى الله عليه وآله وسلم). أمّا الأعمال التخريبية والانتحارية التي تقوم بها الزُّمر التكفيرية والمتحجّرة والتي تؤدّي إلى مقتل المسلمين الأبرياء، فهي أعمال قبيحةٌ وغير إنسانيةٍ تؤلم قلب كلّ إنسانٍ حرٍّ، وبالتأكيد فإنّ هكذا أعمال هي مراد أعداء الإسلام والمسلمين، فالاستكبار العالمي يسعى لإرغام المسلمين على اتّباعه عن طريق تأجيج هذه الخلافات والأعمال التي تزرع بذور التفرقة، ومن البديهي أنّ اتّباع الأعداء والاستكبار العالمي هو من كبائر الذنوب.
نسأل الله تعالى أن يحفظ المسلمين من شرّ الخلافات والتفرقة وأن يوفّق كلّ من يعمل على توثيق وحدة المسلمين، بمن فيهم سماحتكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التوقيع: حسين المظاهري
الرابع من جمادى الأولى 1434 ه.
الموافق: 26 / 12 / 1391 ه. ش.
سماحة المرجع الديني آية الله العظمى المکارم الشيرازي (مدّ ظلّه العالي)
لقد أكّدنا مراراً على أنّ الوحدة بين المسلمين والتقريب بين المذاهب الإسلامية هما من أهمّ الأمور في كلّ حينٍ، ولا سيّما في الظروف الراهنة؛ لذا فإنّ أيّة إهانةٍ لمقدّسات الآخرين لا تجوز شرعاً، ويجب على المسلمين شيعةً وسنّةً الحذر من الوقوع في فخّ أعداء الإسلام وعدم تأجيج أيّة فتنةٍ طائفيةٍ. أمّا العمليّات الانتحارية وإراقة دماء الأبرياء فهي من أكبر الكبائر وهي مصداقٌ واضحٌ للفساد في الأرض وتوجب الخلود في نار جهنّم، وتعكس صورةً فظّةً وغير مقبولةٍ للإسلام الذي هو دين الرحمة والرأفة.
نسأل الله تعالى أن يهدي جميع العصاة والضالّين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 13 / 12 / 1391 ه. ش.