
Super User
العلماء والحوزة العلمية في فكر الإمام الخامنئي(1)
.."بين الشيعة هناك سُنّة سارية هي التواصل مع الناس، والإشفاق على الناس، واستشعار آلامهم والتألّم لها، هذه السُنّة السارية ينبغي الحفاظ عليها. هذا شيء مهم جدّاً." الإمام الخامنئي 22/06/2012
الفصل الأوّل: المنهج السلوكي لرجال الدين
ضروريّات عمل رجال الدين
إنَّ العلم والتقوى من ضروريات عمل رجال الدين. التقوى لرجل الدين تعني المراقبة والحذر كي لا يخطأ ولا ينزلق ولا ينهمك في المفاسد، ومخافة أن يصيبه من البلايا ما يصيب بعض الناس و يجعلهم ينحرفون عن سواء السبيل.
عالم الدين يطمح إلى انقاذ أمثال اولئك الناس و انتشالهم من المستنقع الذي غرقوا فيه. وهو يخشى أن يُبتلى بذلك البلاء. فالفقهاء أُمناء الله ما لم يدخلوا في الدنيا؛ و امّا إذا دخلوا في طلب الدنيا فهم بعدئذ ليسوا أُمناء الله.
عوامل نفوذ الكلام
يكون كلام رجل الدين نافذاً متى ما أثبت في العمل انّه لا يأبه لزخارف الدنيا. و ان ذلك الطمع المستحوذ على قلوب أهل الدنيا و طلاّبها، غير مستحوذ عليه. و هذا ما ينبغي أن يثبته للناس. لقد اكتسب رجال الدين هذه المنزلة و نالوا هذا الاعتبار على أثر ما كان منهم من ورعٍ و تقوى. و لهذا ينبغي أن يُستدام هذا الورع و هذا الزهد في الدنيا و زخرفها. و الزهد طبعاً لا يتنافى مع نيل الحدّ المتوسّط منها.
أمّا اللهاث وراء الدنيا و التكالب من أجل نيل كلّ ما ينمّ عن مظاهر الرفاهية و الأُبّهة و العيش الرغيد، و السعي المحموم وراء ذلك ـ و هو ما يتراكض وراءه أهل الدنيا في كلّ لحظة من لحظات أعمارهم ـ فهو دون شأن أهل العلم و رجال الدين.
زيّ طلبة العلوم الدينية
أستطيع وصف زيّ طلبة العلوم الدينية في جملتين: الورع بعزّ، و النظم في الدراسة و في الحياة. فطالب العلوم الدينية يعيش حياة الزاهدين.
يُضاف إلى ذلك النظم في دراسته، و يأتي تبعاً لذلك أيضاً النظم في حياته. إذ أنّ السمة التي تتصف بها دراسة العلوم الدينية هي النظم.
أرکان شريحة رجال الدين
القوام الأساسي لشريحة رجال الدين في شيئين: أحدهما العلم، و الآخر المعنوية. هذان الشيئان يمثّلان الركيزتين الأساسيّتين للروحانية.
إنّ الروحانية في الإسلام ليست كغيرها في الأديان الأُخرى؛ إذ أنّ علم الدين هناك هو العلم بالنصوص الدينية فحسب ـ و هو أن يعرفوا الكتاب السماوي و بعضاً ممّا جاء حوله من المنقولات ـ بل بما ان الإسلام هو دين إدارة الحياة و دين الدنيا و الآخرة، فإن علم الروحانية أيضاً علم أوسع و أشمل.
فهو من جهة يشمل العقائد و المعارف و الفلسفة و الاسس الاعتقادية، و من جهة أُخرى يغطّي مساحة شاسعة جدّاً من الفقاهة الدينية؛ ان علم الدين عند رجال الدين في الإسلام، علم حقيقي، و علم عويص و عملیة فنية و تخصّصية. الركن الثاني ـ الذي هو بمنزلة الروح من الجسد هو ذلك الجانب المعنوي و التوجّه إلى الله و الإعراض عن الدنيا و الاستهانة بمتاعها و اعتباره شيئاً تافهاً.
هذا هو العنصر الأساسي في رجال الدين. فرجال الدين ان شاءوا اداء واجباتهم و ان أرادوا أن تتكلّل مساعيهم على هذا الطريق بالنجاح، و ان شاءوا إدارة شأنهم و مسؤوليتهم البالغة الأهمية في إدارة البلد بالشكل الصحيح، عليهم أن يأخذوا هذا المعنى بنظر الاعتبار في ذاتهم. إنّ شأن رجال الدين لا يتناسب مع الاقبال على الدنيا و الانشداد إليها.
فأساس عمل رجال الدين الإعراض عن المظاهر الدنيوية في الحدّ الممكن و المقدور و المُتصوّر لغير المعصوم. هذه هي ركيزة عمل رجال الدين.
طبيعة عمل رجال الدين
من طباع رجل الدين انّه لا يسعى من أجل بطنه و طعامه و تأمين حياته. فهذه هي طبيعة عمله. و هذا الكلام لا يعني طبعاً ان رجل الدين لا بطن له و لا يحتاج إلى الطعام، و لا يريد داراً. فهو يحتاج إلى كلّ هذه الامور.
غير أن الفارق بين الكاسب و رجل الدين هو أنّ الكاسب لو سُئِل: لماذا اخترت هذه المهنة؟ لقال: لأنّها تدرّ عليَّ ربحاً أوفر. و لا أحد يلومه على هذا طبعاً. و لو قيل لتاجرٍ: ما الذي دعاك إلى اختيار عمل التجارة؟ لقال: نظرت فرأيت ان عملي في التجارة يعود عليَّ بدخل يفوق مداخيل الأعمال الأُخرى. بمعنى ان الجهد هنا يدور حول محور الدخل المادّي.
بينما طالب العلوم الدينية لا يقول: «انّني حضرت درس فلان؛ لأنّ فيه مردوداً مادياً أكثر»، بل إن مثل هذا التفكير لا معنى له أصلاً و غير مقبول و لا معقول.
من المحتمل طبعاً أن يحضر طالب درس شخص، أو يذهب إلى دار شخص أو يقصد شخصاً من أجل نيل مردود مادي؛ غير أن عمله هذا خرق للقواعد. و هو عمل ممنوع. فلو علم آخرون أن أحد أصحاب العمائم يدرس الدرس الفلاني، أو يسافر إلى كذا مكان، أو يقوم بكذا عمل، أو يسلّم على شخص، من أجل المال، فهم يتوجّهون إليه باللوم. لماذا؟ لأن عمل رجل الدين عمل روحاني. البعض يظن أنّنا عندما نقول: «نحن رجال الدين»؛ فذلك يعني أنّنا مجرّدون من الأجسام المادية، و اننا قد طلّقنا الدنيا و نحّيناها جانباً. و الأمر ليس كذلك طبعاً؛ فنحن مثل سائر الناس.
و حتّى بالنسبة إلى رسول الله الذي يتصدر سلسلة جميع رجال الدين على امتداد التاريخ، فقد وصفه الله تبارك و تعالى بقوله: {يَأْكُلُ الطَّعَامَ و يَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ}. إذا كان الشخص رجل دين فذلك لا يعني أنه يهمل جسمه و يعتني بروحه فقط. كلا طبعاً، بل يعني أنّ لكلّ شغل هدف. و شغل عالم الدين هدفه تهذيب نفوس الناس. و نحن رجالُ دينٍ بهذا المعنى. و لهذا فإنَّ الانخراط في سلك دراسة العلوم الدينية، شغل إلهي و معنوي.
طبيعة سلك رجال الدين الشيعة
على رجل الدين أن يسير على ذلك النهج الروحي، و على ذلك الشكل الروحي الموجود في العالم الشيعي. و هذه الحالة طبعاً غير منتفية كلياً في المذاهب و الأديان الأُخرى؛ بل موجودة في مواطن منها. و هو شيء جيّد جداً بالنسبة إليهم طبعاً. و لكن بين الشيعة هناك سُنّة سارية. هذه الحالة التي كانت سارية عند رجال الدين الشيعة في التواصل مع الناس، و أن تكون أرزاقهم من الناس، و الإشفاق على الناس، واستشعار آلامهم و التألّم لها، هذه السُنّة السارية ينبغي الحفاظ عليها. هذا شيء مهم جدّاً.
مفتي تونس: القتال في سوريا ليس جهاداً
رفض مفتي تونس، الشيخ عثمان بطيخ، دعوات الجهاد في سوريا، قائلا إن القتال هناك "ليس جهادا بل هو استغلال للشباب"، في وقت نفت فيه الخارجية التونسية ما تناولته تقارير إعلامية عن نيتها تسليم السفارة السورية إلى ائتلاف المعارضة.
وقال المفتي بطيخ خلال اللقاء الدوري لخلية الإعلام والاتصال الجمعة بقصر الحكومة إن "الجهاد في سوريا ليس جهاداً وإنما هو استغلال للشباب والتغرير بهم بالنظر لظروفهم المعيشية الصعبة."
وأشار المفتي إلى وجود نوعين للجهاد على حد تعبيره، "جهاد لمقاومة المحتل وجهاد النفس" واصفا النوع الأخير بأنه "هو الجهاد الأكبر"، في موقف يأتي من أعلى مرجعية دينية في تونس التي تشير تقارير إلى سفر المئات من أبنائها للقتال في سوريا.
من جانبها، نفت وزارة الشؤون الخارجية، ما تداولته بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، من أنباء حول موافقة تونس على تسليم مقر السفارة السورية، إلى ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، مشددة على أن ذلك "غير مطروح في المرحلة الراهنة."
وأكدت الوزارة في بيان لها أمس الجمعة، أن "موقف تونس المبدئي من الثورة السورية، ومساندتها لإرادة الشعب السوري الشقيق، في تطلعه إلى الحرية والكرامة والديمقراطية ودعمها لائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، لا ينفي تمسكها الثابت بمبادئ الشرعية الدولية، واحترامها للاتفاقيات والمواثيق الأممية" وفق البيان.
سويدية تعتنق الإسلام في إيران
"عند مطالعتي لبعض الكتب حول الإسلام، عرفت أن الإسلام ليس ما تقوم بتعريفه المدارس الغربية خاصة الأمريكية والسويدية منها". هذا ما أكدته المسلمة الجديدة السويدية والحاملة لشهادة الماجستير في علم اللغة الإنجليزية والتي قد عاشت طفولتها في أميركا، سيسيليا هدستورم، في حديث خاص لها مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية (ايكنا) وفي معرض حديثها عن كيفية إنتمائها للدين الإسلامي.
وقالت: قد ولدت في عائلة مسيحية وعندما كنت طفلة كنت أشارك دائماً في ملتقيات "كريسمس" واتذكر عندما كنت في الخامسة عشر من عمري شاركت في جولة دينية صيفية ولكنها كانت سياحية بالنسبة لي اكثر مما هي دينية وكانت آنذاك نقاشات عديدة حول الدين ولكني لم أكن افهم معنى الثلاثي المقدس أو التثليث المقدس.
وأضافت أن ذلك لم يكن منطقياً بحسب فهمي وغير مقبول مبينة أنها قبل معرفتها بالدين الإسلامي كانت كالسويديين الآخرين تعتقد بالروح المتعالية والمشرفة ولا تعني تلك الروح "الله" سبحانه وتعالى.
وأوضحت: "بعد معرفتي برجل مسلم في العام 1997 ميلادي، وهو الذي في ما بعد أصبح زوجاً لي، ومشاهدتي لصلواته التي كنت أشاهد صلاة المسلمين لأول مرة فقد تساءلت عن الصلاة وأسبابها".
ورد ذلك الرجل قائلاً: ربما يبدو لك اني أقوم بحركات رياضية ولكن الأمر ليس كذلك ولكنك اذا كنت ترغبين في المعرفة على الصلاة فعليك قراءة عدد من الكتب حول الدين الإسلامي وبعد ذلك اذا تبقى لديك سؤال فيمكنك مراجعتي للإستفسار.
وأردفت هذه السيدة المسلمة من السويد مؤكدة أنها قد قامت بما قاله الرجل وقرأت عدداً من الكتب المؤلفة حول الدين الإسلامي، وخاصة المذهب الشيعي، وبعد ذلك عرفت أن الدين الإسلامي ليس ما كان يتم تعريفه للطلبة في المدارس الأميركية والسويدية.
وأكدت سيسيليا هدستورم: بعد قراءتي للكتب أصابتني دهشة كبيرة عندما تعرفت على مكانة المرأة ومقامها في القرآن الكريم الذي نزل قبل ما يقارب 1400 عام وتفهمت أسباب قيام عزاء للإمام الحسين (ع) الذي استشهد قبل ألف عام.
وقالت: بعد قراءتي لكتب حول الإسلام تفهمت أهداف الحياة واستمتعت كثيراً بذلك حيث اصبحت الآن على يقين بأن هذه الحياة القصيرة ليست الا امتحان القبول ونعيش واذا اخرجنا منها فائزين فإن الحياة الخالدة ستكون المكافئة التي يجزينا الله بها.
وأضافت هدستورم انه لن تنسي أول سفر لها الى ايران حيث أتت لزيارة أسرة زوجها والإحتفال بزواجهما مبينة ان أحد أقاربها قد إتصل بها ليمنعها من السفر الى ايران وقد قال لها ان زوجك بعد وصولك الى ايران سيحجز على جواز سفرك لکي لا تستطيعي الخروج من ايران وان حفل زواجك سيقام في المسجد.
وأکدت انها بعد رجوعها الى السويد لم تتصل بأهلها اذ انهم أصبحوا يسعون الى الإتصال بها بعد مشاهدتهم لفيلم حفل زواجها مؤکدة انهم لم يوافقوا على انتمائي للدين الإسلامي ولکنهم کانوا يحترمون عقائدنا الإسلامية ومنها الصيام وإحتراز اللحوم المحرمة على الرغم من انهم کانوا يحترمون بعض المعتقدات مثل الحجاب الإسلامي.
وعبرت هذه المسلمة الجديدة السويدية عن أسفها للتعامل مع الدين الإسلامي بعصبية حيث بعد انتمائي للإسلام لم تستمع أسرتي الى الأسباب التي جعلتني أتوجه نحو هذا الدين وبالتأکيد اني لا القى بمسئولية ذلک على عاتق أسرتي إنما السبب الرئيسي في ذلك هو الدعايات السلبية الموجهة ضد الإسلام في المجتمعات الغربية.
مشارك في الفيلم المسيء للنبي (ص) يبكى عند قبره ويعتنق الإسلام
اليمني الهولندي المتطرف أرنود فاندور الذي شارك مع حزبه "الحرية" في انتاج الفيلم المسيء للرسول (ص) اعتنق الإسلام وهو يزور المسجد النبوى الشريف وعيناه تذرفان الدمع عند الروضة الشريفة وقبر النبى صلى الله عليه واله و سلم.
وقال فاندور: أنه كان ينتمي لأشد الأحزاب تطرفا وعداء للدين الحنيف، مبينا أنه بعد أن شاهد ردود الأفعال ضد إنتاج فيلم الفتنة، بدأ في البحث عن حقيقة الإسلام ليجيب عن تساؤلاته حول سر حب المسلمين لدينهم ورسولهم الكريم.
أن بكاء فاندور اشتد أثناء وقوفه أمام قبر الرسول صلى الله عليه واله وسلم حيث جال بخاطره حجم الخطأ الكبير الذى وقع فيه قبل ان يشرح الله صدره للإسلام.
وقال فاندور '' إن عملية البحث قادته لاكتشاف حجم الجرم الكبير الذي اقترفه حزبه السابق، وأنه بدأ في الانجذاب إلى الدين الإسلامي، وشرع في القراءة عنه بطريقة موسعة، والاقتراب من المسلمين في هولندا، حتى قرر اعتناق الدين الحنيف''.
كما زار جبل أحد، وقال: كم قرأت عن هذا المكان وهذه المعركة وكم أحببت أن أقف هنا اليوم، وهو شعور أجمل من القراءة .
قال فاندور : إن وداع المدينة المنورة امر محزن، ولكن عزائي هو أنني ذاهب إلى مكة المكرمة لأداء العمرة، وسأعود لهذه البقاع الطاهرة مرة أخرى وفي وقت قريب".
حَقّ الصّلَاةِ
ثم حقوق الأفعال
10. فَأَمّا حَقّ الصّلَاةِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنّهَا وِفَادَةٌ إِلَى اللّهِ وَ أَنّكَ قَائِمٌ بِهَا بَيْنَ يَدَيِ اللّهِ فَإِذَا عَلِمْتَ ذَلِكَ كُنْتَ خَلِيقاً أَنْ تَقُومَ فِيهَا مَقَامَ الذّلِيلِ الرّاغِبِ الرّاهِبِ الْخَائِفِ الرّاجِي الْمِسْكِينِ الْمُتَضَرّعِ الْمُعَظّمِ مَنْ قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ بِالسّكُونِ وَ الْإِطْرَاقِ وَ خُشُوعِ الْأَطْرَافِ وَ لِينِ الْجَنَاحِ وَ حُسْنِ الْمُنَاجَاةِ لَهُ فِي نَفْسِهِ وَ الطّلَبِ إِلَيْهِ فِي فَكَاكِ رَقَبَتِكَ الّتِي أَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُكَ وَ اسْتَهْلَكَتْهَا ذُنُوبُكَ وَ لا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ
شيخ الأزهر: الخلاف الذي تثيره السياسة بين السنة والشيعة يصب في مصلحةأعداء الإسلام
كشف فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الجامع الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، أنه تم الانتهاء من الإعداد لإطلاق قناة فضائية أزهرية في رمضان المقبل، كما يتطلع الأزهر لعقد مؤتمر إسلامي عالمي بالتعاون والتنسيق مع الدول الإسلامية، ويهدف هذا المؤتمر إلى تدارس سبل التصدي لما يتعرض له الإسلام والمسلمون من مكائد وهجمات ظالمة.
وقال شيخ الأزهر، فى مؤتمر صحفي، إن “زيارته تأتي فى إطار الدور الذي يقوم به الأزهر لجمع شمل ووحدة الصف والقضاء على أسباب الفرقة، والتقينا فى السعودية بكبار المسئولين والعلماء وسنلتقي في البحرين مع كبار المسئولين وعلماء من السنة والشيعة”، مشيراً إلى أن الخلاف الذي تثيره السياسة بين السنة والشيعة ليس في مصلحة السنة ولا الشيعة، ولكن في مصلحة أعداء الإسلام وليس أمامنا إلا جمع الفريقين ووحدة الصف.
التشبيه و التجسيم عند ابن تيمية
شواهد على ميل بني إسرائيل إلى التجسيم و التشبيه
نزلت الشرائع السماوية على تنزيه الله سبحانه عن كونه جسماً او جسمانياً مشابهاً لمخلوقاته إلى غير ذلك مما يعد من آثار المادة .
غير أن احتاك اقوام ممن نزلت عليهم الشرائع بالوثنيين صار سبباً للميل إلى التجسيم و التشبيه، وعلى رأسهم قوم بني اسرائيل ويدل على ذلك شواهد نسردها ذيلاً :
1. طلبهم من موسى (ع) الإله المجسم
أنّ نبي الله موسى (ع) بعد ما عبر ببني إسرائيل البحر و نزلوا إلى الضفة الأخرى منه رأوا أن أقواماً يعبدون أصناماً فطلبوا من موسى (ع) أن يجعل لهم إلهاً مثل ما لهم آلهة هؤلاء لكي يعبدونها، فكأنهم فكروا أ، عبادة الإلة غير المرئي أمر غير مفيد فيجيب أن يعبد الله سبحانه بصورة موجود مجسم و هذا ما يحكيه قوله سبحانه :
﴿وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَىٰ قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَىٰ أَصْنَامٍ لَّهُمْ ۚ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـٰهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ۚ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴾(1)
فالآية تحكي أنّ النزوع إلى الوثنية كان راسخاً في نفوسهم حتى غفلوا عن النعمة الكبرى التي شملتهم وهي نجاتهم من فرعون فطلبوا من موسى ما يضاد شريعته و عقيدته .
2.طلبهم رؤية الله تعالى
الشاهد الثاني على رسوخ فكرة التجسيم عندهم أنهم طلبوا من موسى (ع) رؤية الله سبحانه بالعين، ولو لاها لم يؤمنوا به، وهذا ما يحكيه الذكر الحكيم في قوله سبحانه : ﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّـهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ﴾(2)
3. عبادتهم العجل في غياب موسى (ع) عنهم
الشاهد الثالث على رسوخ فكرة التجسيم في أذهانهم و آنهم كانوا يميلون إلى الإله المجسم اكثر من ميلهم لما دعاهم إليه موسى (ع) اغترارهم بما صنع السامري حيث صنع لهم عجلاً جسداً له خوار و دعا هم لعبادتهم فعكف القوم إلا القليل منهم - على عبادته دون أن يدور في خلد أحدهم أن هذا يخالف ما دعاهم إليه نبيهم موسى (ع) عبر السنوات الطوال وهذا مايحكيه الذكر الحكيم عنهم قال سبحانه:
﴿وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ ۚ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا ۘ اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ ﴾(3)
وفي آية آخرى يتضح بصراحة أنهم اتخذوا ها العجل إنها لهم، قال سبحانه: ﴿ فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَـٰذَا إِلَـٰهُكُمْ وَإِلَـٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ ﴾(4)
وهذه الحوادث التاريخية المريرة على قلب موسى (ع) التي يذكرها القرآن الكريم تحكي عن انحراف بني اسرائيل عن خط التنزية إلى خط التجسيم.
* تطرق فكرة التجسيم إلى النصرانية
لما بعث المسيح (ع) الى بني إسرائيل ذكر بأنه بعث بنفس ما بعث به الكليم فقال : ﴿ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ ﴾(5)
ولكن نطرقت فكرة التجسيم إلى النصرانية بعد مارفع الله المسيح (ع) وكان المبدأ لذلك هو الديانة البرهانية التي رفعت على التثليث و قالت بالآلهة الثلاثة : أعني:
1. برهما : الخالق
2.فيشنو: الواقي
3. سيفا: الهادم
فالإله عند البراهمة يشبه مثلثاً ذا أضلاع ثلاث و كانت تلك الفكرة منتشرة بين الروم القاطنين في سوريا و فلسطين و ما جاورها حيث بعث المسيح (ع) فأخذ أتباعه في القرن الثاني نفس الفكرة فصبغوها بشكل آخر فصار التثليث بالنحو الثاني : الأب ، الأبن، روح القدس ، وهي التي يسمونها الأقانيم الثلاثة، ينقل الاستاذ محمد فريد و جدي عن دائرة معارف ، لاروس ، مايلي :
إن تلاميذ السيح الأوليين الذي عرفوا شخصه و سمعوا قوله كانوا أبعد الناس عن اعتقاد أنه احد الأركان الثلاثة المكونة لذات الخالق، وما كان بطرس - أحد حوارييه - يعتبره إلا رجلاً موحى اليه من عندالله، أما بولس فإنه خالف عقيدة التلاميذة الأقربين لعيسى و قال : إن المسيح ارقى من إنسان وهو نموذج انسان جديد أي عقل سام متولد من الله.(6)
ثم أن القرآن الحكيم يحكي عن أن النصارى قد اقتبسوا هذه الفكرة من الذين كفروا من قبل ، قال سبحانه :
﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّـهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّـهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّـهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴾(7)
* دور الأحبار و الرهبان في نشر فكرة التجسيم
بعث النبي الخاتم (ص) على تنزيهه سبحانه و رفع مقامه تعالى عن مشابهة المخلوقات ، ملهماً من قوله سبحانه : ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾(8) غير أن قسماً من الاحبار و الرهبان الذين استسلموا ظاهراً - ولكن بقوا على ما كانوا عليه من الديانة الموسوية أو العيسوية باطناً - أشاعوا بين المسلمين نفس الفكرة بواسطة الأحاديث و القصص التي كانوا يحكونها عن كتبهم فأخذهم السذج من المحدثين كحقايق صادقة واقعية ، محتجبين بما نسب إلى النبي (ص) من قوله : " حدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج".
وقد اغتر بهذه الإسرائيليات او المسيحيات محدثان معروفان هما: ابن خزيمة وابن مندة، فقد حشدا في كتابيهما كل ما يدل على تلك الفكرة الموروثة .
فعن الاول يقول الرازي في تفسيره الكبير عند تفسير قوله سبحانه : ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾
احتج علماء التوحيد قيدماً و حديثاً بهذه الآية في نفي كونه تعالى جسماً مركباً من الأعضاء والاجزاء، وحاصلاً في المكان و الجهة وقالوا: لو كان جسماً لكان مثلاً لسائر الأجسام فيلزم وجود الأمثال و الاشباه له، و ذلك باطل بصريح قوله تعالى ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾.(9)
وأعلم ان محمد بن إسحاق بن خزيمة أورد استدلال اصحابنا بهذه الآية في الكتاب الذي سماه بـ"التوحيد " وهو في الحقيقة كتاب الشرك ثم وصفه بقوله: إنه مضطرب الكلام قليل الفهم ناقص العقل .(10)
ولكلامه صلة، من أراد فليرجع إليه.
وكفى في حق الثاني ( ابن مندة ) ما سنذكره عنه من قوله : إن الله سبحانه عرشاً يجلس عليه وهو يتط أطيط الرحل.
* نصوص من ابن تيمية على التجسيم
إذا عرفت هذه المقدمة الموجزة فلندخل إلى المقصود من هذه المحاضرة، و هو أنّ أحمد بن محمد بن تيمية المولود(661-728 ق)، قد اقتفى تلك الفكرة إما كناية وأخرى صريحاً و ها نحن ننقل نصوصه من كتبه، حتى يقف من اغتر بآرائه انه كان مخطئاً في تلك العقيدة ومخالفاً لما عليه علماء الإسلام عبر القرون و ائمة اهل البيت كلهم .
النصل الاول: يقول في تفسير قوله سبحانه ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ (11)وتفسير قوله: ﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾(12) ما هذا نصّه:
فإنه لا يدلّ على نفي الصفات بوجه من الوجوه بل ولاعلى نفي ما يسميه اهل الاصطلاح جسماً بوجه من الوجوه.(13)
ومراده من الصفات في قوله " نفي الصفات " ، الصفات الخبرية التي أخبر عنها سبحانه كاليد و الوجه و غيرهما ، فهو يعتقد أنّ الجميع يوصف به سبحانه من غير تأويل ولا تعطيل بل بنفس المعنى اللغوي .
النص الثاني : وقال أيضاً:
وأما ذكر التجسيم و ذم المجسمة ، فهذا لا يعرف في كلام أحد من السلف و الأئمة، كما لا يعرف في كلامهم ايضاً القول بأن الله جسم أو ليس بجسم .(14)
النص الثالث : و يقول في كتاب آخر له :
وأما ما ذكره ( العلامة الحلي ) من لفظ الجسم و ما يتبع ذلك بأن هذا اللفظ لم ينطق به في صفات الله لاكتاب و لاسنة لا نفياً ولا إثباتاً ولا تكلم به أحد من الصحابة و التابعين وتابعيهم لا أهل البيت ولا غيرهم .(15)
النص الرابع : إلى هنا يتضح انه اخفى التصريح بأنه تعالى جسم ، ولكن ذكر ان تلك القضيتين ليستا من كلام السلف يعني أن الله جسم أو ليس بجسم ، ولكنه في موضع من كتابه منهاج السنة أظهر عقيدته و هذا ما نلاحظه في النص التالي.
وقد يراد بالجسم ما يشار إليه أو ما يرى أو ما تقوم به الصفات والله تعالى يرى في الآخرة و تقوم به الصفات و يشير إليه الناس عند الدعاء بأيديهم و قلوبهم و وجوههم و أعينهم فإن اراد بقوله: ليس بجسم هذا المعنى قيل له هذا المعنى - الذي قصدت نفيه بهذا اللفظ معنى ثابت بصريح المنقول و صريح المعقول وانت لم تقم دليلاً على نفيه .(16)
فقد عرف إلهه الذي يعبده بالأمور التالية :
1. أنه يشار اليه
2. أنه يرى
3. أنه يقوم به الصفات فيكون مركباً
4. أن له مكاناً ، بدليل رفع الناس أيديهم عند الدماء إلى الأعلى .
فالإله بهذا المعنى عنده ثابت بصحيح المنقول و صريح المعقول .
النص الخامس : وقال أيضاً :
وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول انحد من سلف الأمة و أئمتها أنه ليس بجسم و أن صفاته ليست أجساماً و اعراضاً .(17)
هذه كلماته التي نقلناها بنص من كتبه المشهورة، ودع عنك ما ذكره في الرسائل الكبرى التي سيوافيك شيء منه .
ولكن ما ندري ماذا يريد بقوله : " ثابت بصحيح المنقول " ؟ فهل يعني الذكر الحكيم ؟ فما اختاره يضاده تماماً حيث يقول ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾، فلو كان سبحانه جسماً يلزم ان يكون له طول وعرض و ارتفاع ، وبالتالي يكون مركباً من اجزاء محتاجاً في تحقيقه إلى كل جزء. هذا ما يقوله صحيح المنقول .
وأما ما نسبه إلى صريح المعقول فهو أيضاً يضاد ما ذكره تماماً كذلك إذ لو كان جسماً لا حتاج إلى مكان ، فالمكان إما أن يكون قديماً فيكون الهاً ثانياً وإن كان حادثاً أحدثه سبحانه فأين كان هو قبل إحداث هذا المكان .
وأما رفع الناس أيديهم عند الدعاء فلا يعنى أنه سبحانه في السماء و إنما يريدون إفهام رفعة مقام الله سبحانه برفعهم ايديهم.
وأما ما نسبة إلى السلف - فالسلف برئ منه براءة يوسف مما اتهم به - فيكفينا أن نذكر كلام البيهقي في كتابه الأسماء و الصفات ، قال :
احتج أهل السنة على أنه سبحانه ليس في مكان بالحديث النبوي التالي، قال (ع) " أنت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء" فإذا لم يكن فوقه شيء ولا دونه شيء لم يكن في مكان .(18)
وهناك كلمات كثيرة من أهل الحديث لا يسعها المقام .
* إجابة عن سؤال
ربما نسمع من الكثير من أتباع الرجل قولهم : أنه سبحانه جسم لا كالأجسام ، نظير قولنا : شيء لا كالأشياء ، فكما أن الثاني صحيح، فالأول صحيح أيضاً .
والجواب عنه واضح وهو أن الشيء لا يدل على خصوصية خاصة بل يدل على نفس الوجود و التحقق فلا مانع من أن يقال : أنه شيء لا كالأشياء ، أي له موجود لا كوجود الأشياء المحتفة بالخصوصيات الزائدة على الوجود .
وامّا الجسيم فيدل على خصوصية مقومة له وهو كونه ذا عرض وطول وارتفاع ، فالقول بأنّه جسم ، يلازم ثبوت هذه الصفات. فتعقيبه بـ"لا كالأجسام ينفي هذه الخصوصيات " فيكون الكلام حاملاً للتناقض .
* كلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية
إن ابن تيمية قد بدأ بنشر أفكاره الشاذة لأول مرة في رسالته في العقيدة الواسطية-أعني الرسالة التاسعة من مجموعة الرسائل الكبرى - و وصف فيها الباري سبحانه بالعبارة التالية : " تواتر عن رسوله (ص) و اجمع عليه سلف الأمة من أنه سبحانه فوق سماواته ، على عرشه ، عليٌ على خلقه " .(19)
ومعنى العبارة أنه سبحانه :
1. فوق السماوات
2. جالس على عرشه
3. في مكان مرتفع عن السماوات والأرض
وليس لهذه الجمل معنى سوى أنه كملك جالس على السرير في مكان مرتفع ينظر إلى العالم تحته . نعم استند هو في كلامه هذا بما نقله ابن مندة في توحيده عن رسول الله (ص) أنه قال : " ويحك أتدري ما الله، إنّ عرشه على سماواته وأرضيه- هكذا بأصابعه - مثل القبة عليها و أنه ليئط أطيط الرحل بالراكب " .(20)
وكأنه سبحانه جسم كبير فوق الكبر له ثقل على العرش و هو يئط كما يئط الرحل حينما يجلس عليه الإنسان الثقيل .
وللأسف فإن هذا الحديث قد ورد كثيراً في كتب الحديث فقد نقله ابو داود في سننه برقم 4726، و ابن خزيمة في توحيده برقم 147، وابن ابي عاصم في السنة ، ص 575، و ابن أبي حاتم في تفسير سورة البقرة برقم 223.
ولا شك أن هذا الحديث و أمثاله من الإسرائيليات التي تطرقت إلى كتب الحديث، هو من الآثار السليبة لمنع كتابة الحديث النبوي في القرن الأول و شيء من الثاني، حتى تداركه الدوانيقي عام 143 ق .
* حديث نزوله سبحانه إلى السماء الدنيا
إن ابن تيمية يعتقد بأن نزوله سبحانه حقيقي واقعي ملموس ، وهذا ما يحكيه الرحالة الطائر الصيت ابن بطوطة، يقول:
حضرت يوم الجمعة مسجداً يعظ فيه ابن تيمية على منبر الجامع و يذكرهم فكان من جملة كلامه إن قال : ان الله ينزل إلى السماء الدنيا كنزولي هذا و نزل من درج المنبر، فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء و أنكر ما تكلم به فقامت العامة إلى هذا الفقيه و ضربوه بالأيدي و النعال ضرباً كبيراً.(21)
* موقف أهل البيت (ع) من فكرة التجسيم
تقدم أن ابن تيمية ذكر في كلماته أنه لم يرد عن أهل البيت (ع) ما يدل على عدم كونه جسماً، ولكنه لبعده عنهم وما يبدو من كلماته من النصب و العداء الذي يكنه لهم فإنه لم يراجع كلماتهم ، فصار يرمى الكلام على عواهنه من غير دليل .
وقد وقف الأصم و الأبكم فضلاً عن العلماء أن التوحيد و التنزيه من شعار أئمة أهل البيت (ع) كما أن التشبيه و الجبر من شعار الأمويين، وها نحن ننقل شيئاً قليلاً من كلمات أهل البيت النبي (ص) يقول الإمام اميرالمؤمنين(ع) في احدى خطبه :
ما وحدّه من كيّفه، ولا حقيقته اصاب من مثله، ولا إياه عنى من شبّهه، ولا صمده من اشار اليه و توهمه .(22)
روى الصدوق بإسناده إلى أبي إسحاق السبيعي ، عن الحارث الأعور قال : خطب اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب(ع) يوماً خطبةً بعد العصر، قال فيها :
الحمدالله الذي لا يموت ، و لا تنقضي عجائبه ، لأنه كل يوم في شأن، من إحداث بديع لم يكن ، الذي لم يولد فيكون في العز مشاركاً ، ولم يلد فيكون موروثاً هالكاً، ولم تقع عليه الأوهام فتقدره شبحاً ماثلاً، ولم تدركه الأبصار فيكون بعد انتقالها حائلاً، الذي ليست له في أوليته نهاية، ولا في آخرتيه حد و لا غاية، الذي لم يسبقه وقت، ولم يتقدمه زمان، ولم يتعاوره زيادة ولا نقصان، ولم يوصف بأين ولا مكان .(23)
فأي كلمة أوضح في نفي التشبيه والتجسيم من قوله (ع) " لم تقع عليه الأوهام فتقدره شبحاً ماثلاً" و أي جملة أوضح في نفي المكان من قوله :" ولم يوصف بأين ولا مكان " .
هذه إلمامة عابرة إلى توحيد ابن تيمية ، و أما الكلام في سائر آرائه و أفكاره الشاذة عن الكتاب و السنة فموكول إلى وقت آخر بإذن الله سبحانه .
( آية الله العظمى جعفر سبحاني )
فهرس المصادر
1- سورة الأعراف ، الآية 138.
2- سورة البقرة الآية 55
3- سورة الأعراف الآية 148
4- سورة طه ، الآية 88
5- سورة الصف ، الآية 6
6- دائرة المعارف القرن العشرين ، مادة ثالوث ، ج 2 ، ص 759
7- سورة التوبة ، الآية 30
8- سورة الشورى ، الآية 11
9- سورة الشورى ، الآية 11
10- التفسير الكبير ، ج 27 ص 150
11- سورة الشورى الآية 11
12- سورة مريم الآية 65
13- درء تعارض العقل و النقل ج 1 ، ص 66
14- همان ، ص 140
15- منهاج السنة ، ج 2 ص 117
16- همان ص 75
17- بيان تلبيس الجهمية ج 1 ص 110
18- الاسماء و الصفات ج 2 ص 289 باب ما جاء في العرش و الكرسي
19- مجموعة الرسائل الكبرى الرسالة التاسعة ج 1 ص 401
20- توحيد ابن مندة ، 429
21- رحلة ابن بطوطة ، ص 95/96
22- نهج البلاغة ، الخطبة 186
23- توحيد الصدوق ، ص 31
المصادر
• القرآن الكريم
1- الأسماء و الصفات ، احمد بن الحسين البيهقي ، جدة : مكتبة السوادي
2- بيان تلبيس الجهمية : ابن تيمية مكة ، مطبعة الحكومة ، 1392 ق
3- التفسير الكبير ( مفاتيح الغيب ) محمد بن عمر فخر رازي ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، 1420ق
4- توحيد ابن مندة : ابن مندة ، بيروت : طبع مؤسسة المعارف
5- التوحيد : الشيخ الصدوق ، قم : مؤسسة النشر الإسلامي 1398 ق
6- دائرة المعارف القرن العشرين : محمد فريد و جدى ، بيروت : دار الفكر
7- درء تعارض العقل و النقل : تحقيق : محمد رشاد سالم ، رياض : دار الكنوز الادبية ، 1391 ق
8- رحلة ابن بطوطة : ابن بطوطة دار صادر 1384 ق
9- مجموعة الرسائل الكبرى ، ابن تيمية ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي
10- منهاج السنة النبوية ، ابن تيمية ، تحقيق : محمد رشاد سالم ، قاهره : مؤسسة قرطبة
روسيا تعتبر اتهام سوريا باستخدام الكيماوي مقدمات حرب
اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما الروسي الكسي بوشكوف ان اتهامات واشنطن لدمشق باستعمال الاسلحة الكيميائية يمكن ان يصبح ذريعةً لبدء حرب.
ورأى بوشكوف ان الولايات المتحدة الاميركية تبدأ حرباً ضد سوريا باتهامها باستخدام الاسلحة الكيميائية، مشيراً الى انها الطريقة نفسها التي استعملها الرئيس الاميركي السابق جورج بوش لشن حرب على العراق.
وكان البيت الابيض قال الخميس ولأول مرة انه من المرجح ان يكون النظام السوري استخدم اسلحة كيميائية ضد قوات المعارضة "على نطاق ضيق" ولكنه اكد ان اجهزة الاستخبارات الاميركية لا تزال غير متأكدة بنسبة 100% من ذلك.
وقال مسؤول بارز في البيت الابيض ان "جميع الخيارات مطروحة" في حال تأكد استخدام النظام السوري للاسلحة الكيميائية. الا ان مسؤولا في وزارة الحرب اكد ان التدخل العسكري ليش وشيكا مشيرا الى اختلاف في الآراء بين اجهزة الاستخبارات الاميركية
طهران: سنرد على تهديدات الاعداء في الميدان
وصف نائب وزير الدفاع واسناد القوات المسلحة الايراني العميد مجيد بكائي التهديدات الاخيرة للمسؤولين الاميركيين والاسرائيليين ضد ايران بانها حرب نفسية، مؤكدا انه اذا اخطا الاعداء فسيتم الرد عليهم في الميدان.
وقال بكائي الذي اشار الى تصريحات قائد الثورة الاسلامية الاخيرة والاطار الذي حدده سماحته للتعامل مع اميركا والكيان الاسرائيلي: "على الاعداء ان يعلموا جيدا باننا سننفذ امر قائد الثورة الاسلامية بروحنا وبدمنا" .
وشدد على عجز الكيان الاسرائيلي عن تنفيذ تهديداته، قائلا: "ان الكيان الاسرائيلي يواجه مشاكل كبيرة بما فيها المشاكل الاقتصادية والسياسية والجيوسياسية".
واضاف: "ان الكيان الذي يعجز عن الوقوف في وجه اشخاص لا يملكون معدات واليات كافية، حتى لفترة 8 ايام ويلجا الى المجتمع الدولي لوقف اطلاق النار لهو اضعف من مواجة قوة عسكرية هائلة".
وقد كشفت تقارير إسرائيلية الجمعة،" ان ايران تقع تحت التهديد الإسرائيلي من خلال الرؤوس النووية الهيدروجينية التي هي أقوى 100 ضعف من القنابل الذرية العادية".
وقد قام كيان الاحتلال بإعداد ترسانة من عشرات الصواريخ المجهزة بقنابل "هيدروجينية"، لمواجهة محتملة مع إيران ،وفقا لما نشره الجمعة موقع صحيفة معاريف.
مساهمة العقائد الدينية في الصحوة الاسلامية
لم تحظ قضية في العقود القليلة الماضية، بمثل الاهتمام الذي حظيت به قضية المرأة: فقد عقدت من أجلها المؤتمرات الدولية و اختصتها الأمم المتحدة بسنة عالمية و ربط الكثيرون بين واقعها و بين واقع المجتمع المختلف أو المتقدم، و أنجزت من أجلها اتفاقية دولية تمنع التمييز ضدها في الاشكال كافة و وقعت عليها معظم دول العالم.
ولا تزال اصداء مؤتمر بكين في منتصف التسعينيات تتردد إلى اليوم حول ما ورد فيه و النقاشات الواسعة التي رافقت اعماله بحيث أصبح منهج عمل و مرجعية تقتدي بها المؤتمرات الأخرى، و تسترشد بالنتائج و التوصيات التي أقرها.
على الرغم من كل التعديلات التي حصلت في كثير من قوانين بلدان العالم تجاه المرأة لا يزال الجدل مفتوحاً في هذه القضية تارة لجهة علاقة حقوق المرأة بطبيعتها الفيزيولوجية و ما تفرضه، ( أولا تفرضه) من تحديد أدوارها، و مواقع المسؤولية التي يمكن ان تحتلها المرأة، و تارة لجهة علاقة هذه الحقوق بالمجتمع الذي تنتمي إليه، و الثقافة التي تشد او اصره. كما يدور الجدل حول النموذج الذي يهيمن اليوم على صورة المرأة هل هو النموذج الغربي الذي تبدو فيه المرأة انها حصلت على حريتها الفردية، بمستوياتها كافة، ولكنها في الوقف نفسه فقدت روابطها الأسرية و الاجتماعية؟ وهل هو النموذج الذي صنعته السينما و وسائل الإعلام حين تمتزج فيه صورة المرأة الغربية وحياتها بصورة المرأة التي تنشغل بجمالها و بالأزياء التي ترتديها... ؟ أم هو نموذج المرأة المسلمة التي تقدم صورة أخرى عن شكلها و سلوكها؟
وهنا يطرح سؤال آخر: ما هو المعيار الحقيقي الذي يميز بين النموذجين ليكونا على هذه الدرجة من الاختلاف؟ ما يقودنا لنسأل ما هي الصورة الحقيقية للهوتين؟ فما هو العنصر الذي يميز هوية المراة المسلمة عن غيرها؟ أهو عنصر واحد أم منظومة كاملة مترابطة؟
جدلية الصورة النمطية للمرأة
ثمة نقاش على مستوى آخر، في مظلومية المرأة في الإسلام كدين أو في المجتمعات الإسلامية، فيذهب بعضهم الى أن الاسلام نفسه لم ينصف المرأة سواء في بعض الآيات او في الروايات فمنعوها من التعلم و من الخروج من المنزل...
وفي منتصف القرن الماضي برزت دعوات في أكثر من بلد من البلدان العربية و الاسلامية إلى " تحرير المرأة " وإلى "سفورها" و إلى كسر التقاليد التي تكبل تعليمها وعملها... ولا شك ان تلك الدعوات كانت تعبر من جهة عن واقع حقيقي إلى حد بعيد لأن المرأة لم تنل نصيبها لا من التعلم و لا من أي مشاركة اجتماعية ولا من حقوقها الاساسية، مثل حقها في قبول الزواج او رفضه... لكن هذه الدعوات كانت من جهة أخرى، متأثرة بالحركة النسائية الغربية في اوروبا أي بما يعرف بـ " النسوية " التي رفعت شعاراً لها المساواة التامة بين المرأة و الرجل في كل الواقع و المسؤوليات وفي كل ميادين العمل، انطلاقاً من فرضية ان الاختلاف الفيزيولوجي ليس هو الذي يحدد المهنة او المستقبل او الأدوار، و إنما الثقافة و التربية هما ما يفعل ذلك .و لذا ترى هذه الدعوات أن على المرأة أن ترفض هذا التمييز على أساس الفيزيولوجيا وأن تعمل من أجل حقها بالمساواة بحسب القدرة و الكفاءة.
لقد خفت صوت النسوية في العقدين الماضيين كحركة منظمة لكن افكارها حول المساواة استمرت و تسللت إلى كثير من العقول وصولاً إلى الامم المتحدة نفسها، وإلى منظمي مؤتمراتها الدولية و الإقليمية، فمن هذه الافكار بزغ فجر الجندر الذي لا يعني سوى النوع الإنساني الذي لا يميز بين الذكر و الأنثى على اساس فيزيولوجي بل يعتبر ان ادوارهما المختلفة هي نتاج التربية و ليست نتاج الاختلاف في الاستعدادات الفيزيولوجية او النفسية .
واختلف الاسلاميون ايضاً في نظرتهم الى المرأة: فذهب بعضهم إلى تشريع منعها من الخروج ومن العمل مهما كان نوعه و منهم من لم يسمح لها بأي مشاركة اجتماعية او سياسية ولا تزال بعض الدول الاسلامية تمنع المرأة هذا الحق الى اليوم بما في ذلك حق الانتخاب وصولاً إلى حق قيادة السيارة...
وللأسف يتيح هذا الواقع توجيه الاتهام إلى الإسلام نفسه، و ليس إلى بعض الاتجاهات الاسلامية او بعض المفكرين الإسلاميين، او حتى بعض الحكومات التي تمنع المرأة هذه الحقوق. و غالباً ما يستخدم أصحاب الاتجاهات الفكرية غير الإسلامية هذه النماذج، للادعاء بأن الإسلام يفعل سوى تكريس تخلف المرأة.
لكنّ هذه التجارب ليست الوحيدة التي تعبر عن واقع المرأة في البلدان الإسلامية المعاصرة. فثمة الكثير مما يمكن الإشارة إليه، في مشاركة المرأة في ميادين مجتمعها المختلفة، من المؤسسات الحكومية، إلى الهيئات الأهلية و التطوعية، إلى المشاركة السياسية، كما في لبنان و فلسطين بشكل بارز(1)
صورة المرأة والصحوة الإسلامية
لا شك أن التغيرات التي حصلت في العالم الإسلامي على مستوى الأفكار، والقضايا السياسية و الثورات الشعبية المختلفة التي باتت صوتاً واحداً يطالب بالعدالة الاجتماعية و السياسية و الفردية، ورفع يد الهيمنة الاجنبية المتطفلة عن الشعوب و تركها لتنفس هواء نقياً وحدها دون واسطة ما أثر على المسلمين بطرق مباشرة و غير مباشرة في نظرتهم إلى انفسهم وإلى المرأة وإلى الآخر، لكن المسألة الأساس ليست في هذا الحق أو ذاك بل بين نظرتين إلى المرأة من خلال ما يسمى بـ " إطار الانتماء " و هذا الإطار هو الذي يحدد الحقوق والواجبات، ومهامها وأوجه مشاركتها و ضرورتها والحاجة الفردية، او الاجتماعية إليه . و المقصود بإطار الانتماء المرأة كفرد أو المرأة كجزء من أسرة تنتمي إليها او المرأة كجزء من منظومة اجتماعية لها تأريخها و عقيدتها و قيمتها و مبادئها و تعاليمها الأصلية و مستجدات زمانها.
لذلك فإن المنظومة لها محور نواة و ركيزة صبغتها بصبغتها العامة، و مازلنا نطلق عليها اسم ( مجتمعات إسلامية ) رغم أ، انطمة حكمها و دساتيرها ليست إسلامية بالضرورة ، لكنها مسلمة الانتماء بامتياز من حيث عقائد شعوبها و قيمهم و مبادئهم بل في جذور معظم عاداتهم و تقاليدهم_ كما في تركيا اليوم - رغم انسلاخ صبغة الحكم عن الإسلامي .
أين النواة و الركيزة في هذه المجتمعات ؟ اعتقد أن البداية بدأت من خلال ما باتوا يعتقدون به و يؤمنون، ولا نختلف أ، هذه العقيدة مشتركة في أساسها و جذرها مهما تلونت المذاهب و اختلفت المشارب الطائفية، و الأنظمة القانونية.
اليوم في عصر الصحوة الإسلامية بتنا نعرف أننا كشعوب عربية أو إسلامية نشترك بعقيدة واحدة مهما اختلفنا، بل مهما احببنا أن نختلف، بل مهما حرص الحريصون على ابراز الاختلاف و بتنا نرى ان الاختلافات المسماة ( طائفية ) هي وجه بشع و ذميم للنفوذ السياسي في المنطقة، ولعبة بخيوط مهترئة يعلو اليد التي تحركها طبقات من غبار الزمان القديم، قبل الصحوة العقل المشترك عند المسلمين في قوله صلى الله عليه و آله و سلم : " ليس منا من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين".
هذا الهم الموحد فرض على المرأة أن تكون جزءاً لا يتجزأ منه ، يبقى السؤال: كيف صاغت مشاركتها؟ و كيف ساهمت هذه العقيدة المشتركة في بلورت دورها بما يخدم ساحتها، مع الحفاظ على كرامتها و عزتها و عنفوانها و أولويتها الأسرية، كي لا تذوب في حصن و حصنها مشرع خال ؟
ويجدر أن نسأل عن دور العقيدة في بناء الإنسان ( تشكيل مفاهيمه، رؤاه، مشاعرة و انفعالته، انتهاء بالأهم... سلوكه، خياراته، و مساهمته في تغيير الواقع و رسم المستقبل ) ؟
هل يصح عندها ادعاء أن الفكر يصنع واقع الانسان- رجلاً و امرأة- و جزءاً من مستقبله؟
اولاً : دور العقائد الدينية في بناء الانسان
لو اردنا تعريف العقيدة في الاصطلاح الإسلامي المشهور بين العلماء: " ما قطع به العقل و اطمأن به القلب و صدقته (نفذته ) الجوارح" نجدها علاقة مشتركة بين ابعاد الانسان : الاعتقاد المحكم في العقل يلازمه اطمئنان القلب و يترشح على السلوك و الأفعال الظاهرة من الانسان .
وبناء عليه فإن الافكار التي نعتقد بها لكننا لا نؤمن بها، ليست عقيدة راسخة، كذلك ما نشعر أننا نميل إليه دون قناعة..
ليس عقيدة فضلا عما نفعله بحكم العادة و التقليد و لا نؤمن به او نرضاه... لا يرقى ليكون عقيدة بالطبع لماذا هذا التعقيد؟وما هو سرّ هذه العلاقة بين العقل و القلب و العمل ؟
هذا السؤال تزخر كتب الاخلاق و العقائد و تسهب في شرحه(2) وبشكل موجز يمكن اختصاره بأن الرؤية الإسلامية لتربية الإنسان عبارة عن عملية مكونة من تربية جميع ابعاده بشكل منسجم (العقل و القلب و الجسد ) تبدأ من غنى العقل و ترشيده و تنمية قدراته، لذلك وردت عدة آيات كريمة و احاديث شريفة اكدت حقيقة العلم و التعلم و التفكر و إدراك عواقب الأمور و التأمل : " لا عبادة كالتفكر " .(3)
ليصبح قادراً على الحكم و التمييز و الفصل و الاستنتاج، وعليه يضبط قواه النفسية(4) الأخرى بصمام محكم مستقر، يخضع له سلوكه العام الذي ينسجم مع حالته النفسية المستقرة و نفاد بصيرته ، يقول الله تعالى : ( فبشر عباد، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه اولئك الذين هداهم الله و اولئك هم أولو الألبا ) (5)
إضافة إلى أننا نجد أن المنظومة الدينية في الإسلام منسجم مع أبعاد الإنسان ، فهي تعود إلى حقول ثلاثة تخاطب الإنسان بالتكليف : العقيدة ، الأخلاق الشريعة وهي تتداخل في أجزاء كبيرة أي اننا نجد أن المصلى هوملتزم بالشريعة و عندما يحاول الخضوع و الخشوع في صلاته ليؤدي حقها ينعكس ذلك على بناءه الأخلاقي و حالته النفسية و من البداية إذا تم سؤاله لم تصلي ؟ فسيجيب : امتثالا لله تعالى الذي أمرني بذلك و هو ما يترشح من عقيدته بالتوحيد .
هذه العقيدة التي لا تشكل حتى تمر و تربي الأبعاد الثلاثة ( عقل، قلب، جسد ) هي نفسها ينبثق منها تكليف يخاطب الأبعاد الثلاثة، كالعقائد و المبادئ الإسلامية الفكرية و الأخلاق الواجبة و المستحبةو ... و الأحكام الشرعية مباح محرم و واحب...
ثانياً أهم العقائد الدينية الإسلامية
يشترك جميع المسلمين في اصول العقيدة الإسلامية ما يجعلهم جميعاً داخل دائرة الإسلام وهم مشتركون بالتالي على بعض الفروع التي تترشح من هذه الأصول أو الجذور ( المراعاة اختلاف مصلطح اصول الدين العقائد ، و فروعه - أمهات الاحكام ) ومن الجدير الالتفات إلى هذه النقطة لأنها مدخل للنزاعات التي نشهدها اليوم في البحرين... على الرغم من أن دوائر الاشتراك اوسع و اكبر من زوايا الاختلاف وهي :
التوحيد - النبوة - المعاد
هذه هي الأصول الثلاثة الرئيسة في عقيدة المسلمين وهي تترشح على مبادئ و اعتقادات في ظلها وهي مشتركة بدورها : العدالة الإلهية، الرحمة واللطف و المدد والعون و النصرة و المغفرة و الرحمة و القضاء و القدر و الاختيار و عدم الاجبار ... و الطاعة و الالتزام و المراقبة ...
النبوة و القيادة الاسلامية و العصمة و الرسالة و القرآن الكريم و الخلافة و وجود النظام الإسلامي و التحكيم الاسلامي و احياء الشريعة و القضاء و الحكم و الدستور و النظم و الولاء...
القيامة و الحساب و الجنة و النار و الموت و البعث و النشر و الملائكة و عالم الآخرة و القبر و الصراط و الميزان...
كل أصل يتفرع منه مجموعة اعتقادات تشكل عناصره و نلاحظ ان مجرد تعداده يأخذنا إلى ميدان العمل والتطبيق لأنها تحمل معها وجهاً تنفيذياً إجرائياً واضحاً .
يتوافق المسلمون على هذه العناوين و يختلفون في درجاتها و تفاصيلها احياناً لكن ينفرد الشيعو الإمامية بالإعتقاد بالإمامة وهو متفرع من الايمان بالنبوة استناداً على ما بينه العلماء في الأدلة .(6)
وليس هنا محل مناقضة الاختلاف، بقدر إبراز الإشتراك بين المسلمين ، و ماهو مؤثر على دور المرأة المسلمة في نهضة الصحوة الحديثة، رغم ذلك ، فإن هذا الاصل الاعتقادي يخبئ سراً عظيماً على مستوى التأثير، ولا يمكن غض النظر عنه، عند دراسة العقائد الدينية المؤثرة في الصحوة، فكلما حاولت ذلك - كباحثة - فأجاتني الوقائع الملموسة مثلاً : كيف خاطب قادة الصحوة الاسلامية المرأة في مجتمعهم ؟ نحتاج إلى دراسة تجربة ناجحة .
ثالثاً ما هي العقائد الدينية التي برزت في الخطاب الصحوي ؟ لنقل كنموذج بارز على الخطاب الإسلامي من خلال إحدى أبرز مصاديق الصحوة الاسلامية : المرأة في ظل الثورة الاسلامية المباركة كانت محط انظار و اهتمام السيد الإمام الخميني ( قده) فما هي المواضيع التي خصصها للمرأة، و تدخل ضمن الإطار الفكري و العقدي ؟ بمعنى آخر: ما هي العناوين العقدية التي تكررت و برزت في كلمات مفجر الثورة الإسلامية ، خاصة في المناسبات و المحافل التي يخاطب فيها المرأة الإيرانية التي شاركت في هذه الصحوة ؟
في جولة سريعة على معظم خطابات الإمام ( قده )(7) تبرز العناوين التالية :
اهمية الاعتقاد بالرقابة الإلهية الإخلاص و اليقين بلله و التوكل عليه و الطاعة و الحرص على نيل الرضا الإلهي مرجعية الإسلام و كفايته: كم يحمل هذا الخطاب الإلهي في القرآن من مسؤولية... مسؤولية الاكتفاء بالاسلام يكفينا نبي الاسلام تكفينا احكام الإسلام و أهدافه ... نحن مكلفون بالحفاظ على دين الله ... بالمحافظة على الاهداف الإلهية، و إنكن أيتها المخدرات المؤمنات أولى من غيركن بهذا... لقد من الله تبارك و تعالى علينا بهذا اللطف بان نحافظ مع الله عزوجل على الدين الاسلامي في قوله:( حسبك الله و من اتبعك من المسلمين ) .(8)
اهمية الاعتقاد بكرامة السيدة الزهراء (ع) و أبعاد شخصيتها، كونها النموذج الاعلى للمرأة اليوم: هذا المعتقد تكرر في معظم كلمات الامام في المحافل النسائية، وقد سن يوم المرأة العالمي بتاريخ ذكرى ولادتها الميمونة ولم يطرح معلومات تاريخية فقط بل كان يركز على البعد الامامي و المعصوم و التربية المطهرة، و الدروس المستفادة من شخصية امرأة تملك بعداً روحياً خاصاً في واقع و ظروف قاسية شخصتها بيتها تربيتها فلسفة الامامة من وجهة نظرها في خطبة فدك الشهيرة، تسبيها و عبادتها، موافقها الباسلة و الجريئة، إرادتها في المواجهة و تحدي الظلم ، اخلاقها... والعناوين كثيرة و متعددة يضيق البحث عن عرضها بالفعل لم تكن الزهراء امرأة عادية كانت امرأة روحانية... امرأة ملكوتية ... كانت انسانا بتمام معنى الكلمة... نسخة انسانية متكاملة امرأة حقيقية كاملة ... حقيقة الانسان الكامل بل هي كائن ملكوتي تجلى في الوجود بصورة انسان ... بل كائن الهي جبروتي ظهر على هيئة امراة .(9)
الاعتقاد بالأئمة و عصمتهم و توطيد العلاقة الروحية بهم:وهو عنوان تكرر كثيراً في خطاباته: نحن نفخر أن تكون الادعية الحياتية صادرة عن أئمتنا المعصومين نحن نفخر ان تكون منا المناجاة الشعبانية للائمة ودعاء عرفات للحسين(ع) بن علي ، و الصحيفة السجادية زبور آل محمد و الصحيفة الفاطمية وهي الكتاب الملهم من قبل الله تعالى إلى الزهراء المرضية.(10)
ترسيخ الاعتقاد بالإمام الغائب (عج) و أهمية التمهيد له، إن بياني لعاجز عن وصف المقاومة الشاملة و الباهرة التي يبديها ملايين المسلمين المولعين بالإيثار و التضحية و الشهادة في بلد صاحب الزمان ارواحنا فداه وإني لأعجز عن تناول ملاحم و بطولات و بركات الابناء المعنويين للكوثر الزهراء (ع) .(11)
الاعتاقد بكرامة المرأة و أهمية دورها إلى جانب الرجل في الإسلام لا خلفه المرأة مبدأ جميع الخيرات و قد رأيناكيف كان دور المرأة في هذه النهضة إننا نعتبر أن نهضتنا مدينة للنساء فالرجل كانوا ينزلون إلى الشوارع اقتداء بالنساء فهن شجعن الرجال و كن دائما في مقدمة الصفوف .(12)
ترسيخ القدوة شجاعة زينب (ع) - مساهمة السيدة خديجة (ع) في نشر الإسلام - كرامة السيدة مريم العذراء ...
أولوية التربية الإسلامية و كونها وظيفة المرأة بالاصالة : تحفل كلماته بتثبيت هذا المبدأ و دور الإسلام في كونه مرجعية تربوية فتناول اكثر من مرة موضوع الحضانة و خطورتها على الطفل صبر الأم اهمية الأسرة أهمية الاخلاف و حسن التعامل ارتباط صلاح المجتمع بالتربية الصالحة: بإمكان الانسان الصالح أن يهدي عالماً ، و الفاسد قد يجر العالم إلى الفساد، فالسفاد و الصلاح يبدأ من احضانكن و من تربيتكن و من بيوتكن والمدارس اللاتي تعملن فيها (13) وغيرها من الأمور التي أراد الإمام ترسيخها في عقل النساء الايرانيات و وجدانهن ليضمن سلامة مسيرته الاسلامية لكن لم تكررت بشكل بارز في كلامه للمرأة شخصية السيدة الزهرا (ع) ؟ ثم الاسرة و صلاح المجتمع ؟ مع ملاحظة أن هذه الكلمات جميعها استهلت بتثبيت قاعدة المرجعية الإلهية في الحياة كعقيدة راسخة
رابعاً: دور مبدأ الإمامة و الولاية في التنمذج
لن نتناول مبدأ التوحيد و النبوة بقدر الولاية - رغم اختلاف المسلمين بالاعتقاد بها - وربما كان هذا سبباً وجيهاً لدراسة تأثيرها في ميدان الواقع اكثر لكن لن نتناولها بعيداً عنهما أيضاً .
لا شك ان مبدأ الايمان بالتوحيد و العدالة الإلهية و التزاماً بالطاعة مع مصاحبة الرضا أثناء الالتزام . و يؤمن جميع المسلمين بأن حق جل اسمه، قد تلطف بهم إذ أرسل من لدنه انبياء ورسل معصومين منزهين يقومون بدور التعليم و البيان و الدعوة إلى عبادته و التبشير و الإنذار وهو ما يؤثر فينا أيضا بلزوم طاعتهم و الايمان برسالتهم و البحث في قصصهم لأخذ العبرة و الموعظة لكن اين يمكن السر ؟ سر الالتزام الحقيقي عقلا و قلبا و عملا؟ ان يلتزم الانسان و هو راضي محب؟
إضافة إلى سؤال آخر : العلوم تكسب بالتعليم لكن الاخلاق كيف تكتسب؟ الا نحتاج إلى نماذج من الانسان الكامل نفسه لكن بظروف متنوعة مختلفة ملونة متقدمة زمنياً في السلم و في الحرب في الغنى و الفقر، في الحرية و الأسر، في النعمة و الشدة في الصحة و المرض ... أعني ألا يحتاج الإنسان لنموذج كامل يعمله كيف يواجه الظلم دون الاعتداء؟ كيف يبني مجتمعه؟ كيف يساعد غيره ؟ كيف يربي أبناءه و يروض نفسه ؟ المرأة و الرجل و الطفل؟ الا يحتاج إلى برنامج تربوي يطبق امامه ما كلفه به الاسلام ؟ الظاهر والباطن ؟ الروح و الجوهر ؟
من المعروف أن الأخلاق و لا تكسب لذلك نحتاج إلى قدوة عاشت أكبر عدد ممكن من الظروف المختلفة يكمن السر هنا تحديداً ولا أظن أن الصدفة كانت سببا لتكرر شخصية الزهراء (ع) في خطاب المرأة بقدر ما كان هذا الاعتقاد حاضراً لدى الامام الخميني في كلماته لأ،ها كانت ملهما للمرأة للتحرك على هذا المستوى، وهذا الالهام مبني على الايمان بأنها من بيت العصمة أي مبدأ الامامة المتفرع عن النبوة التي لا نؤمن بها حتى نكون موحدين بالأصل و ربما يكون هذا تفسيراً لأن الامامية أيضاً يؤمنون بأ، " حب أهل البيت عبادة " لأن الحب هو الطريق الأوحد للذوبان في نموذج القدوة واحتذائه ببصيرة خاصة و علاقة وثيقة .
ربما هذا ما دفع المرأة الايرانية للثبات و الصبر و القوة مع المحافظة على جميع التعاليم الإسلامية تحت هذه المظلة الاعتقادية وما دفع المرأة اللبنانية في تموز 2006 إلى الصبر و النضال و التضحية ايضاً وما يدفع كل امرأة حرة ان تطالب بتحقيق العدالة و رفع الظلم و الاضطهاد عن أبناء شعبها، و هو دافع لتربية أجيال اخرى و المساهمة في نشر هذا الوعي وهذه الرسالة، فتحرك تلك القبضات مرة واحدة مصر ، تونس، ليبيا، البحرين
قيمة مساهمة المرأة في الصحوة
إن المعيار الأصح لقياس مشاركة المرأة أو مدى فاعليتها الاجتماعية او الاقتصادية او سواها هو نتاج ما تعتقد به ليرشح على القيم الاخلاقية او قيم التضحية او قيم المسؤولية التربوية و الرعائية التي تتحملها المرأة التي يدعوها إليها الاسلام او ينيطها بها المجتمع و ثقافته كما يفترض الا تتزلق الهيئات او ينيطها بها المجتمع و ثقافته... كما يفترض الا تتزلق الهيئات و الجمعيات خاصة النسائية منها و معها وسائل الاعلام و الندوات و المحاظرات إلى إهمال قدر المرأة المربية في الاسرة بحيث تطبق تلك القيم والتي في الواقع بعمل لا يقل بأي حال من الاحوال بل يتفوق عمّا تقوم به على سبيل المثال إمرأة تعمل في هيئات اجتماعية دون دراية أو بصيرة بصلاح مجتمعها او فساده .
إن التأكيد على قيمة العمل الاسري و مسؤوليته و جسامته الذي تقوم به المرأة في بيتها بمستوياته التربوية و الرعائية و مساهمته في استقرار الاسرة مقارنة بقيمة بأي عمل آخر فله اهمية كبيرة في التعويض النفسي للمرأة التي قد تشعر في بعض الحالات بإهمال المجتمع لها، أو بسوء تقدير التضحية التي تقوم بها داخل الاسرة... و ما ينبغي الاشارة اليه أيضاً، في إطار ارتباط عمل المرأة بمرجعية الاسرة هو - برأينا - تشجيعها على الانحراف في العمل التطوعي في الهيئات و الجمعيات و الاندية التي تعنى بقضايا المجتمع المختلفة فمثل هذه المشاركة تتيح للمرأة أن تكون على صلة بمشاكل المجتمع الذي تعيش في هو ان تساهم بمقدار استطاعتها في مديد العون لمعالجة تلك المشاكل دون أن ينعكس ذلك سلباً على اسرتها لأنها هي التي ستختار التوقيت و الجهد المناسبين بما لا يتعارض مع حاجة اسرتها و اطفالها إليها، وستشعر في الوقت نفسه، بممارسة دور اجتماعي ، يكسر عنها طوق العزلة التي قد تحاصرها جراء استغراقها المتواصل في الاهتمام بأسرتها و اطفالها .
تعد مسألة النظر إلى حضور المرأة و مشاركتها الاجتماعية مسألة مقاييس و مرجعيات قيمية و ثقافية فكل الاحصاءات تشير في معظم دول العالم و في مقدمتها الدول الاسلامية إلى نسبة البطالة المرتفعة وإلى عجز هذه الدول عن توفير فرص العمل للمتخرجين من الجنسين . أصف إلى ذلك نسبة الامية المرتفعة في البلاد العربية ( 70 مليونا ً ) خاصة بين الإناث ما يعني أن الاولوية في هذه البلدان هي تعليم المرأة لأن التعليم عموماً يرفع مستوى الانسان الفرد و مستوى الاسرة و مستوى المجتمع كله فهو قيمة انسانية عظمى ، بها يرتقي الانسان و يسمو .(14)
ماهي مشاركة المرأة الاجتماعية الحقيقية ؟
ليس عمل المرأة ومشاركتها الاجتماعية أو السياسية، كما يفترض الكثيرون، مقياساً للتحول الذي يحصل في المجتمع بالاتجاه الاكثر تطوراً أو تقدماً، وليست أنواع المشاركة التي تحددها المعايير الغربية هي المعايير الصالحة دائماً او الثابتة لقياس حجم المشاركة وأهميتها فهذه المعايير ( الغربية ) تربط عادة بين اعداد النساء في البرلمان او الحكومة او المؤسسات الاقتصادية او سواها، لتستنتج مستوى مشاركة المرأة ومدى فاعليتها و لكن في مقابل ذلك نلاحظ كنموذج آخر، أن المرأة في فلسطين التي قد تغيب عن المؤسسات البرلمانية أو الحكومية ، أو توجد فيها ينسب ضعيفة جداً تشارك بكثافة و فاعلية غير عادية في مواجهة الاحتلال الصهيوني لبلادها من خلال الاعتصام و الإضراب و التظاهر و الصبر على اعتقال الزوج او استشهاد الابن... فهل يمكن القول هنا، إن هذه المرأة الفلسطينية محرومة من المشاركة و معزولة و متخلفة ؟
إن ما يؤكد فرضية عدم التلازم بين مشاركة المرأة و بين تقدم المجتمع و تطوره وارتقائه هو الأمثلة و النماذج التي يقدمها عالم الغرب فقد وصلت المرأة في معظم بلدان هذا الغرب في الاتحاد الاوروبي و الولايات المتحدة وحتى إسرائيل، إلى مواقع مهمة في مناصب اساسية في هرمية السلطة في تلك البلدان. من ( كونداليزا رايس ) وزويرة الخارجية الاميركية السابقة مروراً بـ( تسيبي ليفي ) نظيرتها الاسرائيلية إلى ( ميشال اليو ماري ) وزيرة الدفاع الفرنسية ،إضافة إلى أخريات في الخارجية البريطانية و السويدية و المستشارة الالمانية ( انجيلا ميركل ) ... و غيرهن كثيرات. من دون ان ننسى دور المجندات الاميركيات في احتلال العراق ... فما الذي تغير نحو الافضل بعد وصول المرأة إلى كل تلك المناصب الرفيعة في البلدان الغربية ؟ ألم تلتزم تلك النساء سياسات بلادها و تدافع عنها في حصار دول اخرى وفي الدفاع عن الجرائم الإسرائيلية وفي الحرب على " الارهاب " و الاستعلاء على المسلمين ؟ فأين هي مؤشرات التقدم في تجربة وصول المرأة إلى تلك المناصب في التجربة الغربية ، بعد ما فعلته بشعوب العالم الأخرى ؟
الفهرس المصادر
1- يراجع عتريسي طلال (د) : أي نموذج لعمل المرأة؟ مجلة نجاة إسلامية تعنى بقضايا المرأة و المجتمع جامع المصطفى العالمية ع 17 ص 52-55
2- المطهري، مرتضى : التربية و التعليم في الإسلام ط 4 دار الهادي بيروت 2005 م 18/22
3- الطوسي كتاب الآمالي ج 1 ص 145
4- بناء على نظرية علماء الاخلاق المسلمين ، بان النفس تملك ثلاث قوى : الغضبية و الشهوية اللتان تخضعان للقوة الثالثة العقلية
5- سورة الزمر : آية 20
6- يراجع : المفظر: عقائد الإمامية مبحث الإمامة
7- يراجع: الخميني ، روح الله: مكانة المرأة في فكر الإمام الخميني ( قده ) إعداد مؤسسة تنظيم و نشر تراث الإمام الخميني (قده) ( لا . ط ) سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية دمشق ، ( لا، ت )
8- ( م ن ) ص 188
9- ( م ن ) ص 23
10- ( م ن ) ص 27
11- ( م ن ) ص 26
12- ( م ن ) ص 40
13- ( م ن ) ص 168
14- يراجع : عتريسي ، طلال (د ) ( م . س )