Super User

Super User

الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2013 03:47

حَقّ فَرْجِكَ

9. وَ أَمّا حَقّ فَرْجِكَ فَحِفْظُهُ مِمّا لَا يَحِلّ لَكَ وَ الِاسْتِعَانَةُ عَلَيْهِ بِغَضّ الْبَصَرِ فَإِنّهُ مِنْ أَعْوَنِ الْأَعْوَانِ وَ كَثْرَةِ ذِكْرِ الْمَوْتِ وَ التّهَدّدِ لِنَفْسِكَ بِاللّهِ وَ التّخْوِيفِ لَهَا بِهِ وَ بِاللّهِ الْعِصْمَةُ وَ التّأْيِيدُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِه‏

الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2013 03:45

لا اجماع حمساوياً على مشعل

لا اجماع حمساوياً على مشعل

تعيش حركة «حماس» هذه الفترة أياماً عصيبة. تعاني عوارض انفصام في الشخصية. صراع مصالح وهوية وانتماء. تتلاطمها أمواج «الإخوان» السياسية وضغوط قطر المالية وطموحات شخصية صغيرة وفوقها كلها تعب السنين. يتناتشها حنين إلى ماض عزيز وتثقلها عقيدة مقاومة تعوق حراكها خارج المسار. صراع ينعكس تنظيمياً حدة في المواجهة بين تيار مستسلم لنزعات التيار الأخواني في المنطقة ومآربه السياسية، وآخر عصبه غزّاوي رموزه من الصقور الذين يخوضون معركة تثبيت خيار المقاومة باعتباره السبيل الوحيد لتحرير فلسطين، كل فلسطين. مواجهة بلغت بعض الأحيان حد التجريح الشخصي، وتساؤلات من نوع: ماذا جنت يداك يا خالد مشعل؟

النيران تستعر تحت رماد التوافق الظاهر داخل «حماس». في العلن، تبدو الحركة حريصة على ألا يصدر عنها أي مؤشر إلى خلافات ربما تكون الأعمق بين أجنحتها منذ تأسيسها. أما في الغرف المغلقة، فالسائد ليس أقل من عواصف سياسية، لا تزال حتى اليوم تحت السيطرة، وإن كان المستقبل يحفل بالمجهول.

الجلسة الشهيرة للتجديد لخالد مشعل على رأس المكتب السياسي في الرابع من نيسان الحالي في القاهرة، ربما تكون خير مصداق لما سلف. الإعلان الرسمي الذي صدر عن الحركة تحدث عن «إجماع» على أبو الوليد، الذي «انسحب كل من اسماعيل هنية وموسى أبو مرزوق لصالحه».

التحليلات التي بنيت على ذلك، تحدثت عن أن مشعل اشترط منذ البداية أنه لن يخوض تجربة كهذه انتخابياً، وأنه يرفض الولاية الجديدة ما لم تأت مكللة بالتوافق. بل ذهب البعض إلى حد التأصيل لهذا الحدث بدءاً من «الربيع العربي» وهيمنة «الإخوان» فيه واعتمادهم مبدأ «التمكين» لترسيخ حكمهم، ولو كان الثمن فلسطين. بعض آخر استنتج أن ما عزز فرص عودة مشعل بصفته «الرجل القوي» في حماس أنه مرن مع محمود عباس، ما يفتح الباب أمام المصالحة الفلسطينية، كما أنه يعطي أبو مازن الضوء الأخضر لمفاوضة الاحتلال، أو على الأقل لا يعارضه. وصوّر المشهد وكأن «حماس» تقف صفاً واحداً في هذا التوجه.

مصادر قيادية في «حماس» شاركت في جلسات انتخاب أعضاء المكتب السياسي الجديد، تكشف عن مشهد مغاير. تؤكد أن الجلسة كانت عاصفة، بلغ مستوى التوتر فيها ذروته، ووصل تبادل الاتهامات حد كيل الشتائم. تنفي المصادر نفياً قاطعاً حصول أي توافق على مشعل. تقول «صحيح أن مشعل أعاد طلبه عدم حصول انتخاب. لكن فريقاً وازناً رفض الإذعان لرغباته، بحجة أن النظام الداخلي للحركة ينص على وجوب الاقتراع في حال وجود أكثر من مرشح». وتضيف أنه «في الجولة الأولى، حصل الاقتراع على مشعل واسماعيل هنية وموسى ابو مرزوق، ففاز الأولان بالعدد الأكبر من أصوات مجلس الشورى المؤلف من 60 عضواً. عندها حُصرت المنافسة بين هنية ومشعل الذي فاز بفارق سبعة أصوات».

وتؤكد المصادر أن «جلسة الانتخاب هذه كان ستتفجر لولا تدخل (زعيم حركة النهضة التونسية راشد) الغنوشي و(المرشد العام للأخوان محمد) بديع و(الداعية الإسلامي يوسف) القرضاوي». وتضيف أن هذا التدخل لم يحل دون شن تيار الصقور في غزة هجوماً عنيفاً على مشعل، انطلاقاً من محورين: الأول عبر التأكيد له أن ما كان يقولوه حول أن إقامته في دمشق تحرجه، فـالآن «عليك أن تفهم أن إقامتك في الدوحة تحرجنا، وعليك أن تتدبر أمر انتقالك إلى مكان آخر في أسرع وقت ممكن». أما الثاني فاحتجاج شديد اللهجة على توريط مشعل للحركة في مسار المصالحة عبر القناة القطرية التي تُرجمت في القمة العربية الأخيرة في الدوحة دعوة إلى قمة عربية مصغرة في مصر لتحريك هذا الملف. ويرى أنصار هذا الطرح أن قطر «ليست سوى أداة إقليمية تمتلك ما يكفي من المال والماكيافيللية لتكون أداة تنفيذ المشروع الأميركي الذي يرمي إلى تقويض المقاومة». وكان لافتاً أن هذا التيار أبى إلا أن يُسجل في محضر الجلسة هذين الاحتجاجين، مع النص على «مهلة» لم تحدد زمنياً لأبو الوليد لمغادرة الدوحة. وتكشف هذه المصادر عن أن تيار الصقور المتمسك بالمقاومة وبالبقاء جزءاً أساسياً من محور المقاومة، نجح في تحقيق أمرين: الأول، إيصال أربعة من فريقه الأكثر تصلباً، هم عماد العَلمي وخليل الحيّة ويحيى السنوار وروحي مشتهى، إلى المكتب السياسي، ومعهم العضو الجديد أيضاً عن غزة نزار عوض الله. أما الثاني، فالنجاح في إقصاء مجموعة من فريق مشعل عنه، في مقدمهم عزت الرشق وأسامة حمدان.

وكان لافتاً الموقف الذي اتخذه محمود الزهار في اجتماع انتخاب أعضاء المكتب السياسي. فبعدما فشل في أن يكون أحد الأعضاء الثلاثة الذين ينتخبهم مجلس إقليم غزة منفرداً، أعلن رفضه أن يكون من الثلاثة الباقين الذين يتم اختيارهم بالتوافق مع رئيس المكتب السياسي لأنه «لا يريد أن يكون لمشعل أي دور في وصوله إلى المكتب السياسي»، على ما تفيد المصادر نفسها.

وفي حديثها عن موسى ابو مرزوق، الذي كان من أوائل من غادر دمشق إلى القاهرة للإقامة، ترى المصادر أنه «يمكن تصنيفه في منطقة وسط بين مشعل وبين هنية». وتضيف «لا شك في أنه مصري الهوى، لكنه لم يبتعد بنفس قدر مشعل». وأشارت إلى أن أبو مرزوق، على سبيل المثال، قام بزيارة معلنة إلى طهران في الخامس من الشهر الماضي، التقى خلالها الرئيس محمود أحمدي نجاد وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي ووزير الخارجية علي أكبر صالحي ورئيس البرلمان علي لاريجاني. وكان لافتاً أن زيارة أبو مرزوق تزامنت مع زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى طهران، لكن المعنيين في إيران يؤكدون أنهما لم يلتقيا، وإن كشفوا أن «القيادي الفلسطيني طلب من السلطات الإيرانية أداء دور في خفض التوتر الذي يشوب علاقته بالنظام السوري». كما كان لافتاً تشديد أبو مرزوق، من طهران، على أن «الانتصار الذي حققته المقاومة الإسلامية الأخير في غزة على الكيان الصهيوني أكد لجميع الفلسطينيين أن المقاومة هي السبيل الوحيد للنصر على الصهاينة وتحرير الأراضي المحتلة، وأن حرب الـ8 أيام وضعت الشعب الفلسطيني على مسار الانتصارات»، مضيفاً «نشعر بأن الوقت قد حان لقطف ثمار مسيرة الجهاد التي بذلتها المقاومة وعلينا أن نضاعف جهودنا في سبيل إيجاد الوحدة بين المسلمين».

يشار في هذا الصدد إلى أن زيارة طهران كانت أخيراً محور خلاف بين قادة «حماس». ففي وقت وافق فيه هنية على دعوة إيران إلى حضور قمة عدم الانحياز، طالبه مشعل وقتها برفضها. لكن هذه الزيارة لم تتم بسبب ضغوط مورست على طهران، هدد فيها الرئيس محمود عباس بمقاطعة القمة في حال حضرها هنية الذي سبق أن زار الجمهورية الإسلامية في ذكرى الثورة في شباط 2012.

المكتب السياسي يوزع الحقائب

عقد المكتب السياسي لحركة «حماس» نهاية الاسبوع الماضي أول اجتماعاته في الدوحة حيث جرى توزيع المسؤوليات بين أعضائه. وسُربت معلومات أنه على الرغم من أن محمود الزهار وعزت الرشق لم يفوزا بعضوية المجلس، إلا أنه جرى خلال تلك الاجتماعات التي بدأ الخميس وانتهت مساء السبت، إعادتهما إلى موقعهما في محاولة على ما يبدو لخفض حدة الخلافات داخل الحركة. ويتألف المكتب السياسي لحركة حماس من 18 عضواً، ستة عن كل من مجالس شورى الأقاليم الثلاثة، غزة والضفة والخارج. وبحسب النظام الداخلي للحركة، فإن مجلس شورى كل أقليم ينتخب ثلاثة أعضاء للمكتب السياسي. بعدها يلتئم مجلس شورى الحركة، الذي يتألف من مجلس الأقاليم الثلاثة بما يشكل مجموعه 60 عضواً، ويُنتخب رئيس ونائب رئيس للمكتب السياسي، من بين مجموعة مرشحين، يتقدمون بناءً على طلبهم أو بناء على ترشيح أعضاء آخرين من مجلس الشورى.

وفي المرحلة الثالثة، يتم انتخاب الأعضاء الثلاثة الآخرين عن كل إقليم بالتوافق مع رئيس المكتب السياسي الجديد، بمعنى أن يسميهم مجلس الإقليم ويوافق عليهم رئيس المكتب السياسي أو العكس. أما ولاية المكتب السياسي فتمتد على أربع سنوات.

الجيش الفرنسي يسلم مسؤولية تمبكتو لجيش بوركينا

افاد مصدر عسكري مالي ان الجيش الفرنسي سلم الثلاثاء المسؤولية الامنية في مدينة تمبكتو لجيش بوركينا فاسو بهدف قيادة "عمليات تامين" المدينة ومحيطها.

 

وقال الكابتن فامبا كوليبالي من تمبكتو "اليوم، وفي احتفال رسمي في تمبكتو، سلمت القوات الفرنسية المسؤولية لقوات بوركينا فاسو لجهة قيادة عمليات التامين الميدانية".

 

واضاف ان قوات بوركينا ستضم 650 عنصرا الاسبوع المقبل في المدينة.

 

واوضح المصدر نفسه ان قوات بوركينا، وهي جزء من القوة الدولية لدعم مالي التي تضم نحو ستة الاف جندي افريقي، "ستعمل مع القوات المالية الموجودة ايضا في تمبكتو".

 

وكانت القوات الفرنسية والمالية استعادت في نهاية كانون الثاني/ يناير مدينة تمبكتو بعدما احتلها مسلحون مرتبطون بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب لعشرة اشهر.

 

ووافق البرلمان الفرنسي الاثنين على السماح للحكومة بتمديد العملية العسكرية الفرنسية في مالي.

استسلام مئات المسلحين للجيش السوري وتوقع المزيد

قالت مصادر عسكرية مطلعة لـجريدة الوطن أن مئات المسلحين في ريفي حمص ودمشق وأيضاً داخل مدينة حمص استسلموا أمام الجيش العربي السوري، وإن هناك كذلك عدداً كبيراً يفاوض لتسليم نفسه وسلاحه.

وكشفت المصادر عن أن المئات من المسلحين بدؤوا منذ أيام بتسليم أنفسهم وتحديدا في مناطق ريف حمص ودمشق بعد أن أحكم الجيش طوقاً خانقاً من حولهم وبعد أن فوجئوا بهروب قادتهم آخذين معهم ما توفر من مال ومؤن وذخائر تاركين مقاتليهم في مواجهة الموت المحتم أمام ضربات الجيش وتقدمه السريع.

وقالت المصادر إن المسلحين كانوا في حالة يرثى لها فمنهم من طلب الماء والطعام ومنهم من تبرع وقدم معلومات قيمة للجيش للانتقام من قائده الذي فر دون إبلاغ أحد آخذا معه كل ما كان يعد المقاتلين به من مال ومسروقات ووعود بإخراجهم خارج الحدود في حال اشتد القتال!!

وأضافت إن هناك جيوباً داخل مدينة حمص تناور وتفاوض من أجل تسليم السلاح وهم محاصرون بالكامل داخل أوكارهم، مؤكدة أن حالات استسلام عديدة تمت أيضاً في ريف دمشق وان الجيش ينظر في كل حالة على حدة وخاصة أن لدى الأجهزة الأمنية قوائم كاملة بأسماء المسلحين ومن منهم شارك في القتال ومن لم يفعل.

ورداً على سؤال حول وجود أجانب أو عرب بين المستسلمين فضلت المصادر عدم الإجابة في الوقت الحالي لكنها أكدت أن لدى الجيش والقوات الأمنية مفاجآت سيكشف عنها في الوقت المناسب وأضافت إن عدد الذين استسلموا حتى الآن بالمئات وليس بالعشرات وانه لن يكون هناك من مفر أمام المسلحين سوى الموت أو الاستسلام.

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

هو قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجة الوداع حينما قام في الناس خطيبا في غدير خم ـ من خطبة طويلة ـ : (... ثم قال : (يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه، فهذا مولاه ـ يعني علياً ـ اللهم وال من والاه وعاد من عاداه …).

وقد روى هذا الحديث جمهرة كبيرة من الصحابة وأورده جمع كبير من الحفاظ في كتبهم وأرسلوه إرسال المسلمات . وإليك بعض المصادر :

1. (الصواعق المحرقة) لابن حجر الهيثمي المكي الشافعي، ص25 ، ط الميمنية بمصر .

2. (كنز العمال) للمتقي الهندي ، ج1/ص168/ح959، ط 2 .

3. (تاريخ دمشق) لابن عساكر الشافعي ، ج2/ص45/ح545 ، ترجمة الإمام علي .

4. (صحيح مسلم) ج2/ص362 ، ط عيسى الحلبي بمصر (قريب منه) .

ودلالة الحديث على خلافة وولاية علي (عليه السلام) واضحة ، فلا يمكن حمل الولاية على معنى المحب والصديق وغيرهما لمنافاته للمطلوب بالقرائن الحالية والمقالية .

أما المقالية : فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذكر ولاية علي بعد ولاية الله وولايته، ثم جاء بقرينة واضحة على أن مراده من الولاية ليس هو الصديق والمحب وما شاكل وذلك بقوله: ( وأنا أولى بهم من أنفسهم ) فهي قرينة تفيد أن معنى ولاية الرسول وولاية الله تعالى هو الولاية على النفس فما ثبت للرسول يثبت لعلي (عليه السلام) وذلك لقوله: ( من كنت مولاه فهذا مولاه ) .

وأما الحالية : فإن أي إنسان عاقل إذا نعيت إليه نفسه وقرب أجله تراه يوصي بأهم الأمور عنده وأعزها عليه .

وهذا ما صنعه رسول الله (صلى الله عليه وآله) حينما حج حجة الوداع، حيث جمع المسلمين وكانوا أكثر من مئة ألف في يوم الظهيرة في غدير خم و يخطبهم تلك الخطبة الطويلة بعد أن أمر بارجاع من سبق وانتظار من تأخر عن الحير و بعد أمره لتبليغ الشاهد الغائب .

كل هذا فعله الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ليقول للناس ان علياً محب لكم صديق لكم، فهل يليق بحكيم ذلك ؟ وهل كان خافيا على أحد من المسلمين حب علي للاسلام والمسلمين ؟ وهو الذي عرفه الاسلام باخلاصه وشجاعته وعلمه وإيمانه .

أم ان ذلك يشكل قرينة قطعية على أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) جمعهم لينصب بعده خليفة بأمر الله تعالى: (( يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس )) [المائدة:67] .

نسأله تعالى أن يعرفنا لحق حقا ويوفقنا لاتباعه .

الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2013 05:02

ما هو بناء الذات وتربية النفس ؟

ما هو بناء الذات وتربية النفس ؟
إذا أراد شخص أن يربي نفسه في ضوء الرۆية الإسلامية، عليه أولا «بالمراقبة». والمراقبة يجب أن تكون مرافقة للإنسان في جميع حالاته؛ أي يكون حال الإنسان دائما حال مراقبة، ثم يأتي بعد المراقبة ما يسمّيه أهل السلوك " المحاسبة" هكذا جاء في المتون الإسلامية.

جاء في نهج البلاغة:«عباد الله، زنوا أنفسكم من قبلِ أن توزنوا، وحاسبوها من قبل أن تحاسبوا» (1).

يقولون أن قبل المراقبة والمحاسبة هناك شيء، وبعدهما هناك شيء أيضا، فقبلهما يوجد «المشارطة» يعني على الإنسان أولا أن يشرط على نفسه، ويعاهدها، فيعقد معها معاهدة ويوقع عليها، وغالباً ما تكون مكتوبة على ورقة، فيشترط المرء على نفسه شروطا، ويلزمها بعهود محددة، لأن الإنسان بداية إذا لم يتعاهد مع نفسه، ولم يحدد لها العهود والبنود، ويضع لها المقررات والضوابط، فلن يستطيع أن يراقبها بعد ذلك.

فمثلا يحدد لنفسه ضوابط، فيعدها بأن يكون النوم على هذا المنوال، والطعام على ذاك المنوال، والتعامل مع خلق الله على تلك الطريقة، وغير ذلك من الأمور والمسائل، فيحدد كل هذه المسائل في ذهنه، أو يكتبها على ورقة ويوقع على بنودها وشروطها، ويعقد مع نفسه عهداً وميثاقاً حول تلك البنود والشروط، ثم بعد ذلك يبدأ بمراقبة نفسه حول العمل بهذه البنود والمواثيق، يراقبها في الليل والنهار، ثم يأتي الحساب فيحاسب نفسه؛ هل عملت طبق المواثيق والبنود، أم لم تعمل، هل راقبت نفسها أم لم تراقب؟

فإن عملتْ يأتي بعد ذلك الشكر والامتنان لله تعالى، مع سجدة الشكر، وإذا لم تعمل تأتي المعاتبة، أي يعاتب نفسه ويلومها على عدم العمل بالعهد، فإذا تخلفت عن العمل بشيء قليل تأتي «المعاقبة» أي يعاقبها على التخلف، فإن كان التخلف كبيراً عاقبها بالتشديد عليها، كأن يفرض عليها العقوبة الشديدة والأعمال القاسية في الأيام الصعبة، كالصيام مثلاً، هذه المسائل من أصول الأخلاق ومسلماتها في التربية الإسلامية.

يعتقد بعض الأشخاص أن محاسبة النفس هي عمل المتريضين وأرباب السير والسلوك، أما الأفراد العاديون فلا معنى لمحاسبتهم أنفسهم، إن هذا النوع من التفكير خاطىء، فالقرآن الكريم والأنبياء والأولياء هم الذين ابتكروا هذا النوع من العمل، لم يخصّوا هذا الفعل بفئة معينة من الناس، فالمۆمن بالحساب والكتاب في هذا العالم، والمعتقد أن ما من عمل يضيع، يجب أن يحاسب نفسه، فهل كُتِبَ الحساب في الآخرة فقط على المتريضين وأهل السير والسلوك، كلا، الحساب كتب على جميع الخلق، محاسبة الذات في الأصل تكليف عقلاني عام قبل أن يكون تكليفا شرعيا ودينيا. (2).

 

المصادر:

1- نهج البلاغة: (الخطبة، 90).

2- تعليم وتربيت در اسلام (التعليم والتربية في الاسلام)، حكمتها واندرزها (الحكم والمواعظ)-الشهيد  مرتضي مطهري

الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2013 04:59

«اف بي آي» يعترف: روسيا نبّهتنا قبل سنتين

«اف بي آي» يعترف: روسيا نبّهتنا قبل سنتين

لا يزال «مكتب التحقيقات الفدرالي» بانتظار أن يتمكّن من استجواب المشتبه فيه باعتداء بوسطن جوهر تسارناييف الذي يعالج في المستشفى من إصابات بالغة، فيما يواجه «اف بي آي» انتقادات بسبب إهماله في هذا الملف. وأعلن المكتب الفدرالي في بيان أصدره أمس أن «جوهر تسارناييف لا يزال في حالة حرجة».

وبعد حوالى 24 ساعة من المطاردة، أوقفت الشرطة جوهر تسارناييف مساء الجمعة، وقد أصيب بشكل بالغ، وعثر عليه في مركب موضوع في حديقة في ووترتاون، الضاحية الغربية لبوسطن.

وذكرت شبكة «سي بي اس» الاميركية نقلاً عن محققين أن جوهر «تعرّض لإصابتين في جسمه ونزف كثيراً».

وسيلجأ المحققون الأميركيون في حالة جوهر الى بند «الاستثناء الخاص بالأمن العام» من أجل استجوابه. هذا الإجراء يعني أن المشتبه فيه لن يستفيد على مدى أيام من حق التزام الصمت أو من حق إبلاغه أن بإمكانه الاستعانة بمحام خلال عمليات الاستجواب.

وينتظر عناصر من شرطة مكافحة الشغب من المدرّبين على استجواب معتقلين مصنفين «بالغي الاهمية» استجواب جوهر، كما قال مسؤول في قوات الأمن.

ولم يتردد عدد من جمهوريي مجلس الشيوخ في المطالبة بأن تطلق على جوهر صفة «عدو مقاتل» رغم حصوله على الجنسية الاميركية. وهذه الصفة هي كتلك التي أطلقت على المعتقلين في غوانتنامو، والتي تنصّ على أنه «يمكن اعتقال شخص ما لمهلة غير محدودة بدون محاكمة أو أن يحاكم أمام محكمة عسكرية».

وفي هذه الأثناء، ينكبّ المحققون الأميركيون بشكل خاص على رصد الاشهر الستة التي أمضاها الشقيق الأكبر تاميرلاند في داغستان والشيشان العام الماضي. لكن والده أنزور يؤكد من جانبه أن ابنه «لم يقم سوى بزيارة أفراد من عائلته». وكانت السلطات الروسية طلبت في عام 2012 من الـ «اف بي آي» التحقيق حول تاميرلان استناداً الى «معلومات مفادها أنه يؤيد الإسلام المتطرف ومؤمن متشدد، وأن سلوكه تغيّر بشكل جذري في عام 2010»، كما أعلنت الشرطة الفدرالية التي «لم تعثر على أي دليل على قيامه بنشاط إرهابي»، فتراخت في ملاحقته ومراقبته. وعلى أثر تلك الاعترافات، واجه «مكتب التحقيقات الفدرالي» أمس انتقادات شديدة لأنه لم يواصل مراقبة تاميرلان عند عودته الى بوسطن في تموز 2012.

من جهة أخرى، نفى متمردو شمال القوقاز أمس أي ضلوع لهم في اعتداء بوسطن. وقالت قيادة التمرد في داغستان، في بيان نشر على موقع على الانترنت، إن متمردي القوقاز «لا يشنّون عمليات عسكرية ضد الولايات المتحدة الاميركية».

وأضاف البيان «نحن لا نناضل إلا ضد روسيا المسؤولة ليس فقط عن احتلال القوقاز بل أيضاً عن جرائم بشعة ضد المسلمين».

ودعا المتمردون وسائل الإعلام الاميركية الى «وقف التكهنات وعدم مساعدة الدعاية الروسية»، ونصحوا في الوقت نفسه السلطات الاميركية «بالتركيز على احتمال ضلوع أجهزة استخبارات روسية» في الاعتداء.

وكانت وسائل إعلام أميركية أعلنت أن الـ«اف بي آي» يحقق في احتمال وجود روابط بين المشتبه فيهما في اعتداء بوسطن والتمرّد الإسلامي في القوقاز الروسي بقيادة دوكو عمروف. وبحسب وسائل الإعلام، فإن السلطات الأميركية كانت تحقق خصوصاً في خلية متمردة في داغستان معروفة باسم «ولاية داغستان».

من جانبها، نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن مصادر في الأجهزة الأمنية الروسية أنه «في الوقت الراهن، ليس لدينا معلومات موثوق بها حول ضلوع الأخوين تسارناييف في الحركة المتطرفة لإمارة القوقاز».

لقد احتفظت لنا ذاكرة التاريخ الاسلامي بحوادث وفتن قام بها التيار السلفي المتطرّف ضدّ خصومه من أهل المذاهب الإسلامية منذ القرون البعيدة، ولا زال شرر تلك المناجزات و المجاوزات يطال الأمة المحمدية إلى اليوم .

فدونك فتنة أبي محمد الحسن بن علي بن خلف البريهاري صاحب رسالة شرح السنة المتوفى 329 ق و رئيس الحنابلة بها، وما كان من وقائعهم الفظيعة و معتقداتهم الشنيعة بالنسبة للذات المقدسة العلية و مسائل اخرى ما آل بهم إلى صدور مرسوم من الخليفة الراضي بالله يقضي بالإنكار عليهم و الأخذ علي يدهم و ذلك سنة 323 ق .(1)

ولم تزل لهم - بعد ذلك - جولات وصولات بين الفينة و الأخرى، حتى استفحل امرهم و استطار شرهم بأشد مما كانوا عليه ، أيام قيام ابن تيمية الحراني بالدعوة إلى تلك الشذوذات و نبش تلكهم الدفائن التي ينبذها الملأ الإسلامي، فزاد الرجل في الطين بلة، و أضاف إلى هاتيك العلل ألف علة، تحت ستارة اتباع مذهب السلف الصالح و التمسك بما كان عليه أهل القرون المفضلة و تقليد إمام اهل السنة احمد بن حنبل، مع أن أعيان مذهبة ينكرون ما شان به هؤلاء وجه المذهب، كما قال ابن الجوزي في كتابه دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه.(2)

لقد خاص ابن تيمية في مسائل الأسماء و الصفات - وهو ممن لا يحسن الخوض فيها - فارتطهم في مستنقع التجسيم و التشبيه كمن سبقه من إخوانه المجسمة و المشبهة ، فضلاً عما هذى به في حق الصادق المصدوق (ع) و أهل بيته الطيبين الطاهرين الكرام عليهم افض الصلاة و الصلاة والسلام و غيرهم من أئمة الإسلام .(3)

وفي هذه السطور نستعرض طرفاً من فتنه لتنكشف بها حقيقته و تستبين سريرته لناشئة العصر الذين قد يستهويهم ظاهر كلامه و يغتر به الأغرار الذين لم يحيطوا بمسلكه و مرامه مع نقل نبذ من أقوال العلماء في التحذير من أتباع جهالاته ، و اقتفاء ضلالاته ، و التنبيه على عدم بلوغه مرتبة من يعول عليه لقب شيخ الإسلام ! فقد حكي عن الشيخ العلامة علاءالدين محمد البخاري الحنفي - من أكابر تلامذة المحقق سعد الدين التفتازاني - أن من اطلق على ابن تيمية شيخ الاسلام يكفر بهذا الإطلاق .(4)

و انبرى ابن ناصر الدين الدمشقي - من اتباع ابن تيمية - للرد على البخاري في كتابه الرد الوافر على من رغم أن من سمي ابن تيمية شيخ الاسلام كافر، وهو مطبوع ، فجمع فيه من أطراه و وصفه بشيخ الإسلام من شيوخ العلم ، ولكن فاته ان من هؤلاء جماعة إنما أثنوا عليه قبل قيامة بإذاعة بدعه و انكشاف الستر عن وجوه مسعاه، كابن دقيق العيد و الزملكاني و الصلاح العلائي و أبي حيان و غيرهم ثم انقلبوا عليه .

وإن منهم أناساً من الرواة من صغار أصحابه و اصحاب أصحابه البعيدين عن النظر ممن لا حجة في كلامهم .

ومنهم طائفة يقرون له بالبراعة و سعة العلم من غير مشايعة له في شواذه الأصيلة و الفرعية .

ومنهم من خدع باوائل حاله ولم يطلع على خبايا مفرداته في كتبه فجرى على المبالغة في إحسان الظن به .

قال العلامة الكوثري : " و مع هذا كله كان جماهير أهل العلم من حذاق النظار على معاداته " .(5)

* نصيحة الذهبي لإبن تيمية

ويشهد لصحة كلام الكوثري ما ذكره الحافظ الذهبي في نصيحته التي كتبها لابن تيمية، إذ يقول فيها : فهل معظم أتباعك إلا قعيد مربوط خفيف العقل ؟ أو عامي كذاب بليد الذهن ؟ أو غريب و اجم قوي المكر ؟ أو ناشف صالح عديم الفهم ؟ فإن لم تصدقني ففتشهم و زنهم بالعدل .

وقال أيضاً : و أعداؤك - والله - فيهم صلحاء و عقلاء و فضلاء كما أن اولياءك فيهم فجرة و كذبة وجهلة و بطلة و عور و بقر .

وقد حذر الذهبي في نصيحته هذه من اتباع ابن تيمية فقال :

يا خيبة من اتبعك فإنه معرض للزندقة و الانحلال ، لا سيما إذا كان قليل العلم و الدين باطولياً شهوانياً، لكنه ينفعك و يجاهد عنك بيده و لسانه ، وفي الباطن عدو لك بحاله و قلبه .(6)

هذا مع العلم بأن ابن تيمية من مشايخ الذهبي في الحديث (7) وقد اختصر كتابه المنهاج في المنتقى ﴿ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ‌﴾(8)

وقال الإمام تقي الدين ابوبكر الحصني في دفع الشبه : " كان قد غره بنفسه ثناء العوام عليه ، و كذا الجامدون من الفقهاء العارون عن العلوم التي بها يجتمع شمل الأدلة على الوجه المرضي " .(9)

قال : " وكان بعضهم يسميه حاطب ليل ، و بعضهم يسميه : الهدار المهذار " .

وكان الإمام العلامة شيخ الاسلام في زمانه أبو الحسن علي بن اسماعيل القونوي يصرح بأنه من الجهلة بحيث لا يعقل ما يقول .

قال : و اتفق الحذاق في زمانه من جميع المذاهب على سوء فهمه و كثرة خطئه و عدم إدراكه للمآخذ الدقيقة و تصورها، عرفوا ذلك منه بالمفاوضة في مجالس العلم .

ولهذا الرجل طامات سود بها صحائف سيرته فكان بحق من أئمة الضلال - كما ستقف على شطر من ذلك - حتى آل به الأمر إلى أن قال فيه بعض الأئمة : إنه زنديق مطلق .(10)

*تكلم ابن تيمية على ذات الباري و اسمائه و صفاته

ففي سنة 698 ق تكلم في العقيدة الحموية الكبرى التي ألقاها على المنبر، على ذات الباري تعالى وصفاته و أسمائه وفيها الانتصار لمذهب المجسمة و القول بالإستواء على العرش حقيقة و إثبات الجهة و الوجه والعين واليد و الرجل و الحركة والانتقال على الحقيقة لا المجاز، فقام عليه جماعة من الفقهاء(11) و استدعي إلى مصر وعقد له مجلس و اعتقل بما نسب إليه من التجسيم(12) فحبس مع أخويه عبدالله و عبدالرحمن في برج من أبراج القلعة و ذلك بحكم القاضي المالكي ، فتردد إليه جماعة من الأمراء فسمع القاضي بذلك فاجتمع بالامراء وقال: يجب التضييق عليه إذا لم يقلت، وإلا فقد وجب قتله و ثبت كفره .(13)

قال الصفدي في الوافي بالوفيات : " ولم يزل العوام يعظمونه إلى أن أخذ في القول على السيدة نفيسة فأعرضوا عنه".(14)

* تصريح ابن تيمية بالتجسيم و التشبيه

وكان ابن تيمية لا يتحاشى عن التصريح بما هو تجسيم او تشبيه صريح ، من ذلك ما ذكره الرحالة الشهير ابن بطوطة في رحلته قال :

كان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلة تقي الدين ابن تيمية كبير الشأن يتكلم في الفنون إلا أن في عقله شيئاً! وكان أهل دمشق يعظمونه أشداًَ لتعظيم و يعظهم على المنبر و تكلم بأمرٍ أنكره الفقهاء .

قال : و كنت إذ ذاك بدمشق فحضرته يوم الجمعة و هو يعظ الناس على منبر الجامع و يذكرهم فكان من جملة كلامه أن قال :" إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنز ولي هذا " و نزل درجة من المنبر ! فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء وأنكر ما تكلم به ، فقامت العامة إلى هذا الفقيه وضربوه بالأيدي و النعال ضرباً كثيراً حتي سقطت عمامته و ظهر على رأسه شاشية حرير، فأنكروا عليه لباسها و احتملوه إلى دار عز الدين بن مسلم قاضي الحنابلة فأمر بسجنه و عزره بعد ذلك...(15)

ومن ذلك أنه تعرض في مجلسه لآيات الاستواء ثم قال : " واستوى الله علي عرشه كاستوائي هذا" فوثب الناس عليه وثبة واحدة و أنزلوه من الكرسي و بادروا إليه ضرباً بالكلم و النعال و غير ذلك حتى أوصلوه إلى بعض الحكام فاجتمع في ذلك المجلس العلماء فشرع يناظرهم، فقالوا: ما الدليل علي ما صدر منك ؟ فقال : قوله تعالى : ﴿ الرَّ‌حْمَـٰنُ عَلَى الْعَرْ‌شِ اسْتَوَىٰ ﴾(16) فضحكوا منه و عرفوا أنه جاهل لايجري على قواعد العلم .

ثم نقلوه ليتحققوا أمره ، فقالوا : ما تقول في قوله تعالى ﴿ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّـهِ ﴾(17) فأجاب بأجوبة تحققوا أنه من الجهلة على التحقيق و أنه لا يدري ما يقول .(18)

وقد بلغ الحال به أن نودي بدمشق و غيرها : من كان على عقيدة ابن تيمية حل ماله ودمه خصوصاً الحنابلة .(19)

* مناظرة العلماء مع ابن تيمية

وذكر ابن شاكر الكتبي في عيون التواريخ : أنه في سنة 705 ق عقد مجلس بالقضاء و الفقهاء بحضرة نائب السلطة بالقصر الأبلق فسئل ابن تيمية عن عقيدته ؟ فأملي شيئاً منها ، ثم أحضرت عقيدته الواسطية و قرئت في المجلس و وقعت بحوث كثيرة و بقيت مواضع أخرت إلى مجلس ثانٍ، ثم اجتمعوا ثاني عشر رجب و حضر المجلس صفي الدين الهندي و بحثوا ثم اتفقوا على أن كمال الدين بن الزملكاني يحاقق ابن تيمية ورضوا كلهم بذلك فأفحم كمال الدين ابن تيمية و خاف ابن تيمية على نفسه فأشهد على نفسه الحاضرين : أنه شافعي المذهب و يعتقد ما يعتقده الإمام الشافعي فرضوا منه بذلك و انصرفوا .(20)

ثم إن أصحاب ابن تيمية اظهروا أن الحق مع شيخهم و أن الحق معه فأحضروا إلى مجلس القاضي جلال الدين القزويني و أحضروا ابن تيمية و صفع ورسم بتعزيره فشفع فيه، و كذلك فعل الحنفي باثنين من أصحاب ابن تيمية .(21)

* صدور المرسوم السلطاني بحق ابن تيمية و أتباعه

وأصدر السلطان محمد بن قلاوون بحق ابن تيمية مرسوماً قرئ يوم الجمعة على منبر جامع دمشق و مما جاء فيه كان ابن تيمية في هذه المدة قد بسط لسان قلمه و مد بجهله عنان كلمه و تحدث بمسائل الذات و الصفات و التابعون وفاء بما اجتنبه الأئمة الاعلام الصالحون و أتى في ذلك بما انكره ائمة الإسلام و انعقد على خلافه اجماع العلماء و الحكام و شهر من فتاويه ما استخفت به عقول العوام و خالف في ذلك فقهاء عصره و اعلام علماء شامه و مصره ... و لما اتصل بنا ذلك و ما سلك به هو و مريدوه من هذه المسالك الخبيثة و أظهروه ، من هذه الاحوال واشاعوه و علمنا أنه استخف فومه فأطاعوه، حتى اتصل بنا أنهم صرحوا في حق الله سبحانه بالحرف و الصوت و التشبيه و التجسيم ...

وجاء في المرسوم السلطاني أيضاً : بلغنا أنه قد استتيب مراراً فيما تقدم ، وأخره الشرع الشريف لما تعرض لذلك و أقدم ثم عاد بعد منعه ، ولم يدخل ذلك في سمعه ولما ثبت ذلك في مجلس الحاكم المالكي حكم الشرع الشريف أن يسجن هذا المذكور ، و يمنع من التصرف و الظهور... وليلزم كل واحد من الحنابلة بالرجوع عن كل ما أنكره الأئمة من هذه العقيدة و الرجوع عن الشبهات الذائعة الشديدة و لزوم ما أمرالله تعالى به و التمسك بمسالك أهل الإيمان الحميدة ... وقد رسمنا بأن ينادي في دمشق المحروسة و البلاد الشامية و تلك الجهات الدنية و القصية بالنهي الشديد، و التخويف و التهديد لمن اتبع ابن تيمية في هذا الأمر الذي أو ضحناه .(22)

* منع ابن تيمية من شد الرحال إلى قبور الأنبياء و الصالحين و تكفير العلماء له

ثم في سنة 722 ق اعتقل ابن تيمية في قلعة دمشق لقوله : لا تشد الرحال إلا الى ثلاثة مساجد،(23) و إن زيارة قبور الأنبياء لا تشد إليها الرواحل كغيرها، كقبر إبراهيم الخليل (ع) و قبر النبي (ص) .

قال الحصني : ثم الشاميين كتبوا فتيا أيضاً في ابن تيمية لكونه أول من أحدث هذه المسألة التي لاتصدر إلا ممن في قلبه ضغينة لسيد الأولين، فكتب عليها الإمام العلامة برهان الدين الفزاري نحو اربعين سطراً بأشياء و آخر القول أنه أفتى بكفره .

و وافقه على ذلك الشيخ شهاب الدين ابن جهبل الشافعي و كتب تحت خطه: كذلك المالكي، و كذلك كتب غيرهم، و وقع الاتفاق على تضليله بذلك و تبديعه و زندقة.(24)

وقد أنكر الإمام الفقية ابوبكر الحصني- فيمن أنكر - على ابن تيمية منعه من شدّ الرحال إلى زيارة القبر النبوي، فقال في كتاب دفع الشبه :

لم تزل هذه الأمّة المحمّدية على شدّالرحال إليه على ممرّ الأزمان، من جميع الأقطار و البلدان ، سار في ذلك الزرّافات و الوحدان، والعلماء و المشايخ و الكهول و الشبّأن ، حتّى ظهر في آخر الزمان مبتدع من زنادقة حرّان، لبّس على أشباه الرجال و من شابههم من سيّئ الأذهان، و زخرف لهم من القول غروراً كما صنع إمامه الشيطان ، فصدّهم بتمويهه عن سبيل أهل الإيمان ... (25)

* حكم قضاة المذاهب الأربعة و غيرهم على ابن تيمية

وفي سنة 26 ق اشتدّت فتنة ابن تيمية بفتواه في تحريم شدّالرحال إلى قبور الأنبياء و الصالحين و أنه يرخّص في ذلك، و عثروا له على كتاب كتبه في هذه المسألة منذ سنة 710 ق فاتفقوا على تبديعه و و تضليله و زيغه و أهانوه و وضعوه في السجن ، وكتب قضاة المذاهب الأربعة بالقاهرة على فتوى له في هذه المسألة و حكموا بحبسه و تشهير أمره. (26)و مازال معتقلاً في قلعة دمشق إلى أن مات بها في العشرين من ذي القعدة سنة ثمان و عشرين و سبع مئة .(27)

ومن أجل تلك الدواهي و الطامات تكلم فيه من تكلم من أكابر العلماء و الفقهاء قياماً بواجب النصيحة، و هذه الألوكة لا تسع لإستقصاء جميع ذلك، و لكن نسوق هنا بعض النقول لتنجلي الحقيقة و يتبيّن أنّ هذا الرجل ليس بذاك الذي يبالغ فيه مقلدوه، ولا هو بالمحل الذي يدعيه له أنصار و محبوه ، و ناهيك بشهادة هؤلاء الأئمة الأعلام حجة علي ذلك .

فقد كان العلامة ابن رجب الحنبلي يقول في بعض المجالس : معذور السبكي ، يعني في تكفيره .

وقال ابن جهبل في آخر ما كتبه رداً على الحموية الكبرى : " و نحن ننتظر ما يرد من تهويه و فساده لنبين مدارج زيغه و عناده و نجاهد في الله حقّ جهاده " .(28)

وقال فيه الإمام تقي الدين الحصني : ابن تيمية من أعظم الكذبة الفجّار،(29) وإنه لا دين له يعتمد عليه " .(30)

وقال الشيخ العلامة ابن حجر الهيتمي في كتابه الجوهر المنظم في زيارة القبر المكرم :

من هو ابن تيمية حتي ينظر إليه ، أو يعول في شيء من أمور الدين عليه، وهل هو إلا - كما قال جماعة من الأئمة الذين تعقبوا كلماته الفاسدة ، و حججه الكاسدة ، حتى أظهروا عوار سقطائه، و قبائح أوهامه و غلطاته، كالعزبن جماعة - عبدأضله الله و أغواه ، و ألبسه رداء الخزي و أرداه، و بواه من قوة الافتراء و الكذب ما أعقبه الهوان، وأوجب له الحرمان.

قال : و ما درى المحروم أنه أتى بأقبح المعائب إذ خالف إجماعهم في مسائل كثيرة و تدارك على أئمتهم سيما الخلفاء الراشدين باعتراضات سخيفة شهيرة، حتى تجاوز إلى الجناب الأقدس، المنزه - سبحانه - عن كل نقص ، والمستحق لكل كمال انفس ، فنسب إليه الكبائر و العظائم ، و خرق سياج عظمته بما أظهره للعامة على المنابر من دعوى الجهة و التجسيم و تضليل من لم يعتقد ذلك من المتقدمين و المتأخرين حتى قام عليه علماء عصره ، و الزموا السلطان بقلته أو حبسه و قهره، فحسبه إلى أن مات ، وخمدت تلك البدع و زالت تلك الضلالات ، ثم انتصر له أتباع لم يرفع الله لهم رأساً، ولم يظهر لهم جاهاً و لا بأساً ، ﴿ وَضُرِ‌بَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّـهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُ‌ونَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ‌ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾(31)

قلت : يشير بذلك إلى ما وقع لابن قيم الجوزية و ابن كثير و غيرهما من المهانة و الإذلال و الأحتقار ، كما ستأتي حكايته إن شاءالله تعالى .

وقال أيضاً في الفتاوي الحديثة :

ابن تيمية عبد خذله الله و أضله ، و أعماه و أصمه و أذله ، وبذلك صرح الأئمة بينوا فساد أحواله ، وكذب أقواله ، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتفق على إمامته و جلالته و بلوغه مرتبة الاجتهاد أبي الحسن السبكي و ولده التاج والشيخ العز ابن جماعة و أهل عصر هم و غيرهم من الشافعية و المالكية و الحنفية ، ولم يقصر اعتراضه على متأخري الصوفية بل اعترض على مثل عمر بن الخطاب و علي بن ابي طالب (ع) .(32)

والحاصل : أنه لا يقام لكلامه وزن ،بل يرمي في كل وعر و حزن ، ويعتقد فيه أنه مبتدع ضال ، مضل غال، عاملة الله بعدله ، و أجارنا من مثل طريقته و عقيدته و فعله . آمين !

* نفاق ابن تيمية

قلت : وقد ذكر ابن حجر العسقلاني بترجمة ابن تيمية في الدرر الكامنة : أنه قال : إن علياً أخطأ في سبعة عشر شيئاً ثم خالف نص الكتاب ، منها : اعتداد المتوفى عنها زوجها أطول الأجلين .(33)

ومن الناس من ينسبه إلى النفاق لقوله هذا، ولقوله : إن علياً كان مخذولاً حيثما توجه، و إنه حاول الخالفة مراراً فلم ينلها وإنما قاتل للرئاسة لا للديانة ، ولقوله : إنه كان يحب الرئاسة ، و إن عثمان كان يحب المال ، و لقوله : ابوبكر اسلم شيخاً يدري ما يقول ، وعلي أسلم صبياً و الصبي لا يصح إسلامه على قول .

* نبذة من فتن أتباع ابن تيمية

ثم إن فتن هذا الرجل و ضلالاته لم تخمد نارها ، ولم يذهب من بعد شنارها ، بل خلف من قام بالدعوة إليها ممن نهج نجهه و سلك سبيله كابن القيم الزرعي و ابن كثير الشركويني و ابن الكتبي وغيرهم، وقد جرى عليهم نظير ما جرى على إمام ضلالتهم ,

فاتفق أن ابن القيم سافر إلى القدس الشريف و رقى على منبر الحرم و وعظ وقال في أثناء وعظة بعد أن ذكر مسألة الزيارة : ها أنا راجع ولا ازور الخليل ، ثم جاء إلى نابلس و عمل له مجلس و عظ و ذكر المسألة بعينها حتى قال :

فلا يزور قبر النبي (ص) فقام إليه الناس و أرادوا قتله فحماه منهم و الى نابلس و كتب أهل القدس و أهل نابلس إلى دمشق يعرفون صورة ما وقع منه فطلبه القاضي المالكي فتردد و صعد إلى الصالحية ، إلى القاضي شمس الدين ابن مسلم الحنبلي و أسلم على يديه ! فقبل توبته و حكم بإسلامه ، وحقن دمه ، ولم يعزره لأجل ابن تيمية .

ثم جلس القاضي جلال الدين القزويني بالمدرسة العادية و أحضر جماعة من جماعة ابن تيمية كانوا معتقلين في سجن الشرع، فادّعي على إسماعيل بن كثير أنه قال: إن التوراة و الإنجيل ما بدّلا، و إنهما كما نزلا ، و شهدوا عليه بذلك و ثبت في وجهه فعزر في المجلس بالدرة و أخرج و طيف به و نودي عليه بما قاله .

ثم أحضر ابن قيم الجوزية و ادعي عليه بما قاله في القدس الشريف و في نابلس فأنكر فقامت عليه البينة بما قال فأدب و حمل على جمل ، ثم اعيدوا في السجن .

ثم احضر ابن القيم أيضاً إلى مجلس شمس الدين المالكي و أرادوا و أضرب عنقه ، فما كان جوابه إلا أن قال : إن القاضي الحنبلي حكم بحقن دمي و بإسلامي و قبول توبتي ،فأعيد إلى الحبس إلى أن أحضر القاضي الحنبلي فأخبر بما قاله ، فأحضر ولم يثبت له عذر ، وضرب بالدِرّة و أركب حماراً و طيف به في البلد و الصالحية و ردوه إلى الحبس و لم يزل هذا في أتباعه .(34)

وأما ابن شاكر صاحب عيون التواريخ ويعرف بصلاح الدين الكتبي و بالتريكي ، فقد ضرب الضرب البليغ لكونه قال لمؤذن في مأذنة العروس و قت السحر : أشركت ، حين قال:

ألا يا رسول الله أنت وسيلتي إلى الله في غفران ذنبي و زلّتي

وأرادوا ضرب عنقه، ثم جدّدوا إسلامه .(35)

ثم خبت نائرتهم و ضاقت دائرتهم إلى أن طلع قرن الشيطان من نجد - وهنا لك مطلع قرن الشيطان ، كما ثبت في الصحيح (36)- فأخذ ابن عبدالوهاب و أتباعه يكفرون من سواهم من المسلمين ، بدعوى إقامة دعائهم التوحيد الخاص ، و نبذ الشرك و البدع و يستحلون دماءهم و أوالهم و أعراضهم - كالخارجة الأولى - و رموهم بكل عظيمة، و سمّوا حروبهم مع المسلمين جهاداً ، وما إلى ذلك من أقوالهم الفظيعة و أفعالهم الشنيعة بحق أهل القبلة ، و أتباع الملّة ، فيالله العجب ، فهم - حقاً - سيئة من سيئات ذلك الحراني المضل ، عاملة الله بعدله !

﴿ وَضُرِ‌بَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّـهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُ‌ونَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ‌ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾(37)

( سيد حسن آل مجدد )

 

فهرس المصادر

1- نشوار المحاضرة ، ج 2 ص 134 تجارب الأمم ج 5 ص 322

2- دفع شبه التشبيه ، ص 97 و 104

3- قال العلامة تقي الدين الحصني في كتابة دفع شبه من شبه و تمرد، ص 126 : " وقد وقفت في كلامه على المواضع التي كفر فيها الأئمة الأربعة ! وكان بعض اتباعه يقول: إنه أخرج زيف الأئمة الأربعة يريد بذلك اصلاح هذه الأمة ، لأنها تابعة لهذه الأئمة في جميع الأقطار، قال الحصني، وليس وراء هذه زندقة ".

4- انظر ذيول تذكرة الحفاظ، ص 316 ، الهامش .

5- ذيول تذكرة الحفاظ ، ص 316 ، الهامش

6- تكملة السيف الصقيل ص 190

7- تذكرة الحفاظ ج 4 ، ص 1497

8- سورة الفاطر ، الآية 14

9- دفع شبه من شبه و تمرد ، ص 89 -90

10- دفع الشبه ص 125

11- البداية و النهاية ، ج 14 ، ص 4-5 البدر الطالع ص 96

12- تاريخ ابن الوردي ج 2 ص 336

13- دفع الشبه ص 92 البدر الطالع ص 97

14- الوافي بالوفيات ، ج 7 ص 19

15- رحلة ابن بطوطة ص 95 الدرر الكامنة ج 1 ص 154

16- سورة طه الآية 5

17- سورة البقرة الآية 115

18- دفع الشبه ص 88 -89

19- نفس المصدر ص 98 البدر الطالع ص 97

20- عيون التواريخ البدر الطالع ص 96

21- دفع الشبه ص 90 -91 البدر الطالع ص 96

22- دفع الشبه ص 84 – 87 الدرر الكامنة ج 1 ، ص 145

23- البدر الطالع ص 99

24- دفع الشبه ص 94

25- دفع الشبه ص 168

26- نفس المصدر ص 97

27- تذكرة الحفاظ ، ج 4 ص 1497 الوافي بالوفيات ، ج 7 ص 22

28- وقد أورد السبكي في طبقات الشافعية الكبرى ج 9 ص 35-91 ردّ ابن جهبل على ابن تيمية بتمامه ، فراجع

29- دفع الشبه ص 184

30- نفس المصدر ، ص 188

31- سورة البقرة الآية 61

32- الفتاوي الحديثية ص 86

33- الدرر الكامنة ج 1 ص 163 – 165

34- دفع الشبه ص 213 – 214 البدر الطالع ص 696

35- دفع الشبه ، ص 88

36- صحيح البخاري ، ج 8 ص 95

37- سورة الحشر ، الآية 10

العراق: تواصل عملية فرز الأصوات في انتخابات مجالس المحافظات

تتواصل عمليات فرز الأصوات في العراق، بعد أول انتخابات محلية منذ خروج قوات الإحتلال الأميركي من البلاد. وفي السياق، قالت المفوضية العراقیة العليا للإنتخابات بعد إغلاق مراكز الإقتراع في 13 محافظة إن نسبة المشاركة بلغت خمسين بالمئة. وقال مسؤولون في المفوضية إن هذه النسبة قد ترتفع إلى أكثر من واحد وخمسين بالمئة، إذا ما تمّ احتساب التصويتين العام والخاص.

وبحسب مسؤولي المفوضية، فقد شارك ستة ملايين و400 ألف و777 ناخباً في هذه الانتخابات من بين نحو 13 مليوناً و800 ألف ناخب مسجل، مشددين على أن هذه النسبة "عالية جداً في هذه الظروف وفي ظل ما نعيشه". وبلغت نسبة المشاركة في بغداد 33 بالمئة، وهي أدنى نسبة تصويت بين المحافظات الـ12 التي جرت فيها الإنتخابات، فيما سجلت محافظة صلاح الدين أعلى نسبة مشاركة حيث وصلت نسبة المشاركة فيها إلى 61 بالمئة.

وترافقت العملية الإنتخابية مع إجراءات أمنية مشددة شملت فرض حظر على السيارات التي لا تحمل ترخيصاً خاصاً باليوم الإنتخابي، إلى جانب زيادة حواجز التفتيش على الطرقات، وخصوصاً في العاصمة. ومن غير المتوقع ظهور النتائج الرسمية قبل بضعة أيام، وتمثل هذه الإنتخابات اختباراً حقيقيا لقوة الأحزاب السياسية في العراق.

واشنطن: مبيعات الأسلحة الى تل ابیب اشارة لإيران

اعتبر وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل اليوم الاحد مبيعات الأسلحة الاميركية الى كيان الاحتلال الاسرائيلي اشارة واضحة لإيران.

وقال هيغل وردا على سؤال صحافيين قبل الهبوط في مطار تل ابيب لمعرفة ما اذا كانت الصفقة التي ابرمت معها بمليارات الدولارات ترمي الى ايصال رسالة لطهران أن الخيار العسكري مازال قائما، إن ابرام صفقة مهمة لبيع الأسلحة لاسرائيل اشارة واضحة جدا لإيران بان العمل العسكري لا يزال مطروحا لمنعها من حيازة السلاح الذري.

وكان هيغل يتحدث قبل الهبوط في تل ابيب المحطة الاولى في جولة اقليمية تستمر ستة ايام ستتعلق خصوصا بصفقة بقيمة 10 مليارات دولار لبيع الكيان الاسرائيلي والامارات والسعودية صواريخ متطورة وطائرات.

وقد بدأ هيغل جولة تشمل الاردن والسعودية ومصر والامارات، وسيوقع صفقات اسلحة مع السعودية والامارات بقيمة عشرة مليارات دولار.

ويتوقع ان تشتري تل ابيب صواريخ مضادة للدروع مصممة لتجنب المضادات الجوية ورادارات رصد المقاتلات وطائرات التزود بالوقود في الجو وطائرات نقل الجنود من طراز اوسبري في-22.

وستشتري الامارات مقاتلات اف-16 والسعودية صواريخ متطورة.

وقد كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية الجمعة أن من المتوقع أن تضع وزارة الدفاع الاميركية اللمسات الأخيرة على صفقات أسلحة بقيمة عشرة مليارات دولار مع السعودية والامارات والكيان الإسرائيلي.

واشارت الصحيفة الى أن تلك الصفقات تأتي لمساعدة الرياض وأبو ظبي وتل أبيب على التصدي لأي تهديد إيراني في المستقبل، على حد تعبير الصحيفة.