emamian

emamian

الأحد, 24 تشرين2/نوفمبر 2019 10:29

السلفية السعودية في ميدان السلطة

هذا المقال إنما يعبر عن رأی کاتبه و لا يعبر بالضرورة عن رأی الموقع 

الحديث عن السلفية في السعودية حديث متشعب وبالغ التعقيد؛ لذلك، يحسن بنا تبني مقاربة تحليلية لعنصر من عناصر السلفية السعودية، في محاولة منا لتقديم وجهة نظر شمولية للتعريف بالبداية، والأيديولوجية، والتطوارات، وما آلت إليه السلفية في اللحظة الراهنة.

ولهذا السبب، سنحاول تناول عنصر من أهم عناصرها ألا وهو المعارضة، المنبثقة من رحم السلفية، ونعني بهذا ما يُسمى بالصحوة الإسلامية في السعودية. ونعتقد أن تناول المعارضة السلفية سيكون أشمل من تناول السلفية بشكل تقليدي لأن المقاربة الأولى تعني تناول السلفية من الداخل كما من الخارج، بحكم أن معارضة الشئ تبدأ بتفكيك قواعد تكوينه، مع الحفاظ على مسافة معينة.

النشأة والتكوين

في عام 1744 توّج قائدان، القائد السياسي محمد بن سعود والقائد الديني أو الروحي محمد بن عبدالوهاب، تحالفهما العسكري-الديني على أساس تكوين ميدان للسلطة، إذا ما استخدمنا مصطلحات عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو. وتم تقسيم هذا الميدان بين مجالين: السياسي تحت قيادة ابن سعود والديني تحت إشراف ابن عبدالوهاب. وبهذا استطاع الرجلان إنشاء تحالف قوي قامت عليه الدولة السعودية الأولى، واستمر هذا التحالف في إمداد الدولتين اللاحقتين، السعودية الثانية والسعودية الثالثة، بمصدر شرعية بالغ الخطورة والأهمية، ألا وهو الدين.

بالتركيز على نقطة مهمة: كما يلاحظ الباحث إبراهيم خليفة، فإن هذا التحالف هو أول تحالف يكون التيار المقاتل للمسلمين على اعتبارات دينية، سببًا في ميلاد دولة ملكية. رأينا مع معاوية بن أبي سفيان ميلاد الملك، ومع الخوارج قتال المسلمين. لكنها أول مرة يجتمع قتال المسلمين مع الملك الوراثي.

الأيديولوجية

كما يلاحظ الكثير من الباحثين، قام فكر ابن عبدالوهاب على ما يسمى بمنهج السلف الصالح، والمقصود بذلك هو الرجوع إلى مصادر التشريع الأصلية، وهي القرآن والسنة. ولم يكن عبدالوهاب منقطعًا عن معاصريه، منهجًا وممارسة، كما هي الصورة الشائعة عنه. بل كان مطّلعًا على المدارس الفكرية الرئيسية وتوجهات علماء عصره، كما تؤكد الباحثة ناتانا دولونغ باس. ويشدد الباحث تيم نيب لوك على هذه الفكرة أيضًا عبر استشهاده بتعدد التفسيرات لإرث محمد بن عبدالوهاب، وكون ذلك بحد ذاته دليل مرونة فكره وقابليته للتكيف مع أكثر من اتجاه.

على أن الرجوع لمنهج السلف الصالح، حسب فكر عبدالوهاب، يعني جعل الاجتهاد مركزًا رئيسيًا في الفقه، وهو ما نراه جليًا في أهم كتابات هذا العالم، لاسيما مؤلفه الشهير كتاب التوحيد. وبناءً على هذه الفكرة يصبح التقليد مرفوضًا. ولهذا التوجه انعكاسات خطيرة، سنتتبع بعضها في ما يلي من فقرات. ويجب ملاحظة نقطتين في هذا المقام: الأولى: هي رفض التقليد عبر مركزية الاجتهاد. ومردّ ذلك أن الاجتهاد حق لكل مسلم، يمارسه دون وصاية من أحد. وبالتالي، وهذا ثانيًا، فإن المساحة التي تفصل عالم الدين عن المجتمع تصبح قصيرة إلى حد كبير جدًا، مما يقيد احتكار الدين، أو ممارسة الكهنوتية، وفتح الفضاء العام للتعددية الفكرية في الدين، دون الإخلال بالخطوط العريضة بالتأكيد.

غير أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وكما يؤكد كثير من الباحثين، عبر سعيه للتفرغ لأمور العقيدة، أهمل الاجتهاد وفضّل اتباع فتاوى بعض من سبقوه، متبنيًا المدرسة الحنبلية في المجمل. وفي هذا تناقض واضح بين دعوته للاجتهاد وتقليده المدرسة الحنبلية. ولا نستطيع أن نحدد الأسباب التي جعلته ينحو هذا النحو، لكن من المهم استحضار السياق السياسي لتكوين الدولة السعودية الأولى، وهو التوسع والسيطرة على أراضٍ جديدة. وهذا ربما قد جعل التركيز ينصب على تعليم العقيدة أكثر من الفقه، بحكم دخول أعداد غفيرة في دعوته.

التطور

كأي فكر في أي مكان، تطور هذا المنهج الذي أصبح يُعرف بالوهابية، ذلك المزيج من الاجتهاد النظري والتقليد العملي (الحنبلي). ومن المراحل المهمة التي مر بها بروز تيارين رئيسيين، كما يلاحظ الباحث ستيفان لاكروا، وهما التيار الإقصائي والتيار الاحتوائي. ومن الأمثلة على ذلك موقف العلماء من الغزو المصري للدولة السعودية الثانية عام 1818 واحتلالهم لأراضيها؛ فانقسم جمهور العلماء بين مكفر مخرج للمصريين الغزاة من الملة، وعليه تجب الهجرة عن أرض يحكمونها، وبين مفسق لهم ومعترف بخطئهم غير أنهم لم يكفروا ولم يخرجوا من الملة، وعليه فلا حاجة للهجرة من "دار الكفر إلى دار الإسلام".

استمر هذا التطور مع بداية الدولة السعودية الثالثة على يد الملك عبدالعزيز آل سعود، غير أن عدة متغيرات طرأت على ميدان السلطة، المحكوم بالقسمة التقليدية: المجال السياسي بقيادة آل سعود والمجال الديني تحت إشراف رجال الدين ومن أبرزهم أفراد أسرة آل الشيخ، أي أسرة الشيخ محمد بن عبدالوهاب. ومن هذه المتغيرات تلك الموجة التحديثية والتنموية الهائلة والتي ساهمت في بروز مجالات أخرى في ميدان السلطة، مثل المجال الاقتصادي والمجال الثقافي. غير أن تلك المشاريع التنموية الهائلة ركزت على المكان أكثر من الإنسان، كما يلاحظ المفكر عبدالله الغذامي؛ مما جعل التنمية، حسب تعبيره، تنمية مشوهة. ويشرح لنا المفكر الغذامي أن السبب في ذلك هو عدم مواكبة التنمية القيمية، كقيمة العمل والثروة والإنتاج، للتنمية المادية. ومن هنا برزت تحديات جمة، على رأسها مصالحة الأصالة بالمعاصرة. وبحكم موقع رجال الدين الاجتماعي، يتم النظر إليهم، إلى حد ما، على أنهم هم حراس الأصالة، والمؤتمنون على المحافظة عليها.

رافق هذه التنمية المشوهة، سياق إقليمي أحدثه سقوط القومية العربية المدوي، وفشل مشاريعها التنموية، وهزائمها أمام إسرائيل. أحدث ذلك كله فراغًا فكريًا كبيرًا. وكان ذلك في خضم سقوط الحداثة العالمية، وبروز ما بعد الحداثة: قدوم الهامش وسقوط المركز. فبرزت الحركات الإسلامية على الساحة، مالئةً بذلك البروز فراغًا خلفته القومية العربية. في هذه الفترة، مرت السعودية بتحديات أهمها ترسيخ شرعيتها، وإنهاء الصراعات داخل العائلة الحاكمة على العرش؛ مما اضطرها للاستعانة بالمؤسسة الدينية لإضفاء الشرعية على الترتيبات الجديدة (تتويج فيصل ملكًا، وتقاسم السلطة مع المراكز المؤثرة داخل الأسرة الحاكمة).

استفادت المؤسسة الدينية من هذه الظروف لتعزيز سلطتها، فتمتعت بامتيازات كبيرة، ليس أقلها السيطرة على قطاعات التعليم المختلفة، وإشرافها المباشر على المناهج التعليمية وعلى النشء. وبحكم استضافة المملكة العربية السعودية لأفراد جماعات الإخوان العربية، خصوصًا من سوريا ومصر، احتك الفكر الوهابي السلفي بالفكر الإخواني الحركي، فأحدث ذلك الاحتكاك تطورات خطيرة على المفاهيم الرئيسية في الفكر السلفي الذي كان سائدًا في السعودية من قبل.

مفاهيم رئيسية

من أهم المفاهيم الرئيسية في الفكر السلفي الوهابي مفهوم طاعة ولي الأمر؛ ولهذا المفهوم دور مركزي في المحافظة على شرعية الحكم في الدولة السعودية. وحسب الإرث الوهابي، لا يجوز الخروج على ولي الأمر، وتحدي سلطته إلا إذا منع الصلاة في المساجد، أي بعد كفره وخروجه من الملة خروجًا بيّنًا. وهذا يعطي ولي الأمر مساحة غير محدودة للتصرف في إدارة الدولة كما يشاء، دون رقابة، على المستوى النظري طبعًا، من أحد. غير أن تواجد الإخوان الكثيف في السعودية، وحضورهم المهم في مراكز "تعبوية" خطيرة، كأساتذة جامعات وأطباء ومهندسين، كان له بالغ الأثر.

بالإضافة إلى ذلك، حصل تواصل فكري ديني بين جيل من شباب الوهابية ومفاهيم حركية إخوانية. ومن ذلك، حق الأمة أن تكون وصية على نفسها بحكم كونها هي ولية أمر الإسلام والمسلمين، خصوصًا فكرة أهل الحل والعقد، وفي هذا توفير لبديل خطير لمفهوم ولي الأمر التقليدي. التأثر بالفكر الإخواني الحركي انعكس على مفهوم ولي الأمر كثيرًا، لدرجة إدراج شروط متعددة، إذا لم يتم احترامها تسقط شرعية الحاكم، ويستتبع ذلك جواز الخروج عليه. لكن تحديد تلك الشروط، ومراقبة احترامها؛ ومن ثم تقرير ما يلزم تجاه الخروج أو عدم الخروج على الحاكم، يبقى ذلك كله منوطًا بأهل الحل والعقد.

مفهوم أهل الحل والعقد، يعني تقسيم المسلمين لقسمين: قسم تابع وقسم متبوع. امتلاك صلاحية تحديد أفراد كل قسم، ينحصر في رجال الدين، نظريًا. ولكنه عمليًا يخضع لشروط اجتماعية كثيرة ومعقدة. والمهم في ذلك كله، هو إمكانية تحوير هذا المفهوم ليصبح أكثر انفتاحًا على الجميع، بما يمهد لتقليل احتكار نخبة معينة للسلطة. وهذا حصل مع تيارات متعددة انبثقت عن السلفية، مثل الصحوة، والتي شكّلت في فترة ما معارضة قوية للمجالين الرئيسيين في ميدان السلطة: المجال السياسي والمجال الديني.

يلي ذلك مفهوم الولاء والبراء. وهو مفهوم يعني، حسب وجة النظر الوهابية، حرمة موالاة الكفار. وقد نظر لهذا المفهوم محمد بن سعيد القحطاني في كتابه (الولاء والبراء في الإسلام). وقد ساعد هذا الكتاب في إعادة الزخم للتوجه الأحادي في الوهابية، أي: الرأي الأوحد الإقصائي. ولهذه الفكرة أثر بالغ الأهمية؛ حيث إن النظام السياسي الدولي يفرض على المملكة العربية السعودية، بحكم مركزية النفط في اقتصادها، الارتباط بالاقتصاد العالمي والانفتاح عليه. وهذا أمر يمكن تفهمه إذا نظرنا لكون المملكة تحتاج من يشتري نفطها، وهذا بالطبع يعني الدول المتقدمة والمتطورة صناعيًا. وهنا مأزق آخر يجب على السعودية التعامل معه: مصالحة موقعها الإسلامي المحوري وخطاب شرعيتها المستند على الكتاب والسنة وتحالفاتها مع العالم الغربي، الذي لا يدين بالإسلام.

وكلما عصفت بالمملكة أزمة، أيًا كانت، اجتماعية أو اقتصادية أو خلافه، عبّرت تلك الأزمة عن وجودها من خلال المأزقين الكبيرين: مصالحة الأصالة والمعاصرة، والجمع بين موقعها كبلد للحرمين وحليف رئيسي للغرب. ونستدل على ذلك بعدة أمثلة، كالحرب الأهلية التي تمت بين الملك عبدالعزيز والإخوان في أواخر العشرينيات من القرن المنصرم. لقد كان لقادة الإخوان والذين يمكن أن نطلق عليهم مسمى النخبة القبلية (بحكم قيادة شيوخ قبائل مطير وعتيبة لهذه القوة العسكرية الضاربة)، طموحات سياسية، كاقتسام السلطة مع الملك عبدالعزيز، ولكن قاموا بالتعبير عن احتجاجهم على احتكار الملك عبدالعزيز للسلطة من خلال مفاهيم دينية، مثل الولاء والبراء. وكان أهم مأخذ لهم هو مهادنة الكفار وموالاتهم ومنع الجهاد ضدهم، وكانوا يقصدون العراق والأردن وبريطانيا. انتصر الملك عبدالعزيز، ولكن المفهوم بقي حيًا.

ومن الأمثلة أيضًا احتلال جهيمان العتيبي وأصحابه للحرم المكي الشريف، محاولاً قلب الحكم على أسرة آل سعود. ويرى بعض المحللين أن التغيرات الاجتماعية الهائلة كانت أحد العوامل التي أسهمت في بروز حركات مثل حركة جهيمان. فمأزق مصالحة الحداثة مع التاريخ الإسلامي والاجتماعي في السعودية، أي الأصالة والمعاصرة، تسبب في التأثير على السلم الاجتماعي. غير أن أحد الأساليب التي اتبعتها الحكومة السعودية للتعامل مع هذين المأزقين، مصالحة الأصالة والمعاصرة ومأزق الولاء والبراء، كان احتواء المؤسسة الدينية عبر تأطيرها وتعميق تبعيتها للسلطة السياسية. وظهرت على السطح مؤسسات مثل مؤسسة هيئة كبار العلماء.

بالإضافة، قامت الدولة بابتعاث أعداد كبيرة من الشباب للخارج، بهدف اكتساب المعارف والعلوم الحديثة، ولكنهم عندما عادوا، لم يحملوا تلك العلوم فقط، بل أفكارًا وتوجهات لها أبعاد اجتماعية. فشكّلت هذه الأجيال المتعاقبة أرضية لنخبة ثقافية، استقلت بمجالها الخاص على ميدان السلطة. ولا أَدَلّ على ذلك من بروز حركة الحداثة الأدبية التي حصلت في منتصف الثمانينيات، والتي تمتعت بإطار نظري متقدم وإنتاج نقدي وأدبي ثري. وقد عملت هذه التغيرات مجتمعة على بروز تيارات متعددة داخل السلفية الوهابية السعودية، كردة فعل على كل هذه المتغيرات.

التيارات السلفية وعلاقتها بالسلطة

لاعتبارات المساحة المتاحة، سنكتفي بالحديث عن طرفين رئيسيين يعارضهما التيار الصحوي، وهما: السلفية التقليدية والجامية. ولكن علينا تعريف هذا التيار الصحوي وتحرير بعض مصطلحاته.

طغى الجو الإسلامي الحركي، أو الإسلام السياسي، على الساحة الإقليمية. وبرز الإسلاميون في كل من فلسطين، وسوريا، ومصر، وإيران. وشكّلت فترة الجهاد الأفغاني مرحلة مفصلية في تاريخ السلفية السعودية. فقد اشتد عود هذا التيار الصحوي عبر مواجهتين: الأولى داخلية والثانية خارجية.

ففي الداخل، كما يؤكد كثير من المختصين، شكّل بروز الحركة الحداثية الأدبية، والتي حصرت عملها في الأجناس الأدبية الحداثية، مثل القصيدة النثرية والشعر الحر، شكّل ذلك كله ساحة مواجهة مع الصحويين. لم يكن للحداثيين، من أمثال علي الدميني وعبدالله الغذامي، أي نشاط على المستوى الاجتماعي، بل حصروا حداثتهم في المجال الأدبي، ربما لمعرفتهم بانعكاسات الانخراط في المستويات الأخرى. ولكن الصحويين رأوا في ذلك مقدمات لحداثة اجتماعية وسياسية واقتصادية؛ مما جعلهم يتعاملون معها على أنها غزو مباشر يقوم به الغرب عبر وسطاء محليين. ولذلك، فإن الهدف الرئيس للحداثة الأدبية، حسب وجهة نظرهم، هو مسخ الهوية الإسلامية للمجتمع السعودي. وقد شنوا معركة ضارية، اضطرت جامعة أم القرى، على سبيل المثال، إلى الامتناع عن منح سعيد السريحي، وهو ناقد أدبي حداثي معروف، شهادة الدكتوراه. واضطرت أيضًا عبدالله الغذامي، صاحب كتاب الخطيئة والتكفير، لترك جامعة الملك عبدالعزيز في جدة والانتقال إلى الرياض.

وقد حاولت السلطة الحفاظ على توازن معين بين الفريقين، لكي لا يفني أحدهما الآخر، ربما لموازنة بعضهما ببعض فلا تخلو الساحة لأحدهما فيشكل مصدر إزعاج للسلطة. أما العدو الخارجي فكان الإلحاد السوفيتي، والذي غزا أفغانستان. فكان لابد من إعلان الجهاد عليه ودحر عدوانه. وقد وافق ذلك هوى الحكومة السعودية التي كانت ترى في وصول الجيش الأحمر لأفغانستان مقدمة لغزو الخليج، ودعم القوى اليسارية العربية، على حساب الملكيات والأنظمة المحافظة. ولاقى ذلك ترحيبًا غربيًا بشكل عام، وأميركيًا بشكل خاص، وذلك لتوجس الغرب من الاتحاد السوفيتي وطموحاته التوسعية في الخليج العربي.

وكان محصلة ذلك كله أن دعمت الحكومة السعودية الجهاد في أفغانستان عبر الدعم المادي والمعنوي، فقامت حملات التعبئة في المملكة، على مستوى المال والرجال، وكانت هذه مقدمات لبروز تنظيم القاعدة. ولما انتصر المجاهدون على الجيش الأحمر، عاد معظمهم لبلدانهم، ومن بينها السعودية. ولكن هذا أدى لنشوء ظاهرة جديدة كان لها بالغ الأثر فيما تلا من الأيام، ألا وهي ظاهرة البطالة الجهادية. بعد عودتهم من أفغانستان، بعد اكتساب مهارات قتالية وتنظيمية كبيرة، يطوف حولها شعور عارم بالفخر بالنصر على "قوى الإلحاد"، عانى هؤلاء المجاهدون السابقون من غياب "المعركة الكبرى" بين الحق والباطل، أي من بطالة جهادية. فلم يعد رغد العيش والصالات المكيفة تعوضهم عن هامات الجبال في تورا بورا أو بطون الأودية الأفغانية. وقد رأوا في المجتمع السعودي "آثار التغريب" والابتعاد عن الهوية الإسلامية "الحقة" من زهد وتقشف وصفاء عقيدة. ولوجود البنية التحتية الملائمة التي سمحت بها ودعمتها الحكومة بغرض التعبئة للجهاد الأفغاني، استطاع هؤلاء العائدون أن يستثمروا خبراتهم التنظيمية لاستكمال مسيرتهم في "خدمة الإسلام".

ولم يكن ينقصهم سوى سبب، أو مثير، ليتم التحرك وتفعيل دور تلك البنية التحتية التعبوية. ومع غزو العراق للكويت، واضطرار السعودية للاستنجاد بالغرب، توفر السبب وحانت الفرصة، فبدأت التعبئة ضد "الغزاة الأميركان" في أرض "الحرمين". وتزامن كل هذا مع حركة حقوقية عامة، ونسوية بشكل خاص، تمثلت في عرائض تم تقديمها للملك للمطالبة بالإصلاح أو بقيادة المرأة للسيارة. فربط هؤلاء الصحويون بين جهتين: داخلية سعودية وخارجية غربية، يشتركان في هدف واحد: تغريب بلاد الحرمين. وشكّلت هذه هزة كبرى للنظام السياسي.

معركة المفاهيم

بينما الفكرة الرئيسية للسلفية هي فتح باب الاجتهاد ونبذ التقليد، يتم التحكم في من له الحق في أن يجتهد ومن يمتلك القدرة على ذلك عبر مفهوم أهل الحل والعقد. غير أن الصحويين، بدأوا بتفكيك مفهوم أهل الحل والعقد عبر تحدي السلطة الروحية والقدرة العلمية لأفراد المؤسسة الدينية الرسمية. وكانت إستراتيجيتهم الرئيسية هي في هدم الجدار الفاصل بين مجالي السياسة والدين، بغرض إخضاع المجال السياسي للسلطة الدينية. فإذا ما تم التشكيك إما في علم أو في مصداقية أفراد المؤسسة الدينية، سهل بعد ذلك حرمانهم من بطاقة العضوية في "أهل الحل والعقد". وبذلك يفقد السياسي مصدر شرعيته الرئيسي.

يهتم علماء السلفية التقليدية، كأعضاء هيئة كبار العلماء والهيئة الدائمة للبحوث والإفتاء وسلك القضاء، بقضايا العقيدة والتوحيد والشرك والفقه والمعاملات وغيرها من أمور العبادات، تاركين المجال السياسي بمجمله للسياسيين. ولذلك فقط شاعت مقولة الصحويين عنهم بأنهم جماعة تهتم بهدم القبور، على اعتبار أن القبور أحد الأماكن التي تحوي بعض الممارسات "الشركية" أو "البدعية". بينما تهتم الصحوة "بهدم القصور" معلنة بذلك انفتاح المجالين السياسي والديني على بعضهما البعض.

بين هدم القبور وهدم القصور، اضطرت السلفية التقليدية لتناول السياسة، وإن كان من باب الرد على "شبهات الصحوة" أو تبرير تصرفات الحكومة، مثل اعتقال أسماء صحوية لامعة كسفر الحوالي وسلمان العودة أو عائض القرني. وبهذا تحقق الهدف الصحوي الأول، وهو تعويم الحدود بين السياسة والدين.

حاولت الحكومة السعودية احتواء نزعة المعارضة الصحوية عبر ثلاث خيارات: الأول: هو التعامل الأمني مع كل من يحاول انتقاص هيبة الدولة أو مؤسسات الحكم. والثاني: هو دعم التيارات المضادة، والتي يراد منها خلق حالة توازن مع المد الصحوي الجارف. والثالث: هو إجراء إصلاحات شكلية، كإصدار نظام مجلس الشورى والنظام الأساسي للحكم، ونظام المناطق.

ولأن تلك الفترة تميزت بحالة من التوازن الانتقالي للسلطة، بحكم تعرض الملك فهد لعدة جلطات أقعدته عن مباشرة مهامه كملك، فقد تولى ولي عهده في ذلك الوقت عبدالله بن عبدالعزيز مهام الحكم، ولكن بشكل مقيد بحكم أنه لم يكن ملكًا. ولذلك، زاد التركيز على دعم التيارات المضادة، واحد من داخل السلفية، وهو ما يُعرف بالجامية، والثاني ما بات يُعرف بالتيار الليبرالي. فازدادت حدة المواجهات حتى عصفت بالدولة موجات إرهابية جادة، تمثلت في سلسلة تفجيرات، واعتقال خلايا نائمة، وتحد علني ومباشر للسلطة وللعلماء السلفيين التقليديين. وكانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول نقطة مفصلية في علاقتهم مع السلطة.

وقد قام التيار الجامي، نسبة لمحمد أمان الجامي، بتوفير أرضية مواتية للتوازن المنشود عبر التركيز والتشديد على أهمية طاعة ولي الأمر، والتهويل من أخطار "الفتنة". ويتفق التيار الجامي مع التيار الليبرالي على مفهوم المواطنة وقصر مسؤوليات الحاكم الرئيسية على الوطن، دون التعلق بالأممية. والجامية تختلف هنا مع التيار السلفي التقليدي والذي لم تتضح ملامح تعريفه للوطن وعلاقته بالأمة الإسلامية.

بالإضافة إلى ذلك، تتفق الجامية مع الليبرالية على أهمية مكافحة الإرهاب، بينما يخف الحماس قليلاً حيال هذه النقطة عند السلفيين التقليديين.

وتبقى الصحوة التيار الوحيد الذي يتعامل بمنهجية مع قضية الإصلاح السياسي في المملكة، جاعلة السياسة على رأس الأولويات. بينما تهتم السلفية التقليدية بالإصلاح الديني، عبر التركيز على تعليم الناس أمور دينهم، تهتم الجامية بالاستقرار الأمني، والذي لا يكون من وجهة نظرها، سوى بالاعتصام بحبل الله جميعًا دون تفرقة، أي بالطاعة المطلقة لولي الأمر. وتركز الليبرالية على الإصلاح الاجتماعي والثقافي. ونلاحظ لدى كل تلك التيارات، اتفاقًا على الحاجة إلى الإصلاح، ولكنهم يختلفون في تحديد هوية هذا الإصلاح، ومرجعيته وخطة العمل التي ينبغي اتباعها.

الدولة السلفية

رعى ولي العهد (الراحل) الأمير نايف بن عبدالعزيز مؤتمرًا علميًا أقيم في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مؤخرًا حول السلفية. أعلن فيه الأمير أن الدولة السعودية هي دولة سلفية. وكما تؤكد الباحثة مضاوي الرشيد، فإن التحول من "دولة التوحيد" إلى "الدولة السلفية" له دلالات رمزية خطيرة؛ ففي السابق، كانت الرمزية الكبرى للنظام السعودي هي التوحيد؛ حيث وحد الملك عبدالعزيز المكان، ثم شرع في توحيد الدين، ليكون كله لله. وكأنه بذلك يجعل توحيد المملكة، أي المكان، شرطًا سابقًا على توحيد الله. فكيف يمكنه أن يعلم الناس أمور دينهم وهو لا سلطة له عليهم؟ وبذلك، تصبح شرعية الحكم، أي إدارة توحيد المكان، مستمدة من توحيد الله، فلا تتم الثانية إلا بالأولى.

وعلى الرغم من الخطاب التقليدي للمؤسسة الدينية السلفية المعادي للديمقراطية، والذي يصور الديمقراطية على أنها أسرع سبيل لتضييع الدين والتفريط فيه، فإن الربيع العربي طرح إشكالات عميقة لمؤسسة الحكم. فالأحزاب الفائزة في مصر وتونس هي أحزاب تستمد شرعيتها من الإسلام، وهم في نظر الكثيرين أبطال حرروا الإسلام من سجون الأنظمة العلمانية ليأتوا به إلى السلطة. النظام السعودي الذي كان يروج لفكرة أن الديمقراطية تقود إلى العلمانية وإلى ضياع الدين، يواجه الآن تحديًا خطيرًا يتمثل في عملية ديمقراطية أتت بالإسلام للسلطة.

ولم يعد من الممكن الاشتراك مع هذه الأنظمة الديمقراطية المسلمة في نفس المفردات الإسلامية السابقة، ولذلك كان لابد من توجه جديد، يُبقي على كون النظام هو نظام الله المختار. فكان هذا عبر التمييز بين أهل السلف، المتمسكين بكتاب الله وسنة رسوله، ومن يتخذ من الإسلام سبيلاً للوصول إلى السلطة؛ وبهذا تضمن السلفية استمرار دعم النظام لها، عندما تسمى بها وأعلن أنها الهوية الرسمية للدولة.

التموضع على الخارطة

الصحويون
كما يلاحظ الباحث الفرنسي ستيفان لاكروا، فإن الصحوة، والتي نحاول من خلالها فهم السلفية، هي عبارة عن عقيدة وسياسة؛ فهي مزيج من الوهابية والفكر الإخواني، لأنها تركز على العقيدة، متوافقة مع الوهابية، وتأخذ بالفكر السياسي، وهذا خط التقائها بالحركة الإخوانية. وكما ذكر المستشرق الفرنسي لاكروا فإن أهم من أثّروا في الفكر الصحوي هم: محمد قطب، وعبدالرحمن الدوسري، ومحمد أحمد الراشد (وهو الاسم الحركي لعبدالمنعم العزي، والذي ساعد في وضع إطار نظري للنشاط الحركي في الفكر الوهابي، عبر كتابيه: المنطلَق والمسار). وقد حاول محمد قطب، وهو أخو سيد قطب، أن يوفق بين الفكر الوهابي وفكر أخيه. وذلك عبر اعتباره موقف سيد قطب من الجاهلية والحاكمية مشابهًا لموقف محمد عبدالوهاب من الجاهلية والتوحيد؛ فقد رأى أن هذين الشيخين يلتقيان في هدفهما الأسمى وهو تحكيم ما أنزل الله، لكن قطب يسميه الحاكمية وعبدالوهاب يسميه التوحيد.

وقذ تبنى الصحويون مظهرًا مميزًا، كلبس الغترة بدون عقال، وتقصير الثوب دون الكعبين، للرجال، والعباءة والقفازات للنساء. وبالإضافة للتميز الحسي، كان هنالك تميز مكاني عبر تركيز نشاطهم في المخيمات الصحراوية مما عزز انفصالهم المعنوي بالانفصال الحسي. لقد كانت ثورة، تغير فيها الرمز والمكان والإنسان، وكان قادة هذه الثورة ينقسمون، كما يؤكد صاحب كتاب زمن الصحوة، إلى قسمين: الإخوانيين (وهم أربع جماعات) والسروريين، نسبة للإخواني السوري محمد بن سرور زين العابدين.

لكل من هذه الجماعات مجلس شورى وقيادات بارزة، ويتردد القول بأن مناع القطان يشكّل أصل التنظيمات التابعة للصحوة. وأولى جماعات الإخوان أسسها حمد الصليفيح، ولذلك تم تسميتها بإخوان الصليفيح. ومن أهم أعضائها، الذين لعبوا دورًا قياديًا ورياديًا عبدالله التركي. والثانية إخوان الفنيسان، نسبة لسعود الفنيسان. والثالثة إخوان الزبير، نسبة لقرية الزبير في العراق والتي استقر فيها كثير من الأسر النجدية. ومن أشهر أعضائها عبدالله العقيل وعمر الدايل وسعد الفقيه، رئيس جمعية الإصلاح في لندن. والرابعة إخوان الحجاز. ومن أهم روادها محمد ابن عمر زبير وعوض القرني وسعيد الغامدي. وهذه كانت جماعات الإخوان، يلي ذلك السروريون، وأبرزهم سلمان العودة وفلاح العطري وسفر الحوالي. وقد كان لهم صفة التنظيم وهيئته دون الإعلان عنه، لأسباب تتعلق بالسلطة، التي لم تدرك وجوده على الوجه الصحيح.

وقد كانت الصحوة على حال من التصادم مع السلطة على عدة مستويات، أهمها التشكيك في أهلية الحاكم إذا حاد عن "تعاليم الإسلام" وهي بذلك تجعل الباب مفتوحًا لتحدي السلطة. بالإضافة، يشكّك أعضاؤها بأهلية من يسمونهم بـ "علماء السلطان" أو "القرّاء" الذين يتبعون المنهج الإرجائي، وهو تبرير كل تصرفات الحاكم على الدوام، والتحريم الصارم لأي شكل من أشكال معارضة سلطته. لا يوجد استقلال للمجال السياسي، بل يجب أن يكون خاضعًا للمجال الديني وتحت إشراف علماء الدين.

السلفية التقليدية
تتبنى السلفية التقليدية خطًّا واضحًا يركز على توحيد الألوهية، ومحاربة البدع وتعزيز الولاء للجماعة، وبالتالي لولي الأمر المتغلب. لا تنشغل هذه المجموعة بالشأن السياسي داخليًا، وحتى عندما تهتم بأمر يتعلق بالشأن الخارجي فهي تفعل ما يتوافق مع مواقف السلطة بشكل عام. أهم شخصيات هذه المجموعة الشيخ عبدالعزيز بن باز ومحمد بن عثيمين وعبدالله بن منيع وصالح اللحيدان وعبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ.

تشكّل طاعة ولي الأمر منهجًا رئيسيًا لهذه المجموعة، وترى أن الله يضع بالسلطان ما لايضع بالقرآن، أي بمركزية مفهوم ولي الأمر. ترى أن إعلان اتباع الكتاب والسنة شرط وحيد لتكون الحكومة شرعية والحاكم مستحقًا للبيعة. لا يوجد لدى هذه المجموعة مفهوم واضح للمواطنة أو الوطن، وما إذا كان يمكن أن يكون الوطن بديلاً عن مفهوم الأمة.

وتشكّل هذه المجموعة المؤسسة الدينية الرسمية وتفرعاتها، كهيئة كبار العلماء ووزارة العدل واللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء. وهي قريبة من السلطة، وتتمتع بامتيازات مادية واجتماعية كبيرة جدًا تسمح لها بأن تكون اللاعب الرئيسي على خارطة التيارات الدينية في السعودية.

الجامية
كما ذكرنا من قبل، ترجع التسمية لمحمد أمان الجامي، وهو إثيوبي الجنسية أقام في السعودية. لكن هنالك أسماء أخرى لها ثقل في هذه المجموعة، مثل: ربيع المدخلي، وهو يمني الجنسية، أو علي الحلبي وهو أردني الجنسية. أهم مقولات هذه المجموعة هو أن الإيمان هو عقيدة في القلب وأن الفعل مجرد شرط كمال. وبذلك، فإن الحاكم الذي يحكم بقوانين وضعية، أي غير مستمدة من الدين الإسلامي، هو أمر يمكن تفهمه والتعايش معه. وهذا مبني على أن العمل بتلك القوانين هو مجرد فعل لا يمس العقيدة، أي أن الأنظمة السياسية العربية القائمة هي أنظمة شرعية. الحاكم شرعي، بغضّ النظر عن أفعاله، التي قد لا تتوافق مع الإسلام، وتجب طاعته لأنه ولي الأمر. التواجد في السلطة هو مصدر شرعية قائم بذاته.

والجامية تيار قريب جدًا من السلطة، ويحمل أفكاره طيف واسع من علماء الدين شبه الرسميين الذين يتمتعون بحضور قوي في الإعلام والتعليم، لأنهم يشكّلون دعامة مهمة للنظام السياسي. ولكنها في نظر المجموعات الأخرى هي مجموعة مرجئة، أي تبرر كل أعمال السلطان حتى ولو كان ذلك على حساب الدين.

مجموعة أهل الحديث الألبانية
تتسمى هذه المجموعة بهذا الاسم نسبة لناصر الدين الألباني. وتتبنى نفس الموقف من الإيمان والعقيدة، كما عند الجامية، غير أن أفرادها لا يرون الأنظمة السياسية أنظمة شرعية. ويرون الحكام عصاة ومذنبين. لكنهم لا يدعون لتحرك أو انتفاضة ضدهم، بل يدعون لتطوير الأنظمة القائمة لجعلها متوافقة مع تعاليم الإسلام. وهم بذلك يعتقدون بأنهم يتبعون حديث الرسول محمد صلَّى الله عليه وسلَّم في التمسك بالجماعة وعدم بث الفتنة والفرقة، ما دام الحكام لم يعلنوا كفرهم بشكل لا يدع مجالاً للشك. وهم يحترمون مواقف العلماء، ولذلك فمساحة التقليد والاتباع أكبر بشكل كبير جدًا من مساحة الاجتهاد.

تسببت هذه المجموعة في إزعاج السلطة في مرات عديدة؛ مما دعا وزارة الداخلية لاستبعاد الألباني من البلد، حتى تدخل المفتي في ذلك الوقت وهو الشيخ عبدالعزيز بن باز لإعادة الألباني. وشكّلت مصدر إزعاج لأنها مهدت الطريق لحراك شبابي ديني متحمس يسعى لإقناع السلطة بشكل مباشر بتغيير توجهاتها لتكون، حسب منظورهم، أقرب إلى الإسلام. وقد رأت السلطة في هذا مقدمة لكسر الحدود الفاصلة بين المجال السياسي والمجال الديني.

وفي المجمل، يمكن القول بأن هنالك مستويين للحديث عن الخارطة السعودية: المستوى التياري والمستوى غير التياري. على المستوى التياري، لا تزال السلفية، برغم تشعباتها، هي الأوفر حظًا في الحضور، على الرغم من بروز تيار جديد يمكن تسميته بالصحوية الليبرالية، وهو تمازج بين الليبرالية والصحوة. ولكن يبقى هنالك قطاع غير تياري، يصعب حسابه على التيارات الإسلامية أو الليبرالية. وهو متحرك وديناميكي وآخذ في النمو. قد لا يتسع المجال للحديث عنه، ولكن لنكتفِ بالقول بأنه مجال غير تياري يتواجد على ميدان السلطة، ويمكن أن يشكّل خطرًا وجوديًا على السلفية في السعودية. ومن المؤشرات على تصاعد نفوذه، انحسار القدرة السلفية على التعبئة، ضد الكتّاب مثلاً، أو ضد النشاط الحقوقي النسوي. فلو أن أحدًا غرّد عن الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، كما فعل شاب يدعى حمزة كشغري قبل عدة أشهر، لو أن أحدًا فعل ذلك في منتصف التسعينيات، لما مرت القضية كما رأينا في الأشهر القلائل الماضية. ولكن هنالك انحسار فعلي لمكانة السلفية في السعودية. ولكن يبقى السؤال: إلى متى سيستمر التحالف بين السلفية والسلطة؟ ستحمل لنا السنوات القادمة الكثير من الإجابات.
________________________________
هشام بن غالب - باحث سعودي

المراجع العربية
1- محمد بن صنيتان، النخب السعودية: دراسة في التحولات والإخفاقات (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2005).
2- ستيفان لاكروا، زمن الصحوة: الحركات الإسلامية المعاصرة في السعودية (بيروت: الشبكة العربية للأبحاث والنشر، 2012).
3- ابن تيمية، السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية (بيروت: الشركة الجزائرية اللبنانية، 2006).
4- عبدالله الغذامي، حكاية الحداثة (الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي، 2005).
5- إبراهيم الخليفة، قراءة نقدية لكتاب "الوهابية بين الشرك وتصدع القبيلة" (1-2): http://alasr.ws/articles/view/14125

المراجع الأجنبية
1- Tim Niblock, SaudiArabia: Power, Legitimacy and Survival(London: Routledge, 2006).
2- NatanaDeLong-Bas, Wahhabi Islam: From Revival and Reform to Global Jihad (New York: Oxford University Press, 2004).

يوسي بيلن

الآن، لم يعد الأمر شكوكاً وشبهات. الآن انتهت المرحلة المُثيرة للشفقة من "لا يوجد شيء لأنه لم يكن هناك شيء فعلاً".

 

لقد انتهت مساء أمس سنوات من التقصّي والتحقيق في الشرطة وفي النيابة العامة. أمس اتّخذ المُستشار القضائي للحكومة، آفي مندلبليت، السكرتير السابق للحكومة في حكومة نتنياهو، والذي كان يُعتَبر من المُقرَّبين إليه، اتّخذ قراراً لم يسبق لأيّ مستشار سابق للحكومة الإسرائيلية اتخاذه: تحويل رئيس حكومة عامل للمثول أمام القضاء. وذلك بتِهَم: الرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة. ويمكن لنتنياهو أن يدَّعي أن مندلبليت ما هو إلا رضيع وقع أسيراً في يد وسائل الإعلام والعاملين في مكتب المدّعي العام الساعيين للإساءة إليه. ويمكن له أيضاً أن يقول إن القانون يسمح له بالاستمرار في العمل في منصبه إلى حين صدور حُكم مؤكّد بإدانته، كما أنه يستطيع أن يطلب لنفسه الحَصانة، وأن يفلت من المحاكمة طالما هو عضو كنيست. ولكن بوسعه أيضاً أن يفعل الأمر الصائِب: أن يستقيل.      

من الواضِح أن طاقم محاميه يعرضون عليه البنود والخيارات القانونية التي بوسعه أن يستفيد منها. وبما أنه لا توجد لجنة كنيست فإن من شأن عملية مناقشة طلب الحصانة الذي يمكن أن يتقدّم به، إذا ما فعل ذلك، أن تستمر لعدّة أشهر إلى ما بعد الانتخابات القادمة التي ستُجرى فقط في شهر آذار / مارس 2020. وفي هذه الأثناء سيكون بوسعه الاستمرار في منصبه كرئيسٍ للحكومة، حتى وإن كان عقله مشغولاً في مُحاكمة الرشوة التي يواجهها أكثر من انشغاله بأيّ موضوع آخر على طاولته، حتى ولو حاول أن يتظاهر بأن "الأمور عادية".

ومن الواضح أنه سيكون هناك مَن يقولون له إنه لا يوجد له بديل، سواء بسبب ما يرونه بأنه إنجازات له، وسواء لأنهم يرون فيه المؤهّل الوحيد للدفاع عن إسرائيل في وجه كل أعدائها. ولكن هذا لن يفيد أيضاً. ومن الواضح أيضاً أنهم سيقولون له في شارع بلفور رقم 3 في القدس (مقرّ رئيس الحكومة) أن عليه أن يتمسّك بقرني المذبح. ولكن يجب عليه أن يسأل نفسه كيف ستبدو ولاية شخص خدم في منصب رئيس الحكومة أكثر من كل سابقيه بمَن فيهم دافيد بن غوريون. ونتنياهو ليس بالشخص الذي يتجاهل التاريخ. لا يتجاهل ما مضى ولا ما سيُكتَب في المستقبل. فإذا ما كان مؤمناً ببراءته حقاً، وإذا كان لا يزال يذكر الأقوال التي قالها في حينه بحق رئيس الحكومة السابق أيهود أولمرت (حيث قال إنه ليس بوسع رئيس حكومة يخضع للتحقيق أن يستمر في ممارسة مهامه، وعليه أن يستقيل) فإن عليه أن يستقيل فوراً، وأن يُكافِح من أجل براءته.

ترجمة: مرعي حطيني

في تقريرها على موقع «ميدل إيست آي» الذي يسلط الضوء على تنامي دور النساء بجماعة الإخوان المسلمين منذ فترة حكم مبارك إلى الآن، تقول الكاتبة أنوار محاجنة بعد الانقلاب العسكري في مصر في يوليو (تموز) 2013، سُجن أكثر من 50 ألف شخص من جماعة الإخوان المسلمين، من ضمنهم معظم أعضاء القيادة العليا.

ودفعت الشواغر ناشطات الإخوان للعب دور أكبر داخل المنظمة، بناء على الخبرات السياسية والتنظيمية الطويلة، والتي أثرتها تجربة الجماعة القصيرة كونها حزبًا سياسيًّا –حزب الحرية والعدالة– في مصر عامي 2011- 2012.
قبل اندلاع الانتفاضة الشعبية في عام 2011، كانت الناشطات يطالبن بتمثيل أكبر في هيكل الجماعة وتسلسلها الهرمي، في الوقت نفسه، كن أيضًا يواجهن قمع النظام. وترى الكاتبة أن تنامي رؤية المرأة ونشاطها بعد الانتفاضة الشعبية جعلها تُستهدف من قبل الدولة.

دور هامشي

وتقول الكاتبة: في البداية، كان دور الناشطات بجماعة الإخوان يركز على العمل الاجتماعي، مثل إيواء الأسر الفقيرة. انتقلن إلى المجال السياسي تدريجيًّا عندما تزايد دورهن في تعبئة الدعم السياسي والمالي لمعتقلي الإخوان الذين اعتبروا تهديدًا أمنيًّا للدولة تحت حكم حسني مبارك (1982- 2011).
وقامت ناشطات جماعة الإخوان بلعب دور أساسي في إدارة الحملات الترويجية لمرشحي الجماعة خلال الانتخابات البرلمانية الوطنية في عام 2005، وعام 2010، استنادًا إلى قدراتهن على الوصول إلى الناس عبر المساجد ومنظمات الرعاية الاجتماعية.
قبل الانتفاضة الشعبية في يناير (كانون الثاني) 2011، كانت الحكومة تعتبر دور المرأة هامشيًّا، وبالتالي استهدفت النساء بآلة القمع التابعة للدولة في مناسبات قليلة جدًا. وتضيف الكاتبة أن هناك عاملًا آخر أدى لتحجيم دور الناشطات قبل 2011، وهي القيود التي فرضتها القيادة الذكورية لتجنب تعرض ناشطات الإخوان لأي شكل من أشكال قمع الدولة.

 

مبارك لم ينكل بهن مباشرة

على سبيل المثال، في انتخابات النواب عام 2000، عندما ترشحت جيهان الحلفاوي (ناشطة بارزة في جماعة الإخوان بالإسكندرية) ضد مرشح الحزب الحاكم، ضغطت الدولة عليها للانسحاب من الانتخابات عن طريق اعتقال زوجها الذي كان مدير حملتها الانتخابية. وعرض مسؤولو الأمن الإفراج عن زوجها مقابل انسحابها من الانتخابات.
مع انفتاح الفضاء السياسي بين فبراير (شباط) 2011، ويونيو (حزيران) 2013، تزايدت المشاركة السياسية لناشطات الإخوان، سواء من خلال العمل العام، أو داخل هيكل جماعة الإخوان المسلمين.

 

توسيع المشاركة السياسية

عملت ناشطات الإخوان المسلمين في أمانات حزب الحرية والعدالة في جميع أنحاء مصر، مع التركيز على الوعي السياسي للمرأة، ولجان العلاقات الإعلامية، وصعدن إلى مناصب قيادية أعلى. على سبيل المثال، بعد الانتخابات الرئاسية في يونيو 2012، عُينت أميمة كامل عضوًا في الجمعية التأسيسية المكلفة بوضع الدستور، وعملت أيضًا مساعدًا للرئيس محمد مرسي.
وعلاوة على ذلك، عينت دينا زكريا المتحدثة باسم حزب الحرية والعدالة. واعتبارًا من عام 2012، سمح الإخوان بانتخاب النساء رؤساءً للجان النسائية الإقليمية، والتواصل مباشرة مع مكتب الإرشاد، وهي أعلى هيئة لاتخاذ القرار داخل الجماعة. في السابق، كانت هذه المناصب تقتصر على الرجال.
ومع ذلك، لم تشغل النساء مناصب عليا في حزب الحرية والعدالة، أو جماعة الإخوان. لم تتمكن صباح السكري، عضوة أمانة الحزب من الحصول على العدد المطلوب من التوقيعات للترشح لانتخابات رئاسة حزب الحرية والعدالة في عام 2012.
بعد الانقلاب، انتقلت العديد من الناشطات من التنظيم السياسي بوصفهن أعضاءً في حزب الحرية والعدالة إلى التنظيم المستقل، للعمل على توثيق وتسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان، بسبب حملة حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي الدامية ضد الجماعة.
على سبيل المثال، خلال اعتصام رابعة قامت الناشطات بتأسيس حركة «نساء ضد الانقلاب»، وهي أول حركة نسائية مناهضة لانقلاب عام 2013 . ولا تزال هذه المنظمة الأكثر نشاطًا لتعبئة المرأة في جميع أنحاء مصر.
في البداية، ستشارك المرأة في المظاهرات، وتتحدث في وسائل الإعلام عن عنف النظام تجاه المتظاهرين، وتقدم تقارير إلى منظمات حقوق الإنسان، مثل هيومن رايتس ووتش، بشأن هذه الانتهاكات. على سبيل المثال، تحدثت أسماء شكر، المتحدثة باسم المنظمة في الخارج، إلى منافذ وطنية ودولية عن انتهاكات نظام السيسي لحقوق الإنسان ضد المرأة.

 

توثيق انتهاكات حقوق الإنسان

أوضحت الكاتبة أن تزايد عمليات الحشد لناشطات جماعة الإخوان المسلمين ضد النظام أدى إلى استهدافهن في 19 يوليو 2013، عندما قتلت قوات الأمن ثلاث ناشطات في المنصورة خلال مظاهرة مناهضة للحكومة. ومنذ ذلك الحين، نظموا مسيرات نسائية داخل مصر وخارجها. وجعلت الناشطات قضية العنف ضد المرأة موضوعًا رئيسيًّا لتغذية عملية الحشد.
بدأت الناشطات بتقديم بيانات عن حالات العنف ضد المرأة في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2013. بالإضافة إلى ذلك، ولزيادة تأثير نشاطهن ودورهن في المعارضة، تحالفن مع منظمات يسارية بارزة مثل مركز هشام مبارك، الذي قدم للنشطاء تدريبًا في مجال حقوق الإنسان الدولية.
على الرغم من أن العديد من المنظمات في مصر تجاهلت الإبلاغ، أو توثيق انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكب ضد رجال الإخوان ونسائهم، بل إن بعضهم هاجم المتظاهرين السلميين وحملوهم مسؤولية قتلهم بالمظاهرات. تمكنت الناشطات من الوصول إلى منظمات حقوق الإنسان الدولية مثل مرصد حقوق الإنسان ومنظمة الإنسانية.
وتقول الكاتبة: إن عملهم الرئيسي في الخارج يركز على توصيل تقارير انتهاكات حقوق الإنسان ضد المعارضة في مصر، للمجتمع الدولي من خلال مقابلات مع وسائل الإعلام، ومشاركة تقاريرهم مع المنظمات غير الحكومية الدولية مثل منظمة العفو الدولية، بالإضافة إلى نشر التقارير على وسائل التواصل الاجتماعي مثل: فيسبوك، ويوتيوب. وتشير إلى أن البيانات الخاصة بهذه التقارير تُجمع من قبل النساء اللواتي ما زلن في مصر.

 

الانقسامات الأيديولوجية داخل جماعة الإخوان

إن رد الفعل العنيف تجاه جماعة الإخوان منذ عام 2013 أدى إلى انقسامات تنظيمية وأيديولوجية داخل الجماعة حول كيفية مواجهة قمع السيسي. وقد انقسمت جماعة الإخوان إلى فصيلين: القيادة القديمة، مقابل الأعضاء الثوريين الشباب. واشتد الخلاف حول استراتيجية مواجهة نظام السيسي في عام 2014، بعد تصنيف الجماعة بوصفها منظمة إرهابية.
على الرغم من تبني الشباب نهج المواجهة والثورية، فقد قامت القيادة القديمة باتخاذ موقف أكثر استيعابًا تجاه التصدي لقمع النظام بفتح باب المفاوضة والتسوية.
في فبراير 2014، ضغط الشباب على الجماعة لإجراء انتخابات داخلية لإصلاح هيئاتها الإدارية، وملء الفراغ القيادي بعد اعتقال عدد كبير من كبار أعضائها ونفيهم. وأدى هذا الاختلاف الأيديولوجي أيضًا إلى تقسيم الأخوات، وإن كان في أعداد أقل.
وقد وقفت غالبية الناشطات مع الحرس القديم، أو اتخذن موقفًا محايدًا بشأن الانقسام. على سبيل المثال، قالت الناشطة أسماء شكر: إنها لم تكن داعمة للانقسام، على الرغم من أنها أرادت إدخال تغييرات على النهج القديم للجماعة.

 بعد القمع البدني.. حملات لتشويه ناشطات الإخوان

انتقد المجلس القومي للمرأة والمؤسسات الحكومية الأخرى مشاركة النساء في اعتصام رابعة، متهمًا الإخوان باستخدام النساء والأطفال دروعًا بشرية. واتهم تقرير في صحيفة اليوم السابع المصرية الموالية للحكومة ناشطات الإخوان بتنظيم هجمات إرهابية في مصر، والمشاركة في اغتيال النائب العام، هشام بركات.
ويزعم التقرير أن التنظيم النسائي يتلقى مهام من الخارج عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وينقل هذه المعلومات إلى مسؤولي الإخوان المسلمين المسجونين الذين يقومون بعد ذلك بإصدار أوامر مشفرة لتنفيذ الهجمات الإرهابية.
في نهاية المطاف، في يوليو 2016، حظرت محكمة القاهرة الأمور المستعجلة أنشطة منظمة نساء ضد الانقلاب داخل مصر. وتعمل المنظمة حاليًا من الخارج، وبعض مؤسسيها، مثل أسماء شكر، يعيشون في المنفى بتركيا مع أسرهم.
على الرغم من أن ظهورهن في الحياة السياسية، جعل النظام يستهدفهن (وإن كان بدرجة أقل من الرجال)، إلا أنه جعل من الصعب على قادة الإخوان المسلمين تجاهل مطالب المرأة بتولي أدوار أكبر في الجماعة.
وتنقل الكاتبة قول الناشطة دينا زكريا: «عندما وقع الانقلاب العسكري، اتخذت المرأة قرارًا بأن تكون جزءًا من المقاومة، ولم يعد يسمح لأحد أن يقول للمرأة بأن تبقى في المنزل لأنها مهددة؛ مما دفع الإخوان المسلمين في تركيا للنظر في صياغة اللوائح الداخلية خلال يناير 2017 لتحديد حصة مشاركة المرأة في مجلس شورى الجماعة (هيئة إدارية وبرلمانية بداخل جماعة الإخوان)».
وتختتم الكاتبة المقال قائلة: انتخب الإخوان أول عضوة في مجلس الشورى في تركيا العام الماضي. وبعد وضوح نشاط الأخوات السياسي والاجتماعي، واستهداف النظام لهن، أُجبر قيادات الإخوان المسلمين على اعتبار الناشطات عناصر فاعلة على قدم المساواة مع الرجال.

الأحد, 24 تشرين2/نوفمبر 2019 10:21

أبرز الشخصيات الدرزية في العصرالحدیث

 قدّمنا في الجزء الثاني التوزيع الديموغرافي للطائفة الدرزية، ومن ثم نبذه قصيرة عن أبرز الشخصيات الدرزية في العصر الحديث، وسنتطرق في الجزء الثالث والأخير إلى الدورين الإجتماعي والسياسي للدروز بدء من سوريا مروراً بلبنان وصولاً إلى الكيان الإسرائيلي، فاتحين باب التساؤل عن مستقبل أو مصير الدروز في ظل الأحداث التي تعصف في المنطقة .  

: ,

 

يعتبر التنوخيون أصل الدروز في المنطقة، لذلك لمعرفة التاريخ السياسي للدروز، لا بد من مقدّمة قصيرة نوضح من خلالها دور التنوخيين السياسي، وكيف إنعكس ذلك لاحقاً بعد عدّة قرون على الدور السياسي للدروز في المنطقة .

 

جاء قسماً من تنوخ إلى لبنان منذ الفتح الإسلامي، وإستقر فرع آخر من تنوخ في معرّة النعمان في محافظة إدلب السورية مكافئة له على جهاده ضد البيزنطيين في عملية الفتح الإسلامي لبلاد الشام. أما في العصر العباسي وبسبب انحيازهم إلى للثورة العباسية، كلّفهم الخليفة أبو جعفر المنصور بمهمة التصدي لغزوات البيزنطيين وأعوانهم في لبنان، وهكذا رحلت بقية العشتئر التنوخية إلى لبنان وسكنت في الاماكن الجبلية المطلة على الشاطئ والممتدة من مصب نهر الكلب شمالاً حتى مصب نهر الأولي جنوباً .

 

الدور العسكري أعطى أسلاف الموحدين الدروز دوراً مشابهاً على الصعيد السياسي، ولم يطرأ أي تعديل على هذا الدوربعدما أصبحوا جماعة مميزة، من حيث العقيدة الدينية في القرن الحادي عشر. اذاً، كمقدمة عامة يتضح الدور السياسي والعسكري المهم للدروز في حماية الثغور العربية والإسلامية .

 

دور الدروز في سوريا

يعود التاريخ السياسي للدروز في سوريا إلى نحو ألف سنة، حيث غدوا لاعباً أساسياً في المنطقة بعد فرض وجودهم في بلاد الشام لا سيّما بعد معركة حطين. وبرزت آنذاك عائلات الدروز العريقة كأرسلان واللمعيين وغيرهم، ثم تابعوا تقوية نفوذهم بالوقوف مع المماليك ضد التتار والمغول، ولا سيما في معركة عين جالوت، وقفوا مع العثمانيين ضد حملة محمد علي ضد بلاد الشام وصمدوا في جبل العرب جنوب دمشق حوالي سنة بقيادة الشيخ إبراهيم الهجري، وحيث كبدوا المصريين خسائر فادحة فيما يعرف بمعارك "اللجاه"، إلا أن العلاقة ساءت مع العثمانيين عندما قاموا بالتمرد على السلطة العثمانية .

 

بعد سيطرة القوميون الأتراك على الحكم العثماني، صاروا ينتهكون حرمات الجبل، ويعدمون أحراره ومنهم ذوقان الأطرش ويحيى عامر، لذلك شكّل سلطان الأطرش في جبل الدروز بسوريا قوة فرسان سارت مع الجيش العربي من الجبل، وكانوا في طليعة الذين دخلوا دمشق ورفعوا العلم العربي فوقها.

 

لم يقتصر دور الدروز في سوريا على هزيمة العثمانيين، فبعد إحتلا دمشق من قبل فرنسا، قام سلطان باشا الأطرش في عام 1925 بإشعال فتيل الثورة السورية الكبرى في جبل الدروز وخاضوا معارك عديدة كبدت الجيش الفرنسي خسائر كبير كمعركة الكفر وتل الحديد والمزرعة، ونقلوا الثورة إلى دمشق وغوطتها وإلى لبنان وجبل الشيخ، وكان لهم الدور الأكبر والأساسي في الاستقلال عن فرنسا .

 

رفض سلطان باشا الاطرش تشكيل دولة درزية، بل إندمج الدروز مع كافة السوريين واشتركوا معهم في الأحداث السياسية، كما نجح سلطان الأطرش والزعماء السوريين الآخرين في إقصاء أديب الشيشكلي رئيس الجمهورية السورية عام 1954إلى البرازيل بعد أن حاول إثارةالفتنة وإستخدام الجيش الوطني للفتك بالدروز .

 

كذلك، لم يغب الدور الدرزي على الساحة السورية في كافة الحروب ضد الكيان الإسرائيلي، حيث قدّمت هذه الطائفة الكثير من الشهداء على مذبح الوطن .

 

حالياً، تقف الطائفة السورية التي تعرّضت قبل أيام إلى مجزة مروعة على يد جبهة النصر الإرهابية في جبل السماق، إلا جانب الجيش في مواجهة الجماعات التكفيرية. فقد أعلن شيخ عقل الطائفة حمّود الحناوي في كلمة له ألقاها في مقام عين الزمان عن "تشكيل "درع الوطن" يحمي السويداء إلى جانب الجيش العربي السوري". بدوره، أكّد الشيخ يوسف جربوع أن "خيار السويداء إلى جانب الدولة السورية لأنها ضمانة السوريين، وخيار الأهالي القتال إلى جانب الجيش ".

 

يتضح أن الطابع العروبي والوطني يطغى على درو الدروز الذين يتبوؤن مناصب عدة في الدولة السورية، إضافةً إلى التمثيل البرلماني بنسبة 3.2%، فهم أقلية وفيّة لجذورها لم تسعى يوماً إلى دولة مستقلة .

 

دور الدروز في لبنان

لم يختلف دور الدروز في لبنان عن دورهم في سوريا كثيراً حيث كان لهم الفضل الكبير في الاستقلال عام 1943 مع الراحل الأمير "مجيد أرسلان"، شاركوا بعدة ثورات ضد الحكم بقيادة "كمال جنبلاط" مؤسس وقائد الحزب التقدمي الاشتراكي، كما شاركوا في الحرب الأهلية اللبنانية من 1975م إلى 1990م، تحت لواء الجيش الشعبي بقيادة "وليد جنبلاط"، وهم اليوم لديهم زعامتان سياسيتان بقيادة الأمير "طلال أرسلان" رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني، إضافةً إلى تيار التوحيد اللبناني بزعامة النائب السابق وئام وهاب. كان، ومايزال للدروز دور سياسيٌّ كبير على الساحة اللبنانية؛ وبغضِّ النظر عن النسبة التي يمثلونها في لبنان(8 نواب في البرلمان اللبناني) إلا أنهم يُعتبَرون "بيضة القبان" كما يصوِّرهم البعض .

 

في خريف1983، أشعل فتيل حرب الجبل بين قوات اليمين اللبناني المسيحي ضد المسلحين الدروز ومسلحي المخيمات الفلسطينية ومسلحي اليسار اللبناني، أخذ القتال منحنى طائفيا وتحول إلى حرب بين الموارنة والدروز، آلت الغلبة في الأخير إلى الدروز، إلا أنه بعد مرور حوالى 31 عامًا، تمت المصالحة بين الدروز والمسيحيين برعاية رئيس الجمهورية المسيحي الماروني ميشال سليمان، والبطريرك الماروني بشارة الراعي، والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، ووسط حضور شعبي وسياسي متنوع الانتماءات والطوائف .

 

دروز الكيان الإسرائيلي

تظهر العديد من المواقف المشرّفة للدروز في الكيان الإسرائيلي، فقد إنضم الكثيرين منهم إلى الإنتفاضة الفلسطينية التي اندعلت في العام 2000، كما قام الدروز السوريين في الجولان المحتل بإحراق الهويات الإسرائيلية ورفع شعار "لا بديل عن الهوية السورية"، وقاموا بانتفاضات واستمروا تحت الحصار لمدة 6 أشهر، وقامت الحكومة الإسرائيلية باعتقال الكثيرين منهم، فضلاً عن مهاجمتهم في الفترة الآخير مستشفى ميداني تابع لجبهة النصرة داخل الجولان السوري المحتل .

 

يسعى الكيان الإسرائيلي حالياً للإستفادة من ورقة الدروز، عبر تهديدهم من جماعات إرهابية مدعومة إسرائيلياً، كي يطلب الدروز الحماية منها، وبالتالي تنضم إليها هذه الجماعة من لبنان إلى السويداء إلى جبل الشيخ والأراضي المحتلة، إلا أن تاريخ الدروز ومواقفهم الحالية تؤكد رفضهم القاطع لهذه المؤامرات .

 

خلاصة

يتضح أن المواقف الدرزية في المنطقة، بدءاً من سوريا مروراً بلبنان وصولاً إلى فلسطين المحتلة، جلّها مواقف وطنية عروبية، ما يدعونا للجزم بأن مصير هذه الطائفة كبقيّة أشقائها في الوطن فلا خيار لها سوى خيار الدولة ومقارعة الكيان الإسرائيلي، ورغم أن الدروز أقلية سوءاً في لبنان أو سوريا إلأا أن دورهم التاريخي العريق ألقى بظلاله على واقعهم الحالي .

 تدمير صواريخ كروز بواسطة منظومة "مرصاد" الصاروخية

تمكنت منظومة "مرصاد" الصاروخية خلال مناورات "المدافعون عن سماء الولاية 98"، من اصابة وتدمير صواريخ كروز للعدو المفترض.

ويعد کشف ورصد الطائرات المسيرة المعادية في المنطقة العامة للمناورات والاشتباك معها وتدميرها بواسطة منظومة مرصاد المحلية الصنع والمتنقلة التابعة لقوة الدفاع الجوي للجيش من الأنشطة الأخرى التي تم القيام بها في هذه المرحلة من المناورات المشتركة للدفاع الجوي في مناورات المدافعون عن سماء الولاية 98.
وتعتبر منظومة مرصاد المتنقلة احدى المنظومات المحلية الصنع لقوة الدفاع الجوي بالجيش الايراني، ولديها القدرة على أن تكون سريعة ومتحركة بهدف عدم اكتشاف موقع منظومات الدفاع.
وكان المركز الاعلامي للمناورات قد صرح في وقت سابق الجمعة: انه خلال المرحلة النهائية من المناورات المشتركة للدفاع الجوي "المدافعون عن سماء الولاية 98" تم اسقاط اهداف معادية على ارتفاعات عالية بواسطة منظومة "تلاش" التابعة للدفاع الجوي للجيش الايراني.
وتمكنت منظومة "تلاش" الصاروخية المحلية الصنع وبنجاح من تدمير الاهداف المهاجمة على ارتفاعات عالية، والتي رصدتها شبكة الدفاع الجوي الموحدة في البلاد.
وتمت خلال هذه المرحلة ايضا القيام بعمليات الحرب النفسية والدفاع المدني ومساعدة الاهالي في المنطقة العامة لاجراء المناورات.
وانطلقت مناورات "المدافعون عن سماء الولاية 98" في شمال شرق ايران بمشاركة قوات الدفاع الجوي والقوة الجوية للجيش الايراني إلى جانب قوات مقر الدفاع الجوي للبلاد، لاختبار مرونة الدفاع الجوي والنهوض بمستوى مهارات الطاقات الشابة في استخدام المنظومات الحلية الصنع.
وآعلن قائد قوات الدفاع الجوي التابعة للجيش الايراني العميد "علي رضا صباحي فرد" بان منطقة المناورات المشتركة للدفاع الجوي "المدافعون عن سماء الولاية 98" في شمال شرق ايران هي محاكاة لمنطقة الخليج الفارسي ومضيق هرمز.
واوضح العميد "صباحي فرد" على هامش المناورات المشتركة للدفاع الجوي بان المناورات تجري على مساحة 416 آلف كيلومتر مربع في المنطقة العامة لمحافظة سمنان شمال شرق ايران وقال" ان المرحلة الاولى لهذه المناورات تشمل كشف وتحديد اهداف العدو المفترض وفي مرحلة لاحقة اشتباك المنظومات الموجودة في ساحة المناورات مع الاهداف المحددة.
واضاف: انه وفي ضوء الخطط المرسومة سيتم في هذه المناورات اختبار اصعب الظروف القتالية واكثرها واقعية.

"يتعين احترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين في اليمن، والوصول الإنساني دون عوائق، وتمويل خطة الأمم المتحدة الإنسانية، ودعم الاقتصاد اليمني، وتحقيق تقدم نحو الحل السياسي" وفق مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أورسولا مولر"

نيويورك / محمد طارق

طالبت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أورسولا مولر"، الجمعة، مجلس الأمن الدولي بضرورة تحقيق خمسة خطوات أساسية لتهيئة الظروف من أجل إنهاء الصراع في اليمن.

جاء ذلك في جلسة لمجلس الأمن حول اليمن شارك فيها المبعوث الأممي الخاص "مارتن غريفيث"،

ووفق مولر، فإن هذه المطالب هي: "يتعين احترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين، والوصول الإنساني دون عوائق، وتمويل خطة الأمم المتحدة الإنسانية، ودعم الاقتصاد اليمني، وتحقيق تقدم نحو الحل السياسي".

وأشارت إلى أن "تحقيق الخطوات الخمسة التي أشرت غليها سيمهد الطريق نحو تحقيق السلام لجميع اليمنيين".

وأضافت في إفادتها لأعضاء المجلس: "هناك 260 منظمة إنسانية تعمل مع الأمم المتحدة حاليا في اليمن حيث نقود أكبر عملية إنسانية في العالم تحت ظروف تتدهور بشكل مستمر".

واستدركت قائلة: "لكننا في كل شهر نعقد فيه مثل تلك الجلسة هنا في المجلس نسمع عن الدمار الذي لحق بالمدنيين هناك، ومنذ يومين فقط سقطت قذائف الهاون علي إحدى أسواق صعدة (شمال)، وقبلها بعشرة أيام وقع هجوم في تعز ما أدى إلى إغلاق إحدى المستشفيات في المخا لبضعة أيام، وهي المستشفى الوحيدة العاملة بالمدينة".

وبينت أنه "مع نهاية العام سيصل عدد المهاجرين إلى اليمن في ظل تلك الظروف إلى أكثر من 160 ألف شخص وهم يتعرضون للتعذيب والاغتصاب ومن الضروري العمل علي حمايتهم"، دون ذكر الجاني.

المسؤولة الأممية ذكرت أن "هناك زيادة في وتيرة العنف بمناطق خاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله (لم تحدد تلك المناطق)، كما أن هناك نهب واحتلال لمرافق العاملين بالمنظمات الإنسانية".

وتابعت: "ولا نزال نسعي لاعتماد مقاربة مبسطة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية للتعجيل بوصول المساعدات الإنسانية عبر ميناء عدن".

من جهته، قال مارتن غريفث إن "اليمن بحاجة إلى ظهور قيادة تحقق السلام وتكون قادرة على تقديم تنازلات وإشراك جميع الأطراف في العملية السياسية ".

وتابع: "من جهتنا لا نزال نضطلع بمسؤولياتنا من أجل تقريب وجهات نظر الأطراف المعنية لإنهاء النزاع ونأمل أن يلي ذلك خطوات إيجابية أخري".

وأردف قائلا: "على قيادات اليمن أن تسأل نفسها عن السلام وأن تدرك ما هو المطلوب لتحقيقه وأن تتوصل لتفاهمات سياسية لوقف القتال وبناء اقتصاد البلاد وعلينا أن نستعد لذلك من الآن".

المصدر. الاناظول

توقّع هؤلاء، أن يدفع اتهام نتنياهو، النظام السياسي والاقتصادي الإسرائيلي لمزيد من الفوضى، خاصة في ظل عدم القدرة على تشكيل حكومة جديدة.

 

غزة/ محمد ماجد

الصواف: سيشهد النظام السياسي والاقتصادي الإسرائيلي مزيدا من الفوضى 
يوسف: التهم الموجهة لنتنياهو ستطيح به في السجن 
إبراهيم: نتنياهو سيحاول كسب الوقت قبل محاكمته 
مقداد: هيمنة نتنياهو على المجال السياسي في إسرائيل لعقد من الزمن قد انتهت 

رأى كتّاب ومراقبون فلسطينيون، أن توجيه لائحة اتهام لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد يقضي على حياته السياسية.

وفي أحاديث منفصلة ، توقّع هؤلاء، أن يدفع اتهام نتنياهو، النظام السياسي والاقتصادي الإسرائيلي لمزيد من الفوضى، خاصة في ظل عدم القدرة على تشكيل حكومة جديدة.

وكان المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية أفيخاي ماندلبليت، قد أعلن في مؤتمر صحفي الخميس، تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو بتهم الرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال في ثلاثة قضايا، استغرق التحقيق فيها معه نحو ثلاثة أعوام.

وقال الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف إن لائحة الاتهام، جاءت في وقت حرج، خاصة في ظل عدم تمكّنه من تشكيل الحكومة، هو ومنافسه بيني غانتس رئيس حزب أزرق أبيض.

وأضاف:" تهم نتنياهو لن يتهاون معها المجتمع الإسرائيلي، ما يشير إلى أن حياته السياسية قد انتهت، كذلك سيشهد النظام السياسي والاقتصادي الإسرائيلي مزيدا من الفوضى ".

وأضاف:" اتهامات الرشوة وخيانة الأمانة الموجهة لنتنياهو ستدخله السجن، فلن يتمكن من تغيير أو إثبات عدم صحة الاتهامات، وسيكون عليه التسليم لقرار القضاء".

من جانبه، قال أحمد يوسف، مدير معهد "بيت الحكمة للاستشارات وحل النزاعات" (غير حكومي) بمدينة غزة، إن المنظومة القضائية والأمنية في إسرائيل، لا تتساهل في "قضايا الفساد".

وعليه، يقول يوسف:" التهم الموجهة لنتنياهو ستطيح به، وتزج به إلى السجن".

وأضاف:" التهم الموجهة لنتنياهو ستقضي على حياته السياسية".

ورأى أن تحقيق نتنياهو للكثير من الإنجازات لإسرائيل، لن يمنحه الحصانة أمام المجتمع الإسرائيلي.

وتابع:" هذا الأمر سيبعده عن مشهد الحكم، وينهي هيمنته على المجال السياسي في تل أبيب التي استمرت لعقد من الزمن".

وتوقّع يوسف، إطاحة حزب الليكود الإسرائيلي، بنتنياهو كمرشح أول له.

ويرى يوسف، أن من الممكن أن يهرب نتنياهو إلى الأمام، عبر شن حرب على إحدى جبهات الشمال في لبنان أو سوريا، أو الجبهة الجنوبية بقطاع غزة.

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، مصطفى إبراهيم، إن نتنياهو تحوّل من مشتبه به إلى متهم، الأمر الذي يخلق رأيا عاما كبيرا ضده في إسرائيل.

وأضاف:" أكثر من نصف إسرائيل ضد نتنياهو، وهذا كان واضحا عندما خسر الليكود 350 ألف صوت في الانتخابات الأخيرة".

وشهد العام الجاري، جولتين انتخابيتين، جرت الأولى في إبريل/نيسان الماضي، تبعتها جولة ثانية في سبتمبر/أيلول، دون نجاح الأحزاب، في تشكيل حكومة.

وتابع إبراهيم:" نتنياهو مصر على الذهاب لانتخابات ثالثة وسيحاول الهرب من المحاكمة التي لن تجرى خلال الأشهر القريبة".

وأشار إبراهيم إلى أن نتنياهو سيحاول كسب الوقت قبل محاكمته، لكنّ في طريقه ألغام كثيرة، فقد تتوجه الأطراف السياسية بإسرائيل للمحكمة العليا في البلاد وتطلب تسريع محاكمته.

وفي السياق ذاته، يرى مؤمن مقداد، المختص في الشأن الإسرائيلي، أن لوائح الاتهام ضد نتنياهو، لم يتم تقديمها للمحكمة.

ويكمل:" يبدو أنه لن يتم تقديمها في وقت قريب، وهذا يعني أن نتنياهو يستطيع مواصلة العمل بمنصبه كرئيس وزراء وفقا للقانون، إلى حين بدء محاكمته".

وأضاف مقداد:" النظام السياسي والاقتصادي في إسرائيل سيعيش في حالة فوضى، و لو تم إجراء انتخابات جديدة بإسرائيل لن يستطيع نتنياهو الحصول على تكليف بتشكيل حكومة جديدة في حال لم يمنحه الكنيست الحصانة، أو في حال البدء بمحاكمته".

ويرى مقداد، أن هيمنة نتنياهو على المجال السياسي في إسرائيل لعقد من الزمن، قد انتهت، فالاتهامات الموجهة له أدت لنزول حاد في شعبيته لدى الجمهور الإسرائيلي.

وتوقّع مقداد، أن يحاول نتنياهو، عقد صفقة، يعتزل بموجبها الحياة السياسية، مقابل الحصول على عفو عن جميع قضاياه.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت نفسه اضطر للاستقالة من منصبه عام 2009، بعد توجيه لائحة اتهام ضده، بتهم الفساد حيث أدين بها وأمضى في السجن 16 شهرا.

وسيكون أمام نتنياهو 30 يوما، من تاريخ صدور القرار، لتقديم طلب "حصانة" من المحاكمة، ليتم بحث طلبه في الكنيست.

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن طلب "الحصانة" يفترض تقديمه إلى لجنة برلمانية خاصة في الكنيست لبحثه.

وحال موافقة اللجنة على طلبه، سيكون نتنياهو بحاجة إلى تصويت غالبية من أعضاء الكنيست الـ 120 لمنحه الحصانة، فيما لا تملك كتلة أحزاب اليمين التي يقودها سوى 55 مقعدا فقط.

وقد تطول إجراءات البدء بمحاكمة نتنياهو لعدم تشكيل اللجان البرلمانية الخاصة بما فيها اللجنة التي تنظر في طلبات الحصول على الحصانة لأعضاء الكنيست.

هذه الإشكالية قد تدفع المستشار القضائي والنائب العام إلى الانتظار حتى تشكيل حكومة جديدة خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، وهو ما بات مستبعدا، بعد عجز نتنياهو وغانتس في هذه المهمة، أو الانتظار حتى يتم إجراء انتخابات جديدة، قد يكون موعدها في مارس/آذار من العام المقبل.

ولا يتمتع نتنياهو حاليا بحصانة من المحاكمة بشكل تلقائي، بصفته رئيسا للوزراء، كما لا تشمل الحصانة الوزراء وأعضاء الكنيست إثر تعديل قانون الحصانة عام 2005.

وينص القانون الحالي المعدل، على أنه يتوجب على من توجّه له لائحة اتهام من أعضاء الكنيست طلب الحصول على الحصانة من أعضائه، عبر التصويت عليه.

وفشلت محاولات من قبل أعضاء كنيست في الليكود السنة الماضية لسن قانون حصانة، يمنع محاكمة رئيس الوزراء في إسرائيل خلال فترة ولايته، كما فشلت محاولات مشابهة لتعديل قانون حصانة أعضاء الكنيست الحالي.

وكان القانون ينص قبل تعديله عام 2005 على حصانة أعضاء الكنيست بشكل آلي، ويتم رفع الحصانة في حالة طلبت النيابة ذلك، بعد تصويت أغلبية أعضاء الكنيست.

المصدر. الاناظول

وقفات تخللها توقف الدروس لمدّة 20 دقيقة ودقيقة صمت ترحما على الشهداء الفلسطينيين

تونس / يسرى وناس

نظمت جميع المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية في تونس، الجمعة، وقفات احتجاجية تخللها توقف الدروس لمدّة 20 دقيقة، تضامنا مع الشعب الفلسطيني ضد الانتهاكات الإسرائيلية.

وفي 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، شنت إسرائيل عدوانا على قطاع غزة؛ أسفر عن ارتقاء 35 شهيدا بينهم 8 أطفال و3 نساء، وإصابة 111 آخرين بجراح مختلفة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

وتأتي التحركات التضامنية بدعوة من نقابتيْ التعليم الأساسي والثانوي، ‎للتحرك تعبيرا عن "الدعم المطلق وغير المشروط لنضال الشعب الفلسطيني ضد المحتل، واحتجاجا على صمت الأنظمة العربية" إزاء معاناة سكان غزة، وفق بيان مشترك.

وشارك وزير التربية والتعليم التونسي حاتم بن سالم، وعدد من النقابيين، ومديرة المعهد النموذجي بمنطقة البحيرة 2 بالعاصمة، تحية النشيدين الوطنيين الفلسطيني والتونسي مرفوقا برفع العلمين، ودقيقة صمت على أرواح شهداء الشعب الفلسطيني، وفق إعلام محلي.

وفي المدرسة "الصادقية" بالعاصمة تونس، تجمع الأساتذة والتلاميذ في الأروقة، ورفعوا العلميْن التونسي والفلسطيني على أنغام النشيدين الرسميين للبلدين.

وقالت مديرة المدرسة عفيفة عبد الملك السليمي، للأناضول: "ننظم وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني المضطهد.. خاصة مع ما يحدث في قطاع غزة وفي فلسطين عموما من انتهاكات".

وأضافت: "نحاول من خلال هذه الحركة توعية تلاميذنا بما يحدث في فلسطين.. هذا واجب فالفلسطينيون إخوتنا، ويجب الوقوف معهم في مثل هذه الظروف".

ودعت التلميذة بالمعهد نجاة العكرمي، في حديث ، إلى "ضرورة الوقوف مع فلسطين بأبسط الأشياء.. فنحن في تونس مررنا عبر التاريخ بظروف صعبة، لكن الشعب الفلسطيني عانى طيلة أكثر من 60 عاما الاضطهاد والموت يوميا".

من جانبه، قال أستاذ التكنولوجيا صالح السراي: "في مثل هذه الأحداث المؤلمة نساند الشعب الفلسطيني بكل ما أوتينا من قوة".

وأضاف: "نقدم تعازينا لذوي الشهداء.. ونقول لتلاميذنا العلم هو مفتاح النصر". 

تشير نتائج دراسة جديدة إلى أن تناول الطعام في وقت متأخر من الليل يعرض الناس لأمراض مختلفة منها مايرتبط بالقلب.

في دراسة جديدة ، فحص باحثون من جمعية القلب الأميركية، عادات الأكل لدى آلاف النساء ووجدوا في النهاية أن تناول الطعام في الليل يترك تأثيرات على صحة القلب.

وفقا للخبراء ، كل زيادة بنسبة 1 ٪ في السعرات الحرارية المستهلكة في الليل يزيد من مخاطر ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب لاحقا.

وأظهرت النتائج المقدمة في الاجتماعات العلمية لجمعية القلب الأميركية في فيلادلفيا أن تناول الطعام بعد الساعة الثامنة مساء كان له تأثير سلبي على صحة القلب.

ويقول الباحثون أن هذه الدراسة ليست الدراسة من نوعها التي تربط بين السعرات الحرارية في الليل وأمراض القلب إذ أسفرت عشرات التجارب الأخرى عن نتائج مماثلة.

يقول الباحث الرئيسي لهذه الدراسة:  لقد تركزت أنماط الحياة للوقاية من أمراض القلب لحد الآن على ما نأكله وفي أي وقت بالتحديد.

السبت, 23 تشرين2/نوفمبر 2019 13:35

5ألوان في بيتك تشعرك بالسعادة

5 ألوان في بيتك تشعرك بالسعادة، فألوان المنزل عادة ما تعبر عن شخصيتك، وتؤثر على الحالة النفسية والمزاجية، ولكي تعززي من السعادة والراحة النفسية بشكل أكبر، تقدم لكِ لهلوبة أفضل الألوان لديكور بيتك، نفذيها أو اجتزئي منها ما يناسب ذوقك.


5 ألوان في بيتك تشعرك بالسعادة:

1- الأصفر:

هو لون السعادة والشمس، ويؤك كتير من الخبراء أنه يعزز الشعور بالراحة النفسية، كما أنه مسئول عن إفراز مادة السيروتونين، وهى مادة كيميائية، دورها إشعارك بالهدوء وراحة الأعصاب.

2- الأخضر:

هو لون الطبيعة، لذا فهو يساعد على الشعور بالاسترخاء والتركيز، يمكنك الاستعانة به في الديكور، وطلاء النوافذ والأبواب.

3- الأزرق:

هو لون الهدوء، مفيد للجسم والعقل، كما أكد الخبراء أنه يزيد الإحساس بالثقة والولاء، لذلك هو لون مثالي جدًا لغرف النوم والمكاتب، لأنه يزيد الإنتاجية.

4- الوردي:

من ألوان الحب التي تعبر عن المشاعر والدفء، يمكنك اختياره مثلًا لجدار في غرفة النوم، أو جزء من غرفة المعيشة، لأنه يزيد الإحساس بالدفء بين أفراد العائلة.

5- الأحمر:

حيث أكد الخبراء أنه يزيد من معدل ضربات القلب والنشاط، لذا فهو اختيار مثالي جدًا لمنازل محبي النشاط والحركة، بالإضافة إلى أنه يزيد من مشاعر الحب.