
emamian
كيف تحافظ على مستوى كولسترول صحي؟
الكولسترول نوع من الدهون يوجد في الأطعمة الحيوانية، ويقوم الكبد بإنتاجه أيضاً. وعلى الرغم من أن الكولسترول الجيد يطرد النوع الضار من الدم، إلا أن ارتفاع مستوى الكولسترول الجيد بشكل مبالغ فيه يشكل خطراً على القلب والشرايين أيضاً.
ويمثل ارتفاع مستوى الكولسترول الضار في الجسم خطراً كبيراً على الشرايين لأن تراكمه على جدرانها يسبب الانسداد والجلطة.
كذلك انخفاض مستوى الكولسترول ليس جيداً للصحة، فقد يكون مؤشراً على السرطان أو مشاكل الصحة العقلية مثل القلق، كما يشكل خطراً على صحة النساء لأن انخفاض الكولسترول من عوامل إصابة المرأة بالجلطة، وفقاً لموقع 24 الإخباري.
كيف تحافظ على مستوى صحي من الكولسترول؟
* النشاط البدني لمدة 30 دقيقة يومياً ينشط الدورة الدموية، ويساعد على عدم تراكم الكولسترول الضار على جدران الشرايين مسبباً انسدادات.
* ضبط الوزن من الطرق الفعّالة للتخلص من الدهون الزائدة ومنها الكولسترول.
* الابتعاد عن التوتر يحمي من العادات الغذائية غير الصحية، وبالتالي يساعد خفض التوتر على ضبط الكولسترول.
* الحد من أكل الدهون، وزيادة أكل الأطعمة النباتية والزيوت الصحية مثل زيت الزيتون وزيت الكانولا، وتفادي أكل اللحوم المصنّعة، واختيار الألبان قليلة الدسم.
* تناول الكثير من الألياف، عن طريق زيادة الخضروات والفواكه والبقول. تقوم الألياف بإخراج جزء من الكولسترول مع البراز.
* تناول الأطعمة التي تحتوي على كولسترول جيد، مثل الأسماك الدهنية، والمكسرات، والأفوكادو، والزيتون.
* إضافة الثوم للطعام باستمرار، لأنه يمنع أكسدة الكولسترول الضار والتي تسبب التصاقه بجدران الشرايين.
المصدر: فلسطين الان
السيد نصر الله: المقاومة في أوج قوتها واميركا تعطل الاستثمار في لبنان
قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله “كان حزب الله قد اتخذ من يوم 11/11 من كل عام يوما لشهيده اي لكل الشهداء، لانه في مثل هذا اليوم من العام 1982 اقتحم الشاب الاستشهادي الشهيد احمد قصير(امير الاستشهاديين) مقر الحاكم العسكري الاسرائيلي في مدينة صور ودمر المبنى بشكل كامل ما ادى الى مقتل اكثر من مئة ضابط وجندي، كانت عملية تاريخية ومدوية وادت الى وقوف شارون ذليلا محبطا على انقاض المبنى المدمر والاشلاء المقطعة، وقد اضطرت حكومة العدو الى اعلان الحداد العام في الميان الغاصب لهول ما جرى”.
وأكد السيد نصر الله في كلمة له في مهرجان يوم الشهيد الذي أقامه حزب الله الاثنين انه “حتى الآن ما زالت عملية الاستشهادي احمد قصير هي الاهم على الاطلاق في تاريخ المواجهة مع العدو من حيث الحجم والنوعية والخسائر الهائلة التي لحقت بالعدو في ضربة واحدة، بالرغم من التطور النوعي في العمليات ضد العدو، لكن ما زالت هذه العملية تحتل المرتبة الاولى حتى الآن”، وتابع “لعظمة هذه العملية اخترنا يوم الاستشهادي احمد قصير يوما لشهيد حزب الله، اليوم هو بمثابة الذكرى السنوية لكل شهداء حزب الله”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “الشهداء كان يميزهم حبه لله وشوقهم للقائه تعالى، والاعداء دائما يخطئون في فهم حركات المقاومة في امتنا، لان الاعداء يتصورون ان مجاهدينا هم فئة من المرتزقة هم يتصورون ان كل الناس على شاكلتهم”، واضاف “هم لا يعرفون حقيقة هذه الاجيال منذ ايام رسول الله وصدر الاسلام ممن يطلب القرب الى الله، هذه الصفات تصنع انسانا مختلفا ولذلك كان هؤلاء الشهداء قتالهم وقتلهم في سبيل الله، وهو سبيل الدفاع عن حرية وعرض وارض الانسان وشرفه وامنه وامانه”.
وأشار السيد نصر الله الى ان “الشهداء قدموا لنا الانتصارات ودائما عندما نذكر الشهداء نذكر بتحرير الارض والاسرى مع بعض الملفات العالقة، ومن انجازاتهم الانتصار على العدو الاسرائيلي والارهاب التكفيري”، واضاف “القوة والمنعة التي اعطونا اياها والموقع المتقدم والعزيز بمواجهة العدو هي بفضل دماء الشهداء، هم حولونا من بلد يعتقد الاسرائيلي ان بامكانه ان يجتاحه بفرقة موسيقية الى بلد يعتبره العدو هو تهديد وجودي لكيانه الغاصب، هذا كله من بركة دماء الشهداء وتضحيات عائلاتهم التي صبرت واحتسبت وتحملت وضحت وحملت دماء الشهداء لتستنهض بها الهمم ولتحولها الى بحر هادر من الحماس والاندفاع وبهذه البركة كبرت وتعاظمت المقاومة وكانوا بحق الصوت الزينبي المرتفع بمواجهة كل الطواغيت”.
وأكد السيد نصر الله ان “المقاومة اليوم في اوج قوتها وحضورها وفعاليتها واهميتها كجزء من محور المقاومة في المنطقة، هي تشارك في موقع متقدم في صنع مستقبل المنطقة ولبنان وفلسطين”، وتابع “المقاومة تفخر انها جزء من محور المقاومة الراسخ والمنتصر”.
وفي الملف اليمني، قال السيد نصر الله إن “الموقف الشجاع الذي اعلنه القائد السيد عبد الملك الحوثي في ما يتعلق بالصراع مع العدو الاسرائيلي، يجب ان نتوقف عنده كأبناء للمقاومة وكشعوب في المنطقة كما توقف عنده العدو”، وتابع “قبل يومين اعلن القائد العزيز السيد الحوثي ردا على التهديدات الاسرائيلية وقف في حضرة حشود هائلة وقال إذا اعتديتم على اليمن سنرد بأقصى الضربات، وايضا قال إن الصراع مع العدو الاسرائيلي ينطلق من خلفياتنا الايمانية والانسانية”، واضاف “أهمية هذا الكلام انه يصدر عن قائد لجبهة ما زالت تقاتل لمدة خمس سنوات قوى العدوان المدعومة اميركيا وبريطانيا وغربيا، هذا التهديد صادر عن قائد باتت تمتلك اسلحة متطورة جدا وتمتلك شجاعة استخدام هذه الاسلحة واستخدمتها بالفعل من منطلق حق الدفاع عن النفس”.
واوضح السيد نصر الله ان “هذا الكلام صادر عن قائد جبهة مقاتلوه يحققون الانتصارات على جبهات تمتد على مساحات واسعة ، اي اننا نتحدث عن قائد قادر على تنفيذ تهديداته ولذلك وجدنا اثره العميق لدى العدو، لماذا؟ لانه يتمتع بالمصداقية فهو اعلام بعنصر قوة اضافي في اليمن، يمن الايمان والحكمة والانتصارات”، ودعا “شعوب منطقتنا للاعتزاز بهذا الاعلان لما له من اهمية وقدرته على الوصول لكيان العدو الاسرائيلي”، ورأى ان “على العدو ان يعرف ان هذه البيئة الموجودة لانه طالما عمل كي تنسى الشعوب فلسطين، بينما هذه قوى جديدة لديها القوة والشجاعة تدخل في المعادلة والجميع يدرك هذا التطور المهم”.
ولفت السيد نصر الله الى “الحشود اليمينة التي حضرت عند خطاب السيد الحوثي في مختلف محافظات اليمن تحت الشمس لساعات يفترشون الارض والطرقات وهناك مخاطر لاعتداءات العدوان حيث البلد في الحرب”، وتابع “هذا الحشد يكشف مدى عشقهم لرسول الله (ص) ويكشف مدى ايمانهم ولها رسالة سياسية عظيمة جدا، انه بعد خمس سنوات حرب ورغم كل الظروف الامنية والعسكرية والاقتصادية والمعيشية، هذه رسالة قوية لكل طواغيت العالم ان شعوبنا هذه التي تراهنون على تراجعها وخوفها عبر الحصار والجوع للتخلي عن رسولها ومقدساتها وقضيتها المركزية هي لن تفعل ذلك على الاطلاق، هذه هي رسالة الشعب اليمني وشعوب اخرى في هذه المنطقة”، واكد ان “محور المقاومة هو في ايمانه واستعداده للتضحية وليس مرهونا بما يحصل عليه من مال ومتاع”.
وفي الملف الايراني، قال السيد نصر الله “على كل دول المنطقة ان لا تبني حساباتها على اساس حرب على ايران ولذلك نشهد تبدلات في لغة دول المنطقة وخاصة بعض دول الخليج من دون الدخول في التسميات”، ولفت الى “أهمية صمود ايران بعد الخروج الاميركي من الاتفاق النووي”، وشدد على انها “قادرة على التغلب على الصعوبات التي تظهر”، واضاف ان “استراتيجية ترامب مع ايران فشلت، الحرب انتهى احتمالها وايران صمدت وما زال ترامب ينتظر على الهاتف الذي لن يرن”، وتابع “ايران انتصرت لانها تتبنى قضايا المنطقة وشعوبها”، وأشار الى ان “حسابات ترامب كلها ترتبط بالمال وقد تخلى عن حلفائه في شرق سوريا جراء ذلك وقد ابقى على وجود اميركي هناك من اجل حقول النفط فقط”، وتابع ان “ايران اكتشفت آبار جديدة من النفط ما سيزيد التأزم لدى ترامب، محور المقاومة خرج قويا مقتدرا”.
وعن التطورات في لبنان، قال السيد نصر الله “لن أدخل في تفاصيل التطورات على الساحة الحكومية وتفاصيل التشكيل لان المفاوضات ما تزال مستمرة”، ولفت الى انه “في موضوع المطالب المطروحة في الشارع هناك اختلافات، وقد طرح العديد من العناوين التي رفعت في الحراك لكن لم يظهر انها عناوين اجماعية ولكن هناك بعض العناوين اجماعية لدى كل الناس وفي مقدمها موضوع مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين واستعادة الاموال المسروقة، هذه المطالب عابرة للطوائف والمناطق وهذه نقطة ايجابية”، ورأى ان “لا احد يستطيع ان يحمي فاسدا وهذا تطور كبير حصل في بلدنا ولذلك يجب ان نبني على هذه الايجابية، هناك دعوة لمكافحة الفساد وهذا الامر لا يرتبط بتشكيل الحكومة لان هذا الملف عند القضاء”.
واشار السيد نصر الله الى ان “حزب الله عندما رفع لواء مكافحة الفساد قلنا ان هذا الملف يحتاج الى وقت وجهد، وهناك فارق بين مقاومة العدو ومكافحة الفساد سواء بالظروف والادوات والوسائل”، ففي مقاومة الفساد لدينا مسؤولين وموظفين وشخصيات مهمة في البلد متورطة بالفساد والهدف معاقبة هؤلاء واسترداد الاموال المنهوبة منهم وهذا وسائله تختلف عن مقاومة العدو”، واعتبر ان “مقاومة الفساد يتطلب قضاء نزيه وقانون يعتمد عليه القضاء ومعلومات حقيقية تقدم للقضاء يمكن ان يؤسس عليها قضية ومحاكمة عادلة ومنصفة لانه لا يجوز الظلم بحق أحد، وايضا بحاجة لسجن للفاسدين وآليات لاسترداد الاموال المنهوبة التي قد تكون هرّبت الى الخارج”.
وقال السيد نصر الله “عندما قلنا اننا نريد مكافحة الفساد قلنا اننا لن نشهر بأحد وقدمنا بعض الملفات الى القضاء وتركنا بعضها لنعرف مصير الملفات التي قدمت”، وتابع “هناك قضاة يتمتعون بالنزاهة والمطلوب تطوير بعض القوانين، ومن لديه اي معلومة فليذهب وليتقدم بها الى القضاء”، واضاف “الحديث عن ثورة في البلد فالامر مرهون بالقضاء ومجلس القضاء الاعلى واليوم هناك فرصة تاريخية للقضاء في هذا المجال”، ولفت الى ان “القضاء عليه رفع الحصانة عن اي مسؤول لديه اي حصانة”، واوضح انه “حصل اتفاق بين كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة لتقديم اقتراح قانون برفع الحصانة عن كل الوزراء منذ العام 1992″، وأكد “رسالتي في يوم الشهيد يوم التصحية من اجل البلد واستقراره وازدهاره، أنا أقول للقضاة في لبنان تمثلوا بهؤلاء الشهداء والمطلوب منكم القيام بخطوة انقاذية واعملوا بصلاحياتكم ولا تخضعوا لاي مرجعية سياسية في البلد وكل الشعب اللبناني معكم”، وتابع “انا بصفتي امين عام حزب الله اتوجه الى القضاء اذا كان هناك ملف له علاقة بأي مسؤول بحزب الله ابدأوا به وانا اضمن له رفع الحصانة اذا كان له حصانة حتى قانون رفع الحصانة”، وأكد “الفاسد كالعميل لا طائفة له ولا دين له”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “في الملف الاقتصادي هناك بعض الامور الواضحة، لدينا بدائل وآفاق وهناك مسؤولية للولايات المتحدة الاميركية للصعوبات الموجودة في لبنان والتي تمنع على لبنان ان يخرج من ازمته ويستعيد عافيته بل تعمل على تعميق هذه الازمة”، واكد انه “حتى في الملف الاقتصادي يجب ان تعرف من العدو والصديق وهذا من شروط النجاح في المواجهة الاقتصادية”، وأشار الى انه “في الموضوع المالي والاقتصادي وبالموازنة هناك ايرادات ونفقات واذا لم تكفي الايرادات تذهب الدولة للاستدانة، والقطاع الانتاجي في بلدنا مضروب والقطاع الزراعي في اسوأ حال والديون تتراكم”، وأوضح ان “من الافاق الموجودة للبنان هي الشركات الصينية الحاضرة للقدوم والاستثمار في لبنان وتأمين فرص عمل، بينما الادارة الاميركية تمنعها من دخول السوق اللبناني”، وتابع “اتمنى ان اكون على خطأ وان تقوم الحكمة الجديدة بفتح الباب امام الشركات الصينية للاستثمار في لبنان”، ولفت الى ان “الادارة الاميركية منعت كيان العدو من متابعة العلاقات التجارية مع الصين”.
وشدد السيد نصر الله على ان “العلاقة التجارية مع الصين هي خط احمر بالنسبة للادارة الاميركية، لماذا يجب ان نخضع للاميركي بمسألة يمكن ان تنفع بلدنا؟”، ولفت الى ان “الشركات الصينية جاهزة للعمل في لبنان وهي ذهبت للعمل في سوريا وقد فتحت لها الابواب هناك لان لا يوجد اي نفوذ اميركي، فلماذا يجب ان نخضع نحن لهذا النفوذ؟”، وتابع “فلتأتي الشركات الصينية للعمل بشروط لبنان ووفقا لمناقصات”، واضاف “ايضا الشركات الايرانية جاهزة للعمل في لبنان وايضا يمكن استدراج عروض لشركات روسية للعمل في لبنان”، ولفت الى ان “السياسيات الاميركية تمنع كل هذه الفرص للاستثمار في لبنان”.
وسأل السيد نصر الله “لماذا لا يشارك لبنان في اعادة اعمار سوريا”، ولفت الى ان “هناك جهات ودول عربية تعمل لاعادة الاعمار في سوريا بينما الاميركي يمنعهم من العمل هناك وتم تهديدهم بفرض عقوبات اميركية عليهم”، واضاف “فتح الابواب لمشاركة لبنان باعادة الاعمار في سوريا سينهض باقتصادنا لعشرات السنوات المقبلة”، واشار الى ان “التهديد الأمني الاميركي للبنان يمنع الاستثمارات الاجنبية”، واكد ان “لبنان اكثر امنا من واشنطن ومن اي ولاية اميركية اخرى”، واوضح ان “العقوبات الاميركية هي سيف ذو حدين لانها تركت اثرا على الاقتصاد والمصارف في لبنان، نحن فقط قدمنا العتب لبعض مدراء المصارف بينما الاميركان يرهبون المصارف ويتشددون في تحويل الاموال من والى لبنان، لذلك من الذي سيأتي للاستثمار في لبنان، ونحن قلنا لهم ان اموالنا ليست في لبنان والعقوبات على القطاع المصرفي لاحداث فتنة في لبنان ولا يضر المقاومة بل يعطل عجلة الاقتصاد في البلد، وايضا الضغط على المغتربين اللبنانيين وتحويل العملات منهم الى لبنان”.
وأشار السيد نصر الله الى ان “الاستمرار في سياسة الاقتراض ستزيد الازمة، بل يجب العمل لتنشيط القطاعين الزراعي والصناعي وفتح اسواق جديدة امام لبنان كالسوق العراقي”، وتابع “السوق العراقي قادر على استيعاب الانتاج الزراعي والصناعي اللبناني لعشرات المرات وهذا يفتح الآفاق للاستثمار ولفرص العمل الجديدة”، ولفت الى ان “احد اسباب الغضب على رئيس الحكومة العراقية هو اصراره على فتح معبر البوكمال وسيحيي الاقتصاد والزراعة والصناعة في سوريا وايضا قادر ان يحيي الاقتصاد في لبنان بدون ان يمن عليه احد ولكن يجب تشكيل وفد لبنان الى سوريا للحصول على تسهيلات وتخفيض الضرائب وفتح شريان الحياة ونهر من الخيرات بين لبنان والعراق”، وشدد على ان “انقاذ البلد لا يكون بمزيد من القروض بل بتجريك عجلة الانتاج وفتح ابواب الاسواق ولكن القرار الاميركي يمنع ذلك ولذلك لو فعلا كانت حكومة حزب الله كنا من الساعة الاولى لنيل الثقى اتخذنا القرار بالذهاب الى سوريا”.
واكد السيد نصر الله “عندما نقول اننا نريد حكومة سيادية هو ان تتخذ القرارات بعيدا عن الضغوط الاميركية وتقول له اننا نتخذ القرارت التي تصب في مصلحة لبنان”، وتابع “في ملف النفط من يضع الفيتوات وانا اقول هناك العديد من الافكار للخروج من الازمة واقول ان الاميركي مسؤول عن التعطيل والاعاقة ولذلك اللبنانيين مدعوين للوعي وتحمل المسؤولية”، ولفت الى ان “كلام بومبيو حول المساعدة للشعب اللبناني للتخلص من الفساد الذي جاءت به ايران الى لبنان، غريب هذه الوقاحة الاميركية لان الفاسدين في لبنان أغلبهم من حلفائكم”، وتابع “بومبيو لا يرى في لبنان إلا النفوذ الايراني، هل النفوذ الايراني في القطاع المصرفي؟ ام في الجيش اللبناني؟ في قوى الامن الداخلي؟ في النفط والتلزيمات؟ نعم بحسب عقله هو النفوذ الايراني يعني المقاومة”، واوضح “كل ما يريده الاميركي ان يتخلص لبنان من مقاومته”.
ورأى السيد نصر الله ان “الشعب اللبناني معني بالحفاظ على وحدته وان لا يأخذه احد الى الحرب الاهلية ويفكر بازمته وهذا يحصل بالحوار والتلاقي والتعاون”، واعتبر ان “جمهور المقاومة في هذه المرحلة بالتحديد معني بالفهم والوعي والبصير”، وعاهد “شهداء المقاومة بالحفاظ على القوة والمنع والردع وعلى كل ما اعطيتمونا اياه ونحن اوفياء ايا كانت الصعوبات ونحن لن نخلي الساحات حتى نرفع راياتنا في اعلى القمم”.
من جهة ثانية، قال السيد نصر الله “اتوجه بأسمى آيات العزاء لفد ورحيل العلامة المحقق السيد عبد الله شرف الدين نجل السيد عبد الحسين شرف الدين”، وتابع “كما اتوجه بمناسبة ذكرى ولادة الرسول الاعظم(ص) الى جميع المسلمين بالتهنئة والتبريك، ونحن كأمة منذ اكثر من 1400 سنة اذا كنا نعيش في ايمان وهدى وعلم وحضارة ورقي طوال التاريخ وقوة ومنعة واذا كان من خير عظيم نتطلع اليه في آخرتنا، هو بسبب هذا المولود العظيم”.
المصدر: موقع قناة المنار
إغتيال قائد سرايا القدس بهاء أبو العطا وزوجته في قصف إسرائيلي واصابة طفليه بجراح خطيرة
استشهد فجر اليوم الثلاثاء قائد سرايا القدس في قطاع غزة بهاء أبو العطا وزوجته في في عملية اغتيال عبر قصف إسرائيلي استهدف منزله في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وفي التفاصيل طائرات إسرائيلية استهدفت منزل القائد بهاء أبو العطا بصاروخ واحد على الأقل ما أدى إلى استشهاده وزوجته وإصابة طفليه بجراح خطيرة وتم نقلهم إلى مجمع الشفاء الطبي.
وأكدت وزارة الصحة في قطاع غزة استشهاد مواطن وزوجته وإصابة 2 أخرين بجراح مختلفة فجر اليوم الثلاثاء.
ونعت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، استشهاد قائدها بهاء سليم ابو العطا، جراء غرة “إسرائيلية” استهدفت منزله.
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال عن مسؤوليته عن اغتيال القيادي في سرايا القدس بهاء ابو العطا شرق غزة، فجر اليوم.
وأطلقت المقاومة الفلسطينية رشقات صاروخية تجاه البلدات المحتلة، ردًا على اغتيال ابو العطا، فيما تحمل الساعات المقبلة مزيد من المفاجآت.
المصدر: فلسطين اليوم
الوحدَةُ الإسلامِیَّة وجُذورها القُرآنِیَّة
إنَّ منَ الأمور التی کثر الحدیث عنها فی أیامنا هذه، مسألةُ الوحدة الإسلامیة، والتی تغصُّ المنابر الإعلامِیَّة والثقافِیّة بالدعوة لها ومحاولة تثبیتها فی فکر الناس، وتجسیدها عملاً بین المسلمین.
ومن المناسب فی هذا التمهید أن نذکر الجذور الإسلامیة لهذه الفکرة، فالفکرة أساساً لم تکن منطلقة من فکرِ شخصی واجتهاد واستنساب یُظنُّ فیه المصلحة للناس، بل إن أساسها وجذورها الحقیقی من قلب الشریعة الإسلامیة، وهذا یمیزها بأمور:
1 ـ أنها فکرة أصیلة بحد ذاتها وثقافة من قلب الإسلام ولم تستورد إلیه ولم تخترع لظروف سیاسیة أو مرحلیة.
2 ـ تمتلک هذه المسألة بعداً ثقافیاً یجعلها فکرة قابلة للإقناع لأنها تعنی کلَّ مسلم، وکل ذی ثقافة إسلامیة أصیلة.
3 ـ أنها مسألة قابلة للدوام بسبب کونها أصیلة بخلاف الثقافات التی لا تعتمد على أساس ثابت، ولهذا فإن الوحدة الإسلامیة یمکن أن تکون حلاً لمسائل المسلمین فی جمیع العصور.
الإمام الخمینی "قدس سره" رائدُ الوحدة
فی الوقت الذی کانت الأمة الإسلامیة فی حالة من الاحتضار على کل مستویاتها، قامت ثورة مبارکة، قام بها شعب أعزل بقیادة العالم الزاهد الشجاع القائد السید روح الله الموسوی الخمینی قدس سره فی إیران، والتی کانت مرتعاً للمخابرات الأجنبیة ولا سیما الأمریکیة والصهیونیة، وأرضا مسلوبة الخیرات مسخرة لتنفیذ المآرب الکبرى لقوى الاستکبار العالمی وأذنابه من الحکام الذین باعوا ضمائرهم وشعوبهم لیصبحوا مجرد أداة بید أسیادهم الإمبریالیین الطامعین بالسیطرة على مقدرات العالم.
قیام هذه الثورة المبارکة أحبط الکثیر من المؤامرات، وأهمها التی کانت تحاک لتوسعة الشق الکبیر فی الأمة الواحدة، فلطالما کانت التفرقة بین مذاهب الأمة من الأسالیب الدنیئة التی ینتهجها العدو الطامع للسیطرة على الأمم الأخرى، فقاعدة فرق تسد تاریخیا لم یخل عهد ولا زمان من رموز انتهجت هذه القاعدة کأسلوب ناجح تتوصل به إلى الهیمنة فی بعض الأحیان، ولاستتباب الهیمنة فی موارد أخرى، فإن السیطرة على أمة ممزقة، ومتکالبة على أطرافها غافلة عما یحاک لها أمرٌ فی غایة السهولة، ولا یکلف العدو إلا عناء جنی الثمار بعد أن أنضجتها الخلافات والنزاعات.
ولوعی الإمام الخمینی قدس سره فی تلک الفترة لخطورة الأمر على الأمة، فقد رکز فی الکثیر من توجیهاته وخطاباته على مسألة الوحدة الإسلامیة، ولم یألُ جهداً فی تذکیر الأمة دائماً بخطر الاختلاف والتشرذم، وهذا ما سنحاول الإضاءة على أبعاده حیث یصح القول بحق إن أفضل من دعا إلى الوحدة وکرسها عملا ً فی حیاته وأورثها للأجیال هو الإمام الخمینی.
الجذور القرآنیة للوحدة الإسلامیة ، یقول الله تعالى فی محکم قرآنه:
﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِیعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْکُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَیْکُمْ إِذْ کُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِکُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَکُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَکُمْ مِنْهَا کَذَلِکَ یُبَیِّنُ اللَّهُ لَکُمْ آیَاتِهِ لَعَلَّکُمْ تَهْتَدُون﴾.
إن الآیة الشریفة تتحدث بوضوح عن التوحد ونبذ الاختلاف بین المسلمین، حیث تدعوهم للاعتصام أی التمسک جمیعاً بحبل الله، والاعتصام یکون طلباً للعصمة وهی الحفاظ والغطاء، وهذا یعنی أن فی ترک هذا الاعتصام الهلاک الحتمی وهذا ما یکون من خلال التفرق والاختلاف على الأمور الصغیرة.
کما أن الله سبحانه وتعالى یمنن علینا بنعمة الإسلام هذا الدین الذی یجمعنا جمیعاً على کل اختلافاتنا فی دائرة واحدة، بعد أن کانت تفرقنا القومیات والعشائر والمناطق والشعب، فحین هدى الله تعالى الناس برسوله الأکرم صلى الله علیه وآله وسلم، أخرجهم من ظلام هذه القواقع الفارغة إلى رحابة الإسلام دین الإنسانیة والرحمة والسلام، وهذا من أکبرِ نعم الله تعالى علینا.
وکذلک نجد فی القرآن الکریم العدید من الآیات التی تتحدث عن الوحدة وتحذر من الإختلاف وسنستعرض بعضها، فمنها قول الله تعالى:
﴿وَأَطِیعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِیحُکُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِینَ﴾.
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَیْنَ أَخَوَیْکُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّکُمْ تُرْحَمُونَ﴾ .
﴿وَلْتَکُنْ مِنْکُمْ أُمَّةٌ یَدْعُونَ إِلَى الْخَیْرِ وَیَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَیَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْکَرِ وَأُولَئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.
﴿وَلا تَکُونُوا کَالَّذِینَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَا هُمُ الْبَیِّنَاتُ وَأُولَئِکَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِیمٌ﴾.
﴿إِنَّ الَّذِینَ فَرَّقُوا دِینَهُمْ وَکَانُوا شِیَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِی شَیْءٍ﴾.
﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُکُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّکُمْ فَاتَّقُونِ﴾ .
ومن هنا فإن الإمام الخمینی قدس سره طالما أکد على أهمیة وعی الأساس الدینی والقرآنی للوحدة ومما قاله فی هذا الإطار:
ولطالما حذَّر مما حذر منه القرآن الکریم وهو التنازع والتناحر حیث یقول قدس سره:
"الیوم على الجمیع أن یتحدوا مع بعضهم، وأن لا یتنازعوا بموجب تعلیمات الإسلام والقرآن الکریم. فالتنازع ممنوع حسب أوامر القرآن مهما کان نوعه. وإذا تنازعوا فإنه یؤدی إلى الفشل، وتذهب ریحهم، سواء الأشخاص أو الشعوب. وهذه أوامر الله. إن الذین یدعون الإسلام، ویسعون من أجل زرع الفرقة والتنازع لم یجدوا ذلک الإسلام الذی کتابه القرآن، وقلبته الکعبة، ولم یؤمنوا بالإسلام. إن الذین آمنوا بالإسلام إنما هم الذین یقبلون القرآن ومحتوى القرآن الذی یقول (إنمّا المؤمنون إخوة) فیلتزمون بکل ما تقتضیه الأخوّة. تقتضی الأخوة أن یتأثر جمیع الإخوان أینما کانوا إذا ألمّت بکم مشکلة، وأن یفرحوا جمیعاً لفرحکم".
معالم الطرح الوحدویّ عند الإمام الخمینی(قده)-
معالم الطرح الوحدویّ عند الإمام الخمینی(قده)-
الشیخ حسن أحمد الهادی[1]
مقدّمة:
الإسلام دین الإنسانیّة، ونظامه نظام شامل لجمیع نواحی الحیاة، یربط بعضها ببعضها الآخر ربطًا عضویًّا منطقیًّا، وینطلق من واقع الحیاة الإنسانیّة وخصوصیّاتها لمعالجة قضایاها بشتّى مستویاتها، وبما یتناسب مع تطلّعات الإنسان فی هذه الحیاة وسواها من مراحل الحیاة الأخرى. ونظرًا إلى الکینونة الاجتماعیّة التی ینطوی علیها الإنسان منذ أنْ فطره الله وبرأه، ونظرًا إلى أنّه یولد اجتماعیًّا؛ کان الإسلام دین المجتمع؛ کما هو دین الفرد، وکان القرآن کتاب المجتمع الإنسانیّ؛ کما هو کتاب کلّ فرد من أفراد هذا المجتمع بلا استثناء.
والإیمان لیس قضیّة عقدیّة مجرّدة، ولیس علاقة شخصیّة بین المؤمن وربّه فقط؛ بل هو علاقة أخویّة جماعیّة -أیضًا- بینه وبین سائر المؤمنین، ففی الإیمان یتمّ ربط الفکر بالفعل، والنیّة بالحرکة وبالسلوک القویم، وبهذا یتکامل أفراد المجتمع الإسلامیّ فی علاقاتهم الاجتماعیّة والإنسانیّة تکاملًا معنویًّا إیجابیًّا، تذوب أمامه کلّ أنواع الخلافات والمشاکل أو الاعتداءات التی قد تنخر جسد المجتمع وتهدم أرکانه. قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَیْنَ أَخَوَیْکُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّکُمْ تُرْحَمُونَ}[3].
والأُخوّة فی الإسلام أخوّة نَسَبیّة لها آثار فی النکاح والإرث، وأخوّة رضاعیّة لها آثار فی النکاح دون الإرث، وأخوّة إیمانیّة لها آثار اجتماعیّة ولا أثر لها فی النکاح والإرث؛ ذلک أنّ أخوَّة الإیمان تشریعیّة وواقعیّة بدافع الإیمان، یؤمر المؤمن أن یؤصّلها فی حیاته الجماعیّة إلى حدٍّ لا تبقى معه بین المؤمنین إلا الأخوّة؛ فعن أَبِی بَصِیرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّه (ع) یَقُولُ: "الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ؛ کَالْجَسَدِ الْوَاحِدِ، إِنِ اشْتَکَى شَیْئًا مِنْه؛ وَجَدَ أَلَمَ ذَلِکَ فِی سَائِرِ جَسَدِه، وأَرْوَاحُهُمَا مِنْ رُوحٍ وَاحِدَةٍ، وإِنَّ رُوحَ الْمُؤْمِنِ لأَشَدُّ اتِّصَالًا بِرُوحِ اللَّه مِنِ اتِّصَالِ شُعَاعِ الشَّمْسِ بِهَا"[4].
وعنه(ع) -أیضًا-: "الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ؛ عَیْنُه، ودَلِیلُه، لَا یَخُونُه، ولَا یَظْلِمُه، ولَا یَغُشُّه، ولَا یَعِدُه عِدَةً فَیُخْلِفَه"[5].
کما نفهم الواجبات والحقوق الفردیّة والاجتماعیّة المنبثقة عن هذه القاعدة الاجتماعیّة التی یؤسّسها القرآن فی الأخوّة الاجتماعیّة فی ما روی عن الإمام علی بن الحسین (علیهما) فی رسالة الحقوق، حیث یقول: "وحقُّ أخیکَ أن تعلمَ أنَّه یدکَ الّتی تبسطُها، وظهرُک الّذی تلتجئُ إلیهِ، وعزُّک الّذی تعتمدُ علیهِ، وقوَّتک الّتی تصولُ بها، فلا تتّخذْهُ سلاحًا على معصیةِ اللهِ، ولا عُدَّةً للظلمِ لخلقِ اللهِ، ولا تدعْ نصرتَه على نفسِه ومعونَتَه على عدوِّهِ، والحؤولَ بینَه وبینَ شیاطینِه، وتأدیةَ النصیحةِ إلیهِ، والإقبالَ علیهِ فی اللهِ، فإنِ انقادَ لربِّهِ وأحسنَ الإجابةَ لهَ، وإلَّا فلیکُن اللهُ آثرَ عندَکَ وأکرمَ علیکَ منهُ"[6].
فإنّ الأخ هو الذی اتّحد بأخیه اتّحادًا تامًّا، حتّى أصبحت ید أحدهما ید الآخر، وعزّ أحدهما عزّ الآخر، فیکون أحدهما للآخر ظهراً یستند إلیه، وقوّة یستعین بها على مناهضة الأیام ومغالبة الخطوب.
والأخوّة نعمة من أکبر النعم التی أنعم الله تعالى بها على عباده؛ لأنّها قائمة على أوثق عرى الإیمان؛ کما فی الحدیث عَنْ الإمام أَبِی عَبْدِ اللَّه (ع): "مِنْ أَوْثَقِ عُرَى الإِیمَانِ: أَنْ تُحِبَّ فِی اللَّه، وتُبْغِضَ فِی اللَّه، وتُعْطِیَ فِی اللَّه، وتَمْنَعَ فِی اللَّه"[7]؛ وذلک لأنّ من تمسّک بهذه العروة تکامل إیمانه، واستقام لسانه، واستقرّ جنانه، وبه یتحقّق التودّد والتآلف بین المؤمنین، ویتمّ ویکمل نظام الدنیا والدین، فهذه العلاقة هی أسمى علاقة وأقوى رابطة یمکن أن تکون فی مجموعةٍ من البشر.
وللأخوّة الدینیّة دورٌ رائدٌ فی بناء الشخصیّة المؤمنة، حیث تساعدها على الاتّصاف بمجموعة من الفضائل، وتشعرها بمسؤولیّة کبیرة تجاه الآخر؛ انطلاقًا من معرفة ما لها من مدلول وعمق فی الإسلام، فیعرف الإنسان قدره من خلال معرفة قدر أخیه وما له من حقّ علیه.
ونظرًا إلى أهمّیّة الطرح الوحدویّ فی واقعنا الإسلامیّ، کان من المناسب أن نضیء على معالم الطرح الوحدوی فی فکر علم من أعلام الوحدة الإسلامیّة؛ وهو الإمام الخمینی (قده). وقبل الدخول فی بیان معالم طرحه الوحدوی، کان لا بدّ من الوقوف عند جملة من الأسس والأصول الإسلامیّة من القرآن الکریم والسنّة الشریفة، التی انطلق منها الإمام الخمینی (قده) فی طرحه الوحدویّ وسُبُل تحقیقه وتعزیزه وصیانته.
أولاً: مظاهر علاقة المسلم بالآخر فی الإسلام:
وضعت الشریعة الإسلامیة أصولاً تربویّةً واجتماعیّةً عدّة؛ بهدف تنظیم علاقة المسلم بالمسلم وبغیره من بنی البشر، نذکر نماذج منها:
1. التکافل الاجتماعیّ:
یُعدّ التکافل الاجتماعیّ جزءًا من عقیدة المسلم والتزامه الدینیّ، وهو نظام أخلاقیّ یقوم على الحبّ والإیثار ویقظة الضمیر والشعور بمراقبة الله عزَّ وجل، ولا یقتصر على حفظ حقوق الإنسان المادّیّة؛ بل یشمل المعنویّة -أیضًا-، وغایته التوفیق بین مصلحة المجتمع ومصلحة الفرد.
وقد عُنی القرآن بالتکافل؛ لیکون نظامًا لتربیة روح الفرد، وضمیره، وشخصیّته، وسلوکه الاجتماعیّ، ولتکوین الأسرة وتنظیمها وتکافلها، ولضبط العلاقات الاجتماعیّة؛ بما فی ذلک العلاقة التی تربط الفرد بالدولة، ولتقنین المعاملات المالیّة والعلاقات الاقتصادیّة التی تسود المجتمع الإسلامیّ.
ومن هنا؛ فإنّ مدلولات البرّ، والإحسان، والصدقة، تتضاءل أمام هذا المدلول الشامل للتکافل. قال الله تعالى: {یَسْئَلُونَکَ مَاذَا یُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَیْرٍ فَلِلْوَالِدَیْنِ وَالأَقْرَبِینَ وَالْیَتَامَى وَالْمَسَاکِینِ وَابْنِ السَّبِیلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَیْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِیمٌ}.[8]
وقد عدّ القرآن الإمساک وعدم الإنفاق سبیلًا إلى التهلکة؛ بقوله سبحانه وتعالى: {وأنفقوا فی سبیل الله ولا تُلقوا بأیدیکم إلى التهلکة وأحسنوا إنّ الله یحبُّ المُحسنین}[9]؛ کما عدّ الکنـز وحجب المال عن وظیفته الاجتماعیّة مدعاةً إلى العذاب الألیم: {والذین یکنزون الذهب والفضة ولا ینفقونها فی سبیل الله فبشّرهم بعذابٍ ألیم}[10]، ونفى الرسول الأکرم (ص) کمال الإیمان عن مَنْ یبیت شبعان وجاره جائع؛ وهو یعلم: "ما آمن بی من بات شبعان وجاره جائع وهو یعلم"[11].
کما وضع القرآن أسسًا نفسیّةً وأخرى مادّیّة؛ لإقامة التکافل الاقتصادیّ والاجتماعیّ بین أفراد المجتمع الإسلامیّ. ولعلَّ من أهمِّ الأسس النفسیّة هو إقامة العلاقات المادّیّة والمعنویّة على أساس الأخوّة؛ لقوله تعالى: {إنّما المؤمنون إخوةٌ}[12]، وربط الإیمان باستشعار حقوق الأخ؛ کما رتَّب الحبّ على رابطة الأخوّة؛ فلا یؤمن الإنسان المسلم ولا ینجو بإیمانه ما لم یُحبّ لأخیه ما یُحبّ لنفسه، ویعیش معه کالبنیان یشدّ بعضه بعضًا. وجعل العدل وحفظ الحقوق من قیم الدین الرئیسة؛ بل ندب إلى عدم الاقتصار على العدل؛ وهو إحقاق الحقّ، أو إعطاء کلِّ إنسان حقّه من دون ظلم، وإنّما الارتقاء إلى الإحسان؛ وهو التنازل عن بعض الحقوق للطرف الآخر. ومن الأسس النفسیّة -أیضًا-: الإیثار؛ وهو عکس الأثرة والأنانیّة. والإیثار تفضیل الآخر على النفس؛ من أجل إشاعة جوّ العفو والرحمة، وهی الغایة التی جاءت من أجلها الشریعة.
2. إثارة الشعور الاجتماعیّ:
کان إنسان ما قبل الإسلام یتمحور فی سلوکه الاجتماعیّ على ذاته، وینطلق فی تعامله مع الآخرین من منظار مصالحه وأهوائه بالغالب، وینساق بعیدًا مع أنانیّته؛ حیث هبط فی القاع الاجتماعیّ إلى درجة «وأد» أبنائه؛ خشیة الفقر والمجاعة، الأمر الذی استدعى التدخّل الإلهی؛ لإنقاذ النفوس البریئة من هذه العادة الاجتماعیّة القبیحة، قال تعالى: {ولا تَقتُلُوا أولادَکُم خَشیةَ إملاقٍ}[13]، على أنّ أشدّ ما یسترعی الانتباه أنّ ذلک الإنسان الجاهلیّ، الدائر حول ذاته ومنافعها، قد غدا -بتفاعله مع إکسیر العقیدة- یضحّی بالنفس والنفیس فی سبیل دینه ومجتمعه، وبلغت آفاق التحوّل فی نفسه إلى المستوى الذی یُؤثِر فیه مصالح أبناء جنسه على منافع نفسه.
ولیس خافیًا على أحد مستوى الإیثار الذی أبداه الأنصار تجاه المهاجرین؛ إذ شاطروهم کلّ ما یملکون، حتى بیوتهم وأمتعتهم، ولم ینحصر هذا المستوى من الإیثار بالأفراد؛ بل شکّل ظاهرة اجتماعیّة عامّة لم یشهد لها تاریخ الإنسانیّة نظیرًا، وفی هذه الظاهرة نزلت آیات من القرآن الکریم تبارک هذه الروحیّة، وتخلّد ذِکر مجتمعٍ تحلّى بها؛ بوصفه أنموذجًا من نماذج التلاحم الاجتماعیّ والمؤاخاة. قال تعالى: {لِلفُقَرَآءِ المُهَاجِرینَ الَّذِینَ أُخرِجوا مِن دِیارهِم وأموَالِهِم یَبتَغُونَ فَضلًا مِّنِ اللهِ وَرِضوانًا وَیَنصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئکَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذینَ تَبَوَّءُوا الَّدارَ وَالاِیمانَ مِن قَبلِهِم یُحِبُّونَ مَن هَاجَرَ إلیهِم وَلا یَجِدُونَ فی صُدُورِهِم حَاجَةً مِّمَّآ أُوتُوا وَیُؤثرُونَ عَلى أنفُسِهِم ولَو کانَ بِهِم خَصَاصَةٌ وَمَن یُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُولئکَ هُمُ المُفلِحُونَ}[14].
ولقد نقض الإسلام أُسسًا فی البناء الاجتماعیّ الجاهلیّ قوامها تعزیز التقسیم الطبقیّ والقَبَلیّ للمجتمع، الذی کان یتشکّل من طبقتین رئیستین؛ هما: طبقة الأشراف؛ الذین تجتمع لدیهم الثروات ویحتکرون الشأن والوجاهة، وطبقة العبید؛ الذین یدورون فی فلک الأسیاد. فقوّض الإسلام هذه الأسس، وأقام محلّها أُسسًا جدیدة تساوی بین الناس فی حقّ الحیاة وحقّ الکرامة. قال تعالى: {یا أیُّها الناسُ إنّا خَلقنَاکُم مِن ذَکَرٍ وأُنثى وجَعَلنَاکُم شُعُوبًا وقَبَائلَ لِتَعارفُوا إنَّ أکرَمَکُم عِندَ اللهِ أتقاکُم}[15]؛ فتحرّر أبناء طبقة العبید، ومارسوا حقّهم فی الحیاة، وارتفع عمّار وسلمان وبلال عالیًا فوق طبقة أشراف قریش.
3. تنمیة الشعور الجماعیّ:
تربّی العقیدة الإنسان المسلم على الشعور الاجتماعیّ المتمثّل بشعور الفرد نحو غیره، فیتجاوز دائرة الذات إلى دائرة أرحب؛ هی دائرة العائلة، ثمّ تتّسع اهتماماته لتشمل دائرة الجوار، ثمّ أبناء بلدته، وبعدها أبناء أمّته، وفی نهایة المطاف تتّسع لدائرة أکبر؛ فتشمل الإنسانیّة جمعاء.
وفی هذا الصدد، نجد کثیرًا من الأحادیث التی تحثُّ الفرد على الانضمام إلى الجماعة، والانسجام معها، والانضواء فی قالبها، بعد أن ثبت عند العقلاء أنّ فی الاجتماع قوّة ومنعة، وبعد أن أکّد النقل على أنّ الله -تعالى- قد جعل فیه الخیر والبرکة. یقول الرسول الأکرم (ص): "یدُ الله مع الجماعة، والشیطان مع من خالف الجماعة یرکُضُ"[16]. و"من خرج من الجماعة قید شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه"[17]. وفی ذلک کلِّه دلیل قاطع على أنّ الإسلام دین اجتماعیّ یربط الفرد بالجماعة، وأنّ العقیدة تدعو الإنسان المسلم إلى الانضمام إلى الجماعة.
4. تأصیل نظم الروابط الاجتماعیّة:
کان المجتمع الجاهلیّ یرى فی رابطة الدم والرحم أساسًا للروابط الاجتماعیّة، فیضع مبدأ القرابة فوق مبادئ الحقّ والعدالة، فی حال التعارض بینهما. وقد ذمّ القرآن الکریم هذه الحمیَّة الجاهلیّة بقوله تعالى: {إذ جعلَ الَّذِینَ کَفرُوا فی قُلُوبِهِم الحَمِیَّةَ حِمیَّةَ الجَاهِلِیَّةِ}[18].
ولذا، عملت العقیدة على إزالة حُجُب العصبیّة عن القلوب، ولم تُقرّ بالتفاضل بین الناس القائم على القرابة والقومیّة أو اللّون والمال والجنس، وبدلًا من ذلک أقامت روابط جدیدة على أسس معنویّة؛ قوامها التقوى والفضیلة. وعلیه، فالعقیدة تنبذ جمیع أشکال العصبیّة؛ إذ لا یمکن التوفیق بین الإیمان والتعصّب. روی عن الإمام جعفر الصادق (ع) أنّه قال: "قال رسول الله (ص): من تعصّب أو تُعُصّبَ له؛ فقد خلع ربقة الإیمان من عُنقه"[19].
ویوضّح الإمام زین العابدین (ع) مفهوم العصبیّة، وما هو المذموم منها، عندما سُئل عنها؛ بقوله (ع): "العصبیّة التی یأثم علیها صاحبها: أن یرى الرّجل شرار قومه خیرًا من خیار قوم آخرین، ولیس من العصبیّة أن یحبّ الرجل قومه، ولکن من العصبیّة أن یعین قومه على الظّلم"[20].
ومن هنا، نجد أنّ العقیدة قد عملت على إزالة حُجُب العصبیّة عن القلوب، وقامت بتشکیل هویّة اجتماعیّة جدیدة للناس تقوم على أساس الإیمان بالله تعالى وبرسوله (ص)، وإشاعة مشاعر الحبّ والرّحمة؛ بدلًا من مشاعر التعصّب والکراهیّة؛ فالعصبیّة التی تعنی مناصرة المرء قومه أو أسرته أو وطنه فی ما یخالف الشرع وینافی الحقّ والعدل، لهی من أخطر النزعات وأفتکها فی تسیّب المسلمین وتفریق شملهم، وإضعاف طاقاتهم الروحیّة والمادّیّة، وقد حاربها الإسلام وحذّر المسلمین من شرورها، ولم یکن من الیسیر أن یتمّ هذا التحوّل الکبیر فی أفکار الناس وعلاقاتهم فی هذه الفترة القصیرة من عمر الرسالة لولا الدور التغییریّ الکبیر الذی اضطلعت به العقیدة الإسلامیّة.
5. الحثّ على التعاون والتعارف:
نقلت العقیدة أفراد المجتمع من حالة التنافس والصراع إلى حالة التعارف والتعاون. ومن هنا، نجد القرآن یحثّ الناس على الاجتماع والتعارف. قال تعالى: {یا أیُّها النَّاسُ إنَّا خلقناکم مِن ذَکرٍ وأُنثى وجَعلناکُم شُعوبًا وقبائلَ لتعارفوا إنَّ أکرمَکُم عند اللهِ أتقاکُم}[21].
فالأصل فی دین الإسلام أنّه دینُ تجمّعٍ وألفة، لا دین عزلةٍ وفرارٍ من تکالیف الحیاة، ولم یأتِ القرآن لیدعو المسلمین إلى الانقطاع فی دیر، أو العبادة فی صومعة؛ بعیدًا عن مشاکل الحیاة ومتطلّباتها؛ بل إنّ نزعة التعرّف إلى الناس والاختلاط بهم أصیلة فی تعالیم هذا الدین[22]. وقد بیّن الرسول (ص) أنّ الفضل لمن خالط الآخرین وتعرَّف علیهم ولم یتقوقع على نفسه؛ وذلک فی قوله: "المؤمن الذی یخالط الناس ویصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذی لا یخالط الناس ولا یصبر على أذاهم"[23].
کما حثَّ القرآن الکریم الناس على التعاون؛ قال تعالى: {وتعاونُوا على البرِّ والتّقوى ولا تعاونوا على الاِثمِ والعُدوانِ}[24]، وأثبتت تجارب البشریّة أنّ فی التعاون قوّة، وأنّه یؤدّی إلى التقدّم.
وقد کان المجتمع الجاهلی متخلّفًا، یعیش حالة الصراع بدافع العصبیّة القبلیّة، أو طغیان الأهواء والمصالح الشخصیّة، أو بسبب احتکار بعضهم مصادر الکلإ والماء، فانتقل ذلک المجتمع -بفضل الإسلام- إلى مدار جدید، بعد أن تکرّست فیه قیم التعاون والتکافل الاجتماعیّ.
ومن هنا، نجد أنّ مسألة التعاون والتضامن والوحدة تجاه القضایا الکبرى تتصدّر سلَّم الأولویّة فی اهتمامات الإسلام الاجتماعیّة؛ لکونها الضمان الوحید والطریق الأمثل لإقامة بناء اجتماعیّ متماسک تغیب فیه عوامل الصراع والتناحر، وتسود فیه عوامل الودّ والألفة.
وما یثیر الدهشة ویبعث على الإعجاب أنّ المجتمع العربیّ الجاهلیّ الذی کان ممزّقًا، ولا تقیم له الأمم وزنًا، قد غدا بفضل الرسالة الإسلامیة موحّدًا، مهاب الجانب، ذا عزّة ومنعة. یقول الإمام علی (ع): "... والعرب الیوم، وإن کانوا قلیلًا، فهم کثیرون بالإسلام، عزیزون بالاجتماع..."[25].
وهذا ما ساهم کثیرًا فی تغییر العادات والتقالید الجاهلیّة. یقول العلاّمة السید الشهید محمد باقر الصدر (قده): "إنّ الدافع الذاتی هو مثار المشکلة الاجتماعیّة، وإنَّ هذا الدافع أصیل فی الإنسان؛ لأنّه ینبع من حبّه لذاته، وهنا یجیء دور الدین بوضع الحلّ الوحید للمشکلة؛ فالحلّ یتوقّف على التوفیق بین الدوافع الذاتیّة والمصالح الاجتماعیّة العامّة"[26].
6. أصالة الخطاب والتواصل الإیجابیّ بالکلمة الطیّبة:
لقد عُنیَ القرآن الکریم بأدب الخطاب، فالناظر فی سوره وآیاته یجده شدید الحرص على الأسلوب الذی یُؤدَّى به الکلام، والطریقة التی یُطرح بها، ویجد أنَّه کثیرًا ما یُوجِّه نحو الکلمة الطیّبة والقول الحَسَن فی مناسبات شتَّى. قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ کَیْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا کَلِمَةً طَیِّبَةً کَشَجَرةٍ طَیِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِی السَّمَاء * تُؤْتِی أُکُلَهَا کُلَّ حِینٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَیَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ یَتَذَکَّرُونَ * وَمَثلُ کَلِمَةٍ خَبِیثَةٍ کَشَجَرَةٍ خَبِیثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ * یُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِینَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَفِی الآخِرَةِ وَیُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِینَ وَیَفْعَلُ اللّهُ مَا یَشَاء}[27].
فالکلمة الطیّبة نفحة روحانیّة تصل ما بین القلوب، وتربطها برباط المودّة والتآلف. وأمّا الکلمة الخبیثة فهی معول للهدم والتفریق؛ یعمل تخریبًا فی أوصال المجتمع، فیهدم کیانه. والکلمة الطیّبة تزهر فی النفس لتتفتّح بأجمل أزهار الخیر والحبّ التی یعبق شذاها فوّاحًا فی کلّ زمان ومکان. وأمّا الکلمة الخبیثة فنتنة الرائحة، تصدر عن بُؤَرٍ نفسیّة عفنة.
وقد أشار القرآن الکریم إلى ما أثمره القول اللیّن من نجاح دعوة النبی محمد (ص) وتأثیرها فی الناس. قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوکُنتَ فَظًّا غَلِیظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِکَ}[28]. فرسول الله (ص) لم یکن فظَّاً؛ أی خشن الکلام، ولا غلیظ القلب؛ أی قاسیه وشدیده؛ بل کان رفیقًا داعیًا إلى الرفق، فقال (ص): "مَنْ یُحرَم الرِّفقَ یُحرَم الخیر"[29].
وتأسیسًا على ما تقدّم من أصول تربویّة واجتماعیّة کفیلة ببناء مجتمع متکافل، یحفظ بعضه حقوق بعضه الآخر، ویحرص على ممارستها والعیش فی ظلّها، والتربیة علیها؛ لا بدّ من الإلفات إلى أنّ هذه التشریعات الإسلامیّة الاجتماعیّة تتّسع لتشمل العلاقات الإنسانیّة بین بنی البشر؛ لأنّ الروابط التی تجمع بین الناس کثیرة؛ فمن رابطة الدم، إلى رابطة الفکر والمبدإ، ورابطة العمل والوظیفة، ورابطة الصداقة والصحبة، ورابطة الجنس والعرق، والرابطة التجاریّة والاقتصادیّة، ورابطة العقیدة التی تُعدّ من أقوى الروابط وأمتنها؛ ولکنّ قوّة رابطة العقیدة لا تعنی أنَّ أدب التعامل مع الآخرین لا یدور إلا فی نطاقها، ولا یشمل التعامل مع أصحاب العقائد الأخرى من غیر المسلمین؛ بل إنَّ أدب التعامل یتّسع لیشمل الإنسانیّة کلَّها. فالتعامل الحسن هو سلوک الجوارح والعلاقة الظاهریّة، ویکون مع جمیع البشر؛ أمّا الولاء فهو بین المسلمین خاصّة. ولعلّ ما ورد فی سورة الممتحنة، من أوضح الآیات التی تمیّز بین الولاء، وبین البرّ وحُسن التعامل. یقول تعالى: {لا یَنْهَاکُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِینَ لَمْ یُقَاتِلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَلَمْ یُخْرِجُوکُم مِّن دِیَارِکُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَیْهِمْ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ * إِنَّمَا یَنْهَاکُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِینَ قَاتَلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَأَخْرَجُوکُم مِّن دِیَارِکُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِکُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن یَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[30].
فقضیّة التعامل مع الآخرین هی قضیّة بالغة الأهمّیّة والخطورة، وقد جعل الإسلام الالتزام بالدین فی قسمٍ کبیرٍ منه، متوقّفًا على الأدب وحسن المعاملة. ولذا، جاء القرآن الکریم لیضع لنا المناهج القویمة والأسس السلیمة للتعامل مع الآخرین؛ باعتباره موضوعًا أساسًا من موضوعات هذا الدین.
وإذا کان الأدب یتّبع فی خصوصیّته الغایة المطلوبة فی الحیاة؛ فالأدب الإلهیّ الذی أدّب الله سبحانه به أنبیاءه ورسله(عله) هو الهیئة الحسنة فی الأعمال الدینیّة التی تحاکی غرض الدین وغایته؛ وهو العبودیّة على اختلاف الأدیان الحقّة؛ حسب کثرة موادها وقلّتها، وحسب مراتبها فی الکمال والرقیّ.
ولمّا کان من شأن الإسلام التعرّض لجمیع جهات الحیاة الإنسانیّة؛ حیث لا یشذّ عنه شیء من شؤونها؛ سواء أکان یسیرًا أم خطیرًا، دقیقًا أم جلیلًا؛ فلذلک وسع الحیاة أدبًا، ورسم فی کلّ عمل هیئة حسنة تحاکی غایته؛ وهو فی ذلک لیس له غایة عامّة إلا توحید الله سبحانه فی مرحلتی الاعتقاد والعمل جمیعًا؛ أی أنْ یعتقد الإنسان أنّ له إلهًا هو الذی منه بدأ کلّ شیء وإلیه یعود کلّ شیء، له الأسماء الحسنى والأمثال العلیا، ثمّ یجری فی الحیاة ویعیش بأعمال تحاکی بنفسها عبودیّته وعبودیّة کلّ شیء عنده لله الحقّ عزّ اسمه، وبذلک یسری التوحید فی باطنه وفی ظاهره، وتظهر العبودیّة المحضة من أقواله وأفعاله وسائر جهات وجوده ظهورًا لا ستر علیه ولا حجاب یغطّیه. فالأدب الإلهیّ -أو أدب النبوّة- هو هیئة التوحید فی الفعل[31].
یقول الإمام علی(ع): "الآداب حُللٌ مجدّدة"[32]. ومعنى إخباره (ع) بأنّ الآداب حُللٌ مجدّدة: "أی لا تبلى؛ بل تزداد بکثرة التجارب والممارسة کلّ وقت جدة، وعنى بالآداب -هاهنا- آداب الشرع الَّتی هی مکارم الأخلاق"[33]. والمحصّل من کلامه: أنّ الشخص کما یتزیّن بالحلل یتزیّن کذلک بالآداب؛ مثل: العلم، وما یتبعه من حسن المجاورة، والمعاشرة، وأمثالهما.
فحسن الخلق والأدب مع الآخرین -مهما کان الطرف الآخر؛ سواء أشترکت معه فی الدین، أو المذهب، أو الإنسانیّة، أم لم تشترک- هو دلیل على رزانة العقل وبُعد النظر. وأمّا عکس ذلک فهو دلیل على الحمق ونقصان العقل.
وعلیه، فإنّنا نوجّه دعوة صادقة إلى المؤسّسات التعلیمیّة الدینیّة والأکادیمیّة والباحثین المتخصّصین نحو القراءة الأصیلة لهذه الأصول الاجتماعیّة والتربویّة، والتعاون فی تسییلها فی المناهج والبرامج التعلیمیّة والتربویّة والإعلامیّة؛ لنتمکّن معًا من بناء جیلٍ جدید، وتربیته على أصول التکافل والتعاون والوحدة والمحبّة والمودّة والإیثار والتضحیة، وفهم الاختلاف وترشیده؛ لنبنی مجتمعًا حضاریًّا یشعر بالعزّة والکرامة والترابط الأخویّ، وفق المفهوم القرآنیّ.
والإسلام یرید أن یحکم المجتمع أمن مطلق، ولا یکتفی بأن یکفّ الناس عن ضرب بعضهم بعضَهم الآخر فحسب؛ بل یرید أسمى من ذلک بأن یکونوا آمنین من ألسنتهم؛ بل وأرقى من ذلک بأن یکونوا آمنین من تفکیرهم وظنّهم السیّئ أیضًا، وأن یحسّ کلّ منهم أنّ الآخر لا یرشقه بنبال الاتّهامات فی عقیدته وأفکاره. وهذا الأمن لا یمکن تحقّقه إلّا فی مجتمع رسالیّ مؤمن یمتثل قول النّبی (ص): "إنّ اللَّه حرّم من المسلم: دمه، وماله، وعرضه، وأن یظنّ به السوء"[34].
7. النهی عن التفرّق:
إنّ التفرّق أکبر خطر یهدّد عزّة الجماعة البشریّة، ویذهب بریحها. فقد رکّز الإسلام على هذا المفهوم وحثّ بشدّة على الاعتصام بحبل الله وعدم التفرّق واجتناب التنازع، وکلّ المهتمین بکرامة أمّتهم یحرصون على وحدتها وتراصّ صفوفها. یقول الإمام الخمینی (قده):"... والموضوع التالی یرتبط باتّحاد المسلمین وتوحّدهم، وهو ما یشکّل مضموناً بارزاً آخر فی مناسک الحج. منذ أن دخل الاستعمار الأوروبیّ فی البلدان الإسلامیة کانت التفرقة بین المسلمین من المبادئ الحتمیّة فی سیاسة المستعمرین... متوسّلین بسلاح الطائفیّة تارة، وبالنعرات الإقلیمیّة والقومیّة تارة، وبغیرها أحیاناً، ومع کلّ نداءات المصلحین ودعاة الوحدة، فإنّ مدیّة الأعداء هذه لا تزال تنزل بجسد الأمّة الإسلامیّة مع الأسف ضربات وجراحات؛ من خلال إثارة الاختلافات بین الشیعة والسنّة، والعرب والعجم، والآسیویّین والأفارقة، وتضخیم القومیّات العربیّة والطورانیّة والفارسیّة، وإن ابتدأت على ید الأجانب، فهی الیوم تستمرّ -مع الأسف- على ید أفراد من بیننا، یعبّدون طریق العدو عن سوء فهم أو عن عمالة للأجانب. هذا الانحراف یبلغ من الفظاعة -أحیاناً- أن تنفق بعض حکومات المسلمین أموالاً للتفریق بین المذاهب الإسلامیّة أو الشعوب والأقوام المسلمة، أو أنْ یعلن بعض أنصاف العلماء بصراحة فتوى تکفیر بعض الفرق الإسلامیة ذات الماضی الوضیء فی التاریخ الإسلامیّ. لذلک کلّه یجدر بالشعوب المسلمة أن تتعرّف إلى الدوافع الخبیثة لهذه الأعمال، وأنْ ترى الأیدی التی وراءها... ید الشیطان الأکبر، وأیدی أذنابه، وأن تتصدّى لفضح الخائنین"[35].
ثانیاً: ثابتة الوحدة الإسلامیّة فی فکر الإمام الخمینی (قده):
عدّ القرآن الکریم مبدأ الوحدة من الثوابت والأصول الفکریّة للبشر، وجعلها مرتکزًا لمنظومة الأخلاق والقیم التی تشکّل الرابط الأهمّ بین المجتمعات الإنسانیّة. ویتضّح هذا الأمر لمن یلقی نظرة عامّة إلى القرآن الکریم، حیث یجده یخاطب الناس جمیعاً فی کثیر من آیاته: {یا أیها الناس}، {یا بنی آدم}، {والعالمین}، {لیظهره على الدین کله}[36]، ویدعوهم إلى الاعتصام والتلاقی والتوحّد: { کان الناس أمة واحدة فبعث الله النبیین مبشرین ومنذرین وانزل معهم الکتاب بالحق لیحکم بین الناس فیما اختلفوا فیه}[37]، {واذکروا نعمة الله علیکم إذ کنتم أعداء فألف بین قلوبکم فأصبحتم بنعمته إخوانا}[38].
وهو ما أکّدت علیه السنة الشریفة: "لا تختلفوا، فإنّ مَنْ کان قبلکم اختلفوا، فهلکوا"[39]. "
وإذا کان الدین الإسلامیّ قد حرص على الوحدة الإنسانیّة؛ فضلاً عن الوحدة الإسلامیّة بین أبناء هذا الدین، فاهتمّ بتفاصیل العلاقة بین أفراده؛ فضلاً عن الکلیّات والأصول، التی تضمن -فی ما لو أُتبعت- حیاة سعیدة وهادئة لجمیع البشر؛ بل للمخلوقات الحیّة کلّها، فأیّ وحدة تلک التی ینبغی أن تحکم علاقة المسلمین بعضهم ببعضهم الآخر، وترسم معالم علاقة المسلم مع الآخر؟
وتجدر الإشارة إلى أنّ المسلمین لا یعانون مشکلة أو خللاً فی الأسس النظریّة للوحدة...، بل إنّ أهمّ ما تحتاجه وحدة المسلمین؛ مضافاً إلى إزالة القلق من الآخر؛ هو التوافق على منهج علمیّ جادٍ وجریء ومشترک لقراءة المبادئ والأصول التی وقع الاختلاف علیها، وبحثها؛ تمهیداً لنشوء نوع من التعاون المنهجیّ والمعرفیّ الذی لو توافق المسلمون على قبوله، وتحکیمه، لتمکّنوا من حلّ نصف المشکلة. ویبقى القسم الآخر منها على عاتق العلماء والقادة المدعوّین لإغلاق کیاناتهم المذهبیّة الضیّقة لحساب کیان الإسلام الکبیر، واتّخاذ القرارات الجریئة بإعلان الموافقة على مبدإ الوحدة، والسعی العلمیّ إلى مأسستها وتحویلها إلى عنوان للتلاقی والدفاع عن المسلمین، ولحمایة الإسلام ومقدّساته.
وقد اعتبر الإمام الخمینیّ أنّ الوحدة کانت وما تزال العلّة (المحدثة) و(المبقیة) للنظام الإسلامیّ، وأنّ الإسلام والوحدة هما الضمانة الأکیدة لاستمرار المسلمین وبقائهم، حیث یقول سماحته: "إذا أراد المسلمون استعادة عزّتهم وعظمتهم فی صدر الإسلام، فعلیهم التمسّک بالإسلام وبوحدة الکلمة. إنّ الالتزام بمحور الإسلام هو الذی أوجد کلّ تلک القدرة والشجاعة العجیبة"[40].
ولذا، فإنّ آراء الإمام الخمینیّ (قده) الوحدویّة تشکّل مدخلاً مهمّاً من أجل استیعاب فکره السیاسیّ؛ وذلک بسبب المکانة العظیمة التی یشغلها موضوع الوحدة فی فکره. یقول سماحة الإمام (قده): "الوحدة هی تلک التی یدعو إلیها القرآن الکریم؛ وهی نفسها التی حمل لواءها الأئمّة الأطهار (عله)، وکانوا یدعون المسلمین إلیها. وفی الواقع أنّ الدعوة إلى الإسلام تعنی الدعوة إلى الوحدة؛ أی أنْ یجتمع الجمیع تحت رایة الإسلام وکلمته. لکنْ، وکما تعلمون، لم یسمحوا لهذه الوحدة بأن ترى النور"[41].
وفی کلمته التی وجّهها إلى الدول الإسلامیّة أشار سماحته إلى الاعتصام بحبل الله والدین الإسلامیّ؛ باعتباره محور الوحدة، مشیراً -کذلک- إلى التأثیرات الإیجابیّة والبرکات التی تحملها تلک الوحدة؛ بقوله: "لو اتّحدت هذه الأقطار الإسلامیّة التی تملک کلّ شیء، بعضها مع بعض، فلن تکون بحاجة إلى أیّ شیء أو بلد أو قوّة تحت رایة ذلک الاتّحاد، بل إنّ الآخرین سیحتاجون إلى هذه البلدان. لو حافظ المسلمون وحکوماتهم الإسلامیّة على الأواصر الأخویّة التی أمر بها الله -سبحانه وتعالى- فی القرآن الکریم؛ لما تعرّضت (أفغانستان)، ولا فلسطین، ولا البلدان الأخرى إلى الاعتداء والهجوم. لو اتّحدت أیادی وقلوب المسلمین حول کلمة واحدة؛ فما حاجتنا إلى أن نمدّ أیدینا إلى أمیرکا أو الاتّحاد السوفیاتیّ؟ إنّ الإسلام یطالبکم بالوحدة والاعتصام بحبل الله، فلماذا لا تعتصمون بحبل الله؛ بدلاً من أن یتعلّق کلّ منکم بأذیال الغرب أو الشرق؟!"[42].
ویرى الإمام الخمینیّ (قده) الشیطان عاملاً آخر من عوامل الاختلاف والفُرقة، حیث یقول: "عندما یصدر الاختلاف عن أیّ شخص أو على لسان أیّ مخلوق؛ فإنّما یصدر ذلک على لسان الشیطان نفسه؛ سواء أکان الناطق بذلک الاختلاف رجل دین، أم شخصاً مقدّساً، أو أحد المصلّین، أو أیّ لسان آخر، واعلموا أنّ هذا إنّما هو لسان الشیطان، وقد لا یکون المتحدّث أحیاناً واعیاً لهذا الأمر، بل واقعاً تحت تأثیر الشیطان أو لسانه؛ وهو الذی یدفعه إلى القیام بتلک الأفعال"[43].
وقد أشار الإمام الخمینی (قده) إلى أُولى السُّور وأُولى الآیات الشریفة التی نزلت على النبیّ الکریم (ص) بعد البعثة؛ ومنها قوله تعالى: {کَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَیَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى}[44]؛ موضّحاً أنّ الاختلاف إنّما هو بسبب طغیان الإنسان، فـ"جمیع الاختلافات الموجودة سببها أنّ الأساس لم تتمّ تزکیته وتنقیته بعد، فالغایة من البعثة هی تزکیة الناس؛ لکی یتمکّنوا من خلالها تعلّم الحکمة والقرآن الکریم والکتاب، فعندما تتمّ تزکیتهم؛ فلن یکون هناک أیّ إمکان للطغیان"[45].
ثالثاً: سُبُل الوحدة ودعائمها فی فکر الإمام الخمینیّ (قده):
تتّفق المذاهب الإسلامیة جمیعاً حول کثیر من المسائل، وما یجمعها هو أکثر ممّا یُفرّقها، ولو أرادت الاجتماع حول ما یَجمع؛ لوجدت نفسها أقوى الأمم على الإطلاق. ولکنّ القوى المستکبرة والمستعمرة تعمل على إثارة نقاط الخلاف فی ما بینها، وتسخّر له کثیراً من الوسائل الدعائیّة والإعلامیّة، والأبواق والأقلام المأجورة؛ بهدف إضعاف المسلمین وتمزیق وحدتهم. فلماذا نترک هذا الکمّ الهائل من عناصر الوحدة والاعتصام، ونتلهّى بتفاصیلنا الصغیرة؟ فبدلاً من أن نکون الأمّة الأکثر تماسکاً، إذ بنا نصیر بسبب هذا الاختلاف أمماً متفرّقة متصارعة فی ما بینها.
یقول الإمام الخمینی (قدّس سرّه) عن وسائل الإعلام التی تروّج للمسائل الخلافیة بین المذاهب الإسلامیّة: "إنّهم یحاولون عبثاً زرع الفرقة. إنّ المسلمین إخوة فی ما بینهم ولا یتفرّقون من خلال الإعلام السیّئ لبعض العناصر الفاسدة. أصل هذه المسألة -وهی الشیعة والسنّة- أنّ السنّة فی طرف، والشیعة فی طرف آخر، وقد وقع هذا بسبب الجهل والإعلام الذی یمارسه الأجانب، مثلما نلاحظ بین الشیعة أنفسهم وجود أشخاص مختلفین فی ما بینهم، یحارب أحدهم الآخر، ووقوف طائفة ضدّ أخرى بین الإخوة أنفسهم من أهل السنّة. جمیع طوائف المسلمین تواجه الیوم قوى شیطانیّة ترید اقتلاع جذور الإسلام؛ هذه القوى التی أدرکت أنّ الشیء الذی یهدّدها هو الإسلام، وأنّ الشیء الذی یهدّدها هو وحدة الشعوب الإسلامیّة. على جمیع المسلمین فی جمیع بلدان العالم أنْ یتّحدوا الیوم فی ما بینهم، لا أن تقف طائفة هنا وتطرح نفسها، وتقف طائفة أخرى فی مکان آخر وتطرح نفسها أیضاً"[46].
وقد أشار الإمام الخمینی (قده) إلى سُبُل الوحدة ودعائمها التی یمکن للمسلمین استثمارها بشکل کبیر لتعزیز وحدتهم وصیانتها، أبرزها ما یلی:
1ـ الحجّ والوحدة الإسلامیة:
یقول الإمام الخمینی (قده): "الحجّ هو تنظیم وتدریب وتأسیس لهذه الحیاة التوحیدیّة. والحجّ هو میدان تجلّی عظمة طاقات المسلمین واختبار قواهم المادّیّة والمعنویّة. والحجّ؛ کالقرآن، ینتفع منه الجمیع. ولکنّ العلماء والمتبحّرین والعارفین بآلام الأمّة الإسلامیّة، إذا فتحوا قلوبهم لبحر معارفه، ولم یرهبوا الغوص والتعمّق فی أحکامه وسیاساته الاجتماعیّة، فسیصطادون من أصداف هذا البحر جواهر الهدایة، والوعی، والحکمة، والرشاد، والتحرّر، وسیرتوون من زلال الحکمة والمعرفة إلى الأبد"[47].
فالحجّ فریضة إلهیّة لها أبعاد توحیدیّة کبیرة، وهی مؤتمر کبیر یجمع المسلمین من الأقطار کلّها؛ بحیث لا تقدر أیّ دولة فی العالم أن تنظّم مؤتمراً حاشداً کهذا، یوحّد بین أصحاب المذاهب المختلفة فی مناسک متّحدة، نحو قبلة واحدة، وبیت واحد، فی طاعة إله واحد؛ مستنّین بسنّة الرسول الأکرم (ص). وفی هذا الصدد یقول الإمام الخمینی (قده): "والآن وبینما یتوجّه مسلمو الدول المختلفة فی العالم إلى کعبة الآمال، وحجّ بیت الله الحرام، وإقامة هذه الفریضة الإلهیّة العظیمة والمؤتمر الإسلامیّ الکبیر، فی أیام مبارکة، ومکان مبارک، فإنّه یجب على المسلمین المبعوثین من قِبَل الخالق تعالى أنْ یستفیدوا من المحتوى السیاسیّ والاجتماعیّ للحجّ؛ مضافاً إلى محتواه العبادیّ، وأن لا یکتفوا بالظاهر؛ فالجمیع یعلم أنّ أیّ مسؤول وأیّة دولة لا یمکنها إقامة مثل هذا المؤتمر العظیم، وهذه هی أوامر الباری جلّ وعلا التی أدّت إلى انعقاد هذا المؤتمر. ومع الأسف، فإنّ المسلمین على طول التاریخ لم یتمکّنوا من الاستفادة بشکل جیّد من هذه القوّة السماویّة والمؤتمر العظیم لصالح الإسلام والمسلمین!"[48].
ولأجل ما یتضمّن الحجّ من قدرة على التوحید بین المسلمین؛ علینا أنْ نسعى بطاقاتنا کلّها لاستثمار هذه الفرصة التی تمرّ علینا مرّة واحدة فی کلّ عام؛ لتوحید المسلمین، وتحدید الخطر الذی یواجههم جمیعاً للتعاضد والتکاتف فی مواجهته. وهذا ما أکّد علیه الإمام الخمینی (قده) بقوله: "ومن جملة الوظائف فی هذا الاجتماع العظیم دعوة الناس والشعوب الإسلامیّة إلى وحدة الکلمة، وإزالة الاختلافات بین طبقات المسلمین. ویجب على الخطباء والکتّاب المساهمة فی هذا الأمر المهمّ، وبذل الجهد؛ من أجل إیجاد جبهة المستضعفین، فیمکن من خلال وحدة الجبهة، واتّحاد الکلمة، وشعار لا إله إلا الله، التخلّص من أسر القوى الشیطانیّة للأجانب والمستعمرین والمستغلّین، والتغلّب على المشاکل؛ من خلال الأخوّة الإسلامیّة"[49].
کما إنّ الأبعاد السیاسیّة لمناسک الحجّ لا تکاد تخفى، وقد سُمّی الحجّ بالحجّ السیاسیّ العبادیّ، وکُتبت فیه مؤلّفات عدّة تعالج الأبعاد السیاسیّة لهذا المؤتمر الإلهیّ الکبیر.
یقول الإمام (قده): "وثمّة أبعاد سیاسیّة عدیدة فی الاجتماعات، والجماعات والجمعة؛ وخاصّة اجتماع الحجّ الثمین؛ منها: الاطّلاع على مشاکل الإسلام والمسلمین الأساسیّة والسیاسیة، فیمکن من خلال اجتماع العلماء والمثقّفین والمتدیّنین الزائرین لبیت الله الحرام، طرحها ودراستها وإیجاد الحلول لها، وتقدیم تلک الحلول لدى العودة إلى البلدان الإسلامیّة، فی الاجتماعات العامّة، وبذل الجهد لرفعها"[50].
2. معرفة العدوّ المشترک للمسلمین والمستضعفین:
لا شکّ فی أنّ وحدة العدو الذی یواجهه المسلمون تُعدّ من أهمّ المسائل التی تلزمُنا بالاتّحاد ونفی الاختلاف، فوحدة العدوّ تطال الأمّة المتشرذمة بشکل أفضل؛ کما نراه الیوم فی الحروب التی یقوم بها الاستکبار العالمیّ على البلدان الإسلامیّة؛ محاولاً الاستفراد بکلّ بلد منه على حدة، ثمّ ینتقل منه إلى آخر، فإذا اتّحدت الأمّة وکانت صفّاً واحداً شکّلت بذلک سدّاً منیعاً یخلق الرعب فی نفوس الأعداء. یقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الَّذِینَ یُقَاتِلُونَ فِی سَبِیلِهِ صَفّاً کَأَنَّهُمْ بُنْیَانٌ مَرْصُوصٌ}[51]. وقد أکّد الإمام الخمینی (قده) على هذه المسألة فی کثیرٍ من خطاباته للعالم الإسلامیّ، حیث یقول: "فی مرحلة هجوم القوى الکبرى على البلدان الإسلامیّة؛ مثل: قتل المسلمین الأفغانیّین دون رحمة وبوحشیة لمعارضتهم تدخّل الأجنبی فی مقدّراتهم، أو أمریکا الضالعة فی کلّ فساد، ومع الهجوم الشامل (الذی تشنّه) إسرائیل المجرمة على المسلمین فی فلسطین ولبنان العزیز، ومع (تنفیذ) المشروع الإسرائیلیّ الإجرامیّ الرامی إلى نقل عاصمتها إلى بیت المقدس، وتوسیع جرائمها ومذابحها الوحشیّة بین المسلمین المشرّدین من أوطانهم، وفی هذا الوقت الذی یحتاج فیه المسلمون أکثر من أیّ وقت آخر إلى وحدة الکلمة، (فإنّ) عملاء قوى الاستکبار فی مرکز القوّة فی بلاد المسلمین، (یدعون) إلى التفرقة بین المسلمین، ولا یألون جهداً فی أن یرتکبوا على هذا الطریق کلّ جریمة یأمر بها سیّدهم"[52].
وقد وجّه الإمام الخمینیّ (قده) نداءات کثیرة إلى المسلمین لتنبیههم وتحذیرهم من العدوّ المشترک الذی یواجههم، ودعاهم إلى الاتّحاد وأن یقفوا سدّاً منیعاً أمام أطماعه، ومن هذه النداءات قوله: "أیّها البحر العظیم من المسلمین! اهدروا، وحطّموا أعداء الإنسانیّة، فإن اتّجهتم إلى الله والتزمتم بتعالیم السماء، فالله تعالى وجنده العظام معکم. إنّ أهمّ وأمضّ مسألة تعانی منها الشعوب الإسلامیّة وغیر الإسلامیة فی البلدان الخاضعة، هی مسألة أمریکا. الحکومة الأمریکیّة؛ باعتبارها (حکومة) أقوى بلد فی العالم لا تألو جهداً فی ابتلاع المزید من الذخائر المادّیّة للبلدان الخاضعة. أمریکا العدوّ الأوّل للشعوب المحرومة والمستضعفة فی العالم. أمریکا لا تتردّد فی ارتکاب أیّة جریمة من أجل فرض سیطرتها السیاسیّة والاقتصادیّة والثقافیّة والعسکریّة على العالم الخاضع لها. إنّها تستثمر الشعوب المظلومة فی العالم بدعایاتها الواسعة التی تدبلجها الصهیونیّة العالمیّة. إنّها ورموزها المشبوهة الخائنة تمصّ دماء الشعوب المقهورة، حتّى کأنّ حقّ الحیاة خاصّ بها وبأتباعها. أیّها المسلمون المتضرّعون (إلى الله) جوار بیت الله، ادعوا للصامدین أمام أمریکا وسائر القوى الکبرى"[53].
ویقول (قده) -أیضاً- فی نداءٍ آخر للمسلمین الحجّاج: "إنّ شرط تحقّق الآمال الفطریّة والإنسانیّة فی جمیع المناسک والمواقف هو اجتماع جمیع المسلمین فی هذه المراحل والمواقف، ووحدة کلمة جمیع الطوائف الإسلامیّة دون أنْ تفرّق بینهم اللغة، واللون، والقبیلة، والطائفة، والوطن، والعصبیّات الجاهلیة، وشرط ذلک النهوض المنسجم بوجه العدوّ المشترک... وهو عدّو الإسلام العزیز، هذا العدوّ تلقّى فی عصرنا صفعة من الإسلام، ولذلک یرى الإسلام سدًّا أمام أطماعه، ویسعى عن طریق بثّ التفرقة والنفاق إلى أنْ یزیل هذا المانع المحسوس من طریقه، ویحرّک عملاءه، وعلى رأسهم رجال الدین الحسّاد الدنیویّون المتملّقون على أعتاب السلطان؛ کی ینفّذوا أهدافه فی کلّ مکان، وفی مختلف الأوقات؛ وخاصّة فی موسم الحجّ والاجتماعات المقدّسة. على المسلمین المجتمعین فی مواقف هذه العبادة الرامیة إلى تجمیع المسلمین من جمیع أرجاء الأرض؛ لیشهدوا منافع لجمیع المستضعفین فی العالم، وأیّ منافع أعظم من قطع ید الطامعین عن البلدان الإسلامیّة؟ علیهم أنْ یراقبوا بحذر الأعمال المعادیة للإسلام والقرآن الصادرة عن هؤلاء العملاء الخبثاء ورجال الدین المفرِّقین، وعلیهم أنْ یطردوا الذین لا یقبلون النصیحة منهم، وأن لا یعیروا أهمّیّة للإسلام ولمصالح المسلمین، فهؤلاء أفظع من الطواغیت وأخبث منهم"[54].
3ـ عدم هجر القرآن الکریم:
کانت دعوة الإمام الخمینیّ (قده) الدائمة للمسلمین أن لا یُهجر القرآن بین ظهرانیهم، حیث یعتبر الإمام الخمینیّ (قده) مشکلة المسلمین الکبرى فی هجرهم لهذا الکتاب الإلهی العظیم الذی یتضمّن الهدایة للبشر جمیعاً، حیث یقول: "إنّ مشکلة المسلمین الکبرى تتمثّل فی هجرهم القرآن، والانضواء تحت لواء الآخرین"[55].
وقد دعا (قده) إلى ضرورة العمل بالقرآن وتحکیمه فی الحیاة، حیث یقول: "المهم هو أنْ یعمل المسلمون بالإسلام والقرآن، فالإسلام ینطوی على جمیع المسائل المرتبطة بحیاة البشر فی الدنیا والآخرة، وفیه کلّ ما یرتبط بتکامل الإنسان وتربیته وقیمه"[56].
4ـ شخصیّة الرسول الأکرم (ص) تجمع المسلمین:
إنّ رسول الإسلام وخاتم النبیّین (ص) شخصیّة تجمع المسلمین بکافّة مللهم وأعراقهم، فهو رسولهم جمیعاً، وکلّهم متّفقون على أنّه القائد الأوّل والملهم، والقدوة، والرجل الإلهیّ الأکمل، وأنّه دعا إلى أن یکون المسلمون یداً واحدة فی مواجهة أعدائهم وقوى الشرّ الطامعة. وهذا ما بیّنه الإمام الخمینیّ (قده) فی کثیر من خطاباته، حیث یقول: "أراد رسول الإسلام أنْ یحقّق وحدة الکلمة فی العالم کلّه، أراد إخضاع جمیع بلدان العالم لکلمة التوحید، أراد أن یخضع الربع المسکون بکامله لکلمة التوحید، بید أنّ أغراض سلاطین تلک الفترة من جهة، وأغراض علماء النصارى والیهود وأمثالهم من جهة أخرى، منعته من تحقیق ذلک، والآن فإنّهم یمنعون ذلک -أیضاً-، وإنّ مصائبنا الآن هی بسببهم"[57].
فدعوة الرسول الأکرم (ص) هی دعوة لنا جمیعاً لنبذ خلافاتنا، ولا یوجد أفضل من کلمة التوحید التی زرعها فی نفوسنا کلمة باقیة خالدة لتوحّدنا.
5. رسالة علماء الدین:
لم یغِبْ ذِکْر أهمّیّة الخطاب الدینیّ لإرساء الوحدة الإسلامیّة عن کلمات الإمام الراحل (قده)، فهو یرى الدعوة إلى الوحدة جزءاً أساساً من رسالة علماء الدِّین التبلیغیّة، حیث یقول: "یجب أن ینتفض العلماء فی سائر أنحاء العالم، وخاصّة علماء الإسلام ومفکّروه العظام، وأنْ یکونوا قلباً واحداً، وفی اتّجاه واحد فی طریق إنقاذ البشریّة من سیطرة السلطة الظالمة لهذه الأقلّیّة المحتالة والمتواطئة التی فرضت سلطتها على العالم، من خلال مختلف الدسائس والحیل، وأن یزیلوا ببیانهم وقلمهم وعملهم ذلک الخوف الکاذب المسیطر على المظلومین"[58].
6. مسؤولیة قادة البلدان الإسلامیّة فی سبیل الوحدة:
یرى الإمام الخمینیّ (قده) أنّ ثمّة مسؤولیّة کبرى تلقى على عاتق رؤساء البلدان الإسلامیّة فی سبیل الوصول إلى اتّحاد کلمة المسلمین، حیث یقول: "إنّ تکلیف رؤساء الإسلام الآن، وسلاطین الإسلام، ورؤساء الجمهوریّات الإسلامیّة، هو أن یضعوا هذه الاختلافات البسیطة الموسمیّة جانباً، فلا یوجد عرب وعجم، ولا تُرْک وفُرْس، بل هناک الإسلام؛ کلمة الإسلام. یجب علیهم أن یتّبعوا رسول الإسلام فی طریقته فی المواجهة والصراع، وأن یکونوا تبعاً للإسلام. إنّهم إذا حافظوا على وحدة کلمتهم، إذا وضعوا هذه الاختلافات الموسمیّة البسیطة جانباً، إذا کانوا جمیعاً یداً واحدة... وقاموا بحمایة حدودهم، واشترکوا جمیعاً فی کلمة التوحید المشترکة بین الجمیع، ... ووحّدوا کلمتهم، فإذا وحّد هؤلاء کلمتهم، فإنّ الیهود لن یعودوا لیطمعوا فی فلسطین، فسبب هذه الأمور أنّهم لا یسمحون لکم بالاتّحاد"[59]
خاتمة:
بناءً على ما تقدّم فی هذه المقالة، یمکن إیجاز جملة من التوصیات المنبثقة من الطرح الوحدویّ فی فکر الإمام الخمینی (قده)، أبرزها:
- إنّ وحدة المسلمین بشرائحهم کافّة، أمر فی غایة الأهمّیّة، بل هی الأساس فی أیّ تقدّم یُحرزه المسلمون، وهی الأساس لاسترجاع حقوقهم المهدورة، وهی السدّ المنیع أمام استقواء المستکبرین علیهم. فمن هذا المنطلق، لو التفت المسلمون إلى هذه النصائح الملهمة من هذا الإمام الراحل (قده)؛ لوجدوا فیها روح التوحید، والحرص على أمر المسلمین ومقدّساتهم.
- ضرورة عدم الغفلة عن القرآن الکریم الذی یصدح بنا لیل نهار لنبذ الخلاف، وتوحید الکلمة، والسعی الدائم إلى لمّ الشمل؛ لکی لا نفشل وتذهب ریحنا.
- عدم ترک أیّ فرصة یمکن أن تجمع المسلمین على الکلمة السواء، من دون استثمار عملیّ لها، ولاسیّما المناسبات التوحیدیّة؛ کشهر رمضان، ویوم القدس، وأسبوع الوحدة الإسلامیّة فی شهر ربیع الأوّل، وأیّام الحجّ المبارکة، وعدم الغفلة عن العدوّ المتربّص بنا الدوائر.
- إنّ مختلف عناوین الوحدة وأشکالها وصورها القائمة على المجاملات -التی لا تتعدّى حدود الألفاظ والشکلیّات- لا یمکن لها أن تحقّق أدنى غایاتها، ولو کانت بأفضل صورها وأجملها وأرقاها، ولیست هی التی یطمح إلیها المسلمون الحریصون على قدسیّة الإسلام، ومصالح بنیه، وحفظ ثوابته العقدیّة والفکریّة. ولهذا، فإنّ الوحدة المرجوّة هی تلک الوحدة المرتکزة على الأصول الوحدویّة للبشر التی ذکرها القرآن الکریم؛ مضافاً إلى الأصول والفروع التی بُنِیَت علیها الشریعة الإسلامیّة، وکُلِّف بها الناس، والتی من المفترض أن تقضی على ظاهرة التفرقة، والتباین، والتکفیر، ونحوها، وأن تزیل جمیع المعیقات المصطنعة أو المدسوسة أو المنحرفة التی تمنع تلاقی المسلمین ووحدتهم.
[1] رئیس التحریر، وأستاذ فی جامعة المصطفى (ص) العالمیّة، من لبنان.
[2] سورة الحجرات، الآیة 10.
[3] سورة الحجرات، الآیة 10.
[4] الکلینی، محمد بن یعقوب: الکافی، تصحیح وتعلیق: علی أکبر الغفاری، ط4، طهران، دار الکتب الإسلامیّة، 1365هـ.ش، ج2، کتاب الإیمان والکفر، باب أخوّة المؤمنین بعضهم لبعض، ح4، ص166.
[5] م.ن، ح3.
[6] الحرانی، ابن شعبة: تحف العقول عن آل الرسول (ص)، تصحیح وتعلیق: علی أکبر الغفاری، ط2، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامیّ التابعة لجماعة المدرّسین، 1404هـ.ق/ 1363هـ.ش، ص263.
[7] الکلینی، الکافی، م.س، ج2، کتاب الإیمان والکفر، باب الحبّ فی الله والبغض فی الله،ح2، ص125.
[8] سورة البقرة، الآیة 215.
[9] سورة البقرة، الآیة 195.
[10] سورة التوبة، الآیة 34.
[11] الکلینی، الکافی، م.س، ج2، کتاب العشرة، باب حقّ الدار، ح14، ص668.
[12] سورة الحجرات، الآیة 10.
[13] سورة الإسراء، الآیة 31.
[14] سورة الحشر، الآیتان 8-9.
[15] سورة الحجرات، الآیة 13.
[16] الهیثمی، علی بن أبی بکر بن سلیمان: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، لا ط، بیروت، دار الکتب العلمیّة، 1408هـ.ق/ 1988م، ج5، ص222.
[17] المتقی الهندی، علی بن حسام الدین: کنز العمّال، ضبط وتفسیر: بکری حیانی، تصحیح وفهرسة: صفوة السقا، لا ط، بیروت، مؤسّسة الرسالة، 1409هـ.ق/ 1989م، ج1، ص207.
[18] سورة الفتح، الآیة 26.
[19] الکلینی، الکافی، م.س، ج2، کتاب الإیمان والکفر، باب العصبیّة، ح1، ص307.
[20] م.ن، ح7، ص308.
[21] سورة الحجرات، الآیة 13.
[22] انظر: الغزالی، محمد: خُلقُ المسلم، ط13، دمشق، دار القلم، 1418هـ.ق/ 1998م، ص197.
[23] المتّقی الهندی، کنز العمال، م.س، ج1، ح686، ص142.
[24] سورة المائدة، الآیة 2.
[25] العلویّ، محمد بن الحسین بن موسى (الشریف الرضی): نهج البلاغة (الجامع لخطب أمیر المؤمنین الإمام علی بن أبی طالب(ع) ورسائله وحکمه)، شرح: محمد عبده، ط1، دار الذخائر، قم المقدّسة، 1412هــ.ق، ج2، الخطبة146، ص29.
[26] الصدر، محمد باقر: اقتصادنا، ط2، قم المقدّسة، بوستان کتاب، 1425هـ.ق/ 1382هـ.ش، ص310.
[27] سورة إبراهیم، الآیات 24-27.
[28] سورة آل عمران، الآیة 159.
[29] الکلینی، الکافی، م.س، ج2، کتاب الإیمان والکفر، باب الرفق، ح7، ص119.
[30] سورة الممتحنة، الآیتان 8-9.
[31] انظر: الطباطبائی، محمد حسین: المیزان فی تفسیر القرآن، لا ط، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامیّ التابعة لجماعة المدرّسین، لا ت، ج6، ص258.
[32] الواسطی، علی بن محمد اللیثی: عیون الحکم والمواعظ، تحقیق: حسین الحسینی البیرجندی، ط1، قم المقدّسة، دار الحدیث، لا ت، ص40.
[33] البیهقی، علی بن زید: معارج نهج البلاغة، تحقیق: محمد تقی دانشبجوه، إشراف: محمود المرعشی، ط1، قم المقدّسة، بهمن، 1409هـ.ق، ص399.
[34] الکاشانی، محمد بن المرتضى (الفیض): المحجّة البیضاء فی تهذیب الأحیاء، تحقیق: علی أکبر الغفاری، ط2، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامیّ التابعة لجماعة المدرّسین، لا ت، ج5، ص368.
[35] نداء من الإمام الخمینی (قده) إلى حجّاج بیت الله الحرام، عام 1413ه.ق.
[36] سورة التوبة، الآیة 33.
[37] سورة البقرة، الآیة 214.
[38] سورة آل عمران، الآیة 10.
[39] المتّقی الهندیّ، کنز العمال، م.س، ج1، ص177.
[40] الخمینی، روح الله: صحیفة النور، ط1، مؤسّسة تنظیم ونشر تراث الإمام الخمینی (قده)، طهران، 1430هـ.ق/ 2009م، ج8، ص235.
[41] م.ن، ج16، ص54.
[42] م.ن، ج15، ص271-272.
[43] م.ن، ج20، ص12-13.
[44] سورة العلق، الآیتان 6-7.
[45] الخمینی، صحیفة النور، م.س، ج14، ص251-256.
[46] م.ن، ص434-435.
[47] الخمینی، منهجیّة الثورة الإسلامیّة (مقتطفات من أفکار الإمام الخمینی (قده) وآرائه)، م.س، ص141.
[48] م.ن، ص141-142.
[49] م.ن، ص142.
[50] الخمینی، منهجیّة الثورة الإسلامیّة (مقتطفات من أفکار الإمام الخمینی (قده) وآرائه)، م.س، ص142.
[51] سورة الصف، الآیة 4.
[52] نداء من الإمام الخمینی (قده) إلى حجاج بیت الله الحرام، بتاریخ: 2 ذی الحجّة 1400هـ.ق.
[53] نداء من الإمام الخمینی (قده) إلى حجاج بیت الله الحرام، بتاریخ: 2 ذی الحجّة 1400هـ.ق.
[54] نداء من الإمام الخمینی (قده) إلى حجاج بیت الله الحرام، بتاریخ: 1 ذی الحجّة 1406هـ.ق.
[55] الخمینی، روح الله: الکلمات القصار (مواعظ وحکم من کلام الإمام الخمینیّ (قده))، ط1، بیروت، دار الوسیلة، 1416هـ.ق/ 1995م، ص51.
[56] م.ن، ص50.
[57] الخمینی، منهجیّة الثورة الإسلامیّة (مقتطفات من أفکار الإمام الخمینی (قده) وآرائه)، م.س، ص427.
[58] م.ن، ص426.
[59] م.ن، ص427-428.
مراجع
[1]سورة الحجرات، الآیة 10.
[1] سورة الحجرات، الآیة 10.
[1] الکلینی، محمد بن یعقوب: الکافی، تصحیح وتعلیق: علی أکبر الغفاری، ط4، طهران، دار الکتب الإسلامیّة، 1365هـ.ش، ج2، کتاب الإیمان والکفر، باب أخوّة المؤمنین بعضهم لبعض، ح4، ص166.
[1] م.ن، ح3.
[1] الحرانی، ابن شعبة: تحف العقول عن آل الرسول (ص)، تصحیح وتعلیق: علی أکبر الغفاری، ط2، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامیّ التابعة لجماعة المدرّسین، 1404هـ.ق/ 1363هـ.ش، ص263.
[1] الکلینی، الکافی، م.س، ج2، کتاب الإیمان والکفر، باب الحبّ فی الله والبغض فی الله،ح2، ص125.
[1] سورة البقرة، الآیة 215.
[1] سورة البقرة، الآیة 195.
[1] سورة التوبة، الآیة 34.
[1] الکلینی، الکافی، م.س، ج2، کتاب العشرة، باب حقّ الدار، ح14، ص668.
[1] سورة الحجرات، الآیة 10.
[1] سورة الإسراء، الآیة 31.
[1] سورة الحشر، الآیتان 8-9.
[1] سورة الحجرات، الآیة 13.
[1] الهیثمی، علی بن أبی بکر بن سلیمان: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، لا ط، بیروت، دار الکتب العلمیّة، 1408هـ.ق/ 1988م، ج5، ص222.
[1] المتقی الهندی، علی بن حسام الدین: کنز العمّال، ضبط وتفسیر: بکری حیانی، تصحیح وفهرسة: صفوة السقا، لا ط، بیروت، مؤسّسة الرسالة، 1409هـ.ق/ 1989م، ج1، ص207.
[1] سورة الفتح، الآیة 26.
[1] الکلینی، الکافی، م.س، ج2، کتاب الإیمان والکفر، باب العصبیّة، ح1، ص307.
[1] م.ن، ح7، ص308.
[1] سورة الحجرات، الآیة 13.
[1] انظر: الغزالی، محمد: خُلقُ المسلم، ط13، دمشق، دار القلم، 1418هـ.ق/ 1998م، ص197.
[1] المتّقی الهندی، کنز العمال، م.س، ج1، ح686، ص142.
[1] سورة المائدة، الآیة 2.
[1] العلویّ، محمد بن الحسین بن موسى (الشریف الرضی): نهج البلاغة (الجامع لخطب أمیر المؤمنین الإمام علی بن أبی طالب(ع) ورسائله وحکمه)، شرح: محمد عبده، ط1، دار الذخائر، قم المقدّسة، 1412هــ.ق، ج2، الخطبة146، ص29.
[1] الصدر، محمد باقر: اقتصادنا، ط2، قم المقدّسة، بوستان کتاب، 1425هـ.ق/ 1382هـ.ش، ص310.
[1] سورة إبراهیم، الآیات 24-27.
[1] سورة آل عمران، الآیة 159.
[1] الکلینی، الکافی، م.س، ج2، کتاب الإیمان والکفر، باب الرفق، ح7، ص119.
[1] سورة الممتحنة، الآیتان 8-9.
[1] انظر: الطباطبائی، محمد حسین: المیزان فی تفسیر القرآن، لا ط، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامیّ التابعة لجماعة المدرّسین، لا ت، ج6، ص258.
[1] الواسطی، علی بن محمد اللیثی: عیون الحکم والمواعظ، تحقیق: حسین الحسینی البیرجندی، ط1، قم المقدّسة، دار الحدیث، لا ت، ص40.
[1] البیهقی، علی بن زید: معارج نهج البلاغة، تحقیق: محمد تقی دانشبجوه، إشراف: محمود المرعشی، ط1، قم المقدّسة، بهمن، 1409هـ.ق، ص399.
[1] الکاشانی، محمد بن المرتضى (الفیض): المحجّة البیضاء فی تهذیب الأحیاء، تحقیق: علی أکبر الغفاری، ط2، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامیّ التابعة لجماعة المدرّسین، لا ت، ج5، ص368.
[1] نداء من الإمام الخمینی (قده) إلى حجّاج بیت الله الحرام، عام 1413ه.ق.
[1]سورة التوبة، الآیة 33.
[1] سورة البقرة، الآیة 214.
[1] سورة آل عمران، الآیة 10.
[1] المتّقی الهندیّ، کنز العمال، م.س، ج1، ص177.
[1] الخمینی، روح الله: صحیفة النور، ط1، مؤسّسة تنظیم ونشر تراث الإمام الخمینی (قده)، طهران، 1430هـ.ق/ 2009م، ج8، ص235.
[1] م.ن، ج16، ص54.
[1] م.ن، ج15، ص271-272.
[1] م.ن، ج20، ص12-13.
[1] سورة العلق، الآیتان 6-7.
[1] الخمینی، صحیفة النور، م.س، ج14، ص251-256.
[1] م.ن، ص434-435.
[1] الخمینی، منهجیّة الثورة الإسلامیّة (مقتطفات من أفکار الإمام الخمینی (قده) وآرائه)، م.س، ص141.
[1] م.ن، ص141-142.
[1] م.ن، ص142.
[1] الخمینی، منهجیّة الثورة الإسلامیّة (مقتطفات من أفکار الإمام الخمینی (قده) وآرائه)، م.س، ص142.
[1]سورة الصف، الآیة 4.
[1]نداء من الإمام الخمینی (قده) إلى حجاج بیت الله الحرام، بتاریخ: 2 ذی الحجّة 1400هـ.ق.
[1]نداء من الإمام الخمینی (قده) إلى حجاج بیت الله الحرام، بتاریخ: 2 ذی الحجّة 1400هـ.ق.
[1]نداء من الإمام الخمینی (قده) إلى حجاج بیت الله الحرام، بتاریخ: 1 ذی الحجّة 1406هـ.ق.
[1] الخمینی، روح الله: الکلمات القصار (مواعظ وحکم من کلام الإمام الخمینیّ (قده))، ط1، بیروت، دار الوسیلة، 1416هـ.ق/ 1995م، ص51.
[1]م.ن، ص50.
[1] الخمینی، منهجیّة الثورة الإسلامیّة (مقتطفات من أفکار الإمام الخمینی (قده) وآرائه)، م.س، ص427.
[1] م.ن، ص426.
[1] م.ن، ص427-428.
مدير الحوزة العلمية لاهل السنة في ايران : الوحدة ضرورة لمواجهة أعداء الإسلام
كناباد/ 10 تشرين الثاني/ نوفمبر/ قال مدير الحوزة العلمية لأهل السنة في مدينة خواف الحدودية (شمال شرق ايران): إن زيادة البصيرة وتعزيز الوحدة وتعميق التضامن والتعاطف بين جميع المسلمين أمر لا غنى عنه لمواجهة مؤامرات أعداء الاسلام ونظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأضاف مولوي حبيب الرحمن مطهري في مقابلة مع وكالة ارنا اليوم الأحد بمناسبة "أسبوع الوحدة": أن الأعداء يحاولون وبطرق مختلفة اشعال الفتنة والفرقة بين الشيعة والسنة وبث الدعاية المغرضة ويسعون إلى ايجاد شرخ بين المعتقدات الإسلامية، ويجب العمل على أحباط مؤامراتهم بالوحدة والتلاحم بين المسلمين.
وقال، أن الأعداء معادون لمبادئ الدين الإسلامي، وان المقاومة الإسلامية في دول المنطقة في مواجهة السياسات العدائية للمستكبرين قد توسعت بفضل الوحدة بين المسلمين، وأن الحركة الإسلامية في الدول العربية كان لها تداعيات جيدة في إيقاظ المسلمين.
وصرح رجل الدين السني: لقد أكد الإمام الخميني(رض) وقائد الثورة الإسلامية دائما على وحدة المسلمين كواحدة من أساسيات المجتمع الإسلامي، وأن مفجر الثورة الاسلامية الامام الخميني (رض) باطلاق اسبوع الوحدة (من تاريخ 12 ربيع الأول إلى الـ17 منه والذي يصادف الذكرى السنوية لمولد الرسول الكريم (ص) ) قد دعا الى ابراز هذا الأمر المهم باعتباره حاجة أساسية للمسلمين.
أسبوع الوحدة الإسلامية هو عبارة عن فكرة وأطروحة نادى بها الأمام الخميني الراحل، عندما رأي أنّ الطوائف الإسلامية اختلفت في رواياتها وتأكيدها لتاريخ مولد النبي محمد (ص)، فكانت الأولى في 12 من شهر ربيع الأول - وهو رأي أهل السنة - والثانية في 17 من شهر ربيع الأول وهو رأي أغلب الشيعة، ولكي تبدأ وحدة المسلمين من اختلافهم هذا، ويكون اختلافهم في تحديد تاريخ المولد النبوي الشريف مبعثا لائتلاف المسلمين ووحدتهم، كانت له أطروحة أسبوع الوحدة الإسلامية.
حفيد رابين يحذر من انهيار إسرائيل ويدعو نتنياهو إلى الرحيل
خلال كلمة له ضمن إحياء الذكرى الـ24 لاغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين عام 1995
أسامة الغساني
حذر يوناتان بن آرتسي، حفيد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إسحاق رابين (1922: 1995)، من أن إسرائيل تنهار، ودعا رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو، إلى الرحيل.
وبثت معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية مباشرة، الأحد، مراسم إحياء الذكرى الـ24 لاغتيال رابين، في 4 نوفمبر/ تشرين ثانٍ 1995، برصاص أيغال عامير، أثناء خروج رابين من مهرجان في تل أبيب لدعم عملية السلام مع منظمة التحرير الفلسطينية.
وملمحًا إلى نتنياهو، قال يوناتان، في كلمة له، إن جده استقال من رئاسة الوزراء، عام 1976، بعد أن كشفت الصحافة الإسرائيلية وجود حساب بنكي لزوجته في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما كان ممنوعًا وفقًا للقانون الإسرائيلي آنذاك.
وأضاف: "على قادة إسرائيل اليوم أن يتعلموا من رابين المسؤولية وتقديمه مصلحة إسرائيل على مصلحته الشخصية".
وتابع: "رابين كان رجل قرار في حياته العسكرية والسياسية، ولذلك أتوجه لرئيس الوزراء (نتنياهو) ولكافة قادة الأحزاب، بالقول إن إسرائيل تنهار، فلا توجد حكومة، ولا موازنة، ولا مفوض للشرطة، والإسرائيليون يعانون".
واستطرد: "حان الوقت كي تتحلوا بالمسؤولية الشخصية والذهاب في سبيلكم.. إن كانت سمعتكم قد تلطخت (يقصد نتنياهو)، فقد حلن الوقت لتتنحوا جانبًا، وإن تمكنتم من تطهير سمعتكم، فيمكنكم العودة".
ويواجه نتنياهو، زعيم حزب "الليكود" (يمين)، احتمال محاكمته في 3 قضايا فساد، بتهم الرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال، ومن المتوقع أن توجه إليه لائحة اتهام رسمية في الأسابيع المقبلة.
لكن نتنياهو، وخلافًا لسابقيه من المسؤولين الإسرائيليين، يرفض التنحي، ويصر على تولي رئاسة الوزراء في أية حكومة مقبلة، ضمن كتلة اليمين، ما أدخل إسرائيل في أزمة سياسية، بسبب فشله مرتين العام الجاري في تشكيل حكومة، وإعاقته تشكيل حكومة وحدة مع حزب "أزرق-أبيض" (يسار).
ويعتقد إسرائيليون أن نتنياهو مسؤول جزئيًا عن التحريض الذي أدى إلى اغتيال رابين برصاص يميني متطرف.
ومدافعًا عن نفسه، قال نتنياهو، في كلمة له، إنه رفض كل الشعارات والصور التي كانت تصف رابين بالخائن والنازي، خلال حملة اليمين الشرسة ضد اتفاق أوسلو للسلام مع الفلسطينيين، عام 1993.
ورابين من أصول أوكرانية، وولد في القدس عام 1922، وانضم في شبابه إلى منظمة "البلماخ" اليهودية المسلحة المتطرفة، وقاد عملية تطهير عرقي في مدينة اللد الفلسطينية، إبّان "النكبة" عام 1948.
كما قاد رابين الجيش الإسرائيلي في حرب الأيام الستة (النكسة) عام 1967، وتولى منصب وزير الدفاع إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987
المصدر.الاناظول
الأمم المتحدة تطرح خطة لتجاوز أزمة العراق وواشنطن تدعو لانتخابات مبكرة
أعلنت واشنطن تأييدها لخريطة الطريق الأممية لاحتواء الأزمة في العراق، ودعت بغداد لوقف العنف ضد المحتجين وإجراء انتخابات مبكرة.
وأعرب البيت الأبيض في بيان نشره مساء الأحد عن قلق الولايات المتحدة إزاء استمرار الهجمات ضد المتظاهرين ونشطاء المجتمع المدني والإعلام في العراق، وكذلك القيود المفروضة على الإنترنت.
الرئاسات الثلاث في العراق والقضاء: نرفض الحلول الأمنية للتظاهرات السلمية
وأشار البيان إلى أن "الولايات المتحدة تنضم إلى بعثة الأمم المتحدة في العراق في دعوة الحكومة العراقية إلى وقف العنف ضد المتظاهرين والوفاء بوعد الرئيس (برهم) صالح لإصلاح النظام الانتخابي وإجراء انتخابات مبكرة".
خريطة الطريق الأممية للعراق
وفي وقت سابق من أمس الأحد، طرحت بعثة الأمم المتحدة في العراق خطة لاحتواء أزمة الاحتجاجات المتصاعدة في البلاد، تضمنت جملة من الإجراءات الفورية وقصيرة ومتوسطة الأمد.
وجاء في الخطة أن "الإجراءات الفورية (أقل من أسبوع) تشمل إطلاق سراح كافة المتظاهرين السلميين، وعدم ملاحقة المتظاهرين السلميين، البدء في التحقيق الكامل في حالات الاختطاف والكشف عن هوية من يقفون خلفها، الإسراع في تحديد هوية المسؤولين عن استهداف المتظاهرين للعدالة، محاكمة ومعاقبة المسؤولين عن الاستخدام المفرط للقوة أو المتسببين بأعمال العنف الأخرى، دعوة كافة الأطراف الإقليمية والدولية علنا لعدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق واحترام سيادته.
أما الإجراءات قصيرة الأمد (خلال أسبوع إلى أسبوعين) فتشمل الإصلاح الانتخابي، حيث سيتم الانتهاء من وضع إطار قانوني موحد له واستكمال الإجراءات البرلمانية في أقرب وقت ممكن، وإصلاح قطاع الأمن، حيث سيتم حظر أي أسلحة خارج سيطرة الدولة، وكذلك إجراءات لمحاربة الفساد من خلال كشف المصالح المالية للنخبة السياسية داخل البلاد وخارجها سواء أكانت بأسمائهم أو تحت أسماء أخرى.
ولفتت إلى أن "الإجراءات متوسطة الأمد (خلال شهر إلى ثلاثة أشهر) يجب أن تشمل مراجعة الدستور وقيام هيئة النزاهة بإحالة قضايا الفساد إلى مجلس القضاء الأعلى أو المحكمة المركزية لمكافحة الفساد، ومساءلة ومحاكمة كافة المسؤولين الذين يثبت فسادهم، سن عدد من أهم القوانين، منها قانون "من أين لك هذا؟، وقانون المحكمة الاتحادية، وقانون الضمان الاجتماعي، وقانون حل أزمة السكن، وقانون النفط والغاز، وتعديل قانون تشجيع الاستثمار والشراكة بين القطاعين العام والخاص.
ويشهد العراق للشهر الثاني على التوالي مظاهرات واسعة احتجاجا على الفساد والبطالة ونقص الخدمات الأساسية، ترافقها أعمال شغب واشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين، وتتخللها عمليات قنص تنفي الحكومة مسؤوليتها عنها.
وأعلنت المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان في العراق، أن حصيلة ضحايا الاحتجاجات قد تجاوزت الـ300 قتيل.
المصدر: وكالات
ما هدف الديمقراطيين من الدخول إلى مقامرة استجواب ترامب الكبيرة؟
مع بدء خطة استجواب الرئيس الأمريكي من قبل مجلس النواب الأمريكي، في ملف طلب ترامب إلى رئيس أوكرانيا للتحقيق في فساد جو بايدن ونجله المالي، تستمر بشدة عملية جمع المعلومات والأدلة من قبل لجنة التحقيق التابعة لمجلس النواب، وإلى جانب استدعاء مختلف الأشخاص إلى الكونغرس، نشرت هنالك تقارير مختلفة خلال الفترة الأخيرة عن قبول موظفين من مختلف القطاعات الحكومية التعاون مع التحقيق، الأمر الذي جذب انتباه وسائل الإعلام والرأي العام الأمريكي.
في هذا الصدد، بالأمس أعاد "غوردون سوندلاند" سفير أمريكا لدى الاتحاد الأوروبي كتابة نص شهادته في الكونغرس، واعترف فيه بأن مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوكرانيا للتحقيق في أنشطة نجل جو بايدن في هذا البلد ووقف المساعدات العسكرية لكييف، كان صفقةً واضحةً، وكان غوردون قد نفى في السابق علمه بهذا الموضوع.
وقد جاء هذا الاعتراف بعد أن كشفت السفيرة الأمريكية في أوكرانيا "ماري يوفانوفيتش" بأن سوندلاند قد طلب منها دعم ترامب من أجل الحفاظ على وظيفتها.
کانت يوفانوفيتش قد قالت: "قال لي (سوندلاند) أنت تعلمين أنه عليك إما القيام بعمل كبير، أو (خلاف ذلك) العودة إلى المنزل (الطرد)، عليك أن تعلني عبر تغريدة أنك تدعمين الرئيس (ترامب"(.
ولكن على الرغم من تشديد ضغط الكونغرس على الرئيس، فلا يوجد حتى الآن إجماع بين الخبراء والسياسيين الأمريكيين حول نتيجة الاستجواب.
فرصة ضئيلة للنجاح.. مقامرة الديمقراطيين الكبيرة
يتطلب النجاح في عزل ترامب أغلبية ثلثي الأصوات في مجلس الشيوخ، وبالنظر إلى أن أغلبية مقاعد مجلس الشيوخ يشغلها الجمهوريون، فيبدو من المستبعد جداً أن يحصل هذا الإجماع بين أعضاء مجلس الشيوخ، بالنظر إلى أن عزل ترامب سيقلل من فرص الجمهوريين في الفوز في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 إلى حد كبير.
من ناحية أخرى، ثمة حقيقة تتراءى أمام الديمقراطيين باستمرار، وهي أن جزءاً كبيراً من التوجه السياسي للناخبين الأمريكيين من الطبقات الوسطى والرمادية، يركز على الظروف الاقتصادية الحالية.
لقد شهد الاقتصاد الأمريكي نمواً مقبولاً في السنوات الأخيرة، وأخيراً اقترب معدل التضخم مما يتطلع إليه الاحتياطي الفيدرالي، وانخفض معدل البطالة الكلي، وبلغ معدل البطالة بين السود ومن هم من أصول إسبانية أدنى مستوى له في القرن الماضي.
وقد أدّى هذا الوضع الجيد إلى زيادة طفيفة في الأجور الحقيقية للعمال، ونسيان الكثير منهم الأيام الصعبة التي تلت الأزمة المالية في عام 2008. لذلك، يمكن القول إن الديمقراطيين سيبذلون قصارى جهدهم لعدم وصول ترامب إلى انتخابات عام 2020.
مع ذلك، رغم أنه يبدو أنه إذا نجح ترامب في الخروج من تحدي الاستجواب سليماً، فإنه لن يجد عقبةً أمامه للفوز في انتخابات 2020، ولكن هذا ليس كل شيء.
الحرب الدعائية.. هجوم الديمقراطيين المضاد على "أمريكا أولاً"
دائماً ما أثار المراقبون والمحللون الأمريكيون حقيقة أن الانتخابات في أمريكا ترتبط ارتباطاً مباشراً بمسألة مدى الاستفادة من المال والدعاية، وبعبارة أخرى، إن الحملة الانتخابية الأكثر تكلفةً ستزيد من فرص النجاح.
في هذه الأثناء، فإن الديمقراطيين وعن طريق البدء في إجراءات عزل ترامب، حتى لو لم يحصلوا على ما يريدون، فبالنظر إلى أهمية الموضوع والاهتمام الذي لا مفر منه لجميع وسائل الإعلام لتغطية الحادث، يمكنهم الحصول على حملات دعائية مبكرة ومجانية، والهجوم على سياسات ترامب.
من ناحية أخرى، يمكن أن يكون عزل ترامب أداةً جيدةً لتحدي شعار حملته الانتخابية الأكثر أهميةً، أي استراتيجية "أمريكا أولاً".
لقد اتهم المنتقدون ترامب مراراً وتكراراً بأنه يستفيد من الموارد الحكومية لتعزيز مصالحه المالية والسياسية، وقد تجلّى ذلك بوضوح في قضية استضافة اجتماع مجموعة السبع، حيث سعى ترامب إلى جعل ملعبه الشخصي للجولف في ميامي مكاناً للقاء قادة مجموعة السبع.
الآن أيضاً وفيما يتعلق بقضية "أوكرانيا غيتس"، يقال إن ترامب قد ربط تقديم المساعدة العسكرية الأمريكية لأوكرانيا وقدرها 250 مليون دولار، بالتحقيق في الفساد المزعوم لبايدن وابنه، ما يعني استخدام وزارة الخارجية للفوز في انتخابات العام المقبل، وقد يوفّر ذلك ذريعةً جيدةً للديمقراطيين لتحدي شعار ترامب، أي "أمريكا أولاً".
كذلك، فإن محاولة ترامب لفتح الباب أمام الحكومات الأجنبية للتدخل في الانتخابات الأمريكية، بالإضافة إلى أنها تعيد إثارة موضوع اتهام روسيا بالتدخل في انتخابات عام 2016، ستعزز موقف القوميين الديمقراطيين في المضي قدماً بخطة الاستجواب، كما أعلنت زعيمة الديمقراطيين في الكونغرس "نانسي بيلوسي" في يوم الإطلاق الرسمي للتحقيقات، أنه لا يوجد أحد فوق القانون.
من ناحية أخرى، لم تغلق كل نوافذ الأمل أمام الديمقراطيين، كما تمكّنوا من الفوز بالأغلبية في انتخابات الكونغرس العام الماضي، على الرغم من تحسُّن الوضع الاقتصادي الأمريكي في عهد الجمهوريين
عراقجي: سنعيد النظر في استراتيجتنا النووية اذا عادت القرارات ضدنا
أكد مساعد وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية، يوم السبت، أن ايران ستعيد النظر في استراتيجيتها وعقيدتها النووية اذا عادت القرارات الدولية ضدها.
ولدى مشاركته في طاولة مستديرة في مؤتمر حظر الانتشار النووي في موسكو، تطرق عباس عراقجي الى التطورات الاخيرة بالمنطقة بما فيها التوتر الحاصل في الخليج الفارسي وكذلك إطلاق صاروخين على ناقلة ايرانية، وقال: ان التحقيات بشأن هذا الحادث لمعرفة الضالعين بهذا الهجوم الصاروخي مستمرة، مشددا على اننا سنرد عليها في الزمان والمكان المناسبين.
جذور التوتر الراهن
وبشأن الاوضاع في المنطقة، قال عراقجي: تصوروا الوضع قبل ثلاث سنوات، اي في كانون الثاني/يناير 2017 كل شيء كان جيدا. وكل شيء كان في موضعه الصحيح، وكانت ايران تنفذ الاتفاق النووي بشكل تام، والوكالة الدولية كانت تؤيد ذلك في تقاريرها المتتالية. وكان الامن مستتبا في تلك الفترة في الخليج الفارسي والملاحة البحرية ونقل الطاقة يجري جيدا، وقد كان الجميع مرتاحون لتلك الظروف، وقد قام العالم بتسوية الملف النووي الايراني عبر التعامل والدبلوماسية، وكان يصفه كإنجاز للدبلوماسية.
وتساءل عراقجي: لكن ماذا حصل ليتغير كل شيء؟ السبب الوحيد هو رئيس واحد لم يكن يحب تراث الرؤساء الذين سبقوه. ولهذا السبب البسيط تغير كل شيء، والآن نواجه سياسة ممارسة الضغط الاقصى وسياسة تصفير صادرات النفط، في حين اننا بريئون تماما في هذه اللعبة.
وبيّن أن ايران دخلت المفاوضات بحسن نية، وتوصلت الى اتفاق ونفذت هذا الاتفاق، ورغم ذلك فإن الحظر تم احياؤه وفرضت حالات جديدة من الحظر ضد ايران. وقد كان بإمكان ايران الخروج من الاتفاق النووي لمجرد خروج اميركا منه، ورغم ذلك، فإن طهران أبدت حسن نية ولبّت دعوات الاطراف المتبقية في الاتفاق وواصلت التزامها به.
ولفت الى ان اوروبا وبعد خروج اميركا من الاتفاق النووي، قدمت 11 وعدا لإيران للتعويض عن الآثار السلبية للحظر الاميركي، مضيفا: من الواضح انه اذا لم ينطوِ اتفاق ما على مصلحة لكم، فلا مبرر لتلتزموا بتعهداتكم. وقد اربك توازن الاتفاق كليا، والجميع يعلم ذلك.
وتابع: ان ايران صبرت سنة كاملة لتحقيق الوعود الاوروبية، وقد منحت الفرصة للدبلوماسية، واخيرا وفي الثامن من ايار/مايو 2019، قلنا يكفي. فلا يمكننا ان نبقى في اتفاق لا يضمن اي نفع لنا. ولكننا قررنا كذلك ان نقوم بذلك على خطوات وبالتدريج.
الاتفاق النووي على عتبة النهاية
وأوضح عراقجي ان ايران حددت مهلة بين كل خطوة واخرى شهرين، لتمنح الفرصة للدبلوماسية، ولكن بما انه لم يتم ايجاد حل لهذه القضية، وتم تشديد الحظر الاميركي، لذلك من الواضح اننا نواصل هذه الوتيرة، ونخفض التزاماتنا، ومن الطبيعي ان نصل قريبا الى نهاية هذه الوتيرة، لأنه لن يبقى التزام لإيقافه، مؤكدا ان خفض التزامات ايران جاء ردا على فرض الحظر وكذلك تنفيذا للفقرة 36 من الاتفاق النووي المرتبطة بآلية حل الخلاف، والتي نصت اننا يمكننا ان نوقف كل التزاماتنا او جزءا منها.
وفي الختام أكد عراقجي على ان ايران مستعدة للعودة الى التنفيذ الكامل للاتفاق النووي شريطة ان يتم ضمان مصالحنا في اطار الاتفاق.
خط ايران الاحمر
وردا على سؤال: اذا تحركت الدول الاوروبية نحو احياء قرارات مجلس الامن الدولي، فماذا سيكون رد ايران؟ قال عراقجي: بشأن آلية الكماشة، اعتقد اننا اوضحنا لجميع المشاركين في الاتفاق النووي، بأن آلية الكماشة وعودة قرارات مجلس الامن السابقة، هو خط احمر لإيران. فإذا كان جزاء ايران بعد كل هذا التعامل والتفاوض والتعاون مع الوكالة هو إخضاعها مرة اخرى للفصل السابع (لميثاق الامم المتحدة)، فهذا بمعنى ان "عقيدتنا النووية" كانت خاطئة، وأن علينا ان نعيد النظر في سياستنا وعقيدتنا النووية.