
emamian
خطط الاستيطان الجديدة.. كشف النقاب عن صفقة القرن التي يُخطط لها في الخفاء
كشفت العديد من المصادر الإخبارية خلال الأيام القليلة الماضية، عن جولة جديدة لبناء مستوطنات صهيونية في الأراضي المحتلة.
في الواقع، أعلنت منظمة "السلام الآن" الصهيونية أن الكيان الصهيوني قد أصدر تصريحاً لبناء 2342 وحدة سكنية جديدة في منطقة الضفة الغربية وتبعاً لذلك التصريح، فلقد تقرّر بناء 182 من تلك الوحدات السكنية في مستوطنة صهيونية تقع بالقرب من مدينة "أريحا".
وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذه الأعمال الجديدة التي تنوي "تل أبيب" القيام بها، جاءت في وقت لم يتمكن فيه القادة الإسرائيليون من تشكيل حكومة تدير البلاد التي باتت تعيش فراغاً سياسياً، وفي وقت زادت فيه احتجاجات الفلسطينيين وحتى بعض الدول الأوروبية على بناء المزيد من المستوطنات في الأراضي المحتلة.
إدانات أوروبية لبناء مستوطنات صهيونية جديدة في الأراضي المحتلة
كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن الاتحاد الأوروبي أدان بشدة يوم الاثنين الماضي، موافقة السلطات الإسرائيلية في شهر أكتوبر الماضي على بناء المئات من الوحدات السكنية في مستوطنات غير قانونية بالضفة الغربية.
وقال الاتحاد، في بيان صادر عن المفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية نشر عبر موقعها الإلكتروني: "في شهر أكتوبر الماضي، وافقت السلطات الإسرائيلية على بناء أكثر من 2000 وحدة سكنية في مستوطنات غير قانونية في الضفة".
وبيّن الاتحاد ثبات موقفه من سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة، وقال "يظلّ موقفنا ثابتاً لا يتغير.. كل الأنشطة الاستيطانية من قبل تل أبيب نعتبرها غير قانونية، وذلك بموجب القانون الدولي، هذه النشاطات تقوّض قابلية حل الدولتين واحتمالات السلام الدائم في المنطقة، كما أكدت الأمم المتحدة من جديد قرار مجلس الأمن 2334، كما دعا الاتحاد الأوروبي السلطات الإسرائيلية إلى إيقاف جميع النشاطات الاستيطانية، بما فيها إنشاء نفق لربط المستوطنات ببعضها، محذراً من عواقب هذه الخطوة.

ولفتت تلك المصادر الإخبارية إلى أن الحكومة البريطانية بدورها أدانت يوم الثلاثاء الماضي، مصادقة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان: "تدين بريطانيا قرار السلطات الإسرائيلية الأخير بشأن تطوير أكثر من 2300 وحدة سكنية في جميع أنحاء الضفة الغربية"، وأكدت أن بناء المستوطنات أمر غير شرعي بموجب القانون الدولي ومن شأنه تقويض فرص حل الدولتين، داعية "إسرائيل" إلى وقف مثل هذا العمل المضاد، ومن جهتها أدانت فرنسا القرارات الأخيرة التي اتخذتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي المتمثلة بالموافقة على بناء 2342 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية وأعمال البنية التحتية، بالقرب من بيت لحم.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان لها: "إن هذه القرارات هي جزء من سياق مثير للقلق يتمثّل في تسارع الاستعمار في الضفة الغربية والقدس، وتقويض الظروف لسلام عادل ودائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين"، داعية السلطات الإسرائيلية إلى التخلي عن هذه المشاريع.
بناء المستوطنات: رمز للاحتلال وانتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن والقوانين الدولية
يمكن اعتبار جولة بناء المستوطنات الجديدة التي ينوي الكيان الصهيوني القيام بها في الأراضي المحتلة رمزاً مهماً لانتهاك القانون الدولي.
يذكر أن مجلس الأمن الدولي اعتمد مساء الجمعة 23 كانون الأول 2016 القرار رقم 2334 الذي كرر مطالبة "إسرائيل" بأن توقف فوراً وعلى نحو كامل جميع الأنشطة الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وهو القرار الذي رحّبت به السلطة الفلسطينية ودول عدة، في وقت أثار سخط "إسرائيل" والرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، ويؤكد القرار عدم شرعية إنشاء "إسرائيل" للمستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدس الشرقية، ويعدّ إنشاء المستوطنات انتهاكاً صارخاً بموجب القانون الدولي وعقبة كبرى أمام تحقيق حل الدولتين وإحلال السلام العادل، كما طالب القرار بوقف فوري لكل الأنشطة الاستيطانية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأوضح أن أي تغييرات على حدود عام 1967 لن يعترف بها إلا بتوافق الطرفين. وأكد القرار على التمييز في المعاملات بين "إسرائيل" والأراضي المحتلة عام 1967.
الكيان الصهيوني يقوم بتنفيذ صفقة القرن بهدوء
يمكن اعتبار الجولة الجديدة من بناء المستوطنات الصهيونية علامة ملموسة على تنفيذ صفقة القرن التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" قبل عدة أشهر، بشكل هادئ وفي الخفاء وهذا الشيء تؤكده تصريحات رئيس الوزراء الصهيوني السابق "بنيامين نتنياهو"، الذي قال بأنه سيكشف النقاب عن صفقة القرن بعد إجراء الانتخابات البرلمانية في البلاد.
في الواقع، تم لقد تم تأجيل عملية الكشف عن هذه الصفقة بعد فشل الخطة الأمريكية في استقطاب الإرادة الإقليمية والدولية لدعم هذه الصفقة المشؤومة في العاصمة البحرينية "المنامة" في أواخر يونيو 2019، وفي وقتنا الحالي، وعلى الرغم من أن عملية تشكيل الحكومة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة تواجه العديد من العقبات الكبيرة، وعلى الرغم من أن الفراغ السياسي سوف يستمر لفترة طويلة في الساحة السياسية لهذا البلد، إلا أنه وفقاً للاتفاقيات السابقة، بدأت خلال الفترة الماضية عملية تنفيذ "صفقة القرن" في السر.

سياسة السقف الأوروبي المزدوج
ليس هناك شك في أن الجولة الجديدة من بناء مستوطنات صهيونية في الأراضي المحتلة جاءت بإذن مباشر وإضاءة خضراء من قبل أمريكا، ولكن الموضوع الأكثر أهمية هنا، هو سياسة النفاق التي اتبعها الاتحاد الأوروبي على مدار الأعوام القليلة الماضية، حيث كانت الدول الأوروبية دائماً تعارض بناء المزيد من المستوطنات الصهيونية، لكن يجب ألّا ينسى المرء أن هذا النهج كان مجرد كلام ولم يكن له أي تأثير لمنع الكيان الصهيوني من التوقف عن قمع أبناء الشعب الفلسطيني.
وهنا تجدر الإشارة أنه إذا فرضت الدول الأوروبية عقوبات أو قامت بممارسة مستوى من الضغط الحقيقي على الكيان الصهيوني، فإنه يمكن اعتبار تصريحاتهم تلك بأنها حقيقية وأنهم يريدون فعلاً مساعدة الشعب الفلسطيني، وإلا فإن سياسية المعارضة في الكلام والتأييد في العمل سوف تؤكد بأن سياسة السقف الأوروبي المزدوج تثبت تواطؤ هذه الدول في الأعمال الوحشية التي قامت بها قوات الاحتلال الصهيونية وحكومة "تل أبيب" ضد الفلسطينيين.
المصدر.الوقت
تغيير النظام السياسي العراقي من الفكرة إلى الواقع.. هل من الممكن تغييره إلى نظام رئاسي؟
أدّت الجولة الثانية من الاحتجاجات التي خرجت في معظم المدن والمحافظات العراقية في 25 أكتوبر 2019 إلى دخول عملية الاحتجاجات والمظاهرات مرحلة جديدة وفي هذه الجولة الجديدة من الاحتجاجات، أصبحت مسألة الإصلاحات الاقتصادية والسياسية على الهامش، وتم رفع مستوى المطالب والمطالبة بتغييرات دستورية، وفي غضون ذلك، كان تغيير النظام السياسي إلى رئاسي من أكثر القضايا إثارة للجدل في الآونة الأخيرة، ولهذا فإننا في مقالنا هذا سوف نسلط الضوء أكثر على هذه القضية الرئيسة التي تدور حول مدى إمكانية تغيير النظام السياسي في العراق وما هي العقبات التي قد تواجه هذا الأمر؟
النظام السياسي العراقي.. هل هو نظام برلماني أم إنه نظام مختلط
ذكرت العديد من المصادر الإخبارية بأنه خلال الفترة الماضية صدرت دعوات من جهات سياسية وشعبية لتغيير النظام السياسي في العراق من برلماني إلى رئاسي، والسبب في ذلك هو المشكلات التي يعاني منها البلد، طبعاً هناك نقاش قديم حول أفضلية الأنظمة السياسية، ولكلٍ منها مؤيد ومعارض، وبشكلٍ عام لا يوجد اتفاق على أفضلية نظام على آخر، فلكل منها محاسن ومساوئ وكل دولة اختارت ما يناسبها من الأنظمة نتيجة ظروف تاريخية مرّت بها، وبعضهم يقول إن النظام الرئاسي يخفف من الصراعات السياسية ويفصل بين السلطات ويحقق استقرار البلدان، لكن هناك تخوف من تحول رأس النظام إلى دكتاتور مثلما حصل في دول الحزب الواحد والدكتاتوريات في أوربا الشرقية وأمريكا اللاتينية وإفريقيا، وهناك من يقول إن النظام البرلماني يمنع تحوّل الحاكم إلى دكتاتور ويحدّ من التعارض بين السلطتين التشريعية والتنفيذية لكونهما من اتجاه سياسي واحد.

وحول هذا السياق، أكد أحد المسؤولين العراقيين بأن النظام السياسي في العراق هو نظام برلماني، اتحادي وفدرالي بدلالة المادة الأولى من الدستور العراقي ودلالة مواد أخرى واردة في الدستور العراقي، والتي أعطت صلاحيات واسعة للبرلمان، كما أكد هذا المسؤول على أن تعديل الدستور يستوجب تشكيل لجنة برلمانية وأن يكون هناك مقترح من رئيس مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية، ثم يوافق ثلثي أعضاء مجلس النواب، ليعرض الموضوع على الاستفتاء الشعبي.
وفي السياق ذاته، لفت هذا المسؤول إلى أنه بالنسبة للحالة العراقية ولتلافي أخطاء الدول الأخرى فمن الأفضل أن يكون التغيير بشكل مدروس وغير متسرّع كما كُتب الدستور، ومن خلال حوار سياسي ومجتمعي موسع تشارك فيه القوى السياسية والشعب، وبالتالي سيختار المواطن عن قناعة راسخة النظام السياسي المناسب، مثلما فعل الشعب الإيراني عندما وافق على تحويل النظام إلى رئاسي عام 1989 بينما لم يوافق الشعب البرازيلي على تحويل النظام إلى برلماني عام 1993.
متطلبات تغيير النظام البرلماني إلى رئاسي
لا يمكن تغيير النظام السياسي في العراق من البرلماني إلى الرئاسي، إلا من خلال إجراء استفتاء وتأييد للإصلاحات من خلال تصويت الشعب العراقي المباشر في جميع المحافظات الـ 18، وفي هذه المرحلة، إذا صوت ثلثا سكان ثلاث محافظات عراقية على عدم إجراء تعديل دستوري، فإن مسألة تغيير النظام سوف تنتهي في هذا اللحظة.
مقومات تغيير النظام السياسي في العراق
بالنظر إلى شبكة التحولات المعقدة في الساحة السياسية العراقية بين الحكومة والشعب في هذه المرحلة الزمنية، يمكن قراءة عدد من المقومات التي ستساعد على تغيير النظام البرلماني إلى رئاسي.
1- تنفيذ مطالب المحتجين وتهدئتهم: مما لا شك فيه أن الحكومة العراقية في وقتنا الحالي لا يمكنها تلبية جميع مطالب المحتجين وذلك لأن مطالبهم تشمل قدراً هائلاً من التغييرات بعيدة المنال لأي حكومة حالية.
يذكر أن التغييرات في الهيكل الاقتصادي والاجتماعي هي عملية طويلة الأجل لا يمكن تنفيذها بسرعة وخلال فترة زمنية صغيرة، لذلك فإن التغييرات السريعة والملموسة هي فقط التي يمكن أن تهدئ المحتجين الآن.
2. دعم التيارات السياسية الشيعية: إن تغيير النظام البرلماني إلى نظام رئاسي سوف يصبّ في مصلحة أبناء الطائفة الشيعية، وذلك لأن الشيعة يشكلون الاغلبية بين أبناء الشعب العراقي بنسبة تتراوح بين 60 و 65 في المئة، وبهذا الأمر يمكن القول بأن الشيعة سيتفوقون بسهولة على الأقليات العراقية الأخرى في أي عملية ديمقراطية.

معوقات تغيير النظام السياسي
1. انهيار نظام الحكومة الائتلافية في العراق: في معظم الدول ذات التعددية العرقية، يتم استخدام نظام الائتلاف الحكومي لإدارة النظام السياسي في البلاد ويمكن رؤية هذا النظام بشكل واضح في نظام الحكم اللبناني، وفي العراق، بعد سقوط النظام البعثي، تم وضع نفس هذا النموذج الحكومي الائتلافي وتم تشكيل حكومة ائتلاف وطنية لإدارة العراق وتم تقسيم المناصب العليا في هذا النظام السياسي أيضاً على أساس أن الشيعة يتولون منصب رئاسة الوزراء، والأكراد يتولون منصب رئاسة الجمهورية والعرب السنة يتولون منصب رئاسة البرلمان.
2- إمكانية رفض تغيير النظام السياسي من قبل الأكراد: مما لا شك فيه أن أهم عقبة أمام تغيير النظام السياسي إلى نظام رئاسي تتمثل في معارضة الأكراد، ووفقاً للدستور العراقي، قبل القيام بأي تعديلات دستورية يجب عرضها أولاً للاستفتاء الشعبي، والنقطة المهمة هنا هي أنه لن تتم الموافقة على أي تعديل دستوري إذا اعترض عليه ثلثا سكان المحافظات العراقية الثلاث.
3- صعوبة إقناع العرب السنة بإجراء تغييرات في هيكل السلطة: بالإضافة إلى الأكراد، قد يصبح العرب السنة في نهاية المطاف معارضين للنظام السياسي، في الواقع، يمكن إعطاء الأكراد بعض المناصب العليا في الدولة مثل منصب رئاسة البرلمان وذلك لإقناعهم بإجراء تعديلات دستورية وتغيير النظام الحاكم في البلاد إلى نظام رئاسي ولكن العرب السنة سوف يشعرون بالقلق من وقوعهم ضحية لمثل هذه التسوية، لذلك قد يعارضون في النهاية تغيير النظام السياسي، أو على الأقل سيطالبون ببعض الضمانات الأساسية لحقوقهم.
المصدر.الوقت
تعقيدات النظام الأمني للخليج الفارسي ومبادرات الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية
الوقت - خلق ظهور المحافظين الجدد في أمريكا وهجمات الحادي عشر من سبتمبر، فصلاً جديداً من انعدام الأمن والحروب بالوكالة في منطقة الشرق الأوسط والخليج الفارسي،ومع ذلك، فقد أدى الاكتفاء الذاتي لأمريكا في إنتاج النفط وسياسات ترامب في تخفيف عبء الإنفاق والالتزامات الأمنية الأمريكية في المنطقة والعالم، إلى دفع الجهات الفاعلة الرئيسة ذات المصلحة في تطورات الخليج الفارسي لملء الفراغ الناشئ، نحو إنشاء آليات أمنية جديدة ومبادرات جديدة لإدارة النظام الأمني والاقتصادي في منطقة الخليج الفارسي، ورغم أنه يقال إنهم يتشاركون هدفاً مشتركاً هو الأمن الإقليمي، ولكن لكل منهم مقاربة ونتائج مختلفة، سنستعرض فيما يلي أهم الخطط المعلنة لحماية أمن الخليج الفارسي.
التحالف البحري الأمريكي
الخلفية: بعد أن رفضت أمريكا تمديد إعفاءات إيران النفطية في مايو، نشرت في الوقت نفسه تقارير مزيفة عن جهود إيران لإثارة التوترات في المنطقة، ومن خلال خلق هذه الأرضية، وانفجارات ميناء الفجيرة والهجوم على السفينة اليابانية في الخليج الفارسي، أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية في حينه الجنرال "جوزيف دانفورد" عن تحالف بحري في الخليج الفارسي لحماية الأمن الإقليمي وحرية الملاحة، ثم طلبت أمريكا من 60 دولة الانضمام إلى هذا التحالف، ومنذ البداية أعلنت ألمانيا وإسبانيا أنهما لن تنضما إلى التحالف، وبدأ التحالف العمل رسمياً في 7 سبتمبر.
الأهداف: 1- خلق الإجماع العالمي ضد إيران 2- تغيير سلوك إيران تحت غطاء عمليات الحراسة ومرافقة السفن 3- طمأنة حلفاء أمريكا بشأن حمايتهم والدفاع عنهم 4- إنشاء الأمن البحري والجوي على أساس مصالح حلفاء أمريكا.
النتائج:
1- من بين 60 دولة، هناك سبع دول فقط انضمت إلى هذا التحالف، هي السعودية والإمارات والبحرين والكيان الإسرائيلي وبريطانيا وأستراليا وكوريا الجنوبية، وجود الدول الأربع الأولى الموجودة في غرب آسيا والمنطقة لا يضيف أي جديد بالنسبة للتحالف، لأن الدول الأربع حليفة لأمريكا ولعبت دوراً مباشراً في توترات الخليج الفارسي، ولذلك واجه هذا التحالف الفشل عملياً. وبحسب ما قاله وزير الدفاع الأمريكي "مارك إسبر"، فإن دول حلف شمال الأطلسي لم تدعم التحالف أيضاً.
2- في نتيجة عكسية، لم يساعد هذا التحالف في توفير الأمن فحسب، بل شجَّع السعودية على السعي إلى الانتصار في الحرب اليمنية بجرأة أكبر، ما أدى بدوره إلى تكثيف ردود أفعال أنصار الله، مثل الهجوم على منشآت نجران النفطية وأرامكو.
التقييم:1- السبب الأكثر أهميةً لفشل التحالف البحري الأمريكي، هو أنه قام على أهداف سياسية، وليس على أهداف أمنية حقيقية.2- كانت الدول الرئيسة المشاركة في التحالف هي السبب الرئيس للتوتر في المنطقة.3- الفرق في تعريف الأمن والاستقرار في الخليج الفارسي من وجهة نظر أوروبا وأمريكا، هو أحد تحديات هذا التحالف.
تسعى أمريكا إلى الضغط غير المعقول على إيران، وهي محمية من التوترات الجيوسياسية والهجرة في المنطقة، لكن أوروبا عرضة للأزمات، كذلك لا تحتاج أمريكا إلى واردات الطاقة من الشرق الأوسط إذ تنتج أكثر من 12 مليون برميل من النفط، وهي تسعى إلى بيع أمن مزيف إلى حلفائها في المنطقة من خلال إيران فوبيا، في حين أن أوروبا تحتاج إلى مصادر الطاقة المختلفة.4- لا يقدّم هذا التحالف أي طريقة عملية ومتخصصة لبناء السلام والأمن في الخليج الفارسي، ومن الناحية العسكرية، فإنه غطاء لضعف أمريكا في عمليات إزالة الألغام في الحروب المحتملة.
الكيان الإسرائيلي وخطة معاهدة عدم الاعتداء
الخلفية: بعد أسبوعين من تقديم مبادرة هرمز للسلام من قبل إيران، اقترح الكيان الإسرائيلي معاهدة عدم اعتداء مع الدول الخليجية، ووصف وزير خارجية الكيان "يسرائيل كاتس" الخطة بأنها مبادرة وخطوة تاريخية نحو "إنهاء النزاعات".
الأهداف: نظِّمت هذه الخطة في أربعة بنود، يؤكد البند الأول على تطوير الصداقة والتعاون بين "إسرائيل" والدول الخليجية على أساس القانون الدولي، يقترح البند الثاني اتخاذ "تدابير فعالة ومؤثرة" لضمان تجنّب أعمال مثل الحرب والعداء والتخريب والتحريض ضد بعضهم البعض، بموجب البند الثالث من هذه الخطة، لن ينضم أي من الطرفين (الكيان الإسرائيلي والدول الخليجية) إلى أي ائتلاف أو منظمة أو تحالف مع دولة ثالثة ذات طبيعة عسكرية أو أمنية، ولن يتعاون أي منهما مع هذه التحالفات والمنظمات ولن يقدّم الدعاية لها، ويقترح البند الرابع حلّ جميع النزاعات بين الطرفين من خلال التشاور.
التقييم:
1- الغرض الرئيس من هذا الاقتراح هو إحباط مبادرة هرمز للسلام وتحسين العلاقات بين إيران والدول الأعضاء في مجلس التعاون، وليس لتوفير أمن الطرفين، لذلك ليست لديه مزايا أمنية للدول العربية.
2- يسعى الكيان الإسرائيلي إلى ذرائع لتطبيع العلاقات مع الدول العربية، ويبحث عن تحقيق تطلعات لا يمكن تحقيقها، لذلك في شرح الاقتراح، أعرب "كاتس" عن أمله في أن تعزز الاتفاقية التعاون المدني مع الدول العربية، وتؤدي في النهاية إلى السلام مع الفلسطينيين، إن اقتراح السلام هذا، مع وجود أغلبية الجماعات اليمينية المتطرفة في الكيان الإسرائيلي والنظام البرلماني للكيان، والذي كان المتطرفون الدينيون يحتلون دائماً أكبر عدد من المقاعد فيه، غير عملي من حيث موارد السياسة الخارجية وصنع القرار.
3- إن أربعة عقود من العلاقات الإسرائيلية مع الدول العربية، تشير إلى كون الكيان الإسرائيلي غير موثوق به، والأدلة على ذلك، الحروب العربية الإسرائيلية، احتلال مرتفعات الجولان ومحاولة إضفاء الطابع الرسمي عليها، حلم "من النيل إلى الفرات" في أيديولوجية وتاريخ تشكيل هذا الكيان، الذي كان في الأساس السبب الرئيس للتوتر في المنطقة.
إن تحريض أمريكا وإعطاء معلومات خاطئة لغزو العراق في عام 2003، والغارات الجوية المتكررة على أجزاء من سوريا كدولة عربية، والهجوم الأخير على قاعدة الحشد الشعبي في العراق، يدل على أن مثل هذه المعاهدة الأمنية مع الكيان الإسرائيلي مستحيلةً عملياً، وفي هذا الصدد، ذكرت قناة "روسيا اليوم" في تقرير، أنه وفقاً لاستطلاعات الرأي، يعتقد 65٪ من المشاركين أن هذه الخطة قد فشلت.
4- يسعى الكيان الإسرائيلي إلى الاستفادة القصوى من رئاسة ترامب لإضفاء الطابع الرسمي على ما احتله في فلسطين، في هيئة صفقة القرن، ولذلك، يحاول من خلال هذه الاتفاقية والحضور في المؤتمرات الأمنية للدول العربية، منع أي مصالحة بين دول المنطقة وإيران حتى يتم تنفيذ صفقة القرن، لأنه بعد إزالة التوتر بين الدول العربية وإيران، سيتضاءل توجُّه هذه الدول إلى الكيان الإسرائيلي ودعمها لصفقة القرن.
خطة مبادرة هرمز للسلام
الخلفية:
مع تكثيف الوجود الأمريكي في الخليج الفارسي، ازدادت التوترات في المنطقة، مع توجيه أصابع الاتهام إلى إيران في كل مرة. فاقترح وزير الخارجية الإيراني معاهدة عدم اعتداء مع الدول العربية في يونيو، على هذه الخلفية، قدّم الرئيس الإيراني "حسن روحاني" مبادرة هرمز للسلام، التي تضم المزيد من الدول والمنظمات، في الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
يدور المشروع، الذي يطلق عليه أيضاً "تحالف هرمز للأمل والسلام"، حول شراكة جماعية طويلة الأجل في منطقة الخليج الفارسي، مع المحتوى الأمني والاقتصادي والقانوني الثلاثي.
تدعو الفقرة 8 من القرار الأممي 598، الأمين العام للأمم المتحدة إلى النظر في سبل تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، من خلال التشاور مع إيران والعراق ودول إقليمية أخرى.
لذلك، فإن الخطة، التي تتضمن وجود الأمم المتحدة والمزيد من البلدان، تستند إلى الفقرة المذكورة أعلاه من القرار، وقد دعت جميع بلدان منطقة الخليج الفارسي وكذلك الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا وأمريكا إلى تشكيل تحالف واحد من أجل السلام، وفي هذا الصدد، أعلن روحاني في حديث مع المراسلين قبل الذهاب إلى نيويورك، أن "مبادرة هرمز للسلام" رغم أنها خطة أمنية في المقام الأول، ولكن ستكون لها أبعاد اقتصادية وسياسية أيضاً.
مزايا وعقبات خطة هرمز للسلام:
1- الحل الرئيس لأمن الخليج الفارسي هو داخلي، ويجب توفيره من قبل دول المنطقة التي ترتبط مصالحها الجيوسياسية والجيو اقتصادية بالأمن الإقليمي. "
باري بوزان" أستاذ الاقتصاد بجامعة لندن ومنظر المجمعات الأمنية الإقليمية، يعتبر أن الحملات الأمنية الإقليمية التي تدعو فيها عدة دول إلى وجود قوة أجنبية عبر إقليمية لتوفير الأمن ضد دول أخرى في المنطقة، هو السبب الرئيس لتعريض الأمن للخطر في نظام أمني فرعي، بناءً على ذلك، تسعى إيران إلى ترتيبات أمنية مع جميع دول المنطقة وجميع أعضاء مجلس الأمن، وتتضمن مبادرة هرمز للسلام، بالإضافة إلى توطين الأمن، آليةً للحدّ من التسلح لمنع التنافس على الأسلحة بين الدول، ما يسمح للحكومات الإقليمية بمزيد من الإنفاق على التنمية الاقتصادية وتحسين رفاهية مواطنيها.
2- يقترح المنظر المعروف "ديفيد ميتراني" إقامة علاقات اقتصادية بين الدول لخلق سلام دائم، بناءً على هذه الحاجة، تعتمد مبادرة هرمز للسلام على العلاقات الاقتصادية للبلدان واحتياجاتها المتبادلة، وبالتالي يمكن أن تكون خطة سلام طويلة الأجل، وتبرر وتسهّل انضمام الاقتصادات الناشئة والكبيرة مثل الصين والهند واليابان.
3- يتم تشكيل مبادرة هرمز للسلام على أساس الحوار، ويتناول أيضاً الأسباب الجذرية والنفسية لعدم الاستقرار في المنطقة، وفي هذا الصدد، قال "محمد جواد الظريف" في مقال نُشر في جريدة الرأي الكويتية: "تعاني منطقتنا من فقر الخطاب الإقليمي الشامل في مختلف المجالات، والذي يمكن أن يقضي بشكل دائم على جذور السلام والازدهار، إن منطقتنا بحاجة إلى خطاب بين دول الإقليم أكثر من الاتهامات والخطابات القاسية والتنافس التسليحي".
4- يظهر دعم مختلف القوى الكبرى، مثل ألمانيا وروسيا والصين، لمبادرة هرمز للسلام، أن مبادرة هرمز للسلام، على عكس الخطط الأمريكية، قد أخذت بعين الاعتبار تعاريف الدول المختلفة واهتماماتها الأمنية.
كتب مركز الفكر الأطلسي عن خطة هرمز للسلام: "يمكن أن تكون هذه الخطة بدايةً لمناقشة واسعة النطاق لقضايا الأمن والتعاون في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك أمن الطاقة، الحد من التسلح، تدابير بناء الثقة، العقود العسكرية، إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل ومعاهدة عدم الاعتداء في مضيق هرمز، بالإضافة إلى ذلك، تسعى مبادرة الأمل إلى تشكيل مجموعة عمل مشتركة معنية بقضايا مختلفة توفر تدابير عملية لتوسيع التعاون تدريجياً في مجالات الإنذار المبكر والوقاية وحل النزاعات، مكافحة الاتجار بالمخدرات والبشر، الاستثمارات المشتركة في الطاقة، العبور والنقل وكذلك التعاون في مجال الأمن السيبراني.
5- تماشي مبادرة هرمز للسلام مع خطة موسكو، بعد الإعلان عن مبادرة هرمز للسلام، قال نائب وزير الخارجية الروسي "ميخائيل بوغدانوف" بهذا الصدد: "نحن نؤيد أفكار شريكتنا إيران، هذه الخطة تتماشى مع اقتراح روسيا الذي هو "الخطة الأمنية الجماعية" في المنطقة".
التحديات والعقبات
تتمثل تحديات هذه الخطة في الإجراءات الأمريكية والإسرائيلية المثيرة للتوتر في المنطقة. ترامب، وعلى الرغم من ضغوط الكونغرس، يرفض وقف صادرات الأسلحة إلى السعودية، وتنافس البلدان في مناطق مثل اليمن يخيِّم على نجاح خطط السلام في الخليج الفارسي.
رغم إدراك الكيان الإسرائيلي لتأثير الحرب اليمنية على خطط السلام في الخليج الفارسي والجهود الأخيرة التي بذلتها إيران وبعض الدول لنزع فتيل التوتر في اليمن، يسعى الكيان إلى تكثيف الصراع في اليمن. في 6 نوفمبر، أعلن نتنياهو أن إيران تسعى إلى نشر الصواريخ في اليمن لاستهداف "إسرائيل".
بعد تقديم مبادرة هرمز للسلام، اقترح ال;يان الإسرائيلي على عجل معاهدة عدم اعتداء على الدول العربية، وهذا يدل على أن ال;يان يشعر بقلق عميق بشأن علاقات إيران المواتية مع الدول الخليجية، ويسعى إلى سوق بلدان المنطقة نحو اتفاقيات وهمية أو خلق التردد في الانضمام إلى مبادرة هرمز للسلام. هذا في حين أن الكيان الإسرائيلي لا يمكنه وحده الإخلال بالمنطقة وتعطيل مسار خطط السلام، دون دعم أمريكا.
خطة السلام العراقية
الخلفية: لقد أثر تصاعد التوترات في الخليج الفارسي على العراق. على سبيل المثال، عندما أرسلت أمريكا حاملة طائرات "أبراهام لينكولن" وأربعة قاذفات بي 52 إلى الخليج الفارسي في مايو، نقل إلى دبي موظفي شركة "إكسون موبيل" واحدة من أكبر شركاتها النفطية أيضاً، هذه الخطوة غير المتوقعة ألقت بظلالها على صناعة النفط العراقية وأثارت بعض المخاوف، من مايو إلى أكتوبر، أي خلال خمسة أشهر، شهدت المنطقة الخضراء الدبلوماسية الحساسة في بغداد ثلاث هجمات صاروخية من مصادر غير معروفة. بالإضافة إلى ذلك، نظراً لحاجة العراق إلى الغاز والكهرباء الإيرانيين، مع تزايد التوترات، سعت أمريكا دائماً إلى الضغط على العراق لخفض واردات الغاز والكهرباء من إيران، وكان آخرها في سبتمبر عندما قال وزير الكهرباء العراقي "لؤي الخطيب" إن العراق بحاجة إلى الغاز الإيراني لمدة أربع سنوات أخرى على الأقل، بالنظر إلى علاقات العراق المتوازنة مع إيران والسعودية و أمريكا، وتضرره من المنافسة والتوتر في المنطقة، اقترح الرئيس العراقي "برهم صالح" في 27 سبتمبر أثناء مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في اجتماعاته الهامشية مع مسؤولي مختلف البلدان العربية والأوروبية وكذلك أمريكا، اقترح عقد مؤتمر في بغداد للحدّ من التوترات بين طهران وواشنطن.
أهداف الخطة: في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال برهم صالح إن بغداد بحاجة إلى تعزيز العلاقات مع طهران، وإذ شدد على قلق بغداد إزاء التوترات المتزايدة، أعلن أن الهدف من وراء مقترح مؤتمر بغداد هو تشكيل هيكل سياسي وأمني واقتصادي جديد، مع عضوية دول المنطقة لحل المشكلات الحالية وتمهيد الطريق للتقدم السياسي والاقتصادي، وفي وقت سابق، سافر رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إلى السعودية وزعيم تيار "الحكمة" الوطني السيد عمار حكيم إلى الإمارات، للمضي قدماً بالمحادثات حول مؤتمر بغداد وتخفيف حدة التوتر.
فوائد خطة العراق:
1- يذكِّر مقترح برهم صالح بمؤتمر بغداد الأمني في مارس 2006 برئاسة نوري المالكي. حضر هذا المؤتمر ممثلون عن إيران والولايات المتحدة والجامعة العربية والسعودية وسوريا.
كان هذا الاجتماع أحد أكثر الاجتماعات الأمنية نجاحاً، حيث توصلت الجهات الفاعلة ذات الأهداف والمقاربات المختلفة والمتضاربة إلى نتائج قريبة بشأن تحقيق الاستقرار في العراق ومكافحة الإرهاب، والآن الوضع هو نفسه بالنسبة لأمريكا، إذ يعتزم ترامب، مثل بوش في ذلك الوقت، مغادرة العراق وأفغانستان. وبالنظر إلى القواسم الجيوسياسية المشتركة بين إيران والعراق، فمن المستحيل تحقيق الاستقرار في العراق دون مساعدة إيران.
2- أحد أعذار ترامب للانسحاب من الاتفاق النووي، كان نفوذ إيران في المنطقة وخاصةً العراق، لكن النظرة الواقعية تظهر أن قطع الحضور الإيراني في بغداد سيخلق حالة من انعدام الأمن لا يمكن السيطرة عليها. لذلك، سيساعد مثل هذا المؤتمر في بغداد في تقريب وجهات نظر الجهات الفاعلة المتخاصمة في الوصول إلى تعريفات منسجمة للأمن في العراق والمنطقة، والتي يمكن أن تساعد أيضاً في تأمين الخليج الفارسي.
3- يتمتع العراق بعلاقات دبلوماسية وشراكات سياسية واقتصادية مع أربع جهات فاعلة هي الإيرانية والأمريكية والإماراتية والسعودية، ويمكنه المساعدة في تحقيق هذا التقارب، بينما يحتاج العراق إلى صادرات النفط مثل الدول الثلاث الأخرى في المنطقة.
التحديات: 1- إن الهشاشة الاقتصادية والأمنية المفرطة للعراق تضعف موقفه لتقديم مثل هذه الخطة، لأن الاحتياجات الأمنية للعراق غير متماثلة بالمقارنة مع الدول الأخرى.2- من ناحية أخرى، لم تظهر بغداد أي جهود متواصلة أخرى سوى زيارة عمار حكيم وعبد المهدي إلى الإمارات والسعودية.3- لا تزال السعودية والإمارات تأملان الانتصار في حرب اليمن، لتدخلا في المحادثات الأمنية مع مزيد من الأوراق الرابحة.
خطة الأمن الجماعي الروسية
الخلفية: قدمت وزارة الخارجية الروسية في الأول من أغسطس وثيقة "مفهوم الأمن الجماعي في الخليج الفارسي" للدبلوماسيين الأجانب، تعود المخاوف الأمنية الروسية في الخليج الفارسي إلى التسعينيات، وإلى الأحداث التي أعقبت الغزو الأمريكي لأفغانستان، في ذلك الوقت، كانت روسيا تركز فقط على العمل العسكري الأمريكي، ولم تقدم خطةً متعددة الأبعاد وقابلةً للتنفيذ؛ ومن ناحية أخرى، قامت أمريكا خلال عهد بوش بتقييم الدول التي لم تكن متحالفةً مع الإجراءات الأمريكية الأحادية الجانب كأعداء لأمريكا، طرحت موسكو الإطار التوافقي للوثيقة الجديدة كما يلي: "في الوقت الحاضر، هناك حاجة إلى عمل فعّال وحيوي على المستويين الإقليمي والدولي، لزيادة تحسين واستقرار الأوضاع في الخليج الفارسي، والتغلب على الظروف المتأزمة الطويلة الأمد في المنطقة".
وبالتالي، فإن الوثيقة الجديدة تراعي مصالح مختلف الجهات الفاعلة، وتؤكد: "يمكن تحقيق إجراءات عملية لإنشاء نظام أمني في الخليج الفارسي، من خلال المشاورات الثنائية والمتعددة الأطراف بين المجموعات ذات الصلة، والتي تشمل دولاً داخل أو خارج المنطقة، أو منظمات مثل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي".
أهداف الخطة
1- الهدف طويل الأجل لهذه الوثيقة هو إنشاء منظومة الخليج الفارسي الأمنية، مع اتباع نهج تدريجي ومتعدد الأطراف، والمراعاة الصارمة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.2- منع الصراع المسلح.3- خلق شرق أوسط ناجح وديمقراطي من خلال دعم السلام والتعايش بين الأديان.4- محاربة التهديدات الإرهابية من خلال تعبئة الرأي العام للمسلمين والبلدان الأخرى.5- تقليل الوجود العسكري الأجنبي في المنطقة.6- تعزيز نظام عدم الانتشار النووي في غرب آسيا على أساس معاهدة حظر الانتشار النووي، لتحقيق منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.
تمهيدات للإجماع
بالنظر إلى أن الخليج الفارسي هو نقطة النهاية ونتيجة للتوترات، وليس نقطة البداية، لذلك تقترح روسيا حل القضايا التي تؤدي إلى نقل الخلافات إلى الخليج الفارسي كمقدمة وخطوات أولى، وهي تشمل:1- حل الأزمات في المناطق القريبة من الخليج الفارسي، بما في ذلك العراق واليمن وسوريا.2- التزام جميع الأطراف بالاتفاقيات المتعلقة بـ "خطة العمل الشاملة المشتركة"(الاتفاق النووي).3- حل الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية كعامل رئيس في عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.4- تنفيذ خطة طويلة الأجل لتطبيع الوضع، تعزيز الاستقرار والأمن، حل النزاعات، تحديد المقترحات الرئيسة وطرق تنفيذ المهام ذات الصلة.
أحكام الخطة
ما تتابعه روسيا في الخطوات التالية، هو التصديق على اتفاقات بين الأعضاء لتشكيل آلية أمنية في الخليج الفارسي، وهذه الأحكام تشمل:
1- احترام سيادة وسلامة أراضي دول المنطقة.
2- عدم استخدام القوة أو التهديد باستخدام القوة لحل النزاعات.
3- قبول الالتزامات المتبادلة والشفافية في المجال العسكري.
4- إنشاء الخطوط الخاصة، تبادل الإعلانات المبكرة عن التدريبات العسكرية والرحلات الجوية، تبادل المراقبين، تبادل المعلومات حول مشتريات الأسلحة والقوات المسلحة.
5- الالتزام بحل النزاعات الإقليمية والحدودية من خلال الحوار فقط، أو غيره من الوسائل السلمية القائمة على الالتزامات الدولية.
6- توقيع اتفاقيات بشأن مكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر والمخدرات والأسلحة والجريمة المنظمة.
7- اتخاذ تدابير مشتركة لبناء الثقة مع البلدان الإقليمية والبلدان الأخرى.
8- التزام جميع الدول بالقوانين الدولية، وخاصةً ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن.
مزايا وعيوب الخطة الروسية:
من بين فوائد هذه الخطة هي أخذها بعين الاعتبار المصالح الأمنية لجميع الدول المعنية في الخليج الفارسي، وتوافقها مع الميثاق والقانون الدوليين، كذلك، روسيا كعضو في مجلس الأمن، يمكنها متابعة تنفيذ الخطة من خلال مجلس الأمن، وبعد 8 أيام من نشر الخطة الروسية، قدمت موسكو هذه الخطة عبر رسالة إلى مجلس الأمن لمزيد من التدقيق والموافقة من قبل الأعضاء الآخرين.
من ناحية أخرى، يعد الموقع الإيجابي لروسيا بين الدول والمنظمات التي ستنضم إلى الخطة، أحد العوامل التي تساهم في نجاحها. كما سافر بوتين مؤخراً إلى الإمارات والسعودية ووقع اتفاقيات اقتصادية وعسكرية معهما، والتي من شأنها تعزيز علاقات روسيا مع الأمن المتعدد الأطراف في الخليج الفارسي.
الفائدة الأخرى للخطة هي الاهتمام بدور الصين، الصين هي واحدة من اللاعبين الرئيسيين في الخليج الفارسي، والسعودية كانت دائماً واحدة من أكبر الدول المصدرة للنفط للصين، وتحاول أمريكا غزو أسواق النفط في الصين منذ العام الماضي في تنافس خفي، لذا فإن استعداد الصين لدعم خطط السلام في الخليج الفارسي، سيكون أحد عوامل النجاح لهذه الخطط.
وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "جانج شوانغ" عن الخطة الروسية: "الصين ترحب بهذه الخطة. يجب أن أنظر في هذه المعلومات ولكن يمكنني تقديم إجابة صحيحة، الوضع في الخليج الفارسي معقد والصين تتابع ذلك عن كثب وبدقة. في الواقع، إن السلام والاستقرار في المنطقة يعودان بالنفع على الجميع".
لإيران موقف جيو استراتيجي حساس، وتقع في منطقة الريملاند، من ناحية أخرى، فهي تقع أيضاً في المنطقة الجيو-إقتصادية للنفط والغاز، حيث لديها احتياطيات الطاقة في كل من شمال وجنوب البلاد. كما أنها أقوى دولة في الخليج الفارسي ومضيق هرمز، ولديها حدود ساحلية مساحتها 2237 كم في محافظة "هرمزجان" فحسب، لذلك، فإن إيران هي محور نجاح مبادرات السلام في الخليج الفارسي، وفي هذا الصدد، فإن الخطة الروسية أكثر نجاعةً بسبب اهتمامها بدور إيران المركزي.
أحد التحديات المهمة لهذه الخطة هو تجاهل الآليات الاقتصادية، لأن الاحتياجات الاقتصادية والأمنية للبلدان الإقليمية وعبر الإقليمية قد صاغت نسيج النظام الفرعي للخليج الفارسي، والاهتمام بالاعتماد المتبادل للجهات الفاعلة سيخلق التقارب والإجماع على قبول خطة السلام، لكن الخطة الروسية تفتقر حتى الآن إلى مثل هذه الآلية الدقيقة.
من ناحية أخرى، لن تتسامح أمريكا مع النفوذ الروسي في الخليج الفارسي، الأمر الذي يعدّ عقبةً رئيسةً أمام الدول الخليجية لتلعب دورها في ترتيبات موسكو الأمنية في الخليج الفارسي.
من بين جميع خطط السلام والأمن المقدمة، فإن خطتي السلام الإيرانية والروسية لديهما القدرة والقابلية للتنفيذ، وهذان المشروعان متكاملان ومنسجمان، ويلبيان مصالح أقطاب القوة المهمة مثل الصين والاتحاد الأوروبي، الذين هم في أمس الحاجة إلى الأمن في الخليج الفارسي، كما دعمت دول المنطقة مثل العراق والكويت وسوريا وعمان خطة إيران حتى الآن، وفي آخر الأخبار، تحدثت وسائل الإعلام عن رسالة إيجابية من السعودية والبحرين رداً على رسالة الرئيس الإيراني حسن روحاني للمضي قدماً بخطة هرمز للسلام
المصدر.الوقت
"اللقاء الوطني"...أول عقبة في طريق الانتخابات الفلسطينية (تحليل)
لا يبدو طريق الانتخابات الفلسطينية، مُعبّدا، حيث سرعان ما اعترضتها عقبة "اللقاء الوطني"، إثر نشوء خلاف حول توقيت عقده، قبل أو بعد، إصدار المرسوم الخاص بإجرائها.
غزة/ نور أبو عيشة -
- الفصائل الفلسطينية وحركة حماس، تسلمت الثلاثاء رد الرئيس الفلسطيني حول الانتخابات
- ينص على الرد إصدار المرسوم الرئاسي أولا، ومن ثم عقد اللقاء الوطني، بخلاف ما كانت تدعو إليه الفصائل بضرورة عقد اللقاء أولا لبحث آلية إجراء الانتخابات ومآلاتها.
- في 28 أكتوبر، أعلنت "حماس"، موافقتها على المشاركة في الانتخابات
- اتفقت الفصائل الفلسطينية مع اللجنة، في 27 أكتوبر، على إجراء الانتخابات التشريعية أولا
لا يبدو طريق الانتخابات الفلسطينية، مُعبّدا، حيث سرعان ما اعترضتها عقبة "اللقاء الوطني"، إثر نشوء خلاف حول توقيت عقده، قبل أو بعد، إصدار المرسوم الخاص بإجرائها.
حركة "حماس"، ومعها عدد من الفصائل مثل "الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية"، تطالب بعقد لقاء وطني، خاص ببحث آليات إجراء الانتخابات، قبل إصدار الرئيس الفلسطيني مرسومه الخاص، بعقدها.
لكن رسالة بعثها الرئيس عباس، لحركة حماس، عبر لجنة الانتخابات الرئاسية، نصت على أن اللقاء سيعقد عقب صدور المرسوم.
ولم تصدر حركة حماس، تعقيبا رسميا حول الأمر، لكن مصادر مقربة من الحركة، قالت للأناضول إن قيادة حماس غير راضية عن هذا الأمر، وتناقش سبل الرد.
على الجانب الآخر، رأت حركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس عباس، أن المصلحة الفلسطينية تقتضي عقب اللقاء بعد صدور المرسوم.
وقال عضو اللجنة المركزية للحركة حسين الشيخ، الأربعاء في تغريدة نشرها على حسابه في موقع "تويتر"، إن عقد الحوار قبل إصدار المرسوم الرئاسي، يعني "عودتنا إلى المربع الأول، في حوارات طرشان، لا تُفضي إلى أي نتيجة".
واعتبر محللون فلسطينيون، في أحاديث منفصلة لـ"الأناضول"، الخلاف على موعد عقد اللقاء الوطني، أول عقبة في طريق إجراء الانتخابات.
لكنهم قالوا إن بالإمكان تجاوز هذه العقبة إذا توفّرت "الإرادة الحقيقة لإنجاح الانتخابات".
وفي 28 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلنت "حماس"، في بيان لها، أنها أبلغت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية موافقتها على المشاركة في الانتخابات.
واتفقت الفصائل الفلسطينية مع اللجنة، في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على إجراء الانتخابات التشريعية أولا على أن يتبعها الانتخابات الرئاسية، بفارق زمني لا يزيد عن ثلاثة أشهر، حسب بيان سابق صدر عن اللجنة.
وأجريت آخر انتخابات رئاسية في فلسطين العام 2005 وفاز فيها الرئيس الحالي محمود عباس، بينما أجريت آخر انتخابات تشريعية سنة 2006، وفازت فيها حركة "حماس".
الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم، يرى أن المؤشرات السلبية، تسود أجواء الانتخابات الفلسطينية العامة.
وتابع في حوار للأناضول:" قيادات فصائلية أيضا ذكرت أن لقاء (رئيس لجنة الانتخابات) حنّا ناصر، الثلاثاء، مع الفصائل سادت فيه الأجواء السلبية".
لكنّ إبراهيم يعتقد أن وجود "إرادة حقيقية لإجراء الانتخابات، أمر مهم للتغلب على تلك الأجواء السلبية".
ويعتقد أن تمسّك الفصائل بعقد الاجتماع الوطني قبل إصدار المرسوم الرئاسي، ينبع من خشيتهم من إفراغ اللقاء من مضمونه في حال عقد بعد المرسوم.
وقال في ذلك الصدد:" هناك تخوفات والخشية أن يعلن المرسوم، ويتم البدء بالانتخابات، وفي حال عُقد الاجتماع، سيكون دون جدوى، فلا يستطيع النقاش تذليل العقبات والعراقيل".
وتخشى الفصائل، إلى جانب ذلك، ألا يأخذ الرئيس الفلسطيني بعد إصدار المرسوم بـ"ملاحظاتها حول إجراء الانتخابات"، كما تتخوف من أن لا تكون "مخرجات اللقاء مُلزمة وضرورية".
واعتبر إبراهيم أن المرسوم الرئاسي واللقاء الوطني للتوافق حول آلية إجراء الانتخابات، أمران ضروريان.
وقال:" الاجتماع الوطني للاتفاق على التفاصيل الغامضة، كانتخابات المجلس الوطني (أعلى هيئة تشريعية فلسطينية)، والرقابة على الانتخابات، والأوضاع السياسية، وموضوع الحريات العامة، والمحاكم التي ستبت في الطعون، كل هذه الأمور لا بد أن يتم التوافق عليها".
ويعتبر الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أن قضية الانتخابات الفلسطينية، قضية إشكالية معروفة مسبقا، "بحيث أن كل طرف يريد أن يُلقي بالمسؤولية على الطرف الآخر إزاء تعطيل الانتخابات".
وقال عوكل لوكالة الأناضول، إن حماس والفصائل أبدت استعدادها، في البداية، لإجراء انتخابات غير متزامنة، لكن أرفقت ذلك بمطلب يمكن اعتباره شرط وهو "عقد لقاء على مستوى قيادي يناقش الأبعاد السياسية للعملية الانتخابية وأسسها وآلياتها".
واستكمل قائلا:" الفصائل لديها حق في ذلك، من المشروع أن تعرف آلية إجراء تلك الانتخابات ومآلاتها".
لكن حركة "فتح"، ترفض مطلب الفصائل، وتصر على إصدار المرسوم الرئاسي أولا، في خطوة متوقعة، كما قال.
واعتبر عوكل هذا الخلاف الأولي فيما يتعلق بإجراء الانتخابات، جزءا من الخلاف حول المصالحة ومتعلق بالانقسام الفلسطيني الحالي.
وقال إن ذلك الخلاف قد يعتبر مؤشرا قويا على إمكانية "فشل إجراء الانتخابات".
ويعتقد عوكل أن الخروج من حالة الخلافات الداخلية يكمن في ضرورة التوجّه لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام أولا، من ثم إجراء الانتخابات.
الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، يعتبر أن موقف الرئيس الفلسطيني الأخير، مؤشرا سلبيا حول موقفه من إجراء الانتخابات العامة.
وقال الدجني، في ذلك الصدد، إن إصرار الرئيس عباس على عقد اللقاء الوطني بعد إصدار المرسوم الرئاسي، من شأنه أن يؤدي إلى فشل الانتخابات.
وأشار الدجني في موضوع آخر إلى أن رسالة عباس الأخيرة، تتحدث عن انتخابات المجلس التشريعي، والرئاسة وتغيّب إجراء "انتخابات المجلس الوطني"، الذي يمثل الفلسطينيين في الخارج.
وبيّن أن ذلك يخالف توافق الفصائل مع رئيس لجنة الانتخابات، واصفا ذلك بـ"المؤشر السلبي حول نوايا الرئيس بإجراء انتخابات عامة".
ويختلف الكاتب والمحلل السياسي، عبد المجيد سويلم، مع الدجني، حيث يرى أن رغبة الرئيس بإصدار المرسوم الرئاسي للانتخابات، قبل عقد اللقاء الوطني، يأتي في إطار حرصه على إجراء الانتخابات وعدم إفشالها.
وتساءل، خلال حديثه:" ما هي الجدوى من عقد الاجتماع قبل المرسوم الرئاسي، في حال أن الفصائل لم تتفق على شيء معين، سيتم وضع الفيتو على الانتخابات وإفشالها".
وقال إن هدف الرئيس من ذلك "ليس تعطيل الانتخابات، إنما إبطال أي إمكانية لتعطيلها".
واستكمل قائلاً:" الرئيس عندما يصدر المرسوم، المقصود ليس فرض أي شيء مسبق إنما التأكيد على عقد الانتخابات في موعد محدد".
المصدر.الاناظول
أسباب إرسال جنود أمريكيين إلى السعودية في عيون المحللين الأجانب.. هل هو تغيير تكتيكي أم استراتيجي؟
- في عام 2003 تم نقل الكثير من المعدات العسكرية والمكاتب الخاصة بالجيش الأمريكي والتي كانت موجودة في قاعدة الأمير "سلطان بن عبدالعزيز" الجوية في السعودية إلى قاعدة "العديد" في قطر، ما جعلها أكبر قاعدة أمريكية في منطقة الشرق الأوسط، ومنذ ذلك الوقت، كان وجود القوات الأمريكية في السعودية مقصوراً على المناورات العسكرية، وكان جميع عناصر تلك القوات الأمريكية يقيمون في فيلات مجهّزة في منطقة "اسكان"، وخلال تلك السنوات كان يسافر العديد من المستشارين الأمريكيين إلى السعودية كجزء من برنامج إعادة تأهيل قوات الحرس الوطني السعودي بالإضافة إلى تقديم المساعدة العسكرية لوزارة الداخلية السعودية.

لكن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أعلن قبل عدة أسابيع عن إرساله قوات أمريكية جديدة إلى السعودية، وبالفعل تم إرسال الآلاف من الجنود الأمريكيين إلى السعودية مع اثنين من أسراب مقاتلات من طراز "إف 15" وسلسلة من المعدات الدفاعية الجوية، وهنا يتبادر هذا السؤال إلى ذهن العديد من الناس، لماذا تضطر الرياض إلى تغيير سياسة التعاون العسكري مع أمريكا وإضافة التكلفة السياسية والاقتصادية للقوات الأمريكية إلى ميزانية إنفاقها على مشتريات الأسلحة الأمريكية؟ ولماذا فضّلت أمريكا ببساطة نشر قواتها في السعودية بدلاً من القيام برد عسكري؟
فورين بوليسي
كتبت صحيفة "فورين بوليسي" في تقرير لها أنه حتى الصين وروسيا، اللتان ناضلتا من أجل تقويض عملية توسّع النفوذ الأمريكي في منطقة غرب آسيا لسنوات طويلة، فوجئتا بفكرة "ترامب" بإلغاء مسؤولية واشنطن في تأمين تلك المنطقة وذلك لأنهما لا تزالان غير مستعدتين بما يكفي لتحلا محل أمريكا.
ومع ذلك، لم يقم "ترامب" بعد بتنفيذ قراره باستثناء الانسحاب الجزئي للقوات الأمريكية من سوريا، ووفقاً لأحد المحللين السياسيين العاملين في صحيفة "فورين بوليسي"، فإن السبب وراء قرار "ترامب" بإرسال قوات أمريكية جديدة إلى المنطقة، هو أن القوات السابقة لم تكن كافية.

مدنية "اسكان" المقر الوحيد للجنود والمستشارين الأمريكيين من سنة 2003 وحتى عام 2019.
وفي سياق متصل، ذكر "بلال صعب"، مدير البرنامج الأمني والدفاعي في معهد دراسات الشرق الأوسط بأن "ترامب" لم يرد على الهجمات التي نفّذتها الطائرات من دون طيار على مصافي أرامكو السعودية، لأنه لم يُقتل أي جنود أمريكيين ولم تتضرر أي منشآت أمريكية في تلك الهجمات.
الآن وبعد إضافة قوات أمريكية جديدة، ما الذي سيُحدث فرقاً إذا لم يتعرّض الجنود الأمريكيون للأذى مرة أخرى في الهجوم التالي؟ يجب أن تكون واشنطن، على الأقل بعد الأحداث الأخيرة المتوترة في الخليج الفارسي، قد أدركت أن حجم قواتها ليس رادعاً لمنع أي هجوم، ناهيك عن أنها تحتاج للكثير من قواتها في العديد من المناطق الأوروبية والأوقيانوسية، وليس في الخليج الفارسي.
واقترح "صعب" على أمريكا بأنها لو كانت حقاً تهتم بأمن واستقرار المنطقة فإنه ينبغي عليها بدلاً من إرسال المزيد من القوات إلى الخليج الفارسي، أن تغّير من تصريحات مسؤوليها الذي يرسلون إشارات لا تتطابق مع ما يقولونه، وعلى الرغم من أن المسؤولين السعوديين فسروا على ما يبدو إرسال المزيد من القوات الأمريكية بأنه إشارة من البيت الأبيض بأنها لم تتركهم مثل ما فعلت مع الأكراد في سوريا، إلا أنهم لم يعودوا يؤمنون بقدرة أمريكا على تأمينهم ضد موجات وهجمات الطائرات من دون طيار.
صحيفة نيويورك تايمز
أعرب أحد المحللين السياسيين في هذه الصحيفة الأمريكية الشهيرة أن إرسال قوات أمريكية إلى السعودية لا يتماشى مع السياسة التي أعلنت عنها واشنطن قبل خمسة أيام فقط من إعلان الرئيس "ترامب" انسحاب قوات بلاده من سوريا، واضعاً بذلك نهاية لجميع حروب أمريكا التي لا تنتهي في الشرق الأوسط.
كما أن هذا المحلل السياسي لفت إلى أن هذا التناقض، أجبر الممثل الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية "براين هوك" المختص بالشؤون الإيرانية، على القول إن نشر قوات جديدة أمر دفاعي، حيث قال: "إنهم موجودون هناك للدفاع عن مصالحنا ومساعدة السعودية في الدفاع عن نفسها".
وفي سياق متصل، أشار الكاتبان "إريك شميدت" و"ديفيد سانجير" إلى أنه تم مؤخراً إرسال الكثير من القوات الأمريكية إلى السعودية تحت ذريعة الأمن السعودي في الوقت الذي لا يملك فيه المسؤولون الأمريكيون أي دليل على دور إيران في الهجمات الأخيرة على شركة ارامكو السعودية، ومن وجهة نظرهم، فإنه يبدو أن عملية إرسال قوات إضافية إلى السعودية ما هي إلا محاولة لإخفاء مدى ضعف المعدات العسكرية الأمريكية التي لم تستطع التصدي للصواريخ والطائرات من دون طيار.
معهد "كيتو" الإنجليزي
كتب "تيد جالين كاربنتر"، كبير المحللين المتخصص في الدراسات الدفاعية والسياسة الخارجية في معهد "كيتو" الانجليزي، ومؤلف العديد من الكتب في هذا المجال، تعليقاً على إرسال قوات أمريكية جديدة إلى السعودية، حيث قال: "إن الادارة الأمريكية تستمر في تقديم الدعم لحكومة منافقة تسمى السعودية التي ارتكبت الكثير من الجرائم الوحشية في اليمن، إن أمريكا تشارك عن طريق الخطأ في صراع إيراني سعودي متنامٍ، والآن تعمل القوات الأمريكية على نشوب الحرب في المنطقة، إن هذا الاجراء الذي قام به "ترامب" يتعارض مع سياسته في سحب القوات الأمريكية من النزاعات التي تحصل في منطقة الشرق الأوسط، لقد صرّح أنه حان الوقت لإعادة قواتنا إلى الوطن ولكنه الآن يرسل قوات جديدة إلى السعودية.
ينظر العديد من المسلمين إلى شبه الجزيرة العربية كمكان تقع فيه مكة والمدينة، لذلك يشعرون بالسوء إزاء دخول الأحذية الأجنبية. لذا فإن تصرفات "ترامب" هذه قد قوّضت أمن أمريكا، إني قلق من دخول قوات أمريكية جديدة إلى السعودية، على الرغم من انسحابها من سوريا، وذلك لأن واشنطن قد تتورّط في حرب أكثر خطورة".
منزلة الصلاة في الإسلام
أساس الإسلام:
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "الصلاة عمود دينكم".
عن الإمام الباقر (عليه السلام): "بني الإسلام على خمسة أشياء: الصلاة، والزكاة والحج والصيام والولاية".
رأس الإسلام:
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "ليكن أكثر همك الصلاة فإنها رأس الإسلام بعد الإقرار بالدين"
وجه الإسلام:
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "لكل شيء وجه ووجه دينكم الصلاة فلا يشيننّ أحدكم وجه دينه".
أفضل الأعمال:
سئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله فقال (عليه السلام): "ما أعلم شيئاً بعد المعرفة أفضل من هذه الصلاة ألا ترى أن العبد الصالح عيسى بن مريم قال وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً".
عن الإمام الصادق (عليه السلام): "ما من شيء بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة".
أحب الأعمال:
عن الإمام الصادق (عليه السلام): "أحب الأعمال إلى الله عز وجل الصلاة وهي آخر وصايا الأنبياء".
ثواب المصلي
تُغفر ذنوبه:
عن سلمان (رض): "كنا مع رسول الله في ظل شجرة فأخذ غصناً منها فنفضه فتساقط ورقه فقال: ألا تسألوني عما صنعت؟ قلنا: أخبرنا يا رسول الله قال (صلى الله عليه وآله): "إن العبد إذا قام إلى الصلاة تحاتت عنه خطاياه كما تحاتت ورق هذه الشجرة".
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "يا علي منزلة الصلوات الخمس لأمتي كنهر جارٍ على باب أحدكم فما ظن أحدكم لو كان في جسده درن ثم اغتسل في ذلك النهر خمس مرات في اليوم أكان يبقى في جسده درن؟ فكذلك والله الصلوات الخمس لأمتي".
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "إذا قام العبد إلى الصلاة فكان هواه وقلبه إلى الله تعالى انصرف كيوم ولدته أمه".
عن الإمام علي (عليه السلام): "من أتى الصلاة عارفاً بحقها غفر له".
له ثلاث خصال:
عن الإمام الصادق (عليه السلام): "للمصلي ثلاث خصال:
1) إذا قام في صلاته يتناثر عليه البر من أعنان السماء إلى مفرق رأسه.
2) وتحف به الملائكة من تحت قدميه إلى أعنان السماء.
3) وملك ينادي: أيها المصلي لو تعلم من تناجي ما انفتلت.
يغشاه جلال الله:
عن الإمام علي (عليه السلام): "لو يعلم المصلي ما يغشاه من جلال الله ما سره أن يرفع رأسه من السجود".
كل شيء حوله يسبح:
عن الإمام علي (عليه السلام): "أن الإنسان إذا كان في الصلاة فإن جسده وثيابه وكل شيء حوله يسبح".
يحسده ابليس:
عن الإمام علي (عليه السلام): "إذا قام الرجل إلى الصلاة أقبل إليه إبليس ينظر إليه حسداً لما يرى من رحمة الله التي تغشاه".
عقاب تارك الصلاة
في الدنيا:
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "من تهاون بصلاته من الرجال والنساء ابتلاه الله بخمس عشر خصة ست منها في دار الدنيا:
- فالأولى يرفع الله البركة من عمره.
- ويرفع الله البركة من رزقه.
- ويمحو الله عز وجل سيماء الصالحين من وجهه.
- وكل عمل يعمله لا يؤجر عليه.
- ولا يرفع دعاؤه إلى السماء.
- والسادسة ليس له حظ في دعاء الصالحين".
عند موته
يموت غير المسلم:
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "من ترك صلاة لا يرجو ثوابها ولا يخاف عقابها فلا أبالي أيموت يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً".
ابتُلي بثلاث خصال:
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) "من تهاون بصلاة من الرجال والنساء ابتلاه الله بـ.... ثلاث عند موته:
- أولهن أنه يموت ذليلاً.
- والثانية يموت جائعاً.
- والثالثة يموت عطشاناً فلو سقي من أنهار الدنيا لم يرو عطشه".
في قبره
ابتُلي بثلاث خصال:
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) "من تهاون بصلاة من الرجال والنساء ابتلاه الله بـ.... ثلاث في قبره
- أولهن يوكل الله به ملكاً يزعجه في قبره.
- والثانية يضيق عليه القبر.
- والثالثة تكون الظلمة في قبره".
في يوم القيامة
ابتُلي بثلاث خصال:
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) "من تهاون بصلاة من الرجال والنساء ابتلاه الله بـ.... ثلاث يوم القيامة إذا خرج من قبره".
- أولهن: أن يوكل الله به ملكاً يسحبه على وجهه والخلائق ينظرون إليه.
- والثانية: يحاسب حساباً شديداً.
- والثالثة: لا ينظر الله إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم.
تُرد أعماله:
عن الإمام الصادق (عليه السلام): "أول ما يحاسب به العبد الصلاة. فإن قُبلت قُبل سائر الأعمال وإن رُدت رُد سائر الأعمال".
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "حافظوا على الصلوات الخمس فإن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة يدعو بالعبد فأول شيء يسأل عنه الصلاة فإن جاء بها تاماً وإلا زخّ في النار".
لا ينال شفاعة أهل البيت (عليهم السلام):
عن الإمام الصادق (عليه السلام) حين حضرته الوفاة: "لا تنال شفاعتنا من استخف بالصلاة".
لا يرد الحوض:
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "ليس مني من استخف بصلاته ليس مني من شرب مسكراً لا يرد على الحوض لا والله".
في جهنم
1- منزلة سقر:
قال الله تعالى في القرآن الكريم: "... يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين...".
2- يلقي غياً:
قال الله في القرآن الكريم: "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً".
- ورد أن الغي اسم لوادٍ في جهنم عذابه أشد من عذاب باقي طبقات النار حتى يستغيث منه أهل جهنم.
صفات تارك الصلاة:
1- ملعون:
* عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "تارك الصلاة ملعون في التوراة ملعون في الإنجيل ملعون في الزبور ملعون في القرآن ملعون في لسان محمد".
2- هالك:
* عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "من أحرق سبعين مصحفاً أو زنا بسبعين بكراً أو قتل سبعين ملكاً أقرب إلى النجاة من تارك الصلاة".
3- كافر:
* عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة".
* وقد سئل أبو عبد الله الصادق عليه السلام ما بال الزاني لا تسميه كافراً وتارك الصلاة تسميه كافراً وما الحجة في ذلك؟ فقال (عليه السلام): "لأن الزاني وما أشبهه إنما يفعل ذلك لمكان الشهوة ولأنها تغلبه؛ وتارك الصلاة لا يتركها إلا استخفافاً بها".
سماحة الشيخ د. أكرم بركات
مثمّناً خطاب المرجعية.. الحشد الشعبي: لن تُنكس راية نحملها ولن يُذل وطن نحن حماته
الحشد الشعبي يثمّن في بيان له خطاب ممثل المرجعية الدينية ويصفه بأنه مشعل في الظلمات، مطالباً بالاستجابة لما يطمح له الشعب العراقي من الكرامة والعيش بحرية، ويؤكد أننا"لن نخذل أبناء شعبنا ولن تُنكس راية نحملها ولن يذل وطن نحن حماته".
مثمّناً خطاب المرجعية.. الحشد الشعبي: لن تُنكس راية نحملها ولن يُذل وطن نحن حماته
قال الحشد الشعبي "لن نخذل أبناء شعبنا ولن تُنكس راية نحملها ولن يذل وطن نحن حماته".
موقف الحشد الشعبي جاء في بيان له اليوم الجمعة تعليقاً على خطاب الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع العراقي السيد علي السيستاني، واصفاً الخطاب بأنه مشعل في الظلمات يشير إلى طريق مواجهة الطامعين والغرباء من دعاة الفتنة والشر.
وقال الحشد الشعبي، "تابعنا باهتمام بالغ الخطاب الأبوي للمرجعية الدينية، ونثمّن عالياً ما ورد في الخطاب وللعلم العراقي الذي يرفع عالياً كريماً في ساحات التظاهر".
كما ثمّن البيان إشادة المرجعية بجهود أبنائها البررة من الحشد وقوات الأمن وتأكيدها ضرورة ألا تُنسى تضحياتهم.
الحشد الشعبي تابع، "أبناؤكم ملتزمون أشد الالتزام بكل ما يصدر من توجيهات عن المرجعية الدينية وداعمون للمطالب الحقة".
وختم بيان الحشد الشعبي قائلاً، "نطالب مع أبناء شعبنا بصوت واحد بالاستجابة السريعة لما يطمح له من الكرامة وعيش بحرية في دولة كريمة".
المصدر : الميادين
كلمة الإمام الخامنئي في جامعة خاتم الأنبياء (ص) للدّفاع الجوّي التابعة للجيش
كلمة الإمام الخامنئي في جامعة خاتم الأنبياء (ص) للدّفاع الجوّي التابعة للجيش 30-10-2019
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا أبي القاسم المصطفى محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين المنتجبين، سيما بقيّة الله في الأرضين.
أولًا، أبارك لكم جميعًا أيها الشباب الأعزاء، نور العيون الأحباء، سواء الشباب الذين حصلوا على رتبهم اليوم وتخرجوا ودخلوا في عِداد الضباط الشباب في جيش الجمهورية الإسلامية، أو الشباب الذين أخذوا اليوم كتفيّاتهم وانطلقوا ليبلغوا مرحلة الفعالية نسأل الله أن يوفّقكم جميعًا. أنتم الذين أخذتم الكتفية يوم أمس، وتسلّمتم اليوم الرتبة العسكرية، ودخلتم في مجموعة الضباط الشباب في جيش الجمهورية الإسلامية، وغدًا بإذن الله وتوفيقه ومنّه، ستغدون من قادة القوات المسلحة ومسؤوليها ومدرائها القديرين في بلدكم. ولقد أحسنتم تنظيم الساحة، فنشكر المنظّمين والمنفّذين لهذا العرض.
سأطرح عليكم أوّلًا نقطة أساسيّة أيها الشباب الأعزّاء. ومن بعدها عدة نقاط أخرى.
حضوركم في الجيش مسؤوليةٌ مقدّسة
النقطة الأساسيّة هي أنّ الحضور في جيش الجمهورية الإسلامية ليس مجرّد مهنة كغيرها من المِهَن التي يفتّش الإنسان عنها ويشغلها، إنما هو تقبّلٌ لمسؤولية مقدّسة. ما هي تلك المسؤولية المقدسة؟ إنها حفظ الأمن.
يشكّل الأمن واحدًا من أهم العوامل المطلوبة لدى المجتمع وأكثرها تأثيرًا. فإن فُقد الأمن فيه، لن يبقى ممكنًا القيام بأي عمل معتبر إيجابي في ذلك المجتمع. وإن انعدم الأمن في مجتمعٍ وتعرّض البلد لتهديد من الأعداء، لن يبقى ممكنًا القيام بأي عمل علمي بحثي في ذلك البلد، ولن يبقى مجال للفعالية الاقتصادية، ولا للعمل الفكري الثقافي. ففي المحيط غير الآمن، ينصرف كل شخص للحفاظ على حياته.
إنّكم في منظومة القوات المسلحة وجيش الجمهورية الإسلامية تحفظون أمن هذا البلد. وهذه لمسؤولية مهمة للغاية، حساسة، مقدّسة وقيّمة،. عليكم أن تقدّروا قيمتها جيّدًا. لذلك، فلو نويتم، أيها الشباب –يا أصحاب القلوب الطاهرة النقية- من الآن نية القربة في عملكم هذا، صار جلّ عملكم عبادة.. أي إنّ نفس هذه التدريبات التي تقومون بها والدروس التي تتلقّونها والمهام التي تنفّذونها والإنجازات الكبرى التي تُنجزونها كلّها تعتبر عبادة. لأنّ العمل إذا كان مقدّسًا، ونوى الإنسان فيه القربة، كان عبادة. وهذه هي الميزة الأساسية.
إنّ الأمن، كما ذكرتُ، قضية بالغة الأهمية. وإنّ أكبر ضررٍ يمكن للأعداء أن يلحقوه بأيّ بلد هو أن يسلبوا منه أمنه. الأمر الذي بدأوا به راهنًا في بعض بلدان منطقتنا. وهذا ما تشهدونه حيث راحوا يسلبون الأمن من شعوب تلك البلدان، ومفتعلو هذه الممارسات الخبيثة معروفون أيضًا. فاليوم، أخذت القوى الاستكبارية في العالم، وعلى رأسهم أمريكا والأجهزة الاستخباراتية الغربية، وبدعمٍ ماليٍّ من بعض الدول الرجعية في المنطقة، بافتعال أعمال الشغب في الدول المجاورة لنا والقريبة منّا وفي بلدان هذه المنطقة. ليسلبوا الأمن منها. وهذه أعتى أنواع العِداء وأخطر حالات الحقد والضغينة ضدّ الشعوب.
معالجة انعدام الأمن؛ الأولوية الأولى
ومن هنا أنتهز الفرصة وأخاطب الحريصين في هذه البلدان، كالعراق ولبنان، ممن يعانون من هذه المشاكل. وأوصيهم بأن يجعلوا معالجة انعدام الأمن أولويتهم الأولى. وليعلم شعبيهما أيضًا بأنه على الرغم من حملهم للمطالب المحقة، إلّا أن هذه المطالب لا يمكن تحصيلها إلّا ضمن الأطر القانونية. وما هدف العدو إلّا هدم هذه القوانين. فمتى ما تهدمت هذه البنية القانونية، وحلّ الفراغ في بلدٍ، لن يبقى هناك مجالٌ للقيام بأيّ عمل. فضلًا عن المبادرات الإصلاحية. وهم كانوا قد خططوا لمثل هذا في بلدنا العزيز. ولكن لحسن الحظ، حضر الناس إلى الشارع في الوقت المناسب مقدّمين أعلى مستويات الوعي. وكانت القوات المسلحة حاضرة أيضًا. وأحبطوا ذلك المخطط. إن هذه الوصفة لعلاج لكل البلدان التي تعاني من هذه المشاكل.
هذه هي النقطة الأولى: اِعلموا أنكم أنتم من تحافظون على الأمن؛ أي أنكم تحافظون على أهم مقدّرات الشعب، وهو المفتاح للمقدرات الأخرى.
بين جيش الجمهورية الإسلاميّة والجيوش الاستكباريّة
النقطة التالية هي المقارنة بين جيش الجمهورية الإسلامية في إيران وبين جيوش القوى الاستكبارية. لا شأن لي بكل جيوش العالم، فإني لا أعرفهم جميعًا ولا أريد الحديث بشأنهم، إنما كلامي يدور حول الجيوش الاستبكارية.
فلنقارن بين جيشنا، وأنتم شبابه وبراعمه المتفتحة توًا، وبين الجيوش الاستكبارية، وهناك اختلاف ماهويّ ذاتي عميق بينهما. فجيش الجمهورية الإسلامية، كما ذكرت، يعتبر نفسه حافظًا لأمن البلد، وهذه هي مسؤوليته الرئيسية، بينما نجد مهمة جيوش القوى الاستكبارية في الدرجة الأولى هي الهجوم والاغتصاب وتسديد الضربات للبلدان التي يمكنهم تسديد ضربة لها لأسباب ومصالح معينة.. هذا هو الفرق.
نحن لم نبتدئ بأي حربٍ في عهد الجمهورية الإسلامية على الإطلاق. كان الدفاع بقوة واقتدار في محلّه أما الهجوم والعدوان فأبدًا! إذ لا وجود للعدوان في فلسفة جيش الجمهورية الإسلامية ومنطق القوات المسلحة في نظام الجمهورية الإسلامية. ولكن إذا ما نظرتم إلى جيوش الدول الاستكبارية خلال الأعوام المئة المنصرمة - وإنما ذكرت الأعوام المئة لأني واقف على جزء هام من هذه الفترة وقد شاهدتها عن كثب، بمعنى أنها حدثت في زماننا - لوجدتم آثار جرائمها مشهودة خلال هذه السنوات المئة تقريبًا في جميع أرجاء العالم.
فالجيش البريطاني في شبه القارة الهندية، أي في باكستان والهند وبنغلادش اليوم، وكذلك في بورما ودول المحيط الهندي الصغيرة، قد ارتكب من الجرائم خلال القرن العشرين ما يثير اشمئزاز الإنسان حقًا إذا ما تذكّرها متسائلًا بأن كيف تجرؤوا على مهاجمة هذه الشعوب بقواتهم العسكرية؟ وقد كُتبت كتابات مذهلة عن الإبادات الجماعية التي شهدتها تلك المناطق وهذا كان جزءًا من العمل. فالجيش البريطاني الذي قام بذلك في منطقة الشرق تجده، طيلة هذه السنوات المئة، قد مارس نفس هذه الممارسات في منطقة غرب آسيا وفي جزء من شمال أفريقيا أيضًا، حيث اقترف من الجرائم ما لا يمكن قلعه من ذاكرة الشعوب أبدًا. علمًا بأن السياسيّين -سواء السياسيّين في نفس تلك الدول الضعيفة أو السياسيّين في بريطانيا- قد حاولوا إخفاءها ورميها بنحوٍ من الأنحاء في مطاوي النسيان. ولكن أنّى لهم ذلك! فقد سجّلت في التاريخ ولا يمكن مسحها من صفحاته.
والكلام ذاته ينطبق على الجيش الفرنسي أيضًا. فالفرنسيون، الذين تجد اليوم صوتهم طبّق الخافقين بما يتشدّقونه من حقوق الإنسان والديمقراطية وأمثال ذلك، كانوا قد ارتكبوا جرائم كبيرة في شمال أفريقيا، كالجزائر والمغرب وتونس، وفي شرق آسيا كذلك، كما في فيتنام قبل دخول الأمريكيين إليها، وفي نفس سوريا ولبنان الحاليين، حيث اقترف الجيش الفرنسي جرائم مذهلة وفرض على الناس ضغوطًا كبيرة! هذا كله يعود إلى الأعوام المئة الأخيرة، وهذه هي خصيصة الجيوش الاستكبارية.
وحين يصل الدور إلى أمريكا فلا يخفى الأمر على أحد. ففي شهر أغسطس/آب من سنة 1945، قتلت أمريكا، بإلقائها قنبلة على مدينة هيروشيما، مئة ألف نسمة في لحظة واحدة. حينما سقطت القنبلة على هيروشيما قُتل مئة ألف شخص في اللحظة الأولى، علمًا بأنه قُتل بعد ذلك وأصيب عشرات الآلاف تدريجيًا بسبب السموم الناتجة عن الإشعاعات النووية. وبعد ثلاثة أيام أطلقوا قنبلة أخرى على مدينة ناكازاكي فقتل خمسون ألف شخص فيها أيضًا. وحين سُئلوا: إن كان هدفكم إنهاء الحرب - حيث كانوا يتذرّعون بأنهم أرادوا إنهاء الحرب العالمية بضربتهم تلك - لكانت القنبلة الأولى كافية، فلِمَ أطلقتم قنبلة ثانية على ناكازاكي؟ أجابوا: لأن القنبلة الأولى كانت من اليورانيوم، أما الثانية فمن البلوتونيوم، وكنّا نريد اختبارها!
لاحظوا، يُباد 150 ألف شخص في لحظة من أجل اختبار قنبلة! هذه هي طبيعة الجيش الاستكباري. الجيش المجرّد من الدين، الجيش المجرّد من الله، الجيش الفاقد للأخلاق. وهذا هو الفارق بين الجيوش. علمًا بأنّ هذه أمثلة محدودة. ومن أراد الحديث عن جرائم جيوش القوى الاستكبارية وتخطّي هذه السنوات المئة التي ذكرتها إلى مئتين أو ثلاثمئة عام، لكان بالإمكان تأليف عدة كتب. ولا بد من تأليفها.
ولكن على من تتّكئ هذه الجيوش؟ ومن أين تأتي بإمكاناتها؟
تتّكئ هذه الجيوش على الدول المستكبرة؛ وهذا يعني أن المشكلة لم تنبثق من الجيش نفسه، إنما من متكأ الجيش. أي الأنظمة الاستكبارية. التفتوا! هذا هو السرّ الذي يقف وراء إصرارنا وتكرارنا وتأكيدنا أنا وأنتم على أننا نتكئ على القرآن ونريد نظامًا إسلاميًا. فإنّ البشرية متى ما وقعت بأيدي أنظمة مجرّدة عن الأخلاق وعن الدين وعن الاتجاه الصائب، ستكون نتيجتها على هذا الشكل. وعلى هذا الشكل سيكون جيشها.
كانت الركيزة التي ارتكزت عليها هذه الجيوش في ارتكابها كل هذه الجرائم هي القوى السياسية التي حكمت تلك البلدان. وكانت تلك القوى هي من دعم الجيوش، والجيوش بدورها هي التي حافظت على تلك الأنظمة. هكذا كانت طبيعة الحال.
ومن هذا المقلب -مقلب النظام الإسلامي- فإن النظام الإسلامي يثمّن ويقدّر جيشه وقواته المسلحة وحرسه وقواته التعبوية وقواه الأمنية و ويوليهم الأهمية؛ والقوات المسلحة بدورها تمثل جزءًا هامًا ومؤثرًا من منظومة نظام الجمهورية الإسلامية المثير والجميل المتألف من عناصر مختلفة في داخله. وهذه هي النقطة الآتية.
النقطة الثالثة هي الخصائص التي يمتاز بها جيش الجمهورية الإسلامية.
إنّه على مدى أربعين عامًا نذر نفسه لخدمة الثورة الإسلامية بكل كيانه. ونزل إلى الساحة بكل طاقاته وقدراته. حيث وقفت المجموعات في داخل البلد أمام امتحان تأريخي، وكلّ واحد منها خرج من هذا الامتحان بنحوٍ من الأنحاء، والجيش خرج منه شامخًا مرفوع الرأس. هذا ما أستطيع أن أحكم به على جيش الجمهورية الإسلامية؛ من الساعة الأولى من انتصار الثورة، بل وحتى قبل انتصارها بقليل، حيث كانت تأتي الوحدات الثورية في الجيش لإثبات نفسها. كنت مطلعًا على مجريات الأحداث في داخل الجيش وإلى يومنا هذا بعد 41 عامًا، لقد أبلى الجيش في هذا الساحة بلاء حسنًا.
أولًا تمكن عدد كبير ممن حفظوا دينهم وإيمانهم في جيش عهد الطاغوت، من الانخراط في ساحات الثورة. وهم من شكّلوا –في الحقيقة- جيش الجمهورية الإسلامية.، الشهيد صياد (شيرازي) والشهيد ستاري والشهيد بابائي، وأقدم منهم بقليل الشهيد فلاحي والشهيد فكوري والمرحوم ظهير نجاد والمرحوم سليمي، كانوا عناصر في جيش عهد الطاغوت. ولكم أن تنظروا إلى هذه الوجوه اللامعة كيف استطاعت أن ترحّب بنظام الجمهورية الإسلامية وأن تجرّ من خلفها ركب الجيش العظيم. ففي الوقت الذي كان الشهيد بابائي قائدًا في قاعدة أصفهان الجوية، بادرتُ بنفسي إلى زيارة تلك القاعدة، فوجدت أنها كانت تُدار إدارة تعبوية يومذاك بقيادة الشهيد العقيد بابائي. الذي كان رجلًا مؤمنًا ثوريًا. وتفقدّتُ حينها مختلف أنحاء القاعدة. وكذلك الشهيد صياد الذي كان مظهرًا للحراك الثوري والإيمان والاعتقاد الديني.
كانت هذه هي واحدة من الإنجازات التي قام بها جمع غفير من العناصر السابقة، وأنا لم أذكر إلا أسماء البعض منهم. وقد نال عدد كبير منهم درجة الشهادة الرفيعة. وعدد آخر منهم انصرف إلى الخدمات وبذل المساعي والجهود، وقد شاهدنا جهودهم ومساعيهم.
ثانيًا قدّم الجيش التضحيات في جميع الساحات. ففي مواجهة الانفصاليين التابعين للقوى الأجنبية في أوائل الثورة كان الجيش في بعض أنحاء البلد واحدًا من القوات التي خاضت هذا الميدان واجتهدت فيه. وخلال ثمانية أعوام من الدفاع المقدس أيضًا، كان للجيش حضور باهر. وفي المرابطة على الثغور بعد الانتصار في الدفاع المقدس كذلك. كما وفي دعم جبهة المقاومة ومساندتها لعب الجيش دوره. وقد تم تسجيل هذا الدور وسيتبيّن ويتم الكشف عنه وتدوينه وبثّه في المستقبل عندما يأتي أوانه..
ثالثًا حقّق الجيش تطوّرًا في قدراته الداخلية؛ سواء في التنظيم، أو أساليب العمليات ، أو البناء والإعمار، أو الفكر والثقافة لدى جميع أفراده. وهذه الروحية الدينية والإيمانية في أكاديميات ضباط الجيش تعتبر أمرًا بارزًا وهامًا للغاية. وهو أمر لم يُكتسَب بسهولة. إنما تمكّن القادة المؤمنون والمؤهّلون من إيجاد هذه السنن وترسيخها بصورة عميقة وثابتة، بالعمل الدّؤوب على امتداد فترة زمنية طويلة. فتغيّرت التوجّهات الجيش المناوئة للدين إبان عهد الطاغوت 180 درجة. وتبدّلت إلى توجّهات دينية وثقافية وإسلامية.
النقطة التالية تتعلق بالمستقبل. فقد تعرّفنا على طبيعة الجيش الإسلامي، وتحدثنا عن الواقع الحالي للجيش في الجمهورية الإسلامية في بضع كلمات، ولكن هنالك واجبات للمستقبل.
أعزائي! التفتوا، ما هو المراد من مفهوم "الشعب الحرّ"؟ وعلى أيّ شيء ترتكز حريّة الشعب، عندما نعدّ الحرية قيمة من بين القِيَم؟ وأيّ شعبٍ هو الشعب الحرّ؟
الشعب الحرّ هو ذلك الشعب الذي يريد بحرية، يعمل بحرية، ويحدّد مصالحه الحقيقية والوطنية. وبذلك الاستقلال في الإرادة والاستقلال في العمل، يؤمّن تلك المصالح لشعبه وبلده. حاجة الشعب الحرّ هي هكذا حرية. وهذه السمات والخصائص هي التي تحدّد لنا مفهوم الشعب الحرّ.
لو استطاع شعبٌ أن يحمل هذا التشخيص الصائب وأن يتّخذ قراره وألّا يتأثر ببعثرة العدوّ للحسابات، سيجني الثمار. بعثرة الحسابات. التفتوا! واحدة من ممارسات العدوّ هي تغيير حسابات المسؤولين في البلد والمؤثرين فكريًا على البلد وفي الدرجة الثانية تغيير حسابات أبناء الشعب والتأثير عليها ، كما لو أنك استطعت ، فرضًا، إدخال فيروس في حاسوب أحدهم ن بحيث يؤدي ذلك إلى عرض المعلومات له بصورة خاطئة مغلوطة. فإنّ العدوّ أحيانًا ما يتلاعب في النظام الحاسوبي العام لإدارة البلد وفي أفكاره وحساباته. والشعب الحرّ هو ذلك الشعب الذي لا يتأثّر بذلك، ويفكّر بحرية -بكل ما للكلمة من معنى، ويعمل بشجاعة، ويتبع مصالحه الوطنية. وإلى أي شيء يحتاج هذا؟ إلى البصيرة.
فلو لم نمتلك البصيرة ولم نمتلك الرؤية الصائبة والعين الثاقبة واليقظة اللازمة، لما شخّصنا مصالحنا الحقيقية بشكل صحيح، ولما حدّدنا الطريق الموصل إلى هذه المصالح بشكل صحيح، ولما نجحنا بتحديد ذلك الإنسان الذي يجب عليه حمل هذا العبء الثقيل على كاهله بشكل صحيح. وإنّ مَثَل فقدان البصيرة كمَثَل المرء الذي لا عينين له ولا يستطيع رؤية الطريق.. هنا تكمن أهمية البصيرة لدى أي بلد وأي شعب وأي فرد أو أي مجموعة.
فإن توفرت هذه الخصائص في بلدٍ وفي شعبٍ ما، عندئذٍ سيصل ذلك الشعب إلى نتائجه المنشودة. علمًا بأنّ هذه البصيرة تضع على كاهل الجميع بعض المسؤوليات بما فيهم قواتنا المسلحة. فلا يمكننا أن نعتبر بأن في البلد أناسٌ يتّسمون بالبصيرة، وبالتالي على القوات المسلّحة أن تُطبق أعينها وتنصاع لكل ما يقولونه هم. كلا، فالبصيرة أمر عام. وهذا هو المطلوب في النّظام الإسلامي. ففي هذا النظام يجب عليكم فردًا فردًا أن تنظروا وتفكرّوا وتعرفوا وتشخّصوا وتعملوا. وعليكم أن تشعروا بالتّكليف وأن تحذروا من ألّا يترك العدوّ أثره في حساباتكم الفكرية.
ومما ذكرناه في هذه النّقطة الأخيرة تُستَخلص عدة نتائج:
النتيجة الأولى هي أنه لا ينبغي الوثوق بالعدوّ، ولا ينبغي التفاؤل بسذاجة.
والثانية أنه لا ينبغي غضّ الطرف عن تحرّكات العدوّ، ولابد من مراقبة خطواته باستمرار. وواحدة من القطاعات الهامة لقواتنا المسلحة هي الاستخبارات والمعلومات الاستخباراتية. فلا ينبغي التغاضي عن حركات العدو، ويجب دومًا مراقبة برامجه ومخططاته وتحركاته.
والثالثة أنّه لا ينبغي استحقار العدوّ واستصغاره، كما ورد في شعر سعدي، بل يجب علينا أن نعرف العدوّ بحجمه وأن نعدّ أنفسنا للدفاع أمام عدوانه.
والنتيجة التالية يا أعزائي! أنه لا ينبغي الاغترار بالانتصارات، فالنصر أمر ثمين جدير بالبهجة والسرور. ولكن لا ينبغي الاغترار به. فكم من فئة حازت على النصر بادئ ذي بدء ثم وقعت بعد ذلك في ورطة لسبب من الأسباب. والمثال التاريخي المعروف لذلك معركة أحد التي اندلعت في زمن النبي (ص)، فقد كان النبي بنفسه حاضرًا في الميدان، والمسلمون قد انتصروا، ولكنّ غفلة أدت إلى أن يتبدّل النصر هذا إلى هزيمة وأن يُقتل قائد كبير كحمزة سيد الشهداء وأن يسقط عدد كبير من الشهداء وعدد كبير من الجرحى وأن يُهزم جيش الإسلام. فلابد من حفظ الانتصار. وحفظه يكمن في أن نحفظ عوامل النصر، وعوامل النصر هي الإيمان والجهاد المستمر والعمل الدؤوب ورصّ الصفوف وتظافر الجهود، وهذه أمور يجب ألا نفقدها..
أعزائي! لا ينبغي لنا أيضًا الانشغال بالجاذبيات المادية الحقيرة، فكم منّا نحن أبناء البشر من يحمل الحوافز الجيدة، و الهمم العالية، ولكن أحيانًا ما تكبر في أعيننا جاذبيات مادية صغيرة وحقيرة، فيشغلنا اللهاث وراء منصب أو مال أو شهوة. وإن شغلنا أنفسنا سنتلهّى عن الهدف وسيتبدّد النصر الذي أشرنا إلى ضرورة العمل الدؤوب من أجله. فلابد لنا أن نلتفت وأن نحافظ على عوامل النصر وألّا ننشغل بحالات اللهو واللعب.
وما يخصّ القوات المسلّحة والقوى الحافظة للأمن في هذا المجال هو مراقبة الفتنة. فقد ورد في موضعٍ من القرآن: ﴿اَلفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ القَتْلِ﴾، وفي موضع آخر: ﴿اَلفِتْنَةُ أَکْبَرُ مِنَ القَتْلِ﴾.. القتل أمرٌ سيّئ غير مطلوب، ولكن الفتنة أسوأ. فإن كان كذلك، فيجب إذًا على القوى الحافظة للأمن أن تأخذ الترتيب المناسب والنظم اللازم لمواجهة الفتنة. وأن تحافظ على جهوزيّتها للوقوف بوجه الفتنة. هذا هو الأمر الذي يجب على الأجهزة أن تلتفت إليه.
والنقطة الأخيرة التي أستعرضها هي التفاؤل بالمستقبل.
فما يشهده المرء من كلمات وحركات لدى شباب البلد من مختلف القطاعات -سواء القوات المسلحة أو الكثير من شباب القطاعات الأخرى- يجد بأنّ شبابنا مترعون بالتفاؤل والأمل بحمد الله. رغمًا عن أنف العدوّ الذي يريد إزالة الأمل من القلوب وإطفاء هذا النور وهذا النبراس في النفوس. فإنّ الأمل كبير في البلد والحمد لله. وهذا ما يجب حفظه، والوثوق بأنّ الله سبحانه وتعالى سيحقّق ما وعد به.
نحن اليوم نشهد أمام أعيننا تحقّق الوعود الإلهية. أيها الأعزاء! من كان يتصوّر بأنّ الكيان الصهيوني الذي لم تتمكّن القوات المسلحة لعدة دول أن تصمد أمامه - حيث استطاع الجيش الإسرائيلي أن يهزم في حربٍ جيوش ثلاثة دول عربية في غضون ستة أيام، وأن يهزمهم في حرب أخرى خلال نحو اثني عشر يومًا - من كان يتصوّر بأنّ هذا الجيش المدجّج بالسلاح، الذي لم تتمكن ثلاثة جيوش لثلاثة دول أن تصمد أمامه، سيُرغم على التراجع ويُهزم بواسطة شباب حزب الله المؤمن ويرفع يديه استسلامًا أمامهم في غضون 33 يومًا! والأهم من ذلك أن يهزم أمام الشباب الفلسطيني الصامد في غزة الصغيرة خلال 22 يومًا مرة. وأن يهزم ويطلب الهدنة خلال سبعة أيام مرة أخرى. من كان يتصوّر ذلك؟ إذا حلّ الثبات والصبر والتوكّل على الله والثقة بوعد الله، سيتحقق ذلك. وهذا ما شاهدناه أمام أعيننا. وكذا سيظلّ الحال في ما سيأتي.
نحن نشهد اليوم فشل الاستكبار في منطقة غرب آسيا - منطقتنا - إلى يومنا هذا رغم كلّ التكاليف الباهظة التي بذلها! وهذا ما هم يعترفون به حيث قالوا: أنفقنا سبعة آلاف مليار دولار دون أن نجني شيئًا. وهذا يدل على أنه يمكن الاتكاء والاتكال على القوة المعنوية الإيمانية والتفاؤل بالمستقبل.
وأقولها لكم: إنّ مسيرات العودة التي تنطلق هذه الأيام في غزة ستنتهي يومًا بعودة الفلسطينيين حقًا إلى أرضهم وستعود هذه الأرض إلى أصحابها إن شاء الله.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يمنّ عليكم فردًا فردًا وعلى عوائلكم بالتوفيق والنجاح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
5 طرق لتجنب نقص فيتامين "د" في فصل الشتاء
لوسي كامبل
إنه الفيتامين الذي يساعد في الحفاظ على العظام والأسنان والعضلات، ولكن يمكن أن ينخفض مستوياته بشكل كبير بمجرد انتهاء الصيف. هكذا تتأكد من حصولك على ما يكفي منه.
الفطر يمتص أشعة الشمس ويحوي كميات مهمة من فيتامين "د"
ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية خمس طرق لتجنب نقص فيتامين "د" في فصل الشتاء حيث تقل الأيام المشمسة بسبب الضباب كالتالي:
فمن نيسان / أبريل إلى أيلول / سبتمبر، يقوم معظم البريطانيين بإنتاج جميع فيتامين (د) الذي يحتاجونه في أجسامهم، لأن أشعة الشمس تصل إلى بشرتهم عندما يكونون في الهواء الطلق. لكن هذه المستويات تنخفض بشكل كبير بمجرد انتهاء الصيف.
تقول جوليا نيوتن - بيشوب، أستاذة الأمراض الجلدية في جامعة ليدز: "ليس عدم الحصول على مستويات عالية من فيتامين "د" هو ما يهم، ما يهم هو تجنب الإصابة بالنقص".
توصي اللجنة الاستشارية العلمية المعنية بالتغذية بأن يفكر كل من يعيشون في المملكة المتحدة في تناول جرعة يومية معتدلة من فيتامين (د)، مما يساعد على الحفاظ على صحة العظام والأسنان والعضلات. للأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة نسبياً، تكون الجرعة 10 ميكروغرامات.
يقول مارتن هيويسون، أستاذ علم الغدد الصماء الجزيئي في جامعة برمنغهام: "بالنسبة للأشخاص من ذوي لون البشرة الداكن، من الصعب عموماً صنع نفس الكمية من فيتامين (د) من أشعة الشمس، لذا يجب أخذ أخذ مكملات غذائية يومية على مدار السنة". يمكنك إما أن تأخذ مكملاً غذائياً مخصصاً من فيتامين (د) أو كبسولة متعددة الفيتامينات، والتي عادة ما تكون بمستوى منخفض قريب مما تنصح به الحكومة. تناول بعض الأطعمة يمكن أن يعالج أيضاً نقص فيتامين (د) - لكنه لا يكفي وحده".
الفطر
يقول هيويسون: "إن جلد الفطر لديه القدرة على إنتاج فيتامين (د) عندما يضربه ضوء الشمس، تماما ًمثل الجلد البشري والحيواني. ترك الفطر في الخارج حيث يتعرض لأشعة الشمس يعني أنها تصبح غنية بفيتامين (د). أما إذا كان الفطر موجوداً في الداخل، فإن زجاج النوافذ سيحجب الأشعة فوق البنفسجية التي تستخدم في صنع فيتامين (د). يمكن الآن شراء بعض أنواع الفطر. "
الأسماك الدهنية
قليل من الأطعمة غنية بفيتامين (د) بشكل طبيعي. تقول الدكتورة نيوتن - بيشوب: "السمك الدهني مثل الماكريل والرنجة وسمك السلمون هو الخيار الأفضل في الأجزاء المعتدلة كل أسبوع. السلمون في البرية يحصل على فيتامين (د) من العوالق التي يتناولها، لذلك فإن سمك السلمون الأطلسي البري، على سبيل المثال، سيكون غنياً به، في حين أن سمك السلمون المربّى في المزارع قد لا يحتوي على الكثير على الإطلاق. بالطبع المشكلة الأخرى مع الأسماك هي أنها لا تجذب النباتيين. في هذه الحالة، فإن المصدر الطبيعي الوحيد هو الفطر".
الأطعمة المحصنة
تقول نيوتن - بيشوب إن الأطعمة التي يتم تخصيبها بفيتامين (د) في المملكة المتحدة أقل من الأطعمة الموجودة في الولايات المتحدة. لذلك عليك الاعتماد أكثر على الأطعمة الغنية بشكل طبيعي. ومع ذلك، فإن بعض "حبوب الإفطار" محصنة بفيتامين (د) ، وتضاف أيضاً إلى بعض اللبن. فقد وجد باحثون من جامعة برمنغهام أن سياسة وطنية لتحصين بعض الأطعمة مثل دقيق القمح يمكن أن تعالج نقص فيتامين (د) بشكل كافٍ".
زيت كبد سمك القد
يقول هيويسون: "إلى جانب الفوائد الأخرى للأوميغا والأحماض الدهنية، توفر ملعقة كبيرة من زيت كبد سمك القد كمية أكثر بكثير من الكمية التي أوصت بها الحكومة يومياً، لذلك يعد بديلًا آخر لتناول مكملات مخصصة".
ترجمة: هيثم مزاحم - الميادين
طرق المواجهة في الحرب الناعمة
في طرق مواجهة الحرب الناعمة يمكن الخروج بهذه العناوين المهمة:
1.إيجاد إحاطة ذهنيّة وسيطرة على ميدان المعركة
الآن هناك معركة فكريّة وثقافيّة وسياسيّة قائمة. كلّ من يستطيع السيطرة على ميدان المعركة والحرب هذه، يفهم ما يجري، فليكن لديه إحاطة ذهنيّة وليُلقي نظرةً إلى الميدان، سوف يصبح من المسلّم لديه أنّ العدوّ يمارس أكثر ضغطه عن طريق الثقافة[1].
لا يجب استصغار العدوّ عمّا هو عليه، لأنّه سيتلقّى الضربة حينها. ولكن لا يجب إظهار العدوّ أعظم ممّا هو عليه. يعني أنّ البعض يقوم بالعمل الذي تقوم به اليوم أجهزة الصهاينة والمستكبرين الإعلاميّة: لقد جعلوا من أمريكا والقوى الكبرى غولًا بحيث أنّ من لا تجربة لديه يظنّ أنّها تستطيع بإشارةٍ منها إحراق وإبادة كلّ الأرجاء[2].
مع كلّ حركة يتحرّكها لاعب الشطرنج الماهر، يتوقّع ثلاث، أربع حركات من بعده. فأنتم عندما تتحرّكون هذه الحركة، سوف يقوم خصمك في المقابل بحركة أخرى؛ يجب أن تفكّر ما هي الحركة التالية التي ستقوم بها. فإذا رأيت أنّك ستبقى عاجزًا في الحركة الثانية، لا تقم بها اليوم؛ لأنّك إذا فعلت فهذا يعني أنّك مبتدىء في هذا العمل. في هذه اللعبة، في هذه الحركة، أنت مبتدىء، لا خبرة لديك. إنّهم لا يفهمون ماذا يفعلون؛ يبدأون بحركةٍ، ولا يلتفتون إلى الحركات التالية والتالية والتالية؛ سيعيون وسيُقضى عليهم[3].
2- يقظة ووعي الشعب الإيرانيّ، وخصوصًا العناصر الثقافيّة
يجب على الشعب الإيرانيّ أن يزيد من وعيه واطّلاعه بنفس النسبة التي يقوم العدوّ بتعقيد أساليبه في مؤامراته ضدّ إيران الإسلاميّة، وأن يشخّص وجه العدوّ في أيّ لباسٍ كان عن طريق الجهوزيّة المعنويّة، الفكريّة والسياسيّة وحفظ وحدته وتواصله وارتباطه مع بعضه البعض[4].
اليوم، يستخدم العدوّ وبشكلٍ واسع أدواته المتعدّدة في غزوه لأسس الشعب الثقافيّة والاعتقاديّة ومن أهداف الغزو الثقافيّ المهمّة تحقير التيّار الأدبيّ والفنيّ والثقافيّ الثوريّ في البلد ونتيجةً لذلك انزواء العناصر الثقافيّة، الأديبّة والفنّانة وكذلك صرف الشباب المؤمن عن تمسّكه بإيمانه واعتقاداته. لذا، إنّ يقظة ووعي الشعب الإيرانيّ وخصوصًا العناصر الثقافيّة في سبيل مواجهة ذلك لضرورةٌ حيويّة[5].
يُشاهد اليوم بوضوح اصطفاف الغزو الثقافيّ الخطر جدًّا ضدّ الثورة، ذلك أنّ العالم الإسلاميّ قد أصبح يقظًا وواعٍ. من هنا، فقد اختلف غزو العدوّ الثقافيّ كثيرًا عمّا كان عليه في السابق ويجب لمواجهته العمل بمعرفةٍ ووعيٍّ كاملين[6].
3.الاستفادة من الأساليب والأدوات الثقافيّة - الفنيّة
لا يمكن الردّ على الحرب الثقافيّة إلّا بالمثل. لا يمكن الردّ على العمل الثقافيّ والغزو الثقافيّ بالسلاح. فسلاحه القلم[7].
في الواقع، مهما تحدثّت حول الفنّ، فقد قلتُ قليلًا ومرارًا أنّه يجب الاهتمام بالفنّ، ويجب رفع مستواه يومًا بعد يوم ويجب اختيار الشكل الفاخر من الفنّ. فمن دون الفنّ، لن يجد حتّى الكلام العاديّ مكانًا له في ذهن أحد، فكيف إذا كان ينبغي أن يكون جذّابًا، وخالدًا. الفنّ أهمّ وسيلة لنشر فكرٍ صحيح أو غير صحيح. فالفنّ، وسيلة، أداة وإعلام؛ وسيلة إعلاميّة جدًّا مهمّة[8].
لقد استهدف أعداء الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة اعتقادات شعبنا السياسيّة والدينيّة وكذلك عاداته الحسنة بالاتّكاء على الأدوات الثقافيّة، وقد قاموا بهذا العمل بشكلٍ دقيقٍ جدًّا وحاليًّا يستهدف الغزو الثقافيّ لأعداء الإسلام بالضبط ثقافة الإسلام الأصيل والذي تأسّست على أساسه الثورة الإسلاميّة؛ بناءً عليه للقيام بمواجهة أصوليّة ومخطّطٌ لها ضدّ غزو الأعداء، لا بدّ من إيجاد إدارة مركزيّة وموجِّهة للشؤون الثقافيّة وعلاج إفشال تأثير الغزو الثقافيّ باستخدام أدوات وقوى ثقافيّة[9].
إنّ خطابًا قويًّا، مضمونًا متقنًا وبيانًا نافذًا إلى المخاطب يقتضي الاستفادة من الأساليب الفنيّة، السيطرة على المخاطب روحيًّا ونفسيًّا، واستثمار الظروف الزمانيّة والمكانيّة. يجب على الشيعة أن يستفيدوا من أكثر أساليب التبليغ حداثةً لأجل إيصال رسالتهم الحقّة إلى الآخرين[10].
ويعتبر استبدال الثقافة الغربيّة بثقافة الناس العامّة وكذلك الهجوم على قيم نظام الجمهوريّة الإسلاميّة واعتقادات الشعب الإيرانيّ المسلم محورين أساسيّين ومهميّين في غزو العدوّ الثقافيّ، ولمن الضروريّ القيام بمواجهته عبر إيجاد المتاريس والحصون الثقافيّة وكذلك استثمار قدرات كافّة الأفراد الكفوئين[11].
4.إبعاد الغفلة عن الإدارة الثقافيّة
اليوم، برأيي من أكثر الأمور خطرًا في الداخل، الأساليب الثقافيّة. ومن أكثر قضایانا أساسيّةً، القضايا الثقافيّة وأنا أشعر أنّه في مجال الإدارة الثقافية الإسلاميّة في هذا المجتمع قد ابتُلينا بنوعٍ من الغفلة والإغماء – أو قد أصبحنا-، إذ ينبغي علاج هذا الأمر بسرعة وبوعيٍّ[12].
نحن نواجه غزوًا وحربًا حقيقيّةً ومنظّمة حيث يتمّ تنفيذها بطرقٍ مختلفة وجدًّا فنّيّة والذين لديهم حساسيّة نسبةً للمسائل الثقافيّة، سوف يلتفتون إلى مسألة الغزو الثقافيّ وسوف يشاهدون العلائم البارزة والتي لا تُحصى في هذا المجال. بناءً عليه، العمل الثقافيّ في إيران مسألةٌ لا يمكن للحظةٍ الغفلة عنها[13].
من الأعمال الأخرى أيضًا الالتفات والاهتمام بالقضايا الثقافيّة. في الواقع، اليوم قد أُلقي بقضايا البلد الثقافيّة على الأرض. يعتبر الجميع نفسه ثقافيًّا، ويُظهر الجميع الشوق والعلاقة بالمسائل الثقافيّة، ويشيرون إلى ذلك في بياناتهم ونداءاتهم المهمّة؛ ولكن في الحقيقة العمل الثقافيّ في البلد غير متناسب مع تقدّم وتثبيت جذور الثورة في المجمع.
في الوقت الحاضر، وخصوصًا بعد الانهيار الكامل للماركسيّة، يقوم الاستكبار الغربيّ لأجل توسيع سيطرته السياسيّة والإلحاديّة على الشعوب الثوريّة، باستثمار المحاور والأساليب الثقافيّة بشكلٍ أساسيّ. ويجب أن تكون المواجهة اللائقة للغزو الثقافيّ الغربيّ في مختلف الأبعاد، في صدر برامج وسائل الإعلام العامّة. وسوف يؤدّي الإهمال والتساهل أمام هذا الغزو الثقافيّ، والذي يحصل أحيانًا بقلم العناصر المطرودة والحقيرة الداخليّة، إلى خسائر لا يمكن تلافيها وجبرانها[14].
5. ردّة الفعل سريعة، واعية والإقدام جهاديّ
للجهاد أنواع. ومن أصعب أنواع الجهاد، مواجهة غزو الأفكار والثقافات الخطأ والانحرافيّة والإدراك الجماعيّ الخاطئ للناس، فالإنسان الذي يعرف الحقّ، ويقف يريد الدفاع عن الحقّ وهداية العقول نحو ما هو صحيح من خلال البيان، الفكر والمنطق وسلاح اللسان والقلم. وهذا من أكثر أنواع الجهاد صعوبة[15].
6- عدم الانفعال أمام العدوّ
من المهمّ جدًّا أن لا يُبتلى الإنسان بالانفعال أمام العدوّ. فاليوم تقوم كلّ جهود العالم الماديّ المستكبر – يعني هذه الدول الاستكباريّة التي تملك زمام المسائل الاقتصاديّة والتسليحيّة وحتّى في موارد كثيرة، الثقافيّة للكثير من البلدان- على تشتيت المقاومات أينما وُجدت عن طريق جعلها منفعلة. فالانفعال أمام العدوّ، أكثر الأعمال غلطًا، وأكبر الأخطاء[16].
7- التأكيد على دور النُخب
إنّ الحرب الثقافيّة ليست بالعمل السهل؛ وهي عمل النُخب. لذا، ليفكّر النُخب حول ذلك وليقدّموا الخطط ولكن للأسف البعض في الداخل يقوم بترحيل هؤلاء الزُبدة؛ وبعضهم يتكلف بالفارسيّة وبالطريقة المحليّة! لذا يجب الانتباه لهم[17].
أعزائي! كما تعلمون تواجه الجمهوريّة الإسلاميّة والنظام الإسلاميّ اليوم حربًا عظيمة، لكنّها حرب ناعمة. حسنًا، نحن في حالة حربٍ ناعمة، مَن الذي يجب أن يأتي إلى الميدان؟ القدر المسلّم النخب الفكريّة. يعني أنتم (طلاب الجامعات) ضباط جبهة مواجهة هذه الحرب[18].
8- الاستفادة من الموارد الاجتماعيّة
لقد طمع الأعداء بمواردنا البشريّة – التي هي مصادر قدرتنا- قبل أن يطمعوا بالموارد الطبيعيّة. فهم يعلمون أنّه إذا سُلبت الموارد الاجتماعيّة من بين يدي شعبٍ ما، إذا خسر شعبٌ ما غيرته الوطنيّة ووحدته واتّحاده، إذا فقد نشاط العمل والإبداع، إذا خسر حركته العلميّة المتقدّمة، فسوف يصبح كاملًا في متناول أيدي الأعداء؛ إذ يستطيعون بسهولة الاستقواء عليه، ويستطيعون التسلّط عليه، يستطيعون سلب الموارد الطبيعيّة والماديّة[19].
9- رشد الثقة بالنفس الوطنيّة
یسعى العدوّ بعد إخفاقاته أمام الشعب الإيرانيّ، إلى اعتماد أساليب وحيلٍ جديدة، ويجب أن يعمل الشعب وخصوصًا النُخب بوعيٍّ كامل على إزالة هذه العوامل الموهنة وأن يتتبّع تحقيق مسار رشد الثقة بالنفس الوطنيّة[20].
یجلب العلم الحصانة، الاقتدار. احترسوا من أيّ خللٍ في جامعاتكم، في صفوفكم، في مراكز دراساتكم، في أعمالكم البحثيّة. فإذا رأيتم يدًا توجد هذه الخِللٍ، عليكم أن تُسئيوا الظنّ بتلك اليد. فهم قد جعلوا اقتداركم ومستقبلكم هدفًا لهم[21].
10- التخطيط الشامل والعامّ
يجب أن يقوم قادة هذه الجبهة من خلال التعرّف على القضايا الكلّيّة، وتحديد العدوّ وكشف أهدافه، بالتخطيط الشامل والعامّ وأن يتحرّكوا على أساس هذا التخطيط[22].
11- إيجاد الأمل بالمستقبل والرؤية الواضحة لدى الشعب
أعزائي! أحد الشروط الأصليّة لنشاطكم الصحيح في جبهة الحرب الناعمة هذه، امتلاك الرؤية المتفائلة والآملة. ينبغي أن تكون نظرتكم متفائلة. فأنا بالنسبة لبعضكم في مقام جدّكم، وإنّ نظرتي للمستقبل متفائلة؛ ليس على أساس الوهم، بل بناءً للبصيرة. أنتم شباب – مركز التفاؤل-، فانتبهوا ألّا تكون نظرتكم للمستقبل متشائمة؛ لتكن نظرتكم ملؤها الأمل، وليست يائسة. فإذا أصبحت نظرتكم يائسة، متشائمة، نظرة "وما الفائدة من ذلك"، سيتبع ذلك اللاعمل، اللاحركة، سيتبع ذلك الانزواء؛ ولن يكون هناك حركةً مطلقًا؛ وهذا ما يريده العدوّ[23].
اليوم أحد أساليب العدوّ المهمّة، تلقيح وإلقاء الشعور بالتخلّف والعجز. نحن لا يجب أن يكون لدينا هذا الشعور أبدًا، ولا يجب أن يشعر شبابنا أنّهم متخلّفون؛ بل يجب أن يشعروا بأنّهم يتحرّكون ويتقدّمون؛ وليتمّ تشجيع هذا العمل، وهذا التقدّم والتحرّك إلى الأمام بشكلٍ عمليّ[24].
12- البصيرة؛ بوصلة الحرب الناعمة
إذا امتلك شعبٌ ما البصيرة، فإنّه سوف يتحرّك ويخطو بوعيٍّ، وسوف تُقتلع كلّ أشواك العدوّ أمامهم. عندها، لا تستطيع غبار الفتنة أن تضلّهم وتلقيهم في الأخطاء. فإن لم تكن البصيرة، سوف يخطو الإنسان أحيانًا – ولو كانت نيّته حسنة- في طريقٍ سيء. في جبهة الحرب، إن لم تكونوا تعرفون الطريق، أو تجهلون قراءة الخارطة، أو لم يكن لديكم بوصلة، فإذا بكم ترون أنفسهم قد حوصرتم من قِبل العدوّ؛ لقد سلكتم الطريق بلا طائل، فتسلّط عليكم العدوّ. هذه البوصلة هي تلك البصيرة[25].
لا يمكن الحركة في الحياة الاجتماعيّة المعاصرة المعقّدة دون بصيرة. يجب على الشباب أن يفكّروا، ويتفكّروا ويرفعوا من مستوى بصيرتهم. ويجب على العلماء، والملتزمون في مجتمعنا من أهل الثقافة والعلم أن يهتمّوا بمسألة البصيرة؛ البصيرة في الهدف، البصيرة في الوسيلة، في معرفة العدوّ، في معرفة عوائق الطريق، البصيرة في معرفة طرق اجتناب هذه العوائق وإزالتها؛ كلّ هذه البصيرة ضروريّة. عندما تكون البصيرة، عندها ستعلمون مع مَن تتعاملون، وستحملون الأدوات اللازمة معكم[26].
أنتم تلاحظون كم أؤكد في لقاءاتي مع الشباب والجامعيّين ومختلف شرائح الناس على الحاجة إلى البصيرة من أجل أن نخطو ببلدنا العزيز إلى الأمام[27].
13- اعتماد الدقّة والانتخاب في قبول السِلع والتيّارات الثقافيّة للعدوّ
لا يمكن بدون أيّ قيدٍ أو شرطٍ، قبول كلّ ما يرسلونها من خلف الحدود، وهو أعمّ من بضائع، سِلع ثقافيّة وكذلك التيّارات الدعائيّة والثقافيّة. فالعدوّ يترصّد كامنًا. ويكمن للشباب خصوصًا. انظروا إلى تلك الدعايات التي يقومون بها، لا يتمّ العمل أو التفوّه ولو بكلمة واحدة في سبيل رشد ورُقي فكر الناس. بل تصبّ دعايات وإعلام العدوّ في سبيل التهديم والإفساد، وفي سبيل تعطيل طاقة الشباب في العمل والفكر والجسم. يجب مواجهة ذلك بحذر.
14- إحياء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحد الأركان الإسلاميّة الأساسيّة والضمان لإقامة كافّة الفرائض الإسلاميّة، لذا يجب إحياء ذلك في مجتمعنا ويحب أن يشعر كلّ فردٍ من شرائح الشعب بالمسؤوليّة في نشر الإحسان والصلاح وإزالة القبائح والضلالة والفساد.
15- حفظ ظواهر وشعائر ومضمون الإسلام بشكلٍ موازٍ
ينبغي لأمرين اثنين أن يتحقّقا معًا وإلى جانب بعضها البعض في البلاد بشكلٍ أقوى يومًا بعد: الأمر الأوّل، حفظ الآثار والشعائر والظواهر الإسلاميّة. وهذا أمرٌ مهمٌّ جدًّا. فالأعداء يسعون إلى قصف هذه الأمور إعلاميًّا ودعائيًّا؛ لکن لا تصغوا لکلام العدوّ. العدوّ هو العدوّ. يجب حفظ ظواهر المجتمع الإسلاميّة. هذا المجتمع، مجتمع إسلاميّ نموذجيّ. يجب أن تحترس النسوة وتنتبه. والرجال يجب أن ينتبهوا. والذين يتحمّلون المسؤوليّة، عليهم أن يتنبهوا أكثر. والذين هم في رداء الثورة – مثل العلماء والذين يرتدون ثيابًا تتعلّق بالثورة- ينبغي لهم أن يحترسوا أكثر. ويجب على كافّة شرائح المجتمع أن يسعوا في جعل صورة المجتمع صورة إسلاميّة. الأمر الثاني، هو أنّه بموازاة حفظ تلك الظواهر يجب أخذ المضامين الإسلاميّة – يعني العلم – على محمل الجدّ. وأنتم الجامعيّون، والآخرون المشغولون باكتساب العلم، یجب عليكم الاهتمام بالدرس في مدارج الجامعة، وبالعمل البحثيّ والعملانيّ، وبتفتح ونموّ الاستعدادات والقابليّات.
معرفة الحرب الناعمة من وجهة قائد الثورة الإسلاميّة، علي محمّد نائيني
[1] لقاء القائد مع جمعٍ غفيرٍ من معلّمي ومسؤولي الشؤون الثقافيّة في 12 اردیبهشت 1369.
[2] لقاء القائد مع قادة قوى التعبئة في 30 آبان 1372.
[3] لقاء القائد مع جمعٍ من النخب العلميّة في 06 آبان 1388.
[4] خطاب القائد في 12 آبان 1380.
[5] لقاء القائد مع القائمين على وزارة التربية والتعليم في 21 مرداد 1371.
[6] لقاء القائد مع أعضاء شورى الثورة الثقافيّة في 20 آذر 1370.
[7] لقاء القائد مع جمعٍ من المعلّمين ومسؤولي الشؤون الثقافيّة في ايران في 12 اردیبهشت 1369.
[8] لقاء القائد مع مدراء وموظّفي الإذاعة والتلفزيون في 28 اردیبهشت 1382.
[9] لقاء القائد مع عوائل شهداء محافظة خوزستان في 18 اسفند 1375.
[10] لقاء القائد مع علماء وطلّاب الحوزة العلميّة في الأهواز في 18 اسفند 1375.
[11] لقاء القائد مع الجامعيّين في محافظة أذربيجان الشرقيّة في 9 مرداد 1372.
[12] لقاء القائد مع المسؤولين والعاملين في النظام في 14 آذر 1369.
[13] لقاء القائد مع أعضاء شورى الثورة الثقافيّة في 4 بهمن 1376.
[14] كلمة القائد في حکم تنصيب السيّد اصغري ممثّلًا للوليّ الفقيه والراعي في مؤسّسة كيهان في 2 مهر 1370.
[15] لقاء القائد مع العمّال والمثقّفين بمناسبة عيد العمّال وعيد المعلّم في 15 اردیبهشت 1372.
[16] لقاء القائد مع عوائل القادة الشهداء في محافظة طهران في 17 اردیبهشت 1372.
[17] لقاء القائد مع طلّاب وأساتذة جامعة صنعتي امیر کبیر في 9 اسفند 1379.
[18] لقاء القائد مع الجامعيّين والنخب العلميّة في 2 شهریور 1388.
[19] لقاء القائد مع أهل محافظة همدان في 15 تیر 1382.
[20] لقاء القائد مع طلّاب جامعات یزد في 13 دی 1386.
[21] لقاء القائد مع جمعٍ من النخب العلميّة في 06 آبان 1388.
[22] لقاء القائد مع طلّاب جامعات يزد في 13 دی 1386.
[23] لقاء القائد مع الطلّاب الجامعيّين والنخب العلميّة في 3 شهریور 1388.
[24] خطاب القائد في 11 آذر 1383.
[25] اللقاء العامّ مع أهل چالوس ونوشهر في 15 مهر 1388.
[26] المصدر نفسه.
[27] لقاء القائد مع الطلّاب في ذكرى 13 آبان في 12 مهر 1388.