emamian

emamian

روى الشيخ الطبرسي مجموعة من الأخبار الصريحة الدالة على إمامة الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)

ما رواه محمد بن يعقوب الكليني ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن جماعة من رجاله ، عن يونس بن يعقوب قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فورد عليه رجل من أهل الشام فقال : إني رجل صاحب كلام وفقه وفرائض ، وقد جئت لمناظرة أصحابك .

فقال له أبو عبد الله عليه السلام : ( كلامك هذا من كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو من عندك ؟ )

فقال : من كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعضه ومن عندي فقال له أبو عبد الله : ( فأنت شريك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ )

قال : لا .

قال : ( فسمعت الوحي عن الله عز وجل يخبرك ؟ )

قال : لا .

قال : ( فتجب طاعتك كما تجب طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ )

قال : لا .

فالتفت أبو عبد الله عليه السلام إلي فقال : ( يا يونس بن يعقوب ، هذا قد خصم نفسه قبل أن يتكلم ) ثم قال : ( يا يونس ، لو كنت تحسن الكلام كلمته ) .

قال يونس : فيا لها من حسرة ، فقلت : جعلت فداك ، سمعتك تنهى عن الكلام وتقول : ويل لأصحاب الكلام ، يقولون : هذا ينقاد وهذا لا ينقاد ، وهذا ينساق وهذا لا ينساق ، وهذا نعقله وهذا لا نعقله ؟

فقال أبو عبد الله عليه السلام : ( إنما قلت : ويل لقوم تركوا قولي وذهبوا إلى ما يريدون ) .

ثم قال : ( اخرج إلى الباب فانظر من ترى من المتكلمين فأدخله ) .

قال : فخرجت فوجدت حمران بن أعين – وكان يحسن الكلام – ومحمد بن النعمان الأحول – وكان متكلما – وهشام بن سالم وقيس الماصر – وكانا متكلمين – فأدخلتهم عليه ، فلما استقر بنا المجلس – وكنا في خيمة لأبي عبد الله على طرف جبل في طرف الحرم وذلك قبل الحج بأيام – أخرج أبو عبد الله رأسه من الخيمة فإذا هو ببعير يخب ( 1 ) فقال : ( هشام ورب الكعبة ) .

قال : فظننا أن هشاما رجل من ولد عقيل كان شديد المحبة لأبي عبد الله عليه السلام ، فإذا هو هشام بن الحكم قد ورد – وهو أول ما اختطت لحيته وليس فينا إلا من هو أكبر سنا منه – فوسع له أبو عبد الله عليه السلام وقال : ( هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده ) ثم قال لحمران : ( كلم الرجل ) – يعني الشامي – فكلمه حمران فظهر عليه .

ثم قال : ( يا طاقي ، كلمه ) فكلمه فظهر عليه محمد بن النعمان .

ثم قال : ( يا هشام بن سالم كلمه ) فتعارفا .

ثم قال لقيس الماصر : ( كلمه ) فكتمه .

وأقبل أبو عبد الله عليه السلام يتبسم من كلامهما وقد استخذل الشامي في يده ، ثم قال للشامي : ( كلم هذا الغلام ) يعني هشام بن الحكم .

فقال : نعم .

ثم قال الشامي لهشام : يا غلام ، سلني في إمامة هذا – يعني أبا عبد الله عليه السلام – فغضب هشام حتى ارتعد ، ثم ! قال له : خبرني يا هذا أربك أنظر لخلقه أم هم لأنفسهم ؟

قال : بل ربي أنظر لخلقه .

قال : ففعل بنظره لهم في دينهم ماذا ؟

قال الشامي : كلفهم وأقام لهم حجة ودليلا على ما كلفهم ، وأزاح في ذلك عللهم .

فقال له هشام : فما هذا الدليل الذي نصبه لهم ؟

قال الشامي : هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

فقال له هشام : فبعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ؟

قال : الكتاب والسنة .

قال له هشام : فهل ينفعنا اليوم الكتاب والسنة فيما اختلفنا فيه حتى يرفع عنا الاختلاف ويمكنا من الاتفاق ؟

قال الشامي : نعم .

قال له هشام : فلم اختلفنا نحن وأنت وجئتنا من الشام تخالفنا وتزعم أن الرأي طريق الدين ، وأنت مقر بأن الرأي لا يجمع على القول الواحد المختلفين ؟

فسكت الشامي كالمفكر ، فقال له أبو عبد الله عليه السلام : ( ما لك لا تتكلم ؟ )

قال : إن قلت : إنا ما اختلفنا كابرت ، وإن قلت : إن الكتاب والسنة يرفعان عنا الاختلاف أبطلت لأنهما يحتملان الوجوه ، ولكن لي عليه مثل ذلك .

فقال له أبو عبد الله عليه السلام : ( سله تجده مليا ) .

فقال الشامي لهشام : من أنظر للخلق ، ربهم أم أنفسهم ؟

قال هشام : بل ربهم أنظر لهم .

فقال الشامي : فهل أقام لهم من يجمع كلمتهم ويرفع اختلافهم ويبين لهم حقهم من باطلهم ؟

قال هشام : نعم .

قال الشامي : من هو ؟

قال هشام : أما في ابتداء الشريعة فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأما بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فغيره ، قال الشامي : ومن هو غير النبي القائم مقامه في حجته .

قال هشام : في وقتنا هذا أم قبله ؟

قال الشامي : بل في وقتنا هذا .

فقال هشام : هذا الجالس – يعني أبا عبد الله عليه السلام – الذي تشد إليه الرحال ، ويخبرنا عن أخبار السماء وراثة عن أب عن جد .

قال الشامي : فكيف لي بعلم ذلك ؟

قال هشام : سله عما بدا لك .

قال الشامي : قطعت عذري ، فعلي السؤال . .

فقال له أبو عبد الله عليه السلام : ( أنا أكفيك المسألة يا شامي ، أخبرك عن مسيرك وسفرك ، خرجت يوم كذا ، وكان طريقك كذا ، ومررت على كذا ، ومر بك كذا ) .

فأقبل الشامي كلما وصف له شيئا من أمره يقول : صدقت والله ، ثم قال الشامي : أسلمت الساعة .

فقال له أبو عبد الله عليه السلام : ( إنك امنت بالله الساعة ، إن الإسلام قبل الإيمان ، وعليه يتوارثون ويتناكحون ، والإيمان عليه يثابون ) .

قال الشامي : صدقت ، فأنا الساعة أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنك وصي الأوصياء .

قال : فاقبل أبو عبد الله عليه السلام على حمران فقال : ( يا حمران تجري الكلام على الأثر فتصيب ) .

والتفت إلى هشام بن سالم فقال : ( تريد الأثر ولا تعرف ) .

ثم التفت إلى الأحول فقال : ( قياس رواغ تكسر باطلا بباطل ، إلا أن باطلك أظهر ) .

ثم التفت إلى قيس الماصر فقال : تتكلم وأقرب ما تكون من الخبر عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أبعد ما تكون منه ، تمزج الحق بالباطل ، وقليل الحق يكفي عن كثير الباطل ، أنت والأحول قفازان حاذقان ) .

قال يونس بن يعقوب : فظننت والله أنه يقول لهشام قريبا مما قال لهما ، فقال : ( يا هشام لا تكاد تقع ، تلوي رجليك إذا هممت بالأرض طرت ، مثلك فليكلم الناس ، اتق الزلة والشفاعة من ورائك ) ( 2 ) .

وهذا الخبر مع ما فيه من المعجز الدال على إمامة أبي عبد الله عليه السلام يتضمن إثبات حجة النظر ودلالة الإمامة من طريق النظر والاستدلال .

الهوامش

( 1 ) الخبب : ضرب من العدو . ( الصحاح – خط – 1 : 117 )

( 2 ) الكافي 1 : 130 / 4 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 194 ، وباختصار

في المناقب لابن شهرآشوب 4 : 243 .

المصدر: إعلام الورى بأعلام الهدى ج1 / الشيخ الطبرسي

من مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)

كان عليه السلام أعلم أولاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في زمانه بالاتفاق ، وأنبههم ذكرا ، وأعلاهم قدرا ، وأعظمهم منزلة عند العامة والخاصة ، ولم ينقل عن أحد من سائر العلوم ما نقل عنه ، فإن أصحاب الحديث قد جمعوا أسامي الرواة عنه من الثقات على اختلافهم في المقالات والديانات فكانوا أربعة آلاف رجل .

روى أبو محمد الحسن بن حمزة الحسيني في كتاب ( التفهيم ) :

بإسناده ، عن سدير الصير في قال : قال الصادق عليه السلام : ( نحن تراجمة وحي الله ، نحن خزان علم الله ، نحن قوم معصومون ، أمر الله بطاعتنا ونهى عن معصيتنا ، نحن الحجة البالغة على من دون السماء وفوق الأرض ) ( 1 ) .

وفيه أيضا : بإسناده ، عن جميل قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : ( الناس ثلاثة : عالم ، ومتعلم ، وغثاء ، فنحن العلماء ، وشيعتنا المتعلمون ، وسائر الناس غثاء ) ( 2 ) .

وكان يقول : عليه السلام ( علمنا غابر ومزبور ، ونكت في القلوب ، ونقر في الأسماع ، وإن عندنا الجفر الأحمر والجفر الأبيض ومصحف فاطمة عليها السلام ، وإن عندنا الجامعة فيها جميع ما يحتاج الناس إليه ) .

فسئل عن تفسير كلامه عليه السلام ، فقال : ( أما الغابر : فالعلم بما يكون .

وأما المزبور : فالعلم بما كان .

وأما النكت في القلوب : فهو الإلهام .

وأما النقر في الأسماع : فحديث الملائكة عليهم السلام نسمع كلامهم ولا نرى أشخاصهم .

وأما الجفر الأحمر : فوعاء فيه سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولن يخرج حتى يقوم قائمنا أهل البيت .

وأما الجفر الأبيض : فوعاء فيه توراة موسى ، وإنجيل عيسى ، وزبور داود عليهم السلام ، وكتب الله المنزلة .

وأما مصحف فاطمة : عليها السلام ففيه ما يكون من حادث ، وأسماء كل من يملك إلى أن تقوم الساعة .

وأما الجامعة : فهي كتاب طوله سبعون ذراعا ، إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخط علي بن أبي طالب عليه السلام بيده ، فيه والله جميع ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة ، وفيه أرش الخدش والجلدة ونصف الجلدة ) ( 3 ) .

وكان عليه السلام يقول : ( حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدي ، وحديث جدي حديث علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حديث الله عز وجل ) ( 4 ) .

وروى عنه محمد بن شريح أنه قال : ( لولا أن الله تعالى فرض ولايتنا وأمر بمودتنا ما وقفناكم على أبوابنا ، ولا أدخلناكم بيوتنا ، والله ما نقول بأهوائنا ، ولا نقول برأينا ، ولا نقول إلا ما قال ربنا ، أصول عندنا نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم ) ( 5 ) ، وروى عنه أبو حمزة الثمالي أنه قال : ( ألواح موسى عليه السلام عندنا ، وعصا موسى عندنا ونحن ورثة النبيين ) ( 6 ) .

وروى معاوية بن وهب ، عن سعيد السمان قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه رجلان من الزيدية فقالا له : أفيكم إمام مفترض الطاعة ؟

قال : فقال : ( لا ) .

فقالا : قدم خبرنا عنك الثقات أنك تقول به ؟ وسموا قوما .

فغضب عليه السلام وقال : ( ما أمرتهم بهذا ) .

فلما رأيا الغضب في وجهه خرجا ، فقال لي : ( أتعرف هذين ؟ ) قلت : نعم ، هما من أهل سوقنا ، وهما من الزيدية ، وهما يزعمان أن سيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند عبد الله بن الحسن .

فقال : ( كذبا لعنهما الله ، والله ما رآه عبد الله بن الحسن بعينيه ولا بواحدة من عينيه ، ولا رآه أبوه إلا أن يكون رآه عند علي بن الحسين ، فإن كانا صادقين فما علامة في مقبضه ؟ وما أثر في موضع مضربه ؟ وان عندي لسيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورايته ودرعه ولامته ( 7 ) ومغفره ( 8 ) ، فإن كانا صادقين فما علامة في درع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإن عندي لراية رسول الله المغلبة ، وإن عندي ألواح موسى وعصا موسى ، وإن عندي لراية لم سليمان بن داود ، وإن عندي الطست التي كان موسى يقرب بها القربان ، وإن عندي الاسم الذي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا وضعه بين المسلمين والمشركين لم يصل من المشركين إلى المسلمين نشابة ، وإن عندي لمثل الذي جاءت به الملائكة ، ومثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل ، كانت بنو إسرائيل في أي أهل بيت وجد التابوت على أبوابهم أوتوا النبوة ، ومن صار إليه السلاح منا أوتي الإمامة ، ولقد لبس أبي درع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فخطت على الأرض خطيطا ، ولبستها أنا فكانت وكانت ، وقائمنا من إذا لبسها ملأها إن شاء الله ) ( 9 ) .

ووجدت في كتاب ( كمال الدين ) للشيخ أبي جعفر بن بابويه – رضي الله عنه – : حدثنا عبد الواحد بن محمد العطار قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري قال : حدثنا حمدان بن سليمان ، عن محمد بن إسماعيل ابن بزيع ، عن حيان السراج قال : سمعت السيد إسماعيل بن محمد الحميري يقول : كنت أقول بالغلو وأعتقد غيبة محمد بن الحنفية زمانا ، فمن الله علي بالصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فأنقذني من النار وهداني إلى سواء الصراط ، فسألته – بعد ما صح عندي بالدلائل التي شاهدتها منه أنه حجة الله على خلقه وأنه الإمام الذي افترض الله طاعته – فقلت له : يا ابن رسول الله ، قد روي لنا أخبار عن آبائك عليهم السلام في الغيبة وصحة كونها ، فأخبرني بمن تقع ؟

فقال عليه السلام : ( إن الغيبة ستقع بالسادس من ولدي ، وهو الثاني عشر من الأئمة الهداة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم القائم بالحق بقية الله في الأرض وصاحب الزمان ، والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ) .

قال السيد : فلما سمعت ذلك من مولاي الصادق عليه السلام تبت إلى الله تعالى على يديه وقلت قصيدتي التي أولها :

تجعفرت باسم الله والله أكبر * وأيقنت أن الله يعفو ويغفر

ودنت بدين غير ما كنت دائنا * به ونهاني سيد الناس جعفر

فقلت هب إني قد تهودت برهة * وإلا فديني دين من يتنصر

فإني إلى الرحمن من ذاك تائب * وإني قد أسلمت والله أكبر

فلست بغال ما حييت وراجع * إلى ما عليه كنت أخفي وأضمر

ولا قائلا حي برضوى محمد * وإن عاب جهال مقالي وأكثروا

ولكنه ممن مضى لسبيله * على أفضل الحالات يقفي ويخبر

مع الطيبين الطاهرين الأولى لهم * من المصطفى فرع زكي وعنصر

إلى اخرها ، وقلت بعد ذلك أيضا أبيات شعر وهي :

أيا راكبا نحو المدينة جسرة ( 10 ) * عذافرة ( 11 ) يطوي بها كل سبسب ( 12 )

إذا ما هداك الله عاينت جعفرا * فقل لولي الله وابن المهذب

ألا يا أمين الله وابن أمينه * أتوب إلى الرحمن ثم تأوبي

إليك من الأمر الذي كنت مطنبا * أحارب فيه جاهدا كل معرب

وما كان قولي في ابن خولة ( 13 ) مبطنا * معاندة مني لنسل المطيب

ولكن روينا عن وصي نبينا * وما كان فيما قاله بالمكذب

بأن ولي الأمر يفقد لا يرى * ستيرا كفعل الخائف المترقب

فتقسم أموال الفقيد كأنما * تغيبه بين الصفيح المنصب

فيمكث حينا ثم يشرق شخصه * مضيئا بنور العدل إشراق كوكب

يسير بنصر الله من بيت ربه * على سؤدد منه وأمر مسبب

يسير إلى أعدائه بلوائه * فيقتلهم قتلا كحران مغضب

فلما روي أن ابن خولة غائب * صرفنا إليه قوله لم نكذب

وقلنا هو المهدي والقائم الذي * يعيش به من عدله كل مجدب

فإن قلت : لا ، فالقول قولك والذي * أمرت فحتم غير ما متعصب

وأشهد ربي أن قولك حجة * على الناس من مطيع ومذنب

بأن ولي الأمر والقائم الذي * تطلع نفسي نحوه بتطرب

له غيبة لابد من أن يغيبها * فصلى عليه الله من متغيب

فيمكث حينا ثم يظهر حينه * فيملأ عدلا كل شرق ومغرب

بذاك أدين الله سرا وجهرة * ولست وإن عوتبت فيه بمعتب

قال : وكان حيان السراج الراوي لهذا الحديث من الكيسانية وكان السيد بن محمد بلا شك كيسانيا قبل ذلك يزعم أن ابن الحنفية هو المهدي وأنه مقيم في جبال رضوى وشعره مملوء بذلك فمن ذلك قوله :

ألا إن الأئمة من قريش * ولاة الأمر أربعة سواء

علي والثلاثة من بنيه * هم أسباطنا والأوصياء

فسبط سبط إيمان وبر * وسبط غيبته كربلاء

وسبط لا يذوق الموت حتى * يقود الجيش يقدمه اللواء

يغيب لا يرى عنا زمانا * برضوى عنده عسل وماء

وقوله أيضا :

أيا شعب رضوى ما لمن بك لا يرى * وبنا إليه من الصبابة أولق ( 14 )

حتى متى ؟ والى متى ؟ وكم المدى ؟ * يا ابن الوصي وأنت حي ترزق

إني لآمل أن أراك وأنني * من أن أموت ولا أراك لأفرق ( 15 )

وقوله أيضا :

ألا حي المقيم بشعب رضوى * وأهد له بمنزله السلاما

وقل يا ابن الوصي فدتك نفسي * أطلت بذلك الجبل المقاما

فمر بمعشر والوك منا * وسموك الخليفة والإماما

فما ذاق ابن خولة طعم موت * ولا وارت له أرض عظاما ( 16 )

وفي شعره الذي ذكرناه دليل على رجوعه عن ذلك المذهب وقبوله إمامة الصادق عليه السلام .

وفيه أيضا دليل على أنه عليه السلام دعاه إلى إمامته وعلى صحة القول بغيبة صاحب الزمان عليه السلام .

ومما نقل عنه صلوات الله عليه في الحجة والبيان والرد على منكري الحق ومخالفي الإيمان ما رواه محمد بن يعقوب الكليني ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن العباس بن عمرو الفقيمي : أن ابن أبي العوجاء ، وابن طالوت ، وابن الأعمى ، وابن المقفع في نفر من الزنادقة كانوا مجتمعين في الموسم في المسجد الحرام ، وأبو عبد الله جعفر بن محمد إذ ذاك فيه يفتي الناس ويفسر لهم القرآن ويجيب عن المسائل ، فقال القوم لابن أبي العوجاء : هل لك في تغليط هذا الجالس وسؤاله عما يفضحه عند هؤلاء المحيطين به ، فقد ترى فتنة الناس به وهو علامة زمانه .

فقال لهم ابن أبي العوجاء : نعم .

ثم تقدم ففرق الناس وقال : يا أبا عبد الله ، إن المجالس أمانات ، ولا بد لكل من به سعال أن يسعل ، أفتأذن لي في السؤال ؟

فقال له أبو عبد الله عليه السلام : ( سل إن شئت ) .

فقال : إلى ، كم تدوسون هذا البيدر ، وتلوذون بهذا الحجر ، وتعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب والمدر ، وتهرولون حوله هرولة البعير إذا نفر ، من فكر في هذا وقدر علم أنه فعل غير حكيم ولا ذي نظر ، فقل إنك رأس هذا الأمر وسنامه وأبوك أسه ونظامه ؟

فقال الصادق عليه السلام : ( إن من أضله الله وأعمى قلبه استوخم الحق فلم يستعذبه ، وصار الشيطان وليه وربه ، يورده مناهل الهلكة ، وهذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه ، فحثهم على تعظيمه وزيارته وجعله قبلة للمصلين ، فهو شعبة من رضوانه ، وطريق يؤدي إلى غفرانه ، منصوب على استواء الكمال ومجمع العظمة والجلال ، خلقه قبل دحو الأرض بألفي عام ، وأحق من أطيع – فيما أمر وانتهى عما زجر – الله المنشئ لأرواح والصور ) .

فقال له ابن أبي العوجاء : ذكرت يا أبا عبد الله فأحلت على غائب .

فقال الصادق عليه السلام : ( كيف يكون غائبا – يا ويلك – من هو مع خلقه شاهد ، وإليهم أقرب من حبل الوريد ، يسمع كلامهم ويعلم أسرارهم ، لا يخلو منه مكان ولا يشتغل به مكان ، ولا يكون إلى مكان أقرب منه من مكان ، تشهد له بذلك آثاره وتدل عليه أفعاله ! ! والذي بعثه بالآيات المحكمة والبراهين الواضحة محمد صلى الله عليه وآله وسلم جاءنا بهذه العبادة ، فأن شككت في شئ من أمره فاسأل عنه أوضحه لك ) .

قال : فأبلس ابن أبي العوجاء فلم يدر ما يقول ، فانصرف من بين يدية وقال لأصحابه : سألتكم أن تلتمسوا لي جمرة فألقيتموني على جمرة .

قالوا له : اسكت ، فوالله لقد فضحتنا بحيرتك وانقطاعك ، وما رأينا أحقر منك اليوم في مجلسه .

فقال : إلي تقولون هذا ! إنه ابن من حلق رؤوس من ترون ، وأشار بيده إلى أهل الموسم ( 17 ) .

ومن ذلك : ما روي : أن أبا شاكر الديصاني وقف ذات يوم في مجالسه عليه السلام فقال له : إنك لأحد النجوم الزواهر ، وكان آباؤك بدورا بواهر ، وأمهاتك عقيلات عباهر ( 18 ) ، وعنصرك من أكرم العناصر ، وإذا ذكر العلماء فبك تثنى الخناصر ، فخبرنا أيها البحر الخضم الزاخر ما الدليل على حدوث العالم ؟

فقال له أبو عبد الله عليه السلام : ( من أقرب الدليل على ذلك ما أذكره لك ) ثم دعا ببيضة فوضعها في راحته ثم قال : ( هذا حصن ملموم ، باطنه غرقئ ( 19 ) ، رقيق يطيف به كالفضة السائلة والذهبة المائعة ، أفتشك في ذلك ؟ ) قال أبو شاكر : لا شك فيه .

قال أبو عبد الله عليه السلام : ( ثم إنه ينفلق عن صورة كالطاووس ، أدخله شئ غير ما عرفت ؟ )

قال : لا .

قال : ( فهذا الدليل على حدوث العالم ) .

فقال أبو شاكر : دللت يا أبا عبد الله فأوضحت ، وقلت فأحسنت ، وذكرت فأوجزت ، وقد علمت أنا لا نقبل إلا ما أدركناه بأبصارنا ، أو سمعناه بآذاننا ، أو ذقناه بأفواهنا ، أو شممناه بأنوفنا ، أو لمسناه ببشرتنا .

فقال له أبو عبد الله عليه السلام : ( ذكرت الحواس الخمس ، وهي لا تنتفع في الاستنباط إلا بدليل ، كما لا تنقطع الظلمة بغير مصباح ) ( 20 ) .

أراد عليه السلام أن الحواس لا توصل إلى العلم بالغائبات إلا بالعقل ، وإن الذي أراه من حدوث الصورة معقول يوصل إلى العلم به بالمحسوس .

ومن ذلك : ما روي أنه سئل عن التوحيد والعدل فقال : ( التوحيد أن لا تجوز على ربك ما جاز عليك ، والعدل أن لا تنسب إلى خالقك ما لامك عليه ) ( 21 ) وهذا يؤول في المعنى إلى قول أمير المؤمنين عليه السلام : ( التوحيد أن لا تتوهمه ، والعدل أن لا تتهمه ) ( 22 ) .

وقيل للصادق عليه السلام : أنت أعلم أم أبوك ؟

فقال : ( أبي أعلم مني ، وعلم أبي لي ) .

وروى علي بن أسباط ، عن داود الرقي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : كيف أدعو الله أن يرضى عني إمامي .

قال : ( تقول : اللهم رب إمامي وربي ، وخالق إمامي وخالقي ، ورازق إمامي ورازقي ، ارض عني وارض عني إمامي ) .

وما حفظ عنه وتلقي منه في أنواع العلوم وفنون الحكم أكثر من أن يحويه كتاب ، أو يحصره حساب ، والاقتصار على ما أوردناه أليق بالباب ، والله الموفق للصواب .

الهوامش

( 1 ) بصائر الدرجات : 124 / 6 ، الكلافي 1 : 212 ذيل الحديث 6 .

( 2 ) بصائر الدرجات : 28 / ح 1 – 5 ، الكافي 1 : 26 / 4 ، الخصال 1 : 123 115 .

( 3 ) ارشاد المفيد 2 : 186 ، الاحتجاج 2 : 372 ، روضة الواعظين 210 ، كشف الغمة 2 : 169 وباختلاف يسير في : الكافي 1 : 307 / 3 .

( 4 ) الكافي 1 : 42 / 14 ، ارشاد المفيد 2 : 186 ، روضة الواعظين : 211 ، كشف الغمة 2 : 170 .

( 5 ) بصائر الدرجات : 321 / 10 وباختلاف يسير في 320 / 5 و 7 .

( 6 ) بصائر الدرجات 160 / ذيل ح 4 ، الكافي 1 : 180 / 2 ، ارشاد المفيد 2 . 187 ، روضة الواعظين : 210 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 276 ، كشف الغمة 2 : 170 .

( 7 ) اللامة : الدرع ، وقيل : السلاح ، ولأمة الحرب : أداتها ، وقد يترك الهمز تخفيفا . ويقال للسيف لأمة ، وللرمح لأمة ، وإنما سمي لأمة لأنها تلائم الجسد وتلازمه . ( لسان العرب 12 : 532 ) .

( 8 ) المغفر : زرد ينسج من الدروع على قدر الرأس ، يلبس تحت القلنسوة . ( الصحاح – غفر – 2 : 771 ) .

( 9 ) بصائر الدرجات : 194 / 2 ، الكافي 1 : 181 / 1 ، ارشاد المفيد 2 : 87 1 .

( 10 ) الجسرة : العظيمة من الإبل . ( الصحاح – جسر – 2 : 613 ) .

( 11 ) العذافرة : العظيمة الشديدة من الإبل . ( الصحاح – عذفر – 2 : 742 ) .

( 12 ) السبسب : المفازة أو البادية . ( الصحاح – سبب – 1 : 145 ) .

( 13 ) ابن خولة : هو محمد بن الحنفية رحمه الله .

( 14 ) الأولق : شبه الجنون . ( الصحاح – ولق – 4 : 1568 ) .

( 15 ) ورد البيتان في إكمال الدين بهذا الشكل : أيا شعب رضوى ما لمن بك لا يرى * فحتى متى يخفى وأنت قريب فلو غاب عنا عمر نوح لأيقنت * منا النفوس بأنه سيؤوب .

( 16 ) كمال الدين : 33 .

( 17 ) الكافي 1 : 98 / 3 و 4 : 197 / 1 ، ارشاد المفيد 2 : 199 ، التوحيد : 253 / 4 ، كشف الغمة 2 : 175 ، ووردت قطعة منه في . أمالي الصدوق : 493 / 4 ، علل الشرائع : 403 / 4 ، الاحتجاج 3 : 335 .

( 18 ) العبهرة : الغي جمعت الحسن والجسم والخلق ( لسان العرب 4 : 536 ) .

( 19 ) الغرقئ : قشر البيض الرقيق الذي تحت القشر الصلب . ( الصحاح – غرقا – 1 : 61 ) .

( 20 ) التوحيد : 292 / 1 ، ارشاد المفيد 2 : 201 ، كشف الغمة 2 : 177 ، ونحوه في الكافي 1 : 63 / ذيل ح 4 .

( 21 ) معاني الأخبار . 11 / 2 ، التوحيد 96 / 1 .

( 22 ) نهج البلاغة : 264 / 470 .

المصدر: إعلام الورى بأعلام الهدى ج1 / الشيخ الطبرسي

 

أما طريقة الاعتبار فمثل ما تقدم ذكره في إمامة آبائه عليهم السلام ، فانا إذا اعتبرنا إمامة من اختلف في إمامته في عصره عليه السلام وجدنا الأمة بين أقوال :

قائل يقول : لا إمام في الوقت ، وقوله يبطل بما دل على وجوب الإمامة في كل عصر .

وقائل يقول : بإمامة كل من لا يقطع على عصمته ، وقوله يبطل بما دل على وجوب العصمة للامام .

ومن ادعى العصمة ولم يقل بالنص من متأخري الزيدية فقوله يبطل بما دللنا عليه من أن العصمة لا يمكن أن تعلم إلا بالنص أو المعجز .

ومن اعتبر الحياة – من الكيسانية – فقوله يبطل بما علمانه من موت من ادعي حياته ، وأيضا فإن هذه الفرقة قد انقرضت وخلا الزمان من القائلين بقولها وانعقد الإجماع على خلافها .

فإذا بطلت هذه الأقوال ثبتت إمامته عليه السلام ، وإلا أدى إلى خروج الحق عن أقوال الأمة .

واما طريقة التواتر فمثل ما ذكرناه فيما تقدم فإن الشيعة قد تواترت خلافا عن سلف إلى أن اتصل نقلهم بالباقر عليه السلام أنه نص على الصادق عليه السلام ، كما تواترت على أن أمير المؤمنين عليه السلام نص على الحسن ، ونص على الحسين عليهما السلام ، وكذاك كل إمام على الإمام الذي يليه ، ثم هكذا إلى أن ينتهى إلى صاحب الزمان ، وكل سؤال يسئل على هذا الدليل فالجواب عنه مذكور في تصحيح التواتر لنص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أمير المؤمنين عليه السلام ، ولا يحتمل ذكره هذا الموضع .

فأما ما جاء في الأخبار من النص بالإمامة عليه والإشارة بذلك من أبيه إليه فمن ذلك :

ما رواه محمد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي الصباح الكناني قال : نظر أبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام إلى أبي عبد الله عليه السلام يمشي فقال : ( ترى هذا ، هذا من الذين قال الله سبحانه : ( ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) ( 1 ) ( 2 ) وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله قال : ( لما حضرت أبي الوفاة قال : يا جعفر أوصيك بأصحابي خيرا .

قلت : جعلت فداك ، والله لأدعنهم والرجل منهم يكون في المصر فلا يسأل أحدا ) ( 3 ) .

وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام :

أنه سئل عن القائم فضرب بيده على أبي عبد الله عليه السلام ثم قال : لم ( هذا والله قائم آل محمد ) .

قال عنبسة بن مصعب : فلما قبض أبو جعفر عليه السلام دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فأخبرته بذلك ، فقال : ( صدق جابر على أبي ) ثم قال عليه السلام : ( لعلكم ترون أن ليس كل إمام هو القائم بعد الإمام الذي قبله ) ( 4 ) .

وعنه ، عن عدة من أصحابه ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن طاهر قال : كنت قاعدا عند أبي جعفر عليه السلام فأقبل جعفر عليه السلام فقال أبو جعفر عليه السلام : ( هذا خير البرية ) ( 5 ) .

وعنه ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عبد الأعلى مولى آل سام ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ( إن أبي استودعني ما هناك ، فلما حضرته الوفاة قال : ادع لي شهودا فدعوت أربعة من قريش فيهم نافع مولى عبد الله بن عمر ، فقال : اكتب أوصيك بما أوصى به يعقوب بنيه : ( يا بني إن الله أصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وأنتم مسلمون ) ( 6 ) . أوصى أبو جعفر محمد بن علي إلى جعفر بن محمد ، وأمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه الجمعة ، وأن يعم صمه بعمامته ، وأن يربع قبره ويرفعه أربع أصابع ، ثم قال للشهود : انصرفوا رحمكم الله ، فقلت بعدما انصرفوا : ما كان لك في هذا بأن تشهد عليه ؟

فقال : إني كرهت أن تغلب وأن يقال : إنه لم يوص إليه ، فأردت أن تكون لك الحجة ) ( 7 ) .

وأشباه هذه الأخبار كثيرة .

الهوامش

( 1 ) القصص 28 : 5 .

( 2 ) الكافي 1 : 243 / 1 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 180 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 214 ، كشف الغمة 2 : 167 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 47 : 13 / 5 ( 3 ) الكافي 1 : 244 / 2 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 180 ، روضة الواعظين : 257 ، كشف الغمة 2 : 166 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 47 : 13 / 3 .

( 3 ) الكافي 1 : 244 / 2 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 181 ، روضة الواعظين : 207 ، كشف الغمة 2 : 167 ، اثبات الوصية : 155 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 47 : 14 / 11 .

( 4 ) الكافي 1 : 244 / 4 ، وكذا في : الإمامة والتبصرة : 199 / 55 ، ارشاد المفيد 2 : 181 كشف الغمة 2 : 167 ، اثبات الوصية : 155 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 47 : 13 / 7 ضمن ح 7 .

( 5 ) البقرة 2 : 132 .

( 6 ) الكافي 1 : 244 / 8 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 181 ، روضة الواعظين : 208 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 278 – 279 ، كشف الغمة 2 : 67 1 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 47 : 14 / 10 .

( 7 ) المناقب لابن شهرآشوب 4 : 225 ، كشف الغمة 2 : 192 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 47 : 150 / 207 .

المصدر: إعلام الورى بأعلام الهدى ج1 / الشيخ الطبرسي

أصدر الأزهر الشريف بيانا،  السبت 7 أكتوبر 2023، يعزّي فيه ضحايا فلسطين، الذين سقطوا إثر المواجهات التي شهدتها المقاومة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ونشر الأزهر بيانًا عبر حسابه الرسمي بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث جاء فيه: الأزهر يعزي العالم الصامت في ضحايا فلسطين الأبرياء ويحيي صمود الشعب الفلسطيني الأبي ويدعو الله أن يلهمهم الصمود في وجه طغيان الصهاينة وإرهابهم والصمت المخجل للمجتمع الدولي.
وأضاف البيان: يتقدَّم الأزهر الشريف بخالص العزاء وصادق المواساة في شهدائنا وشهداء الأمة الإسلامية والعربية؛ شهداء فلسطين الأبيَّة، الذين نالوا الشهادة في سبيل الدفاع عن وطنهم وأمتهم، وقضيتنا وقضيتهم، قضية شرفاء العالم القضية الفلسطينية، ويدعو الله أن يُلهم الشعب الفلسطيني الصمود في وجه طغيان الصهاينة وإرهابهم.
وتابع: ويحيي الأزهر بكل فخرٍ جهودَ الشعب الفلسطيني، مطالبًا العالم المتحضر والمجتمع الدولي بالنظر بعين العقل والحكمة في أطول احتلال عرفه التاريخ الحديث، احتلال الصهاينة لفلسطين، مؤكدًا أن هذا الاحتلال هو وصمة عار في جبين الإنسانية والمجتمع الدولي، الذي يكيل بمكيالين، ولا يعرف سوى الازدواجية في المعايير حينما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية.
وأختتم البيان: ويشدُّ الأزهر على قلوب الشعب الفلسطيني الأبي وأياديهم، الذي أعاد لنا الثقة، وبثَّ فينا الروح، وأعاد لنا الحياة بعد أن ظننا أنها لن تعود مرة أخرى، ويدعو الله أن يرزقهم الصبر والصمود والسكينة والقوة، مؤكدًا أن كل احتلال إلى زوال إن آجلًا أم عاجلًا، طال الأمد أو قصُر.
السبت, 07 تشرين1/أكتوير 2023 18:53

لماذا هاجمت حماس "إسرائيل"؟

لا يمكن وصف ما حصل من اطلاق الاف الصواريخ من غزة استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات الكيان الاسرائيلي، واقتحام ابطال المقاومة لمستوطنات غلاف غزة، ولمواقع عسكرية محصنة، وقتلهم وجرحهم واسرهم المئات من قوات الاحتلال والمستوطنين، إلا بيوم من ايام الله، سيكتبه التاريخ بمداد من ذهب، لشعب تكالبت عليه كل قوى الشر في العالم، لاجتثاثه من جذوره، إلا انه كان عصيا على الاجتثاث.

لم يشهد الصراع مع الكيان الاسرائيلي، ومنذ عشرات السنين، ما نشهد اليوم من ملحمة كبرى، يسطرها شعب محاصر، من قبل الشقيق قبل العدو، فعندما تقاعس العرب والمسلمون عن نصرة الاقصى، تحولت غزة الى "طوفان" لحماية "الاقصى"، ولاول مرة في تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني، تبدأ معركة بقرار فلسطيني وبهجوم استباقي، افقد العدو الاسرائيلي توازنه، وبات يتحدث وبشكل علني ، عن عدم امتلاكه معلومات دقيقة، عن عدد قتلاه واسراه وجرحاه ودباباته وعجلاته التي احترقت بمن فيها.

كان لا بد من ان يوضع حد لجرائم الصهاينة المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وتنكرهم للقوانين الدولية وفي ظل الدعم الأمريكي والغربي والصمت الدولي، فالمحلمة الكبرى التي يشهدها العالم اليوم في فلسطين المحتلة، رغم انها جاءت دفاعا عن مسرى رسول الله (ص) والاقصى، الا انها جاءت ايضا لتقول للعالم اجمع، ان في فلسطين شعبا يرفض ان يتحول الى لاجىء ومشرد، كما يهدد بن غفير وسيموتريش ونتنياهو.

لقد بلغ السيل الزبى، وكان لا بد ان يرد الشعب الفلسطيني على عربدة عصابات بن غفير الارهابي، وتدنيسها المتكرر للمسجد الاقصى، تمهيدا لفرض السيادة الصهيونية عليه، لذلك فاجأت المقاومة الاسلامية حماس ة، الكيان الصهيوني، بـ"طوفان الاقصى"، وهو طوفان استعدت من اجله المقاومة مسبقا لكل ردود فعل الكيان، حتى لو كان ردة الفعل حربا شاملة، فغزة ليست وحدها، فهناك محور المقاومة، وجميع الشعوب العربية والاسلامية، سيقفون معها في معركة المصير والدفاع عن الاقصى وفلسطين.

"طوفان الاقصى"، اثبت ان الكيان الصهيوني اوهن من بيت العنكبوت، وان بامكان الشعب الفلسطيني، هزيمته وتحرير مقدساته وارضه وأسراه. "طوفان الاقصى"، ليس رسالة، بل معركة بكل ما للكلمة من معنى، فلم يعد هناك خطوط حمراء امام غزة، مادام المسجد الاقصى يدنسه الارهابي بن غفير وعصابات المستوطنين.

"طوفان الاقصى"، معركة رفض الواقع الذي تريد امريكا فرضه على الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة عبر الاحتلال والتطبيع، والترويج للانبطاح امام عدو اثبت "طوفان الاقصى" انه اجبن بكثير مما كنا نتصور.

وقال هنية في كلمته: "إنّ المقاومة الفلسطينية تخوض في هذه اللحظات التاريخية ملحمة بطولية عنوانها الأقصى ومقدساتنا وأسرانا إذ إن سببها المركزي والأساس العدوان الصهيوني الإجرامي الذي تم على المسجد الأقصى المبارك".

وأوضح هنية أنّ هذا العدوان بلغ ذروته خلال الأيام الماضية، حيث قام الآلاف من المستوطنين المجرمين الفاشيين بتدنيس مسرى الرسول عليه الصلاة والسلام، وأداء صلواتهم فيه تمهيدًا لفرض السيادة الصهيونية عليه، وهي الخطوة التي كان لدينا المعلومات بأنه ذاهب نحوها بفرض السيادة على المسجد الأقصى ولو سكت العالم ما كنا لنسكت على هذا التدنيس وعلى هذه النية للعدوان.

وأضاف: "وإننا على ثقة بأن أمتنا جميعًا من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها وفي كل مكان ستكون جزءًا من معركة الدفاع عن مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم".

وحثّ هنية الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم جميعًا للوقوف في هذه المعركة العادلة في الدفاع عن الأقصى ومسرى الرسول، كل بما يستطيع، فهذا ليس وقت الانتظار والمشاهدة، وليس وقت النصرة بالقلب فقط وإنما النصرة بالفعل.

وتابع هنية: "لقد خطط العدو الذي يحاصر غزة إلى مباغتتها وتصعيد العدوان على شعبنا في القطاع، فضلًا عن الاستيطان والعدوان المستمر كل لحظة في الضفة، الذي يسعى لاقتلاع شعبنا وطرده من أرضه وجرائم الاحتلال ضد شعبنا في ال48 حيث يقف وراء كل عمليات القتل والاغتيال هناك، واستمرار الاحتلال في احتجاز أسرانا عشرات السنين، ونكثه للاتفاقات عندما أعاد اعتقال المحررين من صفقة وفاء الأحرار".

وختم هنية بالقول: "لذلك كله نخوض معركة الشرف والمقاومة والكرامة للدفاع عن المسرى والأقصى تحت العنوان الذي أعلنه الأخ القائد العام أبو خالد الضيف "طوفان الأقصى"، هذا الطوفان بدأ من غزة وسوف يمتد للضفة والخارج، وكل مكان يتواجد فيه شعبنا وأمتنا".

بمناسبة ذكري مولد النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فی 17 ربیع الأول نلقي نظرة سريعة على حياة النبي (ص).

النبي محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف، وينتهي نسبه الشريف إلى النبي إبراهيم الخليل(ع)، ومن أسمائه (ص) في القرآن خاتم النبيين، الأُمِّي، المُزّمِّل، المُدّثِر، النذير، المُبين، الكريم، النور، النعمة، الرحمة، العبد، الرؤوف، الرحيم، الشاهد، المبشّر، النذير، الداعي، ويكنى أبو القاسم، أبو إبراهيم، ولقبه المصطفى.

تاریخ ولادته (صلى الله علیه وآله)ومکانها :17 ربیع الأوّل 40 عام قبل البعثة النبویة، الموافق 571 میلادی، مکّة المکرّمة.

وهو العام الذی یُسمّى بـ(عام الفیل)، حیث تعرّضت فیه مکّة لعدوان أبرهة الحبشی صاحب جیش الفیل، فجعل الله کیدهم فی تضلیل، کما ورد فی سورة الفیل من القرآن الکریم.

أُمّه السیّدة آمنة بنت وهب بن عبد مناف، زوجته السیّدة خدیجة بنت خویلد الأسدی، أُمّ السیّدة فاطمة الزهراء(علیها السلام)، وله زوجات أُخر.
مدّة عمره (صلى الله علیه وآله) ونبوّته: عمره 63 سنة، ونبوّته 23 سنة.
حملت به أُمّه أیّام التشریق، وقالت: فما وجدت له مشقّة حتّى وضعته.
ثمّ خرج أبوه عبد الله وأُمّه حامل به فی تجارة له إلى الشام، فلمّا عاد نزل على أخواله بنی النجّار بالمدینة، فمرض هناک ومات، ورسول الله (صلى الله علیه وآله) حمل.

وکان أبوه عبد الله فقیراً، لم یخلّف غیر خمسة من الإبل وقطیع غنم وجاریة اسمها برکة، وتکنّى أُمّ أیمن، وهی التی حضنت النبی (صلى الله علیه وآله)(1).
لمّا سمع عبد المطّلب ـ جدّ النبی (صلى الله علیه وآله)ـ بولادة النبی فرح فرحاً کثیراً، ودخل على السیّدة آمنة (رضی الله عنها)، وقام عندها یدعو الله ویشکر ما أعطاه، وقال:

الحمد لله الذی أعطانی ** هذا الغلام الطیّب الأردان
قد ساد فی المهد على الغلمان ** أُعیذه بالله ذی الأرکان
حتّى أراه بالغ البنیان ** أُعیذه من شرّ ذی شنان
من حاسد مضطرب العنان.

أرضعته أوّلاً ثویبة مولاة أبی لهب بلبن ابنها مسروح أیّاماً قبل أن تقدّم حلیمة السعدیة، وکانت أرضعت قبله (صلى الله علیه وآله) عمّه حمزة.
وکان رسول الله (صلى الله علیه وآله) والسیّدة خدیجة یکرماها، واعتقها أبو لهب بعد الهجرة، فکان (صلى الله علیه وآله) یبعث إلیها من المدینة بکسوة وصلة حتّى ماتت، فسأل عن ابنها مسروح، فقیل: مات، فسأل عن قرابتها، فقیل: ماتوا.

ثمّ أرضعته حلیمة بنت أبی ذؤیب السعدیة، من بنی سعد بن بکر، وکان أهل مکّة یسترضعون لأولادهم نساء أهل البادیة طلباً للفصاحة، ولذلک قال(صلى الله علیه وآله): «أنا أفصح من نطق بالضاد، بید أنّی من قریش واستُرضعت فی بنی سعد».

فجاء عشرة نسوة من بنی سعد بن بکر یطلبن الرضاع، وفیهنّ حلیمة، فأصبن الرضاع کلّهن إلّا حلیمة، وکان معها زوجها الحارث المکنّى أبا ذؤیب، وولدها منه عبد الله، فعرض علیها رسول الله(صلى الله علیه وآله)، فقالت: یتیم ولا مال له، وما عست أُمّه أن تفعل. فخرج النسوة وخلفنها، فقالت لزوجها: ما ترى قد خرج صواحبی، ولیس بمکّة غلام یسترضع إلّا هذا الغلام الیتیم، فلو أنّا أخذناه، فإنّی أکره أن أرجع بغیر شیء.

فقال لها: خذیه عسى الله أن یجعل لنا فیه خیراً، فأخذته فوضعته فی حجرها، فدرّ ثدیاها حتّى روی وروی أخوه، وکان أخوه لا ینام من الجوع. فبقی عندها سنتین حتّى فطم، فقدموا به على أُمّه زائرین لها، وأخبرتها حلیمة ما رأت من برکته فردّته معها، ثمّ ردّته على أُمّه وهو ابن خمس سنین ویومین.
وقدمت حلیمة على رسول الله(صلى الله علیه وآله) بعدما تزوّج، فبسط لها رداءه، وأعطتها خدیجة أربعین شاةً، وأعطتها بعیراً.
وجاءت إلیه (صلى الله علیه وآله) یوم حُنین، فقام إلیها وبسط لها رداءه، فجلست علیه.
من الکرامات الظاهرة عند ولادته (صلى الله علیه وآله) :
1ـ روى علی بن إبراهیم بن هاشم، عن أبیه، عن رجاله قال: «کان بمکّة یهودی یقال له یوسف، فلمّا رأى النجوم تُقذف وتتحرّک لیلة ولد النبی(صلى الله علیه وآله) قال: هذا نبی قد ولد فی هذه اللیلة؛ لأنّا نجد فی کتبنا إنّه إذا ولد آخر الأنبیاء رُجمت الشیاطین وحُجبوا عن السماء.

فلمّا أصبح جاء إلى نادی قریش فقال: هل وُلد فیکم اللیلة مولود؟ قالوا: قد ولد لعبد الله بن عبد المطّلب ابن فی هذه اللیلة، قال: فاعرضوه علیَّ. فمشوا إلى باب آمنة، فقالوا لها: أخرجی ابنک، فأخرجته فی قماطه، فنظر فی عینه وکشف عن کتفیه، فرأى شامة سوداء وعلیها شعیرات، فلمّا نظر إلیه الیهودی وقع إلى الأرض مغشیاً علیه، فتعجّبت منه قریش وضحکوا منه.

فقال: أتضحکون یا معشر قریش؟ هذا نبی السیف، لیبیرنکم، وذهبت النبوّة عن بنی إسرائیل إلى آخر الأبد. وتفرّق الناس یتحدّثون بخبر الیهودی».

2ـ قالت أُمّه السیّدة آمنة: لمّا قربت ولادة رسول الله(صلى الله علیه وآله) رأیت جناح طائر أبیض قد مسح على فؤادی، فذهب الرعب عنّی، وأتیت بشربة بیضاء وکنت عطشى فشربتها، فأصابنی نور عال.

ثمّ رأیت نسوة کالنخل طوالاً تحدّثنی، وسمعت کلاماً لا یشبه کلام الآدمیین، حتّى رأیت کالدیباج الأبیض قد ملأ بین السماء والأرض، وقائل یقول: خذوه من أعزّ الناس... فخرج رسول الله(صلى الله علیه وآله) رافعاً إصبعه إلى السماء.

ورأیت سحابة بیضاء تنزل من السماء حتّى غشیته، فسمعت نداءً: طوفوا بمحمّد شرق الأرض وغربها والبحار، لتعرفوه باسمه ونعته وصورته.

ثمّ انجلت عنه الغمامة، فإذا أنا به فی ثوب أبیض من اللبن، وتحته حریر خضراء، وقد قبض على ثلاث مفاتیح من اللؤلؤ الرطب، وقائل یقول: قبض محمّد على مفاتیح النصرة والریح والنبوّة.

ثمّ أقبلت سحابة أُخرى فغیّبته عن وجهی أطول من المرّة الأُولى، وسمعت نداءً: «طوفوا بمحمّد الشرق والغرب وأعرضوه على روحانی الجنّ والأنس والطیر والسباع، وأعطوه صفاء آدم، ورقّة نوح، وخلّة إبراهیم، ولسان إسماعیل، وکمال یوسف، وبشرى یعقوب، وصوت داود، وزهد یحیى، وکرم عیسى».

3ـ قالت السیّدة آمنة: «لمّا حملت به لم أشعر بالحمل ولم یصبنی ما یصیب النساء من ثقل الحمل، فرأیت فی نومی کأنّ آتٍ أتانی فقال لی: قد حملت بخیر الأنام، فلمّا حان وقت الولادة خفّ علیّ ذلک حتّى وضعته، وهو یتّقی الأرض بیدیه ورکبتیه، وسمعت قائلاً یقول: وضعت خیر البشر، فعوّذیه بالواحد الصمد من شرّ کلّ باغ وحاسد».

4ـ قال ابن عبّاس: «لمّا کانت اللیلة التی وُلد فیها النبی(صلى الله علیه وآله) ارتجّ إیوان کسرى، وسقط منه أربعة عشر شرافة، وغاضت بحیرة ساوة، وانقطع وادی السماوة، ولم تجرِ بحیرة طبریة، وخمدت بیوت النار».
وصف رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) :

قال الإمام علی ( علیه السلام ) وهو یصف رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) : ( کان نبیّ الله أبیض اللّون ، مشرباً حمرة ، أدعج العین ، سبط الشعر ، کثف اللّحیة ، ذا وفرة ، دقیق المسربة ، کأنّما عنقه إبریق فضّة ، یجری فی تراقیه الذهب ، له شعر من لبّته إلى سرّته کقضیب خیط إلى السرة ، ولیس فی بطنه ولا صدره شعر غیره ، ششن الکفّین والقدمین ، ششن الکعبین ، إذا مشى کأنّما یتقلّع من صخر إذا أقبل کأنّما ینحدر من صبب ، إذا التفت التفت جمیعاً بأجمعه کلّه .

لیس بالقصیر المتردّد ، ولا بالطویل المتمعّط ، وکأنّ فی الوجه تدویر ، إذا کان فی الناس غمرهم کأنّما عرقه فی وجهه اللؤلؤ ، عرقه أطیب من ریح المسک ، لیس بالعاجز ولا باللّئیم ، أکرم الناس عشرة ، وألینهم عریکة وأجودهم کفّاً ، من خالطه بمعرفة أحبّه ، ومن رآه بدیهة هابه ، عزّه بین عینیه ، یقول ناعته لم أر قبله ولا بعده ) .

وقال الإمام الحسن المجتبى ( علیه السلام ) : ( سألت خالی هند بن أبی هالة عن حلیة رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) ؟ وکان وصّافاً للنبی ( صلى الله علیه وآله ) فقال : ( کان رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) فخماً مفخماً ، یتلألأ وجهه تلألؤ القمر لیلة البدر ، أطول من المربوع ، وأقصر من المشذّب ، عظیم الهامة ، رجل الشعر إن انفرقت عقیقته فرق ، وإلاّ فلا یجاوز شعره شحمة أُذنیه ، إذاً هو وفرة ، أزهر اللّون ، واسع الجبین ، أزج الحواجب ، سوابغ من غیر قرن بینهما له عرق یدرُّه الغضب .

أقنى العرنین ، له نور یعلوه ، یحسبه من لم یتأمّله أشمّ ، کثَّ اللّحیة ، سهل الخدّین ، ضلیع الفم ، أشنب مفلّج الأسنان ، دقیق المسربة ، کأنّ عنقه جید دمیة فی صفاء الفضّة ، معتدل الخلق ، بادناً متماسکاً ، سواء البطن والصدر ، بعید ما بین المنکبین ضخم الکرادیس ، أنور المتجرّد ، موصول ما بین اللّحیة والسرّة بشعر یجری کالخطّ ، عاری الثدیین والبطن ممّا سوى ذلک ، أشعر الذراعین والمنکبین وأعالی الصدر ، طویل الزندین ، رحب الراحة .

ششن الکفّین والقدمین ، سائل الأطراف ، سبط القصب ، خمصان الأخمصین ، مسیح القدمین ، ینبو عنهما الماء ، إذا زال زال قلعاً ، یخطو تکفّؤاً ویمشی هوناً ذریع المشیة ، إذا مشى کأنّما ینحطّ فی صبب ، وإذا التفت التفت جمیعاً ، خافض الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء ، جلّ نظره الملاحظة ، یبدر من لقیه بالسلام ) .

من أسمائه (صلى الله علیه وآله) فی القرآن :
خاتم النبیین، الأُمِّی، المُزّمِّل، المُدّثِر، النذیر، المُبین، الکریم، النور، النعمة، الرحمة، العبد، الرؤوف، الرحیم، الشاهد، المبشّر، النذیر، الداعی

من وصایاه (صلى الله علیه وآله) :
1ـ قال(صلى الله علیه وآله):«یا علی، ثلاث من مکارم الأخلاق فی الدنیا والآخرة:أن تعفو عمّن ظلمک، وتصل من قطعک، وتحلم عمّن جهل علیک.
یا علی، بادر بأربع قبل أربع:شبابک قبل هرمک، وصحّتک قبل سقمک، وغناک قبل فقرک، وحیاتک قبل موتک».

2ـ قال(صلى الله علیه وآله):«جُبلت القلوب على حبّ من أحسن إلیها وبغض من أساء إلیها».
3ـ قال(صلى الله علیه وآله):«شرّ الناس من باع آخرته بدنیاه، وشرٌ من ذلک من باع آخرته بدنیا غیره».
4ـ قال(صلى الله علیه وآله):«طوبى لمن أنفق فضلات ماله وأمسک فضلات لسانه، طوبى لمن شغله عیبه عن عیوب الناس».
ثواب زیارته (صلى الله علیه وآله) :
1ـ قال رسول الله(صلى الله علیه وآله):«من أتانی زائراً کنت شفیعه یوم القیامة».
2ـ قال رسول الله(صلى الله علیه وآله):«من زارنی فی حیاتی أو بعد موتی کان فی جواری یوم القیامة».
3ـ قال رسول الله(صلى الله علیه وآله):«من زارنی بعد وفاتی کان کمن زارنی فی حیاتی، وکنت له شهیداً وشافعاً یوم القیامة».
4ـ قال رسول الله(صلى الله علیه وآله):«من زار قبری بعد موتی کان کمن هاجر إلیَّ فی حیاتی، فإن لم تستطیعوا فابعثوا إلیَّ السلام، فإنّه یبلغنی».
تاریخ وفاته (صلى الله علیه وآله)ومکانها :
28 صفر 11هـ، و دفن فی المدینة المنوّرة .

تولّى الإمام علی(علیه السلام)تجهیزه ولم یشارکه أحد فیه، فقام(علیه السلام) بتغسیله وتکفینه، والصلاة علیه ودفنه، ووقف على حافة قبره قائلاً:«إنّ الصبر لَجَمیل إلّا عنک، وإنّ الجزع لَقَبیح إلّا علیک، وإنّ المُصابَ بک لَجَلیل، وإِنّه بَعدَکَ لَقلیل».

المصدر : العالم

وصف قائد الثورة الإسلامية في هذا اللقاء، المرحوم آية الله ناصري بصاحب الروح الدافئة والإخلاص والنفس المرتبطة بالألطاف الإلهية، وقال: يجب مراعاة ذوق الجمهور في نقل كلام آية الله ناصري.
وأضاف، ان كلمات تلك الشخصية العظيمة تدفقت في القلوب كالماء الجاري لنقائها وروحانيتها، أما الآن لنقل كلامه وعلمه، فييجب مراعاة عدة جوانب منها ذوق الجمهور في المجتمع، وكذلك إتقان المادة واستخدام الأدب الرفيع في نقل المفاهيم.
وكان آية الله محمد علي ناصري دولت آبادي، عالم جليل القدر، مجتهد، أستاذ الأخلاق، من مواليد عام 1930 م في إصفهان،وكانت هناك مراكز دينية وحوزات علمية كثيرة في اصفهان تحت اشرافه، وكذلك معهد بحوث الفلك الإسلامي، ومؤسسة دار الهدى في قم المقدسة، بالإضافة إلى الجهود العلمية والدينية.
وشارك آية الله ناصري بنشاط في إرشاد الطلاب وأهل المعرفة في الأعمال الجيدة، بما في ذلك جهوده لإنشاء مراكز صحية وعلاجية.
وتوفي المجتهد وأستاذ الأخلاق اية الله محمد علي ناصري" صباح الجمعة 26 أغسطس /آب 2022 في مستشفى "أمين" باصفهان والتي دخلها بسبب مرض كان يعاني منه.

ويرى الاكاديمي والباحث السياسي د. علي فضل الله، موقف قائد الثورة الاسلامية حول التطبيع مع كيان الاحتلال، بأنهم مهم، وقال ان الكثير يعتقد بان عملية اعادة العلاقات بين السعودية وايران ستسهم في تسكين اي رد فعل ايراني من عملية التطبيع المحتملة مع الكيان الاسرائيلي. وتابع يقول: السيد علي خامنئي اعلن موقفه هذا في مؤتمر الوحدة الاسلامية الذي حضره عدد كبير من السفراء والعلماء والشخصيات الاسلامية، في تنبيه غير مباشر الى القيادة السعودية بان خيار التطبيع، هو خيار خاسر من وجهة نظر ايران.

ويوضح، ان القراءة الايرانية تعرض ان الكيان الاسرائيلي فقد ثقته بنفسه ويعيش حالة الخوف من التفكك الداخلي، مقابل تماسك وتصاعد قوة محور المقاومة وحلفه. ويلفت الى انه يفترض بالسعوديين ان يقيّموا هذه الرسالة ويدرسوها، وتوقع بان مثل هذه الرسالة بحسب التجارب السابقة، ستسبب لهم قلقاً ما بالنسبة لهم، باعتبار ان عملية التطبيع محفوفة بالمخاطر.

من جانبه، يؤكد القيادي في حركة المجاهدين د. نائل ابو عودة، انه ليس جديداً على القيادة الايرانية وعلى قائد الثورة الاسلامية السيد الخامنئي بان يطلق تصريحات مشرفة التي طالما تدعم وتعزز صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني.

ويقول ان تصريحات الامام الخامنئي في مؤتمر الوحدة الاسلامية جاءت لتؤكد حقائق مهمة خاصة في هذا التوقيت الحساس التي تمر به قضية القدس المحتلة والقضية الفلسطينية. ويشدد على ان كل من يراهن على قطار التطبيع مع الاحتلال، وكل الانظمة التي فتحت ابوابها لتجميل صورة العدو الصهيوني الذي ارتكب جرائم ليس بحق الفلسطينيين وانما بحق الامة الاسلامية، هي خاسرة.

ويلفت الى ان تصريحات الخامنئي هي تصريحات محور المقاومة الذي يراهن على لغة القوة ولغة المواجهة مع الاحتلال الصهيوني، في مقابل الانظمة المنبطحة التي رضيت بالذل والهوان مع الكيان المحتل، وبالتالي فان كل من يراهن على مشاريع التطبيع بالتأكيد هو يراهن على حصان خاسر وخائب، وان المستقبل هو لمحور المقاومة وللشباب الثائر الفلسطيني الذين يتصدون للاحتلال.

الثلاثاء, 03 تشرين1/أكتوير 2023 19:26

ما هي الرسائل التي حملها خطاب السيد نصرالله؟

وقال الاكاديمي والباحث السياسي طلال عتريسي ان هناك قاعدة تاريخية وحكمة اشار لها فلاسفة وادباء ان الوحدة هي اساس الانتصار، لافتا الى ان تاريخ المسلمين الذي يدل على الانتصار عند تحقق الوحدة في مواجهة الغزو والاحتلال الخارجي والهزائم عند التفرق ، واعتبر ان حرب تشرين محطة مفصلية وكادت ان تودي بالكيان الصهيوني وكان هناك تهديد بالاستخدام النووي ولكن حصل الخرق على الجبهة المصرية والقرار السياسي المصري في ذلك الوقت. لذلك فان القاعدة الاساس هي الوحدة بين مكونات المجتمع المختلفة في مواجهة المشاكل التي يواجهها وخاصة عند مواجهة تهديد خارجي والمسلمين تعرضوا عبر تاريخهم لحروب وغزوات واحتلال وتحديدات مختلفة خاصة انه هناك في داخل المسلمين اتجاهات مختلفة.

واضاف عتريسي ان الاستراتيجية الامريكية منذ سنوات تعمل على الوحدة على قاعدة التطبيع اي توحيد العرب والمسلمين على قاعدة التطبيع مع كيان العدو الصهيوني ، فتجمع عددا من الدول وتقول انها متفقة على التطبيع وتعمل وفق الاطروحة المخادعة واللقاء الابراهيمي والاديان الابراهيمية وان كل الاديان تجتمع وبالتالي يكون كيان الاحتلال في قلب هذا اللقاء الابراهيمي، واشار الى ان هناك من يحاول ان يسرق فكرة الوحدة ويحولها لوحدة تطبيع مع الكيان.

واوضح ان السيد نصر الله حذر من ان يكون التطبيع مقدمة للاعتياد على اللقاء مع هذا الكيان وبالتالي سيشعر هذا الكيان ان يده اصبحت اكثر حرية في البطش داخل فلسطين ، مؤكدا ان بعض الدول وقعت منذ بضع سنوات اتفاق التطبيع مع الكيان الصهيوني في المقابل ازدادت حدة حركة المقاومة الفلسطينية والعمليات البطولية والاسود المنفردة التي كانت تقوم بعمليات الطعن والدهس وبالتالي المواجهات التي حصلت في اكثر من مخيم وجهت رسالة ان محاولات التطبيع لن توقف عجلة المقاومة.

من جانبه قال الباحث السياسي طالب ابراهيم انه يتوحد الناس او اي مجموعة عندما يوجد خطر داهم، والعدو الصهيوني هو خطر وجودي وداهم على الامة وعليها ان تتوحد لمواجهته ولو توحدت الامتين العربية والاسلامية على كلمة رجل واحد في المجال الاقتصادي والدبلوماسي لكان بامكانهم تحقيق نتائج توازي وتعادل العمل العسكري، مشيرا الى ان سماحة السيد نصر الله لافت الى الحروب الاعلامية والناعمة والذكية في حديثه عن صراعات اليوم ، والذهاب للتطبيع يعطي للعدو جائزة لايستحقها ويقدم تنازل من جانب المسلمين يؤدي الى شرذمة صفوفهم اكثر واكثر واضعافهم امام هذا العدو الذي يوغل في الاعتداء عليهم وعلى مقدساتهم وعلى الشعب الفلسطيني واللبناني والسوري.

وحول النزوح السوري في لبنان وحديث السيد نصرالله عن الخطة الامريكية التي تسعى لحصار سوريا وفرض قانون قيصر وهو ما يسبب هذا النزوح السوري الى لبنان اوضح ابراهيم ان حديث السيد النصر الله يهدف الى تسليط الضوء على جزء هام من الازمة السورية والتصرفات الغربية والامريكية تجاه سوريا.

واضاف الى ان عندما يتم تفريغ السكان من اي دولة فهذا يعني ان هذه الدولة ستصبح اراضا بلا شعب كما تحدثوا عن فلسطين وهو لب الهدف الامريكي من قانون قيصر والضغط الاقتصادي على سوريا وتحويلها لمناطق توحش اقتصادي لا يستطيع المرء ان يعيش فيها وهو ما تعمل عليه الولايات المتحدة الامريكية .

وتابع ان في خطابات سابقة لسماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تحدث عن المقاومة الاقتصادية وانه علينا في محور المقاومة ان نتكامل اقتصاديا وان نسعى لخلق اقتصاد مقاوم يعتمد على الامكانات الذاتية ويستطيع تخطي العقوبات الامريكية وهو امر هام جدا .