emamian

emamian

الإعتقاد بظهور مصلح عالمي مسألة قرآنيّة، ولهذا فإنّ جميع المسلمين ـ سنّة وشيعة ـ يعتقدون بهذا الأمر، ويعدّ أيضاً من المعتقدات الأساسيّة للمسلمين، حيث يعتقد الشيعة نظراً للروايات الكثيرة المرويّة عن النبيّ والأئمّة الطاهرين بأنّ المهدي هو الإمام الثاني عشر، ويعتقدون أيضاً أنّه من الذريّة الطاهرة لفاطمة الزهراء، وهو الإبن التاسع للإمام الحسين عليه‌السلام، ولأجل هذه العقيدة الراسخة فقد بذل الشيعة جهوداً كبيرة لحفظها وتكريمها.

ولقد قام الشيعة علی مدى التاريخ من أجل الحفاظ علی هذا المعتقد ببحثه وتحليله، سواءً من الجهة العلميّة أو الروائيّة، وهكذا من الناحية التفسيريّة والكلاميّة، وكتبوا كتاباً كثيرة على هذا الصعيد. وقد بذلت هذه الجهود من قبل ولادة الإمام المهدي عليه‌السلام، ولا زالت مستمرّة إلى يومنا هذا. وكتب أيضاً كبار العلماء من العامّة منذ أزمنة بعيدة وذلك لشدّة عنايتهم بهذه العقيدة.

فعقدوا لذلك فصولاً في كتبهم وأشاروا إلى ما ورد عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله، حيث نقلوا عنه ما يقارب من 400 رواية حول المهدي المنتظر عليه‌السلام، فلو جمعنا ما رواه الشيعة والسنّة عن النبيّ وسائر المعصومين لوصل إلى 6000 رواية[1].

وإليك قائمة بأسماء مجموعة من الكتب العلميّة والتاريخيّة والروائيّة لدى العامّة، والتي ذكرت ضمن فصول حول القضيّة المهدويّة، وهي:
1 ـ مسند أحمد: 3 / 36.
2 ـ مسند أبي يعلى: 3 / 274.
3 ـ سنن الترمذي: 2 / 274.
4 ـ سنن أبي داود: 4 / 107.
5 ـ سنن ابن ماجة: 2 / 1368. 6 ـ المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري: 4 / 577.
7 ـ ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمّة: 273.
8 ـ القندوزي الحنفي في ينابيع المودّة: 241.
9 ـ الشبلنجي في نور الأبصار: 186.
10 ـ ابن الصبان المصري في إسعاف الراغبين: 140.
11 ـ دستور العلماء للنگري: 3 / 291.
12 ـ ابن خلّكان في تاريخه: 2 / 451.
13 ـ ابن الأثير الجزري في النهاية: 1 / 174.
14 ـ محمّد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤل: الباب 12.
15 ـ سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ: 378.
16 ـ السيّد أحمد زيني دحلان في الفتوحات: 322.
17 ـ ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة: 205.
18 ـ محبّ الدين الطبري في ذخائر العقبى: 136.
وتعرّض أيضاً عشرات من كتّاب العامّة إلى خصوصيّات الإمام المهدي عليه‌السلام وكيفيّة ظهوره[2].
ومنهم من كتب كتاباً مستقلاًّ حول الإمام المهدي عليه‌السلام، وكتب عن خصائصه من ولادته إلى ظهوره، وإليك أسماءهم بالتفصيل:
1 ـ البرهان للعلاّمة المتّقي الهندي.
2 ـ تحديق النظر لمحمّد بن عبدالعزيز.
3 ـ تلخيص البيان لابن كمال باشا.
4 ـ العرف الوردي لجلال الدين السيوطي.
5 ـ العطر الوردي لمحمّد بن محمّد الحسيني.
6 ـ عقد الدرر ليوسف بن يحيى الشافعي.
7 ـ علامات المهدي لجلال الدين السيوطي.
8 ـ فرائد فوائد الفكر لمرعي بن يوسف الحنبلي.
9 ـ القطر الشهدي لشهاب الدين الحلواني.
10 ـ القول المختصر لأحمد بن عليّ الهيثمي.
11 ـ المشرب الوردي للملاّ سلطان الحنفي.
12 ـ مناقب المهدي لأبي نعيم الأصبهاني.
13 ـ نعت المهدي لأبي نعيم الأصبهاني.
14 ـ البيان في أخبار صاحب الزمان لمحمّد بن يوسف الكنجي الشافعي.

وبهذا اتّضح أنّ الإعتقاد بخروج رجل من نسل فاطمة في آخر الزمان، ويكون القضاء على الظلم والجور على يديه لا يختصّ بالشيعة فحسب، بل هو اعتقاد عامّ يعترف به جميع المسلمين، بل ـ كما مرّ عليك ـ أنّه يعتبر اعتقادا عالميا وعامّا موجودا لدى جميع الديانات والمذاهب، وأنّه ما زال باقياً إلى اليوم.

فكلّ الديانات بشّرت أتباعها بظهور مصلح عظيم في آخر الزمان، حتّى النظم الإلحاديّة، فإنها أخبرت بوصول المجتمع إلى مستوى تنعدم فيه الطبقيّة والتمايز الاجتماعي، ومع هذا كلّه فإنّ الإسلام الحنيف، والمذهب الشيعي، بالخصوص ذكر القضيّة المهدويّة وبيّن فلسفة ذلك ما لم تبيّن في دين آخر.
 
المصدر: الإمام المهدي المصلح العالمي المنتظر،  الشيخ محمد جواد الطبسي

[1] نور المهدي: 37.
[2] راجع معجم أحاديث الإمام المهدي عليه‌السلام: 1 / 5.

الخميس, 28 أيلول/سبتمبر 2023 05:54

حتمية الوعد الإلهي

“الإمام الثاني عشر إمام منتظر، ونحن ننتظر ظهوره لكي “يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، بعدما مُلئت ظلماً وجوراً”. والفكرة، بصورة موجزة، لا تختصّ بهذه الطائفة، بل في كتب أحاديث المسلمين، بجميع مذاهبهم، مئات وألوف من الروايات، تدلّ وتثبت أنّ النبيّ الكريم عليه الصلاة والسلام قال: “لو لم يبق من العالم إلّا يوم واحد، لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يأتي رجل من أهل بيتي، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، بعدما مُلئت ظلماً وجوراً”[1].

فالحديث متواتر عند جميع فرق المسلمين، فالرأي لا يختصّ بطائفة. ثمّ الفكرة، كانت ولا تزال عامة، تشمل مفاهيم جميع الأديان، فانتظار المخلّص، وانتظار المنقذ، وانتظار الروح الحق المعزّي، وانتظار أمر ما، موجود عند جميع الفرق والأديان، وعند جميع المتشرّعين بالشرائع”[2].

“المهدويّة” فلسفة عالميّة كبرى
إنّ مسألة ظهور المهديّ المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، لا تختصّ بطائفة من البشر ولا بمنطقة معيّنة من الأرض، بل هي مسألة عامّة تستوعب كلّ الأرض وكلّ البشر. ذلك لأنّ الدّين الإسلاميّ – والذي تعتبر المهدويّة واحدة من مسائله – دين عالميّ، وقد أرسل الله تعالى خاتم أنبيائه للناس كافّة، ووعده أن يظهر دينه على سائر الأديان الأخرى.

ولذلك فإنّ الآيات القرآنية التي تبشّر بمجيء دولة الحقّ والعدل هي من قبيل هذه الآية الشريفة: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾[3]. هذه الآية وأمثالها تشير:

أولاً: إلى الأمل بمستقبل البشرية، وأنّ الدنيا لن تدمّر وتفنى، كما هي الفكرة السائدة اليوم في أوروبا، بأنّ البشرية في تمدّنها وحضارتها قد وصلت إلى مرحلة بحيث لم يبق أمامها إلّا خطوة واحدة لتسقط في القبر الذي حفرته لنفسها بيدها! والواقع أنّ ظواهر الأمور تؤيّد هذه الفكرة بشدّة، إلا أن أصول ديننا ومذهبنا تؤكّد أنّ ما هو موجود الآن من الفساد والاضطراب شيء مؤقّت، وأنّ هناك حياة سعيدة مستقرّة تنتظر البشريّة في المستقبل.

وثانياً: إلى أن عهد المستقبل هو عهد العقل والعدالة، فكما أنّ الفرد يمرّ في حياته بثلاث مراحل: مرحلة الطفولة وهي تتّسم باللّعب والأفكار الصبيانية، ومرحلة الشباب التي تتّسم بالغضب والشهوة، ومرحلة الرجولة، التي تتّسم بالعقل والنضج والاستفادة من التجارب السابقة.

كذلك المجتمع البشريّ لا بدّ أن يطوي مراحله الثلاث. وإلى الآن مرّ هذا المجتمع بمرحلتين من مراحله:

مرحلة الأساطير والخرافات، وبتعبير القرآن مرحلة “الجاهلية الأولى”، ثمّ مرحلة العلم، ولكنّه الممزوج بالشباب، أي مرحلة حكومة الغضب والشهوة، فعصرنا الحاضر هو قبل أيّ شيء، عصر “القنبلة” أي الغضب، وعصر “الميني جوب” أي الشهوة.

فهل يا ترى من المعقول أن لا تأتي على البشريّة مرحلة تكون الحكومة فيها ليست حكومة جهالة وأساطير، ولا حكومة قنبلة وميني جوب؟ مرحلة تتّسم بالعلم والمعرفة في ظل العدالة والسلام والإنسانية، حيث تكون المعنويّات الساميّة هي الحاكمة في العالم لا الماديّات المنحطّة؟

وهل من المعقول أنّ الله تبارك وتعالى خلق هذه الدنيا، وخلق الإنسان فيها بعنوان أشرف المخلوقات، ثمّ إنّه يقوم بعد ذلك بإفناء الحياة قبل أن تصل البشريّة إلى مرحلة رشدها وبلوغها؟

كلّا، فمضامين الآيات القرآنية والروايات الإسلاميّة تفيد بصورة لا لبس فيها، بأنّ البشرية لا بدّ أن تصل إلى مرحلة كمالها ونضجها، ولا بدّ أن يحكم فيها الدّين والعقل، ويكون الإنسان الذي يعمر الأرض حينذاك، “إنساناً” كما أراده الله سبحانه يوم خلقه ونفخ فيه من روحه.

وإن كان معذوراً وقلبه معنا وعزمه أن يلحق بنا لو استطاع فهو معنا. فأجاب الرجل إنّه كذلك يا أمير المؤمنين فأجابه الإمام عليه السلام: إنّ ليس أخوك وحده كان معنا بل ورجال آخرون ما زالوا في أرحام أُمّهاتهم بل وفي أصلاب آبائهم، فهذا حكم ثابت فكلّ شخص وحتّى يوم القيامة إذا وجد وكان في قلبه عزم صادق أنّه لو أدرك علياً في صفين لنصره فهو مع عليّ ويعتبر من أنصار عليّ وجيش عليّ في صفّين وإن لم يحضر صفّين بل ولم يعاصرها”[4].

أمل الإنسان: الإمام المهدي (عج) في الفكر الإسلامي الأصيل، جمعية المعارف الإسلاميّة الثقافية

[1] الشيخ الصدوق، إكمال الدين، ص511.
[2] كلمة الإمام السيد موسى الصّدر في مناسبة 15 شعبان ولادة الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، تسجيل صوتي من محفوظات مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات.
[3] سورة الأنبياء: الآية 105.
[4] العلامة الشهيد الشيخ مرتضى مطهري، أصالة الروح، ص220-239.

لا يمكن الإحاطة بخصائص الإمام وصفاته وشؤونه الكمالية من قِبل من هو أدنى منه رتبة في مراتب الكمال الإمكاني، وما يتم ذكره هو ما تتلقاه المدارك بحسب وعائها وقابلياتها على المعرفة. وفيما يلي نذكر رشحة من رشحات صفات الإمام العسكري (عليه السلام) في الأمور الشخصية والاجتماعية:
العبادة
1 ـ العبادة
كان الإمام العسكري (عليه السلام) كما آبائه الأطهار (عليه السلام) نموذجاً راقياً لعبادة الله تعالى. وكان لا يشغله شيء عن الصلاة بل كان يترك كل الأعمال إذا حان وقتها. يقول أبو هاشم الجعفري: “دخلت على أبي محمد (عليه السلام) وكان يكتب كتاباً فحان وقت الصلاة الأولى فوضع الكتاب من يده وقام (عليه السلام) إلى الصلاة…”[1].

كانت صلاة الإمام (عليه السلام) تجذب القلوب وتجعلها تتجه نحو ذكر الله تعالى حتى أنها كانت تترك آثارها على الأشخاص المنحرفين فتجعلهم يصححون مسارهم ليكونوا من أهل التهجد والعبادة.

“دخل العباسيون على صالح بن وصيف عندما حبس (عليه السلام) عنده وقالوا له: ضيق عليه ولا توسع فقال صالح: ما أفعل به فقد وكلت به رجلين من أشر ما قدرت عليه، وقد صار إلى العبادة والصلاة والصيام إلى أمر عظيم، ثم أمر بإحضار الموكلين فقال لهما: ويحكما وما شأنكما في أمر هذا الرجل؟ فقالا له: ما نقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل كله، لا يتكلم ولا يتشاغل بغير العبادة، فإذا نظر إلينا ارتعدت فرائصنا، ودخلنا مما لا نملكه على أنفسنا، فلما سمع العباسيون انقلبوا”[2].

2 ـ السخاء
الأئمة المعصومون (عليهم السلام) هم النماذج الرفيعة والقدوة الكاملة في الصفات الإنسانية العالية. ومن جهة أخرى فإن سلوكياتهم هي بمثابة الدروس الحية لاتباعهم. ومن جملة الصفات التي تحلوا السخاء. وحول سخاء الإمام العسكري (عليه السلام) ننقل الرواية التالية: “عن محمد بن علي… قال: ضاق بنا الأمر فقال لي أبي: امض بنا حتى نصير إلى هذا الرجل ـ يعني أبا محمد ـ فإنه قد وصف عنه سماحة، فقلت: تعرفه؟ فقال: ما أعرفه ولا رأيته قط قال: فقصدناه فقال لي [أبي] وهو في طريقه: ما أحوجنا إلى أن يأمر لنا بخمسمائة درهم مائتا درهم للكسوة ومائتا درهم للدين ومائة للنفقة، فقلت في نفسي: ليته أمر لي بثلاثمائة درهم مائة اشتري بها حماراً. ومائة للنفقة ومائة للكسوة وأخرج إلى الجبل، قال: فلما وافينا الباب خرج إلينا غلامه فقال: يدخل علي ابن إبراهيم ومحمد ابنه، فلما دخلنا عليه وسلمنا قال لأبي: يا علي ما خلفك عنا إلى هذا الوقت؟

فقال: يا سيدي استحييت أن ألقاك على هذه الحال، فلما خرجنا من عنده جاءنا غلامه فناول أبي صرة فقال: هذه خمسمائة درهم مائتان للكسوة، ومائتان للدين، ومائة للنفقة، وأعطاني صرة فقال: هذه ثلاثمائة درهم اجعل مائة في ثمن حمار ومائة للكسوة ومائة للنفقة ولا تخرج إلى الجبل وصر إلى سوراء…”[3]

3 ـ الزهد وبساطة العيش
يتحدث كامل بن إبراهيم المدني حول زهد الإمام (عليه السلام) وبساطة عيشه: “وجه قوم من المفوضة والمقصرة كامل بن إبراهيم المدني، إلى أبي محمد (عليه السلام) ليناظره في أمرهم، قال كامل: فقلت في نفسي: أسأله لا يدخل الجنة إلا من عرف معرفتي وقال بمقالتي، فلما دخلت عليه، نظرت إلى ثياب بياض ناعمة عليه، فقلت في نفسي: ولي الله وحجته، يلبس الناعم من الثياب، ويأمرنا نحن بمواساة الإخوان، وينهانها عن لبس مثله، فقال مبتسماً: يا كامل وحسر عن ذراعيه، فإذا مسح أسود خشن رقيق على جلده، فقال هذا لله عزَّ وجلَّ وهذا لكم، فخجلت”[4].

4 ـ تنمية القدرات الفكرية والعقلية عند الأشخاص
عن أبي القاسم الكوفي في كتاب التبديل أن إسحاق الكندي كان فيلسوف العراق في زمانه أخذ في تأليف تناقض القرآن، وشغل نفسه، بذلك، وتفرد به في منزله، وإن بعض تلامذته دخل يوماً على الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) فقال له أبو محمد (عليه السلام): أما فيكم رجل رشيد يردع أستاذكم الكندي فما أخذ فيه من تشاغله بالقرآن؟ فقال التلميذ: نحن من تلامذته كيف يجوز منا الاعتراض عليه في هذا أو في غيره؟ فقال أبو محمد (عليه السلام): أتؤدي إليه ما ألقيه إليك؟ قال: نعم، قال: فصر إليه، وتلطف في مؤانسته ومعونته على ما هو بسبيله، فإذا وقعت الأنسة في ذلك فقل: قد حضرتني مسألة أسألك عنها فإنه يستدعي ذلك منك، فقل له: إن أتاك هذا المتكلم بهذا القرآن هل يجوز أن يكون مراده بما تكلم به منه غير المعاني التي قد ظننتها أنك ذهبت إليها؟ فإنه سيقول إنه من الجائز لأنه رجل يفهم إذا سمع فإذا أوجب ذلك فقل له: فما يدريك لعله قد أراد غير الذي ذهبت أنت إليه، فتكون واضعاً لغير معانيه. فصار الرجل إلى الكندي وتلطف إلى أن ألقى عليه هذه المسألة، فقال له: أعد علي! فأعاد عليه، فتفكر في نفسه، ورأى ذلك محتملاً في اللغة، وسائغاً في النظر[5].

5 ـ الترويج لثقافة الترشيد في الاستهلاك
يؤدي التخطيط الصحيح في الحياة إلى وجود نوع من النمو الاقتصادي. ونقرأ في حياة الإمام الحسن العسكري نقاط هامة في هذا الخصوص من جملة ذلك:
وعن محمد بن حمزة السروري قال كتبت على يد أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري وكان لي مواخياً إلى أبي محمد أسأله أن يدعو لي بالغنى وكنت قد أملقت فأوصلها وخرج الجواب على يده ابشر فقد أجلك الله تبارك وتعالى بالغنى مات ابن عمك يحيى بن حمزة وخلف مائة ألف درهم وهي واردة عليك فاشكر الله وعليك بالاقتصاد وإياك والاسراف فإنه من فعل الشيطنة فورد علي بعد ذلك قادم معه سفاتج من حران وإذا ابن عمي قد مات في اليوم الذي رجع إلى أبو هاشم بجواب مولاي أبي محمد فاستغنيت وزال الفقر عني كما قال سيدي فأديت حق الله في مالي وبردت أخواني وتماسكت بعد ذلك وكنت قبل رجلاً مبذراً[6].

 


[1] بحار الأنوار، ج50، ص304.
[2] وفيات الأئمة، من علماء البحرين والقطيف، ص410.
[3] أصول الكافي، كتاب الحجة، باب مولد أبي محمد الحسن بن علي، الحديث 3.
[4] مستدرك الوسائل، ج3، ص243؛ مستدرك سفينة البحار، ج9، ص220.
[5] المناقب، ج4، ص424 و425؛ بحار الأنوار، ج50، ص311 وج 10، ص392.
[6] كشف الغمة، ج2، ص424.

في ركب الولاية العظيم ودولة العدل الإلهيّة… وإمامٌ مخلّصٌ ينتظر… نورُ الله وجهُه يَنتظر ويُنتظر… الكلّ يتلهّف لطلعته والكلّ أحبّه وشغف به. لكن أيّ حبّ أعددناه في قلوبنا له؟
مودّة العوامّ السطحية أو مودّة العاشقين الوالهين؟
إلى هنا يصل الكلام مع سماحة الشيخ علي رضا بناهيان في الحديث عن علاقة المنتظِر بصاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف.

* المودّة السطحيّة لصاحب الزمان
المراد من المودّة السطحيّة هو المحبّة السطحيّة التي لا تستند إلى مبدأ، وتكون عرضة للزوال في كلّ لحظة. كما يمكننا استخدام تعبير المودّة السطحيّة في المواطن التي تستند إلى أساسٍ نظريّ باطل ومعرفة غير صحيحة، هما وليدا تلك النظرة السطحيّة نفسها.

في رواية لأمير المؤمنين عليه السلام، يذمّ فيها “المودّة السطحيّة”، فيقول: مودّة العَوامِّ تَنْقَطِعُ کانْقِطاعِ السَّحابِ، وتَنْقَشِعُ کما يَنْقَشِعُ السَّرابُ(1)، حيث يشير الكلام الشريف إلى أكبر أضرارها، وهو الانقطاع.

* منطلق لمعرفة الوليّ
ولكن لا ينبغي قطع النظرة الإيجابيّة عن مثل هذه المودّة بشكل كامل، وذلك فيما لو كانت المودّة السطحيّة مقتبسة من محبّة فطرية طبيعيّة، وإن كانت ابتدائيّة، حيث تبدأ محبّة الكثير من العوام ومعرفتهم لأولياء الله من هذه المودّة. ولا بدّ في آن واحد من الإشادة بهذه المودّة السطحيّة النقيّة والرائجة بين الكثير، بل وإشاعتها بين أهلها، ومن ثمَّ تعزيزها وتنميتها من خلال النظرة العلميّة.

وأحياناً نستهين عبر حكم خاطئ بهذه العلائق العامّة. والحال أنَّه يوجد بين العوام أناس يحملون معرفة ثاقبة وإيماناً راسخاً تغبطهم النخب عليها. ولا ينبغي -كما هو واضح- أن نعدّ كلّ من قلّ علمه ونقصت معلوماته من العوامّ، وأن نُدخل علائقهم في عداد العلائق السطحيّة المنقطعة.

* البكاء أثر المعرفة العجيب
إنَّ التعرّض لموضوع المخلّص بصورة علميّة وعقليّة، لا يتنافى مع التوجه العاطفي للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، بل إذا استنارت العقول، اتّقدت العواطف. والمعرفة تؤدي إلى إرساء وتعزيز هذا الارتباط العاطفي، وإلى إخراجه من المرحلة السطحيّة. فلا يتصوّر أحد أنّ معرفة الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف بالعقل والمنطق أسمى من البكاء. فإنّ من تكاملت معرفته بشأن الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف، سيبكي بدل الدموع دماً. ولا يتصوّر أحدنا أنّنا إن أصبحنا من العلماء، سندع البكاء، ونترك دعاء الندبة. كلّا، بل إنْ أصبحنا من العلماء، سيشتدّ اهتمامنا بقراءة دعاء الندبة، وسنعرف علامَ بكاؤنا. وهذا هو الأثر العجيب للمعرفة. ولذلك قال الله سبحانه: (إِنَّما يَخْشَي اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماء) (فاطر: 28).

غير أنّ جزءاً من هذا الارتباط العاطفي الذي يتولّد في البدء، ناتجٌ عن الفطرة السليمة، وجزءاً منه ناجم عن المعرفة الكليّة والبدائيّة الّتي قد يكون بعضٌ منها سطحياً. والكلام في أنَّ هذه المعرفة الكليّة والبدائيّة لا بدّ من نموّها وتكاملها، ليدوم ذلك الارتباط العاطفي ويخرج من حدّه الأدنى.

* لا بدّ من محبّة أعلى للإمام
لا بدّ من القول إنَّ هذا المستــوى المتوســط للارتبـــاط العاطفي الموجود في المجتمع بالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، ليس كما ينبغي أن يكون. والوضع الموجود أقلّ بكثير من الحدّ المطلوب والمتوقّع.

فقد بدأت قراءة دعاء الندبة وازدهرت هذه المراسم، ولكنّ هناك فرقاً كبيراً بين دعاء الندبة الذي لا بدّ أن يُقرأ للإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف، والّذي يحتاج إلى محبّة شديدة جدّاً، أشير إليها في الدعاء نفسه بوضوح(2)، وبين الدعاء الذي نقرؤه.

وفي الوقت ذاته، فإنّ هذا التوجّه للإمام أيضاً -وإن كان بدائيّاً- هو توجّه له معناه وقيمته الخاصّة. ونحن نكنّ بالغ الاحترام لكلّ ما يتركه الاسم المقدّس للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف من أثر وحلاوة في القلوب، ولكنّ اللّوم هو أن نرغب في إبقاء هذا التوجّه على هذا الحدّ التمهيدي والأدنى نفسه والاكتفاء بذلك. وهنا لا بدّ أن نترقّب أضرار النزعة السطحيّة.

فلو قام أحدٌ بإبقاء عواطفه الدينيّة في الحدّ التمهيدي، والحال أنَّ الظروف تقتضي تكاملها، فقد يؤدّي هذا الجمود إلى انحرافه؛ لأنَّه بعد مدّة من ظهور تلك العواطف الدينيّة الأولى، سيتلمّس بدائيّتها وسطحيّتها، وبالتالي سيسعى للابتعاد عن هذه السطحيّة. ولذا لا بدّ من الغور في أعماق هذه العواطف الدينيّة وإرساء هذا التوجّه البدائي الحاصل نحو الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف. ويجب الحرص على أن لا توقعنا هذه المودّة السطحيّة في الهاوية، وترتحل عنّا في الوقت الذي نحتاج فيه إليها.

ومن نماذج العلائق السطحيّة الّتي يمكن الإشارة إليها هو الاهتمام بلقاء الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف، من دون التوجه إلى مسألة الظهور وفلسفة الغيبة والانتظار. فالذين يحملون مثل هذه العلائق السطحيّة هم الّذين يتشوّقون للقاء الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف، ومن دون الاكتراث بالآثار والبركات الجمّة المترتّبة على الظهور. والسؤال هو كيف يمكن ادّعاء العشق وتمنّي اللقاء، من دون الاعتناء بمطالب الإمام وأهدافه؟

يقول سماحة آية الله الشيخ “بهجت” (البالغ مناه):
“هل يمكن أن يكون زعيمنا ومولانا وليّ العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف حزيناً ونحن مسرورون، ويكون باكياً لما ابتليَ به أولياؤه ونحن ضاحكون مبتهجون، وفي الوقت ذاته نعتبر أنفسنا من أتباعه؟!”(3)، “يريد أنصاراً يطلبون الإمام لا غير. فالمنتظر للفرج هو الّذي ينتظر الإمام لله وفي سبيل الله، لا لقضاء حوائجه الشخصيّة!”(4).

* في الدعاء ننادي
“مَتى تَرانا وَنَراكَ، وَقَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ؟ تُرى أَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَأَنْتَ تَؤمُّ ‏الْمَلَأ، وَقَدْ مَلَأْتَ الْأَرْضَ‏ عَدْلاً؟(5).

أيّ أنّني أعشق لقاءك في حال كونك إماماً وحاكماً على العالم، لا أنّني أتمنّى أن ألقاك في زاوية. علماً بأنَّه لا بدّ من الاعتراف بأنَّ من حلّ في قلبه شوق اللّقاء بالإمام ولو بصورة فرديّة، ففي الأغلب سيشتاق إلى الظهور ونجاة العالم أيضاً. وهذان الأمران متلازمان، غير أنّ في مقام التبليغ للقاء الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف بصورة فردية عثرات ومطبات لا بدّ من اتّقائها.

وكذلك الحال في دعاء الفرج:
“اللَّهُمَّ کُنْ لِوَليِّكَ الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ، صَلَواتُك عَلَيهِ وَعَلي‏ آبائِهِ، فِي هَذِهِ السَّاعَةِ وَفِي کُلِّ سَاعَةٍ، وَلِيّاً وَحَافِظاً، وَقَاعِداً وَنَاصِراً، وَدَلِيلاً وَعَيْناً، حَتَّي تُسْکِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً، وَتُمَتِّعَهُ فِيهَا طَوِيلاً”(6).

فنحن لا نطلبُ -أساساً- لقاء الإمام، بل ندعو لسلامته. ندعو أن يكون الإمام سالماً حتّى يتحقّق فرجه ويتمتّع بحكومته. وهذه هي غاية الخلوص النابع من العشق والمعرفة، بأن لا ينظر الإنسان إلى نفسه، ولا يفكّر إلّا في محبوبه.

وفي دعاء العهد أيضاً، الّذي تستحبّ قراءته كلّ صباح، والّذي كان يعتقد الإمام الخميني قدس سره أنّ قراءته تؤثّر في مصير الإنسان، قبل أن يطلب الإنسان اللّـقــاء منــاديــاً: “اَللّهُــمَّ أَرِني الطَّلْعَةَ الرَّشيدَةَ”، يدعو قائلاً: “اَللّهُمَّ إِنْ حالَ بَيني‏ وَبَينَهُ الْمَوْتُ (…) فَأَخْرِجْني‏ مِنْ قَبْري‏ مُؤْتَزِراً کفَني‏، شاهِراً سَيفي‏، مُجَرِّداً قَناتي”(7)؛ أي إنّ الأمر المهم بالنسبة إليّ هو السير في ركاب الإمام، وحكومة الإمام، وحاكميّة الحقّ.

1.غرر الحكم، ح 1129.
2.”إِلَي مَتَي أَحَارُ فِيكَ يَا مَوْلَايَ وَإِلَي مَتَي وَأَيَّ خِطَابٍ أَصِفُ فِيكَ وَأَيَّ نَجْوَي عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أُجَابَ دُونَكَ وَأُنَاغَي عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَبْكِيَكَ وَيَخْذُلَكَ الْوَرَي عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ مَا جَرَي هَلْ مِنْ مُعِينٍ فَأُطِيلَ مَعَهُ الْعَوِيلَ وَالْبُكَاءَ (…) هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَسَاعَدَتْهَا عَيْنِي عَلَي الْقَذَي (…) مَتَي نَنْتَفِع‏ مِنْ عَذْبِ مَائِكَ فَقَدْ طَالَ الصَّدَي؟”. إقبال الأعمال للسيد ابن طاووس، ص298. وكذلك: مفاتيح الجنان، دعاء الندبة.
3.در محضر بهجت، ج 2، الرقم 267.
4.(م.ن)، الرقم 276.
5.إقبال الأعمال للسيد ابن طاووس، ص298. كذلك: مفاتيح الجنان، دعاء الندبة.
6.الكافي، ج 4، ص 162.
7.مفاتيح الجنان، دعاء العهد. كذلك: المصباح للكفعمي، ص 550.

الإثنين, 25 أيلول/سبتمبر 2023 19:47

عباد الله الصالحين في القرآن الكريم

    المُلاحظ على الصالحين في القرآن أنّهم (جماعة) وليسوا أفراداً، وقد يكون هناك بعض الصّلحاء ممّن يُمثِّلون مصاديق للصّلاح يمكن أن يُتأسّى بها، فتكون نواة لجماعات صالحة فيما بعد، ولكن صيغة الجمع بالنسبة للصالحين هي الملحوظة في مختلف السِّياقات القرآنيّة التي تحدّثت عن الفئة البارّة بدينها، المخلصة لربِّها، العاملة للصالحات في حياتها، الأمر الذي يمنح أيّ راغب بالصّلاح الثِّقة والطمأنينة أنه ينتمي لأُمّة، ويسلك في خطّ، وينتظم في جماعة سبقته إلى الصلاح، وسلّمته راية الصلاح، فالتحق بصالح مَنْ مضى وسعى لأن يكون من صالح مَن بقي.. وإليك هذه النماذج التي تلتقي بمجموعها في أنّ الإيمان شرطها الأوّل، والصلاح صفتها الأبرز، وإسعاد الناس – من خلال ما يُرضي الله – غايتها القُصوى.

    

    1- المُتّقون:

    (ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (البقرة/ 2-5).

    - المُتّقون هم الذين يتّقون سخط الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، ويدفعون عذابه بطاعته، وهم الذين يتّقون الشِّرك في أعمالهم كما اتّقوه في عقيدتهم، ويعملون بطاعة الله ويؤدّون ما افترض عليهم. وهم المصدِّقون بالغيب مما لا تُدركه حواسّهم من بعث وجنّة ونار وصراط وحساب وغير ذلك. ويؤدّون الصلاة على الوجه الأكمل بشروطها وأركانها وأفراضها وآدابها. ويتصدّقون من أموالهم التي جعلهم الله مُستخلفين فيها في وجوه البرّ والإحسان، ويؤمنون بكلِّ ما جاء به النبي (ص) عن الله تعالى، وبما أنزل سبحانه من أنبياء ورُسل قبله، ولا يُفرِّقون بين كتب الله إلا المُحرّف منها، فهم ينبذونه كما نبذهُ كتابهم القرآن، وبالتالي فالمتّقون هم أهل النور والبيان والبصيرة، وهم الفائزون بالدرجات العالية الرفيعة في جنّات النعيم.

    - قال سبحانه في وصفهم أيضاً: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ) (الأنبياء/ 48-49).

    ممّا يؤكِّد أنّ خطّ التقوى واحدٌ متّصلٌ موصولٌ في عهود جميع الأنبياء، وأنّ صفاتهم مشتركة، ومن تلك الصِّفات قول الحقّ عزّ وجلّ:

    (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) (الذاريات/ 15-19).

    

    2- الصّابرون:

    قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ وَالأنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة/ 155-157).

    الله تعالى يختبر عباده بألوان البلاء، خوفاً، وجوعاً، وذهاب أموال، وموت أحباب، وضياع ثروات، فإذا ما صبرَ المبتلى بالمصائب على البلاء والقضاء، وعرفَ أنّه بين (المُلك) لله وبين (الهُلك) في نهاية أمره في الدنيا، بُشِّرَ بنعيم الجنّة، ولا يتحقّق ذلك إلا للمهتدين إلى طريق السعادة والفلاح.

    قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ...) (البقرة/ 153).

    وقال جلّ جلاله: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (الزمر/ 10).

    والصّبر هو القدرة على التحمّل، والمُمانعة، والمُقاومة، وعدم الجزع، لا الصبر السلبي القهري الذي يُفقد الإنسان إرادته.

    

    3- البائعون أنفسهم لله (الشهداء):

    قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) (البقرة/ 207).

    - هؤلاء هم الأخيار الأبرار وأهل الخير والصلاح الذين باعوا أنفسهم لله مضحِّين بها من أجل دينهم وإعلاء كلمة الله في الأرض، وطلباً لمرضاته ورغبةً في ثوابه، لا يتحرّون بعملهم إلا وجهه، وإلا إنقاذ المُضطهَدين من الأغلال التي عليهم.

    يقول جلّ جلاله: (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (١٦٩)فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (آل عمران/ 169-170).

    ورسالة هؤلاء الشهداء لِمَن يأتي على الأثر من المجاهدين تزفّ لهم البُشر بما سيكونون عليه بعد الإستشهاد. وقيمة هؤلاء الأبرار أنّهم يُعبِّدون الطريق لعبادة الله، وحرِّية العمل لأخوانهم في الدِّين، وإنقاذ شعوبهم المُضطهدة من نير الظالمين وجرائم المُفسدين.

    

    4- المُسارعون إلى مغفرة الله (السّابقون):

    قال تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران/ 133).

    - المُسارعون إلى مغفرة الله، هم السابقون الأوّلون في الهجرة والنصرة والإنفاق قبل الفتح، بل وكلّ مَن يغتنم فرصة الحياة الدنيا لينال بها مرضاة الله ولا يضرّه مَن ضلّ إذا اهتدى، ولا مَن يبخل إذا تصدّق، ولا مَن يجبن أو يتخلّف إذا دعا داعي الجهاد، ولا مَن ينحرف إذا استقام، ولا مَن كفرَ طالما أنّ قلبه مطمئنّ بالإيمان.

    قال سبحانه: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِنَ الأوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ) (الواقعة/ 10-14).

    - هم سابقون إلى الخيرات والحسنات والصالحات، وهم السابقون إلى القُربات وإلى الجنات، لا يحزنهم الفزع الأكبر، لأنّهم ملأوا الحياة أمناً وأماناً، وصنعوا منها جنّة مصغّرة، فاستحقوا الجنّة الكُبرى.

    

    5- الربانيون:

    قال تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) (آل عمران/ 146).

    - (الرِّبيّون) هم العلماء الرّبانيون والعباد الصالحون الذين لا تضعف هممهم ولا يخافون لقاء العدوّ ولا يخضعون لقوّةٍ استكباريّة ولا يستسلمون لما يجمع الناس لهم من قوى ميدانيّة عسكرية وقوى معنويّة نفسيّة، فهم صابرون على مُقاساة الشدائد والأهوال، أعدّوا وهيأوا أنفسهم إلى النِّزال والقِتال في سبيلِ الله فيَقْتِلونَ ويُقتَلون، فلا يهابون فيه شيئاً بعدما باعوا أموالهم وأنفسهم له.

    

    6- أنصار الله:

    قال تعالى: (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (المجادلة/ 22).

    - إنّهم أهل الإيمان الذين لا يوالون أعداء الله حتى لو كانوا أقرب الناس إليهم، فهم أحباب الله وخاصّته وأنصاره وأولياؤه، بهم ينتصر لدينه، وبهم ينتقم من عدوِّه، وبهم يحقِّق لخلافه الإنسان في الأرض أهدافها المنشودة.

 

    7- حزب الله:

    قال تعالى: (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ).

    - إنهم اهل الإيمان الذين لا يوالون أعداء الله حتى لو كانوا أقرب الناس اليهم، فهم أحباب الله وخاصته وأنصاره وأولياؤه، بهم ينتصر لدينه، وبهم ينتقم من عدوه، وبهم يحقق لخلافة الإنسان في الأرض اهدافها المنشودة.

 

     8- المُتوكِّلون على الله:

    قال تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران/ 173-175).

    - المتوكِّلون هم الذين يقولون بثقةٍ مطلقة: الله كافينا، وحافظنا، وناصرنا، ومعيننا، ومتولِّي أمرنا، ونِعْمَ الملجأ ونِعْمَ المولى ونِعْمَ النّصير، فلا يزيدهم إرجاف المُرجفين وتخويف المخوِّفين إلا إيماناً وتصديقاً وإصراراً وثباتاً، لمعرفتهم اليقينيّة أنّ المثبِّطين إخوان الشياطين وأعوانهم من الكفّار الذين يزرعون الخوف في كلِّ مكان. إنّهم لعلى ثقةٍ من أنّ الله كافٍ عبده، وأنّه إذا كان معهم فَمَن عليهم!

    

    9- المؤمنون الذين لم يُلبِسوا إيمانهم بظُلم:

    قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) (الأنعام/ 82).

    - إنّ المؤمنين الذين آمنوا وحسن إيمانهم هم الذين لم ينحرفوا عن خطِّ الإيمان لا بشكٍّ ولا بشرك، ولم ينحرفوا عن ولاية الحقّ إلى ولاية الباطل، ومن ولاية الله إلى ولاية الشيطان، ومن ولاية أئمّة العدل إلى ولاية أئمّة الجور، فمَنْ لم يخلط إيمانه بظُلم، أيّاً كان هذا الظّلم هو من الصالحين، وهو من المؤمنين حقّ الإيمان.

    

    10- المُتطهِّرون:

    قال تعالى: (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) (التوبة/ 108).

    الطّهارة طهارتان: مادِّية من الأقذار والأوساخ والنّجاسات، ومعنوية من الذنوب والمعاصي والآفات، والله تعالى يحبّ المُبالغين في الطهارة ظاهرية كانت أو باطنيّة.

    يقول سبحانه: (وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ * والرُّجْزَ فاهْجُرْ) (المُدّثر/ 4-5).

    وقال عزّ وجلّ: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (البقرة/ 222).

    فالطهارة بشقّيها سمة مميّزة من سمات الصالحين، لأنّها تُمثِّل عمليّة تنظيف مستمرّة لأوساخ الداخل والخارج، وسعي دائم للعودة إلى سلامة الفطرة وطهارة الباطن.

    

    11- العُقلاء:

    قال تعالى: (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ * الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ * وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ * وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ) (الرعد/ 19-22).

    العُقلاء من الناس هم الذين يحفظون عهد الله الذي وصّاهم به، وهو أوامره ونواهيه التي كلّف بها عباده، لا يخافون ما عاهدوا الله عليه وأوثقوا به أنفسهم من العهود المؤكّدة سواء بينهم وبين الله، أو بينهم وبين الناس. ويَصِلُونَ أرحامهم التي أمرَ الله بصلتها، ويهابون ربّهم إجلالاً وتعظيماً، ويرجونَ له وقاراً، ويخافون الحساب الذي يؤدي بهم إلى النار، فهم لرهبتهم جادون في طاعته، محافظون على حدوده، يصبرونَ على المكارهِ والمصائبِ والنكبات، رضاً بقضائه وطلباً لمرضاته، ويؤدّون الصلاة المفروضة بحدودها في أوقاتها. وينفقون أموالهم في الخفاء والعَلَن تحبّباً إلى الله وابتغاء التقرّب إليه. ويدفعون الجهل بالحلم، والأذى بالصبر، والسّيِئ من الأعمال بالأعمال الصالحة، أي أنّهم يفعلون الحسنات ليمحوا بها السيِّئات.

    

    12- الثّابتون على الإيمان:

    قال تعالى على لسان سحرة فرعون: (قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) (طه/ 72-73).

    السحرةُ هنا نموذج لكلِّ الثابتين على المبدأ، الذين لا يتزلزلونَ ولا يتذبذبونَ ولا يزيفونَ عن جادّة الحقّ. لقد قالوا لفرعون حين هدّدهم بالقتل: لن نختاركَ ونُفضِّلكَ على الهُدى والإيمان الذي جاءنا من الله، ولو كان في ذلك هلاكنا وتلف أنفسنا، فاصْنَعْ ما أنتَ صانِع، فإنّما ينفذ أمرك في هذه الدنيا الفانية الزائلة، والله خيرٌ منك ثواباً، وأدْوَم بقاءً، وأشدّ قوّةً، لأنّه خالقنا وخالقكَ وبيده لا بيد غيره أمرنا وأمرك.

    

    13- الأخصائيّون الخُبراء:

    قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (الأنبياء/ 7).

    العلماء العارفون بالكتاب هم نموذج لكل أخصائي خبير، يجيد التعامل مع اختصاصه من موقع الثقافة العالية والتجربة الغنيّة، والقدرة على التعاطي مع المشاكل والمُستجدات، بما يرفع الإلتباس والإبهام وخلط المفاهيم، ويُجنِّب الأُمّة أدعياء العلم وأصناف المُتعلِّمين والمُتطفِّلين على اختصاص غيرهم.

    يقول الحق سبحانه في ضرورة ملء الاختصالات الشاغرة في المجتمع والعمل بالواجب الكفائي لتأمين احتياجاته من الأخصائيِّين في أيِّ حقلٍ من حقول الحياة:

    (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (التوبة/ 122).

    أي لا يصحّ خروج جميع أبناء المجتمع للجهاد وتعطيل مصالح البلاد والعباد، فلابدّ من وجود الأخصائيِّين الذين يُغطّون حاجات المجتمع في احتياجاته الأساسية وأن لا يُصاب بحالة شَلل في حال النّفير، بمعنى أنّ الحرب مهما طالت فهي مؤقّتة، ولكن الحياة – بجميع حقولها الحيويّة – يجب أن تستمرّ حتى مع قيام الحرب.

    

    14- المُعظِّمون حُرمات الله وشعائره:

    قال تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأنْعَامُ إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ * حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ * ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج/ 30-32).

    المعظِّمون حُرُمات الله هم الذين يُعظِّمون ما شرّعه الله تعالى من أحكام الدِّين، فيلتزمون الواجبات ويبتعدون عن المُحرّمات، ويجتنبون (الأرجاس) وهي الأوثان، كما يجتنبون (الأنجاس) وهي القذارات، مثلما يجتنبون شهادة الزّور، أي أنهم الميّالون إلى الحقِّ وتعظيم كل عظيم عظمة الله سبحانه في دينه وشريعته سواء من أعمال ومناسك الحجّ أو غيرها من الطاعات والعبادات، فتعظيم ما عظّمه الله يعني إحترامه وإجراءه والعمل به إن كان حسناً، وتركه والإبتعاد عنه والنهي عنه إن كان سيِّئاً، وذلك من أفعال التقوى وشيمة المُتّقين وعباد الله الصالحين.

    

    15- المُخبتون (المُطيعون، المتواضعون، الخاشعون):

    قال تعالى: (وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) (الحج/ 34-35).

    للمُخبتين أربع صفات: فإذا ذُكِرَ الله (في وعيده أو عقوباته أو في حكمٍ من أحكامه)، خافت وارتعشت لذكره قلوبهم، فكأنّهم بين يَدَيه واقفون ولجلاله وعظمته مشاهدون. وهم الصابرون في السراء والضراء والأمراض والمصائب والمِحَن وسائر المكاره والإبتلاءات. وهم المؤدُّون صلاتهم في أوقاتها بخشوع، والمقيمون لها بما تأمرهم به من صلاح وتنهاهم عنه من فساد. وهم المُنفقون ممّا رزقهم الله من فضله في وجوه البر والخير والإحسان.

    

    16- المُهاجرون:

    قال تعالى: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) (الحشر/ 8).

    المهاجرون هم الذين ألجأهم الكفار الظالمون إلى تركِ أوطانهم وهجران ديارهم وأموالهم، ففرّوا بدينهم ابتغاء مرضاة الله، وعسى أن يجدوا فسحة في المَهْجَر ينطلقونَ من خلالها إلى ما يمكن لمجتمعات أخرى أن تستنهض به واقعها، وأن تثري به تجربتها.

    الأمر الذي يدعونا إلى أن نستقرئ برامج السماء الإصلاحية حتى وإن تنكّبت لها المجتمعات، أو شرائح من المجتمعات الإنسانيّة، لتشكِّل بمجملها صورة للمجتمع الصالح في القرآن.

أعلن قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، عن استعداده للتفاوض مع قائد "قوات الدعم السريع"، محمد ‏حمدان دقلو (حميدتي).

وأوضح البرهان في مقابلة مع "بي بي سي"، أنّه سيجري لقاءً مع حميدتي في حال التزام الأخير بحماية المدنيين، وهو ما تعهد به الطرفان خلال المحادثات التي عُقدت في مدينة جدة السعودية، في شهر مايو/ أيار الماضي.

وقال عبد الفتاح البرهان: "مستعدون للمشاركة في المفاوضات، وسوف نجلس مع أي أحد من قيادة هذه القوات المتمردة، إذا كانت ترغب في العودة إلى رشدها وسحب قواتها من المناطق السكنية والعودة إلى ثكناتها، والتزموا بما تم الاتفاق عليه في جدة".

لكن قائد الجيش السوداني شدد في المقابلة الصحفية، على أنه "واثق من النصر" ، بحسب تعبيره، وأوضح أنه اضطر إلى نقل مقر قيادته إلى بورتسودان، لأن القتال في العاصمة السودانية الخرطوم جعل من المستحيل على الحكومة الاستمرار.

وكان قائد "قوات الدعم السريع" في السودان، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قد أكد في كلمة مسجلة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الخميس الماضي، أنّ قواته على استعداد تام لوقف إطلاق النار، والدخول في محادثات سياسية شاملة لإنهاء الصراع مع الجيش.

ودعا حميدتي إلى تأسيس جيش سوداني جديد "لبناء مؤسسة عسكرية مهنية تنأى بنفسها عن السياسة وتحمي الدستور والنظام الديمقراطي"، حسب تعبيره.

وأوضح أنّ الحرب سببت دماراً "لم يسبق لها مثيل" في السودان، لا سيما الخرطوم، وأحدثت أزمة إنسانية في دارفور، لافتاً إلى أنّ فريقه انخرط "بصدق" في المفاوضات التي استضافتها السعودية في جدة، وطرح رؤية لإيقاف الحرب.

قال معهد الجودة والكفاءة الاقتصادية في ‫القطاع الصحي الألماني إن القصور الوريدي هو اضطراب في عملية تدفق الدم، لا سيما ‫من الساقين إلى القلب.

‫وأوضح المعهد أن عوامل الخطورة المؤدية إلى القصور الوريدي تتمثل في:

  • ‫السِّمنة.
  • قلة الحركة.
  • الحمل.
  • التغذية غير الصحية.
  • الوقوف أو الجلوس ‫طويلا.
  • الإصابات.
  • العمليات الجراحية.
  • العوامل الجينية.
  • التقدم في العمر.

 

 
 
 
 
 

أعراض ‫القصور الوريدي

‫وتتمثل الأعراض الدالة على القصور الوريدي في:

  • دوالي الساقين.
  • ظهور بقع ‫زرقاء وحمراء على جلد الساق.
  • الشعور بثقل وتعب في الساقين بعد الجلوس أو ‫الوقوف لمدة طويلة.
  • تورم الكاحلين.
  • تقلصات ليلية بباطن الساق.
  • الشعور ‫بوخز وشد وخدر وألم في الساقين.

‫وتجب استشارة الطبيب فور ملاحظة هذه الأعراض للخضوع للعلاج في الوقت ‫المناسب لتجنب حدوث مضاعفات خطيرة تتمثل في الإصابة بجلطة الساق.

Varicose veins on a female senior legs. The structure of normal and varicose veins. Concept of dry skin, old senior people, varicose veins and deep vein thrombosis or DVT; Shutterstock ID 1402754405; purchase_order: AJA; job: ; client: ; other:
القصور الوريدي هو اضطراب في عملية تدفق الدم (الصورة على اليمين)، لا سيما ‫من الساقين إلى القلب (شترستوك)

تدابير بسيطة

ويمكن مواجهة الحالات الطفيفة من القصور الوريدي من خلال بعض التدابير ‫البسيطة، مثل ممارسة الأنشطة الحركية، وإنقاص الوزن، والاستلقاء مع رفع ‫الساقين أو ممارسة تمرين الدراجة في الهواء أثناء الاستلقاء، وارتداء ‫الجوارب الضاغطة، والحمامات الباردة.

‫وفي الحالات الخطيرة يمكن اللجوء إلى الجراحة، مثل جراحة نزع الوريد ‫والتصليب بالرغوة والعلاج بالموجات الراديوية بالحرارة.

أفادت مجلة "هيلبراكسيسنت" الألمانية بأن ‫الإفراط في تناول البقوليات يهدد بنقص فيتامين "بي 12" (B12) الهام ‫للعمليات الحيوية للجسم.

‫‫ويؤدي الإفراط في تناول البقوليات -باعتبارها بديلا عن البروتين الحيواني ‫في بعض الأنظمة النباتية- إلى نقص إمداد الجسم بفيتامين "بي 12".

وأوضحت الجمعية الألمانية للتغذية أن الأطعمة الحيوانية -مثل الأسماك ‫واللحوم والبيض ومنتجات الألبان- هي التي توفر فيتامين "بي 12" مما يعني أن ‫الأطعمة الحيوانية بكميات مناسبة هي الضمانة لإمدادات كافية بهذا ‫الفيتامين.

‫وصحيح أن هناك أطعمة نباتية تحتوي على فيتامين "بي 12" -مثل الملفوف وفطر ‫شيتاكي- إلا أنها لا تضمن إمداد الجسم بالكميات الكافية منه.

‫وفي مثل هذه الحالات، ينصح خبراء التغذية الألمان الأشخاص الذين يتبعون ‫النظام النباتي بتناول كميات كافية من فيتامين "بي 12" عن طريق المكملات ‫الغذائية، وذلك بعد استشارة الطبيب.

‫ويؤدي نقص فيتامين "بي 12" إلى زيادة التهيج والتعب والضعف ‫الإدراكي والشعور بالضعف وآلام الأعصاب، ومع الحالات الشديدة يظهر على ‫صورة ضيق في التنفس ودوخة وتلف في الأعصاب وفقدان الإحساس في اليدين ‫والقدمين وضعف العضلات وضعف الاستجابة وصعوبة المشي والارتباك.

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن هناك نظاما عالميا جديدا قيد التشكل ويتم ترسيم حدوده، متهما أميركا وأوروبا بعدم الوفاء بوعودهم.

وأضاف لافروف -في كلمة روسيا أمام الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة– أنه "إذا لم ترد واشنطن وحلفاؤها التفاوض معنا بشأن نظام عالمي أكثر عدالة فسيكون علينا خوض ذلك بأنفسنا".

وشدد وزير الخارجية الروسي على ضرورة "إصلاح منظمة الأمم المتحدة واعتماد آليات منصفة فيها"، مؤكدا أن هناك حاجة لإعادة النظر في آليات التصويت بمجلس الأمن.

وقال لافروف إن البشرية تقف الآن أمام مفترق طرق ويجب تجنب انهيار آليات التعاون الدولي التي أنشأها أجدادنا.

وتابع لافروف أن هناك منظمات مثل بريكس تحافظ على أمنها وتسعى لتشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب، بينما تبذل الولايات المتحدة وحلفاؤها كل ما في وسعهم للحيلولة دون تشكل نظام دولي عادل.

ودعا لافروف لإعادة حقوق التصويت في الصندوق والبنك الدوليين والاعتراف بالثقل الذي تمثله بلدان الجنوب، معتبرا أن "دول الغرب ترفض مبدأ المساواة وهي عاجزة كليا عن التفاوض وتنظر باستعلاء إلى بقية العالم".

 

وعن الحرب التي تخوضها روسيا مع أوكرانيا، قال لافروف إن دول الغرب استمرت في تسليح أوكرانيا واستخدامها في الحرب ضد روسيا، وهو أمر غير مسبوق منذ نهاية الحرب الباردة، كما رفضت منح روسيا ضمانات أمنية، متهما الغرب بنكث وعوده بعدم توسيع حلف شمال الأطلسي (الناتو) نحو الشرق.

وقال إن ممرات مبادرة حبوب البحر الأسود استخدمت مرات عدة لإطلاق مسيّرات فوق المجال البحري وتنفيذ ضربات ضد السفن الروسية، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي وراء انسحاب موسكو من المبادرة هو أن "كل ما وعدونا به تبين أنه كذب".

وأشار لافروف إلى أن دول الناتو نقلت المواجهة العسكرية مع روسيا إلى الفضاء الخارجي وكذلك ميدان المعلومات، قائلا إن أميركا وأوروبا تقدم كل أنواع الوعود ولكنهم لا يلتزمون بها.

وأكد لافروف أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات لبناء الثقة بين أرمينيا وأذربيجان في إقليم ناغورني قره باغ، وأن هناك قوات روسية ستساعد في ذلك.

واتهم لافروف دول الغرب بمحاولة فرض نفسها كوسطاء بين البلدين، وهو ما قال إنه غير مطلوب، مضيفا "لقد قامت يريفان وباكو بتسوية الوضع بالفعل".

 

كما اتهم لافروف الغرب بتغذية "عدم التسامح وموجات كراهية الإسلام، وعدم الشعور بأي قلق إزاء حرق القرآن"، كما اتهم واشنطن وحلفاءها في آسيا بتعزيز "العسكرة في شبه الجزيرة الكورية".

وفي حين أكد وزير الخارجية الروسي دعم كل المبادرات التي تهدف إلى التوصل إلى حل للأزمة السودانية، قال إن تطبيع الوضع في الشرق الأوسط يتطلب حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.


 
تعرّض الإمام العسكري (عليه السلام) خلال خلافة المعتز والمهتدي والمعتمد إلى السجن أكثر من مرة، وكانوا يوكلون به أشخاصاً من ذوي الغلظة على آل أبي طالب والعداء لأهل البيت (عليه السلام) من أمثال: علي بن اوتامش([1])، وأقتامش([2])، ونحرير([3])، وعلي بن جرين، وكان المعتمد يسأل علي بن جرين عن أخباره (عليه السلام) في كلّ مكان ووقت، فيخبره أنه يصوم النهار ويصلي الليل([4])، كما كان العباسيون يدخلون على بعض مسؤولي السجن ومنهم صالح بن وصيف، فيوصونه بأن يضيق عليه ويؤذيه([5]).

وكانوا لا يفارقونه حتى في الاعتقال حيث كانت الرقابة السرية تطارده وأصحابه بدسّ الجواسيس بين أصحابه في السجن، وكان أحدهم يدّعي أنه علوي وهو جُمحي، وقد هيّأ كتاباً جعله في طيات ثيابه كتبه إلى السلطان يخبره بما يقولون ويفعلون([6]).

ويصف أبو يعقوب إسحاق بن أبان طريقة حراسة السجن الذي يودع فيه الإمام (عليه السلام) ومراقبته الصارمة بقوله: «إن الموكلين به لا يفارقون باب الموضع الذي حبس فيه (عليه السلام) بالليل والنهار، وكان يُعزَل الموكلون ويولّى آخرون بعد أن تجدّد عليهم الوصية بحفظه والتوفّر على ملازمة بابه»([7]).

أما موقف الإمام (عليه السلام) من السجن والسجانين، فهو إقامة الحجة الواضحة عليهم عن طريق أفعاله وزهده وعبادته وصلاحه، وقد استطاع من خلال هذا الأسلوب أن يفرض هيبته على غالبيتهم، حتى أن بعضهم يرتعد خوفاً وفزعاً بمجرد أن ينظر إليه، قال بعض الأتراك الموكلون به حينما كان في سجن صالح بن وصيف: «ما نقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل كلّه، ولا يتكلم ولا يتشاغل بغير العبادة، فإذا نظر إلينا ارتعدت فرائصنا وداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا»([8]).

وحينما حلّ في سجن علي بن أوتامش، وكان شديد العداوة لآل البيت: غليظاً على آل أبي طالب، فضلاً عن أنه اُوصي من قبل السلطة بأن يفعل به ويفعل على ما جاء في الرواية، لكنه تأثر بهدي الإمام (عليه السلام) ومكارم أخلاقه، فوضع خده على الأرض تواضعاً له، وكان لا يرفع بصره إليه اجلالاً وإعظاماً، وخرج من عنده وهو أحسن الناس بصيرة واحسنهم فيه قولاً([9]).

وحينما أوصى العباسيون صالح بن وصيف عندما حبس أبو محمد الحسن العسكري (عليه السلام) عنده بأن يضيق عليه، قال لهم صالح وهو يعلن اعتذاره وعجزه عن هذا الأمر: «ما أصنع به وقد وكلت به رجلين من شرّ من قدرت عليه، فقد صاروا من العبادة والصلاة والصيام إلى أمر عظيم»([10]).
 
الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) سيرة وتاريخ


([1]) في بعض المصادر: بارمش أو نارمش.
([2]) راجع: أصول الكافي / للشيخ الكليني 1: 508 / 8 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي من كتاب الحجة ـ دار الأضواء ـ بيروت ـ 1405 ه‍، الإرشاد للشيخ المفيد 2: 329 ـ مؤسسة آل البيت: ـ قم ـ 1413 ه‍، المناقب لابن شهر آشوب 4: 462.
([3]) راجع: أصول الكافي 1: 513 / 26 من الباب السابق، الإرشاد 2: 334.
([4]) إثبات الوصية / المسعودي: 253 ـ انصاريان ـ قم ـ 1417 ه‍، مهج الدعوات / السيد ابن طاووس: 343، بحار الأنوار 50: 314.
([5]) أصول الكافي 1: 512 / 23 من الباب السابق، الإرشاد 2: 334، المناقب لابن شهر آشوب 4: 462.
([6]) المناقب لابن شهر آشوب 4: 470، إعلام الورى 2: 141، الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 2: 682 / 1 و 2 ـ مدرسة الإمام المهدي 7 ـ قم، بحار الأنوار 50: 54 / 10 و 312 / 10.
([7]) بحار الأنوار 50: 304 / 80 عن عيون المعجزات.
([8]) الكافي 1: 512 / 23 من الباب السابق، الإرشاد 2: 334.
([9]) الكافي 1: 508 / 8 من الباب المتقدم، الإرشاد 2: 329.
([10]) الكافي 1: 512 / 23 من الباب المتقدم، الإرشاد 2: 334.