emamian

emamian

واضاف الأمين العام لحزب الله خلال المهرجان المركزي الذي يقيمه حزب الله في ذكرى ‏ولادة النبي الأعظم (ص) والإمام الصادق (ع) : الا يحق لنا كأمة ان نفرح بهذه الولادة العظيمة؟ وان نحول هذا اليوم الى يوم فرح في العالم والا يجب ان نفعل ذلك من اجل اجيالنا واولادنا ومن اجل التعبير عن شكرنا الكبير لهذه النعمة الالهية العظيمة، لافتًا الى ان من يحرّم هذا الاحياء لا يستندون الى اي سند فقهي او شرعي حقيقي فعلماء الشيعة يجمعون على حلية هذه الامر وعظماء اهل السنة يجمعون على ذلك ايضا، مؤكدا ان المسلمون يجمعون على أهمية يوم ولادة الرسول (ص) ويوم المبعث النبوي الشريف.

وتابع : نحن مدعوون إلى الاهتمام بهذين اليومين لانه يجب أن يكون لدينا أيام سعادة وفرح والمولد النبوي الشريف هو من أعظم هذه الأيام.

وادان السيد نصر الله التفجير الارهابي التكفيري الذي استهدف المساجد في باكستان بالمسلمين من أهل السنة لأن جريمتهم أنهم يحتقلون بمولد الرسول (ص) ، وقال: هذا الوجه التكفيري الأسود والمظلم هو سرطان عاود انتشاره في عالمنا الاسلامي حيث يُقتل من يعبر عن حبه لرسول الله (ص).

واشاد السيد نصر الله بالاحياء اليمني الكبير والعظيم في الكثير من المحافظات حيث امتلأت الساحات بمئات الآلاف بالرغم من الظروف المعيشية والحياتية والأمنية إلا أنهم عبروا عن مدى حبهم وتعلقهم بالرسول (ص).

وتابع الامين العام لحزب الله كلمته، قائلاً ان الامام الخميني (قدس) كان يعتبر ان يوم البعثة النبوية هي أعظم يوم في الوجود على الاطلاق، داعيًا إلى الاهتمام بهذين اليومين - يوم البعثة النبوية، ويوم ولادة الرسول الاكرم (ص) - لأنه يجب أن يكون لدينا أيام سعادة وفرح، والمولد النبوي الشريف هو من أعظم هذه الأيام.

وأضاف يجب أن نتعاون ونخطط لتكون لهذه المناسبة المساحة الكبيرة والتعابير المختلفة لتكون هذه الأيام أيام أعياد وفرح فلدينا أسبوع من 12 إلى 17 ربيع الأول، لافتًا الى ان عنوان احتفالنا "والله متم نوره" وهذا المعنى من مصاديق نور الله وهو النور الذي يستضاء به في الظلمات من الفتنة والتيه، وهو النور الذي يهدي الى الخير والسعادة، مؤكدًا ان الله سبحانه وتعالى تعهد ان يتم ويحفظ نوره وهذا اخبار غيبي مُعجز لأنه يتحدث عن المستقبل.

ولفت السيد نصر الله الى ان الذين وقفوا في وجه الانبياء السابقين والنبي الأعظم (ص) كانوا يريدون أن يطفئوا نور الله وهم يريدون ذلك ليضلوا الناس ويغرقوهم في الظلام والتيه.

وأوضح، "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم" اي عبر الحرب الاعلامية وما نصطلح عليه أنها الحرب الناعمة وهي أخطر وأشد فتكًا من القتال والحرب العسكرية وهناك أمم وشعوب صمدت بمواجهة الغزو العسكري والاحتلال ولكنها ضاعت وضعفت ووهنت وتفتت في الحرب الناعمة.

واوضح ان هذا شاهد جديد على أن القرآن الكريم له أعماق ومعاني تظهر مع تطور عقل الانسان ومقدراته ولفت الى أن أعداء النبي من البداية خاضوا حربًا اعلامية شرسة على رسول الله (ص) وذهبوا إلى ما يفعلونه الآن من شتم وإبعاد للناس عن الرسول (ص).

وتابع السيد نصر الله كلمته قائلاً أن الامام الصادق من الأئمة العظام الذين حفظوا هذا الدين والنور وحفظوه والذي حوّل المدينة المنورة إلى جامعة عالمية تستقطب العلماء من كل الاتجاهات، ولفت الى ان هناك اعجاز غيبي آخر في القرآن الكريم بأن الله تعهّد بحفظ الدين ونشره بعد النبي وهذا ما حصل وهناك مليار ونصف مسلم اليوم، معتبرًا ان هذا اعجاز الهي وأمر خارج عن طاقة البشر وحفظ للقرار الإلهي، مؤكدًا ان الله تعهد بان يتم نوره ونحن نعرف أن الله سيتم نوره الكامل على يدي الامام المهدي المنتظر (ع) والنبي عيسى وعد الهي سيتحقق.

وأضاف: نحن المؤمنون بكتاب الله ننظر إلى المستقبل بأمل وبيقين وكل ما تعانيه البشرية اليوم هي مراحل لا بدّ منها حتى تصبح مؤهلة لذلك الوعد الإلهي حتى يتم الله نوره، موضحًا ان من جملة الحرب الاعلامية بث الفتنة بين المسلمين ولذلك مناسبة الوحدة الاسلامية ولا نحتاج للاستدلال على أهمية الوحدة.

هذا، وتطرق السيد نصر الله في كلمته الى القضية الفلسطينية وقال لا يجوز ترك الشعب الفلسطيني وحيدًا ولا المسجد الاقصى وعلى المسلمين والحكومات أن تحمل المسؤولية حتى لا يتم تقسيمه زمانيًا ومكانيًا أو تحويله لكنيس يهودي أو تدميره فجأة، طالبًا من الصهاينة ان يسمعوا صوت المسلمين بما يتعلق بقبلة المسلمين، متأسف على بعض الدول جديدة التي تذهب نحو التطبيع.

ولفت السيد نصر الله الى ان أيًا تكن الدولة التي تتجه للتطبيع يجب أن تُدان ويُستنكر عملها، مؤكدًا ان هذا أمر خارج عن العلاقات والمجاملات السياسية لأنه طعن للمقدسات الاسلامية والمسيحية وترك للفلسطينيين وتقوية للعدو.

وعن الحدود اللبنانية الفلسطينية قال السيد نصر الله: في ملف الحدود البرية قيل الكثير حول موقف المقاومة وحزب الله ورؤيته، ولكن في الأصل استخدام كلمة ترسيم الحدود البرية خاطئ فالحدود مُرسّمة، وأوضح أن هناك ثلاثة عناوين: نقاط حدودية معينة يجب أن يخرج العدو منها، وأبرزها B2 وشمال الغجر وبعض الفلوات الموجودة هناك التابعة لبلدة الماري ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

وأضاف البعض يربط بين الحدود البرية وبمرشحنا لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية وهذا أمر عارٍ عن الصحة كذلك ربط الحدود بالتفاوض الأميركي - الايراني وهذا، غير صحيح، وأوضح أننا لسنا معنيين قبولا ولا ردًا بالوساطات وهذه مسؤولية الدولة وأعتقد أن الوساطة الآتية إن أتت ستركز على شمال الغجر لحل مسألة الخيمتين، مشددًا على اننا لا نساوم على حقوقنا في مياهنا وأرضنا وأي خطوة ستؤدي الى تحرير الارض سيتم التعاون بين الدولة والمقاومة.

هذا، وأعتبر السيد نصر الله أن كل المؤشرات ايجابية في البلوك 9 والائتلاف النفطي الموجود قدم طلبًا لتولي البلوك 8 و 10 والخبراء يقولون لو أن البلوك 9 ليس واعدًا لما تقدمت الشركات بتراخيص جديدة.

وعن انتخاب رئيس للجمهورية قال سماحته كان هناك فرصة بالحوار الذي دعا اليه دولة الرئيس نبيه بري للتحاور لكن هذه الفرصة تم تضييعها بالنكد السياسي، وأضاف ان المبادرة الفرنسية يجب أن نستطلع أين أصبحت، ولفت الى ان الموفد القطري يبذل جهودًا يومية ولا يوجد وضوح أو جديد في القريب العاجل.

وعن النزوح السوري قال الامين العام لحزب الله أن البعض يرى في ملف النزوح السوري تهديدًا وجوديًا وأمنيًا للبنان ولكن لا يفعلون شيئًا حياله، داعيًا لخطة استراتيجية وطنية يتفق عليها اللبنانيون ويحملونها للعالم ويضغطون بها على حكومة تصريف الأعمال والقوى الأمنية تكون مدروسة ومحسوبة ومُجمع عليها وطنيًا، مؤكدًا ان اليوم نحتاج لإحصاءات لمعرفة عدد النازحين السوريين في لبنان وكل الارقام المطروحة هي تكهنات.

وقد استقبل الرئيس قيس سعيّد، ظهر يوم الإثنين، بقصر قرطاج، وزير الخارجية التونسي نبيل عمار.

 

وتناول اللقاء مشاركة تونس في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة والاجتماعات التي تمت على هامشها، فضلا عن نتائج زيارة الوزير إلى كل من موسكو وبريتوريا.

 

وعبر قيس سعيّد، عن ارتياحه للصدى الإيجابي الذي صارت تجده تونس في المحافل الدولية وفي عديد العواصم سواء في الشمال أو في الجنوب نتيجة لطرحها مقاربات جديدة تقطع مع ما كان سائدا في الماضي.

 

كما أوضح أن العالم كله يشهد تحولات كبيرة وأن تونس المتمسكة بمبادئ عدم الانحياز لا بد أن تكون في موعد مع هذه التحولات وأن تكون شريكا فاعلا، صوته مسموع ومواقفه ثابتة، في صنع تاريخ جديد للإنسانية.

 

ووفق ما ورد في بيان للرئاسة التونسية، تطرق اللقاء إلى علاقات تونس مع الاتحاد الأوروبي وخاصة إلى العرض الأخير الذي قدمه الاتحاد لدعم الميزانية ومقاومة الهجرة غير الشرعية، حيث أكد قيس سعيّد على أن تونس التي تقبل بالتعاون لا تقبل بما يشبه المنة أو الصدقة قائلا:'' بلادنا وشعبنا لا يريد التعاطف بل لا يقبل به إذا كان بدون احترام. وترتيبا على ذلك، فإن تونس ترفض ما تم الإعلان عنه في الأيام القليلة الماضية من قبل الاتحاد الأوروبي، لا لزهد المبلغ، فخزائن الدنيا كلها لا تساوي عند شعبنا ذرة واحدة من سيادتنا، بل لأن هذا المقترح يتعارض مع مذكرة التفاهم التي تم توقيعها في تونس ومع الروح التي سادت أثناء مؤتمر روما في يوليو الماضي الذي كان بمبادرة تونسية إيطالية''.

 

وأوضح أن "تونس تبذل كل ما لديها من إمكانيات لتفكيك الشبكات الإجرامية التي تتاجر بالبشر وأعضاء البشر، هذا فضلا عن أن بلادنا لم تكن أبدا السبب في هذا البؤس الذي تعيشه أغلب الشعوب الإفريقية، وعانت بدورها من النظام العالمي الحالي شأنها في ذلك شأن عديد الدول ولا تريد أن تكون مجددا، لا هي ولا الدول التي تتدفق منها هذه الموجات من الهجرة، ضحية لنظام عالمي لا يسود فيه العدل ولا تحترم فيه الذات البشرية".

كان الإمام الصادق عليه السلام يواجه بني أميّة لمدّة عشر سنوات، وكذلك بني العبّاس (فقد واجههم) لمدّة طويلة. وعندما كان انتصاره على بني أميّة حتميًّا، جاء بنو العبّاس كتيّارٍ انتهازيٍّ، ونزلوا إلى الميدان. ومن بعدها صار الإمام الصادق عليه السلام يواجه بني أميّة وبني العبّاس أيضاً.
 
وقد نُقل عن الطّبريّ - المؤرّخ المعروف - أمورٌ تتعلّق بمحاربة الإمام عليه السلام لبني أميّة في مطلع السنوات العشر لإمامته. كانت مواجهة الإمام الصادق عليه السلام في هذه المرحلة قد أضحت علنيّة، فلم يكن يحتاج إلى التقيّة والكتمان، وذلك بسبب أنّ خلفاء بني أميّة كانوا مشغولين إلى درجة أنّه لم تُتح لهم الفرصة ليُلاحقوا الإمام الصادق وشيعته، كما لم يكن لديهم القدرة على قمعهم، لذا لم يحتج الإمام الصادق عليه السلام إلى إخفاء عمله. كان الإمام الصادق عليه السلام يذهب يوم عرفة إلى عرفات، ويقف بين هذه التجمّعات الكبيرة الّتي جاءت من نقاط العالم الإسلاميّ جميعها، من أفريقيا والشّرق الأوسط والحجاز والعراق، ومن إيران ذلك اليوم، ومن خراسان وأفغانستان ذلك اليوم، ومن تركستان الشرقية ـ فقد توافدت النّاس من الأقطار جميعها، بحيث لو فجّرت قنبلةً في هذا المكان، تكون وكأنّك فجّرتها في العالم الإسلاميّ كلّه، وإذا قُلتَ شيئًا في هذا المحفل والتجمّع، تكون وكأنّك نشرته عبر شبكة إعلاميّة عالميّة. فكان الإمام الصادق عليه السلام يأتي إلى داخل هذا التجّمع الكبير، ويُعلن بصراحة، وبشكلٍ رسميّ، للنّاس أنّ الإمام والحاكم بحقّ في هذا اليوم هو جعفر بن محمد، وليس أبي جعفر المنصور، وكان يأتي بالدّليل على ذلك، لا الاستدلال الكلاميّ والعقلانيّ، لأنّه لم يكن لدى النّاس في ذلك الوقت الاستعداد للاستماع إلى مثل هذا النّوع من الاستدلال، فهو لم يكن واضحًا في مثل ذاك المجتمع، بل كان استدلالٌ من نوعٍ آخر، لأنّ المنصور العبّاسيّ وأمثاله، ولأجل أن يقنعوا أذهان النّاس، ويتظاهروا بأنّهم خلفاء النبيّ، قد جعلوا سلسلة نَسبية لأنفسهم، وكانوا يقولون إنّنا نحن أبناء العبّاس، فقد كان لهم سلسلتان من النّسب، وكانوا في كلّ مرّة يُصرّحون عن واحدة منها.
 
كان أحدها أنّهم كانوا يقولون نحن أبناء العبّاس عمّ النبيّ، وبعد رحيله أضحت الخلافة لبني هاشم. وبين بني هاشم، فإنّ الأكبر سنًّا، وكما يُقال الأنسب، هو العبّاس عمّ النبيّ، فالخلافة بعد النبيّ كانت للعبّاس، ولأنّنا نحن أبناؤه، فإنّها تصل إلينا. كان هذا نحو من كلامهم. وكانوا يتحدّثون عن سلسلةً نسبيّةً أخرى، فيقولون نحن أبناء عليّ العبّاسيّ، أي عليّ بن عبد الله بن عبّاس، وحقّاً كانوا يقولون لأنّهم كانوا أحفاد عليّ العبّاسيّ أو أبناءه، وهو تلميذ محمد بن الحنفيّة، ومحمّد بن الحنفيّة هو ابن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، الّذي هو صهر النبيّ، فالخلافة انتقلت من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إلى عليّ عليه السلام، ومن عليّ عليه السلام إلى محمّد بن الحنفيّة - لا إلى الحسن والحسين - ومنه وصلت إلى ابن عبد الله بن العبّاس - الّذي هو جدّنا - ومنه وصلت إلينا، فنحن إذًا خلفاؤه.
 
فكانوا يؤلّفون سلسلةً نسبيّة على هذا النّحو، وكان هذا الأمر مقنعًا لأذهان النّاس في ذاك الزمان، لأنّ مستواهم الفكريّ كان متدنّيًّا. لهذا كان الإمام يقف وسط هذا التجمّع الكبير، ويُبيّن السلسلة الصحيحة للإمامة: "أيّها النّاس، إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان الإمام، ثمّ كان عليُّ بن أبي طالب"[1]، وهو منطق الشّيعة المعروف، "ومن بعده الحسن، ثمّ الحسين، ومن بعده عليّ بن الحسين، ومن بعده محمّد بن عليّ، ومن بعده أنا"، فيعرّف نفسه كإمامٍ. ومثل هذا كان يتطلّب شجاعة كبيرة، ولم يكن بالكلام العاديّ البسيط، بل كان ذلك أكبر إعلانٍ للمخالفة والمعارضة. كان الإمام الصادق عليه السلام يقوم بمثل هذا العمل في أواخر عصر بني أميّة.
 
في عصر بني العبّاس الذي دام لمدةٍ أطول، أضحت المواجهة أكثر خفاءً، فلم تعد التحركات الجهادية علنية، بل كانت تجري بالتقيّة والكتمان، وسبب ذلك أنّ بني العبّاس كانوا يرفعون شعارات آل عليّ، ومواقفهم باللسان، فكان ظاهرهم ظاهر آل عليّ، وعملهم عمل بني أميّة. فكان بنو العبّاس يُمثّلون ذلك التيّار الانحرافيّ الّذي انتهز الفرصة، وحرّف الثّورة الّتي كان الإمام الصادق عليه السلام بصددها، وهذا هو الخطر الدائم الثورات كلّها، حيث يتم أحيانًا استبدال الخطّ الصحيح للثّورة، الّذي يتطابق مع معاييرها وضوابطها الأساس، بخطٍّ بديلٍ منحرفٍ فاسدٍ باطلٍ، تحت شعارات الحقّ. من هنا، على الإنسان أن يكون حذرًا وواعيًا. ولم يكن أهل ذلك الزمان يمتلكون مثل هذا الوعي. فبعد سنوات، لعلّه بعد ثلاثين أو عشرين سنة ، بعد مجيئ بني العبّاس إلى الحكومة ، كان سكّان المناطق النّائية ما زالوا يظنّون بأنّ هذا الأمر حصل نتيجة جهادهم من أجل آل عليّ. لقد كانوا يتصوّرون بأنّ هذه هي حكومة آل علي نفسها، فلم يكن لديهم علم بأنّهم غاصبون (للخلافة).
 
ولا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ تلك الرّوايات التي تنقل أنّ الإمام عليه السلام كان يتذلّل ويظهر الخضوع للمنصور، لا أساس لها من الصحّة، ولا تقوم على أساس أو سندٍ صحيح ومعتبر، وغالبًا ما تنتهي في سندها إلى ربيع الحاجب، المقطوع بفسقه، والّذي كان من المقرّبين للمنصور. كان بعضٌ قد نقل بسذاجة أنّ الربيع كان شيعيًّا، والصحيح أنَّ البحث التاريخيّ يؤكّد أنَّ الربيع بن يونس هو من الأشخاص الذين وُلدوا في منزل أسيادهم، وأتى إلى جهاز حكم بني العبّاس، وكان عبدًا لهم، وحاجب المنصور، وكان قد قدّم لهم الخدمات الكثيرة، وعندما كان المنصور يحتضر، كانت الخلافة ستذهب من أيدي عائلته لولا الربيع.
 
كان أعمامه موجودين، فقام الرّبيع بتزوير الوصيّة لتصبح الخلافة للمهديّ بن المنصور، وهكذا أوصل المهديّ إلى الخلافة، فهذه العائلة هي من العوائل الوفيّة والمخلصة لبني العباس، ولم يكن لهم أيّ ولاء لأهل البيت عليهم السلام. وكل ما وُضع (عن الربيع حول الإمام) فهو تلفيق وكذب، من أجل إظهار الإمام عليه السلام للمسلمين آنذاك بالإنسان المتذلّل والخاضع أمام الخليفة، حتّى يعتبر الآخرون أنّ هذا هو تكليفهم أيضًا. على كلّ حال، فإنّ معاملة المنصور للإمام الصادق عليه السلام كانت معاملة قاسية جدّاً.
 


[1] الشيخ الكليني، الكافي، ج4، ص466.

الثلاثاء, 03 تشرين1/أكتوير 2023 19:12

النبي (صلى الله عليه وآله) في كفالة الجد والعم

فَقَدَ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أمّه بعد عودته من حيّ بني سعد وله من العمر ست سنوات على أشهر الروايات، وأصبح بذلك يتيم الأبوين، فعاش في كفالة جدّه عبد المطلّب، الذي كان يرعاه خير رعاية، ولا يأكل طعاماً إلّا إذا حضر، وكان يفضّله على سائر أبنائه.
 
ويبدو أن عبد المطلّب كان عارفاً بشـأنية محمّد وما سيكون من أمره وعظمته من خلال أمرين:

أولاً: من الصفات والملامح التي كانت تظهر على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، والبركات والأحداث التي رافقته منذ ولادته وفي أحضان أمّه ومرضعته.
 
وثانياً: من البشائر والأخبار التي كانت تُنبى‏ء بمستقبله ونبوتّه.
 
إنّ هذا النوع من المؤشرات والدلائل رسّخ في نفس عبد المطلّب الاعتقاد بشأنية حفيده، وجعل له صلى الله عليه وآله وسلم مكانة خاصة عنده، بحيث كان يعطيه من الحبّ والعطف والحنان والاهتمام ما لم يعطه لأحد غيره، إلاّ أن هذا الحنان الدافق وهذه الرعاية الكريمة لم تدم له صلى الله عليه وآله وسلم طويلاً، فقد توفّي عبد المطلّب والنبيّ في الثامنة من عمره، فانتقل بعده إلى دار عمّه أبي طالب[1].
 
النبيّ في رعاية أبي طالب
قبل أن توافي المنية عبد المطلّب كان قد جمع أولاده العشرة وأوصاهم بابن أخيه محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ولمّح لهم بما سيكون من شأنه في المستقبل، وممّا قاله لهم: "قد خلّفت في أيديكم الشرف العظيم الذي تطؤون به رقاب العرب"[2].


وقد اختار عبد المطلّب من بين أبنائه أبا طالب ليكون هو من يكفل محمّداً بعده ويقوم برعايته، وذلك لسببين:
الأول: أنّ أبا طالب كان أخاً لوالد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من أمّه، فإنّ أمّهما هي فاطمة بنت عائذ المخزومية، وطبيعيّ أن يكون أبو طالب أكثر حناناً وعطفاً وحبّاً لابن أخيه من أبيه وأمّه من بقية إخوانه كالحارث والعباس وغيرهما الذين كانوا من أمّهات شتّى.
 
الثاني: أنّ أبا طالب كان أنبل إخوته وأكرمهم، وأعظمهم مكانة في قريش، وأجلّهم قدراً، وقد ورث زعامة أبيه عبد المطلّب، وخضع لزعامته القريب والبعيد بالرغم من فقره[3].
 
وقد ورد عن الإمام عليّ عليه السلام أنّه قال: "إنّ أبي ساد الناس فقيراً، وما ساد فقير قبله"[4].
 
وقد قام أبو طالب برعاية النبيّ خير رعاية، وأدّى الأمانة، وحفظ الوصية، وبقي محمّد صلى الله عليه وآله وسلم شغله الشاغل الذي شغله هو وزوجته فاطمة بنت أسد حتّى عن أولادهما في أشدّ المراحل ضيقاً وحرجاً حتّى النفس الأخير من حياتهما.
 
ولم يكن يعني أبا طالب شي‏ء كما تعنيه رعاية النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم والمحافظة عليه. وقد بلغ من عنايته به وحرصه عليه أنّه كان إذا اضطرّ إلى السفر إلى خارج مكّة أو الحجاز أخرجه معه[5].
 


[1] راجع: سورة البقرة الآيتان 89 ـ 146، سورة الأعراف، الآية 157، الشيخ الصدوق، محمد بن علي، كمال الدين وتمام النعمة، ص171.
[2] اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص13.
[3] الشيخ الصدوق، محمد بن علي، كمال الدين وتمام النعمة، ص171.
[4] اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص14.
[5] الشيخ الصدوق، محمد بن علي، كمال الدين وتمام النعمة، ص171، الشيخ الصدوق، محمد بن علي، الأمالي، ص391، المجلس الحادي والخمسون، ح505/14.

لا بدّ للدولة والقوى الحاكمة في المجتمع الإسلاميّ الذين يعتبرون أنفسهم مسؤولين عن إقامة دعائم الوحدة داخل البلاد وخارجها، لا بدّ لهم من الاستعانة ببعض الوسائل اللّازمة من أجل الوصول إلى هدفهم. وإذا سلّمنا بأنّ أُسس إيجاد الوحدة هي تلك التي أشرنا إليها آنفاً فمّما لا شكّ فيه أنّ العوامل والسُّبُل التالية ستكون مؤثّرة في إيجاد تلك الوحدة.
 
1- القانون والنظام
عندما تتّضح الأهداف المشتركة لأفراد المجتمع الإسلاميّ وتتبلور فإنّ أوّل عامل يمكنه أن يؤثّر باتّجاه خلق الوحدة هو القانون. فالقوانين والأنظمة تُعتبر ضروريّة للحفاظ على تضامن ووحدة المجتمع وإن كان محدوداً، بل وحتى داخل المجلس باعتباره صورة مصغّرة لذلك المجتمع. لهذا، وعلى الرغم من أنّ القوانين الإسلاميّة قد بيّنت الأُطُر العامّة والحقوق الاجتماعيّة المختلفة، فإنّه لا غنىً عن وجود المجالس التشريعيّة الخاصّة بسنّ القوانين وكذلك المجالس والمؤسّسات الدوليّة الإسلاميّة وضرورتها للحفاظ على الوحدة.
 
ولعلّ هذه النقطة المهمّة تمثّل أحد الأسباب التي دفعت الإمام إلى التأكيد على استحداث المؤسّسات القانونيّة الشعبيّة في الأيام القليلة التي سبقت انتصار الثورة على النظام الشاهنساهيّ. فعندما يتمّ وضع القوانين من قبل ممثّلي الأحزاب وطبقات المجتمع المختلفة فإنّ ذلك يُهيّئ أرضيّة مناسبة ومهمّة لخلق التضامن والائتلاف بين تلك الطبقات والأحزاب.
 
2- الوعي والتعليم والتّذكير
أمّا مهمّة إزالة العائق الثاني من طريق الوحدة، والمتمثّلة في جهل الأفراد وعدم امتلاكهم الوعي الكافي، فتقع على عاتق الحكومة الإسلاميّة. وغنيّ عن القول إنّ أفراد المجتمع الذين لا يدركون حاجاتهم المتبادلة في ما بينهم، هم في الواقع غافلون من عدوّهم المشترك، وعندما يكونون عاجزين عن التمييز بين محاسن الوحدة وأضرار الاختلاف نتيجة افتقارهم للتطوّر الاجتماعيّ والوعي اللازم لذلك، فمن الطبيعيّ أن لا يكونوا قادرين على تحديد طريق الوحدة. ومن هنا، فباستطاعة الحكومة الاستعانة بكلّ الوسائل الضروريّة الخاصّة بنشر الوعي والإرشاد.
 
ولا شكّ في أنّ الإمام الخمينيّ ظلّ يؤكّد على أهميّة هذه المسألة مشيراً إلى النتائج الطيّبة للوحدة والعواقب السيّئة للفُرقة والاختلاف، ومذكّراً الجميع بالهدف المشترك والعدوّ المشترك لهم. ولطالما نبّه البلدان الإسلاميّة إلى الآثار الإيجابيّة التي تجنيها من الوحدة والتضامن، معتبراً أنّ قوّة تلك الأقطار تكفي لاستعادة أرض (فلسطين) وأنّ بإمكانها الاستغناء عن أيّة قوّة أخرى في العالم ومنها الولايات المتحدة الأميركيّة إذا ما اتّحدت وأصبحت قوّة رادعة واحدة[1]. وكان يشير إلى العديد من الشواهد التاريخيّة للوحدة وآثارها الطيّبة كانتصار (خالد بن الوليد) على جيوش الرّوم[2].
 
ولا تقف تعاليم ووصايا الإمام عند الآثار الماديّة للوحدة والاختلاف، بل تعدّتها إلى التذكير والاهتمام بالآثار المعنويّة التي تكمن في حثّ المجتمع على التحرّك نحو الوحدة، وفي إشارة له إلى رواية "يد الله مع الجماعة" قال: فلنسعَ لإبقاء يد الرحمة الإلهيّة على رؤوسنا من خلال الحفاظ على الوحدة إذ إنّ يد الرحمة تلك ستُرفع مع ظهور الاختلافات بيننا[3].
 
وقد نوّه سماحته كذلك إلى تطبيق الأحكام الشرعيّة مبيّناً أنّ الخلاف وعدم الاتّحاد يمثّلان معصية[4].
 
3- التباحث والمصالحة
بعد قضية اكتساب الوعي اللازم بشأن القانون، فإنّ الوسيلة الأخرى التي يمكن أن تؤثّر في طريق إيجاد الوحدة هي التصرّف أو التعامل الخاصّ مع كلّ مسألة موضع الاختلاف. وهنا، يمكن للحكومة مثلاً دعوة المعارضين والتباحث معهم بشأن عوامل الاختلاف وسُبُل إزالتها. وكان الإمام الخمينيّ يقوم بإرسال أحد ممثّليه من أجل التباحث والمصالحة ورفع الخلافات التي كانت تظهر في حياته. ومن أهمّ الأمثلة على ذلك إرساله ممثّلاً عنه إلى الجلسة التي كانت قد عقدتها اللجنة المكوّنة من ثلاثة أشخاص لمناقشة وبحث الخلافات التي برزت بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وذلك عام (1980م). وعلى الرغم من أنّ اللجنة المذكورة لم تستطع التوصّل إلى النتيجة المرجوّة بسبب الاعتراضات الواهية لرئيس الجمهورية آنذاك (أبي الحسن بني صدر) إلّا أنّ ذلك يشير بوضوح إلى السيرة التي كان الإمام ينتهجها إزاء تلك الأمور.
 
وقد بيّن سماحته كذلك شروط التباحث، مطالباً ممثّلي الشعب بطرح المسائل ومناقشتها على أُسس أخويّة، واتّباع حسن النيّة في ذلك بدلاً من المنازعة والتخاصم، بقوله: إذا كانت هناك أيّة اختلافات بيننا على صعيد الأسلوب أو الرؤية فعلينا الجلوس والتحدّث في أجواء هادئة لمناقشة القضايا من خلال التفاهم لا بالمواجهة والتخندُق ضدّ بعضنا البعض، فيقف أحدنا في طرف مع جماعته ومناصريه. ويقف الآخر في الطرف المقابل وسط مواليه وأتباعه، ويسعى كلّ منهما إلى إضعاف الآخر بالنتيجة إضعاف البلد الإسلاميّ[5].
 
4- التخلّي عن الذاتية
كان الإمام الخمينيّ يُعير جُلّ اهتمامه ويبذل قصارى جهده للمحافظة على الوحدة وهو أمرٌ تجلّى بشكل واضح في سيرته ونهجه العملي، حتى أنّه كان يتنازل عن حقّه في سبيل الوصول إلى الوحدة. ولعلّ عبارته التالية تمثّل خير دليل على ذلك: إنّني أُعلنها بوضوح أنّه إذا قام أحدهم بسبّي وشتمي أو مزّق صُوري، فليس من حقّ أحد التعرّض له. يُحرم التعرّض لأيّ شخص يقوم بسبّي أو شتمي أو تمزيق صورتي أو ضربي، أو أيّ عمل يقوم به (ضدّي)، لا يحقّ لأيّ كان التعرّض لذلك الشخص وإحداث صراع أو فتنة أو عصيان في هذا الوقت العصيب الذي نعيش فيه وهذه المصيبة الكبرى التي نمرّ بها.
 
خاتمة
في ضوء ما تقدّم حتى الآن، تتّضح الزوايا في رأي الإمام حول الوحدة. لكنّ السؤال الرئيسيّ الذي يطرح نفسه هو: هل كانت الوحدة في رأيه تمثّل فكرة ثابتة وراسخة، أم أنّها خضعت للتغيير والتطوّر طيلة حياته السياسيّة؟
 
الأمر المؤكّد هو أنّ جوهر رؤية الإمام حول وحدة العالم الإسلاميّ والأُمّة الإسلاميّة بل وحول الوحدة والتضامن بين مستضعفي العالم لم يشهد أيّ تغيير أو تحوّل. فقد كان سماحته، ومنذ انطلاق النهضة الإسلاميّة، أحد المدافعين عن الوحدة السياسية للعالم الإسلامي في مقابل الكفر في العالم وخاصّة إسرائيل، غير أنّ تلك الوحدة لم تعنِ بالنسبة إليه على الإطلاق التخلّي عن أصول المذهب.
 


[1] صحيفة النور، ج 15، ص 272.
[2] م.ن، ج 6، ص 49.
[3] راجع: صحيفة النور، ج 7، ص 66 - 67.
[4] م.ن، ج 20، ص 74.
[5] م.ن، ج 14، ص 38.

الثلاثاء, 03 تشرين1/أكتوير 2023 19:06

كيف تمنعك الغفلة من الرجوع إلى الله؟

يُشير سماحة الإمام الخامنئي دام ظله في حديثه عن موانع الاستغفار إلى مسألة الغفلة، ويعتبرها من أهمِّ موانع الاستغفار، موجِّهاً خطاباً شاملاً لكلِّ المكلّفين، محذِّراً إيّاهم من الوقوع في فخِّ الغفلة، يقول سماحته دام ظله:
 
"إذا أردنا أنْ نحصل على الاستغفار وعلى هذه النعمة الإلهيّة، علينا أنْ نبتعد عن خصلتين: الغفلة والغرور. فالغفلة هي أنْ لا يلتفت الإنسان كليّاً إلى أنّه يُذنب، كبعض الناس، لا أقول الكثير منهم، لا أُركِّز هنا على قلّتهم وكثرتهم، فقد يكونون قلائل في بعض المجتمعات، على أيِّ حال هذا النوع من الناس موجود في الدنيا بين الناس، هم غافلون ويرتكبون الذنوب دون أنْ يلتفتوا إلى أنّهم يرتكبون مخالفة، تراه يكذب ويتآمر ويغتاب ويُلحق الضرر ويعمل شرّاً ويُدمِّر ويقتل ويسحق مختلف الناس الأبرياء، وعلى صعيدٍ أكبر وأوسع يجعل الشعوب تعيش الهلع، يُضلّ الناس، كلّ ذلك ولا يحسّ بأنّه يرتكب مخالفة. وإذا قال له أحدٌ: إنّك ترتكب ذنباً، فقد يقهقه ويسخر ويقول: ذنب؟ أيّ ذنب؟
 
بعض أولئك الغافلين لا يعتقدون أساساً بالثواب والعقاب، وبعضهم يعتقد بالثواب لكنّه غارق في الغفلة لا يلتفت إلى ما يفعل مطلقاً. إذا دقّقنا في ذلك في حياتنا اليوميّة سنجد أنّ بعض حالات حياتنا شبيهة بحالات الغافلين. فالغفلة شيءٌ عجيب جدّاً وخطرٌ كبير. لعلّ الإنسان لا يواجه خطراً أكبر ولا عدوّاً أشدّ من الغفلة. هذا هو حال بعض الناس.
 
فالإنسان الغافل لا يُفكِّر بالاستغفار أبداً، بل لا ينتبه إلى أنّه يُذنب رغم أنّه غارق في الذنوب، لكنّه في سكر ونوم حقيقةً كالإنسان الّذي يتحرّك خلال نومه. لذلك فإنّ أهل السلوك الأخلاقيّ عندما يُبيّنون منازل السالكين في مسلك الأخلاق وتهذيب النفس، يُطلقون على المنزل الّذي يُريد الإنسان فيه أنْ يخرج من الغفلة يُسمّونه منزل اليقظة.
 
وفي المصطلحات القرآنيّة، فإنّ النقطة المقابلة لهذه الغفلة هي التقوى، والتقوى تعني اليقظة والرقابة الدائمة للنفس. فإذا غفل الإنسان ارتكَبَ عشرات الذنوب، ولا يحسّ مطلقاً بأنّه مذنب. والإنسان المتّقي في النقطة المقابلة، فإذا بدر منه أيّ ذنب طفيف يتذكّر فوراً أنّه قد أذنب، ويسعى إلى جبران ذلك "إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا"([1]). فبمجرد أنْ يمرّ الشيطان من جنبهم ويلفحهم ريحه، يُدركون فوراً أنّ الشيطان قد أصابهم وأنّهم قد أخطأوا وغفلوا، لذلك "تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ"([2]).
 
أعزّائي، أيُّها الإخوة والأخوات، كائناً من تكون، التفتْ، فهذا الكلام ليس موجّهاً لجمع من الناس لأقول: على قليلي الإطلاع أو الأمّيين أو الشبّان أو الصغار أنْ يلتفتوا، كلّا على الجميع أنْ يلتفتوا، من علماء ومفكِّرين وكبار وصغار ومتموّلين وفقراء، على الجميع أنْ يلتفتوا إلى أنّ أدنى غفلة تلمّ بهم قد توصلهم لارتكاب الذنوب دون أنْ يلتفتوا إلى أنّهم يُذنبون، فذلك أمرٌ عظيم جدّاً.
 
فالذنب الّذي نرتكبه أنا وأنتم ولا نلتفت له، ولأنّنا لم نلتفت إلى أنّنا قد أذنبنا فلن نتوب من ذلك الذنب ونستغفر منه، ثُمّ في يوم القيامة تنفتح أعيننا، عندها نتعجّب من وجود أشياء في صحيفة أعمالنا. يتعجّب الإنسان ويتساءل: متى قمت بتلك الأعمال؟ ولا يتذّكر أبداً، ذلك هو ذنب الغفلة وإشكاله. إذاً، فالغفلة هي أحد موانع الاستغفار"([3]).
 


([1]) سورة الأعراف، الآية: 201.
([2]) سورة الأعراف، الآية: 20
([3]) أخلاق ومعنويت (فارسي)، ص172.

قال قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي، لدى استقباله اليوم الثلاثاء جمعا من مسؤولي النظام وسفراء الدول الإسلامية وضيوف مؤتمر الوحدة ، ان الرسول الأعظم قدم للإنسانية وصفة لعلاج لكل الآلام الكبرى للبشرية .

 

واضاف قائد الثورة الاسلامية ان لساني ولسان امثالي عاجز حقا عن الحديث عن النبي الاعظم، ويعجز عقلي وقلبي وعقل وقلب امثالي عن فهم الشخصية النبيلة لتلك الشخصية الرفيعة. ولكنني سأذكر اليوم باختصار كلمة واحدة من كتاب "فضائل الرسول الاعظم (ص)، وهي أن نبي الرحمة (ص) هو شمس الكون الساطعة التي لها الحق في عنق جميع أفراد البشرية. جميع أفراد البشرية، سواء كانوا يؤمنون بهذا الدين أم لا، مدينون للرسول العظيم وينتمون حرفيا إلى ذلك الدين الكريم. وقد قدم النبي الاعظم وصفة لعلاج جميع الآلام الكبرى للبشرية .

صرح قائد الثورة الاسلامية ان الكيان الصهيوني الغاصب آيل الى الزوال وعلى الحكومات التي خاضت قمار التطبيع أن تعلم أنها تراهن على حصان خاسر، كما يقول الأوروبيون.

وتابع قائد الثورة قائلا : حسب تقييمنا فان الحكومات التي اعتمدت مقامرة التطبيع مع الكيان الصهيوني نموذجاً لنفسها سوف تخسر، والخسارة بانتظارها، وهي مخطئة. وكما يقول الأوروبيون، فإنهم يراهنون على الحصان الخاسر. لان وضع الكيان الصهيوني اليوم ليس وضعاً يشجع على التقرب منه، فلا ينبغي لهم أن يقعوا في هذا الخطأ.

واضاف : الكيان الغاصب إلى زوال، اليوم الحركة الفلسطينية أكثر نشاطا من أي وقت مضى خلال هذه الثمانين عاما، اليوم الشباب الفلسطيني والحركة الفلسطينية، حركة مناهضة الاغتصاب ومناهضة الاستبداد ومناهضة الصهيونية، أكثر نشاطا، وأكثر استعدادا من أي وقت مضى، كما ترون إن شاء الله، وستنتهي هذه الحركة، وكما وصف الإمام الراحل (ره) الكيان الغاصب بالسرطان، فسيتم استئصال هذا السرطان بالتأكيد بأيدي الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة في المنطقة برمتها ان شاء الله .

أصبح العداء للإسلام أكثر وضوحا من أي وقت مضى

وتابع سماحته مستطردا بآن العداء للإسلام اليوم قد اصبح أكثر وضوحا من أي وقت مضى، واصفا اهانة القران الكريم بنموذج جاهل لهذه العداوات، موضحا بأن ما يفعله أحمق جاهل وتدعمه حكومة یبین أن هذه المسألة لیست مسرحا لإهانة للقرآن فقط.

إن مخططي جريمة إهانة القرآن البشعة یدمرون أنفسهم

وأشار الامام الخامنئي (دام ظله العالي) الى أن مخططي الجرائم وأعمال الإهانة البغيضة لا يستطيعون إضعاف القرآن بل يدمرون أنفسهم بذلك.

الکیان الصهیوني سيموت غيظا

وفي اشارة الى أن الكيان الصهيوني مليء بالكراهية والحقد والغضب، اكد اية الله الخامنئي بأن هذا الكيان يكره باقي الدول البعيدة والقريبة منه مثل مصر والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين والخ.. كما يكره ايران لأن هذه الدول منعته من تحقيق هدفه واقامة كيانه من النيل إلى الفرات.

واستطرد سماحته في هذا السياق مستشهدا بالاية القرانية " وموتوا في غيظكم" ، مضيفا بان هذه الاية تتحقق في الكيان الصهيوني الذي و بالفعل يموت بغيظه.

مقامرة التطبيع خسارة فادحة

وفي اشارة الى ان الكيان الصهيوني الغاصب الى زوال ، اكد قائد الثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي بان مقامرة التطبيع مع الكيان الصهيوني خسارة فادحة، وبأن الحكومات التي تتخذ من هذه المقامرة قدوة لنفسها فهي ترتكب خطأ و تراهن على حصان خاسر .

واضاف بان الكيان الصهيوني زائل والشباب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية أكثر حيوية واستعدادا من أي وقت مضى، لافتا الى ان هذه المقاومة ستؤتي ثمارها قريبا بإستئصال الكيان الصهيوني من المنطقة برمتها و الذي شبهه الامام الخميني (قدس سره ) بالغدة السرطانية .

وأكد سماحته أن وحدة الدول الإسلامية في غرب آسيا وشمال أفريقيا ستمنع نهب الثروات والغطرسة والتدخل من قبل أمريكا، وقال: إن أمريكا اليوم تضرب دول المنطقة سياسياً واقتصادياً، وتسرق نفط سوريا، وتبقي تنظيم داعش الهمجي في معسكراتها لتخرجه إلى الميدان مرة أخرى يوم الحاجة ويتدخل في شؤون الدول، ولكن إذا قمنا جميعا، إيران والعراق وسوريا ولبنان والسعودية ومصر والأردن ودول الخليج الفارسي باتخاذ سياسة واحدة في القضايا الأساسية والعامة، لن تستطيع قوى الغطرسة ولن تجرؤ على التدخل في شؤون هذه الدول الداخلية وسياستها الخارجية.

وأضاف آية الله الخامنئي: كما قلنا مراراً، نحن لا نشجع أحداً على الحرب والعمل العسكري، ونتجنبه أيضاً، فالدعوة إلى الاتحاد والتوحد هي لمنع دعاة الحرب الأمريكيين، لأنهم هم من يبدأون الحرب وهم سبب كل الحروب في المنطقة.

وبدأ اعمال المؤتمر الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية برعاية رئيس الجمهورية اية الله "ابراهيم رئيسي"، وحضور الامين العام للمجمع العالمي للتقريب حجة الاسلام "حميد شهرياري" ومشاركة نحو 500 شخص من ابرز العلماء المسلمين والشخصيات الثقافية والسياسية في ايران و41 دولة من انحاء العالم.

وبدأ الجزء الافتراضي الخاص بالمؤتمر في الفترة من 28 ایلول /سبتمبر الى 30 ایلول/سبتمبر، اما الجزء الحضوري بدأ أمس الاحد ويستمر حتى غدا الثلاثاء.

أكد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، اليوم الأحد، أنّ بلاده "لم تعد تنتظر شيئاً" من الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد "انتظرت على بابه 40 عاماً".

وفي خطاب خلال افتتاح البرلمان التركي دورته  الجديدة، شدّد إردوغان على أنّ أنقرة "وفت بكل الوعود التي قطعتها للاتحاد الأوروبي"، إلا أنّ الأخير "لم يفِ بأي من وعوده تقريباً".

كذلك، أعلن إردوغان أنّ تركيا "لن تقبل متطلّباتٍ جديدةً أو شروطاً في مسار الانضمام إلى التكتل"، مؤكداً في الوقت نفسه "ضرورة الاهتمام بالسياسة الخارجية".

وشدّد إردوغان على أنّ الأوروبيين "سيفقدون بالكامل حقَّهم في انتظار توقعات سياسية، اجتماعية، اقتصادية أو عسكرية من قِبلنا، في حال عدم تراجعهم عن بعض المظالم، مثل فرض تأشيرات الدخول التي يستخدمونها كعقوبة مستمرة".

وأضاف: "في حال كانت لدى الاتحاد الأوروبي النية لوضع حدّ لمسار انضمام تركيا غير الموجود سوى على الورق، سيكون هذا شأنه".

يُذكر أنّ هذه التصريحات تأتي بعد أيام من إدانة المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تركيا "لاعتبارها أنّ استخدام مدرّس تطبيقاً للمراسلات المشفّرة على صلة بالمخططين المفترضين للانقلاب الفاشل الذي شهدته البلاد في 2016، دليل كافٍ للحكم عليه بالحبس".

ويمكن للقرار الذي خلص إلى أنّ حقوق المدرّس يوكسيل يالتشنكايا قد انتُهكت، أن يمثّل سابقةً مهمّةً، مع آلاف القضايا المماثلة العالقة أمام المحكمة، التي تتّخذ من ستراسبورغ مقراً لها.

 

قضية كافالا

ويُشار إلى أنّ محكمة الاستئناف العليا في تركيا أيّدت الحكم على رجل الأعمال التركي، عثمان كافالا، بالسجن مدى الحياة، بتهمة محاولة الإطاحة بالحكومة، في محاكمة تبدي الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا اهتماماً بها.

وحُكم على 4 متهمين آخرين بالسجن 18 عاماً، وفق ما أوردت وكالة الأناضول التركية، بينما ينفي جميع المشتبه بهم الاتهامات الموجّهة إليهم.

وقد رفضت تركيا دعوات واشنطن والعواصم الأوروبية إلى إطلاق سراح كافالا ومتهمين آخرين، بمن فيهم جان أتالاي، الذي انتُخِب عضواً في البرلمان في أيار/مايو الماضي، إلا أنّه مُنع من مغادرة السجن من أجل تولّي منصبه.

وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن العام الماضي تنفيذ إجراءات ضد تركيا، بسبب رفضها تنفيذ حكم المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان لعام 2019، بالإفراج الفوري عن عثمان كافالا.

كما تطرّق الرئيس التركي خلال كلمته إلى صياغة دستور جديد للبلاد أيضاً، داعياً "كل أحزاب المعارضة والقوى السياسية والمواطنين" إلى المشاركة في هذه العملية.

 

"الإرهابيون لن يحقّقوا أهدافهم"

وفيما يتعلّق بمحاربة الإرهاب، قال إردوغان إنّ تركيا "تتّخذ كل الإجراءات من أجل محاربة التنظيمات الإرهابية"، مشيراً إلى أنّ "الإرهابيين لن يحقّقوا أهدافهم أبداً، وأنّ أنقرة استطاعت التصدّي لجميع الشبكات الإرهابية، بما فيها جماعة فتح الله غولن".

وجاء كلام إردوغان بعد ساعات على التفجير الذي ضرب وسط العاصمة أنقرة، وأُصيب خلاله عنصران من الشرطة.

وكانت العاصمة التركية أنقرة قد شهدت، صباح اليوم الأحد، هجوماً بالقنابل، وقع قرب المديرية العامة للأمن التابعة لوزارة الداخلية التركية وسط العاصمة أنقرة، وقد وصل أفراد من الحرس الرئاسي إلى مكان الحادث.

وأعلن وزير الداخلية التركي، علي يارلي كايا، أنّ "أحد الإرهابيَين قام بتفجير نفسه، بينما حيّدت فرق الأمن الإرهابي الثاني".

وفور سماع دوي الانفجار وإطلاق النار، سارعت قوات الأمن بالتوجّه إلى المنطقة واتخذت تدابير أمنية واسعة،كما أُغلِق شارع أتاتورك أمام حركة المرور.

وأفادت وسائل إعلام تركية، بأنّ مكتب المدعي العام في أنقرة فتح تحقيقاً بشأن الهجوم.

الذنوب وقساوة القلوب
قال الله تعالى: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً...﴾[1]. إنّ قسوة القلب وذهاب اللين والرحمة والخشوع مرض خطيرٌ جداً، قد ذمّ الله عليه بعض الأمم السابقة كبني إسرائيل، وإنّ صاحب القلب القاسي أبعد ما يكون عن الله تعالى، وصاحبه لا يُميِّز بين الحقّ والباطل، ولا ينتفع بموعظة ولا يقبل نصيحة.
 
فالقلب إذا صَلُح استقام حال العبد، وصحَّت عبادته، وصار يعيش في سعادة وهناء، وذاق طعم الأنس ومحبّة الله ومناجاته، ولكن إذا قسا القلب وأظلم، فسُد حال العبد، وخلت عبادته من الخشوع، وغلبت عليه مظاهر وآثار متعدِّدة، فتراه لا يخشع في صلاته وعبادته ولا يتأثّر بقراءة القرآن، ولا تنفعه المواعظ ولا يتأثَّر بها، ويحسّ بضيقٍ شديدٍ وفقرِ نَفْسٍ رهيب، حتَّى لو ملك الدُّنيا بأسرها. روي عن الإمام الصَّادق عليه السلام: "ما من شيء أفسد للقلب من خطيئة، إنّ القلب ليواقع الخطيئة، فما تزال بهحتَّى تغلب عليه، فيصير أعلاه أسفله"[2].
 
إنّ تراكم المعاصي وظلمتها على قلب الإنسان يُصيّره طبعاً له، لأنّ الذّنوب لها ظلمات إنْ تراكمت صارت ريناً، كما قال تعالى: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾[3].
 
وإذا صارت هكذا، طُبع على قلب الإنسان، وهذا ما قد يُعبّر عنه بالقلب الأسود أو المنكوس وغير ذلك. إذ يُصبح هذا القلب قابلاً لكلّ أنواع الضلالة والانحراف، فلو فرضنا أنّ فيه نوراً ما، فإنّ ارتكابه الذّنوب ينزع من قلبه النّور، ولا يعود قابلاً لتلقِّي الحقّ أبداً، بل يخرج منه ما كان فيه من الحقّ فيصبحُ خالياً قابلاً لكلِّ ضلالةٍ وانحراف، لأنَّها من سنخه المظلم. لذا ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: إذا "أذنب الرجل خرج من قلبه نكتة[4] سوداء، فإن تاب انمحت، وإن زاد زادت. حتَّى تغلب على قلبه، فلا يُفلح بعدها أبداً"[5]. وروي عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: "ما جفّت الدموع إلا لقسوة القلوب، وما قست القلوب إلا لكثرة الذّنوب"[6].
 
الذنوب وزوال النعم
"النِّعمة هي الحال الحسن والعيش الرَّغيد، ونعمة العيش حسنه ونضارته، وزوالها عقوبة إلهية لمن لا يشكر الله على النِّعمة والعطاء، وارتكاب الذّنوب بشكلٍ عام يؤدِّي إلى زوال هذه النِّعمة، وإن كان هناك ذنوبٌ خاصَّة توجب تغيير النِّعمة، مثل البغي على النَّاس، وترك اصطناع المعروف وكفران النِّعم وترك الشّكر"، وهو ما أشار إليه الإمام علي عليه السلام في دعاء كميل: "اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ العِصَمَ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ"[7]. فالله تعالى بمقتضى عدله المطلق وقصده في حكمه لا يُغيِّر نعمةً أنعمها على أحدٍ، ولا يسلبها أحداً إلا بسبب ذنبٍ ارتكبه، كما قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾[8].[9]
 
قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾[10].
 
روي عن الإمام علي عليه السلام: "فما زالت نعمةٌ ولا نضارةُ عيشٍ إلا بذنوب اجترحوا، إنّ الله ليس بظلّامٍ للعبيد، ولو أنّهم استقبلوا ذلك بالدّعاء والإنابة لم تزل"[11].
 
روي عن الإمام الصادق عليه السلام: "ما أنعم الله على عبدٍ نعمةً فسلبها إيّاه حتَّى يُذنب ذنباً يستحقّ السَّلب"[12].
 
الذنوب ونقصان العمر
لقد تحدّثت بعض الرّوايات عمّا يوجب زيادة العمر والرِّزق ونقصانهما وعدم البركة فيهما، كبرِّ الوالدين وعقوقهما، وصلة الرحم وقطيعتها، روي عن الإمام الصّادق عليه السلام: "من يموت بالذّنوب أكثر ممّن يموت بالآجال، ومن يعيش بالإحسان أكثرممّن يعيش بالأعمار"[13].
 
فالله تعالى إذا أنعم على مجتمع أو فرد نعمة زيادة العمر، فذلك من أجل التكامل المعنوي والاستفادة من نعمة الحياة. فالحياة على قسمان: حياة الأبدان، وحياة القلوب، وعمر الإنسان الحقيقي ليس إلا أوقات طاعته وارتباطه بالله تعالى، وبالتقوى تزيد هذه الساعات التي هي عمره الأصلي، وإذا أعرض عن الله واشتغل بمعاصيه ضاعت عليه أيام حياته الحقيقية، فالمعاصي تؤثّر على حياة الأبدان كما تؤثّر على حياة القلوب.
 
هُدىً وبشرى، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


[1] سورة البقرة، الآية 74.
[2] الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص268.
[3] سورة المطففين، الآية 14.
[4] النكتة، النقطة، وكلّ نقطة في شيء بخلاف لونه فهي نكتة.
[5] الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص271.
[6] الحرّ العاملي، وسائل الشيعة، ج16، ص45.
[7] الشيخ الصدوق، معاني الأخبار، ص 269، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، لا.مط، لا.ط، 1379 - 1338 ش.
[8] السيد ابن طاووس، إقبال الأعمال، ج3، ص332، جواد القيومي الاصفهاني، مكتب الإعلام الإسلامي، مكتب الإعلام الإسلامي، الطبعة الأولى، رجب 1414.
[9] سورة الانفال، الآية 53.
[10] سورة الأعراف، الآية 96.
[11] الحرّ العاملي، وسائل الشيعة، ج5، ص178.
[12] الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص274.
[13] الشيخ الكليني، الكافي، ج5، ص140.

جاء ذلك في كلمة رئيس الجمهورية الاسلامية، اليوم الاحد، خلال مراسم افتتاح المؤتمر الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية، الذي بدا اعماله اليوم الاحد تحت عنوان "التعاون الاسلامي من اجل بلورة القيم المشتركة".

واحيا الرئيس الايراني، في مستهل كلمته بالمناسبة، ذكرى رواد التقريب بين المذاهب الاسلامية في ارجاء العالم الإسلامي، كما ثمن جهود الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب "حجة الاسلام الدكتور حميد شهرياري"، الهادفة الى لم شمل المسلمين.

واكد رئيس الجمهورية، بان الهدف من عقد المؤتمر الدولي للوحدة سنويا باستضافة ايران الاسلامية، هو تعزيز الوحدة والتضامن بين المسلمين، وتقريب وجهات نظر العلماء في المجالات العلمية والثقافية، وكذلك دراسة وتقديم الحلول العملانية من اجل بناء الأمة الواحدة، ومعالجة مشاكل المسلمين عبر تقديم الحلول المناسبة في هذا الشأن.

ولفت الى ان العام الماضي عقد المؤتمر لنسخته الـ 36 بحضور 200 مفكر اسلامي من 60 دولة، و100 شخصية سياسية وثقافية محلية تحت عنوان "الوحدة الإسلامية والسلام وتجنب الانقسام والصراع في العالم الإسلامي..حلول تنفيذية وتدابير عملية "، كما عقدت مؤتمرات إقليمية على مدار السنة في عدد من محافظات البلاد مثل كلستان وسيستان وبلوشستان وخراسان وكردستان، فضلا عن مؤتمرات على مستوى بعض الدول الاقليمية.

وأوضح اية الله رئيسي : إن سر انتصار المسلمين عبر التاريخ يكمن في وحدتهم وتآزرهم القائم على القرآن والرسول الاعظم (ص)، وعدم تحقيق رغبات الاعداء؛ مشيرا الى ان قوى الهيمنة اليوم تدرك بان الأمة الإسلامية تشكل اهم عائق في طريقها ؤمن بالديناميكية في حياتها وتعتبر الركود موتها.

ولفت اية الله رئيسي الى ان المؤشر المهم لمعرفة ما يبحث عنه العدو هو أن ندرك بأنه لا يريد للأمة الإسلامية أن تكون موحدة، معتبرا من يتحرك في اتجاه الوحدة فهو يتحرك ضمن استراتيجية الإسلام ومن يحاول الانقسام والتفرقة فقد يتحرك في اتجاه استراتيجية العدو.

وعلى صعيد اخر نوه الرئيس الايراني الى القضية الفلسطينية؛ مؤكدا الى أن الاهتمام بحرية القدس الشريف وفلسطين يشكل اهم دليل على وحدة الأمة الإسلامية، وموضحا بأن السعي الى تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني هو مؤشر في مسار الرجعية والتقهقر بالنسبة للانظمة المطبعة وسيضعها تحت سطوة هذا الكيان  الغاصب.

واشار اية الله رئيسي الى ان اعتماد خيار المقاومة في مواجهة العدو اثبت نجاحه بإمتياز واقتداره على ازاحة خيار المساومة والاستسلام، وقد ارغم العدو على التراجع والهزيمة.

واستطرد رئيسي : ان مؤتمر الوحدة الاسلامية الذي بدا اعماله اليوم، يعد اجتماعا مناهضا للصهيونية وهيمنة الاستكبار العالمي؛ مؤكدا على استراتيجية الوحدة اليوم يمكن أن تعزز اركان الأمة الإسلامية في مواجهة العدو المشترك.

وختم رئيس الجمهورية بالقول : ان الرسول الاكرم (ص) باعتباره افضل خلق الله، هو قدوة للبشرية جمعاء، لان الله انعم عليه بصفات سامية، اسماها سعة ورحابة صدره وعليه فقد حقق صلوات الله عليه وعلى اله، النصر والفوز لقاء صبره وايمانه وتضحياته في سبيل الله عز وجل؛ داعيا امة الاسلام للتاسي بسيرة واخلاق نبي الرحمة محمد ابن عبد الله (ص).