
Super User
الإمام الخامنئي يستقبل أمير الكويت و يؤكد على العلاقات السليمة بين بلدان المنطقة
استقبل سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية صباح يوم الإثنين 02/06/2014 م الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت و الوفد المرافق له، و شدّد على أهمية منطقة الخليج الفارسي و أمنها موضحاً: أمن هذه المنطقة رهن بالعلاقات السليمة و الجيدة بين بلدان المنطقة.
و أضاف سماحته قائلاً: على هذا الأساس سعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دوماً لعلاقات سليمة مع جيرانها في الخليج الفارسي، و تتابع الآن أيضاً السياسة ذاتها.
و قال قائد الثورة الإسلامية: تقارب بلدان المنطقة و العلاقات السليمة بينها مفيد لكل المنطقة، و لكن إذا لم يراع هذا المبدأ، فإن اختلاف بلدان المنطقة و التباعد بينها سيؤدي إلى ارتياح الأعداء المشتركين.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي الوقاحة المطردة للكيان الصهيوني نتيجة غياب العلاقات السليمة بين بلدان المنطقة و لفت قائلاً: لقد تعاملت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع بلدان المنطقة بصدر منشرح دوماً.
و اعتبر سماحته تنمية العلاقات بين الكويت و العراق لصالح المنطقة قائلاً: بخصوص التطورات في سورية أيضاً فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤيد كل ما يقرره الشعب السوري.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى خطر الجماعات التكفيرية في المنطقة مؤكداً: للأسف بعض بلدان المنطقة غير متفطنة إلى الخطر الذي تشكله الجماعات التكفيرية عليها في المستقبل، و تعمل دوماً على دعم هذه الجماعات.
و أضاف آية الله العظمى الإمام الخامنئي: بعض بلدان المنطقة بدعمها للجماعات التكفيرية في الوقت الراهن إنما تدعم المذابح و الجرائم في سورية و بعض البلدان الأخرى، و لكن في مستقبل غير بعيد سوف تتحول هذه الجماعات إلى بلاء ينزل بنفس تلك البلدان الداعمة لها، و بالتالي ستضطر تلك البلدان إلى القضاء عليها بتكاليف باهضة.
و أشار سماحته إلى تواجد إيران إلى جانب الكويت في الظروف الحساسة خلال الأعوام الماضية مقدراً المواقف الخيّرة و المدبّرة للكويت حيال تطورات المنطقة، و أضاف قائلاً: يجب معالجة و حل تطورات المنطقة بمثل هذه النظرة و الأسلوب.
كما أشار قائد الثورة الإسلامية إلى العلاقات الاقتصادية و التجارية بين إيران و الكويت منوّهاً: الأرضيات و المجالات لتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين أكثر فأكثر مهيأة، و ينبغي فتح صفحة جديدة في العلاقات الاقتصادية بين إيران و الكويت.
في هذا اللقاء الذي حضره أيضاً الشيخ حسن روحاني رئيس جمهورية إيران الإسلامية بارك أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ذكرى ميلاد الإمام الحسين بن علي (ع) و اعتبر قائد الثورة الإسلامية مرشداً و دليلاً لكل المنطقة، و أردف قائلاً: الكويت مستعدة تماماً لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، و قد جرى الاتفاق في محادثات طهران على رفع مستوى العلاقات الاقتصادية و التجارية بين الجانبين.
و أيّد أمير الكويت رأي قائد الثورة الإسلامية بخصوص ضرورة الوحدة و التقارب بين بلدان المنطقة و التصدي للتطرف، و اعتبر العلاقات بين الكويت و العراق جيدة جداً و المسؤولين العراقيين أصدقاء للكويت، و أبدى أمله بحل مشكلات سورية على أساس إرادة الشعب السوري و رأيه و بالطرق السلمية.
أبو الفضل العباس (ع) قمر بني هاشم
كانت ولادة أبي الفضل العباس (عليه السلام) بشرى لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) بأنه سيكون حامل لواء أخيه الإمام الحسين (ع) في ملحمة كربلاء. أمّه فاطمة بنت حزام الكلابية (رضوان الله عليها ) التي اشتهرت في ما بعد بـــ أُمّ البنين، وقد تزوّجها الإمام علي بعد استشهاد فاطمة الزهراء (ع).
ذكر أنّه ولد في 4 شعبان عام 26 للهجرة بالمدينة، وهو أكبر أبناء أم البنين الأربعة الذين استشهدوا في كربلاء بين يدي الحسين عليه السلام. وعند استشهاد أمير المؤمنين عليه السلام كان العباس في الرابعة عشرة من عمره، وفي كربلاء كان له من العمر 34 سنة. كنيته أبو الفضل وأبو فاضل ومن أشهر ألقابه: قمر بني هاشم، وساقي العطاشى، وحامل لواء الحسين، وحامل الراية، وأبو القربة، والعبد الصالح، وباب الحوائج و . . . إلخ.
تزوّج العبّاس من لبابة بنت عبيد الله بن العبّاس (ابن عمّ أبيه)، ولد منها ولدان اسمهما عبيدالله، والفضل.
وذكر البعض أنه له ابنين آخرين اسماهما محمد والقاسم. كان العباس طويل القامة جميل الصورة، ولا نظير له في الشجاعة، وقد سمي بقمر بني هاشم لحسنه وجماله. وهو حامل لواء الحسين يوم العاشر، وساقي خيام الأطفال والعيال.
وكان يتولّى في مخيم أخيه إضافة إلى جلب الماء، حراسة الخيم والاهتمام بأمن عيال الحسين عليه السلام. وظل الاستقرار يسود الخيام ما دام هو على قيد الحياة، وهو كما قال الشاعر: اليوم نامت أعين بك لم تنموتسهدّت أُخرى فعزّ منامها في يوم عاشوراء استشهد أخوة العباس الثلاثة قبله، ولما جاء هو أخيه الحسين طالباً الأذن للبروز إلى الميدان، أمره أخوه بجلب الماء للأطفال العطاشى في الخيام.
فسار أبو الفضل نحو الفرات وملأ القربة، وعند العودة للخيام اشتبك مع جيش العدو الذي يحاصر الماء، وقطعت يداه، واستشهد هناك. وقبل هذا كان قد برز للقتال عدّة مرات إلى جانب سيد الشهداء وقاتل جيش يزيد.
إن للعباس عليه السلام مكانة جليلة، والتعابير الرفيعة الواردة في زيارته تعكس هذه الحقيقة. وتنصّ زيارته المنقولة عن الإمام الصادق عليه السلام على عبارات من قبيل: " السلام عليك أيّها العبد الصالح المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين والحسن والحسين. . . أشهد أنك مضيت على ما مضى عليه البدريون والمجاهدون في سبيل الله، المناصحون في جهاد أعدائه،المبالغون في نصرة أوليائه، الذّابّون عن أحبّائه . . ."(مفاتيح الجنان:435)،
وهي تؤكد على ما كان يتصف به من العبودية لله والصلاح والطاعة، وأنه استمرار لخط مجاهدي بدر، وأولياء الله والمدافعين عن أولياء الله.
وقد وصف الإمام السجاد عليه السلام المعالم البارزة لشخصية العباس بن علي: "رحم الله عمي العباس فلقد آثر وأبلى وفدا أخاه بنفسه حتى قطعت يداه فأبدله الله عزّ وجل بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة كما جعل جعفر بن أبي طالب. وأنَّ للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة"(سفينة البحار155:2)
الإمام الخامنئي يستقبل مسؤولي الدولة و سفراء البلدان الإسلامية بمناسبة المبعث النبوي الشريف
في ذكرى بعثة نبي الإسلام الكريم سيدنا محمد بن عبد الله (صلى الله عليه و آله و سلم) استقبل قائد الثورة الإسلامية صباح يوم الثلاثاء 27/05/2014 م مسؤولي الدولة و مختلف شرائح الشعب و الضيوف المشاركين في المسابقات العالمية للقرآن الكريم و سفراء البلدان الإسلامية، و اعتبر أهم احتياجات العالم الإسلامي الإقبال على الفكر و التفكير و البصيرة و المعرفة الحقيقية لجبهة أعداء الأمة الإسلامية، و كذلك الاتحاد و اجتناب الخلافات العقيدية و الطائفية، مؤكداً: لقد رفعت اليوم راية الاعتزاز بالإسلام، و تعزز الشعور بالهوية الإسلامية بين مسلمي العالم أكثر من السابق، و الشعب الإيراني أيضاً بفضل حسن ظنه و ثقته بوعود النصرة الإلهية آخذ بالتقدم و التطور و تجاوز المشكلات و فتح الخنادق الواحد تلو الآخر في طريق الكفاح ضد الظلم و الجهل و اللاعدالة.
و بارك آية الله العظمى السيد الخامنئي يوم مبعث رسول الإسلام الكريم (صلى الله عليه و آله و سلم) و اعتبر السبب الأهم لبعثة الأنبياء الإلهيين و خصوصاً رسول الإسلام العظیم (صلى الله عليه و آله و سلم) هداية الناس نحو استخدام العقل و التعقل و التفكّر، مضيفاً: إذا شاع استخدام الفكر و التفكير في المجتمع الإسلامي فسوف تعالج الكثير من مشكلات العالم الإسلامي.
و أشار سماحته إلى التصورات الخاطئة و السطحية في النظر للإسلام و القرآن الكريم: عدم التوفر على نظرة صحيحة و إدراك عميق لتعاليم الإسلام و المفاهيم القرآنية أدّى إلى أن يمارس البعض و باسم الإسلام الظلم ضد المسلمين و يرتكبوا المذابح ضدهم، بل و يختطفوا البنات في البلدان الأفريقية باسم الإسلام.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى نموذج آخر من نماذج عدم استخدام الفكر و التفكير في الظروف الراهنة التي يمرّ بها العالم الإسلامي، مردفاً: يعمل الأعداء اليوم على مواجهة الإسلام مواجهة علنية، و وسيلتهم الأهم هي بث الخلافات العقيدية و الحرب بين الشيعة و السنة، و إذا استخدمت قوى العقل و التفكير لأمكن مشاهدة يد الأعداء و دوافعهم و محفزاتهم في القضية، و لأمکن کذلک العمل على عدم خدمة أهداف من يريدون الشرّ بالإسلام.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي الاتحاد و تأسيس الأمة الواحدة من الاحتياجات الضرورية الأخرى للعالم الإسلامي، و شدّد على أن من الأهداف الرئيسة لبث الخلافات بين المسلمين و نشر التخويف من الشيعة و من إيران، تغطية جبهة الاستكبار على مشكلاتها و حماية الكيان الصهيوني الغاصب، مضيفاً: المتوقع من الشعوب المسلمة و خصوصاً النخبة من الأمة الإسلامية هو أن يتوفروا بفضل التدبر و البصيرة على معرفة صحيحة لجبهة أعداء الأمة الإسلامية و يتفطنوا لهذه الحقائق الناصعة بشكل جيد.
و أكد سماحته على أن الأجهزة السياسية في الغرب تروج لنفس الجاهلية التي كانت الغاية من بعثة رسول الإسلام (صلى الله عليه و آله و سلم) محوها و القضاء عليها، قائلاً: انعدام العدالة، و التمييز، و تجاهل الكرامة الإنسانية، و تضخيم القضايا الجنسية، و الدعاية الواسعة لتبرّج النساء، كلها من مظاهر التمدن الغربي الفاسد، و هو في الواقع عودة إلى نفس تلك الجاهلية و لكن بأدوات و أساليب حديثة.
و ألمح قائد الثورة الإسلامية إلى المساعي الواسعة المبذولة من أجل قمع الصحوة الإسلامية ملفتاً: مع أن هذا القمع بلغ نتائجه حسب الظاهر في بعض المناطق، بيد أن الواقع هو أن الصحوة الإسلامية مما لا يمكن قمعه.
و لفت آية الله العظمى الإمام الخامنئي إلى حالات التقدم التي حققها شعب إيران في ظل الاعتقاد برسالة البعثة و الاتحاد الداخلي و الشجاعة مقابل الأعداء و الشعور بالأمل بوعود النصرة الإلهية، قائلاً: توجد اليوم بلطف من الله حكومة جديدة و المسؤولون فيها يشعرون باعتزازهم بالإسلام و يعملون و يجدون في مختلف المجالات.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية وجود التحديات و المشكلات في مسيرة حياة الإنسان أمراً طبيعياً مردفاً: الأفراد أصحاب العقل و التدبير يصبرون على المشكلات من أجل تحقيق العزة و الشرف الإنساني و التقرب إلى الله، لكن الأفراد عديمي العقل بدل قبولهم للولاية الإلهية يتمسكون بولاية الشياطين و يرضون بالذلة أمامهم.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي في هذا الخصوص إلى إطار قرآني موضحاً: على أساس الآيات القرآنية، فإن الأفراد الذين يتشبثون بأعداء الإسلام و البشرية و بولاية الشياطين بدل الهداية و الولاية الإلهية، من أجل تحقيق العزة، لن يحققوا العزة في نهاية المطاف، و حتى نفس أولئك الشياطين لن يشكروهم و لن يثنوا عليهم.
و أكد سماحته قائلاً: ينبغي استلهام الدروس من هذه المعادلة القرآنية، و معرفة الطريق الصحيح و مسار السعادة الحقيقي من هذا الخط القرآني المرسوم للهداية.
و اعتبر الإمام السيد علي الخامنئي سرّ نجاحات و انتصارات نظام الجمهورية الإسلامية في مختلف المراحل و ساحات الكفاح الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية و الدولية، ثقته و حسن ظنه بالوعود الإلهية منوّهاً: هذا هو سبيل الشعب الإيراني و سيكون هذا هو نفسه في المستقبل أيضاً.
و قال آية الله العظمى السيد الخامنئي في ختام كلمته: رحمة الله على الإمام الخميني الجليل الذي فتح هذا الطريق أمامنا. و رحمة الله على الشهداء الذين ضحّوا بأرواحهم في هذا السبيل، و رحمة الله على الشعب الإيراني الذي أبدى عن نفسه الجاهزية و الاستعداد في كل أطوار هذا الدرب، و رحمة الله على مسؤولينا و رجال دولتنا المستعدين للعمل و الجد و التضحية في هذا المسار.
قبل كلمة قائد الثورة الإسلامية تحدث رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشيخ حسن روحاني فبارك المبعث النبوي الشريف، و وصف البعثة بأنها انبعاث كبير للتاريخ، و نعمة لاستخدام العقل بشکل صحيح على أساس الوحي الإلهي مضيفاً: لقد اجتذب الرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله و سلم) القلوب بعطفه و أخلاقه العظيمة، و أهدى للبشرية العلم و التحرّر و المعنوية.
و اعتبر رئيس الجمهورية التفرقة و انعدام العدالة و التطرّف أكبر المعضلات المفروضة من قبل جبهة الكفر على العالم الإسلامي مردفاً: الثورة الإسلامية تنادي اليوم بالاتحاد و التعاطف و نبذ الخلافات بين أبناء الأمة الإسلامية مقابل جبهة الكفر.
ولايتي: الإنتخابات الرئاسية ستشكّل ردا حازما على أعداء سوريا
مستشار مرشد الثورة الاسلامية في ايران علي أكبر ولايتي يقول إن الانتخابات الرئاسية في سوريا ستعزز مشروعية حكومة الرئيس الأسد، مشيراً إلى أن اعتراف إو رفض الدول الغربية لها ليس مهما بل المهم هو أن الشعب السوري هو الذي يقرر مصيره.
الاتحاد الأوراسي: نحو عالم متعدد الأقطاب
وقّعت روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان اتفاقية الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، لتنشئ بذلك أكبر سوق موحدة في فضاء رابطة الدول المستقلة، التي تملك إمكانات صناعية وعلمية وتكنولوجية ضخمة وموارد طبيعية هائلة، على أن تفتح امكانية نحو انضمام أرمينيا وقرغيزيا في المستقبل القريب. وسيعمل هذا الاتحاد الاقتصادي الأوراسي بمبادئ شفافة وواضحة للجميع، بما فيها أحكام ومبادئ منظمة التجارة العالمية، على ما يقول منشئوه.
وأهم ما في هذه الاتفاقية، التزام الدول الثلاث الموقعة ضمان حرية البضائع والخدمات ورأس المال والقوة العاملة في حدود الاتحاد، وأن تعمل على تنسيق سياساتها في القطاعات الحيوية للاقتصاد، مثل الطاقة والصناعة والزراعة والنقل.
لا شك أن فكرة الاتحاد الأوراسي قد تطورت كثيراً منذ أن طرحها الرئيس الكازاخي نزار باييف عام 1994، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وإنشاء رابطة الدول المستقلة، كتجمع سياسي اقتصادي يعمل في فضاء الجمهوريات السوفياتية السابقة، إلا أن تطور الأحداث بعدها على المستوى الدولي في ضوء التحديات الجديدة، فرض تطوير الفكرة الأساسية للمشروع.
جوبه طرح الاتحاد الأوراسي منذ البداية بمقاومة من أطراف متعددة، أولها الجمهوريات السوفياتية السابقة، التي خشيت من محاولات الهيمنة الروسية، والخوف من خسارة استقلالها الوطني بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. وطموحات الطبقات السياسية الناشئة حديثاً في هذه الجمهوريات، التي كانت في مجملها ذات طبيعة أوليغارشية ومافيوية، استولت على مقدرات دولها الاقتصادية وفككت مجتمعاتها بتغطية من الولايات المتحدة والغرب، عبر تساهل هذه القوى مع الطبقة السياسية الناشئة في هذه البلدان، في نهب وإفقار مجتمعاتها، تحت حجج الديموقراطية والحرية وإشاعة الخوف من روسيا كقوة استعمارية.
ثاني هذه الأطراف هما الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، اللتان طرحتا «خطة وسط آسيا الأميركية»، وهدفها استعادة التوازن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. ويكمن مغزاها في سيطرة أميركا على أفغانستان دون أن توظف أموالاً لغرض تطوير هذا البلد، فضلا عن استغلال مشاكل باكستان السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومشاكلها مع جيرانها بغرض تعزيز النفوذ الأميركي ومنع إقامة قاعدة اقتصادية مشتركة لبلدان وسط آسيا، ووضعها في مجابهة روسيا والصين واستكمال حصار إيران.
أما ثالث هذه الأطراف فهي الصين، عبر مشروع طريق الحرير والذي يشمل الدول القائمة على خط الحرير التاريخي. اعتبرت الصين أن مشروعها أوسع وأشمل من الاتحاد الأوراسي، الذي يمكن أن ينخرط فيه أكثر من نصف البشرية وبمقدرات اقتصادية هائلة، تستطيع أن تقف في مواجهة السيطرة الأميركية والأوروبية.
لعل العامل الرئيسي في تطوير الاتحاد الأوراسي واقترابه من المشروع الصيني، جرى تحت تأثير وضغط الأحداث السياسية، التي وضعت الصين وروسيا في خندق واحد في مواجهة المخططات الأميركية والأوروبية.
ويسعى الطرفان الروسي والصيني إلى تطوير مفهوم مشترك بينهما، يدمج ما بين الفكرتين المتعارضتين بما يضمن لروسيا أن تكون قادرة على بث الطمأنينة في دول الفضاء السوفياتي السابق من جهة، ومن جهة أخرى أن تتعزز علاقاتها بالصين على المستويات الاقتصادية والتوافق السياسي وحدود المجابهة مع الغرب الاستعماري، وتضمن توسيع الاستثمارات الصينية الهائلة في مدى هذا الاتحاد الجيوسياسي الواسع. ومن هنا يمكن أن نفهم إعلان بوتين أن هذا الاتحاد مفتوح للتوسع، ومهتم بضم دول مثل الصين والهند وفيتنام ودول أخرى.
وبالانتقال إلى كلمة الرئيس البيلاروسي في حفل التوقيع، فقد تطرّق إلى نقطة مهمة قد تحمل دلالات كثيرة، حيث ذكر أن أوكرانيا لن تكون خارج هذا الاتحاد في القريب العاجل. ما يعني أن أوكرانيا قد تجد مكانها في الاتحاد خلال ثلاث إلى خمس سنوات، بعد التخلص من آثار المعركة الحالية.
من جهة أخرى تسربت أنباء عن تفكير إيران وسوريا في طلب الانضمام إلى هذا الاتحاد، ما يدل على تفكير هذا التحالف في بناء قاعدة اقتصادية وسياسية مشتركة، أساسها مقاومة الإمبريالية الأميركية والأوروبية الغربية، وذلك بالعمل على خلق عالم متعدد الأقطاب، قادر على تجريد الغرب من مصادر قوته الاقتصادية والسياسية والمالية والعسكرية.
وتبقى مسألة أثيرت حول انضمام إسرائيل إلى الاتحاد الأوراسي، ويجب التفكير في سبب طرح هذه الفكرة. هنا يظهر احتمال أن تكون روسيا تفكر بطريقة تكون فيها قادرة على دمج إسرائيل في هذا التحالف، لإضعاف التأثير الأميركي والأوروبي على السياسات الاسرائيلية. أما من جهة إسرائيل، فإن مسارعتها للحديث عن رغبتها في الانضمام لهذا الاتحاد، ناتج عن فهمها العميق للانكفاء الأميركي التاريخي عن المنطقة، وبالتالي فإنها تسعى إلى أن تضمن روسيا لها أن تعمل على كبح جماح حلف المقاومة في المنطقة من تدمير دولة إسرائيل.
ويبقى السؤال: هل ستكون روسيا قادرة على أخذ هذا الالتزام دون أن تخذل أصدقاءها وحلفاءها في المنطقة ؟؟؟
أحمد فاخر - الاخبار
القضية الفلسطينية تحظى باهتمام المشاركين في المؤتمر الوزاري لدول عدم الإنحياز
الستار يسدل على المؤتمر الوزاري لدول عدم الانحياز في الجزائر، وفلسطين تحظى باهتمام المشاركين فضلا عن الدعوة الى اعادة بعث مطلب نظام دولي متعدد الأقطاب، والرئيس الجزائري يعرب خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني عن أمله بانتهاء الأزمة السورية سريعا.
قوات الإحتلال تفرض قيوداً على دخول "الأقصى" .... وحالة توتر في السجون
قوات الإحتلال تفرض قيوداً على دخول المصلين إلى الحرم القدسي الشريف، وشرطة العدو تشير إلى أنها ستسمح فقط بدخول الرجال فوق سن الـ 45. وحالة توتر تشهدها سجون الإحتلال في ظل استمرار اضراب الأسرى الفلسطينييتن عن الطعام لليوم الـ 37 على التوالي.
بوتين: على كييف وقف عمليتها العسكرية شرق أوكرانيا
بوتين يدعو كييف إلى حوار سلمي مع قيادات الأقاليم، ويشدد على ضرورة "وقف كييف عمليتها العسكرية في شرق أوكرانيا"، ولافروف يستبعد أن يزور الرئيس الأوكراني الجديد روسيا. والأنباء تشير إلى سقوط 100 قتيل وعشرات الجرحى في المواجهات الدائرة في تلك المنطقة.
فتح وحماس تتفقان على تسمية رامي الحمدالله رئيساً لحكومة الوفاق الوطني
حماس وفتح تتفقان على إسم رامي الحمد الله لرئاسة حكومة الوحدة الوطنية التي قال عزام الأحمد إن الإعلان عنها سيكون نهاية هذا الأسبوع.
الإمام الخامنئي يستقبل نواب مجلس الشورى الإسلامي
استقبل سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية صباح يوم الأحد 25/05/2014 م رئيس و نواب مجلس الشورى الإسلامي، و اعتبر في كلمته لهم أن السبيل الوحيد للصمود مقابل جبهة الاستكبار اللاإنسانية هو استمرار فكر «الكفاح» ضد هذه الجبهة، و أشار إلى ضرورة الاهتمام الجاد لمجلس الشورى الإسلامي و الحكومة عند تدوين الخطة الخمسية السادسة بثلاث أولويات أصلية هي «الاقتصاد المقاوم» و «الثقافة الثوریة و الدينية» و «مواصلة الوتيرة السريعة للتقدم العلمي»، مؤكداً: لا يمكن العثور على حل المشكلات الاقتصادية و السياسية خارج حدود البلاد، إنما العلاج الحقيقي للمشكلات يكمن داخل البلد و بالاعتماد على الإمكانيات و القدرات الداخلية.
و قدم قائد الثورة الإسلامية التعازي بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) و أشار إلى تكوّن النظام الإسلامي و استمراره على أساس فكر الكفاح، ملفتاً: تطور الجمهورية الإسلامية الإيرانية، و اجتياز النظام الإسلامي بنجاح للمراحل المهمة و المصيرية خلال الأعوام الخمسة و الثلاثين الماضية كان رهناً بالكفاح الجاد و الصادق و العقلاني لشعب إيران، و ينبغي استمرار هذا الفكر بالحفاظ على خصوصياته.
و شدّد آية الله العظمى السيد الخامنئي على أنه من دون استمرار فكر الكفاح ضد جبهة الاستكبار لا نستطيع الوصول إلى الأهداف السامية للنظام الإسلامي، مردفاً: السبب في التأكيد على مواصلة الكفاح ليس سعي النظام الإسلامي وراء الحرب، إنما العقل و المنطق يحكمان بأن على الإنسان من أجل المرور بمنطقة مليئة بالقراصنة، ينبغي عليه الاستعداد و التحلي بالقدرات و المحفزات الدفاعية.
و أكد سماحته قائلاً: عالم اليوم ملئ باللصوص الناهبين لعزة البشرية و مكانتها و أخلاقها، و هم بتسلحهم بالعلم و الثروة و القوة و تلفعهم بأقنعة إنسانية في ظاهرها، يرتكبون الجرائم بكل سهولة و يخونون المبادئ و المثل الإنسانية، و يؤجّجون الحروب في مناطق مختلفة من العالم.
و قال قائد الثورة الإسلامية: في مثل هذه الظروف لا سبيل سوى مواصلة الكفاح و سيادة فكر النضال في كل شؤون البلاد سواء الداخلية منها أو الخارجية.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى مساعي البعض للتنظير لفكر «الاستسلام و التسليم» موضّحاً: الذين يريدون الترويج للاستسلام و التسليم حيال العتاة و اتهام النظام الإسلامي بطلب الحرب، إنما يرتكبون في الواقع خيانة.
و أضاف سماحته قائلاً: النظام الإسلامي نظام إنسانيّ و هو نظام الشرف الإنساني و احترام كرامة البشرية و نظام الصلح و الخير.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: كل مسؤولي البلاد في جميع القطاعات سواء القطاعات الاقتصادية أو العلمية أو الثقافية أو قطاع رسم السياسات و التشريع و المفاوضات الخارجية يجب أن يعلموا أنهم في حال كفاح، و يتحرّكون في مسار مواصلة الكفاح الذي أدى إلى ظهور و بقاء النظام الإسلامي.
و استطرد آية الله العظمى السيد الخامنئي يقول: هذا الموضوع يجب أن يسود كفكر يستوعب كل شؤون البلاد، و ينبغي تقوية الذات مقابل جبهة الاستكبار، و الوقوف بكل ثبات.
و تتمة لهذا السياق طرح سماحته سؤالاً فقال: إلى متى سيستمر هذا الكفاح؟
و أكد قائد الثورة الإسلامية في معرض الإجابة عن هذا السؤال: الكفاح و الجهاد لا ينتهيان، فالشيطان و جبهة الشيطان موجودان دائماً، و لكن يمكن حسب الظروف المختلفة أن تختلف أساليب و مناهج الجهاد و الكفاح.
و لفت آية الله العظمى السيد الخامنئي: سوف ينتهي هذا الكفاح عندما يستطيع المجتمع البشري أن يحرّر نفسه من شرور جبهة الاستكبار و على رأسها أمريكا التي تحكم قبضتها على جسم البشرية و روحها و فكرها، و هذا ما يحتاج إلى كفاح صعب و طويل و خطوات واسعة.
و اعتبر سماحته إقامة النظام الإسلامي في إيران الخطوة الأوسع في مسيرة هذا الكفاح مردفاً: تشكيل الدورات المتعاقبة لمجلس الشورى الإسلامي طوال الأعوام الخمسة و الثلاثين الماضية، و تواجد النواب في مجلس الشورى باعتبارهم تجسيداً للديمقراطية الدينية هو كفاح يجب معرفة قدره و التقدم به إلى الأمام.
و أشار الإمام السيد علي الخامنئي إلى التأكيد على «الإدارة الجهادية» في تسمية السنة الإيرانية الجارية، منوّهاً: الإدارة الجهادية لا تشمل فقط الشؤون المتعلقة بالحكومة، إنما مجلس الشورى الإسلامي أيضاً إذا أدى واجباته التشريعية و الإشرافية بهدف خدمة الناس ليس إلّا، لكان هذا أكبر عمل جهادي.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي السبيل الوحيد لحل مشكلات البلاد هو الاقتصاد المقاوم و تجنب النظر إلى خارج الحدود، مضيفاً: إنني أدافع دفاعاً صميمياً و حقيقياً عن كل الذين لهم مبادراتهم و تحركاتهم في القطاعات و المجالات المختلفة، لكنني أعتقد أن علاج المشكلات هو في داخل البلاد.
و أضاف سماحته قائلاً: من أجل حل المشكلات لا بدّ من معرفة السبيل الصحيح للحل، و القيام به بشجاعة و بسالة، و ستكون هذه خطوة كبيرة على صعيد الاقتصاد المقاوم.
و ألمح قائد الثورة الإسلامية إلى الدعم و الثناء اللفظي الذي واجهته فكرة الاقتصاد المقاوم خلال الأشهر الأخيرة مؤكداً: من أجل تنفيذ الاقتصاد المقاوم لا يكفي الثناء و المديح اللفظي، إنما يجب التحرك و العمل.
و شكر آية الله العظمى السيد الخامنئي أنشطة الحكومة و مجلس الشورى الإسلامي في مضمار الاقتصاد المقاوم مضيفاً: على مجلس الشورى الإسلامي أن يتابع بجد الأنشطة المتخذة على الصعيدين التشريعي و الإشرافي.
و عدّ سماحته المصادقة على القوانين المناسبة للاقتصاد المقاوم، و إلغاء القوانين المزاحمة أو المعارضة، و الإشراف على أداء الحكومة من الواجبات الأصلية لمجلس الشورى الإسلامي مردفاً: لا يمكن لمجلس الشورى الإسلامي في خصوص التشريع للاقتصاد المقاوم أن يعتمد على المشاريع فقط، إنما ينبغي للحكومة أيضاً أن تعرض اللوائح المناسبة على مجلس الشورى.
كما أشار قائد الثورة الإسلامية إلى استعداد مجلس الشورى الإسلامي لتدوين الخطة الخمسية السادسة مؤكداً: في هذه الخطة يجب أن يكون الاقتصاد المقاوم، و الثقافة، و العلم، الأولويات الثلاث الأصلية.
و قال آية الله العظمى السيد الخامنئي بخصوص الثقافة: المراد من الثقافة هو الثقافة الثورية و الدينية و خلق تحرك ثقافي على أساس الإسلام و القيم الإسلامية و تعزيز الثقافة و المعتقدات و الأعراف و الأخلاق الإسلامية في المجتمع.
و أكد سماحته قائلاً: يجب أن نتصور حصول تقدم ثقافي لمجرد وجود أو انتشار أداة ثقافية معينة في المجتمع، إنما التقدم الثقافي في المجتمع يحصل عندما تنتشر الثقافة الدينية و الثورية.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: توقعي من نواب مجلس الشورى الإسلامي باعتبارهم جنوداً للثورة هو دعم نشر الثقافة الثورية و الإسلامية في المجتمع.
و قال الإمام السيد علي الخامنئي عن العلم باعتباره الأولوية الثالثة في تدوين الخطة الخمسية السادسة: المسيرة العلمية المتسارعة على مدى الأعوام الإثني عشر الأخيرة في البلاد يجب أن لا تميل إلى التباطؤ بأيّ حال من الأحوال، إنما يجب أن تزداد سرعتها أكثر.
و اعتبر سماحته موضوع العلم مهماً جداً بالنسبة للبلاد ملفتاً: جانب كبير من المفاخر الوطنية و العزة الوطنية و الثروة الوطنية يتحقق عن طريق العلم.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية أن من الواجبات الرئيسية لمجلس الشورى الإسلامي الكفاح الحقيقي ضد الفساد مؤكداً: في موضوع مكافحة الفساد يجب أن لا يسمح منذ البداية بتكوّن بؤر فاسدة لأنها إذا تكوّنت فسوف تكون مواجتهتها غير ممكنة، أو صعبة جداً.
كما أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى تبليغ السياسات العامة للسكان و رحّب بمشروع مجلس الشورى الإسلامي لزيادة الإنجاب و الحيلولة دون خفض السكان قائلاً: بخصوص السكان يجب الحذر من الوقوع في خطأ السنوات السابقة، إذ أن أفضل حالة بالنسبة للأعداء هي إيران قليلة السكان و بأكثرية مُسنّة.
و أكد سماحته قائلاً: بخصوص موضوع زيادة السكان يجب أن تكون المشاريع صحيحة و منطقية و علمية.
قبل كلمة السيد القائد، ألقى الدكتور علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإسلامي في هذا اللقاء كلمة عرض فيها أداء مجلس الشورى الإسلامي خلال الأعوام الماضية.