
Super User
إنجاز أمني: إنقاذ دمشق من هجوم كيميائي
أحبط الجيش السوري وحلفاؤه، أول من أمس، خطة أعدتها «جبهة النصرة»، بالتعاون مع الاستخبارات التركية، كانت تستهدف شن هجوم «بغاز السارين» على العاصمة السورية أثناء تأدية الرئيس السوري بشار الأسد القسم
نفذ الجيش السوري وحلفاؤه هجوماً مباغتاً بالصواريخ، أول من أمس، ضد إحدى المزارع في منطقة دروشا التابعة لبلدة قطنا في ريف دمشق الجنوبي. وأصاب القصف غرفة اجتماعات ضمّت 11 قيادياً من «جبهة النصرة». وكشفت مصادر معنية لـ«الأخبار» أن الاجتماع «كان الأخير قبل تنفيذ هجوم بغاز السارين على العاصمة في يوم أداء الرئيس السوري بشار الأسد القسم».
وكشفت المصادر أنّ عمليات المراقبة الأمنية للمجموعات المسلحة كشفت عن معطيات دفعت، مع الوقت، إلى اتخاذ قرار بعدم انتظار المجموعات، وتنفيذ عملية قاضية سريعة على المجموعات المعنية بالتخطيط والتنفيذ. وهو ما حصل السبت الماضي، عندما أكدت فرق الاستطلاع والتعقب انعقاد الاجتماع بحضور 11 من أمراء «جبهة النصرة»، عرف منهم: الأمير «أبو حنيفة»، الأمير «أبو صالح»، الأمير «أبو الدرداء السوري»، الأمير «سعيد التونسي»، والنقيب المنشق ابراهيم الحموي. وقد جرت الاستعانة بسلاح الجوّ، الذي دمّر المبنى حيث كان الاجتماع بالكامل.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «الأخبار»، فقد تمكّنت «جبهة النصرة» من جمع «16 أنبوباً من غاز السارين، تبلغ قدرة شعاع كل أنبوب منها 500 متر. وتمت عملية الشراء من أحد المستوعبات الخاصة في العاصمة البلغارية صوفيا». وقالت المصادر إنّ «عراب الصفقة هو في الحقيقة، رجل استخبارات تركي رفيع المستوى، وقد ساعد على تهريب هذه الأنابيب الى عناصر من جبهة النصرة تنفيذاً لمخطط الهجوم، على أن يتمّ توزيعها في مناطق مختلفة من ريف دمشق، وتحديداً في أحياء التضامن والحجر الأسود والجزء الجنوبي من القدم». وقالت المصادر إنّ المجموعات المسلحة أجرت تدريباً على استخدام صواريخ محلية الصنع نحو العاصمة، تؤمن إصابة عدد من الأهداف؛ من بينها: «تجمعات المدنيين، مجلس الشعب، وإدارة المخابرات العامة والمبنى الرئيسي للأمن الوطني».
مصدر أمني سوري أكد لـ«الأخبار» أن إحباط هذه العملية يأتي في سياق إحباط عدد من العمليات التي خطط المعارضون لتنفيذها في دمشق خلال إجراء الانتخابات الرئاسية، وقد جرى الكشف عن سيارات مفخخة وصواريخ موجهة نحو العاصمة وغيرها مما لم يخرج الى الإعلام. ولفت المصدر إلى «تطور نوعي في عمل أجهزة الأمن السورية، وخاصة لناحية استخدام أجهزة متطورة والاتجاه نحو مكننة المعلومات»، ما سمح بإحباط الكثير من العمليات الأمنية في الآونة الأخيرة.
المعارضة وتاريخها مع السارين
لـ«جبهة النصرة» تاريخها في استخدام وتصنيع غاز السارين السام، والمصنّف من قبل الأمم المتحدة من بين «أسلحة الدمار الشامل».
وكانت أجهزة الأمن التركية قد ألقت القبض في أيار 2013 على 12 عضواً في «النصرة» ومصادرة كيلوغرامين من غاز السارين السام. وأوضحت وسائل الإعلام حينها أنّ العملية الأمنية جرت في مدينة أضنة جنوب تركيا، مشيرة إلى أن أجهزة الأمن عثرت لدى المعتقلين على العديد من الوثائق والمعلومات الرقمية والذخيرة.
كذلك سبق أن ذكر الكاتب الأميركي سيمور هيرش في مقالة له في كانون الأول الماضي، نقلاً عن مسؤولين أميركيين سابقين في الاستخبارات، أنّ «رجال (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) أردوغان كانوا خلف هجوم الكيميائي في آب 2013» في الغوطة الشرقية. إذ أورد في مقالته نقلاً عن مسؤول سابق في الاستخبارات أنّه «كانت الخطة تقضي بالقيام بالهجوم في دمشق أو بالقرب منها أثناء وجود مفتشي الأمم المتحدة هناك، والذين وصلوا إلى دمشق في 18 آب للتحقيق في استخدام سابق لغاز السارين. لقد قال لنا كبار الضباط العسكريين إنّه تم تزويد غاز السارين عبر تركيا. وقدّم الأتراك أيضاً التدريب على إنتاج السارين والتعامل معه. وجاءت بعض الأدلة الرئيسية من الرضى التركي بعد الهجوم».
ماذا في التصور الإسرائيلي تجاه عملية الأسر؟
ليس هناك حاجة إلى إقرار الجهات المتخصصة في إسرائيل بمستوى الاحتراف والشجاعة الذي يتحلى به منفذو عملية أسر المستوطنين الثلاثة في الضفة المحتلة بغض النظر عما ستؤول إليه العملية لاحقاً. لذلك فإن أصل العملية ونجاحها في البقعة الجغرافية التي يرى فيها جيش الاحتلال واستخباراته أنهما يسيطران على كل ما يجري فيها، كان لهما وقع الصدمة النفسية والسياسة والأمنية، على المستويات الرسمية والشعبية كافة.
كل هذا انعكس على تقديرات وتحليلات المعلقين الذين تراوحت بين من اختار التركيز على توقيت العملية لجهة أنها أتت بعد توقف المفاوضات وفي ظل تصدّر قضية الأسرى اهتمام الساحتين الإسرائيلية والفلسطينية، ومن رأى أن الوقت ملائم لتحميل كل من بنيامين نتنياهو وموشيه يعلون المسؤولية عما جرى. كذلك ذهب بعضهم نحو إصدار الحكم بفشل الأجهزة الاستخبارية التي جرت العملية تحت «راداراتهم».
توقف المعلق العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، عند التوقيت الذي نفذت فيه عملية الأسر، مشيراً إلى أنها أتت في ظل معطيين أساسيين، هما «الشرخ» بين إسرائيل والسلطة على خلفية إخفاق المفاوضات، وإضراب الأسرى الإداريين في السجون. ورأى أن العملية تشكل اختباراً أمنياً مركباً لحكومة نتنياهو «لم يواجه مثله في السنوات الخمس الأخيرة التي تولى فيها رئاسة الحكومة».
ولفت هرئيل إلى أن تجارب عمليات الأسر في الضفة خلال 15 سنة مضت انتهت بقتل الإسرائيليين «انطلاقاً من أن الظروف الميدانية في الضفة تختلف كلياً عن تلك في غزة، وذلك لجهة أن جيش الاحتلال يملك القدرة على الوصول إلى أي مكان فيها، فضلاً عن شبكة واسعة من عملاء الشاباك إلى جانب التعاون الأمني مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية».
من جهته، حمّل المعلق الأمني في «هآرتس»، أمير اورن، كلاً من نتنياهو ويعلون المسؤولية عن أسر المستوطنين الثلاثة، ورأى أنه في حال خابت الآمال وتبين السبب الذي حفّز منفذي عملية الأسر، «فستوضع السكين على أعناق وزراء الحكومة الإسرائيلية الذين دفعوا قبل أيام قليلة بقانون يمنع تحرير أسرى فلسطينيين محكومين بالمؤبدات وإجراء مفاوضات مع منظمات معادية لتبادل الأسرى». ولفت اورن إلى أنه في حال كشف «الشاباك» أن حافزية الخاطفين لها علاقة بسن هذا القانون، «فإن على نتنياهو ويعلون وآخرين الاستقالة فوراً، لأنهم أثبتوا حماقة لا نظير لها».
في المقابل، توقف المعلق الأمني في صحيفة «إسرائيل اليوم»، يوآف ليمور، عند الإخفاق الاستخباري الذي كشفته العملية، ورأى أن نجاحها يثبت وجود عيوب استخبارية لدى الأجهزة الإسرائيلية، مشيراً إلى أن أسر ثلاثة مستوطنين يؤكد أن من شارك في هذه العملية أكثر من شخص.
إلى ذلك، رأى المعلق العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، اليكس فيشمان، أن فرضية الأجهزة الأمنية التي تقول إن المستوطنين الثلاثة على قيد الحياة هي افتراض تقليدي، «لكنه ليس بالضرورة افتراضاً مهنياً». معتبراً أن الثغرة الاستخبارية في هذه العملية أكثر عمقاً ممّا نتصور. وأوضح أن استخدام الصيغة العسكرية التي تقول إن «القضية قد تستغرق عدة أيام أخرى» لا يعني تخفيض سقف التوقعات فحسب، «بل يدل على أن الأجهزة الأمنية تبحث في الظلام عن طرف خيط». وأكد فيشمان أنه منذ اللحظة التي دخل فيها الشبان إلى السيارة، اعتبرت العملية ناجحة، لافتاً إلى أن اختطاف ثلاثة أشخاص في سيارة تتسع لخمسة ركاب «غير مسبوقة وتعبّر عن حجم الإخفاق الأمني». أيضاً فهو شبَّه محاولة الاحتفاظ بثلاثة مخطوفين في الضفة بـ«التسلق على سطح قيادة الشاباك في منطقة القدس، انطلاقاً من فرضية أنهم لا يشاهدونك»، مشدداً على أن هذه العملية تحتاج إلى تخطيط معقد وسري يتطلب الكثير على أيدي مهنيين مجربين، «ويتطلب أيضاً كميات غير طبيعية من الغذاء والأدوية».
أما شمعون شيفر، فانتقد في «يديعوت أحرونوت» قرارات نتنياهو المتعلقة بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في السجون خلال عملية التبادل الأخيرة، ودعاه إلى تحمّل المسؤولية الكاملة عن دوره في انهيار مفهوم الأمن الذي قاده في السنوات الأخيرة، معتبراً أن إطلاق سراح الأسرى جماعياً وإجراء مفاوضات غير مباشرة مع «حماس» من خلال إضعاف السلطة «ليس إلا نتيجة مباشرة لسياسته». وأضاف شيفر: «الطابع الدائم لرئيس الحكومة في تحميل المسؤولية عن كل فشل على المجتمع الدولي، كما في المسألة الإيرانية، أو طرح مطالب غريبة على السلطة، ثم اتهام أبو مازن، أدت كلها إلى جعل الجيش يطارد في اليومين الأخيرين خلية إرهابية واحدة».
في موازاة ذلك، رأى بن كسبيت، في صحيفة «معاريف»، أن كل التجارب العالمية تؤكد أنه «لا يمكن منع تنفيذ عمليات اختطاف جنود إسرائيليين، وإذا كان ذلك صعباً فيكون دور المواطنين الإسرائيليين». ولفت إلى أن الدافع لتنفيذ مثل هذه العملية كان في مرحلة الذروة، مشدداً على أن السؤال لم يكن: «هل سيختطف إسرائيليون بل متى سيكون ذلك؟». ورأى أنه بعدما تراجعت قدرة فصائل المقاومة على تنفيذ عمليات «انتحارية»، لم يبق لديها وسيلة لإخضاع إسرائيل سوى تنفيذ عملية أسر. وأوضح أخيراً أن الفلسطينيين يدركون أن إسرائيل تبدأ المفاوضات بصوت مرتفع، «لكنها دوماً تنهيها بصوت هزيل».
علي حيدر - الأخبار
الجيش يستعيد زمام المبادرة ... و«داعش» تعدم 1700 جندي
بدأ أمس هجوم الجيش العراقي المضاد على عناصر «داعش»، في محاولة لاستعادة بعض ما فقده من أراض ومحافظات خلال الهجوم المباغت الثلاثاء الفائت، في وقت تحدثت فيه معلومات عن أن عدد المتطوعين المؤيدين للجيش لامس مئة ألف متطوع
روحاني والمالكي يتشاوران حول سبل القضاء على الإرهاب
الرئيس الإيراني يتصل بنظيره العراقي معربا عن تضامن بلاده مع الحكومة العراقية وأن طهران ستبذل قصارى جهدها على المستويين الدولي والإقليمي لمواجهة الإرهابيين. والمالكي يقول ان الشعب سيتمكن من تطهير العراق من الإرهابيين.
ظريف يكشف عن جزء من اقتراح ايران النووي لـ "مجموعة 5+1"
وزير الخارجية الإيراني يكشف عن تقديم بلاده اقتراحا مفصلاً لمجموعة 5+1 يتضمن التبديل السريع لليورانيوم المخصب بنسب منخفضة إلى اكسيد يستخدم في صناعة قضبان الوقود الخاصة بمنشأة بوشهر، رافضاً التصريحات الأميركية حول تأمين حاجاتها للصناعة النووية من الخارج.
دار الإفتاء المصرية: ما يقوم به "داعش" يصب في مصلحة أعداء الإسلام
مستشار رئيس الجمهورية في مصر يؤكد أن تنظيم داعش بـ"فكره المتطرف ضلل الكثير من الشباب تحت اسم الدين والدولة الإسلامية"، معتبراً ما يقوم به "داعش" من إرهاب وقتل وتخريب في العراق وسوريا وغيرهما من البلاد يصب في مصلحة أعداء الإسلام،
الإمام الخامنئي يزور معرض النتاجات العلمية و البحثية في مؤسسة دار الحديث
الإمام الخامنئي يزور معرض النتاجات العلمية و البحثية في مؤسسة دار الحديثعلى أعتاب الذكرى العطرة لولادة منقذ الإنسانية سيدنا الإمام المهدي المنتظر (عج) زار سماحة قائد الثورة الإسلامية يوم الأربعاء 11/06/2014 م معرض النتاجات العلمية و البحثية لمؤسسة دار الحديث. و قد عرضت أثناء هذه الزيارة موسوعة الإمام المهدي (عج) التي جرى إعدادها من قبل مؤسسة دار الحديث.
بعد هذه الزيارة تحدث قائد الثورة الإسلامية في اجتماع للأساتذة و الباحثين و المسؤولين و العاملين في مؤسسة دار الحديث و مركز بحوث القرآن و الحديث فشكر تدوين موسوعة الإمام المهدي (عج) و اعتبرها نموذجاً بارزاً لتشخيص الثغرات و القضايا اللازمة بشكل صحيح، و هدية قيمة للمجتمع الإسلامي و المجتمع العلمي على أعتاب عيد النصف من شعبان الكبير، و أضاف قائلاً: موضوع المهدوية و ظهور الإمام صاحب الأمر و الزمان (عج) وعد إلهي قاطع، و تحقق الوعود المعطاة للبشرية على مرّ التاريخ هو في الواقع نوع من تطمين البشر بأن ذلك الوعد الكبير أيضاً سيتحقق حتمياً.
و اعتبر سماحته انتصار الثورة الإسلامية في إيران تحققاً لأحد هذه الوعود المطمئنة للبشرية قائلاً: من كان يتصور أن تنتصر ثورة تقوم على أساس الدين و الفقه و الشريعة في هذه المنطقة البالغة الحساسية و في هذا البلد الكبير الأهمية و في موطن يحكمه نظام يحظى بدعم تام من قبل القوى العالمية؟
و أشار قائد الثورة الإسلامية في هذا الخصوص إلى نموذج قرآني قائلاً: في القرآن الكريم عندما تروى قصة طفولة النبي موسى (ع) يعطي الله أمّ موسى وعدين. الوعد الأول هو أنه سيردّ هذا الطفل الذي ألقته في الماء إليها، و الوعد الثاني هو أنه سيجعله رسولاً.
و نوّه آية الله العظمى السيد الخامنئي: تحقق الوعد الأول من قبل الله تعالى خلال مدة قصيرة كان في الواقع طمأنة بتحقق الوعد الثاني في سنين لاحقة.
و أشار سماحته إلى أن الاعتقاد بالإمام المهدي المنتظر (عج) و مآل مسيرة قافلة البشرية في هذه الدنيا من الجوانب المهمة في الرؤية الكونية للأديان الإلهية، مردفاً: تؤمن كل الأديان الإلهية بأن قافلة البشرية ستصل في نهاية الدرب إلى منزل منشود محبوب مطلوب خصوصيته الأهم هي العدالة.
و قال سماحته: قافلة البشرية سارت منذ فجر الخلقة في طريق ملئ بالمنعطفات و الأشواك و الوحول لتصل إلى طريق سهل منفتح، و هذا الطريق السهل هو فترة ظهور الإمام المهدي المنتظر (عج).
و أكد قائد الثورة الإسلامية على أن تحقق الظروف الإيجابية في فترة ظهور الإمام المهدي المنتظر (عج) لن تكون دفعية و فجائية، ملفتاً: في تلك الفترة أيضاً سيستمر النزاع بين الخير و الشر في طبيعة البشر، و سيكون هنالك أفراد أشرار إلى جانب الأفراد الصالحين، غير أن ظروف تلك الفترة ستكون بحيث تتوفر الأرضية بدرجة كبيرة لصلاح البشر و تحقق العدالة.
و وصف آية الله العظمى الإمام الخامنئي نهاية درب قافلة البشرية بأنها باعثة على كثير من الأمل، مؤكداً: انتظار الفرج انتظار باعث على الأمل و مانح للقوة، و روح الانتظار من أكبر نوافذ الفرج على المجتمع الإسلامي.
و في ختام حديثه شكر سماحته جهود حجة الإسلام و المسلمين ري شهري و الأساتذة و الباحثين في مؤسسة دار الحديث لإعداد موسوعة الإمام المهدي (عج).
قبل كلمة قائد الثورة الإسلامية تحدث حجة الإسلام و المسلمين محمدي ري شهري رئيس مؤسسة دار الحديث العلمية الثقافية مستعرضاً المميزات العلمية لموسوعة الإمام المهدي (عج).
الإمام الخامنئي يلتقي المسؤولين و عدداً من الباحثين في الجهاد الجامعي
الإمام الخامنئي يلتقي المسؤولين و عدداً من الباحثين في الجهاد الجامعياستقبل آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية صباح يوم الإثنين 09/06/2014 م رئيس و مدراء الجهاد الجامعي و عدداً من الباحثين و الخبراء فيه، و اعتبر أن من لوازم الاستمرار بصورة صحيحة و سريعة في الحركة العلمية للبلاد «العمل و الإدارة الجهادية» و تعزيز روح «نحن قادرون» بالحفاظ على الاتجاهات الثورية و الإسلامية و تعيين دقيق للمواقع و الواجبات ضمن إطار الخارطة العلمية للبلاد مؤكداً: يجب أن تكون أهداف الحركة العلمية للبلاد زيادة العلم في العالم عن طريق تقديم نتاجات جديدة و مجهولة من العلم البشري داخل نطاق القيم الإنسانية.
و حيّى قائد الثورة الإسلامية في هذا اللقاء «يوم الشباب» معتبراً الميزة الأهم للجهاد الجامعي تمتعه بالطاقات الشبابية و المتخصصة في الوقت نفسه و ذات التفكير الجهادي قائلاً: الجهاد الجامعي مؤسسة مهمة لأنها مرتبطة من ناحية بالجامعة باعتبارها خندق العلم و قطب التقدم العلمي في البلاد، و تمتاز أيضاً بالمساعي الجهادية و لا توقفها العقبات و المضايقات عن المسير.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن الورع و النية الإلهية و التوكل على الله تعالى من ضروريات السعي و الحركة الجهادية مضيفاً: مثل هذا التفكير و الروح في الأعمال العلمية تستجلب العناية الإلهية و انفتاح الطرق نحو التقدم العلمي.
و أشار سماحته في هذا الخصوص إلى شبهة من الشبهات قائلاً: قد يكون هذا السؤال مطروحاً بالنسبة للبعض بأنه إذا كانت التقوى الإلهية ممهداً للتقدم العلمي فكيف إذن استطاع بعض العلماء الذين لا تقوى لهم أو حتى الذين لم يكونوا يؤمنون بالله أن يحققوا حالات من التقدم العلمي؟
و أشار قائد الثورة الإسلامية في معرض إجابته عن هذا السؤال إلى الوعد الإلهي في القرآن الكريم بأن كل شخص يبدي المثابرة و العمل الدؤوب سوف يتلقى نتيجة و ثمرة حركته و مسيرته، مردفاً: و لكن ثمة اختلاف أساسي بين كيفية النتيجة و التقدم الذي يحصل ضمن إطار السعي بالاتجاه الإلهي، و الحركة في المسار غير الإلهي.
و قال آية الله العظمى السيد الخامنئي مبيّناً هذا الفرق: في الوقت الحاضر و على الرغم من حالات التقدم العلمية الواسعة في مختلف المجالات، ظهرت في الإنسانية حالات من المخاطر و الأضرار و الانحطاط و التعطش للسلطة، و قد سببت هذه الآفات محناً و معضلات عديدة للبشرية.
و لفت سماحته قائلاً: إذا كانت المساعي و التحركات العلمية ضمن إطار الاتجاهات و التقوى الإلهية، فلا شك أن نتائجها و ثمارها ستكون بمعزل عن الأضرار و الفجائع، و ستكون نافعة للبشرية.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: بمثل هذه الرؤية يمكن الاستنتاج بأن المكتسبات العلمية للمنظومة الجامعية و البحثية في البلاد خلال الأعوام الـ 35 الماضية هي أكثر و أجود بالتأكيد من مكتسبات 35 عاماً خالية من ظروف الروح الجهادية.
و نوّه آية الله العظمى السيد الخامنئي: على هذا الأساس إذا استمرت هذه الحركة العلمية لمدة 150 سنة أخرى فإن منجزات و مكتسبات شعب إيران ستكون أكثر بكثير من حركة علمية لبلد مثل أمريكا خلال الـ 150 عاماً الماضية.
و ألمح سماحته إلى البون العلمي المطرد بين العالم الغربي و البلدان الشرقية و الآسيوية مؤكداً: ردم هذا البون و الفاصلة العلمية بحاجة إلى حركة جهادية.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية النيّة الخالصة و الارتباط بالله و الخشوع مقابل الخالق و عدم الانحراف عن الأهداف الإلهية من الركائز الأصلية للحركة و الإدارة الجهادية مردفاً: إذا توفرت هذه الروح فإن الله سوف يفتح على عباده كل الساحات و الطرق سواء إدارة البلاد أو الإدارة العلمية و السياسية و الاجتماعية و التعاملات و التواصلات العالمية.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي تعزيز روح الثقة بالذات و روح «نحن قادرون» من ضروريات الحركة الجهادية قائلاً: للأسف جرت مساع طوال أعوام متمادية لتلقين الإيراني بأنه غير قادر، و لكن بعد انتصار الثورة الإسلامية نشر الإمام الخميني الجليل (رض) روحية «نحن قادرون» في الثقافة و الأدبيات السياسية و الثورية للبلاد، و يمكن مشاهدة نتائج ذلك الآن على شكل بروز قدرات الشعب الإيراني في مختلف المجالات.
و لفت سماحته قائلاً: رغم وجود بث روح الثقة بالذات في سنوات ما بعد انتصار الثورة الإسلامية لكن جذور ثقافة «نحن غير قادرين» الخاطئة لا تزال غير مستأصلة، و للأسف لا يزال هناك البعض في مختلف الميادين ينظرون للأجانب و تقدمهم العلمي و السياسي و العسكري و المادي.
و لفت قائد الثورة الإسلامية إلى نقطة في هذا الخصوص قائلاً: «نحن قادرون» لا تعني الامتناع عن طلب العلم من الآخرين و من أصحاب التقدم العلمي، و لكن الشيء الذي ينبغي التنبه له هو تعلم العلم و ليس أخذ العلم بمعية القيم و التوجهات الخاطئة من الآخرين.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: ما ينبغي النظر إليه كهدف في موضوع الحركة و التقدم العلمي هو الإضافة إلى العلم العالمي و تقديم منتجات جديدة من العلم البشري.
و قال سماحته: نستطيع اليوم عن طريق التقدم العلمي في البلاد صناعة واحدة من أعقد التقنيات في العالم و أكثرها تقدماً و هي مبعث فخر، بيد أن هذه الصناعات أنتجت سابقاً من قبل علماء بلدان أخرى، إذن ينبغي أن نسعى لتقديم نتاجات علمية جديدة لم يستطع العلم البشري لحد الآن أن يحوزها، و لا يكون فيها آثار تخريبية على البشرية.
و أشار قائد الثورة الإسلامية في هذا الخصوص إلى العلم النووي باعتباره من حالات التقدم العلمي المهمة و المعقدة للبشرية مردفاً: هذا العلم رغم أهميته الكبيرة لكنه مهّد لإنتاج أسلحة الدمار الشامل الذرية، و التي كانت ضد الإنسانية مائة بالمائة.
و لفت آية الله العظمى السيد الخامنئي: إننا في مسيرة تقدمنا العلمي يجب أن نبحث عن المجاهيل العلمية التي ترفع من مستوى حياة البشر بما يتناسب و القيم الإنسانية، و لا يكون لها في الوقت ذاته آثار تخريبية على البشرية.
و تابع سماحته حديثه بالإشارة إلى تأسيس الجهاد الجامعي على أساس الفكر الثوري قائلاً: يجب الحفاظ على التوجّه و المسار الثوري للجهاد الجامعي و عدم السماح لأن يقع هذا المركز العلمي المهم أسيراً للآفات الناجمة عن التعقيدات و الملابسات السياسية و الميول اليسارية و اليمينية الخاطئة في المضمار السياسي.
و أوضح قائد الثورة الإسلامية أن من سلبيات الملابسات في المناخات السياسية استحالة بعض الأفراد مردفاً: أشخاص كانوا يعملون ذات يوم بدوافع ثورية متشددة تغيرت تصوراتهم اليوم مائة و ثمانين درجة، و صارت حتى بيّنات الثورة الإسلامية غير مفهومة بالنسبة لهم. يجب الحذر من أن تتسرّب هذه الحالات إلى منظومة الجهاد الجامعي.
و أوصى الإمام السيد علي الخامنئي مسؤولي الجهاد الجامعي بالاستفادة من الشباب الثوريين و تقوية و تكريس العناصر الشابة الثورية في الجامعات عن طريق الحركة العلمية منوّهاً: من نماذج العناصر المتدينة و الثورية و المؤثرة في الحركة العلمية في البلاد المرحوم الدكتور كاظمي الذي حقق بإيمانه و إخلاصه نجاحات كثيرة في مؤسسة رويان، و خرّج علماء بارزين.
و أكد سماحته قائلاً: من أهم الأعمال في الجهاد الجامعي إعداد الشخصيات المتدينة و العلمية البارزة بتوجهات ثورية و انشداد لمبادئ و مُثُل الثورة.
و أكد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة تدوين أفق متوسط الأمد و طويل الأمد للجهاد الجامعي ضمن إطار موقع و واجبات هذه المنظومة في الخارطة العلمية الشاملة للبلاد مردفاً: على مسؤولي الجهاد الجامعي من خلال عمل ذي محورية علمية عرض تعريف صحيح لأسلوب التعامل مع مختلف الأجهزة و المؤسسات و إدارة هذا التعامل ليستطيعوا على أساس أهداف دقيقة ملء خاناتهم في الجدول الكبير لخارطة البلاد العلمية.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي في ختام حديثه: على الجهاد الجامعي بتجنّبه للأعمال الجزئية الاهتمام بالأعمال الأساسية و العميقة.
في بداية هذا اللقاء تحدث الدكتور طيبي رئيس الجهاد الجامعي رافعاً تقريره عن أهداف الجهاد الجامعي و آفاقه و برامجه.
روحاني في أنقرة: تأكيد علی ضرورة التعاون لوضع حدٍّ للنزاع السوري
يختتم الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم، زيارته إلى أنقرة، بعد لقائه الرئيس التركي عبدالله غول ورئيس الحكومة رجب طيب أردوغان. وعلى الرغم من بحثه مع نظيره التركي، أمس، في ملفات إقليمية، على رأسها الملف السوري، هيمنت العلاقات الاقتصادية بين البلدين على المباحثات بين الوفد الإيراني والمسؤولين الأتراك.
الزيارة التي وصفها روحاني بالـ «تاريخية»، جاءت استكمالاً لزيارة أردوغان إلى طهران في كانون الثاني الماضي. حينها كان الاقتصاد ومستوى التبادل التجاري، الحاضرين الأكبر في الزيارة الأولى بعد سنوات من الخصومة السياسية على خلفية أحداث «الربيع العربي».
وقبل ستة أشهر، وقع أردوغان مع الحكومة الإيرانية اتفاقاً ينص على رفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين إلى 30 مليار دولار في 2015، بعدما وصل إلى 22 مليارا في 2012 ثم انخفض إلى 20 مليار دولار في 2013.
ومن قصر «شنقايا» الرئاسي، وصف روحاني، أمس، تركيا بالدولة «الجارة والصديقة»، مؤكداً تبوءها مكانة خاصة لدى إيران وذلك بسبب الموقع الاستراتيجي الخاص بالبلدين. وأكد روحاني أن زيارته أنقرة، وهي الأولى لرئيس إيراني منذ 1996، تمثل «منعطفاً تاريخياً» على أكثر من صعيد.
من جهته، تطرق الرئيس التركي عبد الله غول إلى الاتفاقيات التي أبرمت بين البلدين، مشيراً إلى «الطاقات الكبيرة الكامنة» في الحقل الاقتصادي بينهما. وأكد سعي بلاده إلى رفع حجم التبادل التجاري بين الجانبين من مستواه الحالي البالغ 15 مليار إلى 30 مليار دولار.
كذلك مثلت تجارة الغاز الطبيعي بين البلدين بنداً رئيسياً على جدول البحث بين الوفد الإيراني والمسؤولين الأتراك لجهة خفض سعر الغاز الإيراني بهدف منافسة الغاز الروسي والأذري. وشملت الاتفاقيات التي أبرمت، أمس، المواصلات والقطاع المصرفي والسياحي. تجدر الإشارة إلى أن إيران كانت ثالث أكبر سوق للصادرات التركية عام 2012، حينها أدرجت واشنطن شركات تركية على «القائمة السوداء» لتعاونها مع طهران برغم العقوبات المفروضة عليها.
في الشأن الإقليمي، أكد الرئيسان ضرورة التعاون من أجل وضع حدٍّ للنزاعات في الشرق الأوسط، وبخاصةٍ النزاع في سوريا، بهدف «إعادة الاستقرار» إلى المنطقة.
وقال غول، خلال مؤتمر صحافي عقب لقائه روحاني، «نرغب معاً في إنهاء المعاناة في المنطقة ونعتزم التوصل الى ذلك»، مضيفاً أنه بإمكان الجهود المشتركة لتركيا وإيران أن تقدم مساهمة كبرى في هذا المجال. وأكد غول أن بسط الأمن في المنطقة، ووقف الإرهاب، يعدان من المواضيع المطروحة بين الجانبين، مشيراً إلى تكريس الحوار بين البلدين في مجال مكافحة الارهاب في المنطقة، لخدمة الاستقرار فيها. من جهته، أكد روحاني أن «ايران وتركيا، أكبر بلدين في المنطقة، عازمتان على محاربة التطرف والإرهاب»، مضيفاً أن عدم الاستقرار السائد في المنطقة «لا يخدم أحداً».
وتطرق روحاني إلى الوضع في سوريا ومصر، مشيراً إلى أنه «من المهم أن يتمكن هذان البلدان من تحقيق الاستقرار والأمن»، مشدداً على ضرورة «احترام تصويت شعبيهما ووضع حد للحرب وإراقة الدماء والاقتتال الأخوي». وفي شأن المفاوضات النووية، أكد غول أن بلاده ترفض حرمان ايّ دولة من حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، لأنه حق مشروع للجميع. وأشار غول إلى أن أنقرة بذلت جهوداً واسعة في السابق لإزالة القيود أمام النشاطات النووية الإيرانية، مؤكداً مواصلة هذه الجهود في المجال نفسه.
وخلال لقائه روحاني، أعلن رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، أن الرئيس التركي، ونظيره الإيراني، وقعا 10 اتفاقيات مشتركة، معرباً عن أمله أن تعزز الاتفاقيات أواصر الترابط القائمة بين البلدين.
وأعرب أردوغان عن أمله في استمرار العلاقات بين البلدين خلال الفترات المقبلة.
وذكر أن اللقاء مع الرئيس الإيراني تناول عدة موضوعات، فضلاً عن العلاقات الثنائية وسبل دعمها في كافة المجالات لتصل لما هو مأمول بين الجانبين، إضافة لبحث آخر التطورات في سوريا ومصر والعراق.
وعن حجم التبادل التجاري بين البلدين، قال أردوغان إنه ازداد 10 أضعاف، منذ اليوم الأول لوصولهم للسلطة وحتى عام 2012، وبلغ 22 مليار دولار، مشيراً إلى أملهم في زيادته لـ 30 مليار دولار بحلول نهاية العام 2015.
غانتس: حزب الله أقوى من بعض جيوش العـالم
لا يعد مؤتمر هرتسليا السنوي منبراً لتوصيف الوضع الامني الاسرائيلي والتحديات التي تواجهه وحسب، بل يمثل ايضاً منصة للمسؤولين الاسرائيليين، لاطلاق تهديداتهم ضد المحور المعادي. على هذا المنبر البحثي الأهم في اسرائيل، يتنافس القادة والخبراء في تل ابيب، كل عام، على استعراض التحديات والاخطار مقابل الاستعداد والجاهزية الاسرائيليين. هذا العام، وعلى مدى ثلاثة ايام، يعرض قادة تل ابيب مجمل التحديات والتهديدات الامنية، ويتحدثون عن السياسات واستراتيجيات المواجهة المختلفة، من ايران الى سوريا ولبنان، وما بينها، وصولا الى فلسطين المحتلة ومصر وما وراءها من ساحات، مع تنبؤ وتقدير مختلفين حول كل ساحة.
وقد برزت امس، في اليوم الثاني للمؤتمر، كلمة رئيس هيئة اركان الجيش الاسرائيلي، بني غانتس، الذي وزع تهديداته على كل الساحات، فهو سيعيد لبنان الى الوراء عشرات السنين إن نشبت الحرب مع حزب الله، وشدّد على ضرورة الا تصل ايران الى القدرة النووية ولو استدعى الأمر استخدام القوة ضدها، بينما رأى ان الحرب السورية لن تنتهي الا بسقوط الرئيس بشار الاسد، وقد تتواصل عشر سنوات اخرى، وحذر من قدرات عسكرية مقلقة في قطاع غزة، ونبه إلى ضرورة مواجهتها، ومن تعاظم «الجهاد الاسلامي» وتنظيم «القاعدة» في المنطقة، مؤكداً في المقابل ان جيشه بات قادراً على الحسم والانتصار في الحروب والمواجهات.
ولفت غانتس الى ان «منطقة الشرق الاوسط تمر بهزة قوية منذ عدة سنوات، وهناك عدم استقرار متسارع في كل الساحات، وعلينا أن نكون مستعدين ويقظين بصورة دائمة»، مضيفا ان «طبيعة التهديدات التي تواجهها اسرائيل تغيرت في شكل دراماتيكي بسبب التغيرات الاستراتيجية في المنطقة، وبالتالي ادخل الجيش التعديلات اللازمة على بنيته ومفهومه الامني، لمواجهة هذه التهديدات».
وفي اطار عرضه لتهديد حزب الله العسكري، أكد غانتس وجود قدرة هائلة جدا لدى هذه «الميليشيا اللبنانية». واضاف: «لدى حزب الله قدرة وتسليح افضل من بعض جيوش العالم». وتساءل امام الحاضرين: «من فضلكم اعطوني اربع او خمس دول، لديها اكثر مما لدى حزب الله، اهي روسيا او الصين او اسرائيل او فرنسا او بريطانيا؟ فقط هذه الدول لديها قوة نارية اكثر مما لديه، لديه قوة ضخمة تغطي كل نطاق دولة اسرائيل».
وعبر غانتس ايضاً عن القلق من تعاظم وتراكم الخبرة القتالية لدى حزب الله في سوريا، وقال: «أعتقد أننا سنضطر إلى مواجهة الخبرة الهجومية التي باتت موجودة في حوزة حزب الله، وهي الخبرة التي راكمها طويلا في سوريا، وهذه المواجهة قد تكون محدودة ومباشرة في جبهات القتال، أو في حرب واسعة النطاق داخل لبنان، علينا ان نكون حذرين من الخبرة القتالية للارهابيين اللبنانيين المكتسبة في سوريا». ومع ذلك ردد لازمة الردع الاسرائيلي حيال الحزب، باعتبارها الحل الامثل لابعاد الحرب عن اسرائيل، وقال: «يدرك حزب الله ما سيحصل اذا خاض حربا معنا، لانه يأخذ في الحسبان ان ذلك سيعيد لبنان عشرات السنين الى الوراء، وانا آمل ان يبقى هادئا».
وفيما بدا انه رد على تقارير عبرية نشرت اخيرا واثارت قلقا لدى خبراء اسرائيل حول نوايا حزب الله الهجومية وقدرته على احتلال مناطق في شمال فلسطين المحتلة، شدد غانتس على انه «لا يوجد لدى حزب الله خطط فورية لمهاجمة اسرائيل»، وربط ذلك كله «بالظروف» التي لا تسمح له بذلك، في اقرار غير مباشر بوجود القدرة لدى حزب الله، لكن على انتفاء القرار وحسب.
وتطرق غانتس الى الحرب في سوريا، عارضا تقديرات الاستخبارات لمآلاتها، ومؤكدا ان هذه الحرب تتجه بصورة متزايدة الى المزيد من التعقيد، اذ ان «المنظومة السياسية في هذه الدولة (سوريا) آخذة بالانهيار كبرج من ورق، ولا نتيجة جيدة لاسرائيل، وطالما ان الاسد موجود في الحكم، لا يبدو ان هناك حلا فعالا، لانهم لا يقاتلون من اجل مستقبل سوريا، بل يقاتلون ضد شخص الاسد، ما يعني ان الحرب قد تتواصل عشر سنوات مقبلة، واكثر من ذلك».
وتحدث عن «ظاهرتين اشكاليتين تحدثان في الوقت نفسه في سوريا: المحور الراديكالي بقيادة ايران يزداد قوة، وطهران تستثمر الكثير في حزب الله وفي سوريا، حيث للحزب دور كبير في هذا البلد، وكل ذلك في موازاة تزايد قوة عناصر الجهاد العالمي في هذه الساحة، الذين يحاولون اعادة ترسيم حدود سايكس بيكو القديمة، مع التقدير ان يصل عددهم الى خمسين الفاً»، محذرا من انه لا أحد يمكنه ان يخبر عن «مضمون القصة غدا، بل علينا فقط ان نظل يقظين ومستعدين، لاننا قد نجلس لاحتساء فنجان قهوة صباحا، وبعد ساعة واحدة قد نكون في خضم حرب مفاجئة». ورأى أن «من المهم جدا منع إيران من الوصول إلى القدرة النووية، وهذا قد يتحقق إما عن طريق القوة او من دونها. المهم ألّا تحقق إيران هدفها». واضاف «الجمهور الإيراني هو الذي دفع بحكومته للتوصل إلى اتفاق مع دول الغرب، وبرغم ذلك فطموحات وقدرات إيران لتصنيع قنبلة نووية لم تتضاءل».
وعن قطاع غزة، اكد غانتس ان «دراما كبيرة تحدث في غزة مع التسلح بالصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى، وبرغم الهدوء النسبي بين إسرائيل وغزة، يقوم متطرفون في الجانب الفلسطيني بتسليح أنفسهم بصواريخ بإمكانها الوصول إلى العمق الإسرائيلي، اما في الضفة الغربية، فنشهد حوادث موضعية قد تتحول الى حادث جدي»، الا انه طمأن الاسرائيليين إلى ان «حماس مرتدعة وتدرك ثمن الحرب معنا».
وحول الساحة المصرية، أشار غانتس إلى وجود الجهاديين في سيناء، وقال «الوضع في سيناء أفضل مما كان عليه قبل عام أو اثنين، وهناك اهمية كبيرة للجهد المصري والاردني ضد الجهاديين». ورأى ان «نظام الرئيس المصري الجديد، عبد الفتاح السيسي يستقر، وهو ايضا يحاول محاربة الجماعات الجهادية».
وختم بالتأكيد على جاهزية الجيش الاسرائيلي ربطا بتغيير طبيعة التهديدات، كاشفا انه سيجري في نهاية الشهر الحالي تطبيق تغيير تنظيمي في القيادة العملياتية لسلاح الجو، مما سيزيد من قدراته على نحو كبير.
كلمة رئيس قسم الابحاث في الاستخبارات العسكرية، ايتاي برون، عبرت عن واقع القلق الاسرائيلي من المواجهة المقبلة، وفصلت اكثر حول «الخاصرة الرخوة لاسرائيل»، اذ اكد على جانب التهديدات والاخطار وصعوبة مواجهتها، مشيرا الى ان «الجبهة الداخلية معرضة لخطر اكبر في اعقاب الهزة السياسية في منطقة الشرق الاوسط، والجانب الاخر يحاول التزود بقذائف وصواريخ يتزايد مداها وتتميز باصابة الاهداف بدقة»، وحذر من «ان ما يزيد على 170 الف صاروخ وقذيفة صاروخية تهدد الجبهة الداخلية في اسرائيل».
وتحدث الجنرال برون عن صعوبات المواجهة وضرورة العمل على منع العدو من التفوق العسكري، وقال ان «الاعداء يحاولون ضرب تفوق اسرائيل الجوي والبحري عن طريق التزود بصواريخ بحرية واخرى متطورة، وهذا التطور في الميدان يمثل تحديا لقوة اسرائيل الرادعة، كما تجعل من الانذار المسبق (الاستخبارات) امرا معقدا وصعبا».
يحيى دبوق - الأخبار