Super User

Super User

الإمام الخامنئي يستقبل جماعة من الشعراء و الأدباء في لقائه الرمضاني السنوي بهم

في ليلة ولادة كريم أهل البيت سيدنا الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) استقبل آية الله العظمي السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية جماعة في المثقفين و أساتذة الشعر و الأدب الفارسي، و الشعراء الشباب و الرواد، و عدداً من شعراء الفارسية من بلدان طاجيكستان و الهند و أفغانستان و باكستان في لقائه الرمضاني السنوي بهم.

و بارك آية الله العظمى السيد علي الخامنئي في هذا اللقاء ذكرى ولادة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) و أوصى بالاغتراف إلى أقصى الحدود من الزلال المعنوي و القدسي لليالي القدر، و اعتبر الفاعلية الأولية و الطبيعية للشعر الاستجابة لأفكار الشاعر و أحاسيسه و همومه، مضيفاً: طبعاً الفاعلية الأصلية للشعر هي التواجد و التأثير على خلوة أذهان المتلقين و قلوبهم و تغذيتهم فكرياً.

و أشار سماحته إلى مساعي الشياطين للتغلغل إلى هذه الخلوة الفكرية بهدف بثّ القيم و الأفكار الشيطانية مردفاً: من واجب الشاعر، و كما هو الحال بالنسبة للشعراء الكبار في تاريخ اللغة الفارسية، أن يخوضوا في هذا المضمار بطريقة فنية و إثراء خلوة متلقيهم بالمعنويات و ببث روح الأمل و الحيوية و الحراك و التقدم، و تعزيز هذه العناصر التي تصنع الهوية الحقيقية للشعب.

و اعتبر قائد الثورة الإسلامية أن إصلاح الآفات الاجتماعية رهن بإصلاح باطن الأشخاص و محفزاتهم و دوافعهم و آمالهم و نشاطاتهم، و أضاف حول الفاعلية الاجتماعية للشعر: تشکل المؤشرات و المزايا الثقافية الهوية الثقافية لشعب من الشعوب، و على الشعر أن يعمل على حراسة هذه الهوية الوطنية و يثريها و يهذبها.

و قال الإمام السيد علي الخامنئي في شرحه لأهمية الهوية الثقافية: الهوية الثقافية هي نفسها «العقلانية المعنوية» و «العقل الجمعي» و الذي يعدّ أساس و مصدر حياة و امتيازات شعب من الشعوب، و الثورة الإسلامية و إمامنا الخميني الجليل هما من صناعة و صياغة نفس هذه الهوية الثقافية النابعة من الحكمة و الأفكار السامية.

و أوضح سماحته أن وجود حافز مهم هو حراسة الهوية الثقافية ممهّد للشعور بالواجب على طريق مواجهة الهجمات الجلية للعدو على الهوية الوطنية، و أضاف قائلاً: الإشكال الذي يرد على البعض هو أنهم لا يرون أساساً الهجوم الواسع لجبهة الأعداء الألدّاء على الهوية الإسلامية و الثقافية بالرغم من وجود المؤشرات الواضحة على مثل هذا الهجوم، لكن الشاعر بروحه الفنية و نظرته الثاقبة و همومه ينهض للدفاع عن هذه الهوية.

و تابع قائد الثورة الإسلامية حديثه بالتذكير بالوقائع المريرة في العالم اليوم من قبيل تطاول القوى المتعسفة على استقلال العشوب و ثرواتها و دينها و معنوياتها و أعراضها و أخلاقها، و قلب الحقائق بسلطاتهم الإعلامية و الدعائية، و أشار إلى أحداث غزة المؤلمة قائلاً: أحياناً يطلق ضجيج إعلامي كبير في العالم لقتل حيوان في زاوية من زوايا العالم، لكن الهجوم الأخير على غزة و مقتل أكثر من مائة شخص غالبيتهم من الأطفال الأبرياء المظلومين ليس غير مهم بالنسبة لهم و حسب بل و تبادر أمريكا و بريطانيا إلى دعم هذه الهجمات رسمياً.

و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: الواقع في العالم راهناً هو دعم المهيمنين دون وازع أو رادع لأيّ سوء و فساد و نجاسة و غطرسة إذا كانت لخدمة مصالحهم، و في المقابل يواجهون و يعارضون بكل وحشية أيّ طهر و قداسة إذا لم تكن منسجمة مع مصالحهم.

و بعد شرحه لهذا الواقع المرير طرح الإمام الخامنئي هذا السؤال: ما هو واجب الشاعر المتمتع بالشعور و الوعي و الفهم و القدرة البيانية حيال هذا الواقع و الظروف؟

و قال قائد الثورة الإسلامية في معرض الإجابة عن هذا السؤال: على الشاعر بتمتعه بهذه الخصائص و الامتيازات، و هي في الواقع نعم و حجج إلهية، أن يهبّ لنصرة جبهة المظلومين، و يعبّر عن الحق و الحقيقة بشعره.

و أبدي قائد الثورة الإسلامية في ختام حديثه ارتياحه للتقدم المشهود في قافلة الشعر في البلاد و خصوصاً شعر الشعراء الشباب و شعر الثورة الإسلامية مضيفاً: الشرط الأصلي لبقاء الشعر و تأثيره، فضلاً عن المفاهيم و المضامين الجيدة، تمتعه بتركيبة و قوالب فنية رصينة.

قبل كلمة الإمام السيد الخامنئي ألقى عدد من الشعراء الشباب و الرواد ما اختاروه من قصائدهم لهذا اللقاء.

بسم الله الرحمن الرحيم

وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (آل عمران 103)

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (الحجرات 10)

 

 

1 - موقف علماء مذاهب أهل السنة حول التعبد بالمذهب الإمامي و الوحدة الاسلامیة

 

الشیخ عبد المجید سلیم رئیس لجنة الفتوی بالأزهر الشریف

لقد أدرکنا فی الأزهر علی أیام طلبنا للعلم ، عهد الانقسام و التعصب للمذاهب و لکن الله أراد أن نحیا حتی نشهد زوال هذا العهد ، و تطهر الأزهر من أوبائه و اوضاره ... فإذا کان الله قد برأ المسلمین من هذه النعرة المذهبیة التي کانت تسیطر علیهم إلی عهد قریب في أمر الفقه الإسلامي، فأنا لنرجوا أن یزیل ما بقي بین طوائف المسلمین من فرقة و نزاع في الأمور التي یقوم علیها برهان قاطع مفید العلم، حتّی یعودوا کما کانوا أمة واحدة، و یسلکون سبیل سلفهم الصالح في التفرغ لما فیه عزتهم و بذلک السعي و الوسع فیما یعلی شانهم، و الله الهادی إلی سواء السبیل و هو حسبنا و نعم الوکیل.

 

الشیخ محمود شلتوت شیخ الأزهر الشریف

إن الإسلام لا یوجب علی أحد من اتباعه اتباع مذهب معین، بل نقول، إنّ لکل مسلم الحقّ في أن یقلد بادئ ذی بدء أي مذهب من المذاهب المنقولة نقلاً صحیحاً ، و المدونة أحکامها في کتبها الخاصة، و لمن قلّد مذهباً من هذه المذاهب أن ینتقل إلی غیره- أی مذهب کان- و لا حرج علیه في شيء من ذلک.

إن المذهب الجعفریة المعروف بمذهب الشیعة الإمامیة الاثنا عشریة مذهب یجوز التعبد به شرعاً کسائر مذاهب أهل السنة، فینبغي للمسملین أن یعرفوا ذلک، و أن یتخلصوا من العصبیة بغیر الحق لمذاهب معینة، فما کان دین الله و ما کانت شریعته بتابعة لمذهب، أو مقصورة علی مذهب، فالکل مجتهدون مقبولون عند الله تعالی، یجوز لمن لیس أهلاً للنظر و الإجتهاد تقدلیدهم و العمل بما یقررونه في فقههم، و لا فرق في ذلک بین العبادات و المعاملات.

 

الشیخ جاد الحق علي جاد الحق شیخ الأزهر الشریف

والأزهر ینکر علی هؤلاء- الذین یجاهدون في غیر عدو- صفتهم، فلیس للمسلم الشیعي أن یطلب إلی المسلم السني ترک مذهبه الشافعي أو الحنفي أو المالکي أو الحنبلي، لیتابعه علی المذهب الشیعي، و لیس للسني - أیضا- ذلک الصنیع، و ما دام الکل من المسلمین فعلیهم أن یکونوا إخوة و أن یعملوا علی نشر الإسلام بین غیر المسلمین، و یکفوا عن توسیع شقة الخلاف و الفرقة بین صفوف الامة و عن اتخاذ المذاهب الإسلامیة الفقهیة مذاهب سیاسیة للدول، فإن المسلمین الأوائل لم یفعلوا ذلک، لأنه یتناقض مع قوله تعالي: إِنَّ هَذِهِ أُمَّتكُمْ أُمَّة وَاحِدَة وَأَنَا رَبّكُمْ فَاعْبُدُونِ.

 

الدکتور الشیخ محمد سید طنطاوي شیخ الأزهر الشریف

قال فی جواب هذا السؤال: « هل یجوز أن تعتبر المذاهب التی لیست من الاسلام السنی جزء من الاسلام الحقیقی؟ او بمعنی آخر هل کل من یتبع و یمارس أی واحد من المذاهب الاسلامیة ـ یعنی المذاهب السنیة الأربع ، و المذهب الظاهری، و المذهب الجعفری، و المذهب الزیدی، و المذهب الاباضی ـ یجوز أن یعد مسلماً؟

قال: «الإسلام الحقیقي عرفّه الرسول- صلی الله علیه و سلم- بقوله کما جاء في الصحیحین من الحدیث جبریل علیه السلام: (أن تشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله، و تقیم الصلاة، و تؤتي الزکاة، و تصوم رمضان، و تحج البیت ان استطعت الیه سبیلا)

 

الدکتور الشیخ علي جمعةمفتي جمهوریة مصر العربیة

...و هذه المذاهب الثمانیة هی: المالکیة، و الحنفیة، و الحنابلة، و الشافعیة، و هی التی یطلق علیها مذاهب أهل السنة ، و الجعفریة، و الزیدیة، و الاباضیة، و الظاهریة، و هی التی یطلق علیها المذاهب غیر السنة.

و إذا نظرنا إلی هذه المذاهب فی فقهها و أصول فقهها رأینا أن الخلاف بینها إنما هو فی نطاق المضمون، و لم یقع بینها خلاف فی المقطوع به الذی یکفر منکره، و الحمد لله رب العالمین.

و علی ذلک فإنه من یتبع أي واحد من المذاهب الإسلامیة أو یمارس في حیاته شیئاً منها فهو مسلم صحیح الإسلام، و هذا یتفق مع أمر الله و الرسول صلی الله علیه و سلم لنا بأن نعتصم بحبل الله و أن نکون أمة واحدة و ألّا نختلف فتختلف قلوبنا.

و دعا أخیراً إلی التعبد علی المذهب الشیعی لإعجابه بتطور الفکر الشیعی العقائدی واصفاً إیاه بفقه الواقع و مشیداً بمدی تطور الطائفة الشیعیة.

و فی إطار التقریب بین المذهبین السنی و الشیعی حث د. علی جمعة الجماهیر علی التعبد وفقاً لهذا المذهب مذکراً إیاهم بفتوی الشیخ محمود شلتوت شیخ الأزهر فی نهایة الخمسینات من القرن الماضی، و أنه لا غضاضة فی الأخذ بتقدمهم و تطورهم و اللحاق بهم حضاریاً.

و وصف من یهاجمون المذهب الشیعی و یخرجون بالخلافات، بالعمالة و الخیانة و العمل وفق أجندة خارجیة.

 

الشیخ أحمد الطیب شیخ الأزهر الشریف

قال فی حوار حسب ما جاء فی موقع «قدس انلاین»: «إننا لم نعد عربا بثقافة عربیة ولا مسلمین بثقافة إسلامیة خاصة أن بعض الأفکار التافهة تتخطفنا.

ولفت الشیخ الطیب الى أنه « یُخطط لفتنة الیوم یراد لها ان تنبعث فی بلاد أهل الاسلام فی وقت نحتاج فیه الى وحدة الأمة الاسلامیة لکل دولها.

وأضاف «هذا هو المهم والضروری الذی نحتاجه وبدونه لا نستطیع ان نرفع رؤوسنا فی یوم من الأیام.

ورفض الشیخ الطیب ان یکون هناک فضائیات تحکم بکفر المسلمین الشیعة.

وأضاف: هذا غیر مقبول ولا نجد له مبرراً لا من کتاب ولا سنة ولا اسلام.

وتابع بالقول : نحن نصلی وراء الشیعة فلا یوجد عند الشیعة قرآن آخر کما تطلق الشائعات والا ما ترک المستشرقون هذا الأمر فهذا بالنسبة لهم رصید ثمین،

ورداً على سؤال، رأى الشیخ الازهر انه « لا یوجد خلاف بین السنی والشیعی یخرجه من الاسلام انما هی عملیة استغلال سیاسی لهذه الخلافات»، معلنا انه « سیزور النجف اذا ذهب الى العراق». وقال «الازهر واجبه الأول العمل على وحدة الأمة الاسلامیة وکذلک توحید المسلمین على رؤیة مع اختلاف الاجتهاد»، مبدیا استعداده « لزیارة أی مکان أجمع فیه المسلمین مع بعضهم والنجف بصفة خاصة». ولفت الى أنه قال للوفد العراقی الذی زاره مؤخراً « سآتیکم وأنا أب للسنة والشیعة.

 

الشیخ أحمد کفتارو المفتي العام للجمهوریة العربیة السوریة سابقاً

إن قصر فقه الإسلام علی القرآن أوا السنة فقط هو تقصیر في حق الإسلام و مواکبته لشؤون الإنسان المسلم و جعله ضیق الأفق محدود الهدف قاصراً عن شؤون الحیاة و متطلبات أبنائها، و المقرر أنه حیثما وجدت المصلحة فثم وجه الله، و أن المذاهب الفقهیة إنما وجدت لأجل تفعیل تلک المصلحة في المجتمع و تحقیقها و إن اختلفت وجهات نظرها في الفروع الفقهیة فإنها تبقی تدور في فلک الأصول و الثوابت.

...لذلک لا یجوز القول فی غیر الإطار السابق بحق المذاهب الأخری من غیر المذاهب الأربعة، و أنها من الإسلام، و فقهها محترم مصان.

 

الشیخ أحمد بن حمد الخلیلي المفتي العام لسلطنة عمان

إن الإسلام دین یتمثل في المعتقدات الحقّة التي تنطوي علیها إجمالا الشهادتان، شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله صلی الله علیه و سلم، و یجسدها تطبیق الإسلام في الحیاة العلمیة بإقام الصلاة و إیتاء الزکاة و صوم رمضان و حج بیت الله الحرام، فکل من أتی بالشهادتین و لم ینقضهما بإنکار ما علم من الدین بالضرورة فإنه یعد مسلما...

 

الشیخ الدکتور محمد الحبیب ابن الخوجة الامین العام لمجمع الفقه الإسلامي

المسلمون أمة واحدة یؤمنون بإله واحد، کتابهم المنزل إلیهم القرآن، قبلتهم واحدة، و اصول دینهم خمسة: الشهادة، و الصلاة و الزکاة و الصوم و الحج. و من أخذ بهذه الأصول و التزمها فهو مؤمن مهما کان مذهبه، و لیست المذاهب في واقع الأمر إلّا إجتهاداً في فهم نصوص الکتاب و السنة التی هي مصادر هذا الدین، و إن تمایزت طرقها في ذلک، إو اختلف أئمتها في التفسیر و التأویل، و الاصول و القواعد و الترجیح بین الأقوال في عدد من المسائل.

 

الشیخ سعید عبد الحفیظ الحجاوي المفتي العام للمملکتة الأردنیة الهاشمیة

..اما الجعفریة فانهم یؤمنون بارکان الإیمان، و یحترمون ارکان الإسلام، و یلتقون مع بقیة المذاهب في معظم الفروع، قد تلقی أئمة السنة عن أئمة الشیعة کما تلقی أئمة الشیعه عن أئمة السنة مما یؤکد انهم مسلمة واحدة. و اذا کان هناک من اختلافات یسعی بعض الناس علی تعمیقها فانها تتعلق بأمور تاریخیة، ما احرانا في هذه الایام ان نتجاوزها و نحقق وحدة الأمة، و نقوي من تکاتفها في وجه ما تتعرض له من تحدیات.

 

الشیخ محمد بن اسماعیل المنصور و الشیخ حمود بن عباس ابن عبدالله المؤید

قالا فی جواب هذا السؤال : « هل یجوز أن تعتبر المذاهب التی لیست من الاسلام السنی جزءا من الاسلام الحقیقی ـ و المراد بالاسلام السنی المذاهب الاربعة ـ و الظاهری و الجعفری و الزیدی و الاباضی، فهل یعد المتبع لأحدها مسلماً؟

فقالا : «إن المذاهب المسماة سنیة و هذه المذاهب ایضا کلها تشملها کلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، و تنطوي تحت رایة القرءان الکریم و أحکامه و أحکام ما صح لنا من سنة سید المرسلین علیه و آله الصلاة و التسلیم، انطواء الکون الحادث علی النجوم و الشمس و القمر، و انطواء الزمن علی اللیل و النهار.

 

الدكتور حامد حنفی داود الأستاذ فی جامعة عین الشمس، القاهرة

مضى ثلاثة عشر قرناً من حیاة التاریخ الإسلامی كان أنصاف العلماء خلالها یصدرون أحكامهم على الشیعة مشبوبة بعواطفهم وأهوائهم ، وكان هذا النهج السقیم سبباً فی إحداث هذه الفجوة بین الفرق الإسلامیة ، ومن ثم خسر العلم الشیء الكثیر من معارف أعلام هذه الفرقة.

 

الأستاذ عبد الفتاح عبد المقصود الباحث الشهیر و الأستاذ فی جامعة الاسکندریة ، مصر

إن فی عقیدتی أن الشیعة هم واجهة الإسلام الصحیحة ، ومرآته الصافیة ، ومن أراد أن ینظر إلى الإسلام علیه أن ینظر إلیه من خلال عقائد الشیعة ومن خلال أعمالهم ، والتاریخ خیر شاهد على ما قدَّمه الشیعة من الخدمات الكبیرة فی میادین الدفاع عن العقیدة الإسلامیة .

 

الشیخ أحمد حسن الباقوري وزیر الأوقاف جمهوریة مصر العربیة سابقاً

قضية السنة والشيعة، هي في نظرى قضية إيمان وعلم معاً. فإذا رأينا أن نحل مشكلاتها على ضوء من صدق الايمان وسعة العلم فلن تستعصي علينا عقدة، ولن يقف أمامنا عائق. أما إذا تركنا - للمعرفة القاصرة واليقين الواهي - أمر النظر في هذه القضية، والبت في مصيرها فلن يقع إلا الشر. وهذا الشر الواقع إذا جاز له أن ينتمي إلى نسب، أو يعتمد على سبب فليبحث عن كل نسب في الدنيا، وعن كل سبب في الحياة، إلا نسباً إلى الايمان الصحيح، أو سبباً إلى المعرفة المنزهة

 

مجلس مجمع الفقه الاسلامی الدولی المنبثق عن منظمة المؤتمر الاسلامی المنعقد فی دورته السابعة عشره بعمان ( المملکة الاردنیة الهاشمیة) حزیران (یونیو) ۲۰۰۶م. قرر ما یأتی:

إننا ندعو إلی نبذ الخلاف بین المسلمین و إلی توحید کلمتهم ، و موافقهم، و إلی التأکید علی احترام بعضهم لبعض، و إلی تعزیز التضامن بین شعوبهم و دولهم، و إلی تقویة روابط الأخوة النی تجمعهم علی التحابّ فی الله و ألا یترکو مجالاً للفتنة و للتدخل بینهم. فالله سبحانه و تعالی یقول: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ . الحجرات: ۱۰

 

 

2 - موقف علماء مذهب الامامیة تجاه المذاهب الاخری

 

آیةالله العظمی الإمام الخمیني (قدس سره)

نحن و المسلمین من أهل السنة کیان واحد. نحن کیان واحد لأننا مسلمون و إخوة. إذا قال أحد کلاما یفرّقنا، فاعلموا أنه إما جاهل أو هو ممن یعمدون إلی بث الخلاف بین صفوف المسلمین. إن مسألة الشیعة و السنة لیست مطروحة بأي حال. نحن کلنا إخوة.. (صحیفة الإمام، المجلد 6، ص 95)

... نحن کلنا إخوة و کلنا في صف واحد. إلا أن علماءکم قد أفتوا بشيء و أنتم قلّدتم علماءکم، فأصبحتم أنتم حنفیین، کما أن جماعة أخری عملوا بفتوی الشافعي [فأصبحوا شافعیین]، و جماعة أخری عملوا بفتوی سیدنا الصادق فأصبحوا شیعة. هذه [الأمور] لاتسبب الخلاف. لاینبغي لنا أن یکون بیننا خلاف أو تضادّ. کلنا إخوة. علی الإخوة من الشیعة و السنة أن یجتنبوا أي خلاف فیما بینهم. إن الخلاف فیما بیننا لایخدم الیوم إلا مصالح أولئک الذین لایؤمنون بالمذهب الشیعي و لا بالمذهب الحنفي أو غیره من المذاهب. إنهم لایریدون وجودا لهذا و لا لذلک. و یرون أن السبیل هو أن یثیروا الخلاف بیننا و بینکم. علینا أن ننتبه إلی حقیقة أننا کلنا مسلمون، و کلنا أهل القرآن و أهل التوحید، و أن علینا أن نعمل جاهدین و نخدم القرآن و التوحید.». (صحیفة الإمام، المجلد 13، ص 54)

 

قائد الثورة الإسلامیة آیة الله العظمی السید علي الحسیني الخامنئي (مد ظلّه العالی)

الفرق الإسلامیة بأسرها تعتبر جزءً من الأمة الإسلامیة و تتمتع بإمتیازات الإسلامیة. و ایجاد الفرقة فیما بین الطوائف الإسلامیة یعدّ خلافاً لتعالیم القرآن الکریم و سنة النبي الاکرم صلی الله علیه و آله و سلم، کما و یؤدي إلی إضعاف المسلمین و إعطاء الذریعة بأیدي اعداء الإسلام و لذلک لا یجوز هذا الأمر قط.

و أصدر الإمام الخامنه ای فتوی حرم بموجبها الإساءة لزوج النبی الأکرم السیدة عایشة أو النیل من الرموز الاسلامیة لأهل السنة و الجماعة. فقال فی جواب استفتاء حول هذا الموضوع:

« یحرم النیل من رموز إخواننا السنة فضلاً عن اتهام زوج النبی بما یخل بشرفها، بل هذا الأمر ممتنع علی نساء الأنبیاء و خصوصاً سیدهم الرسول الأعظم..»

إن الخط الأحمر ـ من وجهة نظر نظام الحکم الإسلامي و وجهة نظرنا ـ یتمثل في الإساءة إلی مقدسات بعضنا. أولئک الذین یسیئون إلی مقدسات بعضهم، من السنة و الشیعة، سواء بسبب الجهل أو الغفلة، أو ـ أحیانا ـ بدافع العصبیات العمیاء غیر المبرّرة؛ لایدرکون أنهم بذلک ماذا یفعلون. هؤلاء هم الذین یشکلون خیر وسیلة للعدو، و خیر أداة بیده. هذا هو الخط الأحمر.

أنتم من هذا الجانب کونوا علی وعي و حذر. اعلموا أن إثارة عواطف الإخوة من أهل السنة عمل خاطئ و آثم جدا. اعتبروا هذا کمبدأ. هناک نقطة مختلف علیها. الترکیز علی هذه النقطة، و إضرام نار العصبیات حول هذه النقاط المختلف علیها، هو نفس الشيء الذي تسعی إلیه الیوم الأجهزة الاستخباراتیة الأمریکیة و الإسرائیلیة. هذا هو ما یریده هؤلاء.

 

آیة الله العظمی السید علي السیستاني (دام ظلّه)

فی جواب هذا السؤال: هل یعتبر کل من شهد الشهادتین، و صلی باتجاه القبلة، و اتبع أحد المذاهب الثملنیة و هی : ( الحنفی، الشافعی، المالکی، الحنبلی، الجعفری، الزیدی، الاباضی و الظاهری) مسلماً، یحرم دمه و عرضه و مالة؟

قال: کل من یتشهد الشهادتین و لم یظهر منه ما ینافي ذلک، و لم ینصب العداء لاهل البیت علیهم السلام فهو مسلم

و أجابت لجنة الإستفتاء فی مکتب سماحته نفس السؤال بأن « أهل السنة عند الشیعة مسلمون تجری علیهم جمیع الاحکام الاسلامیة، فیجوز التناکح معهم و یرثون من الشیعة کما یرث الشیعة منهم. و دماؤهم و أموالهم و أعراضهم محترمة ما عدا النواصب و الخوارج، ومن الکذب البیّن أن ینسب إلی الشیعة تکفیر أهل بدر و بیعة الرضوان و المؤمنین من المهاجرین و الأنصار و أئمة المذاهب أو أتباعهم.

 

آیة الله العظمی السید محمد سعید الحکیم(دام ظلّه)

یکفي في إنطباق عنوان الإسلام علی الانسان الاقرار بالشهادتین و الفرائض الضروریة في الدین کالصلاة و غیرها و بذلک تترتب علیه أحکام الإسلام من حرمة المال و الدم و غیرها.»

و أجاب مکتب سماحته أیضاً :« لیس من رأی الشیعة تکفیر الصحابة، بل ولا عامة المسلمین، علی اختلاف طوائفهم، و ذلک یبتنی علی حقیقة الاسلام و تحدید أرکانه عندهم. و یعرف ذلک من أحادیثهم عن أئمتهم علیهم السلام و من فتاوی علمائهم و تصریحاتهم.

 

الشهید السید محمد باقر الحکیم (قدس سره)

قال الشهید السید محمد باقر الحکیم: «و کان هذا النوع من سلوک ظاهرة فریدة في تاریخ هذه الجماعة الصالحة ( یعنی الشیعة) منذ الصدر الأول للاسلام، کما عرفناه في موقف الإمام علي علیه السلام من الخلفاء الراشدین، حیث کان یعتقد ـ علی أقل تقدیر ـ أنه أحق بالخلافة منهم کما صرح بذلک فی خطبته المعروفة بالشقشقیة و غیرها من الموارد. و لکن مع ذلک التزم بهذا الخط السیاسی الذی تحدث عنه فی مثل قوله : لقد علمتم أنی أحق الناس بها من غیری و والله لأسلّمنّ ما سلمَت أمور المسلمین و لم یکن فیها جور إلّا علیّ خاصة، التماساً لأجر ذلک و فضله ، و زهداً فیما تنافستموه من زخرفه و زبرجه» ، مضافاً إلی ذلک نجد الإمام علیاً علیه السلام ینسجم مع حرکة الخلفاء السیاسیة العامة، و یقدم النصح و المشورة و التأیید لهم من أجل المصالح الإسلامیة العامة.

 

آیة الله العظمی الشیخ محمد فاضل اللنکراني (قدس سره)

قال فی السؤال عن المذاهب الاسلامیة من فرق أهل السنة الأربعة و الزیدیة و الظاهریة و الاباضیة و غیرهم من الذین یؤمنون بأصول دین الاسلام الحنیف: «هذه الفرق تعتبر اسلامیة إلّا إذا کانت تنکر إحدی الضروریات للدین الحنیف، أو لا سمح الله تهین أو تسيء إلی الأئمة الاطهار علیهم السلام.

 

آیة الله العظمی الشیخ بشیر النجفی (دام ظله)

کل من یقرّ بالتوحید و یعتقد بنبوة محمد بن عبد الله صلی الله علیه و آله و سلم و أن رسالة خاتمة النبوات و الرسالات الإلهیة و بالمعاد و لا یرفض شیئاً مما علم و ثبت أنه من الإسلام فهو مسلم تشتمله الأحکام الإسلامیة و هو محقون الدم و العرض و المال و یجب علی المسلمین جمیعا الدفاع عنه و عن ماله و عن عرضه و الله العالم.

 

آیة الله العظمی الشیخ لطف الله الصافي الکلبایکاني (دام ظله)

من واجب المسلمین أن یُبرزو للعالم الوجه الحقیقي للإسلام الذي هو دین الرحمة و المحبة. علی الجمیع أن یعملوا ـ في صف واحد ـ لخدمة الإسلام العزیز و هدایة الناس في کل أرجاء المعمورة، و یُفشلوا، في ظل وحدتهم و تضامنهم، مخططات أعداء القرآن الخیانیة، و یعملوا بواجباتهم الإسلامیة.

 

آیة الله العظمی الشیخ ناصر مکارم الشیرازي (دام ظله)

لقد قلنا مرارا أن تحقیق الوحدة بین المسلمین و التقریب بین المذاهب الإسلامیة من أهم الأمور في زماننا المعاصر و في الظروف الراهنة خاصة. لذلک، لایجوز شرعا أي إساءة إلی مقدسات الآخرین. علی المسلمین ـ سواء أکانوا من الشیعة أو من أهل السنة ـ أن یکونوا علی حذر حتی لایقعوا في شرک أعداء الإسلام، من خلال إثارة فتنة مذهبیة. إن العملیات الانتحاریة التي تؤدي إلی ِإراقة دماء الأبریاء، تعدّ من أکبر الکبائر و تشکل مصداقا بارزا للفساد في الأرض، و تسبّب الخلود في نار الجحیم، کما أنها تحوّل وجه الإسلام، الذي هو دین الرحمة و الرأفة، إلی وجه عنیف مرفوض. نسأل الله تعالی أن یهدی جمیع الخاطئین و الضالّین.

 

آیة الله العظمی السید عبدالکریم الموسوي الأردبیلي (دام ظله)

.. کیف یمکن للشخص أن یتبع نبي الرحمة (صلوات الله علیه و آله) و یسمي نفسه مسلما، ثم لایراعي حرمة دماء الآخرین و أعراضهم و أموالهم. أولئک الذین یظنون في أنفسهم أنهم یدافعون عن الإسلام من خلال إراقة الدماء و ممارسة العنف، هم أناس غـُرّر بهم فتحولوا إلی أداة لخدمة أطماع أعداء الأمة الإسلامیة. إن حصول الفرقة و الشقاق بین المسلمین في عالمنا المعاصر، لایُفقدهم المجد و العظمة و الأمن و الاستقرار فحسب، و إنما یحط ّ من منزلة الإسلام في عیون شعوب العالم. و یجب علی أتباع أهل البیت (علیهم السلام) أن یحرصوا ـ أکثر من سائر إخوتهم المسلمین ـ علی هذا الأمر المهم. إننا نفتخر بتسمیتنا بأتباع الأمام علي بن أبيطالب (علیه السلام). و حقیقة التشیع هي السیر في الدرب الذي سلکه هذا الإمام و القائد لأهل الإیمان. حیث کان (علیه السلام) لایجیز الوقیعة في الآخرین و الإساءة إلیهم، و ینهی عن الکلام البذيء. کما أن هذا الرجل الذي کان رمز العدالة، بذل جهودا حثیثة من أجل مصالح الإسلام و المسلمین، و تحمّلَ لوم اللائمین في سبیل إصلاح ذات بین المسلمین و إزالة التناحر و الخلاف و الدعوة إلی الوحدة و الإخاء فیما بینهم. و في هذا العصر المليء بالفتن و الاضطرابات، نأمل من عموم المسلمین ـ و من أتباع مدرسة أهل البیت (علیهم السلام) بوجه خاص ـ أن یرجّحوا مصالح الأمة علی النزاعات الطائفیة، و أن یجعلوا التعالیم الوحیانیة و الإرشادات النبویة علی رأس قائمة أعمالهم. نرجو من الله تعالی أن یعید کید أعداء الإسلام إلی نحورهم.

 

آیت الله العظمی الشیخ جعفر السبحانی (دام ظلة)

...فعلی المسلمین جمیعاً أن یقتدوا بکتاب الله و یوحدوا الصفوف و یجتنبوا عن کلّ ما یفرّقهم و یشتّتهم و خاصة في هذه الأیام التي اتفقت فیها قوی الکفر و الإستکبار علی تفتیتهم و تفریقهم و إراقة دماء بعضهم بید بعض، بغیة تحقیق مآربهم الشیطانیة في الهیمنة علی البلدان الإسلامیة، و نهب خیراتها، و توفیر الأمن للکیان الصهیوني الجاثم علی صدر فلسطین الحبیبة و القدس الشریف.

...وکلّ ذلک یلزمنا أن نحترم مشاعر الآخرین و إعتقاداتهم و لا نقابلهم بشيء ممّا یسبّب التّفرق و یورث العداوة و البغضاء، و علی ذلک کانت سیرة السلف الصالح الذین عاشوا متآلفین و متحابین.

إن تهمة سبّ الصحابة التی ألصقت بالشیعة إنّما هي تهمة باطلة، و هم براء منها، و هم یقتدون في نظرتهم إلی الصحابة و في موقفهم منهم بالإمام الطاهر علی بن الحسین (علیه السلام) الذي کان یدعوا الله سبحانه بقوله: «...اللّهمّ و أصحاب محمّد خاصّةً، الذین أحسنوا الصحابة، و الذین أبلوا البلاء الحسن في نصره، و کانفوه، و أسرعوا إلی وفادته، و سابقوا إلی دعوته..». (الصحیفة السجادیة: الصلاة علی مصدقی الرسل.)

 

آیة الله العظمی السید محمد علي العلوي الجرجاني (دام ظله)

قال الله تعالی: یا أیها الذین آمنوا ادخلوا في السلم کافة، و لاتتبعوا خطوات الشیطان، إنه لکم عدو مبین. لقد کانت رسالة الإسلام، علی مرّ جمیع العصور، قائمة علی أساس المنطق و الحوار و اجتناب أي إساءة أو توجیه التهمة و البهتان. فإن الله تعالی یقول: ادفع بالتي هي أحسن. و یقول: ولاتسبوا الذین یدعون من دون الله فیسبوا الله عدوا بغیر علم. في الظروف الراهنة، التي أصبح فیها أعداء أصل الإسلام و کلمة الله یخططون للنیل من جمیع الرسالات السماویة و إقامة حکم الشیطان في العالم، لایجوز الإصرار علی نقاط الخلاف و تصعید أجواء العداء و من ثـَمّ السیر في اتجاه لایستفید منه إلا الاستکبار العالمي و الصهیونیة الدولیة. و کما أن مختلف الطوائف و الفرق الإسلامیة اعتادت في الماضي أن تتعایش مع بعضها تعایشا سلمیا محترما، مع احتفاظ کل منها بتفکیرها الخاص بها، و أن النقاشات المنطقیة فیما بینها کانت مقتصرة علی جلسات البحث و الحوار؛ علیها أن تبقی الیوم أیضا في تعایش سلمي مع بعضها، و أن یتوحد الجمیع في مواجهة العدو المشترک. أما الذي تقوم به الجماعات التکفیریة متذرعة بذرائع شتی لمعاداة سائر الطوائف و الطائفة الشیعیة بوجه خاص، حیث یقومون بقتل و اغتیال المسلمین في باکستان و أفغانستان و العراق و سوریا و أندونیسیا و غیرها من مناطق العالم، فهذا عمل مدان. إذ أن عملهم هذا إنما یسرّ و یریّح قوی الاستکبار العالمي، لإنهم یتحرکون في خانة هذه القوی، فیتخذون الصهاینة أولیاء لهم و یعملون ضد الشیعة بالتنسیق مع هؤلاء، و ذلک خلافا للنص القرآني الصریح الذي یؤکد: لاتتخذوا الکافرین أولیاء. نرجو من الله أن یجنّب مجتمع المسلمین من الفرقة و الخلاف و العداء.

 

آیة الله مظاهري (دام ظله)

...لایجوز ـ عقلا و شرعا ـ تصعید الخلافات، من قبل أي شخص أو جماعة کان. کما لایجوز إثارة العواطف المذهبیة سیما الإساءة إلی مقدسات و معتقدات المسلمین و بث الفرقة بین صفوف أتباع نبي الإسلام العظیم (صلی الله علیه و آله و سلم). کما أن الأعمال التخریبیة و الانتحاریة التي تقوم به الجماعات التکفیریة المتحجرة، و التي تؤدي إلی قتل المسلمین الأبریاء، هي أعمال لاإنسانیة مشینة تؤلم قلب کل إنسان متحرر. و لاشک أن هذا القبیل من الأعمال ـ کلها ـ هو مما یریده و یرغب فیه أعداء الإسلام و المسلمین...

 

آیة الله السید یوسف المدني التبریزي :

إن الإسلام لایجیز الإساءة إلی أي من الدیانات، و إلی المذاهب الإسلامیة بوجه خاص. و کل عمل یؤدي إلی إثارة الخلاف و الشقاق بین الأمة الإسلامیة و یلحق بالمسلمین خسائر و أضرارا في أموالهم و أرواحهم، فإنه عمل حرام و مخالف للشرع.

إن العملیات الانتحاریة و عملیات القتل و المجازر التي تنفـَّذ ضد المسلمین في مختلف الدول، تؤلم قلب صاحب الشریعة کما تؤلم قلب أي إنسان متحرر. کما أنها لاتتفق بأي حال مع الدین الإسلامي الذي هو دین الرأفة و الرحمة، و في نفس الوقت تشوه وجه الإسلام علی صعید العالم. نرجو من الله تعالی أن یصون و یحفظ المسلمین من شر الظالمین و الفاسدین.

 

و من العلماء القدماء :

 

الشهید الأول محمد بن مکي العاملي

قال: و یستحب حضور جماعة العامة کالخاصة، بل أفضل، فقد روي من صلی معهم في الصف الأول کمن صلی خلف رسول الله صلی الله علیه و آله.

 

و المیرزا القمي

قال: یستحبّ حضور جماعة أهل الخلاف استحباباً مؤکّداً للأخبار الکثیره.

و السید الطباطبائی الیزدی

قال: إذا حج المخالف ثم استبصر لا یجب علیه الإعادة، بشرط أن یکون صحیحأ في مذهبه و إن لم یکن صحیحاً في مذهبنا من غیر فرق بین الفرق، لإطلاق الأخبار.

 

 

3 - معيار الإسلام و الكفر عند فقهاء أهل السنة

 

الشیخ جاد الحق علي جاد الحق شیخ الأزهر الشریف

هذا هو القرآن و هذه هي السنة، کلهما أمر بأن النزاع في أمر من أمور الدین یجب أن یرد إلی الله و رسوله، وإن من یتولی الفصل و بیان الحکم هم العلماء بالکتاب و السنة، فلیس لمسلم أن یحکم بالکفر أو الفسق علی مسلم، و هو لا یعلم ما هو الکفر و لا ما یصیر به المسلم مرتداً کافراً بالإسلام، أو عاصیاً مفارقاً لأوامر الله، إذ الإسلام عقیدة و شریعة، له علماؤه الذین تخصصوا في علومه تنفیذاً لأمرالله و رسوله فالتدین للمسلمین جمیعاً، و لکن الدین و بیان أحکامه و حلاله و حرامه لأهل الاختصاص به و هم العلماء قضاء من الله و رسوله..

 

الدکتور الشیخ محمد سید طنطاويشیخ الأزهر الشریف

قال فی جواب هذا السؤال : ما هی حدود التکفیر فی یومنا هذا؟ و هل یجوز لمسلم أن یکفر الذین یمارسون أی واحد من المذاهب الاسلامیة التقلیدیة أو من یتبع العقیدة الأشعریة؟ و فضلاً عن ذلک هل یجوز أن یکفر الذین یسلکون الطریقة الصوفیة الحقیقیة؟

قال : لایجوز أن ینسب أحد إلی الکفر اولئک المؤمنین الذین ینتسبون إلی أی واحد من المذاهب الاسلامیة التی اتفقت جمیعها علی وجوب إخلاص العبادة لله تعالی و علی وجوب الایمان بملائکته و کتبه و رسله و الیوم الاخر، و علی وجوب اداء العبادات التی کلّفنا الخالق ـ عز و جل ـ بها کالصلاة و الزکاة و الصیام و الحج لمن استطاع الیه سبیلاً، و علی وجوب التحلی بمکارم الاخلاق کالصدق، و أداء الأمانة، و العفاف، و الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر...

و لقد حذر النبی صلی الله علیه و سلم تحذیراً شدیداً من نسبة الکفر إلی المسلم، ففی الصحیحین عن ابن عمر: إذا قال الرجل لأخیه یا کافر فقد باء بها أحدهما، فإن کان کما قال و إلا رجعت علیه.

 

الشیخ أحمد کفتارو المفتي العام للجمهوریة العربیة السوریة سابقاً

...لا یجوز تکفیر أحد من أهل القبلة متی نطق بالشهادتین فإن ذلک یعصم ماله و دمه... قال العلماء : لو نطق الانسان بکلمة لها تسعة و تسعون وجهاً للکفر و وجه واحد للایمان نقبل منه الایمان و نترک ما یکفره.

 

الشیخ سعید عبد الحفیظ الحجاوي المفتي العام للمملکة الأردنیة الهاشمیة

ان التکفیر أمر خطیر لما یترتب علیه من استحلال دم المسلم، و ماله، و هدر کرامته فی الدنیا، و یتعدی ذلک إلی الدار الأخرة بأنه مخلد فی النار، فیجب الاحتراز من التکفیر ما وجد إلیه سبیلاً، فإن استباحة الدماء و الأموال من المصلین إلی القبلة المصرحین بقول لا إله إلا الله محمد رسول الله خطأ، و الخطأ فی ترک الف کافر فی الحیاة أهون من الخطأ فی سفک محجمة من دم مسلم.

 

الشیخ عبدالله بن بیه نائب الرئیس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمین

...فإنّی أعتبر الجماعات المشارإلیها في السؤالین (أی الأشعریة و الصوفیة) من المسلمین الذي تحرم دماؤهم و أن ما یقع أحیانا في کتب بعض المراجع لهذه الجماعات من أقوال أو آراء تخالف ما علیه جماهیر الأمة، تبقی هذه الأقوال خاصة بصاحبها. لأن الردة قضیة شخصیة و للنقول التي نقلناها، و لتجنب فتنة ستحرق الأخضر و الیابس، و تصیب القائم والجالس أعاذناالله من الفتن فاننا لا نری تکفیر أیة طائفة بعمومها و إطلاقها.

 

الشیخ عبدالله بن محمد الهرريخادم علم الحدیث النبوي الشریف و الشیخ حسام بن مصطفی قراقیرهرئیس جمعیة المشاریع الخیریة الإسلامیة

إن کل من انتسب للإسلام من المذهب و الفرق الإسلامیة ممن یشهدون أن لا إله إلا الله و أن محمّداً رسول الله و لم یصدر منه ما یعارض الشریعة الإسلامیة الغراء، و لم ینقض ما أجمع علیه علماء الإسلام مما علم من الدین بالضرورة فهو مسلم، لا یجوز تکفیره، و لا اعتباره خارجا من ملة الإسلام، و دمه و ماله و عرضه حرام.

الدکتور مظفر شاهینرئیس المجلس الأعلی للشؤون الدینیة الترکیة

إن أيّ إنسان قد آمن بوجود الله و وحدانیته و صدق و آمن برسوله النبي الأمي خاتم الأنبیاء و آمن بالیوم الآخر، یعتبر مسلماً مبدئیاً ما لم تکن ظواهر أحواله تقتضي کفره...

لیس هناک أي اختلاف و تفاوت بین المذاهب المذکورة في موضوع قبول و تصدیق المبادئ الأساسیة الإسلامیة. فأما وجود آراء مختلفة حول تفسیر و إیضاح بعض المبادئ و الأحکام للدین وضع یعتبر من جملة الثروة الفکریة للمجتمع الإسلامي فضلاً عن کونه سبباً لعدّ أصحابنا و سالکیها خارجین عن دائرة الإسلام. وعلی هذا، یمکن القول بأن کل شخص یقلد أیّا من المذاهب المذکورة یعتبر مصدقاً بکل الأصول الاعتقادیة و المبادئ الأساسیة الإسلامیة.

 

الشیخ إبراهیم بن محمد الوزیررئیس المرکز الإسلامي للدراسات و البحوث- صنعاء

إن هذه المذاهب المذکورة المذاهب الأربعة: المذهب الشافعي و المالکي، و الحنفي، و الحنبلي، و الزیدی، و الإباضي، و الظاهري، کلها مذاهب إسلامیة معتبرة، و أي مسلم تابع لأي واحد من هذه المذاهب، یجب أن یعتبر و یعدّ مسلماً، و لا یحق لأحد أن یعتبره أو یعدّه خارجاً عن الإسلام.

 

الشیخ محمد بن اسماعیل المنصور و الشیخ حمود بن عباس ابن عبدالله المؤید

لایجوز شرعاً و لا عقلاً أن یکفر مسلم مسلماً مطلقا، و أین نحن من قول الرسول الکریم صلی الله علیه و آله و سلم لأسامة : کیف بلا إله إلا الله ...

 

مجلس مجمع الفقه الاسلامی الدولی المنبثق عن منظمة المؤتمر الاسلامی

المنعقد فی دورته السابعة عشره بعمان ( المملکة الاردنیة الهاشمیة) حزیران (یونیو) ۲۰۰۶م. قرر ما یأتی:

.. إن کل من یتبع أحد المذاهب الأربعة من إهل السنة و الجماعة ( الحنفی، و المالکی، و الشافعی، و الحنبلی) و المذهب الجعفری، و المذهب الزیدی، و المذهب الظاهری، هو مسلم ، و لا یجوز تکفیره. و یحرم دمه و عرضه و ماله.

بيان صادر عن المؤتمر الاسلامي الدولي الذي عقد في عمّان، عاصمة المملكة الاردنية الهاشمية، تحت عنوان (حقيقة الاسلام ودوره في المجتمع المعاصر)‌، في المدة 27-29 جمادي الاولي 1426 5-/4-6 تموز (يوليو) 2005 م.

اننا ، نحن الموقعين أدناه، نعرب عن توافقنا علي ما يرد تالياً، وإقرارنا به :

1. إن كل من يتبع احد المذاهب الاربعة من اهل السنة والجماعة (الحنفي، والمالكي، والشافعي، والحنبلي) والمذهب الجعفري، والمذهب الزيدي، والمذهب الاباضي، والمذهب الظاهري، فهو مسلم ولا يجوز تكفيره. ويحرم دمه وعرضه وماله. وأيضاً، ووفقاً لما جاء في فتوی فضيلة شيخ الازهر، لا يجوز تكفير أصحاب العقيدة الاشعرية، ومن يمارس التصوف الحقيقي. وكذلك لا يجوز تكفير اصحاب الفكر السلفي الصحيح.

كما لا يجوز تكفير أي فئة أخری من المسلمين تؤمن بالله سبحانه وتعالی وبرسوله (ص) وأركان الايمان، وتحترم أركان الاسلام، ولا تنكر معلوماً من الدين بالضروره.

2. ان ما يجمع بين المذاهب اكثر بكثر مما بينها من الاختلاف. فاصحاب المذاهب الثمانيه متفقون علی المبادیء الاساسية للاسلام. فكلهم يؤمنون بالله سبحانه وتعالی، واحداً أحداً، وبأن القرآن الكريم كلام الله المنزل، وبسيدنا محمد عليه الصلاه والسلام نبيا ورسولا للبشريه كافة. وكلهم متفقون علی أركان الاسلام الخمسة : الشهادتين، والصلاة، والزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، وعلی اركان الايمان : الايمان بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره. واختلاف العلماء من اتباع المذاهب هو اختلاف في الفروع وليس في الاصول، وهو رحمة. وقديما قيل ان اختلاف العلماء في الرأي امر جيد.

3. إن الاعتراف بالمذاهب في الاسلام يعني الالتزام بمنهجية معينة في الفتاوی : فلا يجوز لاحد ان يتصدي للافتاء دون مؤهلات شخصية معينه يحددها كل مذهب، ولا يجوز الافتاء دون التقيد بمنهجية المذاهب، ولا يجوز لأحد ان يدعي الاجتهاد ويستحدث مذهباً جديداً أو يقدم فتاوی مرفوضة تخرج المسلمين عن قواعد الشريعه وثوابتها وما استقر من مذاهبها.

4. إن لب موضوع رساله عمان التي صدرت في ليلة القدر المباركه من عام 1425 للهجرة وقرئت في مسجد الهاشمين، هو الالتزام بالمذاهب وبمنهجيتها ؛ فالاعتراف بالمذاهب والتاكيد علی الحوار والالتقاء بينها هو الذي يضمن الاعتدال والوسطية، والتسامح والرحمه، ومحاوره الآخرين.

5. إننا ندعو إلی نبذ الخلاف بين المسلمين وإلی توحيد كلمتهم، ومواقفهم، وإلی التأكيد علی احترام بعضهم لبعض، وإلی تعزيز التضامن بين شعوبهم ودولهم، وإلی تقوية روابط الاخوة التي تجمعهم علی التحاب في الله وألا يتركوا مجالا للفتنة وللتدخل بينهم. فالله سبحانه يقول : (إنّما المؤمنون إخوه فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون) (الحجرات : 10)

والحمد لله وحده. وقد ذُيلت الفتوی بتواقيع 199 عالماً من جميع بقاع العالم الاسلامي

 

الحوار بين أتباع المذاهب الاسلاميه

إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمه التعاون الإسلامي المنعقد في دورته الحاديه والعشرين بمدينه الرياض (المملكه العربيه السعوديه) من 15 إلی 19 محرم 1435 هـ، الموافق 18 -22 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 م ،

بعد اطلاعه علی البحوث الوارده الي المجمع بخصوص موضوع الحوار بين أتباع المذاهب الاسلاميه، وبعد استماعه إلی الأبحاث المعده في الموضوع والمناقشات التي دارت حوله، قرر ما يأتي :

1. التأكيد علی قرارات المجمع السابقه، وخصوصا القرار رقم 98 (1/11) بشأن (الوحده الاسلاميه)، والقرار رقم 152 (1/17) بشأن (الإسلام والأمه الواحده، والمذاهب العقديه والفقهية ولتربويه).

2. الحوار بين أتباع المذاهب الاسلاميه هو : تبادل الآراء حول موضوع معين بين أطراف بعيدا عن التعصب للوصول إلی مفاهيم مشتركه أو متقاربه أو متعايشه.

3. الحوار ضروره اجتماعيه لاستمرار الحياه واستقامتها، وهو بين أتباع المله الواحده أكثر ضروره وإلحاحا في عالم تكثر فيه التكتلات والأحلاف.

4. للحوار آداب ينبغي التحلي بها وأهمها : الإخلاص، احترام المخالف، ونبذ التعصب، والبعد عن قصد الظهور والغلبه، واختيار أفضل أساليب الإقناع، والجدال بالحسني.

5. للحوار أصول تضبط مساره وتضمن نجاحه، وأهمها :

أ‌. الاتفاق علی مرجعيه واضحه وهي أصول الاستدلال المتفق عليها بين علماء الأمه، والتأكيد علی الالتزام بها.

ب‌. تحديد محل الوفاق ومحل الخلاف، وجعل المتفق عليه أساسا لبحث المختلف فيه، ضمانا لبقاء التعايش، واحترام كل من الأطراف رأي الآخر، ما لم يكن مصادما لصريح الكتاب والسنه وما أجمع عليه علماء الأمه.

ت‌. محل الحوار هي المسائل الاجتهاديه الظنيه، وأما المسائل القطعيه فليست محلا للحوار إلا من جهه التواصي عليها وكيفيه تطبيقها.

6. اعتماد الخطه التي أعدتها أمانه مجمع الفقه الاسلامي الدولي، تنفيذاً لما ورد في البرنامج العشري، حول هذا المووضع والذي صدر بقرار من مؤتمر القمه الاستثنائي الثالث الذي عقد في مكه المكرمه بدعوه من خادم الحرم الشريفين يومي 5 و 6 ذوالقعده 1326 هـ ، الموافق 7 و 8 ديسمبر 2005م . وقد اعتمد هذه الخطه التي رفعت لمنظمه التعاون الاسلامي واعتمدها أئمه المذاهب الذين دعوا لذلك بتاريخ 28 يوليو 2008 م ، بدعوه من أمين عام المنظمه، وتوزيعها علی الجهات المعنيه الواردة في الخطة.

ويوصي المجمع بما يلي :

1. التأكيد علی‌ وجوب احترام أمهات المؤمنين والصحابه وآل البيت من جميع أتباع المذاهب الإسلامية، وعدم الإساءة لهم وانتقاصهم بطعن أو تجريح.

2. تحريم تكفير أي فئه من المسلمين تؤمن بالله ورسوله صلي الله عليه وسلم، وتؤمن بأركان الإسلام وأركان الإيمان، ولا تنكر معلوما من الدين بالضروره.

3. حرمه دماء المسلمين باختلاف طوائفهم، وتحريم الاقتتال بينهم مطلقا.

4. منع الدعوه المنظمه للمذهب المخالف بين المذاهب الأخری لما يؤدي اليه من الفتنه وتفريق الصف وبث الفرقه وإثاره الضغائن والأحقاد.

5. تعميم التوصيات السابقه علی الدول الأعضاء من أجل تضمينها في مناهج التعليم، ووسائل الإعلام، وتبنيها في المواقف السياسيه المختلفه.

6. عقد المجمع ندوات وملتقيات تهدف الی‌ تعميق الحوار بين أتباع المذاهب الاسلاميه، وإزاله العوائق التي تمنع ذلك، والتأكيد علی الثوابت والقيم المشتركة، ونشر ثقافة التسامح والوسطية والاعتدال. ولله التوفيق

 

4 - معيار الإسلام و الكفر عند فقهاء الامامیة

 

المحقق الحلي

قال المحقق الحلي في مبحث تغسیل المیت: «..و کلّ مظهر لشهادتین، و إن لم یکن معتقداً للحق، یجوز تغسیله، عدا الخوارج و الغلاة.

و قال في کتاب الحدود، في مسائل المرتد: «...التاسعة کلمة الإسلام: أن یقول: أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمّداً رسول الله. و إن قال مع ذلک: و أبرأ من کل دین غیر الإسلام کان تأکیداً، و یکفی الإقتصار علی الأول.

و قال في فصل الصلاة علی المیت: «الأول: من یصلّی علیه، و هو کلّ من کان مظهراً للشهادتین، أو طفلاً له ست سنین ممن له حکم الإسلام و یتساوی في ذلک الذکر و الأنثی.

و قال في عدد النجاسات: العاشر: الکافر و ضابطه کلّ من خرج عن الإسلام، أو من انتحله و جهد ما یعلم من الدین ضرورة، کالخوارج و الغلاة.

 

یحیی بن سعید الحلي

قال یحیی بن سعید الحلي: و المسلمون یتوارثون و إن اختلفوا في آراء». و قال: و یصح وقف المسلم علی المسلمین و هم من شهد الشهادتین، و من کان بحکمهم من أطفالهم.

 

الشیخ الطوسي

قال الشیخ الطوسي: «الذباحة لا یجوز أن یتولاها غیر المسلمین، و من المسلمین لا یتولاها إلا أهل الحق، فإن تولاها غیر أهل الحق و یکون ممن لا یعرف بعداوة آل محمد (عليهم السلام)، لم يكن بأس بأكل ذبيحته، و إن کان ممن ینصب لهم العداوة و الشنئان لم یجز أکل ذبیحته.» و هذا الکلام یعطي إباحة أکل ذبیحة المخالف إذا لم یکن ناصبیاً.

 

الشیخ الحر العاملي

قال الشیخ الحر العاملي: «روي: أنّ من أقرّ بالشهادتین عصم دمه و ماله إلّا بحقّ و جازت مناکحته و موارثته.

 

آیة الله العظمی وحید الخراساني (دام ظله)

کل من شهد بوحدانیة الله تعالی و رسالة خاتم الأنبیاء (صلی الله علیه و آله و سلم) فهو مسلم، و یحرم دمه و عرضه و ماله، کدم و عرض و مال المسلم الذي یتبع المذهب الجعفري. و إنه من واجبکم الشرعي أن تتعاملوا بالحسنی مع کل من یدلي بالشهادتین، و إن کان هذا الشخص من جانبه یعتبرکم کفارا. و إذا عاملکم هؤلاء بما ینافي الحق، فإنکم یجب ألا تحیدوا عن الصراط المستقیم و طریق الحق و العدل. إذا مرض أحد منهم فإذهبوا لتعودوه، و إذا أدرکته الوفاة فاحضروا في جنازته، و إذا کانت عنده حاجة إلیکم، فاقضوا حاجته. و استسلموا لحکم الله تعالی حیث قال: ولایجرمنکم شنآن قوم ألاتعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوی. و اعملوا بما أمرکم الله تعالی حیث قال: ولاتقولوا لمن ألقی إلیکم السلام لست مؤمنا.

 

آیة الله العظمی الشیخ لطف الله الصافي الکلبایکاني (دام ظله)

" کل من شهد بوحدانیة الله تعالی و رسالة خاتم الأنبیاء محمد بن عبدالله ـ صلی الله علیه و آله و سلم ـ فهو مسلم، و یحرم دمه و عرضه و ماله. و لایجوز لأحد أن یسيء إلی مقدساته الدینیة. و إن العملیات الانتحاریة و إراقة دماء المسلمین تـُعدّ من کبائر الذنوب."

 

آیت الله العظمی الشیخ جعفر السبحانی (دام ظلة)

إن ظاهرة التکفیر ظاهرة سیئة، فالمسلمون کلهم یعبدون الله وحده و یعتقدون برسالة الرسول الخاتم و یوم القیامة، و کفی ذلک ممّا لا یوافق مذهب إمام من أئمة المسلمین. و ها هو الإمام الاشعري حینما حضره الموت جمع تلامیذه و قال أشهدوا علی أنّني لا أکفّر أحداً من أهل القبلة بذنب، لأنّي رأیتهم کلّهم یشیرون إلی معبود واحد و الإسلام یشملهم ویعمّهم.

 

-------------------------------

مصادر الأقوال:

۱- مجلة رسالة الإسلام الصادرة عن دار التقریب بین المذاهب الاسلامیة فی القاهرة التی طبعت أخیراً فی ایران فی ۱۵ مجلداً.

۲- التعددیة المذهبیة فی الإسلام و آراء العلماء فیها، السید جلال الدین میر آقائی

۳- دور أهل البیت (ع) فی بناء الکتلة الصالحة، السید محمد باقر الحکیم

۴- نهج البلاغة، خطب و کلمات الامام علی بن ابی طالب ع

۵- الصحیفة السجادیة، أدعیة الامام علی بن الحسین السجاد ع

۶- صحیفه امام خمینی (قدس سره)

۷- شرایع الإسلام ، المحقق الحلی

۸- غنائم الأیام فی مسائل الحلال و الحرام، المیرزا القمی

۹- عروة الوثقی، السید محمد کاظم الطباطبائی.

10- مواقع اینترنت للمراجع العظام

الأحد, 13 تموز/يوليو 2014 07:00

في ولادته المباركة

في ولادته المباركة

ولد الإمام الحسن المجتبى بن علي بن ابي طالب في الخامس عشر من شهر رمضان سنة ثلاث بعد الهجرة، وهو قول أكثر العلماء، ومنهم الشيخ المفيد والشيخ الطوسي. (جلاء العيون: ج1، 297) . وفي اصول الكافي: أنه ولد في السنة الثانية للهجرة.(الكافي للكليني: ج1، ص297).

وروى الشيخ الصدوق في علل الشرايع والأمالي بأسانيده عن زيد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عليهما السلام قال: ((لما ولدت فاطمة عليها السلام الحسن قالت لعلي عليه السلام سمّه)). فقال: ((ما كنت لأسبق باسمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)).

فجاءه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخرج إليه في خرقة صفراء فقال: ((ألم أنعكم أن تلفّوه في خرقة صفراء)). ثم رمى بها وأخذ خرقة بيضاء فلفّه فيها ثم قال لعلي عليه السلام: ((هل سمّيته؟)).

فقال: ((ما كنت لأسبقك باسمه))، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((وما كنت لأسبق باسمه ربّي عزّ وجل))، فأوحى الله تبارك وتعالى إلى جبرائيل: ((إنه قد ولد لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ابن فاهبط فاقرأه السلام وهنه، وقل له: أن عليا منك بمنزلة هارون من موسى فسمه باسم بن هارون)). فهبط جبرائيل فهنأه من الله عز وجل ثم قال: ((إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تسميه باسم ابن هارون)). قال: ((وما كان اسمه؟)). قال: ((شبّر)). قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((لساني عربي))، قال: ((سمه الحسن)).(الأمالي للصدوق: ص197؛ البحار للمجلسي: ج43، ص238)

نشأته

نشأ الإمام الحسن عليه السلام في أجواء خاصة تملؤها المحبة والحنان والرعاية الفائقة من لدن جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.

ناهيك عن الاهتمام الكبير الذي بذله أمير المؤمنين علي بن ابي طالب وفاطمة الزهراء عليهما السلام في تنشئته ورعايته. وهذا كله من سابق لطف الله وحكمته في اصطفاء أوليائه وحججه على خلقه. إلا أن الناظر إلى هذه الأجواء الخاصة يرى بوضوح العلاقة التي ربطت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالإمام الحسن عليه السلام ابتداءً من ولادته فقد تلقاه صلى الله عليه وآله وسلم بيده المباركتين وسماه وأذّن باذنه اليمنى وأقام باذنه اليسرى.(مسند أحمد بن حنبل: ج6، ص391)

وحلق رأسه وتصدق بوزنه.(ترجمة الإمام الحسن من طبقات ابن سعد: ص30). وعق عنه بكبشين أملحين.(سنن أبي داود: ح2841؛ والدولابي في الذريعة: برقم 98). فما أن ترعرع الإمام الحسن وأخذت قدماه تدبان على الأرض حتى وجد من صدر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحب الذي لم يلقاه مولود من قبل فكان يلاعبه ويعلن عن حبه ومنزلته للأمة.

فعن ابن عباس قال: إن النبي صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم كان حاملاً الحسن بن علي على عاتقه، فقال رجل: نعم المركب ركبت يا غلام، فقال النبي صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم: ((ونعم الراكب هو)).(سنن الترمذي: ج5، ص661، برقم 3784)

وأخرج ابن سعد في طبقاته قائلاً: جاء الحسن يشتد فوقع في حجره صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم ثم أدخل يده في لحيته، ثم جعل رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم يكفح (يفتح) فمه فيدخل فاه في فيه، ثم يقول: ((اللهم إني أحبه فأحبه، وأحبب من يحبه)). (مسند أحمد بن حنبل: ج2، ص533، عن حماد الخياط)

شخصيته و صفته

خير ما يمكن أن يتعرف عليه القارئ الكريم عن شخصية الإمام الحسن المجتبى عليه السلام ويرى صفته هو أقوال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه. فمن حيث الشخصية فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم له: ((أشبهت خَلقي وخُلقي)).(المناقب لابن شهر آشوب: ج3، ص185).

ومن كان خلقه خلق المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فكيف بالقلوب لا تحن إليه والنفوس لا تأنس بجواره حتى من خالفه وانصرف عنه إلى غيره. فقد عرف معاصروه ذلك فوصفوه بما استطاعوا ولكن لم يعرفوا حقه.

قال عنه واصل بن عطاء (مؤسس مذهب الاعتزال وهو مذهب كلامي في أصول الدين، نشأ هذا المذهب مطلع القرن الثاني الهجري؛ الملل والنحل: ج1، ص57 ــ 112): كان الحسن بن علي ــ عليهما السلام ــ عليه سيماء الملوك وهيبة الأنبياء.

وقال محمد بن إسحاق: ما تكلم عندي أحد كان أحب إليّ، إن تكلم أن لا يسكت من الحسن بن علي عليهما السلام.

وقال الحافظ الذهبي: كان ــ عليه السلام ــ حليما، ورعا، فاضلا، وكان عليه السلام سيدا، كريما، ذا سكينة ووقار وحشمة، جوادا ممدوحا.(تاريخ الإسلام: ج2، ص217).

وقيل له عليه السلام: ((فيك عظمة))، قال: ((في عزّة (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)(سورة المنافقون، الآية: 8).(المناقب لابن شهر آشوب: ج3، ص176)

هيبته عليه السلام

قالت فاطمة عليها السلام: ((يا رسول الله هذان ابناك فأنحلهما))، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أما الحسن فنحلته هيبتي وسؤددي، وأما الحسين فنحلته سخائي وشجاعتي)).(الخصال للصدوق: ص77؛ دلائل الإمامة للطبري: ص69).

وهذه الهيبة كانت تدخل على نفس القريب والبعيد ممن عرفوا الإمام الحسن عليه السلام. قال عبد الله بن عروة بن الزبير: رأيت عبد الله بن الزبير قعد إلى الحسن بن علي ــ عليهما السلام ــ في غداة من الشتاء باردة، قال، فو الله ما قام حتى تفسخ جبينه عرقاً فغاضني ذلك فقمت إليه فقلت يا عم، قال ما تشاء؟ . قال، فقلت: رأيتك قعدت إلى الحسن بن علي فأقمت حتى تفسخ جبينك عرقاً!؟. قال: يا بن أخي أنه ابن فاطمة ــ عليها السلام ــ لا والله ما قامت النساء عن مثله.(تاريخ مدينة دمشق: ج13، ص240؛ تهذيب الكمال: ج6، ص223)

حلمه عليه السلام

ذكر ابن خلكان عن ابن عائشة: أن رجلا من أهل الشام قال: دخلت المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، فرأيت رجلاً راكباً على بغلة، لم أر أحسن وجها ولا سمتا ولا ثوبا، ولا دابة منه فمال قلبي إليه، فسألت عنه، فقيل هذا الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، فامتلأ قلبي له بغضا وحسدت عليا أن يكون له ابن مثله، فصرت إليه وقلت: فعل بك وبأبيك أسبهما!!، فلما انقضى كلامي قال لي: ((أحسبك غريبا؟)). قلت: أجل، قال: ((مر بنا فإن احتجت إلى منزل أنزلناك أو إلى مال آسيناك، أو إلى حاجة عاوناك)). قال: فانصرفت عنه ما على الأرض منه أحب إليّ منه وما فكرت فيما صنع وصنعت إلا شكرته وخزيت نفسي.(وفيات الأعيان لابن خلكان: ج2، ص68).

ألقابه الشريفة عليه السلام

من ألقاب الإمام عليه السّلام: السّيد، والسّبط، والأمين، والحُجّة، والبرّ، والتّقي، والأمير، والزّكي، والمُجتبى، والسّبط الأوّل، والزّاهد. صفاته عليه السلام من صفات الإمام عليه السّلام: إنّه كان أبيض اللون، مُشرباً بحمرة، واسع العينين، كثّ اللحية، ليس بالطّويل ولا بالقصير، مليحاً، عليه سيماء الأنبياء.

عن عليّ عليه السّلام قال: أشبه الحسن رسول الله صلّى الله عليه وآله ما بين الصّدر إلى الرّأس, والحُسين أشبه النّبي صلّى الله عليه وآله ما كان أسفل من ذلك.

وعن أحمد بن مُحمّد بن أيوب المغيري, قال: كان الحسن بن عليّ عليهما السّلام أبيض مُشرباً بحُمرة، أدعج العينين، سهل الخدّين، دقيق المسربة, كثّ اللحية، ذا وفرة، وكأنّ عنقه إبريق فضّة، عظيم الكراديس، وبعيد ما بين المنكبين، ربعة ليس بالطّويل ولا القصير، مليحاً من أحسن النّاس وجهاً، وكان يخضب بالسّواد، وكان جعد الشّعر، حسن البدن.

علمه عليه السلام

أخي القارئ الكريم، علم الأئمة عليهم السّلام ممّا لا يُقاس به علم من علوم غيرهم, ممن لم يبلغ مرتبة العصمة الإلهيّة { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}؛ لأنّ علمهم من علم رسول الله صلّى الله عليه وآله, وعلم رسول الله صلّى الله عليه وآله من الله سبحانه وتعالى,

قال عليّ عليه السّلام: علّمني رسول الله صلّى الله عليه وآله, ألف باب يفتح ألف باب. وقال أبوعبد الله عليه السّلام: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله, في مرضه الذي توفّي فيه: ادعوا لي خليلي. فأرسلتا إلى أبويهما، فلمّا رآهما أعرض بوجهه عنهما، ثمّ قال: ادعوا لي خليلي. فأرسلتا إلى عليّ عليه السّلام, فلمّا جاء أكبّ عليه فلم يزل يحدّثه ويحدّثه، فلمّا خرج لقياه فقالا له: ما حدّثك؟ قال: حدّثني بباب يفتح ألف باب، كلّ باب يفتح ألف باب. وعليّ عليه السّلام علّم ولديه الحسن والحُسين العلم الذي تعلمه من رسول الله صلّى الله عليه وآله, وهكذا إلى الحجّة المنتظر عجّل الله تعالى فرجه, ولكن نذكر ذلك جرياً على ما جرت عليه عادة الكتاب أو الذاكرين لسير العُظماء من رجالات الأمم والشّعوب, ليس إلا.

الإمام الخامنئي يستقبل مسؤولي الدولة بمناسبة شهر رمضان المبارك

استقبل آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية عصر يوم الإثنين 07/07/2014 م مسؤولي الدولة و كبار مدراء الأجهزة و المؤسسات المدنية و العسكرية في البلاد، و ذكر جملة من النقاط المهمة على الصعيدين الداخلي و الخارجي، و اعتبر السعي المعقد و المتعدد الجوانب لخلق اختلالات في حسابات المسؤولين و الأجهزة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الهدف الأهم حالياً للاستكبار و خصوصاً أمريكا، و أشار إلى الأوضاع الحساسة في المنطقة و العالم و المرور في الوقت الراهن بمنعطف تاريخي حقيقي مؤكداً: تواصل الجمهورية الإسلامية، و على أساس العناصر الأصلية لحساباتها العقلانية، أي «الثقة بالخالق و السنن الإلهية» و «معرفة العدو و عدم الثقة به»، دربها الزاخر بالمفاخر بالاعتماد على الشعب و الانتفاع من التجارب و السعي و الجهاد المتواصل لتحقيق مطامح الشعب و أهدافه.

و عدّ آية الله العظمى السيد علي الخامنئي شهر رمضان المبارك ساحة للمواجهة بين «الشيطان و السلوكيات الشيطانية» و « التقوى و عبودية الرحمن و السلوكيات الرحمانية» مضيفاً: في ساحة المواجهة هذه، للشيطان هدفه المهم و للتقوى بدورها فاعليتها البالغة الأهمية. الشيطان يحاول خلق اختلالات في أجهزة الحسابات لدى الناس و جرّهم إلى أخطاء في الحسابات و اتخاذ الخطوات على أساس هذه الأخطاء، بينما التقوى تمهّد الأرضية لوعي الإنسان و معرفته و تمييزه بين الحق و الباطل.

و اعتبر سماحته التهديد و التطميع الوسيلتين الأصليتين للشيطان من أجل خلقه أخطاء لدى الأفراد في حساباتهم مردفاً: الشيطان بتهديداته يخيف الناس من ناحية و من ناحية أخرى يلوّح لهم بالوعود الخادعة ليرسم أمام أنظارهم مستقبلاً كاذباً و خيالياً كالسراب.

و أوضح قائد الثورة الإسلامية، في هذا الجانب من حديثه، نقطة مهمة بخصوص معرفة سلوك أمريكا و القوى المتعطشة للهيمنة قائلاً: سلوك أمريكا و قوى الهيمنة كسلوك الشيطان، لأنها تحاول دوماً بتهديداتها و تطميعاتها و خصوصاً بوعودها التي لا تعمل بها أبداً، إخافة البلدان الأخرى و ضمّها إلى دائرة هيمنتها، و الشيطان أيضاً يحاول بتهديداته و تطميعاته إعطاب أجهزة الحسابات لدى الإنسان و إيقاعه في أخطاء في حساباته.

و اعتبر آية الله العظمى الإمام الخامنئي الخطأ في الحسابات من أكبر الأخطار ملفتاً: الكل يجب أن يحذروا من هذا الخطأ الكبير لأن الخطأ في الحسابات من شأنه إهدار إرادة الإنسان و قدراته بتوجيهها نحو اتخاذ قرارات خاطئة.

و اعتبر سماحته المراقبة في هذا الخصوص حالة حساسة و ضرورية جداً للمسؤولين مردفاً: من الأخطاء الكبرى في الحسابات أن يتجاهل الإنسان العوامل المعنوية و السنن الإلهية و يحدّد نفسه فقط في إطار العوامل المحسوسة و المادية الصرفة.

و أكد قائد الثورة الإسلامية على أن علل السعادة و الشقاء و التقدم و التراجع لا تتلخص فقط في العوامل المادية، مضيفاً: العوامل المادية و السنن الإلهية التي لا تقبل التغيير من العوامل المؤثرة جداً التي يتسبب تجاهلها في خطأ لا يعوّض.

و ألمح آية الله العظمى السيد الخامنئي في معرض بيانه لأهمية و مكانة العوامل المعنوية و السنن الإلهية إلى عدة آيات من القرآن الكريم و مصاديق عينية لتحققها في الفترة المعاصرة، قائلاً: يقول الله سبحانه و تعالى إذا سرتم في سبيل الله و نصرتم دين الله فإن معونة الله ستكون أمراً أكيداً. و هذه السنة الإلهية تكررت طوال التاريخ مراراً، و النموذج الأقرب لها هو انتصار الثورة الإسلامية في إيران باعتبارها من أبرز مراحل التاريخ في العالم.

و تلخيصاً لهذا الجانب من حديثه حول أهمية مراقبة المسؤولين و حذرهم من ارتکاب أخطاء في الحسابات، أكد قائد الثورة الإسلامية: لا تسمحوا للعدو باستخدامه لتهديداته و تطميعاته أن يؤثر في أجهزة و منظومة حساباتكم.

و تابع الإمام السيد علي الخامنئي حديثه معتبراً المعركة الجدية و غير المتوقفة للجمهورية الإسلامية مع الاستكبار مواصلة لمعركة الرسل و الأنبياء ضد طواغيت و شياطين الإنس و الجن، ملفتاً: على الرغم من كل البهرجة الظاهرية للشياطين فإن الحركة الإلهية لشعب إيران تزداد عمقاً و نمواً يوماً بعد يوم.

و عدّ سماحته عدم كفاءة الأداتين الأصليتين للعدو، أي «التهديد العسكري» و «الحظر» سبباً في توجه الاستكبار إلى خلق خلل نظام حسابات الأجهزة و المسؤولين الإيرانيين مؤكداً: ينبغي إحباط الحظر بالجهاد في ميدان الاقتصاد المقاوم، و التهديد العسكري بسبب عدم جدواه يبقى في حدود التهديدات الكلامية.

و في معرض شرحه للسبيل الأصلي لمواجهة الحظر قال قائد الثورة الإسلامية: كما قال رئيس الجمهورية المحترم فإن البرمجة الاقتصادية يجب أن تتم على أساس افتراض أن العدو لن يقلل من حظره حتى بمقدار ذرة.

و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى تصريحات بعض المسؤولين الأمريكان حول بقاء الحظر حتى بعد الاتفاق المحتمل في الملف النووي، موضحاً: كما قلنا مراراً فإن الملف النووي مجرد ذريعة، و إذا لم تكن هذه الذريعة فإنهم سيطرحون ذرائع مفتعلة أخرى من قبيل حقوق الإنسان و حقوق المرأة.

و لفت الإمام السيد علي الخامنئي بشأن الأداة الأصلية الثانية لأمريكا أي التهديد العسكري قائلاً: قضايا مثل تقتيل الناس و المذابح و الجرائم و النهب لن تردع الأمريكيين بحال من الأحوال، إنما الواقع هو أن الهجوم العسكري اليوم غير مجد بالنسبة لأمريكا، و لذلك فإن المراقبين و الواعين في العالم شأنهم شأن الشعب الإيراني لا يأخذون هذه التهديدات مأخذ الجد.

و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى دعم الأمريكان لذئب اسمه صدام، و هجومهم على الطائرة المدنية الإيرانية، و تقتيلهم مئات النساء و الرجال و الأطفال الأبرياء، و قتلهم مئات الآلآف في العراق و أفغانستان و خلقهم الأزمان الدامية في مختلف البلدان تحت عنوان الثورات الملونة، مردفاً: حياة الشعوب و استقرارها و أمنها غير مهم على الإطلاق بالنسبة للأمريكان، و إذا وجدوا أن من المجدي شن هجوم عسكري فلن يترددوا حتى للحظة واحدة.

و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى بعض الكلام القائل بأن أمريكا تحول دون هجوم الكيان الصهيوني قائلاً: إذا صحّ هذا الكلام فإن سبب حيلولة أمريكا دون ذلك هو أنها لا تجد الهجوم مجدياً و نافعاً، و نحن بدورنا نؤكد بحسم على أن الهجوم العسكري على الجمهورية الإسلامية لن يكون مجدياً لأي طرف.

و قال سماحته ملخصاً هذا الجانب من حديثه: أيدي الأعداء خالية سواء على صعيد الحظر أو على صعيد التهديد، شريطة أن نكون نحن من أهل الإيمان و متواجدين في الساحة تواجداً حقیقیاً.

بعد ذلك أشار قائد الثورة الإسلامية إلى نقطة دقيقة بشأن المحور الأصلي لحديثه أي سعي طلاب الهيمنة و خصوصاً أمريكا لخلق أخطاء حساباتية في ذهن المسؤولين الأيرانيين.

و قال سماحته: يعلم العدو أن الجمهورية الإسلامية إذا أرادت تحقيق هدف حققته، لذلك يحاول عن طريق خلق اختلالات في نظام الحسابات لدى المسؤولين الإيرانيين أن يعمل على أن لا يجعل المسؤولين الإيرانيين ضمن أهدافهم أهدافاً متعارضة مع المصالح الأمريكية، و هذه هي الحرب الناعمة التي جرى الحديث عنها منذ سنين.

و أكد قائد الثورة الإسلامية على أن هذا المشروع الأمريكي أيضاً سيكون مآله الهزيمة، مردفاً: الجمهورية الإسلامية و منذ يومها الأول ارتكزت على المنطق العقلاني و بالاعتماد على عنصرين أساسيين هما: «الثقة بالله و سنن الخلقة» و «معرفة العدو و عدم الثقة به» و أقامت سياساتها و سلوكها على أساس القوة العاقلة، و هكذا سيكون الحال بعد الآن أيضاً.

الإمام الخامنئي يستقبل مسؤولي الدولة بمناسبة شهر رمضان المبارك

و استطرد الإمام الخامنئي شارحاً عوامل هذين العنصرين العقلانيين الأساسيين: الثقة بالشعب و محبتهم و حوافزهم الصادقة، و إيماننا بـ «أننا قادرون»، و الاعتماد على العمل و تجنب الكسل و عدم العمل، و الثقة بالنصرة الإلهية، و الجهاد في سبيل الواجب و التكليف، و الاستفادة من التجارب، و الثبات على الاستقلال و التدقيق في سلوك المستكبرين مع الشعوب، من جملة العوامل التي شكلت و تشكل القوة العقلانية للجمهورية الإسلامية، أي البنية التحتية لسياسات النظام الإسلامية و ممارساته و خطواته.

و لفت سماحته قائلاً: معارضة الاستكبار للجمهورية الإسلامية الإيرانية هي في الواقع معارضة لهذه العقلانية، و إلّا مجرد اسم الإسلام و تشريفاته ليست مهمة بالنسبة لهم و لا تثير معارضتهم.

و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى كلام أحد الخبراء الحكوميين الأمريكان بشأن إمكانية المصالحة بين إيران و أمريكا و عدم إمكانية التصالح بين الجمهورية الإسلامية و أمريكا، مضيفاً: هذا كلام صحيح لأن أمريكا ليست لديها أية مشكلة مع إيران التابعة لها في الزمن البهلوي، لكنها لا تستطيع عدم معاداة الجمهورية الإسلامية التي تدعو إلى الاستقلال، و الإيمان، و الصمود مقابل الظلم، و الاتحاد الإسلامي.

و خصّص قائد الثورة الإسلامية تتمة حديثه في لقائه الرمضاني بمسؤولي الدولة و مدراء النظام الإسلامي لتقديم عدة توصيات مهمة.

في توصيته الأولى أشار سماحته إلى الأوضاع البالغة الحساسية في المنطقة و العالم، و نبّه كل مسؤولي البلاد قائلاً: إننا نمر بمنعطف تاريخي بالمعنى الحقيقي للكلمة، و إذا لم نكن أقوياء فإن الجميع سوف يتعسفون معنا و يفرضون علينا منطق القوة، لذلك علينا أن نكون أقوياء.

و في معرض إیضاحه أكثر لعناصر مضاعفة اقتدار البلاد أضاف الإمام الخامنئي: التوفر على المعنويات العالية، و النظرة المتفائلة، و العمل و الجد، و معرفة الثغرات الاقتصادية و الثقافية و الأمنية و ردم هذه الثغرات، و التعاضد بين الأجهزة المسؤولة، و بينها و بين الشعب، من جملة عناصر مضاعفة اقتدار البلد.

و كانت التوصية الثانية التي قدمها السيد القائد لكل المسؤولين في البلاد هي معرفة قدر فرصة العمل و الجد و السعي لخدمة الناس.

و أضاف سماحته قائلاً: لا تقولوا لا يسمحون لنا بالعمل، فهذه المقولة التي قيلت في الدورات السابقة أيضاً، غير مقبولة، و يجب باستخدام الإمكانيات المتاحة عدم تضييع حتى لحظة واحدة من لحظات العمل و الجد.

و أكد سماحته في معرض توصيته الثالثة لكل المسؤولين في النظام الإسلامي: نظموا تحركاتكم على أساس أصول الثورة و تجنبوا اللغط و الضجات الجانبية و ركزوا على معالجة مشكلات الناس.

و كان التقارب بين السلطات الثلاث و التقارب داخل القطاعات التوصية الرابعة التي قدمها قائد الثورة الإسلامية لمسؤولي و مدراء النظام الإسلامي. و كان عقد الاجتماع المشترك بين رؤساء السلطات الثلاث، و إقامة اجتماعات مشتركة و ثنائية بين السلطات، و تبادل وجهات النظر و الاستفادة من الاستشارات المتبادلة و كذلك الإدارة الجهادية نقاطاً مهمة في هذا الجانب من حديث السيد القائد.

و تابع قائد الثورة الإسلامية حديثه بتقديم توصيات في التعامل مع الحكومة و توصيات أخرى خاطب بها الحكومة.

و أكد آية الله العظمى السيد علي الخامنئي في خصوص التعامل مع الحكومة: إنني أؤيد الحكومة و أدعمها و سوف استخدم كل ما في طاقتي لدعم الحكومة و لي ثقتي بالمسؤولين رفيعي المستوي في الحكومة.

و أشار سماحته إلى دعم القيادة لكل الحكومات المنتخبة من قبل الشعب في الفترات الماضية مردفاً: كل هذه الحكومات كان لها نقاط إيجابية و نقاط سلبية، و ينبغي أن يكون نقد الحكومات الماضية بطريقة خبروية و تخصصية، و ليس هنالك كبير مصلحة في النقد من على المنابر العامة.

و قال قائد الثورة الإسلامية: طبعاً بخصوص الحكومة الحالية أيضاً يجب أن يكون أي نقد نقداً منصفاً و محترماً و مخلصاً و بعيداً عن أي نوع من أنواع تسقّط العثرات و إيذاء الحكومة.

و كان لقائد الثورة الإسلامية توصياته للحكومة أيضاً. التوصية الأولى هي الاهتمام الجاد بسياسات الاقتصاد المقاوم، حيث قال السيد القائد: لقد تحدث رئيس الجمهورية المحترم و بعض المسؤولين قليلاً أو كثيراً في باب دعم سياسات الاقتصاد المقاوم، لكن الحاجة الأصلية هي العمل، و ينبغي أن لا ندعم الاقتصاد المقاوم بالكلام بينما نتحرك ببطء على الصعيد العملي.

و أكد قائد الثورة الإسلامية: أساس الاقتصاد المقاوم هو الاعتماد على الإنتاج الداخلي و تمتين البنية الداخلية للاقتصاد.

و تابع آية الله العظمى السيد الخامنئي يقول: الازدهار الاقتصادي لا يتحقق إلّا بالإنتاج و تنشيط الإمكانيات الداخلية و ليس بشيء آخر.

و كانت لسماحته في خصوص تنفيذ سياسات الاقتصاد المقاوم توصياته للبنوك و قطاع الصناعة و المعادن.

و قال قائد الثورة الإسلامية حول البنوك: على البنوك أن تمارس دوراً إيجابياً من أجل تنفيذ سياسات الاقتصاد المقاوم، و تتكيّف مع هذه السياسات و مع برامج الحكومة لتنفيذها.

و كانت التوصية الأكيدة لسماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي لقطاع الصناعة و المعادن هي مضاعفة تحرّكه و مساعيه، لأن العبء الأكبر للخروج من الركود يقع على عاتق قطاع الصناعة و المعادن.

و شدّد سماحته أيضاً على أهمية قطاع الزراعة و اعتبره حيوياً و أكد على ضرورة اتخاذ سياسات تقضي بدعم الحكومة لهذا القطاع البالغ الأهمية، قائلاً: إلى جانب دعم القطاع الزراعي يجب رفع مشكلات المزارعين و الرعاة.

و تابع قائد الثورة الإسلامية حديثه مشيراً إلى شعار الحكومة الحادية عشرة أي «الاعتدال» فقال: الاعتدال شعار جيد جداً و يحظى بالتأييد، لأن الإفراط مدان دوماً.

و أوصى آية الله العظمى السيد الخامنئي الحكومة توصية بخصوص شعار «الاعتدال» قائلاً: احذروا من أن يُقصي البعضُ التيارات المتدينة في الساحة السياسية للبلاد تحت شعار الاعتدال، فهذه التيارات المتدينة هي التي تهبّ لمواجهة الأخطار قبل الآخرين عند وقوع الخطر، و هي التي تمدّ يد العون و المساعدة بشكل حقيقي للحكومة في معترك المشكلات.

و أكد سماحته قائلاً: الاعتدال هو الإسلام نفسه. أي المواجهة الشديدة للكفار و المحبة و المودة في ما بين المؤمنين، و هو الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر. ليس معنى الاعتدال أن نحول دون الأعمال التي يشعر التيار المتدين بأن من واجبه القيام بها.

ثم قدم قائد الثورة الإسلامية توصية مهمة لبعض التيارات السياسية و الصحفية و خاطبهم قائلاً: الأمن الفكري و الذهني مهم للناس، و يجب عدم التلاعب بأعصاب الناس و نفسياتهم بطرح بعض الأمور التي لا أساس لها من الصحة، و تكرار ما تقوله الصحافة الأجنبية.

و تابع قائد الثورة الإسلامية كلمته فأشار إلى الملف النووي و اعتبره قضية حساسة، و أيّد كلام رئيس الجمهورية بخصوص الملف النووي قائلاً: الواقع في إطار هذا الملف هو أن الطرف المقابل «يريد أن يُرينا الموت لنرضى بالحمّى».

و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي أن قضية حجم التخصيب و هي قضية بالغة الأهمية من الأمور المختلف حولها مع الطرف المقابل، و أضاف قائلاً: هدفهم في إطار قضية حجم التخصيب و كميته هو أن يُرضوا الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعشرة آلاف سو، و هم بالطبع بدأوا بخمسمائة سو و ألف سو، و «عشرة آلاف سو هي حصيلة نحو عشرة آلاف جهاز طرد مركزي (سانترفيوج) من النوع القديم، و التي نمتلكها» و الحال أنه على حد قول المسؤولين المعنيين فإن الحاجة الأكيدة للبلاد هي 190 ألف سو.

و اعتبر سماحته أن كلام الأمريكان الذين يتذرعون بالقلق من الأسلحة النووية ليعارضوا التقنية و العلوم النووية الإيرانية المحلية كلام غير منطقي و باطل، و أضاف يقول: ضمان الحيلولة دون امتلاك الأسلحة النووية له طرقه المحددة، و له أجهزته و مؤسساته المسؤولة، و الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا ترى إشكالاً في هذا الأمر، و هو أمر مضمون، لكن ليس من حق الأمريكان أن يبدوا قلقاً من احتمال امتلاك البلدان لسلاح نووي، فأمريكا نفسها استخدمت هذا السلاح و تمتلك الآن عدة آلاف من القنابل الذرية.

و أضاف قائد الثورة الإسلامية مخاطباً الأمريكيين: مع وجود ملفكم في استخدام السلاح النووي لن يعود القلق من السلاح النووي أمراً یعنیکم.

و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: طبعاً نحن نثق بفريق التفاوض من بلادنا و نحن واثقون بأنهم لا يرضون بالتطاول على حقوق بلدنا و شعبنا و كرامة الشعب الإيراني، و لن يسمحوا بمثل هذا الشيء.

و أوضح سماحته بأن قضية البحوث العلمية و التنموية في الملف النووي من الأمور التي يجب بالتأكيد مراعاتها في المفاوضات، مردفاً: من الأمور الأخرى التي يركّز عليها الطرف المقابل كثيراً و يبدي حساسية كبيرة حيالها هو الحفاظ على التأسيسات التي لا يستطيع العدو تخريبها.

و لفت قائد الثورة الإسلامية: إنهم يقولون حول تأسيسات فردو: لأن هذه التأسيسات منيعة و لا يمكن توجيه ضربة، لها لذلك يجب تعطيلها، و هذا كلام مضحك!

الإمام الخامنئي يستقبل مسؤولي الدولة بمناسبة شهر رمضان المبارك

و تابع آية الله العظمى الإمام الخامنئي حديثه بالتطرق لقضايا المنطقة و خصوصاً الفتنة في العراق قائلاً: بتوفيق من الله سوف يطفئ الشعب العراقي المؤمن هذه الفتنة، و سوف تتقدم شعوب المنطقة يوماً بعد يوم نحو مزيد من الرشد و الرقي المادي و المعنوي.

و قال سماحته في جانب آخر من كلمته بأن شهر رمضان المبارك هو شهر الإنابة و التوبة و تمهيد الأرضية للانتقال من جحيم سوء الأعمال و سوء القلوب إلى جنان الأعمال الصالحة و الأفكار الخيرة و السلوك الحسن، و أضاف: من جملة المعارف السامية التي تعلمها أدعية شهر رمضان المبارك للإنسان العمل المصحوب بالمعرفة و الهدف، و البعد عن الكسل و البطالة، و تجنّب اليأس و الضجر و التساهل و التماهي و قساوة القلب و التحجر و الغفلة، و واجبات المسؤولين في مراعاة هذه المعارف القيمة واجبات جسيمة و ثقيلة جداً مقارنة بالأفراد العاديين.

قبل كلمة قائد الثورة الإسلامية تحدث حجة الإسلام و المسلمين الشيخ روحاني رئيس الجمهورية فأشار إلى البركات و الهداية الأخلاقية و الثقافية لشهر رمضان المبارك، و أكد على أن الهدف الأصلي للثورة الإسلامية هو نفسه الهدف من بعثة الأنبياء، أي استكمال مكارم الأخلاق، و أضاف قائلاً: ترى الحكومة أن أهم واجباتها هو الواجب الثقافي و كذلك تنفيذ السياسات العامة للاقتصاد المقاوم و خصوصاً في هذه السنة التي أطلق عليها اسم سنة الثقافة و الاقتصاد.

الأحد, 06 تموز/يوليو 2014 10:52

المسجد و جامع الصالح في اليمن

المسجد و جامع الصالح في اليمن

المسجد و جامع الصالح هو أكبر جامع في اليمن بني حديثًا. جاء اسمه نسبة إلى الرئيس علي عبد الله صالح. يقع في ميدان السبعين في العاصمة صنعاء، وعلى مساحة قدرها 222 ألفاً و500 متر مربع، يشمل مبنى الجامع وكلية علوم القرآن والدراسات الإسلامية، والباحة والمواضئ، ومواقف السيارات، والمساحات الخضراء. ويتألف مبنى الكلية من ثلاثة طوابق ويضم خمسة وعشرين فصلاً دراسيًا، إضافة إلى قاعات صلاة ومكتبات وقاعات اجتماعات. وقضت توجيهات الرئيس في بناء الجامع بوجوب المحافظة على الطابع العمراني اليمني، لاسيما في المنارات والواجهات الحجرية، فكان الجامع الكبير بصنعاء الملهم الأساسي للمهندسين في ذلك.

المسجد و جامع الصالح في اليمن

قبب الجامع وتظهر النقوش

 

منظر من باحة المسجد

المسجد

وتبلغ المساحة الكلية للجامع والكلية والمرافق التابعة لهما 224 ألفا و 831 مترا مربعا شاملة الطرق والحدائق وممرات المشاة ومواقف السيارات, فيما يصل ارتفاع مبنى الجامع إلى 24 مترا ويتسع لأكثر من خمسه وأربعين ألف مصل بالإضافة إلى مصلى خاص بالنساء يتسع لـ2000امرأة من ثم تمت التوسعة لمصلى النساء ليتسع لعدد 4000 امرأة، فضلا عن الباحات الجانبية. و يتكون الجامع من صالة الصلاة الرئيسة بمسطح 13,596متر مربع ولها ارتفاعين، ويوجد لها 10 أبواب رئيسة من الصوحين الشرقي والغربي، وكذلك 5 أبواب من الجهة الجنوبية تؤدي إلى الرواق الخلفي للجامع وصحن الكلية الشرعية ومنطقة المواضيء. ويغطي المنطقة الوسطى لسقف الجامع خمس قباب، أربع قباب بقطر 15.60متر وارتفاع 20.35 م من سقف الجامع، والقبة الوسطية وهي الأكبر بقطر 40ر 27 متر وارتفاع 39.60 م من سقف الجامع، كما ان هناك أربع قباب صغيرة في الاركان الأربعة لسقف الجامع بقطر 8.90 م وارتفاع 12.89 م من سقف الجامع, بالإضافة إلى ست مآذن أربع مآذن على جانبي الجامع بارتفاع 100 م ومأذنتين على جانبي الكلية الشرعية بارتفاع 80 م.

منظر لأحد جوانب المسجد وتظهر القبب

 

كليه القرآن والعلوم الاسلاميه

توجد بالجامع كلية القرآن الكريم والعلوم الإسلامية وتتكون من ثلاثة أدوار وتحتوي على 20 فصلاً دراسياً وقاعات للمحاضرات ومكتبة خاصة للرجال وأخرى للنساء وقاعة لحفظ المخطوطات ومرافق صحية. و يشمل الجامع على مرافق وخدمات متكاملة ومواقف للسيارات تتسع لحوالي الف و900 سيارة كما تحيط بالجامع مجموعة من الحدائق والمسطحات الخضراء.

منظر المسجد ليلاً

السبت, 05 تموز/يوليو 2014 10:03

بلاغة الإمام علي ابن ابيطالب (ع)

نهج البلاغة فريد في أسلوبه .. في فصاحته .. وبلاغته في حكمه في مواعظه وإرشاداته .. في تأثيره على قارئه وحافظه وسامعه ، وليس من المبالغة إذا قيل فيه " إنه يعادل فوائده الدينية والأدبية كتب جميع العلماء والأدباء ، كيف لا وهو تالي كتاب الله تعالى .

 

وقال ابن أبي الحديد :

وأما الفصاحة فهو عليه السلام إمام الفصاحة ، وسيد البلغاء ، وفي كلامه قيل : دون كلام الخالق ، وفوق كلام المخلوقين . ومنه تعلّم الناس الخطابة والكتابة ، قال عبد الحميد بن يحيى : حفظت سبعين خطبة من خطب الأصلع ، ففاضت ثم فاضت . وقال ابن نُباته : حفظت من الخطابة كنزاً لا يزيده الإنفاق إلا سعة وكثرة ، حفظت مائة فصل من مواعظ علي بن أبي طالب ".

والرضي رحمه الله في سبب تأليفه لنهج البلاغة بعد أن جمع فصلاً من كلامه عليه السلام في كتابه خصائص الأئمة قال : " فاستحسن جماعة من الأصدقاء ما اشتمل عليه الفصل المقدم ذكره ، معجبين ببدائعه ، ومتعجبين من نواصعه ، وسألوني عند ذلك أن أبدأ بتأليف كتاب يحتوي على مختار كلام أمير المؤمنين عليه السلام في جميع فنونه ، ومتشعبات غصونه ، من خطب وكتب ، ومواعظ وأدب ، علماً أن ذلك يتضمن من عجائب البلاغة ، وغرائب الفصاحة ، وجواهر العربية ، وثواقب الكَلِم الدينية والدُّنيويَّة ، ما لا يوجد مجتمعاً في كلام ، ولا مجموع الأطراف في كتاب ، إذ كان أمير المؤمنين مَشْرَع الفصاحة ومَورِدهَا ، ومنشأ البلاغة ومَوْلِدها ، ومنه عليه السلام ظهر مكنونها ، وعنه أخِذَت قوانينها ، وعلى أمثلته حذا كل قائل خطيب ، وبكلامه استعان كل واعظ بليغ ، ومع ذلك فقد سَبَق وقصّروا ، وتقدم وتأخروا ، لأن كلامه عليه السلام الكلام الذي عليه مسحة من العلم الإلهي ، وفيه عَبْقَةٌ من الكلام النبوي ".

وهكذا يتابع الشريف الرضي رحمه الله – الكلام في الكشف عن فصاحة وبلاغة الإمام علي عليه السلام ومدى تعجب أهل الأدب والعلم من كلامه عليه السلام وأنه يوجد بينه وبين من تقدم من السلف فارق كبير فيقوله – رحمه الله - : " وأنه انفرد ببلوغ غايتهما عن جميع السلف الأولين ، الذين إنما يؤثر عنهم منها القليل النادر والشاذ الشارد ، فأمّا كلامه فهو البحر الذي لا يُساجَل ، والجم الذي لا يُحافَل.

السبت, 05 تموز/يوليو 2014 06:19

الفوضى ليست بالجغرافيا

الفوضى ليست بالجغرافيا

بعد ثلاث سنوات من اندلاع «الثورات» تغيّر العالم العربي إلى درجة لا تسمح بالنظر إليه كما في السابق. ليس العنوان الأبرز انهيار معظم الحدود السياسية للكيانات السابقة بل طبيعة القوى الفاعلة في الداخل والخارج. في كل هذه الفوضى يشتبك العرب بالعرب جماعات ودولاً، كما القوى الإقليمية والدولية. المستقبل العربي هو حصيلة هذه التفاعلات كلها وليس مجرد تنفيذ لخطِّة أحد الأطراف مهما كانت قوته وسيطرته. هذه هي تجربة الحرب العالمية الأولى التي أنتجت «سايكس بيكو» وما زلنا بعد مئة عام لا نستوعب دروسها. قليلون ربما الذين يهتمون بأن تلك الاتفاقية اقتصرت في المبدأ على تصفية إرث الدولة العثمانية لمصلحة الغرب وقطبيه بريطانيا وفرنسا. لكن التفاوض حول هذا العنوان امتد من اندلاع الحرب إلى مؤتمر الصلح في باريس عام 1919. وخلال ذلك خرجت قوى ودخلت قوى ونشأت أوضاع ميدانية وتبدلت خرائط كثيرة. ولم تكن سايكس ـ بيكو مجرد عنوان لتقسيم العالم العربي الذي لم يكن موحداً بذاته ولا تحت السلطة العثمانية الكاملة، بل هي إحدى الاتفاقات الاستعمارية لإعادة إنتاج النظام الإقليمي بعد انهيار إمبراطوريات عدة عملياً (الدولة الروسية، والمجرية النمساوية، والعثمانية) وهزيمة ألمانيا، وإلى حد ما بداية صعود الإمبراطورية الأميركية. في جزء أساسي من المشهد آنذاك لم يكن «المشروع العربي» يملك قابلية للتحقيق بسبب الفئات القائدة والسوسيولوجيا العربية آنذاك. وها نحن الآن في المشكلة ذاتها لأننا لا نملك مشروعاً سياسياً لا عربياً ولا إسلامياً طبعاً، لبناء دولة إقليمية بصرف النظر عن حجمها وحدودها، بدليل أن ما لدينا من جغرافيا كيانية يتفتت بين يدينا بأساليب الحكم وإدارة «الدول»، ولو كانت لنا سلطات عسكرية طاغية. ما يريده الغرب منا يحصل عليه بأشكال مختلفة ومن قوى سياسية مختلفة وعبر أشكال من الحكم مختلفة ولا ننسى الإيديولوجيات. لكن ما نريده نحن أو معظم تطلعات الشعوب يخضع لأنظمة استبداد أياً كانت أسماؤها متخذ من «العصبية» ركيزة ومن احتكار السلطة وسيلة. هذه «القابلية» لفكرة «التقسيم» لا تنبع من صعوبات العيش معاً بل من ثقافة الاستبداد والإقصاء والإلغاء والسيطرة.

لم تكن الشعوب العربية منذ حرب لبنان والعراق مع الاحتلال ثم اليمن وليبيا وسوريا والجزائر وتونس إلخ نازعة إلى إنتاج كيانات جديدة بل إلى بناء علاقة جديدة بين الحاكم والمحكوم. وباستثناء الأقليات القومية المضطهدة ومعاناتها الطويلة لم يكن لأحد أن يتصور أو يسعى إلى أنظمة فدرالية (وهي نماذج لشكل من التوحيد) كالذي بتنا نطرحه كمخرج في اليمن وليبيا والعراق وسوريا ولبنان. ومع ذلك لم تكن المسألة في شكل النظام بل في مضمون السلطة ونوازع الغلبة والسيطرة المعنوية والمادية والإلحاق والاستلحاق بالخارج. ولقد صارت المصالح الفئوية تتخذ لنفسها خطاباً عابراً للحدود تهافت أمام نقيضه الآخر.

انشقت المنطقة بين المطالبين بالتغيير وبين المدافعين عن الواقع الجيوسياسي القائم. فلا التغيير الذي حصل يؤدي الحاجات والوظائف المطلوبة، ولا المعطى الجيوسياسي حافظ على الحد الأدنى مما أراد المدافعون عنه. وها نحن في أزمة التشوهات الكبرى لصورة المنطقة وقواها وهويتها وإمكاناتها ومناعتها.

ليس صحيحاً أن الحركات المسلحة في طول المنطقة وعرضها تملك قرارها المستقل ولا حتى الأنظمة التي تدير هذا الصراع الدموي الرهيب. ففي كل يوم نسمع عن أشكال المساعدة المقدمة أو المطلوبة لهذا أو ذاك من الأطراف. فالخشية هنا على أهمية ذلك ليست من قدرات الشحن الذاتي الديني أو الطائفي ولا من الموارد التي تتحصل من نهب مناطق السيطرة، بل هي من إمدادات الدول صاحبة المصلحة في بلوغ المنطقة حد الاستسلام لأي صياغة كبرى للنظام الإقليمي الجديد. ولعلنا نعرف كيف تبدلت مواقف الدول الكبرى في رؤيتها للفاعلين في المنطقة وأدوارهم. لذلك يجب التحفظ دائماً على إطلاق الأحكام النهائية حيال المواقف التي تنطوي على إغراء أو تهديد أو على محاولات الاحتواء التي نجحت إلى حد بعيد في جذب المتنافرين للتعاون ليس فقط في الميدان بل في الاشتراك بالنظرة إلى التحديات والأخطار.

فالأساس يبقى كيف يمكن للعرب أن يعيدوا تأسيس مشروعهم بما هو استجابة للحاجات التي رفعتها حركات الشعوب قبل أن تتم مصادرتها وتحويرها. ففي حمأة هذا العنف المعنوي والمادي الذي استُدرجت إليه حركات التغيير ظهرت أولويات مختلفة وتشكلت مراكز قرار خارج السياق الذي بدأت به الحركات السلمية.

لكن المؤكد أن كل ما ظهر على سطح الحياة العربية أفرغ الانحباس السياسي والثقافي وأشبع نهم العاملين على فكرة الهويات، وسيعود المشهد حكماً إلى لحظة البحث من مصائر الحياة اليومية للناس التي لا مجال لإنكارها.

سليمان تقي الدين - السفير

الإمام الخامنئي يستقبل أساتذة الجامعات بمناسبة شهر رمضان المبارك

التقى المئات من أساتذة الجامعات عصر يوم الأربعاء 02/07/2014 م بقائد الثورة الإسلامية و تبادلوا وجهات النظر في المجالات العلمية و الجامعية و الثقافية و الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية.

في بداية هذا اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعتين تحدث سبعة من أساتذة الجامعات الإيرانية معربين عن آرائهم و اقتراحاتهم في مختلف الشؤون. ثم تحدث آية الله العظمي السيد علي الخامنئي فأكّد على أهمية الاستمرار الجاد و السريع و الشامل للنهضة العلمية باعتبارها العامل الأصلي المكوّن لمصير إيران و العالم الإسلامي و مستقبلهما، مردفاً: تحقيق هذا الهدف المهم يستدعي نشاطاً و إدارة جهادية من عشاق تقدم الوطن و الشعب.

و اعتبر قائد الثورة الإسلامية اللقاء بالأساتذة الجامعيين من أطيب الجلسات و الاجتماعات، و الغاية الرئيسية منه احترام و تكريم رمزي للعلماء و مجموعة النخبة العلمية و الفكرية في البلاد.

و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي الآراء و الأفكار التي طرحها بعض الأساتذة الجامعيين في هذا اللقاء مفيدة و جيدة جداً مردفاً: سوف يستفاد إن شاء الله من مجموعة هذه الآراء في عمليات البرمجة و التخطيط و تبادل وجهات النظر مع المسؤولين، و ينبغي مشاهدة تأثير هذه الآراء.

بعد هذه المقدمة عرض سماحته عدة نقاط مهمة بخصوص الحركة العلمية في البلاد. و كانت النقطة الأولى التي طرحها تتعلق بضرورة عدم توقف أو تباطؤ الحركة العلمية في البلاد و استمرارها بوتائر سريعة و مضاعفة.

و قال آية الله العظمى الإمام علي الخامنئي: الحركة العلمية في البلاد موضوع أساسي لمستقبل البلاد و المجتمع و حتى للعالم الإسلامي.

و أضاف سماحته قائلاً: بعد سنين من التأكيد على أهمية العمل العلمي، حققت الحركة العلمية في البلاد اليوم نجاحات كبيرة و اشتهرت على المستوى العالمي، و الواقع أنه يمكن القول إنه تمّ رفع الستار عن النهضة العلمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في العالم.

و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى أحد الهموم ذات الصلة بالتقدم العلمي في البلاد قائلاً: القلق الأهم هو أن تصاب النهضة العلمية للبلاد بعد سنين من الجهود الجهاد و السير في طرقات وعرة، و بعد أن وصلت إلى منتصف الطريق، بالتوقف و المراوحة.

و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: أي توقف في هذه المسيرة أو تباطؤ في سرعة الداينمو العلمي للبلاد سيؤدي إلى تراجع.

و أضاف سماحته: إذا توقفت هذه النهضة و الحركة العلمية فإن إعادتها سيكون صعباً جداً، لذلك على الجميع المساعدة بكل قدراتهم في التقدم العلمي للبلاد.

و اعتبر قائد الثورة الإسلامية إيقاف الحركة العلمية للبلاد واحداً من المخططات الأصلية لجبهة أعداء النظام الإسلامي، و قال بخصوص الاستخدام المتكرر لمفردة الأعداء: البعض حساسون بخصوص استخدام كلمة «الأعداء» و تكرارها، و الحال أن القرآن الكريم ذكر كلمة الشيطان و إبليس مراراً، و رسالة ذلك عدم الغفلة عن الشيطان و العدو.

و أضاف آية الله العظمى السيد الخامنئي: التشديد على الأعداء لا يعني عدم الاهتمام بالمشكلات و العيوب الداخلية، لكن الغفلة عن العدو الخارجي خطأ استراتيجي عظيم يكبدنا خسائر.

و لفت سماحته قائلاً: مواجهة المخططات و التحديات التي يخلقها الأعداء بحاجة إلى حركة و إدارة جهادية على الصعيد العلمي، و مواجهة صحيحة و واعية للمسؤولين و أساتذة الجامعات لها.

و أوصى قائد الثورة الإسلامية مسؤولي وزارة العلوم و التعليم العالي و الجامعات و الأساتذة الجامعيين توصية أكيدة بالمراقبة الجادة لمواصلة سريعة للحركة العلمية في البلاد مضيفاً: للأسف كانت لنا خلال بعض الفترات نماذج غير جيدة في الجامعات تشجّع الشباب النخبة على ترك البلاد، و في بعض السنوات كان بعض الأفراد داخل وزارة التعليم العالي يعرقلون الحركة العلمية، و هذه حالات يجب أن لا تتكرر أبداً.

و قال آية الله العظمى السيد الخامنئي: يجب أن لا تكون الجامعات بيد الذين لا يعيرون أهمية لتقدم البلاد العلمي، إنما يجب أن تكون بيد الذين يعشقون التقدم العلمي لإيران و يستوعبون أهميته لمصير البلاد و الشعب.

و اعتبر قائد الثورة الإسلامية أن التقدم العلمي للبلاد له فوائده القيمة حتى على المدى القصير، و من ذلك إحباط الحظر، و أضاف قائلاً: يريد العدو بأدوات الحظر أن يضغط على السمعة الوطنية للإيرانيين و يهين الشعب، و استمرار النهضة و التقدم العلمي سيحبط هذه الأدوات أيضاً.

و أوضح سماحته أن اهتمام المسؤولين بالشركات العلمية المحور من العوامل المؤثرة في التواصل بين العلم و الصناعة و الزراعة، مردفاً: الشركات التي تعتبر بحق علمية المحور و تتوفر على مواصفات و مؤشرات الجودة اللازمة يمكنها أن تمارس دوراً مهماً في استمرار النهضة العلمية.

و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى بعض الأفراد من أصحاب المنابر و المنصّات الذين يشككون في أساس قضية التقدم العلمي لإيران، موضحاً: هذا الكلام نتيجة عدم الاطلاع، و ينبغي إطلاق رحلات العلمية لمثل هؤلاء الأفراد ليطلعوا على حالات التقدم المثيرة للإعجاب في الميادين الطبية و النووية و النانو و الخلايا الجذعية و سائر المجالات، فلا يعودوا للكلام من منطلق عدم اطلاع.

و اعتبر الإمام الخامنئي تدوين الخارطة العلمية الشاملة للبلاد قضية استراتيجية و أساساً للوثائق العلمية المدونة لمختلف قطاعات البلاد مردفاً: من الضروري تعيين نصيب الجامعات في هذه الخارطة العلمية الشاملة لتمارس المراكز العلمية دورها و مسؤولياتها في هذه الوثيقة المهمة على أساس مزاياها و إمكانياتها.

و اعتبر قائد الثورة الإسلامية تطابق الأنشطة العلمية مع احتياجات البلاد أكثر فأكثر ضرورة أساسية مردفاً: طبعاً البحوث و الدراسات و المقالات العلمية للأساتذة الإيرانيين التي تتحول إلى مراجع علمية في العالم هي مبعث فخر و مؤشر على التقدم الإيراني، و لكن من اللازم أن تتجه البحوث و سائر الأنشطة البحثية العلمية نحو تأمين الاحتياجات الداخلية، لتنهض الجامعات بدورها في مساعدة إدارة البلاد على أفضل نحو ممكن.

و كانت النقطة المهمة الأخرى التي طرحها الإمام الخامنئي في لقائه بالأساتذة الجامعيين هي التأثير الخاص لكلام و سلوك و طباع الأساتذة في الطلبة الجامعيين.

و قال سماحته: التفوق العلمي للأساتذ يخلق له مكانة خاصة في ذهنية الطالب الجامعي و شخصيته، و من الضروري الانتفاع من هذه المكانة المؤثرة لتربية شباب ذوي معنوية جيدة و متفائلين و إيجابيين و شجعان و متطلعين للمستقبل و مؤمنين و معتمدين على أنفسهم و معتقدين بأسس النظام الإسلامي و يتمتعون بروح الخدمة و الالتزام بالقيم المعنوية و الوطنية.

و في رؤية نقدية للتيار المنهزم نفسياً أمام الثقافة الغربية قال قائد الثورة الإسلامية: إن هذا التيار يحط بشكل مباشر أو غير مباشر من شأن أي شيء وطني و ذاتي و يستهزئ به و يثير أجواء اليأس و القنوط لدى الطلبة الجامعيين، و هذه ممارسة خاطئة جداً.

و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي دروس المعارف الدينية في الجامعات فرصة ثمينة جداً منوّهاً: إذا تعامل أساتذة المعارف الدينية مع الطلبة الجامعيين بوعي و فطنة و بالاعتماد على المعلومات العصرية العميقة فإن ذلك سيعود بأكبر المنافع على البلاد و المجتمع، و على مؤسسة ممثلية الولي الفقيه في الجامعات التدقيق في هذه القضية و البرمجة لها.

و شدّد الإمام السيد علي الخامنئي على أن التطور الأساسي في العلوم الإنسانية حاجة حقيقية مردفاً: ليس معنى التطور في العلوم الإنسانية الاستغناء عن الأعمال العلمية و البحوث الغربية.

و قال سماحته حول السبب في ضرورة التطور في العلوم الإنسانية: مرتكزات العلوم الإنسانية في الغرب مرتكزات مادية و غير إلهية، بينما العلوم الإنسانية تنفع الفرد و المجتمع عندما تقوم على أساس الرؤية الكونية الإلهية و الإسلامية، و ينبغي في هذا المجال بذل الجهود بسرعة مناسبة و بدون تباطؤ أو تسرّع.

و في ختام كلمته عاد قائد الثورة الإسلامية و أكد على نقطة بالغة الأهمية قائلاً: على المسؤولين المعنيين و مدراء الجامعات الحيلولة بكل جدّ دون تحول المراكز العلمية إلى ساحات لصولات و جولات التيارات السياسية.

و اعتبر سماحته تبدل الجامعات إلى أندية سياسية سماً مهلكاً للحركة العلمية في البلاد ملفتاً: للأسف شهدنا خلال فترة من الفترات مثل هذه الظاهرة المضرّة.

و أيّد الإمام الخامنئي و دافع عن وجود رؤية سياسية و فهم و منحى سياسي بين الطلبة الجامعيين مؤكداً: هذه الحالة تختلف عن تبديل المراكز العلمية إلى ساحات لصولات و جولات التيارات السياسية.

و أوضح سماحته: هدوء الجامعات و استقرارها هو العامل الممهد و المسرع للحركة العلمية في البلاد، و إذا تزعزع هذا الاستقرار لا سمح الله فإن الحركة العلمية في البلاد ستتوقف و تعود إيران إلى الوراء.

و أشار قائد الثورة الإسلامية في جانب من حديثه إلى أجواء النقاء و المعنوية و الصدق و الإخلاص في شهر رمضان المبارك داعياً الجميع إلى أقصى حالات الانتفاع من هذا الشهر المبارك و تعزيز الصلة بالله و نشر أجواء التفاؤل و الثقة و المحبة و الخير في العلاقات الاجتماعية.

جلسة قرآنية بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم بحضور الإمام الخامنئيفي اليوم الأول من شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة و الضيافة الإلهية و ربيع القرآن الكريم، تضوّعت حسينية الإمام الخميني (رض) بأريج الآيات القرآنية الشريفة. فقد أقام حشد من قراء القرآن الكريم و أساتذته و حفاظه جلسة قرآنية منوّرة في هذه الحسينية بحضور سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية، حيث تضمنت فقرات هذه الجلسة تلاوات جماعية لآيات بينات من كتاب الله العزيز و أبيات في حمد الباري عزّ و جلّ قدمتها فرق مختصة بالقراءات الجماعية.

و ألقى الإمام السيد علي الخامنئي في هذه الجلسة القرآنية كلمة اعتبر فيها جهود الناشطين القرآنيين لتقريب المجتمع الإسلامي من فهم القرآن الكريم و الأنس به أكثر فأكثر جهوداً قيمة جداً و مهمة و استراتيجية، منوهاً: يجب البرمجة و العمل بحيث يستأنس كل أبناء الشعب بمفاهيم القرآن الكريم و معانيه.

و أضاف قائد الثورة الإسلامية: يكتسب المجتمع نتيجة الأنس المطرد بالقرآن الكريم متانة داخلية، و هذه المتانة الداخلية هي التي تمنح المجتمعات الاقتدار في الحركة و القدرة على تخطي التحديات.

و عدّ سماحته «تعزيز الإيمان بالله و التوكّل عليه و الثقة بالوعود الإلهية» و «دفع الخوف من المشكلات المادية» فوائد و بركات تكتسب من الأنس بالقرآن الكريم و الانشداد إليه، و أضاف قائلاً: التدبر في القرآن الكريم يخرج المجتمع الإسلامي من ظلمات الخرافات و الضلال و الخوف و الأوهام و يهديه نحو معرفة الخالق، و هذا ما يمثل في الوقت الراهن حاجة أساسية للعالم الإسلامي لمواجهة التحديات.

و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى ارتفاع مستوى البصيرة و الوعي لدى الأمة الإسلامية مردفاً: أعداء الإسلام يخشون هذه الحقيقة و يحاولون مواجهة الإسلام باسم الإسلام و بلبوس الإسلام.

و استذكر سماحته التعبير الحكيم للإمام الخميني الجليل بخصوص التضاد بين « الإسلام الأمريكي» و « الإسلام المحمدي الأصيل» ملفتاً: الإسلام الأمريكي مع أن له ظاهر الإسلام و اسمه، لكنه يتحالف و ينسجم مع الطاغوت و الصهيونية و يتقبل ولاية المستكبرين و يعمل لخدمة أهداف الطاغوت و أمريكا تماماً.

و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى الشواهد و الأدلة الجلية للدور الأكيد لأيادي الأجهزة التجسسية للأعداء في إيجاد و إدارة القلاقل و الاضطرابات في بعض المجتمعات الإسلامية بما في ذلك العراق، مضيفاً: أنس الأمة الإسلامية و معرفتها بالمعارف القرآنية تحول دون تطور مثل هذه الأحداث الباعثة على خيانة تعاليم القرآن الكريم.

و في ختام كلمته أوصى آية الله العظمى السيد الخامنئي الناشطين القرآنيين بالجدّ في الالتزام بالضوابط و التعاليم الدينية مردفاً: جماعة القرآنيين الشامخين في البلاد ينبغي أن يكونوا قدوة عملية للشباب.

خمسة صواريخ تسقط صباح الجمعة على مستوطنتي سديروت وشاعر هنيغف ومصادر تقول إن تل أبيب أمهلت مصر 24 ساعة لوقف الصواريخ وإلا فإن الرد الإسرائيلي سيكون قاسياً.