Super User

Super User

اعتبر الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبدالله شلح أن المقاومة الفسطينية أثبتت أن الرهان عليها كان في محله، وتوّجه لقوى المقاومة بالقول "لقد صنعتم المعجزة وأذهلتم العالم وأفقدتم العدو صوابه". 

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي في بيروت بعد ساعات على إعلان التهدئة وانتهاء العدوان على غزة. وقال شلّح "المقاومة قالت للعالم كله إن فلسطين غير قابلة للنسيان والجريمة التي ارتكبت بحقها غير قابلة للغفران". وأوضح أن المقاومة لم تبدأ هذه الحرب وكانت مع الشعب الفلسطيني في موقع الدفاع عن النفس. وأشار إلى أن الحرب على حماس هي حرب على الجهاد وعلى فتح وعلى الجبهة الشعبية والشعب الفلسطيني بكل قواه. وقال "هذه الحرب شنها كيان يملك جيشا من أقوى الجيوش في العالم على شعب أعزل يعيش في حصار منذ سنوات"، مذكراً بأنه "من اليوم الأول قلنا إننا ذاهبون إلى الانتصار وشركاؤنا في بيروت وقيادة المقاومة أعلنت ان غزة انتصرت". وقال "من كان يشك فيما أنجزته المقاومة فلينظر إلى الكيان ويصغي إلى الإعلام الإسرائيلي"، وتوجه إلى الإسرائيليين بالقول "عليكم ان تخجلوا انكم تعيشون في دولة ترسل أقوى طائرتها لتقتل الأطفال والنساء". وأوضح أن الحرب لم تنته بعد وقد تستمر بأدوات وبأشكال مختلفة وأضاف "يجب ان ننتبه إلى سلوك العدو ونراقبه بحذر شديد". ووصف مهمة إعادة الإعمار في غزة بأنها "مهمة كبيرة جدا أمامنا وأمام العالم". وتوجه بالشكر إلى من وقف مع فلسطين خاصاً بالذكر شعوب أميركا اللاتينية. ورأى شلح أن إعادة الأعمار تتطلب جهدا دوليا وإقليميا وعربيا وإسلاميا وقال "لن نسامح أحدا لا يمد يد العون لغزة ليساهم في إعادة الإعمار". ودعا شلح الجميع إلى تصويب المسار وحسم الخيار باحتضان المقاومة معلناً أن لا مكان للمفاوضات بعد الآن و"اتفاق أوسلو اللعين انتهى". وقال: ما فعلته المقاومة في غزة يجب أن يتم تصديره إلى الضفة الغربية في أسرع وقت ممكن، وطمأن الجميع ان سلاح المقاومة وقدراتها العسكرية نقطة لم نسمح ان تكون على طاولة المفاوضات. وشدد على أن استراتيجية المقاومة قائمة على تثبيت ما تم إنجازه في هذه الجولة، لافتاً إلى ان المقاومة في هذه المعركة أجبرت الإسرائيليين على مغادرة مستوطنات غلاف غزة. وفي ما يتعلق باتفاق التهدئة قال إن هناك قضايا وضعت على طاولة البحث لكن لم نتوصل إلى اتفاق حولها. كما أوضح أن هناك من يدعم المقاومة وهو معروف في المنطقة. 

وقال اتخذنا قرارا كمقاومة فلسطينية أن معركتنا فقط مع إسرائيل، "نحن بحاجة لوحدة موقف ونأخذ من الجميع ما يقدموه لنا". وأبان أن التجارب السابقة تجعلنا حذرين لأن إسرائيل لا تقيم اعتبارا لأحد. 

وبشان معبر رفح قال: "نحن نترك معبر رفح وديعة عند الإخوة في مصر ليتصرفوا بها بما يمليه عليهم دورهم ومكانتهم، الإخوة في مصر قالوا إن معبر رفح شأن فلسطيني مصري". واضاف: "لا مانع لدينا ان تتواجد سلطة الرئيس محمود عباس على معبر رفح". واعتبر أنه من سوء حظ الشعب الفلسطيني أنه يحقق أعظم انتصار في تاريخ نضاله في أسوء مرحلة تمر بها المنطقة، "اليوم فلسطين تصوب البوصلة وتقول إن هناك جبهة واحدة ليصطف بها الجميع ويواجه العدو".

الأربعاء, 27 آب/أغسطس 2014 00:00

إنتصرت غزة.. فاحتفلت الضفة

إنتصرت غزة، فاحتفلت الضفة، الآلاف إلى شوارع رام الله والخليل ونابلس وبيت لحم. حملوا الأعلام الفلسطينية ورايات المقاومة وهتفوا باسمها وبالنصر الذي تصدت به المقاومة الفلسطينية للعدوان على غزة.   

عوائل الأسرى الذين يناضلون في سجون الاحتلال احتفلوا أيضاً، زوجة النائب الأسير جمال الطويل قالت إن "الوحدة هي طريق النصر، والمقاومة هي طريق النصر وليس المفاوضات التي تذل الشعب" مضيفة "أن التحرير يأتي بالدماء ليس بالحكي، والوطن غالي ومهر الوطن دماء وشهداء". 

المتظاهرون خرجوا بالآلاف، بدعوة من الفصائل الفلسطينية تحية للمقاومة في غزة، وتأكيداً على وحدتهم خلفها، فيما عاهد ممثلو الفصائل الشارع الفلسطيني بالبقاء متمسكين بالوحدة. 

الناطق باسم حماس في الضفة سائد أبو البهاء توجه بالشكر للمقاومة وسلاحها وشباب غزة وأطفالها ونسائها وعوائلها مضيفاً "أن غزة ومقاومتها قدمتا الكثير الكثير، قدمت لنا مشروعاً ضخماً أن المقاومة ستسير بنا نحو القدس في السنوات والأيام القليلة المقبلة". 

وكان ممثلو فصائل المقاومة في الضفة تعهدوا بالالتزام بالتهدئة التي دعت إليها المقاومة وأملوا ان يكون النصر القادم للفلسطينيين في القدس المحتلة. أحد المواطنين المحتفين بنصر غزة قال "إن الرسالة تقول إن على الصهاينة أن يجهزوا أنفسهم للرحيل من أرضنا" متوجهاً إلى الإسرائيليين "إن زوالكم قريب جداً ولن تمكثوا في أرضنا أكثر من عشر سنوات".   

ولا تزال عيون الفلسطينيين تشخص الى غزة تخوفاً من نقض الاحتلال لاتفاقاته. 

إنجاز آخر حققته المقاومة الفلسطينية باستعادة وحدة طال انتظارها بعدما سعت إسرائيل على مدى سنوات الاحتلال إلى تفتيت أجزاء الوطن.

دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين حيز التنفيذ بدءاً من الساعة السابعة مساء. وعلى الفور عمت الاحتفالات شوارع غزة وصدحت مكبرات المساجد بالتكبير وعمت مسيرات ابتهاج عفوية شوارع قطاع غزة تخللها إطلاق نار مكثف بالهواء احتفالا بالانتصار. كما عمت الاحتفالات القدس ومناطق الضفة الغربية ومخيمات اللاجئين في لبنان، وأطلقت الألعاب النارية ابتهاجا بالنصر الفلسطيني لا سيما في القدس والضفة. سبق ذلك إطلاق المقاومة الفلسطينية صليات من الصواريخ وعلى دفعات باتجاه المستوطنات الإسرائيلية والتي أدت إلى مقتل جندي على الأقل وسقوط ستة جرحى. 

موقع يديعوت أحرونوت نقل عن مصدر رسمي إسرائيلي موافقة تل أبيب على وقف لاطلاق النار غير محدد بفترة زمنية.وزارة الخارجية المصرية قالت في بيان إن الاتفاق ينص على وقف إطلاق النار الشامل والمتبادل بالتزامن مع فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل. وأوضح أن الاتفاق يسمح بالصيد البحري انطلاقا من 6 ميل بحري، وعلى استمرار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن الموضوعات الأخرى خلال شهر. 

 الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال في خطاب متلفز: "تمكنا اليوم من أن نعلن قبولنا بالمبادرة المصرية بوقف القتال"، وأضاف "نوجه الشكر لمصر الشقيقة وكل من ساهم بدعم الجهود التي أثمرت اتفاق وقف العدوان". 

عباس انتقل بعدها للاجتماع مع القيادة الفلسطينية حيث أعلن أنه "يجب أن تكون الرؤية واضحة ومحددة لأن الدخول في مفاوضات هائمة أمر لا يمكن الاستمرار فيه". 

وقال "لا بد من ارسال المواد المطلوبة حتى يتمكن الناس في القطاع من العيش". وتوجه بالشكر للأمم المتحدة التي سترسل المواد الضرورية لغزة. وأعاد التأكيد على تقديره لمصر "التي بذلت جهودا للوصول إلى صيغة ترضي كل الأطراف". 

بدورها عقدت حركة حماس مؤتمرا صحافيا، حيث قال المتحدث باسمها سامي أبو زهري "استطعنا ان ننجز ما عجزت عنه جيوش العرب مجتمعة"، وأضاف "انتصرنا حينما دمرنا هيبة الردع الإسرائيلية وأسطورة الجيش الذي لا يقهر.. إسرائيل لم تستطع الدفاع عن مواطنيها واضطرت لإجلائهم من مستوطنات غلاف غزة".

وأشار إلى أن المقاومة أعلنت عن قتل جنديين في اللحظات الأخيرة قبل إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، لافتاً إلى أن الإعلان عن تشكيل لجنة تحقيق إسرائيلية في إخفاقات الحرب "ما يعني فشل الإسرائيليين". 

وأوضح "لن نخذل شعبنا وسنبقى إلى جانبه عرفانا بجميله وسنبقى خدما له بعد هذه المعركة". وتوجه للإسرائيليين بالقول "بعد دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ يمكنكم العودة إلى منازلكم بقرار من حماس". 

وأكد أن المقاومة ضربت المحتل في العمق ليثبت فشله وأن قيمة هذا الإنجاز بأنه يمهد الطريق لتحرير القدس وفلسطين، وقال "بتنا أكثر يقينا بأننا أقرب إلى القدس".القدس وجميع مدن الضفة الغربية تحتفل بالالعاب النارية ابتهاجا بالنصر الفلسطيني القيادي في حركة حماس مشير المصري قال إن نتنياهو تقهقر وترك خلفه جنودا أسرى في قبضة القسام. أما القيادي في الحركة فوزي برهوم فأهدى بدوره الانتصار إلى الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية. برهوم اعتبر أن هذه المعركة هي جولة من جولات الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي على طريق تحرير فلسطين، وأضاف "نحن نثأر لدماء الشهداء الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين والتونسيين"، متوجهاً للاحتلال بالقول "إن لم يفهم الاحتلال هذا الدرس فإن الدرس القادم أقسى وأمر".  
القيادي في حركة حماس محمود الزهار قال: "ضربنا نظرية الأمن القومي الإسرائيلي التي ضحكوا بها على العالم 66 عاماً"، وأضاف: "سنبني الميناء والمطار ولا نحتاج لإذن من أحد ومن يعتدي عليهما سنعتدي على مطاره ومينائه". 

واعتبر الزهار أن المرحلة المقبلة "تحتاج لترميم كل بيت ليعود افضل من السابق"، ولفت إلى أن "المقاومة أفرغت نصف مساحة فلسطين من المستوطنين"، معاهداً الأسرى بتحريرهم قريباً.

رنّ جرس الهاتف في حجرة نوم الرئيس الأميركي في الطابق الثاني بالبيت الأبيض. كانت الساعة تشير إلى الثانية صباحاً. رفع الرئيس السمّاعة، فخاطبه صوت مستشاره للأمن القومي قائلاً: «سيدي الرئيس، آسف لأني اضطررت لإيقاظك. الوضع غَدَاً خطر».
بعد أربع ساعات تقريباً، في تمام السادسة والنصف صباحاً من يوم الخميس 27 كانون الأول 1979، نزل جيمي كارتر إلى المكتب البيضاوي. كان زبيغنيو بريجنسكي مستشار الأمن القومي بانتظاره جالساً مترقباً. بادره الرئيس بالسؤال: «ما الجديد؟».

أجاب بريجنسكي: «لقد قتلوا الرئيس أمين! الأمر لم يعد يتعلق الآن بإعادة تمركز قواتهم كما كنا نتصوّر من قبل، بل هو غزو واحتلال كامل للبلد! إنّ أعداداً كبيرة من القوات المجوقلة انضمت للقوات السوفياتية المتمركزة على الأرض، وبدأت بالهبوط في كابول. شبكة الاتصالات انقطعت بالكامل في أفغانستان، وهذا البلد صار معزولاً تماماً عن العالم الخارجي».
صمت بريجنسكي قليلاً ثمّ نظر في أوراق دوّن عليها بعض النقاط والملاحظات، وأردف: «سي آي إيه أكدت لي منذ قليل أنّ كتيبتين من القوات الخاصة السوفياتية هما «ألفا» و«زينيث»، قامتا باحتلال الأبنية الحكومية والعسكرية والإذاعية في كابول، بما فيها القصر الرئاسي، حيث تخلصوا من الرئيس حفيظ الله أمين. وكتيبة «فايتبسك» المظلية احتلت مطار بغرام. وأمّا عملاء «كي جي بي» فقد أحكموا السيطرة على مراكز الاتصالات الرئيسية في العاصمة، وشلوا بذلك القيادة العسكرية الأفغانية».
سأل كارتر: «وهل تظن أن غزوهم سيقتصر على أفغانستان؟». صمت بريجنسكي برهة قليلة، ثمّ أجاب: «تقديري الخاص، أن غزو السوفيات لأفغانستان هو بداية الأمر، وليس نهايته. ويشاطرني في هذا الرأي أيضاً الأميرال تيرنر» (يقصد ستانسفيلد تيرنر، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية آنذاك).
حكّ الرئيس كارتر أنفه وهو ينظر إلى زبيغينيو بقلق، فأردف كبير المستشارين البولندي الأصل، موضحاً لرئيسه مكمن الخطر: «السيد الرئيس، إذا تركناهم اليومَ يضعون أيديهم على أفغانستان، فما الذي يضمن لنا أن لا يتطلعوا غداً نحو إيران؟! الوضع الآن في إيران مشوش. ونحن فقدنا السيطرة تماماً على هذا البلد الأهم في الشرق الأوسط، والخميني يبدي عداء ضارياً لنا، والحكومة الإيرانية تخشى من ضربتنا الوشيكة لهم بعدما احتجزوا موظفي السفارة. كل هذا قد يجعل الخمينيين يتقربون من السوفيات ويحتمون بهم، كما تقرّب بالأمس منهم أمين واحتمى بهم. والسوفيات إذا مدوا عروقهم أكثر في طهران، صنعوا فيها ما يصنعونه اليوم في كابول. فإذا سقطت طهران بعد كابول، صارت منابع النفط في الخليج الفارسي في متناول يد موسكو!».
ران صمت ثقيل في المكتب البيضاوي، قبل أن يقطعه الرئيس الأميركي قائلاً بصوت حازم: «ادع مجلس الأمن القومي فوراً».

 

يا أميركا حرّضي المؤمنين على القتال

صبيحة يوم 27 كانون الأول 1979، انعقد مجلس الأمن القومي الأميركي في «مبنى إيزنهاور» المقابل للبيت الأبيض. ضمّ الاجتماع كلّاً من الرئيس كارتر، ونائبه والتر موندل، ومستشار الأمن القومي بريجنسكي، ووزير الخارجية سايروس فانس، ووزير الدفاع هارولد براون، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال ديفيد جونز، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية ستانسفيلد تيرنر، وبعض المستشارين المتخصصين المرافقين لأعضاء المجلس. دام ذلك الاجتماع أربع ساعات. واتفق فيه على جملة من القرارات تصب في خدمة هدفين اثنين هما:
1ــ يجب على الولايات المتحدة أن تردع الاتحاد السوفياتي بكل وسائلها، كي لا يطمع قادته أو يفكروا فيما وراء أفغانستان.
2ــ بعد التأكد من تحقق الهدف الأول، يجب على الولايات المتحدة أن تعمل لدحر السوفيات في أفغانستان نفسها، حتى يخرجوا منها مهزومين غير منتصرين.

وفي ما يخص الهدف الأميركي الأول، يكون على واشنطن أن تنبّه السوفيات بالوسائل الدبلوماسية/ السياسية بدايةً، ثمّ بفرض العقوبات الاقتصادية/ المالية عليهم تالياً، ثمّ بتفعيل الاتفاقيات الأمنية/ العسكرية السرية المبرمة مع ملوك ورؤساء وأمراء البلدان الحليفة في الشرق الأوسط. وفي هذا الصدد، يكون على السفراء الأميركيين المعتمدين في العواصم الخليجية (وفي القاهرة وعمّان) أن يطلبوا من السلطات المحلية تنفيذ تفاهمات واتفاقات سرية أبرمت مع الولايات المتحدة سابقاً، بما في ذلك حق أميركا في استخدام القواعد العسكرية في بلدانهم للأغراض الحربية. ويفضل أن تمر تلك الإجراءات بهدوء، ومن غير صخب إعلامي.
وأمّا في ما يخص الهدف الأميركي الثاني، فإنّ واشنطن يجب أن تنال غايتها من دون أن تتدخل عسكرياً أو علنياً ضد السوفيات في أفغانستان، وذلك لثلاثة أسباب:
أولاً: لأنها لا ترتبط قانونياً مع حكومة كابول بأي اتفاق دفاعي مشترك، على عكس غريمها السوفياتي الذي وقع منذ عام، مع الرئيس الأفغاني السابق نور محمد تراقي «معاهدة الصداقة والتعاون وحسن الجوار» التي تتيح لموسكو إمكان التدخل العسكري لمساعدة النظام الحليف لها في أفغانستان. وبذلك تنزع تلك الاتفاقية، قانونياً، عن «العملية السوفياتية» صبغة الاحتلال.
ثانياً: لأنّ حماية أفغانستان نفسها ليست هدفاً أميركياً مغرياً. فما يهم واشنطن أساساً هو حماية مصالحها الاستراتيجية التي تحيط بأفغانستان (في إيران وباكستان والخليج). ولذلك فإن دخول أميركا في صدام عسكري مباشر مع الاتحاد السوفياتي من أجل أفغانستان - بقطع النظر عن مسوغاته القانونية - هو أمر غير مرغوب، فضلاً عن أنه مكلف.
ثالثاً: لأنّه باستطاعة أميركا تحقيق غايتها، وإخراج السوفيات من أفغانستان منكسرين، من دون أن تخسر هي جندياً واحداً من جنودها، أو تحرك طائرة واحدة من طائراتها... وذلك لأنّ بلاد الأفغان يمكنها أن تكون فخاً أميركياً مثالياً للروس!
وأثناء نقاشات مجلس الأمن القومي الأميركي (المذكور)، عرض ستانسفيلد تيرنر مدير «سي آي إيه» كيف نجحت وكالته، مع حلفائها الباكستانيين، في اختراق قيادات من القبائل الأفغانية (خصوصاً من قبائل الباشتون ذات الارتباطات الإثنية مع باكستان). وكيف جُنّدت ميليشيات من رجال القبائل للقيام بحرب عصابات ضد الحكومة الأفغانية، وضد الجنود والمستشارين السوفيات الداعمين لها، في إطار معاهدة التعاون العسكري. وذكر تيرنر كيف عملت «سي آي إيه» فعلاً على مضاعفة دعمها «للمجاهدين»، بعد أن أصدر لها الرئيس كارتر في الثالث من تموز 1979 توجيهاً رئاسياً لزيادة تمويلهم وتسليحهم، وتحفيزهم معنوياً تحت شعارات «الجهاد ضد الشيوعيين الملحدين الذين يريدون شراً بالإسلام في أفغانستان». وبالفعل فقد قامت هذه الميليشيات بجهد مميّز في حربها ضد حكومة كابول ما اضطر الاتحاد السوفياتي، في نهاية المطاف، إلى التدخل بنفسه في أفغانستان، لينقذ نظاماً جاراً وحليفاً له من التهاوي تحت ضربات «المجاهدين» المدعومين من وكالة الاستخبارات الأميركية. وكان من رأي مجلس الأمن القومي في اجتماعه المذكور، أنّ أميركا تستطيع أن تزيد جرعات دعمها لميليشيات «المجاهدين»، وأن تحفزها دينياً «للجهاد - أكثر فأكثر - ضد الملحدين الذين يريدون شراً بالإسلام». ذلك أنّ جهاد أولئك المجاهدين إذا وفرت له أميركا بيئة مساعدة إقليمياً وإسلامياً وغطاء من الدعاية الإعلامية ومدداً من المتطوعين الراغبين في الشهادة في سبيل الله ورُزَماً من المال وترسانات من السلاح، فهو حينئذ لا بدّ أن يؤتي أكله، عاجلاً أو آجلاً... ولقد أثمر «الجهاد» نتائج رائعة لمصلحة أميركا، فيستنزف السوفيات، من دون أن تخسر هي شيئاً يذكر!
ولأجل تحقيق هذه الأهداف، قرر الرئيس الأميركي إيفاد مستشاره للأمن القومي في «جولة مكوكية» إلى الشرق الأوسط لإقناع الحلفاء بمحاسن «الجهاد الإسلامي»، وبأهمية تمويل «المقاومة» وتسليحها، وبضرورة الوقوف كالبنيان المرصوص ضد دولة الاحتلال، وضد الكفار والملحدين الذين يريدون شراً بالإسلام وأهله! 

 

مَثلُ الذين ينفقون أموالهم في سبيل أميركا

بدأ زبيغنيو بريجنسكي جولته في القاهرة، فالتقى يوم 3 كانون الثاني 1980 الرئيس المصري أنور السادات. ولم يكن إقناع «الرئيس المؤمن» بخدمة المشروع الأميركي الجديد صعباً، فالرجل قد أسلم زمامه تماماً «لصديقه الحميم» كارتر، منذ أن قبل بمعاهدة «كامب ديفيد». وكان مطلب المبعوث الأميركي من مصر هو القيام بحملات دعائية إعلامية نشطة يشارك فيها شيوخ الأزهر (ولا بأس إذا تمكّن السادات بما له من دالة على «الإخوان المسلمين» أن يشركهم في هذه الحملة أيضاً)، والمراد من تلك الحملات أن تبيّن للعرب قبح صنيع الملاحدة الروس، وأن تستصرخ ضمائرهم لنجدة إخواننا المسلمين في أفغانستان، وأن تفتي بوجوب الجهاد في سبيل الله لتحرير هذا البلد الأسير.
وفي المقابل فإنّ مصر ستنال أجرها وافياً على مجهوداتها، من خلال صندوق تمويل تزمع واشنطن إنشاءه بالتعاون مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، ويكون مقره في جنيف. ثم إن مصر قد تنال أجرها على الجهاد مضاعفاً من أميركا. فإن لزم «المجاهدين الأفغان» سلاح (ولا شك أنه سيلزمهم) فإن القاهرة بإمكانها أن تبيع بأسعار مربحة إلى «صندوق الجهاد» تلك الأسلحة السوفياتية الفائضة عن حاجتها، والتي اشترتها من موسكو في الماضي بأسعار زهيدة، للمساهمة بها في الجهاد ضد الروس!

[في الحقيقة، أن الأسلحة السوفياتية لمصر لم تكن رخيصة، وإنما كانت شبه مجانية، لأن مصر لم تدفع لحد اليوم ثمنها، بل يمكن أن يقال إن الاتحاد السوفياتي قد تبرّع بمجمل السلاح الذي قاتل به الجنود المصريون في أربعة حروب (56/ 67/ الاستنزاف/ 73) لمصلحة المجهود الحربي المصري والعربي ضدّ «إسرائيل». والاتحاد السوفياتي لم يكتف بالتبرع للعرب بالسلاح الذي قاتلوا به عدوهم، بل هو تبرع لهم بمستشارين عسكريين، وبطواقم من خيرة طياريه ليقاتلوا جنباً إلى جنب مع المصريين، وليعلموهم كيف يستعملون ذلك السلاح بكفاءة. أمّا إذا تطرقنا إلى المساعدات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية السوفياتية لمصر وللعرب جميعاً، فحدّث ولا حرج!].
ومباشرة بعد تلقيه مطالبَ المبعوث السامي الأميركي، أمر السادات بتخصيص مطار قنا العسكري ليكون مقراً لمجهود «الجهاد» الأميركي، وليصير قاعدة منها تحمّل الأسلحة المصرية (السوفياتية) إلى باكستان حيث توزعها «سي آي إيه» على إخواننا «المجاهدين». كما أمر الرئيس المصري بجعل ميناء بورسعيد قاعدة خلفية لتخزين وشحن السلاح إلى ميناء كراتشي.
وفي 1 نيسان 1980 بقّ السادات البحصة كما يقول المثل اللبناني، حين تكلم في حديث صحافي نشرته وسائل الإعلام المصرية قائلاً: «إننا على استعداد بأسرع ما يمكن لكي نساعد في أفغانستان وأن نتدخل لنصرة إخواننا المجاهدين هناك، سواء طلبوا منا المساعدة أو لم يطلبوها!» (1).
وبعد يوم من اجتماعه مع السادات، طار بريجنسكي إلى جدة، حيث التقى الأمير فهد ولي العهد السعودي وشقيقه الأمير سلطان وزير الدفاع. وكان المطلوب من السعودية أن تخرج من جيوبها المال. ولم يرفض فهد أن يدفع، ولكنه اشترط أن تجرى الأمور الأمنية ضد الروس بسرية مخافة انتقامهم من المملكة، وأن يتولى الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات العامة السعودية تنسيق الجهد السعودي مع «سي آي إيه»، وأن تحصرَ الاتصالاتُ السياسية والتوجيهات المباشرة للمجاهدين بالطرف السعودي. ثمّ إنّ الأمير فهد اشترط على مستشار الأمن القومي الأميركي أن تؤدي الولايات المتحدة قسطها المالي بما يساوي قسط السعودية، أي أن تدفع هي الأخرى 500 مليون دولار للجهاد، تتجدد دورياً بحسب حاجة المجاهدين.
وكان على بريجنسكي أن يقبل بشروط فهد، ولكن المشكلة أن الشرط المالي الأخير عويص التحقيق. وواشنطن كان «عشمها» أن تتكفل السعودية بتحمل الأعباء المالية للجهاد في سبيل الله لوحدها، أو بالاشتراك مع دول الخليج الأخرى. ولقد حاول بريجنسكي أن يشرح لفهد بأنّ عبء النصف مليار دولار سنوياً هو أثقل مما تستطيع ميزانية وكالة الاستخبارات المركزية أن تتحملَه. كما أنه أكبر مما تقبل به لجنة الأمن المتفرعة من لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، للموافقة على اعتمادات العمليات السرية. فضلاً عن أنّ الذهاب إلى مثل هذه اللجان يعني شبه كشفٍ للعملية السرية ضد الروس! ولم يتزحزح فهد عن شرطه إلا قليلاً، فقبل أن تؤجل أميركا مساهمتها لبعض الوقت حتى تدبر أمرها، ثمّ قبل أن تبادر السعودية إلى تمويل مشروع الجهاد منفردة على أن تلحق بها واشنطن حين ييسّر الله لها مخرجاً من عسرها.

 

يسألونك عن الأفيون، قل فيه منافع للناس

مرت سنة 1980 الانتخابية من دون أن تدفع إدارة كارتر تكاليف مشروعها الجهادي، بل إن المملكة السعودية هي التي تحملت عبء حصتها وحصة أميركا معاً. وانتهى عام 80 بخسارة كارتر ومغادرته مع مستشاره بريجنسكي للبيت الأبيض، ومجيء رونالد ريغان وطاقمه. وكان من الطبيعي أن تفتح للإدارة الأميركية الجديدة جميعُ الملفات السرية، ومنها عمليات «سي آي إيه» للجهاد في سبيل الله ودحر الكفر والإلحاد. وكان على الجنرال فيرنون والترز نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية آنذاك، أن يشرح لريغان تفاصيل تلك العملية. ويبدو أن الرئيس الأميركي المنتخب قد تحمس كثيراً لمسألة الجهاد ضد السوفيات. ولكن المعضلة القديمة كانت ما تزال قائمة، فالاعتمادات المالية للعملية باهظة جداً، والرياض بدأت تتذمر لكونها تحمل «الشيلة» لوحدها، ثمّ إن حملة ريغان الانتخابية نفسها رفعت شعار الضغط على الإنفاق الحكومي لتقليص الدين العام، ومن غير الوارد أن يخنث الرئيس بالوعد الذي قطعه للناخبين منذ يومه الأول في الحكم.
ولقد جاء الفرج، في شكل «نصيحة» من ألكسندر دو ميرانش رئيس جهاز مكافحة التجسس الخارجي (المخابرات الفرنسية)، للرئيس ريغان حينما اجتمع به في المكتب البيضاوي يوم 23 كانون الثاني 1981، بحضور وزير الدفاع الأميركي كاسبر واينبرغر، وروبرت ماكفرلين مساعد مستشار الأمن القومي، وفيرنون والترز الذي عينه ريغان مستشاراً له للمهمات الخاصة. وكانت نصيحة ألكسندر دو ميرانش لريغان أنه بإمكانه أن يستفيد من شحنات المخدرات الهائلة التي يصادرها كل من مكتب التحقيقات الفيدرالي وهيئة الجمارك، لأجل تمويل حصة الولايات المتحدة في صندوق الجهاد. وإنّ تلك الشحنات المصادرة من المخدرات ربما تثمّن بمليارات الدولارات في السوق السوداء، وبدلاً من إتلافها - كما ينص القانون الأميركي - يستحسن إعادة بيعها والاستفادة بثمنها في العمليات السرية للإدارة، من دون المرور بالكونغرس وبلجانه البيروقراطية. ولعل «سي آي إيه» تستفيد من المخدرات بطريقة أخرى إذا استطاعت توصيلها إلى الجنود السوفيات ليستهلكوها! (2).
ولقد راق هذا الاقتراح الفرنسي للرئيس الأميركي، فأمر مدير «سي آي إيه» الجديد ويليام كايسي بأن يسعى إلى تنفيذ هذه «الفكرة العظيمة» في الحال. وكذلك جعل الله لأميركا مخرجاً، ورزقها المال اللازم للجهاد في سبيله، من حيث لا تحتسب!
ويبدو أنّ «السي. آي. إيه» اكتشفت لاحقاً منافع الأفيون الذي تمتاز بإنتاجه أرض أفغانستان، فهذه الزراعة لو قدّر لها أن تتطوّر إلى صناعة، فإنها ستغني «المجاهدين» عن مدّ أكفهم لأيدي المحسنين. وهكذا فقد تضاعف، في سنوات الجهاد، إنتاج المزارعين الأفغان من الخشخاش مرات عدة حتى صار مردوده المالي يقارب ستة مليارات دولار سنوياً، وأصبح الأفيون وتقطيره أهم صناعة وطنية في البلاد. ولقد احتاجت تلك الصناعة سريعاً إلى أن تردفها التجارة، ثمّ احتاجت التجارة إلى طرق مواصلات مؤمنة. وكذلك أمسك كل زعيم ميليشيا (جهادية) بتقاطع طرق، فأنشأ عليه حاجزاً يُنَظِّم مرور شحنات الأفيون، ويسمح بها مقابل رسوم يقتطعها تحت يافطة «واجب دعم الجهاد»!
ويروي الصحافي الباكستاني محمد رشيد كيف أنّ التغاضي والتواطؤ والجشع قد أوصلوا جميعاً إلى ما يشبه «الانفجار» في تجارة المخدرات. وفي عقد الثمانينيات من القرن العشرين اقترب حجم المخدرات الأفغانية المتداولة في العالم من 70% من إجمالي الإنتاج. ولقد اضطرّ بعض ضباط مكاتب مكافحة المخدرات التابعة للأمم المتحدة في بيشاور إلى الاستقالة من وظائفهم احتجاجاً على العراقيل التي يصنعها رجال الاستخبارات المركزية الأميركية والمخابرات العسكرية الباكستانية لجهودهم! (3).  ومن غرائب التصاريف أنّ حركة طالبان، حين استولت على الحكم في أفغانستان فيما بعد، أرادت أن تحرّم زراعة المخدرات، لكنها وجدت أنّ موارد البلاد من المال قد شحّت بصورة مفجعة من بعد حملتها الأمنية ضد الخشخاش. ولمّا كان صندوق مال الجهاد السعودي/ الأميركي قد ولّى إلى غير رجعة مع انتهاء «الجهاد» في البلاد، فقد كان لازماً لأمير المؤمنين الملا محمد عمر أن يدبّر أمره. وهكذا أصدر أمير المؤمنين فتوى من أغرب ما يكون، وكان فحواها أن «زراعة الأفيون وتجارته مباحة شرعاً، وأما زراعة الحشيش وتجارته فهي محرمة شرعاً. والداعي: أن الأفيون تقع زراعته وصناعته بهدف التصدير، فلا ينزل ضرَرُه إلّا على الكفار، وأما الحشيش فإنه يُستهلك محلياً، فينزل ضرره على المسلمين!» (4).

 

■ ■ ■
 

لم تنته حتى اليوم تلك المأساة التي حلت بأفغانستان، تحت مسميات «الجهاد»، و«نصرة إخواننا المسلمين»، و«التصدي لمشروع الإلحاد»... ولقد وصل مجمل ما أنفقته الأطراف المتصارعة في أفغانستان، وما خسرته تلك البلاد جرّاء حروب «الجهاد» و«الحرية» و«دحر الإلحاد» إلى ما قيمته 45 مليار دولار. وصرفت «سي آي إيه» على الجهاد الأفغاني ما يقدّرُ الخبراءُ قيمته بين 12 إلى 14 مليار دولار. وتكفلت المملكة العربية السعودية بدفع عشرة مليارات من ذلك المبلغ، أمّا دول الخليج الأخرى ومنظماتها الخيرية، فقد أسهمت بالتبرع بالباقي. وساهمت «سي آي إيه» بنصيبها من المبلغ عبر تبييض تجارة المخدرات. ولكن سلسلة الحروب الأهلية التي رعاها القيّمون على «الجهاد والمجاهدين» في أفغانستان، ساهمت كذلك في قتل أكثر من 3 ملايين إنسان أفغاني، أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ. وتهجير ما بين 3 إلى 4 ملايين من البشر. ودمّرت «الحرب الجهادية» بنية أفغانستان التحتية تماماً. وحرمت جيلاً كاملاً من الأفغان من كل فرص التقدم والتطور والنماء. ولم تنس بركات «حروب الجهاد» البلدان العربية الراعية، فقد عاد كثير من «المجاهدين» (الذين سموا في وسائل الإعلام بـ«الأفغان العرب») إلى بلادهم، لينشروا موجات أخرى من الجهاد في أوطانهم. وكذلك غرقت الجزائر ومصر (والسعودية أيضاً) لسنوات عديدة في صراعات داخلية دامية. ولم ينسَ الجهاد أميركا، فنالها شيء من رذاذه في أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001.
جعفر البكلي  كاتب عربي - الأخبار

المراجع:
(1) محمد حسنين هيكل، الزمن الأمريكي: من نيويورك إلى كابول، الشركة المصرية للنشر العربي والدولي، ط 4، يونيو 2003، ص258.
(2) John Cooley - Unholy Wars: Afghanistan, America and International Terrorism - Pluto Press, june 2002 – P 128-129
(3)Ahmed Rashid –Taliban: Islam, Oil and the New Great Game in Central Asia -I.B. Tauris Publishers, 2000 – P 120-121
(4) محمد حسنين هيكل، المصدر السابق، ص293.

الخطوة الثانية من الدعوة العلنية للإسلام كانت عامة، بعدما اقتصرت في الخطوة الأولى على دعوة الأقربين. فدعا عامة الناس إلى الدخول في الإسلام. فقد ذكر المؤرخون أنه بعد إنذار العشيرة والأقربين، وبعدما انتشر أمر نبوته في وسط الناس ولم يعد أمرها خافياً على أحد بدأت قريش تتعرض لشخص النبي (ص) بالاستهزاء والسخرية ومختلف أنواع التهم من قبيل إنه ساحر ومجنون وما شابه ذلك. وفي هذه الأثناء أنزل الله تعالى على رسوله قوله تعالى :" فاصدع بما تؤمر". فكانت هذه الاية المباركة تمثّل الامر الالهي للنبي (ص) الاعلان عن الدعوة أمام جميع الناس بشكل صريح وواضح مهما كانت النتائج. فامتثل الرسول لأمر الله وأظهر دعوته أمام الرأي العام فدعا الناس جمعيا إلى الإسلام.

الرسول ينادي قريشاً وتذكر بعض النصوص أنه لمّا نزلت هذه الأية الكريمة صعد النبي (ص) على الصفا بالقرب من الكعبة المشرفة ونادى قريشاً وسائر القبائل، فأقبلوا إليه من كل ناحية، يتزاحمون لسماع كلامه، فلما اجتمعوا له قال لهم :"إرايتم لو أخبرتكم أن خيلا في سفح هذا الجبل قد طلعت عليكم أكنتم مصدقي ؟".. فقالوا  بصوت واحد :"نعم، أنت عندنا غير متهم، وما جربنا عليك كذبا قط". فقال :" إني نذير لكم من عذاب شديد إن الله أمرني أن أنذركم من عقابه، وإني لا أملك لكم من الدنيا منفعة ولا من الأخرة نصيباً إلا أن تقولوا لا إله إلا الله". فنهض أبو لهب وصاح به :"تباً لك سائر اليوم، ألهذا جمعت  الناس؟!". فتفرق القوم من حول النبي (ص) وانصرفوا لشؤونهم.

ويبدو أن ردود فعل قريش الأولية على هذه الخطوة العلنية اقتصرت على مواجهة النبي (ص) بالتكذيب والسخرية والاستخفاف. فقد ورد في رواية عن الإمام الصادق (ع) أنه قال :"اكتتم رسول الله صلى الله عليه واله، بمكة سنين لا يظهر أمره ثم أمره الله ان يصدع بما يؤمر فأظهر رسول الله دعوته وجعل يعرض نفسه على قبائل العرب، فكان إذا أتاهم قالوا له كذاب امض عنا ".

والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المجال هو حول هذا الموقف السلبي لقريش من دعوة النبي (ص)، فما هو السر في استكبار قريش وعنادها وتكذيبها لرسول الله (ص) مع أنها كانت تراه الصادق الأمين، ولم تعهد منه كذباً أو انحرافاً أو خطأً قبل النبوة ؟.. والجواب أن تكذيب قريش للنبي (ص) يعود إلى عدة أسباب.

أسباب عدم قبول قريش بالرسالة

السبب الأول: هو حسدهم لرسول الله (ص)، فقد عارض من عارضه من وجوه قريش بسبب حسدهم له. فقد كان بعض زعمائهم يتمنى لو كان هو نبي هذه الأمة، وصاحب هذه المنزلة بدل محمد بن عبدالله. فقد قال المفسرون عند الحديث حول قوله تعالى في سورة الزخرف الكريمة، الأية 31، حكاية عن المشركين :"وقالوا لولا نزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم".

قال المفسرون إن الوليد ابن المغيرة وهو أحد زعماء المشركين في مكة قال :"أينزل على محمد وأترك أنا ؟!.. وأنا كبير قريش وسيدها .. ويترك سيد سقيف عمر ابن عمير في الطائف ونحن عظيما القريتين (أي مكة والطائف) ؟.".

وروي أيضاً أن هذا الرجل نفسه قال للنبي (ص) ذات يوم مستنكراً :"والله لو كانت النبوة حقاً لكنت أولى بها منك، لأنني أكبر منك سناً وأكثر منك مالاً ". وكذلك كان أمية ابن أبي الصلت يقول مثل هذا الكلام لرسول الله (ص)، وقد كان يتمنى هو هذا المقام الإلهي العظيم، وكذلك أبو جهل وغيره. إن هذا المنطق يكشف عن أن هؤلاء إنما تمرّدوا على رسول الله وكذّبوه حسداً من أنفسهم.

والحسد بالذات هو الذي كان يمنعهم من اتباع النبي (ص) وتصديق رسالته.

السبب الثاني: هو معارضة الدعوة لشهواتهم وامتيازاتهم وأوضاعهم غير الإنسانية وغير الإخلاقية. فمن المعروف أن المشركين كانوا أصحاب لهو وفسق ومجون، وأمضوا عقود عديدة على هذا النحو دون أن يقيدهم شيء. فوجدوا في دعوة النبي (ص) أنها تخالف عاداتهم وتقاليهم وسوف تقيدهم وتحدّ من انفلاتهم الاخلاقي والإنساني.

وكان ترك تلك العادات التي تنسجم مع أهوائهم ورغباتهم تحتاج إلى تضحية وجهد ليسوا مستعدين له. ومن المعروف أيضاً أن المشتركين كانوا يستغلون الفقراء والعبيد الضعفاء في مكة وفي غيرها في مصالحهم. وجاء النبي (ص) وبدأ يبث في هؤلاء الفقراء والمساكين روحاً جديدة، وبدأ يؤكد لهم مفهوم كرامة الإنسان وحريته ويشجعهم على وجوب تحررهم من سيطرة هؤلاء الطغاة والمستكبرين. فلقد أدرك هؤلاء المستكبرون والطغاة أنهم في ظل ما يدعو إليه محمد مفاهيم جديدة لن تسمح لهم من الإبقاء على امتيازاتهم وأرباحهم. ولأن النبي (ص) كان يؤكد أن الناس كلهم سواسية أمام العدالة وفي مقايس الحكم والقضاء، أدركوا ان أهداف هذه الدعوة، التي جاءت لتمم مكارم الأخلاق، في الاستمرار بممارستهم غير الاخلاقية والإنسانية، إذ كانوا يحرصون عليها ويتمسكون بها. لذلك رفضوا الدعوة الإسلامية ووقفوا في وجهها وحاولوا باستمرار القضاء على الإسلام. السبب الثالث: فقد كانوا يخافون من القبائل العربية المشركة من أن تطردهم من أرضهم إن هم أمنوا برسالة محمد.

فقد قال الحارث ابن نوفل أحد وجوه قريش البارزين لرسول الله (ص):" إننا نعرف ما تقوله حق، لكنا الذي يمنعنا من اتباعيك والإيمان بك خوفنا من هجوم العرب علينا ليطردونا من أرضنا ولا طاقة لنا على ردهم".

ولقد أنزل الله سبحانه في ذلك قوله تعالى :"وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطّف من أرضنا" فاجاب الله على قولهم : "ألم نمكّن حرماً آمناً يجبى إليه ثمرات من كل شيء رزقاً من لدّنا ". أي أن الله الذي مكّنكم طيلة تلك السنوات في هذه الأرض وجعلها حرماً تهفو إليه القلوب ويؤتى إليه من الثمرات من مختلف بقاع العالم، هو قادر على أن يحفظكم من هجوم الجاهليين والمشركين والوثنيين بعد إيمانكم وإسلامكم. فلا تبرروا عدم قبولكم بالإسلام بخوفكم من هجوم العرب عليكم. ثبات النبي (ص) وبدء انتشار الدعوة وهكذا، فإن خوف قريش من العرب الوثنيين كان أحد الأسباب التي منعتهم من الإيمان بالدعوة الإسلامية.

وهذه أهم الأسباب التي جعلت قريشاً تحجب عن الإيمان بالنبي (ص) وتصديقه بالرسالة السماوية. ولكن رغم كل المحاولات فقد استمر النبي (ص) في طريقه يدعو إلى عبادة الله الواحد الأحد، ويعرض مبادئ رسالته، ولا يبالي بما يسمع ويرى من التحدي والمواجهة ومحاولات نكذيبه المتكررة، فظل صامدا مستمرا في دعوته الإسلامية للناس عامة، للأفراد والجماعات، من دون يأس أو شك في ما وعده الله سبحانه به من النصر في نهاية المطاف.

فراحت تعاليم النبي (ص) ومبادئه تنتشر بين المكيين وغيرهم من الناس بفعل ثبات النبي (ص) واستمراره بالسعي إلى أهدافه العظيمة. وكانت الأيام الأولى من اعلان الدعوة عامة تشهد دخول أشخاص جدد في الإسلام.

وقد أسلم خلال تلك المدة جماعة من العرب والموالين منهم أبو ذر الغفاري وعمّار بن ياسر وأبواه وبلال الحبشي وغيرهم.

 

للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع واحد شنّت طائرات مجهولة الهوية غارات جوية إستهدفت عدة مواقع عسكرية تابعة لميلشيات مصراتة المعروفة بإسم قوات فجر ليبيا حول مطار طرابلس. كما قصفت كتائب مصراتة المبنى الرئيسي للمطار. 

وفى مدينة بنغازي بشرق البلاد أكدت قوات الجيش الوطني بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر أنها حققت سلسلة انتصارات عسكرية ضد ميشليشيات "أنصار الشريعة" في المدينة باستعادة أربعة معسكرات كانت تخص قوات الصاعقة. 

غير أن كتائب ليبية مسلحة نفت ذلك، فما تعرف بإسم "غرفة ثوار ليبيا" قالت إن "معسكر الصاعقة في منطقة بوعطني ببنغازي لا يزال تحت سيطرتها". 

يأتي هذا فيما سقط عشرات القتلى والجرحى في اشتباكات بين قوات الصاعقة وقوات حفتر من جهة، والقوات التابعة لما يعرف بـ"مجلس شورى ثوار بنغازي" ومن بينها جماعة "أنصار الشريعة" من جهة أخرى. 

وفي هذه الأثناء، دعا رئيس البرلمان الليبي المنعقد في مدينة طبرق عقيلة صالح القوى السياسية والفصائل المسلحة المتناحرة إلى "الحوار والقاء السلاح لضمان أمن البلاد وبناء مؤسسات الدولة".  


من جانيها دخلت السفيرة الأميركية في ليبيا ديبورا جونزا على خط الأزمة وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار لكنها طالبت في المقابل بوضع سلاح التشكيلات المسلحة تحت سلطة الدولة. 

وشككت جونز في قدرة قوات حفتر دون أن تفصح عن الجهة التي تقف وراء تلك الغارات. ولا يزال قرار إغلاق المجال الجوي الليبي سارياً أمام حركة الطيران المدني. 


تظاهرات حاشدة بعنوان "جمعة الحسم" تأييداً لعملية فجر ليبيا
وخرجت تظاهرات حاشدة في مدن طرابلس ومصراتة وبنغازي وسبها وغريان تحت عنوان "جمعة الحسم" تأييداً لما يعرف بعملية فجر ليبيا وتنديداً بالقصف الجوي. 

المتظاهرون طالبوا "بعدم الاعتراف بقرارات البرلمان معتبرين أن المطالبة بالتدخل الأجنبي خيانة لدماء شهداء الثورة". 

كما طالب المتظاهرون بتأليف حكومة أزمة وبتوضيح هوية الطائرات التي قصفت مواقع في طرابلس.

حذف العقول العلمية من معادلة المواجهة، هكذا يفسر المحللون الإيرانيون حملة الاغتيالات التي تعرضت لها مجموعةٌ من علمائها النوويين في السنوات الأخيرة.
في الثاني عشر من شهر كانون الثاني/يناير من عام 2010 اغتيل مسعود علي محمدي أستاذ الفيزياء النووية في جامعة طهران، وذلك في انفجار دراجةٍ مفخخة وضعت قرب منزله. 

مجيد شهرياري العالم في الفيزياء النووية اغتيل أمام إحدى الجامعات بتفجير سيارته بقنبلةٍ لاصقة في 29 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2010، كذلك تعرض العالم فريدون عباسي حينها لمحاولة اغتيالٍ نجا منها. 

بعد أقل من عام، في الثالث والعشرين من تموز/يوليو 2011 اغتيل داريوش رضائي نجاد الأستاذ الجامعي والمتخصص في الفيزياء الكهربائية..وأحد المتعاونين مع وزارة الدفاع الإيرانية، اغتاله مجهولون بالرصاص. 

وفي كانون الثاني/يناير عام 2012 اغتيل مصطفى احمدي روشن، كان يعمل نائباً للمدير التجاري في موقع نطنز النووي، اغتيل بتفجير عبوةٍ لاصقةٍ على سيارته قرب جامعةٍ في طهران. 

في كل مرة كانت تنتهي فيها التحقيقات بتوجيه اتهامٍ صريحٍ إلى إسرائيل وأجهزة استخباراتٍ أميركيةٍ وغربية. 

اتهاماتٌ أكدتها أكثر من صحيفةٍ غربية؛ فصحيفة "الصاندي تلغراف" أفادت بأن إسرائيل تقف وراء عملية اغتيال شهرياري، وبحسب الصحيفة فإن هذه العملية آخر ضربةٍ سددها مئير داغان في آخر أيام ترأسه جهاز الموساد. 

أما مجلة "دير شبيغل" الألمانية فقالت إن اغتيال رضائي نجاد يعد أول عملية اغتيال نفذها رئيس الـموساد الجديد تامير باردو، إثر توليه منصبه. 

حتى إن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نشرت تقريراً عن ضغط واشنطن على إسرائيل كي تتوقف أجهزتها الاستخبارية عن قتل المزيد من العلماء الإيرانيين، أضف إلى ذلك اعترافات بعض عملاء وكالة الاستخبارات الأميركية بالعمل على اصطیاد النخب العلمیة الإیرانية. 

تجدر الإشارة إلى أن العلماء الذين اغتيلوا كانوا ضمن قائمة الأشخاص الذين فرض مجلس الأمن الدولي عقوباتٍ عليهم، وبحسب المراقبين فإن نشر المصادر الغربية قائمة بأسماء هؤلاء كان أفضل هديةٍ لمن يريد اغتيال العلماء الإيرانيين.

لم يغب مشروع تقسيم العراق يوماً عن أذهان المخططين له، فـجو بايدن نائب الرئيس الأميركي صاحب مشروع الأقاليم الثلاثة في العراق منذ فترة طويلة، يعود اليوم مجدداً للتصريح بأن الولايات المتحدة تدعم نظاماً فدرالياً في بلاد الرافدين، وأن واشنطن مستعدة لتقديم كافة أشكال المساعدة خدمة لهذه الغاية.
تصريح وإن لم يكن مستغرباً في المضمون، لكنه يأتي في وقت تصاعد فيه التدخل الأميركي في العراق بعد أن شنت الطائرات الأميركية منذ الثامن من آب/أغسطس الجاري أكثر من 90 غارة جوية على شمال العراق، مستهدفة مواقع لتنظيم "داعش" وخصوصاً حول سد الموصل الإستراتيجي الذي استعادته القوات الكردية والعراقية. 

الإفصاح عن النوايا الأميركية، أتى أيضاً عقب مقتل 70 شخصاً على الأقل، وإصابة العشرات في هجوم إرهابي استهدف مسجد مصعب بن عمير في قرية إمام ويس، في محافظة ديالى العراقية. 

هجوم أرخى بظلاله على مسار تشكيل الحكومة المتعثر، فجمد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري الذي يترأس ائتلاف "ديالى هويتنا" إلى جانب "ائتلاف العربية" الذي يترأسه صالح المطلك مباحثاتهما مع التحالف الوطني لتشكيل حكومة جديدة حتى يتم تقديم الجناة للعدالة، ومحاكمتهم خلال 48 ساعة. 

مهلة قد لا تكون كافية للقبض على الجناة التي تؤكد مصادر أمنية عراقية أنهم ينتمون إلى تنظيم "داعش"، وهو ما يهدد جدياً مصير الحكومة المقبلة، في وقت أكدت المرجعية الشيعية في البلاد أن رفع سقف المطالب والشروط في عملية تأليف الحكومة الجديدة يعيق تشكيلها، وأن مسؤولية التأليف لا تقع على عاتق رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي وحده. 

مواقف قد تجعل مسألة تأليف الحكومة ضمن المهلة الدستورية البالغة 30 يوماً موضع شك، وتطرح بالتالي تساؤلات حول صورة الأوضاع خلال الأيام المقبلة.

مع دخول العدوان الاسرائيلي الارهابي على غزة يومه الثامن والأربعين، استشهد قرابة العشرة فلسطينيين بينهم امرأة وأصيب خمسة آخرون في قصف طائرات الاحتلال منزلاً في منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة، ما أدى إلى انهياره فوق رؤوس ساكنيه. 

كما وصل إلى مستشفى الشفاء أكثر من أربعين إصابة بعد قصف قوات الاحتلال منزلاً في حي الصبرة جنوب غزة. 

وقصفت طائرات الاحتلال أيضاً مسجد السوسي في مخيم الشاطئ غرب غزة للمرة الثانية.

من جهتها، المقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها واصلت ردها على الاعتداءات الاسرائيلية. وقصفت المواقع العسكرية والمستوطنات الاسرائيلية والمدن من تل أبيب إلى بئر السبع وأشكول وناحل عوز ورعيم وموقع الكاميرا.

وعرضت كتائب القسّام شريطاً مصوراً لعمليات إطلاق صواريخ وقذائف هاون. وأظهرت الصورعمليات إطلاق صواريخ من أنواع مختلفة على تل أبيب والمستوطنات المحيطة بقطاع غزة، إضافة إلى المواقع العسكرية الاسرائيلية. 

وأشارت وسائل إعلام اسرائيلية إلى أن نحو 130 صاروخاً أطلقت من القطاع وأدت إلى وقوع أضرار في عدد من المستوطنات. 

وأكد الإعلام الاسرائيلي مقتل مستوطن  بصواريخ المقاومة، وإصابة 13 آخرين. كما أصيب عدد من المستوطنين بجروح في سقوط صاروخ على معبد يهودي في أشدود، وأدى الصاروخ إلى تدمير عدد من السيارات. 

لم يعد في غزة فرق بين قصف وآخر إلا في عدد الضحايا، فمشاهد الدمار أصبحت متشابهة على سكان القطاع. قصف إسرائيلي طال مزرعة للمواشي استشهد مواطنان وأصيب آخر في النصيرات وسط القطاع . 

معروف دياب، ناج من قصف مزرعة المواشي وسط قطاع غزة تحدث عما حصل معه لحظة القصف، وكيف نجا واستشهد إثنان كانا في رفقته. 

منازل المواطنين أصبحت في غزة قنابل موقوتة تقتل أصحابها بعد أن تستهدفها صواريخ الاحتلال... عدد من البيوت في وسط وجنوب القطاع دمرت لترتفع حصيلة الإصابات ومعها حجم الدمار. 

أبو وائل هو أحد جيران المنازل المستهدفة تحدث عن خوف الأطفال والنساء بسبب الغارات على منازل المواطنين. 

أحد جيران الأراضي المستهدفة تحدث أيضاً عن تحدي نتنياهو، وعدم الركوع لهم، مشيراً إلى أن "الشجر والحجر يمكن إعادة بنائه". 

ولم تستثن الغارات الإسرائيلية المنشآت الإقتصادية والصناعية، فمن مصانع الأسمنت ومزارع المواشي والدواجن وصولاً إلى تجريف الأراضي الزراعية، أصبحت وجوه المعاناة التي خلفها هذا العدوان لا حصر لها. 

بعد أكثر من شهر ونصف من العدوان المستمر على غزة.. ما زالت مشاهد الدمار هي الحاضر الأبرز في حياة الغزيين، و في الميدان تأخذ الأمور منحىً أكثر تصعيداً يقول سكان القطاع أنهم مستعدون له أكثر من أي وقت مضى.

الثلاثاء, 20 آب/أغسطس 2013 00:00

النبی ابراهیم (ع)