Super User

Super User

كانت الأسئلة التي شغلت اهتمام المعلقين الإسرائيليين بعد إعلان وقف الحرب ماذا جنت إسرائيل من عدوانها، ولماذا وافقت على وقف النار؟ وكم من الوقت سيمر قبل بدء جولة جديدة من القتال؟ وأيضا لم يغب التساؤل عن تداعيات ما حدث على الأمن القومي الإسرائيلي، ومنعة الجبهة الداخلية، وكذلك ثقة الإسرائيليين بجيشهم؟، وذلك وصولا إلى الاستفاهم عن استقرار ومصير الائتلاف الحكومي، ومستقبل رئيس وزراء العدو بنيامين نتيناهو السياسي؟

هذه الأسئلة وغيرها، إن تأخرت الإجابة عنها أو تباينت، فإنها تبقى التعبير الأبلغ عن حقيقة ما جرى، وخاصة ما قاله وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، بالإشارة إلى أن «الانتصار ليس بحاجة إلى شرح». وهي جملة توضح أن إسرائيل، بالتأكيد، لم تنتصر في حربها على قطاع غزة.
ويمكن البدء مما قاله معلق الشؤون الاستراتيجية في صحيفة «هآرتس»، أمير أورن، فهو ذكر أن نتنياهو سيبذل الآن جهدا ضخما ليعرض النتيجة على أنها نصر، «وإذا صدق نفسه، فسيكون بذلك الوحيد في جيله تقريبا». وأوضح أن «الهدوء لن يُرد عليه بالهدوء، بل بالكذب، وما جلبه نتنياهو ورفاقه على إسرائيل في مواجهة أقوى جيوش المنطقة لمنظمة فيها أقل من 15 ألف مقاتل، وعدد أقل من ذلك من القذائف الصاروخية، ليس مجرد انكسار فقط، بل هزيمة أيضا».
أورن طالب نتنياهو بأن يقدم كشف حساب، وأن يحاسب نفسه على برنامج العمل والأولويات، الذي حاول أن يمليه في السنوات الأخيرة، وخاصة الجنون في شأن إيران، الذي اجتذب مليارات الدولارات، «فلو أنه خصص لمستوطنتي نيريم وناحل عوز 1% مما خصصه لمفاعل نتانز لأصبح الإسرائيليون أكثر أمنا».
ووفق تقديره، فإن النظرية الأمنية لإسرائيل لم تخرج سالمة من المواجهة الأخيرة، بعدما اهتزت، «ما يفرض عملية فحص عميقة لهذه النظرية، وصولا إلى ترجمتها في إجراءات سياسية».
على نحو أقل تشاؤما، رأى المعلق العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، أن الحرب على غزة انتهت بـ«تعادل قاتم». مضيفا أنه مع إعلان وقف القتال، سُمعت في إسرائيل أصوات النحيب من اليمين واليسار. «فالشعور بخيبة الأمل مفهوم، بالنظر إلى فارق القدرات العسكرية والاقتصادية بين الطرفين، وحتى الآن يبدو أن الحرب لم تنته بانتصار أو هزيمة، بل بتعادل قاتم».
في المقابل، يذهب المحرر السياسي الرئيسي في «يديعوت أحرونوت»، ناحوم برنياع، إلى طريق أخرى، ليصف أن الخوف هو أن تكون إسرائيل قد مهدت الطريق للجولة التالية في لبنان أو غزة «بدلا من أن نمهد الطريق لإزالة التهديد من غزة»، أيضا قدّر أن رئيس السلطة، محمود عباس، هو المنتصر الحقيقي في الحرب، «فحماس نالت المجد في الشارع الفلسطيني، لكنه نال السيطرة على مسار إعمار غزة، وهو يحظى اليوم بمنزلة زعيم إيجابي وشريك ذي شرعية في العالم العربي والنظام الدولي، بل في نظر الرأي العام في إسرائيل أيضا. وربما كانت عملية الجرف الصامد هي الطبق الفضي الذي ستقوم فوقه دولة فلسطين».
ويرى برنياع أنه تبينت للإسرائيليين خلال هذه المرحلة عدة حقائق غير مريحة، «أولاها أنه برغم حرية العمل المطلقة للجيش الاسرائيلي في الجو والبحر، لم تكن هناك قدرة على هزم منظمة صغيرة نسبيا ومعزولة في العالم العربي، والثانية أن الحروب والحروب المحدودة أيضا تتطلب أثمانا لم يتوقع الجمهور دفعها، وهو لا يسارع إلى دفعها، والثالثة أنه تبين للإسرائيليين أنهم بلا حكومة».
في السياق نفسه، طالب معلق الشؤون العسكرية في «يديعوت»، أليكس فيشمان، نتنياهو، ووزير الحرب موشيه يعالون، ورئيس الأركان بني غانتس، بأن «ينظر الواحد منهم إلى الآخر، ويسألوا أنفسهم: كيف جُررنا إلى مواجهة استمرت 51 يوما ودفعنا أثمانا بشرية وسياسية واقتصادية وردعية بهذا الارتفاع؟».

وأكمل فيشمان تساؤلاته: «عليهم أن يسألوا أين أخطأنا: في الخطة العسكرية أم في الإدارة السياسية للمعركة وتنفيذها؟ أم ربما استخففنا ولم نقدر على نحو سليم قدرات العدو؟».
إلى صحيفة «إسرائيل اليوم»، حيث أشار معلق الشؤون العسكرية، يوآف ليمور، إلى وجود فجوة هائلة وغير قابلة للجسر بين الطريقة التي ينظر بها الجمهور الإسرائيلي نحو إنجازات «الجرف الصامد»، وتلك السائدة وسط القيادة السياسية والأمنية في تل أبيب. ولفت ليمور إلى أن «حماس» نجحت في أن تتسبب بالجنون لدولة كاملة طوال خمسين يوما، «كما شلت الحياة في الجنوب، ودفعت آلاف الأشخاص إلى الهرب من منازلهم، وزرع شعور غير مريح، مفاده بأن القوة الأقوى في المنطقة لم تنجح في التصدي لتنظيم صغير نسبيا، ويمتلك وسائل محدودة جدا، وهذه رسالة إشكالية في هذه المرحلة، التي يشهد فيها الشرق الأوسط تطرفا وجنونا».
وليس أخيرا، رأى المحلل السياسي في «معاريف»، بن كسبيت، أن ما جرى ليس انتصارا إسرائيليا، «فعلى المستوى الاستراتيجي يمكن الحديث عن فصل غير لطيف من الحرب الأخيرة، لأن إسرائيل اعتادت أن تلحق الهزيمة الاستراتيجية بأعدائها، لكن هذه الأيام ولت إلى غير رجعة، ولا يمكن لإسرائيل أن تسمح لنفسها بأن تخسر. فخسارتها الأولى ستكون الأخيرة».
المشكلة، كما يراها كسبيت، أن الإسرائيليين اعتادوا في الآونة الأخيرة تحقيق التعادل، «لكن التعادل جاء هذه المرة من منظمة صغيرة توازي قوتها ربع قوة حزب الله، وهي منظمة متحصنة في قطاع محاصر بعرض ثمانية كيلومترات». وأضاف: «تقاتلنا مع هذه الجماعة خمسين يوما، فيما الاقتصاد يتلقى الضربات، والسياحة تنهار، ومنطقة كاملة يخليها سكانها، وروتين الحياة تشوش في معظم مناطق الدولة... هذا ليس انتصارا». والخلاصة التي خرج بها كسبيت، أن حملة «عمود السحاب» كانت أرخص بكثير من «الجرف الصامد» و«الرصاص المصهور»، التي وفرت هدوءا أكثر، «لذا من المضحك التفكير الآن في أن بعضنا كانوا قبل سنتين مقتنعين بأن نتنياهو كان يعتزم مهاجمة إيران!».

لم يحل اهتمام الجيش الإسرائيلي بكيفية مواجهة تهديدات الصواريخ والأنفاق الهجومية، خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، دون دراسة سبل مواجهة تحدٍّ آخر صنعته الهجمات «السايبرية» التي كان مصدرها إيران بصورة رئيسية. هذه الهجمات كانت محط اهتمام مركز أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، الذي نشر تقريراً للباحثين غابي سيبوني وسامي كروننفلد، تطرقا فيه إلى النشاط الإيراني في مجال «السايبر» الموجه ضد إسرائيل، خلال عدوان «الجرف الصامد»، وإلى دلالات القدرات الإيرانية في هذا المجال، إضافة إلى التحديات التي يضعها تطور النشاط «السايبري» أمام إسرائيل، وسبل المواجهة والتصدي له.

الباحثان سيبوني وكروننفلد نقلا عن ضابط رفيع المستوى في سلاح الحوسبة قوله إنه «في سياق عملية الجرف الصامد، شنّت جهات إيرانية هجوماً سايبرياً كبيراً على الأهداف الإسرائيلية، من ضمنها محاولات لإلحاق الضرر بالشبكات الأمنية والمالية، وهو ما كشف أن إيران تقوم بجهد هائل في مجال تطوير القدرات الهجومية الفعالة ضد أنظمة البنى التحتية، وأنها قد تشكل تحدياً خطيراً للدفاعات الإسرائيلية في المستقبل المنظور»، بحسب التقرير، الذي أعاد إلى الأذهان ما حدث في عام 2013، عندما نُفذت سلسلة من الهجمات على مواقع المصارف الأميركية الأساسية والمؤسسات المالية، والتي اتُهمت إيران بالوقوف وراءها. وهو ما دفع خبيراً أمنياً في مجال المعلومات إلى وصف تلك الهجمات، التي تضمنت تقنيات متطورة وأظهرت قدرة على العمل في مجال واسع ضد أهداف قيّمة جداً، بأنها غير مسبوقة لناحية المستوى والفعالية.
وبرغم الانعكاسات الخطيرة للهجمات على البنى التحتية المالية، بسبب نتيجتها في إلحاق ضرر هائل جراء تعطيلها النشاط الروتيني للشركات المالية وأصحابها، فإن الهجوم «السايبري» خلال عملية «الجرف الصامد» تركز على الانترنت المدني، وفق ما ذكره سيبوني وكروننفلد.
وبالعودة إلى الأهداف التي جرى استهدافها في الهجوم غير المسبوق، وفق ما قال الضابط الكبير في سلاح الحوسبة، فقد استهدف الهجوم مواقع الجيش الإسرائيلي على الإنترنت، مثل قيادة الجبهة الداخلية ووحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إضافة إلى البنى التحتية المدنية. وحقّق المهاجمون، بحسب التقرير، بعض النجاحات عندما استطاعوا نشر رسالة زائفة عبر حساب «تويتر» الرسمي للجيش، قائلين إن المفاعل النووي في ديمونا قد أُصيب بصاروخ، وإن هناك خطورة تسرب الإشعاعات النووية.
وكانت الهجمات «السايبرية» على أهداف إسرائيلية تسارعت مع توسع العملية العسكرية في البر. وخلال الجزء الأول من العملية، كان الهجوم هامشياً وغير منظم، لكن مع توسع العمل البري في غزة، استناداً إلى مدير الدفاع «السايبري» في الجيش الإسرائيلي، حصلت قفزة كبيرة في مجال الهجمات على إسرائيل، وفي الغالب من حيث تطورها أيضاً. ووصلت الهجمات إلى الذروة في 25 تموز 2014، يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان، في «يوم القدس العالمي»، عندما تعاونت جهات إيرانية مع مهاجمين آخرين من كل العالم في شنّ هجوم واسع الانتشار ضد عدد من المواقع الإسرائيلية، من أجل إعاقة الولوج إليها لمدة طويلة من الوقت.
في تشريحهما للقدرات الإيرانية في مجال «السايبر» وللنشاط «السايبري» الإيراني خلال عملية «الجرف الصامد»، خلص سيبوني وكروننفلد إلى وجود «نضج متنام في القدرات العملانية للجمهورية الإسلامية يُظهر أنها قادرة على تنفيذ عملية سايبرية عسكرية شاملة ضد مروحة من الأهداف باستخدام طيف واسع من الأساليب». فضلاً عن ذلك، يضيف سيبوني وكروننفلد أن تركيز إيران على الفضاء «السايبري» خلال عملية «الجرف الصامد» قد يُشير إلى بداية مسار يجري خلاله استبدال ما وصفاه بـ«الإرهاب الكلاسيكي» بـ«السايبر كأداة أساسية في عقيدة الحرب غير المتماثلة». فحرب «السايبر»، التي تؤمّن للمهاجم المساحة والإنكار، وهما ميزتان تعتبر إيران أن لهما قيمة عالية، كما يقول سيبوني وكروننفلد، تسمح بإلحاق ضرر فادح بالجبهة المدنية لأي عدو يتمتع بتفوق عسكري وجيواستراتيجي.
ومع إشارة سيبوني وكروننفلد، لكن لغاية الآن تبقى قدرات الفضاء «السايبري» الإيراني أدنى من تلك الموجودة لدى إسرائيل ولدى القوى التكنولوجية العظمى الرائدة، وهما حذرا في المقابل من أن إيران تعمل بسرعة وفعالية على سدّ الفجوة.
سيبوني وكروننفلد ختما تقريرهما بالتحذير من خطورة التطور السريع لبناء القوة «السايبرية» في إيران والهجمات الإيرانية في هذا المجال. ففي رأيهما، إن إيران قادرة على تشكيل تحدّ لقدرات الدفاع الإسرائيلية بشكل أكبر من ذي قبل، لذا بات ضرورياً على إسرائيل بناء وتنظيم الدفاع «السايبري» بأسرع وقت ممكن، وتحديد العلاقة المتداخلة في ما بين المؤسسات المختلفة العاملة في هذا المجال. مع ذلك، يشير سيبوني وكروننفلد إلى أن الإجراءات الدفاعية ليست كافية، ولا بدّ لإسرائيل من شن هجمات استباقية وانتقامية أيضاً، تطال من لديهم نية إلحاق الأذى بها في الفضاء السايبري.

لم يكن اقتباس الأغاني والأناشيد الثورية اللبنانية على الشاشات الفلسطينية محل التقليد، أو المحاكاة، الوحيد، فالمقاومة عملت على تنفيذ ما فعله حزب الله مع إسرائيل على مدار سنوات مضت، وإن كان الحزب قد سبق الفلسطينيين في كثير من التكتيكات والوسائل، فإنها لم تفقد فعالياتها في مواجهة الاحتلال.

وظهر قبل الحرب، وخاصة مع تخلي حركة «حماس» عن الحكم في غزة أنها قد أقامت مراجعة خلصت إلى ضرورة تشكيل نموذج مشابهة حزب الله في الساحة اللبنانية، وإسقاطه على المشهد الفلسطيني، أي هناك من يحكم، وآخر عليه تأمين الحدود من أي ضربات عسكرية إسرائيلية، أو مقاومتها وقت الحرب.
ومن أكثر الأذرع العسكرية قدرة على تطبيق هذا النموذج كتائب القسام التابعة لـ«حماس» بصفتها قوة عسكرية كبرى في القطاع، ما يتيح لها فرصة تطبيق النموذج اللبناني إذا قررت «حماس» فعلياً التخلي عن الحكم ومشروع الوصول إلى السلطة. ولا يعني هذا انزواءها عن تمثيل سياسي، عبر حزب جديد، يضمن لها الحضور في المشهد لتكون ذات محدد أساسي في اتخاذ القرار، وإمكانية المزاوجة بين المقاومة والسياسة.

وتكفي نظرة واحدة إلى سير العمليات العسكرية الهجومية والدفاعية، والرد الصاروخي، والقدرات التسليحية، ليظهر جلياً أن التعاون بين المقاومة وحزب الله أثمر عن استنساخ النموذج العسكري مع مراعاة الفروق في الجغرافيا والخصوصية الفلسطينية، وهو ما وصفته بعض المصادر الحمساوية بأنها «غيرة المقاومة من المقاومة». لكن ماذا عن السياسة وتأثيرها على المستقبل العسكري، وإن كانت «حماس» قد استغلت وجودها في الحكم لتقوية الذراع المسلحة لها، على خلاف تجربة «فتح»؟ أيضاً، هل يعني خروج الحركة الإسلامية من لعبة الحكومات أنها ستعود إلى المقاومة البحتة، أم ستحاول تطبيق نموذج آخر يحقق المزاوجة بين السياسة وخيار المقاومة، وخاصة أنها لا تزال تحتفظ بكتلة برلمانية كبيرة؟ محللون وباحثون سياسيون رأوا أن الفرصة مناسبة لخروج «حماس» من «آثام السياسة»، وخاصة أن هناك من يرى أنها «نضجت سياسياً» على المستوى الداخلي أقله، وهو جزء من رأي أحمد يوسف، وهو المستشار الأسبق، لرئيس وزراء حكومة غزة السابقة، إسماعيل هنية. يقول يوسف إن الحركة صارت تتمتع بواقعية، «وأدركت حجم الضغوط التي تواجهها، وخاصة في ظل قدرة إسرائيل على إدارة المجتمع الدولي وتحريكه مع الأنظمة العربية ضدها، وهذا أمر نجحت وتنجح فيه غالباً». «لا يعني تخلي حماس عن الحكم أنها ستختفي عن الساحة السياسية بقدر ما أنها تعتبر أن تجربة حزب الله مدرسة كاملة لحركات التحرر، فمثلاً في لبنان ليس بإمكان أحد أن ينتخب رئيساً للبنان دون قبول الحزب بسبب تأثيره السياسي وتركيبة البلد»، يضيف يوسف.
رغم ذلك، ليس من السهل في بيئة واقعة تحت الاحتلال المباشر وغير المباشر، تطبيق هذا النموذج، وخاصة مع انجذاب «حماس» إلى مجموعة متباينة من التأثيرات الخارجية. ويبدو أنه بعد الحرب تعززت مخاوف من إمكانية عودة «حماس» إلى محور سوريا وإيران وحزب الله بقدر موازٍ لما ظهر عليه التفاؤل في بداية المعركة، لذلك يرى الباحث في شؤون الإسلام السياسي، محمد حجازي، أن الأمور لن تعود إلى سابق عهدها مع الحلفاء الذين تخلت عنهم الحركة، «فهناك خشية من التجربة معها من جديد، والأمور بحاجة إلى سنوات عديدة».
وبينما حمل اتفاق المصالحة ضمناً أن سلاح المقاومة لن يمس في غزة، أعيد الحديث عنه إسرائيلياً في مفاوضات إيقاف الحرب، لكن السلطة الفلسطينية التي كانت مشاركة في الوفد المفاوض أعلنت أنها ترفض الحديث عنه، مع أن ممارستها العملية في الضفة المحتلة تظهر عكس ذلك.
بناءً على ذلك، يرى حجازي أن أي عودة للسلطة إلى غزة ستقابل بإصرار كتائب القسام وباقي الفصائل على أن تظل منظومة المقاومة كما هي، لكن مقابل ألا تطلق الصواريخ على إسرائيل بصورة متقطعة أو عشوائية «تماماً مثل حالة حزب الله». وإذا تحقق ذلك، فإن النجاح سيكون حليف المقاومة، لكن لا يعرف بعد هل سيكون هناك توافق مع السلطة حتى تغض الأخيرة الطرف عن تسلح الأولى وامتلاك أكبر عدد من الصواريخ وتصنيعها، أم سيكون اعتبار أي مواجهة بين فصائل المقاومة والجيش الإسرائيلي مخالفة للتنسيق الأمني، ما يمكن أن يشعل المواجهة مجدداً.
هذا السيناريو ممكن من وجهة نظر الكاتب حسام الدجني، وخاصة إذا «وافقت المقاومة على إكمال رئيس السلطة محمود عباس المفاوضات مع الاحتلال، ورضي الأخير ببقاء قوة المقاومة». لكنه يرى أن تراجع التأييد الشعبي لطرف ما ووجود خطين متوازيين سياسياً قد لا ينجحان هذه الفكرة، «لذلك أمام الجميع تحدّ كبير ستظهر نتائجه قريباً».
ومنذ اليوم الأول لوقف الحرب، أعلنت فصائل المقاومة أنها استكملت تدريبها لعناصرها وإعادة التصنيع لتعويض المخزون الصاروخي، فضلاً عن العمل للاستفادة من الأخطاء التي حدثت، كما أشارت إلى أن عدد المنضوين تحت أجنحتها من المقاومين زاد عما قبل.

سناء كمال - الأخبار

تتساءل صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" من يدفع روسيا إلى الحرب في الدونباس؟ وتقول "لا نعرف حقيقة مشاركة  جيشنا النظامي في القتال في أوكرانيا، لكن حتى اللحظة تنفي القيادة الروسية هذه الفرضية، وربما كانت هناك بعض التدابير لضمان سرية انتشار قوات روسية في شرق أوكرانيا". 

وأشارت الصحيفة إلى أن "روسيا لا تخفي البتة مشاركة ميليشيات من جنسيات عدة من أجل حماية المواطنين الروس في الدونباس، وبعض تلك الميليشيات من روسيا وصربيا وربما من فرنسا وإسبانيا"، مشيرة إلى أن "كييف تحاول بدورها الاستثمار في قضية توقيف عشرة مظليين روس على أراضيها". 

ورأت الصحيفة أنه "خلال اللقاء الأخير في مينسك كان الأمر أكثر وضوحاً عندما لجأ بيتر باراشينكو إلى طرح المساومة في قضية المظليين إلا أن مسعاه فشل". 

كما اعتبرت الصحيفة أنه "من الصعب تأكيد مشاركة روسيا المباشرة في معارك شرق أوكرانيا أو على الأقل حتى اللحظة يبدو الأمر كذلك"، مضيفة أن "مسار وتطور الأحداث في أوكرانيا ليس واضحاً ولن نحصل حالياً على إجابة واضحة عن مدى المشاركة الفعلية الروسية في الحرب على قاعدة حماية السكان الروس". 

بدورها رأت صحيفة "كوميرسنت" أن "باراشينكو العاجز يشجع الغرب على مساعدة بلاده". وقالت إن "باراشينكو يعوّل على المساعدة العسكرية المباشرة من الغرب بعد إعلانه دخول قوات روسية إلى بلاده"، مشيرة إلى أن "الرد الغربي سيقتصر على فرض عقوبات جديدة على روسيا، علماً بأن الأخيرة رفضت الاتهامات التي تسوقها كييف ومعها الغرب". 

وأضافت "كوميرسنت" أن "باراشينكو الذي أجبرته التطورات في شرق أوكرانيا على إلغاء رحلته إلى تركيا، أصدر من المطار بياناً عن غزو روسيا بلاده"، مؤكداً خلال اجتماع طارىء لمجلس الأمن القومي "أن الأوضاع تحت السيطرة  لكنها صعبة جداً". 

ورأت الصحيفة أن "كل ما يستطيع الغرب تأمينه لكييف هو السلاح من دون التدخل العسكري. وهنا تكون كييف بحاجة إلى بعض الوقت لتدريب جنودها على التكنولوجيا الأميركية أو الأوروبية المعقدة"، معتبرة بهذه الحال أنه "في هذه الأثناء يكون عندها قد سيطرت قوات دانيتسك على نحو كامل على المدن الرئيسية"، بحسب الصحيفة.

رفعت بريطانيا اليوم الجمعة مستوى التهديد بالإرهاب إلى درجة الخطر الشديد. وبحسب وزارة الداخلية فإن "إرتفاع مستوى التهديد مرتبط بالتطورات الحاصلة في سوريا والعراق" مضيفة أن "المجموعات الإرهابية تحاول التخطيط لهجمات ضد الغرب". 

بدوره قال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون "قد نواجه دولة إرهابية على المتوسط تشكل تهديداً للناتو" مبدياً خشيته من امتداد داعش إلى لبنان والأردن. 

وإذ قال كاميرون إنه جرى كشف أشخاص لهم ارتباطات مع داعش والمجموعات المتطرفة أكد على ضرورة "اتخاذ خطوات إضافية لمواجهة الإرهاب من خلال قوانين جديدة". 

اعتبر الناطق باسم سرايا القدس أبو حمزة أن "الشعب الفلسطيني ومقاومته استطاعا تحقيق ما عجزت عنه دول وجيوش جرارة"، مؤكداً أن "المقاومة تدرك أن المعركة الأخيرة ليست النهائية، ونحن نستعد للمعركة المقبلة".وأضاف أبو حمزة "لن نقول إننا سنبدأ الاستعداد للمعركة لأن صنعنا وتجهيزنا للسلاح لم يتوقف حتى خلال العدوان.. نقول للإسرائيليين إننا بالمرصاد إذا عادوا للعدوان".

أقامت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مسيرة احتفالية في غزة، بمناسبة الانتصار الذي حققته المقاومة الفلسطينية على الإحتلال الإسرائيلي. 

وخلال الاحتفال تحدث القيادي في الحركة محمد الهندي معتبراً أن "إسرائيل كانت عاجزة للمرة الأولى في تاريخها أمام المقاومة التي استمرت بضرب المستوطنات حتى اللحظات الأخيرة من العدوان". 

ووجه الهندي رسالة للسلطة الفلسطينية مفادها أن "مفاوضات التسوية مع إسرائيل قد دفنت إلى غير عودة، وأنه يجب وقف التنسيق الأمني مع العدو، وتعزيز الإطار القيادي لإعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية"، مشدداً على التمسك برفع الحصار عن قطاع غزة، لأنه مطلب غير قابل للنقاش. 

ووجه الهندي التحية لكل من تضامن مع غزة ودعم المقاومة، معتبراً أنه كان هناك انحياز دولي لإسرائيل وانكفاء عربي، وأن "الحكومات المتواطئة مع إسرائيل أثبتت أنها بلا إنسانية".

أعلنت الخارجية الايرانية أن "الشعب الفلسطيني تمكن من أن يسطر ملحمة جديدة في انتصار المقاومة، وكسر كيان الاحتلال الصهيوني". وأشارت في بيان لها إلى أن "المقاومة هي السبيل الوحيد لإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني"، مضيفة أنها "مقدمة وبشرى للنصر الأكبر بتحرير الأراضي المحتلة، وفي مقدمها القدس الشريف". 

ورأت إيران أن فرض المقاومة لإرادتها على قادة كيان الاحتلال الصهيوني على الرغم من حرب غير عادلة ما كان ليتحقق لولا قادة المقاومة وتضحيات الشهداء ودماء آلاف الشهداء، في ظل ثبات وصمود المقاومة في مواجهة أطماع كيان الإحتلال للتوسع واحتلال الأراضي. 

كما أكدت الخارجية أن "ايران ماضية في تقديم الدعم الكامل للمقاومة والشعب الفلسطيني". 

من جهته وصف رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني انتصار المقاومة في غزة بأنه "فتح الفتوح ويوم الله وانتصار الدم على السيف في ظل الصمت العربي والدعم الأميركي للعدوان". 

وفي كلمة له خلال افتتاح إجتماع البرلمان، بارك لاريجاني للشعب الفلسطيني وحركتي الجهاد الإسلامي وحماس الإنتصار، مؤكداً أن "الشعب الفلسطيني جوهرة الجهاد التي زرعت الصمود في زمن التخاذل"، لافتاً إلى أن "هذه القوة ستقضي على كيان الاحتلال".

12 شهيداً حصيلة اليوم الحادي والخمسين للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة. 

طائرات الاحتلال واصلت عملية التدمير الممنهج للأبراج السكنية ومنازل المدنيين في القطاع إضافة إلى مساجد عديدة. 

الغارات الاسرائيلية شملت مناطق خان يونس والشجاعية وبيت لاهيا وارتفعت حصيلة شهداء العدوان الى 2143 شهيدا. 

ورداً على استهداف إسرائيل للأبراج السكنية قصفت كتائب القسام صباح اليوم الثلاثاء حيفا بصاروخ R160 وتل أبيب بأربعة صواريخ M75 وعسقلان بصاروخي قسام. وكانت سرايا القدس قد أعلنت بعد منتصف الليل قصفها تجمعاً للآليات العسكرية في موقع الفراحين بقذيفتي هاون. كما اعترف الاحتلال أمس بسقوط خمس إصابات باستهداف حشود عند معبر إيريز. وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن عدد الصواريخ التي اطلقت من قطاع غزة على إسرائيل بلغ اليوم 145 صاروخاً.
وسجل أمس الإثنين سقوط 10 شهداء بعدما استهدفت إسرائيل المنازل والمساجد بينما ردت المقاومة بالمزيد من الصواريخ. 

المقاومة الفلسطينية واصلت ردها على العدوان واستهدفت بشكل مكثف المواقع العسكرية الاسرائيلية بقذائف الهاون وصواريخ المئة والسبعة وغراد. 

واستهدفت سرايا القدس وكتائب القسام بعمليات مشتركة ومتفرقة مواقع إسناد كرم ابو سالم ونيريم والعين الثالثة كما قصفت كتائب المقاومة الوطنية وألوية الناصر وكتائب الاقصى موقع زكيم العسكري وكرم ابو سالم. 

وسائل الإعلام الاسرائيلية اشارت الى أن اكثر من 55 صاروخا أطلقت على المستوطنات اليوم. 

وخلال تفقده منزلا في عسقلان أصيب إصابة مباشرة بصواريخ المقاومة، رأى وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاق أهرونوفيتش أن المعركة لم تنته بعد. 

أهرونوفيتش قال إن المقاومة الفلسطينية لا يزال لديها قدرةٌ كبيرةٌ جدا لذلك يجب الاستمرار في إضعافها.

وقف نصف أعضاء المجلس الوزاري المصغر ضد وقف إطلاق النار مع غزة بحسب وسائل إعلام إسرائيلية. وعلّق أحد الوزراء الإسرائيليين على اتفاق التهدئة خلال حديث للقناة الإسرائيلية الأولى بالقول: "هذا ليس اتفاق، هذا عار". 

وعارض الوزارء الأعضاء في المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر أفيغدور ليبرمان، ونفتالي بينت، واسحاق أهرونوفيتش، وغلعاد أردان، وقف اطلاق النار. 

الوزيرة تسيبي لفني قالت: "يجب منع حماس من تحقيق انجازات سياسية، وعلينا خلق جبهة مع المعتدلين في المنطقة. الوقت وحده سيثبت ما اذا كان الردع تحقق مقابل حماس". 

وصرحت لفني لموقع والاه أن وقف اطلاق النار يجب ان يكون جزء من تسوية شاملة. 

أما وزير الإسكان اوري اريئيل من "البيت اليهودي" فاعتبر أن  كل اتفاق لا يشمل تصفية التهديد الصاروخي على سكان إسرائيل وتجريد القطاع من السلاح هو عبارة عن نصف العمل، وأضاف "في مثل هذا الواقع لا يتبقى أمام المؤسسة الأمنية سوى الإستعداد للجولة القادمة التي ستكون قريبة". 

رئيسة حزب ميرتس زهافا غلؤون وصفت عملية "الجرف الصلب" بـ"الفشل الإستراتيجي لإسرائيل". وقالت "وقف اطلاق النار انجاز لحماس على حساب سكان الجنوب". 

 إلى ذلك يناقش مجلس الوزراء الإسرائيلي خلال جلسته الاسبوعية يوم الأحد المقبل اجراء تقليص في ميزانيات مختلف الدوائر الحكومية يقارب حجمه الاجمالي مليارين ونصف مليار شيكل، وذلك بسبب تكاليف عملية الجرف الصامد.  

وقالت وزارة المالية ان التقليص لن يطال الخدمات المدنية بما في ذلك التربية والتعليم والإعانات المقدمة للمسنين وللناجين من المحرقة.
وعقدت اليوم جلسة بمشاركة رئيس الوزراء ووزير المالية ومحافِظة بنك اسرائيل ورئيس المجلس الاقتصادي القومي حيث تقرر رفع نسبة العجز المالي المستهدَف في ميزانية الدولة للعام المقبل بستة أعشار بالمئة، لتبلغ 3.1 بالمئة.
وجدد وزير المالية خلال الجلسة التزامه بعدم رفع الضرائب في ميزانية العام المقبل وبعدم تجميد عملية سن القانون الخاص باعفاء الشقق السكنية الجديدة من ضريبة القيمة المضافة.
وتنوي وزارة المالية اضافة مليارين ونصف مليار شيكل الى ميزانية الدفاع في اطار ميزانية الدولة للعام المقبل. 

 ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن وزير الشؤون الاستراتيجية يوفال شتاينيتس تأكيده عدم معارضة اسرائيل لاعلان تهدئة طويلة الامد في محيط قطاع غزة.  

واشترط شتاينيتس اعادة اعمار القطاع بجعله خاليا من الصواريخ والقذائف الصاروخية. 

وقال شتاينيتس في سياق مقابلة اذاعية ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خرق تعهده بمنع اطلاق الصواريخ من قطاع غزة على اسرائيل كما اتهمه بشن معركة مزدوجة ضد اسرائيل قائلا ان ابو مازن يطلق على اسرائيل ما وصفه بصواريخ سياسية من خلال تهديداته بالتوجه الى مؤسسات الامم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية وذلك في الوقت الذي تواصل فيه حماس اطلاق الصواريخ الحقيقية على اسرائيل.
ورأى الوزير شتاينيتس ان ازدياد قوة المجموعات الاسلامية المتطرفة في بعض الدول العربية يؤكد ضرورة عدم مجازفة اسرائيل بامنها وعدم انسحابها من مناطق الضفة الغربية طالما لم يتم التوصل الى اتفاق حول جعل قطاع غزة منزوع السلاح.