
Super User
الغرب يفرض عقوبات جديدة وموسكو تتوعد بالرد
مرة أخرى يفرض الغرب عقوبات على روسيا على خلفية الأحداث في أوكرانيا، حتى بعد أن ثبت في المرة الأولى عدم فعاليتها أمام الإصرار الروسي
النبي (ص) وإعادة بناء الكعبة المشرفة (9)
قلنا في المقال السابق إن النبي محمد (ص) كان قد أصبح في مطلع شبابه مرموقاً في مجتمعه نظراً لما كان يتمتع به من مكانة اجتماعية واخلاقية. ولما كان يمتلكه من شخصية واعية وحكيمة، وبعيدة النظر ومخلصة، بحيث وجد فيه المكيون سيداً من سادة العرب الموهوبين وأصبحوا يرجعون إليه في قضاياهم الهامة ويحكّمونه في حل نزاعاتهم وخصوماتهم.
ولقد برز ذلك بشكل واضح في مشاركته البارزة بشكل فاعل ومؤثر في قضية تجديد بناء الكعبة المشرفة، والذي حدث قبل البعثة النبوية بنحو خمس سنين على أشهر الروايات.
فقد شارك النبي (ص) في بنائها، وكان له الدور الكبير في تسوية الخلاف الذي وقع بين أهل مكة في بعض مراحل البناء وكاد أن يؤدي إلى مجزرة بينهم لولا أن النبي (ص) استطاع بوعيه وحكمته واخلاصه أن يعالج الموقف بما يرضي جميع الأطراف.
ولكن قبل أن نستعرض تفاصيل هذا الحدث لا بد من الاشارة بشكل موجز إلى تاريخ الكعبة والمراحل التي مرت بها حتى وصول ذلك اليوم حيث قرر أهل مكة ومعهم محمد بن عبدالله بنائها من جديد. تاريخ الكعبة المشرّفة من المعلوم أن الكعبة تقع في مكة المكرمة إحدى مدن الحجاز في شبه الجزيرة العربية وأن أول من بناها هو النبي إبراهيم (عليه السلام) بأمر من الله عز وجل لتكون مكانا للتوحيد والعبادة، وذلك بعدما هاجر إبراهيم بزوجته هاجر وولده اسماعيل إلى أرض مكة.
كما أن من المعلوم أن بناء الكعبة المشرفة تضمن حجراً أسود قيل إن النبي إبراهيم(ع) أنزله من جبل أبي قبيس في مكة ووصعه في ذلك المكان. وقيل إنه نزل به الملاك جبرائيل (ع) من الجنة. ومهما يكن فقد ظلت الكعبة معبداً للعرب على مرور السنين الطويلة يحجون إليها ويتعاهدونها بالبناء والترميم كلما دعت الحاجة إلى ذلك.
وقد قيل إنها تهدمت بعد أن مرّ عليها القرون الطويلة فأعاد العملاقة بنائها ثم تهدمت بعد ذلك قبنتها "جرهم" وأصبحت بعد ذلك في ولايتهم وإشرافهم. ويقول بعض المؤرخين إن "جرهم" بغت واستحلت المحارم فأبادها الله عز وجل.
وانتقلت الكعبة بعد ذلك إلى عهدة قبيلة "خزاعة" ثم من بعدهم إلى قبيلة "قريش". وفي أثناء ولاية قبيلة قريش عليها وقبل النبوة، بخمس سنوات أو أكثر، تمّ هدمها وتجديد بنائها. ويذكر اليعقوبي المؤرخ المعروف روايتين في سبب هدم الكعبة الشريفة وتجديد بنائها في الجاهلية.
الرواية الأولى يقول فيها إن الكعبة تصدعت من آثار السيول التي أصابتها. والرواية الثانية أن امرأة كانت تبخّرها فتطايرت شرارة منها إلى ثوب الكعبة فاحترق بابها والأخشاب التي كانت فيها. قريش تجتمع على بناء الكعبة وأمام هذا الواقع اجتمعت قريش وقررت هدم الكعبة وإعادة مبلغ من الطريق الطيب الحلال لا من أموالهم التي أخذوها غصباً أو ربا أو التي اكتسبوها من الطرق الحرام. ويقول المؤرخون إن قريشاً وزعت الهدم والبناء على القبائل. فكان لكل قبيلة جهة معينة من الكعبة مسوؤلة عن هدمها ثمّ إعادة بنائها.
وكان الوليد بن المغيرة هو أول من بادر إلى هدمها بعد أن تهيّب غيره من هذا الأمر. وهكذا بدأت كل قبيلة تجمع الحجارة وتبني الجهة المعينة لها حسب الخطة.
ويقال إن النبي (ص) شارك في جمع الحجارة. إلا إنه لمّا تكامل البناء ووصلوا إلى موضع الحجر الأسود اختلفوا في من يرفع الحجر الأسود ليضعه في مكانه المخصص له. وأرادت كل قبيلة أن يكون لها هذا الشرف، لأنهم كانوا يرون أن من يضع الحجر الأسود في مكانه يكون له السيادة والزعامة.
وكاد هذا الاختلاف يؤدي بهم إلى فتنة وحرب كبيرة حيث استعدوا للقتال وتركوا العمل في بناء الكعبة. وانضم كل حليف إلى حليفه حتى أن بعض القبائل تحالف على الموت دون ذلك. وغمسوا أيديهم في الدم حتى سموا "لعقة الدم".
ولمّا وصل الأمر بهم إلى هذا الحد الخطير اقترح عليهم أبو أمية بن المغيرة والد أم سلمة، زوجة النبي (ص) فيما بعد، أن يحكّموا في هذا النزاع أول شخص يدخل عليهم. فكان محمد بن عبدالله أول الوافدين عليهم، فلما رأوه قادما إليهم استبشروا بقدومهم وقالوا :"لقد جاءكم الصادق الأمين، وبهذا الأمين راضين به حكماً".
الرسول يفّك نزاع القوم ويذكر بعض المؤرخين أنهم كانوا يتحاكمون عند النبي (ص) في الجاهلية بأنه كان لا يداري ولا يمالي. ولمّا وصل إليهم أخبروه بما اختلفوا فيه، فطلب منهم ليعالج الموقف أن يحضروا له ثوباً. فأتوا له بثوب كبير، فأخذ الحجر الأسود ووضعه فيه بيده، ثم التفت إلى شيوخهم وقال لهم :"لتأخذ كل قبيلة بطرف من الثوب ثم ارفعوه جميعاً".
فاستحسنوا ذلك ورأوا فيه حلاً يحفظ حقوق الجميع ولا يحرز لأحد امتيازا على الأخرين. فأقبل من كل قبيلة شخص وأخذوا بأطراف الثوب ورفعوه بأجمعهم. ولمّا أصبح الحجر بمحاذاة الموضع المخصص له أخذه رسول الله (ص) بيده الكريمة ووضعه في مكانه.
وبعد ذلك أتمّوا بناء الكعبة كما خططوا لذلك. وهكذا استطاع النبي (ص) بحكمته واخلاصه إرضاء الجميع ولولاه لأدى نزاعهم إلى حرب مدمرة لا تنجلي إلا بعشرات القتلى والضحايا. إن ما نلاحظه وما نستنتجه من هذه القضية عدة أمور:
أولا : إن اشتراط قريش أن يكون بناء الكعبة من الأموال الطيبة والحلال التي لا ربا ولا غصب فيها ولا مظلمة لأحد إن دلّ على شيء فإنما يدل على شعور حقيقي بقبح هذه الأمور عندهم، حتى عند أولئك الذين كانت تحكمهم المفاهيم الجاهلية. بل إن ذلك يدل على أن الوجدان والعقل بمعزل عن الدين والإيمان يحكمان بقبح الربا والغصب والمال الحرام عن طريق الظلم والعدوان.
ثانيا : إن قصة بناء الكعبة تدل على أن أهل مكة كانوا يتعاونون فيما بينهم بالمنطق القبلي حتى في تعاونهم على بناء بيت الله عز وجل، والذي هو أقدس مقدساتهم، ورمز عزهم ومجدهم وكرامتهم، بل عليه تقوم حياتهم الاقتصادية وغيرها. وإن تحالف بعض القبائل وغمس أيديهم في الدم، حين اختلفوا من يرفع الحجر الأسود إلى مكانه، يعدّ الذروة في هذا المنطق القبلي الذي يأباه الوعي الإنساني ويرفضه العقل البشري السليم.
ثالثا : إن فرح قريش بدخول النبي (ص) ووصفهم له بأنه الصادق الأمين يكشف عن مكانة النبي (ص) الخاصة في نفوس الناس في مكة. وإن تحكيمه في هذا النزاع الخطير يكشف عن ثقتهم به وبرجاحة عقله ووعيه وإخلاصه ووفائه وحكمته.
نداء تعزية الإمام الخامنئي بمناسبة رحيل إمام جمعة تبريز آية الله الشيخ الملكوتي
نداء تعزية الإمام الخامنئي بمناسبة رحيل إمام جمعة تبريز آية الله الشيخ الملكوتي إثر رحيل آية الله الشيخ مسلم ملكوتي أصدر آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية نداء تعزية في ما يلي الترجمة العربية لنصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
أقدم العزاء بمناسبة رحيل العالم الجليل المرحوم آية الله الحاج الشيخ مسلم ملكوتي (رضوان الله عليه) و قد كان من العلماء المبرزين في الحوزات العلمية و صاحب مفاخر بسوابق طويلة من الجهاد و الخدمات التي قدّمها للثورة و نظام الجمهورية الإسلامية، لعائلة المكرمة المعززة و تلاميذه و محبّيه و لعموم أهالي آذربيجان، و كذلك للمراجع العظام و العلماء الأعلام في الحوزة العلمية بقم.
المشاركة الدائمة لهذا العالم المجاهد في الأنشطة السياسية لجماعة مدرسي قم خلال فترة القمع، و خدماته بعد ذلك في خندق إمامة جمعة تبريز البطلة، و مواكبته و مرافقته لمقاتلي الدفاع المقدس، سوابق مسجّلة لن تمحى من ذاكرة تاريخ الثورة و من ديوان الكرام الكاتبين إن شاء الله. أسأل الله تعالى له الرحمة و المغفرة و علوّ الدرجات.
السيد علي الخامنئي
4 أرديبهشت 1393
الإمام الخامنئي يعزي بمناسبة رحيل الماموستا مجتهدي إمام جمعة أهل السنة في سنندج
الإمام الخامنئي يعزي بمناسبة رحيل الماموستا مجتهدي إمام جمعة أهل السنة في سنندجأصدر سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية نداء تعزية بمناسبة رحيل الماموستا حسام الدين مجتهدي النائب في مجلس خبراء القيادة و إمام جمعة أهل السنة في مدينة سنندج مركز محافظة كردستان (شمال غرب البلاد)، و في ما يلي الترجمة العربية لنص النداء:
بسم الله الرحمن الرحيم
أقدم التعازي بمناسبة وفاة رجل الدين المصلح الفاضل حضرة الماموستا حسام الدين مجتهدي أحد العلماء الشافعيين المبرّزين، و النائب في مجلس خبراء القيادة، و إمام جمعة أهل السنة في سنندج (رحمة الله عليه) لعموم الأهالي المؤمنين و الثوريين في كردستان، و عائلته و ذويه المحترمين.
كانت هذه الشخصية الخدومة المُسنّة التي يعد الكثير من علماء المنطقة تلامذته، من جملة الأوفياء النداء الثوري للاتحاد بين المسلمين، و كان ينهض بواجبات رجال الدين بروح التقريب بين الفرق الإسلامية.
أسأل الحق تعالى له الرحمة و المغفرة.
السيد علي الخامنئي
6 أرديبهشت 1393
العراق .. استحقاق إنتخابي جديد
مع تزايد حدة المنافسات بين مرشحي الكتل والإئتلافات السياسية وفي ظل أجواء الصراع القائم بينها، يتوجه العراقيون في الثلاثين من نيسان الجاري لصناديق الإقتراع لإختيار برلمان جديد من شأنه تجاوز أخطاء الماضي ورسم صورة مشرقة لمستقبل البلاد ليشهد العراق حينها الإستقرار الحقيقي وليتخلص من الإرهاب (الدخيل) عليه ويتنفس العراقيون الصعداء وتنجلي تلك الغبرة التي صنعها الظلاميون.
الإستحقاق الإنتخابي الثالث الذي سيخوضه أبناء العراق بعد أيام يستدعي منهم أن يتحلوا بالبصيرة والحصافة في إنتخاب الشخص الذي يجدون فيه المقومات والسلوكيات المطلوبة في أي نائب يمثل شعبه بإخلاص وتفانٍ، ويرجح المصالح الوطنية علي الحزبية الضيقة، ولا ينقض العهد الذي قطعه علي نفسه، ولا تدور حوله الشبهات بالإختفاء وراء الشعارات البراقة أو التعاون من وراء الستار مع جماعات تمارس الإرهاب أو العمل لعرقلة العملية الديمقراطية.
علي العراقيين معرفة كنه بعض الصراعات السياسية الدائرة قبل الإنتخابات البرلمانية المقبلة ليفهموا أن البعض يسعي إلي السلطة لإبقاء البلاد علي حالها كما يشير سجلهم، وبأن البعض الآخر علي الرغم من ماضيهم المعروف باتوا يتحدثون بخطاب جديد وفي ظل قوائم لا تتفق مع أفكارهم التي نبذها العراقيون.
إن العراق الذي شهد نظاماً فاشياً حكمه بالحديد والنار وبإغتيال نخبه ومنع الحرية والإزدهار عنه، تخلص من النظام المقبور بكل وعي ويقظة، واجتاز فترة تواجد القوات الأجنبية فيه بحنكة، يعي أبناؤه كل الألاعيب ويعرف الوجوه الوطنية ويميز بين الصالح والطالح، أياً كانت شعارات بعض المرشحين وإدعاءاتهم بخدمة المواطنين.
إن المرحلة الصعبة التي يمر بها العراقيون تتطلب منهم إنتخاب مرشحين قدموا إختبارهم في مرحلة مابعد السقوط وأثبتوا جدارتهم وصراحتهم في الدفاع عن المصالح الوطنية والعمل علي تشكيل الحكومة المبنية علي الدستور والدعوة إلي المؤسسات المدنية التي تحمي حقوق المواطنة والحريات الإجتماعية المنبثقة من الثقافة العراقية الأصيلة.
لقد كشف الإرهاب والمحسوبية والنزعة الطائفية عن الكثير من الوجوه التي كانت وراءه، وآن الأوان لنبذها ودفعها إلي الهامش بعيداً عن صنع القرارات الذي يجب أن يفوض إلي مخلصين للعراق وشعبه، وسيكون الإستحقاق الإنتخابي المقبل طريقاً لإنتخاب نواب لا يحملون إلتزامات لجهات أجنبية لا تنشد الخير للعراق و العراقيين و علي المرشحين كافة مهما كان إنتماؤهم الاخذ بعين الاعتبار مطالب الشعب المغلوب علي امره و محاولة تحقيقها بما يكفل للعراقيين الكرامة و العيش الرغيد.
آية الله خاتمي:مقابلة الاساءة بالاحسان لا تشمل التعامل مع الاعداء
قال امام جمعة طهران المؤقت آية الله السيد احمد خاتمي ان مقابلة الاساءة بالاحسان لا تشمل التعامل مع الاعداء ،و اذا تصرف المسؤولون بشجاعة فستزداد محبة الشعب لهم لأنه يحب المسؤولين الشجعان.
الإمام الخامنئي يستقبل جمعاً من مداحي أهل البيت بمناسبة ذكرى ولادة الزهراء (ع)
الإمام الخامنئي يستقبل جمعاً من مداحي أهل البيت بمناسبة ذكرى ولادة الزهراء (ع)في الذكرى العطرة لميلاد سيدة العالمين الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) و ابنها البار الإمام الخميني الكبير (رض) تضوّعت حسينية الإمام الخميني بأريج فضائل هذه السيدة و مناقبها.
و بارك سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي في هذا اللقاء الذي حضره جمع من شعراء و مداحي أهل بيت النبي (عليهم السلام) ذكرى ولادة السيدة الزهراء (سلام الله عليها) و حيّى اقتران هذه الذكرى مع ذكرى ولادة الإمام الخميني (رض)، و اعتبر الدرس الكبير في حياة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) للمجتمع البشري هو الجدّ و السعي و الحياة الطاهرة، مضيفاً: المجالس الدينية فرصة فريدة للتعبير عن الدروس المهمة في حيوات نجوم الدين الزاهرة، و يجب عن طريق نقل المضامين و المحتوى بشكل فني و توعوي و باعث على الصحوة و الأمل و الوحدة و بمراعاة تامة للحدود الشرعية في المراسم الدينية، توظيف هذه الفرصة لخدمة مجابهة المؤامرات المعقدة التي يحيكها أعداء الإسلام، و كذلك لتحقيق أهداف النظام الإسلامي.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية إقامة مراسم معنوية لإحياء أمر الأئمة الأطهار (ع) في النظام الإسلامي فرصة مغتنمة و من النعم الإلهية الكبرى مردفاً: مع أن الذهن البشري المحدود لا يستطيع حساب أبعاد الشخصيات السماوية و الأفلاكية من قبيل السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) بصورة دقيقة، و لكن من اللازم أن تكون السلوكيات و المراتب المعنوية لهؤلاء العظماء نموذجاً للوصول إلى الأهداف الاجتماعية الكبرى التي تنتصب أمامنا.
و اعتبر سماحته الحياة الإسلامية الطيبة و تأسيس مجتمع عامر و حر و مستقل و يتمتع بالأخلاق السامية و متحد و متلاحم و يتحلى بالتقوى و الورع من نماذج الأهداف التي يصبو إليها المجتمع الإسلامي مؤكداً: الوصول إلى مثل هذا المجتمع لا يكون إلّا بالورع و السعي و الابتعاد عن الكسل و البطالة و اليأس.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي شياع و تجذر سنة مدح أهل بيت النبي الأكرم (ص) في البلاد من قبل الآلآف من مداحي أهل البيت (ع) الذواقين و الفنانين فرصة ثمينة مردفاً: هذه الفرصة و الإمكانية الكبيرة تستتبع مسؤوليات و التزامات يمكنها أن تمهد لتحول في البلاد.
و أشار سماحته إلى المساعي الهائلة لأعداء الثورة الإسلامية من أجل هدم معتقدات الشعب و قناعاته و إيجاد انحراف في مسار حركة النظام الإسلامي و الشعب الإيراني المجيد باستخدام الأدوات الاتصالاتية و الألكترونية المعقدة ملفتاً: هدف الأعداء تركيع الإسلام و الحيلولة دون تحول المجتمع الشيعي و المعارف الشيعية إلى نموذج في العالم.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: يمتلك النظام الإسلامي مقابل هذه المؤامرة و المخططات المعقدة للأعداء أدوات فذة و فريدة منها المجالس و الهيئات الدينية و المخاطبة وجهاً لوجه مع الناس عن طريق المنابر و مدح أهل البيت (ع).
و عدّ سماحته الاستخدام غير المناسب لهذه الفرصة الثمينة و المنقطعة النظير كفراناً للنعمة الإلهية، و في معرض بيانه لبعض مصاديق تضييع فرصة المنبر و مدح أهل البيت (ع) قال: إذا كانت نتيجة المنبر و مدح أهل البيت (ع) بث روح اليأس في الناس تجاه المستقبل أو عدم التوعية في ما يخص وضع المجتمع و واجباته، فستكون هذه الفرصة قد ذهبت هدراً.
و أوضح الإمام السيد علي الخامنئي أن الإضرار بالوحدة و بث الخلافات بين الشيعة و السنة مصداق آخر من مصاديق كفران النعمة مردفاً: لقد كررنا مراراً أنه ينبغي في الجلسات الدينية عدم إثارة الأحقاد المذهبية، إذ من الواضح وضوح الشمس في رابعة النهار أن بث الخلافات بين المسلمين كالسيف في يد أعداء الإسلام و يحقق لهم أهدافهم.
و ألمح سماحته إلى توصيات كبار شخصيات العالم الإسلامي بالوحدة مضيفاً: إننا نفخر بأننا شيعة علويون و نفخر بأن إمامنا الخميني الجليل رفع راية الولاية فكان وسيلة لأن يفخر العالم الإسلامي من شيعة و سنة بإسلامهم، و لكن يجب عدم بري سيف الخلافات الذي في أيدي الأعداء بسلوكيات و أقوال غير عقلائية.
و كانت التوصية الأخرى التي أوصى بها قائد الثورة الإسلامية مداحي أهل البيت (ع) هي ضرورة المراعاة الدقيقة للحدود و الضوابط الشرعية في أجواء المراسم الدينية.
و عدّ سماحته أجواء مدح أهل البيت (ع) و الفنون الدينية أجواء طاهرة نقية ملفتاً: يجب أن تبقى هذه الأجواء طاهرة عفيفة و يجب أن لا تتسرب و لا تترسخ بعض حالات عدم التقيد و اللامبالاة إلى عالم الفنون الإسلامية و المذهبية.
و أوضح آية الله العظمى السيد الخامنئي في ختام كلمته أن اختيار المضامين و المحتوى التوعوي التعليمي ضرورة أخرى في فن مدح أهل البيت (ع) مردفاً: القصائد و المراثي التوعوية و الداعية إلى الصحوة التي كانت تنظم و تقرأ في عهد الحماس و الهياج أيام الثورة الإسلامية في كل أرجاء البلاد كان لها تأثير عميق في انتصار الثورة الإسلامية.
في بداية هذا اللقاء قرأ ثمانية من الشعراء و مداحي أهل البيت النبي (ص) قصائدهم في مناقب و منزلة ابنة رسول الإسلام الطاهرة.
الإمام الخامنئي يستقبل المئات من السيدات النموذجيات على أعتاب ولادة الزهراء (ع)
الإمام الخامنئي يستقبل المئات من السيدات النموذجيات على أعتاب ولادة الزهراء (ع)استقبل سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية صباح يوم السبت 19/04/2014 م المئات من النساء النموذجيات و النخبة، و اعتبر تأسيس مركز عال خارج نطاق السلطات الثلاث لتدوين استراتيجية صحيحة لقضايا المرأة و العائلة أمراً ضرورياً، مضيفاً: التوصل إلى هذه الاستراتيجية الشاملة و الممكنة التطبيق بحاجة إلى ثلاثة أمور: التحاشي التام لاعتبار الأفكار الغربية الخاطئة المتحجّرة النمطية مرجعية في شؤون المرأة، و الاعتماد على النصوص و المعارف الإسلامية الأصيلة، و الخوض في أمور تعد بحق القضايا الأصلية للمرأة.
و بارك سماحته ذكرى ميلاد السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) و اعتبر اختيار هذه الولادة المباركة كأسبوع للمرأة و يوم لتكريم الأمّ فرصة لاستلهام الدروس من حياة سيدة العالمين الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع).
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى عصمة السيدة الزهراء (ع) و منزلتها المعنوية الأسمى و الأرقى و هي في عمر الشباب، مردفاً: ينبغي بنظرة جديدة و دقيقة لحياة سيدة نساء العالمين، العمل على جعل سجاياها البارزة من قبيل التقوى و العفاف و الطهر و الجهاد و حسن التبعل و حسن تربية الأبناء و الفهم السياسي و المشاركة في أهم ميادين الحياة، ینبغي جعلها نموذجاً يقتدى بالمعنى الحقيقي للكلمة.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي وجود عدد كبير جداً من النساء الواعيات و المتخرجات و الحسنات التفكير و الممتازات في إيران الإسلامية من النعم الإلهية و من أكبر مفاخر الجمهورية الإسلامية، منوّهاً: هذا الواقع و هو غير مسبوق في تاريخ إيران مدين للنظرة الطرية المباركة للإسلام و لتصورات الإمام الخميني (رض) الثاقبة.
و عدّ سماحته التجلي الممتاز لهوية المرأة الإيرانية و شخصيتها المستقلة في ساحة الدفاع المقدس محطة مشرقة أخرى، و حيّى العظمة و الصبر و الاستقامة الهائلة لأمهات الشهداء و المعاقين و زوجاتهم.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية قضايا المرأة جديرة بتفكير و تحقيق و متابعة المجتمع البشري من وجوه عدة، و طرح في هذا المضمار ثلاثة وجوه مهمة:
الوجه الأول: كيف يمكن الاستفادة بشكل صحيح و نزيه من الإمكانيات و الطاقات الهائلة للنساء؟
الوجه الثاني: كيف يمكن الاستفادة من قضية التباين الجنسي الدقيقة و الحساسة باتجاه ارتقاء البشرية و ليس انحطاطها؟
الوجه الثالث: بالنظر للتباينات الطبيعية بين المرأة و الرجل، ما هو السلوك الذي ينبغي تركيسه في المجتمع الإنساني للحيلولة دون وقوع الظلم على المرأة داخل العائلة؟
و في هذا المجال اعتبر سماحته المرأة و العائلة قضيتين لا يمكن الفصل بينهما و لفت قائلاً: كل من يدرس قضية المرأة منفصلة من قضية العائلة فهو يعاني من إرباك في فهم القضية و تشخيص علاجها.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية أن من الضروري تأسيس مركز للدراسات و العمل للإجابة عن الأسئلة المطروحة و دراسة كل أبعاد قضايا المرأة و العائلة، مضيفاً: على هذا المركز أن يعمل على تدوين استراتيجية صحيحة و شاملة حول المرأة و ينفذ هذه الاستراتيجية بمتابعاته اللازمة.
و أوضح سماحته أن تدوين هذه الاستراتيجية و التطرق لقضايا المرأة في أي مركز أو مؤسسة بحاجة إلى الالتزام بلوازم مهمة.
و لإيضاح هذه اللوازم أكد قائد الثورة الإسلامية بداية على التحاشي و الابتعاد التام عن المنتجات الغربية.
و لفت آية الله العظمى السيد الخامنئي قائلاً: لأسباب مختلفة أساء الغربيون فهم قضية المرأة، لكنهم أشاعوا هذا الفهم الخاطئ الباعث على الضياع و الفساد في العالم، و لا يسمحون بضجيجهم و غوغائهم للآخرين و المعارضين بأن يقولوا كلمتهم.
و أضاف سماحته قائلاً: طبعاً يجب الاطلاع عن تصورات الغربيين حول مختلف أبعاد قضايا المرأة، و لكن ينبغي عبر الوقوف بوجه مرجعية هذه الأفكار إفراغ الأذهان من هذه الأفكار القديمة المتظاهرة بالجدة و الخيانية المتلفعة بالإخلاص، لأن هذه الأفكار لا تستطيع إطلاقاً أن تحقق هداية المجتمعات الإنسانية و سعادتها.
و عدّ آية الله العظمى السيد الخامنئي النظرة المادية و غير الإلهية للوجود و العالم جذر الانحرافات العميقة في الأفكار الغربية حول المرأة مردفاً: النظرة التجارية لإمكانيات المرأة في الشؤون الاقتصادية بما في ذلك العمالة، و النظرة المهينة للمرأة و الهبوط بها إلى مستوى الوسيلة لإطفاء نيران شهوات الرجال، هي أسس أخرى جعلت من الأفكار الغربية حول المرأة أفكاراً ظالمة و متحجّرة تماماً.
و استشهد سماحته ببعض الكتب و الدراسات التي تنشر في الغرب حول الوضع الحقيقي للمرأة، مردفاً: إذا أردنا أن تكون نظرتنا لقضايا المرأة نزيهة و منطقية و دقيقة و حلالة للمشاكل فيجب علينا الابتعاد تماماً عن الأفكار الغربية بخصوص قضايا من قبيل العمالة و المساواة الجنسية.
و اعتبر سماحته «المساواة الجنسية بين المرأة و الرجل» من جملة الآراء الغربية الخاطئة تماماً مضيفاً: المساواة لا تعني العدالة دوماً، العدالة هي الحق دوماً، لكن المساواة قد تكون أحياناً حقاً و قد تكون في بعض الأحيان باطلاً.
و طرح قائد الثورة الإسلامية هذا السؤال: بأيّ منطق يجب أن نقحم النساء اللواتي خلقهن الله من الناحية الجسمية و العاطفية لمساحة خاصة من الحياة، في مساحات يتحملن بسببها الألم و المشقة؟
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على نظرة الإسلام الإنسانية لقضايا المرأة مردفاً: في الكثير من الأمور بما في ذلك مسار المراتب المعنوية لا يوجد أي فرق بين المرأة و الرجل، و لكن القوالب مختلفة، و هذا الواقع إلى جانب المجالات المشتركة يصطحب معه منطقياً مجالات متباينة.
و انتقد قائد الثورة الإسلامية الركائز الفكرية للكثير من الاتفاقيات العالمية موضحاً: إصرار الغربيين على هذه الركائز الخاطئة يفسد المجتمع الإنساني، لذلك يجب الحذر من هذه الركائز من أجل الوصول إلى رؤية صحيحة و متوازنة.
و في معرض بيانه للازم الثاني من لوازم الوصول إلى استراتيجية صحيحة بشأن المرأة، شدّد آية الله العظمى السيد الخامنئي على الاعتماد على النصوص الإسلامية.
و أضاف قائلاً: في النظرة لقضية المرأة يجب عدم تقبل أي شيء تلوكه الألسن باسم الدين، و لكن ينبغي اعتبار الأصول التي يستنبطها العلماء الصالحون بأساليب صحيحة من القرآن و السنة و الحديث الركائز الأصلية المعتمدة.
و اعتبر الإمام الخامنئي البعد عن القضايا الفرعية و التركيز على القضايا الأصلية اللازم الثالث للتوصل إلى استراتيجية صائبة بشأن المرأة ملفتاً: قضية العائلة و خصوصاً الصحة و الأمن و سكينة المرأة في العائلة قضية أساسية يجب التطرق لها.
و أكد سماحته قائلاً: يجب تحرّي عوامل سلب الاستقرار و السكينة الروحية للمرأة في العائلة، و رفعها بأساليب متنوعة بما في ذلك القانون و الإعلام الصحيح.
و أبدى آية الله العظمي السيد الخامنئي أسفه لأن المرأة تعتبر في البيئات القديمة و الجديدة مخلوقاً من الدرجة الثانية و من واجبها تقديم الخدمة، مردفاً: هذه الحالة هي على العكس تماماً من النظرة الفقهية التقدمية للإسلام تجاه المرأة.
و استطرد قائد الثورة الإسلامية: للأسف يأخذ البعض أشياء من الإسلام و لكن من أجل أن لا يستاء الغربيون يضيفون لها أشياء من الغرب، و هذا شيء غير مقبول.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية تمتع المرأة بفرص التحصيل العلمي و الرشد و التسامي ضرورة متابعاً: خلافاً لبعض التصورات ليس العمل من القضايا الأصلية للمرأة، و بالطبع فإن العمل و الإدارة طالما لم تتعارض مع القضية الأصلية و هي العائلة فلا إشكال فيها.
و أشار سماحته إلى أمور حول تحصیل المرأة العلمي في بعض الفروع الدراسية الجامعية مردفاً: حتى لو كان هناك تباين في هذه القضية فليس هذا منافياً للعدالة، لأنه ينبغي عدم فرض الفروع الدراسية و الأعمال التي لا تتناسب مع طبيعة النساء عليهن.
و تابع آية الله العظمى السيد الخامنئي يقول: ليس من العار أو النقص إطلاقاً أن لا تتولى النساء بعض الأعمال، إنما الخطأ هو الأشياء التي لا تتناسب مع الطبيعة التي أرادها الله للمرأة.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية في ختام كلمته النساء الواعيات و الدارسات و الممتازات أفضل الشخوص لمتابعة قضايا المرأة بصورة صحيحة و دعاهن لمزيد من العمل و الجد في هذا المجال.
قبل كلمة قائد الثورة الإسلامية تحدثت السيدة مولاوردي معاونة رئيس الجمهورية لشؤون المرأة و العائلة مقدمة تقريراً عن قضايا المرأة قائلة: من حيث مؤشرات الصحة و مشاركة المرأة في الشؤون الاجتماعية نتمتع بوضع جيد جداً في المنطقة، و سيكون لنساء المجتمع دور مؤثر و فذ في تحقيق شعار هذا العام « الاقتصاد و الثقافة بعزيمة وطنية و إدارة جهادية».
خلافات غول ـ أردوغان تطفو على السطح
لم يعد خافياً على أحد أن ثمة خلافاً بين الرئيس التركي عبدالله غول ورئيس حكومته رجب طيب أردوغان. الصديقان اللذان تقاسما تأسيس حزب العدالة والتنمية الحاكم وخاضا معاً المعارك السياسية حتى وصلا إلى تقاسم حكم البلاد، تبدو علاقتهما تمرّ في أدق مراحلها، مع استبعاد غول أن يتشارك مع أردوغان الحكم مجدداً بعد ترشح الأخير للرئاسة في آب المقبل.
غول استبعد على ما يبدو توليه منصب رئيس الوزراء، قائلاً إن «نموذج بوتين ــ ميدفيديف» الذي يتبادل بموجبه المواقع مع أردوغان لا يناسب تركيا، وإن مثل هذه الصيغة لن تكون «مناسبة» للديموقراطية.
وتفتح تصريحات غول الباب على مصراعيه بشأن التساؤل حول من يخلف أردوغان إذا خاض انتخابات الرئاسة في آب المقبل، مثلما هو متوقع. وكان ينظر إلى غول على أنه رئيس وزراء محتمل في المستقبل لدى تولي أردوغان رئاسة الدولة.
كما نفى غول في تصريحات للصحافيين، خلال زيارته محافظة كوتاهيا غرب البلاد أمس، وجود أي خطط بشأن مشاركته السياسية في المستقبل، في ظل الظروف الراهنة. وبهذا الشأن، قال غول: «خدمت الدولة في جميع المستويات، ونفذت هذه المهمات بشرف عظيم، ولا يوجد فخر أكبر من هذا، وأود أن أخبركم أنه ليس لديّ خطة سياسية للمستقبل في ظل الظروف الحالية».
في المقابل، قال أردوغان للصحافيين بعد صلاة الجمعة إنه لم يسمع تصريحات غول ولن يدلي بتعليق قبل أن يتحدث إلى الرئيس مباشرة.
من جهة أخرى، أوضح أردوغان أن حزب العدالة والتنمية الحاكم، تعرض لهجمة شرسة قبل الانتخابات المحلية التركية، التي جرت في 30 آذار الماضي، بهدف النيل من شعبية الحزب. وقال أردوغان، في كلمة خلال اجتماع رؤساء فروع حزبه في الولايات، في أنقرة: «لقد أطلقوا هجمة ضدنا، كانوا يرمون إلى خفض أصوات حزب العدالة والتنمية إلى ما دون 30%، لقد تجاوزوا الحدود والمبادئ». ولفت إلى أن الشعب لن ينسى التحالف بين رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، وتلك «المنظمة الخائنة» في إشارة إلى «الكيان الموازي» في تركيا، منتقداً القضاة الذين يصدرون أحكاماً، بتعليمات يتلقونها من جهة معينة، واصفاً إياهم بـ«القضاء الموازي»، مؤكداً في الوقت ذاته احترام الحكومة للقضاة العادلين في الجهاز القضائي.
في إطار آخر، أكد وزير الخارجية أحمد داود أوغلو أن أشد العقوبات، في إطار سيادة القانون، ستُفرض على المتورطين في التنصت على الاجتماع الأمني، الذي جرى تسريب مقاطع منه، أواخر الشهر الماضي.
وأعلن داود أوغلو، في مؤتمر صحافي مشترك، عقب لقائه نظيره الألباني ديمتري بوشاتي في أنقرة، أمس، أن الجهات المعنية تجري تحقيقاً دقيقاً للغاية بخصوص قضية التنصت، مع وضع كل الاحتمالات بعين الاعتبار، بما في ذلك التأثير الخارجي، والمتغلغلون داخل الدولة. ولفت داود أوغلو إلى ضرورة الصبر وانتظار التصريح النهائي الرسمي، مشدداً على أن المسؤولين عن التنصت سيجري العثور عليهم، وإنزال أشد العقوبات القانونية بحقهم.
إلى ذلك، أعلن وزير الطاقة تانر يلديز أن أنقرة التي تعوّل كثيراً على روسيا لجهة إمدادها بالطاقة، تعتزم أن تطلب خفض سعر الغاز الذي تشتريه من موسكو.
وقال يلديز إن «الاتفاق الذي وقّعناه مع روسيا يعطينا الحق في إعادة النظر في الأسعار في الأشهر المقبلة».
بوتين «فقد الثقة» بأميركا «المنافقة»
لعلها أسوأ مرحلة تمر بها العلاقات الأميركية ــ الروسية منذ انتهاء الحرب الباردة. على الأقل هذا ما يؤكده سيّد الكرملن، الذي حذر الغرب أمس من أن يضطره إلى استخدام القوة العسكرية في أوكرانيا
كلام بالغ الوضوح والصراحة أدلى به الرئيس فلاديمير بوتين أمس، أكد في خلاله أن ثقته بالولايات المتحدة قد فقدت بسبب النفاق الأميركي، معرباً عن أمله بألا يضطره الطرف الآخر إلى استخدام القوة في شرق أوكرانيا.
وقال بوتين، في لقاء تلفزيوني أجاب خلاله عن أسئلة عبر الهاتف من المشاهدين، «فقدت الثقة إلى حدّ ما (بواشنطن)، لكننا لا نعتقد أن اللوم يقع علينا». وأوضح أن «النفاق الأميركي دفع العلاقات إلى أسوأ مستوى منذ الحرب الباردة»، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة يمكنها أن تتحرك في يوغوسلافيا والعراق وأفغانستان وليبيا، لكن لا يسمح لروسيا بالدفاع عن مصالحها» في أوكرانيا وغيرها. ورغم هذا، أضاف بوتين، «أريد التأكيد مجدداً أن روسيا مهتمة بتنمية العلاقات مع الولايات المتحدة، وستفعل كل ما يمكن لضمان استعادة هذه الثقة».
ورأى بوتين أن ما حدث في أوكرانيا بعد قرار الرئيس فيكتور يانوكوفيتش تأجيل توقيع اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي هو انقلاب مسلح مناف للدستور. وقال، في مؤتمر تلفزيوني للإجابة عن أسئلة المواطنين، إن كل الأحاديث عن «يد موسكو» في شرق أوكرانيا مجرد هراء، رافضاً بشكل مطلق وجود أي قوات روسية أو أجهزة خاصة أو خبراء في شرق أوكرانيا.
وشدد بوتين على ضرورة الإفراج عن الزعماء السياسيين لشرق أوكرانيا من السجون ودعم المواطنين في التنظيم وترشيح قادة جدد وإطلاق الحوار، مشيراً إلى أن كييف بدلاً من الحوار بدأت تهدد باستخدام القوة وأرسلت دبابات وطائرات ضد المواطنين، واصفاً هذه السياسة بأنها «جريمة خطرة».
وأكد بوتين أن «روسيا لم تخطط لضمّ القرم، لكن التهديدات التي تعرّض لها السكان الناطقون باللغة الروسية كانت واضحة». وأضاف: «آنذاك بالذات، وليس منذ 5 أعوام أو 10 أعوام أو 20 عاماً، اتخذ قرار بدعم سكان القرم».
ومع ذلك، شدد بوتين على أنه يثق بإمكانية التفاهم مع أوكرانيا في إطار العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أنه «إذا احترم بعضنا بعضاً، يجب أن يعترف بعضنا بحق بعض في الخيار المستقل. الناس الذين يعيشون في أوكرانيا يجب أن يحترموا خيار سكان القرم».
وقال بوتين: «بصراحة، ووفق الدستور الأوكراني، إذا لم يتغير، فإن إجراء الانتخابات الرئاسية الجديدة في ظروف وجود الرئيس الشرعي أمر مستحيل». وأوضح أن «أوكرانيا إذا أرادت أن تكون الانتخابات شرعية، فعليها أن تغيّر الدستور وتتحدث عن الفدرلة واللامركزية».
بل أكثر من ذلك. كان بوتين واضحاً في التأكيد «أننا نعتبر اليوم السلطات الأوكرانية غير شرعية، وليس بإمكانها أن تكون شرعية إذا لم تحصل على تفويض وطني شامل لإدارة البلاد. ومع ذلك، لا نتخلى عن الاتصالات معها. الاتصالات مفتوحة على مستوى الوزراء».
وقال بوتين «منح مجلس الاتحاد الروسي الرئيس حق استخدام القوات المسلحة في أوكرانيا. آمل ألا أُضطر إلى استخدام هذا الحق وننجح في حل كل القضايا الحادة، أو بالأحرى القضايا الأكثر حدة في أوكرانيا اليوم، بطرق سياسية ودبلوماسية». وأضاف: «نعرف بدقة أن علينا أن نعمل ما في وسعنا لمساعدة هؤلاء الناس (في شرق أوكرانيا) في الدفاع عن حقوقهم وتقرير مصيرهم بشكل مستقل. هذا ما سنكافح من أجله».
وفي الختام، أمهل بوتين أوكرانيا شهراً لتسوية خلافها مع موسكو حول الغاز، مهدداً باعتماد نظام تسديد إمدادات الغاز سلفاً. وقال «سنزيد الانتظار شهراً، لكن إذا لم يتم أي دفع بعد شهر فإننا، طبقاً للعقد ، سنتحول الى نظام التسديد سلفاً».
وكان بوتين قد لوّح بهذا التهديد الأسبوع الماضي من دون تحديد مهلة.
وتراكمت ديون كييف من إمدادات الغاز الروسي حتى بلغت 2,2 مليار دولار، وترفض ارتفاع السعر الذي قررته موسكو بثمانين في المئة بداية نيسان الجاري.
وفي السياق، أكد بوتين أن من المستحيل أن تتوقف أوروبا عن شراء الغاز الروسي بنحو كامل رغم محاولات القارة الحد من اعتمادها على استيراد الطاقة من موسكو. وأضاف ان المرور بالأراضي الأوكرانية هو العنصر الأشد خطورة في شبكة إمدادات الغاز الأوروبية، وانه يأمل التوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا بخصوص إمدادات الغاز.
وقال بوتين في حوار تلفزيوني لمدة ساعة «نبيع الغاز في دول أوروبية تعتمد على الإمدادات الروسية في حوالى 30 إلى 35 في المئة من حاجاتها من الغاز. هل بمقدورهم التوقف عن شراء الغاز الروسي؟ أرى أن ذلك مستحيل».