
Super User
حزب اللّه وسوريا ومصر: شفير التفاهم
اللقاء الذي جمع في بيروت، قبل ايام، وزير الخارجية المصري نبيل فهمي ووزير الصناعة المنتمي الى حزب الله حسين الحاج حسن شكّل بداية لحوار بين الجانبين، واستكمل سلسة اتصالات بين القاهرة وطهران بقيت بعيدة من الاضواء، بغية فتح قنوات جديدة وإيجاد مخرج للحرب في سورية. تفيد بعض وثائق اللقاءات التي حصلت عليها «الاخبار» عن مبادرة طرحتها ايران، قبل فترة، تلمّح الى نقل صلاحيات رئاسية سورية الى حكومة وطنية ولكن على مراحل. فهل تقبل السعودية؟
لم ينتبه كثيرون إلى أهمية الاختراق السياسي اللافت الذي حصل في بيروت أثناء زيارة وزير الخارجية المصري نبيل في 20 آذار الجاري. جرى أول لقاء علني بين الدبلوماسي المصري ووزير الصناعة حسين الحاج حسن. هذه رسالة مهمة حيال الحزب وسوريا وإيران. هل في الأمر بداية تحوّل مصري؟
في المعلومات، إن حزب الله الراغب، كما مصر، في تعزيز الانفتاح والتفاهم، لم يستسغ كثيراً في البداية إطار اللقاء. كان شيئاً يشبه العتب على الوزير المصري بأن يستهلّ جولته السريعة على لبنان بزيارة رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ويزور معظم القيادات، وبدلاً من أن يطلب زيارة السيد حسن نصر الله، اتصل طالباً أن يزوره وزير من حزب الله. تردد الحزب بداية في التجاوب مع الدعوة المصرية، لكنه ـ على معهود عادته ـ غلّب المصلحة الوطنية على الحساسيات. حصل اللقاء.
ماذا في قراءة الطرفين للقاء؟
أولاً، حزب الله:
يتفهم الحزب أن مصر في حاجة إلى تعزيز علاقاتها حالياً مع السعودية لأسباب مالية، ولاستكمال تطويق الإخوان المسلمين، وترسيخ سلطة المشير عبد الفتاح السيسي ليصل إلى الرئاسة قريباً. سيصل.
التفهّم لا يلغي اللوم. بعض هذا اللوم يتعلّق بتعاطي السلطات المصرية مع حزب الله على المستوى القضائي والإعلامي. كيف يمكن وضع الحزب مع الإخوان المسلمين وحركة حماس في خانة قضائية واحدة في ما عرف بقضية «وادي النطرون»؟ وكأن الحزب متورط في الداخل المصري، وهو ما نفاه عشرات المرات. لا يستند هذا الإجراء القضائي إلى أي مبرّر جدي، وفق الحزب، بل إلى أهداف سياسية.
ينفي الحزب أن تكون أي خلية منه قد أسهمت في إطلاق سراح سجناء، وبينهم سامي شهاب، من سجون القاهرة. الناشط في حزب الله اعتُقل أولاً وهو في قضية نضالية تتعلق بمساعدة فلسطين. عضّ الحزب على جرح الاعتقال في قضية كان ينبغي أن ينال فيها شهاب وسام النضال، لا قضبان السجون. وبعدما نجح مع رفاقه في الهرب من المعتقل المصري، في مرحلة فوضوية غداة إطاحة الرئيس حسني مبارك، لم يقم الحزب إلا بتهريبه حين علم بهروبه. كل ما يقال غير ذلك ليس صحيحاً. هذا موقف قاطع عند الحزب، ولديه الدلائل على ذلك.
يرى مقربون من حزب الله كثيراً من المغالاة في التوصيف المصري لعلاقة إيران وحزب الله مع الإخوان المسلمين وحماس. لا توجد حالياً أي علاقة مالية أو دعم مباشر للإخوان. العلاقة مع حماس لا تزال في مراحل اختبار. المطلوب من الحركة إعادة قراءة موقفها حيال ما حصل في السنوات الثلاث الماضية. مطلوب أيضاً إعادة تموضعها كحركة نضالية مقاومة داخل فلسطين، لا كجزء من مشروع إخواني في المنطقة.
لم يكن حزب الله أصلاً مرتاحاً للرئيس السابق محمد مرسي. الرئيس الإخواني خذل كثيرين حين ذهب إلى إيران وألقى خطاباً لا يليق بالحفاوة ولا بالمكان. خذلهم أكثر بعد جنوحه الكبير حيال سوريا والحزب وإعلانه القطيعة مع دمشق. وحين جاء الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى القاهرة، لم يلقَ استقبالاً لائقاً، لا بل لعله عومل بطريقة غير لائقة في الأزهر نفسه. مع ذلك، فإن حزب الله وإيران كانا أمام خيارين: إما العودة إلى شبح عهد مبارك مع أحمد شفيق، أو دعم مرسي. دعما مرسي... على مضض.
ثانياً مصر:
في المعلومات، يمكن الوقوف عند الملاحظات الآتية:
ـــ حرص الجانب المصري على التأكيد أن استهلال الجولة على لبنان بزيارة جعجع حصل من طريق خطأ لوجستي متعلق بالسفارة والترتيبات. أدركوا لاحقاً انعكاسات هذا الخطأ.
ـــ قال المقربون من الوزير فهمي إن زيارة لبنان مهمة أيضاً للداخل المصري، نظراً إلى ما يعنيه لبنان من تنوّع وتعدد مقابل أفكار التكفير والإرهاب. لذلك كان هناك حرص جدي على مساعدة الجيش وتدريبه واستعداد للإسهام بتسليحه.
ـــ مجرّد لقاء الوزير فهمي مع وزير من حزب الله يعني الكثير. هو أولاً كسر لمحرّمات اللقاء؛ لكونه يتزامن مع المحاكمات في القاهرة، ولأن ثمة رفضاً مصرياً لمشاركة حزب الله بالقتال في سوريا. وهو ثانياً لقاء على مستوى وزاري. هذا يجنّب مصر إحراجاً من جهة، ويمهّد للقاءات أخرى تتعلق بجوانب تعاونية من خلال الوزارات من جهة ثانية.
ـــ أكد الجانب المصري أن اللقاء مع حزب الله يعني أن مصر منفتحة على كل الأطراف اللبنانية، ولا تميّز بين طرف وآخر. حرص الوزير في كل لقاءاته على تجنب إعطاء أي رأي في مرشحي الرئاسة. لا تريد القاهرة التدخل في هذا الشأن. هكذا تقول مصادر الوزير.
ماذا حصل في اللقاء؟
قال الوزير المصري إن «القاهرة تدعم دور حزب الله كحزب مقاوم». قال، أيضاً، إن بين القاهرة والحزب نقاط خلاف عدّة، بينها تورّطه في الحرب السورية. لكن نقاط الخلاف لا تلغي مطلقاً الرغبة في اللقاء وتطويره لمصلحة البلدين ولحماية لبنان والمقاومة.
اللقاء بين مصر وحزب الله بداية الطريق نحو تحوّلات أكبر
شرح الحاج حسن أن دخول الحزب إلى سوريا جاء بسبب الأخطار الكبيرة التي أحدقت بلبنان. قال إن الخطر الإرهابي كان أكبر مما اعتقد البعض. أعطى أمثلة عدة، بينها المناطق الحدودية وعرسال. أكد أن الحزب قلق جداً من استهداف الجيش اللبناني، وأنه يدعم الجيش ويقف خلفه. أكد أنه يحترم الأطر الدستورية ويريد انتخاب رئيس للجمهورية وفق هذه الأطر وفي المواعيد المحددة. أجاد في توصيف فخاخ الفتن المذهبية، وعمل الحزب لتفاديها. قال كم أن الحزب يريد لمصر أن تستعيد دورها الريادي المقاوم في لحظة مفصلية من تاريخ هذه الأمة وفلسطين.
بهذا المعنى، كان اللقاء جيداً. تزامن ذلك مع رغبة مصرية في إعادة تحريك العلاقات على مستوى الإقليم. رسم نبيل فهمي خريطة ناجحة جداً للعلاقات الخارجية المصرية. هذا الدبلوماسي الدقيق، وابن الدبلوماسي إسماعيل فهمي الذي استقال بسبب كامب دايفيد، لم يكن قريباً من المؤسسة العسكرية. كان البعض ينظر إليه بشيء من الريبة بسبب علاقته مع محمد البرادعي ولدراسته وتدريسه عند الأميركيين. تغيّرت النظرة كثيراً بعد نجاحه الكبير في ربط علاقات استراتيجية مع روسيا، وبعد توسيع خيارات مصر والقيادة العسكرية صوب الهند والصين. صار نبيل فهمي مهندساً فعلياً للسياسة الخارجية الحالية. أدرك المشير السيسي أهميته الكبرى. أدركها خصوصاً حين وجد وزير الخارجية الأميركي جون كيري مهرولاً صوب مصر عشية وصول الوفد الروسي، محاولاً إقناع القاهرة بإبقاء أولوية العلاقة مع أميركا. في القاهرة، قال حينها كيري كلاماً إيجابياً في القيادة المصرية، فجرى تأنيبه في البيت الأبيض. ابتسم فهمي والسيسي والقيادة الجديدة.
من هذه الاستراتيجية، يرى فهمي ضرورة إعادة العلاقات الإقليمية من السعودية إلى إيران. يقينه، مثلاً، أن حل الأزمة السورية لن يكون من دون القاهرة وطهران والرياض وأنقرة. تعددت المبادرات في هذا الشأن. كانت زيارة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل للسيد حسن نصر الله. قال البعض إنه لم يكن مكلفاً رسمياً. المقربون من الوزير يؤكدون أن تكليفاً حصل بالفعل. مهّد الأمر للقاء بين وزيري خارجية إيران ومصر قبل فترة. في هذا السياق أيضاً كان اللقاء بين فهمي وحزب الله في لبنان. بدأ تمهيد الطريق صوب إيران، رغم حساسية العلاقة الحالية مع السعودية.
بنود مبادرة إيرانية جديدة
جرى تبادل أفكار قبل فترة في شأن الأزمة السورية. إيران طرحت مبادرة، لكن مصر تراها ضعيفة لأنها قد تُرفض من الطرف الآخر. في المعلومات أن هذه المبادرة تضم أربع نقاط هي:
ـــ وقف إطلاق نار شامل على المستوى الوطني.
ـــ تشكيل حكومة وحدة وطنية تقتصر على ممثلين عن النظام ومعارضة الداخل.
ـــ المباشرة في وضع أسس نظام جديد لنقل صلاحيات رئاسية إلى الحكومة، بحيث تصبح هذه الحكومة مع مرور السنوات متمتعة بصلاحيات واسعة.
ـــ إعداد انتخابات رئاسية وبرلمانية.
ترى القاهرة أن أسس المبادرة لحل سياسي جيدة، لكنها غير كافية. سيتطور الأمر لاحقاً، لو توسعت أطر المشاورات لتشمل مصر والسعودية وإيران، وربما تركيا.
الموقف المصري يتغير. صحيح أن القاهرة لم تتصدر قائمة الدول الرافضة أن يحتل الائتلاف المعارض مقعد سوريا في القمة العربية. لكن القاهرة لم تكن بعيدة أبداً عن دعم هذا الخيار. فضلت أن تبقى في الظل لأسباب خاصة يتعلق أبرزها بعلاقتها مع السعودية ومع المعارضة.
تدرك القاهرة أن وضع الائتلاف صعب بسبب الخلافات. تدرك أيضاً أن الأسباب القانونية لكي يحتل الائتلاف مقعد سوريا لم تجتمع ولن تجتمع. تعرف أن رئيس الائتلاف أحمد الجربا الساعي إلى تجديد ولايته يريد إطاحة 9 أعضاء من الائتلاف. تعرف مصاعب وضع المعارضة على الأرض. تنسج علاقات أمنية جدية مع سوريا. أما رفع العلاقات إلى مستوى دبلوماسي، ففي حاجة لمبادرات سورية لم تحصل بعد، وبينها الإفراج عن معتقلين من هيئة التنسيق وغيرها، بينهم مثلاً رجاء الناصر.
إلى كل ما تقدم، يضاف موقف الجيش المصري الذي يؤكد في كل مناسبة أن الأمن القومي المصري مرتبط عضوياً بالأمن القومي لسوريا وجيشها. لم تستسغ القاهرة ـــ ولن تستسيغ ـــ مثلاً مغامرات تركيا في سوريا. لعلها أوصلت شيئاً يشبه التحذير.
صحيح أن القاهرة تحتاج إلى مبادرات سورية. صحيح أيضاً أن علاقتها مع السعودية محرجة قليلاً، لكن ثمة تغييرات عربية مهمة قد تساعدها في المرحلة المقبلة. يقول مثلاً نائب كويتي بارز إن مواقف الكويت الرسمية ومواقف بعض الدول الخليجية باتت تصبّ في خانة دعم سوريا ومحاربة الإرهاب والحفاظ على الجيش السوري وتشجيع حل سياسي مع بقاء الرئيس بشار الأسد. يؤكد أن أمير الكويت قال له ذلك حرفياً.
فهل اللقاء بين فهمي ووزير حزب الله بداية لتحولات أكبر؟ الأكيد نعم. لكن الطريق لا تزال في بدايتها.
الإمام الخامنئي يشارك في قوافل «السائرين إلى النور» في بقعة شهداء شرق الكارون بخوزستان
حضر سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية صباح يوم الأربعاء 26/03/2014 م في حشود الآلآف من المشاركين في قوافل «السائرين إلى النور» بالمنطقة العامة لعمليات كسر حصار آبادان في شرق الكارون بمحافظة خوزستان، و ألقى كلمة اعتبر فيها قوافل «السائرين إلى النور» فرصة مغتنمة و أكد ثانية على ضرورة إحياء ذكرى الجهاد و التضحيات في مختلف المناطق الحربية خلال فترة الدفاع المقدس، و تكريم ذكريات المقاتلين و الشخصيات ذات الدور في الحرب، قائلاً: الدرس الأكبر لملحمة الدفاع المقدس هو أنها أثبتت أن الشعب يستطيع في ظل اتحاده و إيمانه و حسن ظنه بالله تعالى و اعتقاده بصدق الوعود الإلهية، اجتياز كل المنعطفات و المعابر الصعبة، و الوقوف بوجه الأعداء و فرض التراجع و الهزيمة عليهم.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية تواجد شرائح الشعب المختلفة في مناطق العمليات العسكرية خلال فترة الدفاع المقدس خلال أيام عطلة النوروز، و كذلك على امتداد أيام السنة خطوة محمودة و صحيحة و عقلانية، مضيفاً: كل مناطق الدفاع المقدس بما في ذلك خوزستان كانت ساحات للتضحيات و الجهاد و الفداء.
و ذكّر آية الله العظمى السيد الخامنئي بأمر الإمام الخميني (رض) بكسر حصار آبادان و التخطيط و البرمجة لعمليات ثامن الأئمة (ع) في شهر مهر من سنة 1360 هـ ش [ تشرين الأول 1981 م ] في منطقة مارد بشرق الكارون، منوّهاً: انتصار جنود الإسلام في هذه العملية كان بداية لسلسلة من العمليات اللاحقة مثل: طريق القدس، و الفتح المبين، و إلى بيت المقدس، و التي كان بوسعها إنهاء الحرب المفروضة في نفس تلك الأعوام.
و أضاف سماحته يقول: جبهة أعداء النظام الإسلامي، و هي الحكومات الأوربية و الحكومة الأمريكية، منحت الإمكانيات و المعدات الجديدة و المتطورة لنظام صدام البعثي، و شجّعته على مواصلة الحرب، و هذا ما أدى إلى أن تستمر الحرب المفروضة مدة ثمانية أعوام.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى هدف جبهة الاستكبار بعدم خروج الشعب الإيراني مرفوع الرأس من هذه الحرب و إظهار النظام الإسلامي على أنه ضعيف في مواجهة العدو البعثي الذي يدعمونه دعماً كاملاً، و أضاف مؤكداً: لكن الله تعالى أظهر يد قدرته و حطم بقبضة السنن الإلهية الفولاذية أفواه أعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، و مرّغ أنوفهم بالتراب.
و لفت آية الله العظمى السيد الخامنئي: حيث أن النظام الإسلامي يعتمد على إيمان أبناء الشعب و عواطفهم، فقد أثبت طوال ثمانية أعوام من الدفاع المقدس أنه قادر على الدفاع عن نفسه أمام كل القوى المادية في العالم، و بمستطاعه كذلك أن يفرض على الطرف المقابل إظهار العجز.
و اعتبر الإمام الخامنئي أن من أهداف أعداء النظام الإسلامي من ثمانية أعوام من الحرب المفروضة الإيحاء بعدم إمكانية الصمود مقابل القوى المادية في العالم، و أردف قائلاً: الشعب يندحر عندما يصدّق أنه لا يستطيع فعل شيء، لكن شعب إيران في ملحمة الدفاع المقدس أثبت للعالم عكس ذلك.
و تابع قائد الثورة الإسلامية يقول: العامل الأساسي في شموخ شعب و عزته بين الشعوب و كذلك على مدى التاريخ هو الجهاد و السعي الدؤوب في شتى الميادين العلمية و الاقتصادية و التعاون الاجتماعي، و الأهم من كل ذلك في مضمار الاستعداد للتضحية بالأرواح.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: الدرس الأكبر في الثورة الإسلامية للشعب الإيراني هو أنها أثبتت أن طريق الوصول للمطامح السامية يتمثل بالجهاد و التضحية بالنفس و الصمود و عدم التراجع عن المبادئ و المطامح.
و عدّ سماحته فترة الدفاع المقدس و حرب الأعوام الثمانية الزاخرة بالأحداث نموذجاً بارزاً لصمود الشعب الإيراني و شباب البلاد على مبادئهم و مطامحهم و مواجهتهم لجبهة الكفر و الاستكبار، مردفاً: يجب دوماً إحياء ذكرى فترة الدفاع المقدس.
و استطرد قائد الثورة الإسلامية: أصحاب النوايا السيئة للشعب الإيراني و بعض التابعين لهم يريدون لتضحيات فترة الدفاع المقدس و شخصياتها ذات الدور أن تُنسى، و هم على هذا الأساس يسعون لتخطئة تضحيات الدفاع المقدس و التوجّهات و المسار الذي اختطه الإمام الخميني (رض) ذلك الحكيم و عبد الله الذي منّ عليه خالقه بالبصيرة.
و لفت الإمام السيد علي الخامنئي يقول: كل لحظة من لحظات أحداث الدفاع المقدس مما لا يمكن لشعب إيران نسيانه، و لها تأثيرات كبيرة في مسار حركة هذا الشعب نحو المطامح و المُثُل.
و قدّر سماحته في نهاية كلمته شرائح الشعب المختلفة التي تشارك بالحضور في مناطق العمليات العسكرية لملحمة الدفاع المقدس على شكل قوافل «السائرين إلى النور»، و أبدى أمله قائلاً: ليكن زاد هذه الأسفار المعنوية اكتساب التجارب و تحصيل البصيرة و الأنوار الإلهية.
في بداية حضور عند المنطقة العامة لعمليات كسر حصار آبادان، زار قائد الثورة الإسلامية مزار تسعة من الشهداء المجهولين الأبرار، و أهدى لأرواحهم الطاهرة ثواب سورة الفاتحة سائلاً الله تعالى لهم علوّ الدرجات.
الإمام الخامنئي في الحرم الرضوي الطاهر: الاقتصاد و الثقافة و العلم هي العناصر الثلاثة الأصلية للاقتد
ألقى سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية صباح يوم الجمعة 21/03/2014 م في اليوم الأول من السنة الإيرانية الجديدة 1393 هـ ش، كلمة وسط الحشود الهائلة لأهالي مدينة مشهد المقدسة و زوّار الإمام علي الرضا (ع) فبارك حلول العام الجديد و شرح الأبعاد المختلفة لخارطة الطريق العامة للبلاد في العام الجديد، المتمثلة بـ «الاقتصاد و الثقافة بعزيمة وطنية و إدارة جهادية»، و أوضح ماهية و إمكانيات و لوازم تحقيق مناعة الاقتصاد و مقاومته، و ما يجب و ما لا يجب في الساحة الثقافة بالغة الأهمية، مؤكداً: يجب أن نقوّي أنفسنا بحيث لا يستطيع العتاة و الابتزازيون العالميون تجاهل حق من حقوق هذا الشعب.
و في معرض شرحه لكلامه الرئيسي في السنة الجديدة أي ضرورة تقوية الشعب و البلاد و رفع مستوى الاقتدار الوطني، استشهد سماحته بمساعي الابتزازيين و العتاة العالميين من أجل سحق حقوق الشعوب، ملفتاً: طبيعة العالم الذي يُدار بأفكار مادية هو تعسف العتاة و الأقوياء ضد الضعفاء، إذن يجب أن نتقوّى و نتقدّم إلى الأمام.
و في بيانه لسبب اختيار شعار «الاقتصاد و الثقافة بعزيمة وطنية و إدارة عالمية» كخارطة طريق عامة للبلاد في العام الإيراني الجديد 1393 هـ ش، أشار الإمام الخامنئي إلى الخطوات الواسعة و التجارب الناجحة للشعب و الإمكانيات و الطاقات الواسعة في البلاد مردفاً: مسيرة الاقتدار الوطني الزاخرة بالمفاخر و الأمجاد سوف تستمر بسرعة أكبر بتركيز المسؤولين و الشعب على هذا الشعار.
و شرح سماحته العناصر الأصلية لاقتدار شعب من الشعوب، و اعتبر - في هذا النطاق - أن التوفر على الأسلحة المتطورة أمر ضروري، لكنه أضاف: الاقتصاد و الثقافة و العلم هي العناصر الثلاثة الأصلية للاقتدار الوطني، و بعون الله فقد حققنا طوال الأعوام الإثني عشر الماضية الكثير من حالات التقدم المتألقة في مجال العلم.
و شدّد قائد الثورة الإسلامية على الاهتمام الجاد بالعنصرين الآخرين للاقتدار الوطني أي الاقتصاد و الثقافة، و خصص الجانب الأول من كلمته لقضية الاقتصاد قائلاً: علينا أن نقوّي اقتصاد إيران بحيث لا تؤثر الاهتزازات العالمية و لا أي شخص في أي مكان من العالم، سواء أمريكا أو غير أمريكا، بقرار أو لقاءات و اجتماعات، على اقتصاد البلاد و معيشة شعبنا، و هذا هو الاقتصاد المقاوم.
و ألمح قائد الثورة الإسلامية إلى تبليغ سياسات الاقتصاد المقاوم و ترحيب رؤساء السلطات الثلاث و سائر المسؤولين في البلاد بهذه السياسات، طارحاً ثلاثة أسئلة مهمة و الإجابة عنها:
1 - ما هي الخصوصيات السلبية و الإيجابية للاقتصاد المقاوم؟
2 - هل هذا الهدف ممكن التحقيق أم أنه مجرد أمل و خيال ساذج؟
3 - و إذا كان مما يتحقق فما هي لوازمه و متطلباته؟
و قال سماحته في معرض إجابته عن السؤال الأول حول خصوصيات الاقتصاد المقاوم: الاقتصاد المقاوم نموذج علمي يتناسب مع احتياجات البلاد، و بالطبع فإن الكثير من البلدان الأخرى و من أجل خفض تأثرها بالاهتزازات الاجتماعية و الاقتصادية العالمية اتجهت هي الأخرى صوب الاقتصاد المقاوم بما يتناسب و ظروفها الخاصة.
و كانت حالة التدفق الداخلي و الاعتماد على الإمكانيات و الطاقات الداخلية إلى جانب النظرة الخارجية المنفتحة و التعاطي الصحيح مع اقتصادات البلدان الأخرى الخصوصية الثانية للاقتصاد المقاوم التي عرضها قائد الثورة.
و أضاف سماحته قائلاً: للأسف تحاول بعض الأقلام و الألسن أن تطرح شبهات من قبيل حصر الاقتصاد الإيراني و تقييده، لتسدّ الطريق على جعل اقتصاد البلاد مقاوماً و تحقيق سعادة الشعب، و الحال أن الاقتصاد المقاوم سيكون له تواصله الصحيح مع المجتمع العالمي.
و في معرض بيانه للخصوصية الثالثة للاقتصاد المقاوم لفت آية الله العظمى الخامنئي إلى أن هذا الاقتصاد ليس اقتصاداً حكومياً بل هو اقتصاد ذو أساس شعبي. و بالطبع فإن من واجب المسؤولين أن يوفروا الظروف و يوجّهوا و يساعدوا و يمهّدوا الطريق لتواجد الشعب و مشاركته و تفعيل أرصدته.
و كان الاقتصاد العلمي المحور إلى جانب الاستفادة من تجارب و مهارات الناشطين الصناعيين و الزراعيين تعبيراً آخر استخدمه قائد الثورة الإسلامية لزيادة الوعي العام بخصائص الاقتصاد المقاوم.
و كان الاهتمام بالعدالة الاقتصادية و الاجتماعية إلى جانب التركيز على المؤشرات الاقتصادية المعروفة في العالم من قبيل النمو الوطني و الناتج الإجمالي القومي و تأثير الاقتصاد المقاوم في كل الظروف، سواء ظروف الحظر أو عدم الحظر، الخصوصية الأخيرة التي ذكرها قائد الثورة الإسلامية كإجابة عن السؤال الأول حول الخصوصيات السلبية و الإيجابية للاقتصاد المقاوم.
و تابع سماحته حديثه أمام حشود الجماهير الغفيرة في الحرم الرضوي الشريف بالإجابة عن سؤال معين: هل الاقتصاد المقاوم وهم و خيال و أمل؟ حيث أجاب عنه بالنفي الحاسم بالاعتماد على المعطيات و الواقعيات.
و لفت قائد الثورة الإسلامية: الإمكانيات الهائلة للطاقات البشرية في إيران، بما في ذلك نسبة الشباب، و عشرة ملايين خرّيج جامعي، و أكثر من أربعة ملايين طالب جامعي و الملايين من أصحاب الطاقات المهرة و التجارب الصناعية و غير الصناعية، إلى جانب المصادر الطبيعية الكبيرة و العالية القيمة، و الموقع الجغرافي النادر، و البنى التحتية الرقائقية و الصلائدية، تدل كلها على أن الاقتصاد المقاوم ممكن التحقيق بكل تأكيد.
و أردف سماحته يقول: طبعاً قد يقول قائل إن ظروف الحظر لا تسمح بالاستفادة من هذه الإمكانيات الاستثنائية، و لكن ألم نحقق في نفس هذه الظروف حالات تقدم مذهلة في الميادين العلمية و الدفاعية بما في ذلك مجالات النانو و الطاقة النووية و الخلايا الجذعية و الصناعات الدفاعية و الصاروخية؟
و أكد قائد الثورة الإسلامية: بالنظر للحقائق و الواقع إذا عقدنا العزم و تعاضدنا، و لم نعقد الأمل على العدو و متى سيرفع عنا الحظر أو لا يرفعه، فسوف نحقق الاقتدار الوطني في المجالات الأخرى أيضاً بما في ذلك المجال الاقتصادي.
و كانت لوازم الاقتصاد المقاوم و مقتضياته السؤال الثالث الذي خصّص له آية الله العظمى السيد الخامنئي - و بسبب أهميته - جانباً من كلمته في اليوم الأول من فصل الربيع و السنة الإيرانية الجديدة.
و قد تركزت إجابته عن هذا السؤال على أربعة ضرورات هي: 1 - الدعم المسؤولين الشامل للإنتاج الوطني باعتباره الحلقة الأساسية لتقدم البلاد. 2 - اهتمام أصحاب الرساميل و المنتجين بزيادة الفائدة و الإنتاج الوطني. 3 - ترجيح أصحاب الرساميل للعمل و النشاط في المجالات الإنتاجية بدل العمل في الميادين غير الإنتاجية. 4 - التزام الشعب باستهلاك المنتجات الداخلية.
و أوضح سماحته النقطة الرابعة قائلاً: إنني لا أقول إن شراء البضائع الخارجية حرام، لكنني أقول إن استهلاك البضائع الداخلية ضرورة مهمة لأجل جعل الاقتصاد الداخلي مقاوماً و لتقدم البلاد، و هو يترك أثره الإيجابي على كل الأمور بما في ذلك توفير فرص العمل و زيادة جودة المنتجات الداخلية، و طبعاً فإن واجبات المسؤولين و المدراء في هذا الحيّز أكبر و أكثر من الآخرين.
و بعد تلخيصه لهذا الجانب من كلمته و تأكيده على التعاون بين الشعب و المسؤولين في جعل ركائز الاقتصاد مقاومة، تطرّق سماحته لموضوع الثقافة قائلاً: إن هذا الموضوع أهم حتى من الاقتصاد.
و في معرض شرحه لسبب أهمية الثقافة قال آية الله العظمى السيد الخامنئي: الثقافة كالهواء الذي يجب أن نتنفسه شئنا أم أبينا، لذلك إذا كان الهواء نقياً نظيفاً أو ملوثاً فإن ذلك سيترك آثاراً متفاوتة على المجتمع و البلاد.
و توكّأ سماحته على التأثير الفذّ للثقافة في نظرة الناس لقضايا من قبيل الإنتاج الداخلي و الالتزام بالقانون و العائلة، مضيفاً: كل السلوكيات اليومية و العادات و التقاليد و النظرات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية تنبع من ثقافة الناس، و بذلك فإن القناعات الثقافية تلقي بظلالها على كل المجالات و الميادين الأخرى، و هي أهم منها.
و أوضح قائد الثورة الإسلامية أن تركيز الأعداء على القضية الثقافية يعود إلى أهميتها البالغة مؤكداً: يجب على المسؤولين الثقافيين إبداء الدقة و اليقظة و مراقبة الثغرات الثقافية الخطيرة جداً، و العمل بواجباتهم الإيجابية و الدفاعية على هذا الصعيد.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى التأثيرات السلبية لحالات التقصير و ضعف العمل و قلة العمل و عدم وجود برامج داخلية على الثقافة العامة ملفتاً: ليست كل المشكلات الثقافية ناجمة عن نشاطات الأعداء، و لكن ينبغي عدم إنكار أو تجاهل هذه النشاطات التخريبية التي استمرّ العدو يمارسها مدة خمسة و ثلاثين عاماً.
و اعتبر سماحته «الحرية» من الشعارات الأساسية للثورة و من أركان الجمهورية الإسلامية مردفاً: حساسية المسؤولين إزاء الثغرات و الانحرافات الثقافية لا تتنافى إطلاقاً مع الحرية، فالحرية باعتبارها نعمة إلهية كبرى تختلف عن التحلل و اللاأبالية و الترك التام للأمور.
و أكد قائد الثورة الإسلامية على أن الحرية من دون ضوابط لا معنى لها، و أشار إلى الالتزام الشديد لأدعياء الحرية الغربيين بخطوطهم الحمراء ملفتاً: في أوربا لا يجرؤ أحد على التشكيك في الهولوكاست التي لا تُعلم حقيقتها و ملابساتها، و مع ذلك يتوقعون منا أن نتجاهل الخطوط الحمراء للثورة و الإسلام.
و أشار الإمام السيد علي الخامنئي إلى بعض القضايا الراهنة مضيفاً: إذا سخر أحد من روح الاستقلال الوطني، و نظّر للتبعية، و وجّه الإهانات للأسس الأخلاقية و الدينية للمجتمع، و هاجم الشعارات الأصلية للثورة، و أهان اللغة الفارسية و أخلاق الشعب، و أشاع الإباحية و استهدف روح العزة الوطنية لدى الشباب الإيراني، فهل يجب عدم الاكتراث حيال نشاطاته المخرّبة هذه؟
و أشار سماحته إلى عدم إطاقة الغربيين لأمور مثل الحجاب، و عصبيتهم العمياء حيال شعوب بعض البلدان مردفاً: هذه نماذج من درجة التحمّل الغربية التي يدعو البعض شعب إيران النجيب المثقف لها!
و خاطب قائد الثورة الإسلامية المسؤولين الثقافيين و الإعلاميين ذوي العلاقة المباشرة أو غير المباشرة بالحكومة مؤكداً: لا تخافوا من ضجيج وسائل الإعلام الأجنبية أو وسائل الإعلامية التي تتحدث نيابة عن الأجانب، و لا تنظموا تصرفاتكم وفقاً لها.
و بعد شرحه للواجبات و المسؤوليات الثقيلة لمسؤولي الأجهزة الثقافية، أضاف آية الله العظمى السيد الخامنئي: النقطة الأهم في كلامي حول الجانب الثقافي هي خطاب للشباب المؤمنين و الثوريين الذين ينشطون ثقافياً بصورة تلقائية و بإرادتهم و إبداعهم في كل أنحاء البلاد، و ينجزون أعمالاً جيدة جداً.
و أكد سماحته لهؤلاء الشباب: أعزائي.. تابعوا العمل بكل جدّ لأن نشاطاتكم الثقافية كان لها منذ بداية الثورة دور مهم في صمود البلد و تقدمه.
و كان لقائد الثورة الإسلامية توصيته المهمة للمرجعيات الثقافية بما في ذلك علماء الدين و الأساتذة و المثقفين الثوريين و الفنانين الملتزمين، فقال: حافظوا على نظرتكم الناقدة للأوضاع الثقافية، و نبّهوا المسؤولين بمنطق قوي و بيان صريح و واضح.
و أكد سماحته في الوقت نفسه: يجب في هذا الباب اجتناب حالات الاتهام و إثارة القلاقل و الضجيج و التكفير، و على المجاميع الثورية في البلاد سواء الشباب المتدين أو الكبار و النخبة، أن يصارحونا نحن المسؤولين بنقاط الضعف بمنطق قويّ و نظرة نقدية، و هذه هي العزيمة الوطنية و الإدارة الجهادية في المجال الثقافي.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي في جانب آخر من كلمته إلى تسمية العام الإيراني الماضي 1392 هـ ش باسم «الملحمة السياسية و الملحمة الاقتصادية» مردفاً: في حيّز الملحمة السياسية صنع الشعب ما كان متوقعاً و خلق الملحمة السياسية بتحرّكين كبيرين قام بهما، أحدهما في انتخابات رئاسة الجمهورية الحادية عشرة، و الثاني في التظاهرات الهائلة و العامة في الثاني و العشرين من بهمن.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية الحدثين الكبيرين، انتخابات رئاسة الجمهورية الحادية عشرة و تظاهرات الثاني و العشرين من بهمن، اعتبرهما وسائل إعلام شاملة و بليغة تنقل حقائق البلاد و شعب إيران حيال الهجمات الإعلامية العالمية المغرضة.
و شدّد سماحته قائلاً: النقطة المهمة بخصوص الانتخابات في النظام الإسلامي هي أن مستوى المشاركة الشعبية في الانتخابات المتكررة منذ بداية الثورة و إلى اليوم لم ينخفض، و في انتخابات رئاسة الجمهورية الحادية عشرة أيضاً شارك 72 بالمائة من الشعب ليسجّل مستوى مميزاً من المشاركة.
و استطرد قائد الثورة الإسلامية: معنى التواجد المستمر للشعب في الساحة هو تكريس و ترسّخ الديمقراطية الدينية في الجمهورية الإسلامية، و ينبغي معرفة قدر هذه النعمة، و لكن للأسف فإن البعض لم يشكروا هذه النعمة، و من ذلك ما حدث في انتخابات عام 1388 .
ثم تطرق سماحته للمشاركة الواسعة و الحماسية للشعب في تظاهرات الثاني و العشرين من بهمن سنة 1392 هـ ش، و اعتبر السبب الحقيقي لهذا التواجد البارز هو سياسات جبهة الاستكبار في مواجهة شعب إيران و اللهجة غير المؤدبة و المهينة للأمريكان حيال الشعب الإيراني.
و أضاف آية الله العظمى السيد الخامنئي: في حين كانت المفاوضات النووية جارية حاول الساسة الأمريكان بلهجة غير مؤدبة القول بإن الشعب الإيراني تراجع عن أصوله و كلمته، لكن الشعب اكتسب حساسية و غيرة و تحفزاً مضاعفاً للتواجد و المشاركة في الساحة، و أثبت أنه واقف و صامد بكل كيانه إلى جانب الجمهورية الإسلامية و تحت راية الإسلام و النظام الإسلامي الخفاقة.
و أشار الإمام الخامنئي في ختام حديثه إلى إخفاق أمريكا في مناطق مختلفة من العالم بما في ذلك فلسطين و سورية و العراق و أفغانستان و باكستان، مردفاً: واقع المجتمع العالمي لا يسير على أساس إرادات أمريكا.
و تابع قائد الثورة الإسلامية: في بلد إيران العزيز أيضاً لم تصل خصومات العدو العنود طوال خمسة و ثلاثين عاماً إلى النتائج التي يرتجيها بفضل تواجد الشعب و مشاركته.
و لفت سماحته قائلاً: قال أشخاص مؤثرون في الحكومة الأمريكية بكل صراحة إنهم شدّدوا الحظر ليخرجوا الشعب الإيراني إلى الشوارع ضد النظام الإسلامي و يستأصلوا الثورة من جذورها، لكن التواجد الحماسي و الواعي للشعب فرض عليهم الإخفاق مرة أخرى.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية في ختام كلمته: بتوفيق من الله سيكون مستقبل هذه الأرض العزيزة المشرق لشباب الوطن، و سيكون العدو - كما كان - محكوماً عليه بالإخفاق و الهزيمة.
قبل كلمة الإمام الخامنئي تحدث آية الله الشيخ واعظ طبسي ممثل الولي الفقيه و سادن الروضة الرضوية الشريفة فأشار إلى التزام الشعب بمسيرة الاستقلال و العزة الوطنية الزاخرة بالأمجاد، مضيفاً: بهمم الشعب و المسؤولين سيتحقق شعار السنة الجديدة أي الاقتصاد و الثقافة بعزيمة وطنية و إدارة جهادية.
الإمام الخامنئي: شعار هذا العام «الاقتصاد و الثقافة بعزيمة وطنية و إدارة جهادية»
الإمام الخامنئي: شعار هذا العام «الاقتصاد و الثقافة بعزيمة وطنية و إدارة جهادية»في ندائه السنوي بمناسبة تحويل السنة الإيرانية، بارك سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي حلول النوروز و بدء السنة الإيرانية الجديدة 1393 هـ ش على كل الإيرانيين، و سمّى العام الجديد باسم «الاقتصاد و الثقافة بعزيمة وطنية و إدارة جهادية». و في ما يلي الترجمة العربية لنص النداء:
بسم الله الرحمن الرحيم
يا مقلّب القلوب و الأبصار، يا مدبّر الليل و النهار، يا محوّل الحول و الأحوال، حوّل حالنا إلى أحسن الحال.
اللهم صلّ على فاطمة و أبيها و بعلها و بنيها.
اللهم كن لوليك الحجّة بن الحسن، صلواتك عليه و على آبائه، في هذه الساعة و في كل ساعة، وليّاً و حافظاً و قائداً و ناصراً و دليلاً و عيناً، حتى تسكنه أرضك طوعاً و تمتّعه فيها طويلاً.
اللهم عجّل لوليك الفرج و اجعلنا من أعوانه و أنصاره و شيعته.
أبارك حلول العام الجديد لكل أبناء وطننا الأعزاء و لكل الإيرانيين في أرجاء البلاد، و في أي مكان من العالم يعيشون. و أباركه خصوصاً لعوائل الشهداء الكريمة، و المعاقين و زوجاتهم، و لكل الذين جاهدوا و يجاهدون و تحمّلوا و يتحمّلون أعباء و جهوداً في سبيل الإسلام و إيران. كما أبارك النوروز لكل الشعوب التي تحيي النوروز و تحتفي و تحتفل به.
لقد صادف حلول السنة الجديدة في هذا العام مناسبتين فاطميتين و مراسم ذكرى استشهاد سيدة العالم الإسلامي العظمى الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (سلام الله عليها). و هذا الاقتران سيستدعي إن شاء الله أن يستطيع شعبنا الانتهال من بركات الأنوار الفاطمية و أن يضع نفسه في معرض إشعاعات تعاليم هذه السيدة العظيمة، و يتنوّر بأنوار الهداية الإلهية التي أهديت لكل سكان العالم بواسطة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) و أهل بيت الرسول (ص).
مرور الأعوام و تعاقب السنين المختلفة يجب أن يكون مدعاة تجربة و بصيرة لنا. ينبغي أن نستلهم الدروس من الماضي و ننظر للمستقبل بعيون مفتّحة و قلوب واعية، و نتخذ قراراتنا للمستقبل. أسأل الله تعالى أن يمنّ على كل الإيرانيين الأعزاء في هذا العام الجديد بالسلامة في أجسامهم، و البهجة في أرواحهم، و الأمن في نفوسهم، و السكينة الروحية، و التقدّم، و الرقيّ، و السعادة. و أتمنى أن يجود سبحانه و تعالى على شبابنا بالنشاط و الحيوية، و على رجالنا و نسائنا بالهمّة و الإرادة و العزيمة الراسخة الصائبة للسير في طرق المجد، و على أطفالنا بالسرور و الصحّة، و على عوائلنا بالأمن و المحبّة و الألفة. ما يقع على عواتقنا من واجب هو النظر إلى الماضي لاستلهام العبر، و النظر للمستقبل من أجل البرمجة و اتخاذ القرارات. العام الذي مضى أعلن أنه عام «الملحمة السياسية و الملحمة الاقتصادية». و قد تحققت الملحمة السياسية و الحمد لله على أحسن وجه في كل الميادين المتنوّعة، سواء في الانتخابات، أو في التظاهرات الكبرى، أو في مشاركة الشعب في الميادين المختلفة و الأنشطة و المساعي التي بذلها المسؤولون و أبناء الشعب على مدى أيام السنة. و لقد كانت السنة الماضية سنة تبادل الحكومات و تداول السلطة، و قد تمّ هذا الشيء بهدوء و بمنتهى الأمن في البلاد، و ظهرت و الحمد لله حلقة جديدة في السلسلة الطويلة لإدارة البلاد.
و في باب الملحمة الاقتصادية لم يحدث الشيء الذي كان يجب أن يحدث و الذي كان من المرتجى حدوثه. بُذلت جهود مشكورة، لكن العمل الكبير الذي كان يجب أن يقع في مضمار الملحمة الاقتصادية لا يزال أمامنا، و من واجبنا أن نصنع هذه الملحمة. الاقتصاد قضية أساسية و مهمة لبلادنا و لشعبنا، و في نهاية عام 92 تكوّنت و الحمد لله بنية تحتية فكرية و نظرية للملحمة الاقتصادية. و أعلنت سياسات الاقتصاد المقاوم، و الأرضية مهيّئة لبذل الجهود اللازمة في هذا المجال إن شاء الله.
في النظر لعام 93 هناك قضيتان يبدو لي أنهما أهم من غيرهما. القضية الأولى هي قضية الاقتصاد، و الثانية هي قضية الثقافة. المتوقع في كلا المجالين و الساحتين هو جهود مشتركة بين مسؤولي البلاد و جميع أبناء الشعب. الشيء المأمول لبناء الحياة و المستقبل لا يمكن تحقيقه من دون مشاركة الشعب. لذلك فضلاً عن الإدارة التي يجب أن يقوم بها المسؤولون فإن تواجد الشعب و مشاركته في المجالين حالة ضرورية و لازمة؛ في المجال الاقتصادي و في المجال الثقافي. من دون مشاركة الشعب لن تتقدم الأمور إلى الأمام و لن يتحقق المقصود. بمقدور الناس على شكل مجاميع شعبية متنوّعة، و بما لهم من إرادات و عزيمة وطنية راسخة أن يمارسوا دورهم، و المسؤولون بحاجة لدعم الشعب من أجل أن يتقدّموا بالأمور إلى الأمام بصورة صحيحة، و هم أيضاً يجب عليهم بالتوكّل على الله تعالى، و الاستمداد من التوفيقات و التأييدات الإلهية، و بمساعدة الناس، أن يخوضوا في ساحة العمل بشكل جهادي، سواء على الصعيد الاقتصادي أو على المستوى الثقافي، و سوف أقدّم إيضاحات كل هذه الأمور إن شاء الله في كلمتي لشعب إيران يوم الجمعة. من هنا أخال أن ما هو أمامنا في هذه السنة الجديدة هو اقتصاد يُراد له أن يزدهر بمساعدة المسؤولين و الشعب، و ثقافة تستطيع بهمم المسؤولين و الشعب تعيين اتجاه المسيرة الكبيرة لبلادنا و شعبنا. لذلك فقد جعلتُ شعار هذه السنة و اسمها «الاقتصاد و الثقافة بعزيمة وطنية و إدارة جهادية». نتمنى أن يمدّ الله تعالى يد عونه لكل واحد من أبناء الشعب و المسؤولين المحترمين ليستطيعوا النهوض بواجباتهم على هذا الصعيد، و أن يُرضي عنّا القلب المقدس لإمامنا المهدي المنتظر (أرواحنا فداه) و يُرضيَ عنّا الروح الطاهرة للإمام الخميني الجليل و أرواح الشهداء الأبرار.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
صحف إسرائيلية: مفاوضات على حافة الانهيار
تحدثت صحيفة "إسرائيل هيوم" عن استياء فلسطيني جراء عدم الافراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى في إطار المفاوضات السياسية. فقد كان مقرراً أن تفرج إسرائيل السبت عن ستة وعشرين أسيراً لكنها قررت عدم القيام بذلك في الموعد المحدد ما دام بقي الجواب الفلسطيني غير واضح إزاء قضية استعداد السلطة لتمديد المفاوضات سنة إضافية. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لم يطلق أي تصريح حول هذا الموضوع ولم يوضح ما إذا كان موعد الإفراج عن الأسرى تأجل أم أُلغي.
مصدر كبير في السلطة الفلسطينية قال للصحيفة "استجابوا في رام الله للطلب الأميركي تأجيل الدفعة الرابعة عدة أيام، وعملية الإفراج عن الأسرى ستنفذ على ما يبدو قبيل منتصف الأسبوع". المسؤول الفلسطيني أكد إجراء مداولات حثيثة حول الموضوع بين الأميركيين وإسرائيل، لكنه رفض القول ما إذا كان سيتم الافراج عن أسرى من العرب الإسرائيليين.
"هآرتس" كشفت أن إسرائيل نقلت إلى الفلسطينيين بواسطة الولايات المتحدة اقتراحاً للإفراج عن مزيد من الأسرى مقابل تمديد المفاوضات عدة اشهر والإمتناع عن تنفيذ خطوات أحادية الجانب في الأمم المتحدة طوال مرحلة التفاوض، وفق موظف إسرائيلي كبير. "إذا جاء الرد الفلسطيني على الاقتراح إيجابيا، تفرج إسرائيل في الأيام القريبة عن دفعة رابعة من الأسرى لكن من دون أن تضم أحدا من الأسرى العرب الإسرائيليين، الذين سيؤجل الإفراج عنهم الى موعد لاحق".
جهات مسؤولة في حركة فتح والسلطة الفلسطينية قالت للصحيفة إن "أبا مازن بات موجوداً في موقع من ليس لديه ما يخسره، وهو يوضح للأميركيين أنه إذا لم يتم التوصل الى حل الآن، فسيضطرون الى الإنتقال للعمل مع من سيرثه في منصبه".
أما صحيفة "معاريف" فتساءلت عما إذا كانت المفاوضات مع الفلسطينيين تنهار؟ فبعد ثمانية أشهر على بدء "مسيرة كيري"، وقبل شهر واحد فقط من انتهاء الفترة المحددة، تبدو المفاوضات المتجددة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية على حافة الانهيار.
مصادر سياسية في إسرائيل أوضحت أنه ظهر مرة جديدة للجميع أن "الطرف الرافض" في هذه المرحلة هو الطرف الفلسطيني. أكثر من ذلك، مسؤولون كبار في إسرائيل أعربوا عن ارتياحهم لأن رئيس السلطة أدخل نفسه في مواجهة مع الولايات المتحدة والغرب.
وزير الداخلية يتهم مرسي بتهريب وثائق أمن قومي إلى قطر
اتهم وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم الرئيس السابق محمد مرسي وسكرتيره أمين الصرفي بتهريب وثائق ومستنداتٍ تمس الأمن القومي الى جهاز مخابرات دولةٍ عربية.
وفي مؤتمرٍ صحافي اشار ابراهيم إلى قطر من دون أن يسميها، وأوضح أن الدولة التي هربت إليها الوثائق معروفة بدعمها للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان.
وأضاف إبراهيم أن الأجهزة الأمنية نجحت في كشف النقاب عن "كيانٍ إرهابي" يضم بعض الكوادر المدربة عسكرياً وآخرين تم استقطابهم حديثا لصالح توجهاتهم الإرهابية، تحت مسمى "أنصار الشريعة بأرض الكنانة"، موضحاً أن التنظيم ذاته تشكل بعد الضربات الأمنية التى تم توجيهها لتنظيم أنصار بيت المقدس.
أمنياً، قتل طالب في مواجهاتٍ بين قوات الأمن وطلاب الإخوان أثناء تفريق تظاهرةٍ لطلاب الإخوان في جامعة الأزهر بمدينة نصر.
وكان طلاب الإخوان خرجوا في مسيرةٍ تحت عنوان "طلابٌ ضد الانقلاب"، ورفعوا شعاراتٍ مناوئةً للسلطة المصرية ولترشح وزير الدفاع السابق عبدالفتاح السيسي لمنصب الرئاسة، واستخدمت الشرطة قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين.
من جهتها، دانت جامعة الأزهر قيام بعض الطلاب بأعمالٍ تخريبية لمنشآت الجامعة.
وفي سياقٍ آخر، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات في مصر عن إجراء الانتخابات الرئاسية يومي 26 و27 من أيار/مايو المقبل، على أن يقترع المصريون في الخارج في 15 من الشهر نفسه، أما في حال عدم حسم النتيجة من الجولة الأولى فستجري جولة إعادةٍ يومي 16 و17 من يونيو/ حزيران، على أن تعلن النتيجة النهائية في موعد أقصاه 26 منه.
كبوة أردوغان في عيون أميركية
اعرب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية عن اعتقاده أن سلسلة فضائح الفساد ستترك تداعياتها على نتائج الإنتخابات البلدية التركية، سيّما وانها تجري في ظل أجواء انقسامات واصطفافات سياسية حادة نتيجة قمع حكومة أردوغان للمحتجين التي لا زالت نضرة في اذهان الناخب التركي، فضلاً عن تسريبات لقرار الحكومة بشنّ عدوان على سوريا.
وأوضح المركز أن اردوغان يواجه الناخبين مثخن بجراح قد تحرمه من الفوز بنسبة 38.9% من الأصوات مماثلة للتي حصل عليها عام 2009؛ بينما يتطلع للفوز بنتيجة مريحة يستطيع البناء عليها كتفويض جديد للمضي في سياساته.
وأشار المركز إلى أن اردوغان لا يزال يتمتع بدعم نحو ثلث القاعدة الشعبية التي يسيطر عليها حزب الحرية والعدالة، بيد أنه "نال عداء الثلث الآخر، وما تبقى من المعارضة الصامتة لاردوغان قد يحسم النتيجة نهائيا"، سيّما وأن الجولة الحالية يشترك فيها نحو 2.5 مليون ناخب جديد من الناشئة والذين عارضوا سياسات أردوغان بشدة خلال اعتصامات حديقة غيزي والآن ينتظرون القصاص منه لمنعه وسائط التواصل الاجتماعية، تويتر ويوتيوب، عنهم.
وأردف أن فوز أردوغان بنسبة أقل مما حصل عليها سابقا سيجري تفسيرها بانها "هزيمة منكرة، وتمهد لآلية سقوطه سياسيا."
اشتباكات تتخلل الانتخابات البلدية التركية وتسفر عن 8 قتلى
قتل ثمانية اشخاص في اشتباكات بين انصار مرشحين للانتخابات البلدية في تركيا في شرق البلاد بحسب ما اعلنت مصادر في الشرطة.
ومع استمرار عمليات التصويت اكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان احترام تصويت الشعب التركي في الانتخابات البلدية.
اردوغان وبعد الادلاء بصوته في اسطنبول قال: "بالرغم مما حصل في الايام الاخيرة فإن الكلمة الفصل ستكون للشعب التركي".
وكان بدأ التصويت في الانتخابات المحلية التركية صباح الأحد. واستمر التصويت حتى الساعة الخامسة في الولايات التركية في ظل تنافس بين الأحزاب التركية للسيطرة على البلديات الكبرى، استعداداً للانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة.
ويختار الناخبون الأتراك، القائمين على الإدارات المحلية للولايات والأحياء والقرى في جميع أنحاء تركيا، حيث سيتولون مهامهم لمدة 5 سنوات.
ويبلغ عدد من يحقّ لهم التصويت في الانتخابات المحلية التركية أكثر من 52 مليون، منهم أكثر 26 مليون امرأة، ونحو 26 مليون رجل، سيدلون بأصواتهم في جميع أنحاء البلاد. ويتنافس في الانتخابات 26 حزباً.
ويختار المقيمون في القرى، مختار القرية وأعضاء المجلس المحلي للقرية وأعضاء مجلس الولاية. وفي الولايات التي لا تعتبر بلديات كبرى يختار الناخبون أعضاء مجلس الولاية ورئيس بلدية المنطقة التي يقيمون بها وأعضاء مجلس بلدية المنطقة ومختار الحي وأعضاء المجلس المحلي للحي. وفي الولايات التي تعد بلديات كبرى يختار الناخبون رئيس بلدية الولاية ورئيس بلدية المنطقة التي يقيمون بها وأعضاء مجلس بلدية المنطقة ومختار الحي وأعضاء المجلس المحلي للحي.
ويشارك في تنظيم الانتخابات مليون و358 ألف من أعضاء اللجان الانتخابية، وألفين من العاملين في الهيئة العليا للانتخابات، و1377 من المنتدبين بشكل مؤقت، و250 ألف شخص سيعملون في جلب صناديق الاقتراع.
ويأتي التصويت لإختيار ممثلين محليين للسلطات البلدية في انتخابات تعتبر مهمة في تحديد المستقبل السياسي لحكومة أردوغان الغارقة في فضائح الفساد والتنصت على المكالمات الهاتفية.
روحاني: نريد إحلال الأمن في المنطقة وتهديدنا صبياني لا قيمة له
وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية التهديدات ضد الشعب الايراني بانها صبيانية ولا قيمة لها، مؤكدا ان هذا الشعب سيصمد امام اي عدوان، وسيجعل الاعداء نادمين على فعلتهم في حال قاموا باي اعتداء.
وفي ختام المسيرات التي انطلقت لمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لانتصار الثورة الاسلامية في ايران أن قال الرئيس روحاني في كلمته الثلاثاء أمام الجماهير المليونية التي احتشدت في ساحة "ازادي" بطهران "علينا التفكير بتثبيت الأمن والسلام ونريد ازاحة الذهنية السلبية التي قدمها الأعداء عن الثورة الاسلامية"، وأضاف "في المفاوضات النووية أردنا التعريف بالثورة الإسلامية وخطف المزاعم الكاذبة.. أردنا القول عبر المفاوضات النووية أن (الايرانوفوبيا) كذبة".
وأوضح انه على العالم اجمع ان يعلم بان مفاوضاتنا مع مجموعة "5+1" كانت منطلق حسن النية ولقد اردنا من خلال هذه المفاوضات ان نعلن للعالم بصوت اعلى فتوى قائد الثورة الاسلامية في حرمة انتاج واستخدام السلاح النووي وان نسحب من الاعداء ذرائعهم الخاوية والكاذبة.
واوضح بان ايران وجهت من خلال المفاوضات هذه الرسالة لدول المنطقة وهي ان "التخويف من ايران" (ايران فوبيا) كاذب ولا اساس له وان ايران لا تفكر بالاعتداء على اي بلد واضاف، بطبيعة الحال فان ايران تقاوم امام العدوان ولو فكر احد اليوم بالاعتداء فليعلم بان الشعب الايراني العظيم سيصمد امام المعتدين ويجعلهم نادمين.
واضاف، لقد اردنا ان نقول من خلال المفاوضات بان اجراءات الحظر الظالمة خاطئة وانني اقول بصوت عال من جانب الشعب الايراني بان التهديد ضد هذا الشعب امر صبياني ولا قيمة له لانه صمد وانتصر خلال الاعوام الـ 35 الماضية امام مختلف انواع التهديدات.
واعتبر أن لغة التهديد ضد الشعب الإيراني طفولية "لأن شعبنا تصدى للتهديدات ووصل إلى النصر.. التهديد يعني صمود الشعب الإيراني الذي لن يستسلم أبداً، والغرب يفهم أن لغة التهديد تجاه الشعب الايراني لم تكن صحيحة" موضحاً أنه على كل العالم أن يعلم أن شعبنا لا يخاف من لغة التهديد".
روحاني توجه للدول الست بالقول إن المفاوضات النووية تجربة ناجحة "وستجدون من الشعب الايراني التجاوب الصحيح".
وفي الشأن الاقتصادي قال روحاني "تمكنا من السيطرة على التضخم والوضع الإقتصادي تحسن بعد 6 أشهر"، أما في مجال السياسة الخارجية فعبر عنها بالقول "هي سياسة الوسطية والاعتدال ولا استسلام أو انفعال وتصدي"، مشددا على أن للعلاقات الخارجية مع دول الجوار اهمية كبيرة و"نريد احلال الأمن والثبات والسلام في المنطقة"، مشيراً إلى أن السياسة الخارجية لم تمثل حزباً خاصا أو تياراً خاصا.
ورأى روحاني أن انتصار الثورة الاسلامية هو عبارة عن انتصار الوحدة الشعبية، وأن هذا الانتصار لم يحدد لطائفة او طبقة خاصة فهو انتصار كل الشعب الايراني. وقال "كنا جميعا وراء الحركة السلمية وانتصارنا هو في ظل وحدتنا والنصر الإلهي حليفنا أمام القدرات المتسلطة". وأضاف "محاضرات الإمام الخميني والكلمة هي التي انتصرت وليس السلاح. ثورتنا لم تعتمد على أي قوة أجنبية"، مؤكداً على أن الشعب الإيراني يعتز بقوميته وهويته الإسلامية وبثورته وأن "إسلامنا سيبقى مرفوع الرأس في العالم".
وتابع "الأميركيون كانوا يتصورون أن ايران ملك لهم وكانوا يتدخلون في كل شيء.. شعبنا رفض التحقير والإستهانة وبعد 35 عاما هذا الشعب لا يقبل تحقير أميركا".
وقال "كما كنا جادين في الحرب سنكون جادين في السلم.. نحن نقترب أكثر من أي وقت آخر لتحقيق أهدافنا السامية والشعارات التي رفعتها الثورة الإسلامية".
وأوضح أن الشعب الإيراني تمسك في الإنتخابات الأخيرة بنظام الجمهورية الإسلامية، وأن الحكومة المنبثقة من ارادة الشعب تجدد عهدها مع الشعب وتؤكد المضي قدماً في تحقيق اهداف الثورة، لافتاً إلى أنه بعد 35 عاماً هذه الحكومة الحادية عشر "واليوم لدى مجتمعنا أمن أكثر".
وأشار إلى أن الحكومة تفكر باستقرار سيادة القانون على كامل تراب الوطن، وأنها تشعر بالمسؤولية وترحب بالنقد البنّاء وتعتز به، لافتاً إلى وجود استقرار وإلى أجواء الحرية في الجامعات والصحافة.
إغتيالات الدرونز تستند الى دلائل ظرفية وليست حسية
أوضحت مصادر إستخبارية اميركية أن آلية استهداف وكالة الأمن القومي للأشخاص المرشحين على قائمة الإغتيالات، بالغة السرية، تستند الى "تقنيات تتبع الهواتف الخاصة" لتحديد مكان المتلقي، "والتي أثبتت عدم دقتها بل أسفرت عن مصرع العديد من الأبرياء والأشخاص العاديين.. فضلاً عن دور الوكالة السري في توفير الدعم (اللوجستي) للقوات المسلحة ووكالة الإستخبارات المركزية للقيام بتنفيذ الإغتيالات في مناطق مختلفة حول العالم".
وقال اثنين من أشهر كتاب الصحافة الإستقصائية في الشؤون الأمنية، جيريمي سكيهيل وزميله غلين غرينوالد، نقلاً عن مصادر موثوقة في الأجهزة الإستخبارية الأميركية ان "الولايات المتحدة تنفذ غارات طائرات الدرونز دون توفر معلومات موثقة ودقيقة حول الشخص المقصود وما إذا كان هو الهدف بالفعل". بل ان الولايات المتحدة "تغتال أشخاصاً بسبب الشك وليس يقيناً"، لقيامهم بدور محددٍ، أو بعملٍ معاد لأميركا، أو مصالحها في المنطقة.
وأضاف سكيهيل ان أحد مصادره عضو فريق العمل في مركز "قيادة العمليات المشتركة الخاصة،" الذي أكد له عدم صلاحية وسائل التيقن المتبعة "مما أدى الى اغتيال أفراد بحوزتهم هواتف خاصة أو شرائح هاتفية تجري مراقبتها ظرفياً، وليس لضلوعهم بمخطط إرهابي معين.. وأضحى الهدف تتبع الهواتف الخاصة وليس شخصيات محددة على أمل أن يثبت الطرف المستهدف أنه يستحق ذلك".
وأردف الثنائي المذكور أن وكالة الأمن القومي سلحت طائرات الدرونز الأميركية بمعدات متطورة تؤدي أغراض "أبراج استقبال مفترضة" للإشارات الهاتفية والتي بوسعها "تعديل وتحويل سير إشارة صادرة عن هاتف نقال من مركز الإستقبال التجاري المعتاد الى برج الإستقبال التابع للوكالة دون علم صاحبه". وأكد الثنائي ان الأجهزة الاميركية مسكونة بهاجس عدم انخراط أو قرب موظفيها من الجغرافيا المستهدفة "مثل اليمن والصومال وباكستان وأفغانستان"، وفرط الاعتماد على الأجهزة التقنية.