Super User

Super User

الأحد, 09 شباط/فبراير 2014 04:59

ما هو أبعد من أوكرانيا!

ما هو أبعد من أوكرانيا!

مذكرة التفاهم بين الكرملين والبيت الأبيض، عام 1994 ضمنت العمل الجماعي بشأن أوكرانيا، كما ذكّر مستشار الرئيس الروسي سيرغي غلازييف.

لكن هذه المذكرة رسمت قواعد الاشتباك بين القوّتين في دول الاتحاد السوفييتي السابق، وقت كانت روسيا في أقسى درجات انهيارها، لدرجة أنها لم تتجاوب مع دعوة "كازاخستان" عام 1992 للتعاون الإقليمي.

قبل سنوات قليلة تغيّرت روسيا على نحو مختلف، فنجحت بإنشاء "الإتحاد الجمركي" مع بيلاروسيا وكازاخستان، ثم انضمت إليه أرمينيا، وجورجيا. هذا الإتحاد سيتحوّل العام المقبل إلى اتحاد "أوراسي"، يمكن أن يضم الهند وسوريا، بحسب قرار القمة السنة الماضية.

في هذا السياق، بقيت أوكرانيا معلقة بين الإتحاد الأوروبي والاتحاد الأوراسي، فكسبت الامتيازات التفضيلية من روسيا في أسعار الغاز والقروض الميسّرة، وانفتحت في الوقت نفسه على "استراتيجية الشراكة الشرقية" مع الإتحاد الأوروبي، التي تضم جورجيا ومولدافيا.

الإتحاد الأوروبي لم يعمد إلى كسر هذا التوازن الإقليمي، برغم انتفاضة المعارضة في غرب أوكرانيا، المطالبة بتوقيع اتفاقية الشراكة الحرّة مع بروكسيل. فالاتحاد يضغط لترجيح كفة المفوضية الأوروبية في مفاوضات التبادل التجاري مع الاتحاد الأوراسي، لكنه يراعي استقرار أوكرانيا وعدم انقسامها إلى شرق روسي وغرب أوروبي.

هذا الأمر، استدعى قول فيكتوريا نولاند "ليذهب الإتحاد الأوروبي إلى الجحيم". المتحدثة باسم البيت الأبيض "لورا لوكاس ماغندسون" أكّدت أنه لا يمكن الوصول إلى حل وسط في أوكرانيا، على خلاف رغبة روسيا والاتحاد الأوروبي.

إتهام السفارة الأميركية في كييف بتدريب وتسليح وتمويل المعارضة، إنذار لواشنطن بأن الانقلاب بالعنف، يستجلب الرد بالعنف أبعد من أوكرانيا.

الأربعاء, 05 شباط/فبراير 2014 09:19

الدروز

الدروز

الدروز هو جمع الدرزي، والعامّة تتكلّم بضم الدال، والصحيح هو فتحها، والظاهر انّ الكلمة تركيّة بمعنى الخيّاط، وهي من الكلمات الدخيلة على العربية، حتّى يقال: درز يدرز درزاً، الثوب، خاطه، والدرزي: الخيّاط.

والدروز فرقة من الباطنية لهم عقائد سرية، متفرقون بين جبال لبنان وحوران والجبل الأعلى من أعمال حلب .

ولم يكتب عن الدروز شيء يصحّ الاعتماد عليه ولا هم من الطوائف الّتي تنشر عقائدها حتّى يجد الباحث ما يعتمد عليه من الوثائق .

وقد سبق منّا الكلام في أنّ الإسماعيلية كانت فرقة واحدة وطرأ عليهم الانشقاق في عهد الإمام الحادي عشر الحاكم بالله، حيث ذهبت فرقة الدروز إلى القول بغيبة الحاكم بالله وعدم موته، ذلك انّ الحاكم استدعى الحمزة بن علي الفارسي الملقب بالدرزي وأمره أن يذهب إلى بلاد الشام ليتسلّم رئاسة الدعوة الإسماعيلية فيها ويجعل مقره «وادي التيم»، ولقّبه الإمام بالسيد الهادي، وتمكّن الدرزي في وقت قليل من نشر الدعوة الإسماعيلية في تلك البلاد إلى أن وصلت إليه وفاة الإمام الحاكم وتصدّي ابنه الظاهر لمقام الولاية، ولكن الدرزي لم يعترف بوفاة الإمام الحاكم، بل ادّعى انّه غاب، وبقي متمسّكاً بإمامته ومنتظراً لعودته، وبذلك انفصلت الدرزية عن الإسماعيلية، وكان ذلك الانشقاق عام 411 هـ . ( [1])

عقائد الدروز :

وقد تناولت موسوعات دائرة المعارف الإسلامية، جوانب من عقائد الدروز، غير أنّ الوقوف على واقع عقيدتهم أمر متعذر بجريان عادتهم على الستر والتكتم، ولخلو المكتبات من كتبهم .

ولأجل ذلك تضاربت أقوال المؤرّخين حول عقائدهم، وهذا هو البستاني فقد صور لهم صورة بيضاء ناصعة يطهّرهم عن كل ما ينسب إليهم من المنكرات ( [2])، ونرى خلاف ذلك عند فريد وجدي في دائرة معارف القرن الرابع عشر ( [3]) فقد نسب إليهم أُموراً منكرة ومشينة .

مثلاً: ينقل البستاني ويقول: إيمان الدروز انّ الله واحد لا بداءة له ولا نهاية، وان النفوس مخلدة تتقمص بالأجساد البشرية «التناسخ»، ولابدّ لها من ثواب وعقاب يوم المعاد بحسب أفعالها، وانّ الدنيا تكوّنت بقوله تعالى كوني فكانت، والأعمار مقدرة بقوله: ( وَ لَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ) ( [4]) ، وانّ الله عارف بكلّ شيء، وهم يكرمون الأنبياء المذكورين في الكتب المنزلة، ويؤمنون بالسيد المسيح ولكنّهم ينفون عنه الإلوهية والصلب، وأسماء بعض الأنبياء عندهم كأسمائهم في تلك الكتب، ولبعضهم أسماء أُخرى كالقديس جرجس، فانّه عندهم الخضر، وأسماء أنبيائهم شعيب وسليمان وسلمان الفارسي ولقمان ويحيى، وعندهم انّه لابد من العرض والحساب يوم الحشر والنشر، وتنقسم هذه الطائفة إلى: عقّال وجهّال .

فالعقّال هم عمدة الطائفة، ولهم رئيسان دينيّان يسمّيان بشيخي العقّال، والأحكام الدينية مفوضّة إليهم .

وقد أمر عقّالهم بتجنّب الشك والشرك والكذب والقتل والفسق والزنا والسرقة والكبرياء والرياء والغش والغضب والحقد والنميمة والفساد والخبث والحسد وشرب الخمر، والطمع والغيبة وجميع الشهوات والمحرمات والشبهات، ورفض كل منكر من المآكل والمشارب، ومجانبة التدخين، والهزل والمساخر والهزء والمضحكات، وجميع الأفعال المغايرة لإرادته تعالى، وترك الحلف بالله صدقاً أو كذباً، والسب والقذف والدعاء بما فيه ضرر الناس. ( [5])

هذا وكما ترى أنّ البستاني ينقل عنهم صورة بيضاء، وليس فيما عزا إليهم شيء يخالف الشريعة الإسلامية إلاّ القول بالتناسخ ونبوة سلمان الفارسي .

وفي مقابل ذلك نقل فريد وجدي عنهم صورة مشوهة، وإليك جانباً من كلامه في هذا الصدد :

من معتقداتهم انّ الحاكم بأمر الله هو الله نفسه، وقد ظهر على الأرض عشر مرات أُولاها في العلى، ثم في البارز، إلى أن ظهر عاشر مرة في الحاكم بأمر الله، وانّ الحاكم لم يمت بل اختفى حتّى إذا خرج يأجوج ومأجوج ـ ويسمّونهم القوم الكرام ـ تجلّى الحاكم على الركن اليماني من البيت بمكة ودفع إلى حمزة سيفه المذهب فقتل به إبليس والشيطان، ثم يهدمون الكعبة ويفتكون بالنصارى والمسلمين ويملكون الأرض كلّها إلى الأبد .

ويعتقدون أنّ إبليس ظهر في جسم آدم، ثم نوح، ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى، ثم محمد، وأنّ الشيطان ظهر في جسم ابن آدم، ثم في جسم سام، ثم في إسماعيل، ثم في يوشع، ثم في شمعون الصفا، ثم في علي بن أبي طالب، ثم في قداح صاحب الدعوة القرمطية .

ويعتقدون بأنّ عدد الأرواح محدود، فالروح الّتي تخرج من جسد الميت تعود إلى الدنيا في جسد طفل جديد .

وهم يسبّون جميع الأنبياء، يقولون: إنّ الفحشاء والمنكر هما: أبو بكر وعمر، ويقولون: إنّ قوله تعالى: ( إِنَّمَا الْخَمْرُ وَ الْمَيْسِرُ وَ الأَنْصَابُ وَ الأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ) ( [6]) يراد به الأئمة الأربعة وأنّهم من عمل محمد.

ويعتقدون بالإنجيل والقرآن، فيختارون منها ما يستطيعون تأويله ويتركون ما عداه، ويقولون: إنّ القرآن أُوحي إلى سلمان الفارسي فأخذه محمد ونسبه لنفسه، ويسمّونه في كتبهم المسطور المبين .

ويعتقدون أنّ الحاكم بأمر الله تجلّى لهم في أوّل سنة (408 هـ) فأسقط عنهم التكاليف من صلاة وصيام وزكاة وحج وجهاد وولاية وشهادة .

لدى الدروز طبقة تعرف بالمنزّهين، وهم عباد أهل ورع وزهد، ومنهم من لا يتزوج، ومن يصوم الدهر، ومن لا يذوق اللحم، ولا يشرب الخمر. ( [7])

وبما انّ معتقدات الدروز ظلت طيّ الخفاء والكتمان، فلنختصر على هذا المقدار إلى أن تنتشر كتبهم في هذا الصدد ونقف على حقيقة الحال. ونحن من المتوقفين في ذلك لا نحكم على تلك الطائفة بشيء حتّى تتبين احوالهم.

 

الهوامش:

[1] . انظر تاريخ الدعوة الإسماعيلية: 238 .

[2] . البستاني ; دائرة المعارف: 7 / 675- 677 .

[3] . فريد وجدي ; دائرة معارف القرن الرابع عشر: 4 / 26- 28 .

[4] . المنافقون: 11 .

[5] . البستاني; دائرة المعارف: 7 / 675- 677 .

[6] . المائدة: 90 .

[7] . محمد فريد وجدي ; دائرة المعارف: 4 / 26- 28 .

الأربعاء, 05 شباط/فبراير 2014 08:28

حبس أنفاس قبل معركة الفلوجة

حبس أنفاس قبل معركة الفلوجة

أكدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أمس، عدم وجود نية لتأجيل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها نهاية نيسان 2014، في أية محافظة. وفيما أعربت عن أملها بإجراءات الانتخابات في جميع المحافظات بوقتها المحدد، نفت وجود بطاقات إلكترونية تزيد على عدد المشمولين بالمشاركة في الانتخابات.

وقالت عضو مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات كولشان كمال، إن «الأمور الفنية واللوجستية في محافظة الأنبار، تجري بصورة جيدة ولا توجد لدينا أي مشاكل»، مؤكدةً أن «الأنباء التي تحدثت عن وجود بطاقات انتخابية أكثر من عدد المشمولين للمشاركة في الاقتراع عارية من الصحة».

وتابعت كمال تقول إن «عدد الناخبين في العراق هو 21 مليون و 305875 ناخباً سيتوزعون على 8 آلاف و 642 مركز اقتراع»، لافتة إلى أن «البطاقات ستكون مطابقة لعدد الناخبين».

وشددت كمال على أن «كل إجراءاتنا ستكون شفافة خلال الانتخابات»، فيما دعت «وسائل الإعلام إلى نقل الصورة الجيدة عن المفوضية لزرع الثقة لدى الناس، ما سيدفعهم إلى المشاركة في الانتخابات».

من جهة أخرى كشف مجلس محافظة بغداد أمس، عن مطالبة 20 ناحية تابعة للعاصمة التحول إلى أقضية، مبيناً أنه أكمل قراءة 50 بالمئة من قانون نظامه الداخلي، ودرس إمكانية التواصل المباشر مع المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وقال رئيس مجلس محافظة بغداد، رياض العضاض، إن «المجلس ناقش التقسيمات الإدارية الجديدة لمحافظة بغداد»، مبيناً أن «الجلسة شهدت طرح تحويل اليوسفية إلى قضاء، إذ طلبت لجنة التقسيمات الإدارية، إعادة التقسيمات كافة وإقرارها خلال أسبوعين على أن يقدم موضوع اليوسفية خلال الأسبوع المقبل».

وأوضح رئيس مجلس محافظة بغداد، أن «لدى لجنة التقسيمات الإدارية 20 طلباً لتحويل النواحي إلى أقضية»، لافتاً إلى أن «اللجنة تعكف الآن على دراسة هذه الملفات وفق القوانين والصلاحيات».

في هذا الوقت، أفاد قائد الفرقة الذهبية فاضل برواري أمس، بأن القوات الأمنية تعد العدة لتطهير جميع مناطق محافظة الأنبار من الجماعات المسلحة.

والفرقة الذهبية هي قوات خاصة عراقية مدربة بشكل خاص، وتابعة لوزارة الدفاع العراقية، نفذت عدداً من المهمات في تحرير الرهائن ومكافحة الإرهاب.

وكتب برواري على مواقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك»: «من الأنبار إلى بغداد وصلنا سالمين بعد القضاء على «داعش» وأعوان «داعش» في المحافظة».

وتمكنت القوات العراقية خلال الأيام الماضية من استعادة السيطرة على معظم مدينة الرمادي، لكن الفلوجة لا تزال في أيدي المتشددين ويحاصرها الجيش الذي قصفها عدة مرات.

وأضاف برواري: «اليوم نحن نعد العدة لتنظيف المناطق الباقية من التنظيمات الإرهابية».

وفي السياق، قال مسؤول محلي في محافظة الأنبار، إن اقتحام مدينة الفلوجة بات أمراً حتمياً، بعد حشد قوات الجيش في أطراف كبرى مدن الأنبار. ورأى أن «الوضع هادئ نسبياً منذ مساء أمس في مدينتي الرمادي والفلوجة، لكن الاشتباكات تتجدد بين فترة وأخرى».

وبين المصدر أن الاستعدادات العسكرية الجارية تظهر بوضوح أن قوات الجيش تستعد لعملية واسعة، مشيراً إلى أن أجهزة الأمن تبعث برسائل عن الاقتحام من عدمه في إطار الحرب النفسية للنيل من معنويات المسيطرين على المدينة.

وسبق لمسؤولين أمن كبار أن أكدوا أن قرار اقتحام المدينة قد اتخذ في بغداد لاستعادة السيطرة على الفلوجة.

وقال المصدر الحكومي: «لا يمكن تحديد الساعة الصفر حتى الآن، لكن الوضع الإنساني سيئ للغاية، وخاصة للسكان».

قالت رئاسة إقليم كردستان في بيان مقتضب أمس، إن «رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني اطّلع في العاصمة الألمانية برلين عن قرب على الوضع الصحي لرئيس الجمهورية جلال الطالباني»، مبيناً أن «البرزاني تمنى للطالباني الصحة والسلامة»، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.

وكان رئيس الفريق الطبي المعالج للرئيس جلال طالباني أعلن، في 30 كانون الثاني 2014، استمرار تحسن الحالة الصحية لرئيس الجمهورية، موكداً أنه «يتابع الأحداث الجارية في العراق. وفيما لفت إلى مرور عام على وعكة طالباني الصحية وخضوعه لفترة علاج طويلة الأمد، أكد أن شخصية الرئيس جلال طالباني ليس لها مثيل في التعامل مع مكونات الشعب والأزمات السياسية».

القاهرة تحتج على إيواء قطر مطلوبين للقضاء وتطالبها بتسليم القرضاوي

بدأت أمس الثلاثاء في العاصمة السعودية الرياض مباحثات ثنائية بين رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي ووليّ العهد السعودي الشيخ سلمان، تستهدف في المقام الأول تنشيط حزم المساعدات الاقتصادية التي تقدمها المملكة لدعم الاقتصاد المصري بعد الأضرار البالغة التي تعرض لها بسبب الاضطرابات السياسية، وزيادة حجم التعاون الاقتصادي والتجارة البينية بين البلدين.

وأكد رئيس الوزراء حازم الببلاوي، في تصريح قبيل سفره، أن بلاده «تتوقع قراراً مهماً من المملكة عقب انتهاء المباحثات».

وأكدت مصادر دبلوماسية مصرية أن هناك حديثاً عن زيادة المنحة التمويلية التي تخصصها الممكلة لدعم الاقتصاد المصري، وذلك بعد نجاح جزء من خارطة الطريق، لكن المؤكد أن هذه المنحة الإضافية ستكون عقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لتدخل في موازنة العام القادم، بعد 30 حزيران».

وأكدت المصادر المشاركة في الإعداد للمباحثات، أن من المنتظر أن يتم الاتفاق خلال زيارة الببلاوي للسعودية على زيادة حجم الاستثمارات السعودية في مصر من 5.4 مليارات دولار إلى 6.2 مليارات دولار، لافتةً إلى أنه سيتم الاتفاق أيضاً على إنشاء جسر بري بين مصر والسعودية لمضاعفة حجم التجارة البينية بين البلدين.

وأوضحت المصادر أن مسؤولين سعوديين أبلغوا القاهرة أن المساعدات الاقتصادية قد تضاعف إلى 4 مليارات دولار أخرى في حالة الانتهاء من الانتخابات الرئاسية في مصر، «دون تحديد هوية مرشح بعينه قد تدعمه المملكة لمنصب رئيس مصر القادم».

من جهة ثانية (أ ف ب، رويترز، الأناضول) استدعت وزارة الخارجية المصرية أمس القائم بالأعمال القطري للمطالبة بتسليم مصريين، بينهم الداعية يوسف القرضاوي.

وقال المتحدث باسم الوزارة بدر عبد العاطي، في مؤتمر صحافي، إن المبعوث القطري استدعي مرة أخرى إلى وزارة الخارجية لإيصال رسالة احتجاج، موضحاً أن «هاربين يقيمون على الأراضي القطرية ومطلوبين من الإنتربول المصري والعربي، ويجب التحقيق معهم أمام النيابة والقضاء» المصريين.

وأضاف أن «التصريحات التي أدلى بها القرضاوي في الآونة الأخيرة ــ من بينها القول إن السعودية مخطئة بدعم الحكومة التي يدعمها الجيش ويجب أن تسحب مساعداتها لها ــ غير مقبولة».

وفي غضون ذلك، أيّدت محكمة النقض المصرية حكماً بالسجن المشدد 3 سنوات، بحق وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، في القضية المعروفة إعلامياً بـ«سخرة المجندين».

وقالت مصادر قضائية إن محكمة النقض قضت بتأييد حكم محكمة جنايات الجيزة الصادر بمعاقبة العادلي بالسجن 3 سنوات، وعزله من وظيفته وتغريمه مليونين و7 آلاف جنيه (حوالى 290 ألف دولار). وبالتزامن، قررت المحكمة في جلسة أمس تأجيل محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى اليوم، في قضية قتل متظاهرين معارضين له إبان توليه الحكم، للبدء بسماع قيادات أمنية كانت مكلفة بحماية القصر الرئاسي آنذاك.

وأدار المتهمون ظهورهم للمحكمة في كثير من أوقات سير جلسة المحاكمة، فيما رفع بعضهم أربعة أصابع إلى الأعلى، في إشارة إلى اعتصام أنصار مرسي في منطقة رابعة العدوية الذي فضّته السلطات المصرية بالقوة منتصف آب الماضي، مخلّفة مئات القتلى. وفي السياق، بدأ التحالف الوطني لدعم الشرعية الذي يقوده «الإخوان» بالتفكك، حيث أكدت مصادر وثيقة الصلة داخل حزب الوطن انفصال الحزب عن التحالف بسبب «رفض الإخوان لكل مبادرات حل الأزمة التي طرحتها أحزاب التحالف ورفض التحالف لسياسية الحزب الذي يريد المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

كذلك أعلن عدد من شباب التيار الإسلامي التابعين لعدد من التنظيمات الجهادية تشكيل تحالف ثوري مواز لتحالف دعم الشرعية الذي وصفوه بـ«الفاشل».

وقال محمد صهيب، أحد شباب التحالف الجديد، إنهم «لن يقبلوا أي مبادرات أو مفاوضات للتصالح، لما في ذلك من خيانة لدم الشهداء، ولا تنازل عن القصاص الثوري»، مؤكداً أنهم سيعملون على «تنظيم فعاليات ثورية في الميادين»، فضلاً عمّا سمّاه «الحراك الجهادي»، ويتضمن تشكيل تكتلات ثورية وجهادية للرد على عنف الأمن، على حد قوله.

وأضاف صهيب لصحيفة «المصري اليوم» إن تحالفه أعلن رفضه مفاوضات الصلح، وسيضغط عالمياً ومحلياً لكسر «الانقلاب»، من خلال فعاليات وعمليات ثورية، إضافة إلى حراك ثوري يتضمن جمع توقيعات لرفض حكم العسكر، والتجهيز للقيام بثورة إسلامية جديدة، موضحاً أنهم يرفضون مواقف «تحالف دعم الشرعية»، التي اعتبرها «متخاذلة».

ميدانياً، أصيب مجندان إثر انفجار عبوة ناسفة أثناء مرور إحدى مدرعات الجيش بالقرب من قرية الخروبة شمال سيناء.

الأربعاء, 05 شباط/فبراير 2014 08:18

الإنفاق العسكري إلى الارتفاع

الإنفاق العسكري إلى الارتفاع

أظهرت دراسة نشرت أمس، أن النفقات العسكرية العالمية ستعاود ارتفاعها في عام 2014، للمرة الأولى منذ خمس سنوات، مع زيادة ستسجل في روسيا وآسيا والشرق الأوسط.

وتوقع مستشارو مجموعة «اي اتش اس جاينز» في هذه الدراسة أن تبلغ الموازنات العسكرية في العالم 1538 مليار دولار هذه السنة، في ارتفاع طفيف بنسبة 0,6% على سنة، لكنه الأول منذ عام 2009.

وكتب مدير في «إي إتش اس جاينز»، بول بورتون، أن «روسيا وآسيا والشرق الأوسط ستكون محرك النمو المرتقب هذه السنة، والانتعاش المرتقب اعتباراً من 2016».

وتريد روسيا زيادة نفقاتها العسكرية بنسبة 44% في السنوات الثلاث المقبلة. والخطة التي اعتمدها البرلمان تزوّد روسيا أساساً بثالث أعلى موازنة دفاع في 2013، مع 68 مليار دولار، متقدمة على بريطانيا واليابان.

وبحسب الدراسة، فإن الموازنة العسكرية الصينية بلغت 139 مليار دولار عام 2013، لتكون الثانية خلف الولايات المتحدة. وبحسب توقعات المستشارين، فإنه في عام 2015، ستنفق الصين على دفاعها أكثر من بريطانيا وفرنسا وألمانيا مجتمعة.

من جانب آخر، فإن آسيا هي المنطقة الوحيدة التي رفعت باستمرار نفقاتها العسكرية منذ أزمة 2009. ومنطقة آسيا ــ المحيط الهادئ من دون الصين، ستتجاوز أوروبا الغربية في 2015، مع زيادة ملحوظة مرتقبة في أستراليا والهند وكوريا الجنوبية، كما توقعت الدراسة.

وقالت الدراسة «في الشرق الأوسط، تزايدت النفقات العسكرية بسرعة منذ 2011. وشهدت سلطنة عمان والسعودية بشكل خاص ارتفاعاً يفوق 30% بين 2011 و2013»، مضيفة أن السعودية التي حلّت في المرتبة التاسعة عام 2013، يتوقع أن تتجاوز ألمانيا هذه السنة، لكي تحتل المرتبة الثامنة في 2014.

ومن المرتقب أن يتسارع خفض النفقات العسكرية الأميركية من 664 مليار دولار عام 2012 إلى 582 مليار دولار في 2013، ومن المرتقب أن يصل إلى 575 ملياراً في 2014 و535 ملياراً في 2015.

وحافظت فرنسا على الموقع السادس في الترتيب الذي وضعته جاينز استناداً إلى موازنات 77 دولة تمثل 97% من النفقات العالمية. لكن «اي اتش اس» أشارت إلى أن النفقات العسكرية الفرنسية من المتوقع أن تنخفض من 53 مليار دولار عام 2013، إلى 52,6 ملياراً في 2014، و52 ملياراً في 2015.

الأربعاء, 05 شباط/فبراير 2014 08:10

زيارة الشركات الفرنسية لطهران تُغضب واشنطن

زيارة الشركات الفرنسية لطهران تُغضب واشنطن

أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن نتيجة المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة «5+1» يجب أن تؤدي إلى إلغاء الحظر كله، في وقت دعت فيه إيران الشركات الأجنبية للاستثمار في قطاعها النفطي، وذلك خلال زيارة قام بها لطهران أمس وفد من كبار رجال الأعمال الفرنسيين، يبدو واضحاً أنها أغضبت واشنطن.

وقال ظريف، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده في طهران مع نظيره السويدي كارل بيلدت: «سيكون هنالك اجتماع بيني وبين السيدة اشتون يوم 17 شباط، ومن ثم ستعقد جلسة المفاوضات الرسمية بين إيران ومجموعة «5+1» في اليوم التالي 18 شباط».

وفي الرد على سؤال عن لقائه مع نظيره الأميركي، أوضح ظريف أنه جرى التشديد خلاله على «ضرورة التزام النصوص المتفق عليها، لا أن يتم بدلاً عنها نشر نصوص أخرى لا أساس لها من الناحية القانونية والواقعية».

من ناحيته، رأى بيلدت أن التوصل إلى اتفاق نهائي بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى حول الملف النووي الإيراني هو «أمر ممكن خلال مهلة طموحة جداً هي ستة أشهر».

أما في ما يتعلق بالوفد الفرنسي الذي ترأسه هيئة «ميديف انترناسيونال»، وهي ذراع لأكبر تجمع لأرباب العمل الفرنسيين، فقد ضم 166 ممثلاً عن شركات فرنسية مختلفة، وهو أكبر وفد على الإطلاق من الاتحاد الأوروبي يزور إيران منذ أبرمت الأخيرة في تشرين الثاني اتفاقاً مرحلياً حول برنامجها النووي مع الدول الست الكبرى. وحده الوفد التركي الذي زار إيران في نهاية كانون الثاني كان أكبر من ناحية العدد كما من ناحية المستوى فهو ضم حشداً من الوزراء ورأسه يومها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.

وقال نائب رئيس هيئة «ميديف انترناسيونال» تييري كورتينيي، إنه «في عداد الوفد لدينا مجموعات عملاقة (توتال، لافارج، بيجو...) ولكن هناك أيضاً شركات صغيرة ومتوسطة». وأضاف أن «البعض اتى من اجل تحديث ملفاته او الحصول على عقود، وبعض الشركات تسأل منذ الآن متى ستستأنف اعمالها في ايران، والبعض الآخر يبحث عن فرص» للاستثمار في هذا البلد.

والشركات الممثلة في عداد هذا الوفد تعمل، وخصوصاً في قطاعات النفط والسيارات والصناعات الزراعية والبتروكيميائيات والطيران والصناعات الطبية، وهي قطاعات يعدّها الإيرانيون رئيسية لإعادة اطلاق العجلة الاقتصادية في بلدهم. ولكن بعض الشركات العملاقة الأخرى اختار عدم المشاركة في هذا الوفد، مفضلاً السرية.

وأوضح باتريك بلين، رئيس جمعية مصنعي السيارات الفرنسيين، أن هذه الزيارة هي «بادرة حسن نية من نحو 120 شركة ترغب بالاستثمار وبخلق فرص عمل اذا ما توافرت الظروف المواتية».

من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الرسمية (ارنا) عن علي ماجدي نائب وزير النفط للشؤون الدولية والتجارية دعوته خلال اجتماع مع الوفد الزائر الشركات الاجنبية للاستثمار في قطاع النفط الايراني. وقال ماجدي إنه «بحسب الخطة الخمسية الخامسة (2010-2015) فإن قطاعي النفط والغاز في ايران بحاجة الى 230 مليار دولار، بينها 150 ملياراً في المرحلة الاولية»، اي مرحلة الاستكشاف والإنتاج، مشيراً الى ان ايران تعيد النظر في العقود من اجل «تشجيع الشركات الاجنبية على الاستثمار في المرحلتين الاولى (الاستكشاف والانتاج) والثانية (التكرير والتوزيع) والاستفادة من ترجيعات الثمن في ما خص مشاريع التكرير».

في المقابل، قالت مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية ويندي شيرمان، التي تتولى الاتصالات مع ايران، ان «الولايات المتحدة تحذر وفود رجال الاعمال المتوجهة الى ايران بأن العقوبات الواسعة لا تزال مفروضة على ايران». وأضافت ان «طهران غير مفتوحة للاعمال؛ لأن تخفيف عقوباتنا (على ايران) مؤقت ومحدود جداً ومحدد جداً. لا يهم ما اذا كانت الدولة صديقة أو عدوة، اذا انتهكت عقوباتنا فإننا سنعاقبها». وتابعت قائلة إن وزير الخارجية جون كيري تحدث الى نظيره الفرنسي لوران فابيوس عن الوفد وابلغه ان الزيارة، رغم انها من القطاع الخاص «لا تساعد» في ايصال الرسالة التي ترى أن «الامور لم تعد الى طبيعتها».

وأقر مسؤول وزارة الخزانة الاميركية المكلف شؤون العقوبات، ديفيد كوهن، بـ«ارتفاع طفيف» في مؤشرات الاقتصاد الايراني، الا انه قال ان الولايات المتحدة ستطبق العقوبات «بشكل صارم». وقال ان «الاقتصاد الايراني يعمل بمستويات منخفضة بشكل كبير، وسيواصل ذلك في المستقبل القريب».

الأربعاء, 05 شباط/فبراير 2014 07:51

اتفاق «الكيميائي» عزّز وضع الأسد

اتفاق «الكيميائي» عزّز وضع الأسد

أبلغ مدير المخابرات الوطنية الأميركية، جيمس كلابر، الكونغرس أنّ الاتفاق الذي أبرم للتخلص من الأسلحة الكيميائية السورية جعل الرئيس بشار الأسد في وضع أقوى. وقال كلابر، الذي كان يدلي بإفادة في جلسة للجنة المخابرات في مجلس النواب، «إنّ حكومة الأسد ستظل في السلطة على الأرجح في غياب اتفاق ديبلوماسي على تشكيل حكومة انتقالية، وهو ما يعتبره كثير من المراقبين أمراً بعيد المنال».

وأضاف: «أتوقع استمرار الوضع الحالي لفترة أطول... إذ لا يستطيع النظام ولا المعارضة تحقيق انتصار حاسم». بدوره، قال مدير وكالة المخابرات المركزية، جون برينان، إنّ «المتشددين المرتبطين بالقاعدة أقاموا معسكرات تدريب في سوريا والعراق وقد تستخدم في شنّ هجمات في المنطقة وخارجها».

الثلاثاء, 04 شباط/فبراير 2014 11:38

قراءة في خطاب أوباما السنوي

قراءة في خطاب أوباما السنوي

بداية، لا يعول الشعب الاميركي كثيرا ولا يتعلق مطولا او يبقى مشدودا للرسالة السنوية النمطية للرئيس، اي كان، لفرط محتواها من صور مشرقة لمستقبل لن يدركه الجيل الراهن. بالمقابل، روج البيت الابيض ووسائل الاعلام الكبرى، التي تعتبر وسائل ناطقة غير رسمية للسياسات الاميركية، لعزم الرئيس اوباما تعديل قانون الحد الادنى للأجور، سيما للعمال المياومين، ورفعه من معدل 7.25 دولارا للساعة الى 10 دولارات – اي بالكاد أجر يكفي لوجبة سريعة من الغداء.

اللافت ان القيمة الحقيقية للاجور، لو تم معادلتها بارتفاعات الاسعار المتتالية ومعدلات ارتفاع رواتب وميزات النخب الاجتماعية الكبرى فانها ستبلغ نحو 28 دولارا للساعة في الزمن الراهن، وفق ما صرح به الحائز على جائزة نوبل الاقتصادي بول كروغمان.

وجريا على التنسيق بين البيت الابيض والقوى السياسية صانعة القرار في الحزبين، توصل الطرفين الى هذه الصيغة البائسة من اتفاق حول القضايا قيد الطرح درءا لتفاقم المشكلات الاجتماعية وضمان استمرارية تدفق الامتيازات للنخب السياسية والاقتصادية. وعليه، طغت لغة التوافق في الخطاب الاخير بين الحزبين السياسيين وشكلت هدنة قصيرة الأجل بينهما سرعان ما تلاشت امام اتهامات بسطحية اللغة الخطابية وابتذالها وحشوها بوعود لن تتحقق.

ووصفت وكالة "اسوشيتدبرس" للانباء الخطاب، بأن الرئيس اوباما تأرجح بين التعبير عن "الضروري وصريح العبارة الى اطلاق وعود شتى بالمفرق" وفي اتجاهات متعددة، ولم يسعفه من السأم سوى اشادته الملحوظة بجندي اصيب في الحرب الافغانية ويتلقى العلاج.

احد الصحافيين الذي عادة ما يؤيد الرئيس اوباما، رون فورنيير، اعرب عن اعتقاده "بتراجع مكانة الرئيس واهداره الفرصة ربما الاخيرة للتوجه الى الشعب الاميركي وتجديد ولاية رئاسية اخفق فيها في تلبية وعوده السابقة، وانتشى اوباما بقوله ان الولايات المتحدة لن تبقى في حالة جامدة، وانا ايضا لن أُبقي على الجمود".

وامعاناً في التوضيح قال فورنيير ان الرئيس اوباما كان يمقت "السعي لانجاز اهداف متواضعة ويمضي بعزم لتحقيق انجازات شمولية والمراهنة ايضا على تطوير آلية صنع القرار في واشنطن"، بيد انه اخفق بامتياز في خطابه.

وتجدر الاشارة الى ما افاض به احدث استطلاعات الرأي الذي اجرته محطة (ان بي سي) للتلفزة بأن نسبة لا تتجاوز 30% من الناخبين تؤيد المسار السياسي الراهن لاميركا، في الوقت الذي اعرب نحو نصف تعداد القاعدة الانتخابية المستطلعة اراؤهم عن عدم موافقتهم على سياسات الرئيس اوباما، فضلا عن ان نحو ثلثي الشعب الاميركي لا تعول عليه لقيادة السفينة الى بر الأمان.

وفي اقصى الطيف السياسي، اعرب تيار حزب الشاي عن بهجته وغبطته لسطحية الخطاب. اذ قالت المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس، سارة بيلين، انها تفادت متابعة الخطاب المتلفز أُسوة بالعديد من المواطنين. بيلين لا تزال تحظى برضى القاعدة الانتخابية في الحزب الجمهوري لمواقفها المتشددة المناهضة لتطوير البرامج الحكومية وزيادة معدلات الانفاق في مجالات التربية والتعليم والرعاية الصحية بشكل خاص. احصائيات محطات التلفزة الاميركية الرئيسة ايضا اشارت الى تدني نسبة المشاهدين لخطاب الرئيس اوباما اذ انهارت الى مرتبة اقل مما حاز عليه الرئيس بيل كلينتون عام 2000، حسبما افادت عقب انتهاء الرئيس من القاء خطابه.

لعل احدى الملاحظات على الخطاب، الملزم دستوريا للسلطة التنفيذية القيام به، انه تفادى الدخول في مفردات الغطرسة المعتادة في مناسبات مشابهة، بل روج مساعدو الرئيس لنيته انتهاج استراتيجية اتخاذ القرار واقناع الخصوم بالحجج والمنطق، مطلقا العنان لصلاحياته الرئاسية التي تمنحه اصدار قرارات معينة دون اللجوء للمسار التفاوضي الطويل والشائك مع مجلسي الكونغرس.

واسهم المناخ السياسي الراهن في واشنطن في صياغة خطاب سنوي التزم النمطية المتوقعة، اذ أتى على تعداد انجازات صغيرة مبالغ بحجمها واهميتها، وربما تعد هامشية في النسق العام. وجاء الاخراج كما هو معتاد لدغدغة عواطف الجمهور تم تزيينه ببعض النوادر والفكاهة السياسية والمرور على قضايا فرعية تعكس اهتمامات الوان الطيف السياسي للجمهور المنشود. النهاية كانت كالحة وتفتقد للعمق والجدية، وعكست هزال الرضى الشعبي لرئيس يوشك على الرحيل ويعاني من شح الدعم المطلوب لتمرير برامجه عبر آلية الكونغرس، مما اضطره اللجوء الى استخدام صلاحيات دستورية استثنائية.

يتميز اوباما بحنكة سياسية تعينه على ادراك حجم المعارضة التي سيواجهها داخل مجلسي الكونغرس لاستصدار اي من القرارات المنوي اتخاذها، وهو ما يشهد عليه سجله منذ بدء ولايته الرئاسية الاولى. يمكننا القول ان تكراره المتعمد لنيته باستخدام صلاحياته الاستثنائية ما هي الا ثمة مناورة سياسية لتعزيز مواقعه الشعبية ورفع معدلات الدعم لمرشحي الحزب الديموقراطي في الانتخابات المقبلة.

كما ان تركيزه الاستثنائي على الاوضاع الاقتصادية دليل آخر على نيته استدرار عطف الناخبين لحزبه. في هذا السبيل لم يكن مفاجئا تبنيه مسألتين على غاية من الاهمية للناخب العادي: تمديد الفترة الزمنية لصرف رواتب الاعانة للعاطلين عن العمل؛ ورفع الحد الادنى للاجور لبعض المتعاقدين مع الدولة، الذي ينظر اليه كمنصة انطلاق لتمرير برنامج رفع الحد الادنى العام للاجور. تناول اوباما لمسألة "تفاوت" الفرص الاقتصادية في المرحلة الحالية لا يعدو ذر الرماد في العيون امام حائط المعارضة الصلب للحزب الجمهوري، وشحن همم القاعدة الانتخابية لدواعي سياسية بحتة.

 

السياسة الخارجية

اطار الرسالة السنوية عادة ما يحصر جل اهتماماته بالقضايا الاقتصادية والاوضاع الداخلية، وتتراجع القضايا الخارجية من حيث الاولويات، وتشكل منبرا هاما لتداول اهم التحديات التي تواجه السياسة الخارجية. في بعض الحالات الاستثنائية ارسى الخطاب السنوي فرصة لتسليط الضوء على السياسة الخارجية، كما جرى في عهد الرئيس جيمس مونرو الذي اشتهر "بمبدأ مونرو" لتشريع التدخل العسكري في الدول الاخرى، واعلان الرئيس فرانكلين روزفلت عن اطار "الحريات الاربعة" الذي ارسى المفهوم الفلسفي للسياسة الخارجية الاميركية خلال الحرب العالمية الثانية وما تبعها من اعادة اعمار شاملة أرست اسس التبعية الاوروبية لاميركا.

وبالأمس استغل الرئيس الاسبق جورج بوش الابن الفرصة عينها لاعلان "محور الشر" الذي شكل مهماز السياسة الخارجية بعد احداث 11 سبتمبر.

اما الرئيس اوباما، بالمقارنة، فلم يلجأ الا نادرا لتبيان وسبر اغوار عناصر سياسته الخارجية، ولم يشذ عن قاعدته تلك في خطابه الاخير، اذ خصص من خطاب مطول امتد زهاء 80 دقيقة نحو 10 دقائق فقط للحديث في امور السياسة الخارجية.

بند السياسة الخارجية، في خطاب اوباما، لم يتجاوز المفردات المعهودة من تجديد الدعم "لاسرائيل،" والتذكير بالنموذج الاميركي الديموقراطي وديمومة زعامة الولايات المتحدة للعالم اجمع؛ وغابت التفاصيل والرؤى المستقبلية. بل بالغ اوباما في طمأنة الاميركيين بخصوصية بلادهم بين دول العالم سيما الزعم بأن "انظار العالم تتجه نحونا ليس بسبب حجم الاقتصاد او القوة العسكرية فحسب، بل للقيم التي نمثلها والمهام الملقاة علينا للنهوض بها". عمليا، ليس بوسع اوباما او اي زعيم سياسي آخر اضفاء معاني جوهرية لتلك الشعارات الفضفاضة، وهو اول من يدرك حقيقة ذلك.

لافت كان ذكر اوباما "ليهودية دولة اسرائيل" امام حشد جامع من ممثلين ونواب في الكونغرس الاميركي ينشدون ودّ اللوبي المؤيد "لاسرائيل" واجنحته المتعددة وكأنه يمنح هؤلاء ضوءا اخضرا للتوسل لنيل رضى اصوات اليهود، في الانتخابات المقبلة، فضلا عن تهدئة المخاوف من الاتفاق النووي المرحلي مع ايران.

تميزت ايحاءات السياسة الخارجية في الخطاب بمفردات تجمع بين التشويش والتناقض، سيما وان اوباما يجنح دوما الى حسبان انهاء الحرب العدوانية على العراق الى رصيده، والأمر عينه في الحرب على افغانستان؛ وفي نفس الوقت يدعو الى ابقاء قوات اميركية مقاتلة في افغانستان لفترة زمنية مفتوحة، وتجلى تناقض خطابه في الترويج لانهاء "التواجد الحربي الدائم" للولايات المتحدة القائم منذ احداث 11 سبتمبر، وما لبث ان اتبع ذلك بتعهد لزيادة حجم الانفاقات العسكرية "لمهام مستقبلية" وتدخلات عسكرية في الدول الاخرى.

مسألة محاربة الارهاب اتى الذكر عليها مصحوب بالتشويش وعدم الدقة. اوباما زعم ان الولايات المتحدة اضحت افضل أمناً وطمأنينة، مستدركا تنامي التهديدات الارهابية على المستوى الدولي الذي حمل "القاعدة ومشتقاتها من المتشددين" المسؤولية "لتجذر حضورها مجتمعة في مناطق متعددة من العالم". ومر ايضا على عزم حكومته "مكافحة التهديدات الاخرى مثل الحرب في الفضاء الالكتروني."

الاتفاق النووي مع ايران حظي بمساحة معتبرة من خطاب اوباما لادراكه حجم القوى الداخلية المتضررة من الاتفاق والترتيبات التي تعدها لاجهاضه في الانتخابات المقبلة. أهمية الاتفاق من وجهة نظر اوباما دفعه للتلويح لاعضاء الكونغرس المناهضين بأنه لن يتوانى عن استخدام حق النقض "الفيتو" لافشال مساعي قرار مشترك من الحزبين السياسيين لانزال عقوبات اضافية على ايران. وقال محذرا خصومه "اقول بكل بوضوح: ان اقدم الكونغرس في تشكيلته الراهنة على ارسال مشروع قرار جديد للعقوبات على ايران من شأنه حرف سكة التفاوض الجارية عن مسارها، فانني ساستخدم صلاحياتي بنقضه (الفيتو). لاعتبارات الأمن القومي لبلادنا، ينبغي علينا اتاحة الفرصة للمسار الديبلوماسي ان يأخذ مجراه". يذكر ان تهديده سالف الذكر قوبل بموجة تصفيق باهتة وربما مصطنعة.

في المسألة السورية، غلب طابع التناقض ايضا على السياسة الاميركية المتوخاه اذ جمع بين توفير الدعم لقوى المعارضة، مصنفة على انها القوى "الرافضة للارهاب،" من ناحية، وتلافي الخوض في تفاصيل آلية تحقيق الاهداف "المستقبلية المنشودة من قبل الشعب السوري." كما تجنب اوباما الدخول في تفاصيل عملية تسليح قوى المعارضة وهدفها في تحقيق انجازات مغايرة لحالة الجمود الراهنة.

خطاب اوباما في الشق السوري ابرز حالة من الخيال والتمنيات بالتفاؤل عوضا عن مواجهة الحقائق الواقعية، سيما تزامنه مع عشية انعقاد مؤتمر جنيف-2 للتفاوض بين بعض قوى المعارضة المسلحة والحكومة السورية التي تستمر في تحقيق انجازات ملموسة ضد خصومها على عموم الخارطة السورية. وثبت اوباما عند لهجة التهديد والوعيد بالزعم ان "مسار الديبلوماسية الاميركية مدعوم بالتهديد لاستخدام القوة العسكرية، له الفضل في بدء التخلص من الاسلحة الكيميائية السورية".

انخراط الولايات المتحدة بفعالية في "المفاوضات السلمية بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية" لم يأخذ سوى حيزا جانبيا من الاهتمام وترديد اوباما للشعارات النمطية التي تؤكد على "دعم الديبلوماسية الاميركية لجهود تفاوض (الجانبين) بغية انهاء مسألة الصراع بينهما؛ لتحقيق انجاز دولة مستقلة كريمة للفلسطينيين، وديمومة سلام وأمن لدولة اسرائيل،" مشددا على "وقوف الولايات المتحدة الدائم الى جانب الدولة اليهودية".

اما موضوع التجسس الداخلي من قبل وكالة الأمن القومي، وما تثيره من جدل واصطفافات قد تهدد توازن القوى وتحالفاتها الداخلية، فقد اتى على ذكرها لماما متعمدا تفادي الدخول في تفاصيل او اطلاق وعود محددة للحد من نفوذ الوكالة، ان لم يكن لانهاء سطوتها الشاملة على الحياة اليومية لكافة المواطنين. واطلق وعودا ضبابية عن عزمه "ادخال اصلاحات" على آلية برنامج تجسس الوكالة "تضمن عدم انتهاكها لخصوصية عامة الناس".

في المحصلة العامة، وفى اوباما بالتزامه الدستوري تقديم خطاب سنوي موجه للكونغرس بمجلسيه، من ناحية الشكل، في حين شكك عدد من النواب من الحزبين في أهمية او ضرورة الاستماع لخطاب عادي ذو قيمة متوسطة. احد اشهر المعلقين الصحافيين في تيار اليمين، جورج ويل، وصف الخطاب الرئاسي بانه "اكبر حفل مقيت وكريه للطقوس المدنية في البلاد ويساء استخدامه، بصرف النظر عن اي من الحزبين ينتمي الرئيس." في الشق المقابل من التيار الليبرالي، اشتكى الكاتب في اسبوعية (ذي اتلانتيك)، كونور فريدرزدورف، من ان الخطاب النمطي يتسم "بالتفاهه والسخف، عديم المخاطرة او المجازفة، وتبعثر رسائله والذي لو تم الغاؤه بالتمام فلن يترتب عليه اي تداعيات تذكر."

لعل بروز اصوات الطرفين يشكل نبوءة لتراجع الاهتمام الشعبي بالرسالة السنوية للرئاسة الاميركية وعدم ايلاء الجمهور اي اهتمام يذكر.

فلسطين تزفّ آيات الأخرس بعد 12 عاماً من استشهادها

أخيراً عادت آيات الأخرس... بالأحرى عاد جثمان الشهيدة من مقابر الأرقام الإسرائيلية، لتدفن كما يليق بالشهداء قرب بيت لحم. أعد قبرها منذ عمليتها الاستشهادية قبل 12 عاماً.

الصبر كان عكاز انتظار والديها الطويل، واليوم اذ يعود إليهما جثمانها، تكاد تخونهما الكلمات.

تقول والدتها "عندي شعور أم.. فش (لا يوجد) قانون بالعالم بيرضى باللي عملته اسرائيل". أما والدها فيقول قبل أن تخنقه الدمعة "آيات أقرب لحضني اليوم من أي وقت تاني" مضيفاً "عيد وفرحة انو ترجع لنا ايات صار فينا نزورها بالليل أو النهار".

ابنة مخيم الدهيشة قرب مدينة بيت لحم، كانت في الثامنة عشر حين نفذت عمليتها الاستشهادية عام 2002 في مركز تجاري في القدس. ولولا قرار المحكمة الإسرائيلية العليا لظلت رقماً في مقبرة غريبة، تقر اسرائيل بوجود أربع منها يتحول فيها الشهداء أرقاماً تختصر هوياتهم.

آيات كانت واحدة من بين نحو 300 شهيدـ أسير في تلك المقابر. وسلّم جثمانها مع عدد من جثامين شهداء آخرين كانت إسرائيل تحتفظ بهم في مقابر الأرقام. وقد شيّعت فلسطين الإثنين الاستشهادية آيات الأخرس من مخيم الدهيشة والشهيد داوود بوصوي من قرية أرطاس إلى مثواهما الأخير في مدفن الدهيشة. ليرقدا في قبرين يحملان هذه المرة اسميهما تسبقهما عبارة شهيدة وشهيد.

الاستخبارات الكندية: 30 كندياً يقاتلون في سوريا

أعلن مدير جهاز مكافحة التجسس الكندي ميشال كولومب أن "نحو 30 مواطناً كندياً، يحاربون في صفوف الجماعات المتطرفة في سوريا".

وأشار كولومب أمام لجنة الأمن القومي والدفاع بمجلس الشيوخ الكندي، وبحسب ما نقلته وسائل اعلام كندية محلية إلى أن "نشاطات هؤلاء الكنديين تشمل التدرب على استخدام الأسلحة والمتفجرات"، مشيراً إلى "أنهم يكتسبون خبرة في تمويل الأنشطة "الإرهابية" ويتعلمون في مدارس إسلامية"، مشيراً إلى أن "بعضهم لا يحقق نيته ويعود إلى الوطن".

ورأى كولومب أن "مستوى خبرة هؤلاء يختلف، ما يجعل بعض الأفراد أكثر إثارة للقلق من غيرهم"، معتبراً أن "عودة هؤلاء المقاتلين إلى الوطن، سيشكّل خطراً مباشراً على الأمن القومي الكندي". ولفت إلى أن "عملية رصد هؤلاء المقاتلين أثناء تواجدهم خارج البلاد أمر صعب للغاية"، موضحاً أن "عددهم يتغير دائماً، ويصعب تحديد دوافعهم".

وكانت وسائل إعلام كندية أشارت إلى أن 3 كنديين على الأقل ممن انضموا إلى صفوف المتطرفين في سوريا قتلوا خلال الأشهر الستة الماضية.

وكانت كندا تبنت في نيسان/ أبريل الماضي قانوناً يجرّم الإنضمام إلى مجموعات متطرفة في دول أخرى أو محاولة القيام بذلك.

يأتي تصريح كولومب في أعقاب الكثير من التصريحات التي صدرت عن مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الغربية في السياق نفسه، آخرها لمدير المخابرات الوطنية الأميركية جايمس كلابر الذي تحدث عن وجود 7 آلاف مقاتل أجنبي في سوريا يشكلون التحدي الأبرز للأمن العالمي.