Super User

Super User

الإثنين, 27 كانون2/يناير 2014 10:56

باكستان

باكستان

باكستان (بالأردو:پاکستان ومعناها "أرض الطاهرة")، أو جمهورية باكستان الإسلامية كما تعرف رسمياً، هي دولة في جنوب آسيا، انفصلت عن الهند البريطانية على أساس ديني، حيث اعتبرت أنها دولة المسلمين الهنود والهند دولة الهنود الهندوس، وهي دولة نووية. وكلمة "پاكستان" تعني الأرض النقية أو الأرض الطاهرة.

في پاكستان أربعة أقاليم أو ولايات، وهي : بختون خواه، بنجاب، بلوشستان، سند

 

أصل التسمية

باكستان معناها الأض الطاهرة وقد جاءت كلمة باكستان حرفياً فـ بــ من البنجاب,و ا من أفغانستان وكــ من كشمير وســ من السند.

 

أقاليم پاكستانية

السند معظم السكان السنديون أو المهاجرون إلى باكستان من الهند ويتكلمون اللغة الأردية. عاصمة السند مدينة كراتشي.

پنجاب وطن الپنجابيين وپوتوهاريين وسرائكيين، ومعظم الناس يسكنون في بنجاب يتكلمون بالپنجابي أو السرائكي.يعتبر بلاد بنجاب مقدسا عند السيخيين ولكن معظم البنجابيين مسلمون. عاصمة بنجاب مدينة لاهور.

بلوشستان وطن البلوش. اللغات متكلمة في هذه الولاية هي البلوشية. عاصمة بلوشستان مدينة كويتا.

خیبر بختونخوا وطن الپشتونيين والهندكوه والأفغانيين الذين يتكلمون الپشتو أو الهندكوي أو فارسي (دري). عاصمة پخنونخوا مدينة پشاور.

العاصمة الفدرالية مدينة إسلام آباد. منطقة بوتوهارية ولكن معظم سكانها أصولهم من مناطق مختلفة في پاكستان كون هذه المدينة تم إنشائها عام 1958 أثناء حكم الرئيس الباكستاني أيوب خان حين اختير موقع شمال مدينة روالبندي حيث أن أغلب سكانها يتكلمون باللغة الارودية.

مناطق قبلية مجموعة ستة مناطق قبائلية أفغانية أو بختونية. كلها في شمال مغرب پاكستان بجانب أفغانستان.

وآزاد كشمير.علاوة على ذلك هناك يمتاز الحكم في باكستان على أساس حكومة فيدرالية مركزية وحكومات أقاليم

كشمير هي منطقة تقع شمال شرق باكستان وهي منطقة خلاف وصراع بين الهند والباكستان

 

التاريخ

تاريخ باكستان يعود إلى 2500 سنة قبل الميلاد حيث قامت حضارة مزدهرة حول وادي نهر السند، تعاقب على حكم هذه المنطقة الفرس والاسكندر المقدوني وأقوام من أواسط آسيا حتى العام 711 م، 93 هـ حيث أبحر المسلمون العرب عبر بحر العرب وقاموا بفتح إقليم السند حيث نشروا الدين الإسلامي في هذا الإقليم. وبحلول عام 391 هـ، 1000 م فتح المسلمون الأتراك منطقة شمال الباكستان انطلاقـًا من إيران، وقد أسس محمود الغزنوي مملكة إسلامية شمل نفوذها في بعض المراحل إقليم وادي نهر السند بأكمله. وقد أصبحت لاهور عاصمة لهذه المملكة، ثم نمت وتطورت بعد ذلك لتصبح مركزًا رئيسيـًا من مراكز الثقافة الإسلامية في شبه القارة الهندية. وقد أصبحت معظم الأنحاء التي تعرف اليوم باسم باكستان، جزءًا من سلطنة دلهي عام 603 هـ، 1206 م، وهي إمبراطورية إسلامية كانت تضم شمالي الهند. وقد استمرت سلطنة دلهي قائمة حتى عام 933 هـ، 1526 م، أي إلى حين ظهور بابار، وهو حاكم إسلامي من أفغانستان قام بغزو الهند وتأسيس الإمبراطورية المغولية. كانت إمبراطورية المغول تضم جميع الأنحاء التي تكوّن كلاً من باكستان وشمال وووسط الهند وبنغلادش اليوم، وقد نمت خلال فترة حكم المغول ثقافة تجمع بين عناصر من الشرق الأوسط وأخرى هندية. تضم هذه الثقافة لغة جديدة هي اللغة الأردية التي تأثرت باللغات الهندية والفارسية والعربية. بدأت المنافسة تحتدم بين التجار الأوروبيين ابتداءً من القرن السادس عشر الميلادي، وذلك من أجل بسط السيطرة على النشاط التجاري ذي العائد المجزي الذي كان يقوم بين أوروبا وجزر الهند الشرقية. وقد أنشأت العديد من الشركات التجارية المجمعات السكنية في الهند – والتي أصبحت فيما بعد ثكنات عسكرية تهاجم المدن والبلدات الهندية وتستبيحها -، وذلك بالتعاون مع أباطرة المغول. وبحلول القرن الثامن عشر الميلادي وما تلاه أصبحت شركة الهند الشرقية البريطانية الجنسية أضخم قوة تجارية في الهند. استطاعت شركة الهند الشرقية أن تبسط مظاهر النفوذ والسيطرة على المزيد من الأنحاء في الهند. وفي عام 1740 م بدأت إمبراطورية المغول في التفكك والانهيار، كما أن شركة الهند الشرقية – من خلال ذراعها العسكري - قد خاضت سلسلة من المعارك والمواجهات في كل من البنجاب والسند، وذلك خلال الأربعينيات من القرن التاسع عشر، ومن ثم استطاعت أن تضم هذه الأنحاء إلى مجموعة ممتلكاتها. في العام 1858 م قامت الحكومة البريطانية بالاستيلاء على شركة الهند الشرقية، ومنذ ذلك الحين أصبحت جميع الأراضي التي كانت تمتلكها شركة الهند الشرقية تعرف باسم الهند البريطانية أي أنّها تحت حكم التاج البريطاني وليس حكم شركة تجارية بريطانية فحسب، وتنوعت آلية الحكم البريطاني بين منطقة وأخرى فهناك بعض المناطق التي حُكمت حكماً مباشراً وهي في الغالب مناطق المسلمين بالإضافة إلى سيريلانكا وهناك مناطق تولى حكمها زعماء محليون أو ما يسمى المهراجا ،بعضهم مسلمون ولكن غالبيتهم من الهندوس، مع تبعيتهم وولائهم للتاج البريطاني وهناك نوع ثالث غريب كمنطقة كشمير التي تم تأجيرها إلى عائلة الدوغرا الاقطاعية الهندوسية بموجب اتفاقية (عقد إيجار) لمدة 100 سنة تنتهي سنة 1946 م رغم أن الغالبية الساحقة من سكان الإقليم كانوا مسلمين (حوالي 82%)!!... قامت بريطانيا بإحداث العديد من المدارس والجامعات بنظم تعليمية تغريبية التحق بها أعداد كبيرة من الهندوس بينما قاطعها غالبية المسلمين الذين بقوا يذهبون إلى مدارسهم الخاصة حيث اقتصر التعليم فيها على مبادئ الدين الإسلامي ومبادئ الحساب مما أدى إلى فجوة ثقافية كبيرة بين الهندوس والمسلمين وبالتالي سيطرة الهندوس على العديد من المواقع الهامّة في مديريات الدولة المختلفة، هنا ظهر العديد من المصلحين الإسلاميين الذين تنادوا لإصلاح وضع المسلمين وزيادة الوعي والعلم لديهم كخطوة أولى نحو التحرر والاستقلال، كان أحد أهم هؤلاء السيد أحمد خان الذي تزعم الحركة الإصلاحية في منتصف القرن التاسع عشر فبدأ خطته في الارتقاء بمستوى التعليم لدى المسلمين لإيمانه بأنه السبيل إلى النهوض بهم، وذلك بتأسيس جمعية علمية أدبية في "غازي بور" سنة (1280 هـ= 1863 م)، كان الغرض منها نشر الآراء الحديثة في التاريخ والاقتصاد والعلوم، وترجمة أهم الكتب الإنجليزية في هذه الموضوعات إلى اللغة الأردية حتى يستفيد منها أكبر عدد ممكن ودعم نشاطها بإصدار مجلة تحمل اسم الجمعية، كان ينشر على صفحاتها أفكاره الإصلاحية، ومقالاته التي تدعو مسلمي الهند على اليقظة والنهوض. وقام في أثناء انشغاله بالعمل الإصلاحي بإنشاء مدرستين يلتحق بهما جميع طوائف الهند، كما أنّه خطا خطوة كبيرة بتأسيسه معهد تعليمي عالٍ لتدريس العلوم الحديثة في مدينة عليكرة تطور فيما بعد وأصبح جامعة مرموقة – عُرفت لاحقاً بجامعة عليكرة الإسلامية

جمعت في تعليمها بين مناهج التعليمين الإسلامي والغربي معاً كما تخرّج منها العديد من رموز الثقافة والفكر من المسلمين لعل من أشهرهم شاعر الإسلام محمد إقبال الذي يعدّ الأب الروحي لدولة باكستان.

 

فكرة إنشاء دولة لمسلمي الهند

في مستهل القرن العشرين بدأت حركات التحرر والاستقلال بالقوة وكان من أهمها حزب المؤتمر القومي الهندي الذي جمع في بداية عهده العديد من زعماء الهند المسلمين والهندوس كمحمد علي جناح وأحمد خان وجواهر لال نهرو إلا أنّه سرعان ما تكشّف لزعماء المسلمين نوايا بعض القيادات الهندوسية لحزب المؤتمر القومي من خلال عدة أمور كان أبرزها معارضتهم إبقاء اللغة الأردية اللغة الرسمية في الادارات الحكومية والمحاكم والمدارس في المناطق الشمالية الغربية من الهند والتي يتكلم غالبية سكانها لغة الأردو وعلى هذا الأساس حثّ أحمد خان المسلمين على عدم الاشتراك في حزب المؤتمر، وقام بتأسيس المؤتمر التعليمي الإسلامي الذي انبثق عنه لاحقاً في العام 1906 م حزب الرابطة الإسلامية الذي أخذ على عاتقه قيام دولة خاصة للمسلمين، كما قررّ محمد علي جناح أن يقطع علاقته بحزب المؤتمر القومي الهندي نهائياً في العام 1920 م بعد أن شغل منصب سكرتير رئيس الحزب ليترأس حزب الرابطة الإسلامية وليبدأ مطالبته بتشريعات تضمن للمسلمين حماية دينهم ولغتهم، ثم صعّد مطالبه في اجتماع للرابطة بمدينة لاهور عام 1940 م دعا فيه إلى تقسيم شبه القارة الهندية إلى كيانين هما الهند وباكستان على أن تضم الأخيرة كل مسلمي الهند، عُرف هذا الإعلان فيما بعد بإعلان لاهور. لقي هذا الإعلان تأييداً واسعاً من قبل المسلمين، كما وقعت العديد من المصادمات بين المسلمين والهندوس في أواسط الأربعينات، مما جعل بريطانيا إضافة إلى حزب المؤتمر القومي الهندي يوافقان على إجراء عملية تقسيم الهند. أما المهاتما غاندي صاحب فلسفة اللاعنف فقد وجّه له جناح رسالة يبرّر فيها موقفه ويدعوه إلى احترام فكرة أن المسلمين الهنود يشكلون أمة بكل مقوماتها ولابدّ لهم أن ينشئوا كيانهم المستقل، ردّ عليه المهاتما غاندي بمحاولة إقناعه بالعدول عن توجهاته كما اقترح على جناح منصب رئيس أول جمهورية في الهند المتحدة لكن جناح رفض ذلك. لم يستسلم غاندي فأخذ يدعو إلى الوحدة الوطنية بين الهندوس والمسلمين طالباً بشكل خاص من الأكثرية الهندوسية احترام حقوق الأقلية المسلمة لكنه لم يفشل فحسب وإنما قادت دعواته هذه – أيّ الدعوة إلى احترام حقوق المسلمين - أحد المتعصبين الهندوس إلى اغتياله بتهمة الخيانة العظمى في العام 1948 م.

 

استقلال باكستان 1947

أصبحت باكستان في 14 أغسطس من عام 1947 م دولة مستقلة من دول رابطة الشعوب البريطانية (الكومنولث)، كما حصلت الهند على استقلالها في اليوم التالي لهذا التاريخ، وقد أصبح محمد علي جناح الذي يعتبر مؤسس دولة باكستان أول رئيس حكومة في باكستان. يرى الكثير من مؤيدي فكرة استقلال باكستان عن الهند أّنها خلّصت المسلمين الهنود من تعصّب الهندوس الأعمى وتحكمهم في رقاب المسلمين ويأتي في مقدمة هؤلاء شاعر الإسلام محمد إقبال الذي كان يحلم بإنشاء وطن للمسلمين في شبه القارة الهندية، ولكنه لم يعش حتى يرى ما كان يتمناه ويحلم به حقيقةً، إذ توفي سنة (1357 هـ= 1938 م) قبل أن تظهر دولة باكستان، لكن في المقابل نجد بعض المفكرين يرون الموضوع من جوانب أخرى فها هو المفكّر الجزائري مالك بن نبي يعتقد – في كتابه في مهب المعركة - بأن باكستان صنيعة المحتل الإنكليزي قائلاً: " إنّ باكستان في حقيقة الأشياء، لم تكن إلا الوسيلة التي أعدتها السياسة المعادية للإسلام التي تمتاز، بها بصورة تقليدية، أوساط المحافظين الإنكليز، أعدتها من أجل إحداث الانشقاقات المناسبة في جبهة كفاح الشعوب ضد الاضطهاد الاستعماري.". كما أنّه يبرّأ ساحة المسلمين والهندوس الذين قتلوا في الاضطرابات ويحمّل المخابرات الإنكليزية مسؤولية ما جرى قائلاً: " إنه مكر يبلغ ذروته، إذ استطاعت انكلترة بهذه الطريقة أن تترك الهند في حالة تمزق نهائي، إذ لا يفرق بين المسلمين والهندوك حدود جغرافية لا تستطيع انكلترة تلفيقها مهما كانت براعتها في التلفيق، ولكن يفرق بينهم حدود من الأحقاد ومن الدماء، ذهب ضحيتها الملايين من المسلمين والهندوك، كانوا ضحية المذبحة التي زجتهم فيها المخابرات الإنكليزية في الوقت المناسب.". ويتطور موقف بن نبي في كتابه وجهة العالم الإسلامي ليضعنا أمام تحليل علمي دقيق لدواعِ نشوء باكستان حسب تصوره فيقول: " أما الوضع في الباكستان فيبدو لعين الناظر إليه أكثر استبهاماً واختلاطاً، والظاهر أن تشرشل كان يستهدف أهدافاً ثلاثة في الهند، وأنّه قد بلغها فعلاً. ولقد أراد أولاً أن يفوّت على الاتحاد السوفييتي سلاحاً قوياً من أسلحة الدعاية والإثارة، فماذا عسى أن يكون وضع الهند المستعمَرة على حدود الصين الشيوعية في حرب عالمية ثالثة...؟ لقد استطاع (الثعلب الهرم) أن ينشئ في شبه القارة الهندية منطقة أمان، وبعبارة أخرى: حجراً صحياً ضد الشيوعية، ولكنه عرف أيضاً كيف يخلق بكل سبيل عداوة متبادلة بين باكستان والهند، وكان من أثرها عزل الإسلام عن الشعوب الهندية من ناحية، والحيلولة دون قيام اتحاد هندي قوي من ناحية أخرى، ولقد بذل هذا السياسي غاية جهده لتدعيم هذه التفرقة، وتعميق الهوة بين المسلمين والهندوس، تلك الهوة التي انهمرت فيها دماء الضحايا، من أجل هذا التحرر الغريب، فكان الدم أفعل في التمزيق من الحواجز والحدود..." لم يكن مالك بن نبي المعارض الوحيد لفكرة قيام دولة باكستان فهناك أيضاً المفكّر الإسلامي مولانا أبو الأعلى المودودي مؤسس الجماعة الإسلامية في باكستان ولكن معارضته كانت مبنيّة على أسباب مختلفة حيث كان المودودي من أشدّ المعارضين لفكرة الدولة القوميّة كما أنّ آراءه تقضي بعدم جواز التعامل معها أو لعب أيّ دور فيها وبناءً على ذلك كان معارضاً لحزب المؤتمر القومي الهندي لأنّه حزب قومي كما أنّه عارض قيام دولة باكستان في البداية خوفاً منه من تحوّل الهوية الإسلامية إلى هوية قومية، ولكن بعد أن صارت حقيقة واقعة عاد إلى لاهور ليعاود نشاط الجماعة الإسلامية هناك. كان تأسيس الجماعة الإسلامية في لاهور في العام 1941 م بمبادرة من عدد من علماء الهند حينها كان منهم أبو الحسن الندوي وطفيل محمد وأبو الأعلى المودودي الذي أصبح أول أمير للجماعة فيما بعد، كان تأسيس هذه الجماعة نقطة فاصلة في تاريخ الهند لأنها كانت أول من دعا إلى أسلمة المجتمع بل كانت من أشد المتحمسين لإحياء الخلافة الإسلامية، كانت أهداف الرابطة الإسلامية آنذاك منصبة على المطالبة بوطن لمسلمي الهند بينما وسّعت الجماعة الإسلامية اهتماماتها لتشمل العالم الإسلامي بأسره وبالذات قضية فلسطين التي كتبت وناضلت كثيراً من أجلها. وبانقسام شبه القارة الهندية انقسمت الجماعة الإسلامية فاختار المودودي الانتقال إلى باكستان التي كانت بنظره دولة للمسلمين وليس للإسلام، وبناءً على ذلك أصبحت أسلمة هذه الدولة وتطبيق الشريعة الإسلامية فيها الشغل الشاغل للمودودي وللجماعة الإسلامية عموماً في كل الفترات التاريخية اللاحقة، كثرت خطب المودودي عن الحاكمية ومطالباته بإقامة النظام الإسلامي حتى قُبض عليه في العام 1953 م وحُكم عليه بالإعدام وتحت ضغط الغضب الشديد من الشعب تم تخفيف الحكم إلى السجن المؤبد، ثم تمّ إصدار حكم بالعفو عنه في العام 1955 م بعد ضغوطات كبيرة مارسها الشعب بالإضافة إلى ضغوطات عدة من الدول الإسلامية كان أبرزها المملكة العربية السعودية. أثمرت جهود الجماعة الإسلامية في العام 1956 م بكتابة دستور للبلاد يراعي في بعض بنوده تطبيق الشريعة الإسلامية كما أخذت الدولة حينها اسم "جمهورية باكستان الإسلامية" وكان اللواء اسكندر ميرزا أول من تقلّد منصب رئيس الجمهورية، وبدأت باكستان في تلك الفترة بإنشاء العديد من المشاريع التنموية الضخمة.

 

أول انقلاب عسكري بقيادة أيوب خان 1958

في العام 1958م قام الجنرال أيوب خان بأول انقلاب عسكري في تاريخ البلاد بدعم من الولايات المتحدة الأميركية، شهد حكم أيوب خان العديد من الإصلاحات الاقتصادية مما أدى إلى ارتفاع الخط البياني الاقتصادي للبلاد نسبياً، كما تمّ نقل العاصمة من كراتشي إلى إسلام آباد. تأئر أيوب خان بأفكار مصطفى كمال أتاتورك فكان علمانياً لا يتبنى فكرة الدولة الإسلامية وكان خصماً عنيداً للإسلاميين ويجاهر بذلك بأقواله ومنها: " سوف نشحن جميع العلماء في قارب ونطردهم خارج باكستان"، " نحن لسنا مسلمين فقط نحن أيضاً باكستانيون"، قام أيوب خان في العام 1962 م بتشكيل لجنة مهمتها تشكيل دستور جديد كان أبرز ما نتج عن هذا الدستور الجديد تغيير اسم الجمهورية ليصبح " جمهورية باكستان " ثم عاد فتراجع عن قراره - تحت وطأة الضغوط - بعد عامين ليعود اسم الجمهورية كما كان سابقاً، شكك الكثير من السياسيين بنزاهة الانتخابات الرئاسية التي فاز بها أيوب خان في العام 1965 م مكتسحاً مرشحة المعارضة فاطمة جناح – أخت محمد علي جناح – والتي كانت جميع المؤشرات والإحصائيات ترجح فوزها. عارض المودودي حكم أيوب خان معارضة شديدة، ولكن باشتعال الحرب الهندية الباكستانية الثانية عام 1965 م أعلن أيوب خان الجهاد المقدس ضد الهند وقام بخطوات للتقرّب من أبو الأعلى لكسب دعمه في حربه هذه وفعلاً تمّ ذلك. لم يستطع الجيش الباكستاني تحقيق نصر حاسم في المعركة مما اضطر أيوب خان إلى توقيع اتفاقية سلام مع الجانب الهندي في العام 1966 م عرفت باتفاقية طشقند، انتقد كثيرون هذه الاتفاقية واتهموا أيوب خان بتحويل النصر في أرض المعركة إلى هزيمة على طاولة المفاوضات وبالذات وزير خارجيته وذراعه اليمنى ذو الفقار علي بوتو الذي ترك الحكومة رداً على تصرفات أيوب خان وقام بتأسيس حزب الشعب الباكستاني في العام 1967 م وذلك بهدف إقصاء أيوب خان عن السلطة. وفي نهاية عام 1968 م وصل استياء الشعب من حكومة أيوب خان مداه, كما تحالفت العديد من القوى السياسية ضده وكان أبرزهم المودودي الذي عاد فعارض حكمه بسبب عقده اتفاقية طشقند, ولم يكن أمام أيوب خان إلا أن يترك منصبه، فقدم استقالته في العام 1969 م ليتولى السلطة بعده قائد أركان الجيش آغا محمد يحيى خان.

 

تولى يحيى خان الحكم 1969

تولى يحيى خان الحكم وسط العديد من المشاكل والأخطار التي أصبحت تهدد الكيان الباكستاني بالوجود فما إن انتهت الحرب الهندية الباكستانية في العام 1966 م حتى بدأت مشكلة باكستان الشرقية بالتصاعد، هذه المشكلة التي بدأت في العام 1952 م بمطالبات أهل باكستان الشرقية ذات الأغلبية البنغالية باحترام حقوقهم الثقافية والعددية ذلك بعد أن أعلن محمد علي جناح أمام حشد ضخم من السكان البنغال في دكا، عاصمة باكستان الشرقية آنذاك، أن الأردية ستكون هي اللغة الرسمية الوحيدة في باكستان مما أدى إلى إرساء سابقة خطيرة لحكام باكستان الغربية (باكستان الحالي) ألا وهي تحييد الأغلبية العددية لباكستان الشرقية عبر إجراءات قانونية خادعة فضلاً عن إجراءات أخرى مجحفة أفقدت سكان باكستان الشرقي تأثير الصوت الانتخابي. تصاعدت حدة المطالبة بالحقوق البنغالية والتي تزعمها مجيب الرحمن - والذي كان وللمفارقة من أبرز المؤيدين لـ "محمد علي جناح" في تأسيس دولة باكستان - زعيم حزب رابطة عوامي الممثل الأكثر شعبية لدى البنغاليين لتصل حدّ المطالبة بالاستقلال الذاتي الكامل لباكستان الشرقية وتمثيلها في المجلس النيابي الاتحادي على أنها تمثل أغلبية السكان، إلا أن هذه المطالب وجدت معارضة شديدة من قبل أهل السلطة في باكستان الغربية، وبالعودة إلى تولي يحيى خان الحكم فإنّه أعلن عن إجراء انتخابات عامة في البلاد في أسرع وقت ممكن لاختيار أعضاء المجلس النيابي، وأن الجمعية الوطنية المنتخبة ستضع دستوراً جديداً للبلاد سيكون نظاماً نيابياً لا رئاسياً، وأجريت بالفعل في العام 1970 م - وكانت هذه الانتخابات أول تجربة ديمقراطية بعد الاستقلال - وأسفرت عن فوز حزب "رابطة عوامي" بزعامة مجيب الرحمن بأغلبية المقاعد في الجناح الشرقي، وفوز حزب "الشعب" بزعامة "ذو الفقار علي بوتو" في الجناح الغربي، ولمّا كان سكان الجناح الشرقي يشكلون الغالبية السكانية (53 %) فهذا يعني أحقيّة حزب رابطة عوامي في تشكيل الحكومة ورئاستها، عندها حاول بوتو أن يقتسم السلطة بينه وبين مجيب الرحمن، لكنه لم يوفق لإصرار الأخير على المطالبة بالانفصالية، ورغبته في عقد جلسات المجلس النيابي في أقرب فرصة، ليتمكن من إقرار دستور يعطي باكستان الشرقية حكماً ذاتياً بناءً على أغلبية أعضاء حزبه المطلقة في المجلس. تقرر يوم الثالث من آذار/مارس 1971 م موعداً لانعقاد المجلس النيابي، ولكن بوتو رفض حضور الجلسة رفضاً تاماً، فتأجل الموعد مما أثار أهل باكستان الشرقية، وانفجر فيها عصيان مسلح، أجّجه دعوة مجيب الرحمن إلى الإضراب العام ودعوته البنغاليين إلى التضحية بحياتهم في سبيل القومية البنغالية !! واضطر الرئيس "يحيى خان" للسفر إلى الجناح الشرقي لتهدئة الأوضاع فلم يفلح، واعتُقل مجيب الرحمن، لأنه أعلن قيام دولة بنجلاديش في 26 آذار/ مارس 1971 م. وفي أثناء ذلك توجهت عناصر انفصالية بنجلادشية أغلبها من الهندوس إلى الهند، وبدأت العمل ضد باكستان، وقُدّر هؤلاء بنحو تسعة ملايين، ثم قامت الهند بالتعاون مع هؤلاء الانفصاليين بالهجوم على باكستان، ثم اشتعلت الحرب بين الهند وباكستان على الحدود الشرقية والغربية للبلدين، وانتهت المعارك بهزيمة كبيرة لباكستان، وتوقيع معاهدة استسلام. أدى هذا القتال الدامي إلى وفاة أكثر من مليون شخص كما فقدت باكستان حوالي سُبع مساحتها وما يزيد على نصف عدد سكانها، تقدم يحيى خان باستقالته بعد مرور عدة أيام على وقوع هذه الأحداث، ثم خلفه ذو الفقار علي بوتو.

 

تولي ذو الفقار علي بوتو الحكم

ذو الفقار علي بوتو الذي فاز حزبه بأغلبية الأصوات في باكستان الغربية أثناء الانتخابات البرلمانية التي كانت قد جرت في 1970 م. وكان أول ما فعله أن أطلق سراح مجيب الرحمن الذي أصبح رئيساً لهذه الدولة الوليدة، وكان ذلك مقابل الإفراج عن حوالي 92 ألف أسير باكستاني لدى البنغاليين والهنود !! كان موقف الجماعة الإسلامية من كلّ هذه الأحداث أنّها رفضت استقلال بنغلادش ولكن ليس لنفس الأسباب التي رفض من أجلها حزب الشعب استقلال بنغلادش، بل رفضته لأنّه – حسب رأي الجماعة – سيؤدي إلى إضعاف الأمّة وسينتج عن ذلك بلدان ضعيفان هما أحوج ما يكون للوحدة والتلاقي على الأساس الإسلامي الكبير التي يجب أن تنضوي تحته جميع الأعراق المتنوعة في باكستان. قام بوتو في بداية عهده بالإعلان عن العديد من برامج الإصلاح في مجالي الاقتصاد والتعليم وفرض سيطرة الدولة على القطاعات الإنتاجية الرئيسية في البلاد، كما أنّه توصّل إلى اتفاقية مع الهند مهدت الطريق لاستعادة باكستان جميع الأراضي التي خسرتها في حرب العام 1971 م عدا منطقة كشمير التي بقيت محل نزاع بين الطرفين بسبب رفض الهند جلاء قواتها منها، وكان أهم إنجاز لباكستان في عهده وضع أسس البرنامج النووي الباكستاني. إلا أنّ بوتو في المقابل كان اشتراكيّاً سلطويّاً مما دعا الجماعة الإسلامية – والتي كان قد استقال المودودي من منصب الأمير فيها في العام 1972 م ليتم انتخاب طفيل محمد لخلافته عبر مجلس شورى منتخب للجماعة - إلى معارضته بشدّة فكانت ترى في بوتو صفات الديكتاتورية والاستعلاء حتى ضمن حزبه نفسه، كما زاد في عهده نفوذ الجماعة القأديانية (الأحمدية) والتي حكم عليها العلماء بالكفر والخروج من الملّة حتى كانت انتخابات العام 1977 م والتي زيّفت فيها حكومة بوتو الانتخابات فكانت هذه الخطوة الشعرة التي قصمت ظهر البعير حيث أعلنت العديد من الأحزاب رفضها لنتائج الانتخابات وعلى رأسها الجماعة الإسلامية مما أدى إلى حدوث فوضى عارمة نكّل فيها بوتو بخصومه – وخاصةً الإسلاميين منهم – الذين انتقدوا توجهاته الاشتراكية العلمانية. ولما زادت حدة الاضطرابات في البلاد، وتدهور الوضع السياسي، دعا الرئيس بوتو الجيش إلى التدخل لمواجهة أعمال العنف، وقمع المظاهرات وتأييد نظامه، إلا أن بعض ضباط الجيش - خاصة القادمين من إقليم البنجاب - رفضوا قمع المظاهرات والاصطدام بالشعب وإطلاق النار على المتظاهرين، وكانت تلك النواة التي هيأت لضياء الحق فرصة القيام بانقلاب عسكري أبيض ضد الرئيس بوتو في العام 1977 م، وأعلن أن الجيش قام لوضع حد لحالة التدهور التي تجتاح البلاد، والتي عجز الرئيس بوتو عن حلها، فكان ذلك طعنة لمخططات بوتو الذي كان قد عيّن الجنرال محمد ضياء الحقّ قائداً لأركان الجيش متجاوزاً بذلك خمسة جنرالات أقدم منه في الرتبة، فقط لما كان يعلمه عنه من البساطة ومحافظته على الصلاة وابتعاده عن الميول السياسية.

 

انقلاب عسكري بقيادة ضياء الحق 1977

وأعلن ضياء الحق أن عودة الحكم المدني لباكستان ستكون بأسرع ما يمكن، وأكد أن الجيش ليست له مطامع سياسية، وأنه سيحتفظ بالسلطة لحين إجراء الانتخابات في غضون ثلاثة أشهر. وقد ارتبطت بين الجماعة الإسلامية وضياء الحق علاقات جيّدة في البداية، وشاركوا في أول حكومة بعد الانقلاب أُعلن أن مهمتها تطبيق الشريعة الإسلامية، فتسلم وزارة الإعلام "طفيل محمد" أمير الجماعة الإسلامية، خال ضياء الحق وعلى صلة وثيقة به، كما أنّه أتاح للإسلاميين الانتشار في أركان الدولة حتى بين كبار ضباط الجيش، كان هناك تفسيران نظريتان حول سياسة ضياء الحق تجاه الإسلاميين أولهما يعتبره دكتاتوراً كان هدفه من الاتصال بالجماعات الإسلامية إعطائه الشرعية المفقودة فحسب أما الرأي الآخر والذي تبنته الجماعة الإسلامية أنّه فعلاً كان معتدلاً ومتقرباً من الجماعة لأهداف سياسية يتبناها لكنه أيضاً حسب وصف خورشيد محمد أحد قيادات الجماعة الإسلامية كان شخصاً بسيطاً مسلماً لكنّه مسلمٌ تقليدي فلم يكن يفهم الإسلام كمنهج للحياة وكفكرة للتغيير ومنهج الأسلمة عنده كان تقليدياً ولم يكن ديمقراطياً كما أنّ أحد أهم سلبياته أنّه لم يكن مستعداً للاستغناء عن قوته السياسية ورغم وعوده المتكررة فإنه لم يجري الانتخابات. قدم الجنرال ضياء الحق "ذو الفقار علي بوتو" إلى المحاكمة بتهمة الأمر بقتل أحد المعارضين، وانتهى الأمر بإعدام بوتو في العام1979 م رغم الاستياء العالمي الشديد خاصة "إيران"، ولم تفلح محاولات طهران للوساطة مع إسلام آباد للعفو عن بوتو. انقطعت علاقات الجماعة الإسلامية بضياء الحق بعد ارتداده عن وعده الثاني بإجراء الانتخابات في العام 1979 م إلا أن اجتياح القوات السوفييتية لأفغانستان ودعم ضياء الحق للمقاومة الإسلامية المتصاعدة هناك أعاد الدفء إلى العلاقة بينهما حيث كانت الجماعة الإسلامية الداعم الأساسي للمجاهدين الأفغان. تميّز حكم ضياء الحق بالتقرّب من جهتين الأولى هي الولايات المتحدة الأميركية التي وجدت في حكومة ضياء الحق واسطة بينها وبين المجاهدين الأفغان التي أخذت واشنطن بدعمهم بشكل غير مباشر عن طريق الجيش الباكستاني والاستخبارات الباكستانية في مواجهة الدب السوفييتي كما أنّها أرادت إبقاء باكستان في فلك النظام الرأسمالي بعد الخطوات الاشتراكية التي اتخذها بوتو إبان حكمه وفي المقابل وجد ضياء الحق في أميركا الحليف القوي ضد الهند والملتزم بتسليح الجيش الباكستاني بأحدث العتاد الحربي. أمّا الجهة الثانية التي تقرّب منها ضياء الحق فهي الإسلاميين وإقامة علاقات جيدة مع مختلف أقطار العالم الإسلامي، حيث أنّه وعد في بداية عهده – كما ذكرنا آنفاً - بتطبيق الشريعة الإسلامية إلا أنّ هذا التوجه لم يرض الغرب عموماً والحليف الأبرز – أميركا – خصوصاً فتراجع عن وعده بتطبيق الشريعة وابتعد نوعاً ما عن الحركات الإسلامية، إلا أنّه لم يصطدم معها فبقي يغضّ الطرف كثيراً عن نشاطاتها رغم معارضتها الشديدة هي في المقابل لسياسة التحالف مع أميركا. بانسحاب روسيا من أفغانستان وخسارتها حربها هناك في العام 1988 م، أيقنت أميركا أنّ مهمة الجنرال قد انتهت وأن ذريعة دعم ضياء الحق قد انتهت فأوقفت دعمها العسكري له، من جهة أخرى زادت المعارضة السياسية له، فرأى ضياء الحق أن المخرج من هذه الأزمة هو اللجوء إلى انقلاب جديد، ولكن بصورة سلمية فحلّ الجمعية الوطنية وأقال الحكومة ومرةً أخرى بعد 11 عاماً وعد ضياء الحق بإجراء انتخابات خلال 90 يوماً، ثم ألقى بعد ذلك خطابًا مؤثرًا، كان يبكي فيه ويمسح دموعه، ويقول: "إنني أخاف الله وأخشاه، وأعلم أنه سوف يسألني غداً: لماذا لم تحكم بالشريعة الإسلامية؟ والشعب سوف يسألني: لماذا لم تأخذ على يد الظالم؟". واتخذ ضياء الحق فور إعلانه عن الانقلاب الجديد عدة إجراءات، منها تشكيل وزارة جديدة برئاسته ضمت اتجاهات مختلفة، وحدث تغيّر في وسائل الإعلام، خاصة التلفزيون، حيث زادت عدد البرامج الدينية، ومنع إذاعة الرقص والغناء، وأعلن الرئيس أنه سيطبق الشريعة الإسلامية قريباً في نظام القصاص والديّة، وشكّل لجاناً كثيرة لأسلمة النظام الاقتصادي والتربوي، وأعلن أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الأعلى للقوانين في باكستان. هذه الاتجاه أثار غضب الشيعة في باكستان، وكانوا آنذاك حوالي 8 ملايين شخص، وأعلنوا أنهم لا يقبلون بالقوانين الجديدة، لأنها سنيّة، وعارض حزب الشعب الذي تقوده "بي نظير بوتو" ابنة ذو الفقار علي بوتو هذا التوجه، وهو من أقوى الأحزاب، وذلك لتوجهاته العلمانية الليبرالية ومن الملاحظ هنا أن بي نظير قد حوّلت وجهة حزب الشعب 180 درجة من الاشتراكية المتطرفة في عهد أبيها إلى الليبرالية المتطرفة أيضاً في عهدها وذلك بعد أن اقتنعت أن الوصول لحكم باكستان لابدّ أن يتم برضا أميركا وبالتالي لابدّ من تبني الأفكار الأميركية الليبرالية للوصول إلى السلطة في باكستان. وعارضت الجماعة الإسلامية حلّ البرلمان، ورأت أن التحرك الحالي لتطبيق الشريعة ذو طابع سياسي، يهدف إلى تمييع الانتخابات وفرض الحظر على الأحزاب السياسية، وكان الغضب الغربي الخارجي لا يقل شراسة عن المعارضة الداخلية، إذ قادت الصحف الغربية هجومًا سافرًا على ضياء الحق ووصفته بالاستبداد، وأظهرت مثالب حكمه. عرضت واشنطن على ضياء الحق شراء بعض الدبابات الأمريكية، وأحضرت بعضها إلى باكستان لرؤيتها ومعرفة مزاياها القتالية على الطبيعة. وتحدد يوم 17 أغسطس 1988 موعدًا لاختبار هذه الدبابات. فخرج ضياء الحق وبعض كبار قادته، يرافقهم السفير الأمريكي في باكستان أرنولد رافيل والجنرال الأمريكي هربرت واسوم وكانت الرحلة في منتهى السرية. بعد معاينة الدبابات، انتقل الرئيس ومرافقيه إلى مطار بهاوالبور لينتقلوا منه إلى مطار راولبندي واستقلوا طائرة خاصة. وما إن أقلعت الطائرة، حتى سقطت محترقة بعدما انفجرت قنبلة بها وتناثرت أشلاء الجميع محترقة. أشار بعض الدبلوماسيين الأميركيين إلى احتمال ضلوع الموساد الإسرائيلي كما أشار آخرون بأصابع الاتهام إلى جهات مختلفة منها السوفييت والهند وإيران والجيش الباكستاني والولايات المتحدة الأمريكية، فكلهم أعداؤه، ولم تعلن جهة معينة مسؤوليتها عن هذا الحادث الأليم. وحسب الدستور الباكستاني تسلم "غلام إسحاق خان" رئيس الجمعية الوطنية رئاسة الدولة مؤقتاً في ريثما تتم انتخابات جديدة.

 

ما بعد مقتل بوتو وفوز إبنته بالحكم

طوال تلك الفترة الماضية كانت قد حدثت بعض الأمور داخل الجماعة الإسلامية حيث توفي مؤسسها وأميرها الأول أبو الأعلى المودودي تحت وطأة المرض في العام 1979 م كما تم انتخاب قاضي حسين أحمد أميراً جديداً للجماعة خلفاً لطفيل محمد في العام 1987 م حيث قام قاضي حسين في بداية زعامته للجماعة بجولات في الأقاليم الباكستانية لكسب التأييد الشعبي كما أنّه شجع الانتشار بين القواعد الشعبية وعدم حكرها على النُخب وهو الأمر الذي لم يكن متبعاً خلال الفترات الماضية من تاريخ الجماعة إذ كانت رسالة الجماعة تستهدف المتعلمين والمثقفين من الدرجة الأولى. تنافست جميع القوى السياسية الباكستانية بما فيها الجماعة الإسلامية في انتخابات العام 1988 م والتي أسفرت عن نجاح حزب الشعب بأغلبية قليلة بزعامة بي نظير بوتو التي ترأست الحكومة فكانت بذلك أول امرأة تستلم هكذا منصب في العالم الإسلامي. تميّز حكم بي نظير بوتو بالعديد من المشكلات الاقتصادية التي لم تستطع إدارتها بفعالية بالإضافة إلى انتشار الفساد حيث دارت الشكوك حول زوجها آصف علي زرداري، الذي يعتبر واحداً من أغنى خمسة رجال في باكستان، أدى ذلك في النهاية إلى أن يقوم رئيس الدولة اسحاق خان بإقالتها وذلك في العام 1990 م. كانت بي نظير غير مؤهلة للحكم بنظر الجماعة الإسلامية فهي من جهة وريثة أفكار أبيها العلمانية تماماً يضاف إلى ذلك الأفكار الليبرالية التي أضافتها هي بعد تأثرها بالحياة الغربية التي عاشت فيها سنوات طويلة من عمرها ومن جهة أخرى هي صغيرة السن فقد استلمت رئاسة الحكومة وهي في سن 35 عاماً وأيضاً سمعة زوجها المليئة بروائح الفساد المالي، وقد صدقت نظرة الجماعة الإسلامية لها فقد تدخلت حكومتها بشكل سافر في الجهاد الأفغاني، كما أنّها حدّت من قوانين لفة مع نواز شريف زعيم حزب الرابطة الإسلامية والذي كان من أسرة متدينة بشكل عام تلتزم التعاليم الأساسية للإسلام ولكنها أسرة إقطاعية وتثار قات اقتصادية مشبوهة للدرجة التي بات يعرف بها في الأوساط الاقتصادية الباكستانية بـ "السيد 10 %" تلميحا إلى نسبة الـ 10% التي كان يتقاضاها على معظم الصفقات التجارية التي تجريها الحكومة، واتهم أيضا بتهمة التآمر لقتل مرتضى بوتو، شقيق زوجته بينظير بوتو. وتمت تبرئته في وقت لاحق.

 

انقلاب عسكري بقيادة برويز مشرف

عاد نواز شريف لرئاسة الحكومة نتيجة انتخابات العام 1997 م وبقي في منصبه إلى أن أطاح قائد الجيش الجنرال برويز مشرف بحكومة شريف المدنية بعد خلاف بينهما فحلّ البرلمان وأعلن حالة الطوارئ في البلاد كما اتهمت حكومة مشرّف نواز شريف بالخيانة العظمى فتمّ نفيه إلى المملكة العربية السعودية. أعاد مشرّف بانقلابه هذا الجيش إلى سدة الحكم بعد غياب زاد عن عشر سنوات أي منذ موت الجنرال ضياء الحق في العام 1988 م، عارض الغرب هذا الانقلاب وقاطع حكومة مشرّف بدايةً مما أدى إلى آثار اقتصادية مدمرة على بنية الاقتصاد الباكستاني المنهك أساساً حيث استلم مشرّف الحكم والدين العام في باكستان يقارب 32 مليار دولار، حدث التحوّل الكبير في موقف الغرب من مشرّف وحكومته بعد أن سهل هذا الأخير الإطاحة بنظام طالبان في أفغانستان وتحويله الأراضي الباكستانية إلى قاعدة لضرب الجار الأفغاني وكلّ من يتعاطف معه من أبناء باكستان وبالذات أهالي منطقة القبائل المتضامنة تاريخياً مع الأفغان، أدى ذلك إلى غليان الشارع الباكستاني ضد سياسات مشرّف المتعاونة مع القوات الأميركية وكان على رأس المعارضين حينها الجماعة الإسلامية.

 

وصول حزب الشعب إلى السلطة

بعد اغتيال بينظير بوتو رئيسة حزب الشعب الباكستاني ، جرت انتخابات عام 2008 ليفوز فيها حزب الشعب بأغلبية المقاعد، ويتولى يوسف رضا جيلاني عضو الحزب منصب رئيس الوزراء، في 18 أغسطس 2008 استقال برويز مشرف من منصبه كرئيس للبلاد ،بعد تهديده بتوجيه اتهامات بالفساد، وتولى بعده الرئيس الحالي آصف علي زرداري تم تنحية يوسف رضا جيلاني عن منصبه كرئيس للوزراء بقرار من المحكمة العليا الباكستانية في يونيو 2012. مشاركة باكستان في الحرب على الإرهاب كلفتها 67.93 بليون دولار، وآلاف الضحايا، وحوالي 3 ملايين نازح.

 

مدن باكستان

  • سرجودها
  • إسلام أباد
  • كراتشى
  • روالبندي
  • لاهور
  • بهاولبور
  • ملتان
  • فيصل آباد
  • ديرا غازي خان
  • جام بور
  • أحمد بور شرقية
  • سيال كوت
  • سرقودة
  • رحيم يار خان
  • حيدر أباد
  • كويته
  • بشاور
  • جوادر ميناء على بحر العرب كان يتبع عُمان حتى عام 1958.
  • ملكوال ببنجاب تقع تحت محافظة مندي بهاوالدين
  • بهاولبور
  • بهلوال

 

التركيبة الإدارية

توجد أربع أقاليم في الباكستان : البنجاب والسند وخیبر بختونخوا وبلوشستان وآزاد كشمير.علاوة على ذلك هناك يمتاز الحكم في باكستان على أساس حكومة فيدرالية مركزية وحكومات أقاليم

فحكومة بنجاب والسند وخیبر بختونخوا وإقليم بلوشستان تتمع بحكم محلي وإدارة محلية يسمى رئيسها بحاكمية مطلقة له وزرائه وبرلمانه الخاص ويرجع إدارياً إلى الحكومة الفيدرالية الرئيسية في إسلام آباد

بنجاب : عاصمتها لاهور وهي مدينة ثقافية عريقة في القارة الهندية

السند : مقاطعة مهمة وشعب مهم وعاصمتها كراتشي العاصمة التجارية لباكستان

خیبر بختونخوا : وعاصمتها بيشاور

بلوشستان : مقاطعة عاصمتها كويته تقطنها عرقية البلوش واللغة المستخدمة هنالك هي اللغة البلوشية

هدوء في جوبا مع بدء تنفيذ وقف إطلاق النار

 

أكد جيش جنوب السودان السبت أن "وقف إطلاق النار يبدو صامداً رغم وقوع اشتباكات مع بدء دخوله حيز التنفيذ، وسط مخاوف من تجدد القتال بين الطرفين المتحاربين".

وقال المتحدث باسم المتمردين لول رواي كوانغ قبل بدء المهلة إن "الجيش هاجم مواقع في ولاية الوحدة النفطية الشمالية وفي ولاية جونقلي الشرقية المضطربة"، مضيفاً أن "القوات الحكومية وجنوداً أوغنديين ومتمردين من حركة العدل والمساواة من منطقة دارفور السودانية المجاورة هاجموا مواقع للمتمردين يوم أمس" على حد قوله.

في المقابل، اتهم المتحدث باسم الجيش فيليب أغوير المتمردين بشنّ هجمات الجمعة في جونقلي، لكنه أشار إلى أن "القوات الحكومية صدت الهجوم وأن المعارك انتهت قبل دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ"، مؤكداً أن "لا تقارير عن معارك جديدة وأن الوضع هادئ".

وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق أفاد عن وقوع "اشتباكات متقطعة الجمعة قبل وبعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ". وشدد على "ضرورة أن يطبق طرفا النزاع اتفاقية وقف الأعمال العدائية بالكامل وفوراً".

وذكرت الأمم المتحدة أن "الطرفان ارتكبا فظائع حيث أجبر 700 ألف شخص على مغادرة منازلهم في الدولة الفقيرة"، مشيرة إلى "وقوع موجة من أعمال الثأر الوحشية لجأ فيها المقاتلون والميليشيا الاثنية إلى عمليات النهب وتصفية حسابات قديمة".

ويهدف وقف إطلاق النار إلى إنهاء خمسة أسابيع من النزاع الذي أسفر عن مقتل الآلاف، وهو دخل حيز التنفيذ رسمياً ليل الجمعة في جنوب السودان. وتعهد الطرفان احترام الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه الخميس الماضي، لكن كلاً منهما شكك بقدرة الآخر على ضبط القوات على الأرض بشكل كامل.

روحاني لـ

شدد الرئيس الايراني حسن روحاني في مقابلة مع قناة "سي أن أن" الأميركية على حق إيران في تخصيب اليورانيوم. وأشار إلى أن "هذا الأمر ينص عليه القانون الدولي وأن إيران تفرض أي املاءات عليها من الخارج".

ولفت روحاني إلى أن "البرنامج النووي يعبر عن كرامة الشعب وعزته، ولا يمكن التراجع عن تطويره وإستمرار البحث العلمي في هذا المجال"، فأكد أن "بلاده ترفض كافة أشكال التمييز بما فيها التعاطي بمكيالين"، مشدداً على حقها في إمتلاك طاقة نووية سلمية وحقها في تخصيب اليورانيوم"، رافضاً "أي قيود على البحث والتطوير في برنامجها النووي".

وقال الرئيس الإيراني أن "البرلمان الايراني أصدر قانوناً يلزم الحكومات في ايران بإنتاج 20 ألف ميغا واط من الكهرباء النووية". ولفت أن "ايران مصرة على إنتاج الوقود النووي لمفاعلاتها في الداخل الإيراني". كما تحدث عن محطة اراك للمياه الثقيل، فأكد أن هذه "المحطة النووية لن تتوقف وأنها أساسية بالنسبة لإيران بهدف إنتناج الأدوية وعلاج الأمراض".

وتناول روحاني التهديدات الاسرائيلية لإيران، فقال إن "اسرائيل أصابها الجنون"، مهدداً إياها بالقول إن "إعتدت على ايران فسيكون الرد الإيراني ساحقاً وستندم اسرائيل على خطئها هذا".

وتوجه روحاني إلى أميركا بالقول إنه "يجب عليها تغيير سياساتها العدائية والكف عن التدخل في شؤون الدول، وأن تسمح للشعوب بأن تمتلك ديمقراطياتها"، معتبراً أنه "يمكن بناء علاقة معها إذا كفت ضغطها وتراجعت عن تخريب علاقات إيران مع الدول الأخرى".

كما تناول الرئيس الإيراني موضوع الارهاب في سوريا محملاً المسؤولية لبعض الدول التي تدعم الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح. وأشار إلى أن "على هذه الدول أن تعلم بأنها ترتكب أخطاء تاريخية"، معتبراً أن "الإرهاب المتواجد في سوريا لربما ينتقل إلى دولة أخرى قريباً، لأن الإرهاب سيف ذو حدين وسيرتد عليهم".

وعن بقاء الرئيس الأسد في السلطة قال روحاني إن "الموضوع بالنسبة لنا ليس بقاء الأسد أو ذهابه"، لافتاً إلى أن "هذا القرار هو ملك للشعب السوري وما ينتخبه عبر انتخابات حرة وديمقراطية".

أفخم: اتهام ايران بالتدخل بالشأن السوري تبرير للدعم الأميركي للارهابيين

وفي سياق متصل بالأزمة السورية إعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن "الإتهامات الموجهة لإيران بتدخلها في سوريا ليست إلا لتبرير الدعم الفعال الذي تقدمه الدول الحليفة لأميركا للإرهابيين والمجرمين في سوريا ودول المنطقة".

أفخم إعتبرت أن "العالم اليوم يشهد أفظع الجرائم الإرهابية التي ترتكب في ظل الصمت الدولي عن الإرهاب الذي بات يهدد العالم" لافتة إلى أنه "بات واجباً على المسؤولين الأميركيين ألا يغضوا الطرف عن هذا الخطر الكبير وأن يتعلموا من أخطاء الماضي ويتعاطوا بمسؤولية مع هذا الخطر الإرهابي بدل من السماح بتفريخ الإرهاب وتكثيره بالسكوت عنه".

وعن تصريحات وزير الخارجية الأميركية ردت أفخم بأن "هذه التصريحات تخدم بعض التيارات والجماعات الداعمة للتطرف والإرهاب والمعارضة لاتفاق جنيف " واصفة التصريحات بـ"المنافية للعرف الدبلوماسي".؟

الأحد, 26 كانون2/يناير 2014 11:19

لافروف: لا حوار مع الإرهابيين في سوريا

لافروف: لا حوار مع الإرهابيين في سوريا

 

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه "لا يمكن إجراء أي حوار مع الإرهابيين في سوريا لاعتبارات مبدئية ولا ننصح الآخرين بذلك".

وقال لافروف في مقابلة مع قناة "أن تي في" الروسية اليوم الأحد "لا أرى مكاناً في العملية التفاوضية لتنظيمات مثل "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية في العراق والشام" وفروع أخرى لتنظيم القاعدة". وأعاد لافروف إلى الأذهان أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اقترح في قمة مجموعة الدول الثماني التي عقدت في إيرلندا الشمالية في شهر يونيو/حزيران 2013، دعوة الحكومة والمعارضة إلى التعاون في استئصال الإرهاب في سوريا.

وقال لافروف إن "هذا الهدف يحظى بالأولوية أكثر فأكثر مع الأخذ بعين الاعتبار نطاق التهديد الإرهابي في سوريا الذي طال العراق" لافتاً إلى أن "مسلحي ما يسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام" يشنون هجمات إرهابية هناك".

وأضاف المسؤول الروسي أن الهدف هو التوصل إلى نوع من التوافق السياسي بين الحكومة والمعارضة الوطنية العلمانية المتعقلة، ومساعدتهم في التوحد لمكافحة الإرهابيين، وذلك بالتوازي مع التسوية السياسية".

وتابع قائلاً "هناك تساؤلات كثيرة حول "الجبهة الإسلامية" التي أنشئت مؤخراً وتضم تنظيمين أو ثلاثة لها صلة بمذبحة عدرا، و"يصعب تصورها شريكاً في مفاوضات السلام" معتبراً أنه "لا يجوز القول إنه يمكن التفاوض مع المسلح بمجرد انتقاله إلى "الجبهة الإسلامية".

لافروف شدد أيضاً على أهمية أن "يرافق العملية السياسية توحيد القوى ذات العقل السليم التي تفكر في وطنها، وليس في إقامة خلافة في الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا، ومساعدتها في مكافحة الإرهاب".

من جهة ثانية أعرب لافروف عن اعتقاده بأن "تسوية القضايا الإنسانية في سوريا ستعزز الثقة في مفاوضات في جنيف 2" وقال إن "إيصال المساعدات ورفع الحصار عن المراكز السكنية التي تحاصرها إما القوات الحكومية أو قوات المعارضة، وتبادل الأسرى... كل ذلك سيعزز الثقة وسيؤثر على أجواء المفاوضات في جنيف".

وزير الخارجية الروسي وصف ما جرى في اليوم الأول من المؤتمر بأنه "تعبير عن الانفعالات ومن الممكن الآن إجراء الحوار بمزيد من الروح البناءة" قائلاً "من الصعب جداً التنبؤ بما سيكون بعد ذلك، لأن الوضع معقد للغاية".

محادثات جنيف تناقش موضوع المختطفين والسجناء... ولا تقدم في اليوم الأول

يستمر الحدث السوري في جنيف مع استئناف وفدي الحكومة السورية والائتلاف المعارض محادثاتهما اليوم الأحد بوساطة المبعوث الدولي والعربي الاخضر الابراهيمي الذي كان قد أكد أنها لم تحرز الكثير من التقدم لكنها مستمرة معلناً أنه سيتم اليوم بحث موضوع المختطفين والسجناء.

الإبراهيمي أشار إلى "أن التفاوض بشأن حمص يجري بين الأمم المتحدة ومحافظ المدينة في سوريا".

لا شيء إذاً يوحي بتقدم جدي في مفاوضات جنيف في يومها الاول. فالوفدان الحكومي والمعارض لا يزالان أكثر تمسكاً بمواقفيهما من أي وقت مضى.

وكلما ظهر أمل بسيط بإيجاد قاسم مشترك للبدء بالمفاوضات، قتلت الأمل تصريحات متضاربة يدلي بها الطرفان خارج مبنى الأمم المتحدة.

منذ اللحظات الأولى للاجتماع الصباحي أمس السبت بين الوفدين برئاسة المبعوث الدولي الاخضر الإبراهيمي قُريء المكتوب من عنوانه. فوجيء الابراهيمي بأن رئيس الوفد السوري المفاوض الوزير وليد المعلم لم يحضر ولا حضر نائباه وزير الإعلام عمران الزعبي والدكتورة بثينة شعبان.

كُلّف السفير بشار الجعفري برئاسة الوفد. كان في الأمر رسالة سياسية بعدم الرضي عن مستوى وفد الائتلاف. وفي الاجتماع الآخر الذي عقده الابراهيمي لاحقاً مع الوفد السوري بحضور المعلم، فوجيء الوفد الرسمي بأن الإبراهيمي جاء يطرح فكرة الهيئة الانتقالية للنقاش. رفضها الوفد لأن الأولوية الآن هي للقضايا الإنسانية.

قيل إن هذه النقطة لم تكن أصلاً ملحوظة بالنسبة للوفد الرسمي. خرج بعد ذلك بعض أعضاء الائتلاف يقولون إن هذه النقطة هي الأساس لأي تفاوض، ثم دخل على الخط الدكتور برهان غليون الرئيس السابق للمجلس الوطني قائلاً "إن وفد السلطة لا يريد التنازل عن شيء وإنه لا بد من استخدام الفصل السابع".

بين مفاجأة وأخرى، واتهام وآخر، وتهديد وآخر. بدا اليوم الأول من مؤتمر جنيف 2 حاملاً من أسباب التشاؤم أكثر من بوادر الإنفراج. وحده الإبراهيمي لا يزال يأمل بالتوصل إلى قواسم مشتركة، ولذلك كان الإتجاه بعد الظهر نحو القضايا الإنسانية.

واضح إذاً أن لا برنامج عمل جدياً، ولا أوراق عمل مطروحة، وإنما تجارب ومجموعة أفكار يلقيها الإبراهيمي على الوفدين طيلة النهار آملاً بالتوصل إلى شيء.

يبدو على الأقل حتى الآن أن التوصل إلى شيء ليس بالأمر السهل إن لم نقل شبه مستحيل.

عشرات القتلى والجرحى في مواجهات دامية بين الأمن المصري وأنصار الإخوان في ذكرى 25 يناير

 

شهدت مصر في الساعات الماضية المزيد من الهجمات الإرهابية غداة إحياء المصريين الذكرى الثالثة لثورة الخامس والعشرين من يناير. هجمات طاولت مناطق عدة من بينها القاهرة وسيناء والسويس في وقت عززت القوى الأمنية من إجراءاتها. ولا سيما امام مراكز الشرطة والمباني الحكومية والمصارف تحسباً لأي هجمات ومواجهات جديدة بعدما أدت هذه المواجهات أمس السبت بين أنصار الإخوان والقوى الأمنية في العديد من المناطق الى سقوط 29 قتيلاً وعشرات الجرحى بحسب وزارة الصحة المصرية.

المواجهات شملت مدنا عدة ولا سيما القاهرة والمنية في صعيد مصر والجيزة والإسكندرية. وكانت مدن مصرية عدة قد شهدت العديد من الهجمات والتفجيرات التي استهدف معظمها مراكز للشرطة في القاهرة أسفرت عن مقتل ستة أشخاص.

كما استهدفت سيارة مفخخة معسكراً للأمن المركزي في محافظة السويس شمال شرق القاهرة، ما أدى إلى سقوط خمسة جرحى. وأفيد أن "الانفجار نجم عن تفجير عن بعد لسيارة مفخخة كانت تقف في محيط المعسكر، ما خلف أضراراً في أسواره، وحفرة عميقة في الأرض وكسر خط المياه الرئيسي، وجاء الحادث بعد ساعات من وقوع انفجار عبوة ناسفة بجوار معهد مندوبي الشرطة في حي عين شمس في شرق القاهرة".

هذه التطورات تزامنت مع إحياء المصريين الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير وقد احتشد الآلاف من أنصار وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي في ميدان التحرير وطالبوه بالإعلان عن ترشحه لرئاسة البلاد. وأفادت أنباء إعلامية بأن السيسي قد يعلن في غضون يومين ترشحه. فيما يوجه الرئيس المؤقت عدلي منصور خطاباً اليوم الأحد يتوقع أن يعلن خلاله تعديل خريطة الطريق لإجراء انتخابات الرئاسة أولاً على أن تعقبها انتخابات البرلمان التي سيحدد منصور نظام إجرائها.

وفي سياق متصل أجلت طائرة مصرية وصلت الى العاصمة الليبية طرابلس الدبلوماسيين العاملين في السفارة المصرية. جاء ذلك بعدما اختطف مسلحون الملحق الثقافي المصري في ليبيا وثلاثة موظفين في المركز الثقافي المصري رداً على القبض في مصر على قائد ميليشيا ليبية.

الخارجية المصرية أشارت الى أنه لم تعرف الجهة الخاطفة بعد.

ذكرى المولد النبوي، وحال خير أمّة أخرجت للناّس؟

شفقنا- تعيش الأمة الإسلامية نفحات الذكرى العطرة لمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي مناسبة تمثل فرصة لهذه الأمة التي تتكالب عليها الأمم كما تتكالب الأكلة على قصعتها، أن تستذكر نهج صاحب المناسبة كخير نموذج يحتذى به على مر العصور والأزمان، فقد باتت منساقة وراء الأكلة المتآمرين عليها بعد أن نجحوا في الإيقاع بها في فخ الطائفية والمذهبية، لتشتيتها وتمزيقها وإضعافها، فغدا الدم العربي والإسلامي هو اللون الذي تروى به أرض العرب والمسلمين.

جاء عيد المولد النبوي الشريف هذا العام ومعاناة العرب من بين المسلمين تتفاقم وتكبر وتتدحرج وتكبر وهي تتدحرج حتى بلغت درجة غير مسبوقة...

ففي الوقت الذي نجد فيه سوريا غارقة ومغرَقة في مستنقع الدم، ونجد العراق على جناحها الشرقي مهدداً باستمرار ما كان فيه قبل يومها وبتوالد ما يتوالد فيها من فتنة وبؤس، ونجد لبنان مهدداً بنار الفتنة المذهبية وما يتهدد سوريا منها يتهدده فالبيت واحد لكنه بغرفتين... في هذا الوقت نجد مصر تُجر نحو المستنقع العفن بقوة جذب شديدة، وتلعب في ملاعبها أقطار عربية وبلدان أجنبية، وفئات ذات أغراض وارتباطات ومآرب شتى... ونجدها مهددة ـ لا سمح الله ـ بأمر مقارب لذلك الذي يتم في سوريا، مع خلافات واختلافات في التحالفات والأهداف والوسائل والأدوات... ونلحظ اللاعبين العرب المعنيين في الساحة المصرية على هيئة مشجعي ''أهلي وزمالك''، فإما مالك وإما هالك؟! وعلى جناح مصر العزيزة، وعند مفرقها الإفريقي لا تزال النار تحرق ليبيا التي تفككت أو كادت، ودم أبنائها ما انفك يسيل...

لن يكون بوسع أحد أن يحاجج في حالة التمزق التي تعصف بالعالمين العربي والإسلامي في وقتنا الراهن، والمحاولات المشبوهة لجر الإسلام الى فتنة كبرى جديدة وجعله أداة أيديولوجية طيعة لخدمة المشاريع الاستعمارية والأطلسية لنخبة المحافظين الجدد، والأزمة الاقتصادية في الغرب، بعد أن كان الإسلام ورجالاته رواد مرحلة التحرر من التبعية للأجنبي والخلاص من الاستعمار.

لقد أصبحت الأمة الإسلامية في عصرنا الحاضر غثاء كغثاء السيل، لقد تمزّق شملها وتشتت صفها، وطمع فيها الضعيف قبل القوي، والذليل قبل العزيز، والقاصي قبل الداني وأصبحت قصعة مستباحة بعدما كانت تقود العالم، ورسولها الكريم صلى الله عليه وسلم، أرسله الله رحمة للعالمين وللناس أجمعين، بدليل قوله تعالى: (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون).

والآن نراها قد أصبحت ضعيفة لأن الفرقة قرينة للضعف والخذلان والضياع...

فتحت شعار الدعوة والنصرة والجهاد تتلطى نزعات سلطوية وتنخفض ميول إقصائية وتزحف شوفينيات حاقدة ظاهرها ''الرابطة الواحدة'' و''وحدة المصير'' وباطنها التضحية بإخوة الدين والإخاء في المعتقد آملاً بالحفاظ على المكسب، والبحث عن تكييف الأدوار واسترضاء الكبار.

وبصرف النظر عن المآل وعمن يدفع الثمن الفادح ويتحمل الخسارات الكبيرة، المنظورة وغير المنظورة، على مستوى الأمة العربية على الأقل، من العرب والمسلمين البسطاء، ومن دول عربية وإسلامية مستهدَفة أو منجذبة بعوامل شتى، منها ميول واستعدادات داخلية وعلاقات وصلات، نحو دائرة الاستهداف الخارجي.. لقد قست قلوب في دوائر صنع القرار ومدارج النار عمن يدفع الثمن الفادح من أبناء الشعب الذين يدفعونه: دماً وتخلفاً وجوعاً ومعاناة وتخلفاً وخوفاً وحقداً دفيناً يورث حقداً ودماً وموتاً... بينما يقطف الغربُ الاستعماري، والحركة الصهيونية العنصرية القذرة، وقوى عالمية أخرى تعنيها مصالحها قبل العدالة والحرية والديمقراطية والأناشيد الثورية.. تقطف كل الثمار، المادية والمعنوية والاستراتيجية والسياسية، لهذا الصراع البائس، من دون أن تتحمل أي عناء أو تخشى أية عواقب؟!

وهكذا يزج عدو الأمتين العربية والإسلامية كل من يستطيع زجه في معترك النار وهو يقول: ''تقاتلوا ومني السلاح والمال ومنكم الدم والأرواح... تقاتلوا حتى النهاية، حتى لا يبقى لكم لا قومية ولا دين، ولا حامٍ ولا ضعين، وحتى تبقى إسرائيل آمنة ومهيمنة وقوة أعظم، ولكي أنام أنا السيد مرتاحاً مطمئناً إلى ثروتي ونفوذي وسيطرتي عليكم وعلى بلدانكم وعقيدتكم وأموالكم وكل قواكم الحية... فهذا أمري أنا سيد السادة، ولتكن كل مفاتن بلدانكم على جيد سيدة بيتي قلادة؟!

 

ولا يستثنى أعداء الأمة من ذلك سوى أدواتهم التي يتخذونها واجهة لتنفيذ ما يريدون وللتنظير لما يفعلون، يلمعونها ويضربون من خلفها، ومن أولئك في السياسة والثقافة والفكر فئة متسلقة على الفكر البَّناء، والسياسة المدركة لذاتها ومسؤولياتها وأبعاد قراراتها وخياراتها، والثقافة التي تحمل هوية أمة وتجسد تاريخها وذاكرتها وشخصيتها وحضورها في صيرورة الزمن وسيرورة التقدم والنهضة...

مللناهم في فضاء السياسة والثقافة والوعظ والإرشاد والإعلام.. وفيهم كل من يتفيقه في فضائية أو وسيلة إعلامية هنا وهناك باسم الإسلام، يدعو لعلي ضد عمر ولعمر ضد علي... وما هو منهما في شيء... وما دعوته إلا دعوة خالصة للموت والمقت لأنها لا تمت إلى الحقيقية والنجاة والعدالة بصلة، وهي أقرب إلى سلوك طريق التكفير، وحرب التدمير، حرب السنة على الشيعة والشيعة على السنة.. وكل ذلك مداخل لأعداء الأمة على الأمة!

لقد بات الكثير من ''زعماء'' العالم الإسلامي يتحدثون لغة طائفية مكشوفة وسافرة وفجة، وبات آخرون يخاطبون شعوبهم بلسان الغرائز ويتلاعبون بالهواجس في محاولة لتأليب وتقليب الرأي العام، على قاعدة تكريس إسلام بسيط وأعزل، بل وساذج، لا شيء يرتجى منه إلا الخضوع لبرمجة عصبية تذكر بأسوأ فصول ومراحل عصر الانحطاط.

اليوم، لا يواجه العالم الإسلامي هجمة خارجية عاتية ومهددة فحسب، بل الأنكى من ذلك أنه يشهد صراعات زعامات لن تنتهي في الواقع الراهن إلا إلى المزيد من التفكك والتبعية والارتهان، فهناك من يتطلع إلى وضع الدول العربية ملفاً قائماً بذاته في محاولة مشبوهة ومريعة لإعادة ترتيب الأولويات، وهناك من يغذي طموحاته السياسية الداخلية والمتوسطية الخارجية عبر إطلاق موجة كراهية مقيتة وحاقدة لا تتورع عن إعادة تصنيف المسلمين وفقاً للملل والنحل، للوصول من ذلك إلى حق حصري بتوزيع شهادات الإيمان، يمارس هؤلاء التكفير الديني والمذهبي في الطريق إلى التكفير السياسي ويتحدثون مع ذلك عن تهويد الأقصى وحرمة الدم في الإسلام.

وحكمة العرب في كل هذا مغيبة أو غائبة، فأهلها بين حليم يخاف أن ينطق، وحكيم ابتلع سم السياسة ومالها فغص ويسكت، ومسؤول في مرتبة روحية عليا، يختار الاعتكاف في وقت الحاجة إليه، ويرى أن يغيب في العزلة أو الاعتزال، أي في ''نسك تصوفي سلبي'' خير منه المواجهة بقوة العقل والقلب والإيمان وصلابة الصوفيين في الأزمات الطاحنات والملمات الكبار... ومن بين أهل الحكمة وكبار الرجال من يتفرقون شذر مذر، ويقفون على ضفاف الخلاف، لا يجمعهم جامع فيقويهم ولا يشدهم إلى الإيمان بالله جل وعلا ما يجعلهم حرباً على الفتنة وأهلها.

والحقيقة التي لا يحجبها غربال، أن الأمة ضعفت بهذه الصورة المهينة، يوم غاب عنها أصل الأخوة في الله الذي لا يتحقق بمعناه الحقيقي إلا على عقيدة التوحيد بصفائها وشمولها وكمالها، وتحولت هذه الأخوة إلى واقع عملي ومنهج حياة يوم أن آخى النبي عليه الصلاة والسلام بين الموحّدين في مكة على الرغم من اختلاف ألوانهم وأشكالهم وألسنتهم وأوطانهم، وآخى بين حمزة القرشي وسلمان الفارسي وبلال الحبشي وصهيب الرومي وأبي ذر الغفاري، وراح هؤلاء القوم يهتفون: أبي الإسلام لا أب لي سواه وتقيدوا بقوله تعالى: (إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم تُرحمون). هذه هي الأخوة الصادقة التي لا تبنى إلا على أواصر العقيدة، وأواصر الإيمان، وأواصر الحب في الله، تلكم الأواصر التي لا تنفكّ عُراها أبداً، لأن الأخوة في الله نعمة، وفيض فضل يغدقها الله على المؤمنين، وشراباً طهوراً.

ولأننا أصبحنا لا نتقن إلا فن الكلام والاحتفال بالمناسبات دون أن نقرأها ونفهم دروسها انتصر الآخرون علينا في كل شيء، ولأننا لم نعمل بالحكمة القائلة (المثل العليا لن تستطيع أن تلمسها بيديك ولكنك كالمقاديم من البحارة تتخذها مرشداً لك وتتبعها فتبلغ غايتك)، لم نتمكن من التحرك إلى الأمام خطوة واحدة، فلا نحن تمسكنا بمبادئنا وقيمنا وأصول ديننا، ولا نحن أخذنا بأسباب القوة والعلوم والإنجازات والتطور الذي تشهده دول وشعوب العالم، فبقينا أسرى للجهل والتخلف وصرنا مضغة للأعداء والطامعين، ولم تعد لنا أية إسهامات وإضافات على الحضارة العالمية في إنتاجها العلمي والمعرفي والثقافي والصناعي والغذائي.

إن اتجاه الحضارة تتغير ميزتها وتتجه بوجه خاص طبقاً لعلاقة المبدأ الأخلاقي بالعقيدة والإيمان، وكل مجتمع فقد حضارته يفقد كل أصالة في السلوك والتفكير أمام الآخرين، والإنسان من دون إيمان وحش في قطيع لا يرحم، ومن دخل في ظلمة النفس جعله الله معدوماً، ومن تطلع إلى جبل ذاته جعله الله حجراً جلموداً ودخل في ظلمة وفي ضلالة وغواية.

إننا نشكو من جراحات عميقة أليمة، وآفات فتاكة، وفساد كبير، وظلم جسيم، وانفعال اجتماعي، وانحراف خلقي وقوده مال ونفط وخيانة عربية وإسلامية، كل هذا يستدعي منا تضافر الجهود، وبناء النفوس، وصقل الأفكار والتصورات، وجمع الكوادر والطاقات، واجتثاث الخبث من أوساطها، ومن شيم الرجال أنهم يأخذون الدروس والعبر من ماضيهم لحاضرهم، ومن حاضرهم لمستقبلهم.

http://ar.shafaqna.com

الأربعاء, 22 كانون2/يناير 2014 06:20

محمد "ص"...عنوان الاسلام ورايته

محمد

محمد هو الرحمة الالهية المهداة والنعمة الربانية المسداة، هو سراج الامة الذي أنار درب المسلمين بنور القرآن ومنهج الاسلام ،هو حبيب الله وصفيه وحامل رسالته الى البشرية جمعاء ، هو أبو الاتقياء والرحماء ، هو قدوة الايمان والزهد، هو منارة القلوب وهو وهو ...

ماذا نقول عن سيدنا ونبينا محمد "ص" والكلمات أعجز من أن تعبر عن مدى عظمة هذا النبي العظيم ...ماذا نقول عن حبيب إلاه العالمين وسيد الخلق أجمعين ...ماذا نقول عن من بعثه الله رحمة للعالمين ...

في الواقع ان أعظم ما شهدته البشرية جمعاء هو هذه الظاهرة المباركة التي كانت مفصلاً تاريخياً في حياة البشر التي أخرجتهم من غياهب الجاهلية الى النور والهداية . لم يكن محمد نبيُّ الله فحسب بل كان كلمته ودستوره ودولته التي أرادها الله ،أرسله بأعظم نظام سياسي ديمقراطي على الاطلاق هو الاسلام وخصّه بمعجزة الدستور الإلهي القرآن .

لقد كان النبي محمد "ص" النور الذي أضاء بصيرة البشرية ، وقدوة في الاخلاق ،ورحمة للعالمين التي تجاوزت البشر لتشمل الجماد والحيوان ، وتألّقت روحـه الطاهرة بعظيم الشمائـل والخِصال ، وكريم الصفات والأفعال ، حتى أبهرت سيرته القريب والبعيد ، وتملكت هيبتهُ العدوّ والصديق.

وأسّس النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أوّل دولة إسلامية فأرسى قواعدها ومهد لدولته العالمية القائمة على شريعة الاسلام دين الرحمة والمحبّة والسلام والدعوة إلى الخير والوحدة. فجمع القبائل المتفرقة، وأصلح بين المتخاصمين، وأذاب العداوة بين قبائلها، ووضع حدًّا للحروب التي كانت تقوم على أتفه الأسباب، وأرسى دعائم الأخلاق، وأتمَّ مكارمها، وكوَّن منها أمةً أرست دعائم الحرية، وأقامت صرح الحقِّ والعدل والمساواة بين الناس دون تفرقةٍ بينهم بلونٍ أو جنسٍ أو طبقة...

فالنبي محمد "ص" هو السياسي والقائد والمشرع الذي دعا الى الوحدة ونبذ الفتن ، وقضى حياته لتثبيت الفكر الوحدوي بين المسلمين الذي يحبه الله تعالى ليتعاونوا ويتعاضدوا في مواجهة الكفر وليتمكنوا من المحافظة على الدين الاسلام المحمدي الأصيل بعيداً عن كل تشوهات كما أراد الله عز وجل ، كما كان أول من دعا الى عدم التفرقة بين الناس "لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى ".

نعم محمد "ص" هو منارة الوحدة وكيف لا !!! وهو عنوان الاسلام ورايته... وهو ركن العبادات في الدين الاسلامي الذي يوحد المسلمون من مختلف المذاهب ...فلا صلاة ولا حج ولاصوم ... دون شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله .

إذن لقد أراد الله تعالى من خلال هذه الشهادة التي هي عبارة عن إعلان دخول الانسان للاسلام ، فلا يمكن أن يكون الانسان مسلماً دون النطق بهاتين الشهادتين ،انما للتأكيد على أن محمد "ص" هو محور الاسلام الذي يجب أن يتوحد خلفه كل المسلمين فكما الله واحد... والكعبة واحدة ...فمحمد رسول الله "ص"واحد .

إن حياة النبيّ محمّد "ص" هي المثل الأعلى للإنسانية في جميع أحوال الحياة وأوجهها؛ في السلم والحرب، في الحياة الزوجية، مع الأهل والأصحاب، في الإدارة والرئاسة والحكم والسياسة، في البلاغ والبيان، فالنبيّ "ص" هو المثل الكامل ،ولن يُصلح آخر الأمة إلا بما صلح بها أولها، ولن تقوم للأمة الإسلامية قائمة إلا بالتأسي برسول الله "ص".

ونحن الآن في أمس الحاجة الى الاقتداء برسول الله محمد "ص" حتى يصلح حالنا ، نحن بحاجة الى رحمته وهدايته ، الى وحدته التي دعا اليها كي نتمكن من مواجهة هذا الفكر التكفيري الذي يحاول تشويه دين محمد وآل محمد وهو بعيد كل البعد عن رسول الرحمة والهدى الذي بعثه الله رحمة للعالمين . فكما نلتقي برسول الله محمد "ص" مع كل نداء وإقامة صلاة فلنلتقي معه في أخلاقه ورحمته ووحدته وليكن مثلنا الذي نقتدي به في كل زمان ومكان .

الأربعاء, 22 كانون2/يناير 2014 06:12

في مدح نبي الرحمة محمد(ص)

 

كل القلوب إلى الحبيب تميل

ومعى بهـذا شـــاهد ودليــــل


اما الــدليل إذا ذكرت محمدا ً

صارت دموع العارفين تسيل


هذا رسول الله نبراس الهدى

هذا لكل العــــالمين رســـول


يا سيد الكونين يا عــلم الهدى

هذا المتيم في حمــــاك نزيــل


لو صــادفتني من لدنك عناية

لأزور طيبة و الــنخـيل جميل


هذا رســول الله هذا المصطفى

هذا لـــرب العــــالمين رســول


هذا الــــذي رد العــــيون بكفه

لما بدت فوق الـــخدود تسـيل


هذا الغمـــامة ظللته إذا مشى

كانت تقيل إذا الــــحبـيب يقيل


هذا الذي شرف الضريح بجسمه

منهــــاجه للسالكين ســـبيل


يــــارب إني قـد مدحـت محمداً

فيه ثوابي وللـــــمديــح جزيــل


صلى عليك الله يا عــلم الهدى

ما حن مشتـــــاق وســار دليل