Super User

Super User

الأحد, 02 شباط/فبراير 2014 05:50

خلف أبواب طهران وأنقرة

خلف أبواب طهران وأنقرة

 

عندما يتحدّث المرشد الأعلی في إيران، فهو هنا لا ينطق عن الهوى، إنما هو وحي الثورة الإسلامية ومصالحها الإستراتيجية من وجهة نظر الإيرانيين الذين يوحي إليهم. وليس آية الله السيد علي خامنئي، لمن يعرفوه جيداً، ممن يستعملون الديبلوماسية في القول للمجاملة في خطاب الدول الأخرى، وهو عندما قال لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن العلاقة هي الأفضل منذ قرون، قالها وهو يعي حقاً أنها تأتي ضمن رؤيته الشاملة لما أطلق عليه سابقاً إسم "الصحوة الإسلامية".

قالها وهو على ثقة أن صفحة مهمة جداً في تاريخ الشرق الأوسط فتحت، لا بل هي الترياق المشترك السني الشيعي لعلاج لدغة الإقتتال الطائفي المقيتة.

الصورة قد تبدو للبعض مثالية، لكن الإيرانيين يعتقدون أن المستحيل لم يخلق لهم، إذ أنهم واجهوا الكثير من المستحيلات خلال العقود الثلاثة والنصف الماضية من الثورة الإسلامية، وتمكنوا من القفز فوق العقوبات والحروب وما يصفوه بالمؤامرات الخارجية والداخلية بنجاح، أوصلهم إلى النووي والفضاء، وليكون اقتصادهم، رغم التضخم والمشاكل، واحداً من بين أكبر عشرين اقتصاداً عالمياً.

ولأن الإيرانيين يوقنون أن المصالحة الإسلامية - الإسلامية هي المستحيل بعينه في ظل الظروف الحالية، يبدو أنهم اختاروا أن يخوضوا وشريكهم التركي هذا اليمّ بعواصفه المتوقعة وأنوائه المعروفة، ويكفي المركب ثلاثة أشرعة ليبحر، شراع شيعي وآخر سني، وهو ما يتوفر في إيران وتركيا، ويبقى الشراع العربي.

وبالعودة إلى لقاء طهران وما قيل وما جال في البال، نقطة في البداية لا بد من إيرادها. إيران تعلم جيداً أن أساس العلاقة مع دولة بحجم تركيا وتأثيرها في المنطقة تبدأ بالإحترام المتبادل، أي أن كلا البلدين يحترم وجهات نظر الآخر، وإن اختلف معها، وكلٌ ينصح الآخر ويقدم له المشورة حيث لزم من دون التزام.

وحتى في القضية الأكثر جدلية بينهما، أي سوريا، ما زالت إيران على موقفها، وتركيا وإن عدلت في نظرتها للقضية في العموم لكنها لم تتراجع عن فكرة التغيير هناك ودعم بعض من قرروا أن يخرجوا على حكم الرئيس السوري بشار الأسد. "الحوار هو الحل"، هذا ما سمعه الأتراك مراراً، وهو ما اقتنعوا به، وهنا بيت القصيد.

بعيداً عن طهران وأنقرة كانت تجري مفاوضات، يصح القول إنها بعض الشيء مستحيلة بين "بعض" المعارضة السورية والنظام، وهذا البعض في رأي الأتراك والإيرانيين لديه مربط فرس معروف في السعودية، وهي بالمناسبة دولة تجمعها بوريثتي الإمبراطوريتين الفارسية والعثمانية حال خصومة تتطور يوماً بعد يوم لتصبح عداوة.

المفاوضات برعاية دولية أميركية روسية، والصورة من الزاوية الإقليمية تشير إلى أن واشنطن وموسكو، وإن كانت لديهما النيّة للوصول إلى حلّ ما، فكلاهما أقل قدرة على إقناع الطرفين بسلوك درب يوصل إلى تسوية عادلة. المشكلة إقليمية، وأهل الإقليم أدرى بشعابه، فليكن إذاً الحلّ إقليمياً.

مما سمع هنا وهناك أن أنقرة وطهران ستعملان يداً بيد لإنهاء الأزمة السورية، يد أنقرة المتشابكة مع بعض المعارضة السورية وما تملكه من تأثير قوي على هذا البعض، ويد طهران المتأبطة ذراع النظام وما لديها من "مونة"، عليه، يضاف إليهم المعارضة الداخلية السورية ومن يرغب من المعارضات الباقية، هؤلاء جميعاً من الممكن أن يتجالسوا ويتحاوروا في مونترو أو بغداد أو مسقط أو أي مكان يرضى الأطراف به، والأهم أن الحوار سيترافق مع سعي إيجابي من الرعاة الإقليميين للوصول إلى نتيجة تشبه الحلول اللبنانية، على قاعدة لا غالب ولا مغلوب.

القضية معقدّة للغاية، بيد أن مقدماتها تشي ببعض التفاؤل، فالدم دم الجميع والمصير مصير الجميع، والحرب السورية لم تعد حرباً بين معارضة ونظام، بل أصبحت حرباً إقليمية بأدوات سورية والجميع فيها يحيى على حد السكين.

سمع أردوغان الكثير في طهران، ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو سمع أكثر، بل إن داود أوغلو ربما تمنى لو أنه لم يرافق رئيسه في زيارته، لأن ما سمعه من عتب على كلمته في مونترو لم يبادر حتى رئيسه للدفاع عنه، لكنه عتب ومضى، مضى مع أول صاروخ من طائرة تركية على قافلة مسلحة لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، جاء تأكيداً على قول الرئيس الإيراني حسن روحاني إن "طهران وأنقرة تشتركان في وجهات النظر حيال قضايا المنطقة المهمة، خصوصاً محاربة الإرهاب والتطرف وتقديم المساعدات للشعب السوري"، وردّ أردوغان بالقول "تركيا تسير كتفاً بكتف مع إيران في محاربة المجموعات الإرهابية وسيعمل البلدان على تطوير تعاونهما في هذا المجال".

الأربعاء, 29 كانون2/يناير 2014 11:04

الماتريدية

الماتريدية

في الوقت الّذي ظهر مذهب الإمام الأشعري بطابع الفرعية لمذهب أهل الحديث، ظهر مذهب آخر بهذا اللون والشكل لغاية نصرة السنّة وأهلها وإقصاء المعتزلة عن الساحة الإسلامية، وهو مذهب الإمام محمد بن محمد بن محمود الماتريدي السمرقندي (المتوفّى 333 هـ) أي بعد 9 أو ثلاثة أعوام من وفاة الإمام الأشعري .

والداعيان كانا في عصر واحد، ويعملان على صعيد واحد، ولم تكن بينهما أيّة صلة، فالإمام الأشعري كان يكافح الاعتزال ويناصر السنّة في العراق متقلّداً مذهب الشافعي في الفقه، والماتريدي ينازل المعتزلة في أقصى الشرق الإسلامي (ماوراء النهر) متقلّداً رأي الإمام أبي حنيفة في الفقه، فكانت البصرة يومذاك محط الأهواء والعقائد ومعقلها، كما كانت أرض خراسان مأوى أهل الحديث ومهبطهم.

منهج الإمام الماتريدي موروث عن أبي حنيفة:

المنهج الّذي اختاره الماتريدي، وأرسى قواعده، وأوضح براهينه، هو المنهج الموروث عن أبي حنيفة (المتوفّى 150 هـ) في العقائد، والكلام، والفقه ومبادئه، والتاريخ يحدثنا أنّ أبا حنيفة كان صاحب حلقة في الكلام قبل تفرّغه لعلم الفقه، وقبل اتّصاله بحمّاد بن أبي سليمان الّذي أخذ عنه الفقه.

وليس الماتريدي نسيج وحده في هذا الأمر، بل معاصره أبو جعفر الطحاوي صاحب «العقيدة الطحاوية» (المتوفّى 321 هـ) مقتف أثر أبي حنيفة حتّى عنون صدر رسالته المعروفة «بالعقيدة الطحاوية» بقوله: «بيان عقيدة فقهاء الملّة»: أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد بن الحسن. ( [1])

لمحة إلى سيرة الماتريدي:

اتفق المترجمون له على أنّه توفّي عام 333 هـ ، ولم يعيّنوا ميلاده، لكن القرائن تشهد انّه من مواليد عام 248 هـ ، وقد ولد بـ «ماتريد»، وهي من توابع سمرقند في بلاد ماوراء نهر جيحون، ويوصف بالماتريدي تارة، وبالسمرقندي أُخرى، ونسبه ينتهي إلى أبي أيوب خالد بن زيد بن كليب الأنصاري مضيّف النبي في دار الهجرة.

مشايخه:

قد أخذ العلم عن عدّة من المشايخ، هم:

1-أبو بكر أحمد بن إسحاق الجوزجاني.

2-أبو نصر أحمد بن العياضي.

3-نصير بن يحيى، تلميذ حفص بن سالم (أبي مقاتل).

4-محمد بن مقاتل الرازي.

قال الزبيدي: تخرج الماتريدي على الإمام أبي نصر العياضي. ومن شيوخه الإمام أبو بكر أحمد بن إسحاق بن صالح الجوزجاني صاحب الفرق والتمييز، ومن مشايخه محمد بن مقاتل الرازي قاضي الريّ.

والأوّلان من تلاميذ أبي سليمان موسى بن سليمان الجوزجاني، وهو من تلاميذ أبي يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني.

وأمّا شيخه الرابع ـ أعني: محمد بن مقاتل ـ فقد تخرَّج على تلميذ أبي حنيفة مباشرة، وعلى ذلك فالماتريدي يتّصل بإمامه تارة بثلاث وسائط، وأُخرى بواسطتين، فعن طريق الأوّلين بوسائط ثلاث، وعن طريق الثالث بواسطتين. ( [2])

تلاميذه:

تخرج عليه عدة من العلماء، منهم:

1-أبو القاسم إسحاق بن محمد بن إسماعيل الشهير بالحكيم السمرقندي (المتوفّى 340 هـ) .

2-أبوالليث البخاري.

3-أبو محمد عبد الكريم بن موسى البزدوي، جدّ محمد بن محمد بن عبـد الكريـم البزدوي مؤلّف «أُصول الدين».

مصنّفاته:

سجل المترجمون للماتريدي كتباً له تعرب عن ولعه بالكتابة والتدوين والإمعان والتحقيق، غير أنّ الحوادث لعبت بها، ولم يبقَ منها إلاّ ثلاثة :

1-كتاب «التوحيد» وهو المصدر الأوّل لطلاب المدرسة الماتريدية وشيوخها الذين جاءوا بعد الماتريدي، واعتنقوا مذهبه، وهو يستمد في دعم آرائه من الكتاب والسنّة والعقل، ويعطي للعقل سلطاناً أكبر من النقل .

وقد قام بتحقيق نصوصه ونشره الدكتور فتح الله خليف عام 1390 هـ ، وطبع الكتاب في بيروت مع فهارسه في 412 صفحة .

2-«تأويلات أهل السنّة» في تفسير القرآن الكريم، وهو تفسير في نطاق العقيدة السنّية، وقد مزجه بآرائه الفقهية والأُصولية وآراء أُستاذه الإمام أبي حنيفة، فصار بذلك تفسيراً عقائدياً فقهياً، وهو تفسير عام لجميع السور، والجزء الأخير منه يفسر سورة المنافقين إلى آخر القرآن، وقد وقفنا من المطبوع منه على الجزء الأوّل وينتهي إلى تفسير الآية 114 من سورة البقرة.

حقّقه الدكتور إبراهيم عوضين، وطبع في القاهرة عام 1390 هـ .

وأمّا كتبه الأُخرى فإليك بيانها:

3-المقالات .

4-مآخذ الشرائع .

5-الجدل في أُصول الفقه .

6-بيان وهم المعتزلة.

7-رد كتاب الأُصول الخمسة للباهلي.

8-كتاب رد الإمامة.

9-الرد على أُصول القرامطة.

10-رد تهذيب الجدل للكعبي.

إذا عرفت مؤسّس المذهب وشيوخه وتلامذته ومؤلّفاته، فلنعرج على أُصول المذهب الماتريدي، فنقول:

إنّ المذهب الأشعري والماتريدي يتحركان في فلك واحد، وكانت الغاية هي الدفاع عن عقيدة أهل السنّة والوقوف في وجه المعتزلة، ومع ذلك لا يمكن إن يتّفقان في جميع الأُصول الرئيسية فضلاً عن التفاريع، وذلك لأنّ الأشعري اختار مذهب الإمام أحمد، وطابع منهجه هو الجمود على الظواهر وعدم العناية بالعقل والبرهان.

وأمّا الماتريدي فقد تربّى على منهج تلامذة الإمام أبي حنيفة، ويعلو على ذلك المنهج الطابع العقلي والاستدلالي، كيف ومن أُسس منهجه الفقهي هو العمل بالقياس والاستحسان.

وعلى ضوء هذا فلا يمكن أن يكون التلميذان متوافقين في الأُصول.

والّذي تبيّن لي بعد التأمّل في آراء الماتريدي في كثير من المسائل الكلامية انّ منهجه كان يتمتع بسمات ثلاث:

1-انّ الماتريدي أعطى للعقل سلطاناً أكبر، ومجالاً أوسع، وذلك هو الحجر الأساس للسمتين الأخيرتين.

2-انّ منهج الماتريدي أبعد من التشبيه والتجسيم من الأشعري، وأقرب إلى التنزيه .

3-انّه وإن كان يشن هجوماً عنيفاً على المعتزلة، ولكنّه إلى منهجهم أقرب من الإمام الأشعري.

وإليك بيان بعض الفوارق بين المنهجين:

1.معرفته سبحانه واجبة عقلاً :

اختلف المتكلّمون في وجوب المعرفة، فالأشعري وأتباعه على أنّه سمعي بمعنى انّه أمر سبحانه بمعرفته، والمعتزلة على أنّه عقلي .

وأمّا الماتريدي فيقول هو كالمعتزلة في وجوبها عقلاً، قال البياضي:

ويجب بمجرد العقل في مدة الاستدلال، معرفة وجوده تعالى ، ووحدته، وعلمه، وقدرته وكلامه وإرادته وحدوث العالم، ودلالة المعجزة على صدق الرسول، ويجب تصديقه، ويحرم الكفر والتكذيب به، لا من البعثة( [3]) وبلوغ الدعوة. ( [4])

إنّ القول بوجوب هذه الأُمور من جانب العقل من قبل أن يجيء الشرع دفعاً لمحذور الدور، يعرب عن كون الداعي أعطى للعقل سلطاناً أكبر ممّا أعطاه الأشعري له .

2.الاعتراف بالتحسين والتقبيح العقليّين:

قد أنكر الشيخ الأشعري التحسين والتقبيح العقليّين حذراً من أن القول به تحديد لقدرة الله سبحانه وإرادته، ولكنّ الماتريدي قال بالتحسين والتقبيح العقليّين في الجملة، قال البياضي:

والحسن بمعنى استحقاق المدح والثواب، والقبيح بمعنى استحقاق الذم والعقاب على التكذيب عنده (أبو منصور الماتريدي ) إجمالاً عقلي، أي يعلم به حكم الصانع ـ إلى أن قال: ـ ويستحيل عقلاً اتّصافه تعالى بالجور وما لا ينبغي، فلا يجوز تعذيب المطيع ولا العفو عن الكفر عقلاً، لمنافاته للحكمة، فيجزم العقل بعدم جوازه. ( [5])

وعلى ضوء ذلك فقد اعترف الماتريدي بما هو المهم في باب التحسين والتقبيح العقليّين. أعني :

أوّلاً: استقلال العقل بالمدح والذم في بعض الأفعال.

وثانياً: استقلال العقل بكونه سبحانه عادلاً، فلا يجوز عليه تعذيب المطيع.

نعم أنكر الشيخ الماتريدي إيجاب العقل للحسن والقبح.

3.التكليف بما لا يطاق :

ذهب الأشعري إلى جواز التكليف بما لا يطاق، ولكن الماتريدي يقول بخلافه، قال البياضي: ولا يجوز التكليف بما لا يطاق، لعدم القدرة أو لعدم الشرط. ( [6])

هذا ما نقله البياضي عن الماتريدية، وأمّا نفس الإمام أبي منصور الماتريدي فقد فصَّل في كتابه «التوحيد» بين مضيّع القدرة فيجوز تكليفه وبين غيره فلا يجوز .

قال: إنّ تكليف من منع عن الطاقة فاسد في العقل، وأمّا من ضيَّع القوة فهو حق ان يكلّف مثله، ولو كان لا يكلف مثله لكان لا يكلف إلاّ من مطيع .( [7])

4.أفعال الله سبحانه معلّلة بالأغراض:

ذهبت الأشاعرة إلى أنّ أفعاله سبحانه ليست معلّلة بالأغراض، وانّه لا يجب عليه شيء، ولا يقبح عليه شيء، واستدّلوا على ذلك بما يلي:

لو كان فعله تعالى لغرض، لكان ناقصاً لذاته، مستكملاً بتحصيل ذلك الغرض، لأنّه لا يصلح غرضاً للفاعل إلاّ ما هو أصلح له من عدمه وهو معنى الكمال. ( [8])

وقالت الماتريدية: أفعاله تعالى معلّلة بالمصالح والحكم تفضّلاً على العباد، فلا يلزم الاستكمال ولا وجوب الأصلح. واختاره صاحب المقاصد. ( [9])

5.الصفات الخبرية :

إنّ تفسير الصفات الخبرية ـ كالاستواء واليد والعين ـ أوجد اختلافاً عميقاً بين المتكلّمين، فأهل الحديث والأشاعرة من المثبتين لها ولذلك اشتهروا بالصفاتية، في مقابل المعتزلة الذين يؤوّلونها ولا يثبتونها بما يتبادر منها في ظواهرها.

وأقصى ما عند الأشاعرة في إثباتها لله سبحانه هو إثباتها بلا كيفية، وانّه سبحانه مستو على العرش بلا كيفية، وله يد بلا كيفية، وهكذا سائر الصفات الواردة في الكتاب والسنّة. وهم في هذا المقام يتذرعون بقولهم: «بلا كيف، وبلا تشبيه» .

وأمّا الماتريدية فالظاهر انّ منهجهم هو التنزيه ظاهراً وباطناً، ولكنّهم بين مفوض معانيها لله سبحانه أو مفسر لها مثل العدلية الذين سمّتهم الأشاعرة بالمؤوّلة.

مثلاً يقول أبو منصور أحد أقطاب الماتريدية: ليس في الارتفاع إلى ما يعلو من مكان للجلوس أو القيام شرف ولا علوّ، ولا وصف بالعظمة والكبرياء، كمن يعلو السطوح والجبال أنّه لا يستحق الرفعة على من دونه عند استواء الجوهر، فلا يجوز صرف تأويل الآية إليه، مع ما فيها ذكر العظمة والجلال، إذ ذكر في قوله تعالى: ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّموَاتِ وَ الأَرْضَ ) ( [10]) فذلك على تعظيم العرش. ( [11])

وفي خاتمة المطاف نلفت نظر القارئ إلى ما ذكره الكاتب المصري أحمد أمين حول عقيدة الأشاعرة في الصفات الخبرية، قال :

وأمّا الأشاعرة فقالوا إنّها مجازات عن معان ظاهرة، فاليد مجاز عن القدرة، والوجه عن الوجود، والعين عن البصر، والاستواء عن الاستيلاء، واليدان عن كمال القدرة، والنزول عن البرد والعطاء، والضحك عن عفوه. ( [12])

وما ذكره هو نفس عقيدة المعتزلة لا الأشاعرة ولا الماتريدية، فالمعتزلة هم المؤوّلة، يؤوّلون الصفات بما ذكره، والأشاعرة من المثبتة لكن بقيد «بلا كيف»، والماتريدية هم المفوّضة، يفوّضون معانيها إلى قائلها.

6.صفاته عين ذاته:

ذهبت الأشاعرة إلى أنّ صفاته سبحانه زائدة على ذاته، وأمّا الماتريدية فذهبوا إلى ما اختارته العدلية من عينية الصفات للذات، يقول النسفي الّذي هو من الماتريدية :

ثم أعلم أنّ عبارة متكلّمي أهل الحديث في هذه المسألة أن يقال: إنّ الله تعالى عالم بعلم، وكذا فيما وراء ذلك من الصفات، وأكثر مشايخنا امتنعوا عن هذه العبارة احترازاً عما توهم ان العلم آلة وأداة يقولون: إنّ الله تعالى، عالم، وله علم، وكذا فيما وراء ذلك من الصفات، والشيخ أبو منصور الماتريدي يقول: إنّ الله عالم بذاته، حي بذاته، قادر بذاته، ولا يريد منه نفي الصفات، لأنّه أثبت الصفات في جميع مصنّفاته، وأتى بالدلائل لإثباتها، ودفع شبهاتهم على وجه لا محيص للخصوم عن ذلك، غير أنّه أراد بذلك دفع وهم المغايرة، وأنّ ذاته يستحيل ان لا يكون عالماً. ( [13])

هذه نماذج ممّا اختلفت فيها الماتريدية والأشاعرة، وإن كان مورد الاختلاف أكثر من ذلك.

وبذلك ظهر انّ جنوح الماتريدية إلى العدلية أكثر من الأشاعرة .

أعيان الماتريدية:

قد عرفت أنّ مؤسّس المذهب الماتريدي هو الإمام محمد بن محمد بن محمود الماتريدي السمرقندي (المتوفّى عام 333 هـ)، وقد ربّى جيلاً وأنصاراً قاموا بنصرة المذهب ونشره وإشاعته، وإليك بعض أعلام مذهبه :

1-القاضي الإمام أبو اليسر محمد بن محمد بن عبد الكريم البزدوي (421-493 هـ)، له كتاب «أُصول الدين».

2-أبو المعين النسفي (المتوفّى 502 هـ) وهو من أعاظم أنصار ذلك المذهب، له كتاب «تبصرة الأدّلة» الّذي مازال مخطوطاً حتّى الآن، ويعدّ الينبوع الثاني بعد كتاب «التوحيد» للماتريدية.

3-الشيخ نجم الدين أبو حفص عمر بن محمد النسفي (المتوفّى 537 هـ) مؤلّف «عقائد النسفي» ومازال هذا الكتاب محور الدراسة في الأزهر إلى يومنا هذا . 4-الشيخ مسعود بن عمر التفتازاني (المتوفّى 791 هـ) أحد المتضلّعين في العلوم العربية والمنطق والكلام، وهو شارح «العقائد النسفية» .

5-الشيخ كمال الدين محمد بن همام الدين الشهير بابن الهمام (المتوفّى 861 هـ) صاحب كتاب «المسايرة» في علم الكلام. نشره وشرحه محمد محيي الدين عبد الحميد، وطبع بالقاهرة.

6-العلاّمة كمال الدين أحمد البياضي الحنفي مؤلّف كتاب «إشارات المرام من عبارات الإمام» أحد علماء القرن الحادي عشر الهجري، ويعدّ كتابه هذا أحد مصادر الماتريدية.

7-الشيخ محمد زاهد بن الحسن الكوثري المصري (المتوفّى 1372 هـ) وكيل المشيخة الإسلامية في الخلافة العثمانية، أحد المتضلّعين في الحديث والتاريخ والملل والنحل .

 

الهوامش:

[1] . شرح العقيدة الطحاوية: 25 .

[2] . إتحاف السادة المتقين: 2 / 5 .

[3] . كذا في المصدر، والظاهر زيادة « لا » والصحيح « من البعثة » .

[4] . إشارات المرام: 53 .

[5] . إشارات المرام: فصل الخلافيات بين الماتريدية والأشاعرة: 54 .

[6] . المصدر السابق: 54 .

[7] . التوحيد: 266 .

[8] . المواقف: 331 .

[10] . إشارات المرام: 54 .

[11] . الأعراف: 54 .

[12] . التوحيد: 69 و 70 .

[12] . ظهر الإسلام: 4 / 94، ط الثالثة عام 1964 .

[13] . العقائد النسفية: 76 .

الأربعاء, 29 كانون2/يناير 2014 10:52

المجسّمة

المجسّمة

إنّ إقصاء العقل عن ساحة العقائد والبرهان عن التفكير ألحق أضراراً جسيمة بالمجتمع الإسلامي، حيث ظهرت فيه حركات هدّامة ترمي إلى تقويض الأُسس الدينية والأخلاقية.

ومن تلك الحركات المجسّمة الّتي رفع لواءها مقاتل بن سليمان المجسم ( [1]) (المتوفّى عام 150 هـ) ونشر أقاصيص الأحبار والرهبان في القرن الثالث، فهو وجهم بن صفوان مع تشاطرهما في دفع الأُمّة الإسلامية إلى حافة الجاهلية، ومع ذلك فهما في مسألة التنزيه والتشبيه على طرفي نقيض . أمّا صفوان فقد بالغ في التنزيه حتّى عطّل وصف ذاته بالصفات.

وأمّا مقاتل فقد أفرط في التشبيه فصار مجسّماً، وقد نقل المفسرون آراء مقاتل في كتب التفاسير .

فليعرف القارئ مكانه في الوثاقة وتنزيه الربّ عن صفات الخلق .

قال ابن حبّان: كان يأخذ من اليهود والنصارى في علم القرآن الّذي يوافق كتبهم، وكان يشبّه الربّ بالمخلوقات، وكان يكذب في الحديث .

وقال أبو حنيفة: أفرط جهم في نفي التشبيه، حتّى قال إنّه تعالى ليس بشيء، وأفرط مقاتل في الإثبات حتى جعله مثل خلقه. ( [2])

 

الهوامش:

[1] . مقاتل بن سليمان بن بشر الأزدي بالولاء، البلخي، أبو الحسن من المفسرين، أصله من بلخ، انتقل إلى البصرة ودخل بغداد وحدّث بها، وتوفّي بالبصرة، كان متروك الحديث، من كتبه « التفسير الكبير » و « نوادر التفسير » و « الرد على القدرية » و « متشابه القرآن » و « الناسخ والمنسوخ » و « القراءات » و « الوجوه والنظائر » ] الأعلام: 7 / 281 [ .

[2] . لاحظ ميزان الاعتدال: 4 / 173. وراجع تاريخ بغداد: 13 / 166 .

أوباما يحذر الكونغرس من عقوبات جديدة على إيران.. ويعلن دعم المعارضة السورية التي ترفض الإرهاب

 

"ليكن الأمر واضحاً، في حال أرسل لي الكونغرس الآن قانون عقوبات جديدة من شأنه أن يهدد بإفشال المفاوضات مع إيران، فسوف أستعمل حقي في النقض ضده" بهذه النبرة حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما الكونغرس من أي عقوبات جديدة ضد إيران.

أوباما وفي خطابه حول حالة الإتحاد قال إنه سيرفض توقيع أي مشروع قانون للكونغرس لفرض عقوبات تقوض المحادثات الدبلوماسية. لكنه أضاف إنه إذا لم تنتهز ايران هذه الفرصة فإنه سيدعو الى مزيد من العقوبات وممارسة جميع الخيارات لضمان ألا تصنع سلاحاً نووياً.

وفي الشأن السوري قال أوباما "إنه سيدعم المعارضة التي ترفض اهداف التنظيمات الارهابية". وأضاف أن "واشنطن ستعمل مع المجتمع الدولي من أجل مستقبل خال من الديكتاتورية والإرهاب والخوف في سوريا" كما قال.

الرئيس الأميركي أشار إلى أن "هناك مجموعات تنتمي إلى القاعدة تترسخ في اليمن والصومال والعراق ومالي".

النجيفي: قطع العلاقات مع الدول الداعمة للقاعدة

 

ذكرت صحيفة "الصباح" العراقية ان مجلس النواب العراقي أيّد توجه الحكومة لرفع دعاوى قضائية دولية ضد داعمي الارهاب. رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي قال للصحيفة إنه "إذا ثبت وجود تعاون لأي دولة مع المجاميع المسلحة او القاعدة، فعلى الحكومة اتخاذ الاجراءات المناسبة ومنها رفع دعاوى قضائية دولية وقطع العلاقات السياسية والدبلوماسية مع تلك الدولة".

وكانت مصادر مطلعة قد كشفت للصحيفة أن "رئيس الوزراء نوري المالكي تقدم بطلب الى الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون خلال زيارته بغداد أخيراً لرفع دعاوى قضائية ضد داعمي الإرهاب.

كما قال النجيفي بخصوص زيارته الاخيرة الى واشنطن: "انها كانت زيارة ناجحة نوقشت خلالها قضايا مهمة منها مطالبة الجانب الاميركي بتزويد الجيش العراقي بالاسلحة لمواجهة القاعدة والمجاميع الارهابية، وكذلك حل ازمة الانبار سياسيا".

ازاروف يقدم استقالته من أجل التسوية مع المعارضة وخوفاً على الإقتصاد

قدم رئيس الوزراء الأوكراني ميكولا آزاروف استقالته بعد الإتفاق الذي أبرم أمس مع المعارضة التي تقود احتجاجات شعبية.

وقال المكتب الصحفي لرئيس الوزراء إنه قدم استقالته يوم الثلاثاء (28 يناير كانون الثاني)، وأنه طلب ترك منصبه بسبب الخطر الذي يتعرض له الإقتصاد، والناجم عن اضطرابات اندلعت قبل شهرين.

وبموجب الدستور يعني تنحي رئيس الوزراء إستقالة جميع أعضاء الحكومة.

وقال آزاروف إنه طلب شخصياً من الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش قبول استقالته من أجل إيجاد تسوية سلمية للصراع الدائر في البلاد.

وأضاف ازاروف ان "حالة الصراع التي تشهدها البلاد تهدد بالخطر التنمية الإقتصادية والإجتماعية لأوكرانيا، وتمثل خطراً على المجتمع الأوكراني بأسره، وعلى كل مواطنٍ أوكراني".

وكان يانوكوفيتش عين ازاروف (66 عاماً) في منصبه عقب الإنتخابات الرئاسية عام 2010، وظل يدير شؤون اقتصاد البلاد المثقل بالديون منذ ذلك الوقت وسط ظروف عصيبة. وربط عملة البلاد بالدولار ورفض ضغوطاً من صندوق النقد الدولي برفع أسعار الغاز محلياً.

وأيد ازاروف قراراً اتخذ في نوفمبر تشرين الثاني بالتخلي عن اتفاقية تجارية مع الإتحاد الأوروبي، وتحمل سيل الانتقادات في البرلمان ودافع عن الحاجة إلى علاقات إقتصادية أقوى مع روسيا.

ولم يتأخر رد الفعل من المعارضة، حيث اعتبر أحد قادتها، بطل الملاكمة السابق فيتالي كليتشكو، أن استقالة رئيس الوزراء "خطوة نحو النصر".

وأضاف كليتشكو "نقول منذ أشهر إن ما يجري في الشوارع هو أيضاً نتيجة السياسة التي تعتمدها الحكومة الحالية. وهذا ليس نصراً بل خطوة نحو النصر".

وكان الرئيس الأوكراني قد عقد اتفاقاً مع المعارضة، وافق بموجبه على إبطال القوانين التي أقرَّها البرلمان مؤخراً بشأن التظاهر وأثارت سخط المعارضة.

وتضمن الإتفاق بين الطرفين، إخلاء المباني الحكومية، وإنهاء قطع الطرق مقابل العفو عن مثيري الشغب.

الأربعاء, 29 كانون2/يناير 2014 07:38

أميركا تستأنف دعم المسلحين في سوريا

أميركا تستأنف دعم المسلحين في سوريا

قال مسؤولون أمنيون أمريكيون وأوروبيون إن أسلحة خفيفة تتدفق من الولايات المتحدة لجماعات "معتدلة" من مقاتلي المعارضة السورية في جنوب البلاد كما وافق الكونجرس على عمليات تمويل على مدى اشهر لارسال مزيد من شحنات الاسلحة.

يأتي ذلك في وقت أشارت تقارير صحافية إلى أن السفير الأميركي روبرت فورد تمكن أخيراً من إقناع مجموعات «الجبهة الإسلامية»، و«جيش المجاهدين»، و«أجناد الشام» بالمشاركة في مفاوضات "جنيف2"، وأن هذه المجموعات التي تضم أكثر من 90 ألف مقاتل، وافقت مشترطة ألا تكون تحت مظلة «الائتلاف»، وأن الإدارة الأميركية وافقت لقاء ذلك على استئناف تقديم «المساعدات غير الفتاكة»، بعد أن أوقفتها قبل شهر، اثر هجوم «الجبهة الإسلامية» على «هيئة الأركان» في باب الهوى، واستيلائها على مستودعات الأسلحة. وأكد مصدر لصحيفة "السفير" اللبنانية أن هذه المساعدات قد استؤنفت بالفعل.

وذكرت وكالة رويترز أن هذه الأسلحة التي ترسل معظمها عبر الاردن تتضمن مجموعة مختلفة من الاسلحة الخفيفة بالاضافة الى بعض الاسلحة الاقوى مثل الصواريخ المضادة للدبابات.

وقال المسؤولون الأمنيون ان هذه الشحنات لا تشمل اسلحة مثل صواريخ ارض جو التي تطلق من على الكتف والتي يمكن ان تسقط طائرات عسكرية او مدنية.

وأوضح مسؤولان ان شحنات الاسلحة تلك وافق الكونجرس الامريكي على تمويلها خلال تصويت في جلسات مغلقة خلال نهاية السنة المالية الحكومية 2014 التي تنتهي في 30 سبتمبر/ ايلول القادم.

ويتناقض هذا التدفق الثابت على ما يبدو للاسلحة مع الوضع الذي كان سائدا الصيف الماضي عندما توقفت مساعدات الاسلحة الامريكية لمقاتلي المعارضة السورية لفترة بسبب تحفظات بالكونجرس.

وأوقفت لجان الكونجرس شحنات الاسلحة لاشهر بسبب الخوف من الا تثبت الاسلحة الامريكية انها حاسمة في جهود مقاتلي المعارضة لاسقاط الرئيس السوري بشار الاسد وحكومته ومن ثم تسقط في نهاية الامر في يد متشددين اسلاميين.

وقال مسؤول امريكي على صلة بالتطورات الجديدة ان مسؤولي الامن القومي وأعضاء الكونجرس أصبحوا أكثر ثقة في ان الاسلحة المتجهة الى جنوب سوريا ستصل وستظل في ايدي المعارضين المعتدلين ولن تصل الى فصائل جهادية متشددة.

وذكر مصدران مطلعان ان الكونجرس وافق على تمويل الاسلحة المرسلة الى المعارضين السوريين من خلال أجزاء سرية في تشريع المخصصات الدفاعية.

ويقر مسؤولون امريكيون يؤيدون تقديم اسلحة للمعارضة السورية ان هذا لم يزد بشكل كبير التوقعات الامريكية بتحقيق نصر للقوات المناهضة للاسد سواء كانوا من المعتدلين او المتشددين.

وقال بروس ريدل وهو محلل سابق في وكالة المخابرات المركزية (سي.اي.ايه) كما انه يعمل احيانا مستشارا للسياسة الخارجية للرئيس باراك أوباما "الحرب السورية تقف في مأزق. المعارضون ينقصهم التنظيم والاسلحة لالحاق الهزيمة بالاسد والنظام ليس لديه القوة البشرية المؤيدة لقمع التمرد".

وقال مسؤولون أمريكيون وأوروبيون ان المعارضين "المعتدلين" عززوا مؤخرا مواقعهم في جنوب سوريا حيث يطردون عناصر لها صلة بالقاعدة. ومازالت الفصائل المتشددة مهيمنة في الشمال والشرق.

ورفضت متحدثة باسم البيت الابيض التعليق بينما لم ترد الاجهزة الامريكية الاخرى على طلب التعليق.

الأربعاء, 29 كانون2/يناير 2014 07:30

صحف إسرائيلية: نتنياهو نصب فخاً لأبي مازن

صحف إسرائيلية: نتنياهو نصب فخاً لأبي مازن

اعتبرت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن نتنياهو نصب فخاً لأبي مازن بعدما اقترح إمكان بقاء المستوطنات البعيدة داخل فلسطين منزوعة السلاح. الفرضية التي انطلق منها نتنياهو بحسب الصيحفة هي أن رئيس السلطة سيعارض الامر وهذا ما حصل فعلا، ومن ثم تعود المياه الى مجاريها داخل الائتلاف الحكومي الاسرائيلي ويسقط الاقتراح.

وقالت الصحيفة إنه ثمة هدف آخر للبيان الذي صدر عن مكتب نتنياهو، وهو إطلاق بالون اختبار لفحص هذا الاحتمال بحد ذاته.

بمعنى أنه إذا وافق ابو مازن يوماً ما على الاقتراح، يكون رئيس الحكومة قد تحرى ما إذا كان الأمر مقبولاً من جانب المستوطنين ووزراء اليمين.

وأوضحت الصحيفة "من يعتقد أن نتنياهو أراد أن يثقل كاهل ابو مازن ير الأمور بصورة صحيحة، ومن يفترض أنه حاول معرفة رد فعل اليمين والفلسطينيين والأميركيين والأوروبيين يتلمس الامور بصورة صحيحة أيضاً".

وخلصت إلى القول :لم يخطئ نتنياهو عندما أطلق هذا البالون السياسي لكن يبدو انه فعل ذلك بعدما تراجع عن الخطوة كما لو ان هذا الاختبار مجرد مناورة ضد ابو مازن".

وتحت عنوان "ماذا يريد نتنياهو؟" رأت صحيفة "هآرتس" أنه ما من مفاجأة في الهجوم شديد اللهجة الذي شنه وزير الاقتصاد وزعيم البيت اليهودي نفتالي بينت رداً على اعلان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أنه يتعين عدم معارضة المستوطنين الراغبين بالبقاء في مساكنهم تحت الحكم الفلسطيني، فبينت هو ممثل المستوطنين في الحكومة وهو ملزم بحمايتهم.

وبيّنت الصحيفة أن "ما يثير القلق كثيراً هو البيان الذي صدر عن مكتب رئيس الحكومة والذي اتهم فيه بينت بعرقلة محاولة نتنياهو إثبات رفض السلطة الفلسطينية السلام الحقيقي".

ومضت الصحيفة تقول "ما من طريقة أخرى لتفسير هذا البيان سوى كونه اعترافاً رسمياً من نتنياهو بأن كل نشاطاته وتصريحاته ما هي إلا محاولة متواصلة لتخريب المفاوضات الجارية بين الاسرائيليين والفلسطينيين، بوساطة وزير الخارجية الاميركي.

وأشارت إلى أن الجمهور الاسرائيلي كما الفلسطينيون والمجتمع الدولي، لهم الحق في معرفة موقف نتنياهو الحقيقي، واذا لم يكن قادرا على ذلك او أنه لا يريد اجراء مفاوضات صادقة وجدية، فمن الأفضل ان يعترف بذلك الآن.

الأربعاء, 29 كانون2/يناير 2014 07:24

اغتيال مسؤول في وزارة الداخلية المصرية

اغتيال مسؤول في وزارة الداخلية المصرية

ذكرت وزارة الداخلية المصرية إن مسلحين اثنين أرديا بالرصاص مسؤولا كبيرا بالوزارة الثلاثاء في منطقة الجيزة بالقاهرة.

وأشارت الوزراة في صفحتها الرسمية على الفيسبوك إلى "استشهاد اللواء محمد السعيد مدير الإدارة العامة للمكتب الفني لوزير الداخلية إثر تعرضه لطلقات من مجهولين بشارع الهرم صباح اليوم وجار تكثيف الجهود لضبط الجناة".

وأضافت أن السعيد قتل لدى "اعتراض دراجة بخارية يقودها شخصان لسيارته وإطلاق النيران تجاهه". وقالت مصادر أمنية إنه تعرض لإطلاق النار لدى مغادرته منزله.

وأفاد مراسل الميادين أن المعاينة الأولية من قبل الأجهزة المختصة كشفت عن اختراق 14 رصاصة لجسد اللواء السعيد وهو ما ساهم في وفاته فورا. كما أفاد مراسل الميادين أنه تم العثور على قنابل بدائية الصنع خلف مبنى دار القضاء العالي بالقاهرة.

ويأتي الهجوم بعد يوم واحد من اعلان الجيش المصري انه يدعم المشير عبد الفتاح السيسي الذي قاد عملية عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي، للترشح للرئاسة.

وقال الخبير الامني اللواء عبد الفتاح عمر ان "منصب مدير المكتب الفني لوزير الداخلية يعد يعد مهما للغاية والعصب الرئيسي للوزارة".

واوضح عمر ان مدير المكتب الفني "مسؤول عن مراجعة وتقييم كافة التقارير الامنية التي ترد من الاجهزة الامنية وبدونه لا يرى وزير الداخلية شيئا".

ودان رئيس مجلس الوزراء المصري حازم الببلاوي عملية الاغتيال واصفا إياها بالحادث «بالجبان» وقال انه "لن يزيدنا إلا إصرارًا على تطهير مصر بكاملها من الإرهاب".

وفي سبتمبر/ أيلول نجا وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم من محاولة لاغتياله بسيارة ملغومة في حي مدينة نصر بشمال شرق القاهرة وأعلنت جماعة أنصار بيت المقدس المتشددة التي تنشط في محافظة شمال سيناء مسؤوليتها عن المحاولة.

ومنذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يوليو/ تموز بعد مظاهرات احتجاج حاشدة على حكمه كثف مسلحون في شمال سيناء هجماتهم على أهداف للجيش والشرطة في المحافظة.

ويقول محللون إن اغتيال السعيد يمثل مزيدا من الضغط على الحكومة المؤقتة التي تحاول احتواء ما يبدو أنه تمرد إسلامي في أكبر الدول العربية سكانا.

ووقع الهجوم قبل ساعات من بدء محاكمة مرسي و131 آخرين بينهم قياديون في جماعة الإخوان المسلمين في قضية اقتحام السجون خلال الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك عام 2011.

وقتل مسلحون في سيناء يقال إنهم إسلاميون متشددون مئات من قوات الجيش والشرطة منذ سقوط مرسي.

وفي الأسبوع الماضي قتل ستة من رجال الأمن في موجة تفجيرات استهدفت مواقع للشرطة في القاهرة والجيزة بينها مديرية أمن القاهرة.

وأعلنت جماعة أنصار بيت المقدس مسؤوليتها عن إسقاط طائرة هليكوبتر عسكرية في سيناء يوم السبت في الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير.

جنيف 2 يشارف على الإنتهاء... والتشاؤم سيد الموقف

 

في اليوم الخامس لمؤتمر جنيف الثاني تعمقت الهوة بين الوفدين السوريين. تمحور الخلاف حول البند الأول المتعلق بالعنف. خرج الصراع من دوائر الأمم المتحدة ليعود الى محوره الدولي. السبب أن الكونغرس الأميركي وافق على استئناف تمويل السلاح للمجموعات المعارضة المعتدلة بأسلحة غير فتاكة.

ما إن وصلت المعلومات من واشنطن حتى بادر الوفد الحكومي السوري إلى تركيز النقاش حول ذلك. طرح ورقة لشجب القرار الأميركي وقال "إن هذا التدخل هدفه إطاحة مساعي الحل السلمي ومؤتمر جنيف نفسه" ثم أصدر بياناً يفند فيه هذا الشجبعلى مدى أكثر من ساعتين وربع الساعة في الاجتماع الصباحي. لم ينجح الاخضر الإبراهيمي في رأب الصدع. الائتلاف يعتبر الخطوة الاميركية طبيعية ويتهم النظام بافتعال مشكلة للمراوغة. والوفد الحكومي يؤكد أن هذا يعكس عدم الجدية في الحل السياسي.

تعب الوفدان وتعب معهما وربما أكثر منهما الإبراهيمي فقرر وقف التشاور المسائي مع الجانبين. وقبل أن تستأنف المفاوضات وسط الصعوبات المستمرة جرى تواصل بين الوفد الحكومي وروسيا. طلبت موسكو التهدئة لبحث الأمر. لم يهدأ أحد.. خرج الطرفان إلى الإعلاميين يتبادلان الاتهامات. إنتهى اليوم الخامس على تشاؤم الإيام القليلة الماضية. قال الوفد الحكومي "إن السفير الاميركي السابق في سوريا روبرت فورد هو الذي يوجه ويكتب كل شيء باللغة الإنكليزية لوفد الائتلاف. رد الائتلاف بالقول "إن الوفد الحكومي لا يريد قبول شيء من اتفاق جنيف".

يشارف مؤتمر جنيف الثاني على الانتهاء ولا شيء فعلاً يدعو للتفاؤل على الأقل بالنسبة لهذه الجلسات التي تنتهي الجمعة.