
Super User
الذنوب الكبيرة (5)
السحر
وقد ورد أن حرمته كحرمة الكفر ، كما ذكر سبحانه وتعالى بقوله : ( واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان (أي لم يستعمل السحر) ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر (أي لا تستعمل السحر) فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون * ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون ) (البقرة / 102 - 103 ) .
روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ثلاثة لا يدخلون الجنة : مدمن الخمر ، ومدمن السحر ، وقاطع الرحم " .
وروي عن أمير المۆمنين ( عليه السلام ) : " من تعلم شيئا من السحر قليلا أو كثيرا فقد كفر وكان آخر عهده بربه أن يقتل إلا أن يتوب " .
وروي عنه ( عليه السلام ) أيضا : " الساحر كالكافر في النار . . . " .
وروي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من مشى إلى ساحر أو كاهن أو كذاب يصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل الله في كتابه " .
وهناك أحاديث وروايات في السحر يعسر حصرها .
اليمين الكاذب " الغموس "
قالوا في تحديدها - كما هو مفاد الروايات - أنها الحلف بالله تعالى كذبا على وقوع أمر ، والحلف على استحلال مال الغيرظلما وعدوانا ، أو الحلف لمنع حق الغير ظلما ، وروي عن الأئمة ( عليهم السلام ) في سبب تسميتها بالغموس أنها ( تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار " وليس فيها كفارة لعظم الذنب كما قال سبحانه :( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظرإليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ) (آل عمران / 77 ) .
واليمين الغموس الكاذبة يعني : أنها تغمس صاحبها في المعصية ، أو في جهنم ، فقد روي عن الصادق ( عليه السلام ) : " من حلف على يمين وهو يعلم أنه كاذب فقد بارز الله عز وجل " .
وروي عن الباقر ( عليه السلام ) أنه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إن اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم تذران الديار بلاقع من أهلها وتنفل في الرحم " .
وهناك أحاديث وروايات كثيرة لا مجال لذكرها جميعا .
منع الزكاة
هي من المهلكات ، وهي شاملة للحقوق المفروضة الواجبة كما عبر سبحانه وتعالى بقوله : ( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون ) (البقرة / 254 ) .
وقوله أيضا :( يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحباروالرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم * يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ) (التوبة / 34 - 35 ) .
وقوله تعالى : ( ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير ) (آل عمران / 180 ) .
كما أن حبس الحقوق من غير عسر ولا عذر وتأخيرها يعد أيضا من الكبائر ، أي أن الحقوق الواجبة عند تحققها وحلول موعدها يجب المبادرة إلى دفعها ولا يجوز التصرف بها ، لأنه لا يملكها ، وتصرفه بها كتصرف الغاصب فيعدمانعا لها في مدة تأخيرها ، وفي جريمة منع الزكاة أحاديث
وروايات كثيرة نذكر منها على سبيل المثال ما روي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) : " إن الله قرن الزكاة بالصلاة ، فقال سبحانه : ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ) (البقرة / 43 ، 83 ، 110 . النساء / 77 . النور / 56 . المزمل / 20 ) فمن أقام الصلاة ولم يۆت الزكاة فكأنه لم يقم الصلاة " .
وقوله ( عليه السلام ) : " ما من عبد منع من زكاة ماله شيئا إلا جعل الله ذلك يوم القيامة ثعبانا من نار مطوقا في عنقه ينهش من لحمه حتى يفرغ من الحساب ، وهو قول الله : ( سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ) " (وسائل الشيعة : ص 11 . آل عمران / 180 ) .
وروي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) في تفسير قوله تعالى : ( كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم ) (البقرة / 167 ) قال : هوالرجل يدع ماله ولا ينفقه في طاعة الله بخلا [ أو تهاونا ] ثم يموت . . . إلى آخر الرواية كما جاء في باب الزكاة من وسائل الشيعة (ج 6 ، ص 21) .
حَقّ نَفْسِكَ
2- وَ أَمّا حَقّ نَفْسِكَ عَلَيْكَ فَأَنْ تَسْتَوْفِيَهَا فِي طَاعَةِ اللّهِ فَتُؤَدّيَ إِلَى لِسَانِكَ حَقّهُ وَ إِلَى سَمْعِكَ حَقّهُ وَ إِلَى بَصَرِكَ حَقّهُ وَ إِلَى يَدِكَ حَقّهَا وَ إِلَى رِجْلِكَ حَقّهَا وَ إِلَى بَطْنِكَ حَقّهُ وَ إِلَى فَرْجِكَ حَقّهُ وَ تَسْتَعِينَ بِاللّهِ عَلَى ذَلِكَ
أهداف زيارة أوباما: أمن اسرائيل وإيران... والتسوية
أعلن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، خلال اجتماع مع زعماء يهود في البيت الأبيض أول من أمس، أن أهداف زيارته الى الأراضي المحتلة تتضمن تأكيد الالتزام بأمن اسرائيل وتوجيه رسالة حازمة الى إيران وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، في وقت حذر قياديون فلسطينيون من زيارة أوباما للأقصى برفقة جنود الاحتلال، ودعوا المقدسيين الى التصدي له بالأحذية.
واجتمع أوباما في البيت الأبيض مع العشرات من الزعماء اليهود، بينهم ممثلون عن «سلام الآن» وحتى «المحافظين الجدد من اليمين». وقال إنه يوجد 4 أهداف لزيارته للأراضي المحتلة في العشرين من آذار الجاري. الأول هو للتشديد على الالتزام الصلب للولايات المتحدة تجاه إسرائيل، والثاني ليؤكّد أنه يدرك حقيقة أن الشرق الأوسط يتحول إلى منطقة قاسية جداً بالنسبة لإسرائيل مع تحديات صعبة من قبل مصر وسوريا وإيران، وأنه بالتالي يجب على الولايات المتحدة أن تقف بحزم إلى جانب إسرائيل.
أما الهدف الثالث، فهو لإرسال رسالة مباشرة إلى إيران مفادها أن كافة الخيارات موجودة على الطاولة، بما في ذلك الخيار العسكري. وأضاف أن الخيار المفضل هو الخيار الدبلوماسي والذي تمنح إيران بموجبه إمكانية «النزول عن الشجرة» بشكل محترم، فيما يقوم الهدف الرابع على إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، معترفاً في الوقت نفسه بضآلة هذا الاحتمال. ونُقل عن أوباما قوله إنّ ضمان أمن إسرائيل على المدى البعيد مرتبط بحل القضية الفلسطينية. وانتقد ما سماه «الالتفاف الفلسطيني على العملية السياسية (المسعى الفلسطيني في الأمم المتحدة) بدلاً من إجراء محادثات مباشرة مع إسرائيل، إضافة إلى محاولة نزع الشرعية عن إسرائيل». وقال إنّه ينوي أن يجعل من زيارته لإسرائيل «زيارة تضامن مع المجتمع الإسرائيلي، ومع اقتصاده القوي، ومع التكنولوجيا الناجحة، ومع الروح الإنسانية». وأضاف أنه خلال زيارته إلى رام الله سيقول إن «السلام ممكن، ولكنه صعب لأن الفلسطينيين ملزمون باتخاذ خطوات من أجل السلام».
وحول إيران، أكّد الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة وإسرائيل تتقاسمان كل المعلومات حول إيران، وأنّ هناك تطابقاً في المعلومات بين الطرفين بنسبة 95 في المئة. وعن الفلسطينيين، قال أوباما إنه لا يوجد قيادة قوية، وإنه يدعم توحيد الفصائل الفلسطينية شرط ألا تكون حكومة الوحدة ضد السلام وضد حل الدولتين. وقال إنه يجب التفكير في ما يجب القيام به لتعزيز «الفلسطينيين المعتدلين»، وإنه على «(بنيامين) نتنياهو وأبو مازن ألا يعملا كل على إضعاف الطرف الآخر».
بدوره، اعتبر رئيس الحكومة المقالة، اسماعيل هنية، أن زيارة أوباما المرتقبة للمنطقة لن تحدث اختراقاً بالقضية الفلسطينية وستعطل المصالحة. وقال، خلال خطبة الجمعة، «أنبه السلطة الفلسطينية لعدم الوقوع في فخ الزيارة المرتقبة للرئيس الاميركي وعدم إغلاق الباب أمام المصالحة». وأضاف أنّ «الهجمة على الأسرى والمسرى (الأقصى) تتزامن مع زيارة أوباما وستركز على الأجندة الإقليمية وستشرعن المفاوضات التي وصفها بالعبثة»، داعياً الى ترتيب البيت الفلسطيني. كما حذّر القيادي الحمساوي مشير المصري، في مسيرة تضامنية مع الأقصى في غزة، من التعاطي السياسي مع زيارة الرئيس الاميركي باراك الى المسجد الاقصى. واعتبر أن زيارة أوباما للأقصى تحت سلطة الاحتلال يشكل اعلان حرب على الامة العربية والاسلامية، داعياً إياه إلى العدول عن هذه الزيارة.
من جهته، دعا القيادي في حركة «الجهاد» الاسلامي، خالد البطش، الشعب الفلسطيني في القدس إلى التصدي لزيارة الرئيس الأميركي ومنعه من دخول المسجد الأقصى. وقال إنّ «الجماهير الفلسطينية في القدس لن تسمح لأوباما بزيارة المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية». وأضاف «أن المقدسيين سيتصدّون له وسيمنعونه وسيرجمونه بالأحذية».
بيونغ يانغ تقطع «الخط الساخن» وتنهي الهدنة مع سيول
تصاعدت حدّة التوتر في شبه الجزيرة الكورية غداة تبنّي قرار العقوبات الجديدة الذي أصدره مجلس الأمن الدولي بحق كوريا الشمالية، حيث أعلنت بيونغ يانغ أمس أنها ستلغي ميثاق عدم الاعتداء المبرم مع كوريا الجنوبية. وقالت «لجنة إعادة التوحيد السلمي لأرض الآباء» في بيونغ يانغ، في بيان، إن العلاقات بين الشمال الجنوب «لم تعد قابلة للإصلاح»، مؤكدة أن «وضعاً بالغ الخطورة يسود شبه الجزيرة الكورية حيث يمكن أن تندلع حرب نووية في أي لحظة».
وأكد البيان أن اتفاقية عدم الاعتداء التي تم التوصل إليها في بداية تسعينيات القرن الماضي بين الكوريتين سُتلغى اعتباراً من 11 آذار الجاري، وذلك عندما تبدأ القوات الكورية _ الأميركية المشتركة بتنفيذ تدريباتها العسكرية المعروفة باسم «الحل الأساسي» و«فرخ النسر». وأضافت اللجنة أنها ستباشر قطع خط هاتف الصليب الأحمر، أي «الخط الساخن» الموجود في قرية الهدنة «بان مون جوم»، الذي أقيم عام 1971 بين الطرفين. في الوقت نفسه، أفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية بأن الزعيم كيم جونغ أون قد قام بزيارة تفقدية لوحدات الجيش الأمامية. وأشار التقرير، الذي صدر أمس، إلى أن كيم تفقّد مواقع الحراسة العسكرية المواجهة لجزيرة «يون بيونغ»، حيث أشار إلى أن القوات الكورية الشمالية، بما فيها وحدات خط المواجهة وقوات الجيش والبحرية، «على أهبة الاستعداد لشن حرب شاملة». وأضاف كيم أيضاً أنه سيقوم «بتوجيه قوات الوحدات الأمامية بشن غارة تهدف إلى توحيد شبه الجزيرة الكورية، وذلك في حال عاودت قوات العدو محاولتها لمس ولو جزء صغير من المياه الكورية الشمالية». في المقابل، أكد وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلي، أنه يأمل أن يفكر الاتحاد الأوروبي في عقوبات جديدة ضد كوريا الشمالية تذهب أبعد من تلك التي أقرّها مجلس الأمن. وقال «علينا أن نتناقش الاثنين لنعرف ما إذا كنا نرغب في اتخاذ إجراءات جديدة أبعد من العقوبات التي تبنّاها مجلس الأمن»، مضيفاً «علينا أن ندرس مساهمتنا كي لا يضعف الضغط على نظام» بيونغ يانغ.
وينص القرار 2094 الذي اعتمده أعضاء المجلس الـ15 بالإجماع على وقف مصادر التمويل لبرامج بيونغ يانغ العسكرية، كما يفرض رقابة على الدبلوماسيين الكوريين الشماليين ويوسع اللائحة السوداء للشركات والأشخاص المجمدة حساباتهم أو الممنوعين من السفر.
وبحسابات الأرقام التي أوردها موقع راديو كوريا «kbs»، يبدو جيش كوريا الشمالية أكبر من جيش الجنوب الأكثر ثراءً في العدة ونوعية الأفراد. ويبلغ قوام الجيش الكوري الشمالي 1.2 مليون جندي مقابل 640 ألف جندي في جيش كوريا الجنوبية يتلقون دعماً من 26 ألف جندي أميركي يتمركزون في البلاد. ومع ذلك، فإن قدرات بيونغ يانغ لا تتفق مع ما توحي به الأرقام. ويرى خبراء في كوريا الجنوبية أن كوريا الشمالية تفتقر إلى جيش تقليدي قادر على الدخول في معركة طويلة بسبب ندرة الموارد، لذلك ركّزت جهودها على الأسلحة النووية وتكنولوجيا الصواريخ الباليستية. وتمتلك كوريا الشمالية نحو 12000 قطعة مدفعية ينتشر الكثير منها قرب الحدود، ولديها ترسانة من الصواريخ المتوسطة المدى في وضع التشغيل، ويمكن لبعضها أن يصل إلى مسافة ثلاثة آلاف كيلومتر، وهو ما يضع كوريا الجنوبية واليابان وجزيرة «جوام» الأميركية في مرماها. وتمتلك القوات الجوية للشمال أكثر من 820 طائرة مقاتلة وفقاً لبيانات وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، لكنها لا تملك ما يكفي من الوقود لقيامها بطلعات أو لإجراء التدريبات اللازمة للحفاظ على الكفاءة القتالية. وتقول سيول إن لدى الشمال 4200 دبابة.
فنزويلا تودّع زعيمها
وسط مشاعر جارفة من الحزن، وحضور دولي وشعبي حاشد، ودّعت فنزويلا، أمس، الرئيس هوغو تشافيز، في وقت أدى فيه نائبه نيكولاس مادورو اليمين لرئاسة البلاد بالإنابة، في ظل مقاطعة من المعارضة
ودّعت فنزويلا، أمس، زعيمها الأحمر هوغو تشافيز، الذي شكّل ظاهرة تاريخية في البلاد مطلع القرن 21، وذلك في مراسم جنازة كبرى حضرها نحو 32 رئيس دولة وحكومة، حسبما أفاد صحافيو «فرانس برس». وبدأت مراسم الجنازة بقراءة أسماء كل الزعماء الأجانب الذين حضروا للمشاركة في تشييع زعيم اليسار في أميركا الجنوبية الذي توفي الثلاثاء الماضي نتيجة إصابته بالسرطان.
ومن بين الزعماء الذين تجمّعوا في كراكاس حلفاء للرئيس الفنزويلي مثل رئيس الإكوادور رافائيل كوريا، ورئيسة البرازيل ديلما روسيف، ورئيس البرازيل السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، والرئيس الكوبي راؤول كاسترو والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وفي ظل غياب عربي لافت على مستوى القادة، لم ترسل الولايات المتحدة، التي كانت الهدف الأول لانتقادات تشافيز الشديدة، والدول الاوروبية سوى شخصيات من الدرجة الثانية.
وقال كاسترو: «أهم شيء انه رحل من دون أن يهزم»، مشيراً الى فوز تشافيز في أربعة سباقات رئاسية بالإضافة الى مجموعة اخرى من الانتصارات الانتخابية لحزبه طوال حكمه الذي استمر 14 عاماً. وأضاف: «كان رجلاً لا يُهزم. لقد رحل منتصراً وما من أحد يمكنه ان ينتزع هذا منه. هذا مسجل في التاريخ».
أما الرئيس الإيراني، الذي كان أكبر حليف لإيران في أميركا اللاتينية، فقال لدى وصوله: «بودّي أن أعبّر عن أعمق تعازيّ للشعب الفنزويلي ولكل شعوب العالم، وخصوصاً شعوب أميركا اللاتينية»، مضيفاً من مطار مايكيتيا في كراكاس أن «الرئيس تشافيز رمز لكل الذين يبحثون عن العدالة والمحبة والسلام في العالم».
وكانت رئيسة الأرجنتين كريستينا فرنانديز، وهي صديقة مقربة من تشافيز، من أول كبار المشيّعين الذين وصلوا إلى كراكاس الأربعاء بعد وفاة الرئيس الفنزويلي. وقالت وسائل إعلام إنها عادت إلى بلادها أول من أمس ولم تحضر جنازة يوم أمس.
ووسط مشاعر جارفة من الحزن على زعيم تمتع بجاذبية شعبية كبيرة وغيّر وجه السياسة في أميركا الجنوبية، وإن اختلفت حوله الآراء، شارك الملايين من مواطني فنزويلا غالبيتهم من الفقراء الذين أحبوا الرئيس الثوري لأنه وضع ثروة البلاد النفطية الضخمة في خدمتهم .لكن وفاته أنعشت آمال المعارضة التي رأت فيه دكتاتوراً.
وتدفقت حشود غفيرة من «التشافيزيين» يحملون صوره ويرتدون قمصاناً حمراء قطنية عليها صورة لعينيه على الساحات المحيطة بالأكاديمية العسكرية التي نقل إليها جثمانه بعد أن طاف به أنصاره في شوارع العاصمة كراكاس وسط فيضان من المشاعر.
ومن المقرر أن يُحنط جثمان تشافيز ويُعرض «إلى الأبد» في متحف عسكري على غرار ما حدث مع زعماء شيوعيين راحلين مثل لينين وستالين وماو تسي تونغ. لكن قبل أن تتخذ هذه الخطوة سيظل جثمانه أسبوعاً آخر في الأكاديمية العسكرية إرضاءً لرغبة ملايين المواطنين الذين يريدون إلقاء نظرة الوداع الأخيرة على زعيمهم الذي سيذكره التاريخ على أنه من أكثر الزعماء الشعبويين بريقاً وإثارة للجدل.
وفتحت وفاة تشافيز الطريق أمام إجراء انتخابات رئاسية في فنزويلا العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك)، لكن لم يتضح بعد الموعد الدقيق لإجرائها. ورغم أن الدستور ينص على أن الانتخابات يجب أن تجرى خلال 30 يوماً يقول سياسيون إن سلطات الانتخابات قد لا تكون مستعدة بحلول ذلك الوقت. وترددت أنباء عن تأخير محتمل.
وأدى نائب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، مساء أمس، اليمين كرئيس للبلاد بالوكالة، رغم أن المادة 233 من الدستور الفنزويلي تنص على أنه في حال الشغور المطلق للرئاسة قبل أداء القسم الدستوري يُدعى الى إجراء انتخابات جديدة بالاقتراع المباشر والسري في غضون 30 يوماً، على أن يتولى تلك المهمات بالإنابة رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان)، وهو ديسودادو كابيلو. وكان تشافيز قبل رحلته الأخيرة إلى كوبا للعلاج في كوبا قال انه يفضّل نائبه مادورو، ليخلفه في الرئاسة، مضيفاً ان «كل هذه الاجراءات تتخذ حتى يبقى الشعب مع زعيمه الى الأبد».
وفي السياق، اعلن نواب طاولة الوحدة الديموقراطية، الائتلاف الرئيسي للمعارضة الفنزويلية، انهم لن يحضروا مراسم اداء نيكولاس مادورو اليمين الدستورية كرئيس بالوكالة التي يعتبرونها «انتهاكاً» للدستور.
وفي حكم المؤكد ان يواجه مادورو (50 عاماً)، وهو زعيم نقابي سابق أنهى تعليمه عند الدراسة الثانوية قبل ان يعمل في السياسة زعيم المعارضة إنريكي كابريليس (40 عاماً) حاكم ولاية ميراندا الذي خسر الانتخابات الأخيرة أمام تشافيز عام 2010.
تقديرات إسرائيلية بتفكك سوريا الى دويلات
بعد توقّع الاستخبارات الإسرائيلية سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، خلال أسابيع معدودة، منذ حوالى سنة ونصف سنة، بدت الآن أكثر تواضعاً، وأقرّت بأنه لا امكانية للحسم أو التسوية بل التفكك الكامل للدولة السورية، وسيكون الأسد على رأس إحداها. ورأت تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أنّ الدولة السورية الجديدة، ما بعد «الحرب الأهلية» لن تكون مستقرة، بل من المشكوك فيه أن يكون هناك دولة في الواقع، وربما ستكون مقسمة إلى دويلات عدة، من ضمنها سيطرة النظام في شمال الدولة، بالقرب من مدينة اللاذقية. ووفقاً للتقرير، الذي أورده معلق الشؤون العسكرية في صحيفة «معاريف» عمير ربابورت، تنظر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى التطورات التي تشهدها الساحة السورية على أنها «ساحة صدام بين معسكرين، تماماً، مثلما استُخدمت فيتنام كساحة صراع بين الاتحاد السوفياتي (السابق) والولايات المتحدة في سنوات الستين من القرن الماضي»
، وأنه «مثلما حدث في تلك الفترة، فإن جهات دولية عديدة ضالعة في الصراع السوري الداخلي، ويبدو أنّ الولايات المتحدة والغرب يؤيدون على نحو كبير قوات المتمردين، التي تشمل مزيجاً كبيراً يضمّ أكثر من 90 تنظيماً، وبينها تنظيمات كثيرة تتماهى مع أفكار الجهاد العالمي، بينما نظام الأسد يتلقى دعماً مكثفاً من روسيا وإيران وحزب الله، ودعماً سياسياً صينياً».
ولفتت هذه التقديرات إلى أنّ «الحرب الأهلية في سوريا تدلّ على انتهاء الهيمنة الأميركية العالمية المطلقة، التي استمرت أكثر من 20 عاماً»، في إشارة إلى مرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، لكنها اضافت إنّ «المشكلة هي أن دعم الدول العظمى لطرفي الصراع يؤدي إلى تعادل في الحرب الأهلية، التي قد تستمر فترة أخرى».
وتؤكد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أنّ «طرفي الصراع في سوريا يمسكان بعنقي بعضهما بعضاً، الأمر الذي يمنع حسم الحرب»، وأنّ قوات المعارضة السورية غير قادرة بما فيه الكفاية عسكرياً «كي تتمكن من هزم الرئيس (الأسد) والموالين له». كذلك تؤكد أن الرئيس السوري يسيطر عملياً على ربع مساحة الدولة فقط، التي تشمل معظم أنحاء العاصمة دمشق والسهل الساحلي في شمال غرب سوريا. وأضافت تقديرات الأجهزة الإسرائيلية إنّ المتمردين لا ينجحون في حشد قوة من أجل شنّ هجوم مركز يؤدي إلى السيطرة على دمشق.
وفي ما يتعلق بخطف جنود الأمم المتحدة ضمن قوات (أندوف) التي مهمتها مراقبة الحدود في هضبة الجولان، عبّرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن تخوفها من أن يؤدي ذلك، حتى لو أُفرج عن الجنود المخطوفين، إلى تسريع سحب القوات الدولية من سوريا. وحذّرت هذه الأجهزة من أن تحقُّق هذا السيناريو سيؤدي إلى حشد الجيش الإسرائيلي قوات كبيرة نسبياً في هضبة الجولان، وخاصة عند الشريط الحدودي وسط تخوف من اقتراب مسلحين في سوريا. ونقلت «معاريف» عن مصدر عسكري إسرائيلي رفيع قوله إنّ هذه القوة تعود إلى زمن الدولة السورية التي لم تعد موجودة، وإن القوة «موجودة حالياً في مكانها، لكن كل شيء يمكن أن يحدث».
هذا ولم تستبعد «معاريف» صحة التقارير السورية التي تحدثت عن ضبط أجهزة تنصّت متطورة في منطقة اللاذقية لغرض التجسس، وأن إسرائيل هي التي زرعت هذه الأجهزة. ولفتت الصحيفة، أيضاً، إلى تقارير صحافية نُشرت خارج إسرائيل، وهو الأسلوب الذي تلجأ إليه وسائل الإعلام الإسرائيلية تجنباً لمنع الرقابة العسكرية، تؤكد على أنّ وحدة «سييرت متكال» (سرية هيئة الأركان العامة) نفذت عمليات في عمق الأراضي السورية لزرع أجهزة تجسس، وأنه قد يكون لإسرائيل والاستخبارات الأميركية، أيضاً، اهتمام بالغ بمراقبة ما يحدث في منطقة اللاذقية».
لا أوهام إسرائيلية: حزب الله لن يرفع الراية البيضاء
لا خلاف في إسرائيل على أن الحرب على الجبهة الشمالية، مع سوريا أو مع لبنان، أو كليهما معاً، واقعة لا محالة. تطورات الساحة السورية وما يجري في لبنان، يشيران، من منظور إسرائيلي، إلى إمكانات مرتفعة للتدهور الأمني، وصولاً إلى المواجهة الشاملة. لكن ماذا عن استعدادات إسرائيل وجاهزيتها؟ وكيف ستخوض الحرب؟ وما هي الأهداف المرسومة والممكن تحقيقها؟ أسئلة حاولت صحيفة يديعوت أحرونوت الإجابة عنها، عبر عرض السجالات والتقديرات المختلفة لدى المؤسسة العسكرية، والجدل الدائر بين سلاح الجو والقوات البرية، والأسلوب الأنجع لخوضها.
في مستهل تقريرها، حذرت الصحيفة من أنه لا حافزية لدى إسرائيل لخوض الحرب. لكنها أكدت، نقلاً عن مصادر عسكرية، أن التهديد موجود، ويتعاظم و«لدى المؤسسة الأمنية فرضية تتركز على أن المواجهة العسكرية شمالاً، ستندلع في المدى المنظور، سواء مع حزب الله، أو مع المنظمات الإرهابية التي ستثبّت نفسها لاحقاً في سوريا، أو كليهما معاً».
تضيف الصحيفة، أن «الحرب المفترضة توجب توفير ردّ سريع وقاسٍ، يختلف تماماً عن الحروب الماضية، الأمر الذي يثير جدالاً وسجالات بين سلاحي الجو والبر، حول السبل الكفيلة بخوض الحرب والانتصار فيها».
وتكشف الصحيفة أن الجدل برز، خلال تدريب قيادي أجرته أركان المنطقة الشمالية في الجيش، قبل بضعة أسابيع، وتحديداً بين سلاحي البر والجو. أما خلاصة الفرضيتين، فعرضتها الصحيفة على النحو الآتي:
يقارن سلاح البر، ما بين التهديد الشمالي من حزب الله، والتهديد الجنوبي من قطاع غزة، ويرى أوجُه شبه بينهما، رغم الاختلاف؛ إذ إن «تهديد كلا الجانبين موجه للجبهة الداخلية وللسكان المدنيين وللجنود، لكن من ناحية حزب الله، فإن تهديده أكبر بكثير، وإذا كانت إسرائيل قد تلقت خلال عملية العسكرية الأخيرة في قطاع غزة 1500 صاروخ، إلا أنها ستتلقى من حزب الله نفس عدد الصواريخ، لكن في كل يوم من أيام الحرب المقبلة، مع التأكيد أن حجم تدمير هذه الصواريخ سيكون كبيراً جداً».
وتؤكد فرضية عمل سلاح البر أن الاستناد فقط إلى «المعلومات الاستخبارية الدقيقة، وقدرة سلاح الجو الممتازة، غير صحيح؛ إذ هذه التوليفة لا تستطيع أن توقف إطلاق الصواريخ»، مشيرة إلى ضرورة إدخال القوات البرية إلى الأراضي اللبنانية. ويشدد أصحاب «البزات الخضراء»، على أنه خلافاً لغزة، فإن الشأن اللبناني يتشعب في اتجاهات عديدة، و«يمكن أن تنشب مواجهة عسكرية لأسباب مختلفة، من بينها إيران وبرنامجها النووي، وسوريا والحرب الأهلية ومستودعات السلاح فيها، إضافة إلى تنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية ضد مصالح وأهداف إسرائيلية حول العالم، من شأنها أن تؤثر في أصحاب القرار في إسرائيل».
أما لجهة التدريبات والاستعداد للحرب، فتنقل الصحيفة عن مصادر سلاح البر تأكيدها أن «القوات الإسرائيلية تتدرب بنحو متواصل، وتحاكي تدريباتها ظروف الحرب الحقيقية»، مشيرة إلى أنه «في حرب 2006، كانت أكثر الصواريخ من الجانب اللبناني موزعة في مناطق وأراضٍ مفتوحة خارج المناطق المبنية، أما الآن فهي موجودة داخل القرى». استعداداً لمواجهة مبنية على هذه الوقائع، «تتدرب القوات البرية على المبادرة إلى عمل عسكري سريع يكون أكثر عنفاً لاجتثاث التهديد من داخل القرى».
مع ذلك، يحذر سلاح البر من رفع سقف التوقعات، ويؤكد أن «المهمة لن تكون احتلال لبنان أو القضاء على حزب الله، بل التركيز فقط على شلّ قدرته الصاروخية، وإصابة مقاتليه، ومن ثم الخروج سريعاً وبنحو آمن».
أما لجهة أصحاب «البزات الزرق»، فيتحدثون بمفاهيم مغايرة، ويبدون ثقة كبيرة بما لديهم من قدرات، على خوض الحرب المقبلة مع حزب الله، محذرين من إقحام سلاح البر في الشمال، ذلك أن «الأميركيين عندما اجتاحوا العراق قضوا على السلاح العراقي هناك، الأمر الذي لم يحدث في سوريا ولن يحدث، وبالتالي فإن منظومات السلاح السوري الضخمة ستصل إلى المنظمات الإرهابية في الشمال».
وتشدد فرضية عمل سلاح الجو على «تغيير حاد في بناء القوة وتشغيلها في الميدان، قياساً بالحرب الماضية، والتوفيق ما بين المعلومات الاستخبارية وقدرة سلاح الجو على الضرب ضرباً واسعاً ومتكرراً، لهزيمة حزب الله». وبحسب مصادر السلاح، فإن «قيادة الجيش الإسرائيلي غير قادرة على إدراك ما يمكن الوسائل القتالية الجديدة أن تحققه، أو أن تلحق الهزيمة سريعاً بحزب الله».
مع ذلك، يوافق سلاح الجو على المحذور الذي دعا إليه سلاح البر؛ إذ «لا يمكن الحديث عن استسلام حزب الله، أو دفعه لرفع الراية البيضاء، بل يمكن التأكيد أنه هو من سيطلق الرشقات الأخيرة (من الصواريخ)، لكنه سيلتزم، في اليوم الذي يلي، وقفَ إطلاق النار».
وتؤكد مصادر سلاح الجو أنه في حال نشوب المواجهة، «سنطلب من السكان المدنيين الخروج من القرى (في لبنان)، والبدء سريعاً بالهجوم على الأهداف داخلها، على أن تتزايد الهجمات مع استمرار إطلاق الصواريخ على إسرائيل». وتشير إلى «إمكان المبادرة إلى ضرب بنى تحتية في لبنان، يمكن أن تساعد الطرف الثاني على القتال، لكن يجب عدم استهداف محطة توليد كهرباء يكلف بناؤها مليارات الدولارات، بل يمكن إسقاط ثلاثة أعمدة ناقلة للطاقة، والتسبب بإيقافها».
ويؤكد قادة سلاح الجو أن الحرب ستشهد «ضربة قوية جداً من جانب إسرائيل، على أن توقف هجومها لاحقاً، دون اتفاق لوقف إطلاق النار. أما الطرف الثاني، فسيطلق شيئاً قليلاً من الصواريخ ويكف عن المتابعة، لأننا سنعلن له مسبقاً أننا في الوجبة الثانية من القصف، سنكون أكثر عنفاً وقسوة بكثير من الهجوم الأول».
أما الصحيفة، فتخلص إلى التأكيد أن الجدال لم ينته، وما زال قائماً، والجهة التي ستحسمه هي المؤسسة السياسية، مع بدء الحرب، إلا أن الصحيفة تنبّه إلى أن الجميع يدرك سلفاً، أن عدم نجاح سلاح الجو في فرضياته، سيعني دخولاً برياً لا مفر منه، وتتساءل، كما مصادر سلاح الجو: هل نريد فعلاً إدخال الجنود الإسرائيليين إلى بيروت؟ أم إلى بنت جبيل؟ علماً أن حزب الله سيطلق صواريخه من وسط لبنان ومن شماله، وهذه الأماكن لن يصل إليها إلا سلاح الجو؟».
الإمام الخامنئی یستقبل أعضاء مجلس خبراء القیادة بعد اجتماعهم
استقبل سماحة آیة الله العظمی السید علی الخامنئی قائد الثورة الإسلامیة صباح یوم الخمیس 07/03/2013 م رئیس و أعضاء مجلس خبراء القیادة، و أدلی بحدیث مهم قدّم فیه تحلیلاً شاملاً للمسیرة التقدّمیة و النجاحات المذهلة التی حققها الشعب الإیرانی بعد مضی 34 عاماً علی انتصار الثورة الإسلامیة، و التحدیات التی تواجهه، معتبراً النظرة طویلة الأمد فی الحرکة نحو مبادئ النظام الإسلامی و أهدافه ضروریة جداً، و مؤکداً: الإیمان بالإسلام، و العزیمة الراسخة، و الاعتماد علی الشعب، و صیانة و تعزیز روح الأمل، هی العوامل الأصلیة فی استمرار المسیرة التقدمیة، و تحقیق نجاحات أکبر، و اجتیاز العقبات و الصعاب المؤقتة.
و عدّ قائد الثورة الإسلامیة النظرة طویلة الأمد للقضایا الإداریة و المؤسساتیة، و کذلک لأهداف النظام الإسلامی و مبادئه، من اللوازم المهمة للحرکة المستمرة و الصحیحة نحو الأهداف المرسومة فی النظام الإسلامی، مضیفاً: فی النظرة طویلة الأمد، ثمة معرفة صحیحة للأهداف، و العدو، و مسار الحرکة، و علی هذا الأساس یمکن تخمین الصعاب و المنعطفات.
و لفت آیة الله العظمی السید الخامنئی: خلال فترة الکفاح، لو لم تکن هناک مثل هذه النظرة طویلة الأمد، لانتهی الکفاح إلی الفشل بالتأکید، لکن الإمام الخمینی الجلیل (رض) وقف بإیمان و استقامة و قوة روحیة و أمل بالمستقبل، و انتهی الکفاح رغم کل صعوباته إلی النصر.
و اعتبر سماحته الظروف الحالیة أصعب و أعقد بکثیر من فترة الکفاح، مردفاً: فی هذه الظروف یجب تحاشی النظرات قصیرة الأمد و المقطعیة، و تضمین استمرار الحرکة نحو الأمام بفضل الإیمان بالإسلام، و الاعتماد علی الشعب، و الروح الآملة المتفائلة.
و أوضح قائد الثورة الإسلامیة أن من واجبات علماء الدین و رجال الدین الحفاظ علی روح الأمل لدی الناس و خصوصاً الشباب و تعزیزها، مؤکداً: یجب بث روح الأمل باستمرار، خصوصاً و أن مؤشرات الأمل کثیرة.
و اعتبر آیة الله العظمی السید علی الخامنئی أن من مؤشرات الأمل استمرار النجاحات المتصاعدة لشعب إیران، منوّهاً: العظمة الراهنة للشعب الإیرانی و مرکزیته الفکریة فی العالم الإسلامی، و سیادة الخطاب الدینی فی البلاد، و حالات التقدّم العلمی و التقنی، و النفوذ السیاسی و الدولی للنظام الإسلامی، و المشاریع التحتیة المتعلقة بالعدالة فی البلاد، مکتسبات کبیرة لم یکن بالإمکان تصوّرها قبل الثورة الإسلامیة أو فی بدایة انتصارها.
و عدّ سماحته هذه المکتسبات دلیلاً علی تقدم النظام الإسلامی، مردفاً: مؤشر آخر من مؤشرات التقدم، اضطراب العدو و تخبّطه و غضبه و حدّة تصرفاته.
و أکد قائد الثورة الإسلامیة: لو لم یکن النظام الإسلامی قد حقّق تقدماً، لما أصیب الأعداء بکل هذا الاضطراب و الغضب.
و أوضح الإمام الخامنئی أن الملف النووی من التحدیات التی تواجه النظام الإسلامی، ملفتاً: طبعاً لم یکن هذا التحدی فی ضررنا و لن یکون.
و أشار سماحته إلی الاجتماع الأخیر بین الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة و 5 + 1 فی العاصمة الکازاخیة آلماتی قائلاً: فی هذا الاجتماع لم یفعل الغربیون شیئاً مهماً یمکن اعتباره منح امتیاز، إنما کان لهم اعتراف صغیر بجزء من حقوق الشعب الإیرانی لیس إلّا.
و ألمح قائد الثورة الإسلامیة إلی سوابق الغربیین فی تجاهل کلامهم أو اتفاقاتهم، مؤکداً: من أجل فحص صدق الغربیین فی الاجتماع الأخیر مع إیران، یجب انتظار الاجتماع اللاحق.
و عدّ آیة الله العظمی السید الخامنئی الحظر الاقتصادی واحداً آخر من التحدیات، و قال فی إیضاح سببه: ذریعة الحظر الاقتصادی هی حسب الظاهر الملف النووی، لکن سببه الرئیسی هو هدف طویل الأمد یرنو إلیه الغربیون.
و اعتبر سماحته جعل الشعب الإیرانی فی مواجهة النظام الإسلامی الهدف الرئیسی من الحظر الاقتصادی، مضیفاً: کان أمل الغربیین أنه بالضغط علی الشعب سوف یتجّه لمواجهة النظام الإسلامی، لکن ما حدث فی الثانی و العشرین من بهمن هذا العام کان بخلاف میولهم و طموحاتهم.
و شدّد الإمام الخامنئی علی أن المشارکة الملحمیة الواسعة للشعب فی تظاهرات الثانی و العشرین من بهمن لهذه السنة موضوع کبیر و مهم، منوّهاً: تشیر التخمینات الدقیقة و دراسات الخبراء و أصحاب التجارب إلی أن مشارکة الشعب فی تظاهرات الثانی و العشرین من بهمن لهذا العام کانت أضخم من السنوات الماضیة و أکثر کثافة و صلابة و حیویة.
و أثار سماحته السؤال: ما هو معنی مثل هذه المشارکة، و خصوصاً بحالة مستبشرة من قبل الجماهیر، علی الرغم من المشکلات الاقتصادیة، و بعد مضی 34 عاماً علی انتصار الثورة الإسلامیة؟ و أردف قائلاً: معنی هذه المشارکة الصلبة هو فی الحقیقة ردّ الشعب الإیرانی علی ما سمّاه الأعداء حظراً شالّاً، و تأثیر هذه المشارکة مشهود فی الساحات الدولیة.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامیة مشارکة الشعب فی انتخابات رئاسة الجمهوریة فی العام الإیرانی المقبل أیضاً مشارکة فاعلة و مؤثرة مؤکداً: فی ذلک الحین أیضاً ستمیل قلوب الشعب بإذن الله و فضله نحو المشارکة فی الانتخابات.
و أکد آیة الله العظمی السید علی الخامنئی علی أن الانتخابات فی نظام الجمهوریة الإسلامیة من أفضل الانتخابات فی العالم و أکثرها حریة و مطابقة للموازین و المعاییر، مضیفاً: أن یصرّ البعض علی اعتبار دراسة أهلیة المرشحین للانتخابات إشکالاً فی النظام الإسلامی، فهذا کلام غیر علمی و صبیانی، لأن دراسة أهلیة المرشحین و اجتیازهم المعاییر القانونیة شیء موجود فی الدیمقراطیات فی العالم.
و اعتبر سماحته دراسة أهلیة المرشحین للانتخابات هدفها تقدیم أشخاص یتحلون بالشروط اللازمة و بما یتناسب مع میول الشعب و رغباتهم فی الانتخابات، ملفتاً: یجب أن یشارک فی الانتخابات أفراد ذوو أهلیة و قدرات و مستویات کافیة لتولی مسؤولیة رئاسة الجمهوریة.
و ألمح قائد الثورة الإسلامیة إلی المسؤولیة الجسیمة لمجلس صیانة الدستور فی دراسة الأهلیات، مردفاً: یجب علی أعضاء مجلس صیانة الدستور کما عملوا لحد الآن علی أساس القانون، أن یعملوا فی انتخابات رئاسة الجمهوریة أیضاً ضمن إطار القانون، و فی نهایة المطاف یستطیع الشخص الذی یجتاز هذه الغرابیل علی أساس الضوابط القانونیة الترشیح للانتخابات.
و أکد آیة الله العظمی السید الخامنئی علی ضرورة ملحمیة انتخابات رئاسة الجمهوریة، منوّهاً: نتمنّی بفضل العنایة الإلهیة أن یکون المنتخب من قبل الشعب شخصاً یرضی عنه الله و یقرّب الشعب من آماله الکبیرة التی یرتجیها من الثورة الإسلامیة.
و تابع قائد الثورة الإسلامیة حدیثه بالتطرّق للمشکلات الاقتصادیة و المعیشیة للشعب قائلاً: بعض هذه المشکلات الاقتصادیة ناجمة عن الحظر الاقتصادی، و بعضها له علاقته بالإدارة و السیاسات الاقتصادیة، لکن النقطة المهمة هی أن هذه المشکلات ممکنة الحل.
و أضاف آیة الله العظمی السید الخامنئی: لقد أوصیت المسؤولین توصیات مؤکدة بحلّ مشکلة الغلاء، و یجب علیهم الآن أن یقدّموا تقاریرهم حول ما فعلوه.
و أکد سماحته قائلاً: علی المسؤولین من أجل حلّ هذه المشکلات أن یخططوا و یبرمجوا و یسعوا، لأن هذه المشکلات ممکنة الحل بالتأکید.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامیة بعض هذه التحدیات التی تواجه النظام الإسلامی بما فی ذلک الحظر، و خصوصاً منع استیراد بعض البضائع، اعتبرها لصالح البلاد مردفاً: نتیجة هذا الحظر العودة إلی الذات و التدفق الداخلی، کما حدث بالنسبة للیورانیوم المخصّب بنسبة عشرین بالمائة و الذی یحتاجه مفاعل طهران للبحوث.
و أشار آیة الله العظمی السید الخامنئی إلی إنتاج الأدویة الرادیویة فی مفاعل طهران للأبحاث، و ضغوط الغربیین بخصوص الیورانیوم المخصّب بنسبة عشرین بالمائة لفرض الاستسلام علی إیران مقابل مطالیبهم، مضیفاً: أعداء الشعب الإیرانی بسبب عدم معرفتهم بهذا الشعب، و أخطائهم فی الحسابات، اقترحوا فی هذه القضیة طرقاً معقدة و متعرّجة و عجیبة و غریبة، و کان احتمال وصول الیورانیوم المخصّب بنسبة عشرین بالمائة عن هذه الطرق صفراً، لذلک لم یرضح النظام الإسلامی لهذه الاقتراحات.
و أضاف قائلاً: لقد رسموا خطة أخری لتحریض الرأی العام العالمی و أصدقاء إیران، و طلب رئیس جمهوریة أمریکا من رؤساء جمهوریات ترکیة و البرازیل أن یتوسّطوا لتقبل إیران حلاً وسطاً.
و تابع قائد الثورة الإسلامیة: قلتُ للمسؤولین فی ذلک الحین إن متابعة هذا الحل لا إشکال فیه، لکن اعلموا أن الأمریکان لن یقبلوه، و هذا ما حصل.
و أکد سماحة آیة الله العظمی السید علی الخامنئی: أراد الأمریکان الإیحاء للرأی العام العالمی بأن إیران لا توافق الحلول المنطقیة، لکن ما حدث أثبت حقیقة مهمة هی لامنطقیة الأمریکان أنفسهم.
و استنتج سماحته من هذا الموضوع: کما أن الحظر فی خصوص الیورانیوم المخصّب بنسبة عشرین بالمائة أدی بالخبراء الشباب فی البلاد إلی اعتمادهم علی علومهم و قدراتهم الذاتیة، و الوصول إلی تقنیات الیورانیوم المخصّب بنسبة عشرین بالمائة و تبدیله إلی صفائح وقود، یمکن فی الحالات الأخری أیضاً أن تنتهی الضغوط لصالح البلاد.
و أعرب قائد الثورة الإسلامیة عن حقیقة أخری بخصوص الحظر الاقتصادی.
فقد أضاف سماحته قائلاً: الواقع أن البلدان التی فرضت حالیاً الحظر علی الشعب الإیرانی تعانی هی نفسها من مشکلات اقتصادیة أصعب و أثقل و أعصی علی الحلّ بکثیر مما لدینا.
و لفت الإمام الخامنئی قائلاً: لقد وقعت أمریکا و أوربا الیوم بین محذورین، و راحت تسیر نحو الاستهلاک الاقتصادی.
و أضاف سماحته قائلاً: الغربیون فضلاً عن مشکلاتهم الاقتصادیة، یعانون من مشکلات ناجمة عن الحظر علی إیران، هذا فی حین لا یمتلکون حلاً لمشکلاتهم، بینما تمتلک إیران حلاً لمشکلاتها الاقتصادیة.
و أکد قائد الثورة الإسلامیة ملخصاً هذا الجانب من حدیثه علی ضرورة تعزیز روح الأمل بین الناس أکثر فأکثر، موضحاً: إذا کان لنا عقیدة قلبیة حقیقیة بأن جمیع الأمور بید الله تعالی، و هو حاضر و ناظر و سامع و مجیب، فإن کل همومنا و مشکلاتنا ستزول، خصوصاً و أن النظام الإسلامی ذو عزیمة راسخة، و له شعبه الصالح المؤمن، و أهدافه الواضحة، و طریقه المرسوم.
و بارک الإمام الخامنئی فی جانب آخر من حدیثه انتخاب آیة الله الشیخ مهدوی کنی لرئاسة مجلس خبراء القیادة ثانیة، و أشار إلی الموضوعات المطروحة فی الاجتماع الأخیر لمجلس الخبراء و خصوصاً القضایا المتعلقة بمؤسسة الإذاعة و التلفزیون، مردفاً: شعور نواب مجلس خبراء القیادة بالمسؤولیة حیال قضایا البلاد المهمة و موضوعات من قبیل الإذاعة و التلفزیون علی جانب کبیر من الأهمیة، و یجب أن تستمر.
و أوضح سماحته أن مؤسسة الإذاعة و التلفزیون منظومة تقنیة فنیة سیاسیة مؤسساتیة معقدة، مضیفاً: المسؤولون فی الإذاعة و التلفزیون أشخاص صالحون و متدینون و ملتزمون بالقیم، لکن التوقعات و المرجوّات من الإذاعة و التلفزیون أیضاً عالیة.
و عدّ قائد الثورة الإسلامیة تحقیق التوقعات المرجوّة من الإذاعة و التلفزیون منوطاً بنظرة طویلة الأمد للمسؤولین فیها و اجتناب النظرات المؤقتة و قصیرة الأمد.
قبل کلمة سماحة قائد الثورة الإسلامیة تحدّث آیة الله الشیخ مهدوی کنی رئیس مجلس خبراء القیادة فأشار إلی حضور الأکثریة الغالبة لأعضاء المجلس فی مناقشة القضایا السیاسیة و الثقافیة و الاقتصادیة للبلاد فی اجتماعه الأخیر، و أخبر عن تشکیل لجنة خاصة طبقاً للنظام الداخلی للمجلس، لمتابعة بعض الموضوعات الأساسیة فی البلاد متابعة مستمرة.
کما رفع آیة الله الشیخ محمد یزدی فی هذا اللقاء تقریراً حول الاجتماع الأخیر لمجلس خبراء القیادة الذی استمرّ یومین.
و کان من النقاط التی ذکرها نائب رئیس مجلس خبراء القیادة فی تقریره باعتبارها أهم المحاور التی تناولها أعضاء مجلس خبراء القیادة فی اجتماعهم الأخیر: تقدیم الشکر للشعب الإیرانی علی مشارکته فی شتی المیادین و الساحات و إعلان دعمه للثورة الإسلامیة خصوصاً فی تظاهرات الثانی و العشرین من بهمن العظیمة هذه السنة، و التأکید علی المشارکة القصوی فی انتخابات رئاسة الجمهوریة و ترشیح المؤهلین و بالتالی تشکیل حکومة بخصائص نظیر الاهتمام بالاقتصاد المقاوم، و التوفر علی برامج و خطط متناسقة فی المجالات الثقافیة، و إبداء الأسف و إدانة المذابح التی یتعرّض لها الشیعة فی باکستان، و الدور البارز و الحاسم لولی الفقیه فی عبور البلاد من الأزمات و ضرورة تبیین مبدأ ولایة الفقیه و خیراته أکثر فأکثر، و ضرورة مواجهة مظاهر الفساد الثقافی، و النقاش التفصیلی مع رئیس مؤسسة الإذاعة و التلفزیون و إبداء الآراء و الأسئلة و الأجابات فی هذا الشأن.
قائد الثورة يؤكد اهمية المحافظة على الموارد الطبيعية
اكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي على اهمية المحافظة على الموارد الطبيعية , معتبرا النباتات والاشجار بانها مصدر للخيرات في كل بلد.
صرح بذلك قائد الثورة اليوم الثلاثاء على هامش مراسم غرس شجرتين بمناسبة اسبوع الموارد الطبيعية ويوم التشجير مؤكدا ان النباتات والاشجار هي مصدر للبركة والازدهار في اي بلد ومجتمع مستندا في ذلك الى احاديث توصي بغرس الاشجار والمحافظة عليها والامتناع عن اقتلاعها.
كما شدد سماحته على ضرورة المحافظة على الغابات والمساحات الخضراء التي تحيط بالمدن والبلدات وعدم تدميرها من خلال تحويلها الى مناطق سكنية .
واكد قائد الثورة ضرورة تبلور عزم وارادة جادة للحيلولة دون التصرف غير المشروع بالمناطق المحيطة بالمدن الكبرى واضاف، ان اندثار المساحات الخضراء المحيطة بالمدن خاصة الغابات يتبعه العديد من المشاكل للسكان، لذا ينبغي على جميع المسؤولين المعنيين في الحكومة ومجلس الشورى الاسلامي والسلطة القضائية والبلديات العمل جديا للحيلولة دون استمرار هذا الاجراء الخاطئ.
هذا وحضر المراسم عدد كبير من المسؤولين من بينهم وزير الزراعة ورئيس مؤسسة الحفاظ على البيئة وعمدة ومحافظ مدينة طهران.
وفاة الرئيس الفنزويلي تشافيز بعد صراع مع السرطان
اعلن نائب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في كلمة متلفزة وفاة الرئيس هوغو تشافيز في احد مستشفيات كوبا بعد معركة مع السرطان.
ووجه مادورو كلمة للشعب الفنزويلي دعاه للوحدة والتصدي لمؤامرات الاعداء في اصعب مرحلة تمر بها البلاد.
وشدد على استمرار سياسة البلاد ونهجها المعادي للامبريالية الدولية وعلى رأسها امريكا.
وقد نشرت الحكومة الفنزويلية الجيش وقوات الشرطة في البلاد من اجل ضمان السلام حسب ما اعلن مادورو.
ويأتي اعلان وفاة تشافيز إثر اجتماع القيادة السياسية والعسكرية الفنزويلية في القصرِ الرئاسي تم التشاور فيه بشأن تحديد مستقبل البلاد.
وكانت فنزويلا اتهمت الولايات المتحدة بالتسبب بمرض الرئيس تشافيز بالسرطان وقامت إثرها بطرد الملحق العسكري الامريكي بتهمة التآمر على البلاد.