Super User

Super User

الأحد, 07 نيسان/أبريل 2013 04:57

مصادمات بين الشرطة المصرية ومتظاهرين

قالت مصادر متطابقة ان مصادمات اندلعت السبت بين رجال شرطة ومتظاهرين في عدة مدن مصرية بعد تجمع الالاف لاحياء الذكرى الخامسة لانطلاق حركة السادس من ابريل المعارضة التي شاركت في ثورة 25 يناير ضد الرئيس المخلوع حسني مبارك والمناهضة للرئيس الحالي محمد مرسي.

وفي وسط القاهرة، اطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع على مئات المتظاهرين امام مقر المحكمة العليا الذي يضم ايضا مكتب المدعي العام.

واظهرت الصورالتي بثها التلفزيون مباشرة متظاهرين وهم يرشقون بالحجارة الشرطة التي كانت تتجول بسيارات مصفحة وسط اطارات تشتعل فيها النيران على الطريق الرئيسي المؤدي الى المحكمة. واطلقت الشرطة رشقات من القنابل المسيلة للدموع.

وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية ان ثمانية اشخاص على الاقل جرحوا في مواجهات القاهرة وفي محافظة الفيوم (جنوب).

واطلقت الشرطة ايضا القنابل المسيلة للدموع في الاسكندرية (شمال) وفي مدينة المحلة بدلتا النيل حيث هاجم متظاهرون مقرا للشرطة بالقنابل اليدوية الصنع، حسب الوكالة.

وكانت مدينة المحلة الصناعية شهدت قبل خمسة اعوام اضرابا للعمال تحول الى مواجهات دامية مع قوات الامن المصرية.

وشكلت مواجهات السادس من نيسان/ ابريل 2008 في المحلة منعطفا في الحركة الاحتجاجية المناهضة لمبارك، اذ اخذت بعدها تتخذ شكلا منظما افضى الى قيام الثورة التي اطاحت بالرئيس في شباط/ فبراير 2011.

وبعد سقوط مبارك، اعلن ناشطو حركة السادس من ابريل معارضتهم للمجلس العسكري الذي تولى السلطة في شكل انتقالي ولانتخاب مرسي في حزيران/ يونيو 2012.

وقد انضمت الحركة الى تحالف من الحركات العلمانية نظم تظاهرات ضد مرسي لم تخل من مواجهات واعمال عنف.

"شبر من التراب الفلسطيني هو شبر من دار المسلمين. أية سيادة غير سيادة شعب فلسطين و سيادة المسلمين على بلد فلسطين هي سيادة غصبية".

الإمام الخامنئي 29/09/2009

الفصل الثاني: أهمية فلسطين

أولا: أهمية القضية الفلسطينية

لا مراء أنه لا توجد في حياة المسلمين و في الآفاق الإسلامية اليوم قضية بأهمية و خطورة القضية الفلسطينية. طوال أعوام متمادية عودوا المسلمين تدريجياً على اغتصاب جزء من ديارهم. و لا يتوقف الأمر عند اغتصاب دار المسلمين، بل القضية فوق ذلك. القضية هي أن أعداء العالم الإسلامي يستخدمون جزءاً من بيت المسلمين للهجوم على صفوف المسلمين و العمل ضد مطاليبهم و تحركاتهم.

الهدف في مسألة فلسطين هو إنقاذ فلسطين أي محو الدولة الإسرائيلية، و لا فرق في ذلك بين أراضي ما قبل 67 و ما بعدها. كل شبر من التراب الفلسطيني هو شبر من دار المسلمين. أية سيادة غير سيادة شعب فلسطين و سيادة المسلمين على بلد فلسطين هي سيادة غصبية. القول هو ما قاله الإمام الخميني: »إسرائيل يجب أن تمحى من الوجود«. بوسع يهود فلسطين أن يعيشوا هناك إذا قبلوا الدولة الإسلامية. ليست القضية قضية معاداة السامية. القضية قضية اغتصاب بيت المسلمين. لو لم يخضع رؤساء المسلمين و زعمائهم لتأثير القوى العالمية لأمكنهم النهوض بهذه المهمة، لكنهم لم يفعلوا ذلك للأسف.

ثانيا: أهمية بيت المقدس

إلى جانب قضية فلسطين، يمتاز بيت المقدس أيضاً بأهمية كبرى. تحاك اليوم مؤامرات ملونة عديدة من قبل الصهاينة لاغتصاب و ابتلاع هذه المدينة المقدسة و محو آثارها الإسلامية. لكن هذه المدينة لكل المسلمين. و كل القدس عاصمة لكل فلسطين و لن يسمح المسلمون لمخططات الأعداء المشؤومة أن تتحقق، و سوف يواجهونها.

ثالثا: رؤية الجمهورية الإسلامية الإيرانية حول فلسطين

قضية فلسطين من الناحية الإسلامية قضية أساسية و فريضة واجبة بالنسبة لكل المسلمين. صرح جميع علماء الشيعة و السنة القدماء و المحدثين أنه إذا احتل أعداء الإسلام جزءاً من الوطن الإسلامي فمن واجب الجميع أن يدافعوا عنه ليستعيدوا الأراضي المغتصبة. لكلٍّ واجبه حيال قضية فلسطين كيفما استطاع. عليه واجبه من الناحية الإسلامية أولاً. فالأرض أرض إسلامية يحتلها أعداء الإسلام و يجب استعادتها. ثانياً هناك ثمانية ملايين مسلم بعضهم مشردون و بعضهم في الأراضي المحتلة وضعهم أسوء من المشردين. لا يجرأون على التنقل بصورة طبيعية، و لا يسمح لهم بالتحدث بما يريدون، و لا يُسمح بأن يكون لهم نوابهم في إدارة بلادهم. يُحال في أحيان كثيرة دون أدائهم الصلاة. هددوا المسجد الأقصى قبلة المسلمين، و قد أحرقوه قبل سنوات. ثم راحوا يحفرون في مكانه و يفعلون أشياءً غير سليمة و يريدون أساساً إخراج المسجد الأقصى – قبلة المسلمين – عن شكله الإسلامي.

ومن الناحية الإنسانية فإن مظلومية العوائل الفلسطينية يفرض على كل إنسان واجباً.. مظلومية الناس في داخل فلسطين.. كم يعاملون الشعب الفلسطيني بظلم، و العجيب أن منظمات حقوق الإنسان ميتة! هؤلاء الأمريكان و بعض هؤلاء الغربيين و الذين يدعون أنهم يحملون رسالة نشر الديمقراطية في العالم، هؤلاء أراقوا ماء وجههم في هذه القضية، ذلك أنه يوجد الآن شعب ليس له القدرة على التأثير في أي شأن من شؤون بلاده و وطنه، و كلامه لا يقرأ و لا يسمع في أي مكان.. إنه شعب فلسطين. إنهم شعب مظلوم من الناحية الإنسانية.. و في مقابلهم حكومة عنصرية ترتكب كل هذا الظلم.. و هذه كذبة كبيرة أن تدعي أمريكا و المنظمات العالمية و المفكرون الغربيون مناصرة الديمقراطية!

و من الناحية الأمنية تمثل إسرائيل خطراً أمنياً لا على شعبها فقط بل على كل المنطقة. فهم يمتلكون ترسانة نووية و يواصلون الإنتاج! و قد حذرت منظمة الأمم المتحدة عدة مرات لكنهم لم يأبهوا للأمر. و السبب الرئيس هو دعم أمريكا لهم. أي إن ذنوب الصهاينة و الدولة الغاصبة تقع إلى حد كبير على عاتق النظام الأمريكي. طوال عشرات الأعوام التي تولوا فيها السلطة صدر عن مجلس الأمن الدولي أكثر من ثلاثين قراراً ضد إسرائيل و قد استخدمت أمريكا الفيتو ضدها جميعاً.

وإسرائيل خطر على المنطقة من الناحية الاقتصادية. يطرح الصهاينة المهيمنون على فلسطين أطروحة اسمها »الشرق الأوسط الجديد«. ما معنى الشرق الأوسط الجديد؟ معناه الشرق الأوسط بمحورية بلد إسرائيل حيث ستسيطر إسرائيل اقتصادياً و بالتدريج على البلدان العربية و بلدان المنطقة و المناطق النفطية في الخليج الفارسي. هذا هو هدف الإسرائيليين. بعض الدول غافلة. و حينما يُعترض عليهم يقولون: لكننا لم نقم علاقة مع إسرائيل، إنما سمحنا لتجارهم بالمجيء إلى هنا ! هذا ما يريدونه تحديداً. تريد إسرائيل بدعم أمريكا و بالاعتماد على ترسانتها الخطيرة استغلال غفلة بعض الدول و ضعفها و الدخول فيها و الإمساك بالمراكز الاقتصادية و المصادر المالية. هذا خطر كبير جداً على المنطقة. هذا أكبر من كل الأخطار. لا قدّر الله لذلك اليوم أن يحلَّ و لن يحلَّ و لن تسمح الشعوب المسلمة بحدوث مثل هذا الشيء. لكن خطتهم هي أن يعتمدوا على الاقتصاد ليستولوا على جميع مراكز القوة في هذه البلدان.

و إذن، وجود إسرائيل خطر كبير على شعوب المنطقة و بلدانها إنْ من الناحية الإسلامية، و إنْ من الناحية الإنسانية، أو الاقتصادية، أو الأمنية، أو السياسية.

رابعا: الإمام الخميني و القضية الفلسطينية

الإمام الخميني و منذ بدء النهضة الإسلامية في سنة 1341 حينما لم تكن القضية الفلسطينية قد ذاع صيتها بعد حتى بين الخواص في إيران، كان يقول إن على الجميع الشعور بالخطر أمام هيمنة إسرائيل و عليهم أن يقفوا بوجهها و يجابهوها. ثم واصل هذا الطريق و كان هذا من الشعارات الكبرى لذلك الرجل الإلهي السماوي. نهضة الإمام الخميني (قدس سره) بثت روحاً جديداً في جسد القضية الفلسطينية، و خلقت لها مرة أخرى رصيداً من الإيمان الإسلامي المرفق دوماً بالجهاد و التضحية. لم يتخلّ الإمام الخميني عن الدفاع عن مظلومي العالم إطلاقاً مداهنةً لعتاة العالم. ذكر رحمه الله القضية الفلسطينية باعتبارها قضية أصلية على امتداد الأعوام. يهتم الإمام صراحةً في وصيته و كلماته بنداء يا للمسلمين الذي تطلقه الشعوب المظلومة.. دفاع صريح عن حقوق المظلومين و دفاع صريح عن حقوق الشعب الفلسطيني و أي شعب مظلوم آخر. هذا هو منهج الإمام و خطه. هذا هو أسلوب الإمام و توصيته و وصيته.

قال أحد الشباب الفلسطينيين المسلمين: السجناء في سجون الأراضي المحتلة اليوم يقرأون القصائد الشعرية حباً بالإمام و على ذكرى قائد الثورة الإسلامية العظيم. ذكرى الثورة و الإمام و ذكرى جهاد الشعب الإيراني شائعة في أعماق تلك الزنازين.

كانت مبشرة كندية مسيحية اعتنقت الاسلام قبل فترة ، بعد أن أمضت معظم مراهقتها وشبابها في حقل التبشير إرتدت الحجاب الاسلامي و أسست داراً للنشر و الإعلام في مونتريال بهدف التعريف بالاسلام و شرح حقيقته، و هي تقوم اليوم بتهيئة فيلم و ثائقي عن المخيمات الفلسطينية في لبنان.

اسمها ميليسا كوكينيس، مولودة في مونتريال - كيبيك من أب يوناني أرثوذوكسي وأم كندية كاثوليكية، تحمل درجة البكالوريوس في العلوم التمريضية من جامعة مونتريال.

عملت ممرضة في مستشفى للأطفال لعدة سنوات و ولعها الأول كان ولا يزال مساعدة الاطفال المرضى.

لغتها الأم هي الفرنسية و تجيد التحدث و الكتابة و الفهم بالإنجليزية و اليونانية و تتحدث بالعربية تقريباً .

تدربت على الإخراج التلفزيوني و السينمائي( الوثائقي ) عبر دروس خاصة . وقدمت عددا من الافلام الوثائقية القصيرة في السنوات الماضية .

لها كتاب واحد منشور هو " الطريق من اورشليم إلى مكة " و تعمل حاليا على نشره باللغة الإنجليزية تتابع حاليا تصوير فيلم وثائقي درامي طويل في لبنان ، وهو بعنوان " سانتا الإسرائيلي " وهو يتحدث عن " الهدايا " التي تلقي بها إسرائيل على الشعبين اللبناني و الفلسطيني، أي القنابل و الصواريخ . قبل ان تولد بسنوات تحول والدها من الأرثوذكسية إلى الحركة الإنجيلية المسماة" المولودون من الله " و كذلك فعلت أمها .

ولدت في عائلة متشددة جداً من ناحية الافكار الدينية الإنجيلية، وقد وعت و تربت والكتاب المقدس هو رفيق أيامها و لياليها. الكنيسة جزء من مجمع يعرف بـ " الإخوة بلا يموث " وهؤلاء جزء من الحركة الإنجيلية التي تعد العالم اجمع بمن فيه من بشر تحت حكم إبليس و الناجون الوحيدون هم المختارون من الله أي أعضاء كنائس الإنجيلين المعتنقين لفكر عودة المسيح القريبة .

طرحت كثيراً من الأسئلة عن امور متناقضة في الكتاب المقدس وكانت تحظى دوما بجواب واحد، ولم يكن يقنعها ما يقوله والدها أو المبشرون الآخرون الأعلون مرتبة في الكنيسة و لكنها كانت تجبر نفسها على تناسي الموضوع و العودة لتنويم العقل. و الجواب الذهبي عندهم على كل تساؤل لا جواب له كان صلي يا اختاه لأن الرب لا يحب الأسئلة .

ثم هناك كتاب سلمته إليها كنيستها لكي تفتن به المسلمين عن دينهم، وهو مصمم للتلاعب بمعاني الآيات القرآنية ، وقراءتها للكتاب كانت بقصد الإلمام بدين المسلمين لثنيهم عنه، وهذا الأمر قادها إلى طرح بعض الأسئلة على نفسها حول إيمانها و حول الإسلام وحول الأديان. السؤال الأهم الذي خطر على بالها هو: هل هناك مسلمون يكتبون عن الإنجيلية من موقع النقض؟ وقد توصلت عبر الإنترنت إلى كتابات و مواقع تناقش الأناجيل و الكتاب المقدس، وصعقت حين وجدت بعضا من الأجوبة على أسئلتها التي كانت قد طرحتها لسنوات خلت على كبار كنيستها ولم تحظ منهم بجواب لها.

تلك الأجوبة قادتها إلى قرار غير مجرى حياتها، إذ قررت أن تدرس الإسلام من مصادر إسلامية وليس من خلال ما يقوله عنه الإنجيليون. بعد ذلك أعادت قراءة تاريخ كتابة الأناجيل و درست التناقضات التاريخية و الدينية و العقلية و المنطقية الموجودة في الكتاب المقدس، ووصلت إلى قناعة وهي، أن الكتاب المقدس فيه كلام الله وفيه كلام الناس وفيه كلام الأنبياء وفيه كلام الملوك الفاسقين و الكتبة المزورين و الرواة الخرافيين.

وقد ترسخت قناعتها الجديدة اكثر حينما قرأت أن مجمع نيقية و مدبره الامبراطور الوثني ( فلسطين ) هو من حدد أي كتاب يقرأون فيه قصة يسوع وما قاله وهي الكتب المعروفة بالأناجيل وأي عقيدة دينية عليهم أن يتبعوها وهي العقيدة التي جرى تحديد كنهها بعد ثلاثة قرون و ربع قرن ( من ميلاد المسيح ) وحينما قرر الإمبراطور أن ينحاز إلى المؤمنين بأن المسيح إله ابن إله - و يومها ولدت عقيدة الثنائي المقدس وليس الثالوث المقدس - حيث قال مجمع نيقية الأول إن المسيح ابن الأب ، وأما عقيدة الثالوث و الأقنوم الثالث أي الروح القدس فقد نزلت على المجتمعين في مجمع عقائدي جرى في عام 385 م .

الأخطر أنها اكتشفت حذفا وزيادات جديدة في الأناجيل، بعضها بهدف تأكيد شيء وبعضها بهدف إخفاء شيء وبعض الترجمات الفرنسية تختلف عن تلك اليويانية وعن تلك الإنجليزية بما يخدم تثبيت عقيدة الألوهية للمسيح وعقيدة الثالوث، ولكن عب التحايل على الترجمات لا عبر الالتزام بحرفية الكلمة من مصدرها اليوناني أو اللاتيني، وهناك أشياء كثيرة كشفتها في أبحاثها التي استمرت قرابة العام ومنها قصص الآباء الأوائل للكنيسة و منها قصة بولس الذي لم ير المسيح ولم يرافقه إلا ان 90% من الديانة المسيحية هي تعاليم بولسية لا بطرسية ولا يعقوبية ولا متية فلماذا إذن كان ليسوع 12 تلميذا إن كان شخص جديد - لم يره ولم يعرفه لا بل حارب أتباعه - هو من سيقوم بالمهمة وحده ؟ عادت إلى كنيستها لتطرح عليهم ما توصلت إليه فمارسوا ضدها الترهيب النفسي و حاصروها باسم الإيمان و المسيح حتى أصبحت رهينة مراقبتهم ومتابعتهم اليومية لها، ونظرت من حولها، فاكتشفت أن من كانت تحسبهم اكثر الناس حباً لها لهم وجه آخر هو الوجه المافياوي الذي يمارس المراقبة و التجسس على أعضاء الكنيسة، كما تراقب الدول رعاياها المشكوك في ولاتهم .

تركت الكنيسة لأنها عرفت حينها أنهم كاذبون حين يظهرون الحب بينما في الحقيقة هم حاقدون سلفاً على كل ذي عقل يفكر و عرفت حينها انهم يضطهدون من ينتمي إليهم بنعومة الخداع النفسي حتى يخالفهم و حينها يشهرون سيف الترهيب بالكلمة و الموقف و بالضغوط النفسية التي قد تدفع ضعاف النفوس ربما إلى الانتحار و بدأت ترى بعينيها ما كان التدين قد أعماها عنه و هو أنها و كل النساء في كنيستهم، وفي المجتمع الكنسي الذي تنتمي إليه كنائس تماثلهم في الايمان كلهن كن مضطهدات بوصفهن بشرا من جنس أقل درجة من جنس الرجال بحسب اعتقاد المؤمنين بتعاليم كنيستهم حيث ان ايمانهم الانجيلي المتجدد يعلمهم ان المرأة أقل مرتبة من الرجل لأنها مولودة من ضلعه و أن الرجل يطيع الرب و يخضع له و أما المرأة فعليها أن تطيع الرجل و تخضع له اكان زوجاً أم أباً أم أخاً أم رأس كنيسة .

كما وعت حقيقة مذهلة وهي أن عشرة شيوخ هم قادة الكنيسة يتحكمون في تفاصيل الحياة اليومية لمئات البشر في كنيستهم . تصور أن الرجل او الفتاة إن ارادا الزواج فعليها أن يطلبا من الشيوخ أنو يوافقوا على الزوجة المقترحة او على الزوج المقترح، و ذلك تحت عنوان: الصلاة لأجل طلب جواب من الله مباشرة و كان الشيوخ يستلمون طلبات الصلاة ثم يعودون بعد فترة قد تطول اشهراً ليقولوا لطالب الزواج: الرب قال لا او الرب قال نعم .

وهكذا في كل امورهم الحياتية من عمل وصداقات و تعلم وسفر معظم اعضاء الكنيسة لم يتزوجوا إلا بعد نيل موافقة الكنيسة. و لسنوات كانت ضحية لسيطرتهم كبقية النساء، فلا صديقة لها مسموحا بالخروج معها إن لم تكن من نفس الناس الذين ينتقمون إلى عقيدتهم ولا أماكن عامة يسمح لهم بزيارتها إن لم تكن مطالبة لمواصفات الأماكن التي تسمح كنيستهم الدينية بزيارتها، ومن ثم اكتشفت بالدليل القاطع أن من تعاليمهم السرية ، أن يتجسس الأخ على الأخ و الأخت على الأخت لأجل نيل مرضاة الرب، أي جماعة الشيوخ واسطة الرب المزعومة .

التلفزيون مسموح به فقط لمشاهدة القنوات الإنجلية و اللباس المحتشم له مواصفات خاصة بالكنيسة، ومن يخالف له عقاب هو النبذ ثم الطرد وهو عقاب نفسي شديد لمن يظن أنه طرد من الجنة - أي الكنيسة - إلى مملكة إبليس أي إلى العالم الخارجي بعيداً عن الكنيسة .

والحقيقة إن معظم الكنائس الجديدة تحقد على الكنائس التقليدية من أرثوذكسية وكاثوليكية و بروتستانتية تقليدية، تماما كنا تحقد على المسلمين وربما اكثر، لأنها تعتبر كل هؤلاء أبناء و أتباعاً لإبليس لا أكثر و لا أقل.

وقد وفقها الله لقراءة الكثير من كتب العلماء والمسلمين المتنورين فقرأت بعض ما كتبوه ثم انتقلت للتعرف على حياة الرسول (ص) وقد درست القرآن بتفاسير مختلفة ، وقرأت ما قاله مفكرون كانوا مسيحين و اعتنقوا الإسلام عن عقل وعن دراية وليس عن خداع ولا بأساليب غسل الأدمغة كما يفعل الإنجيليون مع أبناء المسلمين الصغار فاعتنقت الإسلام بعد سنة من بدء بحثها عن الحقيقة، وكان ذلك عن دراية كاملة و تامة بالفرق بين الإسلام التفكيري، و إسلام الرسول (ص) بين إسلام الإرهابيين التفكيريين وبين محبة وحنان ورأفة المسلمين الحقيقيين الذين تعلموا حب الناس من كتاب الله سبحانه و تعالى ومن رسول (ص) هي لم يخدعها مسلم لتعتنق الإسلام بل كانت امرأة كاملة العقل و واسعة الثقافة وكانت ف سن الرابعة و العشرين حين أعلنت إسلامها .

حين كانت ( ميليسيا) في الكنيسة كانت مقتنعة بأن كلام الوعاظ هو كلام الله لأن الله يسكن في اجسادهم وهم يسمعون صوته كلما تقدموا بالإيمان، وكل ما تقدم المرء ( الرجال عادة هم من يسمعون صوت الله في الكنائس حصرا) في التوبة و في السفارة الممنوحة له من قبل يسوع، كان الشخص متحدثا أشد قربا الى لسان يسوع. هي شخصيا حين كانت في الكنيسة لو امرها أحد شيوخها بالانتحار لفعلت لأنها كانت تصدق أن كلامه هو كلالم الله.

هي مع حرية المرء في ممارسة اعتقاده الديني مهما كان دينه و اعتقاده و لكنها ضد الخداع الذي يمارسه المنصرون الإنجيليون الذين يحملون عقيدة سياسية لا عقيدة مسيحية هؤلاء حسب معرفتها هم أعداء المسيح لأن المسيح آمن بالوصايا أي يجب ان لا يكذب الانسان ولا يسرق، وهؤلاء يكذبون ويخادعون و يشوهون عقائد الآخرين و يستقوون بالقدرات المالية الهائلة التي يحصلون عليها عن طريق تبرعات تتميز بأنها تعتبر حسومات ضريبية من قبل حكومات عدة منها حكومتا كندا و اميركا هي مع حرية المرء في اعتناق أي دين يشاء و لكنها ضد أن يضحك رجل كهل و زوجته على طفلة و يستغلان جهلها الطفولي ليس لتغيير دينها و حسب بل لاستعمالها كأداة في حربهم الصليبية على المسلمين.

التبشير الخبيث هو الذي يعتمد أجندة خفية سياسية وربما أكثر من سياسية ورجال التبشير الإنجيلي الخبيث متمرسون في تأليف الأكاذيب عن الإسلام وعلى سبيل المثال و اعضا معمدانياشهيرا لا يزال حتى الآن يقول إن المسلمين يعبدون " الهبل " إله القمر و يسمونه الله.

هناك ثمانمائة ألف مبشر معمداني و انجيلي متجدد في العالم غالبيتهم من المبشرين الخبثاء الذين يغزون العالم الإسلامي تحت مسميات المساعدات الإنسانية والعمل التطوعي و هؤلاء مدعومون بقوة من أوساط سياسية دولية لهدفين: أولا تنصير أكبر عدد من المسلمين ليكونوا حصان طروادة، ثانياً: اختراق الكنائس المشرقية بهدف ضربها من الداخل . لذا هم لا يطلبون ممن يقع في حبائلهم- إان كان مسيحيا مشرقيا- ترك كنيسته بل ينصحونه بالبقاء فيها لاصطياد آخرين. بينما يستخدمون من يتنصر من المسلمين في وسائل إعلامهم لشن حرب نفسية على من يعتبرونهم أعداء الله أي المسلمين. و ميليسيا تخاف من استغلال هؤلاء لنوعية معينة من المسلمين جاهلة بدينها، لأنهم يتلاعبون بالقصص النبوية و يشوهون معاني القرآن عبر اقتطاع الآيات أو وضعها في سياق خارج عن سياقها و يفسرون الكلام حرفيا و منلا يعرف ينحرف .

يجب ألا نستخف بهم فهم استطاعوا من خلال عملهم التبشيري أن يحصدوا ثمارا كثيرة في كردستان العراق وفي شمال افريقيا، و أما في البرازيل على سبيل المثال، حيث إنها بلد كاثوليكي لم يكن فيها وجود للإنجيليين المتجددين في مطلع القرن الماضي فقد كسب المبشرون المتجددون بعد قرن و تسع سنوات إلى كنائسهم 50 مليون برازيلي، و في الصين كسبوا الملايين وفي الهند و في نيجيريا لهم قوة شعبية لا يستهان بها وفي كندا يكسبون كل عام عشرات آلاف الكاثوليك و الأنغليكان . و لكن في العالم الإسلامي يعانون مشاكل جمعة في تنصير أعداد كبير ة إلا في منطقتين حيث سمعت من كبار المنصرين خلال سنواتي في الكنيسة الناس في كردستان وفي مناطق الأمازيغ في شمال افريقيا يقبلون على التنصر لوجود مشاكل إثنية بينهم وبين الغرب المسلمين .

وفي اعتقاد ( ميليسيا ) هناك أكثر من عشرة آلاف موقع الكتروني متخصص في مهاجمة العقائد الإسلامية و ذلك لتوريط المسلمين في جدال عقلي يطيح بإيمان المسلم، و تلك المواقع تتحدث بكافة اللغات التي يتحدث بها المسلمون بينما تجد أن القرآن لم يترجم إلى الأمازيغية إلا قبل اسابيع .

هم منظمون و يتلقون دعما هائلا ماديا و معنويا و دبلوماسيا ومن دول لها غايات سياسية تستعمل هذه المنظمات لتحقيق من كل المذاهب و الإنجيلي المتجدد فشتان ما بين الطرفين الاول صاحب دين يعتبره صحيحا و لكنه لا يحقد على الآخرين لآنهم يخالفون في الدين و يمكن للمسيحين المشرقيين ان يكونوا فعالين في مواجهة التنصير الخبيث، لأنهم أدرى بطرق تدمير منطق المبشرين الخبثاء.

بينما الإنجيلي يعتبر أن مهمته في الحياة تنحصر في التبشير وفي اصطياد البشر لضمهم إلى ايمانهم الهرمجدوني لذا ترى شعارهم ليس الصليب بل السمكة، وهم لا يتورعون عن استعمال اساليب دنيئة مثل التحريض و التشوية وبث الكراهية ضد الآخرين بهدف الحصول على اختراقات في صفوفهم .

المسيحيون التقليديون والمسلمون في عرف الإنجيلي المتجدد طرف واحد يجب القضاء عليه بتنصيره واصطياده لينضم إلى المختارين من الرب بزعمهم.

هم يستغلون الناس أو يستغلون حاجاتهم او يشتتون أفكارهم بنقاشات تبندو صعبة ولكن أجوبتها سهلة جدا. لديهم سؤال متكرر وهو يقول إن محمدا "عليه الصلاة والسلام " كان دمويا و يستشهدون على ذلك بآيات من القرآن وبقصص من كتب السيرة النبوية المسلم الجاهل يصدق أن الرسول كان دمويا لأن مصدره ملفق وعقله مغلق ولكن لو بحث عن الجواب الصحيح لعرف أن كل حروب الرسول (ص) كانت دفاعية ولعرف ان آيات القرآن التي تحث على القتال لها علاقة بظرف آني كان فيه المسلمون متقاعسين عن نصرة دينهم و دائما تبعت آيات التحريض عن القتال آيا تدعو للمسلم إن جنح المعتدي على المسلمين إلى السلام.

وترى ( ميليسيا ) ضرورة نشر الوعي بإنشاء مواقع بكل اللغات التي يتحدث بها المسلمون تشرح أساليب الخداع التي يعتمدها المبشرون فهي مثلا تخطط لافتتاح مكتبة- مقهى تكون الضيافة فيها مجانية للطلاب في وسط مونتريال، وتكون ساحة للنقاشات حول الإسلام وهي مكان مجاني للاطلاع على الكتب الإسلامية الصحيحة. ويمكن للضيوف أن يطلعوا في تلك المكتبة - المقهى على أفلام تروي سيرة الرسول (ص) و تحكي قصة الرسالة و يمكن للضيوف أن يحصلوا على كتب وعلى منشورات إسلامية تثقيفية مجانية.هذه فكرة تحاول تنفيذها وحدها وهنا يحتاجون إلى روح المبادرة ويجب على كل مسلم ملتزم أن يعتبر نفسه سفيرا للإسلام، وعيله أن يبادر وحده إلى القيام بعمل لا شك أنه سينجح إن كان خالصا لله.

الأحد, 07 نيسان/أبريل 2013 03:54

العصمة عند الإمامية

الأول: حقيقة العصمة

إن حقيقة العصمة عن اقتراف المعاصي ترجع إلی أحد أمور ثلاثة علی وجه مانعة الخلو، و إن كانت غير مانعة الجمع.

1. العصمة الدرجة القصوی من التقوی

العصمة ترجع إلی التقوی إلی درجة أعلی منها، فما توصف به التقوی و تعرف به، تعرف و توصف به العصمة.

لا شك أن التقوی حالة نفسانية تعصم الإنسان عن اقتراف كثير من القبائح و المعاصي، فإذا بلغت تلك الحالة إلی نهايتها تعصم الإنسان عن اقتراف جميع قبائح الأعمال، و ذميم الفعال علی وجه الإطلاق، بل تعصم الإنسان حتی عن التفكير في المعصية، فالمعصوم ليس خصوص من لا يرتكب المعاصي و يقترفها، بل هو من لا يحوم حولها بفكره.

إن العصمة ملكة نفسانية راسخة في النفس لها آثار خاصة كسائر الملكات النفسانية من الشجاعة و العفة و السخاء، فإذا كان الإنسان شجاعاً و جسوراً، و سخياً و باذلاً، و عفيفاً و نزيهاً، يطلب في حياته معالي الأمور، و يتجنب عن سفاسفها فيطرد ما يخالفه من الآثار، كالخوف و الجبن و البخل و الإمساك، و القبح و السوء، و لا يُری في حياته أثر منها.

و مثله العصمة، فإذا بلغ الإنسان درجة قصوی من التقوی، و صارت تلك راسخة في نفسه يصل الإنسان إلی حد لا يُری في حياته أثر من العصيان و الطغيان، و التمرد و التجري، و تصير ساحته نقية عن المعصية.

و أما أن الإنسان كيف يصل إلی هذا المقام؟ و ما هو العامل الذي يمكنه من هذه الحالة؟ فهو بحث آخر لا يسع المقال لبيانه.

فإذا كانت العصمة من سنخ التقوی و الدرجة العليا منها، يسهل لك تقسيمها إلی العصمة المطلقة و العصمة النسبية.

فإن العصمة المطلقة و إن كانت تختص بطبقة خاصة من الناس، لكن العصمة النسبية تعم كثيراً من الناس من غير فرق بين أولياء الله و غيرهم، لإن الإنسان الشريف – الذي لايقل وجوده في أوساطنا - و إن كان يقترف بعض المعاصي لكنه يجتنبت عن بعضها اجتناباً تاماً بحيث يتجنب حتی التفكير بها فضلاً عن الإتيان بها.

مثلاً الإنسان الشريف لا يتجول عارياً في الشوارع و الطرقات مهما بلغ تحريض الآخرين له علی ذلك الفعل، كما أن كثيراً من الناس لا يقومون بقتل الإبرياء لا بقتل أنفسهم و إن عرضت عليهم مكافآت مادية كبيرة، فإن الحوافز الداعية إلی هذه الأفعال المنكرة غير موجودة في نفوسهم، أو أنها محكومة و مردودة بالتقوی التي تحلوا بها، و لإجل ذلك صاروا بمعزل عن تلك الإفعال القبيحة حتی أنهم لا يفكرون فيها لا يحدّثون بها أنفسهم أبداً.

و العصمة النسبية التي تعرفت عليها تقرب حقيقة العصمة المطلقة في أذهاننا، فلو بلغت تلك الحالة النفسانية الرادعة في الإنسان مبلغاً كبيراً و مرحلة شديدة تمنعه من اقتراف جميع القبائح، يصير معصوماً مطلقاً، كما أن الإنسان في القسم الأول صار معصوماً نسبياً.

و علي الجملة: إذا كانت حوافز الطغيان العصيان و الواعث علی الخالفة محكومة عند الإنسان، منفورة لديه لأجل الحالة الراسخة، يصير الإنسان معصوماً تامّاً منزّهاً عن كل عيب و شين.

2. العصمة: نتيجة العلم القطعي بعواقب المعاصي

قد تعرفت علی النظرية الأولی في حقيقة العصمة و أنها عبارة‌ عن: الدرجة العليا من التقوی، غير أن هناك نظرية أخری في حقيقتها، لا تنافي النظرية الأولی، بل ربما تعدّ من علل تحقق الدرجة العليا من التقوی التي عرفنا العصمة بها و موجب لتكوّنها في النفس، و حقيقة هذه النظرية عبارة عن «وجود العلم القطعي اليقيني بعواقب المعاصي و الآثام» علماً قطعياً لا يُغلب و لا يدخله شكّ، و لا تعتريه ريب، و هو أن يبلغ علم الإنسان درجة يلمس في هذه النشأة لوازم الأعمال و آثارها في النشأة الأخری و تبعاتها فيها، و يصير علی حد يدرك بل يری درجات أهل الجنة و دركات أهل النار، و هذا العلم القطعي هو الذي يزيل الحجب بين الإنسان و توابع الأعمال، و يصير الإنسان مصدقاً لقوله سبحانه: « كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَ‌وُنَّ الْجَحِيمَ»[1] و صاحب هذا العلم هو الذي يصفه الإمام علي (ع) بقوله «فهم و الجنة كمن قد رآها، فهم فيها منعمون، و هم و النار كمن قد رآها و فهم فيها معذبون». [2]

فإذا بلغ العلم هذه الدرجة من الكشف يصد الإنسان عن الاقتراف من المعاصي و اقتراف المآثم، بل لا يجول حولها فكره.

و لتوضيح تأثير هذا العلم في صيرورة الإنسان معصوماً من اقتراف الذنب نأتي مثال:

إن الإنسان إذا وقف علی أن في الأسلاك الكهربيائية طاقة من شأنها قتل الإنسان إذا مسهامن دون حاجز أو عائق بحيث يكون المس و الموت مقترنين، إحجمت نفسه عن مس تلك الإسلاك الإقتراب منها دون عائق.

أو أن الطبيب العارف بعواقب الأمراض و آثار الجراثيم، إذا وقف علی ماء‌ اغتسل فيه مصال بالجذام أو البرص أو السل، لم يقدم علی شربه و الاغتسال منه و مباشرته مهما اشتدت حاجته إلی ذلك لعلمه لما يجُرُه عليه الشرب الاغتسال بذلك الماء الموبوء، فإذا وقف الإنسان الكامل علی ما وراء هذه النشأة من نتائج الأعمال و عواقب الأفعال و رأي بالعيون البرزخية تبدل الكنوز الكتنزة من الذهب و الفضة إلی النار الحماة التي تكوی بها جباه الكانزين و جنوبهم و ظهورهم، امتنع عن حبس الأموال و الإحجام عن إنفاقها في سبيل الله.

قال سبحانه: «وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَبَشِّرْ‌هُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ‌ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُ‌هُمْ ۖ هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ».[3]

إن ظاهر قوله سبحانه: « هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ » هو أن النار التي تُكوی بها جباه الكانزين و جنوبهم و ظهورهم، ليست إلا نفس الذهب الفضة، لكن بوجودهما الأخرويين، و أن للذهب و الفضة وجودين أو ظهورين في النشأتين فهذه الأجسام الفلزية، تتجلي في النشأة الدنيوية في صورة الذهب و الفضة، و في النشأة الأخروية في صورة النيران المحماة.

فالإنسان العادي اللامس لهذه الفلزات المكنوزة و إن كان لايحس فيها الحرارة و لا يری فيها النار و لا لهيبها، إلّا أن ذلك الرجل إنّه يفقد حين المس، الحسّ المناسب لدرك نيران النشأة‌ الآخرة و حرارتها، فلو فرض إنسان كامل يمتلك هذا الحس إلی جانب بقية حوّاسه العادية المتعارفة و يدرك بنحو خاص الوجه الآخر لهذه الفلزات، و هو نيرانها و حرارتها، يجتنبها، كاجتنابه النيران الدنيوية، و لا يقدم علی كنزها و تكديسها.

و هذا البيان يفيد أنّ للعلم مرحلة قوّية راسخة تصد الإنسان عن الوقوع في المعاصي و الآثام و لا يكون مغلوباً للشهوات و الغرائز.

قال جمال الدين مقداد بن عبدالله الأسدي السيوري الحلي في كتابه القيم «اللوامع الإليهية» : «و لبعضهم كلام حسن جامع هنا قالوا: العصمة ملكة نفسانية يمنع المتصف بها من الفجور مع قدرته عليه، و تتوقف هذه الملكة علی العلم بمثالب العاصي و مناقب الطاعات، لأنّ العفّة متی حصلت في جوهر النفس و انضاف إليها العلم التام بما في المعصية من الشقاء، و الطاعة من السعادة، صار ذلك موجباً لرسوخها في النفس فتصير ملكة». (4)

يقول العلّامة الطباطبايي في هذا الصدد: إنّ القوة المسمّاة بقوة العصمة سبب شعوري علمي غير مغلوب البتة، و لو كانت من قبيل ما نتعارفه من أقسام الشعور و الإدراك، لتسرب إليها التخلف، و لتخبط الإنسان علی أثره إحياناً، فهذا العلم من غير نسخ سائر العلوم و الإدراكات المتعارفة، التي تقبل الإكتساب و التعلم، و قد إشار الله في خطابه الذي خصّ به نبيه بقوله: «وَأَنزَلَ اللَّـهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ» (5) و هو خطاب خاص لانفقهه حقيقة الفقه، إذ لاتذوق لنا في هذا المجال. (6)

و هو قدس سره يشير إلی كيفية خاصة من العلم و الشعور الذي إوضحناه بما ورد حول الكنز و آثاره.

3. الاستشعار بعظمة الرب و كماله و جماله

أن هاهنا نظرية ثالثة في تبيين حقيقة العصمة يرجع لبها إلی إنّ استشعار العبد بعظمة الخالق و حبه و تفانيه في معرفته و عشقه له، يصده عن سلوك ما يخالف رضاه سبحانه.

و تلك النظرية مثل النظرية الثانية لا تخالف النظرية الأولی التي فسرناها من أن العصمة هي الدرجة العليا من التقوی، و هذا النحو من الاستشعار لا يحصل إلّا للكاملين في المعرفة الإلهية البالغين إعلی قممها.

إذا عرف الإنسان خالقه كمال المعرفة الميسورة، و تعرف علی معدن الكمال المطلق و جماله و جلاله، وجد في نفسه انجذاباً نحو الحق، و تعلّقاً خاصّاً به بحيث لايستبدل برضاه شيئاً، فهذا الكمال المطلق هو الذي إذا تعرف عليه الإنسان العارف، يؤجج في نفسه نيران الشوق و المحبة، و يدفعه إلی أن لا يبتغي سواه، ولا يطلب سوی إطاعة أمره امتثال نهيه، و يصبح كل ما يخالف أمره و رضاه مفوراً لديه،ِ مقبوحاً في نظره، أشد القبح. و عندئذ يصبح الأنسان مصوناً عن المخالفة، بعيداً عن المعصية بحيث لا يؤثر علی رضاه شيئاً، و إلی ذلك يشير الإمام علي بن أبي طالب (ع) بقوله «ما عبدتك خوفاً من نارك لا طمعاً في جنتك إنما وجدتك أهلاً للعبادة» (7)

هذه النظريات الثلاث أو النظرية الواحدة المختلفة في البيان و التقرير تعرب عن أن العصمة قوة في النفس تعصم الأنسان عن الوقوع في مخالفة الرب سبحانه و تعالی، و ليست العصمة أمراً خارجاً عن ذات الإنسان الكامل و هويته الخارجية.

نعم هذه التحاليل الثلاثة لحقيقة العصمة، كلها راجعة إلی العصمة عن المعصية و المصونية عن التمرد كما هو واضح لمن تأمل فيها، أمّا العصمة في مقام تلقي الوحي و حفظه و إبلاغه إلی الناس، أو العصمة عن الخطأ في الحياة و الأمور الفردية أو الإجتماعية فلا بد أن توجه بوجوه غير هذه الثلاثة.

العصمة عن الخطأ

أما العصمة عن الخطأ في تحمل الوحي و حفظه و نقله إلی الأُمة في حق النبي (ص) أو عصمة أهل البيت (ع) في الإفتاء نقل ما ورثوه من النبي الأكرم فهي رهن أمر آخر.

أما النبي الأكرم (ص) فإنه سبحانه يسدد، بالملائكة كما يقول سبحانه: «عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ‌ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا . إِلَّا مَنِ ارْ‌تَضَىٰ مِن رَّ‌سُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَ‌صَدًا . لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِ‌سَالَاتِ رَ‌بِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا» . (8) .

فإن قوله : « فَإِنَّهُ يَسْلُكُ » بمعنی يجعل لو رصداً. فهؤلاء الملائكة هم الذين يسددون الأنبياء عن الخ‍طأ في القول و الفعل؛ و أما أهل البيت، فبما أنّ عصمتهم عن المعصية و الخطأ ثابتة‌ بالدلائل الآتية فلا محيص من القول من أن لهم مسدداً في الإفتاء و نقل الأحاديث و تفسير القرآن الكريم.

أما ما هو المسدد فالبحث عنه موكول إلی مقام آخر.

الثاني: العصمة لا تلازم النبوة

إنّ بعض مَن يتحاشى من وصف غير الأنبياء بالعصمة يتصوّرون وجود الملازمة بين العصمة و النبوة، و الحال أنّ بينهما من النسب عموماً و خصوصاً من وجه مطلق، فكلّ نبي معصوم و ليس كلّ معصوم بنبي.

«فهذه هي مريم العذراء الّتي هي الأسوة و القدوة للنساء كما عليه قوله سبحانه «وَمَرْ‌يَمَ ابْنَتَ عِمْرَ‌انَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْ‌جَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّ‌وحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَ‌بِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ» (9).

وبما أنّه سبحانه جعلها قدوة و مثلاً يحتدى به فلابد أن تكون معصومة عن المعاصي و الأخطاء، و إلا لا يصح أن تكون أسوة و فعلاً على الإطلاق. وبالجملة: وجود الملازمة بين الأسوة المطلقة وبين العصمة.

ويؤيّد عصمتها أيضاً قوله سبحانه : جعلها قدوة ومثالاً يحتذى به فلابد أن تكون معصومة عن المعاصي والأخطاء، و إلا لا يصح أن تكون أسوة قولاً وفعلاً على الإطلاق. وبالجملة: وجود الملازمة بين الأسوة المطلقة و بين العصمة.

ويؤيّد عصمتها أيضاً قوله سبحانه : « وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْ‌يَمُ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَ‌كِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ» (10)، فإن إطلاق قوله: ﴿وَطَهَّرَكِ﴾ يدّل على طهارتها من الرذائل و الذنوب و الخطأ و الزلل.

كما أنّ منزلة الزهراء (س) في حديث أبيها تعرب عن عصمتها قولاً وفعلاً، فقد روى البخاري عن مسعود بن مخرمة أنّ رسول الله (ص) قال : «فاطمة بضعة منّي فمي أغضبها فقد أغضبني » (11)

وروى الحاكم بإسناده عن علي (ع) أنّ رسول الله (ص) قال لفاطمة : « إنّ الله يغضب ويرضى لرضاك » (12).

أقول : أيّ مكانة شامخة للزهراء(س) حتّى صار غضبها ورضاها ملاكاً لغضبه سبحانه ورضاه، وهذا إن دلّ على شيءٍ فإنّما يدلّ على عصمتها، فهو سبحانه بما أنّه عادل و حكيم لا يغضب إلا على الكافر والعاصي ولا يرضى إلا عن المؤمن والمطيع ، فلو دلّت الرواية الصحيحة على أنَّ فاطمة غضب على أحد فهو إمّا كافر أو فاسق.

إذ تمّ هذا التمهيد ضمن أمرين فلنعرّج إلى بيان أدلّة عصمة أهل البيت (ع) كتاباً و سنّة، و نقتصر من الكتاب العزيز بآيتين ، ومن السنّة بحديثي الثقلين و السفينة.

 

الآية الأولى:

قال سبحانه:

قال سبحانه : « إِنَّمَا يُرِ‌يدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّ‌جْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَ‌كُمْ تَطْهِيرً‌ا» (13) ،فيقع الكلام في مقامين:

1- ماهو المراد من أهل البيت (ع) .

2- دلالة الآية على تنزيههم عن الذنوب.

أمّا المقام الأوّل: فلا شكّ أنّ عبارة ( أهل البيت ) تعمّ النساء والأزواج لغة وكتاباً، ويكفي في ذلك قوله سبحانه : «قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ‌ اللَّـهِ ۖ رَ‌حْمَتُ اللَّـهِ وَبَرَ‌كَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ» (14) فقد عُدّت امرأة إبراهيم(ع) من أهل البيت و الخطاب في الآية أعني قوله : « أَتَعجَبِينَ مَن أَمر اللهِ » ناظر إليها.

ومع الاعتراف بذلك لكن المراد به في الآية عبارة عمّن عيّيهم الرسول(ص) مرّة بعد أخرى فخصّهم بعلي وفاطمة و ابنيهما فتارة يصرح (ص) بأمسائهم، كما روى الطبري عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله (ص) نزلت هذه الآية في خمسة : فيّ و علي (ع) و حسن (ع) و حسين ( ع ) وفاطمة رضي الله عنها: « إنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أهلَ البَيتِ » (15).

و أخرى أدخلهم تحت الكساء ، كما أخرج مسلم في صحيحة قال: قالت عائشة: خرج النبي ذات غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود فجاء الحسن فأدخله، ثم جاءا لحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله ثم قال : « إنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أهلَ البَيتِ » (16).

وثالثة تلا الآيات على بابهم ، كما أخرج الطبري عن أنس أنّ النبي(ص) كان يمّر ببيت فاطمة ستة أشهر كلّما خرج إلى الصلاة فيقول: الصلاة أهل البيت (ع) « إنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أهلَ البَيتِ »(17).

وقد بلغ عدد الروايات الواردة في تخصيص أهل البيت بالخمسة ما يناهز 35 رواية أخرجها الطبري في تفسيره و السيوطي في الدر المنثور و غيرهما، (18) و تصل أسانيد الروايات إلى ثمانية من صحابة النبي (ص) وهم:

1- أبو سعيد الخدري. 2. أنس بن مالك 3. ابن عباس . 4. أبو هريرة السدوسي . 5. سعد بن أبي وقاص . 6.واثلة بن الأسقع.7. أبو الحمراء، أعني : هلال بن الحارث . 8 . أمهات المؤمنين : عائشة و أمّ سلمة.

نعم هناك سؤال وهو أنّه لو كان المراد بأهل البيت هم هؤلاء الخمسة فلماذا وردت الإشارة إليهم في أثناء حديث القرآن عن نساء النبي (ع) ؟

الجواب أوّلاً : أنّ عادة الفصحاء في كلامهم أنّهم ينتقلون من خطاب إلى غيره ثم يعودون إليه، والقرآن مليء بذلك الأسلوب، و كذلك كلام العرب و أشعارهم.

قال الشيخ محمد عبده: إنّ من عادة القرآن أن ينتقل بالإنسان من شأن إلى شأن ثم يعود إلى مباحث المقصد الواحد المرّة بعد المرّة.(19)

ولأجل إيقاف القارئ على صحّة ما قاله نأتي بشاهد على ذلك، فنقول : قال سبحانه ناقلاً عن العزيز مخاطباً زوجته:« إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ . يُوسُفُ أَعْرِ‌ضْ عَنْ هَـٰذَا ۚ وَاسْتَغْفِرِ‌ي لِذَنبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ »(20)

فترى أنّ العزيز يخاطب أوّلاً امرأته بقوله ( إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ ) و قبل أن يفرغ من كلامه معها، يخاطب يوسف بقوله : (يوسفُ أعرض عن هذا ) ... ثم يرجع إلى الموضوع الأول و يخاطب زوجته بقوله ( واستغفري لذنبك ) ... فقوله (يوسفُ أعرض عن هذا ) جملة معترضة وقعت بين الخطابين، و المسوغ لوقوعها بينهما كون المخاطب الثاني أحد المتخاصمين ، وكانت له صلة بحديث المرأة التي رفعت الشكوى إلى العزيز.

وثانياً أن الضمائر في الآية كلها مذاكرة أعني " عنكم " و " يطهركم " ، مع أن الضمائر في الآيات المتقدمة والمتأخرة كلها جاءت على وجه التأنيث، وربما يقرب عددها من عشرين ضميراً كلها مؤنثة، و هذا دليل على أن الآية ناظرة إلى غير النساء .

وإليك صور الضمائر :« يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِ‌دْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّ‌حْكُنَّ سَرَ‌احًا جَمِيلًا . وَإِن كُنتُنَّ تُرِ‌دْنَ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ.... يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ... ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ... وَقُلْنَ.... وقَرن َفِي بُيُوتِكُنَّ و لا تَبرجن... و أقمنَ الصلوة و آتينَ الزكاةَ و أطِعنَ الله... إِنَّمَا يُرِ‌يدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّ‌جْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَ‌كُمْ تَطْهِيرً‌ا» .(21)

هذه هي الضمائر المتقدّمة على الآية ، و أما الضمائر المتأخرة عنها فهي : (وَاذْكُرْ‌نَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّـهِ).(22)

و الذي يؤكد خروج النساء عن الآية ، هو أن الله سبحانه أفرد لفظ البيت في الآية وقال (إِنَّمَا يُرِ‌يدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّ‌جْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَ‌كُمْ تَطْهِيرً‌ا )، و لكنه عبّر عن بيوت أزواجه بصيغة الجمع وقال (وَقَرْ‌نَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّ‌جْنَ تَبَرُّ‌جَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ). وعلى هذا فهناك " بيت " معروف مشخص أضيف إليه لفظ " أهل " فأصبحت العبارة " أهل البيت " وفي الوقت نفسه هناك بيوت لنسائه و أزواجه، فالمتواجد في البيت الأول ، غير المتواجد في البيوت، فإذا كنت البيوت خاصّة لنسائه(ص) فيكون البيت خاصّاً لأهل الكساء، إذا الأمر يدور بين الطائفتين ليس غير.

فحول النبي أسرتان:

أسرة لها المكانة و الفضل لاتصالها بالنبي لا لذواتهن، ولذا استهلّ سبحانه الآيات بقوله : يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة.... و يا نساءا لنبي لستن كأحد من النساء كلّ ذلك يعرب عن أنّ كرامتهن لأجل اتصالهن بالنبي(ص).

و أسرة لها الفضل و الكرامة لاستحقاقهن بها و قدسية أنفسهن، فقد أعطى سبحانه كل أسرة حقها، فقد أدب الأسرة الأولى و نهاهن عن أمور تمس بكرامة زوجهنّ، ثم أخذ بوصف الأسرة الثانية و تكريمها مشعراً بطارتهنّ عن كلّ رجس و دنس .(23)

فبذلك يعلم وجه ادغام قوله : ( إنما يريد الله ... ) في ثنايا الآيات النازلة في حقّ نسائه ، فكأنّه سبحانه يريد إعطاء كل أسرة حول النبي (ص) حقّها .

و ممن أصحر بالحقيقة الإمام الشوكاني قال : و قالت الزيدية و الإمامية : إنّ إجماع العترة حجّة و استدلّوا بقوله تعالى: إِنَّمَا يُرِ‌يدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّ‌جْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَ‌كُمْ تَطْهِيرً‌ا و أجيب بأن سياق الآية أنه في نسائه ثم أضاف وقال : ويجاب عن هذا الجواب بأنه قد ورد الدليل الصحيح أنّها نزلت في علي و فاطمة و الحسنين، و قد أوضحنا الكلام في هذا في تفسيرنا الذين سميناه " فتح القدير " فليرجع إليه .(24)

نعم ربما ذهب بعضهم إلى نزول الآية في نساء النبي (ص) لكنّهم جماعة لا يعتد بقولهم منهم :

1- عكرمة ، ومن المعلوم أن عكرمة من الإباضية ، فهو رجل منحرف عن جادة الحق، ولم يكن ليتحرز الكذب على ابن عباس .(25)

2- عروة بن الزبير ، و يكفي في عدم حجية قوله عداؤه لعلي و انحرافه عنه .(26)

ومنهم مقاتل بن سليمان، وهو من المشبهة ، وعن الإمام أبي حنيفة قال ، أتانا من المشرق رأيان خبيثان، جهم معطل، و مقاتل مشبه. و في البخاري : لاشيء البتة. قلت : أجمعوا على تركه .(27)

ولمّا كان هذا الرأي – أعني : اختصاص الآية بنساء النبي (ص) رأياً قاسياً مخالفاً لرأي جمهور المفسرين ، اتخذ الآلوسي رأياً وسطاً ليكون جامعاً بين القولين و قال " والذي يظهر لي : إن المراد من أهل البيت من لهم مزيد علاقة به و نسبة قوية قريبة إليه عليه الصلاة و السلام بحيث لا يقبح عرفاً اجتماعهم و سكنا هم معه في بيت واحد ، ويدخل في ذلك ازواجه و الأربعة أهل الكساء ، وعلي كرم الله وجهه مع ماله من القرابة من رسول الله (ص) و قد نشأ في حجرة- عليه الصلاة و السلام – فلم يفارقه وعامله كولده صغيراً و صاهرة و آخاه كبيراً.(28)

يلاحظ عليه : أولاً : أن ما ذكره هو خلاف ما فهمه زيد بن أرقم – ذلك الصحابي – من الآية قبل له " من أهل بيته نساؤه " ؟! قال : " لا و أيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها و قومها... إلى آخر ما ذكره .(39)

وثانياً أن تعميم أهل البيت في الآية إلى النساء خلاف ما نص عليه الرسول (ص) روى الحاكم : عن عطاه بن يسار عن أم سلمة – رضي الله عنها – أنها قالت : في بيتي نزلت هذه الآية إِنَّمَا يُرِ‌يدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّ‌جْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ فأرسل رسول الله (ص) إلى علي و فاطمة و الحسن و الحسين – رضي الله عنهم – فقال :اللهم هؤلاء أهل بيتي .

قالت أم سلمة : يارسول الله : ما أنا من أهل البيت ؟

قال : إنك على خير ، و هؤلاء أهل بيتي اللهم أهلي أحق .

قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه .(30)

وقال الترمذي بعد نقل الحديث : هذا حديث حسن صحيح ، وهو أحسن شيء روي في هذا الباب .(31)

وثالثاً أن ما ذكره يخالف تخصيص النبي الآية بأصحاب الكساء بصورة مختلفة حتى جعلهم تحت الكساء و جللهم به حتى يكون عمله جامعاً و مانعاً للغير . ومع ذلك كيف يصح للسيد الآلوسي – تعميم الآية ؟!فلاحظ.

وبالجملة :الأحاديث المتضافرة بل المتواترة – إجمالا – على أن النبي (ص) أخبر عن اختصاص الآية بأهل الكساء و حقق ما يريده بعناوين متنوعة كثيرة لا يسعنا نقلها في هذا المقال المطلوب فيه الإيجاز و الاختصار .

هذا إجمال ما يمكن أن يقال في نزول الآية في حق الخمسة سلام الله عليهم و من أراد التفصيل فليرجع إلى كتب أصحابنا فلهم بحوث تفصيلية حول الآية .

وأما المقام الثاني : أي دلالة الآية على عصمة أهل البيت عليهم السلام فهي مبتنية على ثبوت أمرين :

1- أن الرجس أمر يعم المعاصي صغيرها و كبيرها

2- أن الإرادة تكوينية لا تشريعية

أما الأمر الأول: فقد استعملت هذه اللفظة في الذكر الحكيم ثمان مرات و وصف بها الخمر و الميسر، و الأنصاب، و الأزلام، و الكافر غير المؤمن بالله، و الميتة، و الدم المسفوح ، ولحم الخنزير و الأوثان و قول الزور .

فالجامع بينها القذارة التي تتنفر منها النفوس سواء أكانت مادية كما في مورد اللحوم ام معنوية كما هو الحال في الكافر و عابد الوثن و وثنه فالجامع بينهما هي الأعمال القبيحة عرفاً أو شرعاً .

قال العلامة الطباطبائي : الرجس – بالكسر والسكون – صفة من الرجاسة و هي القذارة و القذارة هيئة في النفس توجب التجنب و التنفر منها ، وهي تكون تارة بحسب ظاهر الشيء كرجاسة الخنزير، قال تعالى : أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ‌ فَإِنَّهُ رِ‌جْسٌ (32) وبحسب باطنه أخرى و هي الرجاسة و القذارة المعنوية كالشرك و الكفر و أثر العمل السيئ قال تعالى : وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَ‌ضٌ فَزَادَتْهُمْ رِ‌جْسًا إِلَىٰ رِ‌جْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُ‌ونَ (33) وقال : فَمَن يُرِ‌دِ اللَّـهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَ‌حْ صَدْرَ‌هُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِ‌دْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَ‌هُ ضَيِّقًا حَرَ‌جًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّـهُ الرِّ‌جْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (34)

و أياً ما كان فهو إدراك نفساني و أثر شعوري يحدث من تعلق القلب بالاعتقاد الباطل او العمل السيئ، و إذهاب الرجس عبارة عن إزالة هيئة خبيثة في النفس حق الاعتقاد و العمل و عند ذلك يكون إذهاب الرجس معادلاً للعصمة الإلهية التي هي صورة علمية نفسانية، تحفظ الانسان من رجس باطني الاعتقاد و سيئ العمل (35)، هذا كله حول الأمر الأول.

وأما الامر الثاني : أعني كون الإرادة تكوينية لا تشريعية .

إن انقسام إرادته سبحانه إلى تكوينية و تشريعية أمر واضح، أما الاولى فهي ما تتعلق بإيجاد الشيء ، ومنها قوله سبحانه : إِنَّمَا أَمْرُ‌هُ إِذَا أَرَ‌ادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ.(36)

و أما الثانية فهي ما إذا تعلقت إرادته بتشريع حكم من الأحكام و بعث الناس إلى العمل به.

فالإرادة التكوينية لا تنفك عن المراد، بخلاف التشريعية فإنها لغاية بعث الناس إلى الفعل أو الترك مخيرين بين الطاعة و العصيان .

فنقول : لاشك أن الإرادة المتعلقة بإذهاب الرجس عن أهل البيت بالخصوص تكوينية ، إذ لو كانت تشريعية لما اختصت بطائفة دون طائفة ، لأن الهدف الأسمي من بعث الانبياء هو تطهير عامة الناس عن الذنوب بقوله سبحانه: وَلَـٰكِن يُرِ‌يدُ لِيُطَهِّرَ‌كُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُ‌ونَ (37)

و إن شئت قلت : تخصيص تعلق الإرادة بجمع خاص يمنع من تفسير الإرادة التشريعية التي عمت الأمة جميعاً .

وبعبارة ثالثة : لو كانت الإرادة تشريعية لما احتاج إلى إبراز العناية بصور مختلفة الواردة في الآية ، فإليك بيان تلك العناية:

أ.ابتدأ سبحانه كلامه بلفظ الحصر، ( إنما ) ولا معنى له إذا كانت الإرادة تشريعية ، لأنها غير محصورة بأناس مخصوصين.

ب.عين تعالى متعلق إرادته بصورة الاختصاص ، فقال : " أهل البيت" أي أخصكم أهل البيت .

ج.قد بين متعلق إرادته بلفظه" عنكم" وقال لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّ‌جْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ

د. قد أكده أيضاً بالإتيان بمصدره بعد الفعل وقال وَيُطَهِّرَ‌كُمْ تَطْهِيرً‌ا ليكون أوفى في التأكيد .

هـ.أنه سبحانه أتى بالمصدر نكرة، ليدل على الإكبار و الإعجاب، أي تطهيراً عظيماً معجباً.

و.أن الأية في مقام المدح و الثناء، فلو كانت الإرادة تشريعية لما ناسب الثناء و المدح.

وعلى الجملة: العناية البارزة في الآية تدل بوضوح على أن الإرادة هناك غير الإرادة العامة المتعلقة لكل انسان حاضر او باد.

وبذلك نقول: تعلقت إرادته سبحانه بتنزيلهم عن القبيح و العصيان كما تعلقت إرادته بعصمة الانبياء عن الذنب و العصيان ، وقد ثبت في محله أن العصمة لا تخالف الاختيار ، وذلك لأن القدرة و التمكن على فعل المعصية ثابتان للمعصوم ، إلا العصمة تصده عن ذلك، فهذا يوسف كان قادراً على ارتكاب الفاحشة إلا أن عصمته منعته عن ذلك، وبهذا استحق الثناء و المدح.

شبهتان ضئيلتان

إن السيد محمود الآلوسي – مع أنه من الشرفاء – أخذ يناقش دلالة الآية على عصمة أصحاب الكساء بوجهين ضعيفين لا يليقان بساحته :

الأول : أن الآية لا تدل على عصمتهم، بل لها دلالة على عدمها. إذ لا يقال في حقّ من هو طاهر: إني أريد أن أطهرك ، ضرورة امتناع تحصيل الحاصل، غاية في الباب أن كون هؤلاء الأشخاص (رضي الله عنهم ) محفوظين من الرجس والذنوب بعد تعلق الإرادة بإذهاب رجسهم ، يثبت بالآية .(38)

يلاحظ عليه : أولاً : أن النبي من أصحاب الكساء و الداخل تحت قوله تعالى :( أَهْلَ الْبَيْتِ ) فلازم ما ذكره من التفسير: أن النبي لم يكن متطهراً من الرجس قبل هذه الآية و إنما صار كذلك بعد نزولها، وهو خلاف ما اتفق عليه المسلمون من عصمته بعد البعثة .

و ثانياً أن الإذهاب تارة يطلق ويراد به إذهاب الشيء بعد وجوده كما في قوله تعالى: وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَ‌كُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِ‌جْزَ الشَّيْطَانِ (39) و أخرى يطلق ويراد حسم أسباب الرجس و إذهاب المقتضي لا رفعه بعد وجوده، و نعم ما ذكره الزمخشري حيث قال في تفسير الآية : إنما يريد لئلا يقارف أهل بيت رسول الله المآثم و ليتصونوا عنها بالتقوى.(40)

الثاني :لو تعلقت إرادته التكوينية بعصمتهم ، فيتحقق عندها الفعل فعندئذ فأي حاجة لدعاء النبي في حقهم حيث روى أنه قال : اللهم إن هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيراًن إذ عندئذ يكون أشبه بحصول واجب الحصول.(41)

يلاحظ عليه : بأن دعاء النبي (ص) إنما هو للاستمرار ، نظير قوله سبحانه : اهْدِنَا الصِّرَ‌اطَ الْمُسْتَقِيمَ،(42) ، فإن معناه طلب استمرار الهداية من الله سبحانه و هكذا دعاء النبي طلب استمرار الطهارة لأهل بيته في المستقبل أيضاً ، إذ من المحتمل أن تتعلق إرادته سبحانه بفترة خاصة دون عامة الفترات فالنبي (ص) طلب من الله شمولها لعامة الفترات.

يقول العلامة الطباطبائي في تفسير قوله سبحانه : وَإِلَّا تَصْرِ‌فْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (43) إن تلك القوة القدسية التي استعصم بها يوسف (ع ) كانت كأمر تدريجي يفيض عليه آناً بعد آن من جانب الله سبحانه و ليست بالأمر الدفعي المفروغ عنه، وإلا لا نقطعت الحاجّة إليه تعالى، و لذا عبر عنه بقوله : وَإِلَّا تَصْرِ‌فْ عَنِّي .(44)

وحصيلة الكلام: أنّ الممكن في وجوده و بقائه قائم بالله سبحانه فهو في حدوثه رهن العلة ، وهكذا في بقائه لأنه في حد الذات لا يملك شيئاً فلذلك في كل آن رهن الأفاضة من الله سبحانه إليه، و هذه هو المصحح لدعاء النبي (ص) لاستمرار تلك الإفاضة.

وأظن أن هذه الإشكالات كانت واضحة الجواب عند السيد الآلوسي و لكن رأيه المسبق في أئمة أهل البيت (عليهم السلام ) أوجد تلك الأفكار في ذهنه .

سؤال و إجابة

ربما يقال : إن الآية على فرض دلالتها على العصمة إنما تدل على عصمتهم من العصيان، وأما عصمتهم من الخطأ فالآية غير ناظرة إليه .

والجواب : أنّ بعض المفسّرين عمّم الرجس على الفكر الخاطئ في ذهن الإنسان، و بذلك جعل الآية دالة على العصمة في كلا الموقفين.(45)

ومع ذلك يمكن الإجابة بالقول بالملازمة بين العصمة من الذنوب و العصمة من الخطأ بالبيان التالي :

إن الهدف الأسمي من وصفهم أهل البيت (عليهم السلام) بالعصمة ليس إلا أتخاذ الأمة لهم أسوة على الصعيد الفردي و الاجتماعي ، ومعنى ذلك كونهم معصومين في جميع الجوانب ن وإلا فلو كانوا يخطأون في بعض الأحيان لما صحّ جعلهم أسوة على وجه الإطلاق.

وبعبارة أخرى : إنّ اهل البيت ( عليهم السلام ) أسوة قولاً و فعلاًَ، ومعنى ذلك كونهم مصيبين في مجالي القول و الفعل .

الآية الثانية : آية طاعة أولي الأمر

قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّ‌سُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ‌ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُ‌دُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّ‌سُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ‌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا.(46)

وجه الدلالة: أنه سبحاه عطف اولي الأمر على الرسول (ص) وأشرك بينهما وقال : أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم ، ومن المعلوم إن إطاعة الرسول غير مقيدة بشيء لأنه معصوم لا يأمر إلا بالحق و مافيه رضا الله تعالى، فاقتضى أن يكون أولو الأمر كذلك أيضاً فتجب إطاعتهم مطلقاً، ومن كان كذلك فهو معصوم قطعاً .

وإن شئت فصغه في قالب الكبرى و الصغرى و قل :

أولو الأمر من وجبت إطاعتهم مطلقاً.

ومن وجبت إطاعتهم مطلقاً فهم معصومون

ينتج : أولو الأمر معصومون

وهذا مما لا كلام فيه ، فقد اعترف بما ذكرنا الفخر الرازي في تفسيره وقال : " إن الله تعالى أمر بطاعة أولي الأمر على سبيل الجزم في هذه الآية، و من أمر الله بطاعته على سبيل الجزم و القطع لابد ان يكون معصوماً عن الخطأ ، إذ لو لم يكن معصوماً عن الخطأ كان بتقدير إقدامه على الخطأ يكون قد أمر الله بمتابعته فيكون ذلك أمراً بفعل ذلك الخطأ، و الخطأ لكونه خطأ منهي عنه، فهذا يفضي إلى اجتماع الأمر و النهي في الفعل الواحد بالاعتبار الواحد، وأنه محال ، فثبت أن الله تعالى أمر بطاعة أولي الأمر على سبيل الجزم، و ثبت كل من أمر الله بطاعته على سبيل الجزم وجب أن يكون معصوماً عن الخطأ ، فثبت قطعاً أنّ أولي الأمر المذكور في هذه الآية لابد و أن يكون معصوماً .(47)

ثم إن بعض المفسّرين حمل " أولي الأمر " على الأمراء و السلاطين ، ومن المعلوم أن اولئك غير معصومين، بل أكثرهم من الفسقة و الفجرة الذين يتعاملون بحقوق الشعوب بالحرمان و العصيان، و بعضهم فسره بالعلماء من أهل الحل و العقد، وهذا أيضاً كالتفسير السابق إذ ليسوا بمعصومين قطعاً.

وأما تفسير هم بالخلفاء الراشدين فغير تامّ جدّاً، لأنه يستلزم اختصاص الآية بفترة خاصة لا تتجاوز الأربعين سنة.

فعلى المفسّر المحقق أن يتحرى عن المراد بـ" أولي الأمر " فلا معنى لأن يأمر الله بإطاعة أولي الأمر ولكن لم يعرّفهم.

و الذي يجب أن يقال: إنّهم عبارة عن الخلفاء الأنثي عشر الذين عرّفهم الرسول (ص) بتعابير مختلفة.

أخرج مسلم في الصحيح عن النبي (ص) قال : " لا يزال الدين قائماً حتّى تقوم الساعة أو يكون عليكم أثنا عشر خليفة كلّهم من قريش ".(48)

إنّ احاديث الأئمة الاثني عشر من الروايات الواردة في صحيحي البخاري و مسلم بطرق و صور مختلفة، كلّها تحكي عن أنّ النبي (ص) أخبر عن أثني عشر خليفة من بعده ، بهم أنيط عز الإسلام و قوامه، وبما أنّ المقال لا يسع لنقل هذه الروايات فلطلبات أن يرجع إلى الصحيحين.(49)

وقدمرّ أن تفسير أولي الأمر بالخلفاء الراشدين يستلزم اختصاص الآية بفترة معينة و لكن تفسيره بالأئمة الاثني عشر يلازم استمرار وجود أولي الأمر، فإن الإمام الثاني عشر ( أعني المهدي ابن الحسن المنتظر "ع" ) هو حي يرزق سيظهره الله تعالى في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطاً و عدلاً، كما ورد في المصادر الحديثية للفريقين.

1-روي الإمام احمد في مسنده عن رسول الله (ص) : " لو لم يبق من الدهر إلا يوم واحد لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملأ ها عدلاً كما ملئت جوراً "(50)

2-أخرج ابو داود عن عبدالله بن مسعود: أن رسول الله (ص) قال :" لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ".(51)

3-أخرج أبو داود عن أم سلمة – رضي الله عنها – قالت : سمعت رسول الله(ص) يقول :" المهدي من عترتي من ولد فاطمة ".(52)

4-أخرج الترمذي عن ابن مسعود: أن رسول الله (ص) قال :" يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ".(53)

إلى هنا تمّ الكلام في الدليل القرآني على عصمة أهل البيت بقي الكلام في ما ورد في السنة الشريفة من دلائل عصمتهم.

 

المقام الثاني : عصمة أهل البيت (ع) على بيان من النبي الأكرم (ص)

قد ورد التعريف بأهل البيت تارة والعترة ثانياً في لسان النبي (ص)بعبارات تدلّ على أنهم لا يفارقون الحق و لا يميلون إلى الباطل ، وقد ورد ذلك المضمون في روايات متعدّدة نخص بالذكر منها اثنتان و هما:

1. حديث الثقلين

إنّ النبي الأكرم (ص) قرن عترته بالكتاب الكريم و جعل التمسّك بهما سبباً لعدم ضلال الأمة، ومن المعلوم أن القرآن لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه، فما فيه عين الحق و حق اليقين ، فإذن يكون قرينه الذي لا يفترق عنه، مثله، وهذا ما يعبر عنه بحديث الثقلين لوروده في بعض المتونن وها نحن نذكر الصور المختلفة المتنوعة من هذا الحديث الذي نادى به النبي في مواضع مختلفة ، ولعل الاختلاف في بعض الألفاظ نابع من إيراده في ظروف متعددة ، وإليك صور الحديث :

أ‌. لما رجع من حجة الوداع و نزل غدير خم أمر بدوحات فقممن فقال:

1.كأنّي دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين . أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله تعالى ، و عترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيها، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض .(54)

2. يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي .(55)

3.إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، و عترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما.(56)

4.إني تارك فيكم الخليفتين: كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء و الأرض أو ما بين السماء إلى الأرض، و عترتي أهل بيتي، و أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.(57)

وقد اقتصرنا في نقل المصادر بالأقل القليل من الكثير و إلا فمصادر الحديث كثيرة تناهز العشرات ، وقد ألف غير واحد من أصحابنا كتباً في أسانيد الحديث و تضافره بل تواتره.

ولكن يجب علينا أن نركز على مارامه النبي الأكرم (ص) من الوصايا بهما، فنقول:

إن رسول الله (ص) قد حكم في حديث الثقلين عن وجود التلازم بين عترته أهل بيته و بين الكتاب العزيز و أوصى المسلمين بالتمسّك بهما معاً مصطحبين، ليتجنبوا الوقوع في الضلالة، و أشار (ص) بقوله:" لن يفترقا حتى يردا علي الحوض" إلى أنهما بمنزلة التوأمين الخلفتين عنه (ص) ، وهذا يقضي أن يكون أهل البيت (ع) مقارنين للكتاب في الوجود و الحجة .

وبعبارة أخرى : إن ذلك يدل على أنه لابدّ في كل عصر، في جملة اهل البيت ، من حجة معصوم مأمون يقطع على صحة قوله.

ومما يؤيد ما ذكرنا أنه ورد في ذيل بعض الصور أن النبي (ص) بعد ما ذكر أنه مخلّف كتاب ربه و عترته أهل بيته، قد أخذ بيد علي (ع) و رفعها وقال :" هذا علي مع القرآن و القرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض"(58) أفيشك في عصمة القرآن مسلمٌ؟! فلا بدّ أن لا يشكّ في عصمة من لا يفارقه .

2. حديث السفينة

تضافرت الروايات عن النبي الأكرم(ص) أنه شبّه أهل بيته بسفينة نوح، وقال ما هذا لفظه:" ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق ".(59)

وفي لفظ آخر:" إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق، و إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطّة في بني اسرائيل من دخله غُفر له ".(60)

إنّ حديث السفينة من الأحاديث المتواترة عند المحدّثين ولا يسعنا نقل مصادره، ولسماحة الدكتور الرجوع إلى هامش الصفحة 77 من كتاب المراجعات.

يقول السيد شرف الدين العاملي: و أنت تعلم أنّ المراد بتشبيههم بسفينة نوح، أنّ مَن لجأ إليهم في الدين فأخذ فروعه و أصوله عن أئمتهم الميامين نجا من عذاب النار، و من تخلف عنهم كان كمن آوى يوم الطوفان إلى جبل ليعصمه من أمر الله، غير أنّ ذاك غرق في الماء و هذا في الجحيم و العياذ بالله.

والوجه في تشبيههم عليهم السلام بباب حطة هو أنّ الله تعالى جعل ذلك الباب مظهراً من مظاهر التواضع لجلاله و الخضوع لحكمه، وبهذا كان سبباً للمغفرة. وقد جعل انقياد هذه الأمة لأهل نبيها و الاتباع لأئمتهم مظهراً من مظاهر التواضع لجلاله و البخوع لحكمه، و بهذا كان سبباً للمغفرة. وهذا وجه الشبه، وقد بيّنه ابن حجر في كلامه – بعد أن أورد الحديث و غيره قال – ووجه تشبيههم بالسفينة من أحبهم و عظمهم شكراً لنعمة مشرفهم، و أخذ بهدي علمائهم نجا من ظلمة المخالفات ، ومن تخلف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم، و هلك في مفاوز الطغيان... إلى أن قال : وباب حطة – يعني : ووجه تشبيههم بباب حطة – أن الله تعالى جعل دخول ذلك باب الذي هو باب أريحا أو بيت المقدس مع التواضع و الاستغفار سبباً للمغفرة، وجعل لهذه الأمة مودّة أهل البيت سبباً لها.(61)

هذا ما سمح به الوقت و جاد به الفكر و عسى أن يقع موقع القبول .

والحمدالله رب العالمين

جعفر السبحاني

قم المقدسة

مؤسسة الإمام الصادق (ع)

7 محرم الحرام من شهور سنة 1434 هـ

 

 

فهرس المصادر

1- التكاثر : 5-6

2- نهج البلاغة : 2: الخطبة 188 ص 187 طبعة عبده

3- التوبة : 34 – 35

4- اللوامع الإلهية : 170

5- النساء 113

6- الميزان : 5/81

7- عوالي اللآلي : 2/11 برقم 18 ، بحار الانوار : 41/14

8- الجن : 26-28

9- التحريم : 12

10- آل عمران :42

11- صحيح البخاري : 910، برقم 3714 فضائل الصحابة ، فتح الباري في شرح صحيح البخاري:7/84

12- المستدرك على الصحيحين : 3/154 وقد صححه الحاكم

13- الأحزاب: 33

14- هود : 73

15- تفسير الطبري : 22/9 برقم 21727، دار الفكر – 1415هـ

16- صحيح مسلم : 7/130 باب فضائل أهل بيت النبي (ص)

17- تفسير الطبري : 22/9 برقم 21729

18- تاريخ الطبري : 22/9-13، الدر المنثور : 5/198-199 ، تفسير الرازي:8/85

19- تفسير المنار : 2/451

20- يوسف : 28-29

21- الأحزاب : 28-33

22- الأحزاب :34

23- انظر دلائل الصدق للشيخ محمد حسين المظفر : 2/72

24- ارشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول : 126

25- لاحظ : ترجمته في ميزان الاعتدال، 3/93-97، سير أعلام النبلاء : 5/18-29

26- لاحظ: سير اعلام النبلاء: 4/421 – 434

27- سير أعلام النبلاء : 7/220

28- روح المعاني للسيد محمود الآلوسي البغدادي ( المتوفى 1270 هـ ) : 22/19، في تفسير آية التطهير . ط دار أحياء التراث العربي – بيروت

29- صحيح مسلم : 7/123 باب فضائل علي (ع)

30- المستدرك على الصحيحين : 3/147

31- سنن الترمذي : 5/361 برقم 3963 باب ما جاء في فضل فاطمة (س)

32- الأنعام : 145

33- التوبة :125

34- الأنعام : 125

35- الميزان في تفسير القرآن : 16/330

36- يس : 82

37- المائدة :6

38- روح المعاني : 19/18

39- الأنفال :11

40- تفسير الكشاف : 23/538

41- روح المعاني : 19/10

42- الفاتحة : 6

43- يوسف : 33

44- الميزان في تفسير القرآن : 13/270

45- نقله الشوكاني في إرشاد الفحول : 126

46- النساء : 59

47- تفسير الرازي : 10/144

48- صحيح مسلم : 6/3 ط ، دار الفكر بيروت، ولاحظ سنن أبي داود : 2/309

49- لاحظ صحيح البخاري ، 8/127 طبعة دار الفكر 1401 هـ

50- مسند أحمد : 1/99 ، 3/17 و 70

51- جامعل الأصول : 11/48 برقم 7810

52- جامع الأصول : 11/48 برقم 7812

53- المصدر نفسه برقم 7810

54- أخرجه الحاكم عن زيد بن أرقم ، المستدرك : 3/109

55- أخرجه الترمذي و النسائي عن جابر و نقله عنهما في كنز العمال : 1/44

56- أخرجه الترمزذي عن زيد بن أرقم و نقله في كنز العمال : 1/44 برقم 874

57- أخرجه أحمد في مسنده : 5/182/189 ولاحظ : مسند احمد : 3/14 و 17 و 26، طبعه دار صادر- بيروت، سنن الترمذي : 5/328 ، فضائل الصحابة للنسائي : 15 مجمع الزوائد : 1/88

58- الصواعق المحرقة : 124 طبعة المحمدية بمصر

59- مستدرك الحاكم : 2/343و 3/151

60- مجمع الزوائد للهيثمي : 9/168. ولاحظ : المعجم الكبير للطبراني : 3/46 ، كنز العمال: 2/435 و ج 12/98

61- الصواعق المحرقة : 151 ، الطبعة المحمدية مصر

مسجد كوبيه يعرف باليابانية بعدة اسامي منها 神戸モスク، 神戸回教寺院 神戸ムスリムモスク. هو هو مسجد يقع في مدينة كوبه اليابانية (أحياناً تكتب بـ كوبي) وهو من أقدم المساجد في اليابان. بنئ المسجد على يد مجموعة من الاتراك، التتار والهنود التجار في عام 1935 ميلادية الذين قطنوا المدينة حيث كانت مدينة كوبيه من أهم المراكز التجارية مع العالم الخارجي في ذلك الوقت.

مسجد كوبيه محاطا بالاسلاك الكهربائيه وضع التحفة المعمارية بشكل سيء

يعتبر مسجد كوبيه من أحد معالم مدينة كوبيه لقدمه كذلك لانه من المباني القليلة التي صمدت في تاريخ كوبيه العصيف، منها عملية قصف الجوية لكوبيه في الحرب العالمية الثانية لذلك اخذه الجيش الياباني على انه ملجأ في خضم الحرب العالمية الثانية. وكذلك صموده في مواجهة زلزال كوبيه العظيم عام 1995 والحرائق التي اتت بعد الزلزال.

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على ضرورة "وقف توريد السلاح للمعارضة السورية، مشيرا الى ان "القانون الدولي يمنع تزويد السلاح لفصائل تسعى إلى زعزعة الاستقرار في بلد أو آخر".

ودعا الرئيس الروسي في حوار أجراه معه تليفزيون ARD الألماني عشية زيارته إلى ألمانيا المرتقبة يومي 7 و8 من الشهر الجاري، أطراف النزاع في سوريا إلى "وقف العنف بشكل فوري والجلوس إلى طاولة المفاوضات".

وقال بوتين : "يقولون لنا دائما روسيا تزود الأسد بالسلاح، أولا لا يوجد أية حظر على تزويد الحكومات الشرعية بالسلاح، وثانيا فقط عن طريق المطارات المجاورة لسوريا حصلت المعارضة في الآونة الأخيرة، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، على ثلاثة أطنان ونصف الطن من الأسلحة والذخيرة. هذا ما يجب وقفه".

واشار بوتين الى "وجود القانون الدولي والأصول القانونية الدولية التي تمنع توريد السلاح إلى فصائل تسعى إلى زعزعة الاستقرار في بلد أو آخر باستخدام السلاح".

واضاف بوتين: "عندما يقولون إن النظام السوري يقاتل شعبه، فتعرفون أن ذلك قسم مسلح من المعارضة. ما يحدث هو مجزرة ومصيبة وكارثة، يجب وقف ذلك، يجب جلوس كافة أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات، وأعتقد أنها الخطوة الأولى التي يجب القيام بها، ووضع الخطوات القادمة في إطار النقاش".

واردف الرئيس الروسي "ما هو جوهر موقفنا؟ ليس في أن يغادر الرئيس الأسد اليوم كما يقترح شركاؤنا، ونرى غدا ماذا نفعل بذلك وإلى أين نمضي، فعلنا ذلك في دول كثيرة، أو فعل شركاؤنا الغربيون بالأحرى. ليس من الواضح إلى أين ستتوجه ليبيا، إنها فعليا تقسمت إلى ثلاثة أجزاء".

واشار بوتين الى أن "الاجتماع الأخير في جنيف شهد توصلا إلى اتفاق بهذا الشأن، وللأسف ابتعد شركاؤنا الغربيون عن هذه الاتفاقات من جديد، نعتبر أنه يجب العمل بإصرار على وضع حلول ترضي الجانبين".

وتابع بوتين "موقفنا يتلخص في أنه يجب جلوس الجميع إلى طاولة المفاوضات حتى تتفق كافة الأطراف المتواجهة بعضها مع بعض على كيفية مشاركتها في الإدارة المستقبلية للبلاد، ثم المضي قدما لتحقيق هذه الخطة بضمانات من المجتمع الدولي".

السبت, 06 نيسان/أبريل 2013 06:06

تهذيب النفس، نوع من الجهاد

رأيٌ يقول: إنّ تهذيب النفس، نوع من الجهاد ومحاربة أعداء الداخل، الّذين يتحرّكون لإيقاع الإنسان في مستنقع الرّذيلة، وشراك الخطيئة.

هذا الرأي مقتبسٌ في الأصل، من حديث الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، المعروف، عندما خاطب الرسول صلى الله عليه واله وسلم، قوماً من المجاهدين، رجعوا لتوّهم من الغزو فقال:"مَرحَباً بِقَوم قَضَوا الجِهادَ الأَصغَرَ وَبَقيَ عَلَيهِم الجِهادُ الأَكبَرُ، فَقِيلَ يا رَسُولَ اللهِ، ما الجِهادُ الأكبرُ، قالَ: جِهادُ النَّفسِ"1.

وجاء في البحار في ذيل هذا الحديث: ثُمّ قَالَ صلى الله عليه واله وسلم: "أَفضَلُ الجِهادِ مَنْ جاهدَ نَفْسَهُ الَّتي بَينَ جَنْبَيهِ"2.

هذا وقد فُسّرت بعض الآيات التي وردت في دائرة الجهاد، بالجهاد الأكبر، إمّا لأنّها تخصّ الجهاد مع النفس، ولمدلولها العام في حركة السياق القرآني، الذي يتناول القِسمين للجهاد.

وجاء في تفسير القمي، في ذيل الآية (6) من سورة العنكبوت: "وَمَنْ جاهَدَ فَإنّما يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ العالَمِينَ"، قَالَ عليه السلام: " ومن جاهد نَفْسَهُ عَنِ الشَّهَواتِ وَاللَّذَّاتِ وَ المَعاصِي"3 .

ويمكن أن نستوحي هذا المعنى من هذه الآية، من حيث إنّ فائدة الجهاد تعود على الإنسان نفسه، ويتّضح ويتجلّى أكثر في الجهاد مع النفس، وخصوصاً أنّ الآية التي جاءت قبلها، تكلّمت عن لقاء الله: "وَمَنْ كَانَ يَرجُوا لِقاءَ اللهِ.."، ونعلم أنّ لقاء الله، والشهود والقرب منه، هو الهدف الأصلي للجهاد مع النفس.

وكذلك جاء في آخر آية من سورة العنكبوت: "وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُم سُبُلَنا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الُمحسِنِينَ".

وهذه الآية أيضاً ناظرةٌ حسب الظاهر إلى الجهاد الأكبر، وذلك لقرينة: (فينا)، وجملة: "لَنَهْدِيَنَّهُم سُبُلَنا"، وتتضمن مفهوماً عاماً يستوعب كلا النَّحوين من الجهاد.

وجاء أيضاً في الآية (78) من سورة الحج: "وجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُم وَمَا جَعَلَ عَلَيكُم فِي الدِّينِ مِنْ حَرج".

فقد فسّر أغلب المفسّرين كلمة الجهاد بمعناها ومفهومها العام، الذي يشمل الجهاد الأصغر والأكبر، وبخصوص معنى الجهاد الأكبر، وكما قال المرحوم العلاّمة الطّبرسي في كتابه مجمع البيان، أنّ أكثر المفسّرين ذهبوا إلى أنّ المقصود من حقّ الجهاد، هو إخلاص النيّة والأعمال والطّاعات لله تعالى4.

وقد ذكر العلاّمة المجلسي رحمه الله هذه الآية، في زمرة الآيات النّاظرة للجهاد الأكبر5. كذلك. وجاء في الحديث المعروف عن أبي ذرّ رحمه الله أنّه قال: قُلتُ يا رسُولَ اللهِ أَيُّ الجِهادِ أَفضَلُ؟ فَقالَ صلى الله عليه واله وسلم: "أَنْ يُجاهِدَ الرَّجُلُ نَفْسَهُ وَهَواهُ"6.

وكما ورد في حديث: جنود العقل وجنود الجهل، هذا المعنى أيضاً، إذ يُشبّه حياة الإنسان بساحةِ حرب، العقلُ جنوده في جهة، والجهلُ وهوى النّفس وجنودهما في الجهة المقابلة، فهذان المعسكران، يعيشان دائماً في حالة حربِ سِجال، ومن خلال هذا النّزاع، ومعطيات حالات الصّراع في أعماق النّفس، تتولد الكمالات المعنويّة للإنسان، وذلك عندما ينتصر العقل وجنوده، والنّصر الآني، هو السّبب في التّقدم النّسبي للكمالات الإنسانيّة.

 

*الأخلاق في القرآن،آية الله مكارم الشيرازي،مدرسة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام-قم،ط2،ج1،


1- وسائل الشيعة، ج11، ص122 (باب 1، جهاد النفس).

2- بحار الأنوار، ج67، ص65.

3- تفسير القمي، ج2، ص148 بحار الانوار، ج67، ص65.

4- مجمع البيان، ج7، ص97.

5- بحار الأنوار، ج67، ص63.

6- ميزان الحكمة، ج2، ص141.

تستكمل ايران والدول الست اليوم محادثاتهما النووية في عاصمة كازاخستان المآتي اليوم ، وينتظر الوفد الايراني رد هذه الدول على المقترحات التي قدمها يوم امس.

وعقد رئيس المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون اجتماعا ثنائيا قبيل انطلاق الجولة الثالثة من المحادثات النووية في آلماتي اليوم السبت.

واعلنت طهران انها قدمت مقترحات واضحة وشفافة وايجابية.

وقد التقى امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي على هامش المباحثات مندوبي الصين وروسيا.

وكانت الجولة الثانية من المحادثات بين ايران ومجموعة خمسة زائد واحد انطلقت في العاصمة الكازاخستانية المآتي بحضور الوفد الايراني ووفود الدول دائمة العضوية في مجلس الامن اضافة الى المانيا ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون.

وتابع الجانبان في اجتماعهم خلف الابواب المغلقة على مدى ثلاث ساعات ما توصلوا اليه في اجتماع الماتي الاخير الذي انعقد اواخر شباط/فبراير الماضي.

من جانبه اعلن مساعد الشؤون السياسية في المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي باقري ان المحادثات بين ايران ومجموعة (5+1) ستتواصل السبت للرد على المقترحات الإيرانية.

وقال باقري إن بلاده قدمت قبل بضعة أشهر مقترحات شاملة لبلورة إطار عام للتعاون الجاد بين الطرفين.

وقد عقدت جولتان من المحادثات النووية بين ايران والدول الست يوم امس الجمعة في كازاخستان.

واوضح باقري ان ايران ترى ان عملية ارساء الثقة تتمثل بكافة الخطوات التي يقدم عليها الطرفان، مضيفا: قدم السيد جليلي مقترحات لمباحثات الماتي ترتكز على 3 عناصر بداية التسوية ومحورها ونهايتها.

وفيما اكدت طهران أن لديها مقترحات شفافة وايجابية قال الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون إنه لمس لدى الاوروبيين نظرة ايجابية ومنطقية إزاء المحادثات، ودعا الى مقاربة البرنامج النووي الايراني بطريقة سلمية.

كما أكد مساعد أمين المجلس الاعلى للامن القومي علي باقري أن لدى طهران مقترحات شفافة وايجابية.

وكانت ايران والدول الست اجتمعت في الماتي اواخر شهر شباط الماضي، ووصف الطرفان المحادثات بالايجابية والمقترحات بالجديدة والجيدة، وسط تأكيد على ضرورة التوصل الى حل.

السبت, 06 نيسان/أبريل 2013 05:55

حَقّ بَصَرِكَ

5. وَ أَمّا حَقّ بَصَرِكَ فَغَضّهُ عَمّا لَا يَحِلّ لَكَ وَ تَرْكُ ابْتِذَالِهِ إِلّا لِمَوْضِعِ عِبْرَةٍ تَسْتَقْبِلُ بِهَا بَصَراً أَوْ تَسْتَفِيدُ بِهَا عِلْماً فَإِنّ الْبَصَرَ بَابُ الِاعْتِبَارِ .

"احتلال هذه الأرض كان مشروعاً متعدد الجوانب و معقداً يهدف إلى الحيلولة دون اتحاد المسلمين و تلاحمهم و منع تأسيس حكومات قوية جديدة من قبل المسلمين".

الإمام الخامنئي  29/09/2009

الفصل الأول: تاريخ احتلال فلسطين

أولا: كيف اغتصبت فلسطين

تحولت فلسطين في إطار عملية تاريخية اشتملت على عشرات المبادرات التي قام بها العدو، إلى ملكٍ مطلق للصهاينة. فكّر عدد من اليهود المتنفذين في العالم في إيجاد بلد مستقل لليهود. و قد فكّروا سابقاً بالتوجه إلى أوغندا و جعلها بلداً لهم. و فكّروا لفترة من الزمن بالتوجه إلى طرابلس عاصمة ليبيا، لذلك تفاوضوا و تناقشوا مع الإيطاليين الذين كانوا يستولون حينها على طرابلس، لكن الإيطاليين رفضوا طلبهم.. وأخيراً اتفقوا مع الإنجليز..

كان للإنجليز في ذلك الحين أهداف و أغراض استعمارية مهمة جداً. وجدوا أن من المناسب إن يأتي أولئك إلى هذه المنطقة. احتلال هذه الأرض كان مشروعاً متعدد الجوانب و معقداً يهدف إلى الحيلولة دون اتحاد المسلمين و تلاحمهم و منع تأسيس حكومات قوية جديدة من قبل المسلمين. ثمة أدلة تشير إلى أن الصهاينة كانت لهم علاقات قريبة مع الألمان، و تقديم إحصاءات مبالغ فيها حول مذابح اليهود كان بحد ذاته وسيلة لكسب تعاطف الرأي العام و تمهيد الأرضية لاحتلال فلسطين و تبرير جرائم الصهاينة. بل هناك شواهد تشير إلى أنهم أوفدوا عدداً من الشقاة و الأوباش غير اليهود من شرق أوربا إلى فلسطين باعتبارهم يهوداً ليؤسسوا تحت غطاء دعم الناجين من المذابح العنصرية دولةً مناهضةً للإسلام في قلب العالم الإسلامي، و ليخلقوا بعد ثلاثة عشر قرناً شرخاً و انقساماً بين شرق العالم الإسلامي و غربه. تفاجأ المسلمون في بداية الأمر لأنهم لم يكونوا مطلعين على كنه المشروع الذي يرمي إليه الصهاينة و حماتهم الغربيون.

الدولة العثمانية هُزمت. و تم سراً عقد اتفاقية »سايكس – بيكو« لتقسيم البلدان الإسلامي في الشرق الأوسط بين المنتصرين في الحرب. تركت عصبة الأمم للإنجليز الانتداب على فلسطين، فمنح الإنجليز وعداً إيجابياً للصهاينة و أوفدوا اليهود إلى فلسطين عبر مجموعة من المشاريع المدروسة، و طردوا المسلمين من ديارهم و بيوتهم.

كان المقرر بدايةً أن يدخل اليهود إلى فلسطين كأقلية ثم يكثرون تدريجياً و يستولون على جزء من الأرض، و سيكون هذا الجزء حساساً، لأن فلسطين تقع في منطقة حساسة، و يشكلون دولةً و يكونون من حلفاء بريطانيا، و يحولون دون أن يتحد العالم الإسلامي و خصوصاً العالم العربي في تلك المنطقة. العدو الذي يُدعم من الخارج بهذه الطريقة يمكنه زرع الخلافات بأساليب التجسس و غيرها من الأساليب المتنوعة، و هذا ما فعلوه على أرض الواقع: يقترب إلى هذا، و يضرب ذاك، و يتهجم على فلان، و يتشدد مع فلان. إذن كان هناك بالدرجة الأولى مساعدة بريطانيا و بعض البلدان الغربية. ثم انفصلوا تدريجياً عن بريطانيا و تحالفوا مع أمريكا.

وقد حمت أمريكا الصهاينة إلى هذا اليوم. لقد أنشأوا بلداً بهذه الطريقة و باحتلال بلد فلسطين. و كان احتلالهم لفلسطين على النحو التالي: لم يأتوا عن طريق الحرب أولاً، بل جاءوا عن طريق الحيلة. عمدوا إلى أراضٍ فلسطينية كبيرة كان المزارعون العرب يعملون فيها و كانت جد خصبة و عامرة، و اشتروها بأضعاف سعرها الحقيقي من أصحابها و مالكيها الأصليين الذين كانوا يسكنون أوربا و أمريكا.. كان أولئك المالكون يتمنون تلك الصفقة فسارعوا لبيع أراضيهم لليهود. طبعاً كانت لديهم أسبابهم، و روي أن من أسبابهم هو السيد ضياء [السيد ضياء الدين الطباطبائي] المعروف شريك رضا خان في انقلاب 1299 [1921 م] و الذي انتقل من هنا إلى فلسطين ليعمل سمساراً في معاملات بيع المسلمين أراضيهم لليهود و الإسرائيليين! اشتروا الأراضي و حينما صارت الأراضي ملكهم بدأوا بطرد المزارعين منها بأساليب عنيفة جداً و بكل قسوة و عجرفة. كانوا يتوجهون إلى مكان معين و يضربون و يقتلون و يستقطبون الرأي العام العالمي في الوقت ذاته بأكاذيبهم و خداعهم.

ثانيا: الحقيقة المقلوبة

جرت المساعي في الإعلام العالمي على تصوير اليهود الذين استولوا على فلسطين بوصفهم أناساً مظلومين ذوي حقوق، و قد تعرضوا للضغط و الاعتداء. أما العرب الذين يحاولون استعادة بيوتهم فهم أناس قساة يتحدثون بمنطق القوة و لا يلتزمون بالمعايير و الضوابط.

حينما أراد الصهاينة و اليهود الروس الهجرة إلى فلسطين لم يقولوا إن هؤلاء غاصبون و إنهم ليسوا أهل فلسطين الذين وفدوا إليها، و أنهم من أهل روسيا و أوكرانيا و البلدان الأوربية، و من أهل أمريكا و لكلٍّ منهم في أرضه و بلاده و مكانه و داره و ثروته و أمواله و حياته. و مع ذلك يتوجهون إلى فلسطين ليغتصبوا حق الفلسطينيين و يستولوا على بيوتهم و ثرواتهم و أراضيهم، و يحرموهم حق تأسيس عوائلهم. لم يكونوا ليقولوا هذا ! أضف إلى ذلك أن عناصر الصهاينة و الأمريكان كانوا يعرضون في وسائل إعلامهم صور بعض النساء و الأطفال اليهود المتعبين ليقول الناس في العالم: »عجيب، لماذا يتعامل العرب مع هؤلاء المساكين المظلومين بهذا الشكل؟!«

ثالثا: أركان احتلال فلسطين

لهيمنة الصهاينة الغاصبة على فلسطين ثلاثة أركان: أحد الأركان هو القسوة مع العرب. تعاملهم مع أصحاب الأرض الأصليين كان تعاملاً قاسياً عنيفاً شديداً. لم يداروهم على الإطلاق. الركن الثاني هو الكذب على الرأي العام. و حكاية الكذب على الرأي العام حكاية عجيبة حقاً. كذبوا و كذبوا عبر وسائل الإعلام الصهيونية إلى درجة أنهم أخذوا بعض الرأسماليين اليهود بسبب هذه الأكاذيب.

والكثيرون صدقوا أكاذيبهم خدعوا حتى الكاتب و الفيلسوف الاجتماعي الفرنسي »جان بول سارتر«. كتب »جان بول سارتر« كتاباً قرأته قبل ثلاثين سنة. كتب يقول: »شعب بلا أرض، و أرض بلا شعب«... أي إن اليهود كانوا شعباً بلا أرض، و جاءوا إلى فلسطين التي كانت أرضاً بلا شعب! ما معنى إنها أرض بلا شعب؟! كان فيها شعب يعمل. و هناك الكثير من الشواهد على ذلك. يقول أحد الكتاب الأجانب أن مزارع القمح كانت في كل الأرض الفلسطينية كبحر أخضر يشاهد على امتداد البصر. أوهموا العالم أن فلسطين أرض خربة متروكة بائسة، و جئنا نحن إلى هناك فعمرناها ! الكذب على الرأي العام! حاولوا دوماً تصوير أنفسهم على أنهم مظلومون. في المجلات الأمريكية نظير »تايم« و »نيوزويك«، إذا وقعت أدنى حادثة لعائلة يهودية ينشرون صور القتيل و تفصيلات عنه و سنه، و يضخمون مظلومية أطفاله، لكنهم لا يشيرون أدنى إشارة إلى المئات بل الآلاف من حالات العنف ضد الشباب الفلسطينيين، و العوائل الفلسطينية، و الأطفال الفلسطينيين، و النساء الفلسطينيات في داخل فلسطين المحتلة و في لبنان! ..

الركن الثالث هو عقد الصفقات و التفاوض، و استخدام اللوبيات على حد تعبيرهم. يجلسون مع هذه الحكومة، و تلك الشخصية، و ذلك السياسي، و ذلك المستنير، و ذلك الكاتب، و ذلك الشاعر، و يتحدثون معه و يعقدون الصفقات! ممارساتهم كانت لها لحد الآن ثلاثة أركان حتى استطاعوا الاستيلاء على هذا البلد بالخداع و المكر. ثم إن القوى الأجنبية وقفت إلى جانبهم، و على رأسها بريطانيا. منظمة الأمم المتحدة و من قبلها عصبة الأمم التي تشكلت بعد الحرب لمعالجة ما يسمى بقضايا السلام، دعمتهم دائماً إلا في بعض الحالات المعدودة. في سنة 1948 أصدر المجتمع الدولي قراراً قسّم فيه فلسطين بلا أي سبب أو مسوِّغ.

يمنح القرار 57 بالمائة من الأراضي الفلسطينية لليهود، و الحال أن 5 بالمائة من الأراضي الفلسطينية كانت ملكهم في السابق. و قد أسسوا هناك دولة ثم تتابعت الأحداث و الأمور و الهجمات على القرى و المدن و البيوت و الأبرياء. طبعاً قصّرت الدول العربية بعض الشيء. وقعت عدة حروب. في حرب سنة 1967 استطاع الإسرائيليون بمساعدة أمريكا و دول أخرى احتلال أجزاء من الأراضي المصرية و السورية و الأردنية. و في حرب 1973 استطاعوا أيضاً و بمساعدة تلك القوى تغيير نتيجة الحرب لصالحهم و احتلال مزيد من الأراضي.