
Super User
تعديل حكومي في سوريا يشمل 9 وزارات بينها الداخلية
أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوماً يقضي بإلغاء وزارة المصالحة الوطنية واستبدالها بهيئة مرتبطة برئاسة مجلس الوزراء، على أن يرأس الهيئة علي حيدر الذي شغل منصب وزير المصالحة منذ تأسيسها.
كما أصدر الأسد مرسوماً لتعيين 9 وزراء جدد، من بينهم اللواء محمد خالد الرحمون، المدرج على قائمة العقوبات الأميركية، وزيراً للداخلية، بديلاً للوزير السابق اللواء محمد الشعار.
وشملت التغييرات وزارات الموارد المائية والتجارة والسياحة والتربية والتعليم العالي والأشغال والاتصالات والصناعة.
وبحسب وكالة "سانا" الرسمية فقد عيّن حسين عرنوس وزيراً للموارد المائية، وعاطف نداف وزيراً للتجارة الداخلية وحماية المستهلك، ومحمد رامي مرتيني وزيراً للسياحة، وعماد موفق العزب وزيراً للتربية، وبسام بشير إبراهيم وزيراً للتعليم العالي، وسهيل محمد عبد اللطيف وزيراً للأشغال العامة والإسكان، وإياد محمد الخطيب وزيراً للاتصالات والتقانة، ومحمد معن زين العابدين جذبة وزيراً للصناعة.
باحثون إيرانيون یستخدمون نبات الحلبة لعلاج السكري
أنتج الباحثون الإيرانيون شرابًا عشبيًا من نبات الحلبة، يُستخدم كمساعد في معالجة مرضى السكري.
وصنع هذا الشراب العشبي من بذور الحلبة ، وله نكهة البرتقال، ويستخدم لعلاج مرض السكري.
ونبات الحلبة يمتاز بقدرته على خفض نسبة الجلوكوز في الدم ونجح الباحثون الإيرانيون في إنتاج شراب لعلاج السكري.
ويمكن استخدام هذا الشراب أيضًا للأطفال والمسنين المصابين بالسكري.
ايران تحذر من عواقب وخيمة لا يمكن التنبؤ بها إذا انهار الاتفاق النووي
حذر رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي اليوم الاثنين الدول الموقعة على الاتفاق النووي المبرم عام 2015 من عواقب وخيمة ما لم تتحرك للحفاظ على الفوائد الاقتصادية للاتفاق.
واستضاف الاتحاد الأوروبي صالحي في ندوة حول التعاون النووي في بروكسل تهدف لإبداء دعمه المستمر للاتفاق النووي بعد إعادة فرض الحظر الأميركي على صادرات النفط الإيرانية هذا الشهر.
وقال صالحي للصحفيين على هامش الندوة ”إذا لم تتحول الأقوال لأفعال إذا... سيكون للأمر عواقب وخيمة ولا يمكن التنبؤ بها“.
لكن صالحي قال إنه يعتقد أن الاتحاد الأوروبي ”يبذل قصارى جهده“ ويمضي في طريق الوفاء بتعهداته.
وتتعثر جهود الاتحاد الأوروبي لإنقاذ العلاقات التجارية مع طهران والتي تشمل وضع آلية خاصة للمعاملات بغير الدولار.
وستكون الآلية محددة الهدف مثل دار مقاصة يمكن استخدامها لمبادلة صادرات النفط والغاز الإيرانية بمبيعات السلع من الاتحاد الأوروبي في اتفاق مقايضة من الناحية العملية. لكن لم تقدم أي دولة من دول الاتحاد على استضافة الآلية مما يؤخر هذه الخطط.
وقال المفوض الأوروبي لشؤون المناخ والطاقة ميجيل أرياس كانيتي في إفادة صحفية مشتركة ”ينبغي ألا تساور الشكوك أحدا بشأن مستوى الطموح السياسي والعزم لدى الدول المعنية، لا سيما فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، على تفعيل الآلية محددة الهدف بسرعة“.
المغرب يدعو الجزائر لإعلان ردها "الرسمي" على مبادرة الحوار
دعت الرباط، الإثنين، الجزائر إلى الإعلان رسميًا عن ردها على المبادرة الملكية المغربية لإنشاء لجنة سياسية مشتركة للحوار بشأن القضايا الخلافية بين الجارتين.
ودعت الخارجية الجزائرية، الخميس الماضي، إلى عقد اجتماع لوزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي، في "أقرب وقت"، لبحث إعادة بعث التكتل الإقليمي.
وتأتي هذه المبادرة في أعقاب دعوة العاهل المغربي، الملك محمد السادس، الجزائر إلى فتح حوار مباشر لتجاوز خلافات البلدين، دون رد صريح من الأخيرة.
وقالت الخارجية المغربية، في بيان اليوم، إن "البلد (المغرب) يظل منفتحا ومتفائلا بخصوص مستقبل العلاقات مع الجزائر".
ونفت وجود علاقة بين المبادرة المغربية وطلب الجزائر عقد اجتماع وزاري لاتحاد المغرب العربي.
وقالت الخارجية المغربية إن "الطلب الجزائري لا علاقة له بالمبادرة الملكية، ذلك أن هذه الأخيرة هي ثنائية صرفة، بينما تندرج الخطوة الجزائرية في إطار استئناف البناء الإقليمي".
وأضافت أن "وضعية الجمود التي يعرفها اتحاد المغرب العربي، منذ سنين، تعود بالأساس إلى الطبيعة غير العادية للعلاقات المغربية الجزائرية، التي لا يمكن معالجتها إلا في إطار حوار ثنائي، مباشر ودون وسطاء".
وتابعت أن الاتحاد والدول الأعضاء يدعون إلى "حوار مغربي جزائري لتجاوز خلافاتهما في إطار روح حسن الجوار والتطلع المشترك للرقي إلى مستوى انتظارات الشعوب الخمسة الشقيقة".
وأُعلن عن تشكيل اتحاد المغرب العربي في 1989، ويضم كلًا من: الجزائر، المغرب، ليبيا، تونس وموريتانيا.
لكن خلافات بينية، لاسيما بين الجزائر والمغرب، تسببت بتجمد عمل المنظمة الإقليمية، إذ لم تعقد أي قمة منذ 1994.
وأردفت الخارجية المغربية أن "المغرب لا يمكنه إلا أن يأسف لكون هذه المبادرة (اللجنة السياسية المشتركة للحوار مع الجزائر) لم تعرف الرد المأمول".
وأضافت أن "الصيغ الأخرى (إطار إقليمي، الوسطاء...) تبقى غير مثمرة.. المغرب يأمل دائما أن تتمكن الاتصالات الإنسانية المباشرة من تقديم الجواب الملائم للخلافات الثنائية".
ودعا العاهل المغربي، في 6 نوفمبر/ تشرين ثانٍ الجاري، الجزائر إلى إنشاء لجنة مشتركة لبحث الملفات الخلافية العالقة، بما فيها الحدود المغلقة.
وشدد على أن الرباط "مستعدة للحوار المباشر والصريح مع الجزائر الشقيقة، لتجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين".
وواجه اتحاد المغرب العربي، منذ تأسيسه، عراقيل لتفعيل هياكله وتحقيق الوحدة المغاربية.
وأهم هذه العراقيل، بحسب مراقبين، هو الخلاف حول ملف الصحراء، حيث تعرض الرباط على سكانه حكمًا ذاتيًا، فيما تدعم الجزائر جبهة "البوليساريو"، التي تدعو إلى استقلال الإقليم.
العلماء يشرحون لماذا لا يتوجب على الحوامل شرب القهوة
اكتشف علماء أيرلنديون أن الكافيين، الموجود في القهوة والشاي، يؤدي إلى انخفاض حجم الجنين لدى النساء الحوامل.
وذكرت American Journal of Clinical Nutrition أن الباحثون درسوا بيانات 941 أم وطفلها. وكان المصدر الرئيسي للكافيين لنسبة 48 في المائة من النساء الحوامل الشاي، و 38 في المائة — القهوة.
وجد الخبراء أنه تناول كل مائة مليغرامات إضافية من الكافيين يوميا خلال الأشهر الثلاثة الأولى، يقلل وزن المولود الجديد 72 جرام. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الكافيين إلى انخفاض في طول الجنين، وطول محيط الرأس وانخفاض في عمر الحمل.
ووفقاً لنتائج الدراسة، فإن الأمهات الخاضعات للاختبار، التي كان مستوى استهلاكها للكافيين أعلى ما يمكن، كان وزن الأطفال حديثي الولادة يقل بمقدار 170 غرام عن أولئك الذين شربوا القهوة والشاي بكميات ضئيلة.
ومع ذلك، لاحظ العلماء، أن التأثير السلبي للمادة يظهر، حتى لو كانت جرعة الكافيين التي دخلت جسم المرأة الحامل أقل من المؤشرات "الآمنة" مائتي ملليغرام في اليوم الواحد.
سياسة الاستكبار تجاه رسول الإسلام (صلى الله عليه وآله)
الرسول الأكرم مظهر للصدق والأمانة والمروءة
ميلاد النبي المكرم سيدنا محمد بن عبد الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).. ميلاد حامل راية التوحيد والعدالة والعلم والطهر : "هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكّيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة" . مظهر كل هذه الأمور هو ذلك الكيان المقدس.
فمنذ ولادته وحتى مبعثه - أي خلال أربعين عاماً - كانت هذه الفترة فترة اختبار للطهر والأمانة والمروءة والصدق عند رسولنا العزيز. الصديق والعدو من رؤساء القبائل إلى كل فرد من الناس، والمسافرون الذين كانوا يقصدون مكة، أو الذين التقوا الرسول الأكرم في أسفارهم التجارية، اعترفوا وشهدوا كلهم أن هذا الإنسان الجليل النجيب مظهر للطهر والأمانة والصدق والمروءة. لم ير أي بشر أية نقطة سلبية في حياة هذا العظيم. لم يسمع أية كذبة. لم يشاهد أي أعتداء أو تطاول منه على حقوق الآخرين. الناس كلهم اعترفوا بهذا الشيء، وعرفوا الرسول الأكرم بهذه الخصال والصفات طيلة أربعين عاماً.
أعداء الرسول إنما يعادون رسالته لا شخصه
وبعد الأربعين - حينما انطلقت دعوة الرسول - انهمرت سيول العداء والحقد والاتهام والافتراء على الرسول من قبل قسم كبير من أولئك الناس أنفسهم. أولئك الناس أنفسهم الذين كانوا يشهدون للرسول بالنـزاهة والطهر والعلم والصدق قبل البعثة، قالوا عنه بعد البعثة، إنه ساحر، ومجنون، وكذاب، وغيرها من التهم المذكورة في القرآن. إذن، لم تكن مشكلة أعداء الرسول مع شخص الرسول، إنما مع رسالته. كل الذين شكلوا جبهة متحدة ضده كانوا يعادون رسالته في التوحيد والعدل وسائر تعاليم مدرسته.
وطوال هذه الألف وأربعمائة سنة أيضاً لم تكن القضية سوى هذه. إنْ كنا نلاحظ إهانات توجه للرسول في أدبيات بعض البلدان الغربية، وعلى أقلام وألسنة سياسيين من أكناف العالم الغربي، فالقضية هنا أيضاً قضية الجاهلية الأولى. الذين يعادون الرسول اليوم أيضاً، والذين يوجهون الإهانة لاسمه وذكراه، إنما يعادون ويعارضون رسالة التوحيد والعدل والتحرر التي جاء بها للبشر.
كل الذين أحرزوا القوة والثروة عن طريق الظلم، والخداع، والإكراه، وإهانة البشر واستعبادهم، يعادون هذه الرسالة.. يعادون رسالة التوحيد.. رسالة التوحيد التي تدعو الناس لعبودية الله الواحد. من يغدو عبداً لله الواحد سيخرج طبعاً من عبودية أرباب الثروة والمِكنة والقوة. الذين أرسوا دعائم حياتهم على أساس التمييز بين الشعوب والبشر لا يرغبون في نبي العدل، ويعادونه.
عداء المستكبرين لرسول الله مؤشر ضعف وخوف
لقد كان هذا العداء مؤشر ضعف وخوف يومذاك، وهو اليوم أيضاً مؤشر ضعف وخوف. الذين يعارضون الرسول والإسلام، ويحقدون عليهما، ويوجّهون لهما التهم، يمارسون هذا السلوك السيء من موضع الضعف لا من موضع القوة. خافوا يومها من رسالة التوحيد والعدل التي جاء بها الرسول وشعروا بالخطر، واليوم أيضاً - حيث قلوب الناس في كل أنحاء العالم ظامئة للمعنوية نافرة من منطق القوة الذي يعتمده جبابرة العالم - يشعرون بالخطر من الإسلام الذي يرفع راية العدل والمساواة والمعنوية والعبودية لله في العالم، ويدعو البشر المرهقين من النظم المادية إلى نفسه. اليوم أيضاً، يوجه مستكبرو العالم ومرتزقتهم الإهانات للرسول بسبب خوفهم؛ هذه علامة هزيمتهم وليست مؤشر قوتهم أو اقتدارهم
الإساءة الغربية للرسول سياسة وليست أعمالا فردية
يخطئ من يتصور - في هذا المضمار - أن شخصاً واحداً أو كاتباً مأجوراً مثل سلمان رشدي أو رسام كاريكاتير مأجوراً - كالذي كان في بعض البلدان الأوربية - هو الطرف الذي يقف مقابل الإسلام. هؤلاء هم قوات المشاة البائسون سود الوجوه للاستكبار العالمي. إنما الطرف في القضية هو السياسات... الطرف في القضية هم أعضاء الشبكة الاستعمارية والاستكبارية في العالم، شبكة الصهاينة الغدارين السفاحين والساسة الخاضعين لنفوذهم. لذا تلاحظون مسؤولاً في الاتحاد الأوربي يعلن صراحةً أن على جميع وسائل الإعلام الغربية إهانة رسول الإسلام وبشكل جماعي. ليس هذا سوى كشف للنقاب وفضح للذات في مثل هذه القضايا. واضح أن الإسلام بتغلغله إلى قلوب الناس في كافة أرجاء العالم بث الخوف بشدة في قلوب المستكبرين والجبابرة، فصاروا يرون الحل في معاداة رسول الإسلام. وقد هزموا في الماضي وسيهزمون اليوم أيضاً على يد المسلمين بحول من الله وقوة.
* الإمام الخامنئي دام ظله.
التبليغ النبوي والدعوة العلنية وغير العلنية
مقدمة:
إن موفقية الإسلام مقابل الشرك الجاهلي يتوقف على الأسلوب الذي اتبعه الرسول(ص) في التبليغ والدعوة مدة 23 سنة. وترتبط هذه الدعوة بشكل مباشر بشخصيته الكاملة التي يشكل الصبر والتواضع والاستقامة أهم خصائصها.
وهناك الكثير من المصاعب والمشكلات التي تحملها الرسول(ص) في مسيرة الدعوة الإسلامية ربطاً بالبيئة التي عاش فيها رسول الله(ص) والأشخاص الذين واجههم، وهو مع كل ذلك تمكن من إيصال دعوته أي دين الله إلى المجتمع.
مرحلة الدعوة غير العلنية
بعد انطلاق الدعوة الإسلامية بقي رسول الله (ص) ثلاث سنوات يدعو إليها بشكل غير علني حيث تمكن في هذه المرحلة من تأسيس النواة الأساسية للمسلمين. فقبل الإسلام في هذه المرحلة أشخاص أمثال: السيدة خديجة(ع)، أمير المؤمنين علي(ع)، زيد بن حارثة، الزبير بن العوام، عبد الرحمن بن عوف، سعد بن أبي وقاص، طلحة بن عبيد الله، أبو عبيدة الجراح، أبو سلمة، أرقم بن أبي الأرقم و...[1].
كان الهدف في هذه المرحلة إيجاد القاعدة الأساسية التي يتمكن رسول الله(ص) من الانطلاق بها بدعوته إلى مجالات أوسع.
أما قريش فلم تواجه دعوة الرسول(ص) العلنية بشكل قاسٍ، ولم تقف في وجه الرسول(ص) والسرّ في ذلك يعود لاختيار الدعوة غير العلنية من قبل الرسول(ص). بالإضافة إلى أن الرسول(ص) لم يستعمل عبارات وأساليب تجرح مشاعرهم، بل ركز على أشخاص محدودين، لذلك نرى أن قريش كانت في هذه المرحلة تتعامل بنوع من عدم الجدية مع الإسلام فلم تصدق وجود دين جديد. وشجع أمية على هذا النوع من التعاطي مع الإسلام وجود سوابق من هذا القبيل، حيث كان أحد الدعاة المسيحيين يدعو الناس إلى التوراة والإنجيل ولما لم يستجب له أحد اضمحلت رسالته وخفتت شعلته، حتى أن أبا سفيان عندما سمع بدعوة الرسول(ص) اعتبرها شبيهة بالدعوة التي كان يدعو إليها ورقة بن عبد الله والتي ستنطفىء في وقت سريع.
تمكن الرسول (ص) بداية من جمع بعض أهل مكة وإدخالهم في الإسلام، ثم بدأ التفكير بتوسيع الدعوة لتشمل الأقارب. وكان هذا الأمر في تلك المرحلة بمثابة تفكير صحيح وتخطيط واضح مارسه الرسول(ص) حيث كانت الحياة الاجتماعية تقوم على العشيرة والقبيلة والأقربين الذين سيشكلون خط الدفاع الأول عن الشخص عند تعرضه للخطر. وبدأت هذه المرحلة بناءً على ما جاء في الآية الشريفة: ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾[2].
يقول المفسرون أن الله تعالى أمره بدعوة أقاربه إلى رسالته. طلب الرسول(ص) من علي(ع) وكان له 13 عاماً إعداد الطعام وإحضار اللبن. ثم دعا الرسول (ص) 45 شخصاً من كبار بني هاشم وهناك دعاهم إلى الإسلام. تدخل أبو لهب لفض الجلسة فجمعهم الرسول(ص) في اليوم التالي وخطب فيهم: «إن الرائد لا يكذب أهله والله الذي لا إله إلا هو إني رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة والله لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقظون ولتحاسبن بما تعلمون وأنها الجنة أبداً والنار أبداً»[3].
ثم قال لهم بأنه جاءهم بما لم يأتِ أحد قومه، أي خير الدنيا والآخرة، ثم سألهم عن من سيكون أخاً له ووصياً: «فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصي وخليفتي فيكم». انتهى الرسول(ص) من الكلام فعم السكوت الذي قطعه الإمام علي(ع)، الذي أعلن مؤازرته لرسول الله(ص).
طلب منه الرسول (ص) الجلوس ثم طرح الأمر مجدداً على بني هاشم فلم يجبه إلاّ علي(ع) لذلك قال(ص): «إن هذا أخي ووصيي وخليفتي عليكم فاسمعوا له وأطيعوه»[4].
نلاحظ في هذه المرحلة عدم اهتمام قريش بدعوة الرسول(ص) مع العلم أنه خاطب كبار القوم، والسبب في ذلك أنهم حتى تلك اللحظة لم يستشعروا أي خطر يهددهم من قبل رسول الله(ص) وهذا يعني أن الرسول (ص) كان يقوم بما يقوم به بناءً على تخطيط مسبق فتمكن بذلك من التبليغ داخل العشيرة.
بداية الدعوة
بعد ثلاث سنوات من الدعوة غير العلنية بدأ الرسول (ص) الدعوة بشكل واضح وعلني.
في يوم من الأيام وقف الرسول (ص) على صخرة عند جبل الصفا يدعو الناس إلى عبادة الله تعالى فقال: «... إن أخبرتكم أن خيلاً تخرج من سفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم أكنتم تكذبون، قالوا: ما جربنا عليك كذباً. فقال: يا معشر قريش انقذوا أنفسكم من النار فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً إني لكم نذير مبين بين يدي عذاب شديد. إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو فانطلق يريد أهله فخشي أن يسبقوه إلى أهله فجعل يهتف يا صباحاه يا صباحاه أتيتم أتيتم»[5].
أما اللغة التي تحدث بها رسول الله(ص) في هذا الخطاب فهي تفرض وجود الله تعالى ويبدو التحذير من عذابه وهذا يدل على وجود فطرة إلهية يتحلى بها هؤلاء القوم على الرغم من أنها كانت تعيش مراحل اضمحلالها فاستفاد الرسول(ص) من هذه الفرصة المؤاتية.
ويشير تصديق الناس خلال السنوات الثلاث الأول إلى أن الدعوة لم تحرك قريشاً أو تستفزها لتقوم باغتيال الرسول(ص)، إلا أنه مع بداية هذه المرحلة انتهت مرحلة الهدوء وبدأت الصعاب تواجه الرسول الأكرم (ص)[6].
* محمد عابدي.
[1] سيرة ابن هشام، ج1، ص245 و262.
[2] سورة الشعراء، الآية: 214.
[3] السيرة الحلبية، ج1، ص321.
[4] تاريخ الطبري، ج2، ص62؛ شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج13، ص210.
[5] السيرة الحلبية، ج1، ص321.
[6] الطبقات الكبرى، ج4، ص100؛ أنساب الأشراف، ج1، ص231؛ السيرة النبوية، ابن هشام، ج1، ص298.
الوحدة الوطنية والإسلامية
إن زرع الفتن وبث الفرقة هما من سياسات العدو الثابتة والمستمرة. ولقد اعتمد إمامنا الجليل منذ البداية على الوحدة الوطنية وتوحيد الصفوف بين أبناء الشعب بشكل لا نظير له. وهذا بحد ذاته هو أحد الخطوط والمبادئ. فما علينا اليوم إلا اتباع هذا النهج وهذا الخط.
أنتم تلاحظون اليوم أن قضية إثارة الفرقة في العالم الإسلامي هي إحدى سياسات الاستكبار الرئيسية. لقد بلغ الأمر بالأمريكيين حالياً إلى التصريح بوضوح واستخدام عبارات التشيع والتسنن والتحدث عن الإسلام الشيعي والإسلام السني، والكلام أنهم يدعمون طرفاً، ويهاجمون الطرف الآخر. في حين أن الجمهورية الإسلامية في إيران كانت، ومنذ اليوم الأول لانطلاق الثورة، تحمل رؤية وحدوية ونظرة مساواة في مجال الفروقات الطائفية.
فلقد تعاملنا مع إخواننا الفلسطينيين وهم سنّة بمثل ما تعاملنا مع الإخوة في حزب الله في لبنان وهم شيعة، وكان تعاملنا واحداً في كل مكان، لقد كانت نظرة إمامنا العظيم في داخل البلد وفي العالم الإسلامي وكذلك نظرة الجمهورية الإسلامية هي نظرة بناء أمة، ونظرة تستوعب الأمة الإسلامية.
وعندما يقوم عملاء أمريكا من الدرجة الثانية بطرح قضية الهلال الشيعي، فذلك مظهر وعلامة لسياسة بث الشقاق والفتنة. وحينما يقوم الأمريكيون – على رغم إعلامهم المدعي محاربة الارهاب – بمسايرة الجماعات التكفيرية التي تثير الفتن في العراق وسورية، بل وأحيانا يساعدونها بصورة سرية خفية، فيما عملاؤهم يدعمونها بشكل صريح وواضح، فهذا يدل على أن زرع الفتنة والتفرقة بنظر أعداء الإسلام والمسلمين وأعداء الجمهورية الإسلامية له دور بارز وأساسي جداً، وهذا ما يجب على الجميع الالتفات إليه شيعة وسنة، فلا يسقطوا في فخ العدو وألاعيبه.
لا يوجد فرق بين ذلك التسنن الذي تدعمه أمريكا وذلك التشيع الذي يصدر إلى العالم من مركز لندن، فكلاهما شقيقا الشيطان وكلاهما من عملاء أمريكا والغرب والاستكبار[1].
ونحن لا نبني بنياننا مع الأعداء والمستكبرين على أساس المصالحة والمساومة، ومع الإخوان المسلمين على أساس العداوة والخصومة، بل نفتح معهم باب الصداقة والرفاقة والأخوة، لأننا نعتقد بضرورة أن يكون الناس (أشداء على الكفار رحماء بينهم)[2]، فإن هذا هو الدرس الذي نقتبسه من إمامنا الجليل، وهو النهج المؤكد للجمهورية الإسلامية. إذ إننا في دعم المظلوم لا ولم ننظر إلى مذهب الطرف الآخر، وهذا هو نهج إمامنا العظيم، حيث تعامل مع المقاومة الشيعية في لبنان كما تعامل مع المقومة السنية في فلسطين دون أي فارق.
إن القضية بالنسبة لنا هي الدفاع عن الهوية الإسلامية ومناصرة المظلوم ودعم القضية الفلسطينية التي تقف اليوم على رأس قضايا المنطقة الإسلامية. هذه هي قضيتنا الرئيسة. ولا يوجد فرق في عدائنا أيضاً، فقد حارب الإمام الخميني العظيم محمد رضا بهلوي الذي كان شيعياً في ظاهره كما حارب صدام حسين الذي كان سنياً بحسب الظاهر، وبالطبع لا ذاك كان شيعياً ولا هذا كان سنياً، بل كانا كلاهما أحنبيين عن الإسلام، غير أن هذا يتظاهر بالتسنن وذاك يتظاهر بالتشيع، وقد واجههما الإمام على حد سواء.
فالقضية ليست قضية شيعية وسنية وقضية طائفية وما إلى ذلك، وإنما هي قضية الأسس الإسلامية (كونوا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً). هذا هو دستور الإسلام، وهذا هو سبيلنا ونهجنا[3].
* المصدر: وديعة الله – شذرات من كلام الإمام الخامنئي (دام ظله) حول شخصية ونهج الإمام الخميني (قدسره) – بتصرّف يسير
[1] المناسبة: الذكرى السنوية السادسة والعشرون لرحيل الامام قدسره، الزمان: 4 حزيران 2015م.
[2] سورة الفتح، الآية 29.
[3] المناسبة: لقاء أعضاء المجمع العالمي لأهل البيت (ع) واتحاد الاذاعات والقنوات المرئية الإسلامية، الزمان: 17 آب 2015 م.
النبي الأكرم (ص) من الولادة إلى البعثة
1- كانت ولادة النبي الكريم صلى الله عليه وآله في مكة الشريفة في عام الفيل في شهر ربيع الأول في السابع عشر منه وقيل في الثاني عشر، وذلك بعد ميلاد المسيح عليه السلام بـ 570 سنة، وقد تولّد عن أبويين عربيين قرشيين هما عبد الله بن عبد المطلب وآمنة بنت وهب بن عبد مناف. هذا وقد توفي والده وهو حمل، وحين ولد بقي مع أمه شهوراً أربعة أو تزيد وبعدها بعثه جده إلى حي بني سعد مع حليمة السعدية لترضعه وتحتضنه.
2- بقي صلى الله عليه وآله في حي بني سعد أربع أو خمس سنوات ثم عاد إلى أمه وجده وفي عام عودته استسقى به جده فأُمطرت مكة.
3- توفيت أمه وهو في السادسة من عمره الشريف وبقي مع جده سنتين ثم توفي عنه وهو في الثامنة من عمره الشريف فانتقل إلى كفالة عمه أبي طالب بوصية من جده عبد المطلب وبقي مع عمه إلى أن تزوج.
4- سافر مع عمه إلى الشام وعمره آنذاك 12 سنة، وهناك رآه بحيرا الراهب فقال لأبي طالب "إنَّه كان لابن أخيك شأن عظيم نجده في كتبنا... هذا سيد العالمين هذا رسول رب العالمين... احذر عليه اليهود...".
5- في العشرين من عمره الشريف شارك في تأسيس حلفٍ سمي بحلف الفضول وكان الغرض من تشكيله هو الدفاع عن حقوق الضعفاء والمظلومين والضغط على الأقوياء لإلزامهم بإنصاف ذوي الحقوق كما تعاهدوا على التآسي في المعاش.
6- وحينما تجاوز العشرين من عمره الشريف طلبت منه السيدة خديجة أن يتاجر بأموالها في الشام وذكرت أن منشأ اختيارها له هو ما تعارف عنه من حسن الخلق وصدق الحديث وأداء الأمانة فقبل أن يسافر بأموالها مضارباً وليس أجيراً.
7- وفي الخامسة والعشرين من عمره الشريف تزوج من السيدة خديجة عليه السلام وأنجب منها القاسم وعبد الله وماتا في حياته ثم ولدت له فاطمة عليه السلام وقيل أن له من البنات غير فاطمة وهن رقية ثم زينب ثم أم كلثوم، وقيل أنهن لم يكن بناته.
8- في الثلاثين من عمره الشريف ولد علي (عليه السلام) في جوف الكعبة وتولى رسول الله صلى الله عليه وآله شئون تربيته وبقي عنده إلى أن زوجه في المدينة بفاطمة عليه السلام.
9- في الخامسة والثلاثين من عمره الشريف قام بدور التحكيم في مسألة وضع الحجر الأسود بعد أن بنت قريش الكعبة وتنازعت فيمن يضع الحجر في موضعه.
10- في الأربعين من عمره الشريف بُعث بالرسالة، وكان ذلك في السابع والعشرين من رجب كما هو رأي الإمامية، نعم لا يبعد انَّ في أول نزول القرآن عليه كانت في ليلة القدر في شهر رمضان.
11- بدأت البعثة النبوية وكان التخطيط الإلهي أن تكون على مراحل ثلاث: المرحلة الأولى: هي التي عبر عنها المؤرخون بالمرحلة السرية وقد استمرت ثلاث سنوات مارس فيها رسول الله دور الدعوة السرية التامة حيث لم يدع للإسلام إلا من يثق بقبوله وكان أول من دخل الإسلام هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومن النساء خديجة وبلغ عدد الداخلين في هذه المرحلة أربعون رجلاً. المرحلة الثانية: هي إعلان الدعوة لأقرباء رسول الله وعشيرته وبدأت هذه المرحلة حين نزلت الآية "وانذر عشيرتك الأقربين "وحينها جمع رسول الله عشيرته وعرفت هذه الحادثة في التاريخ ب"يوم الدار" وفيها بلَّغ رسول الله الدعوة لعشيرته ثم نصَّب علياً وزيراً له وخليفة من بعده بعد أن لم يُعلن غيره مؤازرة رسول الله في الدعوة. المرحلة الثالثة: كانت مرحلة الإعلان العام للدعوة وعرضها على الوفود والقبائل.
سماحة الشيخ محمد صنقور
الإمام الصادق (عليه السلام) وازدياد النشاط العلمي في عصره
ولد الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) في السابع عشر من ربيع الأول عام 83 هـ.ق في المدينة المنورة. ويكنى الإمام (عليه السلام) بأبي عبد الله، والده الإمام محمد الباقر (عليه السلام) ووالدته أم فروة[1]. تولى الإمامة بعد شهادة والده وأطلقت عليه ألقاب متعددة من أبرزها الصادق، الصابر، الفاضل والطاهر.
عاش الإمام (عليه السلام) مع والده مدة 31 عاماً وتوفي عام 148هـ.ق. عن عمر الخامسة والستين ودفن في البقيع إلى جانب قبر والده الإمام الباقر (عليه السلام) وجده الإمام زين العابدين (عليه السلام) وسبط رسول الله (ص) الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام).
عاصر الإمام (عليه السلام) في حياته عشرة من الخلفاء الأمويين واثنين من الخلفاء العباسيين واستمرت إمامته لمدة 34 عاماً شهد فيها سبعة من الخلفاء وهم:
1 ـ هشام بن عبد الملك (105 ـ 125هـ.ق).
2 ـ الوليد بن يزيد بن عبد الملك (125 ـ 126 هـ.ق).
3 ـ يزيد بن الوليد بن عبد الملك (126هـ.ق).
4 ـ إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك (70 يوماً عام 126).
5 ـ مروان بن محمد (126 ـ 132).
6 ـ عبد الله بن محمد المشهور بالسفاح (132 ـ 137).
7 ـ أبو جعفر المشهور بالمنصور الدوانيقي (137 ـ 158).
ترافقت مرحلة إمامة الإمام (عليه السلام) مع ظروف سياسية واجتماعية خاصة ساعدت في ازدياد النشاطات العلمية والدينية، فمن جهة كان بنو أمية يعيشون أضعف مراحل وجودهم حيث كانت الخلافات والنزاعات مع بني العباس تتجاذبهم، لذلك لم تكن الفرصة سانحة للتضييق على الإمام (عليه السلام) والشيعة، ومن جهة أخرى وصل العباسيون إلى الخلافة وكانوا يدعون للدفاع عن أهل بيت الرسالة، لذلك لم يمارسوا بداية الظلم على الشيعة.
ساهمت هذه الظروف في ايجاد حركة علمية وفكرية في المجتمع الإسلامي، كان على رأسها الإمام الصادق (عليه السلام) وقد تمكنت هذه الحركة من نشر معارف الإسلام في أقطار العالم الإسلامي.
احتل الإمام (عليه السلام) مقاماً علمياً راقياً اعترف به جميع المسلمين حتى أتباع المذاهب المخالفة. وهنا نستحضر العبارة المنقولة عن أبي حنيفة (مؤسس المذهب الحنفي) حيث يقول: "ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد"[2].
ساهمت هذه الأمور في توافد أعداد كبيرة من الطلاب على مدرسة الإمام (عليه السلام) وقد ذكر البعض أن عددهم بلغ الأربعة آلاف[3]. ذكر الشيخ الطوسي في رجاله أسماء أكثر من ثلاثة آلاف شخص منهم، من أبرزهم: هشام بن الحكم، محمد بن مسلم، أبان بن تغلب، هشام بن سالم، مؤمن الطاق، المفضل بن عمر، أبو حنيفة وجابر بن حيان[4].
مبلغان
[1] الارشاد، الشيخ المفيد، انتشارات العلمية الإسلامية، ج2، الباب 12؛ أصول الكافي، الكليني، دار الأضواء، ج1، ص472.
[2] الوافي بالوفيات، صلاح الدين الصفدي، ج11، ص127؛ تهذيب الكمال، جمال الدين المزي، مؤسسة الرسالة، ج5، ص79؛ الكامل في الضعفاء، الجرجاني، دار الفكر، ج2، ص132.
[3] الارشاد، المفيد، ص173.
[4] رجال الطوسي، فصل تلامذة الإمام (عليه السلام).