emamian

emamian

بعد فترةٍ من الترقّب استمرت لمدة 25 يوماً، نفّذ الكيان الصهيوني عدوانه على الجمهورية الإسلامية في إيران؛ ردّاً على عملية "الوعد الصادق 2" التي شهدت هجوماً صاروخياً واسعاً وكبيراً من قبل إيران استهدف العديد من القواعد و المطارات العسكرية الإسرائيلية، وأحدث زلزالاً جيوسياسياً على الصعيد الإقليمي، وامتدت آثاره لتشمل الصراع العالمي بمجمله، والذي جاء بدوره ردّاً على قيام "إسرائيل" باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في ضواحي طهران، واغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قي الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.

ما قبل العدوان الإسرائيلي

شهدت الفترة التي سبقت العدوان الإسرائيلي الكثير من التسريبات السياسية والإعلامية، وخصوصاً من قبل واشنطن و"تل أبيب" حول حجم الرد الإسرائيلي وطبيعته وكيفيته، وعمد الجانبان إلى تظهير خلافاتهما ومناقشاتهما حول ذلك في ما بدا وكأنه أشبه بسجال مسرحي له غايات سياسية وتكتيكية كان أهمها جسّ النبض واستشراف ردود الأفعال المحتملة على العدوان قبل وقوعه، سواء تلك الصادرة عن إيران أو عن محور المقاومة وجبهات الإسناد بشكل عام، وكذلك ردود الأفعال الإقليمية والدولية.

ويمكن إيجاز تلك المواقف وردود الأفعال بالآتي: 

أولاً؛ إن القرار الإيراني كان حاسماً وقطعياً لجهة الردّ على أي عدوان إسرائيلي بشكل يتناسب مع حجمه وطبيعته ونتائجه بالتوازي مع تسريبات لمواقف مطالبة بتغيير العقيدة النووية الإيرانية في حال تعرض المنشآت النووية للاعتداء.

ثانياً؛ إن جبهات الإسناد كثّفت من عملياتها العسكرية التي تستهدف الكيان الإسرائيلي كمّاً ونوعاً، إذ انتقل حزب الله إلى مرحلة جديدة أطلق عليها "مرحلة إيلام العدو"، واستعاد زمام المبادرة في الميدان على الحدود وفي عمق فلسطين المحتلة وصولاً إلى "تل أبيب"، والأمر ذاته ينطبق على المقاومة العراقية التي أعلنت الانتقال إلى المرحلة الخامسة من المواجهة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى اليمن الذي وجّه أول صفعة إلى منظومة الدفاع الجوي الأميركية "ثاد" التي فشلت في إسقاط الصاروخ الفرط-صوتي اليمني "فلسطين2" الذي استهدف وسط فلسطين المحتلة.

ثالثاً؛ أعلنت الدول الإقليمية، وتحديداً دول الخليج، رفضها السماح باستخدام أجوائها لمهاجمة إيران بعد جولات مكوكية لوزير الخارجية الإيراني في تلك الدول.

رابعاً؛ قامت روسيا، ووفقاً لمصادر عديدة، بتزويد إيران بمنظومات دفاع جوي متطورة في موقف يتقاطع مع موقفها السياسي الرافض لمهاجمة إيران ولوقوع حرب شاملة.

خامساً؛ أعلنت الصين موقفاً رافضاً لأي عملية عسكرية ضد إيران محذرةً من خطورة الحرب الشاملة، وهو موقف يتقاطع مع مواقف أخرى حذرت من انعكاس المواجهة على إمدادات النفط وسلاسل توريد الطاقة و التجارة.

سادساً؛ أظهرت قمة "بريكس" التي عقدت في روسيا حجم التبدل المتسارع في التوازنات الدولية لصالح المجموعة و دول الجنوب والشرق على حساب الولايات المتحدة ودول الغرب الجماعي، وبطبيعة الحال، فإن إيران باتت عضواً أصيلاً وفاعلاً في مجموعة "بريكس"، وباتت دول المجموعة ملزمة بمواقف أقل ما يقال عنها إنها ودية وقانونية تجاهها.

واستناداً إلى تلك المواقف الإيرانية والإقليمية والدولية والتقييم الأميركي -الإسرائيلي لظروف الميدان والمواجهة، وجدت واشنطن نفسها مضطرة للتراجع عن دعمها المطلق للخيار الإسرائيلي بتوجيه عدوان واسع غير مضمون النتائج، وزعم الجانبان بأن واشنطن اقنعت الكيان الإسرائيلي بضرورة تجنب استهداف منشآت الطاقة والمنشآت النفطية و النووية، وأوفدت واشنطن وزير خارجيتها بلينكن إلى "إسرائيل" ودول إقليمية في محاولة للتخفيف من وقع التهديدات، وإيصال رسائل احتواء العدوان قبيل وقوعه مع الإيحاء بعدم تخليها عن الحل السياسي لوقف إطلاق النار.

العدوان الفاشل

بعد يوم من مغادرة بلينكن المنطقة، نفذ الكيان الصهيوني تهديداته بالعدوان على إيران، وترافق العدوان مع حملة إعلامية منسقة ومضخمة من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية والأميركية طوال مدة العدوان الذي استمر لأربع ساعات ليلة السبت الفائت، وبحسب الجانب الإسرائيلي وتصريحات قادة الكيان، فقد تم تنفيذ العدوان بواسطة 100 طائرة من سلاح الجو استهدفت مصانع إنتاج الصواريخ ومنظومات الدفاع الجوي وحماية المنشآت، وزعم نتنياهو بأن العدوان حقق أهدافه بدقة. في المقابل، أعلنت طهران أن دفاعاتها الجوية تصدّت بنجاح للعدوان الجوي الإسرائيلي الذي استهدف مواقع عسكرية في طهران وخوزستان وإيلام، وأن آثار العدوان كانت محدودة، معلنة استشهاد أربعة من جنودها.

وبعيداً من التهويل الإعلامي الذي تقوده منظومة الإعلام الصهــيوني والمتصهيــن؛ يبدو أن العدوان الإسرائيلي على إيران كان محدوداً، وهو ما يعكس خشية إسرائيلية من رد إيراني واسع النطاق، ووفقاً للمعطيات والنتائج التي أعلن عنها، فإنه يبدو أن الدفاع الجوي الإيراني قد فاجأ سلاح الجو الإسرائيلي بقدراته المتطورة وتمكّن إلى حد بعيد من مواجهته، وهو ما عكسته طول مدة العدوان التي استمرت لأربع ساعات، وأكدته خيبة الأمل التي أظهرتها وسائل الإعلام الصهيونية لاحقاً.

قراءة في نتائج العدوان

يمكن لنا وفقاً للمواقف السياسية والتسريبات الإعلامية، وأيضاً وفقاً للمعطيات الميدانية أن نستقرئ جوانب عديدة متعلقة بالدلائل والاستنتاجات التي عكسها العدوان الإسرائيلي، والنجاح الإيراني في إفشاله وفق الآتي: 

أولاً؛ أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في اليوم التالي للعدوان عن مقترح هدنة في قطاع غزة لمدة يومين يشمل تبادلاً محدوداً للأسرى ويكون أساساً لاتفاق شامل، ويبدو أن المقترح المصري كان معدّاً مسبقاً بالتنسيق مع واشنطن، ويعكس رغبة أميركية بعدم التصعيد بهدف تقطيع الوقت من قبل واشنطن حتى الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ثانياً؛ بدا واضحاً أن ما تريده واشنطن اليوم هو أن يبقى الاشتباك مضبوطاً تحت سقف محدد حتى الانتخابات الرئاسية، وأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن بُعيْد العدوان عن أمله في أن تكون هذه هي نهاية التصعيد بين إيران و الكيان الإسرائيلي.

ثالثاً؛  إن محدودية العدوان الإسرائيلي على إيران من حيث خريطة الأهداف وحجم العدوان، تؤكد أن واشنطن هي من يقود المعركة في مواجهة محور المقــاومة، وأنها أرادت حفظ ماء وجهها قبل "إسرائيل" ، وهو ما أكّده مدير برنامج الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية في واشنطن بأن الولايات المتحدة أرادت أن تكون هذه الهجمات الانتقامية "متناسبة بحيث لا تحتاج إيران إلى الرد".

رابعاً؛ أرادت الولايات من تزويد الكيان الصهيــوني بمنظومات "ثاد" القول بأنها لا ترغب في حرب مفتوحة، وأرادت روسيا من دعمها لإيران بمنظومات دفاع جوي متطورة القول بأنها لا تريد حرباً مفتوحة أيضاً، وإذا كان الفعل الأميركي يشير إلى جاهزية واشنطن لدخول الحرب لمنع تدمير "إسرائيل"، فإن الفعل الروسي أشار إلى قرار روسي بعدم ترك إيران وحيدة في المعركة.

خامساً؛ إن الوقت القاتل بالنسبة إلى الكيان الإسرائيلي و الولايات المتحدة هو الفترة الممتدة من الآن وحتى الانتخابات الرئاسية، وهذه الفترة ستشهد تصعيداً انتقامياً و ردعياً من قبل محور المقـاومة، وتحديداً من قبل حزب اللــه، وربما سنشهد الكثير من العمليات النوعية من قبل الحزب وجبهات الإسنـــاد في ظل عجز الكيان و استنزافه لبنك الأهداف.

سادساً؛  مما يمكن استنتاجه من العدوان الإسرائيلي على إيران هو أن بروباغندا الضربة القاضية والحاسمة التي روجت لها "إسرائيل" طوال سنوات قد سقطت، وأن استراتيجياتها مع واشنطن لهزيمة إيران قد دفنت. 

سابعاً؛ بالمعنى الإستراتيجي، فقد قادتهم إيران ومن خلال هذا العدوان الفاشل إلى الاعتراف بها كقوة لا يمكن لهم هزيمتها، وهذا الفشل كشف الغطاء عن محدودية خيارات الولايات المتحدة و "إسرائيل" في مواجهة إيران، ولا سيما العسكرية منها.

تاسعاً؛ عندما يتحدث وزير الحرب الصهيـوني، غالانت، بعد العدوان الفاشل عن تنازلات مؤلمة من أجل تحرير الأسرى، فهذا لا يعني فقط أن "إسرائيل" غير قادرة على تحقيق أهدافها من حرب الإبادة التي تشنّها منذ أكثر من عام، بل يعني بأن قادة الكيان يريدون الالتفاف على الرأي العام الإسرائيلي وإقناعه بأن هدف الحرب هو تحرير الأسرى بعد أن تم إيهامه بأن الهدف من الحرب هو سحق المقــاومة في فلسطين ولبنان، وصولاً إلى تغيير الشرق الأوسط.

عاشراً؛ إن فشل العدوان أعطى إيران هامشاً واسعاً لانتهاز الفرصة والوقت والتحرك بوسائل وأدوات دبلوماسية وميدانية على الصعيدين الإقليمي و الدولي، بينما سيكون العدو الإسرائيلي مضطراً لترقب خطر الرد الإيراني وطبيعته إلى جانب حرب الاستنزاف التي أنهكته.

وخلاصة الموقف اليوم هو أن العقل الإستراتيجي الإسرائيلي يدرك بأن وقف الحرب وفق المعادلات ونتائج الصراع الحالية قد تكون أشدّ خطورةً على وجود الكيان من اجتراع الاستنزاف اليومي للصراع، بل إنه بات على يقين أن وقف الحرب يعني انتحاراً سريعاً، واستمرارها يعني انتحاراً بطيئاً، وأن ما أنجزه الكيان منذ انطلاقة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر العام الفائت وحرب الإبادة التي يشنها على غزة ولبنان يكاد يقارب الصفر على المستوى الإستراتيجي، ولعل استخدام قادة الكيان مصطلح "الحرب الوجودية" هو خير دليل على حجم المأزق الذي بلغه الكيان، وعلى نتائج المعركة إلى اليوم.

 

المصدر :المیادین

أعلن حزب الله، اليوم الثلاثاء، انتخاب الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً للحزب خلفا للسيد القائد الشهيد حسن نصر الله الذي لقي ربه شهيدًا مقدامًا وفيًا ثابتًا في سبيل الله وعلى طريق القدس.

فمن هو الشيخ نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله؟

النشأة والتعليم:

ولد في جمادى الأولى 1372هـ/ شباط 1953م، في منطقة البسطا التحتا من مدينة بيروت. والده محمد من مواليد بلدة كفرفيلا في إقليم التفاح من الجنوب اللبناني.

قرأ الكثير من الكتب الإسلامية، وتمرَّس على الخطابة وتحضير دروس الدين باكرًا، ثم أقام دروسًا في المسجد للأطفال في حلقات أسبوعية ولم يتجاوز عمره الـ18 عامًا.

في هذا السن عام 1971 انتسب إلى الجامعة اللبنانية - كلية التربية (دار المعلمين والمعلمات) في منطقة الأونيسكو في بيروت لدراسة الكيمياء باللغة الفرنسية.

تابع دراسته الدينية الحوزوية عند عدد من العلماء منهم الشيخ أسعد فنيش، والشيخ محسن عطوي، والشيخ مصطفى خشيش، والسيد عباس علي الموسوي، والشيخ حسن طراد، والسيد علي الأمين، ثم درس على يد السيد محمد حسين فضل الله بحث الخارج في الفقه والأصول.

تخرج من الجامعة عام 1977 وحصل على شهادة الماستر في الكيمياء، درَّس في الصفوف الثانوية الرسمية، وذلك لست سنوات فهو خرِّيج دار المعلمين التابع لوزارة التربية.

كما تابع الشيخ دراسته الحوزوية مع تدريسه العصري ونشاطه الديني بالتلازم من دون كللٍ أو تعب، وبحركةٍ فعَّالة ومنظمة ودقيقة في استثمار كلِّ وقت وكلِّ جهد.

المسيرة:

ساهم في تأسيس "الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين" مع مجموعة من الشباب المؤمن وهو في صفوف الجامعة بهدف العمل الطلَّابي والتَّبليغ بالأفكار الإسلاميَّة داخل الجامعات وفي المدارس, وذلك في أوائل السبعينيات.

شارك في حركة المحرومين، أفواج المقاومة اللبنانية (أمل) عند تأسيسها على يد الإمام موسى الصدر عام 1974، وقد حضر الاجتماعات الأولى التي عقدها الإمام مع الشخصيات واللجان الإسلامية في مناطق لبنان لإطلاق الحركة، وتسلَّم في حركة أمل مهمة نائب المسؤول الثقافي المركزي، وبعدها أصبح مسؤول العقيدة والثقافة حيث كان أحد الأمناء في مجلس قيادة الحركة بعد إخفاء الإمام الصدر في ليبيا عند تسلم رئاسة الحركة من قبل السيد حسين الحسيني عام 1978، ولم يمضِ عام تخلَّله انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية على يد الإمام الخميني(قده) في 11 شباط 1979، فاستقال من الحركة، متابعًا دراسته الحوزوية ونشاطه الإسلامي التبليغي في إعطاء الدروس والمحاضرات في عدد من المساجد والحسينيات في بيروت والضاحية الجنوبية.

كان الشيخ نعيم مهتمًّا بالتَّبليغ بشكل واسع على امتداد لبنان، مركزًا على الدروس الأسبوعية في المصيطبة في مسجد البر والإرشاد التي استمرت أكثر من عشر سنوات، ثم متنقلًا بالدروس الأسبوعية إلى مسجد الإمام المهدي(عج) الغبيري لأربع سنوات، وحسينية الشياح لثلاث سنوات، وحسينية برج البراجنة وغيرها، فكان يستمر في كل درس أسبوعي في التفسير والمفاهيم الدينية من 3 إلى 5 سنوات.

ساهم في تأسيس جمعية التعليم الديني الإسلامي عام 1977, والتي تهتم بتعليم الدِّين الإسلامي في المدارس الرَّسمية والخاصة، فتُرسل مدرِّسًا أو مدرِّسة إلى كلِّ مدرسة لإعطاء حصَّة أو حصَّتين من الدِّين لكلِّ شُعبة صف في الأسبوع. هذه الجمعية التي انتشر مدرسوها في لبنان وتجاوزوا الثلاثمائة في مدارس تجاوزت الخمسمائة، إضافة إلى تأسيسها لمدارس المصطفى(ص) الست في ضاحية بيروت الجنوبية وصور والنبطية وقصرنبا التي تدرِّس المنهج اللبناني الرسمي ولها طابع ديني تربوي إسلامي. وقد استمر في مسؤولية إدارتها العامة حتى العام 1990، ثم تابع العمل الأخوة في الجمعية.

يحرص الشيخ على أن يتابع العمل التبليغي الديني، وله ندوات ثابتة وإطلالات ثقافية، وبرامج تلفزيونية ثقافية وتربوية وأخلاقية من ضمنها برنامج "مفاتيح السعادة" الذي استمر لـ5 سنوات على شاشة تلفزيون الصراط، مع برامج عديدة في تلفزيون المنار شرح رسالة الحقوق للإمام زين العابدين(ع)، نفحات إيمانية، لعلكم تتقون، نجوى الصائمين في شرح دعاء الافتتاح، حلقات عن الزواج، كما كان له عدد من البرامج في إذاعة النور، وإذاعة الهدى، وإذاعة البشائر, وغيرها.

كما شارك في مؤتمرات عديدة في إيران، مع المجمع العالمي لأهل البيت، ومجمع التقريب بين المذاهب، ومؤتمرات الوحدة الاسلامية، ومؤتمرات يوم القدس العالمي، وغيرها كثير.

الشيخ نعيم بعد انتصار الثورة الإسلامية:

تطلَّع الشيخ إلى قيادة الإمام الخميني(قده) مع انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، وشارك في اللجان الإسلامية المساندة للثورة الإسلامية في إيران التي ضمت كل الجهات الإسلامية العاملة على الساحة، وهي التي قامت بأنشطة إعلامية ومسيرات ومحاضرات حول الثورة. وبعد لقاءات بين اللجان الإسلامية ومن خلفها حزب الدعوة الإسلامية فرع لبنان، مع علماء البقاع، وحركة أمل الإسلامية في العام 1982، تأسس حزب الله، وكان الشيخ من نواة هذه اللقاءات التي ساهمت في تأسيس حزب الله.

الشيخ نعيم وحزب الله:

كان عضوًا في شورى حزب الله لثلاث دورات، فتسلَّم بداية مسسؤولية الأنشطة التَّربوية والكشفية في بيروت، ثم نائبًا لرئيس المجلس التنفيذي، ثم رئيسًا للمجلس التنفيذي، وهو نائب الأمين العام لحزب الله منذ أصبح العلامة الشهيد السيد عباس الموسوي(قده) الأمين العام لحزب الله عام 1991، واستمر في هذا المنصب بعد شهادة السيد عباس(رض) مع خلفه الأمين العام الشهيد السيد حسن نصر الله عام 1992 حتى أمس.

واليوم، الثلاثاء الواقع 29-10-2024، انتخب مجلس شورى الحزب الشيخ نعيم قاسم لمنصب الأمين العام الجديد لحزب الله خلفًا للشهيد السيد حسن نصر الله.

الشيخ نعيم هو رئيس مجلس العمل النيابي في حزب الله، ويتابع كتلة الوفاء للمقاومة وعمل النواب التشريعي وحركتهم السياسية. وهو رئيس هيئة العمل الحكومي المعنية بمتابعة الوزارات المختلفة ودراسة هيكلياتها وقراراتها، وكذلك متابعة وزراء حزب الله في وعمل الحكومة. وهو المنسق العام للانتخابات النيابية في حزب الله منذ أول انتخابات نيابية عام 1992 حتى الآن.

يتصدى الشيخ من موقعه في قيادة حزب الله للعمل السياسي، وله إطلالات إعلامية وصحفية ومقابلات واحتفالات ومحاضرات كثيرة في هذا الشأن.

عاش المواجهات مع كيان الاحتلال الإسرائيلي من موقع مسؤوليته ودوره في الشورى، وذلك في حرب تموز 1993، وحرب نيسان 1996، والتحرير 2000، وعدوان تموز 2006، وعدوان التكفيريين 2017. وقد جُرح أحد أولاده في حرب تموز 2006 جراحات خطيرة، شفاه الله تعالى بعدها.

ألَّف الشيخ كتاب "حزب الله" الذي يعرض لأهداف الحزب وتاريخه ورؤيته السياسية في مختلف الأمور.

الشيخ من المؤمنين الصلبين بولاية الفقيه، وقيادة الإمام الخامنئي(دام ظله) بعد الإمام الخميني(قده). وقد كتب عن الإمام الخميني(قده) كتاب "الإمام الخميني(قده) بين الأصالة والتجديد"، عرض فيه لقواعد الرؤية التجديدية عند الإمام الخميني(قده) والتي حكمت حركته وقيادته. وكتب عن الإمام الخامنئي(دام ظله) كتاب: "الولِّي المجدِّد" عرض فيه للنقلة النَّوعية المعاصرة في تقديم رؤية الإسلام إلى العالم من خلال تجربته وتوجيهاته وقيادته للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

علاقته المباشرة مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله (حفظه المولى) استمرت لأكثر من 35 سنة، من خلال الموقع العملي المشترك في شورى حزب الله، واللقاءات الدائمة، والتشاور، ومواكبة التطورات.

مؤلفاته:

معالم للحياة من نهج الأمير(ع).
عاشوراء مددٌ وحياة (طبعة رابعة).
سلسلة شرح رسالة الحقوق للإمام زين العابدين(ع) (سبعة أجزاء).
حقوق الجوارح (طبعة ثامنة).
حقوق الوالدين والولد (طبعة تاسعة).
حقوق الأفعال (طبعة ثامنة).
حقوق الزوج والزوجة (طبعة تاسعة).
حقوق المعلم والمتعلم (طبعة تاسعة).
الحقوق الثلاثة (طبعة ثامنة).
حقوق الناس (طبعة سادسة).
في رحاب رسالة الحقوق (طبعة ثالثة).
حزب الله: المنهج.. التجربة.. المستقبل (طبعة عاشرة).
سبيلك إلى مكارم الأخلاق (طبعة خامسة).
قصتي مع الحجاب (طبعة عاشرة).
الشباب شعلة تُحرق أو تُضيء (طبعة ثامنة).
المهدي المخلِّص (طبعة رابعة).
مجتمع المقاومة (إرادة الشهادة وصناعة الإنتصار), (طبعة ثانية).
سبيل الله (طبعة رابعة).
القرآن منهج هداية (طبعة ثانية).
الإمام الخميني الأصالة والتجديد (طبعة خامسة). وتُرجم إلى الفارسية.

 

الأربعاء, 30 تشرين1/أكتوير 2024 18:34

ما السبع المهلكات التي يخشاها نتنياهو؟

هناك خشية إسرائيلية من أن نتنياهو (يسار) بات يجر "إسرائيل إلى المجهول" (الأناضول)

محمود العدم

يتواصل العدوان الإسرائيلي الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منذ أكثر من عام على قطاع غزة ومن بعده على جنوب لبنان، ولا يزال "ملك إسرائيل" عاجزا عن تحقيق أهدافه بإعلان "نصر مطلق" على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو حزب الله.

ورغم حالات "نشوة القوة وسكرة الغطرسة" التي يمر بها نتنياهو -خصوصا عقب تنفيذ جيش الاحتلال بعض الهجمات الكبيرة والنوعية ضد المقاومة وحاضنتها الشعبية، كاغتيال القادة وتحقيق نجاحات أمنية- فإن هاجس الإخفاق والفشل لا يزال يتلبسه ويسيطر عليه وهو يواجه حقائق على الأرض تعيده إلى نقطة الصفر في كل مرة.

وفي ظل المجازر وعمليات القتل والتدمير الممنهج التي يقوم بها جيش الاحتلال تنفيذا لقرارات المستوى السياسي في إسرائيل تبرز تساؤلات عن حقيقة الإنجازات الميدانية التي تحققها المقاومة، لتشكل شوكة في خاصرة نتنياهو تؤرقه وتفسد عليه نشوته.

وبعيدا عن الخسائر في السياسة الخارجية المتعلقة بوضع إسرائيل على الخارطة الدولية وجرها إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية يمكن الحديث عن 7 ملفات حققت فيها المقاومة إنجازات لا تزال تداعياتها تؤثر بشكل مباشر على نتنياهو كشخص، فضلا عن أركان حكومته وجيشه والجمهور الإسرائيلي.

المقاومة تشكل شوكة في خاصرة نتنياهو تؤرقه وتفسد عليه نشوته رغم المجازر والتدمير (مواقع التواصل)

1- ثمن مأساوي باهظ

لم يتوقف المحللون الإسرائيليون منذ بداية الحرب وحتى الآن عن الحديث عن حجم الخسائر البشرية في صفوف الجمهور الإسرائيلي والعسكريين على السواء، والتي تقدر بآلاف القتلى والجرحى، إذ أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن نحو ألف جندي ينضمون شهريا إلى قسم إعادة التأهيل في وزارة الحرب.

وتتحدث تقارير صحفية عن أجواء من التشاؤم تسيطر على المشهد السياسي والمجتمعي، وسط خشية من أن نتنياهو بات "يجر إسرائيل إلى المجهول"، في الوقت الذي تتعرض فيه لضربات من المقاومة في غزة ومن إيران وحزب الله والحوثيين في اليمن وفصائل المقاومة الإسلامية في العراق.

إعلان

ورغم التعتيم الإعلامي الذي يفرضه جيش الاحتلال على تفاصيل الإصابات والخسائر التي تسجل يوميا فإن ما يرشح منها في وسائل الإعلام وحده كاف ليؤرق القادة السياسيين والعسكريين.

وفي تحليل نشرته مجلة "ناشونال إنترست" الأميركية قال المحلل السياسي الإسرائيلي شالوم ليبنر "إنه بعد مرور أكثر من عام على هجوم طوفان الأقصى فإن مشاعر الإحباط وخيبة الأمل ما زالت تسيطر على أغلبية الإسرائيليين".

بالإضافة إلى الخسائر البشرية هناك نحو ألف جندي إسرائيلي ينضمون شهريا إلى قسم إعادة التأهيل (الأناضول)

2- حيفا مثل كريات شمونة

شكلت هجمات حزب الله الصاروخية في العمق الإسرائيلي مسارا جديدا في الصراع، إذ أطلق الحزب شعار "سنجعل حيفا مثل كريات شمونة والمطلة".

وسجلت حالة من الرعب في الأوساط الإسرائيلية في أعقاب استهداف منزل نتنياهو، إذ أكد ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي أن طائرة مسيّرة أطلقت من لبنان أصابت بشكل مباشر منزل نتنياهو في قيساريا جنوب حيفا.

واعتبرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن وصول مسيّرة حزب الله إلى مكان يعيش فيه رئيس الوزراء يعد فشلا ذريعا لأجهزة الأمن.

كما حقق الهجوم بمسيّرة انقضاضيه على قاعدة بنيامينا التابعة للواء غولاني في حيفا قبل أيام مفاجأة عسكرية مؤلمة لإسرائيل، ووصف الحزب العملية بأنها "نوعية ومركّبة"، إذ تمكنت المسيّرة من اختراق رادارات الدفاع الجوي الإسرائيلي دون اكتشافها ووصلت إلى هدفها.

إعلان

وفي بيان، أكدت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية الجناح العسكري لحزب الله أنها قررت "تأديب العدو وإظهار بعض قدراتها في أي وقت أو أي مكان تريده".

وعلق نتنياهو بقوله "نحن نخوض حملة شرسة ضد محور الشر الإيراني، إننا ندفع ثمنا مؤلما، ولكن لدينا إنجازات هائلة"، في حين وصف رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي الهجوم بأنه صعب ونتائجه مؤلمة.

وقالت وسائل إعلام لبنانية مقربة من حزب الله إن هذه العمليات تكشف عن "إحاطة استخبارية متقدمة وتطورا هائلا للمعدات التي استخدمها حزب الله، وعن احتراف في التكتيك العسكري"، خصوصا أنها جاءت بعد تصريحات متكررة لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أكد فيها أنه نجح في القضاء على معظم قدرات حزب الله الصاروخية وتلك المتعلقة بالمسيّرات.

3- عشرات آلاف النازحين داخل إسرائيل

تجنبا للضربات الصاروخية من غزة ولبنان فقد لجأت الحكومة الإسرائيلية إلى إجلاء آلاف الإسرائيليين من منازلهم، وسجلت إسرائيل لأول مرة في تاريخها عددا قياسيا من النازحين.

وحسب صحف إسرائيلية، بلغ عدد النازحين من مستوطنات غلاف غزة ومن الحدود مع لبنان 120 ألف نازح، لكن العدد يرتفع إلى نصف مليون نازح، حسب ما أعلنه سابقا الجيش الإسرائيلي.

وسيفاقم وجود هؤلاء النازحين -الذين تتكفل الحكومة بنفقاتهم ومصاريفهم خلال فترة نزوحهم منذ أكثر من عام- المشاكل والأعباء الاقتصادية والمعنوية على حكومة الاحتلال التي استأجرت لهم غرفا فندقية وبيوت ضيافة، كما لجأت إلى إقامة خيام لإيوائهم.

إعلان

وبحسب تقرير بثته قناة الجزيرة، فإن للنزوح دلالات كثيرة في المخيلة الإسرائيلية، إذ إن صور المغادرين نهائيا من إسرائيل تعمق المشهد.

4- مليونا إسرائيلي في الملاجئ

أعادت هجمات المقاومة في جبهتي غزة ولبنان إلى الواجهة مجددا التساؤلات بشأن جاهزية الجبهة الداخلية الإسرائيلية للهجمات الصاروخية، كما فاقمت الهجمات أزمة عشرات آلاف النازحين الإسرائيليين، إذ بدلا من عودة هؤلاء إلى البيوت كما وعد نتنياهو فقد انضم إليهم مئات الآلاف الذين يبيتون في الملاجئ.

وقد تسببت هجمات المقاومة -بحسب قائد الدفاعات الجوية السابق الجنرال ران كوخاف في حديث للقناة الـ12 الإسرائيلية- بحبس أكثر من مليوني إسرائيلي في الملاجئ والغرف المحصنة في أكثر من 190 بلدة ومستوطنة ومدينة.

وتفاقم مشكلة عدم كفاية الملاجئ التي تسمى "فجوة المأوى" مخاوف سلطات الاحتلال، خصوصا مع كشف معطيات محلية عدم جاهزية نسبة كبيرة من الملاجئ العامة.

كما اتضح أن الغرف المحصنة في المنازل والشقق السكنية لم توفر الحماية التامة لقاطنيها من ضربات الصواريخ المباشرة والطائرات المسيرة، وبالكاد توفر الحماية من الشظايا.

5- ضرب إرادة البقاء

مشهد آخر يؤرق نتنياهو ألا وهو "الهجرة العكسية" التي تشكل خطرا وجوديا على إسرائيل التي تقوم بالأساس على سياسة الاستيطان وجذب اليهود من مختلف أنحاء العالم.

إعلان

وكما يقول مدير مركز ابن خلدون للعلوم الاجتماعية والإنسانية في جامعة قطر نايف بن نهار فإن عمليات المقاومة ضربت "إرادة البقاء" لدى الإسرائيليين القائمة بشكل أساسي على توفير كيان آمن لهم، لمواجهة أزمتهم الجوهرية المتمثلة في أن إسرائيل كيان مصطنع يمكنهم الرحيل عنه في أي وقت إلى البلد الذي جاؤوا منه ولا يزالون يحملون جنسيته.

ورغم أن دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية لا تكشف عن الأعداد الحقيقية للإسرائيليين الذين هاجروا فإن الصحف الإسرائيلية كشفت عن أن نحو ربع الإسرائيليين فكروا في الهجرة للخارج بسبب الأوضاع الأمنية.

ووفقا لتقرير أعده مراسل الجزيرة إلياس كرام في أغسطس/آب الماضي، فإن الأرقام الرسمية تقول إن قرابة نصف مليون ممن كانوا خارج البلاد قبل عملية طوفان الأقصى لم يعودوا حتى الآن، في حين غادر 375 ألفا بعد الحرب.

وكانت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" قد نقلت عن بيانات سلطة السكان والهجرة أن نصف مليون إسرائيلي غادروا إسرائيل في الأشهر الستة الأولى من الحرب.

6- العمليات المسلحة

كانت العمليات العسكرية -بما فيها الاستشهادية- إحدى أبرز أدوات المقاومة في مواجهة الاحتلال، لكن المقاومة امتنعت عن العمليات الاستشهادية لفترة "وفقا لتغييرات ارتبطت بالرأي العام العالمي والخسائر المدنية التي قد تترتب على هذه العمليات"، وفقا للمحلل السياسي محمد غازي الجمل في تصريحات سابقة للجزيرة نت.

لكن حجم المجازر التي حصلت في غزة وسط الصمت والتواطؤ الدولي مع الاحتلال دفعا المقاومة إلى إعادة النظر في هذه الإستراتيجية بوصفها أداة فاعلة للضغط على المجتمع الإسرائيلي.

واعتبر إعلان كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد عودة العمليات الاستشهادية في الداخل الفلسطيني المحتل إلى الواجهة من جديد ردا على المجازر الإسرائيلية وتهجير المدنيين وسياسة الاغتيالات الإسرائيلية بحق قيادات فصائل المقاومة في قطاع غزة تحولا إستراتيجيا في المعركة.

وانعكس صدى هذا الإعلان داخل إسرائيل، وكشف درجة كبيرة من الخوف في المنظومة الأمنية من إدخال عبوات ناسفة إلى قلب المدن الكبرى في إسرائيل، الأمر الذي قد يسبب الكثير من الخسائر البشرية والمادية.

يضاف إلى ذلك أن النجاح الذي تحققه عمليات إطلاق النار التي ينفذها مقاومون داخل إسرائيل يضاعف مخاوف قادة إسرائيل من انعكاساتها السلبية على الجمهور الإسرائيلي، وظهر ذلك جليا عقب عملية يافا التي أسفرت عن مقتل 7 إسرائيليين وإصابة 16 آخرين.

وعلق مدير مركز يبوس للدراسات سليمان بشارات في تصريحات للجزيرة نت بقوله إن مثل هذه العمليات تُظهر أن إسرائيل غير قادرة على ضبط الميدان في المواجهة مع الفلسطينيين، وأنها فشلت في المقاربة العسكرية والأمنية.

وتكشف الأرقام المعلنة بشأن عدد العمليات التي أعلن عنها الأمن الإسرائيلية -سواء ما نجح منها أو ما تم إحباطه- عن الضغط الكبير الذي تتعرض له أجهزة الاحتلال، فحتى أغسطس/آب الماضي أعلن عن أكثر من ألف عملية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

7- خسائر اقتصادية لا تحصى

ختاما، فقد تسببت الحرب التي يخوضها نتنياهو بخسائر هائلة للاقتصاد الإسرائيلي كما نُشر في تقرير للجزيرة نت، وأشارت تقديرات إلى أن تكلفة الحرب تجاوزت 67.3 مليار دولار حتى الآن، ولا تُحسب في هذا كلف أخرى تتعلق بالجيش مثل علاج الجرحى وتوفير المأوى والملاجئ.

وخفضت وكالة فيتش التصنيف الائتماني لإسرائيل، مشيرة إلى تفاقم المخاطر الجيوسياسية مع استمرار الحرب في غزة، وسط تهديدات بانتقالها إلى جبهات أخرى.

وفي بداية الحرب وضعت الوكالة تصنيف الديون السيادية لإسرائيل تحت المراقبة السلبية، وحذرت من أن أي تصعيد كبير قد يؤدي إلى خفض التصنيف.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

 

الأربعاء, 30 تشرين1/أكتوير 2024 18:32

البيت الحرام بيت عالميّ

 السيد محمد حسين فضل الله

إنّ قيمة البيت الحرام، هي في أن الإنسان الذي بناه كان يعيش كل معنى الروحانية التي أفاضها على البيت، حتى يعيش هذا البيت في كل مداه كل هذه الروحانية التي أراد الله للناس أن يغرفوا منها، وأن يعيشوها بكلّ معانيها.

وهكذا رأينا كيف أنَّ الله سبحانه وتعالى، بعد أن بنى إبراهيم البيت، أراد لهذا البيت أن يكون البيت العالمي. قال سبحانه في آية سابقة: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً}. يقال إنّه كانت هناك بيوت للعبادة، لكن ربما كان المقصود بقوله: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ} أنّه البيت العالمي. يعني كانت هناك مساجد صغيرة، كما يوجد عندنا مسجد محلّة أو مسجد قبيلة أو مسجد بلد، لكن هذا المسجد ـ أي البيت الحرام ـ هو المسجد العالمي الذي أراد الله للناس من الشرق والغرب أن يأتوا إليه. {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ} وبكّة هي لغة في مكة {مباركاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ}، فالله أنزل فيه البركة، وأراد للناس أن يهتدوا به {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ} مما حشده الله سبحانه وتعالى فيه من آياته {مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}.

{وَمَن كَفَرَ} مفسّرة ومن لم يحجّ، وليس المراد الكفر العقيدي، بناءً على هذا التفسير، بل الكفر العملي، وأنّ الإنسان الذي يؤمن بالله ولا يعمل بما كلّفه الله هو بمنزلة الكافر، لأن النتيجة واحدة، ذلك أنّ الكافر لا يعمل لأنه لا يؤمن، وهذا مع أنّه يؤمن لكنّه لا يعمل، فالنتيجة في الخطّ العمليّ، هو أنه كافر عملاً، وإن لم يكن كافراً عقيدةً {فإنّ الله غنيٌ عن العالمين}.

وهكذا أراد الله من إبراهيم(ع) أن يبدأ النّداء إلى الحجّ: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ* لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}، باعتبار أن الله سبحانه وتعالى يريد للناس أن يجعلوا من الحجّ ساحة منفعة لهم، فقد تكون المنفعة في الجوانب العبادية، وهي الأساس، وقد تكون في الجوانب الثقافية التي يلتقون فيها ليعطي كلّ واحد منهم ثقافته للآخر، أو في الجوانب الاقتصادية أو السياسية أو ما إلى ذلك، حيث إنه المجمع العالمي الذي يلتقي فيه الناس من الشرق والغرب ليتعارفوا، ولينتفعوا من خلال هذا التعارف، وهذا الترابط الذي يمكن أن يؤدّي إلى نتائج كبيرة على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والروحي والعبادي.

خلاصة أعمال الحجّ

وهكذا يحدثنا الله سبحانه وتعالى في آياته عن أعمال الحجّ، وعما ينبغي للناس أن ينطلقوا به. ويؤكد سبحانه وتعالى في مسألة الحجّ نقطة أساسية، هي الخلاصة لكل أعمال الحجّ، وهي ذكر الله سبحانه وتعالى، فإنّ الله سبحانه وتعالى أراد للناس أن يخرجوا من الحج بنقطتين؛ إحداهما نتيجة للأخرى "ذكر الله، وتقوى الله"، لاحظوا قوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ}. والرفث كناية عن العلاقة الجنسية {وَلاَ فُسُوقَوالمراد كلّ فسق، سواء بسبّنا بعضنا البعض أو بغير ذلك {وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ} يعني الجدال طبعاً في غير الحقّ، الجدال الذي يتحرك ليثير العداوة والبغضاء والتعقيدات وما إلى ذلك، لأن الله أراد للحجّ أن يكون فرصة سلام، لا أن يكون مناسبة يمكن أن تثير البغضاء بين الناس {وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ} حتى لا يشعر الإنسان أنَّ هناك خيراً يفعله يمكن أن يضيع عند الله {إنَّ الله لا يضيع عمل عاملٍ منكم من ذكرٍ أو أنثى}.

{وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}، ففي الحجّ، كما في غيره، يريد الله للإنسان أن يجعل زاده في الحياة الدّنيا الذي يحمله إلى الآخرة، والذي يرتفع بمكانته عند الله، هو التقوى، لأنها الزاد الذي يحقّق لك السعادة في الدنيا والآخرة، والله يخاطبنا بعد أن يبيّن لنا حقيقة التقوى وقيمتها بقوله: {وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ}، وهذه كناية تعني يا أولي العقول، لأن عقل الإنسان يقوده إلى التقوى، ويقوده إلى ما فيه نجاته ومصلحته.

ثم يقول: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ}، فلا مانع من أن تنتفع مادياً هناك بما لا يشغلك عن حجك وعن عبادتك {فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} أن تذكر الله عند المشعر الحرام، بحيث يكون وجودك هناك مملوءاً بذكر الله، وأن تذكر الله في قلبك، وأن تذكر الله في إحساسك، وأن تذكر الله في عقلك، وأن تذكر الله بلسانك {وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ}، يعني اذكروه شاكرين له على أساس نعمة الهداية {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللهُ}، بحيث يشعر الإنسان بأنَّ نعمة الهداية هي في الإيمان وفي توحيد الله، وهي النعمة الكبرى التي لا بدَّ من أن يذكر الإنسان ربَّه عندما يتذكَّره بالشّكر {وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ}...

{ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}، ولا تنشغلوا في الحديث الذي يتعلق بأموركم الشخصية أو بلهوكم وبعبثكم، بل انطلقوا من حيث أفاض الناس، في مسيرة ربانيّة تتجه بكم إلى ما يريد الله لكم أن تصلوا إليه من تقواه {وَاسْتَغْفِرُواْ اللهَ}، ولتكن إفاضتكم مملوءةً بالاستغفار {إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ* فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْوانتهيتم من ذلك كلّه {فَاذْكُرُواْ اللهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً}. ويبقى ذكر الله هو الأساس في كلّ حركة من حركات الحج، تذكره وأنت تطوف، وتذكره وأنت تسعى، وتذكره وأنت تقف في عرفات، وتذكره وأنت تفيض من عرفات، وتذكره وأنت تقف في المشعر، وتذكره وأنت تقف في منى، بل تذكره وأنت ترجم الشّيطان. وفي المحصِّلة، أن يكون ذكر الله هو الخطّ الحركي الذي تتحرّك فيه {فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ} وجلستم {فَاذْكُرُواْ اللهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ}، باعتبار العلاقة التي تشدّ الإنسان إلى أبيه، بحيث تجعله يتذكّره دائماً {أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً}، لأنَّ علاقتكم بالله هي أعظم من علاقتكم بآبائكم.

دعاء الدنيا والآخرة

ثم يحدّثنا الله تعالى عن الخطّ الذي عندما نذكره فيه، فإنّنا ندعوه، لأننا إذا ذكرنا الله، شعرنا بالحاجة إليه، وشعرنا بالفقر إليه. فكيف تدعو الله سبحانه وتعالى؟ وما هو مضمون الدعاء؟ إنّ الله يقسّم الناس على حسب عمق الإيمان في نفوسهم: {فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ}، كمن يقول: اللّهمّ أعطني أولاداً، أعطني بيتاً، أعطني مالاً، أعطني صحة، أما أن تقول: اللّهمّ أعطني جنة، أعطني رضواناً، فهذا أمرٌ ثانوي لا يهمّ البعض، بحيث إنه قد لا يفكّر في الآخرة كليةً، لأنه مستغرق في الدنيا، فقد تشغله دنياه حتى وهو بين يدي الله الّذي قال: {وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم}، فحتى وهو ماثلٌ بين يدي الله، يعيش الاستغراق في الدنيا، بحيث لا يفكّر أن يطلب من الله أن يرضى عنه، وأن يدخله جنّته وما إلى ذلك {فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ* وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} فنحن نعيش في الدّنيا، ولنا حاجاتنا، ولنا أمورنا، ولنا قضايانا {وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ* أُولَـئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}.

وعلى ضوء هذا، فعلى الإنسان عندما يدعوه الله، أن يدعو وهو منفتح عليه، بحيث يضع بين يدي الله دنياه وآخرته، وليطلب من الله أن يعطيه في الدّنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وأن يقيه عذاب النار، ليشهد الله على قلبه أنّه لم يستغرق في الدنيا بحيث تشغله عن آخرته، ولم يفهم الآخرة على أنها ابتعاد عن الدّنيا، فللدّنيا مطالبها، وللآخرة مطالبها.

*من كتاب النّدوة، ج 4.

يقترح خبراء التغذية على أولئك الذين يكافحون من أجل الاستيقاظ في الصباح، مجموعة من "الأطعمة الخارقة" التي يمكن دمجها في روتين الإفطار لتمنحهم دفعة من الطاقة والنشاط.

وتعد وجبة الإفطار أمرا بالغ الأهمية، باعتبارها الوقود لبدء يومك والحفاظ على التركيز. ولذلك، فإن تفويت هذه الوجبة يعني أن جسمك قد يحافظ على الطاقة بدلا من حرقها، ما قد يؤدي إلى زيادة الوزن بمرور الوقت.

ويمكن أن يساعد تناول وجبة إفطار مناسبة في الحفاظ على رشاقتك، وتعزيز الذاكرة قصيرة المدى، وتقليل خطر ارتفاع ضغط الدم.

ومع ذلك، فإن التخلي عن أول وجبة في اليوم قد يعرضك لخطر الإصابة بمشاكل متعلقة بالقلب ويسبب انخفاض مستويات السكر في الدم. وهذا لا يؤدي فقط إلى ارتفاع ضغط الدم ولكنه قد يؤدي أيضا إلى الصداع النصفي، وفقا لتقارير Gloucestershire Live.

ونصح خبير في Benenden Health: "حاول تناول ثلاث وجبات متوازنة في اليوم. اجعل وجباتك مبنية على الأطعمة الكاملة بدلا من الأطعمة شديدة المعالجة والتي غالبا ما تحتوي على مستويات أعلى من السكر والدهون المتحولة. وفي حين أنه قد يكون من المغري تناول مشروب طاقة أو كوب كبير من القهوة أو تناول بعض الحلويات عندما تشعر بالإرهاق، إلا أن الأطعمة الغنية بالسكر يمكن أن تتسبب في ارتفاع نسبة السكر في الدم بسرعة، ما يؤدي إلى إطلاق مفرط للإنسولين ويؤدي إلى انهيار السكر. وبدلا من ذلك، هناك العديد من البدائل الطبيعية الأكثر صحة وبأسعار معقولة والتي قد تكون موجودة بالفعل في المنزل".

الموز

يوصف الموز بأنه غذاء خارق للدماغ، وهو أحد أفضل معززات الطاقة لأنه محمل بثلاثة أنواع من السكريات الطبيعية - السكروز والفركتوز والجلوكوز - ما يجعله مصدرا ممتازا للطاقة دون أي دهون أو كولسترول.

وأوضح الخبير: "يحتوي الموز على كربوهيدرات غنية بالطاقة وفيتامين بي 6 والبوتاسيوم. وتوفر هذه المكونات جرعة سكر طبيعية وتعيد ملء إلكتروليتات جسمك، وهي مثالية للترطيب والطاقة".

البرتقال

يمكن أن يساعد البرتقال في مكافحة التعب بفضل محتواه العالي من فيتامين سي. يلعب هذا الفيتامين أيضا دورا حاسما في تعزيز جهاز المناعة والحماية من الإجهاد التأكسدي.

ويحتوي البرتقال على سكريات طبيعية توفر دفعة من الطاقة دون التسبب في ارتفاع مستويات السكر في الدم. وأضاف خبير الصحة: ​​"البرتقال فاكهة أخرى يمكن أن تمنحك حزما من الطاقة عندما تشعر بالنعاس. كما أنه يعوض الإلكتروليت بشكل رائع، وبالطبع غني بفيتامين سي الذي يعزز إنتاج الكولاجين الذي يقلل بدوره من التعب".

عصيدة الشوفان

يوفر الشوفان إطلاقا بطيئا للطاقة. ويُطلق على الشوفان لقب بطل الإفطار، وهو مصدر قوي للحيوية المستدامة، وذلك بفضل محتواه العالي من الألياف التي تضمن تدفق الجلوكوز بشكل ثابت إلى مجرى الدم.

ولا يعني هذا فقط أنك ستستمتع بإطلاق متوازن للطاقة طوال الصباح، بل ستتجنب أيضا ارتفاعات السكر المزعجة والانهيارات. إنه يساعد في الحفاظ على مستويات السكر في الدم مستقرة.

المصدر: إكسبريس

 

الأربعاء, 30 تشرين1/أكتوير 2024 18:25

الشيخ نعيم قاسم والاسئلة الصعبة!

لا أذكر الموضوع، لكن ما أذكره، أن الندوة كانت تضم كوكبة من الدكاترة والأكاديميين المختصين الذين طرحوا عليه أسئلة مباشرة، فلمّا سمعتها، قلت في نفسي: أعان الله الشيخ نعيم، على ه‍ه "الوقعة" وعلى هذه الأسئلة الصعبة جدا، وتساءلت في نفسي كيف سيجيب عليها؟ وهل سيجيب باقناع ام لا؟.. ولما بدأ بالاجوبة مع نهاية طرح الاسئلة، أذهل الحضور وانا واحد منهم..فقد تمكن من تفنيد كل الانتقادات التي وجهت لما ورد في المحاضرة ودحض ما فيها من ثغرات.

منذ ذلك الوقت وأنا اتتبع سماحة الشيخ نعيم، وأقرأ ما يؤلف من كتب، وقد جمعت المعرفة بيننا، وكنت آنس لحديثه، وأجوبته خصوصا عندما أطرح عليه بعض الأسئلة الصعبة، المتعلقة بشؤون حزب الله الداخلية خلال بعض الجلسات الخاصة. وقد شرفني أن أجاب على أسئلة اكاديمية، ضمنتها أطروحتي في الدكتوراه في العلاقات الدولية.. واللافت أنه لم يسجل لي الأجوبة صوتيا، بل كتبها، كتابة، وهذا إن دلّ على شيء عندي، إنما يدل على تواضع الرجل، وإعطائي وقتا من انشغالاته الكثيرة، ليكتب بيده الأجوبة الاكاديمية على مجموعة صفحات من نوع (A4 ).

اليوم وقد أصبح الرجل، أمينا عاما لحزب الله، أحتار فيما أقوله له أأهنئه ام ادعو له بالقدرة على تحمل هذا الثقل العظيم؟

فهو الأمين العام الاستشهادي الذي قبل بهذا المنصب كونه مهددا بشكل مباشر من قبل قوات الاحتلال، وسمعنا تهديدات وزير الحرب الاسرائيلي يوآف غالانت تعليقا على انتخابه أمينا عاما يقول، إنه أمين عام 'مؤقت'، أي أن الكيان الصهيوني سيعمل على اغتياله ما إذا سنحت له الفرصة. وعندما نتحدث عن صفة الاستشهاد، فهي كانت لتكون ايضا لأي شخصية أخرى غير سماحة الشيخ قاسم، تقبل هذا المنصب. مع أنني على يقين ، إنه كما سلفيه سيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي وسيد شهداء محور المقاومة السيد حسن نصر الله، لا رغبة له في هذا المنصب، إنما التكليف أجبره على القبول به.

وهذا ايضا، ديدن من كان ليكون في هذا المنصب، الذي يحمّل قابله، ثقلين عظيمين، الاول، إرث حزب الله منذ العام 1982، وإرث السيد الشهيد حسن نصر الله منذ العام 1992، بما في السيد نصر الله من مواصفات كسبها على مدى اثنين وثلاثين عاما، بينها استشهاد نجله، وقيادته للحزب في أصعب المراحل، مترافقة مع ما يتمتع به من كاريزما وصفات تعرف عليها الرأي العام .

لذا هذا اليوم، أعادني إلى تسعينات القرن الماضي..لأعيد القول، أعانك الله يا سماحة شيخ نعيم على هذا الحمل. وعلى الاسئلة الصعبة المنتظرة وليس اسهلها كيف ستقود حزب الله في هذه الحرب والمرحلة الاصعب؟. لكني على يقين..أنه وكما أدهشت سائليك في تحوطية الغدير، بأجوبتك المقنعة في ذلك الوقت، ودحضت الانتقادات التي وُجهت الى محاضرتك، ستدهش العالم بالأجوبة عن كيفية قيادة هذه الأمة إلى الانتصار.. لتتحول الى رمز امتدادي للشهيد الاسمى السيد حسن نصر الله.. نبارك لك هذه المهمة الاستثنائية العظمى، ودمعنا دم مدرار على شهيدنا المقدس، ونقول.. أعانك الله.. ويقيني، انك ستقول ادعوا لي الله بالعون ولا تهنئوني، وحتما سيكون الله معك..وقطعا معك سننتصر.

د حكم امهز

ممّا لا شك فيه، أنّ العدالة بكل صورها ستتحقق بقيادة المهدي (عليه السلام)، وتدرّ السماء والأرض خيراتها وتصبح دولته - الدولة النموذجية الإلهية الموعودة - التي يُسعد فيها الإنسان، إذ لا ظلم ولا حيف ولا فقر ولا فساد.

إنّ النصوص التالية تشير إلى هذه الحقائق:

١ - عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: «تنعم أُمّتي في زمن المهدي نعمة لم ينعموا مثلها قط، تُرسل السماء عليهم مدراراً، ولا تدع الأرض شيئاً من النبات إلاّ أخرجته، والمال كَدُوس، يقوم الرجل فيقول: يا مهدي أَعطني فيقول خُذ»(1).

٢ - عن أبي سعيد الخدري(رضي الله عنه)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): « يكون في أُمّتي المهدي إن قصر فسبع وإلاّ فتسع، فتنعم فيه أُمّتي نعمة لم يتنعّموا بمثلها قط، فتؤتي الأرض أُكلها، ولا تدّخر عنهم شيئاً، والمال يومئذ كدَوس فيقوم الرجل فيقول: يا مهدي، أعطني، فيقول: خُذ»(2).

٣ - عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: «إنّ في اُ مّتي المهدي، يخرج يعيش خمساً أو سبعاً أو تسعاً - زيد الشاك(3) قال قلنا: وما ذاك؟ قال: سنين، قال فيجيء إليه رجلٌ فيقول: يا مهدي، أعطني أعطني، قال: فيحثي له ثوبه ما استطاع أن يحمله»(4).

٤ - عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): «يكون في آخر الزمان خليفة يحثي المال حثياً لا يَعُدُّه عدّاً»(5).

٥ - وأخرج مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال، ولا يعدّه»(6).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ابن حماد: ٢٥٣، ح ٩٩٢ والبيان: ١٤٥ باب ٢٣ وعقد الدرر: ٢٢٥ باب ٨ والفصول المهمة: ٢٨٨ و٢٨٩ فصل ١٢ ونور الأبصار: ١٨٩ باب ٢.

(2)سنن ابن ماجة: ٢/١٣٦٦ - ١٣٦٧ ح ٤٠٨٣ ومستدرك الحاكم: ٤/٥٥٨ وبرهان المتقي: ٨١ باب ١ ح ٢٥ و٨٢ باب ١ ح ٢٦.

(3) زيد الشاكّ: بمعنى أضاف هذا الشاكّ في عدد السنين.

(4) سنن الترمذي: ٤/٤٣٩ باب ٥٣ ح ٢٢٣٢ والبيان: ١٠٧ باب ٦ والعلل المتناهية: ٢/٨٥٨ ح ١٤٤٠ ومشكاة المصابيح: ٣/٢٤ فصل ٢ ح ٥٤٥٥ ومقدمة ابن خلدون: ٣٩٣ فصل ٥٣ وعرف السيوطي، الحاوي: ٢/٢١٥ وصواعق ابن حجر: ١٦٤ باب ١١ فصل ١ وكنز العمال: ١٤/٢٦٢ ح ٣٨٦٥٤ ومرقاة المفاتيح: ٩ / ٣٥٢ ومشارق الأنوار: ١١٤ فصل ٢ وتحفة الأحوذي: ٦/٤٠٤ ح ٢٣٣٣ والتاج الجامع للاُصول: ٥/٣٤٢ - ٣٤٣.

(5) مصابيح السنّة: ٣/٤٨٨ ح ٤١٩٩. وأيضا حديث آخر مهم في مصنّف عبد الرزاق: ١١/٣٧١ ح ٢٠٧٧٠ باب المهدي، أخرجه صاحب دفاع عن الكافي: ١/٢٦٦.

(6) صحيح مسلم بشرح النووي: ١٨/٣٩.

المصدر : الإمام المهدي (عليه السلام) في روايات أهل السنّة ـ تأليف: السيد عبد الرحيم الموسوي.

اكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في كلمة له اليوم الاربعاء انه سيستمر الحزب في تنفيذ خطة الحرب التي وضعها الشهيد السيد حسن نصر الله وسيخرج من هذه المواجهة أقوى ومنتصراً.

وفي كلمة هي الأولى له بعد انتخابه أمينًا عامًا لحزب الله اليوم الأربعاء 30 تشرين الأول/أكتوبر 2024، لفت الشيخ قاسم إلى أن الكيان الصهيوني يواصل عدوانه على لبنان منذ العام 2006، ولم يكن ملتزمًا القرار 1701 منذ إصداره وارتكب 39 ألف خرق جوي وبحري لهذا القرار.

واستهل الشيخ قاسم كلمته بـ"كلمات وفاء للشهيد القائد السيد هاشم صفي الدين الذي كان شخصًا منظمًا يواكب الأعمال، وله رؤية ثاقبة، اهتم بالمقاومين وعمل على تلبية متطلبات الجبهة، وهو أحد أبرز الذين اتكأ عليهم الشهيد السيد حسن نصر الله".

وأشار إلى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد الكبير يحيى السنوار واصفًا إياه بأنه "أيقونة البطولة والمقاومة لفلسطين وأحرار العالم، استشهد في المواجهة حتّى آخر رمق، صلبٌ شجاع مؤمن مستقيم عزيز وحر".

وأضاف: "سيدي سماحة السيد حسن نصر الله (رض) 32 سنة وأنت تضخ الإيمان والولاية والمقاومة في قلوب الشباب والنساء والشيوخ والأطفال، كنت وستبقى راية المقاومة المنصورة، وحبيب المقاومين، وخزان الأمل، وبشير النصر، ومعشوق التواقين إلى الحياة العزيزة".

وشكر الشيخ قاسم ثقة قيادة حزب الله والشورى الموقرة المؤتمنة من المجاهدين والناس على هذه المسيرة على اختياره "لهذا الحمل الثقيل"، معتبرًا ذلك "دليل ثقة".

وأكد أن "هذه الأمانة هي أمانة السيد عباس الموسوي (رض) الذي قال لنا، إنّ الوصية الأساس حفظ المقاومة، هذه الأمانة هي أمانة القائد الكبير السيد حسن نصر الله، وهنا استحضرت كلمته عندما استشهد السيد عباس الموسوي، وخطب قائلًا: أرادوا من قتلهم أميننا العام أن يهزموا فينا روح المقاومة وأن يحطموا إرادة الجهاد، ولكن دماءه سوف تبقى تغلي في عروقنا، وستزيدنا عزمًا على المضي في هذه الطريق".

وأعلن سماحته أن برنامج عمله "هو استمرارية لبرنامج عمل قائدنا السيد حسن نصر الله في كلّ المجالات السياسية والجهادية والاجتماعية والثقافية"، وقال: "سنستمر في تنفيذ خطة الحرب التي وضعها السيد نصر الله مع قيادة المقاومة، وسنبقى في مسار الحرب ضمن التوجّهات السياسية المرسومة".

وشدد على أن مساندة غزّة كانت واجبة لمواجهة خطر "إسرائيل" على المنطقة بأسرها من بوابة غزّة ولحق أهل غزّة، وعلى الجميع أن ينصروهم، لافتًا إلى ان المقاومة الإسلامية وُجدت لمواجهة الاحتلال ونواياه التوسعية ومن أجل تحرير الأرض.

وردّ الشيخ قاسم على من يقولون إن "إسرائيل" استُفزت، قائلًا: "هل تحتاج "إسرائيل" إلى ذريعة؟ وهل نسينا 75 سنة من قتل الفلسطينيين وتهجيرهم وسلب الأرض والمقدسات وارتكاب المجازر؟".

ولفت إلى أن "المقاومة هي التي أخرجت "إسرائيل" من أرضنا في الماضي بالتعاون مع الجيش والشعب، والقرارات الدولية لم تُخرج "إسرائيل" من أرضنا بل المقاومة، وسنبقى في مسار الحرب ضمن التطورات المرسومة".

أضاف: "نتنياهو نفسه قال لدى بدء عدوانه على لبنان، إنّ ذلك هو من أجل الشرق الأوسط الجديد، وكسرنا مجموعة من المباغتات"، مؤكدًا أننا "في المقاومة نعطل المشروع "الإسرائيلي" أمّا بالانتظار فنخسر كل شيء".

وتابع: "نواجه مشروعًا كبيرًا في المنطقة، وهي حرب لا تقتصر على لبنان وغزة بل هي حرب عالمية ضد المقاومة.. يتم استخدام كل الوحشية والإبادة في هذا العدوان من أجل تمرير المشروع ويجب علينا المواجهة وعدم الاكتفاء بالتفرج.. هذه المواجهة ستكشف أن القيم الغربية هي شعارات كاذبة وقد سقطت أمام الانحياز للمتوحش".

وأكد الشيخ قاسم أن "صمود المقاومة الأسطوري في غزة ولبنان ملحمة العزة وهي ستصنع مستقبل أجيالنا، قلناها مرارًا إنّنا لا نريد حربًا كما أكّد سيدنا، ولكننا جاهزون إذا فرضت علينا وسنواجهها".

وقال: "لا أحد يقاتل نيابةً عنّا، ونحن لا نقاتل نيابةً عن أحد، ومشروعنا هو حماية الأرض والدفاع عن بلدنا.. إيران تدعمنا ولا تريد شيئًا منّا، ونحن نرحب بأي دولة عربية وإسلامية تريد دعمنا في مواجهة "إسرائيل".. إيران تدرك الثمن الذي تدفعه بسبب دعمها للمقاومة وهي أعطتها عبر الشهيد الفريق سليماني ما لم يعطه أحد..  نقاتل على أرضنا ونحرر أرضنا المحتلة ولا أحد يطلب منا شيئًا ولا يلزمنا بشيء".

وأوضح أن حجم الاستهداف لحزب الله ولا سيما استهداف قائده بعد تفجيرات "البيجر" كان مؤلمًا لنا، لكنّ الحزب استعاد وضعه، والميدان يثبت ويؤكد تعافي الحزب من الهجمات التي تعرض لها، لأنّه مؤسسة كبيرة ومتماسكة وذو إمكانات كبيرة.. حزب الله ذو تاريخ جهادي حقيقي، وكان يقوى عامًا بعد عام ويكسب المزيد من الخبرات، والإمكانات لدى حزب الله متوفرة وتتلاءم مع حرب الميدان الطويلة".

أضاف: "المقاومون على الجبهات الأمامية زاخرون بالإيمان والشجاعة وهم استشهاديون، ولا أحد يمكنه التقدم عليهم، وكما قال سيدنا "نحن ننتظر الالتحام" والمواجهات تتركز على الحافة الأمامية والعدو خائف وهو يُغيّر تصريحاته وأهدافه، كل الإمكانات المطلوبة موجودة لدى المقاومين على الجبهات وهم صامدون وقادرون"، لافتًا إلى أن غرفة عمليات المقاومة وثّقت خسائر العدو وهي فقط على الحافة الأمامية، ومقاومتنا أسطورية وهي مدرسة أجيال الحرية.

وأشار إلى أن الاحتلال اعترف بعجزه أمام صواريخ الحزب والطائرات المُسيّرة وهي تضرب ضمن برنامج ميداني مدروس.. قدرة المقاومة على نصب المنصات على الرغم من الغارات الجوية المتواصلة هي استثنائية ونحن نقاتل بشرف، ونحن نستهدف القواعد والعسكر، أمّا هم فيستهدفون الإنسان والبشر والحجر ويريدون إيلامنا".

وتابع سماحته: "على العدو أن يعلم أنّ قصفه لقرانا ومدننا لن يجعلنا نتراجع، والمقاومة قوية وهي تمكنت من إيصال مُسيّرة إلى غرفة نتنياهو.. نجا هذه المرة وربما أجَله لم يحن بعد.. نحن نؤلم العدو، واستهدافنا لقاعدة "بنيامينا" دليل على ذلك، وكذلك استهدافات حيفا وعكا وغيرهما".

وإذ لفت إلى أن حزب الله قرر تسمية الحرب الحالية مع العدو الصهيوني "معركة أولي البأس"، شددّ على حتمية انتصار المقاومة وهزيمة العدو، وقال مخاطبًا العدو: "ستُهزمون حتماً لأنّ الأرض لنا وشعبنا متماسك حولنا.. فاخرجوا من أرضنا لتخففوا خسائركم وإلاّ ستدفعون ثمنًا غير مسبوق"، مضيفًا: "كما انتصرنا في تموز 2006، سننتصر الآن وسنبقى أقوياء مع صعود متزايد لقوتنا".

وتوجه إلى السفيرة الأميركية في لبنان بالقول: "لن تري لا أنت ولا من معك هزيمة المقاومة ولا حتى في الأحلام.. وسيخرج حزب الله من هذه المواجهة أقوى ومنتصرًا".

كما توجه سماحته إلى النازحين بالقول: "هذه المعركة تتطلب هذا المستوى من التضحيات، ونحن في مرحلة إيلام العدو، تُضاف إليها مرحلة الصمود والصبر، لا يمكن للمقاومة أن تنتصر من دون تضحياتكم، والآخرون مندهشون من صبركم وسنبني معًا.. حزب الله قوي في المقاومة ببركة المجاهدين وقوي في الداخل السياسي بفضلكم".

أضاف: "نقول لمن يراهن على مرحلة ما بعد الحرب، إنّكم ستضطرون إلى لعن أميركا وحلفائها لأنّهم كذبوا عليكم.. العدو لن يتمكن من الرهان على الوقت لأنّ خسائره كبيرة وهو سيضطر إلى وقف عدوانه..".

وأعلن أن المقاومة مستمرة في التصدي للعدوان "وإذا أراد العدو وقفه نقبل بالشروط التي نراها مناسبة وأي حل يبقى بالتفاوض غير المباشر"، مشددًا على أن "دعامة أي تفاوض هي وقف إطلاق النار أولًا".

وختم الشيخ قاسم متوجهًا إلى المقاومين بالقول: "كما قال سيدنا القائد "ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات".. نحن منتصرون.. فاصبروا وصابروا".

أعلن حزب الله، اليوم الثلاثاء، في بيان انتخاب سماحة الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً للحزب.

وجاء في بيان صادر عن قيادة حزب الله: انطلاقًا من الإيمان بالله تعالى، والالتزام بالإسلام المحمدي الأصيل، وتمسُّكًا بمبادئ حزب الله وأهدافه، وعملاً بالآلية المعتمدة لانتخاب الأمين العام، توافقت شورى حزب الله على انتخاب سماحة الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًّا لحزب الله، حاملاً للراية المباركة في هذه المسيرة، سائلين المولى عز وجلّ تسديده في هذه المهمة الجليلة في قيادة حزب الله ومقاومته الإسلامية.

وأضاف البيان،  إننا نعاهد الله تعالى ونعاهد روح شهيدنا الأسمى والأغلى سماحة السيد حسن نصر الله (رض) والشهداء، ومجاهدي المقاومة الإسلامية، وشعبنا الصامد والصابر والوفيّ، على العمل معًا لتحقيق مبادئ حزب الله وأهداف مسيرته، وإبقاء شعلة المقاومة وضَّاءة ورايتها مرفوعة حتى تحقيق الانتصار، والله غالب على أمره، إنَّ الله قويٌ عزيز.

نعت حركة حماس رسميا رئيس مكتبها السياسي القائد يحيى السنوار، وقال القيادي في الحركة خليل الحية إن القائد السنوار استشهد مقبلا غير مدبر مشتبكا مع قوات الاحتلال عندما كان في مقدمة الصفوف ويتنقل بين المواقع القتالية.

وقال مراسل قناة العالم في قطاع غزة الزميل محمد ابو عبيد: منذ اللحظة الاولى للاعلان عن استشهاد القائد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس والعقل المدبر لمعركة طوفان الاقصى يحيى السنوار، منذ اللحظة الاولى والشعب الفلسطيني في حالة صدمة وحزن كبير جدا وشديد على فراق وارتقاء هذا الشهيد القائد.

واضاف مراسل العالم: هذا القائد الذي انتهج نهج المقاومة ونهج تحرير الارض والمقدسات وتحرير الاسرى، والذي عاش حياته منذ ريعان شبابه مقاوما بطلا مقاتلا للجيش الاسرائيلي ثم اسيرا ثم محررا على يد المقاومة الفلسطينية، كتائب القسام حررته رغما عن انف الاحتلال الاسرائيلي بصفقة تبادل "وفاء الاحرار" مقابل الجندي جلعاد شاليط وخروج اكثر من 1027 اسير واسيرة من سجون الاحتلال الاسرائيلي جراء هذه الصفقة.

وتابع مراسلنا: خرج على رأس الاسرى القائد يحيى السنوار وعاد الى حياته قائدا ومجاهدا، عاد الى حياة المقاومة وتقلد مناصب عديدة في حركة حماس اضافة الى المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام، كان رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة على مدار دورتين متتاليتين ثم رئيس المكتب السياسي لحماس بشكل عام بعد استشهاد القائد اسماعيل هنية خلال الشهور الماضية في معركة طوفان الاقصى.

واردف: اليوم وبعد استشهاد القائد يحيى السنوار مشتبكا ومرتديا زيه العسكري وجعبته العسكرية وسلاحه وخلال اشتباك مسلح مع القوات الاسرائيلية في المناطق التي يصنفها الجيش الاسرائيلي انها مناطق عمليات عسكرية في اقصى جنوب القطاع مدينة رفح تحديدا التي تشتد بها عمليات المقاومة الفلسطينية وضرباتها للقوات والآليات الاسرائيلية وتعلن بين الفينة والاخرى كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية عن استهداف عدد من الاليات الاسرائيلية عدد من القوات الصهيونية الراجلة في هذه المدينة التي يتمركز بها الجيش الاسرائيلي ويناور في محاور عدة في مدينة رفح.

وقال مراسل العالم: يحيى السنوار القائد الفلسطيني القائد المقاوم المشتبك الذي ارتقى شهيدا ارتقى في ميادين الجهاد اثناء خوضه اشتباكا مسلحا وثلة من المقاومين مع القوات الاسرائيلية في مدينة رفح، لا يوجد هناك اي جهد استخباري من القوات الاسرائيلية بمعلومة او بمعرفة بأن القائد يحيى السنوار كان في ميدان المقاومة والجهاد والاشتباك في معركة طوفان الاقصى بل بمحض الصدفة عثر على جثمان الشهيد يحيى السنوار بعد الاشتباك واستهداف الآلية الاسرائيلية حسب ما روى الجيش الاسرائيلي بقذيفة خرجت من المنزل الذي كان يتواجد به وطورد من منزل لآخر ثم تم اطلاق قذيفة مدفعية على المنزل الذي كان يتواجد به ثم ارتقى بعد اطلاق النار عليه والقذائف المدفعية التي اطلقتها القوات والاليات الاسرائيلية.

واضاف الزميل محمد ابو عبيد: ثم تبين بعد عملية التمشيط للمنازل التي دمرت والمقاومين الذين قصفوا وارتقوا شهداء تبين ان احد المشتبكين معهم هو القائد يحيى السنوار حيث نشر صوره الجيش الاسرائيلي بعد ارتقائه خلال هذا الاشتباك.

واوضح مراسل العالم: اليوم الكل الفلسطيني والكل المقاوم والشعب الغزي مكلوم وحزين جدا على فراق هذا القائد الفلسطيني والمقاوم المشتبك، هو القدوة للمقاومين وكان في الصفوف الاولى بالمعركة مواجها للقوات الاسرائيلية.

وقال مراسلنا: منذ بداية الحرب الاسرائيلية وحتى هذه اللحظة القوات لم تتوقف عن استهداف المدنيين، استهداف مراكز الايواء والمدارس وخيام النازحين بحجة ان السنوار متواجد بخيام النازحين وبالمدارس ومراكز الايواء مختبئا بالانفاق وبين الاطفال والنساء ويبرر الجيش الاسرائيلي والقوات الاسرائيلية مجازره بهذا الذريعة.

واكد: واليوم بعد ان نشر الجيش الاسرائيلي صورا للقائد يحيى السنوار وهو مشتبكا في ميدان المعركة في منطقة القتال التي يخوضها الجيش الاسرائيلي وفي الصفوف الاولى بجانب المقاومين الذين يلقنون ويثخنون بالقوات الاسرائيلية في مدينة رفح، ظهر كذب الجيش الاسرائيلي.

وتابع: الجيش الاسرائيلي الذي اعلن انه قد انتصر واغلق حسابا طويلا مع يحيى السنوار وانه كسر شوكة المقاومة، لكن الشهيد السنوار ليس هو القائد الاول الذي يرتقي شهيدا خلال هذه المعركة وهذه المسيرة، مسيرة الجهاد والمقاومة، كان منذ بداية التأسيس لحركة حماس احمد ياسين والرنتيسي وغيرهم من القادة العظام واخرهم كان اسماعيل هنية والاخير ارتقاء يحيى السنوار اليوم، لم تتوقف مسيرة الجهاد والمقاومة ولم تتوقف المعركة.

واشار الى أن الجيش الاسرائيلي كان يرنو الى ان يعثر على القائد يحيى السنوار ويرسم صورة انتصار كبيرة جدا واقوى من هذه خلال القضاء عليه مختبئا او مثل ما كان يروج له الجيش الاسرائيلي مختبئا في احد الانفاق او في خيام النازحين، كان يرنو الجيش الاسرائيلي الى ان يلتقط يحيى السنوار اسيرا او ما شابه في صورة تدل على خوفه او تدل على ضعف قوة المقاومة ويحيى السنوار، لكن اليوم هذه الصورة خرجت لتدل على قوة المقاومة في الردع والاثخان في القوات الاسرائيلية، وهذه الصورة خرجت لتدلل ان قادة المقاومة الفلسطينية متواجدون بجانب المقاومين في الميدان ويواجهون الجيش الاسرائيلي بكل اقتدار وقوة في كل الميادين والمحاور.

ولفت مراسلنا الى أنه بالرغم من ارتقاء القائد يحيى السنوار واعلان الجيش الاسرائيلي أنه انتهى منه ومن "الحساب الطويل"، فإن الجيش الاسرائيلي بقواته وآلياته لم يتوقف عن ارتكاب المجازر، في مخيم جباليا القوات الاسرائيلية تعمل على عمليات نسف وتدمير وقصف المنازل فوق رؤوس المواطنين والساكنين في هذه المناطق، اضافة الى استهداف تجمعات المواطنين والمناطق الامنة ومراكز الايواء في مناطق متفرقة من قطاع غزة وتدمير البنى التحتیه

 المصدر :العالم