emamian

emamian

جدد ضيوف مؤتمر الوحدة الإسلامية الـ38، العهد والميثاق مع مبادئ الامام الخميني الراحل (رض).

 

وانعقد المؤتمر الدولي الثامن والثلاثون للوحدة الإسلامية صباح الخميس بحضور الرئيس مسعود بزشكيان في قاعة القمة بطهران.

وفي كلمته في حفل تجديد ضيوف مؤتمر الوحدة الإسلامية الثامنة والثلاثين العهد والميثاق مع اهداف الإمام الخميني (رض)، اكد حجة الاسلام السيد حسن خميني ضرورة الاهتمام بالقضية الفلسطينية كقضية جوهرية للعالم الاسلامي والحاجة للتحرك في هذا المجال وقال: هل هنالك وحدة أعظم من أن يُقتل اليوم في جنوب لبنان الشيعة من اجل السنة؟

واكد ضرورة بذل الاهتمام اللازم من قبل الامة الاسلامية بنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يتعرض اليوم لابشع جرائم الابادة على يد الكيان الصهيوني الخبيث.

الجمعة, 20 أيلول/سبتمبر 2024 06:10

تفجير "البيجر": ماذا يقول القانون الدولي؟

كشفت مصادر أمنية لبنانية، أنّ أجهزة "البيجر" التي انفجرت في أنحاء لبنان وفي سوريا والتي تسبّبت بمقتل مدنيين بينهم أطفال وجرح الآلاف من اللبنانيين، كانت مفخّخة من المصدر عبر قطعة "آي سي" في جهاز "البيجر"، التي احتوت المواد المتفجّرة، وأنّ هذه المواد المفخّخة والمتفجّرة "لا تُكشف عند أي فحص عبر الأجهزة المتعارف عليها"، بحيث "لم يكن في الإمكان لأجهزة الكشف المتوفّرة وحتى لدول ومطارات عالمية كشف المادة المفخّخة المزروعة وبتقنيات مركّبة لخوارزميات خاصة بهذه العملية".

وأكّدت المصادر أنّ جهازَي "الموساد" و"أمان" الإسرائيليين هما وراء هذه الضربة العدوانية، إذ استخدمت "إسرائيل" شركة عالمية، وجهازاً مدنياً مع تحكّم بالعالم السيبراني، واتخذت قراراً بالقتل الجماعي المتعمّد.

لا شكّ أنّ هذا العدوان الإسرائيلي الذي اشتمل على تفخيخ وتفجير أجهزة "البيجر" في لبنان يثير انتهاكات كبيرة للقانون الدولي، حيث يعدّ هذا الهجوم عدواناً على الدولة اللبنانية وخرقاً لسيادتها، والذي يحقّ للدولة اللبنانية بموجبه التقدّم بشكوى ضدّ "إسرائيل" أو القيام بما تراه مناسباً للدفاع عن النفس والذي يمكن أن يتضمّن الردّ بالمثل أو بوسائل عسكرية أخرى.

كذلك، تخطّت "إسرائيل" في هذا العدوان كلّ القواعد المحرّمة في الحروب الأمنية، ارتكبت انتهاكات جسيمة لقوانين الحرب، ونذكر منها ما يلي:

1- انتهاك مبدأ حماية المدنيين

يفرض القانون الإنساني الدولي حماية المدنيين أثناء النزاعات. ويُحظر استهداف المدنيين أو التسبّب في ضرر غير متناسب.

إن قتل المدنيين العشوائي الذي قامت به "إسرائيل" عبر استخدام أجهزة "البيجر" أو أيّ وسيلة أخرى يعدّ جريمة بموجب اتفاقيات جنيف الأربع الصادرة عام 1948 والتي تشكّل أساس القانون الدولي الإنساني. وعلى وجه التحديد، تحظر المادة المشتركة الثالثة من اتفاقيات جنيف "الاعتداء على الحياة والسلامة البدنية، وبخاصة القتل بجميع أشكاله" للمدنيين والأشخاص الذين لا يشاركون بنشاط في الأعمال العدائية. بالإضافة إلى ذلك، فإن القتل العمد للأشخاص المحميين مدرج باعتباره انتهاكاً خطيراً في جميع اتفاقيات جنيف الأربع.

2- مبدأ "عدم المشاركة المباشرة في الأعمال العدائية"

من المهم الإشارة إلى أنّ الحرب بين حزب الله و"إسرائيل" والتي لا تندرج مباشرة تحت إطار الحروب بين الدول، مشمولة بقواعد القانون الإنساني الدولي الخاصة بالنزاعات المسلحة غير الدولية. بموجب هذا التوصيف للنزاع، يكون القانون التعاهدي النافذ هو "المادة الـ3 المشتركة في اتفاقيات جنيف" التي تحمي المقاتلين الأسرى والمدنيين من القتل والمعاملة القاسية واللاإنسانية. كذلك تنطبق على المنتسبين إلى حزب الله من غير المدنيين والذين تمّ تفجيرهم بواسطة أجهزة "البيجر" ما ينطبق على المقاتلين الذين لا يشاركون في الأعمال العدائية وبالتالي هم محميون بموجب القانون الدولي.

وتشمل المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي، وخاصة تلك الموضّحة في اتفاقيات جنيف حول "مبدأ عدم المشاركة المباشرة في الأعمال العدائية"، ما يلي:

أ‌- التمييز

يتطلّب القانون الإنساني الدولي من أطراف النزاع التمييز بين المقاتلين وغير المقاتلين (المدنيين). أما المقاتلون الذين لا يشاركون بنشاط في الأعمال العدائية، فهم محميون بموجب اتفاقيات جنيف وبالتالي يتمّ اعتبارهم مدنيين لغاية مشاركتهم المباشرة في القتال أو في النشاط الحربي والعسكري، فتسقط عنهم هذه الصفة. 

ب‌- التناسب

يرتكز القانون الدولي بشكل أساسي على مبدأ التناسب، والذي يحظر أي هجوم يؤدي إلى التسبّب في ضرر مفرط للمدنيين والأهداف المدنية فيما يتعلق بالميزة العسكرية المتوقّعة. إن استهداف المقاتلين الذين لا يشاركون في الأعمال العدائية ينتهك هذا المبدأ.

ج-مبدأ الضرورة العسكرية

ينصّ القانون الدولي على عدم جواز استهداف المدنيّين إلا لمبدأ الضرورة العسكرية، وبالتالي يجب على أطراف النزاع اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنّب أو تقليل الضرر العرضي للمدنيين والأهداف المدنية، وهم ما لم تحترمه "إسرائيل" بل تعمّدت قتل المدنيين بشكل عشوائي.

3- التداعيات القانونية على العدوان الإسرائيلي

لقد أتى مبدأ "حظر قتل المدنيين" واضحاً في القانون الدولي، الذي يعتبر أنّ أيّ هجوم متعمّد على المدنيين، بما في ذلك استخدام أساليب غير تقليدية مثل انفجارات أجهزة "البيجر" محظور ويُعدّ جريمة حرب. ويمكن تصنيف الاستهداف المتعمّد للمقاتلين الذين لا يشاركون في الأعمال العدائية على أنه جريمة حرب أيضاً.

أما إذا كان قتل المدنيين والتسبّب بأضرار لهم وعدم التمييز بينهم وبين المقاتلين، قد حصل على نطاق منهجي واسع، فيمكن أن يرقى إلى مستوى الجريمة ضد الإنسانية. 

وبما أنّ القانون الدولي ينصّ على تحميل الدول المسؤولية عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني التي ترتكبها قواتها المسلحة أو غيرها من الوكلاء، ويؤكد أن المسؤولية الجنائية فردية، فإن المسؤولين الإسرائيليين الذين اتخذوا القرار ونفّذوا هذا العدوان يُعدّون مسؤولين جنائياً عن هذا الفعل.

وعليه، يمكن محاكمة المسؤولين الإسرائيليين بموجب القانون الدولي، بما في ذلك من قبل المحكمة الجنائية الدولية في حال قرّر لبنان أن يعطي المحكمة هذه الصلاحية، ويشتكي ضدّ المسؤولين الإسرائيليين بقتل الصحافيين اللبنانيين عمداً في وقت سابق، وفي الاعتداء الذي قامت به عبر تفجير أجهزة "البيجر" والتسبّب بقتل وأذى للمدنيين اللبنانيين مؤخراً.

أكد الأمين العام لحزب الله لبنان السيدحسن نصرالله أن العدو الإسرائيلي تجاوز في تفجير اجهزة البيجر كافة الضوابط والاخلاق والخطوط الحمراء، وقال إن هذه الضربة الكبيرة والقوية لم تسقطنا ولن تسقطنا، مشددا على أن جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف الحرب على غزة.

 

وفي كلمة مباشرة أكد الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله أن: ما دعاني للحديث اليوم الأحداث التي حصلت في اليومين الماضيين وهو يستدعي كلاماً وتقييماً وموقفا.

وقال: الشكر للحكومة اللبنانية ووزارة الصحة ومؤسسات الدفاع المدني الذين أبلوا بلاء حسنا.

ولفت إلى أن: حجم الإصابات بالعيون كثير وهناك ضغط على المستشفيات وهي تبذل جهدا كبيرا.

وقال السيدنصرالله: أتوجه إلى عوائل الشهداء في الداخل وجبهة الجنوب بأعلى التبريكات بالحصول على وسام الشهادة وللجرحى بالشفاء العاجل.

وأضاف: أتوجه بالشكر للحكومة وللقسم الطبي في لبنان وللتعاطي الجدي ولكل من تبرع بالدم في مختلف المناطق اللبنانية

كما تقدم بالشكر: لكل من بادر للمساعدة ولكل من تضامن بمعزل عن أي اعتبارات طائفية أو سياسية.

ونوه أمين عام حزب الله: شهدنا في لبنان مجددا ملحمة إنسانية وأخلاقية كبرى على المستوى الوطني والإنساني.

وقال نشكر الدول التي سارعت بتقديم الدعم والمساعدات الطبية وعلى رأسها إيران والعراق.

وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي استهدف آلاف أجهزة البيجر وتجاوز كل القوانين والضوابط والخطوط الحمراء.

وإليكم أبرز ما تطرق إليه السيدحسن نصرالله في كلمته:

- الشكر للأطباء الذين فتحوا عياداتهم للجرحى بالمجان ولكل شعبنا اللبناني العزيز الذي تضامن وعبّر عن مشاعر صادقة ولكل القيادات المتضامنة من رؤساء وأحزاب والنخب

- نشكر الدول التي سارعت الى تقديم الدعم منها الحكومة العراقية والجمهورية الاسلامية في ايران وللحكومة السورية وللدول التي اتصلت بالحكومة اللبنانية وعرضت تقديم الدعم

-عبر تفجيرات البيجر الثلاثاء كان العدو الإسرائيلي يريد قتل 4000 إنسان في دقيقة واحدة ومن في محيطهم

- الأربعاء سقط عشرات الشهداء ومئات الجرحى

- العدو يعلم أن عدد أجهزة البيجر هو 4 آلاف وأنها موزعة على عناصر حزب الله ما يعني تعمده قتل 4 آلاف بدقيقة واحدة

- نتيجة العدوان ارتقى عشرات الشهداء بينهم أطفال ونساء وأصيب الآلاف على أن تظهر الأرقام الحقيقية مع الوقت

- على مدى يومين كان العدو الإسرائيلي يريد أن يقتل نحو 5000 إنسان في دقيقتين دون أي اعتبار

- ما جرى عملية إرهابية كبرى وسنتبنى تعريف ما حدث يومي الثلاثاء والأربعاء كمجزرتين

- يمكن أن نطلق على ما حدث يومي الثلاثاء والأربعاء أنه إعلان حرب

- كثير من الإصابات كانت طفيفة وعدد من البيجرات كان خارج الخدمة أو بعيدة أو غير موزعة من الأساس

- الجهود البشرية واللهفة التي تم رصدها من قبل الناس أسهمت في التقليل من الإصابات الخطرة

- هذه اللهفة والجهود البشرية والهمة العالية ضيّعت جزءاً كبيراً من هدف العدو عبر قتل 5 آلاف إنسان

- شكلنا لجان تحقيق داخلية متعددة وندرس كل السيناريوهات والفرضيات والاحتمالات ووصلنا إلى نتيجة شبه قطعية ولكن ننتظر التأكد منها

- سنصل خلال وقت قصير إلى نتائج يقينية بشأن التفجيرات وحينها سيبنى على الشيء مقتضاه

- لا شك أننا تعرضنا لضربة كبيرة أمنيا وإنسانيا وغير مسبوقة في تاريخ المقاومة في لبنان وربما في تاريخ الصراع مع العدو

- هذا النوع من القتل والاستهداف والجريمة لتفجيرها بمعزل عن المحيط الذي هم فيه غير مسبوق عالميا

- نعرف أن للعدو تفوقا على المستوى التكنولوجي لأنه يحظى بدعم أمريكي ودعم النيتو

- طبيعة الحرب أنها سجال ويوما الثلاثاء والأربعاء كانا بالنسبة لنا يومين ثقيلين

- هذه الضربة الكبيرة والقوية لم تسقطنا ولن تسقطنا

- سنصبح أشد صلابة وعزماً وعوداً وقدرة على تجاوز كل المخاطر

- جبهتنا كانت فاعلة وضاغطة جداً على العدو والدليل هو ما يفعله ويقوله العدو بعيداً عما يقال هنا وهناك

- نائب رئيس أركان سابق إسرائيلي وصف ما يجري في الشمال بأنه هزيمة تاريخية لإسرائيل

- عندما يقول العدو أن ما يجري في الشمال هو أول هزيمة تاريخية لـ"إسرائيل" دليل آخر على فعالية جبهتنا

- كل القوات التي دفع بها العدو إلى الشمال تؤكد مواجهته تهديداً حقيقياً على هذه الجبهة

- العدو اعترف بخسارة الشمال ما اضطر نتنياهو وغالانت إلى إيجاد حل لهذه الجبهة التي تعتبر إحدى أهم جبهات الاستنزاف

- جبهتنا هي من أهم أوراق التفاوض التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية من أجل وقف العدوان على غزة

- أحد أهم عناصر الضغط على كيان العدو وإحدى أهم جبهات الاستنزاف هي الجبهة اللبنانية

- الجبهة اللبنانية هي إحدى أهم أدوات التفاوض التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية من أجل وقف العدوان على غزة

- مورست الكثير من الضغوط والتهديدات والاعتداءات من أجل وقف جبهة الجنوب وفي هذا السياق جاءت الضربة الأخيرة

- العدو كان يعمل على الضغط على الحكومة اللبنانية والمقاومة بالقتل والتدمير لوقف هذه الجبهة

- المقاومة تمسكت بموقفها وهدفها وهذا ما يفسر لجوء العدو إلى أعلى مستوى إجرامي يمكن أن يذهب إليه

- وصلتنا يوم الثلاثاء رسائل عبر قنوات رسمية وغير رسمية هو وقف دعم غزة وإطلاق النار من الجنوب

- التبني الإسرائيلي للضربة والعمل على وقف عمل المقاومة واضح في ما وصل من رسائل للجهات الرسمية

- نقول لحكومة العدو وجيش العدو إن جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف الحرب على غزة وهذا قلناه سابقا

- رغم التضحيات والشهداء ورغم كل العواقب فلن تتوقف المقاومة عن مساعدة أهل غزة والضفة

- تمسك المقاومة بكل مواقفها يعني أن العدو الإسرائيلي لم يحقق أهدافه

- العدو عمل على ضرب بيئة المقاومة وإنهاكها وإضعافها عبر التفجيرات الواسعة

- العدو عمل على ضرب بيئة المقاومة وإنهاكها وإضعافها عبر التفجيرات الواسعة كي تضغط على قيادة المقاومة

- نرى صبرا عظيما ومعنويات عالية لكل المصابين في المستشفيات وجرحى المقاومة مصرون على مهمتهم

- نحن نخجل من عوائل الشهداء والجرحى ومن عزمهم وصبرهم واحتسابهم وهذا هو رد بيئتنا وبلدنا ككل من خلال التضامن

- ما شهده تشييع الشهداء تضمن رسالة مهمة بالوحدة والتماسك والتضامن

- العدو هدف كذلك إلى تدمير بنية المقاومة وضرب نظم القيادة والسيطرة وضرب أكبر عدد من القادة وإحداث الفوضى والضعف في بنيتنا وهو لم يحصل أبداً

- لم يحصل أي ضعف في بنية المقاومة ولو للحظة واحدة وكنا جاهزين على الجبهة لأي سيناريو وهي لم تتزلزل ولم تهتز

- التفجيرات الواسعة لم تؤثر على بنية المقاومة وكانت جهوزيتها عالية على الأرض توقيا لأي عمل عسكري

- بنية المقاومة كبيرة ومتماسكة وعلى العدو أن يعرف أن ما حدث لم يمس لا نظام القيادة ولا الحضور بالجبهات

- العدو يعتقد أنه متفوق بالذكاء التكنولوجي لكن ما فعله عبر التفجيرات كشف أنه على درجة عالية من الغباء

- على العدو أن يدرك أنه لا يمكن المس ببنيتا وعزيمتنا وإرادتنا وهو أحمق وغبي ولا يفهم العمق المعنوي لبيئتنا

- إسرائيليا هناك حديث عن تصعيد في الشمال وهناك من يتحدث عن حرب شاملة

-حديث العدو عن نقل الثقل إلى الشمال متفاوت بعد توسيع أهداف الحرب بإعادة مستوطنيه إلى شمال فلسطين المحتلة

- أقول لنتنياهو ولغالانت لن تستطيعوا إعادة السكان إلى الشمال وهذا هو التحدي بيننا

- السبيل الوحيد لإعادة السكان إلى مناطقهم هو وقف العدوان على غزة وعلى الضفة الغربية

- ما ستقدمون عليه من تصعيد سيبعد فرصة عودة أولئك السكان إلى الشمال بل العكس ما سيحدث

- هم يتحدثون عن إقامة حزام أمني داخل الأراضي اللبنانية ونحن نتمنى أن يحاولوا ذلك

- أي دخول للأراضي اللبنانية نعتبره فرصة تاريخية ستكون لها تأثيرات كبرى على المعركة

- يعتقدون أنهم سيتمكنون من إعادة المستوطنين والسكان بإقامة حزام أمني في أراضينا

- "عم نفتش على دباباتهم بالسراج والفتيلة" وحين يأتون إلينا فأهلاً وسهلاً وسنعتبر هذا التهديد فرصة تاريخية نتمناها

- المقاومة عام 78 وبعدها المقاومة بكل فصائلها عام 82 كان تركيزها على تحرير "الشريط الحدودي"

- محاولة إقامة حزام أمني داخل أراضينا لن يشغل المقاومة هناك بل سيتحول هذا الحزام إلى فخ وجهنم لجيشهم

- ما حدث يومي الثلاثاء والأربعاء سيواجه بقصاص عادل وحساب عسير ولن أتحدث عن وقت ولا مكان

- الخبر هو ما سترون وليس ما تسمعون لأننا في الجزء الأكثر دقة وحساسية وعمقا في المواجهة

أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض في مؤتمر صحفي اليوم الخميس، حول الإستجابة للأوضاع الأمنية، عن 37 سقوط شهيدا وإصابة 2931 بتفجيرات أجهزة الاتصال يومي الثلاثاء والأربعاء.

 

وأشار الأبيض، إلى أنّ جميع من في القطاع الصحي شارك في اليومين الماضيين في تقديم المساعدة جرّاء إنفجار أجهزة الإتصالات إثر العدوان الإسرائيلي على لبنان يومي 17 و18 أيلول.

وأكد وزير الصحة اللبناني أن “حجم الأجهزة اللاسلكية الذي إنفجر أمس كان أكبر وبلغ عدد الشهداء 25 شهيدا أما عدد الجرحى 608”.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي، أن عدد الجرحى الذين وصلوا المستشفيات في هجمات 17 سبتمبر هو 2323، من بين الجرحى 1343 حالتهم متوسطة أو حرجة.

وكشف الأبيض عن حجز 226 جريحا أصيبوا في 17 سبتمبر في العناية المركزة، ومبينا سقوط 25 شخصا شهيدا في الهجمات التي وقعت أمس فقط.

وأشار الوزير إلى أن عشرات الأطباء أمضوا الليلة الماضية في غرف العمليات، كما شارك مئات الممرضين والمسعفين في تقديم العلاج السريع للمصابين في التفجيرات.

ولفت إلى أن التفجيرات أظهرت أمرا إيجابيا وحيدا، وهو تلاحم الشعب اللبناني في مختلف المناطق في مواجهة الحدث.

وتطرق الوزير إلى وجود مبادرات تقودها دول عربية (لم يسمها) لتقديم خدمات طبية إلى بلاده، وأعرب عن تقديره لذلك.

وكان حزب الله أعلن في وقت سابق اليوم استشهاد 20 من مجاهديه جراء موجة الانفجارات التي ضربت الأربعاء أجهزة لاسلكية من نوع آيكوم في عدة مناطق بلبنان.

وجاءت التفجيرات بعد يوم من تفجيرات مماثلة ضربت أجهزة الاتصال بيجر الثلاثاء، وأدت إلى مقتل 12 شخصا بينهم مدنيون، وإصابة نحو 2800 آخرين، بينهم 300 بحالة حرجة.

العقاب آت

وبالتزامن مع ذلك، قال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين، نواجه مرحلة جديدة من العدوان والعقاب آت.

وأكد أن شعب المقاومة لم ولن يضعف على الإطلاق، وأن العدو ومن خلفَه ما زال عاجزا عن إدراك هذه الحقيقة.

وفي ردود الفعل، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الأربعاء على وجوب ألا تتحول الأجهزة ذات الاستخدام المدني إلى أسلحة.

وقال غوتيريش للصحفيين إنه من الضروري أن تكون هناك مراقبة فاعلة للأجهزة ذات الاستخدام المدني، وألا يتم تحويلها إلى أسلحة. ينبغي أن يكون هذا الأمر قاعدة للجميع في العالم، وأن تكون الحكومات قادرة على تطبيقه.

الإثنين, 16 أيلول/سبتمبر 2024 18:48

مِن خُلُقِ الرسولِ الثناءُ على المعروفِ

 عنْ رسولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله): «كَفَاكَ بِثَنَائِكَ عَلَى أَخِيكَ، إِذَا أَسْدَى إِلَيْكَ مَعْرُوفاً، أَنْ تَقُولَ لَهُ: جَزَاكَ اَللَّهُ خَيْراً؛ وَإِذَا ذُكِرَ وَلَيْسَ هُوَ فِي اَلْمَجْلِسِ، أَنْ تَقُولَ: جَزَاهُ اَللَّهُ خَيْراً؛ فَإِذًا أَنْتَ كَافَيْتَهُ»[1].

لقدْ حثَّتِ التعاليمُ الدينيّةُ على فعلِ المعروفِ، وجعلَتْهُ في مصافِّ أفضلِ الأعمالِ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ، وهوَ خُلُقٌ مِنْ خُلُقِ رسولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله)، وفي الحديثِ عنِ الإمامِ الرضا (عليه السلام): «إِنَّ لِلَّهِ عِبَاداً يَفْزَعُ اَلْعِبَادُ إِلَيْهِمْ فِي حَوَائِجِهِمْ، أُولَئِكَ اَلْآمِنُونَ، كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ». فقلتُ لهُ: يابنَ رسولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله)، وَإِنْ كَانَ غَنِيّاً؟ فقالَ: «وَإِنْ كَانَ غَنِيّاً»[2].

ومنَ الأخلاقِ الّتي ترتبطُ بفعلِ المعروفِ، والّتي لا بدَّ منَ العملِ بها ورعايتِها، الشكرُ والثناءُ لفاعلِ المعروفِ، فعنْ رسولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله): «فَمَنْ أُوتِيَ خَيْراً عَلَى يَدَيْ أَخِيهِ، أَوْ صَنَعَ إِلَيْهِ صَانِعٌ مَعْرُوفاً، فَلْيَذْكُرْهُ، فَإِذَا ذَكَرَهُ فَقَدْ شَكَرَهُ، وَإِذَا كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ»[3].

ولتأكيدِ الثناءِ على أهلِ المعروفِ، وردَ في الرواياتِ الآتي:

1. أنْ لا يحتجَّ بشكرِ الخالقِ عنْ تركِ شكرِ المخلوقِ صاحبِ المعروفِ؛ وذلكَ لأنَّ بعضَ الناسِ قدْ يعتقدُ أنَّ في شكرِ اللهِ ما يُغني عنْ شكرِ صاحبِ الإحسانِ، وهوَ خطأٌ حذّرَتْ منهُ الروايةُ عنْ رسولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله): «إِنَّهُ لَيُؤْتَى بِعَبْدٍ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ لَهُ: أُوتِيتَ ذَلِكَ عَلَى يَدَيْهِ؟ فَيَقُولُ: بَلْ يَكُونُ، جَعَلْتُ شُكْرَ ذَلِكَ كُلِّهِ لِلَّهِ. فَيُقَالُ لَهُ: لَمْ تَشْكُرِ اَللَّهَ، إِذْ لَمْ تَشْكُرْ مَنْ أَجْرَى اَللَّهُ ذَلِكَ عَلَى يَدَيْهِ»[4].

2. الدعاءُ لصاحبِ المعروفِ نوعٌ منَ الشكرِ لهُ على ما فعلَ، ففي الروايةِ عنْ رسولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله): «مَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ، وَمَنْ آتَاكُمْ مَعْرُوفاً فَكَافُوهُ، وَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافُونَهُ فَادْعُوا اَللَّهَ لَهُ، حَتَّى تَظُنُّوا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَيْتُمُوهُ»[5].

3. الزيادةُ على المعروفِ حتّى يكونَ منَ السابقين، فعنْ عليِّ بنِ سالمٍ، قالَ: سَمِعْتُ أبا عبدِ اللهِ [الإمامِ الصادقِ] (عليه السلام) يَقُولُ: «آيَةٌ فِي كِتَابِ اَللَّهِ مُسَجَّلَةٌ»، قلتُ: ما هيَ؟ قالَ: «قَوْلُ اَللَّهِ تَعَالَى: ﴿هَلْ جَزٰاءُ اَلْإِحْسٰانِ إِلاَّ اَلْإِحْسٰانُ﴾[6]، جَرَتْ فِي اَلْكَافِرِ وَاَلْمُؤْمِنِ واَلْبَرِّ وَاَلْفَاجِرِ. وَمَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ، فَعَلَيْهِ أَنْ يُكَافِئَ بِهِ، وَلَيْسَ اَلْمُكَافَاةَ أَنْ تَصْنَعَ كَمَا صُنِعَ حَتَّى تُرْبِيَ، فَإِنْ صَنَعْتَ كَمَا صُنِعَ كَانَ لَهُ اَلْفَضْلُ بِالاِبْتِدَاءِ»[7].

4. ولتأكيدِ ضرورةِ الثناءِ على أهلِ المعروفِ، وبيانِ ضررِ تركِ ذلكَ، منْ بابِ أنَّهُ يمنعُ المزيدَ منَ الإحسانِ، فقدْ وردَ في الروايةِ بيانُ أنَّ تاركَ ذلكَ بعيدٌ عنْ رحمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فعنِ الإمامِ الصادقِ (عليه السلام): «لَعَنَ اَللَّهُ قَاطِعِي سَبِيلِ اَلْمَعْرُوفِ، وَهُوَ اَلرَّجُلُ يُصْنَعُ إِلَيْهِ اَلْمَعْرُوفُ فَيَكْفُرُهُ، فَيَمْنَعُ صَاحِبَهُ مِنْ أَنْ يَصْنَعَ ذَلِكَ إِلَى غَيْرِهِ»[8].

ختاماً، نباركُ لصاحبِ العصرِ والزمانِ (عجّلَ اللهُ تعالى فرجَه) ولوليِّ أمرِ المسلمينَ وللمجاهدينَ جميعاً، ذكرى ولادةِ رسولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله)، ونسألُ اللهَ أنْ يمنَّ علينا بما لهُ عندَهُ بالنصرِ على أعدائِنا.

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين


[1] الكوفيّ الأهوازيّ، الزهد، ص33.
[2] الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا (عليه السلام)، ص373.
[3] الميرزا النوريّ، مستدرك الوسائل، ج12، ص358.
[4] المصدر نفسه.
[5] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج72، ص43.
[6] سورة الرحمن، الآية 60.
[7] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج72، ص43.
[8] الشيخ المفيد، الاختصاص، ص241.

الإثنين, 16 أيلول/سبتمبر 2024 18:46

أهمية التآخي في بناء المنظومة الاجتماعية

من أكبر النعم التي أنعم الله تعالى بها على عباده نعمة الأخوة في الله، التي سببها الإيمان، فهي قائمة على أوثق عرى الإيمان كما في الحديث عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ: "مِنْ أَوْثَقِ عُرَى الإيمان أَنْ تُحِبَّ فِي الله وتُبْغِضَ فِي الله وتُعْطِيَ فِي الله وتَمْنَعَ فِي الله"[1]. العروة الكوز ونحوه والمراد بها هنا الأحكام والأخلاق والآداب اللازمة للإيمان على سبيل المكنية والتخييلية أي كل عروة يتمسّك بها متمسّك رجاء نجاة من مهلكة أو ظفر بغنيمة ونعمة ومنزلة، فأوثقها الحبّ في الله والبغض في الله والإعطاء في الله والمنع في الله، لأنّ من تمسّك بها تكامل إيمانه واستقام لسانه واستقرّ جنانه، وبه يتحقّق التودّد والتآلف بين المؤمنين، ويتمّ ويكمل نظام الدنيا والدين، فهذه العلاقة هي أسمى علاقة وأقوى رابطة يمكن أن تكون في مجموعة من البشر، لأنّ لها سببًا سماويًّا رفيعًا، وما دونها من علاقات النسب والمصاهرة قد لا تبلغ معشار ما فيها من خير، فهي علاقات جبرية تنقصها أحيانًا الرابطة الإيمانية التي تهزّ القلب وتغيّر توجهاته.
 
إنّ للأخوّة الدينيّة دورًا رائدًا في بناء الشخصيّة المؤمنة، حيث تساعدها على الاتّصاف بمجموعة من الفضائل وتشعرها بمسؤوليّة ولو على نطاق خاصّ، انطلاقًا من معرفة ما لها من مدلول وعمق في الإسلام، فيعرف الإنسان قدره من خلال معرفة قدر أخيه وما له من حقّ عليه.
 
ويكون الالتزام بآداب العلاقة بالآخرين باعثًا على إنتاج صورة متكاملة ومسلك مستقيم، أوّل المستفيدين منه صاحب هذا الدور مع ما يتركه من ذكر حسن وسمعة طيّبة، إن هو بقي على ما بدأ به في بداية الطريق. لذلك من وُصِفَ بأنّه أخٌ حقًّا وصِدقًا، بحيث إنّه أقام حدود الأخوّة وراعى حقوقها والتزم آدابها، فهو على الصعيد الفرديّ في سعادة وتقدّم دائمين، كما أنّ النجاح في هذه المدرسة الأخويّة سيفتح له نجاحًا في مدارس ومجالات أخرى، ربما اتّسعت ميادينها إلى ساحة حياته جمعاء، وأمّا إذا لم يوفّق لاكتساب الإخوان وفشل في هذه المهمّة الّتي تعتبر مفصلًا في دورة حياته، فإنّ ذلك سيترك عوامل سلبيّة ونتائج غير مرضية سرعان ما تظهر في كثير من قضاياه وربما حوّلتها إلى مشاكل مستعصية، لا سيّما وأنّ هذا العجز ليس بالشيء الّذي يُمكن التغاضي عنه، وقد اعتبره أمير المؤمنين عليه السلام خطيرًا ووصف صاحبه بأعجز الناس، يقول عليه السلام: "أعجزُ الناسِ من عجزَ عن اكتسابِ الإخوانِ، وأعجزُ منهُ من ضيّعَ من ظفرَ بهِ منهُم"[2].
 


[1]  الكافي، الكليني، ج2، باب الحب في الله والبغض في الله، ح2، ص 125.
[2] نهج البلاغة، خطب الإمام علي عليه السلام (تحقيق صالح)، حكم أمير المؤمنين عليه السلام، رقم 12، ص 470.

الإثنين, 16 أيلول/سبتمبر 2024 18:40

أثر التربية العقائدية على الطفل

تنطوي التربية العقائدية للطفل على بعدين:
الأوّل: إيجابيّ: ويهتمّ بتهيئة الطفل وتقوية استعداداته لقبول العقائد والمعارف الحقّة المتعلّقة بالله تعالى وصفاته والنبوّة والإمامة والمعاد.
 والثاني: سلبيّ: أي إبعاد الطفل عن البيئة التي تشتمل على عقائد باطلة أو منحرفة.
 
وتلعب التربية العقائدية السليمة دوراً حيويّاً في بناء هوية الطفل، وتهدف إلى الإجابة عن الكثير من التساؤلات التي يطرحها وخاصّة تلك المتعلّقة بعالم الغيب، كسؤاله عن الخالق جلّ وعلا أو الموت... فإنّ الإجابات التي يقدّمها الدين الإسلاميّ في هذا المجال كفيلة بمنح الطفل شعوراً بالأمان والسكينة، يزيل القلق والخوف من المستقبل المجهول في نفس الطفل.. وهذا ما نلمسه في حياة الأنبياء عليهم السلام، فيوسف عليه السلام ذلك الطفل الذي كان في التاسعة من عمره حين ألقاه أخوته في غيابة الجُبّ، وعندما التقطه بعض السيّارة وأُخرج عليه السلام من البئر، قال لهم قائل: استوصوا بهذا الغريب خيراً، فقال لهم يوسف: "من كان مع الله فليس عليه غربة"[1].
 
مناهج التربية العقائدية
يعتبر بعض الناس أنّ التربية العقائدية والدينية للطفل تتجاوز قدراته الذهنية وتفوق استيعابه، وأنّها تؤدّي إلى انعكاسات سلبية على بناء شخصيته، أو تسلبه حريّة الاختيار في انتخاب العقيدة التي يريدها عن بحث وتنقيب.
 
ومن حقّ الباحث التربويّ أن يطرح مثل هذه الأسئلة حول التربية العقائدية للطفل: هل يستوعب الطفل المسائل العقائدية حتّى نربّيه عليها؟ وفي أيّ مرحلة عمرية ننطلق بعملية التربية العقائدية للطفل؟ وما هي طبيعة القضايا العقائدية التي نبدأ بتعريفه عليها؟...إلخ.
 
إنّ الطرق إلى الله تعالى بعدد أنفاس الخلائق، ويمكن التعامل مع مسألة وجود الله تعالى من خلال مناهج عدّة، ومن أهمها منهجان:

الأول: المنهج النظريّ الذي يعتمده الفلاسفة من خلال تقديم أدلّة استدلالية عقلية لمعرفة الله تعالى، حيث يقيمون الأدلّة التي تحتاج إلى إعمال فكر لإثبات وجود الله تعالى. وهذه الطريقة بعيدة عن أفهام عامة الناس فضلاً عن أذهان الأطفال.
 
الثاني: المنهج الفطريّ الذي يعمل على مخاطبة الفطرة الداخلية في الإنسان، حيث إنّ الفطرة مجبولة على الإيمان بالله تعالى، وهذا المنهج سلكه عامّة الناس في حياتهم الإيمانية في خطّ علاقتهم مع الله تعالى، كما سلكه أئمّة أهل البيت عليهم السلام في التربية العقائدية، فقد قال رجل للإمام جعفر الصادق عليه السلام: "يا بن رسول الله دلّني على الله ما هو، فقد أكثر عليّ المجادلون وحيّروني.
 
فقال له: يا عبد الله، هل ركبت سفينة قطّ؟ قال: نعم.
 
قال: فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك؟ قال: نعم.
 
قال: فهل تعلّق قلبك هنالك أن شيئاً من الأشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك"؟
 
فقال: نعم. قال الصادق عليه السلام: "فذلك الشيء هو الله القادر على الإنجاء حيث لا منجي، وعلى الإغاثة حيث لا مغيث"[2].
 
وإذا قمنا باستقراء النصوص القرآنية ومنهج أهل البيت عليهم السلام نرى أنهم يؤكّدون على فعّالية المنهجين معاً، بمعنى أنّه لا تعارض بين المنهجين وأنّ الإنسان يحتاج إلى كليهما.
 
ومن هنا بما أنّ العملية التربوية تدريجية وتراعي مستوى الفهم والإدراك عند الطفل، فالأسلوب الأصلح لتربية الطفل عقائدياً البدء معه بالمنهج الفطريّ، وبعد ذلك يتدّرج معه للوصول إلى تلك المعرفة بالأدلّة العقائدية.
 
وخاصّة أنّ الأطفال قد فطروا على توحيد الله تعالى، وما على المربّي إلاّ أن ينمّي تلك القابليات الموجودة في داخلهم، فعن أبي عبد الله عليه السلام، قال: "قال موسى بن عمران عليه السلام: يا ربّ، أيّ الأعمال أفضل عندك؟ فقال عزّ وجلّ: حبّ الأطفال، فإنّي فطرتهم على توحيدي، فإن أمّتهم أدخلتهم برحمتي الجنّة"[3].
 
إنّ الله تعالى جهّز وجدان الطفل بشكل فطريّ في الاهتداء والوصول إلى معرفة الله تعالى والإيمان به، لكنّ الفطرة بحدّ نفسها ليست عنصراً مستقلاً وكافياً في ذلك، ولذا يبقى الطفل في وصوله إلى معرفة الله يحتاج إلى معين خارجيّ، وهو هداية المربّي الذي يعمل على تفتّح تلك الفطرة كطاقة داخلية في نفس الطفل في ضوء ما تقضي به طبيعته وتستدعيه ذاته. وبناء عليه، ينبغي للمربّي اعتماد منهج الفطرة التوحيدية باستثارة هذه المعرفة الكامنة في نفس الطفل عن الله تعالى.
 


[1] الزمخشري، ربيع الأبرار ونصوص الأخبار، تحقيق عبد الأمير مهنا، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1412ه-1992م، ط1، ج3، ص5.
[2] الصدوق، الشيخ محمد بن علي، التوحيد، تحقيق علي أكبر غفاري، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1427ه - 2006م، ط1، ص231.
[3] البرقي، المحاسن، ج1، ص293.

الإثنين, 16 أيلول/سبتمبر 2024 18:38

الوحدة الإسلامية وقضية فلسطين المركزية

وجّه الإمام الخميني قدس سره أنظار المسلمين نحو مشكلةٍ اعتبرها أمّ المشاكل وأمّ القضايا بل القضية المركزية الأهم، ألا وهي القضية الفلسطينية، حيث اعتبر الإمام قدس سره أن هذه القضية ينبغي أن تحتلّ الحيّز الأكبر والمرتبة الأولى من بين قضايا الأمة والشعوب، وكذلك الحكام، مشخصاً داء الأمة الراهن بتجاهل هؤلاء الحكام لهذه القضية وإخراجها من حساباتهم، وإلا فلو كان الحكام والشعوب يعملون جهودهم العادية لحل هذه القضية وإزالة الورم الصهيوني من خاصرة الأمة لأمكنهم ذلك بأقل الإمكانات متى ما توفرت لديهم الإرادة الجديَّة لذلك، يقول قدس سره: "ثمّة موضوع أشعر بأنّه يشكّل لغزاً بالنسبة لي، وهو أن جميع البلدان الإسلامية والشعوب المسلمة تعلم ما هي المشكلة، وتعلم أن يد الأجنبي تريد زرع الفرقة بين صفوفها، وتشاهد أن نصيبها من هذه التفرقة هو الضعف والزوال، وتشاهد أن دولة إسرائيل التافهة تقف بوجه المسلمين. ولو كان المسلمون مجتمعين وألقى كلّ واحد منهم دلْواً من الماء على إسرائيل لقضى عليها السيل، ومع ذلك يقفون أذلاء أمامها. واللغز أنّهم لماذا لا يلجأون إلى العلاج الحتميّ، والذي هو اتحادهم واتفاقهم رغم علمهم بكل ذلك؟! لماذا لا يحبطون تلك المؤامرات التي يضعها المستعمرون من أجل إضعافهم؟! متى ينبغي حلّ هذا اللغز؟! ومن يتمكن من حلّه؟! من المسؤول عن إحباط هذه المؤامرات سوى الحكومات الإسلامية والشعوب المسلمة؟ هذا لغز لو وجدتم جواباً وحلاً فاذكروه لنا"[1].
 
"إعلموا (وتعلمون أيضاً) أن الأيدي التي تريد أخذ ثرواتكم منكم ونهبها، ومصادرة كل ما تملكون من خيرات سواء فوق الأرض أو تحتها، أن هذه الأيدي لا تسمح باتّحاد إيران مع العراق، ولا إيران مع مصر، ولا إيران مع تركيا. يريدون ألاّ تتحقق وحدة الكلمة. ولكن هذا ليس تكليفكم. إن مسؤولية الرؤساء أن يجلسوا مع بعضهم بعضاً، ويتفاهموا ويحفظوا حدودهم وثغورهم، ويحافظوا على وحدة الكلمة بوجه العدو الأجنبي الذي يريد إلحاق الضرر بكم. ولو حافظتم على وحدة الكلمة لما أمكن لمجموعة من اليهود اللصوص في فلسطين أن تفرق ملايين المسلمين لمدة أكثر من عشر سنوات، والدول الإسلامية جلست مع بعضها بعضاً تقيم المآتم. لو كان هناك توحيد في الكلمة فكيف يستطيع هؤلاء، هذه العدة من اليهود اللصوص، كيف يستطيعون أن يأخذوا فلسطين منكم، ويخرجوا المسلمين من فلسطين، ولا تستطيعون أن تعملوا شيئاً؟!"[2].
 
فالإمام قدس سره ينبهنا إلى أن محاولة تفريق الأمّة إنّما هو بسبب إضعافنا عن مطالبتنا بحقوقنا ولا سيّما حقّ المسلمين في الأراضي المقدّسة في فلسطين.
 
ثم يخاطب الإمام قدس سره الحكام المسلمين والمتسلطين على ثرواتهم الطائلة، منبهاً لهم إلى الخطوات التي ينبغي اتخاذها في سبيل إرجاع حقوقنا السليبة، فيقول قدس سره: "هذه الأمور من الواضحات، لكن يجب التذكير. وإن أولئك يعلمون بهذا الأمر أيضاً ولكن عليهم الاجتماع والتفكير ووضع هذه الاختلافات البسيطة جانباً. فالإسلام هو بأيديكم الآن.
 
وليعلم رؤساء الإسلام، وسلاطين الإسلام، ورؤساء الجمهورية، والشيوخ، وأصحاب المناصب في الإسلام أن لهذه الرئاسة التي منحها الله تبارك وتعالى لهم مسؤولية. فعندما يصبح الإنسان رئيساً لقوم معينين، ولشعب ما، فإنه مسؤول عن ذلك الشعب وأولئك القوم، ومسؤول عن حياتهم، والحوادث التي تمر عليهم. إنّ الآخرين هم الذين يحتاجون لهؤلاء. إن هذا الأمر من العجائب، ومن العجائب أنّ الثروة بيد الشرق. إنّ ثروة النفط المهمة بيد الشرق وبيد المسلمين والبلدان الإسلامية. وإن سبب تقدّم أي دولة في العالم هو هذه المعادن والثروات. وكان انتصار الدول في الحروب بواسطة النفط. وهذه الثروات كلها بأيديكم! والحمد لله فان العراق يملك النفط، وإيران تملك النفط، والكويت تملك النفط، والحجاز تملك النفط، والنفط بيد المسلمين. ينبغي لأولئك أن يتملّقوا لكم ويقبّلوا أياديكم وأقدامكم، ويشتروا هذه الثروات بأسعار باهظة. يجب عليكم أن لا تتملّقوا لهم، وإن شاء الله لستم كذلك، بل يجب عليهم أن يتملّقوا لكم الآن، فالثروة بأيديكم. ولكن تصرّف المستعمرون بشكل خدعوا فيه بعض البلدان، فتصورت أن الأمر ليس كذلك، بل عليها أن تتملق أيضاً لهم، وأن تجاملهم حتى يأخذوا ثرواتها، وهذا يستلزم الأسف الشديد"[3].
 
وبغياب وحدة الكلمة، وعدم إيجاد رؤساء الإسلام لوحدة الكلمة بين صفوفهم، وعدم التفكير بمصائب الشعوب المسلمة، وشقاء الإسلام، وشقاء الأحكام الإسلامية، وغربة الإسلام والقرآن الكريم فإنه لا يمكن لهم السيادة. يجب أن تفكروا وتعملوا حتى تسودوا، وسوف تكونون سادة العالم لو علمتم بهذا الموضوع.
 
فالسيادة ستكون لكم لو عرفتم الإسلام كما هو وعملتم به كما ينبغي (العزة لله ولرسوله وللمؤمنين).
 
ومن هنا فإن الجمهورية الإسلامية في إيران وبتوجيهات من الإمام الخميني الراحل قدس سره وضعت في قمة سلم أولوياتها دعم القضية الفلسطينية، وإيجاد حالة من الاتحاد بين البلدان الإسلامية. يقول الإمام الخميني قدس سره عن هذا الأمر:
 
"إنّنا جاهزون في جميع الأحوال للدفاع عن الإسلام والبلدان الإسلامية واستقلالها. إنّ برنامجنا هو برنامج الإسلام، وتحقيق وحدة كلمة المسلمين، واتحاد البلدان الإسلامية، وتحقيق الأخوة مع جميع طوائف المسلمين في كلّ العالم، والاتحاد مع جميع الدول الإسلامية في سائر أنحاء العالم، والوقوف بوجه الصهيونية وإسرائيل، والوقوف بوجه الدول المستعمرة التي تريد نهب ذخائر هذا الشعب الفقير مجاناً وتركه ليعاني من الفقر والبطالة والبؤس. وتتحدث الدول دائماً عن الترقي والتطور الاقتصادي مع وجود هذه الوجوه الصفراء بسبب الجوع والفقر. وإنّنا نشعر بالأسى لهذه الحقائق المرّة، ويشعر علماء الإسلام بالألم بسببها، ولو كان هذا يسمى بالرجعية السوداء، فلنكن رجعيين!"[4].
 


[1] منهجية الثورة الإسلامية، مقتطفات من أفكار وأراء الإمام الخميني قدس سره، ص 428.
[2] م.ن، ص 429.
[3] منهجية الثورة الإسلامية، مقتطفات من أفكار وأراء الإمام الخميني قدس سره، ص 429-430.
[4] منهجية الثورة الإسلامية، مقتطفات من أفكار وأراء الإمام الخميني قدس سره، ص 430-431.

يتفق خبراء ومحللون على أن الكيان الإسرائيلي تلقى يوم الأحد ضربة قوية من القوات المسلحة اليمنية وأن دفاعاته فشلت في التصدي للضربة الصاروخية اليمنية، وتساءلوا عن سبب عدم اعتراض الأميركيين لهذا الصاروخ.

 

واعلن الناطق العسكري باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع تنفيذ عملية نوعية استهدفت موقعا عسكريا في يافا بصاروخ "فرط صوتي"، في حين فتح الجيش الإسرائيلي تحقيقا في سبب التأخر برصد الصاروخ واعتراضه.

وأوضح سريع أن الصاروخ قطع مسافة تقدر بـ2040 كيلومتر في غضون 11 دقيقة ونصف الدقيقة، وهو يأتي في إطار ما سماها المرحلة الخامسة.

وقال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن، حاتم كريم الفلاحي إن الولايات المتحدة الأميركية ربما تعمدت السماح بمرور الصاروخ اليمني إلى الكيان الإسرائيلي، لتوجه رسالة لرئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو مفادها: أين إمكانياتك وقدراتك في التصدي لصاروخ واحد؟

وأكد أن فشل كيان الاحتلال في كشف الصاروخ الذي أطلقه اليمنيون يعتبر تحديا خطيرا لها، وبخاصة، إن كان حزب الله اللبناني يمتلك مثل هذه الصواريخ التي تصل إلى عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال نصف دقيقة.

واضاف العقيد الفلاحي انه لولا تدخل الولايات المتحدة لما استطاعت تل ابيب أن تحافظ على أمنها الداخلي أمام أي هجمة خارجية عليها، وهي تعتمد عليها في صد جميع الهجمات سواء القادمة من إيران أو من حزب الله أو اليمنيين وهو ما يعكس فشلها على مستوى منظومات الدفاع.

ومن جهته، أعرب أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي، علي فضل الله عن اعتقاده بأن الأميركيين لا يمكن أن يسمحوا بمرور صاروخ اليمنيين، وهو صاروخ "فرط صوتي" أعلنت عنه صنعاء منذ فترة، وهو سريع للغاية، مؤكدا أن هناك مشكلة تقنية في اعتراض هذا الصاروخ فائق السرعة.

وقال إن إحجام الأميركيين عن اعتراض الصاروخ اليمني يتعلق بوجود مشكلة تقنية في اعتراض هذا النوع من الصواريخ، لأنه سريع جدا، والأمر نفسه بالنسبة للدولة المنتجة له مثل ألمانيا وفرنسا وغيرهما.

وأضاف أن مشكلة الإسرائيليين أنهم كشفوا أغلب ما يملكون من منظومات في حربهم على قطاع غزة وعلى لبنان، لكن قوى المقاومة لديها ما تخفيه، ورغم أن اليمنيين استخدموه اليوم، لكنهم ربما يستخدمونه أكثر من مرة، لا سيما وأنهم يتحدثون عن مرحلة خامسة، وتساءل عن تأثير استخدام هذا الصاروخ على الكيان الإسرائيلي من جبهات أخرى، مثل سوريا ولبنان.

وقال فضل الله إن الكيان الإسرائيلي مهدد بالتعرض إلى وابل من هذه الصواريخ لو استمرت في حربها على قطاع غزة.

وبشأن تداعيات ضربة القوات المسلحة اليمنية على الموقف الإسرائيلي الداخلي، ذكر الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين أن استهداف العاصمة تل أبيب له اعتبارات سياسية وعسكرية لدى الإسرائيليين، مؤكدا أن نتنياهو الذي يحتكر القرارات الأمنية والسياسية كان أكثر انصياعا للولايات المتحدة بعد عملية طوفان الاقصى، وهو الآن في داخل الغرف المغلقة سيكون أيضا أكثر انصياعا لأن أمن الكيان مرتبط بقدرات الأميركيين.

الإثنين, 16 أيلول/سبتمبر 2024 18:35

الوحدة الإسلامية والعناصر المقوّمة لها

مفهوم هذه الوحدة وحقيقتها بخدمة نجده إذا رجعنا إلى الأصل اللغوي للفظة الوحدة، يعود هذا اللفظ إلى الانفراد يقول: وَحَد، يَحِدُ، وحداً، وحوداً، وحدةً، ووحدةً، أي بقي منفرداً، ومنه اتَحَدَ أي انفرد وعندما نقول تَوَحَّدَ أي توحّد الأمران والشيئان ليصبحا شيئاً واحداً، وكل شيءٍ على حِدِتهِ إن أردنا أن نميز الشيء عن الآخر، ويقصد بالوحدة الإنسانية، أي اتحاد الشعوب فكرياً وسياسياً، واجتماعياً واقتصادياً وكذلك إذا قلنا بالوحدة الإسلامية، أي اتحاد الشعوب المسلمة لهذه المحاور الأربع، أي وكأن الأمة المسلمة باتحادها وانفرادها تكونت مميزة عن الأمم الأخرى، وإن قلنا بالمستوى الأعم وهي الوحدة الإنسانية، فتكون الإنسانية مميزة عن باقي المخلوقات والموجودات بهذه الصفات الأربع.

العناصر المقوّمة للوحدة
إذا كان ذلك هو المفهوم بالإجمال فإن الأمر لهذه المسائل يحتاج إلى مزيد بيان لحقيقة الوحدة وطبيعتها من خلال إبراز أهم عناصرها ومقوماتها، وهي الأشياء الأربعة التي ذكرناها.

"الفكر والاعتقاد" فمعنى الفكر والاعتقاد كما ذكر صاحب المصباح المنير، أي تردد القلب بالنظر والتدبر لطلب المعاني، وفي العصر الحديث صار للفكر مدلول أوسع، وهو جملة النشاط الذهني من تفكير وإرادة ووجدان وعاطفة، كما ذكر صاحب المعجم الفلسفي، والمقصود بالفكر هنا الجانب العقلي من الإنسان، وهو التعليم والتربية والتفكير، وأما الاعتقاد فهو عقد القلب على الشيء وإثباته في نفسه، وأما العقيدة الإسلامية هي أعلى ما يمكن أن تقوم عليه وحدة المسلمين، فهي الوشيجة الحقيقية التي تقوم عليها الأمة، ثم تنطوي تحتها كل العلاقات الأخرى التي تقوم عليها باقي الأمم، كالأرض واللغة والجنس واللون وغير ذلك. فتكون هذه روافد إضافية إذا وجدت، ولكنها لا تكون هي التي تكوِّن أمة ولو اجتمعت كلها في غياب العقيدة، فلا تكون الأمة من خلال اللون واللغة وغير ذلك فحسب، بينما تكوِّن العقيدة وحدها لو غابت الروافد الأخرى كلها الأمة. فإذاً العقيدة والفكر هو أمر مهم في تكوين وحدة الأمة.

أما الشيء الثاني هو العمل من خلال المجتمع، فالمجتمع ضروري بوحدته لتشكيل الوحدة العامة، وأعني بالعمل الاجتماعي كل العلاقات التي تكون بين الفرد والفرد، وبين الفرد والمجتمع، وبين المجتمع والفرد، فإذاً هذا الأس الثاني الضروري لتكوين الوحدة في الأمة.

وأما الأس الثالث هي السياسة، السياسة أمرٌ مهم لتوحيد الأمة، وما يتصل بنظام الحكم والإدارة والعلاقات الدولية، كل هذا أمر ضروري لتتكون الأمة في وحدتها.

والأمر الرابع هو الاقتصاد، وما يتصل بالجوانب المادية ونظمها.

فإذا توافرت هذه الأمور ممكن أن نسمِّي المجموعة بكليتها هي أمة مجتمعة.

وهناك معوقات في أمة إن صحَّ أن يقال عنها أو إن أردنا أن نكون بها أمة واحدة متحدة، فإذا فقدت فلا يمكن للأمة أن تكون متحدة، بفقد السياسة الواحدة، أو بفقد التواصل الاجتماعي، أو بفقد التواصل العقدي، أو التواصل الفكري فيما بينها. لذلك نرى أن الله تعالى ركَّز علينا أن نكون أمة واحدة، وفرض أن نكون من خلال هذه الأمور على أمرٍ واحدٍ بمقابل الأمم الأخرى. فالوحدة بين المسلمين ليست أمراً اختيارياً بل هي فرضٌ دينيٌ إلزاميٌ.