
emamian
قائد الثورة : من الواجبات المؤكدة اليوم نصرة المظلومين في غزة وفلسطين
صرح بذلك قائد الثورة الاسلامية لدى استقباله، اليوم الاثنين، جمعا من علماء وأئمة الجمعة ومدراء المدارس العلمية السنية في عموم البلاد داعيا ، إلى ضرورة حماية الهوية الثمينة لـ "الأمة الإسلامية".
وشدد سماحته على أهمية الوحدة الإسلامية ووحدة الأمة الإسلامية ومحاولات المغرضين لتشويهها وقال : قضية هوية الأمة الإسلامية هي قضية جوهرية تتجاوز القومية، والحدود الجغرافية لا تغير من حقيقة الأمة الإسلامية وهويتها.
وإشار إلى الجهود العدائية الرامية لجعل المسلمين غير مبالين بهويتهم الإسلامية، واضاف: تجاهل المسلم لمعاناة مسلم آخر سواء في غزة أو في جزء أخر من العالم يتعارض مع التعاليم الإسلامية
ودعا قائد الثورة الإسلامية علماء السنة إلى الاعتماد على الهوية الإسلامية والأمة الإسلامية، وأشار إلى مخططات والنشاطات التايخية للمناوئين بهدف تأجيج الخلافات الدينية في العالم الإسلامي وخاصة في إيران، وقال: انهم باستخدام الأدوات الفكرية، والدعائية والاقتصادية يسعون إلى الفصل بين الشيعة والسنة في بلادنا وفي أي منطقة إسلامية أخرى، ومن خلال أعمال مثل إجبار الناس من الجانبين على الافتراء تأجيج العناد والخلافات .
وشدد سماحة على ان الوحدة هي العلاج والطريقة المثلى للتعامل مع هذه المؤامرات مؤكدا بالقول : مسألة الوحدة ليست تكتيكا بل هي مبدأ قرآني.
وأعرب قائد الثورة الإسلامية عن أسفه لبعض التصرفات التي تهدف، بعلم أو بغير علم، إلى النيل من وحدة الشيعة والسنة، وقال: بالطبع، وعلى الرغم من كثرة المؤامرات، إلا أن مجتمعنا السني واجه بكل جدية هذه الدوافع العدائية، كما يتضح من الـ15 ألف شهيد سني الذين قضوا نحبهم خلال فترة الدفاع المقدس وغيرها واستشهاد عدد كبير من علماء السنة في طريق الحق والثورة.
وراى سماحته أن تحقيق الهدف المهم المتمثل بعزة الأمة الإسلامية لا يمكن إلا من خلال الوحدة وقال: اليوم من الواجبات المؤكدة نصرة المظلومين في غزة وفلسطين، ومن يخالف هذا الواجب المؤكد ، فهو حتما سيُسأل أمام الله.
وفي هذا اللقاء الذي حضره عبد الرحمن جابهاري من علماء السنة بمحافظة سيستان وبلوشستان وإمام جمعة جابهار، عبد الرحيم خطيبي من علماء السنة بمحافظة هرمزكان وإمام جمعة قشم، وعبد السلام إمامي من علماء السنة بمحافظة اذربيجان الغربية وامام جمعة مهاباد، ثمن الحضور التوجهات الوحدوية للجمهورية الإسلامية وقائد الثورة ودعمه للمجتمع السني، وتم التاكيد على تعزيز ارضيات الوحدة واستثمار القدرات المحلية، وخاصة في المناطق السنية، من أجل تحقيق التقدم في البلاد.
كما شدد علماء اهل السنة على ضرورة التصدي للتيارات التكفيرية والمتطرفة.










مشاهد اطلاق الصاروخ الفرط صوتي اليمني نحو يافا المحتلة
وزع الإعلام الحربي اليمني مساء الاثنين مشاهد إطلاق الصاروخ البالستي الفرط صوتي الذي استهدف هدفاً عسكرياً في منطقة يافا في فلسطين المحتلة.
وكشف الإعلام الحربي عن صاروخ "فلسطين 2" الفرط صوتي الذي ضرب هدفا عسكريا في منطقة يافا بفلسطين المحتلة.
واوضح ان صاروخ "فلسطين 2" له مدى 2150 كم ويعمل بالوقود الصلب على مرحلتين ويتميز بتقنية التخفي وسرعته تصل إلى 16 ماخ.
واضاف ان صاروخ "فلسطين 2" يمتلك قدرة عالية على المناورة لتجاوز أحدث منظومات الدفاعات الجوية بما فيها "القبة الحديدية".



وكانت القوات المسلحة اليمنية اعلنت امس تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت هدفاً عسكرياً للعدو الإسرائيلي في منطقة "يافا" في فلسطين المحتلة في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد.
وأوضحت القوات المسلحة في بيان، أن القوة الصاروخية نفذت العمليةُ بصاروخ باليستي جديد فرط صوتي نجح بعون الله في الوصول إلى هدفه وأخفقت دفاعات العدو في اعتراضه والتصدي له.
وأشار البيان إلى أن الصاروخ قطع مسافةً تقدر بـ 2040 كيلو متراً في غضون 11 دقيقة ونصف الدقيقة، وتسبب في حالة من الخوف والهلع في أوساط الصهاينة، حيث توجه أكثر من مليوني صهيوني إلى الملاجئ وذلك لأول مرة في تاريخ العدو الإسرائيلي.
وذكر البيان أن هذه العمليةَ جاءت في إطار المرحلة الخامسة وتتويجاً لجهود أبطال القوة الصاروخية الذين بذلوا جهوداً جبارة في تطوير التقنية الصاروخية، مؤكداً أن عوائق الجغرافيا والعدوان الأمريكي البريطاني ومنظومات الرصد والتجسس والتصدي لن تمنع اليمن من تأدية واجبه الديني والأخلاقي والإنساني انتصاراً للشعب الفلسطيني.
وقال بيان القوات المسلحة :"على العدو الإسرائيلي أن يتوقع المزيد من الضربات والعمليات النوعية القادمة ونحن على أعتاب الذكرى الأولى لعملية السابع من أكتوبر المباركة، منها الرد على عدوانه الإجرامي على مدينة الحديدة، ومواصلة عمليات الإسناد للشعب الفلسطيني المظلوم".
من يُحيي سيرة نبيه هو من يناصر المظلومين
المتأمل في وتيرة الأحداث في العام الأخير وتسارع عجلتها ومتغيراتها سيلاحظ أن هناك أمرا يحدث يرفع من شأن اليمنيين أنصار رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأن هناك إرادة الهية هي الماضية مهما كاد الأعداء ومهما تأمروا، ويتأمل كذلك بأن الوعود الإلهية تتحقق مهما كانت التضحيات أليمة وجسيمة ولكن من استجاب لله وللرسول ولبّى الدعوة الى الجهاد في سبيل الله وتنفيذ توجيهات الله تعالى في كيفية إعداد العدة والمواجهة والتهيئة النفسية والمعنوية واستقراء الأحداث التاريخية لا بد أن يكون الله معه ولن يخذله وفقا للسنن الكونية المعروفة.
منذ أحداث عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر في العام 2023 الذي قلب متغيرات كثيرة وأطاح بما كان يسمى مسلّمات منتشرة عبر وسائل الاعلام وعبر الأجيال وبثت في النفوس الإحباط والاستسلام وروح الهزيمة وكأنها قواعد لا يمكن الخروج عنها ومن هذه القواعد المكذوبة التي استخدموها كأنها مسلّمات أن أمريكا القوة العظمى التي لا يمكن أن تقهر ولا يمكن أن تهزم ولم يخلق بعد من يستطيع مواجهتها ,, وكذلك الأكاذيب التي كانت كالقواعد على الجميع أن يؤمن بها هو أن جيش الإحلال الإسرائيلي و"الموساد" لا يمكن أن يهزم أبدا لأن القائمين عليه عظماء وشجعان وأقوياء ومجرمين لا يرحمون بشرا .. الخ، تلك الأقاويل التي عشعشت في أدمغة ألاف بل ملايين البشر من أجيال العرب والمسلمين وحتى من غير العرب,
جاءت الأحداث الأخيرة لتثبت ضعف هذا الكيان وهشاشته وبأن اختراقه بل وهزيمته أمر ليس بالصعب أبدا رغم كل إمكاناته, إضافة الى ظهور وتجلّي حقيقة القوة الامريكية في البحر الأحمر التي عجزت تماما عن السماح بمرور سفينة واحدة الى كيان العدو الصهيوني عبر ما يسمى ميناء ايلات ام الرشراش حتى أعلن الميناء افلاسه تماما .
في البداية سخر كثير من المحللين من عمليات البحر الأحمر وشككوا في جدوائيتها وقللوا من أهميتها بحجة أن العدوان الصهيوني على غزة مستمر،، وطبعا هو سيستمر لأن اليهود بطبيعتهم معاندين ولا يعترفون بخسائرهم ويكابرون ويحاولون تطمين المستوطنين بان الأمور على ما يرام ولم تخرج الأمور عن سيطرتهم، حتى فاحت رائحة خزيهم وذلهم وخوفهم وتخبطهم وهشاشة الوضع الداخلي لهم وعدم رضاهم عن ما تفعله حكومة النتن ياهو في سرعة كتابة سطور النهاية الحتمية لهذا الكيان الزائل والمؤقت والذي تأسس على يد عصابات صهيونية تأمرت مع بعض حكام العرب ومع بريطانيا لإحتلال أرض ليست لهم وتهجير أهلها وتأسيس كيانهم على الدماء والأشلاء والجرائم التي لن ينساها التاريخ.
موقف اليمن تجلّى لكل ارجاء الكرة الأرضية حتى لدول لم تكن تسمع بهذا اليمن لا من بعيد ولا من قريب ! فلماذا يا ترى تصدر اليمانيون المواقف الشعبية في نصرة فلسطين في مظاهرات أسبوعية لمدة عام كامل دون ملل ولا كلل ولا فتور ؟؟ ولماذا تتجدد العزائم وتحيا الروح الثورية في النفوس وتتجلى الهوية الايمانية الثابتة والراسخة رسوخ الجبال في أبناء هذا الشعب اليمني الأصيل ؟
سأجيبكم بإختصار وفي سطور قليلة وهو أن من يباهي بنبيه بين الأمم ويحيي ذكرى مولده بكل لهفة وبكل شوق وبكل محبة في الأعوام الأخيرة منذ أكثر من عشر سنوات وبحشود مليونية مهيبة لم يشهدها التاريخ الإسلامي من قبل، حتى يتم تناقل تلك المشاهد المهيبة والرهيبة وهم يعلنون ولاءهم للنبي الأعظم محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) ويفخرون بسيرته الجهادية في مقارعة الكفار والمنافقين , وفي تعامله الراقي مع بقية الخلق كرحمة مهداة لكل العالمين ,هؤلاء أنفسهم ومن آثار احياءهم لكل المبادئ والقيّم النبوية هم من كانت مواقفهم تجاه إخوانهم في فلسطين تدهش العالم , فمن يحيا قلبه بحب النبي وبتجسيد سيرته لا يمكن أبدا أن تكون مواقفه متخاذلة وذليلة تجاه جرائم العدو الوحشية اليومية في قطاع غزة من فلسطين المحتلة.
سيرة النبي محمد (صلى الله عليه وآله) ليست مجرد فعاليات واحتفالات وألوان خضراء وتنتهي المناسبة , بل هي تجسيد عملي في الواقع وفي الميدان وهذا ما مثله السيد القائد عبدالملك الحوثي والشعب اليمني المستجيب لله ولرسوله ولداعي الحق إذا دعاه لما يحييه , فكانت الخطابات الأسبوعية التحفيزية المذكرة الأمة بواجباتها والمحذرة من عقوبة التفريط والتخاذل , كانت خطابات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي هي المساهم الأول في استمرار حالة السخط الشعبي ضد اليهود وحالة التضامن الشعبي المستمر مع فلسطين دون ملل.
صحيح أن الشعب اليمني يعاني من ويلات الصراعات والحروب التي يمولها العدو بل ويشارك فيها لغرض انهاك واشغال الجبهة الداخلية وافقار الشعب وتغييبه وابعاده عن قضايا الأمة المركزية واشغاله بشئونه الداخلية المتدهورة , ولكن هذا الشعب تصدر الموقف الأول بين شعوب المنطقة في اتخاذ موقف حق والتفاف حول القيادة وتفويض لاتخاذ أي خطوة عسكرية تصعيدية فيها جانب من الردع لهؤلاء السفلة القتلة في فلسطين المحتلة والذين يتباهون يوميا لارتكابهم أبشع الجرائم بحق المدنيين العزل الأبرياء ويعتبرون هذا نصرا لهم بعد فشلهم الذريع أمام ابطال المقاومة الفلسطينية الذين ضربوا أروع الأمثلة في الصبر والصمود في أحلك الظروف وهم يواجهون ألة الاجرام الامريكية الصهيونية وبدعم غربي وتخاذل بل وتأمر عربي من الدول المطبعة والمحيطة لفلسطين والتي جعلت من معابرها وطرقها جسورا لمد هذه العصبة الصهيونية بالبضائع والاطعمة التي عجزوا عن ايصالها لهم بسبب الحصار الذي فرضه اليمنيون في البحر الأحمر .
كان حتى دور الشعوب العربية ضعيف ولم يرق الى الموقف المطلوب منهم أمام الله وأمام واجبهم الديني والأخلاقي والإنساني في نصرة إخوانهم في الدين والعقيدة والعروبة وهم يذبحون يوميا ويتم حصارهم وتجويعهم واقتحام المستشفيات وتدمير المدارس والعمارات السكنية على رؤوس ساكنيها، ويتم تعذيب الأسرى بطرق لا تمت للإنسانية بصلة وكل هذا والعالم المنافق الذي يتغنى بالحقوق والحريات والديمقراطية والسلم الاجتماعي وغيره من المسميات يتفرج بصمت مخزي يجعل كل دراسي القوانين الدولية والمعاهدات والاتفاقيات الدولية يخجلون من أين يتكلموا عن أي قوانين أو حقوق أو يدرسوها لطلابهم وهي لا تتعدى من الصفحات المكتوبة عليها ولا تطبق حتى كأقل حد ممكن , لأن الجبروت الصهيوني والاجرام الأمريكي البريطاني تعدى كل حدود المعقول ...
فالاحتفاء بالمولد النبوي بكل حب ولهفة وشوق للاستماع بهذه السيرة العطرة الطاهرة التي تحيي القلوب وتشرح النفوس وتمثيل القدوة لكل الشعوب العربية والإسلامية التي بدأت تهتم بذكرى المولد النبوي الشريف منذ اطلالة ربيع الأول تأثرا وتأسيا باليمنيين سيكون لها الأثر في الواقع الفعلي.
ومن كان يغضب لمقدساته ولحرق القرآن ولكل قضايا الأمة المركزية هؤلاء هم من كانت لهم مواقف تاريخية وبطولية في دعم أبناء غزة لن تنساها الأجيال ولن تضيع عند الله سبحانه وتعالى فالله لا يضيع أجر العاملين ولا أجر المحسنين المجاهدين ,هؤلاء من ناصروا النبي قولا وعملا هم الأنصار في الماضي والحاضر , وهم من تخافهم إسرائيل وامريكا ليس لقوة سلاحهم وعزمهم فقط ولكن لقوة عقيدتهم الراسخة في أعماقهم والمتجذرة في وجدانهم والتي مفادها يقول بأن الله يقاتل معهم ولن يتخلى عنهم . فهو القائل سبحانه (ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) وهذا وعد إلهي ثابت لا يتغير بتغير الزمان أو المكان ومن أصدق من الله قيلا .
الولاية والارتباط الوثيق بالناس
للولاية معنى عجيب. أصل معنى الولاية: عبارة عن قرب شيئين أحدهما من الآخر. لنفترض أنّ حبلين متينين رُبطا بعضهما بالبعض بحيث لا يمكن فصلهما بسهولة، هذا ما يُسمّى في اللغة العربيّة بـ "الولاية". الولاية تعني: اتّصال شيئين وارتباطهما وتقاربهما بنحوٍ لصيقٍ ومتين. جميع المعاني التي ذُكرت لـ"الولاية" في كتب اللغة ـ معنى المحبّة، ومعنى القيّوميّة وباقي المعاني، حيث يوجد في اللّغة العربيّة سبعة أو ثمانية معاني ـ من هذه الناحية ـ يوجد في كلّ واحد منها بشكلٍ ما هذا القرب والتقارب بين طرفي الولاية. كـ "الولاية" بمعنى المحبّة، ذلك لأنّ المحبّ والمحبوب لهما ارتباط واتّصال معنويّ لأحدهما بالآخر (يشدّ أحدهما إلى الآخر)، ولا يمكن فصلهما.
يذكر الإسلام الحكومة بتعبير "الولاية" ويعرّف الشخص الذي يقف على رأس الحكومة بـالوالي، الوليّ، المولى ـ أي: اشتقاقات كلمة الولاية ـ. ما معنى ذلك؟ معناه أنّ الشخص الذي يجلس على رأس السلطة وأولئك الأشخاص الذين تكون في يده سلطة الولاية عليهم، لهم ارتباط واتّصال وتواصل لا ينقطع. هذا هو معنى هذه المسألة. هذا، يفسّر لنا الفلسفة السياسيّة للإسلام في موضوع الحكومة. كلّ حكومة لا تكون هكذا فهي ليست ولاية، أي ليس الحاكميّة التي توقّعها الإسلام. لو افترضنا أنّ هناك أشخاصًا على رأس السلطة ليس لهم ارتباط بالناس، فهذه ليست ولاية، إذا كان هناك أشخاص علاقتهم بالناس علاقة خوف ورعب وليست علاقة محبّة ووئام وارتباط - فهذه ليست ولاية، إذا تزعّم أشخاص من خلال الانقلاب، فهي ليست ولاية، إذا تربّع أحد على عرش الحكم عن طريق الوراثة والخلافة النسبيّة، وهو يفتقر إلى الفضائل والشروط الحقيقيّة التي تُشترط في الحكومة - فهي ليست ولاية. الولاية تكون عندما يكون ارتباط الوالي أو الولي بالناس المولّى عليهم ارتباط قريب، شفّاف، مفعم بالمحبّة، وذلك كما كان الأمر عليه مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أي: ﴿بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ﴾[1]، أي: يكون هناك شخص من بين الناس أنفسهم يتولّى مسألة الولاية والحكومة. هذا هو أساس المسألة في حاكميّة الإسلام[2].
الولاية الإلهيّة ارتباطٌ بالناس
إذن، علاوة على تلك المعاني الحقيقيّة الموجودة، الحكومة في الإسلام هي حكومة ولائيّة، والولاية تعني: الحكومة التي عُبّر عنها بهذه العبارة اللطيفة والمتناسبة مع شخصيّة الإنسان. ولأنّ لأفراد المجتمع وأفراد بني البشر في الإسلام، أهميّة في حساب الإسلام السياسيّ، في الواقع، فالشعب هو كلّ شيء. الشعب هو من يُعتدّ بشخصيّته، وإرادته، ومصالحه، وجميع شؤونه في نظام الإسلام السياسيّ، عندها (عندما يتوفّر ذلك الشرط)، تأخذ الولاية الإلهيّة معناها من خلال هكذا مشاركة للشعب. حقيقة الولاية الإلهيّة هي: الارتباط بالشعب.
ارتباط أمير المؤمنين الدائم بالشعب
لذا، نرى أمير المؤمنين عليه السلام الذي هو مظهر الولاية في الإسلام والمصداق التامّ للوليّ الذي نُصّب للناس، لم يخلُ في أيّ وقت من حالة الارتباط بالناس هذه، والتواصل والانسجام معهم. سواء في العهد الذي أُقصي فيه عمليًّا عن الحكم، وانفصل عنه الناس على نحو الارتباط الحكومتيّ، أي: سُلبت منه الحكومة عمليًّا، الولاية والحكومة والقيادة والسلطة التي يُعبَّر عنها في الإسلام بـ "الولاية" وكانت حقًّا له - سُلبَت منه ـ بالطبع، الولاية المعنويّة- ذلك الشيء المفروض والموجود في إمامة الشيعة - موجودة في كلّ الأحوال وليست مرتبطة بالولاية الظاهريّة - ولا في العهود الأخرى، ترك الارتباط والاتّصال بالنّاس. في ذلك الوقت كان أمير المؤمنين عليه السلام واحدًا من أفراد الشعب وجزءًا منهم، لم ينزوِ وينعزل ويبتعد عن الناس. وأيضًا، في الوقت الذي تسلّم فيه الحكم، كان حاكمًا شعبيًّا بكلّ ما للكلمة من معنى[3].
[1] سورة آل عمران، الآية 164
[2] خطاب القائد في لقاء الموظّفين الرسميّين (26/4/1997).
[3] خطاب القائد في لقاء الموظّفين الرسميّين (26/4/1997).
الإمام العسكري (عليه السلام) والتمهيد لغيبة صاحب الأمر
اتجه نشاط الإمام العسكري وتخطيطه في تحقيق هدف التمهيد لغيبة ابنه إلى عملين ممهدين:
1- حجب المهدي عجل الله تعالى فرجه عن أعين الناس مع إظهاره لبعض خاصته فقط.
2- شن حملة توعية لفكرة الغيبة، وإفهام الناس بضرورة تحملهم لمسؤولياتهم الإسلامية تجاهها وتعويدهم على متطلباتها.
فعلى المستوى الثاني رأينا الإمام العسكري يصدر بياناته وتعليماته عن المهدي عجل الله تعالى فرجه كحلقة متسلسلة من تلك النصوص والتعليمات التي بشر بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة من بعده مع التأكيد والتخصيص على ولده المهدي عليه السلام.
واتخذت بيانات العسكري عليه السلام أشكالاً ثلاثة:
أ- بيان عام، كالتعرض إلى صفات المهدي عجل الله تعالى فرجه بعد ظهوره وقيامه في دولته العالمية، كجوابه عليه السلام عن سؤال بعض أصحابه عن قيام المهدي قائلاً: "فإذا قام قضى بين الناس بعلمه كقضاء داوود لا يسأل البينة"([1]).
ب- توجيه نقد سياسي للأوضاع القائمة، يقرنها بفكرة المهدي وضرورة تغييرها لها، فمن ذلك قوله عليه السلام: "إذا خرج القائم أمر بهدم المنابر والمقاصر في المساجد" وكانت تبنى هذه المقاصر لغرض الأمن من الإعتداء على الخليفة وزيادة الهيبة في نفوس الاخرين([2]).
ج- توجيه عام لقواعده وأصحابه، يوضح لهم أبعاد فكرة الغيبة، وضرورة التكيف لها من الناحية النفسية والإجتماعية تمهيداً لما يعانونه من غيبة الإمام وانقطاعه عنهم. فمن ذلك كتب الإمام عليه السلام لابن بابويه رسالة يقول فيها: "عليك بالصبر وانتظار الفرج، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج، ولا يزال شيعتنا في حزن حتى يظهر ولدي الذي بشر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً. فاصبر يا شيخي يا أبا الحسن علي وأمر جميع شيعتي بالصبر، فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين"([3]).
3- وقد اتخذ الإمام العسكري عليه السلام موقفاً آخر يمهد فيه للغيبة عندما احتجب بنفسه عن الناس، إلا عن خاصة أصحابه وأوكل مهمة تبليغ تعليماته وأحكامه بواسطة عدد من خاصته وذلك بأسلوب المكاتبات والتوقيعات، ممهداً بذلك إلى نفس الأسلوب الذي سوف يسير عليه ابنه المهدي عجل الله تعالى فرجه في غيبته الصغرى وهو في احتجابه وإيصاله للتعليمات.
وقد يبدو الأمر غريباً مفاجئاً للناس لو حدث هذا بدون مسبقات وممهدات كهذه. ومن هنا كان أسلوب الإمام العسكري، منهجاً خاصاً في تهيئة ذهنيات الأمة وتوعيتها لكي تتقبل هذا الأسلوب وتستسيغه من دون استغراب ومضاعفات غير محمودة.
وكان قد بدأ التحضير والتخطيط لهذه الفكرة بشكل بسيط أيام الإمام الهادي عليه السلام عندما احتجب عن كثير من مواليه وأخذ يراسلهم عن طريق الكتب والتوقيعات([4]) ليعود شيعته على هذا المسلك بشكل متدرج بطيء موافقاً بذلك الفهم العام لدى الناس.
وفعلاً اعتاد أصحابه ومواليه الإتصال به والسؤال منه بطريق المراسلة والكتابة([5]).
وكذلك نظام الوكلاء الذي اتبعه الإمام العسكري مع قواعده الشعبية كان أسلوباً اخر من أساليب التمهيد لفكرة الغيبة.
وكان الشيعة إذا حملوا الأموال من الحقوق الواجبة عليهم إلى الإمام عليه السلام نفذوا إلى عثمان بن سعيد العمري السمان الذي كان يتجر بالسمن تغطية لنشاطه في مصلحة الإمام عليه السلام فكان يجعل الأموال التي يتسلمها في جراب السمن وزقاقه ويحمله إلى الإمام عليه السلام بعيداً عن أنظار الحاكمين، لأنهم إذا عرفوا أمره صادروه([6]).
وسنجد في البحث المقبل أن نظام الاحتجاب والوكلاء، هو الأسلوب نفسه الذي يكون ساري المفعول في غيبة الإمام الصغرى، بعد أن اعتاد الناس في مسلك الإمامين العسكريين عليهما السلام وخاصة الإمام الحسن العسكري عليه السلام.
([1]) الإرشاد، ص323.
([2]) المناقب، ج3، ص635.
([3]) نفس المصدر، ص725.
([4]) إثبات الوصية، ص262.
([5]) الإرشاد، ص323، وكشف الغمة ج3، ص702.
([6]) غيبة الشيخ الطوسي، ص 219 512.
نفض الغبار عن ضریح الإمام الرضا (ع) بحضور قائد الثورة الاسلامية
اقیمت الیوم الخميس مراسم نفض الغبار عن الضریح الطاهر لثامن ائمة اهل البیت (علیهم السلام) الامام علي بن موسی الرضا (ع)، بحضور قائد الثورة الاسلامیة ایة الله السید علي خامنئي، وذلك تزامنا مع حلول شهر ربيع الاول.
وفي هذه المراسم التي اتسمت بالروحانية وعطر الولاية والإمامة، تم قراءة زيارة الجامعة الكبيرة وأمين الله صلاة وقراءة المراثي بمناسبة استشهاد الامام الحسن العسكري (ع) .
وعلى هامش هذه المراسم، حضر قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي عند قبر الشهيد حجة الإسلام والمسلمين ابراهيم رئيسي وقرا الفاتحة على روحه الطاهرة.
لماذا يضع طفلك الرضيع قدمه في فمه؟
مرحلة مص القدمين توضح مراحل تطور الطفل واستعداده لمزيد من المهارات الجديدة (شترستوك)
نيللي عادل
ينتظر الآباء والأمهات تطورات أطفالهم الرضّع خلال الأشهر الأولى بفارغ الصبر. فما بين أول مناغاة من الرضيع، وصولا إلى ابتسامته أو ضحكاته الأولى، تذوب القلوب فور رؤية تلك التطورات، وتصبح حدثا جللا يستحق التصوير والمشاركة مع الأهل والأصدقاء.
لكن من بين تطورات سلوك الطفل الرضيع التي قد لا يفهم مغزاها كثيرون، هي إقدامه من دون مقدمات على وضع أصابع قدميه في فمه، والتي قد يظنها الآباء والأمهات مشهدا كوميديا، بدون أن يعرفوا أنها تدل على كثير من الأمور، فما سبب هذا السلوك وفوائده بالنسبة لوتيرة تطور الطفل؟
استكشاف العالم من خلال الفم
يتعلم طفلك عن العالم حوله من خلال حواسه، وهذا يشمل التذوق. ولهذا السبب غالبا ما يضع كل ما يستطيع أن يضعه بيديه الصغيرتين في فمه. وهذا يشمل القدمين أيضا.
وبحسب الخبراء، فإن هذا المشهد اللطيف يعد تطورا طبيعيا وصحيا تماما. إذ يحتوي فم طفلك على كثير من النهايات العصبية، وعندما يرغب في معرفة كيف يشعر بشيء ما، فإنه غالبا ما يضعه في فمه ويلوكه مرات عديدة ليكتشف المزيد عنه.
تحمل النهايات العصبية في الفم المعلومات الحسية إلى الدماغ، ووفقا لدراسة أجريت عام 2017 ونشرت في مجلة "مراجعة في اضطرابات الغدد الصماء والتمثيل الغذائي" الأميركية، عندما يضع الأطفال أيديهم أو أقدامهم أو حتى شيئا مثل لعبة صغيرة في أفواههم، فإنهم في الواقع يحاولون معرفة ماهية هذا الجسم وأبعاده وطبيعته.
وبما أن طفلك يتعلم تدريجيا مزيدا عن جسده، فمن الطبيعي أن يحاول أيضا معرفة مزيد عن أصابع قدميه الصغيرة عن طريق وضعها في فمه، وهو التطور الذي غالبا ما يحدث بين 4 إلى 8 أشهر من عمر الطفل تقريبا.
لمص أصابع القدمين فوائد في تطور شهية الطفل (بيكسلز)
لا حاجة لإيقافه
رغم أنه قد يكون من الغريب بعض الشيء رؤية طفلك وهو يمص أصابع قدميه، فإنه ليس هناك حاجة لإيقافه. إذ يساعد هذا الحدث التنموي ذو المظهر المضحك طفلك على تطوير وعي بجسمه والعالم من حوله.
ويرجع ذلك إلى أن الأشياء التي يتم تناولها عن طريق الفم تساعد طفلك على التعود على الأحاسيس وأنواع القوام المختلفة، مما قد يساعده عندما يحين وقت انتقاله إلى الأطعمة الصلبة والشروع في مرحلة الفطام التدريجي.
إعلان
إذ يتضح أن لمص أصابع القدمين فوائد في تطور شهية الطفل، وبحسب الخبراء، من الممكن أنه من خلال تجربة القوام غير السائل عند "تذوق" اليدين أو القدمين، يتأقلم الأطفال مع المواد الصلبة التي تدربهم على تناول الطعام.
ماذا عن نظافة القدمين؟
بالإضافة إلى ذلك، قد يجد طفلك أن مص أصابع قدميه أمر مهدئ، مثل مص الإبهام. ومع ذلك، حاولي الحفاظ على نظافة قدمي طفلك قدر الإمكان، وهو الأمر الذي قد لا يتحقق بشكل تام بعد الزحف والتدحرج.
صحيح أنه قد يبدو الأمر غير مقبول أن تشاهدي طفلك وهو يمص قدميه بشغف، لكن من الضروري الوضع في الاعتبار أن أقدام الرضع أقل اتساخا بكثير، حتى يبدؤوا في المشي. ولكن إذا كنت لا تستطيعين حقا تحمل الفكرة، فاغسلي أقدام طفلك بشكل دوري منعا لأي تراكمات.
قد يجد طفلك أن مص أصابع قدميه أمر مهدئ مثل مص أصابع يده (بيكسلز)
وعموما، بحلول الوقت الذي يركض فيه الطفل، وتتسخ قدماه بالفعل، غالبا ما سيتخلص آنذاك من عادة وضع قدميه في فمه من تلقاء نفسه.
أما بالنسبة لما إذا كان من الآمن على الطفل أن يثني جسده بهذا الشكل الحاد، يتضح أن الأطفال يتمتعون بمرونة فائقة، لأن عظامهم تتكون إلى حد كبير من الغضاريف التي لم تتكلس بالكامل بعد، وبالتالي، ليس من الصعب أن تصل أقدامهم إلى أفواههم كما قد يتصور البالغون.
مرحلة تدريب تنتهي تلقائيا
مرحلة مص القدمين ليست مثيرة للقلق، بل على العكس. فهي توضح مراحل تطور الطفل واستعداده لمزيد من المهارات الجديدة. ثم بحلول عمر 24 شهرا تقريبا، يتمكن الطفل من تطوير فهم راسخ بأن المواد الغذائية فقط هي التي تدخل الفم.
وبشكل عام، من الضروري مراعاة أن معظم الأطفال قد يستمرون في وضع الأشياء في أفواههم حتى بلوغ حوالي 3 سنوات من أعمارهم تقريبا. وبمجرد أن يتحرك طفلك، من المهم بشكل خاص أن تكوني على دراية بما يحيط به حتى لا يتمكن من الإمساك بأي شيء يمكن أن يختنق به، ويضعه في فمه.
المصدر :+ مواقع إلكترونية
كيف تضمنين تربية شقيقين لا تفرقهما الأيام؟
لتجنب الصراع بين الأشقاء، ينبغي عليكِ مراجعة نفسكِ فيما إذا كنتِ تؤسسين بيئة عادلة أم تنافسية بين أبنائكِ (شترستوك)
زهراء أحمد
تشيع الخلافات بين الإخوة في سن صغيرة، ونشرت مجلة "علم النفس السريري للطفل والأسرة" نتائج دراسة رصدت أن الصراع بين الأشقاء يقع بمعدل 8 مرات في الساعة، لذا لا يدل شجار طفليكِ على تقصيركِ، لكن ينبغي عليكِ الاستفادة من تلك الخلافات لتنمية شخصيتيهما، وإكسابهما مهارة السيطرة على المشاعر، واحترام الآخر، والتعاطف معه، لضمان حسن تعاملهما سويا في المستقبل.
لماذا علاقة طفليكِ أولوية؟
يعيش 82% من الأطفال مع أخ أو أخت، وفق تقرير جامعة "نيو مكسيكو"، كما أن حوالي 75% ممن بلغوا سن الـ70 لا يزال لديهم أخ على قيد الحياة، لذلك يمكن اعتبار علاقة الأخوة أطول علاقة في عمر الإنسان.
لا تعد علاقة الأخوة الأطول فقط، بل إنها قادرة على تغيير مجرى حياة أطفالكِ، فالتفاعلات الإيجابية بين أطفالكِ خلال مرحلة المراهقة تعزز التعاطف والنجاح الأكاديمي.
لكن عندما تربط الأشقاء علاقة سيئة ومتوترة، يصبحون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، والقلق في مرحلة المراهقة، حسب نتائج دراسة أجراها باحثون في جامعة كامبريدج، في عام 2018، ونشرها موقع الجامعة الرسمي، إضافة لعدة مواقع منها "ذا أتلانتيك".
وأكد آرام حسن، استشاري الطب النفسي ومؤسس مركز "كو-تيم" لعلاج الصدمات النفسية في روتردام، في تصريح خاص للجزيرة نت، أن "الخلل في علاقة الأخوة له آثار خطيرة على مزاج الطفل، وسلوكه، وتكوين شخصيته، خاصة إذا تضمنت علاقة الأخوين عنفا بدنيا، أو إهانة، أو ازدراء، أو تنمرا، لأن تلك العوامل تكون سببا مباشرا، أو غير مباشر، في معاناة الأطفال من اضطرابات نفسية، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، واضطراب الشخصية العدوانية".
شعور الطفل بأنه ليس المفضل يضعف علاقته بوالديه وإخوته (شترستوك)
3 ضمانات لاستمرار حب طفليكِ لبعضهما
نقدم لكِ بعض الطرق التي تضمن استمرار حب طفليكِ لبعضهما، وتعتمد على سلوك الوالدين، كأم وأب معهما، تعرفي عليها:
1- لا تفضلي أحدهما على الآخر
قدمت "جمعية علم النفس الأميركية" نتائج بحوث في مجال الأسرة، للوقوف على أهم العوامل المساعدة في بناء علاقة أخوة قوية.
وكأن تجنب انحيازكِ لأحد الأبناء أهم ما يمكنكِ فعله في وقت مبكر، لأن شعور الطفل بأنه ليس المفضل يضعف علاقته بوالديه وإخوته، كما أن "المعاملة الأبوية التفضيلية" تؤثر على كل طفل في الأسرة حتى مرحلة البلوغ، في وقت لا تفرق آثارها السلبية بين الطفل المفضل والأقل تفضيلا.
ولتجنب الصراع بين الأشقاء، ينبغي عليكِ مراجعة نفسكِ فيما إذا كنتِ تؤسسين بيئة عادلة أم تنافسية بين أبنائكِ، كما عليكِ تجنب الانحياز إلى أي طرف عندما يتجادل الأشقاء.
يجب تشجيع الأطفال على التعاطف والتفهم والاحترام (شترستوك)
2- لا تقارني بينهما
قدمت مريم شركس، وهي أخصائية نفسية وسلوكية ومقدمة خدمة الإرشاد النفسي في الجامعة الأميركية في مأدبا، خلال حوارها مع الجزيرة نت، توضيحا لأخطاء حسنة النية نرتكبها مع أطفالنا، وأهمها مقارنة الإخوة بعضهم ببعض، فيشجع الأهل أبناءهم لاكتساب سلوكيات جيدة من خلال قول "أخوك الأكبر مطيع، حاول أن تقلده".
وتؤكد شركس أن هذا الأسلوب لا يحفز إلا مشاعر الغيرة والحزن والإحباط، ولا يدفع الطفل خطوة نحو الأمام، بل يؤدي إلى التركيز على جوانب الضعف، وإحباط جوانب القوة لدى الطفل، ومحو الاختلافات الأصيلة بين الأطفال، وإنكار حقيقة أن لكل طفل قدراته.
لذلك تعد شركس المقارنة "وصفة" لهدم شخصية الطفل، وضعف تقديره لنفسه على المدى البعيد، ومن المهم استبدال المقارنة بالتأكيدات الإيجابية على محاسن الطفل، حتى يظهر أفضل ما فيه، وعندئذ نهتم بتطوير محاسن كل طفل منفردا، إلا إذا اشترك الشقيقان في بعض المهارات.
3- قدمي تفسيرات لأوامركِ
سلط تقرير "جمعية علم النفس الأميركية" ضوءا على عامل التفرقة في المعاملة، الذي يلاحظه أبناؤنا ولا نلاحظه، فنفرق بين الصبي والفتاة، وبين الكبير والصغير، بسبب إدراكنا لضرورة التفرقة، لكن لا يفهم أولادكِ سبب ذلك دوما، فإذا أمرتِ ابنتك بالعودة إلى المنزل مبكرًا، بخلاف أخيها، من دون تفسير ذلك، فقد ترى أنكِ ظالمة، وبدلا من ذلك، عليكِ توضيح سبب طلبكِ بأنها أصغر سنا، ثم الاطمئنان إلى أنها فهمت أسبابكِ.
يجب وضع قواعد للخلاف، مثل التحدث عما أزعجهما بوضوح دون لجوء للإهانات (شترستوك)
مهارات حل خلافات الأشقاء
بقدر ما يؤرقكِ تكرار المشكلات، ترى مريم شركس جانبا إيجابيا يمكنكِ استغلاله كي تعلمي أطفالكِ كيفية التعامل مع الخلافات وتسويتها وإيجاد حلول، واحترام الحدود الشخصية، والتصرف الحازم، وتكريس مفهوم العدل.
واستعرضت شركس خطوات إدارة الخلاف بين الأشقاء:
- 1- وضع قواعد للخلاف، مثل التحدث عما أزعجهما بوضوح، دون اللجوء إلى الإهانات.
- 2- الاتفاق على القيم العائلية، حيث يعمل أعضاء الأسرة جميعًا في فريق هدفه تكوين أسرة متحابة، وإذا وقعت مشكلة سيحلها الفريق، ولن تؤدي أبدًا إلى نبذ أحد الأعضاء.
- 3- شجعيهما على التعاطف والتفهم والاحترام، وألا يقلل الخلاف من حب الأخ لأخيه.
- 4- يصير تدخلكِ ضرورة لحل المشكلة إذا تعرض أحدهما إلى أذى جسدي، أو لفظي، أما في حال نقاشهما، فلا ضرر من تركهما بمفردهما كي يحلا المشكلة.
- 4- استمعي لكليهما، لأنه سيكون هناك وجهتا نظر للخلاف، ولا تطلقي أحكاما قاطعة، بل دعي كل طفل يشعر بأنكِ تسمعينه.
- 5- اطلبي منهما اقتراح حلول عادلة، من خلال تشجيع كليهما على تصور نفسه في مكان أخيه قبل تقديم الاقتراحات.
- 6- قدمي نموذجًا ليتبعه أطفالكِ، فيتعلم الأطفال من إدارتنا للمشكلات الزوجية والعائلية، سواء تعاملنا باحترام في أثناء الخلاف أو تصرفنا بأنانية.
وبمجرد التأكد من اكتساب الأطفال المهارات اللازمة لإدارة الصراع، يمكنكِ التراجع للسماح لهما بحل المشكلات بأنفسهم، وتقوية علاقتهم بمرور الزمن.
المصدر : مواقع إلكترونية
قائد الثورة: تضخيم القدرات أساس الحرب النفسيّة للأعداء ضدّ الشعوب
أكد سماحة قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي، خلال استقباله القائمين على مؤتمر تكريم شهداء محافظة "كهكيلويه وبوير أحمد"( جنوب غرب) ان تضخيم القدرات أساس الحرب النفسيّة للأعداء ضدّ الشعوب.
وقال قائد الثورة الإسلاميّة خلال استقباله القائمين على مؤتمر تكريم شهداء محافظة "كهكيلويه وبوير أحمد أنّ المحافظة تملك سجلًّا حافلًا بالتضحية والجهاد وفي مرحلة الدفاع المقدّس، وتحدّث عن أسس الحرب النفسيّة التي يستخدمها الأعداء ضدّ الشعوب ومنها تضخيم صورتهم والإيحاء بضرورة الخشية منهم، وقال أنّ أحد الإنجازات العظيمة للإمام الخميني الجليل كان قدرته على إزالة الخوف من قلوب الشعوب وغرس روح الثقة بالنفس فيهم.
فيما يلي النصّ الكامل لكلمة قائد الثورة بتاريخ 14/08/2024 :
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا أبي القاسم المصطفى محمّد، وعلى آله الأطيبين الأطهرين، [ولا] سيّما بقيّة الله في الأرضين.
أهلًا وسهلًا بكم أيّها الإخوة الأعزّاء والأخوات العزيزات؛ الحاضرون هنا. أودّ أوّلًا أن أتقدّم بخالص الشكر لكلٍّ منكم على اهتمامكم بهذه المهمّة الجسيمة والفريضة العظيمة؛ ألا وهي الحفاظ على ذكرى الشهداء حيّةً. الشهادة ذخر [ثمين]؛ إذ تُعَدّ تضحيات شباب أيّ شعبٍ سندًا معنويًّا ومادّيًّا عظيمًا لتقدّم هذا الشعب. يجب صون هذا [الذخر] وحفظه، والحؤول دون فقده ونسيانه، أو ربّما تحريفه، هنا تكمن أهمّيّة عملكم، أيْ عندما تعملون على حفظ هذا الذخر.
الكلمة التي تفضّل بها السيّد إمام الجمعة المحترم، وكذلك النصّ الجيّد الذي قرأه أخونا [العميد] في الحرس، كلاهما يتضمّنان موضوعات صحيحة وجيّدة. في ما يتعلّق بالتوصية إلى المسؤولين، سأوصي المسؤولين المحترمين بها، إن شاء الله، والسيّد عارف[2] حاضر هنا، وسأبلّغ أيضًا رئيس الجمهورية بذلك، ونأمل أن يتمّ الاهتمام بهؤلاء الناس بما يليق بمقامهم وقيمتهم المعنويّة والوطنيّة في البلاد.
تمتلك محافظة «كهكيلويه وبوير أحمد» - أي تلك المنطقة، سواء بصفتها الحاليّة كمحافظة، أو بأيّ شكل آخر كانت عليه في السابق – سجلًّا حافلًا بالتضحية والجهاد، وقد أشاروا إلى ذلك. طبعًا، العصور السابقة لها حصّتها، لكن في عصرنا، ممّا أتذكره، أنّه في بداية النضال عام 1963، أصدر جدّ السيّد[3] - والد المرحوم السيّد ملك حسيني[4] - الذي كان عالمًا كبيرًا في تلك المنطقة، بيانًا كان من البيانات النادرة، أيْ كان قويًّا وشجاعًا، وكان الجهاز الحاكم يحسب له حسابًا؛ لأنّه يعرف أنّه إذا أصدر سماحته أمرًا بالجهاد إلى الناس، من العشائر في تلك المنطقة، فإنّهم سيجاهدون، وبالفعل، حصلت أمور كهذه. في تلك المرحلة، طلبَ الجهاز الحاكم من قوميّة أخرى، وهي قوميّة عزيزة أيضًا، أن تذهب للقتال ضدّ العشائر في منطقة «بوير أحمد»، لكنّ عالِمًا «سُنّيًّا» هناك حال دون ذلك. يجب أن نلتفت إلى الوقائع التاريخيّة للروابط المذهبيّة والوطنيّة والقوميّة لدينا في هذا البلد. لقد حال شيخ من أهل السنّة دون تحقّق خطّة النظام لافتعال حرب بين قوم «البلوش» وعشائر «كهكيلويه وبوير أحمد»؛ إذ تدخّل ومنعَ ذلك، وأصدر فتوى مخالفة. هذه هي الوقائع التاريخيّة للمنطقة.
خلال أحداث «الدفاع المقدّس» والحرب المفروضة، إنصافًا، خاض أهالي «كهكيلويه وبوير أحمد» الميدان بنحو جيّد للغاية، سواء بعد تأسيس «لواء الفتح»، - الذي كان عناصره منتشرين ضمن مختلف الألوية - أو قبل تأسيسه؛ بذلَ العناصر المناضلون من هذه المنطقة جهودًا حثيثة، وأنجزوا أعمالًا متميّزة، هناك ذكريات من تلك المرحلة، وبالطبع لقد سُجّلت هذه الأمور والتقارير التاريخيّة عن «الدفاع المقدس». على سبيل المثال، صمدت إحدى الكتائب في «لواء الفتح» ليومين أو ثلاثة في جزيرة «مجنون» أمام فرقة كبيرة من جيش البعث العراقيّ، وقاومت، ولم تتراجع. طبعًا، قدّموا شهداء، لكنّهم تمكّنوا من الحفاظ على المنطقة؛ وهذه الأعمال محفوظة في تاريخ وذاكرة «الدفاع المقدس».
أودّ أن أقول إنّ أحد أسس الحرب النفسيّة التي يستخدمها أعداء كلّ شعب، وفي زماننا هذا بشكل خاص، ضدّ شعبنا العزيز وإيران الإسلاميّة، هو تضخيم صورة عدوّ هذا الشعب، وقد كان هذا الأمر قائمًا منذ بداية الثورة، كان يُفهم ويلقّن ويُزرع في عقول شعبنا بطرق مختلفة، بأنْ عليكم الخشية؛ اخشوا أمريكا، اخشوا الصهاينة، اخشوا بريطانيا، واخشوا أمثال هؤلاء؛ كانت الحال على هذا النحو دومًا. أحد الإنجازات العظيمة للإمام الجليل، كان قدرته على إزالة هذا الخوف من قلوب الشعب، وغرس روح الثقة بالنفس فيهم، والإيمان بالذات، فشعرَ الشعب بوجود قوّة وقدرة داخليّة لديهم، تجعلهم قادرين على إنجاز أعمال عظيمة بالاعتماد عليها، وأنّ العدو عاجزٌ، ويده ليست مقتدرة كما يدّعي.
عندما تتسلّل هذه الحركة من الحرب النفسيّة التي يمارسها العدوّ إلى الساحة العسكريّة، تكون نتيجتها الخوف والتراجع، وقد بيّن القرآن الكريم أنّ هذا التراجع هو في الواقع يستوجب الغضب الإلهيّ، {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} (الأنفال، 16)؛ إذا تراجعتم أمام العدوّ المهاجم، بأنواعه - فقد يكون المهاجم شاهرًا سيفه، ويقابلكم في ساحة المعركة وجهًا لوجه، وأحيانًا يكون دعائيًّا، وأحيانًا أخرى يكون اقتصاديًّا، ورابعًا يكون عسكريًّا باستخدام تجهيزات حديثة - تراجعًا غير تكتيكيّ، في بعض الأحيان، يكون التراجع تكتيكيًّا كما هي الحال مع التقدّم، ولا ضير في ذلك {إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ}؛ هكذا يكون التكتيك؛ إذا تراجعتم بخلاف هذه الحالات {فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ}. والأمر كذلك في الميدان العسكريّ، وينطبق كذلك في الميدان السياسيّ.
في الميدان السياسيّ، يؤدّي تضخيم صورة العدوّ إلى الشعور بالعزلة والضعف والعجز، والنتيجة تكون الاستسلام لإرادة العدوّ؛ [يأمرهم] «افعلوا كذا»، فيجيبون: «سمعًا وطاعةً»، «لا تفعلوا كذا» يجيبون «سمعًا وطاعةً»، وهذه هي الحال الآن مع شتّى أشكال وأنواع الحكومات، سواء كانت حكومات شعوب كبيرة أو صغيرة؛ تقول «سمعًا وطاعةً» لكلّ ما يُطلب منها، من دون أيّ إرادة منها. طبعًا، هناك آداب وظروف حاكمة عند طاولة الدبلوماسيّة والمفاوضات، ويمكن التعبير عن «سمعًا وطاعةً» بطرق مختلفة، لكن في جوهرها تبقى هي نفسها، في حين أنّهم لو استندوا إلى شعوبهم، وإلى قدراتهم الداخليّة، وعرفوا كنه ذلك العدوّ، وعلموا أنّه ليس كما يدّعي، فإنّ بإمكانهم ألّا يقولوا «سمعًا وطاعةً»، لكنّهم لا يأخذون هذه الأمور بعين الاعتبار، ويستمرّون في قول «سمعًا وطاعةً». كان هذا بشأن الميدان السياسيّ.
في ميدان الثقافة، يظهر هذا التضخيم بنحو مختلف ويؤدّي إلى الشعور بالانفعال، الانجذاب إلى ثقافة الطرف الآخر، احتقار الثقافة الذاتيّة، والافتخار بالتمسّك بثقافة الأجنبيّ، فهناك بعض الأشخاص الذين يفتخرون باستخدامهم مصطلحات أجنبيّة عند الحديث أو الكتابة؛ يشعرون بالفخر لأنّهم لم يستخدموا المصطلح الإيرانيّ، بل التعبير الأجنبيّ. في بعض الأحيان، قد لا يكون لديكم مصطلح إيرانيّ، [مثلًا نقول] للتلفزيون تلفزيون، ولا نملك مصطلحًا إيرانيًّا له، ولذا، نضطرّ إلى استخدام المصطلح الأجنبيّ، وكان من الممكن وضع كلمة [فارسيّة] له منذ دخوله، لكنّنا الآن مجبرون على استخدام مصطلح «تلفزيون»، أمّا بالنسبة إلى الكثير من المصطلحات الأجنبيّة المتعارفة والرائجة على لسان بعض الأشخاص، فلا شيء يلزمنا بها. إحدى نتائج هذا التضخيم هي أنّنا نقبل ثقافة الآخر، وعاداته وتقاليده ونمط حياته. التفتوا، هذه هي الحرب النفسيّة التي يمارسها العدوّ.
من ذا الذي صمد بكلّ كيانه أمام هذه الحرب النفسيّة؟ إنّهم الشباب الذين تُقيمون الآن مؤتمرًا تكريميًّا لهم، وتُعظّمون شأنهم، وهم يستحقّون التعظيم حقًّا. ذلك الشاب من منطقة معيّنة في البلاد، من مدينة معيّنة، من القوميّة الفلانيّة، والمحافظة الفلانيّة، الذي يقف مقابل العدوّ، لا يشعر بالخوف في ساحة المعركة، ولا يتأثّر بالكلمات السياسيّة، ولا يقبل بثقافة العدوّ، هو بالضبط من يجب تقديره وشكره، فهو الذي صمد بكلّ وجوده أمام هذه الحرب النفسيّة. فلتحيوا هذه الحقيقة، ولتجسّدوها، وتظهروها في المؤتمرات التكريميّة هذه. هذا ما أودّ قوله.
كلّ هذه الأمور التي ذكرتموها: المخطوطات، الكتب، الأفلام، المؤتمرات التكريميّة، تسمية الأزقّة والشوارع والنوادي وغيرها، كلّها أمور ضروريّة، لكنّ بعضها يفقد تأثيره مع مرور الزمن. مثلًا، إذا سمّيتم شارعًا باسم شهيد، فهذا جيّد، ولكن بعد ثلاث أو أربع سنوات، قد يقول الناس «شارع الشهيد بهشتي»، ولا يتذكّرون الشهيد بهشتي نفسه، عندما تقرّرون الآن الذهاب إلى شارع الشهيد بهشتي، قد يسألكم أحدهم «إلى أين تذهبون»، فتجيبون "إلى شارع الشهيد بهشتي"، ولكن، قد لا يتذكّر الإنسان الشهيد بهشتي العزيز، نفسه، أيضًا. بعض الأمور تكون هكذا؛ لا بأس، فعلى الرغم من ذلك بادروا إلى هذه الأمور، فبعضها تبقى خالدة، مثل الأفلام، والكتب خاصّةً - فهذه طبعًا تبقى خالدة - ويجب أن تعملوا على أن يكون لها تأثير؛ أي إنّكم، عندما تطبعون كتابًا، حسنًا، كم عدد الأشخاص الذين يقرؤون هذا الكتاب؟ كم عدد الذين يأخذون ملاحظات عند قراءته؟ كم عدد الذين يستخدمون هذه الملاحظات في جلسات أنسهم مع أصدقائهم ويتبادلونها؟ يجب أن تأخذوا هذه الأمور بعين الاعتبار، ابحثوا عن الأسلوب، وما يمكنكم فعله حتّى يتمكّن هذا الكتاب - الذي يدوم أكثر من كلّ شيء، وهو يدوم أكثر من الأفلام وأمثالها – أن يُحدِث تحوّلًا في من يقرؤه.
حسنًا، لدينا في البلاد عشرات الملايين من الشباب؛ افترضوا أنّه لو طُبع هذا الكتاب عشر مرّات، وفي كلّ مرّة طُبع منه ألفا نسخة - وهو الحدّ الأقصى - سيصبح المجموع عشرين ألف نسخة؛ عشرون ألف نسخة مقابل عشرين مليون شخص عدد ضئيل جدًّا. اجعلوا هدفكم الأول أن يقرأ هذا الكتاب عشرون ألف شخص [على الأقل]، وأن تترك هذه الشخصية التي وصفتموها وصورتموها تأثيرًا، بالمعنى الحقيقيّ للكلمة، في نمط عيش هؤلاء، وفي ذواتهم وأفكارهم وثقافتهم. هذا ما ينبغي أن تركزوا جهودكم عليه. أنا أوصي دائمًا المجموعات التي تأتي من أجل مؤتمرات الشهداء التكريميّة - مثلكم - بهذا الأمر: ضعوا في اعتباركم النتائج؛ فمجرّد القيام بالعمل ليس كافيًا، هذه الأعمال هي أدوات، والأدوات هي من أجل تحقيق نتيجة معيّنة، وإلّا، فإذا كان لديكم مفتاح ولكنّكم لم تستخدموه، أو لم يكن صالحًا للاستخدام، فلا فائدة منه. يجب أن يكون هناك عمل، وأداة قادرة على أن تؤثّر.
أسأل الله أن يوفّقكم ويسدّدكم؛ وأن يرحم الشهداء الأعزّاء لتلك المنطقة وتلك المحافظة، وأن يرفع درجاتهم، ويرزقنا شفاعتهم، ويلحقنا بهم بفضله ومنّه.
والسّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ الله وَبَركاتُه
العدوان اللطيف.. لماذا نميل إلى عض خدود الأطفال؟
إلى 75% من الناس يشعرون بالرغبة في عض وقرص خدود الأطفال وتزيد النسبة بين النساء (شترستوك)
رشا عبيد
قد ينظر أحد الأقارب إلى طفلك الرضيع ويقول "إنه لذيذ، أريد أن آكله" الأمر ليس غريبا، ولا سيما أن الرُضع يمتلكون ملامح وسمات مميزة كعيون واضحة تعلو أنوف صغيرة فوق شفاه وردية مع رقبة ممتلئة وبشرة ناعمة، تجعلك تقع في حبهم وتنجذب إلى حملهم ورعايتهم، ليس هذا فحسب، بل تتسلل إليك رغبة قوية في قضم أصابعهم وقرص خدودهم الممتلئة أو حتى التهامهم من فرط الإعجاب والتعلق بهم.
وتشير عالمة الأعصاب بجامعة كاليفورنيا، كاثرين ستافروبولوس إلى أن 70% إلى 75% من الناس يشعرون بهذه الرغبة وتزيد بين النساء.
كيف يفسر العلم هذه الظاهرة؟
حاول فريق دولي من الباحثين الوصول إلى سبب خلط العديد من الناس وربطهم بين الأطفال الصغار والطعام، وفي ورقة بحثية نشرتها دورية "فرونتيرز إن سيكولوجي" عام 2013، توصل الفريق إلى أن رائحة الرضع تُنشط أجزاء معينة في الدماغ وتثير استجابة فسيولوجية لدى النساء وبالأخص لدى أمهاتهم، تشبه تلك التي يشعر بها الأشخاص الجائعون عند تقديم وجبة لذيذة لهم.
رائحة الرضع تُنشط أجزاء معينة في الدماغ وتثير استجابة فسيولوجية لدى النساء وبالأخص لدى أمهاتهم (شترستوك)
وفي دراسة نشرتها مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم عام 2009، فإن الملامح الطفولية التي عرفها عالم السلوك كونراد لورينز بـ "مخطط الطفل"، تعزز نشاط الشبكات العصبية المرتبطة بالمكافأة في الدماغ وتنظم إطلاق الدوبامين (هرمون السعادة) بما يعُد حافزا إيجابيا لرعاية الطفل واحتضانه والاهتمام به.
وإذا كان "مخطط الطفل" يمثل حافزا إيجابيا من خلال زيادة الدوبامين وتوفير الدافع لرعاية الطفل، فإنه قد يزيد من نشاط أنظمة الدماغ المُعنية بالمكافأة ويعزز موجة من المشاعر الإيجابية المفرطة، مما يؤدي إلى رد فعل عدواني أو تعبير معاكس أو ما يعرف بـ "العدوان اللطيف".
ما العدوان اللطيف؟
"العدوان اللطيف" أو "التعبيرات الثنائية الشكل" هو مصطلح صاغه المختصون في علم دراسة السلوك البشري والتنظيم الاجتماعي للتعبير عن هذا التناقض الذي يجمع بين المشاعر الإيجابية "الإعجاب بالطفل والاهتمام به" والمشاعر السلبية "الرغبة في عضه والتهامه"، ومن أمثلته أيضا، البكاء وقت الفرح "دموع الفرح" أو إطباق قبضتي اليد عند تحقيق الفوز، أو الصراخ في الحفلات الغنائية والموسيقية وغيرها.
المشاعر المتناقضة والتعبير بطريقة مزدوجة أمر جيد ويعد آلية للتحكم في عواطفنا وإدارتها (شترستوك)
وقد صممت عالمة النفس أوريانا أراغون، عدة تجارب لفهم العدوان اللطيف، وفي عام 2014 ربطت دراسة أجرتها أراغون وزملاؤها من جامعة ييل الأميركية بين العدوان اللطيف وتنظيم المشاعر، وكجزء من الدراسة طلب الباحثون من المشاركين النظر إلى مجموعة من صور الأطفال الصغار.
وخلصت الدراسة إلى أن المشاركين الذين شعروا بمشاعر إيجابية قوية للغاية تجاه الصور، غالبا ما كانت لديهم استجابات عدوانية حيث أرادوا قرص خدود الأطفال والتهامها.
وتشير البيانات إلى أن أولئك الذين أظهروا ردود فعل عدوانية شعروا بانخفاض موجة المشاعر الإيجابية المفرطة بعد 5 دقائق من مشاهدة الصور، مما دفع الباحثين إلى الاعتقاد بأن "العدوان اللطيف" كان سببا في إعادة التوازن العاطفي وتنظيم المشاعر.
العلم يفسر سبب هذه الرغبة
تخفيف التوتر: وفق أراغون، فإن هذه المشاعر المتناقضة والتعبير بطريقة مزدوجة أمر جيد ويعد آلية للتحكم في عواطفنا وإدارتها، إذ إن المشاعر الغامرة تكون مرهقة وضارة بصحة أجسامنا مثلها مثل المشاعر السلبية، وكلتاهما تعززان إفراز هرمونات التوتر، وقالت عالمة النفس إن ما يحدث هو وسيلة الدماغ لإعادتنا إلى نطاق العواطف الطبيعي بطريقة معاكسة أو بشكل عدواني لا يحمل أي نية للأذى، وأضافت أن "هذه الرؤى تعزز فهمنا لكيفية تعبير الناس عن عواطفهم والتحكم فيها، وهو ما يرتبط بشكل مهم بالصحة العقلية والجسدية، ونوعية العلاقات مع الآخرين، وحتى مدى نجاح الناس في العمل معا".
جزء من آلية الارتباط التطورية: يرى خبراء علم النفس أن "العدوان اللطيف" هو عملية تكيفية للبقاء والحفاظ على النوع، ولا سيما مع إسناد رعاية الطفل إلى غير الأم في كثير من الأحيان على مر العصور.
اختبار الروابط الاجتماعية: أفادت عالمة الرئيسيات سوزان بيري من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس أن "العض الاجتماعي" غير المؤذي هو أحد الطقوس الاجتماعية وسلوك ودي تتبناه العديد من الثدييات كوسيلة لاختبار الروابط الاجتماعية وإظهار النية الحسنة، ووفق أبحاثها، فإن قرود الكابوشين تعض بعضها بعضا بطرق حذرة لا تسبب أي ألم فترسل رسالة مفادها: "أنا جدير بالثقة إلى الحد الذي يجعلك تستطيع وضع إصبعك في فمي" وهذا ما يحدث بين الطفل ومقدمي الرعاية.
سلوك مكتسب لا ينتشر في جميع الثقافات
وعلى جانب آخر، عبّرت الأستاذة المساعدة في علم اللغويات في كلية ريد، كارا بيكر لموقع "نيويورك تايمز"، بأن الرغبة في التهام الأطفال مجرد سلوك مكتسب ينتشر في ثقافات عديدة ولكن لا يمكن تعميمه، وأضافت "يمكنك أن تجد مجتمعات حيث لا يتحدث الناس مع الأطفال الرضع".
وأشارت بيكر إلى دراسة أجريت على مقدمي الرعاية في ساموا ووجدت أنهم لا يتعاملون بهذه الطريقة مع الأطفال ولا يتحدثون إليهم، وأنهم أكثر ميلا إلى عقلية "لن أتحدث إليك حتى تتمكن من الرد".
الرغبة في التهام الأطفال مجرد سلوك مكتسب ينتشر في ثقافات عديدة ولكن لا يمكن تعميمه (بيكسلز)
وتتفق هيذر باكستون، أستاذة الأنثروبولوجيا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مع الرأي القائل إن الأطفال لا يُنظر إليهم بهذه الطريقة في كل أنحاء العالم، وقالت إنه في جزيرة بالي على سبيل المثال، يُنظر إلى الرضع باعتبارهم أشخاصا مقدسين وليسوا بشرا بالكامل.
وأضافت باكستون، رغم أن الرغبة في قضم الأطفال وربطهم بالطعام عند تدليلهم يشير إلى علاقة حميمية، فإن طبيعة هذه التصرفات في بعض الثقافات قد يُنظر إليها باعتبارها تهديدا، وأوضحت أن الأمهات اليونانيات والأميركيات يستخدمن عادة عبارة "سآكل هذا الطفل"، ولكن في أجزاء من حوض البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية، قد يكون هذا الحديث إشارة إلى الحسد أو يتضمن نوعا من التهديد الخبيث، ولهذا يتخذ أي شخص حذره عند مدح جمال الطفل، خشية أن يثير ذلك العين الشريرة".
المصدر : مواقع إلكترونية