Super User

Super User

ممثل حزب الغد المصري موسى مصطفى موسى يترشح للانتخابات الرئاسية المصرية، ويشير إلى أنّ الحزب كان يفكر في خوض الانتخابات منذ فترة طويلة لكن لم يتخذ هذه الخطوة بسبب وجود العديد من المرشحين المحتملين، لكن عندما انسحب جميع المرشحين عاد وقرر المشاركة.

ترشح السياسي المصري موسى مصطفى موسى الإثنين للانتخابات الرئاسية المصرية، ليكون بذلك المنافس الوحيد للرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات المقررة في آذار/ مارس المقبل.

ممثل حزب الغد قال خلال مؤتمر صحافي إنه قدّم للهيئة الوطنية 27 استمارة تزكية من نواب البرلمان. وأضاف أن حملته جمعت أكثر من 40 ألف توكيل تأييد من المواطنين لكن لم يسعفها الوقت لفرزها وفحصها وتقديمها للهيئة.

وأوضح موسى أنّ الحزب كان يفكر في خوض الانتخابات منذ فترة طويلة لكن لم يتخذ هذه الخطوة بسبب وجود العديد من المرشحين المحتملين، وعندما انسحب جميع المرشحين عاد وقرر المشاركة.

وقال المرشح المنافس للسيسي "عندما وجدنا أن الساحة لا يوجد بها أي منافسة وأن لنا أدوارا مهمة نستطيع القيام بها ... الهيئة العليا (للحزب) قررت المشاركة".

نفت حركة "حماس"، اليوم الإثنين، اتهامات الحكومة الفلسطينية لها بـ"الاستحواذ على إيرادات قطاع غزة المالية، ورفض تحويلها للخزينة العامة".

وفي وقت سابق اليوم، قالت الحكومة الفلسطينية (مقرها رام الله)، في بيان لها، إن "حماس تواصل تحصيل الضرائب لصالح خزينتها، وترفض تحويلها للخزينة العامة أو تلبية احتياجات مستشفيات ومؤسسات غزة".

وتعليقا على ذلك، قال فوزي برهوم، الناطق باسم الحركة، في بيان ، إن "ما ورد في بيان الحكومة من معلومات مضللة واتهامات باطلة للحركة هي للتغطية على تقصيرها في القيام بواجباتها تجاه أهلنا في غزة".

ودعا برهوم الحكومة الفلسطينية إلى "تحمل مسؤولياتها تجاه غزة والضفة على حد سواء بدلا من الاستمرار في سياساتها التعسفية وبياناتها التوتيرية".

وشدد على أن الحكومة "مسؤولة بشكل كامل عن إدارة شؤون غزة وتقديم كافة الخدمات المطلوبة لها. وأكد أن "حماس قدمت كل ما هو مطلوب من أجل إنجاح المصالحة".

يأتي ذلك في ظل أزمة كبيرة يعيشها القطاع الصحي في غزة جراء نقص الأدوية وأزمة الكهرباء، حيث أُعلن، صباح اليوم، عن توقف العمل بمستشفى حكومي شمالي القطاع، بسبب نفاد الوقود الخاص بمولدات الكهرباء.

وأمس الأحد، حذّر وكيل وزارة الصحة في غزة، يوسف أبو الريش، من توقف العمل في عدد من مستشفيات غزة بسبب العجز في كميات الوقود والأدوية والمستهلكات الطبية.

ويعاني قطاع غزة من نقص حاد في التيار الكهربائي، منذ عام 2006.

وتحتاج غزة إلى نحو 600 ميغاواط من الكهرباء على مدار الساعة، بينما لا يتوفر حالياً سوى 210 ميغاواط، توفر إسرائيل منها 120 ميغاواط، ومحطة توليد الطاقة 60 ميغاواط، إضافة إلى 30 ميغاواط من الجانب المصري.

وفي 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقعت حركتا "فتح" و"حماس"، في القاهرة، على اتفاق للمصالحة، لكن تطبيقه تعثر وسط خلافات بين الحركتين بخصوص ملف الموظفين الذين عينتهم حماس، خلال حكمها لقطاع غزة.

لطالما كان العداء هو السمة القائمة بين الإدارات الأميركية المتعاقبة وحزب الله. لكن ما قام به ترامب في عامه الأول في البيت الأبيض يشي بأن استهداف الحزب من خلال العقوبات وإثارة القضايا والملفات المختلفة لن يتوقف.

السفير السابق رياض طبارة عن سياسة ترامب تجاه حزب الله

"إن حجم العداء الموجود اليوم في واشنطن ضد حزب الله غير مسبوق في تاريخه" ربّما من خلال هذه العبارة التي كررها مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب والجرائم المالية مارشال بيلينغسليا على مسمع السلطات اللبنانية، يمكن توقع ما ستكون عليه سياسة الإدارة الأميركية الجديدة تجاه حزب الله خلال ما تبقى من ولاية دونالد ترامب. 

وفق رئيس تحرير مجلة الإعمار والاقتصاد حسن مقلد في مقابلة مع الميادين تعمل الإدارة الأميركية على خطين: تكريس حزب الله منظمة إرهابية وفق الرؤية الأميركية السائدة وتحويله إلى منظمة إجرامية من خلال الاتهامات الموجهة من واشنطن لحزب الله بالإتْجار بالمخدرات وإدارة عصابات دولية لتبييض الأموال.

اليوم ثمّة قانون خاص بالعقوبات على حزب الله مطروح في الكونغرس الأميركي. في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أطلق وزير الخزانة الأميركية ستيفن منوشين تصريحات أكد خلالها وجوب تدمير "شبكة تمويل حزب الله" اللبناني، وأشار إلى استعداد بلاده لاستخدام "كل القوة اللازمة" في سبيل ذلك. في الشهر نفسه، أقر الكونغرس بالإجماع سلسلة جديدة من العقوبات ضد الحزب، استهدف من خلالها مؤسسات عدة، منها: جهاد البناء، بيت المال، قناة المنار وإذاعة النور.

أثارت العقوبات هذه زوبعة داخلية لبنانية، ودفعت بالوفود المصرفية والبرلمانية والوزارية إلى التوجه نحو واشنطن من أجل إقناع الأميركيين لإبقاء إجراءاتهم المالية بعيداً عن اقتصاد لبنان، وخاصة قطاعه المصرفي.

يشير هنا السفير اللبناني السابق في واشنطن رياض طبارة، في حديث مع الميادين نت، إلى أن رحلة البحث عن العقوبات الجديدة، على مدى ستة أشهر، كانت تتمحور حول سؤال واحد: كيف يمكن أن نعاقب حزب الله من دون أن نعاقب لبنان؟

يرى طبارة أن الحرب الأميركية المالية على حزب الله، تنطلق "من النقطة الوحيدة التي تجمع عليها إدارة ترامب، وهي وجوب مواجهة إيران في المنطقة". يقول طبارة "رموز الإدارة الأميركية، كمستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر، رئيس موظفي البيت الأبيض جون كيلي، وزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس، يختلفون على أمور كثيرة، كالعلاقة مع روسيا، العلاقة مع الصين، الوضع في سوريا والعراق، المواجهة مع كوريا الشمالية، لكنهم يتفقون جميعاً على مواجهة إيران في الشرق الأوسط".

يتوقع طبارة أن يشهج العام الثاني لترامب في البيت الأبيض تصعيداً مدروساً ومحدوداً ضد حزب الله من دون أن تتطور الأمور إلى منح إسرائيل ضوءاً أخضر لشن حرب لكون واشنطن معنية بـ"الالتزام باستقرار لبنان الأمني والمالي". هذا الالتزام كما يسميه طبارة، مردّه أولاً إلى عدم رغبة الدول الأوروبية بتحول لبنان، كما كانت حال تركيا، إلى منصة انطلاق اللاجئين السوريين إلى شواطئها.

أما مقلّد فيرى أن واشنطن قررت أخذ حزب الله نحو التجريم الكامل على كل المستويات بمعزل عما يرتبه ذلك من تداعيات كبيرة سواء مصرفياً أو على صعد أخرى خصوصاً وأن التصنيف الأوروبي يقسّم الحزب اللبناني إلى جناحين سياسي وعسكري. أما بالنسبة للتوقيت فهو مقصود قبل الانتخابات البرلمانية في لبنان والإستحقاقات الكبرى في المنطقة والتسويات التي تركب حيث يمكن أن يكون ذلك جزءاً من ورقة التفاوض القاسية ومن تعقيد بيئة المقاومة. 

في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي تناول ترامب مسألة الصراع مع حزب الله في بعدها التاريخي، توعد بأن الأميركيين لن ينسوا أبداً مقتل 241 جنديا من المارينز في بيروت عام 1983، متهماً حزب الله بالوقوف خلف الأمر.

لا شيء يشي بأن التهويل سيتوقف. زيارة بيلينغسليا جاء في هذا السياق. المسؤول الأميركي قال لمن التقاهم في العاصمة اللبنانية إنهم في واشنطن انتقلوا من مرحلة الى مرحلة واليوم ثمّة مزايدة بين البيت الأبيض والكونغرس في ما يتعلق بحزب الله. وبالتالي يخلص مقلّد إلى أنه "مهما كان شكل القانون الذي سوف يصدر يجب أن ينتظر اللبنانيون تداعيات غير مسبوقة بالنسبة لهم".

رأفت حرب

الثلاثاء, 30 كانون2/يناير 2018 05:39

المعارف الموصلة إلى معرفته تعالى

إِنَّ الإِسلام يحثّ على التعرف على أمور ثلاثة أساسية خلال حياة الإنسان ويعتبرها ذات أهميّة لمن يطلب الواقع:

1 - معرفة الكون والطبيعة:
هذه المعرفة مما يؤكد القرآن بحماس على تحصيلها يقول سبحانه: (قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَـاوَاتِ وَالاْرْضِ)(1).

ويقول أيضاً: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالاْرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَات لاِّوْلِي الاْلْبَابِ)(2)

فلا محيص للإِنسان المتديّن عن دراسة الطبيعة والغور في أعماقها حسب معطياته وقابلياته.

2- معرفة الإِنسان نفسه:
وهي من ضروريات المعارف التي أكَّد عليها كما أكَّد على سابقتها، قال سبحانه: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآَفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيء شَهِيدٌ)(3).

وتضافرت الروايات على أهميّة معرفة النَّفس وأنَّ الإِنسان من خلال التعرف عليها وكل الطبيعة التي يعيش فيها، يعرف ربّه.

3 - معرفة التاريخ:
إِنَّ القرآن يؤكد على معرفة التاريخ بما أنه مثار العبر والعظات، يقول سبحانه: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لاِّوْلِي الاْلْبَابِ)(4). ويقول سبحانه: (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)(5).

هذه هي الموضوعات التي يحبّذ الإِسلام على التعرّف عليها كل من يريد أنْ يلمس الحقائق ويصل إلى الواقع، فالمعرض عن هذه المعارف، محجوب عن معرفته سبحانه وسننه في الكون.

* آية الله الشيخ جعفر السبحاني – بتصرف يسير

1.سورة يونس: الآية 101.
2.سورة آل عمران: الآية 190.
3.سورة فصلت: الآية 53.
4.سورة يوسف: الآية 111.
5.سورة الأعراف: الآية 176.

الثلاثاء, 30 كانون2/يناير 2018 05:37

"البسملة": خصائص ودلالات

تحوي البسملة التي نفتتح بها سور القرآن الكريم كماًّ لا يمكن حصره من المعارف والدلالات العميقة. ولذلك نجد باب مدينة علم رسول الله (ص) علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: "لو ثنيت لي الوسادة لذكرت في تفسير بسم الله الرحمن الرحيم حمل بعير"([1]). وفيما يلي ومضات قليلة من معين نور البسملة الذي لا ينفد:

1- البسملة هي اللون والعلامة الإلهيّة وهي دالة على الوجهة التوحيدية([2]).

2- البسملة هي رمز التوحيد، وفي المقابل، فإنّ ذكر أسماء الآخرين بدلاً عنها يعتبر رمزاً للكفر، والشرك هو أن يقرن اسم الله تعالى بأسماء الآخرين. فإذن، لا اسم إلى جانب اسم الله ولا بديل عنه([3]).

3- البسملة رمز البقاء والخلود، وكل شيء فانٍ ما لم يصطبغ بمسحة إلهيّة([4]).

4- البسملة تتضمّن سرّ الحبّ لله والتوكل عليه، حبّ من هو رحمان ورحيم، ونسهّل أعمالنا بالتّوكّل عليه، فذكره مجلبة للرحمة.

5- البسملة انعتاق من الزهو والكبر، وهي عبارة عن تقديم فروض الولاء والتذلّل والعجز بين يديّ الله سبحانه.

6- البسملة هي الخطوة الأولى على مسير العبودية لله.

7- البسملة رمز فرار الشيطان، فأنّى للشيطان أن يؤثّر في من كان الله معه؟

8- بالبسملة تكسِب الأعمال قدسيةً وحصانةً.

9- البسملة تعني ذكر الله،
تعني: إلهي، أنا لم أنسكَ.

10- البسملة تعبير عن دوافعنا،
أي: إلهي أنت مقصدي، لا الناس، ولا الطواغيت، ولا التجليات، ولا الأهواء.

11- يقول الإمام الرضا عليه السلام: "إنّ البسملة أقرب إلى الإسم الأعظم من سواد العين إلى بياضها"([5]).
 
* الشيخ محسن قراءتي - بتصرّف

[1]  شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج 33 ص 225.
[2] - يقول الإمام الرضا عليه السلام: بسم الله علامة العبودية لله على نواصينا. تفسير نور الثقلين.
[3] - ليس فقط الذات الإلهية المقدّسة، بل حتى اسمه منزّه عن كلّ شرك، } سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى{، الشروع بالعمل باسم الله ومحمد صلى الله عليه وآله أيضاً محرّم. إثبات الهداة، ج 7، ص482.
[4] - } كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ{، سورة القصص الآية 88.
[5] - تفسير راهنما.

الثلاثاء, 30 كانون2/يناير 2018 05:35

الشباب يوم القيامة

عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى تسأل عن أربعة، عمره فيمَ أفناه وعن شبابه فيمَ أبلاه"1.

عن الإمام الصادق عليه السلام: "كان فيما وعظ به لقمان ابنه: يا بني واعلم أنك ستُسأل غداً إذا وقفت بين يدي الله عزّ وجلّ عن أربع: شبابك فيما أبليته؟ وعمرك فيمَ أفنيته؟ ومالك ممَّ اكتسبته؟ وفيمَ أنفقته؟"2.

المتأمل في هذا الحديث يرى أنه خصّ فترة الشباب بالسؤال عنها يوم القيامة مع أنها فترة من فترات عمر الإنسان الذي ورد في الحديث أنه سيُسأل عنها، بل لعلها من أقصر الفترات التي يعيشها الإنسان نسبةً لغيرها من باقي فترات عمره، وما ذلك إلا لأهميتها وكونها تشكّل القاعدة الصلبة لبقية مداميك المراحل الأخرى، فإن حسُنت ساهمت في إصلاح بقيّة العمر وإن فسُدت ساهمت في إفسادها، ولذلك كان السؤال عنها يوم القيامة.

وجعلها السؤال الأول قبل المال لأنّ فترة الشباب هي الفترة العمرية التي تتكوّن فيها عند الإنسان الكثير من قناعاته الفكرية والتي تؤسّس عملياً لأداء المرء في كلّ ما يرتبط بالمال، والتي هي كيف جُمع هذا المال وكيف أُنفق؟

حداثة السنّ ومقام المرء

عن نبيّ الله أيوب عليه السلام: "إنّ الله يزرع الحكمة في قلب الصغير والكبير، فإذا جعل الله العبد حكيماً في الصِّبا لم يضع منزلته عند الحكماء حداثة سنه وهم يرون عليه من نور الله وكرامته"3.

وهذا الحديث يؤكّد مقام الشابّ ومنزلته عند الحكماء والعقلاء من الناس دون سواهم الذين يستنكرون على الشابّ أن يكون متقدّماً عليهم في العبادة والتقوى والورع، ولذلك نقرأ في الرواية أن عموم الناس يرفضون الالتحاق بالإمام المهدي في آخر الزمان لكونه أكثر شباباً منهم.

فضل الشاب العابد

فضيلة القدوة: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "فضل الشابّ العابد الذي تعبّد في صباه على الشيخ الذي تعبّد بعدما كبرت سنّه كفضل المرسلين على سائر الناس"4.

وفضل المرسلين عل بقية الناس يتمظهر بالقدوة والأسوة، وكذلك الشابّ الذي تفرّغ لعبادة الله إنما يكون عمله حجّة على الآخرين.

محبّة الله: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أنّ الله يحبّ الشابّ الذي يفني شبابه في طاعة الله"5.

وأيّ عظمة بعد هذه العظمة وأيّ مقام بعد هذا المقام؟! أي أن يكون المرء محبوباً عند الله، فإنّ الإنسان إذا أحبّ ولده أعطاه بلا حدود وأغدق عليه العطاء بلا حساب وهذا لا يمكن قياسه على الحبّ الإلهي الذي يفتح على العبد خزائن رحمة الله ويستنزل الخيرات والبركات من حيث يحتسب ولا يحتسب، فالله إذ يحبّ الشابّ المؤمن فكأنك تقول إنه بات تحت مظلّته وإن التعرّض له بأدنى شيء هو إساءة لله وتجاوز لحدود الذات المقدّسة.

وفي حديث آخر لا يعتبره محبوباً عند الله بل يعتبره أحبّ الخلائق إلى الله.

ويخص النبي صلى الله عليه وآله وسلم الشاب التائب بمحبة الله: "ما من شيء أحبّ إلى الله من شابّ تائب، وما من شيء أبغض إلى الله تعالى من شيخ مقيم على معاصيه"6.

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ الله يحب الشابّ التائب"7.

ولعلّ ذلك ناظر إلى أنّ الخطأ أمر طبيعي من الشابّ، إلّا أنّ مبادرته للتوبة وعدم الرجوع إلى الذنب هي بحد ذاتها منقبة كبيرة وفضيلة سامية.

مباهاة الله به للملائكة: كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ أحبّ الخلائق إلى الله عزّ وجلّ شاب حدث السنّ في صورة حسنة، جعل شبابه وجماله لله وفي طاعته، ذلك الذي يباهي به الرحمن ملائكته، يقول: هذا عبدي حقّاً"8.

فالملائكة لا شكّ عباد الله الذين لا يعصون الله ما أمرهم وهم بأمره يعملون، ويسبّحون بحمد الله ويقدّسون له على الدوام، ومع ذلك نرى أنّ الله تعالى إنما يباهي الملائكة بالشابّ العابد معتبراً إياه هو الذي يصدق عليه حقيقة العبد وهو أكمل مصاديق العبودية لله تعالى، وقد بيّن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سرّ ذلك بكونه أعرض عن كلّ ما تزخر به نفسه من شهوات ورغبات ولجم شبابه وجماله عن الخطيئة والمعصية وفتح قلبه لطاعة الله، فشغله ذلك عمّا سواه.

مقام الشابّ العابد يوم القيامة

1- الأمن يوم القيامة: عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "سبعة يظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه: الإمام العدل، وشابّ نشأ في عبادة الله.."9.

ولا شكّ أنّ المراد بظلّ الله هنا هو الأمن وعدم الخوف وعدم الحزن في يوم لن ينفع المرء تمسُّكه بشيء سوى أن يكون مشمولاً بهذه الرحمة الإلهية.

2- مضاعفة أجر الشباب: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من شابّ يدع لله الدنيا ولهوها، وأهرم شبابه في طاعة الله إلا أعطاه الله أجر اثنين وسبعين صدّيقاً"10.

وهذا الحديث يرفع الشابّ العازف عن لهو الدنيا إلى مقام الصدّيقين، وما أكثر مراتع اللهو اليوم التي تستهدف شريحة الشباب تحديداً لا سيّما في مجالات الترفيه والإعلان والإعلام والبرامج اللهوية على الشاشات الكبيرة والصغيرة وغير ذلك لإلهائها عن مسؤولياتها الدينية وتكاليفها الاجتماعية، والتي يستبدلها الشباب المؤمن بالعبادة والتقرّب إلى الله طمعاً برحمة الله وجواره وجوار أنبيائه والصديقين والصالحين من عباده.

* كتاب وتزودوا في شهر الله، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.

1- مناقب آل أبي طالب، ج 2، ص 5.
2-
الكافي، ج2، ص 135.
3-
ميزان الحكمة، ج2، ص 1401.
4-
المصدر نفسه.
5-
المصدر السابق، ص 1402.
6-
ميزان الحكمة، ج2، ص 1401.
7-
المصدر نفسه.
8-
المصدر نفسه.
9-
ميزان الحكمة، ج2، ص 1401.
10-
المصدر نفسه.

الثلاثاء, 30 كانون2/يناير 2018 05:33

التربية الدينيّة للمراهقين

مرحلة المراهقة
هي مرحلة من مراحل النمو التي تُعرف بمشاكلها وعوائقها وصعوباتها في حياة الإنسان. وليس من اليسير تحديد بداية هذه المرحلة ونهايتها حيث تتأرجح بين الطفولة والرشد، فلا هي طفولة ولا هي رشد. وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على صعوبة هذه المرحلة ومدى دقّتها وحساسيّتها؛ لأنّ المراهق في هذه الأثناء يكون في حال الانفصال عن العلائق التي تربطه بحياة الطفولة من جهة، ونازعاً برغباته بشدّة نحو الاستقلال وحياة الكبار من جهة أخرى، لكنّه ليس هذا ولا ذاك تماماً. لذا، فإنّ هذه المرحلة تنطوي على جانب كبير من التصوّرات والرغبات، بحيث يرتبط قسم منها بحدود الطفولة، ويرسو قسم آخر منها عند دنيا الشباب.

والمراهقة هي مرحلة بداية تحقّق النموّ والنضج الكمّي والنوعي عند الطفل، بشكل سريع ومتتابع، لذا تحتاج هذه المرحلة إلى رعاية خاصّة، ففي هذه المرحلة العمرية تبرز معظم المشاكل التربويّة والفكريّة والسلوكيّة، والأبناء فيها إمّا أن يتيهوا، وإمّا أن يسيروا في الطريق الصحيح نحو الكمال والرفعة الإنسانيّة.

المراهقة والبلوغ

لا يمكن حصر مرحلة المراهقة بسنوات معيّنة؛ لأنّها تختلف باختلاف الأشخاص والمجتمعات. ويمكن تحديد بدايتها بشكل عامّ؛ باعتبارها تتزامن مع البلوغ الجنسيّ، ولكن، بحسب اختلاف الظروف الثقافيّة والمناخيّة من مجتمع إلى آخر يتعذّر تحديد بداية ونهاية واحدة لهذه المرحلة في جميع المجتمعات. كما، وأنّه يوجد اختلاف بين العلماء على العلاقة التي تربط المراهقة بالبلوغ، فالبعض يصف المراهقة والبلوغ بمعنى واحد، ويستخدمهما باعتبارهما مترادفين، والبعض الآخر يعتبر البلوغ أوسع وأعمّ من المراهقة ويذهب إلى أنّه يشمل مرحلة الشباب ـ أيضاً. وبذلك تشتمل المراهقة عنده على مساحة محدودة من دائرة البلوغ الواسعة. ويعتقد هؤلاء أنّ البلوغ الكامل يحصل في سِنِي الشباب. في كلّ الأحوال، ينبغي النظر إلى البلوغ؛ باعتباره مرحلة تشتمل على قسم من مرحلتين؛ لأنّها تشمل السنوات الأخيرة للطفولة والسنوات الأولى للمراهقة، فإلى أن يصلوا إلى البلوغ الجنسيّ يطلق على الصغار "الصغار البالغون"، وبعد أن يصلوا إلى البلوغ الجنسيّ يُطلق عليهم تسمية "المراهق" أو "الشاب الناشئ".

وتجدر الإشارة أيضاً إلى أنّ البلوغ ظاهرة ذات أبعاد مختلفة. وعندنا البلوغ الجنسيّ في هذه المرحلة يكون فيها الشخص قادراً على ممارسة الوظائف الجنسية، أو قادراً على التناسل. وأمّا البلوغ النفسيّ أو ما يُعبّر عنه بالنضوج النفسيّ فهو ما يتيح للشخص القدرة على تشخيص القضايا وتمييز ما ينفعه وما يضرّه في الحياة. ويكون الشخص في هذه المرحلة قادراً على تحمّل مسؤوليّاته وواجباته الاجتماعيّة. وأمّا البلوغ الاقتصاديّ والاجتماعيّ، فهو عندما يغدو الشخص قادراً على الاستقلال والاعتماد على نفسه من الناحية الاقتصادية. وأخيراً عندنا البلوغ الشرعي وهو الذي حدّده الفقه بسن 15 سنة قمريّة للذكور وعلامات أخرى ذكرت في محلّها، كالانبات والاحتلام وقد يتحقّق ذلك قبل 15 سنة، و 9 سنوات قمريّة للإناث.

ومن هنا، ومن أجل اجتناب الغموض والإبهام، فقد تمّ حصر سِنِي المراهقة بين سنّ 13 إلى 18 عاماً. والجدير بالذكر، أنّ البعض ذهب إلى أنّ هذه المرحلة يمكن أن تمتد إلى سن 22 عاماً. مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الفتيات يدخلن سنّ البلوغ عادة أبكر من الفتيان بسنة إلى سنتين، لذا فإنّهنّ يجتزن هذه المرحلة أبكر من الفتيان. وعليه، يمكن حصر سنوات المراهقة بالنسبة لهنّ بين سنّ 11 إلى 16 عاماً. مع الالتفات إلى أنّ مرحلة البلوغ تارة تبدأ في وقت مبكّر، وتارة أخرى يمكن أن تتأخّر، وتُسمّى هذه الحالة بالبلوغ المبكّر والبلوغ المتأخّر.


خصائص المراهقة

ينبغي النظر إلى مرحلة المراهقة باعتبارها مرحلة هامّة للغاية في الحياة؛ مرحلة تتميّز بخصائصها عن جميع المراحل الأخرى للحياة. ويمكن أن نوجز هذه الخصائص بالتالي:

1. مرحلة الخوف والاضطراب:

إنّ المراهق ناشئ يتقدّم كيانه البدنيّ والنفسيّ والعقليّ بسرعة فائقة، ومظاهر النموّ بصورها المختلفة تجذب المراهق إلى النظر والتفكير في مستقبله المرتقب. لهذا، فإنّ خياله في هذه الفترة واسع وخصيب، وإدراكه وتعقّله قد لا يسعفه في ضبط خياله وتحديد آماله. ومن هنا، تكثر مخاوفه وتتنوّع، بقدر ما يبتعد الواقع عن الصورة المشرقة التي يريدها لنفسه ويرسمها في خياله. لذا تأتي المخاوف المتّصلة بشكله ومظهره الجديد، وبالحياة المدرسيّة والتعليميّة، والحياة الأسريّة والعائليّة، بالإضافة إلى الأمور الصحّيّة والاقتصاديّة؛ لتثير مشاعر الخوف والاضطراب في نفسه، فهو في نهاية المطاف يدخل في مرحلة جديدة بالكامل، ولكن بخبرة ووسائل ضعيفة.

1. مرحلة البحث عن الهويّة:

بعد أن يطوي الإنسان مرحلة طفولته، يواجه أزمة الهوية، حيث تجول في ذهنه وفكره أسئلةٌ متعدّدة، ويكون في صدد العثور على إجاباتها. إذ يسأل المراهق نفسه: ما معنى الحياة؟ ومن أكون؟ ولماذا أحيا؟ وإلى أين أمضي؟ وكيف ولماذا ينبغي أن أمضي؟ وهل يوجد حياة أخرى بعد الموت؟ فإن كان نعم، فما هي طبيعتها؟

من هنا يعتريه القلق حيال والديه؛ إذ هل يقبلان به بما هو عليه؟! هل هو عزيزٌ عليهم؟ وهل يريان له شأناً ومنزلةً أم لا؟ وتحيطه الهواجس تجاه مكانته في المجتمع، وما نوع الرابطة التي تربطه بالمجتمع؟ ماذا يتوقّع المجتمع منه؟ وما هو دورُه ووظيفتُه في المجتمع؟

ومن الناحية الاعتقادية، يصبح ما يحمله من قيمٍ وآدابٍ وتقاليدَ سابقةٍ محلّ تشكيك واستفهام. فيسأل: لماذا ينبغي أن أكون مسلماً؟ وكوْن الإنسان مسلماً؛ ماذا عليه من واجباتٍ وأفعال؟ ومن هو المسلم؟ وإذا كان الله عادلاً لماذا تحدث الواقعة الفلانيّة؟

يصل أحياناً هذا النوع من الأسئلة إلى أوَجهِ، فتضطرب حياة المراهق بالكامل؛ فيتحدّى كلّ شيءٍ وكلّ شخص.

وعندما يجد المراهق الأجوبة الشافية على أسئلته تبدأ رؤيته الكونيّة وهويّته بالتشكّل، وفي حال لم يلقَ أجوبةً شافية على هذه التساؤلات، سيكون أسير الإحساس بالخواء، والغربة عن الذّات، والوحدة، وفقدان السند والملاذ، وعدم القدرة على إرساء علاقاتٍ سليمةٍ مع الآخرين. وهذه الوضعية بالنسبة للمراهق خطرةٌ جدّاً، وتجعله أسير أزمة الهويّة.

2. مرحلة البلوغ:

البلوغ يشبه الزلزال، فهو يجعل كافّة وجود المراهق مهتزّاً، فيُخرج ذخائرَ وجوده الكامنة، ويضعه في ظروفٍ جديدةٍ وغير معلومة. وكأنَّ المراهق يتعرّف مع ظاهرة البلوغ على عالم جديد، وتُفتَح أمام ناظريه آفاقٌ جديدة. إنّها مرحلة التكوين والخلق، حيث تأتي مرحلة البلوغ لتفصل المراهق بطفرةٍ عن كلِّ ما يتعلَّقُ بعالم الطُّفولة. وكأنَّه يولد من جديد، ومع هذه الولادة الثَّانية، يكتسبُ حماساً ونشاطاً جديدين، ويسيرُ في طريقٍ جديد، إلا أنَّ هذه الولادة الثانية لا تخلو من مشقَّةٍ وعذاب.

إنّ الرغبات الغريزية، وعلى رأسها الميل الجنسيّ، والميول العاطفية؛ تجذبه كلَّ حينٍ إلى ناحيةٍ، وتُخلّ من توازنه النفسيّ. ومن جهةٍ أخرى تجعله يواجه مختلف أنواع تردّده وحيرته بقلّة المسؤوليّة، ومن بين هذا كلّه يتلمّس المراهق الحيرة والغموض. فهو للمرّة الأولى يختبر وضعية مثل هذه، ولا يجد في نفسه المقدرة الكافية على مواجهة هذه الصراعات الداخلية.

من هنا، فإنّ المراهق يفقد توازنه النفسي؛ نتيجة أقلّ مثير. فهو يقلق من نظرة الآخرين تجاهه، وخاصّة الأقارب، ومن هم في مثل سنّه، بحيث تتقلّب حالاته الرّوحية جرّاء تصرّفاتهم وتعاطيهم وحُكمهم عليه. وهذه التقلّبات والتغيّرات المستمرّة والتي تكون أحياناً عميقة، تُتعبه وتُضعفه وتسلبه الصبر والقدرة على التحمّل. لذا، فهو يهيج ويثور عند مواجهة أقلّ المحن، ويكون هذا الفوران والهيجان وسيلته للتنفيس عمّا في قلبه من تعب. وعليه فإنّ التمرُّد والرفض والغضب من الحالات الظاهرة لهذه المرحلة العمرية.

وتمتدّ تحوّلات مرحلة البلوغ وتقلّباتها إلى ما يقارب 3 سنوات، وهي تشمل عند الفتية عمر 13-16، وتكون عند الفتيات أقل بسنة أو سنتين تقريباً. وتعدّ هذه المرحلة العمريّة أكثر مرحلةٍ في حياة الإنسان مليئة بالأزمات، حيث يحتاج فيها المراهق إلى رعاية ومراقبة أكثَر؛ حتى يطويها بسلامة.

3. مرحلة البحث عن الاستقلاليّة والحرّيّة:

يعيش الإنسان في مرحلة الطُّفولة دائماً ملتصقاً بأمِّه وأبيه وتحت رعايتهما وحمايتهما. ولكن مع ظهور البلوغ والتغيّرات الجسمانيّة عند المراهق تبرز رغبته لتحقيق شخصيَّته واستقلاليَّته؛ متوقّعاً أن لا ينظر الآخرون إليه كطفلٍ، وأن يثمِّنوا شخصيَّته وفكْرَه وعمله.

إنّ كلّ تعاطٍ يُظهره الأقارب تجاه المراهق، بحيث لا يُعزِّز لديه الشخصيّة المطلوبة، ولا يمنحه قيمة ومكانة؛ يواجهه المراهق بردود فعلٍ نفسيّة خفيَّةٍ وعلنيَّةٍ، وأحياناً من الممكن أن ينتهيَ به الأمرُ إلى ردَّات فعلٍ عنيفة أو سلوكيّاتٍ غير لائقة، وحتى ضدّ مجتمعه.

وحين يرى المراهق أنّ الآخرين لا ينظرون إليه نظرة إنسان مستقلٍّ وبالغ، ولأجل أن يُبرز وجوده، ويُظهر استقلاليّته وشخصيّته، من الممكن أن يقوم بأفعالٍ غير لائقة؛ كي يلفت نظر الآخرين. وتتفاوت هذه الحالة عند المراهقين الذين يعانون عقدة الحقارة، أو الذين حُرمِوا في مرحلة الطُّفولة من التربية الصحيحة.


التربية الدينيّة في مرحلة المراهقة

التربية هي تعهّد نمو الشيء مرحلة بعد مرحلة حتى يبلغ تمام نموّه وكماله. والتربية الدينيّة السليمة فقط، يمكنها أن تُنجي المراهق من اللامبالاة والضياع والحيرة التي تفرضها مرحلة المراهقة، وأن تُقدِّم فلسفةً واضحةً لحياته، وأجوبةً شافيةً عن أسئلته الأساس، وتُرشده إلى كيفية تلبية احتياجاته العاطفيّة بالطرق الصحيحة والشرعية. فهو في ظلِّ هذه التربية، يعثر على مكانته الأصليّة في عالم الخَلق، ويطّلع على شخصيّته الحقيقية ويعتزّ بها، ولا يخضع لذُلِّ الذنوب والمعاصي.

بالإضافة إلى أنّ إحراز الإيمان الدينيّ، يُساعد المراهق على الوصول إلى السكينة الروحيّة التي هي من احتياجات هذه المرحلة وضروريّاتها، ويُسكِّن من اضطراباته.

ويقع أساس التربية الدينيّة والأخلاقيّة للمراهقين على عاتق الأسرة. فلا بدّ للأسرة من أن تهتمّ بتثبيت العقائد الصحيحة في ذهن المراهق قبل أن يمتلئ بالعقائد المنحرفة والباطلة، إذ يقول الإمام الصادق عليه السلام: "بادروا أحداثَكُم بالحديث قبل أن يسبِقكم إليهم المرجئة1"2.

وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "لمّا نزلت ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا3 قال النّاس: كيف نقي أنفسنا وأهلينا. قال أي الرسول صلى الله عليه واله وسلم: اعملوا الخير، وذكّروا به أهليكم، وأدّبوهم على طاعة الله"4.


وظائف الوالدين التربويّة والدينيّة

إنّ المراهق ـ كما ذكرنا ـ يطوي بالتدريج سنّ الطفولة الهادئ، ويفد إلى سنّ المراهقة المنفعل، ويمرّ بمجموعة من التغييرات النفسيّة والعضويّة وهو بذلك يشعر على أثرها أنّه ينتقل بسرعة إلى مكانة ومركز اجتماعيّ جديد، ولأنّ أسرته هي أقرب خليّة اجتماعيّة إليه فهو يتوقّع وينتظر منها أن تحسن معاملته وتتفهّم أحواله وظروفه الجديدة. من هنا تقع على عاتق الوالدين المسؤوليّة الأكبر إن لم نقل الكاملة في رعاية المراهق وتربيته في هذه المرحلة الحسّاسة من عمره. ولأنّ مرحلة الأحداث من أكثر المراحل العمرية تقبّلاً للتربية فقد أولى الإسلام اهتماماً بالغاً بهذه المرحلة العمرية، فعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "عليك بالأحداث فإنّهم أسرع إلى كلّ خير"5. ويمكن أن نلخّص أهمّ وظائف الوالدين في هذه المرحلة بالتالي:

 تعريف المراهق على شموليّة الدين:

لا ينبغي للأمّ والأب أن يتركا ابنهما المراهق وحيداً في ما يتعلّق بمعالجة المسائل الفِكريّة الخاصّة بمرحلة المراهقة، وإيجاد الأجوبة على الأسئلة الأساس، بل ينبغي لهما أن يساعداه بأسلوب منطقيّ على معالجة مسائله.

وعندما يكون الأب والأمّ نفسهما من أهل الإيمان والعلم، فهما يُنوّران ذِهن ولدهما بالمعارف الضروريّة من خلال تعريفه على العقائد السليمة، والمعارف الحقّة والتباحث معه ومناقشته بشأنها. فإن كانا لا يملكان المقدرة واللياقة الكافيتين للقيام بهذا العمل، فمن الأفضل أن يُوكلا هذه المهمّة إلى شخصٍ يكون موضعَ ثقةٍ وعارفاً بالمسائل الفكريّة والاعتقاديّة؛ لينهل منه الابنُ المراهق الأجوبةَ الشافية على أسئلته. ولا ينبغي أن يُترك الأبناء من دون الإجابة على أسئلتهم المحقّة.

إنّ النضوج العقلي للمراهق يدفعه إلى التفكير بجدّيّة في العالم المحيط به؛ بقصد تحصيل المعرفة التي هو بأمسّ الحاجة إليها. فتفكير المراهق ليس محصوراً بأمور الدنيا، بل يشمل المسائل الدينيّة التي تلحّ على عقله، وتطلب منه تفسيراً واقعياً عن التوحيد والخالق، والغاية من خلق الإنسان، وأصل النشأة الإنسانيّة وكيفيّتها، وقضايا البعث والحساب والجنّة والنار، وغيرها من المباحث الدينيّة.

إنّ وظيفة المربّين التربويّين في هذا المجال تكمن في تعريف الشابّ على معارف الدّين الأصيلة، وأن يضعوا في متناوله المعارف اللازمة في مجالي أصول الدّين وفروعه. وينبغي على الشاب اغتنام هذه الفرصة، وتعميق اطّلاعاته عن الدين، ومطالعة الكتب المعتبرة في معرفة الدِّين، والتدبّر في القرآن ومعارفه.

من وصايا الإمام علي عليه السلام إلى ولده محمد أنّه قال له: "تفقّه في الدين، فإنّ الفقهاء ورثة الأنبياء".6

وقد جمع الإمام الحسن المجتبى عليه السلام أولاده وإخوانه ذات يوم، وقال لهم: "إنّكم صغار قوم ويوشك أن تكونوا كبار قوم آخرين، فتعلّموا العلم، فمن يستطع منكم أن يحفظه؛ فليكتبه وليضعه في بيته"7.

وجاء عن الإمام الصادق عليه السلام ـ أيضاً: "لست أحبّ أن أرى الشابّ منكم إلا غادياً في حالين؛ إمّا عالماً أو متعلّماً"8.

ومن الأمور المهمّة ـ أيضاً ـ في هذه المرحلة العمرية أن يقوم الأهل بتعويد أولادهم الأحداث على تلاوة القرآن والأنس به، فإنّ القرآن يختلط بدمه ولحمه، ويترك أثراً في كافّة وجوده. وهذا هو معنى كلام الإمام الصادق عليه السلام: "من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه"9. فمن المهمّ أن يكون القرآن في هذه الفترة العاصفة من عمر الأبناء؛ ملاذاً لهم في فترات الضيق والمشاكل التي سوف تعترض حياتهم الجديدة.

ولا بدّ للشابّ المؤمن أيضاً أن يتعلّم العلوم العصريّة إلى جانب العلوم الدينية، وأن لا يكون أمّيّاً بها. فتعلّم العلوم العصريّة، إضافة إلى أنّه يساعد على تفتّح الاستعدادات، يساعد أيضاً على تنمية القوى العقليّة، وتجزئة القضايا وتحليلها بنحوٍ أفضل، ويمنع الشَّاب من السُّقوط في وادي الجهل والخرافات. يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم: "من تعلّم في شبابه كان بمنزلة الرَّسم في الحجر"10.

1. ترغيب المراهقين بالأعمال العباديّة:

من الأمور التي تؤثِّر في تقوية الإيمان: العبادة والدعاء. فعندما يكون الشاب في صدد تربية نفسه إسلاميّاً، يجدر به أن يُولي العبادة والدعاء أهمّيّة خاصّة، وأن يُخصّص ساعة لنفسه في الليل والنهار؛ لكي يناجي فيها ربّه، ويجلي قلبه ويصفّيه.

جاء عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بحقّ الشاب المؤمن: "إنّ أحبّ الخلائق إلى الله عزّ وجلّ شابٌّ حدث السّنّ، في صورة حسنة، جعل شبابه وجماله لله وفي طاعته؛ ذلك الذي يُباهي به الرحمان ملائكته، يقول: عبدي حقّاً"11.

فحينما يترعرع الشابّ في ظلّ عبادة الله وعبوديّة الحقّ، وفي حال ارتبط بالله في مرحلة شبابه وبثّه مكنونات قلبه؛ عندها ستزداد درجاته المعنويّة؛ كالصَّلاة، والصَّوم، وأمثالهما، ولكن من دون استعمال أسلوب الأوامر والنواهي والتسلّط، بل بالترغيب، واللطف، والمحبّة، وأحياناً بالهدية والجائزة على أداء الصَّلاة أو الصَّوم.

عن الإمام الصادق عليه السلام: "يؤدّب الصبي على الصوم ما بين خمس عشرة سنة إلى ستة عشرة سنة"12.

فالصلاة التي هي عبارة عن ارتباط الإنسان قلبيّاً بخالِقه، تسهم بدورٍ بنّاء في التربية الروحيّة والأخلاقيّة للمراهق، حيث إنّ المراهقين الذين يُصلّون، يحرزون أساساً روحيّاً ومعنويّاً وقيميّاً. المراهقون المصلّون عندما تصدر منهم الزّلّات والهفوات، وبسبب علاقتهم بالصلاة، يُمكنهم بسهولة أن يتراجعوا عن هفواتهم وأن يُطهِّروا أنفسهم.

2. القدوة والأسوة الحسنة:

من الخصائص المهمّة لمرحلة المراهقة؛ هي ظاهرة المحاكاة، فالمراهق يُدقّق في خصوصيّات الوالدين وسلوكيّاتهما، ويحاول محاكاتها والاتّصاف بها في حياته الشخصيّة. من هنا، فإنّ فشل الأبناء في أُسرهم في العثور على الصفات والخصال التي تُرضيهم في أبويهم سوف يدفعهم للّجوء إلى الآخرين؛ ليقتبسوا منهم الخصال والصفات التي يرغبون بتقليدها ومحاكاتها في حياتهم.

لذا، على الوالدين من أجل سلامة المراهق النفسيّة والنموّ الصحيح والمتوازن لشخصيّته؛ أن يسعوا إلى الاتّصاف بالصفات الشخصيّة الإيجابيّة والمحبَّبة عند أولادهم المراهقين. بعبارة أخرى عليهم أن يستعدّوا مسبقاً لهذه المرحلة، ويزيلوا ما أمكنهم من النواقص والعيوب في شخصيّتهم، ويبدلوها بصفات وخصال متوازنة وناضجة؛ ليكونوا بذلك قدوة وأسوة حسنة لأولادهم في المستقبل.

وبموازاة هذا الأمر، على الأهل أن يقدّموا لأولادهم الصورة المشرقة والناصعة للقدوة الحقيقية التي ينبغي أن تُتّبع في هذه الحياة. فعندما نقرأ أو نسمع قصّة حياة أحد العظام أو الصالحين، سوف ينتابنا شعور بالفرح والتأسّي بشكل عفوي، وحالة من الإعجاب تهزّ كياننا، فيتولّد لدينا أثر ذلك رغبة شديدة بالاتّصاف بالصفات المعنوية والشخصيّة لدى الشخص المعني. فقد كان للنماذج الأخلاقيّة في المجتمع دور الأسوة المحرّكة للبشريّة والباعثة على السمو والارتقاء الإنساني والمعنوي في الحياة على مرّ العصور والأزمان. ولقد كان وما يزال الشبّان والمراهقون هم الفئة الأكثر تأثّراً وتفاعلاً مع مفهوم التأسّي والاقتداء بالنماذج الإنسانية السامية في الحياة. والإسلام أكّد على هذه الحاجة من خلال الآية الكريمة: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا13.

لذا، ينبغي إطلاع المراهقين على النماذج المشرقة في الحياة التي يُمكن أن تترك أثراً على فكرهم وسلوكهم، وهذا الأمر معين للأهل ومساعد لهم في مجال تربية الأبناء وتعليمهم. من قبيل إطلاعهم ـ مثلا ـ على شخصيّة الإمام علي عليه السلام وهو أول فتى في الإسلام، أو إسماعيل ذبيح الله عليه السلام ، أو يوسف عليه السلام ذلك المثل الأعلى في العفة والطهارة ومحاربة النفس والشهوة، أو داود عليه السلام ذلك البطل الذي قهر جالوت وهو لم يتجاوز الثالثة عشر عاماً، أو فتية أصحاب الكهف، وغيرهم الكثير من النماذج المشرقة في هذه الحياة.

3. الدعم المعنوي للمراهق:

إنّ المراهق يرغب بشدّة في أن يُعيره الآخرون اهتمامهم ويحترمونه ويكرّمون شخصيّته. وتُعدّ هذه الحالة نوعاً من أنواع التدريب على تكوين الشخصيّة؛ استعداداً للاستقلال عن الأسرة، والاعتماد على الذات في المستقبل. لذا، فالأسرة التي تتفهّم هذه الحاجة، وتسعى إلى الاستجابة لها هي أقلّ تصادماً مع أبنائها المراهقين، وأكثر انسجاماً وتكيّفاً معهم خلال هذه المرحلة الحسّاسة. فمن الحاجات الأساسية للمراهق: شعوره بأنّه شخص مقبول في الأسرة، وله مكانته الهامّة لدى الوالدين.

4. هامش من الحرّيّة:

يجب إعطاء المراهق قدراً من الحرّيّة في حياته، كي يتعلّم كيف يُسيّر شؤونه في المستقبل. ولكن في الوقت ذاته، ينبغي رعايته عن قرب، والمبادرة إلى تنبيهه وتحذيره من السقوط فور ملاحظة بوادر الغفلة أو الانحراف لا سمح الله. لذا، ينبغي أن تترافق الحرّيّة مع المراقبة أثناء عمليّة التربية. فلا الحرّيّة المطلقة التي يُطالب بها المراهق مقبولة، ولا القيود الشديدة التي يضعها الأهل أحياناً صحيحة ومجدية أيضاً من الناحية التربويّة، بل الطريقة المثلى هي الموازنة بين الأمرين.

5. النظر من زاوية المراهق:

يُفتَرض بالأُسَر أن تنظر إلى أبنائها خلال مرحلة المراهقة من زاوية أخرى تختلف عن نظرة سني الطفولة لديهم، والتعامل معهم على أساس التغييرات والتطوّرات الجديدة الحاصلة في شخصيّتهم. فالطريقة السائدة عند الأهل في التعامل مع المراهق أن ينظروا إلى القضايا من منظارهم الخاصّ بهم، وأن يحاكموهم على أساس هذه النظرة. في حين أنّ الطريقة التربويّة الصحيحة تقتضي أن يضع المربيّ نفسه مكان المراهق ويحاول أن يرى الأمور من منظاره ومقياسه. وهذه العمليّة ليست سهلة، ولكنّها في الوقت ذاته ليست مستحيلة، وتحتاج إلى بذل مزيد من الاهتمام والعناية بالمراهق؛ لبلوغ الهدف.

6. الانسجام بين الوالدين:

من أكبر المشكلات التي يعاني منها المراهق هي اختلاف الوالدين، وعدم انسجامهما مع بعض. فما يُقلِق المراهق ويزعجه هو: التنافر والخلاف، واضطراب العلاقة بين الأبوين. وبالعكس، فإنّ أكبر مصدر للسعادة والراحة والاستقرار بالنسبة للمراهق هو: عند سيادة المودّة والانسجام بين الوالدين. لذا، ينبغي على الأهل بذل الوسع في تحسين العلاقة بينهما على الأسس الشرعيّة والأخلاقيّة؛ لينعم المحيط العائلي بالدفء والسلام المطلوب؛ لبناء روابط عائليّة سليمة. فالأبناء يرون سعادتهم وشقاوتهم من نافذة علاقة أحدهما مع الآخر. إلّا أنّ ـ للآباء لجهة رئاستهم للأسرة ـ الدور الأكبر والأهمّ في خلق التفاهم والانسجام داخل المحيط العائلي. روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "إنّ الله لَيُفلِحُ بفلاح الرّجل المؤمن وُلْدَهُ ووُلْدَ وُلْدِهِ، ويحفظه في دوَيْرتهِ ودُوَيْرَاتٍ حوله، فلا يزالون في حفظ الله لكرامته على الله، ثمّ ذكر الغلامين فقال: ﴿وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا14، ألم تر أنّ الله شكر صلاح أبويهما لهما"15.

7. ملء أوقات الفراغ:

يجب على الوالدين أن يملئا أوقات فراغ أبنائهما المراهقين بالبرامج التربويّة المناسبة، ومن جملتها: البرامج الرياضية. في الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "إنّ الله يُبغض كثرة النوم وكثرة الفراغ"16، وإنّ يعمدوا إلى تمضية بعض الوقت معهم في الليل أو النهار؛ وأن ينفّذوا معاً برامج مشتركة قدر الإمكان؛ كقراءة حديث من نهج البلاغة، وتفسير آيةٍ من القرآن، ونقْل ذكرى جميلةٍ من مراحل الحياة، وغيرها...

8. العشرة الصالحة:

يساهم الأصدقاء بنسبة عالية في تشكّل شخصيّة الشباب الدينيّة والأخلاقيّة. فما أكثر الشباب الذين انحرفوا إثر مجالستهم أصدقاء السّوء، حيث يقولون بعد إدراكهم لخطئهم واشتباههم: ﴿يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا17. وقد جاء عن الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم أنّه قال: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"18.

وإنّ خوف المراهق من العزلة قد يدفعه للانخراط في أوساط مجموعة من الزملاء والأقران غير المناسبين، وربما الخطرين ـ أيضاً ـ، كلّ ذلك من أجل التغلّب على مشاعر العزلة، والنبذ الاجتماعيّ، أو لأجل إثبات الذات. من هنا، ينبغي على الأبوين مراقبة علاقات المراهق الاجتماعيّة، خصوصاً من ناحية صداقاته، بالإضافة إلى توعية أبنائهم على كيفيّة إقامة علاقات صحيحة وسليمة مع الآخرين، وكيفيّة انتخاب الأقران.

* التربية الأسرية، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.

2-1- أصول الكافي، ج6، ص 47.
3-
التحريم، 6.
4-
مستدرك الوسائل، ج12، ص201.
5-
الكافي، ج8، ص93.
6-
بحار الأنوار، ج1، ص216.
7-
م. ن، ج2، ص152.
8-
م. ن، ج1، ص170.
9-
وسائل الشيعة، ج2، ص140.
10-
بحار الأنوار، ج1، ص222.
11-
أعلام الدين، ص120.
12-
وسائل الشيعة، ج10، ص237.
13-
الأحزاب، 21.
14-
الكهف، 82.
15-
بحار الأنوار، ج13، ص312.
16-
الكافي، ج5، ص84.
17-
الفرقان، 28.
18-
مستدرك الوسائل، ج8، ص327.

الثلاثاء, 30 كانون2/يناير 2018 04:50

خطوات على طريق تحصين الشباب

عن أمير المؤمنين عليه السلام: "أصناف السُّكر أربعة: سكر الشباب، وسكر المال، وسكر النوم، وسكر المُلك"1.

لا ريب أنّ مظاهر الفساد في المجتمع كثيرة ومتنوعة حتى باتت اليوم تدخل إلى كلّ بيت بدون استئذان من أحد، وهي مرض خبيث مستشرٍ في جسم الأمة وروحها، لذلك كان لا بدّ من وجوب المواجهة والتصدّي لهذه المظاهر الشيطانية بكلّ شجاعة ومسؤولية بدون تهاونٍ أو خوفٍ أو تحفُّظ، فالغزو الثقافي والحرب الناعمة والحرب النفسية التي تُشنّ على مجتمعاتنا اليوم تحتاج لوقفة صلبة ولخطوات عملية كبيرة تُشكّل نوعاً من أنواع الحماية والحصانة لأمتنا اليوم، بل لعلّ ذلك يأتي اليوم في قمة سلّم الأولويات التي يجب أن نوليها اهتماماً خاصّاً.

وفي مقام العلاج والمواجهة لا بدّ من اتِّباع خطوات علمية وأساليب مدروسة للمواجهة منها:

1- تأمين البدائل المناسبة: وهذا من أهمّ الحلول وأكثرها جاذبية إلا أنّه يحتاج لتضافر جهود علمية وتوعوية قد لا يكفي فيه الجهود الفردية، كإنشاء الملاعب الرياضية وإقامة الورش والدورات على بعض الحرفيات والمهن والفنون الضرورية وإصدار البرامج الرقمية وإصدار الكتب والقصص والبرامج الهادفة واستبدال مراكز الفساد بمراكز إيجابية (صالات إنترنت شرعيَّة، نوادٍ رياضيّة..)، ونؤكّد هنا ضرورة الإستفادة من إمكانيات الجمعيَّات الأهليَّة والبلديات وغيرها من المؤسَّسات التي تعنى بالشأن العامّ.

ومن أهمّ البدائل التي يجب التنبه إليها ما يرتبط بالكتاب والمجلّات والبرامج التلفزيونية من أفلام ومسلسلات ودعايات وغيرها من الأمور الموجّهة، فمن الضروري إيجاد الكتاب البديل والذي له قدرة منافسة الكتاب الآخر، وكذلك فيما يرتبط بالإنتاج التلفزيوني والإعلامي والمسرحي والإصدارات المقروءة وما إلى ذلك من الأمور التي تعتبر اليوم محلّ حاجة ضرورية لعنصر الشباب.

2- نشر الثقافة الدينية الواعية: وأعني بذلك الحصانة العلمية التي يجب أن يتمتّع بها الشابّ، من خلال تمكينه علمياً من الإجابة عن مختلف الشبهات التي تُثار اليوم استنقاصاً من الشرع المقدس ومحاولة استبداله ببعض المفاهيم البرّاقة والمخادعة، وذلك من خلال رصد كبير لكلّ عمليات الغزو الثقافي والحرب الناعمة التي تستهدف كافّة شرائح المجتمع، لا سيما فيما يرتبط بالمفاهيم الاجتماعية كالأسرة والزواج والطلاق والتربية والمال والسلطة والتعلّق بالشكليّات والمظاهر والأزياء والموضاتوغير ذلك من مئات المفاهيم التي تبثُّها الثقافة الغربية وترسّخها في عقول أهلنا على أنها حقائق علمية.

إنّ تعزيز الجانب العلمي من شأنه تعزيزالإنتماء للهوية الإسلامية في نفوس الشباب المسلم،وعدم الانبهار أمام الثقافات الغربية الدخيلة أو على الأقلّ أن يمتلك الشابّ قدرة تصفية هذه الثقافات الوافدة إلى بلادنا وفرز الجيّد من الرديء، ومن خلال إقناع شريحة الشباب بأنّ دينهم وطاقاتهم وهويتهم هي الأكمل والأفضل وتقديم النماذج الدينية الرائدة قديماً وحديثاً والتي تشكّل قدوة لعنصر الشباب.

3- النهي عن المنكر: وهذا الأمر يحتاج إلى إرادة من الجميع أن يعمد المجتمع إلى محاربة مظاهر الفساد والنهي عن انتشارها كونها تشكّل بؤرة فساد وتؤثّر في إفساد المجتمع، فلا بد من النهي عن المنكر بالوسائل التي حدّدها الشرع من النهي بالقلبأو اللسان أو اليد، فاليوم لا مانع من الإعتراض على المحلات التي تبيع الخمور أو محطّات الفساد عبر الإنترنت أو بعض المراكز المشبوهة والملاهي الفاسدة وسواها من الأماكن التي تنشر الفساد.

إنّ السكوت عن المنكر يُشجّع أهل الباطل على التمادي في غيّهم بل ويُدخل الشبهات إلى قلوب الآخرين ويجعل من المنكر أمراً مألوفاً واعتيادياً، وقد ورد أنّ سكوت أهل الحقّ عن الباطل جعل أهل الباطل يتوهّمون أنهم على حقّ.

إنّ الأمر بالمعروف وحده لا يغني عن النهي عن المنكر، وإنّ فعل الخيرات ينبغي أن يقترن بمنع المنكرات فهذان فعلان يقترنان ببعضهما البعض ولعله إلى ذلك يُشير ورودهما غالباً في النصوص الدينية مقترنين، ولا نبالغ إذ نقول إنّ غياب هذه الفريضة اليوم والتنصّل من القيام بها تحت عناوين شتّى أضعف الحصانة العلمية والسلوكية، كما أضعف التأثير الروحيّ والأخلاقي في خضمّ هذه المواجهة الثقافية المفتوحة على كلّ الأصعدة.

4- الإهتمام بالجانب الروحيّ: والمراد بها الحصانة الأخلاقية والسلوكية التي ينبغي العمل عليها بجدّ واجتهاد، فمرحلة الشباب هي مرحلة تهذيب النفس وتزكيتها، والشابّ في عنفوانه قويّ الإرادة والعزيمة والتصميم على مواجهة الشهوات والغرائز، وذلك من خلال التأكيد على برامج تزكية النفس وتهذيبها وإقامة الأنشطة الأخلاقية والعبادية التي تُحصّن الشباب، كارتياد المساجد والمواظبة على قراءة الأدعية والزيارات المسنونة وفعل الخيرات ومساعدة المحتاجين والسهرات العبادية والمواظبةعلى بعض الأذكار والأوراد المستحبّة.

5- التأكيد على العمل الجماعيّ: والمراد بالجماعة هنا رفاق الخير والصلاح والأصحاب الذين يعينون بعضهم البعض على العمل الصالح والقربوي، فإنّ روح الجماعة تشكّل حمايةً ومظلةً تحفظ الشابّ من الانزلاق لضرورة أنّ الشابّ لن يقوم أمام الآخرين بفعل ما يسيء له ولسمعته، وهو في هذه المرحلة العمرية كثير الحرص على اسمه وشخصيته، فإنّ الشاب كما غيره من الطبيعي أن يكون فريسة الشيطان حال انفراده أكثر منه حال انخراطه بالجماعة.

6- الاستفادة من المناسبات السنويَّة: هناك محطّات ومناسبات تكون الرُّوح فيها أكثر استعداداً لتقبُّل الحقِّ والصَّلاح، وترك المنكر والباطل، فهذه المحطَّات يجب تفعيلها والاستفادة منها في الإصلاح من خلال إعداد برامج روحيَّة جاذبة (أدعية ومحاضرات تتناول مفاهيم وآداباً إسلاميّة...) أهمّها: شهر رمضان المبارك وشهر محرّم الحرام والولادات والوفيات.

ومن المفيد هنا أن نعمل على تنفيذ أنشطة ثقافيَّة وترفيهية تساهم في نشر ثقافة الإسلام وآدابه، وتتناسب مع المناسبات الدينية السنوية، فإنّ من هوان الدهر أن تُحيَى هذه المناسبات بالسهرات الغنائية ومجالس الطرب والسهرات اللهوية وتضييع أفضل الساعات والأيام والليالي بدون اغتنامها والاستفادة منها لبناء الذات وتطهير النفوس ممّا علق بها.

* كتاب وتزودوا في شهر الله، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.

1- تحف العقول، ص 124.

صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقول إنّ مقالة نشرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عبارة عن تكتيك تعتمده المؤسسة الأمنية أخيراً، وتشير إلى أنها ليست موجهة فقط إلى سكان لبنان وإنما إلى الحكومة اللبنانية ولاعبين آخرين في سوريا وإيران.

قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إنّ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تتحدث عن تقديرات تشير إلى أنّ إيران تتجه لإقامة مصنع لإنتاج السلاح الدقيق في لبنان.

واستندت الصحيفة لمقال نشره اليوم الأحد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في إطار استثنائي في عدة مواقع ذات ملكية لبنانية، على حدّ تعبيرها.

وقبل قبل نصف عام اتهم مسؤولون إسرائيليون كبار من بينهم رئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس الأركان...إيران بأنها بدأت بإقامة مصانع لإنتاج السلاح في لبنان. وهددت إسرائيل عدة مرات بأنها ستقوم بقصف هذه المصانع التي تشتبه بأنها في طور البناء.

ووفقاً للتحليل الإسرائيلي الذي نشرته هآرتس، فإن إيران تريد أن تفعّل جهودها لتحسين مستوى الدقة لصواريخ وقاذفات حزب الله.

وكتب عاموس هرئيل في الصحيفة "وسائل إعلام دولية، ذكرت أنّ طائرات سلاح الجو الإسرائيلي استهدفت جزءاً من قوافل تهريب السلاح الدقيق من سوريا إلى لبنان، وهو أمر اعترفت به إسرائيل في عدة مناسبات، وعليه فإن الإيرانيين يريدون أن يلتفّوا على هذا العائق عبر نقل وسائل الإنتاج إلى لبنان نفسه".

في أيلول/ سبتمبر الأخير، وبعد تهديدات إسرائيلية، طُرح تقدير بأن إيران أوقفت مواصلة الأعمال في بناء المصانع في لبنان. وفي الأشهر التالية هاجمت إسرائيل من الجو بعدة مناسبات (وفقاً لتقارير أجنبية) قاعدة بنيت بالقرب من دمشق لصالح "مليشيات شيعية" تعمل بتوجيه من إيران. والآن يبدو أن إيران عادت لبناء مصانع السلاح، حسب تعبيره هآرتس.

في المقالة التي نشرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العميد رونين منليس في موقع (لم يذكر اسمه وعنوانه)، أن لبنان تحوّل عملياً "بسبب فشل السلطات اللبنانية، وتجاهل الكثير من أعضاء المجتمع الدولي إلى مصنع صواريخ كبير لإيران".

وبحسب هآرتس فإنّ مقالة منيلس موجهة إلى سكان لبنان، لكن جزءاً مهماً من المقالة موجّه أيضاً إلى حكومة لبنان ودول أخرى في الساحة وعلى رأسها إيران وسوريا.

ويقول هرئيل "إنه تكتيك تُكثر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من استخدامه مؤخراً. فقبل عدة أشهر نشر للمرة الأولى مقابلة مع رئيس الأركان غادي ايزنكوت في موقع إيلاف ذو الملكية السعودية. أيضاً منسق أنشطة الحكومة في المناطق الفلسطينية اللواء يوآف مردخاي توجه بشكل مباشر عدة مرات إلى سكان الضفة الغربية، وقطاع غزة عبر صفحته على فايسبوك وعبر مقابلات مع وسائل إعلام عربية".

و"الآن في هذه المقالة يشدد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي على عدة رسائل إسرائيلية، وعلى رأسها الخطر الذي سيتعرض له سكان لبنان إذا طلب من الجيش الإسرائيلي العمل ضد مساعي التعاظم العسكري لدى حزب الله"، وفق تعبير هآرتس.

تبدو العملية العسكرية التركية محدودة النتائج الميدانية ما سيعزز من احتمال مراوحتها في المكان بانتظار تعزيز خيار عودة الحكومة السورية للسيطرة على أراضيها في تلك المنطقة.

صرح رئيس قيادة القوات الوسطى الأميركية جوزيف فوتيل، في كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي أن بلاده تعتزم البقاء في منطقة شرقي سوريا، إلى جانب حلفائها من العرب والكرد السوريين، طالما دعت الحاجة للقضاء على الدولة الإسلامية.

التصريحات المتبادلة بين أنقرة وواشنطن دفعت الرئيس الأميركي لتوجيه نقد لإردوغان "معرباً عن قلقه بشأن استخدام لغة ومفردات هدامة وكاذبة معادية لأميركا في تركيا".

كما أصدر البيت الأبيض بياناً رسمياً حث فيه تركيا على "عدم التصعيد والحد من أعمالها العسكرية.. توخي الحذر، وتفادي خطر نشوب صراع مع القوات الأميركية" في المنطقة، في إشارة لتدهور علاقات البلدين لا تخفى على أحد. وأضاف البيان أن الرئيس ترامب في مكالمته الهاتفية مع نظيره التركي أبلغه أن "عملية غصن الزيتون.. تهدد بتقويض أهدافنا المشتركة في سوريا" واستقرار المنطقة بمجملها.

القرار الأميركي الداعم للكرد في سوريا، وعدم السماح لتدهور العلاقات مع أنقرة في نفس الوقت يعبّر عن تباين وجهات النظر "داخل المؤسسة العسكرية الأميركية" صاحبة القرار. يوضح الخبراء في الشأن التركي أنه في حال فوز كفة الرئيس إردوغان باستطاعة واشنطن عرض "صفقة جديدة" عليه من شأنها الضغط عليه ليعدل موقفه مرة أخرى "بالابتعاد عن موسكو" والعودة إلى حظيرة حلف الناتو.

المؤسسة العسكرية والاستخباراتية الأميركية تراقب عن كثب مجريات الميدان في محيط عفرين، وترصد بدقة "أداء الجيش التركي.." الذي يشكل ثاني أكبر قوة عسكرية في حلف الناتو بعد القوات الأميركية. كما "ترغب في توجيه إهانة عسكرية لإردوغان"، وفق المتداول أميركياً، بحكم عدم خوض الجيش التركي حروباً منذ سبعة عقود زمن الحرب الكورية، وبرع في تنفيذ الانقلابات العسكرية – باستثناء المحاولة الأخيرة.

وتعزيزاً لتلك الرغبة، سلمت واشنطن لأصدقائها الكرد أسلحة جديدة متطورة، منها ذخائر مضادة للدروع، والتي جربت ميدانياً ضد القوات لتركية أسفرت عن تدمير بعض الآليات في الهجوم على عفرين.

السفير الأميركي السابق لدى أنقرة، أريك إيدلمان، أوضح لشبكة (سي أن أن) للتلفزة أن "العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا متوترة جداً منذ زمن"، موضحاً أيضاً أن "هذه التوترات تتعمق في تركيبة النظام الذي يحاول إردوغان فرضه على تركيا والذي تعاديه أميركا".

نظراء السفير من ديبلوماسيين سابقين أيضاً أعربوا عن حقيقة القلق من توتر علاقات البلدين والخشية من "انزلاق الحرب بين تركيا والكرد.. إلى مواجهة سياسية بين تركيا والولايات المتحدة".

ماذا بوسع الولايات المتحدة فعله لحمل أردوغان على تعديل موقفه. يجيب الديبلوماسيين السابقين باحتمال قيام واشنطن بفرض عقوبات على تركيا "على خلفية شرائها منظومة دفاع صاروخي روسية من طراز إس-400، والتي تنتجها شركات روسية مدرجة على قائمة العقوبات والمقاطعة الأميركية؛ إلى جانب تشديد الضغوط على البنك التركي الذي أدين نائب رئيسه بتجاوز العقوبات المفروضة على إيران".

في البحث حول أهداف أنقرة من العملية العسكرية أعرب معهد الدراسات الحربية في واشنطن عن اعتقاده بأنها من أجل "حماية الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا؛ عزل مدينة عفرين؛ السيطرة على قاعدة منغ الجوية العسكرية (بالقرب من بلدة إعزاز السورية)؛ حماية خطوط الاتصالات البرية؛ وإنشاء موقع عسكري متقدم لقواتها كمنصة تواجد في منطقة تخفيف تصعيد مستقبلية مع القوات السورية والروسية".

حتى اللحظة يبدو أن الداخل التركي، بسياسييه ورموزه ومؤسساته، يقف داعماً للعملية بل يقف "موحداً في دعم أردوغان .. للقضاء على الإرهابيين والحفاظ على وحدة التراب التركي".

حتى زعيم المعارضة كمال كليش دار أوغلو صرح بأنه يدعم العملية؛ وكذلك المرشحة الرئاسية المحتملة، ميرال أكشنير، زعيمة "حزب الخير" التي تطمح لمنافسة إردوغان في جولة الانتخابات المقبلة. كما رصد دعم "البطريركية الأرمنية" في اسطنبول للعملية العسكرية. المعارضة اليتيمة أتت من أوساط "حزب الشعوب الديموقراطي" الذي يؤيده الكرد.

القيادات الكردية المتعددة وجهت سهام انتقاداتها لموسكو متهمة إياها بخيانة الكرد بعد اتخاذها خطوة تراجعية مما سمح للقوات التركية بالتوغل ومهاجمة عفرين.

ما جرى خلف الكواليس تناولته الأوساط الأميركية والعالمية وهو على تباين تام مع السردية الكردية.

الثابت أن روسيا عرضت على الكرد التوصل مع دمشق لنيل "حكم ذاتي في إطار الدولة السورية", لكن القيادات الكردية "فضلت العصفور الأميركي الطائر في السماء على العصفور الروسي في اليد". ويزيد الخبراء الأميركيين أن موسكو ربما لم تكن ترغب في اعتراض القرار التركي كون النتيجة "ستؤدي إلى معطيات مفيدة لروسيا".

ما يمكن أن تؤدي إليه عملية تركية ناجحة بأفق معروف يمكن تلخيص أبرزها بالنقاط التالية:

إلغاء الأوهام الكردية بإنشاء جيب كردستان سوري؛ الضغط الميداني المترتب عليها ستدفع الكرد للتفاوض جدياً مع دمشق والتي بجانب موسكو بإمكانهما تقديم ضمانات أمنية من محاولات تركية مستقبلية.

لتاريخه تبدو العملية العسكرية التركية محدودة النتائج الميدانية ما سيعزز من احتمال مراوحتها في المكان بانتظار تعزيز خيار عودة الحكومة السورية للسيطرة على أراضيها في تلك المنطقة، ولجوء إردوغان إلى قبول المخارج الروسية لمأزقه العسكري والإدعاء بتحقيق نجاحات ميدانية لاستثمارها في الداخل التركي في الانتخابات القادمة، ويبدو أن أبرز هداف الحملة كان التحشيد القومي الداخلي لدعم إردوغان.