
Super User
غنى الزوجين في نظر الإمام الصادق عليه السلام
قال الصادق (ع) (( لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته وهي : الموافقة ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها . وحسن خلقه معها . واستعماله استمالة قبلها بالهيئة الحسنة في عينها وتوسعته عليها . ولا غنى بالزوجة فيما بينها وبين زوجها الموافق لها عن ثلاث خصال وهن : صيانة نفسها عن كل دنس حتى يطمئن قبله إلى الثقة بها في حال المحبوب والمكروه . و حياطته ليكون ذلك عاطفاً عليها عند زلة تكون منها . وإظهار العشق له بالخلابة والهيئة الحسنة لها في عينه )) انتهى موضع الحاجة . (1)
توضيح :
في هذه الرواية الشريفة يذكر الإمام الصادق – عليه السلام – بعض النصائح التي لا غنى للزوجين عنها . و قد بدأ الإمام – عليه السلام – بتوجيه الزوج فهو القيم على الحياة الزوجية , و أوصى الزوج ثلاثة خصال :
الخصلة الأولى :
أن يكون هناك انسجام بين الرجل و المرأة و توافق فكري , فكلما اشتركا الرجل و المرأة في الفكر و الهموم و القضايا كلما كانا روحاً واحدة في جسدين . و كما يقال أن الطيور على إشكالها تقع , فإذا كان الرجل متديناً تكون المرأة المتدينة أقرب إليه , و إذا كان رسالياً فالمرأة الرسالية أقرب إليه و هي التي تعيش همومه و يمكن أن تقف معه في مسيرته .
الخصلة الثانية :
حسن الخلق مع الزوجة . فكثير من المشاكل تنبع من سوء الأخلاق مع الزوجة و المعاملة معها بقسوة و جفوة و فظاظة .
الخصلة الثالثة :
استمالة قلب الزوجة و ذلك عبر الهيئة الحسنة و التوسعة على الزوجة بالمقدار الممكن . فكما أن الرجل يحب أن يرى زوجته في هيئة جميلة و حسنة فكذلك الزوجة تحب أن ترى زوجها في هيئة جميلة و حسنة .مضافاً إلى أن المرأة لا تحبّ الرجل البخيل الذي يقتّر عليها , و قد أفتى الفقهاء تبعاً للأدلة الشريعة باستحباب التوسعة على الزوجة و العيال .
ثم عطف الإمام الصادق – عليه السلام – كلامه لينصح الزوجة بثلاث خصال لا غنى عنها :
الخصلة الأولى :
صيانة نفسها عن كل دنس حتى يطمئن قبله إلى الثقة بها في حال المحبوب والمكروه . فالمرأة التي تتحدث سراً مع رجل أجنبي مثلاً هي السبب في فقدان ثقة زوجها بها , و إذا فقد الزوج ثقته بزوجته تتحوّل الحياة الزوجية إلى جحيم .
الخصلة الثانية :
حياطة الزوج أي حفظه و تعهده و الاهتمام بالزوج و تلبية حاجاته , فإذا فعلت ذلك ثم حدث منها زلة يتغاضى الزوج عن ذلك .
الخصلة الثالثة :
إظهار العشق له بالخلابة أي اللسان الجميل و القول اللطيف وبالهيئة الحسنة لها في عينه . فوجود كلمات الحب و العشق و الكلمات الجميلة اللطيفة له دور بالغ في انجذاب كل طرف إلى الآخر , كما أن تجمّل المرأة لزوجها له دور لا ينكر , و الغريب من بعض الزوجات أنها تصرف المبالغ الضخمة من أموال زوجها بحجة شراء الملابس و أدوات التجميل لكنها لا تلبس هذه الملابس الجميلة لزوجها بل للخروج من المنزل .
(1) تحف العقول- ابن شعبة الحراني – عليه الرحمة - ص 323 .
عتاد دراسة التاريخ
مقدمة:
إن حياة الأمم والمجتمعات عبارة عن سلسلة مترابطة، لا يمكن فصل أية حلقة من حلقاتها عما سواها، ولا يمكن دراسة أية ظاهرة من الظواهر، حضارية كانت، أم اجتماعية، أم سياسية أم غيرها، بمعزل عما يحيط بها من أحداث وتراكمات، وأفعال وانفعالات إذ ما من ظاهرة تطفو على سطح الزمن من خلال الطفرة.
وعلى هذا الأساس، فإن دراسة المجتمعات المعاصرة، بما فيها من تعقيدات ومشاكل، لا بد وأن ترتبط بما سبقها من أحداث على كافة المستويات، كما أن دراسة المجتمعات التي سبقت متوقفة على مدى معرفة المجتمعات والأحداث التي سبقها وأسست لها، وهكذا تتراكم هيكلية الدراسة وتزداد إيغالا في عمق الماضي حتى بداية التشكلات البشرية.
وهذا يعني أن دراسة التاريخ، ومحاولة استشرافه، تسلط الضوء ـ ولو نسبيا وبقدر الإمكان بحسب ما يتاح لدى الباحث من وثائق وقرائن ـ على الأحداث والتراكمات التي أسست وأسهمت في بناء المجتمع المعاصر، بحيث تسهم في إغناء المعرفة من جهة، وتشكل ركنا أساسيا في تصحيح المسارات، أو تصويب الظواهر، التي تحتاج إلى تصحيح أو تصويب، إذ كثيراً ما نجد من شخصياتنا سواء من الناحية العلمية أو الأدبية أو العاطفية، وحتى في العادات والتقاليد التي تجدها المجتمعات وكأنها جزء من كيانها وشخصيتها الفردية والاجتماعية، قد نتجت عن أصول ومبررات، قد تكون موغلة في تاريخ الأمم، مما قد لا يجد له سندا تاريخيا ظاهرا، فدراسة التاريخ إذن ضرورية في فهم حياتنا وثقافتنا الحاضرة، وفي محاولة إغناء هذه الحياة، والدفع بها قدما نحو التطور والرقي.
عتاد دارس التاريخ:
لا بد للباحث التاريخي من أن يتسلح بأنواع مختلفة، من المصادر والوثائق التي يستند إليها في بحثه وتقييمه، ويختلف نوع عتاد الباحث باختلاف الجهة التي يحاول دراستها والوصول إلى نتيجة فيها، ذلك أن غاية عالم الاجتماع مثلا تختلف عن غاية الفيلسوف، الذي تختلف بدورها غايته عن غاية السياسي، وهكذا في سائر المجالات الحضارية.
إلا أن التركيز على نوع أو أنواع، لكل فرع من فروع المعرفة، لا يعني إهمال الأنواع الأخرى، بل لا بد له من متابعة مختلف العناصر التي ترتبط بالحياة الإنسانية في الفترة التي يريد دراستها، لأن الحياة الإنسانية ـ وكما أسلفنا ـ وحدة مترابطة لا يمكن فصل جوانبها بعضها عن بعض، وإن كان تركيزه ينصب على جانب معين من جوانبها.
يضاف إلى ذلك: أن المؤرخين عادة ما يؤرخون للحكام والسياسات، وما يرتبط بهم، وبالتالي فهم على الأغلب، يتعرضون إلى وجهة نظر الحكام، ويهملون ما عداها من رؤى، على مختلف الصعد والمستويات، إما تزلفا لهم وسعيا إلى إرضائهم، وإما فرارا بأنفسهم من التهمة، والملاحقات السياسية والقانونية وغيرها، وهذا ما أدى في أكثر الأحيان إلى ضياع الوثائق التي تفيد الباحث في كتب المؤرخين، وهو ما يدفعه بالضرورة إلى النظر بكثير من الحذر والحيطة عند ملاحظة كتابات المؤرخين، وإن كانت متسالما عليها بينهم، بأن يحاول تمحيصها ونقدها، وتفنيد ما يمكن تفنيده منها، استنادا إلى ما يملكه من وسائل ووثائق، مدعمة بوعي تام وحس مرهف لديه، في ملاحقة الأحداث والربط بينها.
من هنا نجد أنه لا بد لدارس التاريخ أن يحيط، ما أمكنه ذلك، بمختلف الوثائق التي تصل إليه من مختلف المنتديات المعاصرة للفترة المدروسة، من أدبية، وشعرية، وفنية، وقضائية، وفقهية، وغير ذلك، وهو ما يجعل مهمة الباحث التاريخي شاقة للغاية، لأنه، بعمله هذا، يشكل الركيزة الأساسية لأي بحث في فروع المعرفة على اختلافها، فإن مدى دقة وسلامة النتائج التي يتوصل إليها عالم الاجتماع أو الفيلسوف أو السياسي أو الفقيه أو غيرهم، ترتبط ارتباطا مباشرا بمدى دقة وسلامة النتائج التي أثبتها الباحث التاريخي، بل تتوقف عليها.
وفي هذا السياق لا بد من الإشارة إلى عنصر هام وخطير جدا في دراسة التاريخ، وهو علم الآثار، الذي نشأ واتسع إطاره في القرنين الأخيرين، فقد سلط الضوء على كثير من كنوز التاريخ التي ظلت مطوية في زوايا الإهمال والنسيان، بل التجاهل والإنكار المستمر على صفحات التاريخ، هذا العلم الذي استطاع تزييف الكثير من المسلمات، التي كان الناس يتعاملون معها على أنها حقائق لا يتطرق إليها الشك، فأثبت زيفها وبطلانها.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن القرآن الكريم قد تعرض للإشارة إلى هذا العلم في العديد من الآيات الشريفة، وحث الناس على البحث في أعماق التاريخ، من قبيل قوله تعالى: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الأرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ﴾([1]).
وقوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾([2]).
وقوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الأرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ وَاقٍ﴾([3]).
* محاضرات في تاريخ الإسلام - بتصرّف
([1]) سورة الأنعام، آية:11.
([2]) سورة الروم، آية: 9.
([3]) سورة غافر، آية: 21.
محركية الإحاطة الإلهية في حياة الإنسان
يقول تعالى: ﴿يَـبُنَىَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّة مِّنْ خَرْدَل فَتَكُن فِي صَخْرَة أَوْ فِى السَّمَـوَتِ أَو فِى الاْرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ﴾
كانت اُولى مواعظ لقمان عن مسألة التوحيد ومحاربة الشرك، وثانيتها عن حساب الأعمال والمعاد، والتي تكمّل حلقة المبدأ والمعاد، فيقول: (يابنيّ إنّها إن تك مثقال حبّة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله) أي في يوم القيامة ويضعها للحساب ﴿إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ﴾.
"الخردل": نبات له حبّات سوداء صغيرة جدّاً يضرب المثل بصغرها، وهذا التعبير إشارة إلى أنّ أعمال الخير والشرّ مهما كانت صغيرة لا قيمة لها، ومهما كانت خفيّة كخردلة في بطن صخرة في أعماق الأرض، أو في زاوية من السماء، فإنّ الله اللطيف الخبير المطّلع على كلّ الموجودات، صغيرها وكبيرها في جميع أنحاء العالم، سيحضرها للحساب والعقاب والثواب، ولا يضيع شيء في هذا الحساب.
والضمير في "إنّها" يعود إلى الحسنات والسيّئات، والإحسان والإساءة(1).
إنّ الإلتفات والتوجّه إلى هذا الإطّلاع التامّ من قبل الخالق سبحانه على أعمال الإنسان وعلمه بها، وبقاء كلّ الحسنات والسيّئات محفوظة في كتاب علم الله، وعدم ضياع وتلف شيء في عالم الوجود هذا، هو أساس كلّ الإصلاحات الفرديّة والإجتماعية، وهو قوّة وطاقة محرّكة نحو الخيرات، وسدّ منيع من الشرور والسيّئات. وذكر السماوات والأرض بعد بيان الصخرة، هو في الواقع من قبيل ذكر العامّ بعد الخاصّ.
وفي حديث روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): "اتّقوا المحقّرات من الذنوب، فإنّ لها طالباً، يقول أحدكم: أُذنب وأستغفر، إنّ الله عزّوجلّ يقول: ﴿وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِين﴾. وقال عزّوجلّ: ﴿إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّة مِّنْ خَرْدَل فَتَكُن فِي صَخْرَة أَوْ فِى السَّمَـوَتِ أَو فِى الاْرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ﴾(2)..
* آية الله مكارم الشيرازي - بتصرف
1 ـ إحتمل البعض أنّ الضمير أعلاه ضمير الشأن والقصّة، أو يعود إلى مفهوم الشرك، وكلا الإحتمالين بعيد.
2 ـ نور الثقلين، الجزء 4، صفحة 204.
آداب التعامل مع الأستاذ
- عند دخولك الصف، سلم عليه أولاً ثم على زملائك.
• إذا دخل الأستاذ الصف وألقى التحية، فردَّ تحيته بما جرت عليه العادة من الرد باللسان أو الوقوف احتراماً، وانقطع فوراً عن الأحاديث الجانبية، وأعد الكتاب والدفتر وما يلزم للدرس.
• توجه إلى شرح أستاذك بجدية أثناء كلامه وتوضيحاته على اللوح.
• لا تضحك لأي كلمة أو حادثة في الصف، خاصة تعليقات زملائك إلا أن يكون الأستاذ راضياً أو مشاركاً في ذلك.
• إذا كان لديك سؤال أو استيضاح، أشر طالباً الإذن ولا تؤخره، ولكن إذا طلب الأستاذ التأخير لدقة الموضوع مثلاً، أو تجنباً للفوضى، فلا بد لك من تدوين السؤال كي لا تنساه، وباختصار، حتى لا تنصرف عن الشرح.
• لا " تتذاك " بأسئلتك على أستاذك بل كن جاداً وهادفاً.
• لا تستهزئ بأستاذك أو تروي عنه النوادر المضحكة ولا تشارك الآخرين فعلهم هذا، بل يجب أن تنهي عن ذلك.
• إذا غاب عن الدرس لأكثر من مرة، اسأل عنه، فإن كان مريضاً، زره مع زملائك في موعد محدد مسبقاً، وأظهر اهتماماً به، وكن صادقاً في ذلك.
• إذا صادفته في الشارع، أو في مكان عام، تبسم وتوقف عن المشي هنيهة محيياً إياه، ودع الآخرين ينتبهون لذلك فتكون قد :
• أشعرته بالسرور والاهتمام والاحترام.
• علمت الآخرين عادة حسنة.
• إذا التقيته في مناسبة اجتماعية، فاحرص على أن تكون الضيافة له قبلك، وعرفه على الحاضرين معتزا به.
• إذا رأيته بعد سنوات طويلة، وكنت قد تخرجت من الجامعة، أو تعمل في التجارة الحرة، وقد ظهرت على أستاذك بصمات الزمن، فاقترب منه بأدب وعرفه بنفسك وعملك مذكراً إياه ببعض الذكريات الجميلة، ولا تظهر استهجاناً واستغراباً إذا لم يذكرك بسرعة، ثم ودعه بتحية وابتسامة.
* كتاب الآداب / تأليف السيد سامي خضرة.
آداب التعامل مع الإخوان والأصدقاء
- تذكر أن لك إخوانا لم تلدهم أمك، وأن الأخوة قي الله لا انفصام لها في الآخرة كما في الدنيا، وأن المرء كثير بإخوان الصدق، وأنها أمتن علاقة بين بني آدم.
- لا تتهاون بحق أخيك عليك في نصحه ونصرته وإعانته.
- تغاض عن أخطائه إن فعل، فكلنا خطاءون...
- لا تتركه وحيداً عند الضائقة والبلاء والمصيبة... وإن طلب ذلك تخفيفاً عنك
- إذا غاب عنك على غير عادته، فاسأل عنه مطمئناً عليه، وقم تجاهه بما يلزم.
- أطلعه على أهم المستجدات المفصلية، والأحداث الهامة في حياتك...و لا تجعله يعرف ذلك صدفة أو من الآخرين.
- لا تتوقع ولا تنظر من علاقتك معه ثمناً مادياً.
- لا ترفض له دعوة لطعام ولا هدية اختصك بها.
- تعامل معه في منزلك وخصوصياتك كما تحب أن يعاملك في منزله وخصوصياته.
- مهما بلغت علاقتكما من المتانة ووحدة الحال.. فلا تتخل في تعاملك معه عن الأدب والحشمة.
- ميز بين من يحبك في الله تعالى ومن يحبك لمصلحة آنية.
- أحب الصديق الصدوق الذي يرشدك إلى عيوبك، لا الذي يغطيها.
- إذا وقع بينكما ما يقع بين أعز البشر، من سوء تفاهم أو مشكلة :
- فلا تؤجج النار بينكما.
- لا تتعامل بحدة أو تحد مع المسألة.
- كن في تعاملك مع المشكلة كأنك حكمٌ وليس طرفاً.
- تصرف وكأن الحق كله عليك، وإن كان الحق معك برأيك.
- لا تفضح أسراره، ولا تحدث غيره بما حصل معكما، ولا تتجاوب مع من يحدثك بالموضوع، إلا في حالات نادرة ومع أشخاص معينين.
- لا تتكلم أو تتصرف بما يكون حجة عليك لا لك.
- تأكد أن الأمور إلى سترجع إلى نصابها مهما طال الزمن.
- كن المبادر إلى اتصال أو هدية أو زيارة عند أول فرصة سانحة.
- وأخيراً : " أعجز الناس من عجز عن اكتساب الإخوان، وأعجز منه من خسر من ربحه منهم ".
________________________________________
* كتاب الآداب / تأليف السيد سامي خضرة.
ما يُقال همساً.. الموقف الروسي بين سوريا وإسرائيل
بعض المنظومات التي تمتلكها سوريا روسية الصنع ومنها سلاح للدفاع الجوي، ما يبّرر السؤال عن دور روسيا في إطار أي مواجهة سورية إسرائيلية مفترضة. ما حقيقة الموقف الروسي في ظل تعارض المصالح والمواقف بين محور المقاومة وإسرائيل؟ وأين تقف روسيا في سوريا اليوم؟ هنا قراءة في المنظور الإسرائيلي للتطورات الخاصة في سوريا والمنطقة، وهي تستند إلى آراء وتحليل المتخصص في الشؤون الإسرائيلية الدكتور عباس اسماعيل ضمن ملف "2018.. المخاض العسير".
روسيا قادِمة إلى المنطقة لتحقيق مصالحها، لا لمواجهة إسرائيل. هذا التقدير ساد أوساط القيادة الإسرائيلية منذ اليوم الأول للانخراط العسكري الروسي في الأزمة السورية.
رأت تل أبيب في الوجود الروسي على تخومها قيداً وفرصة. هو من جهة يُقيِّد حركتها في الداخل السوري ويُقلِّص تهديدها بضرب مفاصِل النظام على اعتبار أن هذا الأمر يمسّ الخطوط الحمراء الروسية. في المقابل يُساعد هذا التواجد على الحدّ من فُرَص حصول عمل من سوريا باتجاه إسرائيل. من هذا المُنطلق كانت الهرولة الإسرائيلية إلى الروس والاتفاق معهم على قواعد اللعبة داخل سوريا.
حالياً هناك وجهتا نظر متعارضتان في إسرائيل بخصوص مستقبل سوريا:
المسألة الأولى، هل الوجود الروسي في سوريا يُشكّل ضمانة للحد من النفوذ الإيراني في سوريا؟
المسألة الثانية العكسية، وهي أن الروس في سوريا يتعاونون مع إيران. هذا التنسيق جزء من شبكة مصالح كبيرة. في التسوية السياسية النهائية روسيا سوف تأخذ بالاعتبار مصالح إيران ودمشق لا مصالح إسرائيل. هذا الكلام عبَّر عنه الوفد الإسرائيلي الذي زار روسيا نهاية العام المنصرم. حينها التقى كبار المسؤولين الروس، وسمع الرسالة التالية: "أنتم لديكم عداء مع إيران ، ونحن لدينا مصلحة وشراكة معها".
قواعد اللعبة
بين إسرائيل وسوريا "قواعد للعبة". تتفرَّج روسيا على هذه اللعبة طالما بقيت مضبوطة تحت سقف المصالح الروسية. تفعيل الرادارات السورية العام الماضي تجاه الاعتداءات الإسرائيلية لم يتجاوز هذه القواعد. لكن هل من الممكن أن نشهد تطوّرات في العام الحالي تكسر قواعد الاشتباك القائمة؟
يحتاج هذا السؤال إلى معلومات. تعتبر إسرائيل أن ما حصل عام 2017 لجهة التصدّي لاعتداءتها سوف يبقى قائماً عام 2018، لكن من جانب الجيش السوري وحلفائه وليس من طرف الروس. السؤال: هل يُفعِّل الجيش السوري راداراته ومنها منظومات روسية الصنع بموافقة من الروس؟
ليس هناك ما ينفي ذلك لاسيما وأن إسرائيل والجيش السوري يحترمان قواعد اللعبة بما يضمن المصالح الروسية. لا يُتوقَّع أن يطلب الروسي من السوري ألا يدافع عن نفسه، ولم يطلب الروسي من الإسرائيلي ألا يعمل وفق مصالحه.
بمعزل عن ذلك إسرائيل هي من أكثر الأطراف تضرّراً نتيجة ما آلت إليه موازين القوى في سوريا. النظام الذي تعتبره جزءاً من محور المقاومة لم يسقط، بل تعزَّزت علاقته بمحور المقاومة. تعتبر إسرائيل أنه في ما خصّ الجغرافية السورية كانت مشكلتها تنحصر بالنظام السوري. الآن لديها مشكلة مع محور المقاومة كله في سوريا لاسيما أنها باتت تعتبر سوريا ولبنان جبهة واحدة.
من سوريا إلى البيئة الاستراتيجية الأوسع. شهدت المنطقة تحوّلات أدّت إلى نهاية دولة داعش وفشل استقلال كردستان العراق. كيف تُقيِّم تل أبيب الواقع الجيوسياسي الجديد؟
بالنسبة إلى إسرائيل كان استقلال كردستان سيشكّل لها فرصة استراتيجية تودّ تحقيقها. هذا المشروع يُتيح لها وجود قاعدة استراتيجية مُتقدّمة في مثلّث الحدود التركية الإيرانية العراقية. هذه الفرصة الضائعة تجد إسرائيل نفسها مُتضرّرة من سقوطها.
ملفات متداخلة ومرحلة معقّدة
إعلان دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل جاء في خضمّ مجموعة ملفات مُتداخِلة. مُصالحة داخلية فلسطينية مُتعثّرة، عزْل قطر من الدول الأربع وانسحاب هذا الأمر على نفوذها في فلسطين، رسائل انفتاح من حماس على محور المقاومة.
الخطاب السعودي الرائِج اليوم هو موضع ترحيب في إسرائيل. بالمقابل عودة التقارُب بين حماس وفصائل مقاومة وبين محور المقاومة يُنظَر إليه إسرائيلياً بسلبية كبيرة. من زاوية الرؤية الإسرائيلية تحاول حماس أن تجمع المجد من طرفيه. أن توازن بين علاقتها مع مصر وبين علاقتها مع إيران. هذا تحدٍ كبير له أسُسه. واضح أنه يأتي بسبب مكانة مصر وأهميتها بالنسبة إلى حماس وأيضاً بسبب اقتناع حماس بأن إيران هي الدولة الوحيدة التي تدعم المقاومة بشكل حقيقي.
أما المُصالحة الفلسطينية الداخلية فإن مآلها الفشل وفق التقديرات الإسرائيلية. التطوّرات الأخيرة التي طرأت على علاقات دول الخليج كانت تطوّراً إيجابياً لإسرائيل لأنه أثّر على تمويل حماس.
ترامب والجوانب المخفية
موضوع القدس محطّ إجماع في إسرائيل. لا فرق في هذه المسألة بين يمين ويسار، بين متديّنين وعلمانيين. رئيس الحكومة الإسرائيلية ومَن معه لديهم الحرص على تحصين هذا القرار والاستفادة منه إلى أقصى الحدود. النقاش في موضوع القدس طُرِحَ خارج دائرة نتنياهو.
هناك من سأل سؤالاً وجيهاً: هل قرار ترامب هدية مجانية لإسرائيل أم هدية ملغومة؟ هل هو نابع من اعتبارات أميركية وشخصية صرفة؟
بعد عام على رئاسته يحاول ترامب الوفاء بوعده وإرضاء الإنجيليين والتيار الصهيوني. هل هذا ما حصل فعلاً أم هو جزء من خطّة سياسية بالاتفاق مع الدول العربية؟ من هذا المنحى ترك الإعلان نوعاً من الشك لدى اليمين الإسرائيلي. هذا التيار مهما قدَّمت له يطلب المزيد.
في الخطاب اليميني الإسرائيلي القدس خارج التفاوض. من هنا لاحت علامات استفهام لديه تعقيباً على كلام ترامب إن للقدس حدودها، وسيادتها تخضع للتفاوض. بنظرهم ترك الرئيس الأميركي الباب مفتوحاً كأنه يقول إن الحدود قابلة للنقاش.
على خطورة إعلان ترامب فإن الأخير لم يقل أيّة قدس هي عاصمة لإسرائيل. بالنسبة إلى اليمين الإسرائيلي هذا هام جداً. هم يعتبرون أن القدس كلها عاصمة لإسرائيل، أما ترْك موضوع الحدود والسيادة للمفاوضات فهذا يخالف خطابهم اليميني المُتطرِّف.
السماء لن تسقط على الأرض
وفق التقديرات المُسبقَة الأميركية والإسرائيلية فإن إعلان القدس عاصمة لإسرائيل سيكون مكسباً سياسياً كاملاً من دون الاضطرار إلى دفع أيّ ثمن باهِظ. مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن نيكي هايلي قالت بوضوح إن السماء لن تسقط على الأرض.
ما حصل منذ الإعلان حتى الآن، قد يظهر خطأً في تلك الحسابات في جانب، وصوابية في مكان آخر. ربح ترامب على المستوى الشخصي وربحت إسرائيل. بالمقابل غابت المواقف الجادّة والمؤثّرة من الدول العربية والإسلامية.
لكن شهدنا أيضاً ردود أفعال شعبية. بالحد الأدنى عادت القضية الفلسطينية بوصلة العالم العربي. تعزَّزت الأواصر بين فصائل فلسطينية ومحور المقاومة. هذه تداعيات سلبية بالنسبة إلى إسرائيل وأميركا، لكن لم تصل الأمور إلى درجة الانتفاضة. بالتالي لم تصل إلى درجة تندم فيها إسرائيل وأميركا على هذا القرار.
تعلم إسرائيل مُسبقاً أن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية غير معنية بإطلاق انتفاضة. أيضاً حركة حماس مُقيّدة نتيجة الحصار في غزّة والضغط العربي عليها. من هنا تُقدِّر السلطات الأمنية في إسرائيل أن الحراك يمكن أن يبقى تحت السيطرة ما لم تحصل أمور غير مُتوقّعة.
بمناسبة اليوم العالمي للحجاب.. الحجاب رمز تعتز به المرأة المسلمة في الغرب
منذ عام 2013 وحتى الآن، وفي اليوم الأول من شهر شباط/فبراير من كل عام، ترتدي النساء غير المسلمات الحجاب لإعلان تضامنهن مع المرأة المسلمة.
في عالم اليوم، قلّما يتمكن شخص ان يتجاهل انتشار الحجاب بين النساء وخاصة في المجتمعات الغربية. فرغم الجهود الكبيرة التي يبذلها الغرب لتهميش الحجاب والانتقاص منه، ورغم استخدامه التقنيات الثقافية والاجتماعية العديدة والمتنوعة، لكن يبدو ان استراتيجية الغربيين لم تحقق الكثير من النجاح في هذا المجال.
* اليوم العالمي للحجاب، فرصة للتضامن مع الحجاب والمرأة المسلمة
قبل 6 أعوام، ظهر اسم "اليوم العالمي للحجاب" بالتدريج بالنسبة للنساء المسلمات وغير المسلمات في أنحاء العالم، فاليوم الأول من شهر شباط/فبراير، هو اليوم الذي ترتدي فيه النساء غير المسلمات من مختلف الدول الحجاب للتضامن مع المرأة المسلمة، إنهن يمضين يوما بالحجاب، ويلتقطن الصور وينشرنها على مواقع التواصل الاجتماعي، ويشرحن تجاربهن مع الحجاب.
تم إطلاق "اليوم العالمي للحجاب" منذ عام 2013 حيث دعت إليه السيدة نظمة خان، الاميركية المسلمة. فقد قررت هذه السيدة المسلمة وبعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر، وبروز ردود الفعل في "التخويف من الاسلام" او ما يسمى "الاسلاموفوبيا"، قررت ان تدعو نساء العالم من غير المسلمات الى تجربة يوم واحد بارتداء الحجاب للتضامن مع المرأة النساء المسلمات في انحاء العالم.. إنها تقول انها كانت تريد ان تغير نوع النظرات حيال النساء المحجبات، وان تكسر النظرات والصورة النمطية عنهن.. انها ترى ان تجربة الحجاب ولو ليوم واحد يفتح آفاق النساء، ويؤدي الى ان لا يتم إطلاق الأحكام عليهن نظرا لظاهرهن.
* نظرة وسائل الاعلام الغربية إزاء الحجاب كرمز لاحترام هوية المرأة
وكتبت مدونة اجنبية بشأن اليوم العالمي للحجاب: عندما تستر امرأة مسلمة شعرها وجسدها، فإنها تبعث بهذه الرسالة الى المحيطين بها بأنها تحترم جسدها.. كما انها تثبت أنه لا يحق لأي أحد ان يقيس المرأة المسلمة بشعرها او جسدها.. فالمرأة المسلمة تبيّن من خلال سترها لبدنها، أنه ينبغي للآخرين ان يقيمونها حسب ذهنيتها وشخصيتها وأهدافها.
وقد أيدت العديد من الشخصيات الشهيرة في العالم بمن فيهم الباحثون والسياسيون وغيرهم من المشهورين، اليوم العالمي للحجاب.. كما تقوم العديد من الصحف ووسائل الاعلام العالمية بما فيها نيويورك تايمز والجزيرة وبي بي سي وسي ان ان وهافينغتون بوست وغيرها بتوفير التغطية الإعلامية لليوم العالم للحجاب.
وتشهد مراسم اليوم العالمي للحجاب اقبالا متزايدا من قبل نساء العالم، كل عام، ففي السنوات الاولى تطوع آلاف النسوة وأكثر من 70 مندوبة من 45 دولة. وفي عام 2016 شاركت مندوبات من 150 دولة، وحسب التخميات، شاركت 190 دولة في مراسم اليوم العالمي للحجاب.
والجدير بالذكر، وكأحد أمثلة انتشار الحجاب في المجتمع الغربي، نصب لوحة إعلانات في إحدى الخطوط السريعة في شيكاغو، بمضمون، ان الحجاب حرمة وشرف وقوة، وقد كانت مريم عليها السلام تراعي غطاء الرأس، والنساء المسلمات ايضا يغطين رؤوسهن.
* تجارب النساء غير المسلمات عن يوم واحد من الحجاب
كتبت ماري لان سون بي (وهي سيدة غير مسلمة) بعد ان نشرت صورتها بالحجاب على مواقع التواصل الاجتماعي: أهنئ جميع النساء باليوم العالمي للحجاب.. انني مسرورة للغاية لتمكني من أن أصبح عضوة لنشر السلام والفهم الإجتماعي عن الحجاب.. ولابد ان أشكر السيدة نظمة خان التي دعت النساء غير المسلمات الى تجربة الحجاب.. الحجاب تجربة سامية وتؤدي الى زيادة البصيرة تجاه الحجاب.
وكتبت جيني عن تجربتها الأولى مع الحجاب: كانت تجربتي الاولى لارتداء الحجاب في اليوم العالمي للحجاب لدعم النساء المسلمات، تجربة مدهشة وتوعوية.
فيما قالت رو بين بلادت، بعد ارتدائها الحجاب للمرة الاولى: بارتدائي الحجاب، خضت تجربة شعور قوي وغير قابل للتصور. فعندما ارتديت الحجاب وبتجربة حالات لم أكن أدركها في السابق، فقررت ان أخطو في هذا الطريق.
وتقول سيدة اخرى عن شعورها بشأن الحجاب وقرارها خوض هذه التجربة: عندما مشيت وأنا ارتدي الحجاب، شعرت بطمأنينة في نفسي، وأدركت أنني يمكنني أن أمارس هواياتي الشخصية وأعمالي في المجتمع بأسلوب أفضل.
ورغم كل الجهود التي يبذلها الغرب لإلغاء الحجاب ومواجهة النساء المحجبات، ولكن مع تطورات التقنيات وزيادة وعي المجتمعات عن هوية الإسلام، فالشواهد تدل على ان الشعوب الغربية تقبل بالتدريج يوما بعد آخر على الاسلام والحجاب.
حماس: إدراج واشنطن هنية على قائمة الإرهاب يكشف عمق انحيازها لإسرائيل
اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مساء اليوم الأربعاء، إدراج وزارة الخزانة الأمريكية، إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة، على قائمة "الإرهاب"، يكشف "عمق" الانحياز الأمريكي لإسرائيل.
وقال حازم قاسم، المتحدث باسم الحركة، في تصريح إن "القرار الأمريكي بوضع هنية، على لائحة الإرهاب يستهدف المقاومة الفلسطينية".
وأضاف "ذلك القرار يكشف عمق الانحياز الأمريكي لإسرائيل، الذي وصل لمرحلة الشراكة في العدوان على شعبنا".
ولفت إلى أن حركته "تمارس مقاومة مشروعة ضد المحتل الإسرائيلي بحسب الأعراف والقوانين الدولية".
وتابع: "القرار محاولة فاشلة للضغط على المقاومة، ولن يثنينا عن مواصلة التمسك بها لطرد الاحتلال".
واستدرك المتحدث باسم "حماس"، قائلا: "من يجب وضعه على قوائم الإرهاب هم قادة الاحتلال الإسرائيلي الذين ارتكبوا مجازر بحق شعبنا الفلسطيني".
وفي وقت سابق من مساء اليوم، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية، إسماعيل هنية، على قائمة العقوبات.
وقال بيان صادر عن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة الأمريكية (أوفاك)، نشر على موقعها الرسمي اليوم، إن الولايات المتحدة "أضافت هنية، إلى القائمة المخصصة للإرهابيين العالميين".
ويأتي هذا القرار في ظل توتر كبير بين واشنطن والفلسطينيين بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وهم صفقة القرن
حاز مصطلح "صفقة القرن" على نقاشات متعدّدة مع تولّي ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأميركية في كانون الثاني/ يناير الماضي، وتعالت التخوّفات بشأن تصفية قضية فلسطين بتطبيع بعض الدول العربية الخليجية مع إسرائيل، ربما نجح الاحتلال في فتح ثغرات في جدار العلاقة مع بعض الدول الخليجية، إلاّ أن ذلك لا يعني بأننا أمام صفقة قرن كما يتم تضخيمها من قِبل الولايات المتحدة الأميركية.
الإدارات الأميركية المتعاقبة تعمل على تقديم حلول أو بذل مساعٍ في العملية السلمية، تهدف من خلالها إلى الاحتفاظ بملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وإدراكها بأن تحريك عملية السلام يساهم في تخفيف الاحتقان في منطقة الشرق الأوسط ويساعد إسرائيل على ضبط الأوضاع الأمنية، ومع تولّي إدارة ترامب قيادة الولايات المتحدة، تعدّدت الأطروحات والأحاديث عن حمل الإدارة الجديدة رؤية للسلام، وُصفت من قِبل الرئيس الأميركي بالصفقة، ووصفها الرئيس المصري بقضية القرن.
تنطلق السياسة الأميركية العامة والدائمة تجاه قضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي من ثلاثة محدّدات، وهي: ضمان الأمن لإسرائيل، ضمان التفوّق العسكري لإسرائيل على دول المنطقة، رفض عودة اللاجئين الفلسطينيين.
لا يبدو بأن ترامب سيخرج عن المحدّدات، بل سيكون أكثر انحيازاً لدولة الاحتلال، ويظهر ذلك من خلال صداقته القديمة مع نتنياهو، وتشكيلة الطاقم المعاون التي يتمتّع معظمها بعلاقات وثيقة الصلة بإسرائيل، واللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، كما تدرك الإدارات الأميركية المتعاقبة أنها المتحكّم الوحيد في إدارة ملف التسوية، من دون أية منازعة من أي طرف آخر، لذلك فهي ليست على عجلة من أمرها لحسم هذا الملف.
الإدارة الأميركية الحالية تعمل وفقاً لمبدأ الترحيب بأيّ تقدّم يحرزه الطرفان في ما بينهما، أو برعاية المندوب الأميركي، وحتى لم تقدّم إدارة ترامب أيّ تصوّر عملي وحقيقي لإنجاز عملية السلام في المنطقة، إنما تحمل أفكاراً عامة.
أما على الصعيد الإسرائيلي فمنذ اللحظات الأولى لفوز ترامب اعتبرت إسرائيل _ اليمين خصوصاً _ أن صديقاً صدوقاً لها دخل البيت الأبيض، وقد تحدّث عدد من قيادات اليمين عن رغبتهم في إحداث تغييرات استراتيجية في مصير الضفة الغربية استغلالاً لدخول ترامب البيت الأبيض.
وقد انعكس هذا الارتياح في القرارات المتتابعة ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية، كما ظهر بجلاء في قرار بناء مستوطنة جديدة في تلة جيئولات تسيون، وذلك لأول مرة منذ 20 عاماً (ثمة بؤر استيطانية بُنيت لكنها كانت بفعل مجالس الاستيطان وبدعم من الحكومة وليس بقرار منها).
ما تسعى إسرائيل إليه هو جعل الولايات المتحدة تتبنّى خطتها للسلامين: الاقتصادي والإقليمي، بحيث تستطيع التطبيع مع الدول العربية من دون إعطاء الفلسطينيين دولة في أراضي عام 1967، كما ستسعى لبلورة اتفاق مع الولايات المتحدة بخصوص الكتل الاستيطانية، وهو ما يعني السماح باستمرار البناء الاستيطاني في حوالى 10% من مساحة الضفة الغربية، وبالإضافة إلى ذلك شرعنة تواجدها في الجولان، وجعل مصالحها الأمنية في صلب الاستراتيجية الجديدة التي تدرس الإدارة الأميركية تبنّيها في التعامل مع توسّع إيران وحلفائها في المنطقة.
قد يكون النظام المصري هو الأكثر اهتماماً بحل قضية فلسطين ، لإعادة تعاظم دوره على المستوى العربي. ومن هنا تأتي مساعيه إلى إتمام المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، بما يحقّق وحدة للموقف الفلسطيني، ونقطة قوة في أيّ تحريك لعملية التسوية، إلا أنه لا يمتلك أوراق قوة حقيقية تجبر إسرائيل على تقديم خطوات نحو الوصول إلى سلام شامل حسب الرؤية المصرية.
أما الأردن فما يعنيه في الحل النهائي لهذا الملف ألاّ تتوافد إليه أعداد إضافية من اللاجئين كي لا يؤثر على استقراره العسكري والسياسي والاقتصادي والسكاني الهش، كما أن الدولة الأردنية لا ترغب أن تكون لها حدود مشتركة مع الفلسطينيين وتفضّل أن تبقى حدودها مع الكيان الإسرائيلي.
باعتقادي لا يوجد ما يُسمّى بـ"صفقة القرن"، لكن ربما يتمركز الحديث عن تعزيز الاصطفاف في المنطقة عبر سعي البعض إلى استبدال العدو الإسرائيلي بإيران وحلفائها، فكيف يمكن تمرير أية عملية تسوية وإسرائيل تعاني من جبهات متعدّدة على الحدود الشمالية والجنوبية.
فتحظى التطوّرات المتلاحقة في الجبهة الشمالية مع حزب الله باهتمام إسرائيلي ، في ظل تعزيز التعاون والتواجد العسكري لإيران في سوريا، وتعزيز قدرات حزب الله العسكرية من خلال بناء مصانع سلاح متقدّمة، وتعزيز العلاقة بين محور المقاومة إيران وحزب الله وحماس، ما يؤثّر على ميزان القوى، فهذه المخاوف تتصدّر الأولوية الإسرائيلية، ولن تولي إسرائيل أهمية لعملية السلام؛ فهي تدرك بأن الدول العربية التي ترغب في تطبيع العلاقات لا تمثل فسلطين أولوية لديها أو عائقاً أمام خطواتها تجاهها.
من المستبعد أن تقفز عملية السلام بخطوات سريعة إلى الأمام في ظل الانشغال الأميركي والتعنّت الإسرائيلي الكبير، المستند إلى وجود حليف حميم له في البيت الأبيض لن يمارس عليه أيّ نوع من الضغط، ربما المياه الراكدة ستتحرّك، وبتقديري أن أبو مازن أمام ضغط الإدارة الأميركية قد يقبل بالعودة للمفاوضات من دون الشروط السابقة، تماشياً مع رغبة الإدارة في تحريك الملف.
حمزة أبو شنب
حماس ومصر خطوات بناء الثقة
منذ زيارة رئيس حركة حماس في قطاع غزّة يحيى السنوار منتصف يونيو الماضي للقاهرة، والعلاقات بين مصر وحماس تشهد تحسناً ملحوظاً، وتوالت الوفود الحمساوية إلى القاهرة للتباحُث بالموضوعات السياسية والأمنية ومحاولة تخفيف مُعاناة سكان قطاع غزّة.
قبل أيام حلّ المكتب التنفيذي لحركة حماس برئاسة إسماعيل هنيّة رئيس المكتب السياسي ضيفاً على القاهرة لعقْد لقاءات مع الجانب المصري وترتيب ملفاته الداخلية، وتأتي هذه التطوّرات بعد توليّ يحيى السنوار قيادة حماس في غزّة ثم إسماعيل هنية رئاسة المكتب، التي يُحسب لها تحقيق اختراقات هامة على صعيد العلاقات الفلسطينية الداخلية أو العلاقات الخارجية كمصر وإيران. تُرجِمت الزيارات المُتعدّدة لوفود من حماس إلى القاهرة، بخطوات عملياتية على الأرض، بتعزيز القوى الأمنية من الإجراءات الأمنية على طول الحدود بين قطاع غزّة ومصر، وإقامة منطقة عازِلة لتحدّ من تسلّل العناصر المُنحرفة فكرياً.
كما أدانت حركة حماس في بيان رسمي العمليات التفجيرية التي حصلت في سيناء في شهري يوليو وسبتمبر، والسماح للجالية المصرية في قطاع غزّة بإقامة بيت عزاء لقتلى الجيش المصري، وقد أَمَّ وفد من حماس برئاسة هنيّة بيت العزاء للتعزية. وعملت حماس على تحسين صورة مصر في الإعلام عبر التوقّف عن مُهاجمة الجانب المصري، وتحدّث قياداتها بصورة إيجابية تجاهها كان أبرزها حديث السنوار خلال لقاءاته مع الصف التنظيمي لحماس ومجموعة من الإعلاميين والكتّاب بأن حركته "أحدثت اختراقاً استراتيجياً في العلاقة مع مصر"، وأن قنوات الاتصال دائمة معهم. على الجانب المصري فقد سمحت مصر بإدخال كميات مُنتظمة من السولار إلى قطاع غزة، ولم يتوقّف ذلك برغم تعقيدات الأوضاع الأمنية في سيناء واستهداف قوة من الجيش المصري في بداية يوليو من العام الحالي.
كما عملت على تخفيف أزمة معبر رفح بتسهيل سفر حجّاج القطاع، بمن فيهم قيادات من حركة حماس، وسفر جزء من العالقين والمرضى، كما انخفضت وتيرة هجوم الإعلام المصري على حماس بصورة واضحة بعد العمليات ضدّ الجيش المصري في سيناء وهو ما لم يحدث في السابق. كما توجّت خطوات بناء الثقة باستقبال القاهرة المكتب التنفيذي لحركة حماس في مصر برئاسة إسماعيل هنيّة لعقد لقائه الوجاهي الأول منذ تشكيله في مايو من العام الجاري. وعُقدت مجموعة من اللقاءات مع المخابرات المصرية عزّزت حماس خلالها الرعاية المصرية لملف المصالحة الفلسطينية الداخلية ، بعد تراجع دورها خلال السنوات الثلاثة الماضية، وقد أصدرت حماس بياناً دعت فيه الرئيس محمود عباس إلى التوجّه إلى القاهرة لإتمام المُصالحة، وقبولها حلّ اللجنة الإدارية بصورة فورية، مقابل استضافة مصر اجتماع موسّع للفصائل الفلسطينية ينتج منه تشكيل حكومة وحدة وطنية.
الرؤية المصرية للمُصالحة الفلسطينية مقبولة من مُعظم الفصائل الفلسطينية، ونحن أمام سيناريوهين الأول : هو قبول الرئيس عباس الطرح المصري ما يعني أن العَجَلَة في قطار المُصالحة عادوت الدوران، والثاني وهو المُرجّح بأن الرئيس عباس لن يقبل ما هو مطروح بشكله الحالي، وسواء قبِل الرئيس أو لم يقبل ستمضي مصر في خطواتها تجاه قطاع غزّة وسترحّب بعقْد لقاءات فلسطينية_ فلسطينية. إلا أن ثمة أطراف عدّة تؤثّر في طبيعة العلاقة بين مصر وحماس، وربما التوقيت يفرض نفسه على الخارطة السياسية في المنطقة العربية، في ظلّ تعقّد المشهد، وحدّة الاصطفافات بين الدول العربية، فمصر تُقاطع قطر المُستضيفة لجزء من حركة حماس، والعلاقات بينها وبين تركيا الصديق الثاني لحماس مُتوتّرة.
لن تؤثّر المفاعيل الخارجية في خفْض أو رفْع مستوى العلاقات، طالما بقيت المصالح الحمساوية المصرية هي المُحدّد الأساسي في التفاهُمات بينهما، ستسعى مصر إلى تخفيف الحصار على قطاع غزّة، والسماح بإدخال بعض البضائع والمحروقات، وستسعى إلى عمل شبه مُنتظم لمعبر رفح، من دون فتحه بصورة كاملة، لما تشكّله هذه الخطوات من استقرار أمني في سيناء. أما إسرائيل فهي تُراقب ما يدور، وتسعى بأن تُخفّف الإجراءات المصرية من حدّة الأزمة الإنسانية، ما يؤجّل أيّ انفجار في وجهها قد ينطلق من قطاع غزّة، أما الحسابات الفلسطينية الفلسطينية، والعلاقات العربية الداخلية، ربما تشكّل لها فرصة لتعزيز تقاربها مع بعض الدول الخليجية. تأزّمت العلاقات بين مصر وحماس في العديد من المحطّات، إلا أن أحداث 3 يوليو من العام 2013، التي نتج منها إنهاء حُكم الرئيس المصري محمّد مرسي وإقصاء جماعة الإخوان المسلمين من المشهد السياسي المصري، أدّت حالة واضحة من القطيعة، إذ صُنّفت حماس في المحاكم المصرية بأنها حركة إرهابية، وتم تحميلها جزءاً من حال الفلتان الأمني في مصر كاقتحام السجون والتدخّل في سيناء.
علماً بأنه في الفترات السابقة كان هناك نوع من الاستقرار و التفاهم في بعض القضايا، ففي عهد مبارك كانت مصر راعية اتفاقيات المُصالحة والتهدئة، وقُبلت كوسيط من قِبَل كتائب القسّام في ملف تبادُل الأسرى، أما في عهدي ثورة 25 يناير 2011 والرئيس مرسي، فشهد التنسيق والتعاون مراحل متقدّمة جداً، وساهمت الأجهزة الأمنية في قطاع غزّة في إفشال العديد من المُخطّطات التي كانت تستهدف النظام في سيناء. يُدرك النظام المصري وحماس بأن العلاقات بينهما لن تصل إلى رؤية استراتيجية، فمصر تؤمن بالحلّ السلمي لقضية فلسطين بالقبول بحلّ الدولتين، بالإضافة لأبرامها معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية في العام 1979، فضلاً عن النظرة السلبية لدى بعض الأجهزة الفاعِلة في الدولة بسبب ارتباط حماس بجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر، والتي تعتبر السلطة الفلسطينية هي "العنوان" الرئيس للقضية الفلسطينية، وأن ملف حركة حماس سيبقى كملف أمني من اختصاص جهاز المخابرات.
أما حماس فهي تعي بأن التقارُب مع مصر مسقوف بالعديد من المؤثّرات الداخلية والإقليمية، فطموح حماس الوطني مُرتفع مُقارنة بالرؤية المصرية، كما أن الاتفاقيات المصرية مع إسرائيل تُلزِم المصريين بالتعاون في مكافحة تهريب السلاح إلى قطاع غزّة، وقد بذلت الأجهزة الأمنية جهداً مؤثّراً في مُلاحقة خطوط التهريب، ولعلّ الموقف الإسرائيلي المُسانِد لخطوات الجيش المصري في 3 يوليو2013 والتسويق له في العواصم الأوروبية، يُلزِم مصر باستحقاقات ميدانية في محاربة التهريب. اذاً فكلا الطرفين يوقن بمحدودية العلاقة بينهما على جميع الأصعدة إلا أن كلاً منهما يحتاج الآخر، فمصر تُدرك بأن حماس قوة مؤثّرة على المشهد السياسي الفلسطيني، وسيطرتها على قطاع غزّة وهي الحدود الشمالية الغربية لمصر، تجعلها الفاعِل الأقوى في أهمّ بوابات النفوذ المصري للقضية الفلسطينية، كذلك الوعي الحمساوي الموقِن بأن مصر بوابة إجبارية لا يمكن التخلّي عن العلاقة معها بحُكم الجغرافيا السياسية، وحضورها الفاعِل في ملفات العلاقات الفلسطينية والعلاقات الفلسطينية الإسرائيلية، وبناء عليه سيتواصل التعامُل بينهما في إطار محدودية كل طرف منهما، في إطار نظرة كل منهما للآخر.
نجحت حماس والقاهرة في تذليل العقبات وإزالة أجواء التوتّر، واستعادة مصر زِمام المبادرة في ملف المصالحة الفلسطينية، وستمضي مصر في خطواتها تجاه تحسين الأوضاع الإنسانية في قطاع غزّة. وستتعزّز العلاقات بين حماس ومصر خلال المرحلة المقبلة ومن المُرجّح أن نجد قيادات وازِنة تُقيم في القاهرة لتمتين العلاقة، وستشهد العلاقات بين حماس ودحلان مزيداً من الخطوات تجاه تطوير العلاقات والتفاهُمات بينهما.
حمزة أبو شنب