Super User

Super User

السبت, 10 شباط/فبراير 2018 05:44

لماذا طوزخورماتو؟

عملية عسكرية مشتركة يقودها الحشد الشعبي بالتعاون مع الجيش العراقي والردّ السريع وعمليات صلاح الدين ضدّ من يطلقون على أنفسهم أصحاب "الرايات البيضاء" وما تبقى من فلول داعش في طوزخورماتو. لماذا اختار هؤلاء الأخيرة مقراً لهم؟ وهل تنوّع المدينة القومي في وسط مراكز القوى المتصارعة في العراق هو ما جعلها هدفاً لداعش وغيرها؟

أهمية مدينة طوزخورماتو العراقية أنها تقع على الطريق بين بغداد وكركوك، وتشكّل عقدة مواصلات رئيسية في شمال العراق تربط بين محافظات صلاح الدين وديالى وكركوك. وربما كان لتكوين المدينة دور كبير في بقائها ضمن دائرة الأزمات والتوتر المستمر. هناك، حيث القوميات والألوان البشرية المتشابكة. لا توجد إحصائيات دقيقة عن التوزيع القومي لسكان المدينة، ولكن يتقاسمها كلٌّ من الكرد والعرب والتركمان في نسب متقاربة جداً. ومن هنا تأتي أهميتها، مدينة متنوعة القوميات والمذاهب في وسط مراكز القوى المتصارعة في العراق.

طوزخورماتو تشهد عمليات عسكرية مختلفة، الإرهاب تسلل إليها, والقوات العراقية المشتركة تلاحق فلول تنظيم داعش ومن يسمون أنفسهم أصحاب الرايات البيضاء، الجماعات التي لم تعرّف عن نفسها بعد، صحيح أنها ظهرت منذ فترة قصيرة، لكنها تحولت الى تهديدٍ حقيقيٍ للأمن العراقي بسبب تحركها وفق إيدلوجية قومية ودينية. المجموعة الإرهابية "الجديدة"سبق واستهدف عناصرها قضاء طوزخورماتو، شمالي محافظة صلاح الدين العراقية، بالصواريخ وقنابل الهاون، وتحدثت مصادر إعلامية بعدها عن معلومات تقول إن الحشد الشعبي أرسل تعزيزاتٍ إلى قضاء طوزخورماتو استعداداً لعملية "مرتقبة". المدينة التي تضم قوميات تركمانية وكردية وعربية، يبلغ تعداد سكانها 150 ألف نسمة، وتقع على بعد 75 كيلومتراً جنوب كركوك الغنية بالنفط ومتعددة الأعراق، لم تسلم من يد الإرهاب كما باقي المناطق العراقية.

قوات الحشد الشعبي سيطرت اليوم الأربعاء على أنفاق ومقرات "الرايات البيضاء" وطهرّت العديد من القرى شرق قضاء طوزخورماتو ضمن عملية قام بها الحشد بالتعاون مع الجيش العراقي والرد السريع وعمليات صلاح الدين بإسناد جوي لتطهير شرق القضاء.

العملية لم تكن مجهولة إذاً، فقد عُلم سابقاً أن مناطق شرق كركوك ستشهد عمليات عسكرية شاملة لإنهاء التهديد الذي يطاول المدنيين في طوزخورماتو وداقوق من قبل خلايا داعش وجماعة الرايات البيضاء. الاستعدادات العسكرية كانت قد اكتملت في انتظار انطلاق معركة التعقّب والتمشيط لتأمين كامل مناطق كركوك بعد أن تعرّضت لهجمات بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا.

وفق خبراء الميدان، فإن امتداد هذه العملية العسكرية سيكون حتى المثلث الرابط بين محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين، هذا هو الهدف المرسوم لها، لأن هذا المثلث تحوّل إلى بؤرة لإيواء عناصر داعش الهاربين من المدن والقرى المحرّرة.

نتيجة لكل ما سبق، يبدو أن القوات العراقية تستعد للدخول في فترة جديدة ومختلفة من العمليات العسكرية من أجل ملاحقة فلول داعش والجماعات المسلّحة الخارجة على القانون... والأيام القادمة ستكون شاهدة على ذلك.

رئاسة الوزراء الروسية توعز لوزارة الدفاع ببدء مباحثات مع نظيرتها اللبنانية بغيّة توقيع اتفاقية للتعاون العسكري بين البلدين، ترتأي فيما ترتأي إجراء مناورات عسكرية مشتركة والاستخدام المتبادل لمطارات وموانئ البلدين من قبل الطائرات القتالية والسفن الحربية لكليهما.

قرار الحكومة الروسية يأتي على خلفية التوتر بين لبنان والكيان الإسرائيلي الذي يخطط لبناء جدار إسمنتي يتعدى "الخط الأزرق"، إضافة إلى ادعاءات تل أبيب ملكيتها لـ"البلوك ٩" الغنيّ بالنفط والغاز في المياه الاقتصادية اللبنانية.

روسيا علمتّنا على مدى العقد الأخير من السنين على أقل تقدير بأن كلّ ما يتعلّق بقضايا الطاقة، وخاصة في الجغرافيا التي تمتد بين البحرين الأسود والأبيض المتوسط، يعدّ مسألة غاية في الأهمية بالنسبة لها ويمسّ مصالحها الاستراتيجية التي يرتكز عليها أمنها القومي.

من هنا يمكن فهم تصرّف موسكو إزاء دمشق. فموقع سوريا الاستراتيجي الذي يتحكّم إلى حدّ كبير بالملاحة في حوض الأبيض المتوسط ويعتبر منفذاً رئيسياً لتصدير النفط والغاز من المنطقة إلى أوروبا يفسّر استماتة روسيا في دفاعها عن الرئيس بشار الأسد والحفاظ على وحدة سوريا وترسيخ تواجدها العسكري على أراضيها.

ومن هذا الفهم تحديداً، يستنتج أن عزم الكرملين على توسيع النفوذ في المنطقة ليشمل لبنان أيضاً إنما يأتي استكمالاً لاستراتيجية الطاقة الروسية في الفضاء بين البحرين الأسود والأبيض المتوسط. ومن المنطقي الافتراض أن الروس الذين خاضوا تجربة ناجحة في القتال في خندق واحد مع إيران وحزب الله في سوريا باتوا يشعرون بأن أمن لبنان أصبح جزءاً من أمن سوريا، وفي المحصلة جزء من أمنهم، وفي ضوء تراجع النفوذ السعودي في لبنان يمكنهم، أي الروس، أن يبسطوا نفوذهم فيه.

واستناداً إلى هذه الأسس تبدو واقعية طموحات روسيا في احتكار قطاع الطاقة اللبناني، ولا سيما أن شركات روسية كبيرة تنوي المشاركة في مناقصات الحكومة اللبنانية لمشاريع النفط والغاز في الجرف القاري اللبناني.

من هنا الاستنتاج أن بنيامين نتنياهو لم ينجح في إقناع فلاديمير بوتين بدعم موقف تل أبيب من قضية "البلوك ٩". ويبدو أن الكرملين بقراره تعزيز التعاون العسكري مع لبنان، عازم على المضيّ قدماً في جعل بلد الأرز في مأمن من التهديدات الإسرائيلية.

الروس واللبنانيون قاتلوا في خندق واحد في سوريا. ولدى الروس أقوال مأثورة كثيرة حول رفقة السلاح ومنها: "لا تخن رفيق السلاح. متّ أنت لكن رفيقك أنقذ".

سلام العبيدي

السبت, 10 شباط/فبراير 2018 05:40

ليبيا: مخاطر ما قبل الانتخابات

الميدان الليبي يشهد عدة تطورات مفصلية على المستويين السياسي والعسكري منذ أوائل شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، تأتي كلها على خلفية توتر يسود الأجواء في المستويين على خلفية تضارب الرؤى بين قائد الجيش الوطني وبين رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بشأن نهاية المدة القانونية لاتفاق الصخيرات السياسي من عدمها.

شهد الميدان الليبي على المستويين السياسي والعسكري منذ أوائل شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، عدة تطورات مفصلية تأتي كلها على خلفية توتر مكتوم يسود الأجواء على خلفية تضارب الرؤى بين قائد الجيش الوطني وبين رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بشأن نهاية المدة القانونية لاتفاق الصخيرات السياسي من عدمها.

الكل يضع الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتوقعة في أيلول/سبتمبر المقبل، كأولوية مصيرية لحجز مكان في خريطة سياسية تكتنف محاولات تشكيلها الكثير من العراقيل الأمنية والعسكرية والسياسية أيضاً.

 

الوضع في بنغازي

وتمكن الجيش الوطني من الإنهاء التام لعملياته داخل مدينة بنغازي، بإكتمال تطهير منطقة إخريبيش ومحيط الفندق البلدي، لينهي بذلك شهوراً طويلة من المواجهات مع عناصر مجلس شورى مجاهدي بنغازي.

لكن برغم ذلك لم تنتهِ التحديات في المدينة، فبالإضافة إلى عمليات تطهير بعض شوارع المدينة من الألغام والعبوات الناسفة، انطلقت عمليات مطاردة لمن تمكن من الهرب من عناصر مجلس شورى مجاهدي بنغازي، خاصة في اتجاه المناطق الغربية للمدينة، وتمكنت قوات الجيش من قتل 6 من هذه العناصر في منطقة الجروشة.

وشكلت السيارات المفخخة تحدياً كبيراً أمام قوات الجيش، حيث شهدت المدينة خلال هذه الفترة انفجار ثلاث سيارات مفخخة؛ الأولى كانت في بلدة سلوق التي تقع على بعد 50 كم من المدينة، واستهدفت أحد أعيان قبيلة العواقير، لكن لم تنتج أية إصابات عن هذه الانفجار.

الحدث الأمني الأهم كان انفجاراً مزودجاً تم تنفيذه باستخدام سيارتين مفخختين، استهدف مسجد "بيعة الرضوان" في حي السلماني شمالي المدينة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات. وكان واضحاً أن الهدف الأساسي من هذه التفجيرات هو زيادة الإيحاء بأن المدينة تشهد توتراً أمنياً، لمحاولة عكس الصورة التي ترسخت خلال الأسابيع الماضية عقب إنتهاء العمليات في إخريبيش.

كذلك شهدت المدينة توتراً على خلفية طائفية بعد العثور على 6 جثث في منطقة الليثي، تعود إلى أشخاص تم اختطافهم على يد بعض المنتمين إلى جماعة سلفية.

 

عمليات درنة على الأبواب

أعلنت غرفة عمليات "عمر المختار" التابعة للجيش الوطني، قرب بدء العمليات في درنة، وتحديد النطاق الواقع بين جنوبي مدينة القبة وحتى بوابة الحيلة الواقعة جنوبي المدينة كمنطقة عمليات عسكرية مغلقة، وحذرت في بيان لها أهالي المدينة من التواجد حول المقرات التابعة لمجلس شورى مجاهدي درنة.

بالتزامن مع هذا البيان، وعقب اجتماع ضم قائد الجيش الوطني وقائدي غرفتي عمليات الكرامة وعمر المختار في قاعدة الأبرق الجوية، أعلن قائد القوات الخاصة بدء انتقال قواته إلى محاور درنة، وبدأت تعزيزات كبيرة من قوات الصاعقة والكتيبة 106 مشاه، مدعومة بالصواريخ والمدفعية، في التدفق إلى التخوم الجنوبية والغربية للمدينة.

وفي نفس السياق، استمرت عمليات الاستهداف المدفعي من جانب الكتيبتين 321 و322 على مواقع مجلس شورى مجاهدي درنة في المحاور الغربية والجنوبية، خاصة محوري الكسارة والظهر الحمر، فاستهدفت في المحور الغربي منطقتي الحجاج وتمسكت، وفي المحور الجنوبي مناطق مزارع بوختال وبوربيحة ومزارع الوزير ووادي الضحاك وكسارات زيدان، وتبادلت القصف المدفعي مع عناصر مجلس شورى مجاهدي درنة في منطقة الحيلة ومفرقها. كذلك شارك سلاح الجو في عمليات القصف، فشنت مروحياته غارات على مناطق وادي الشواعر وسيدي عزيز ومزارع الوزير وبوختال.

بحرياً، كثفت القوات البحرية الليبية عمليات الاستطلاع والمراقبة لساحل المدينة ومنطقة الكورنيش، وكذلك للمنطقة البحرية المحظورة قبالة ساحل المدينة، والتي تمتد من خليج الحنية غرباً إلى خليج عين الغزالة شرقاً، ونفذت الوحدات التابعة للسرية البحرية المقاتلة "سوسة" عمليات استطلاع مسلح لمحيط ميناء المدينة.

في ما يتعلق بالوضع داخل المدينة، نفذ عناصر مجلس شورى مجاهدي درنة خلال الأيام الماضية عدة عمليات إعدام ميداني لمواطنين متعاونين مع الجيش الليبي، خاصة بعد إصابة آمر السرية الأمنية للمجلس جراء إنفجار عبوة لاصقة في سيارته.

 

نشاط متصاعد لتنظيم داعش

وعلى المستوى الميداني، يعتبر النشاط المتصاعد لعناصر تنظيم داعش في عدة مناطق ليبية، هو التحدي الأكبر أمام كلٍ من الجيش الوطني الليبي التابع للحكومة المؤقتة في طبرق، ورئاسة الأركان العامة التابعة للمجلس الرئاسي في طرابلس.

خلال الأسابيع الماضية صدرت عدة تحذيرات روسية وأميركية من هجمات مرتقبة للتنظيم على نطاق الهلال النفطي، وهو ما أكدته تصريحات صادرة عن الجيش الوطني الليبي، الذي أكد إحباط عشرات الهجمات على الحقول الغربية والجنوبية في الهلال النفطي خلال الفترة الماضية، واستمرار عمليات التمشيط والمراقبة على طول الساحل وجنوبي منطقة الحقول. ونتج عن هذه العمليات اشتباك بين دوريات من الجيش الوطني وعناصر من داعش على مدار يومين بالقرب من حقلي السماحة والظهرة النفطيين، قرب الطريق الرابط بين مدينتي زلة ومرادة. أدى الاشتباك إلى استشهاد 4 عناصر من الجيش ومقتل 3 من عناصر داعش، بينهم قيادي مطلوب.

ولم يقتصر نشاط عناصر داعش على هذا الاشتباك فقط، بل تم رصد إقامتهم لنقاط تفتيش مؤقتة في عدة مناطق قرب مدينة سرت معقلهم السابق، من بينها منطقة وادي إمراح جنوب غرب مدينة سرت على الطريق بين منطقة أبو قرين ومدينة الجفرة، وفي منطقة الكيلو 60 غربي مدينة سرت على الطريق المؤدي إلى منطقة أبو نجيم.

استهدف التنظيم من هذه النقاط إثبات وجود عناصره قرب سرت من جهة، ومن جهة أخرى الحصول على ما يمكن من المواد الغذائية والتموينية من الشاحنات المارة في هذه المناطق. بشكل عام دفع نشاط تنظيم داعش المتزايد حول سرت قوات البنيان المرصوص التابعة لحكومة طرابلس إلى الإستنفار التام داخل المدينة وحولها، خاصة بعد القبض على أحد عناصر التنظيم في منطقة أبو هادي جنوبي المدينة، وإحباط محاولة لتفجير سيارة مفخخة في بوابة أبو قرين غربي المدينة. وكذلك القبض على شخصين ينتميان للتنظيم في طرابلس.

 

الاستنفار يصل إلى المنطقة الشرقية

ودخلت قوات غرفة عمليات طبرق في حالة استنفار عقب هجوم شنته عناصر سودانية وتشادية معارضة على دورية مشتركة من الكتيبتين 106 و501 التابعتين للجيش الوطني في منطقة بحر الرمال العظيم قرب واحة جغبوب جنوبي شرق البلاد، ونتج عنه استشهاد 6 جنود.

عقب هذا الهجوم، أطلق الجيش الوطني عملية "غضب الصحراء"، بهدف تمشيط المنطقة الواقعة من واحة جغبوب شرقاً، مروراً بغربي مدينة الكفرة ووصولاً إلى مدينة ربيانة غرباً. تترافق العملية مع مجهود جوي لمقاتلات سلاح الجو إنطلاقاً من قاعدة الكفرة الجوية على تحركات مجموعات المعارضة التشادية والسودانية غربي المدينة.

 

نيران العاصمة لا تهدأ

وفي طرابلس، استمرت الإشتباكات المتكررة بين المجموعات المسلحة، وباتت هذه المناوشات سبباً رئيسياً في تعطيل الحياة داخل العاصمة، وإلحاق أضرار جسيمة بالبنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة، الاشتباك الأهم داخل العاصمة كان بين ميليشيات ما يعرف بـ"بشير البقرة" وبين قوة الردع الخاصة، وكان مطار معيتيقة المدني مسرح المعركة التي انتهت بانسحاب قوات بشير المهاجمة وقتل وجرح عدد من الأشخاص، وإلحاق أضرار فادحة بطائرات الخطوط الجوية الليبية. كذلك شهدت منطقتي عين زارة والقره بولي إشتباكات مماثلة.

وكذلك هاجمت مجموعات مسلحة منزل وزير الدفاع التابع لحكومة الوفاق في منطقة جنزور غربي العاصمة، والذي تم إيقافه عن العمل من قبل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بعد الهجوم على قاعدة براك الشاطئ، وهاجم عناصر ما يسمى بكتيبة ثوار طرابلس مقر جهاز الرقابة الإدارية في العاصمة، واختطفت لفترة رئيس الجهاز.

وشهدت منطقة أبو كماش قرب معبر رأس جدير الحدودي بين ليبيا وتونس اشتباكاً على مدى عدة أيام بين قوات المنطقة الغربية العسكرية التابعة لحكومة الوفاق وقوة محلية من مدينة زوارة، انتهى بسيطرة قوات المنطقة الغربية على المعبر الذي كانت قد سيطرت على الطريق الرابط بينه وبين العاصمة في وقت سابق.

وفي مصراتة، طرأ حدث أمني لافت وهو اغتيال عميد بلديتها بعد اختطافه مباشرة عقب وصوله إلى مطار المدينة قادماً من تركيا، وهو من الأصوات التي كانت تنادي بالتفاهم مع قيادة الجيش الوطني.

الحدث الأهم كان مصادرة البحرية اليونانية لسفينة شحن ترفع علم تنزانيا، كانت في طريقها إلى ميناء المدينة، مُحمّلة بنحو 400 طن من المواد المتفجّرة جميعها من إنتاج شركة Orica-Nitro التركية، قادمة من ميناءي مرسين واسكندرونة. هذه الحادثة ألقت بظلال كثيفة على الدور التركي الميداني في ليبيا، والذي على ما يبدو في طريقه للتصاعد مرة أخرى بعد فترة من الجمود.

وشهدت مناطق ليبية أخرى عدة حوادث أمنية، حيث استمر مسلسل استهداف القطاع النفطي الليبي، بتفجير خط النقل الرابط بين حوض مرادة وميناء السدرة النفطي. وتعرضت دورية تابعة لسرية حماية مدينة بني وليد لهجوم من مسلحين محليين على الطريق بين بني وليد وترهونة، واستمر التوتر بين أهالي مدينة تاورغاء النازحين والمجموعات المسلحة داخل مدينة مصراتة بعد فشل اتفاق المصالحة نتيجة لمنع المجموعات المسلحة أهالي تاورغاء من العودة إلى منازلهم.

 

إيطاليا وروسيا، أدوار متصاعدة

ومن أهم الملاحظات التي من الممكن التوقف عندها في الوضع الليبي الحالي، هو التصاعد المستمر في الدور الروسي على عدة مستويات، حيث زار وزير خارجية الحكومة المؤقتة التابعة لبرلمان طبرق العاصمة الروسية، وإلتقى بنائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وصدر عقب الإجتماع بيان روسي مهم يؤكد على دعم الحل السياسي في ليبيا.

كذلك زار موسكو قائد الحرس الرئاسي التابع لرئاسة الأركان العامة المنضوية تحت لواء حكومة طرابلس، وتم إبلاغه أن موسكو مستعدة لتزويد ليبيا بالسلاح إذا ما تم رفع حظر التصدير وتم توحيد المؤسسة العسكرية، وهو نفس المعنى الذي صرح به السفير الروسي في طرابلس. صدر أيضاً تصريحان مهمان، الأول كان على لسان رئيس فريق الإتصال الروسي في ليبيا، حول عدم وجود أي خطط روسية حالياً لشن ضربات جوية على ليبيا، والثاني لرئيس الأركان العامة الروسية، حول أن القوة الرئيسية لتنظيم داعش تحاول الإنتقال إلى ليبيا.

وفي ما يتعلق بالدور الإيطالي، أنهت إيطاليا في مدينة برنديزي الدورة التدريبية الثانية لمشاة البحرية الليبية التابعة لرئاسة الأركان العامة الموالية لحكومة طرابلس، وسيتبعها تدريب الدفعة الثالثة خلال هذا الشهر. عقب إعلان سلطات روما عن بدء تفعيل غرفة عمليات جديدة مع ليبيا لمكافحة الجرائم العابرة للحدود، فوجئت كل الأطراف الليبية بتصويت البرلمان الإيطالي بالموافقة على زيادة عدد الجنود الإيطاليين في ليبيا بواقع 100 جندي و30 مركبة مدرعة، وهو ما تسبب في عاصفة من الإدانات، هذه القوة سيتمركز جزء منها ضمن مهمة حلف شمالي الأطلسي في تونس، وستقوم بتدريب العناصر الليبية التابعة لسلاحي البحرية والجو. كذلك سترسل إيطاليا قوات إلى قاعدة ماداما الفرنسية في النيجر، والتي تبعد نحو 100 كم عن الحدود الليبية، مما يجعل لها داخل ليبيا وحولها قوة عسكرية كبيرة نسبياً.

 

ما بين السراج وحفتر

ونلاحظ ربما اختلافاً في مضمون التصريحات الصادرة عن قائد الجيش الليبي خلال هذه الفترة، ففي أواخر العام الماضي، كانت تصريحاته تصعيدية، تؤكد على انتهاء صلاحية اتفاق الصخيرات السياسي، وتحذر من قرب اللجوء إلى الحسم العسكري كخيار أخير، لكن خلال الشهر الماضي، لوحظ دعمه المعلن للعملية الإنتخابية المقبلة، مع تأكيده على رفض إنضواء الجيش تحت لواء أي سلطة غير منتخبة، وكذلك طلبه تغيير مقر مفوضية الانتخابات الذي يقع في العاصمة، وهذا كان واضحاً في مضمون اللقاءات التي قام بها خلال الفترة الماضية، سواء في زيارته الثانية إلى روما، أو لقاءاته في بنغازي مع وزير خارجية فرنسا، وسفير الإتحاد الأوروبي، والمبعوث الخاص لجامعة الدول لعربية.

يرى قائد الجيش الليبي فرصة مهمة في يده للإستفادة من الخلافات المكتومة بين فصائل مصراتة وطرابلس المسلحة، التي يرى بعضها أنه من الحتمي التفاهم معه وعدم التصادم على الأرض، ولعل مواقف عميد بلدية مصراته الذي تم إغتياله من أوضح الدلائل على هذا التوجه، لكن التركيز الأساسي له حالياً ينصب بالضرورة على عمليات درنة التي قد تنطلق خلال الأيام المقبلة، وسيكون التحدي الأكبر أمامه هو إنهاؤها بأسرع مدة ممكنة.

وفي المقابل، يعلم رئيس المجلس الرئاسي لحكومة طرابلس السراج، أن مهامه السياسية تعتبر في حكم المنتهية بنهاية العام الماضي، حتى ولو كان مقتنعاً أن اتفاق الصخيرات لا تنتهي مدته إلا بتسليم السلطة إلى حكومة منتخبة، وأنه "لن يقبل الليبيون توغل المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية". لذلك كان اهتمامه منصباً على جمع الدعم السياسي داخلياً وخارجياً، مستفيداً من تصريحات داعمة له صدرت من الرئيس الأميركي، فتقابل في الجزائر مع رئيس الحكومة، وفي تونس مع الرئيس، وفي طرابلس مع وزيري خارجية فرنسا وإيطاليا.

محمد منصور

السبت, 10 شباط/فبراير 2018 05:39

لبنان إلى العصر النفطي... بقوّة الردع

غاية إسرائيل هي حرمان لبنان من استغلال ثروتين استراتيجيتين: المياه والنفط. والثروتان تشكّلان إذا ما أحسنت الحكومة اللبنانية استغلالهما، مصدر غنى وتصبّان في تعزيز مالية بلد يعاني مديونية هائلة، وتخلقان فُرَص عمل كثيرة للبنانيين، وتوقفان نزيف الهجرة إلى الخارج، وتالياً تُدخلان تغييراً كبيراً على مجمل الوضع الاقتصادي لهذا البلد.

عند عتبة الاستحقاق النفطي في لبنان تحرّكت إسرائيل. قالها وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بفجاجة إن مباشرة لبنان بطرح العطاءات لاستخراج الغاز في البلوك الرقم 9 تُعتبر بمثابة "استفزاز لإسرائيل"، لأن هذه المنطقة "ملكٌ لنا". هذا الكلام التهديدي مؤدّاه غرض واحد، ألا وهو حمل الشركات التي اتفقت معها الحكومة اللبنانية على التنقيب في المياه الاقليمية للبنان، على عدم المُضيّ في الإجراءات العملية التي من شأنها أن تنقل لبنان إلى العصر النفطي. 

التهديدات الإسرائيلية بمنع لبنان من استغلال ثرواته الطبيعية ليست جديدة. فمعروف أن إسرائيل عملت خلال فترة احتلالها للشريط الحدودي في جنوب لبنان، على سرقة مياه الليطاني. وكثيراً ما أطلق القادة الإسرائيليون تهديدات بالحرب في حال أقدم لبنان على استغلال ثروته المائية، لا سيما الأنهر التي تصبّ في فلسطين المحتلة. وفي عام 1965 أغارت الطائرات الإسرائيلية على منابع نهريّ الحاصباني والوزاني، لتمنع تنفيذ مشروع كانت قد أقرّته جامعة الدول العربية في عام 1964 وينصّ على تحويل مجاري الأنهر، التي تصبّ في بحيرة طبريا، وهي الحاصباني والوزاني في لبنان ونهر بانياس في سوريا. وتوالت بعد ذلك التهديدات الإسرائيلية من مغبّة إقدام الحكومات اللبنانية على استغلال الثروة المائية في الجنوب. ولا تزال إسرائيل تقيم مضخّات على نهر الوزاني حتى اليوم من دون أن تقيم أيّ وزن للقانون الدولي. 

وغاية إسرائيل هي حرمان لبنان من استغلال ثروتين استراتيجيتين: المياه والنفط. والثروتان تشكّلان إذا ما أحسنت الحكومة اللبنانية استغلالهما، مصدر غنى وتصبّان في تعزيز مالية بلد يعاني مديونية هائلة، وتخلقان فُرَص عمل كثيرة للبنانيين، وتوقفان نزيف الهجرة إلى الخارج، وتالياً تُدخلان تغييراً كبيراً على مجمل الوضع الاقتصادي لهذا البلد.

وإذا كان هذا هو التعاطي الإسرائيلي مع الثروة المائية للبنان، فإن التعاطي مع ثروة لبنان النفطية لا يشكّل استثناءً، لا سيما وأن كميات الغاز المُكتشَفة في الحقول التي تستثمرها إسرائيل قبالة شواطىء فلسطين المحتلة، لا تحتوي على الكمّيات المُفترَضة، ولذلك هناك إصرار للتعويض من طريق سرقة الغاز من قبالة السواحل اللبنانية.

وعلى غرار التهديدات والخطوط الحمر التي رسمتها إسرائيل أمام الحكومات اللبنانية لتنفيذ مشاريع على أنهر الجنوب، فإنها تلجأ اليوم إلى اللغة ذاتها في الملف النفطي. لكن ليس بالضرورة أن تنجح إسرائيل هذه المرة في فرض شروطها والتحكّم بالمُعادلة. فلبنان يقف اليوم موحّداً في مواجهة المحاولات الإسرائيلية لعرقلة البدء بالخطوات الفعلية لاستخراج الغاز.  

وفيما تمضي الحكومة اللبنانية في إجراءات توقيع العطاءات لبدء التنقيب مع كونسرتيوم يضمّ توتال الفرنسية وإيني الإيطالية ونوفاتك الروسية، أكّد الرئيس ميشال عون أن "كلام ليبرمان عن البلوك الرقم 9 تهديد للبنان ولحقّه في ممارسة سيادته على مياهه الاقليمية". كما أن رئيس الوزراء سعد الحريري أكّد أن لبنان "سيتابع هذا الكلام الإسرائيلي مع الجهات الدولية المُختصّة للتأكيد على حقّه المشروع في التصرّف بمياهه الاقليمية".

هذا في السياسة. أما المعادلة التي لا بدّ من أن تكون إسرائيل تأخذها في الحسبان فهي تلك المعادلة التي تفرضها المقاومة وإعلان الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله مراراً، أن المقاومة لن تسكت إذا ما حاولت إسرائيل منع لبنان من استغلال حقوله الغازية في البحر، وأن أية محاولة من جانب إسرائيل في هذا الاتجاه سيكون الردّ عليها بالمثل.

وتُدرك إسرائيل أن تجاوز قوّة الردع لـ"حزب الله" ستكون مُكلِفة وتدفع بالأوضاع نحو نهايات لا يمكن التنبّوء بها. وقد يكون الشعور الإسرائيلي بالعجز عن الإقدام على خطوات عملية لتعطيل عملية التنقيب عن الغاز الطبيعي قبالة السواحل اللبنانية، هو الذي دفع بالمسؤولين الإسرائيليين في الأيام الأخيرة إلى تصعيد التهديدات للبنان وتزايد الكلام حول إنشاء "حزب الله" مصانع للصواريخ في جنوب لبنان وتحذير اللبنانيين من عواقب مثل هذه الخطوة. وبدا لوهلة أن الحرب واقعة حتماً.

هذه التهديدات إذا ما أقدمت إسرائيل على نقلها إلى حيّز الفعل، فإنه ليس من المُبالغة القول إنها تكون تُخاطر بتفجير مواجهة قد تُشعِل حرباً ليس في لبنان فحسب، وإنما تُنذِر بحريق اقليمي. وربما كان الكلام الذي ورد على لسان مسؤولين إسرائيليين عن أن الصواريخ "ستمطر" على إسرائيل في حال نشوب حربٍ ثالثة مع لبنان، كان الهدف منه التذكير بالثمن الباهِظ الذي سيدفعه الإسرائيليون، وتالياً التمهيد لاتخاذ مواقف أقل تهوّراً. ومعادلة توازن الرُعب المفروضة منذ عام 2006، هي الضمانة الأكبر للبنان اليوم، ولجعل إسرائيل تفكّر ألف مرة قبل الإقدام على إشعال فتيل التفجير.

ويبقى أن الخشية الإسرائيلية من أن يتمكّن لبنان من استغلال نفطه، لا تنبع فقط من رغبة إسرائيلية في سرقة ما يمكنها سرقته من ثروة لبنان الطبيعية كما تفعل في مياهه، وإنما جزء كبير من الخوف الإسرائيلي نابع من كون النفط يمكن أن يُحدِث تحوّلاً استراتيجياً في الاقتصاد اللبناني وينقل لبنان إلى دولة تحقّق نمواً اقتصادياً وتالياً يحقّق استقراراً اجتماعياً وسياسياً. وهذا ما لا تريده إسرائيل.

سميح صعب

الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف يقول إن تنظيم جبهة النصرة مازال المصدر الرئيسي لزعزعة الاستقرار في سوريا، ويؤكد على أن موسكو تحسّن باستمرار البنية التحتية للمرافق العسكرية في مطار حميميم وفي ميناء طرطوس في سوريا.

قال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن "تنظيم جبهة النصرة فرع القاعدة في سوريا مازال المصدر الرئيسي لزعزعة الاستقرار في البلاد وليس فقط في منطقة إدلب"، معرّباً عن قلقه الكبير من "حصول إرهابيي النصرة على صواريخ محمولة مضادة للطائرات".

وأضاف كوناشينكوف أن "تنظيم القاعدة أصبح أداة مطيعة في أيدي الدول المتقدمة تكنولوجياً وتقنياً، وغير الراضية عن الدور الرئيسي لروسيا في تحرير سوريا من داعش".

ولفت المتحدث إلى أن "موسكو تحسّن باستمرار البنية التحتية للمرافق العسكرية في مطار حميميم وفي ميناء طرطوس في سوريا"، منوّهاً أن "الدفاع الروسية تحدد قنوات إمداد الإرهابيين في سوريا بمضادات الطائرات المحمولة وأنواعها".

وشدد كوناشينكوف على أن"ما يدعو للقلق هو حصول مسلحي النصرة على منظومات مضادات طيران محمولة، والتي يمكن أن تستخدم ليس فقط في سوريا وليس فقط ضد الطائرات العسكرية".

الإعلام الحربي يوجه رسالة واضحة إلى إسرائيل مفادها أنّ لبنان لن يفرط ولن يضيع ولن يتسامح في أي حق من حقوقه في مياهه الإقليمية ولا في ثروته النفطية، مهما تكن الضغوط والمخاوف.

وجه الإعلام الحربي على صفحته الرسمية على موقع تويتر اليوم الثلاثاء رسالة إلى إسرائيل يؤكّد حقّ لبنان المشروع في ثروته النفطية.

وكتب الإعلام الحربي في تغريدة على تويتر "إجماع لبناني على حق لبنان في ثرواته النفطية والمقاومة تؤكد أنها لن تفرط بها"، كما نشر عدة صور تظهر بوضوح رسالة المقاومة للاحتلال الإسرائيلي بحق لبنان في ملكية البلوك رقم 9، وجاء فيها "لن نفرط ولن نضيّع ولن نتسامح بأي حق من حقوق لبنان في مياهه الإقليمية ولا في ثروته النفطية، مهما تكن الضغوط والمخاوف".

وفي صورتين ضمن التغريدة نفسها وجّه الإعلام الحربي رسالة باللغتين العربية والعبرية، مفادها "من يمس منشآت النفط والغاز في المياه الإقليمية اللبنانية ستُمس منشآته وهو يعلم أن لبنان قادر على ذلك"، وجاءت بتوقيع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

وفي وقت سابق من اليوم، اجتمع رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، وأكّدوا رفضهم التهديدات الإسرائيلية ولا سيما تلك التي أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بشأن البلوك رقم 9 في المياه الإقليمية.

وأكد بيان الرئاسة اللبنانية أنّ هذه التهديدات ضدّ سيادة لبنان واستقلاله وسلامة أراضيه والتي تمثلت بعزم إسرائيل على بناء جدار أسمنتي قبالة الحدود الجنوبية وفي نقاط على "الخط الازرق" يتحفّظ عليها لبنان، إضافة إلى الإدعاءات التي أطلقها ليبرمان حول ملكية المربع الرقم 9 في المنطقة الاقتصادية الخالصة، وذلك بالتزامن مع إطلاق لبنان مناقصة تلزيم والتنقيب عن النفط والغاز فيها.

ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن ضابط كبير في البحرية تخوّف إسرائيل من هجمات "إرهابية" يمكن أن تأتي من فوق الماء وتحتها، وقال "إنّ وجود منصات غاز لطاقتنا إيجابي وسلبي على السواء"، موضحاً أنها "أهداف واضحة للأعداء" على الحدود الشمالية.

وبحسب الضابط الإسرائيلي فإنّ تل أبيب تعتقد أنّ حزب الله يمتلك صواريخ بعيدة المدى بما فيها صواريخ بالستية دقيقة حصل عليها من إيران، يمكن أن تصيب المنصات والسفن الإسرائيلية البحرية، قائلاً "نعتقد أن حزب الله لديه القدرة على ضرب أي مكان في مياهنا".

دعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، لاعتبار الجمعة المقبل، "يوم غضب" في وجه إسرائيل رفضاً لنقل السفارة الأمريكية للقدس وإعلانها عاصمة لإسرائيل.

وقالت الحركة، في بيان، مساء الأربعاء،على "ضرورة التوجه إلى كل نقاط التماس مع إسرائيل ليكون يوم الجمعة يوم غضب باسم الشهيد أحمد جرار".

وأعلن الجيش الإسرائيلي، صباح أمس، اغتيال الشاب أحمد نصر جرار، الذي تتهمه بقيادة خلية عسكرية نفذت عملية إطلاق نار قرب نابلس (شمال)، الشهر الماضي، أدت لمقتل مستوطن.

وخلال الأسابيع الماضية، نفذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة في مدينة جنين (شمالي الضفة الغربية) وبلداتها، بحثًا عن "جرار"، حتى تمكن من اغتياله، صباح الثلاثاء، في بلدة اليامون قرب المدينة.

وأضافت حركة الجهاد: "أن أي مساس بالقدس سيفجر الأوضاع ويفتحها على مصراعيها".

ولفتت إلى أن الشعب الفلسطيني "يواصل تصعيد انتفاضته المباركة في وجه الاستيطان والحصار والتهويد وفي وجه المخططات الصهيونية الأمريكية التي تستهدف حقوقه وثوابته".

وأوضحت أن خيار التسوية مع إسرائيل "قد أثبت فشله وباتت الانتفاضة والمقاومة هما النهج الأصيل الذي يتوجب علينا جميعاً أن نمضي فيه ومن خلاله لحماية أرضنا والذود عن مقدساتنا وحقوقنا".

وتشهد معظم المدن الفلسطينية، مظاهرات ومواجهات مع القوات الإسرائيلية، احتجاجًا على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 6 ديسمبر/ كانون أول 2017، اعتبار القدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمةً لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المحتلة.

السبت, 10 شباط/فبراير 2018 05:23

القناعة والرضى

عن أمير المؤمنين (عليه السلام):"مَنْ رَضِيَ بِرِزْقِ اللَّه لَمْ يَحْزَنْ عَلَى مَا فَاتَه... ومَنْ أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِ الْمَوْتِ - رَضِيَ مِنَ الدُّنْيَا بِالْيَسِيرِ".

للعيش في هذه الحياة مستلزمات وقد كفل الله عز وجل الرزق لهذا الإنسان، فلم يتركه سدى، قال تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ.

ولكن أعظم ما يبتلى به الإنسان عدم الرضى بما يصل إليه من رزق الله، فتجده دائم الطلب للمزيد وبهذا يتوقع دائما أن يصله من نعم هذه الدنيا الكثير، وكلما رأى نعمة أنزلها الله على أحد من خلقه يعيش القلق لأنه لم يحصل على ذلك، بل اذا توقع شيئا من الرزق ولم يصل إليه يحزن لفقده وعدم الوصول إليه.

إن السبب في ذلك هو التعلّق بهذه الدنيا الناشئ من النظر إليها على أنها هي الغاية، وأما من كان تعلّقه بالآخرة وكان حاضرا لديه على الدوام أن كل ما في هذه الدنيا سوف يزول وينقطع بالموت فإنه سوف يقنع بما يصل إليه من الرزق القليل.

إن تحقق القناعة لدى الإنسان بما رزقه الله سيؤدي إلى آثار إيجابية على المستوى النفسي فيعيش الإنسان في راحة، يقول الإمام (عليه السلام) :"ولَا كَنْزَ أَغْنَى مِنَ الْقَنَاعَةِ، ولَا مَالَ أَذْهَبُ لِلْفَاقَةِ مِنَ الرِّضَى بِالْقُوتِ، ومَنِ اقْتَصَرَ عَلَى بُلْغَةِ الْكَفَافِ، فَقَدِ انْتَظَمَ الرَّاحَةَ".

فالرضى بالرزق الإلهي يزيل من الإنسان الشعور بالفقر وهو بهذا يمتلك روح الغنى، بل يعبّر الإمام عن القناعة بأنها كنز، ومن امتلك هذا الكنز كان من أهل الغنى لا الفقر، وهذه القناعة تتمثل بأن يقنع بما يكفيه للعيش فلا يطلب الرفاهية التي يسعى إليها سائر الناس.

ومن أهم ما يساعد الإنسان على الوصول إلى الرضى والقناعة أن يعلم أن الأمر بيد الله يعطيه كما يشاء, ولذا يقول الإمام (عليه السلام):"ولَنْ يَسْبِقَكَ إِلَى رِزْقِكَ طَالِبٌ، ولَنْ يَغْلِبَكَ عَلَيْه غَالِبٌ، ولَنْ يُبْطِئَ عَنْكَ مَا قَدْ قُدِّرَ لَكَ".

وفي كلام الإمام بيان واضح بأن أحداً لن يأخذ المقسوم لك كما إن لكل رزق أوانه ووقته، فلن يتأخر رزقٌ أراده الله لك عن الوصول إليك إذا حان وقته.

ولذا فإن من الأمور التي يقع بها من لا يقنع بالرزق هو أن يبدأ بالطلب من الناس وسؤالهم وهو ما يحذّر منه الإمام مؤكداً على ضرورة أن يتعلق الإنسان بالله سبحانه وييأس من الناس، يقول (عليه السلام):"الْغِنَى الأَكْبَرُ الْيَأْسُ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ".

فالمؤمن الواثق بأن الرزق بيد الله يتجه إلى الله عز وجل مباشرة فيخاطبه بحاجته ويسأله أن يقضيها له، ولا يجعل واسطة بينه وبين ربه، قال (عليه السلام):"وإِنِ اسْتَطَعْتَ أَلَّا يَكُونَ بَيْنَكَ وبَيْنَ اللَّه ذُو نِعْمَةٍ فَافْعَلْ، فَإِنَّكَ مُدْرِكٌ قَسْمَكَ وآخِذٌ سَهْمَكَ، وإِنَّ الْيَسِيرَ مِنَ اللَّه سُبْحَانَه أَعْظَمُ وأَكْرَمُ مِنَ الْكَثِيرِ مِنْ خَلْقِه، وإِنْ كَانَ كُلٌّ مِنْه".

ومن دعاء الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) في اللجوء إلى الله بما يغني الإنسان عن الحاجة إلى الناس:"اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَصُنْ وَجْهِي بِالْيَسَارِ، وَلَا تَبْتَذِلْ جَاهِي بِالْإِقْتَارِ فَأَسْتَرْزِقَ أَهْلَ رِزْقِكَ، وَأَسْتَعْطِيَ شِرَارَ خَلْقِكَ، فَأَفْتَتِنَ بِحَمْدِ مَنْ أَعْطَانِي، وأُبْتَلَى بِذَمِّ مَنْ مَنَعَنِي، وَأَنْتَ مِنْ دُونِهِمْ وَلِيُّ الْإِعْطَاءِ وَالْمَنْعِ".

السبت, 10 شباط/فبراير 2018 05:18

الضغوط والهموم وتحطيم الغرائز

إحدى العوامل التي تنشىء ظاهرة التعقيد والشعور بالنقص لدى الانسان هي الضغوط الاقتصادية والهموم الكاذبة وتحطيم الغرائز وعدم اشباعها على الوجه الصحيح والمحدد لها.

بلا شك يجب على الانسان ان يشبع غرائزه على وجه متوازن، لأن الافراط والتفريط هنا يتسببان في طفح الكيل في الغرائز او خمولها فتكون عنده أرضية مناسبة لاقتراف الذنوب في كلتا الحالتين.

فمثلاً الضغط على شيء حلزوني الشكل ـ كالرفاس ـ يحدث رد فعل قوي. كالذي لم يأكل مدة من الزمن فعند رؤيته للأكل يأكل بشراهة.

قال الامام الخميني (قدس سره) ناصحاً لطلبته نقلاً عن آية الله المحمدي الگيلاني: "ليكن عيشكم طبيعياً، ولا تحملوا انفسكم اكثر من طاقتها. لان التحمل للطلبة لايخلو من مخاطرٍ، ولربما تتوقعون من الناس اكثر من الممكن".

وعلى أية حال، فلابد ان تسير الحياة بشكل طبيعي، وان لا تكبح جماح الغرائز الانسانية المشروعة.

فمثلاً: من وجهة نظر الاسلام إن القاضي بالشريعة يجب ان يعيش عيشة طبيعية يؤمنها من أموال بيت المال؛ لئلا يحس بالحاجة فيتبع الرشوة ويتلوث بأكل الحرام.

في الآية 32 من سورة الاعراف نقرأ: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ.

"بعث أمير المؤمنين (عليه السلام) عبد الله بن العباس الى ابن الكواء وأصحابه وعليه قميص رقيق وحلّة فلمّا نظروا إليه قالوا: يا ابن عباس أنت خيرنا في أنفسنا وأنت تلبس هذا اللباس؟ فقال: وهذا أول ما أخاصمكم فيه قال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ، وقال تعالى: ﴿خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ" (الاعراف / 31). (1)

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): "إن الله جميل يحب الجمال ويحبّ أن يرى أثر النعمة على عبده" (2).

قراءة في روايات أخرى:

1 ـ قال الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): "ليس منا من وُسّع عليه ثم فتّر على عياله". (3)

2 ـ. وقال الامام الرضا (عليه السلام): "ينبغي للرجل أن يوسع على عيالة لئلا يتمنّوا موته" (4).

وقال الامام الصادق (عليه السلام): "ينبغي ان يكون للعاقل أربع ساعات.... ساعة مناجاته مع ربه، وساعة يحاسب بها نفسه، وساعة التفكر في مخلوقات الله سبحانه، وساعة يصرفها في تهيئة المأكل والملبس له ولعياله" (5).

4 ـ وقال امير المؤمنين علي (عليه السلام): "إن هذه القلوب تمل كما تمل الابدان فابتغوا لها طرائف الحكم" (6).

إجمالا يمكن القول بضرورة إشباع متطلبات الروح الانسانية بشكل مشروع، وإعادة النظر في الكثير من التعقيدات المهيمنة على جوانب الحياة كالمأكل والملبس وتعديلها، وعدم سلوك سبيل الجهلة (سبيل الافراط والتفريط)، لان تعطيل الغرائز يتسب في فتورها ويالتالي تظهر العقد والانحراف النفسية.

* الشيخ محسن قراءتي - بتصرف

(1) فروع الكافي ج 6 ص 442.
(2) فروع الكافي ج 6 ص 438.
(3) وسائل الشيعة ج 5 ص 135.
(4) نفس المصدر السابق ص 135.
(5) اخلاق شبر ص 285.
(6) غرر الحكم ج 1 ص 234.

أكد الرئيس الايراني حسن روحاني بان الجمهورية الاسلامية الايرانية تعمل على امتلاك اي سلاح تقليدي تحتاجه في الدفاع عن نفسها وهي لن تفاوض احدا في هذا المجال.

وقال الرئيس روحاني في مؤتمره الصحفي اليوم الثلاثاء، اننا نعمل على امتلاك اي شيء للدفاع عن البلاد سواء كانت طائرات او صواريخ او غواصات او اي شيء نحتاجه للدفاع عن بلادنا.

واضاف، ان تعهدنا امام العالم هو ان لا نسعى لامتلاك اسلحة الدمار الشامل ليس فقط بسبب تعهدنا بل ايضا بسبب فتوى قائد الثورة الاسلامية. اذن فان الجمهورية الاسلامية لن تسعى لامتلاك اسلحة الدمار الشامل وما يسعى الاميركيون وبعض الدول الاخرى وراءه من الاسلحة الاكثر تدميرا المناهضة للاخلاق والتعهدات الدولية والشرع.

وتابع الرئيس روحاني، الا انه في مجال الاسلحة التقليدية ستعمل الجمهورية الاسلامية الايرانية على امتلاك اي سلاح تقليدي للدفاع عن البلاد ولن تفاوض احدا في هذا المجال.

واضاف، انني اؤكد بان الصواريخ الايرانية لم تكن هجومية في اي وقت من الاوقات ولم ولن تصنع للهجوم على اي بلد. فصواريخنا هي للدفاع عن انفسنا ولم تصنع ابدا لاستخدام اسلحة الدمار الشامل. اننا لا نمتلك اسلحة الدمار الشامل اساسا لندخل في تفاوض مع احد في هذا المجال.

وقال الرئيس الايراني، انه لو التزم الاميركيون بجميع تعهداتهم في اطار الاتفاق النووي لتوفرت باعتقادي ظروفا جديدة، وكان من المحتمل ان نتمكن من التحدث مع اميركا حول قضية اخرى، ولكن للاسف هم الذين فوتوا هذه الفرصة الذهبية بانفسهم، سواء الحكومة السابقة التي كانت البادئة بتبديد الفرص وخاصة الحكومة الراهنة التي قضت على هذه الاجواء تماما.

وتابع الرئيس روحاني، لقد اكدت دوما بان مفتاح اجواء العلاقات المستقبلية بين ايران واميركا هو بيد واشنطن، اذ عليهم التخلي عن ممارساتهم وضغوطهم وتهديداتهم وحظرهم وفي مثل هذه الحالة ستتغير الاجواء من ذاتها وفي اطار يمكن التفكير للمستقبل.

 

** المعاهدة الشاملة للتعاون بين ايران واغانستان تخدم مصلحة الطرفين

وفي جانب اخر من تصريحاته وفي الرد على سؤال حول المعاهدة الشاملة للتعاون بين ايران وافغانستان وهل تشمل الجانب العسكري ايضا، وهل ان ايران جاهزة لتزويد افغانستان بخبراتها الاستشارية كما فعلت في العراق، قال الرئيس روحاني، ان افغانستان جارتنا الشرقية وكانت بيننا علاقات جوار طيبة على مدى قرون كما ان الشعب الايراني العظيم استضاف جيدا اخوته واخواته الافغان حيث يدرس اطفالهم مجانيا في مدارسنا وهو بطبيعة الحال عمل ثقافي قيم تقوم به وزارة التربية والتعليم.

واوضح بان هنالك اتفاقا شاملا ومهما بين ايران وافغانستان منذ عهد الرئيس السابق ومازال مستمرا واضاف، انه تم الاتفاق النهائي على الكثير من اجزاء الاتفاق وان العمل جار حاليا على الاجزاء المتبقية، مؤكدا القول بان هذه المعاهدة مهمة وشاملة ولو ابرمت فانها تخدم مصلحة الطرفين.

واعرب عن اسفه لتواجد الارهابيين في افغانستان وقال، نحن مستعدون لتقديم اي مساعدة ممكنة سواء كانت استشارية او غير استشارية. بطبيعة الحال فان تواجد الاميركيين بكل قواعدهم هذه في افغانستان كان من اجل توفير الامن فيها لكننا نرى اليوم بان الامن تزعزع اكثر من ذي قبل.

وقال، ربما يكون تواجد القوات الاجنبية في افغانستان ذريعة كبرى للارهابيين لاستقطاب الشباب. انني آمل بان تتخذ الحكومة والشعب الافغاني القرار الذي يخدم مصلحتهم، ومن المؤكد ان ايران ستكون الى جانب الشعب الافغاني في مكافحة الارهاب.