Super User

Super User

الأربعاء, 15 تشرين2/نوفمبر 2017 09:41

السعودية: ولي العهد يرتب الأمور

لماذا يدور الحديث عن خطوة دراماتيكية؟ لأن ولي العهد قد أقدم على خطوة غير مسبوقة من حيث حجمها، والتي تعبر عن قوة حكمه خلال السنة الأخيرة. فهو قد قام في البداية بتعيين أخيه (من الأم ذاتها) سفيراً للملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية، كما قام بتعيين العديد من أخوته (من الأم نفسها أيضاً) في مناصب رئيسية أخرى. إلى هنا ليست هناك أية مفاجأة. ففي المملكة المسماة على اسم عائلة سعود، من الطبيعي أن يكون الأخوة من الدرجة الأولى هم الأشد ولاءً، وأن يمسكوا بأسس الحكم.

يغص التاريخ الحديث للمملكة العربية السعودية، كدولة وطنية، بالكثير من الحالات التي لم يكن فيها الملك المتوج هو الذي يقوم، في سنواته الأخيرة، بإدارة الأمور. فقد سبق لهذا الأمر وأن حدث مع كل من الملك خالد والملك فهد والملك عبد الله، وهذا هو الحال اليوم مع الملك سلمان. والخطوة الدراماتيكية التي حدثت نهاية الأسبوع، والتي اُعتقل فيها 11 أميراً متهمين بالفساد – بالإضافة إلى وزراء حاليين وسابقين – هي برهان عملي على أن ولي العهد البالغ من العمر 32 عاماً، محمد بن سلمان، هو الرجل القوي في المملكة.    

لماذا يدور الحديث عن خطوة دراماتيكية؟ لأن ولي العهد قد أقدم على خطوة غير مسبوقة من حيث حجمها، والتي تعبر عن قوة حكمه خلال السنة الأخيرة. فهو قد قام في البداية بتعيين أخيه (من الأم ذاتها) سفيراً للملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية، كما قام بتعيين العديد من أخوته (من الأم نفسها أيضاً) في مناصب رئيسية أخرى. إلى هنا ليست هناك أية مفاجأة. ففي المملكة المسماة على اسم عائلة سعود، من الطبيعي أن يكون الأخوة من الدرجة الأولى هم الأشد ولاءً، وأن يمسكوا بأسس الحكم.

التعيين الأكثر أهمية هو تعيين خالد (بن عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن / المترجم) قائداً للحرس الوطني. فالأمير عبد العزيز آل مقرن هو سليل أحد الفروع الجانبية للعائلة، ويشكل هذا الأمر تغييراً لقواعد اللعبة. إذ كان آل مقرن خلال العقد الأخير المسؤول عن العلاقة المباشرة مع القبائل، وتعيينه في منصبه الجديد يشكل عملياً عقد حلف مع القبائل عينها وضمان ولائها لمحمد وذلك عندما يتوج ملكاً بشكل رسمي. وبهذه الخطوة تخطى محمد بن سلمان أخيه من الدرجة الثانية. كما يشكل اعتقال بعض الأمراء في نهاية الأسبوع بتهم الفساد تعبيراً واضحاً عن عدم ولائهم له، من وجهة نظره.  

وعلاوة على ذلك فإن كل من سيقوم الآن بتحدي خطوات ولي العهد سيوصم بالخيانة لأنه يخرج على المصلحة الوطنية للمملكة العربية السعودية. وهذه المصلحة الوطنية يتم فرضها، بشكل دائم، وفقاً لمصلحة العائلة وبقائها ومن خلال عرض التهديدات الخارجية – سواء كانت وهمية أو حقيقية – على استقرار المملكة (والعائلة). هذا هو الوضع الآن. فالرياض ترى وجود تهديد حقيقي للنفوذ الإيراني، ليس فقط على دول الخليج بل أيضاً على الخارطة السياسية في الشرق الأوسط. ووفق رؤية ولي العهد، فإن التحالف مع القبائل القوية هو أمر حيوي، ذلك أن الهدوء في الداخل سيفح المجال أمام مواجهة العدو الخارجي بشكل أفضل. والسبيل الأمثل لفعل هذا الأمر هو تعيين شخص تعرفه القبائل بشكل شخصي. إذ أن زعماءها سيُظهرون الولاء لآل مقرن، الذي يدين بتعيينه لولي العهد، وسيبقى الأخير وفيّاً للفرع الحاكم من العائلة.

هكذا يقومون ببناء الهوية الجماعية التي تستند على أساس العائلة والقبيلة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن بقية مواطني السعودية (الغالبية العظمى من الشيعة في شرق الدولة، وسكان منطقة الحجاز في غربها) لا يشكلون جزءاً من شبكة التحالفات التي يقوم محمد بن سلمان بنسجها. وعندما يحدث هذا الأمر فإنه يمكن لذلك أن يشكل بداية لبناء هوية وطنية مشتركة لكل المواطنين. إلا أنه من المشكوك فيه أن يتوجه محمد بن سلمان للأقليات وذلك لسبب بسيط وهو شعوره بأنه قوي بما فيه الكفاية لإدارة شؤون المملكة. كما أن المذهب الوهابي المسيطر على المملكة، والذي يرى في الشيعة كفاراً، لن يسمح بتقديم تنازلات سياسية واجتماعية لخلق أرضية وطنية مشتركة. ويُفضي كل هذا إلى نتيجة وهي أن السعودية، في ظل محمد بن سلمان، ستواصل الاعتماد على الولاء القائم على العائلة والقبيلة.

غادي حيتمان

أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان رئيس حكومة لبنان سعد الحريري محتجز في السعودية وممنوع من العودة الى لبنان. وتابع “صحيح اننا على خلاف مع تيار المستقبل لكن هذا يدعو الى التوقف لان هناك من يريد فرض زعامة جديدة على تيار المستقبل ومن ثم فرض رئيس حكومة جديد على لبنان”. ولفت الى ان “السعودية طلبت من العدو الاسرائيلي شن حرب ضد لبنان وضد حزب الله”، محذرا “اسرائيل من أي إستغلال ومن أي خطأ في التقدير للوضع الراهن في لبنان”.

وقال السيد نصر الله في كلمة له الجمعة خلال الاحتفال الذي أقامه حزب الله بمناسبة ذكرى اربعين الامام الحسين(ع) وذكرى يوم شهيد حزب الله إن “السعودية تعتقد انها قادرة على فرض رئيس حكومة جديد على لبنان والسعودية بكل ما فعلته هو تحريض اللبنانيين على بعضهم البعض وتريد للبنانيين ان يشتموا بعضهم وان يحارب بعضهم بعضا وعندما لم تحصل على الاستجابة تتهم اللبنانيين بالضعف”.

واشار السيد نصر الله الى ان “السعودية تحرض الدول العربية وغير العربية للضغط على لبنان ومنع رعاياها من السفر اليه”، وتابع ان “الأخطر ان السعودية تحرض اسرائيل على ضرب لبنان (وبالطبع هذا لا يخيفنا اصلا) وهذا ليس تحليل وانما اتحدث عن معلومات وحاضرة ان تقدم عشرات مليارت الدولات ازاء ذلك”.

وقال السيد نصر الله إن “اللبنانيين اليوم امام مرحلة تاريخية ونحن ندين هذا التدخل السعودي السافر في الشأن الداخلي اللبناني وندين خصوصا هذا التصرف المهين مع الرئيس سعد الحريري منذ وصوله الى المطار وما تبع ذلك”، وتابع “نحن نعتبر ان اهانة رئيس حكومة لبنان هي اهانة كل لبناني وصولا الى اجباره على الاستقالة واجباره على تلاوة بيان لم يكتب حرفا فيه ومنعه من العودة الى لبنان”، واضاف “نضم صوتنا الى الاجتماع المشترك لكتلة تيار المستقبل بضرورة ان يعود الرئيس الحريري الى لبنان وليقل ما يشاء ويفعل ما يشاء ويعبر عن موقفه من لبنان، ومن ثم ان يُقضى على الشيء مقتضاه ولكن ان يبقى قيد الاقامة الجبرية هو ما لا يجوز السكوت عليه على الاطلاق”، وتابع “نحن نقول ان رئيس حكومة لبنان محتجز في السعودية ويجب اطلاق سراحه وعلى لبنان العمل لاطلاق سراحه”.

واوضح السيد نصر الله “حاليا نحن نعتبر ان الاستقالة المعلنة غير دستورية وغير شرعية لانها وقعت تحت الاكراه والضغط ولا تعبر عن ارادته لان عبارة المكره كأنها مسلوبة”، وتابع “هذا يترتب عليه ان الحكومة الحالية قائمة وقانونية ودستورية وشرعية وليست مستقيلة، نعم يتعذر اجتماع الحكومة لغياب رئيسها واحتجازه في السعودية ولا يعنينا اجراء استشارات كما يريد المستعجلين بل المتأمرين والادوات السعودية”، واوضح “اذا عاد الرئيس الحريري وقدمها وان كنا نعرف انه مضغوط ومضطر الا انه يكون قد اختار هو ذلك”.

ونوه السيد نصر الله “بالقيادة الحكيمة للرئيس عون بالتشاور مع الرئيس بري وهذا التضامن استطاع ان يحمي البلد في امنه واقتصاده وهذا يجب ان يستمر”، ودعا الى “المزيد من الوعي والتنبه من محاولات جر البلد الى التوتير”.

وقال السيد نصر الله إن “السعودية وبعض الادوات يصرون على الحديث على حصول اغتيالات وهذا يدعو للتنبه”، وتابع “حتى في موضوع الحرب الاسرائيلية يجب التنبه لانه لا احد يجزم بعدم حصول ذلك ولكن نحن بحسب  قراءتنا ومعطياتنا لا يوجد شيء هذا القبيل وان كان الاسرائيلي يعلم تماما ان اي حرب اثمانها باهظة جدا”، واضاف ان “الاسرائيلي دخل على الخط مع السعودية ويمكن ان يدخل بعناوين اخرى حيث تم التوجيه بتقديم كل الدعم للسعودية في حربها على حزب الله”، وتابع “الاسرائيلي يحاول الاستفادة مما يجري على الارض لتحقيق مصالحه كما جرى في بلدة حضر السورية حيث تم تسهيل دخول جبهة النصرة للاعتداء على الدروز كي تحاول ايقاع فتنة طائفية درزية سنية وهذا الامر يمكن للاسرائيلي قد يقارب بهذه الطريقة في لبنان”.

وأكد السيد نصر الله “نحن نراقب الامور بدقة واسرائيل اليوم حذرة جدا ونحن اليوم في يوم الشهيد اقول لهم نحن اشد وأقوى وأحذرهم من اي محاولة للاعتداء ولا يظنون اننا منشغلون في مقابل اي تهديد”، وتابع “يجب ان نكون نحذرين في الملف الاسرائيلي ولكن هم ايضا ينتبهون جيدا واسرائيل لا تقاتل الا لحسابها ومصلحتها وليس لمصلحة اي احد فهل القتال لصالح السعودية يصب في مصلحة اسرائيل؟ المعطيات لدينا لا تدلل على ذلك”، محذرا “اسرائيل من أي إستغلال ومن أي خطأ في التقدير للوضع الراهن في لبنان”.

وقال السيد نصر الله “نعم يوجد مشكلة مع السعودية ويوجد غضب سعودي باتجاه حزب الله وان كان الغضب الاساسي هو على ايران، ونحن نتفهم غضبهم ولكن لا نتفهم رد فعلهم المهين”، واوضح “نتفهم غضبهم لان مشهد المنطقة يوضح ذلك، مثلا سوريا وكل ما جرى فيها يبرر غضبهم لانهم دعموا الارهاب وكذلك في العراق فهم يؤيدون انفصال كردستان، اما في اليمن رغم كل هذا العدوان لم يحققوا شيئا هناك رغم كل التحذيرات من مجاعة على نطاق واسع”، وتابع “بمجرد ادانة العدوان على اليمن يصبح حزب الله مرتكب لجريمة تاريخية لانه يعترض على العدوان والقتل والمجاعة ونحن لا يحسن عندنا السكوت في هذا الامر”.

ولفت السيد نصر الله الى ان “الاتهام السعودي لحزب الله باطلاق الصاروخ على الرياض يدل على مشكلة”، واشار الى ان “السعوديين يستخفون بالعقول اليمنية ولذلك لا يريدون ان يصدقوا ان اليمنيين يصنعون الصواريخ والطائرات المسيرة”، واكد ان “السعودية خسرت الحرب لانها تستخف باليمنيين”، وتابع “لانها فشلت في اليمن تريد تحميل المسؤولية لايران ولحزب الله”، وشدد على ان “موقف حزب الله من العدوان على اليمن لا يمكن تبديله”.

وأشار السيد نصر الله الى ان “السعودية فشلت في الازمة الخليجية بوجه قطر”، وتابع “حتى في البحرين رغم كل المسار الخاطئ ضد الشعب لم يسقط ارادة الشعب البحريني واوصلت البحرين كدولة الى حد الافلاس لانها دولة تقتل شعبها وتعتقل العلماء والشباب”، وتابع “صحيح ان السعودي عندما يفشل في كل المنطقة سيحاول القدوم الى لبنان في محاولة لتحقيق اي تقدم رغم ان السعودية لها نفوذ في لبنان كما ان ايران لها نفوذها ولها احترامها ايضا ولكن هناك فارق بين الطرفين حيث ان ايران لا تستخدم نفوذها بينما السعودية تحاول استخدام هذا النفوذ وفتح معركة في لبنان لانها غير قادرة على ايران”، وتابع “اذا كانت السعودية تتصور ان تلحق الهزيمة بالقوى السياسية التي ترفض الخضوع فهي مشتبهة واذا كان الهدف هو معاقبة حزب الله او القضاء على حزب الله انا أنصح بعدم وضع هكذا عناوين او اهداف لانه لا يمكن تحقيقها”، وشدد على “ضرورة التمسك بإنجازنا وأمننا وبدولتنا وبجيشنا وبوحدتنا الوطنية وتماسكنا الداخلي ولا يجوز ان نهلع من كل المخاطر”.

وقال السيد نصر الله “هل ما تقوم به السعودية منذ يوم السبت هو انقاذ للشعب اللبناني ام انكم تريدون انقاذ الشعب اللبناني كما تنقذون الشعب اليمني، في اليمن كان العنوان انقاذ الشعب اليمني بينما اليوم نجد كل القتل والتدمير والتجويع وبسحق عظام الناس وسفك الدماء وغيرها من الممارسات”، وسأل “هل انقاذ الشعب اللبناني باهانة رئيس الحكومة وتخريب البلد ووضع الناس في دائرة الخوف والرعب والذعر وبتحريض الناس على بعضها للاقتتال؟”، وشدد على ان “كل ما يجري هو عقاب للبنان لانه  بلد عزيز كريم لا يخضع للاملاءات الخارجية وقدم شهداء كي لا يخضع”.

من جهة ثانية، أكد السيد نصر الله ان “داعش” تلفظ انفاسها الاخيرة وهي في المرحلة الاخيرة من خلال التطورات والانجازات العسكرية الضخمة التي تحققت في البوكمال وقبلها في كل سوريا وتلاقي القوات العراقية والسورية على الحدود وهذا كله ببركة دماء الشهداء.

وقال السيد نصر الله “نحن ببركة تضحيات هؤلاء الشهداء ومعهم كل المضحين من العوائل والجرحى والاسرى وعوائلهم ومع كل الذين يتحملون المسؤولية في لبنان والمنطقة ويقدمون التضحيات، نحن تمكنا ان نحرر ارضنا واسرانا في التحرير الاول في العام 2000 حيث سقطت اسرائيل الكبرى ومن ثم سقطت اسرائيل العظمى في العام 2006″، وتابع “ثم في التحرير الثاني استطعنا تحرير ارضنا من الارهاب وان نوجد معادلات ردع وان نحفظ امننا”.

واشار السيد نصر الله الى “اننا اليوم نساهم بالاجهاز على اعظم مؤامرة على المنطقة وعلى شعوب المنطقة بمختلف الانتماءات وعلى الاسلام وعلى دين محمد واعظم مؤامرة على القيم الانسانية والتي جسدتها داعش الارهابية الوهابية التي صنعتها الادارة الاميركية والسعودية وسهل امرها الكثير من القوى الاقليمية”.

من جهة اخرى، قال السيد نصر الله “أعظم كرامة يمكن ان يقدمها الله لانسان هو ان يوفقه ان يكون شهيدا في سبيل الله”، واضاف “على طريق الحسين نال الكثير من احبائكم وابنائكم وبناتكم هذه الكرامة الالهية وكانوا الشهداء لانهم اهل اليقين والعطاء ولانهم الصادقون المخلصون ولا يريدون شيئا من حطام هذه الدنيا”.

وبمناسبة ذكرى اربعين الامام الحسين، قال السيد نصر الله “أجدد العزاء لصاحب العزاء لرسول الله(ص) وآل بيته الاطهار(ع) والامام صاحب العصر والزمان “، وتابع “اليوم نلقتي ايضا في يوم شهيد حزب الله اليوم الذي اقتحم فيه فاتح عهد الاستهشاديين احمد قصير مقر الحاكم العسكري الاسرائيلي في صور وصح ان نقول الامير احمد قصير امير الاستشهاديين الامير في العطاء والبذل وفي الجود بالنفس من اجل عزة وكرامة وحرية لبنان وكل الامة ولذلك اتخذنا هذا اليوم يوما لشهيد حزب الله ونحن نحتفي فيه بكل شهدائنا ومجاهدينا الذين يتقدمون في كل يوم ليكونوا الشهداء”.

ولفت السيد نصر الله الى انه “في ذكرى الاربعين تقام هذه التظاهرة العظيمة باتجاه كربلاء المقدسة التي نشهدها منذ اعوام وخصوصا في الاعوام الاخيرة، هذه التظاهرة الانسانية الاخلاقية العاطفية الروحية المنقطعة النظير حيث شهدنا حشودا مليونية حيث الملايين يلبسون السواد ويبكون ويمشون بحزن الى سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين”، واشار الى ان “التقديرات الرسمية اليوم تقول إن عدد الزائرين بلغ الـ20 مليونا وغالبيتهم أتوا مشيا على الاقدام، 20 مليون من كل انحاء العالم وكل منهم يمشي الى كربلاء بحسب مقدرته”، وتابع انه “على طول الطريق الخدمات الاساسية يقدمها الشعب العراقي الكريم والمعطاء او هيئات تأتي من دول اخرى وتقدم الخدمات من طعام وشراب وغيرها من الخدمات كما ان الكثير من العراقيين يفتحون بيوتهم للزوار ويقدمون كل الخدمات الممكنة للزوار وهذه الدمعة التي ترافق الجميع”.

ورأى السيد نصر الله انه “يمكن انتاج الكثير من الافلام الوثائقية عن المناسبة والتي تحصل على مشاهد عفوية وحقيقية، لكن من هو هذا الانسان الذي يبكيه كل هؤلاء ويأتون اليه  وما السر؟ هذا يحتاج الى مراجعة علمية وفكرية ودراسة عميقة لفهم هذه الظاهرة الانسانية”، واضاف “لو أردنا البحث عن الحب والعشق والاخلاص والصدق وعن الاستعداد للعطاء بلا حدود والعاطفة الجياشة سنجد ان المشهد الاكبر هو الذي يحصل اليوم في كربلاء، وما يجري اليوم ان 20 مليونا يأتون الى ضريح رجل واحد، لماذا؟ لانه الشهيد ابن الشيهد لانه ابن رسول الله وقدم كل شيء دفاعا عن دين وامة جده وعن مستقبل البشرية، وهذه هي الكرامة التي اعطاها الله لسيد الشهداء”.

أعرب العاهل المغربي، الملك محمد السادس، مساء الإثنين، عن رفض بلاده أي "حل لقضية الصحراء خارج السيادة المغربية".

جاء ذلك في خطاب متلفز، بمناسبة الذكرى الـ42 للمسيرة الخضراء، التي تحل السادس من نوفمبر/تشرين ثان كل عام، وضم خلالها المغرب الصحراء الغربية بعد انسحاب الاحتلال الإسباني عام 1975.

وقال الملك محمد السادس إنه "لا حل لقضية الصحراء، خارج سيادة المغرب الكاملة على صحرائه، ومبادرة الحكم الذاتي".

وأضاف أن "المغرب يظل ملتزما بالانخراط في الدينامية الحالية، التي أرادها أمين عام منظمة الأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش)، وبالتعاون مع مبعوثه الشخصي (هورست كوهلر)، في إطار احترام المبادئ والمرجعيات الثابتة، التي يرتكز عليها الموقف المغربي".

وفي 16 أغسطس/آب الماضي، عين غوتيريش، الرئيس الألماني الأسبق كوهلر، في منصب المبعوث الشخصي له إلى الصحراء خلفا للدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس.

وتابع العاهل المغربي "الصحراء كانت دائما مغربية، قبل اختلاق النزاع المفتعل حولها، وستظل مغربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، مهما كلفنا ذلك من تضحيات".

وأشار أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي، في انتظار إيجاد الحل المنشود.

ومضى قائلًا: "سنواصل عملنا من أجل النهوض بتنمية أقاليمنا الجنوبية، وضمان الحرية والكرامة لأهلها".

ولفت أن المغرب سيواصل تطبيق النموذج التنموي الخاص بإقليم الصحراء، "بما يتيح لسكان المنطقة التدبير الديمقراطي لشؤونهم، والمساهمة في تنمية منطقتهم".

وبدأ النزاع حول إقليم الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول النزاع بين المغرب وجبهة "البوليساريو" إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.

وأعلنت جبهة البوليساريو قيام "الجمهورية العربية الصحراوية" في 27 فبراير/شباط 1976 من طرف واحد، اعترفت بها بعض الدول بشكل جزئي، لكنها ليست عضوًا بالأمم المتحدة.

وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحل حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت سيادتها.

في المقابل تطالب "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي النازحين الفارين من الإقليم بعد استعادة المغرب له إثر انتهاء الاحتلال الإسباني.

وتشرف الأمم المتحدة، على مفاوضات بين المغرب و"البوليساريو"، بحثًا عن حل نهائي للنزاع حول الإقليم، منذ توقيع الطرفين الاتفاق.

دعا المفكر المغربي سعيد بنسعيد العلوي، اليوم السبت، إلى "إطلاق حركة تجديدية شاملة تشمل الدين والفكر، لتجاوز حالة التأخر المزدوج (بالنسبة إلى الإنسانية المتقدمة وما كان عليه المسلمون في السالف) للأمة".

جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها في الدورة الثانية لجامعة مغارب، التي ينظمها مركز "مغارب للدراسات في الاجتماع الإنساني"، بالعاصمة الرباط، حول "أولويات الإصلاح بين السياسي والثقافي".

وحث العلوي وهو أكاديمي متخصص في الفلسفة، على ضرورة "استيعاب روح الحداثة حتى يكون التحديث حقيقيا، والعمل على الفصل بين الدين والسياسة".

واعتبر أن "التجديد الديني هو تجديد في الفقه والثورة على التقليد والرجوع إلى صحيح الإسلام واعتبار التراث قابلا للمراجعة".

وتابع أن "التجديد الديني يثير جملة من القضايا، في مقدمتها قضية الحرية التي تتفرع عنها مسألة حرية الاعتقاد".

ولفت إلى أن "الدولة العربية اليوم هي دولة حديثة ظاهريا لكنها بدون روح ينعدم فيها الحق في الاختلاف والمواطنة الذي كانت عليه أحوال الدولة في العصر الذهبي".

وأوضح أن "العصر الذهبي للمسلمين ليس له فترة زمنية محددة، إنما تركيب ذهني لما هو جميل وإيجابي في الثقافة العربية والإسلامية".

ودعا إلى "فتح الآفاق أمام باب الاجتهاد، خصوصا أن فكر التجديد مع المفكرين الإسلاميين في القرن 19 ابتدأ كبيرا وبنبرة عالية قبل أن يبدأ في التراجع".

وأكد "ضرورة ربط التجديد بـ 4 قضايا أساسية، أولها العلاقة بين الدين والسياسة التي ساهم فكر النهضة في ترتيبها قبل أن تصير اليوم فوضوية، وثانيها إعادة التفكير في الدين، وثالثها تطهير الدين الإسلامي من الشوائب من خلال إعادة النظر في منظومة من الاجتهادات، ورابعها إعادة الاعتبار للثقافة".

وبنسعيد العلوي، أستاذ في الجامعة المغربية، والعميد الأسبق لكلية الآداب بجامعة محمد الخامس (حكومية)، وشغل منصب الأمين العام المساعد لمركز دراسات الأندلس وحوار الحضارات (غير حكومي)، ويشغل حاليا منصب عضو مجلس الأمناء لمؤسسة مؤمنون بلا حدود (غير حكومية).

له 11 مؤلفا فكريا وإبداعيا، بينها كتابا "قول في الحوار والتجديد"، و"المسلمون والمستقبل".

وعلى مدار ثلاثة أيام، تناقش جامعة مغارب لمركز مغاربة للدراسات في الاجتماع الإنساني، موضوعات ترتبط بفكرة الإصلاح في العالم العربي الإسلامي، وحدود العلاقة بين الإصلاحين الثقافي والسياسي، والإشكالات المجتمعية الراهنة وآفاق الإصلاح، وتجربة الإصلاح السياسي في المغرب، وغيرها.

كما تعقد الجامعة 6 ندوات، بمشاركة علماء ومفكرين وجامعيين مغاربة ومن دول إسلامية، بينها تركيا.

أعرب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن ثقته في العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده محمد بن سلمان، مشيرًا أنهما "يعرفان جيدًا ما يقومان به".

جاء ذلك في تغريدة مقتضبة نشرها الرئيس الأمريكي، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

وقال ترامب في تغريدته معلقًا على الحملة السعودية الأخيرة ضد الفساد "لدي ثقة كبيرة في الملك سلمان وولي العهد، محمد بن سلمان، فهما يعرفان جيدًا ما يقومان به".

وأضاف "بعض أولئك الذين يعاملونهم بصرامة كانوا يستنزفون بلدهم لسنوات".

والسبت الماضي، شهدت المملكة السعودية حملة توقيفات مفاجئة، طالت 11 أميرا و 4 وزراء حاليين وعشرات سابقين ورجال المال والأعمال بتهم فساد، في سابقة لم يشهدها تاريخ البلاد.

وعلى الرغم من هدف الحملة المعلن، فإن توقيتها وكونها شملت إعفاء الأمير متعب بن عبدالله من منصبه كوزير للحرس الوطني، جعل فريق من المتابعين للشان السعودي يستبعد أن يكون سببها محاربة الفساد فقط.

الفريق الأول يرى أن الهدف من الحملة هو محاربة الفساد وحماية المال العام، وتكريس دولة القانون، مؤكدين أن ولي العهد يقود البلاد نحو "سعودية جديدة".

في المقابل يتوقّع فريق آخر، أهدافاً أخرى تتمثل بتعزيز سيطرة ولي العهد السعودي، على مفاصل الدولة، تمهيدا لما سماه "نقل سلس للسلطة، في خطوة أصبحت قاب قوسين أو أدنى"، عبر اعتقال أو أقصاء المعارضين لسياساته،

أعلن الرئيس السوداني عمر البشير، مساء الإثنين، حالة الطوارئ في ولاية الجزيرة (وسط) البلاد، وحل المجلس التشريعي (برلمان الولاية).

وقالت وكالة الأنباء السودانية الرسمية إن "رئيس الجمهورية أصدر مرسومًا جمهوريًا بحل المجلس التشريعي لولاية الجزيرة".

وذكرت أن "الرئيس أصدر مرسومًا بإعلان حالة الطوارئ بالولاية. وأن المرسوم الجمهوري ألزم جهات الاختصاص باتخاذ ما يلزم لتنفيذه(المرسوم) بشكل فوري الفوري".

وأوضحت أن "قرار حل البرلمان جاء استنادًا إلى أحكام الدستور الانتقالي لعام 2005".

وكان من المقرر أن تعقد جلسة للمجلس التشريعي للولاية، اليوم الثلاثاء، بحسب وسائل إعلام محلية، أشارت كذلك إلى أن والي "الجزيرة" محمد طاهر ايلا، رفع توصية لرئيس البلاد بحل برلمان الولاية وإجراء انتخابات في غضون 60 يومًا.

ونشبت خلافات بين الوالي وأعضاء في حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم، الأسبوع الماضي، أدت إلى فصل 19 عضوًا من قيادات الحزب، وهم أعضاء في المجلس التشريعي، والذي يبلغ عدد أعضائه 94 عضوًا.

وتعود جذور الخلاف بين الوالى وحكومته، وبرلمان ولايته (المنتخب في 2015) إلى اتهام النواب للأول بـ"الانفراد" في اتخاذ القرارات، بينما يدفع مؤيدو الوالي بأنه "يقود حملة تصحيحية"، وسبق للبرلمان أن أسقط خطاب الوالي للسياسات والميزانية عام 2016.

يشار إأن قانون الطوارىء يتيح للسلطة التنفيذية إصدار أوامر استثنائية لا تقيد أو تحد من أحكام الدستور، ويعود إليها أيضا صلاحيات تشريعية وقضائية، ويمكنها إصدار أحكام عرفية أو أوامر قبض وأحكام أخرى.

واعتمد الرئيس السوداني في قراره، الإثنين، على المادة 211 من دستور 2005.

المادة المذكورة تنص على أنه "يجوز لرئيس الجمهورية، بموافقة النائب الأول، عند حدوث أو قدوم أي خطر طارئ يهدد البلاد أو أي جزء منها، حرباً كان أو غزواً أو حصاراً أو كارثة طبيعية أو أوبئة، يهدد سلامتها أو اقتصادها، أن يُعلن حالة الطوارئ في البلاد أو في أي جزء منها".

المرأة في ثورة 1936

واسمراراً لما جاء في الجزء الأول عن دور المرأة الفلسطينية في النضال-الميداني- وفي معتقلات الاحتلال، فلم يتصد حتى الآن أي باحث لدراسة دور المرأة الفلسطينية في ثورة 1936-1939، وما نجده عن هذا الموضوع لا يتعدّى شذرات بين طيّات الكتب والصحف والأرشيفات، ومنها يبرز بجلاء أن دور المرأة العربية في المدن اقتصر على القيام بتظاهرات حاشدة، وبإرسال مذكرات الاحتجاج على السياسة التي تنتهجها سلطات الانتداب، وبجمع التبرّعات لإغاثة المنكوبين والمتضررين من أعمال البطش الهمجية التي قامت بها القوات البريطانية في أرجاء فلسطين؛ بينما كان دور المرأة القروية في الريف أكثر فاعلية، إذ كانت تشارك في صنع أحداث الثورة ولولاها لما تمكّنت هذه الثورة من الاستمرار، بالإضافة إلى تبرّعها بحليها ونقودها من أجل إغاثة المنكوبين، وإذا كان شباب القرى ورجالها البسطاء هم لحمة الثورة فإن المرأة القروية كانت سداها، ورغم أنها لم تحظ بقسط من التعليم إلا أنها كانت تمتاز بحسٍ وطني مُرهف. لقد وجدت نفسها في قلب الثورة وأتونها فتفاعلت معها، لذا نالها من المكاره ما يعجز القلم عن وصفه.

وقبل ذلك، "شكلت ثورة البراق 1929 التي ألهبت المشاعر الوطنية الفلسطينية؛ دفعة جديدة للحراك النسوي الفلسطيني. فعقد، في إثرها، أول مؤتمر نسائي في القدس وهو المؤتمر النسائي الفلسطيني والعربي الأول. حيث فتحت السيّدة طرب عبد الهادي زوجة السياسي المعروف عوني عبد الهادي في 21/1/1929 بيتها لاستقبال وفود النساء الفلسطينيات اللواتي وصل عددهن إلى 300 امرأة من مختلف أنحاء فلسطين. ترأست المؤتمر السيّدة زكية الحسيني، والسيّدات محفوظة النابلسي وكاترين شكري ذيب ومتيل مغنم. وقد بحث المؤتمر قضيتين أساسيتين: الهجرة اليهودية وتمليك الأراضي لليهود. وشكلن وفداً زار المندوب السامي وزوجته وقدّمن عريضة طالبن فيها بإلغاء وعد بلفور ومنع الهجرة اليهودية، كما تضمنت احتجاجاً على إساءة الشرطة معاملة السجناء العرب وطالبن بإقالة المسؤولين عن تعذيب السجناء. وقد رفضت بعض عضوات الوفد شرب القهوة التي قدّمها المندوب لهن، بحجّة أنهن لا يشربن القهوة إلا في بيوت الأصدقاء. وبعد نهاية المؤتمر غادر الوفد بسيارت بلغ عددها ثمانين سيارة، جابت شوارع القدس كتظاهرة احتجاجية على رفض المندوب السامي السماح لهن بالقيام بتظاهرة احتجاجية ضد السياسات الانتدابية- المصدر السابق نفسه-"..

بينما "شكّلت ثورة عام 1936- 1939 بداية المشاركة الشعبية النسائية التي ما عادت تقتصر على النخبة وحدها. حيث أدّت النساء الريفيات دوراً أساسياً في دعم الثورة من خلال تقديم المساعدات للثوار في الجبال، وسقط منهن عدد من الشهيدات، كما حُكم على كل من السيّدات صبيحة الجلاد من طولكرم ولطيفة المغربي وهنا عودة بالسجن ما بين 5 و7 سنوات بتهمة حيازة السلاح. في حين اقتصر نشاط نساء المدن على الأعمال الخيرية والمؤتمرات الشعبية والعربية والقيام بالتظاهرات". وأسهمت الحركة النسائية في فضح السياسة الانتدابية وطالبت بتأييد الشعب الفلسطيني؛ مثل البرقية التي أرسلتها جمعية الاتحاد النسائي في عكا إلى الحركة النسائية في مصر تلوم فيها شعب مصر لعدم فعل شيء لفلسطين في محنتها وخاصة بعد توصيات لجنة بيل لتقسيم فلسطين. جاء في البرقية: « أتتركونا وحدنا وفيكم لسان يتكلّم وقلب ينبض؟ أتتهوّد الأرض المقدسة وفي مصر خمسة عشر مليوناً من المسلمين؟".

وخلال  ثورة  1936 أيضاً، قامت الطالبات في مدينة نابلس بتظاهرة جابت شوارع المدينة دعماً للإضراب العام، وفي القدس نظّمت جمعية السيّدات العربيات عدداً من التظاهرات، وهكذا جرى في يافا حيث تمّ هناك جمع تبرعات للمنكوبين جراء أعمال البطش الهمجية التي قامت بها القوات البريطانية في القرى. ولعل أهم هذه التظاهرات كانت التظاهرتان اللتان قامت بهما النساء في حيفا وعكا في 24/5/1937 حيث قامت النساء في حيفا بالاعتصام أمام سرايا الحكومة حتى يتم إطلاق سراح المعتقلين المُضربين عن الطعام في سجن المزرعة في عكا ما اضطر حاكم لواء حيفا إلى استقبال وفد عن المتظاهرات في مكتبه، كما تظاهر الشباب والنساء ووجهاء عكا وأرسلوا مذكرة احتجاج إلى المندوب السامي يطالبونه فيها بإطلاق سراح المعتقلين، وقد وعد المندوب في أعقاب ذلك بإطلاق سراح مئة من المعتقلين والنظر في أمر الآخرين.- د.محمد عقل- خاص بـموقع عــ48ـرب: 26/10/2013 - .

وعندما كانت تنشب معركة بين الثوار والإنكليز كانت النساء القرويات يقمن بإمداد الثوار بالماء والطعام والذخيرة، وقد حدث ذلك في معركة وادي عاره الكبرى في 20/8/1936 وغيرها من المعارك، كما اعتدن أن يزغردن وينشدن الأغاني ليلهبن حماس الرجال، والعار كل العار لمن ينسحب من ساحة القتال، أو يتقاعس. وقد أثنى القائد فوزي القاوقجي على المرأة القروية حيث يقول: "كانت النساء في معركة بلعا ينجدننا بالماء والطعام ونقل العتاد ويثرن الشعور بالزغاريد الوطنية وأناشيد البطولة، وحين حاصرت قوات الإنكليز قوات الثورة كانت النساء تمدّنا بكل ما نحتاج إليه وبتأثير تحميسهن انتصرنا". في أيام الثورة انتشرت بين النساء في منطقة وادي عاره هذه الأنشودة-المصدر السابق نفسه-

عَطَّاف عيني عَطَّاف إسبوعه يا رجال الخطاف

إسبوعه يا أهل عارا ما  فيكم  واحد   بيخاف

عَطَّاف يا أمّ المنديل عَطَّاف  عيني عَطَّاف

وغلبنا قوات الانجليزواحنا  العراعره ما نخاف

اعتمد الثوار على نظام الفزعة وهو أن يقوم رجال من قرى مجاورة بمساعدة ثوار قرية في المعركة، وقد كانت النساء تلهبن حماس الفزعات القادمة من تلك القرى بالمهاهاة والزغاريد حيث غنّت جدّتي للفزعة القادمة من يعبد-المصدر السابق نفسه-:

هذول  أهل يعبد ومين  يقدر  يحاصركو

يا حاملين البارود والخناجر في خواصركو

سألت  ربّ  السما  من  فوق   ينصركو

نصرة  عزيزة  وما  يغلث   خواطركو

وفي 27 أيلول عام 1936 حكمت المحكمة المركزية برئاسة المستر ايفانس منفرداً على السيّدة صبحة الجلاد من طولكرم بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة حيازة بندقية، وسيقت إلى سجن النساء في بيت لحم وكان يدافع عنها المحامي عثمان البشناق. أجرى الباحث عبد العزيز أمين عرار مقابلة مع السيّدة فاطمة خاصكية زوجة المناضل محمّد أبو دية في طيرة بني صعب فقال عنها: "واحدة من النساء المناضلات كانت تشجّع وتدفع زوجها وتشاركه النضال والكفاح في ثورة 1936-1939 وحرب 1948، عرفت باستخدامها الجيّد لأنواع عديدة من الأسلحة، وفي واحدة من أعراس كفر ثلث عام 1956 أطلقت الرصاص بدلاً من الزغاريد-المصدر السابق نفسه-.

وفي 7/10/1936 حكم حاكم لواء القدس على المجاهدة فضية خليل (القدس) بالسجن ثلاثة أشهر لأنها تحرّض على المقاطعة، فتلقّت الحكم برباطة جأش وسيقت إلى السجن مرفوعة الرأس. وفي 21/2/1938 حكمت المحكمة العسكرية في حيفا بالسجن عشر سنوات على السيّدة هنية علي الأحمد بتهمة حيازة سلاح ناري، وقد صدرت أحكام مشابهة ضد عدد من السيّدات الأُخريات.

وعندما اشتدت نار الثورة أخذ الجنود الإنكليز يُعذّبون الرجال وينسفون البيوت، وفي عدد من القرى قاموا كذلك بضرب النساء وبإطلاق النار عليهن ما أدى إلى جرح واستشهاد عدد كبير منهن. وقد وردت في الأدبيات الفلسطينية أخبار كثيرة عن مثل هذه الممارسات الوحشية، فعلى سبيل المثال في 6/8/1938 عمّم أكرم زعيتر على الصحف العربية البيان التالي: "ننعى إلى الأمّة العربية السيدتين العربيتين سعاد العلي وآمنة الحاج ياسين اللتين قُتلتا برصاص الجند البريطاني في قرية قباطية (جنين)، وذلك حين فتّشت القرية بعد هزيمة الجند ولم تجد رجالاً فأطلقت النار جزافاً على النساء في خدورهن فاستشهدت السيّدتان المذكورتان، وجرحت السيّدة عائشة حسن والسيّدة حورية سليمان بجراح خطرة". وقد كان القائد يوسف أبو درّة يندد دائماً في بياناته بانتهاك الإنكليز حرمة المرأة العربية ويرى في ذلك مسّاً بكرامة العرب-المصدر السابق نفسه-.

وفي 12/12/1938 وقعت مأساة عتيل حيث داهمت القرية قوة كبيرة من الجند، فقتلت عدداً من رجالها واغتصبت إحدى نسائها ثم قتلتها. وفي 26/9/1938 عذّب الجند رجلاً واغتصبوا زوجته في قرية السميرية الواقعة على بعد عشرة كيلومترات من عكا وكان بجوارها معسكر للجيش.

إن هذه الحكايات  ماهي الا غيض من فيض. لقد سطّرت المرأة الفلسطينية بعرَقها ودمها أسمى آيات البطولة والبسالة، وما أشبه اليوم بالأمس.  لقد أبدعت المرأة الفلسطينية في الانتماء والعطاء من أجل فلسطين، إذ روت ترابها الطاهر بعرَقها وهي تفلح الأرض مع الرجل، وفي كثير من الأحيان لوحدها عندما كان يتعرّض زوجها أو ابنها للاستشهاد أو الاعتقال، حيث لم تدع الأرض تبور أو تجف.. كما أبدعت في عطائها الفلسطيني وهي تقدّم صيغتها وحليتها من أجل شراء البندقية ليذود بها المناضل الفلسطيني عن أرضه وعرضه.. وأبدعت كذلك حينما كانت تحمل البندقية لتتصدى لعمليات الاستيلاء على الأراضي وتخريبها من قبل الغزاة الصهاينة منذ بداية موجات الغزو الاستيطاني الصهيوني لفلسطين.

لقد كانت المرأة الفلسطينية جنباً إلى جنب مع الرجل في كافة  مراحل ومواقع النضال الوطني الفلسطيني، وقد وصل عطاء المرأة الفلسطينية ذروته عشية وخلال نكبة 1948، حيث شاركت الرجل عملية النضال والتصدّي، في الوقت الذي شاركته في التضحيات الكبيرة التي قدّمتها بأشكال مختلفة تتراوح ما بين القتل والذبح بدم بارد.. مروراً بالتنكيل والإذلال والاغتصاب.. وصولاً إلى التشريد واللجوء إلى خارج الوطن.

ولكن، مع النكبة الفلسطينية اندثر الكثير من الجمعيات والاتحادات النسائية، وتحوّل نشاط النساء، ولا سيما في الشتات الجديد، إلى السياسة، علاوة على الأعمال الخيرية والإنمائية، وبدأ عصر جديد في تاريخ النساء الفلسطينيات.

ولعلّ انتقال المرأة الفلسطينية من الميدان قبل النكبة إلى العمل السياسي بعد النكبة، انعكس إلى حد كبير في مشاركتها-المرأة- في المجلس الوطني الفلسطيني، فبلغ عدد النساء الفلسطينيات اللواتي حضرن المجلس الوطني الفلسطيني الأول في 28/5/1964 في القدس أربعاً وعشرين امرأة من بين 422 عضواً هن: صفية الشقيري، أمينة الحسيني، بسمة فارس، سميحة ثابت الخالدي، عصام عبد الهادي، عندليب العمد، فايزة عبد المجيد، لميا صلاح، ليديا الأعرج، هدى عثمان الخمرة، يسرى شاور، زليخة الشهابي، وديعة خرطبيل، سميرة عزام، ألكسندرا ظريفة، سلوى ناجيا، صبا الفاهوم، يسرى البربري، زينب ساق الله، عايدة بامية، فدوى طوقان، سلمى الدجاني، سميرة السقا و تمام الأكحل شموط. لكن، في الدورة الرابعة للمجلس لم تشارك في المجلس إلا امرأة واحدة مـن أصل مـئة عضو، وفي الـدورة الخامسة شاركت امرأة واحدة أيضاً من أصل 105 أعضاء، وفي الدورة السادسة شاركت امرأتان من أصل 112 عضواً.

نواف الزرو أسير محرر وكاتب صحفي فلسطيني

بالتوثيق والشهادات الحيّة، فإن دور المرأة الفلسطينية ارتقى وتطوّر على نحو ملحمي، وتاريخي، واقتربت أو ربما تجاوزت في روحيتها وتضحياتها نساء المسلمين، حيث لم يعرف التاريخ العربي الإسلامي عملياً سوى القليل منهن .في حين عرف التاريخ الفلسطيني المعاصر عشرات النساء اللواتي فقدن فلذات أكبادهن في انتفاضات وهبّات الدفاع عن الوطن والوجود...!

 

تعرّضت المرأة الفلسطينية خلال سنوات الاحتلال من 1967-1987 إلى شتى أشكال القمع الدموي الإسرائيلي

 عشرات النساء الفلسطينيات التي تحكي لنا كل واحدة منهن قصص وحكايات بطولة وتضحيات وإباء لا مثيل لها في تاريخ المرأة على وجه الكرة الأرضية..!، ومن هذه القصص والحكايات نتابعها على جبهة الاعتقالات والمعتقلات الصهيونية.

فعلى هذه الجبهة القمعية الاحتلالية ضد المرأة الفلسطينية، فقد انتهجت سلطات الاحتلال الصهيوني سياسية قمعية متصاعدة تتمثل في ازدياد حجم الاعتقالات في صفوف النساء الفلسطينيات، وذلك بهدف"نشر الرعب والخوف وإذلال الشعب الفلسطيني"، وقالت جمعية أنصار الأسرى في هذا السياق"إن المرأة الفلسطينية سطّرت أروع آيات البطولة والصمود والتحدّي فانخرطت في النضال والمقاومة وكانت بجانب مقاتلي الثورة واستشهد العديد منهن ، وسطّرن صموداً في زنازين الاحتلال ومعتقلاته وكانت تجربة الحركة النسوية الأسيرة جزءاً أساسياً من الحركة الأسيرة بشكل عام في نضالاتها وعلى مدار تاريخها".

وكشفت وزارة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينيين من جهتها في تقرير لها "أن سلطات الاحتلال الإسرائيلى اعتقلت ما يقارب 15 ألف امرأة فلسطينية منذ عام 1967، وأن أكبر حملة اعتقالات جرت خلال الانتفاضة الأولى عام 1987، حيث وصل عدد المعتقلات إلى 3000 امرأة فلسطينية، مقابل 9000 امرأة في الفترة بين العام 2000 ونهاية العام 2009".

 

 المرأة بين حزيران 67 والانتفاضة الأولى 1987

في أعقاب هزيمة العرب في حرب حزيران 1967، واحتلال الدولة الصهيونية للأراضي الفلسطينية في الضفة والقطاع، والعربية في سيناء والجولان وجنوب لبنان، شهدت مشاركة المرأة الفلسطينية في العملية النضالية نقلة نوعية فعّالة، حيث انخرطت في كافة أشكال العمل الوطني الفلسطيني ومارست دورها النضالي في كافة المواقع، فسارعت للمشاركة في الكفاح المسلّح داخل الوطن وخارجه، في لبنان على وجه التحديد، فانضمّت للمجموعات الفدائية، وشاركت في تنفيذ العمليات المسلحة،  وساعدت في نقل الأسلحة وتخزينها..

    كما مارست المرأة الفلسطينية دوراً بارزاً ملفتاً للانتباه على صعيد النشاطات اللاعنفية، ففضلاً عن دورها العام في تربية  الأطفال والأجيال، انخرطت بقوة كبيرة في التظاهرات والإضرابات والاعتصامات الاحتجاجية الصامتة، واخترقت معظم الأطر الطلابية والنسائية وقد تمثّل ذلك في اتحاد المرأة الفلسطينية في الداخل والخارج، ونجحت المرأة الفلسطينية كذلك في تفعيل دورها الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، فشاركت في اتحادات مجالس طلبة الجامعات وعملت على إنشاء الأطر النسائية في شتى المواقع، وبرز أيضاً دور اتحاد المرأة للعمل الاجتماعي، ما أنضج الظروف والاحتياجات العملية لاندلاع وتواصل الانتفاضة الفلسطينية الكبرى الأولى.

وقد تعرّضت المرأة الفلسطينية خلال سنوات الاحتلال من 1967-1987 إلى شتى أشكال القمع الدموي الإسرائيلي، الذي بلغ أعلى درجات الوحشية حينما داست الدبابات الإسرائيلية في مدينة جنين جسد المناضلة فتحية عوض الحوراني التي تصدّت للدبابة بجسدها خلال انتفاضة عام 1974، وكذلك في حالة استشهاد المناضلة لينا النابلسي في نابلس، حيث كانت تقف على رأس تظاهرة كبيرة ضد قوات الاحتلال عام 1977، أو في حالة الشهيدة دلال المغربي التي قادت دورية الساحل عام 1976.

 

قصة أول شهيدة فلسطينية

وكانت المرأة الفلسطينية حاضرة منذ بدايات الاحتلال للضفة الغربية عام 1967، وكانت شادية أبو غزالة أول شهيدة فلسطينية بعد الاحتلال مباشرة، وحاكيتها كما رويت في مصادر عديدة كما يلي: وُلدت شادية أبو غزالة بعد عام واحد من النكبة في مدينة نابلس، وتلقّت تعليمها الابتدائي والثانوي في مدارس نابلس والتحقت بحركة القوميين العرب لتباشر من خلالها أولى نشاطاتها السياسية، وتوجّهت أبو غزالة في العام 1966 لجامعة عين شمس في القاهرة بهدف الدراسة العليا، إلّا أن النكسة أجبرتها على العودة إلى مدينتها نابلس، وانضمّت إلى صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتبنّت العمل العسكري، فكانت عضواً قيادياً في الذراع العسكرية للجبهة وشاركت في العديد من العمليات ضد الاحتلال وشاركت في عملية تفجير باص إيجد في تل أبيب وعادت إلى قواعدها سالمة ، فشكّلت نموذجاً للمرأة العربية المقاومة-عن عرب 48/ 08/03/2015 -. وبين النكبة والنكسة عاشت أبو غزالة، فبعد عام واحد من النكسة وأثناء تحضيرها لقنبلة يدوية الصنع، كان المفترض أن تقوم بتفجيرها في بناية في تل أبيب، انفجرت أثناء قيامها بتحضيرها، وبذلك، تكون الشهيدة المناضلة شادية أبو غزالة أول شهيدة فدائية في الثورة الفلسطينية فولدت بعد النكبة بعام واحد واستشهدت بعد النكسة بعام واحد

 

المرأة الفلسطينية في الانتفاضة الأولى 87-1993

  • تطوّر أداء المرأة الفلسطينية الوطني النضالي خلال سنوات الانتفاضة الفلسطينية الكبرى الأولى 87-1993، حيث انخرطت في العملية الانتفاضية في كافة مظاهرها وأشكالها ووسائلها ومجالاتها امتداداً من اتحادات مجالس الطلبة الجامعية، مروراً باتحادات المرأة بأنشطتها المتعدّدة، وانتهاءاً بالمشاركة الميدانية الفعلية إلى جانب الرجل في التظاهرات والصدامات، وكل ذلك إلى جانب دورها في إقامة العيادات الميدانية لتوفير العلاج السريع لجرحى الانتفاضة، فضلاً عن دور اتحاد المرأة في إنشاء وتأسيس رياض الأطفال في المدن والقرى والمخيمات لتوفير التعليم المناسب للأجيال الفلسطينية وتعبئتها وطنياً، وحسب التقارير والدراسات البحثية الفلسطينية فقد لعبت المرأة الفلسطينية دوراً كبيراً خلال الانتفاضة الأولى ساهم إلى حد كبير في استمرار الانتفاضة وتحمّل أعبائها وتضحياتها وضغوطاتها المختلفة، وخاصة على الصعيد الاقتصادي، حيث كانت المرأة تحمل كميات كبيرة من الحليب والدواء والمواد الغذائية وتتسلّل مخترقة الحصارات والأطواق العسكرية لمساعدة أهالي القرى والمخيمات المحاصرة ، فضلاً عن دورها في الزراعات البيتية وخبز الطابون ما ساهم في توفير سبل الصمود والاستمرار.
  • وقد تعرّضت المرأة الفلسطينية خلال الانتفاضة الأولى إلى القمع والقتل والاعتقال والتعذيب مثلها مثل الرجل تماماً (حول العناوين والتفاصيل المشار إليها حول دور المرأة خلال الانتفاضة الأولى أنظر دور المرأة في الانتفاضة).
  • وإظهاراً لدور وتضحيات المرأة الفلسطينية خلال الانتفاضة الأولى جاء في تقرير لدائرة الإحصاء المركزية الفلسطينية " إن الإناث يشكّلن 7% من عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا خلال الفترة 1987-1997، (ويصل إلى نحو 1500  شهيد تقريباً )، ويشكّلن 9% من عدد حالات  الجرحى البالغ نحو 70 ألف جريح، إضافة إلى اعتقال مالا يقلّ عن 500 امرأة خلال الانتفاضة الأولى، فضلاً عن " اعتقال نحو عشرة آلاف امرأة فلسطينية منذ عام 1967"، و أكثر من ( 1700) حالة إجهاض خلال الفترة ذاتها جرّاء استنشاق الغازات السامّة والضرب المُبرح للنساء".

نواف الزرو، أسير محرر وكاتب صحفي فلسطيني

 أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن المرحلة اليوم بحاجة الى الهدوء والتريث، محذرا من خطورة الانجرار وراء الشائعات والتهويلات. وفي كلمة له تحدث فيها عن استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري قال السيد نصرالله أن الجميع توقع بالسفر الاول قبل ايام للحريري الى السعودية بأن “تطير” الحكومة، ولكن ما حصل هو انه “عندما عاد من السعودية وكان هناك جلسة لمجلس الوزراء ونقل للجميع واعلن باشكال مختلفة أن السعودية تؤيد الاستقرار في لبنان والامن وبقاء الحكومة والحوار بين اللبنانيين وانه حصل على وعود بان السعودية ستقدم مساعدات كبيرة للبنان، وكان مرتاحا ومنشرحا”. واضاف السيد انه عاد وسافر مجددا للسعودية ومن هناك اعلن الاستقالة.

 وفي كلمته قال السيد نصرالله ان شكل الاستقالة وخروجها عبر قناة العربية السعودية، وجميع المعطيات حول الاستقالة تؤكد انها كانت قرارا سعوديا، اجبر الحريري عليه وانها لم تكن رغبته ولا ارادته ولا قراره. واضاف السيد نصرالله حول هذا الموضوع، “نحن اللبنانيون نعرف ادبيات بعض وهذا النص الذي تلاه الحريري كتبه سعودي والحريري قام بتلاوته”. وقال السيد نصرالله انه حتى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب أيضا تفاجئا بهذه الاستقالة.

 وقال السيد نصرالله ” نحن في حزب الله لم نكن نتمنى ان تحصل الاستقالة وكنا نرى ان الامور تسير بشكل معقول، والكل يلتقي في الحكومة ويتم مناقشة مختلف المسائل المطروحة ونعتقد ان الحكومة كانت تملك القدرة على الاستمرار ومراكمة الانجازات حتى اجراء الانتخابات النيابية المقبلة وكانت الحكومة قادرة على اجراء الانتخابات”.

 وتوقف الامين العام لحزب الله عند شكل تقديم الاستقالة، معتبرا ان هذا الامر يحمل دلالات ترتبط بسيادة لبنان وكرامة لبنان وكرامة رئيس الحكومة نفسه. مشددا على انه كان يجب ان يُسمح للحريري بالعودة الى لبنان وبأن يقدم استقالته عند رئيس الجمهورية. وقال ان “هذا الشكل يكشف عن طريقة واسلوب التدخل السعودي في الشؤون اللبنانية مع انها تقوم بالحروب على الاخرين لاتهامهم بالتدخل بالشؤون اللبنانية والعربية”. ورفض السيد ان يعلق حول مضمون البيان رغم انه يحمل اتهامات قاسية، معتبرا ان النص هو نص سعودي وبيان سعودي.

واعتبر الامين العام لحزب الله ان التساؤلات والقلق على رئيس الحكومة، حول اذا ما كان موقوفا او ممنوعا من العودة الى لبنان، تعتبر مشروعة، انه عند رؤية “الامير متعب ابن الملك السابق وان الوليد بن طلال وكبار ابناء الملوك واحفاد الملوك في السجون فمن المشروع ان نسال عن مكان وجود رئيس حكومتنا”.

واكد ان المرحلة تحتاج الى التريث وعدم الاستعجال بالتحليل لان “المطلوب بالدرجة الاولى ان نفهم السبب، ونحن ما زلنا نتشاور مع الجميع والكل في لبنان لم يفهم سبب الاستقالة. متسائلا “هل إجبار الرئيس الحريري على الاستقالة سببه داخلي لبناني؟ بالتأكيد كلا فالرجل لم يكن يريد الاستقالة ولا يوجد سبب داخلي يدعوه للاستقالة، ويجب التفتيش عن السبب في السعودية فهل هو صراع داخلي في السعودية بين الامراء على العرش، ام صراع سياسي سعودي؟ ام مالي؟ وبالتالي ضاع الحريري في المعمعة؟ هذا سؤال مشروع، او السبب لا علاقة له بصراعات داخلية بل ان السعودية ليست راضية عن الاداء السياسي للحريري، وتريد استبداله باحد الصقور الذي ينفذ لها ما تريده؟ ام السبب وجود خطة للسعودية للهجوم على لبنان وهذه خطوة في سياق معركة كبيرة؟ يجب ان ننتظر لنرى الامور هكذا. بحسب ما قال السيد نصرالله.

وفي كلمته دعا الامين العام لحزب الله الى الهدوء والصبر والتريث بانتظار اتضاح الصورة، مجددا الحرص على الامن والاستقرار في لبنان، كما دعا اللبنانيين لعدم القلق والخوف والتصرف بمسؤولية والحفاظ على الامن والسلم الاهلي في منطقة متفجرة ومتصارعة وتعاني الازمات.

وفي كلمته دعا السيد ايضا الى الهدوء على المستوى السياسي والاعلامي وعدم التصعيد السياسي، معتبرا ان العودة للمناخات السابقة من تحريض طائفي ومذهبي لن يؤدي الى اي نتيجة سوى توتير البلد. وشدد على ضرورة ابقاء قنوات التواصل مفتوحة بين الجميع، بانتظار عودة الحريري الخميس اذا سمح له بالعودة لأجل البناء على الشيء مقتضاه.

وتسائل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول الاشاعات التي تم تناقلها، كما علق على كلام الحريري انه مستهدف امنيا، وكلام قناة العربية حول هذا الموضوع، معتبرا ان الهدف منه يمكن ان يكون لابعاد الحريري عن لبنان، على اعتبار ان الامن الداخلي والجيش اللبناني قالوا بانه لا يوجد اي مؤشرات بهذا الاتجاه.

وحول الحديث عن ان استقالة الحريري هي مقدمة لشن عدوان اسرائيلي، قال السيد نصرالله “اقول للبنانيين ان اسرائيل لا تعمل عند السعودية بل عند الاميركي ومصالحها، والعدوان الاسرائيلي على لبنان لا يمكن نفيه بشكل قاطع انما يخضع لحسابات اسرائيلية وهم مجمعون ان اسرائيل لن تذهب الى حرب مع لبنان الا اذا كانت حرب مختصرة وجدواها عالية ونصرها مضمون وهناك حذر من حرب بغير ذلك لان اثارها الاستراتيجية على وجود اسرائيل ستكون عالية”.

وحول الكلام عن ان ولي العهد السعودي طلب الاجتماع بأركان “جيوش التحالف” المعلن الذي يضم عددا من الدول، وتزامن هذا الامر مع استقالة الحريري، وان السعودية تحضر لعاصفة حزم باتجاه لبنان، اعتبر السيد نصرالله ان هذا ليس له اي اساس او معنى. متسائلا، “من اي ارض يريدون مهاجمة لبنان؟ من سوريا التي فشل مشروعهم فيها؟ ام فلسطين المحتلة ام من البحر؟ هذا لا مكان له وغير منطقي.”

وقال السيد “اعتقد انه على الجميع ان ينتظروا الى اين تذهب السعودية لان الاسماء المعتقلة ليست صغيرة ولا معلومات دقيقة حول هذا الموضوع”.

اعتبر خبيران سياسيان لبنانيان، إعلان رئيس الوزراء سعد الحريري استقالته من منصبه، السبت، بمثابة "المفاجأة غير المتوقعة"، وحذرا من السيناريوهات "الصعبة" التي تنتظرها البلاد على المستوى السياسي إذا مضى الرجل قدما في استقالته.

وفي وقت سابق اليوم، أعلن الحريري استقالته في خطاب متلفز من السعودية التي وصلها، الجمعة ".

فيما أعلن رئيس لبنان ميشال عون، في بيان عن مكتبه الاعلامي، إن "الحريري أبلغه باستقالته هاتفياً"، مشيرا إلى أنه ينتظر عودة الحريري إلى بيروت "للاطلاع منه على ظروف الاستقالة ليبنى على الشيء مقتضاه".

وتولى الحريري مهام منصبه في ديسمبر/كانون أول 2016، في إطار تسوية بين مختلف التيارات لإخراج البلاد من أزمتها السياسية التي استمرت سنوات.

وجاء تعيينه، عقب انتخاب عون رئيسا للبلاد، نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2016، بعد نحو عامين ونصف العام من شغور منصب الرئيس جراء انقسامات سياسية حادة حول ملفات عدة داخلية وخارجية .

داخل الحكومة وخارجها

يشار أن الحريري شغل منصب رئيس الوزراء سابقًا بين عامي 2009 و2011، ويقود حزب تيار المستقبل منذ عام 2005، خلفًا لوالده الراحل رفيق الحريري، الذي اغتيل في تفجير بالعاصمة اللبنانية.