Super User

Super User

أکد الرئیس حسن روحانی صباح الیوم قبیل مغادرة طهران متوجها إلی نیویورک للمشارکة فی اجتماعات الجمعیة العامة للأمم المتحدة علی أن إیران ترید علاقات بناءة وشاملة مع العالم.

وأشار الرئیس روحانی إلی اجتماعاته المقررة مع مدراء وسائل الإعلام الأمریکیة والسیاسیین ومسؤولی المعاهد الأمریکیة علی هامش أعمال الجمعیة العامة للأمم المتحدة معتبرا الإجتماعات بأنها تتیح فرصة مطلوبة لایصال صوت الشعب الإیرانی إلی العالم وتبیین مواقفنا وتقدیم صورة حقیقیة من إیران.

وأضاف بأننا سنجتمع مع سلطات بلجیکا والسوید والنمسا وفرنسا وبریطانیا والیابان وباکستان وجنوب افریقیا و بولیفیا لبحث ملفات ذات الإهتمام المشترک والإتفاق النووی والأوضاع الجاریة فی میانمار.

وصرح بأننا کما أکد سماحة قائد الثورة الإسلامیة نرید إقامة علاقات شاملة وبناءة مع العالم وتوسیع علاقاتنا مع الدول الصدیقة وعلاقات مطلوبة مع دول المنطقة ویجب تسویة مشکلة الإرهاب بمشارکة جمیع الدول.

الأحد, 17 أيلول/سبتمبر 2017 11:10

إيران تطور برنامجها النووي

الأكاذيب الأميركية عن البرنامج النووي الإيراني لا تزال مستمرة.

ولكي تتمكن واشنطن من فرض وجهة نظرها على «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، أرسلت قبل فترة الممثلة الدائمة لها في الأمم المتحدة نيكي هايلي، للقاء المدير العام للوكالة يوكيا أمانو لإقناعه بأن إيران خرقت الاتفاق النووي ولم تلتزم بتعهداتها.

وفيما ترصد أجهزة الرقابة والاستخبارات الأميركية عشرات المراكز النووية والمواقع العسكرية الإيرانية، على أمل اكتشاف أي نوع من النشاطات النووية السرية في البلاد، أشار نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة الأميركية الجنرال باؤول سلفا، في تموز الماضي، إلى أن «الأدلة التي عثرت عليها أجهزة الاستخبارات الأميركية تشير إلى التزام إيران بتعهداتها التي ينص عليها الاتفاق النووي». وبناءً عليه، يدرك الأميركيون جيداً عدم وجود أي دليلٍ على خرق إيران بنود الاتفاق النووي. فما من حاجة كي تقوم «الوكالة الدولية» بتفتيش مئات المواقع «المثيرة للشك»، بوصف هايلي.
بعد الاتفاق النووي، لم تغيّر طهران ــ إطلاقاً ــ مسيرتها العلمية في تطوير الصناعات والعلوم الذرية بهدف التخصيب، لأن تخصيب اليورانيوم اليوم يحظى بأهمية اقتصادية بالغة بالنسبة إلى جميع الدول النووية، ومن بينها إيران، إذ تقوم هذه الدول بالتخطيط والاستثمار في هذا المجال. 40 بالمئة من قيمة الوقود النووية لكل دولة متعلقة بشكلٍ مباشر بمنشآت التخصيب التي تمتلكها، والقلب النابض لهذه المنشآت هي أجهزة الطرد المركزي المعروفة باسم سانترفيوج. هذه هي الاستراتيجية التي تنتهجها إيران بعد الاتفاق النووي بشكل شرعي، وطبق الأعراف الدولية.
تريد أميركا أن توقف هذا التطور والمد العلمي في إيران لأنها تعلم جيداً أن الأخيرة بعد الاتفاق النووي حصلت على اعتراف دولي من قبل جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن، بحقها في تطوير برنامجها النووي للأغراض السلمية. في الحقيقة، حازت إيران انتصاراً سياسياً وصناعياً وعلمياً كبيراً في مجال العلوم النووية، ويأتي ذلك في وقتٍ تخضع فيه لأشد أنواع الرقابة والتفتيش التي تفرضها «الوكالة الدولية». أمانو الذي اعتبر الاتفاق النووي مع إيران أحد أبرز الإنجازات الدولية المعاصرة، وصف الاتفاق بـ«الإنجاز الواضح لاختبار نيات إيران النووية»، قائلاً إن «ايران تخضع لأشد نظم الرقابة في إطار التحقق من نياتها النووية، ومفتشو الوكالة يراقبون على مدار الساعة... المواقع النووية الإيرانية من خلال الكاميرات الدائمة وأجهزة حديثة أخرى».
وعلى خلاف الادعاءات الأميركية وأكاذيب هايلي، فقد صرّح المدير العام لـ«الوكالة» بأن «إيران قبلت الكثير من القيود التي تم فرضها على برنامجها النووي، وأنها فتحت المجال أمام الوكالة الدولية للوصول إلى المواقع والمعلومات المتعلقة بملفها النووي بشكل أوسع من ذي قبل».
ما قاله أمانو يؤكد أن إيران تخضع لأشد أنظمة المراقبة هو الحقيقة بعينها. فمنذ إبرام الاتفاق النووي، تخضع طهران شهرياً لعمليتَي تفتيش مفاجئ، كما أن عدد عمليات التفتيش التي تخضع لها المنشآت النووية الإيرانية ــ مقارنة مع السنوات الخمس السابقة ــ تضاعفت بنسبة مئتين بالمئة، إذ خضعت المنشآت النووية خلال اثني عشر شهراً بعد الاتفاق، لـ 402 عملية تفتيش وخمس وعشرين عملية تفتيش مباغتة، وتأكيد جميع التقارير الرسمية التزام طهران بكامل تعهداتها التي ينص عليها الاتفاق.
وتواصل إيران استراتيجيتها الرامية إلى تطوير برنامجها النووي للأغراض السلمية، وفي هذا السياق استعرضت «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» قدراتها من خلال إقامة معرض قدمت فيه الأجيال المختلفة من أجهزة الطرد المركزي «P1» إلى «IR6» و«IR7»، بينما اعتكفت عن عرض «سانترفيوج IR8»، وهو من أجهزة الطرد المركزي الأكثر تطوراً وحداثة بسبب الزيارات المتكررة للمفتشين الدوليين، والتأكيد على عدم استخدام إيران لهذا الجهاز. اللافت أن جهاز «IR8» هو صناعة إيرانية خالصة مئة بالمئة، ما يشير بوضوح إلى تطور قدرات إيران في صناعة أجهزة الطرد المركزي الحديثة.
صحيح أن إيران وافقت بموجب الاتفاق على فرض بعض القيود على نشاطاتها النووية، وخاصة في مجال تخصيب اليورانيوم، إلا أن الضمانات الدولية التي حصلت عليها بموجبه أتاحت الفرصة للعلماء والباحثين الإيرانيين لتطوير أبحاثهم في مجال تطوير أجهزة الطرد المركزي ذات الإنتاج المرتفع، في منشأة نطنز يوجد حالياً 5060 جهاز سانترفيوج، وفي الوقت الذي تراقب فيه «الوكالة الدولية» نشاطات إيران من خلال الكاميرات المستقرة فيها بشكلٍ دائم.
تفيد تقارير «الوكالة»، وتصريحات المسؤولين الإيرانيين عن وجود تسعة آلاف جهاز طرد مركزي كانت تعمل في منشأة نطنز قبل الاتفاق، وقد تم خفض عددها إلى 5060 جهازاً. ويؤكد المسؤولون في المنشأة أنه تم تجميد عمل ثلث أجهزة الطرد التي كانت تعمل فيها، كما تم جمع عشرة آلاف سانترفيوج كانت على وشك أن تدخل حيز العمل في «الصالة A» قبل الاتفاق النووي.
ورغم التزام طهران ببنود الاتفاق، أكّد رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي أكبر صالحي، أن إيران يمكنها العودة بسرعة فائقة إلى مرحلة ما قبل الاتفاق النووي، في حال خرق الطرف المقابل الاتفاق. وقال إن طهران «تدرس مقدار الفائدة التي ستعود عليها من خلال التزامها بالاتفاق النووي، وتقيّم الأضرار الناجمة عن الاتفاق وتقايض بين الأمرين». وأضاف أنه في حال انسحاب أميركا من الاتفاق، والتزام الدول الأخرى، فمن المحتمل أن تستمر إيران في التزامها بتعهداتها.
ربما يريد صالحي من خلال هذا التصريح القول إن بلاده لا تقيم أي اعتبار للتصرفات الأميركية، فإيران عملياً لم تأت بأي ردّ على الخطوات الأميركية التي خرقت بشكل واضح الاتفاق النووي، في حين أنها ــ ومن دون أدنى شك ــ سوف تعود إلى مرحلة ما قبل الاتفاق النووي، لو كانت هذه الخروقات من قبل بقية الدول الأخرى المعنية به.
التطورات السياسية والعلمية تؤهل إيران لأن تكون في زمرة الدول النووية الكبرى. فإيران تصرفت بحنكة وذكاء عندما وقّعت الاتفاق، ووافقت على فرض بعض القيود على برنامجها النووي، لكنها توصلت إلى أحدث التقنيات النووية للأغراض السلمية. فهي تمتلك حالياً أجهزة طرد مركزي من نوع «IR2m»، وفي حال قرر المسؤولون العودة إلى مرحلة ما قبل الاتفاق النووي، فإنه سيكون جاهزاً لدخول الخدمة، كما أن إيران تملك في مستودعاتها عدداً كبيراً من أجهزة «P1» والأجيال «IR6» و«IR4» جاهزة لتخصيب اليورانيوم على أعلى المستويات. ويؤكد المسؤولون الإيرانيون أن إيران تستخدم أجهزة وتقنيات أكثر حداثة في منشآتها النووية، وتقوم بتنسيق الأجهزة القديمة وتضعها خارج الخدمة وتستبدلها بأجهزة ومعدات أكثر حداثة.
وفي حين زعمت بعض وسائل الإعلام أن الصور والأفلام التي تلتقطها الكاميرات المنصوبة في المنشآت النووية يتم إرسالها إلى خارج البلاد عبر الشبكة العنكبوتية، أكّد رئيس منشأة نطنز النووية أن هذه الادعاءات هي شائعة ليس إلا، مشدّداً على أن إيران لا تسمح للمفتشين بإرسال هذه الصور أو مقاطع الفيديو إلى خارج البلاد، أو امتلاك المقاطع المصوّرة أيضاً.
الآن، وبعد مرور أكثر من عامين على الاتفاق النووي، يمكن القول إن إيران نجحت في الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في برنامجها النووي للأغراض السلمية بشكل كامل من خلال مفاوضات رابح ــ رابح مع دول 5 + 1، كما وصفها الرئيس الإيراني حسن روحاني، وهذا الأمر يمهد الطريق أمام طهران لتصبح إحدى الدول النووية العظمى، بعد انتهاء المدة المحددة في الاتفاق.

صحیفة الاخبار:علي منتظري

أکد رئیس هیأت أرکان القوات المسلحة الإیرانیة اللواء محمد باقری وقائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا علی ضرورة تحرک العالم الإسلامی لوضع الحد للأوضاع غیر الإنسانیة المفروضة علی أبناء الشعب المیانماری المظلوم.

واعتبر المسؤولان العسکریان خلال محادثاتهما الهاتفیة الخطوات المتخذة حیال ایصال المساعدات الإنسانیة إلی اللاجئین المسلمین المیانماریین بأنها غیر کافیة مشددا علی ضرورة تعبئة جمیع الإمکانیات الموجودة لدی المنظمات العسکریة وغیر العسکریة فی الدول الإسلامیة لمساعدة المسلمین فی میانمار.

 کما بحث الجانبان سبل التعاون العسکری بین البلدین معربین عن إرتیاحهما إزاء الجهود المبذولة من جانب القوات المسلحة حیال تأمین الحدود المشترکة.

انتقد أمین المجلس الأعلی للأمن القومی علی شمخانی استخدام الإرهاب کآلیة فی العراق وسوریا من جانب بعض الدول.

وأکد شمخانی خلال استقباله رئیس البرلمان البلجیکی زیغفرید براک علی إستعداد إیران لرفع مستوی العلاقات الثنائیة فی المجالات الإقتصادیة والسیاسیة والثقافیة والأمنیة مع مختلف الدول الأوروبیة وتحدیدا بلجیکا مشیرا إلی الدور الهام الذی من شأن البرلمانین أن یلعبا فی مجال توفیر الأرضیة للإستثمار فی إیران فی قطاعات الطاقة والتقنیات الحدیثة.

وفی شأن أوضاع المنطقة أشار شمخانی إلی الخطرات الناجمة عن تسلیح وتدریب وانتشار المجموعات الإرهابیة من جانب بعض دول المنطقة والغرب مؤکدا علی أن الحوادث الأخیرة فی أوروبا أثبتت بأن استخدام الإرهاب کآلیة فی العراق وسوریا من جانب بعض الدول أدی إلی عدم إمکان کبح الإرهاب وتمدد الظاهرة المشؤومة إلی قلب أوروبا.

وأضاف بأن تصریحات السلطات السیاسیة والأمنیة الأمریکیة المهددة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة تظهر الإتجاهات العدائیة لها للرأی العام العالمی ولا تؤثر علی سیاسات طهران المبدئیة حیال الملفات الإقلیمیة ورفع مستوی قدراتها الدفاعیة بصورة متعارفة وإستمرار دعم الشعوب المضطهدة.

وفی شأن الإتفاق النووی أشار شمخانی إلی الدور الإیجابی للإتحاد الأوروبی حیال الإتفاق النووی مؤکدا علی ضرورة صمود جمیع الأطراف أمام تصرفات غیر ناضجة ومواقف غیر قانونیة من شأنها أن تضعف الإتفاق النووی.

وبدوره أکد المسؤول البلجیکی علی أننا نقدر ممارسات طهران فی مجال مواجهة الإرهاب فی المنطقة ونعتبر ایاها بأنها عنصر الإستقرار فی المنطقة وأدت دورا هاما فی عملیة مکافحة الإرهاب.

اعتبرالنائب السابق لقائد هيئة أركان الجيش الصهيوني يائير غولان، أن “إسرائيل” لن تستطيع مواجهة إيران لوحدها.

وقال غولان، في خطاب ألقاه يوم امس السبت في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط: “إن تل أبيب بحاجة للولايات المتحدة من أجل تحقيق الانتصار(على إيران)، ومن الأفضل الاعتراف بهذا، إنها الحقيقة”.

هذا وأوضح غولان في خطابه “أن الكيان الصهيوني يعول على الدعم الأمريكي لتحقيق الانتصار على إيران”، مضيفا، في رده على أحد الأسئلة،  “لا نستطيع فعل ذلك لوحدنا، ففي هذا العالم المعاصر تنتشر التهديدات بجميع أنحاء المعمورة لذا علينا تعزيز التعاون أكثر من أي وقت مضى”.

وتابع غولان  “أتوقع من التعاون المستقبلي بين الولايات المتحدة و الكيان الصهيوني تطورا أكثر أهمية بالمقارنة مع كل ما كان في الماضي.. وأردف غولان: “إن طهران تمتلك بنية تحتية أكاديمية جيدة، وصناعة جيدة، وعلماء جيدين، والكثير من الشبان الموهوبين وبالتالي فإنهم أكثر خطورة، ولذلك باعتقادي لا نستطيع التعامل معهم لوحدنا”.

واعتبرت الصحافة الإسرائيلية هذه التصريحات “غير مسبوقة”، علما بأنها تأتي على لسان جنرال رفيع المستوى لم يمض على إنهاء عمله في الجيش أكثر من نصف سنة.

لطالما وقف في وجه حراك الغدير حراكان آخران عملا على حرف المجتمع عن مساره الأساسي الذي يؤدي إلى هدايته وسعادته:

1-  المروّجون للتكفير: مناصرو هذا الحراك سعوا ويسعون لتبديل قضية الغدير إلى مجرّد قضيّة شيعيّة. بيد أن "الغدير قضيّة إسلاميّة؛ ليست مجرّد قضيّة شيعيّة، في تاريخ الإسلام، تحدّث النبي الأكرم بحديث معيّن وقام بعمل معيّن حيث أنّ هذا العمل وهذا الحديث يتمتّعان بأبعاد متعدّدة تنطوي على درس ومعنى. لا يمكن أن نقول بأنّ يستفد الشيعة فقط من الغدير وحديثه؛ وأن لا يستفيد سائر المسلمون من هذا المضمون الغني المتواجد في طيّات هذا الكلام النبوي الشريف والذي هو غير منحصر في مرحلة معيّنة". ٢٥/٣/٢٠٠٠  "أو أنّهم التجؤوا إلى بثَّ الفرقة والخلاف بين المذاهب الإسلامية من خلال نشرهم التفاسير والتحاليل التفريقية والمناقضة للوحدة".

2-  مناصرو الإسلام العلماني: الحراك الثاني المواجه للغدير هم مبلّغو الإسلام العلماني الذين عملوا -من خلال التفاسير الفردانية التي تقتصر على القيام بالمناسك والواجبات الدينيّة- على تهميش وحتى نبذ حادثة الغدير، وعلى إبعاد الدين عن التدخّل في المجال العام والقضايا الحكوميّة. بيدَ أنّ حادثة الغدير ردٌّ على ادّعاء هذا الحراك الباطل. "أولئك الأشخاص الذين سعوا لفصل الإسلام عن المسائل الاجتماعيّة والسياسيّة، وحاولوا حصر الإسلام بالمسائل الشخصيّة والمسائل المتعلقة بحياة الأفراد - وفي الواقع كانوا ينظرون نظرة علمانية للإسلام، وقد سعى إعلام العدو وأدواته أيضاً للترويج لهذه الرؤية بين المسلمين على طول التاريخ – إنّ قضية الغدير هي الجواب والردّ على هؤلاء، فإنّ النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك الموقع الحساس، وفي آخر أشهر حياته وبناءً للتعاليم الإلهيّة والتكليف الإلهي بيّن مسألة أساسيّة ومهمّة، وهي عبارة عن التعرّض لمسألة الحكومة بعد زمان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم". ١٣/١٠/٢٠١٤ مع أنّه سابقاً "أثبت الإسلام من خلال تأسيسه للحكومة في المدينة وتشكيل المجتمع المدني النبوي أنَّ الإسلام لا يقتصر على النّصح والموعظة والدعوة اللسانية. يريد الإسلام لحقائق الأحكام الإلهية أن تتحقق في المجتمع". ٢٥/١١/٢٠١٠

 يأتي ادعاء أنصار الإسلام العلماني هذا في ظل "كون أكثر حكومات العالم علمانية بالرغم من كل ما تدعيه -سواء أعلمت أم لم تعلم- تمسك بين يديها دنيا وآخرة الناس... أجساد وأرواح الناس تحت تصرفها" ٢٥/١١/٢٠١٠

لذلك: “قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "فَإن أَطَعتُموني فَإنّي حامِلُكم، إن شاءَ اللهُ، عَلى سَبيلِ الجَنَّة" …. هذا هو هدف الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: إيصال الناس إلى الجنّة، سواء على الصعيد الفكري (للناس)، أو على صعيدهم الروحي والقلبي، أو على صعيد حياتهم الاجتماعيّة" ١٣/٥/٢٠١٤

"إنّني أشدّد على هذه النقطة لأنّه يُسمع أحيانًا، هنا وهناك، عندما يجري الحديث عن الهداية والإرشاد وبيان حقائق الدين وما إلى ذلك، من يقول: يا سيّدي، وهل من واجبنا أن نأخذ الناس إلى الجنة؟ نعم، نعم، هو كذلك. هذا هو الفرق بين الحاكم الإسلاميّ وسائر الحكام. لا يدور الكلام هنا عن التعسّف والضغوط والإكراه، إنّما هو كلام عن المساعدة. إنّ فطرة البشر ميّالة للسعادة ويجب أن نفتح الطريق ونُسهّل الأمور للناس ليستطيعوا إيصال أنفسهم إلى الجنّة. هذا هو واجبنا" ١٣/٥/٢٠١٤

الغدير يحمل للأمة الإسلامية في مواجهة هذين الانحرافين رسالتين هامّتين: الأولى هي أنّه العامل المؤدّي إلى وحدة المجتمع الإسلامي والثانية هي أنّه مُبلّغ الإسلام السياسي في مواجهة العلمانيين. لهذا السبب أطلق اسم "عيد الله الأكبر" على عيد الغدير من بين كافة المناسبات والأعياد الدينيّة." لماذا؟ لأنّ تكليف الأمة الإسلامية في مجال الهداية وفي مجال الحكومة حُدّد في حادثة الغدير" ٦/١٢/٢٠٠٩

الثلاثاء, 05 أيلول/سبتمبر 2017 04:15

عید الغدیر

یوم غدیر خم أو عید الغدیر، هو یوم الأحد 18 ذو الحجة من سنة 10 هـ، والذی خطب فیه النبی محمد خطبة ذَکَرَ من فضل علی بن أبی طالب وأمانته وعدله وقربه إلیه، وذلک فی أثناء عودة المسلمین من حجة الوداع إلى المدینة المنورة فی مکان یُسمى بـ "غدیر خم" قریب من الجحفة تحت شجرة هناک.[1] وقد استدلّ الشیعة بتلک الخطبة على أحقیة علی بالخلافة والإمامة بعد وفاة النبی محمد،[2][3] بینما یرى أهل السنة أنه قد بیّن فضائل علی للذین لم یعرفوا فضله، وحث على محبته وولایته لما ظهر من میل المنافقین علیه وبغضهم له،[4] ولم یقصد أن یوصیَ له ولا لغیره بالخلافة.[5]

خطبة النبی یوم الغدیر:
    الحمد لله ونستعینه ونؤمن به، ونتوکل علیه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سیئات أعمالنا الذی لا هادی لمن ضل، ولا مضل لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله ـ أما بعد ـ: أیها الناس قد نبأنی اللطیف الخبیر أنه لم یعمر نبی إلا مثل نصف عمر الذی قبله، وإنی أوشک أن أدعى فأجبت، وإنی مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنک قد بلغت ونصحت وجهدت فجزاک الله خیرا، قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأنَّ جنَّته حقّ ونارَه حق وأن الموت حق وأن الساعة آتیة لا ریب فیها وأن الله یبعث من فی القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلک، قال: اللهم اشهد، ثم قال: أیها الناس ألا تسمعون؟ قالوا: نعم. قال: فإنی فرط على الحوض، وأنتم واردون علی الحوض، وإن عرضه ما بین صنعاء و بُصرى فیه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا کیف تخلفونی فی الثقلین فنادى منادٍ: وما الثقلان یا رسول الله؟ قال: الثقل الأکبر کتاب الله طرف بید الله عز وجل وطرف بأیدیکم فتمسکوا به لا تضلوا، والآخر الأصغر عِترَتی، وإن اللطیف الخبیر نبأنی أنهما لن یتفرقا حتى یراد على الحوض فسألت ذلک لهما ربی، فلا تقدموهما فتهلکوا، ولا تقصروا عنهما فتهلکوا، ثم أخذ بید علیٍ فرفعها حتى رؤیَ بیاض آباطهما وعرفه القوم أجمعون، فقال: أیها الناس من أولى الناس بالمؤمنین من أنفسهم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إن الله مولای وأنا مولى المؤمنین وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن کنت مولاه فعلی مولاه، یقولها ثلاث مرات، وفی لفظ أحمد إمام الحنابلة: أربع مرات ثم قال: اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وأحبَّ من أحبّه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حیث دار، ألا فلیبلغ الشاهد الغائب، ثم لم یتفرقوا حتى نزل أمین وحی الله بقوله: الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَرَضِیتُ لَکُمُ الإِسْلاَمَ دِینًا. فقال رسول الله صلى الله علیه وآله: الله أکبر على إکمال الدین، وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتی، والولایة لعلی من بعدی    
[6]
ثم طفق القوم یهنئون أمیر المؤمنین صلوات الله علیه وممن هنأه فی مقدم الصحابة: الشیخان أبو بکر وعمر کل یقول: بخ بخ لک یا بن أبی طالب أصبحت وأمسیت مولای ومولى کل مؤمن ومؤمنة، وقال ابن عباس: وجبت والله فی أعناق القوم، فقال حسان: إئذن لی یا رسول الله أن أقول فی علی أبیاتا تسمعهن، فقال: قل على برکة الله، فقام حسان فقال: یا معشر مشیخة قریش أتبعها قولی بشهادة من رسول الله فی الولایة ماضیة ثم قال: ینادبهم یوم الغدیر نبیهم * * بخم فاسمع بالرسول منادیا[7]
- أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوی (توفی سنة 321ھ):
کما حدثنا أحمد بن شعیب قال: أخبرنا محمد بن المثنى قال: حدثنا یحیى بن حماد قال: حدثنا أبو عوانة، عن سلیمان یعنی الأعمش قال: حدثنا حبیب بن أبی ثابت، عن أبی الطفیل، عن زید بن أرقم قال: لما رجع رسول الله صلى الله علیه وسلم عن حجة الوداع ونزل بغدیر خم أمر بدوحات فقممن، ثم قال: «کأنی دعیت فأجبت، إنی قد ترکت فیکم الثقلین، أحدهما أکبر من الآخر: کتاب الله عز وجل وعترتی أهل بیتی، فانظروا کیف تخلفونی فیهما، فإنهما لن یتفرقا حتى یردا علی الحوض» ثم قال: «إن الله عز وجل مولای، وأنا ولی کل مؤمن» ثم أخذ بید علی رضی الله عنه فقال: «من کنت ولیه فهذا ولیه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه» فقلت لزید سمعته من رسول الله صلى الله علیه وسلم؟ فقال: ما کان فی الدوحات أحد إلا رآه بعینیه، وسمعه بأذنیه. قال أبو جعفر (الطحاوی): فهذا الحدیث صحیح الإسناد، لا طعن لأحد فی أحد من رواته، فیه إن کان ذلک القول کان من رسول الله صلى الله علیه وسلم لعلی بغدیر خم فی رجوعه من حجه إلى المدینة لا فی خروجه لحجه من المدینة[13].
- محمد بن أحمد بن عثمان الذهبی (توفی سنة 748ھ):
نقل ابن کثیر عن شیخه الذهبی أنه قال: وصدر الحدیث متواتر أتیقن أن رسول الله صلى الله علیه وسلم قاله، وأما: "اللهم وال من والاه" فزیادة قویة الإسناد[14].
- أحمد بن علی بن حجر العسقلانی (توفی سنة 852ھ):
وأما حدیث "من کنت مولاه فعلی مولاه" فقد أخرجه الترمذی والنسائی، وهو کثیر الطرق جدا، وقد استوعبها ابن عقدة فی کتاب مفرد، وکثیر من أسانیدها صحاح وحسان، وقد روینا عن الإمام أحمد قال: ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علی بن أبی طالب. [15] وقال فی ترجمة أمیر المؤمنین علیه السلام: لم یجاوز المؤلف (الحافظ المزی) ما ذکر ابن عبدالبر وفیه مقنع ولکنه ذکر حدیث الموالاة عن نفر سماهم فقط وقد جمعه ابن جریر الطبری فی مؤلف فیه اضعاف من ذکر وصححه واعتنى بجمع طرقه أبو العباس ابن عقدة فأخرجه من حدیث سبعین صحابیا أو أکثر أما حدیث الرایة یوم فتح خیبر فروی أیضا عن علی والحسین والزبیر بن العوام وأبی لیلى الأنصاری وعبدالله بن عمرو بن العاص وجابر وغیرهم وقد روی عن أحمد بن حنبل أنه قال لم یرو لاحد من الصحابة من الفضائل ما روی لعلی وکذا قال النسائی وغیر واحد وفی هذا کفایة[16].

ملخص نص الخطبة
روی عن عن البراء بن عازب فی حدیث عن محمد بن عبد الله أنه قال :
    کنا مع رسول الله فی سفر فنزلنا بغدیر خم، فنودی فینا الصلاة جامعة، وکُسح لرسول الله تحت شجرتین فصلى الظهر واخذ بید علی (ع) فقال : " ألستم تعلمون أنی أولى بالمؤمنین من أنفسهم " ؟
قالوا : بلى. فاخذ بید علی فقال : " من کنت مولاه فعلی مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه ". فلقیه عمر بعد ذلک فقال له : هنیئا یا ابن أبی طالب أصبحت وأمسیت مولى کل مؤمن ومؤمنة[18]


مصادر
1.     السیرة النبویة، ابن کثیر، تحقیق: مصطفى عبد الواحد، ج4، ص414-428، دار المعرفة، بیروت، ط1971.
2.     الشیرازی نت: یوم الغدیر کمال الدین وتمام النعمة تاریخ الوصول 25 یونیو 2011.
3.     شبکة الشیعة العالمیة: عید الغدیر فی الإسلام - الشیخ الأمینی تاریخ الوصول 25 یونیو 2011.
4.     تثبیت الإمامة وترتیب الخلافة، أبو نعیم الأصبهانی، ص6.
5.     البدایة والنهایة، ابن کثیر، ج7، ص251.
6.     کتاب الغدیر للأمینی
7.     کتاب الغدیر للأمینی
8.     تهذیب الأحکام - الشیخ الطوسی - ج 6 - ص 24
9.     الکافی\الجزء الرابع\کتاب الصیام\باب صیام الترغیب
10.     الخصال\الشیخ الصدوق\ص 264
11.     سیر أعلام النبلاء ج 14 ص 277
12.     تاریخ الإسلام ج 23 ص 283
13.     مشکل الآثار ج 4 ص 310
14.     السیرة النبویة ج 4 ص 426
15.     فتح الباری ج 7 ص 61
16.     تهذیب التهذیب ج 7 ص 297
17.     سلسلة الأحادیث الصحیحة ج 4 ص 330 الحدیث 1750
18.     مسند احمد بن حنبل : 4/ 281، طبعة : دار صادر / بیروت. 1 ـ الحافظ أبو نعیم فی کتاب نزول القرآن 2 ـ الإمام الواحدی فی کتاب أسباب النزول ص 150. 3 ـ الإمام أبو إسحاق الثعلبی فی تفسیره الکبیر. 4 ـ الحاکم الحسکانی فی کتابه شواهد التنزیل لقواعد التفضیل ج1 /187 5 ـ جلال الدین السیوطی فی کتابه الدر المنثور فی التفسیبر بالمأثور ج 3 / 117. 6 ـ الفخر الرّازی فی تفسیره الکبیر ج 12 /50. 7 ـ محمد رشید رضا فی تفسیر المنار ج 2 /86 ج 6 / 463. 8 ـ تاریخ دمشق لأبن عساکر الشافعی ج 2 /86. 9 ـ فتح القدیر للشوکانی ج 2 / 60. 10 ـمطالب السؤول لإبن طلحه الشافعی ج 1 /44. 11 ـ الفصول المهمة لإبن الصباغ المالکی ص 25. 12 ـ یانبیع المودّة للقندوزی الحنفی ص 120. 13 ـ الملل والنحل للشهرستانی ج 1 / 163. 14 ـ ابن جریر الطبری فی کتاب الولایة. 15 ـ ابن سعید السجستانی فی کتاب الولایة. 16 ـ عمدة القاریء فی شرح البخاری لبدر الدین الحنفی ج 8 /584. 17 ـ تفسیر القرآن لعبد الوهاب البخاری. 18 ـ روح المعانی للألوسی ج2 / 384. 19 ـ فرائد السمطین للحموینی ج 1 / 185. 20 ـ فتح البیان فی مقاصد القرآن للعلامة سید صدیق حسن خان ج 3 /

التقى ظهر يوم الأحد ٣/٩/٢٠١٧ جمع من قادة ومسؤولي مقر خاتم الأنبياء (ص) للدفاع الجوي في جيش الجمهورية الإسلاميّة بالقائد العام للقوات المسلّحة الإمام الخامنئي حيث كان من أبرز ما جاء في مواقف سماحته قوله: حالات التقدّم الباهرة في مختلف المجالات كالمجال الدفاعي والعلمي والتقني تدلّ على وجود الإمكانيات والقدرات في الطاقات الإنسانية الشابة والمتحفزة.  
خلال اللقاء اعتبر الإمام الخامنئي أنّ مقر خاتم الأنبياء (صلی‌الله‌علیه‌وآله) يشكّل "الخطّ الأمامي للدفاع عن كرامة ووجود البلاد"  كما أشار سماحته إلى دور القوى البشرية الإستثنائي في تحقيق التقدّم على مستوى مختلف الأصعدة والمجالات ومن بينها القّوات المسلّحة حيث شدّد سماحته قائلاً: يجب من خلال العمل والسعي الدّؤوب أن تفجّروا مواهب القوى البشريّة اللامتناهية وتسخّروها لخدمة إزالة احتياجات ونواقص البلاد.
ولفت قائد الثورة الإسلامية إلى أنّ  الخدمة في الخطوط الأمامية لمواجهة التهديدات فرصة قيمة للعناصر المؤمنة والغيورة والشريفة في مقرّ الدّفاع الجوّي وأردف سماحته القول: لقد أنجزت في هذا المقر إنجازات جيدة جداً، وهذا مؤشر على توافر العزيمة والمحفز والقدرة في هذه العناصر.
واعتبر الإمام الخامنئي أنّ القوى البشريّة المتسمة بالعلم والتدبير والشجاعة والعمل الدؤوب، تمثل الركيزة والدعامة لاجتياز العقبات وأضاف سماحته: حالات التقدّم الباهرة في مختلف المجالات كالمجال الدفاعي والعلمي والتقني تدلّ على وجود الإمكانيات والقدرات في الطاقات الإنسانية الشابة والمتحفزة، وإن أبناء هذا البلد المقتدرين لهم مبعث فخر واعتزاز سواء في الداخل أو في مراكز العالم العلمية والتقنية.

منحت سلطات الاحتلال الاسرائيلي الجيب الاستيطاني في وسط مدينة الخليل المحتلة في جنوب الضفة الغربية سلطة إدارة شؤونه البلدية. وقال جيش الاحتلال في بيان إنه بموجب القرار سيتم تشكيل مجلس يمثل سكان الحي الاستيطاني في الخليل ويوفر خدمات بلدية لهم في مجالات مختلفة. من جهتهم يرى مناهضو الاستيطان في القرار تعزيزا للفصل العنصري في المدينة. هذا ويبلغ عدد سكان مدينة الخليل نحو 200 الف فلسطيني يعيش بينهم نحو 800 مستوطن تحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدد من المجمعات الاستيطانية المحصنة في قلب المدينة.

بالتزامن مع أداء ضيوف الرحمن شعائر الحج للعام الهجري 1438 وجّه قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي نداءً لمسلمي العالم دعا خلاله إلى تحمل قادة العالم الإسلامي والنخب السياسية والدينية واجباتهم الجسيمة، كما أشار سماحته إلى أن العالم الإسلامي غافلٌ عن واجبه الحتمي المتمثل في إنقاذ فلسطين.  
وفي ما يلي النص الكامل للنداء الذي وجّهه قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي لمسلمي العالم:

 

بسم الله الرحمن الرحیم

والحمد لله ربّ العالمین، والصلاة والسلام علی سیدنا محمد خاتم النبیین، وآله الطاهرین وصحبه المنتجبین.

أحمد الله العظیم إذ مَنّ هذا العام أیضاً على جموع المؤمنین من أنحاء العالم کافة بتوفیق إقامة الحج والانتهال من هذا المعین العذب الفیاض، والاعتكاف في الأیام واللیالي ـ التي تُعدّ ساعاتها المغتنمة المبارکة إکسیراً معجزاً بوسعه تغییر القلوب وتطهیر الأرواح وتجمیلها ـ في جوار بیت الله العظیم وفي مواقیت العبادة والخشوع والذکر والتقرّب.

الحجّ عبادةٌ زاخرةٌ بالأسرار والرموز، والبیت الشریف موضعٌ طافحٌ بالبرکات الإلهیة ومظهرٌ لآیات الحق تعالى وبیّناته. وللحجّ أن یرتقي بالعبد المؤمن الخاشع المتدبّر إلى الدرجات المعنویة، وأن یصنع منه إنساناً سامیاً نورانیاً، وأن يجعل منه عنصراً ذا بصیرة وشجاعة وإقدام ومجاهدة. کلا الجانبین: معنوياً وسیاسياً، أو فردياً واجتماعياً واضحان بارزان في هذه الفریضة المنقطعة النظیر، والمجتمع الاسلامي الیوم بأمسّ الحاجة لکلا الجانبین.

من جهة یعملُ سحرُ النزعة المادیة علی الإفساد والإغراء باستخدامه الوسائلَ المتطورة، ومن جهة ثانیة تنشط سیاسات نظام الهیمنة لاختلاق الفتن وتأجیج نیران النزاعات بین المسلمین وتحویل البلدان الإسلامیة إلی جحیم من الخلافات وانعدام الأمن.

للحجّ أن یکون دواءً شافیاً لکلا هذین الابتلائین العظیمین الذَین تعاني منهما الأمة الإسلامیة، فهو یطهّر القلوب من الأدران، وینوّرها بنور التقوى والمعرفة، ویفتح کذلك العیون على واقعیات العالم الإسلامي المُرّة، ویُرسّخ العزائم لمواجهتها، ویُعزّز الخطوات، ویجعل الأیدي والأذهان مجنّدة للعمل.

یعاني العالم الإسلامي الیوم من انعدام الأمن أخلاقياً ومعنوياً، وكذلك سیاسياً. والسبب الرئیس لهذا هو غفلتنا وهجمات الأعداء الشرسة. نحن لم نعمل بواجبنا الدیني والعقلي مقابل هجوم العدو اللئیم. لقد نسینا (أشداء على الکفار) ونسینا أیضاً (رحماء بینهم). والنتیجة هي أنَّ العدو الصهیوني ما زال یثیر الفتن في قلب جغرافیا العالم الإسلامي، ونحن غافلون عن الواجب المحتوم لإنقاذ فلسطین، وانشغلنا بحروب داخلیة في سوریا، والعراق، والیمن، ولیبیا، والبحرین، وبمواجهة الإرهاب في أفغانستان وباکستان وأماکن أخرى.

يتحمّل رؤساء العالم الإسلامي والنخب السياسية والدينية والثقافية في العالم الإسلامي واجبات جسيمة منها: واجب تحقيق الوحدة وتحذير الجميع من النزاعات القومية والطائفية؛ وواجب توعية الشعوب بأساليب العدو ومكائد الاستكبار والصهيونية؛ وواجب تعبئة الجميع لمواجهة العدو في شتّی ساحات الحروب الناعمة والصلبة؛ وواجب الإيقاف الفوري للأحداث الكارثية بين البلدان الإسلامية من قبيل أحداث اليمن التي سبّبت صورها الشنيعة اليوم، الحزن والاعتراض في كل أرجاء العالم؛ وواجب الدفاع الحاسم عن الأقليات المسلمة المضطهدة كمظلومي بورما وغيرهم؛ والأهمّ من كل ذلك واجب الدفاع عن فلسطين والتعاون والتضامن، من دون قيد وشرط، مع شعب يكافح منذ نحو سبعين عاماً من أجل وطنه المغتصب.

هذه واجباتٌ مهمة تقع على عاتقنا جميعاً، وعلى الشعوب أن تطالب حكوماتها بها وعلى النخب أن يسعوا بعزمٍ راسخ ونيّةٍ خالصة لأجل تحقيقها. إنَّ هذه الأعمال لهي تجسيد قاطع لنصرة دين الله التي ستقترن مع النصرة الإلهية وطبقاً للوعد الإلهي بلا شك.

هذه جوانب من دروس الحجّ آمل أن نفهمها ونعمل بها.

أسأل الله تعالى لكم جميعاً حجّاً مقبولاً، وأحيّي ذكرى شهداء منى والمسجد الحرام، وأسأل الله الرحيم الكريم لهم علوّ الدرجات.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السيد علي الخامنئي

7 شهريور 1396 هـ ش

7 ذي الحجة 1438 هـ ق