
Super User
القدس تنتصر: إعادة فتح أبواب الأقصى وآلاف المقدسيين يتوافدون إليه
دائرة أوقاف القدس الإسلامية تعلن إعادة فتح أبواب المسجد الأقصى المبارك أمام المصلين من كافة الأعمار ودون قيد أو شرط، والمصلين يتوافدون إلى المسجد ويدخلونه من كل الأبواب هاتفين بشعارات النصر..
أعلنت دائرة أوقاف القدس الإسلامية مساء الجمعة عن إعادة فتح أبواب المسجد الأقصى المبارك أمام المصلين من كافة الأعمار دون قيد أو شرط.
فيما قالت مراسلة الميادين إن الجوامع في القدس دعت للصلاة في الأقصى في صلاتي المغرب والعشاء اليوم، احتفالاً بإعادة فتحه أمام الفلسطينيين دون قيود، فيما أوضحت لقطات الفيديو الواردة من المسجد الأقصى دخول الفلسطينيين إلى المسجد بعد فتح أبوابه هاتفين "الله أكبر".
وكان آلاف الفلسطينيين أدوا صلاة الجمعة في شوارع المدينة بعد منعهم من دخول المسجد الأقصى، حيث أقام المصلّون صلاتهم في حي وادي الجوز ومنطقة باب الأسباط وشارع صلاح الدين وباب العمود.
مراسلة الميادين أفادت بأن قوات الاحتلال منعت المصلّين من التقدم نحو باب الأسباط وفرضت طوقاً أمنياً في محيط البلدة القديمة.
وأشار الهلال الأحمر الفلسطيني إلى إصابة 52 فلسطينياً في اعتداءات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وكان آلاف الفلسطينيين توافدوا إلى المسجد الأقصى عبر باب الأسباط برغم الإجراءات الإسرائيلية، رغم تطويق آلاف عناصر شرطة الاحتلال لمنطقة القدس القديمة وإغلاق 3 من أبواب المسجد الأقصى، وفرض إغلاق على الضفة الغربية تحسّباً لتظاهرات في القدس.
واعتدت قوات الاحتلال الاسرائيليّ على الفلسطينيين في محيط المسجد الأقصى حيث اقتحمت الأقصى لمنع الشّبّان هناك من الاعتكاف بداخل، معلنةً أنها ستمنع من هم دون سن الخمسين من الدخول لأداء صلاة الجمعة.
ونصبت قوات الاحتلال العديد من الحواجز في مدينة القدس خاصة في الأحياء الفلسطينية المحيطة بالبلدة القديمة "حي الطور ورأس العامود ومخيم شعفاط"، بالإضافة إلى إغلاق شارع "السلطان سليمان" وحديقة البلدة القديمة أمام حركة المواصلات، في حين وضعت قوات الإحتلال قيود على دخول البلدة القديمة والمسجد الاقصى، وستمنع دخول كافة الرجال الذين تقل اعمارهم عن 50 عاماً إلى البلدة القديمة والمسجد الاقصى، في حين ستسمح للنساء بالدخول دون تحديد قيود على العمر.
وفي سياق متصل، استشهد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الاسرائيلي جنوب بيت لحم، كما جرح شاب آخر بعدما أطلقت قوات الاحتلال النار عليه في الخليل جنوبي الضفة الغربية بذريعة محاولة تنفيذ عملية طعن.
آلاف الشبان داخل المسجد الأقصى بعد فتح جميع أبوابه
الجامعة العربية: نرفض تغيير الوضع التاريخيّ في القدس
وفي السياق، دانت جامعة الدول العربية الإجراءات التي يتّخذها الاحتلال الإسرائيليّ لتهويد مدينة القدس المحتلة مؤكّدة أنّ جميع هذه الخطوات باطلة.
وزراء خارجية الدول الأعضاء في الجامعة أكّدوا خلال اجتماع طارىء رفضهم تغيير الوضع التاريخيّ في القدس.
ودعا الوزراء مجلس الأمن الدوليّ إلى تحمّل مسؤولياته وتطبيق قراراته بشأن الانتهاكات الاسرائيلية مشيرين إلى أنّ القدس المحتلة خطّ أحمر.
الصدق سبب النصر
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "ولَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّه (صلّى الله عليه وآله)، نَقْتُلُ آبَاءَنَا وأَبْنَاءَنَا وإِخْوَانَنَا وأَعْمَامَنَا، مَا يَزِيدُنَا ذَلِكَ إِلَّا إِيمَاناً وتَسْلِيماً، ومُضِيّاً عَلَى اللَّقَمِ وصَبْراً عَلَى مَضَضِ الأَلَمِ، وجِدّاً فِي جِهَادِ الْعَدُوِّ، ولَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا والآخَرُ مِنْ عَدُوِّنَا، يَتَصَاوَلَانِ تَصَاوُلَ الْفَحْلَيْنِ يَتَخَالَسَانِ أَنْفُسَهُمَا، أَيُّهُمَا يَسْقِي صَاحِبَه كَأْسَ الْمَنُونِ، فَمَرَّةً لَنَا مِنْ عَدُوِّنَا ومَرَّةً لِعَدُوِّنَا مِنَّا، فَلَمَّا رَأَى اللَّه صِدْقَنَا أَنْزَلَ بِعَدُوِّنَا الْكَبْتَ، وأَنْزَلَ عَلَيْنَا النَّصْرَ".
لقد وضع الله عز وجل على هذه الأمة الجهاد، وجعله زينة وفخرا، وجعله بابا لخاصة الأولياء، ومن أهم ما يتميز به أهل الجهاد صِدْقهم في المواطن، فلا تتبدل النيات مهما اشتدت الفتن ومهما كثر الأعداء.
والصدق يرقى ليكون قيمة بحد ذاته سواء كتب للصادقين النصر أو كتبت لهم الشهادة، ولذا عندما يتعرض الإمام لشعب الجهاد يقول:"والْجِهَادُ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ والنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ والصِّدْقِ فِي الْمَوَاطِنِ وشَنَآنِ الْفَاسِقِينَ، فَمَنْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ شَدَّ ظَهْرَ الْمُؤْمِنِ، ومَنْ نَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ أَرْغَمَ أَنْفَ الْمُنَافِقِ وأَمِنَ كَيْدَه، ومَنْ صَدَقَ فِي الْمَوَاطِنِ قَضَى الَّذِي عَلَيْه".
والصدق التام هو الذي يكون شاملا لكل من يكون له سهمه في صنع النصر، فالنية الصادقة المخلصة في التوجه إلى الله عز وجل، والقضية الصادقة المتمثلة بأنها الحق، والقيادة الصادقة التي تفي بما تلتزم به من نصرة الحق، والطاعة الصادقة من الأنصار والموالين إذا اجتمعت أنتجت نصرا إلهيا مظفرا، وكتب لها التوفيق في أن تكون النموذج الصالح الذي يقتدي به الآخرون.
أما النية الصادقة فيقول عنها أمير المؤمنين مخاطبا أصحابه:"انْفُذُوا عَلَى بَصَائِرِكُمْ، ولْتَصْدُقْ نِيَّاتُكُمْ فِي جِهَادِ عَدُوِّكُمْ".
والقضية الصادقة هي التي تعتمد على الحق ولا تعطي بالا لمن يكون عدوها، يقول الإمام (عليه السلام) مخاطبا أصحابه في صفين:"وقَدْ فُتِحَ بَابُ الْحَرْبِ بَيْنَكُمْ وبَيْنَ أَهْلِ الْقِبْلَةِ ، ولَا يَحْمِلُ هَذَا الْعَلَمَ إِلَّا أَهْلُ الْبَصَرِ والصَّبْرِ، والْعِلْمِ بِمَوَاضِعِ الْحَقِّ، فَامْضُوا لِمَا تُؤْمَرُونَ بِه وقِفُوا عِنْدَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْه".
والقيادة الصادقة هي التي تتبع الحق مع امتلاكها المعرفة والعلم، يقول الإمام (عليه السلام) لأصحابه:"واعْلَمُوا أَنَّكُمْ بِعَيْنِ اللَّهِ ومَعَ ابْنِ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ".
وأما الطاعة الصادقة فهي أعظم ما يملكه المجاهدون أصحاب العزم والهمم، الذين لا يبالون بما يقول الناس لأن ثقتهم بقائدهم لا تنال، يقول (عليه السلام):"وجَاهِدْ فِي اللَّه حَقَّ جِهَادِه، ولَا تَأْخُذْكَ فِي اللَّه لَوْمَةُ لَائِمٍ، وخُضِ الْغَمَرَاتِ لِلْحَقِّ حَيْثُ كَانَ".
وهم أهل الثبات الذين لا يتراجعون أبدا، يقول الإمام (عليه السلام):"فَصَمْداً صَمْداً حَتَّى يَنْجَلِيَ لَكُمْ عَمُودُ الْحَقِّ، وأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ والله مَعَكُمْ ولَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ".
وهم أهل تحمل المتاعب والشدائد الذين ينظرون إلى الله عز وجل في كل ما يجري عليهم، يقول الإمام (عليه السلام) في وصفه لهم:"وطَاِئفَةٌ عَضُّوا عَلَى أَسْيَافِهِمْ ، فَضَارَبُوا بِهَا حَتَّى لَقُوا اللَّه صَادِقِينَ".
ونختم الحديث بدعاء الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) عندما كان يلقى عدوا محاربا يقول:"اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَفْضَتِ الْقُلُوبُ ومُدَّتِ الأَعْنَاقُ، وشَخَصَتِ الأَبْصَارُ ونُقِلَتِ الأَقْدَامُ وأُنْضِيَتِ الأَبْدَانُ، اللَّهُمَّ قَدْ صَرَّحَ مَكْنُونُ الشَّنَآنِ، وجَاشَتْ مَرَاجِلُ الأَضْغَانِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ غَيْبَةَ نَبِيِّنَا، وكَثْرَةَ عَدُوِّنَا وتَشَتُّتَ أَهْوَائِنَا (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ*وأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ)".
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
استحداث “مجلس قومي لمواجهة الإرهاب والتطرف” في مصر
أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قرارا يقضي باستحداث “مجلس قومي لمواجهة الإرهاب والتطرف”، بهدف “الحد من مسببات الارهاب ومعالجة آثاره” في بلد يشهد باستمرار هجمات إرهابية تستهدف قوات الامن والاقلية القبطية والسياح الاجانب.
وينص القرار الجمهوري الذي نشرته الجريدة الرسمية الاربعاء على ان المجلس مكلف مهام عدة ابرزها “إقرار استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة لمواجهة الارهاب والتطرف داخليا وخارجيا” و”تمكين الخطاب الديني الوسطي المعتدل” و”اقتراح تعديل التشريعات القائمة” لتعزيز مكافحة الارهاب والتطرف.
ويرأس المجلس رئيس الجمهورية ويضم في عضويته رئيسي مجلسي النواب والوزراء وشيخ الازهر وبابا الاقباط ووزراء الاوقاف والشباب والرياضة والتضامن الاجتماعي والخارجية والداخلية والاتصالات والعدل والتربية ورئيسي جهاز المخابرات العامة وهيئة الرقابة الادارية، اضافة الى شخصيات عامة من مثقفين وفنانين، كما يمكن للرئيس تعيين اعضاء آخرين.
ومن مهام المجلس ايضا “وضع الخطط اللازمة لإتاحة فرص عمل بمناطق التطرف وإنشاء مناطق صناعية بها ودراسة منح قروض ميسرة لمن يثبت من خلال المتابعة إقلاعه عن الفكر المتطرف، ومتابعة تطوير المناطق العشوائية ومنح أولوية للمناطق التي يثبت انتشار التطرف بها”.
والمجلس مكلف ايضا العمل على تضمين المناهج الدراسية “ما يدعم مبدأ المواطنة وقبول الآخر ونبذ العنف والتطرف”، اضافة الى متابعة اجراءات “تجفيف مصادر تمويل التطرف والارهاب”.
كذلك سيسعى المجلس الى “إنشاء كيان إقليمي خاص بين مصر والدول العربية يتولى التنسيق مع الأجهزة الأمنية المعنية بمكافحة الارهاب والجريمة المنظمة”
انتفاضة القدس إسقاط وهْم التطبيع
الحراك هو إسقاط رهان حكومة الاحتلال بأن التطبيع مع الدول العربية وعلى رأسها السعودية قد يقدّم حلولاً تسمح للاحتلال بالتفرّد بالقدس والمسجد الأقصى، مُستغلّة الواقع العربي المهترئ والمُتردّي، وبتقديري فالمطلوب اليوم من قوى المقاومة تفعيل دورها على الصعيد العربي والإقليمي بالتواصل مع كافة المكوّنات المجتمعية والفاعلة لتوحيد جهودها وإعادة البوصلة صوْب القدس موحّدة الجميع.
مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الشرطة الإسرائيلية في الأقصى (من الأرشيف)
تُمثِّل أحداث المسجد الأقصى ومدينة القدس تطوّراً هاماً في التفاعُل الشعبي والفِعل المقاوم تجاه الاحتلال، فهي تؤكِّد على وحدة الأرض والشعب، كما تُشكِّل أعباءً أمنية على الاحتلال، كما ستُرهِق عملية رام الله مساء الجمعة وما سبقها من عملية في باحات المسجد الأقصى قبل أسبوع، الأجهزة الأمنية في تفسير السلوك المقاوِم، ويعقد الإجراءات المتبعة في الملاحقة كون العمليات ذات تفكير فردي وتنطلق من مناطق تقع تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية، ما يؤكّد بأن انتفاضة القدس مازالت حاضرة والمسجد الأقصى عنوان كل انتفاضة فلسطينية.
لقد حقّقت هبّة الجماهير والعمل المقاوم ضربات مزدوجة، فصدّها لا يقتصر على الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أو أن نجاحها يُلهب حماس المُنتفضين في وجه الاحتلال، بل جاء توقيتها في خضمّ حالة عربية تهرول تجاه تطبيع العلاقات مع دولة العدو الإسرائيلية، وتحويلها إلى كيانٍ طبيعي في قلب الأمّة العربية، وإعلان العداء لقوى المقاومة وتصنيفها ووصفها بالإرهابية.
كما يُسجّل لتوقيت الحراك الشعبي النجاح في العمل على تصحيح البوصلة الفلسطينية، حيث نجح الاحتلال في تبديل الأولويات لدى الشعب الفلسطيني، في محاولة لسلخه عن مكوّناته المُنتشرة في كافة أماكن تواجده، تزامناً مع سعي الرئيس عباس استئناف المفاوضات بالسقف الأميركي وبالرعاية الأحادية وفق الرؤية الإسرائيلية القائمة على ابتلاع ما تبقّى من الضفة الغربية، ومواصلة حصار قطاع غزّة، مع تهجير ما يمكن تهجيره من أهل القدس وعزلهم والتضييق عليهم.
يتزامن ما يحدث في المسجد الأقصى ومدينة القدس مع مصادقة اللجنة الوزارية للتشريع بالإجماع على مُقترح قانون يمنع تقسيم مدينة القدس مع الفلسطينيين في أية تسوية إلا بموافقة 80 عضواً من أعضاء الكنيست، ويهدف القانون إلى عرقلة أيّ حديث عن حل الدولتين أو تقسيم القدس، كما تأتي مع استبعاد رئيس حكومة الاحتلال إمكانية إطلاق مفاوضات والتأكيد على عدم التخلّي أو الانسحاب عن الضفة الغربية والمستوطنات، حيث تهدف حكومة الاحتلال إلى تغيير الواقع القائم في المسجد الأقصى، وتثبيت الإجراءات التي اتّخذتها من فرض القيود والبوابات الإلكترونية، لكن تزايد الضغط الشعبي وتواصل الفعل المقاوِم ربما يُجبِر الاحتلال على التراجع مع تزايد اندلاع المواجهات.
فلسطينياً اتّخذ الرئيس عباس بعض القرارات التي تمسّ الساحة الفلسطينية، فأعتقد بأن قرار الرئيس عباس بوقف الاتصالات مع الاحتلال خطوة إيجابية إن تحقّقت على الأرض بصورة فعلية ولكن بتقديري لن يتغيّر الواقع على الأرض. وعلى الرغم من دعواته للمصالحة، ولكن الدعوة غير كافية، وكان عليه الدعوة للالتحام مع الاحتلال في كافة نقاط التماس في الضفة الغربية، كذلك الدعوة لعقد الإطار القيادي المؤقّت لقيادة المرحلة بصورة جماعية، والإعلان عن التراجع ووقف كافة إجراءات الحصار المُتّخذة تجاه قطاع غزّة. خطاب أبو مازن لن يُعيد بناء الثقة والبدء بحوار فلسطيني، ولن تكون له انعكاسات إيجابية تجاه العلاقة مع الفصائل الفلسطينية، ولن يتغيّر موقف حماس من التعامُل مع الرئيس عباس بالتهميش والالتقاء مع خصومها في حركة فتح تيّار دحلان.
إن حال الحراك في مدينة القدس وأمام المسجد الأقصى، هي نتيجة تراكمية لأفعال الشباب الثائر خلال عامين من انطلاق انتفاضة القدس، ربما تُشكّل الأحداث خطوة هامة في إفشال العقلية الإسرائيلية اليمينية العنترية القائمة على التهام الضفة الغربية، وتفاعل الحال الشعبية قد يُشكّل نقطة انطلاق نحو رفع وتيرة الفعل المقاوم بشقّيه الشعبي والعسكري في القدس والضفة الغربية، وتصاعُد الهبّة الجماهيرية الشعبية في قطاع غزّة، ما يشعل جذوة الانتفاضة حتى من دون ظهير رسمي كالسلطة الفلسطينية، وما هو مأمول تحقيقه من الحراك هو إسقاط رهان حكومة الاحتلال بأن التطبيع مع الدول العربية وعلى رأسها السعودية قد يقدّم حلولاً تسمح للاحتلال بالتفرّد بالقدس والمسجد الأقصى، مُستغلّة الواقع العربي المهترئ والمُتردّي، وبتقديري فالمطلوب اليوم من قوى المقاومة تفعيل دورها على الصعيد العربي والإقليمي بالتواصل مع كافة المكوّنات المجتمعية والفاعلة لتوحيد جهودها وإعادة البوصلة صوْب القدس موحّدة الجميع.
حمزة أبو شنب
حجّ وعمرة التمتع
أقسام الحج ثلاثة، حج التّمتع وهو وظيفة من يبعد أهله عن مكّة ثمانية وأربعين ميلاً أي ما يقارب تسعين كيلومتراً، وحجّ القِران والإفراد وهما وظيفة من يكون أهله في مكة أو فيما دون المسافة المذكورة .
يختلف حج التمتع عن الإفراد والقِران، في كونه عبادة واحدة مركّبة من عمرة وحجة ، وتُقدّم فيه العمرة على الحجة وتفصل بينهما مدة زمنية يتحلّل فيها الإنسان من إحرام العمرة ويحلّ له ما يحرم على المحرم فعله قبل أن يحرم للحج ، ولأجل هذا ناسب إطلاق اسم حج التمتع عليه.
فالعمرة جزء من حج التمتع وتسمى بعمرة التمتع والحجة هي الجزء الثاني ، ولابدّ من الإتيان بهما في سنة واحدة.
وهذا بخلاف حج الإفراد أو القِران فإنّ كلاً منهما عبادة تعبّر عن الحجة فقط، بينما العمرة عبادة أخرى مستقلّة عنهما تسمّى بالعمرة المفردة، ولهذا فقد تقع العمرة المفردة في عام وحج الإفراد أو القِران في عام آخر.
رسم أعمال عمرة التمتع:
- الإحرام من الميقات بنيّة عمرة التمتع قربة إلى الله تعالى، و بالإحرام يجب على المُحرِم إجتناب محرمات الإحرام.
- الطواف حول الكعبة المعظمة سبعة أشواط.
- ركعتا صلاة الطواف عند مقام إبراهيم ( عليه السَّلام ).
- السعي بين الصفا و المروة.
- التقصير: و هو قصُ شيء من الشعر أو الظفر. و بالتقصير يخرج الحاج من حالة الإحرام، و يحلّ له كل ما حرم عليه بسبب الإحرام.
رسم مناسك حج التمتّع، و هي:
- الإحرام من مكة.
- الوقوف ( أي المكوث و البقاء ) في عرفات من الظهر إلى الغروب من اليوم التاسع من ذي الحجة.
- الوقوف في المشعر الحرام ( المزدلفة ) و البقاء هناك من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس من يوم عيد الأضحى.
- الإفاضة إلى منى و رمي جمرة العقبة بسبع حصيات صغيرة.
- ذبح الأضحية في منى يوم عيد الأضحى، و هو العاشر من شهر ذي الحجة.
- الحلق أو التقصير أي حلق شعر الرأس بالكامل، أو قَصِّ شيء من الشعر أو الظفر. و بعد الانتهاء من هذه الأعمال الستة، يحلّ عليه كلُّ ما حرم عليه بسبب الإحرام إلاّ النساء و الطيب.
- الطواف حول الكعبة ( و يسمى هذا الطواف بطواف الزيارة ).
- ركعتا صلاة الطواف.
- السعي بين الصفا و المروة: و هو الذهاب و الإياب بين هاتين النقطتين، و على الحاج أن يبدأ من الصفا و ينتهي بالمروة. و إذا أتى بهذه الأعمال حلّ له الطيب.
- طواف النساء: و هو طواف آخر حول الكعبة كالطواف السابق.
- ركعتا صلاة طواف النساء، و بهذا العمل تحل له النساء أيضاً.
- العودة إلى منى و المبيت هناك ليلة الحادي عشر و ليلة الثاني عشر، و في بعض الحالات ليلة الثالث عشر.
- رمي الجمار الثلاثة: يعني رجم كل واحد من الأعمدة الثلاثة الموجودة في منى بسبع حصيات، في اليوم الحادي عشر و الثاني عشر. و بعد ظهر اليوم الثاني عشر و بعد الانتهاء من هذه الأعمال يجوز العودة إلى مكة، و يكون الحاج قد أتم حجّه.
مسؤول فلسطيني: هناك توجه لإحالة ملف الاستيطان إلى "الجنائية الدولية"
أعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف اليوم الثلاثاء، وجود توجه فلسطيني "خلال الساعات القادمة"، لإحالة ملف الاستيطان إلى محكمة الجنايات الدولية.
وفي تصريح للأناضول، كشف أبو يوسف عقب اجتماع عقدته القيادة اليوم في رام الله وسط الضفة الغربية، عن "توجه فلسطيني لإحالة ملف الاستيطان لمحكمة الجنايات الدولية خلال الساعات القادمة".
وأضاف أن "الاجتماع ناقش كيفية الضغط دوليا من أجل إدانة الممارسات الإسرائيلية في المسجد الأقصى".
وتابع أنه جرى خلال الاجتماع نفسه دراسة آليات التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات والمعاهدات، للانضمام لعدد من المنظمات الدولية خلال الفترة المقبلة.
وفي وقت سابق اليوم، قال صبري صيدم عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، إن القيادة الفلسطينية بدأت بالتحضيرات للتوجه لمحكمة الجنايات الدولية، دون تفاصيل إضافية.
ونقل التلفزيون الفلسطيني الرسمي عن صيدم قوله عقب اجتماع القياد في رام الله، إن الأخيرة "أكدت الالتزام بموقف المرجعيات الدينية في القدس بعدم التراجع".
وأضاف صيدم أن القيادة الفلسطينية أكدت أيضا "متابعة ما أقرته الحكومة من دعم مادي لكافة سبل الحياة المقدسية".
ولفت إلى أنه "يجري التحضير أيضا للانضمام لـ 28 منظمة دولية"، دون تفاصيل أخرى حول الجزئية الأخيرة.
كما أكد صيدم في ذات الصدد دعم القيادة الفلسطينية وتبنيها للحراك والتصعيد الشعبي المرتقب يوم الجمعة القادم، وإقامة الصلاة في جميع الميادين.
وفي وقت سابق اليوم، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن قرار تجميد التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، الذي أعلنه الأحد الماضي، لا يزال قائما.
وعلى مدار تسعة أيام حتى أمس، شهدت مدينة القدس المحتلة احتجاجات ومواجهات بين الجيش الإسرائيلي وفلسطينيين كانوا يحتجون على نصب إسرائيل بوابات فحص إلكتروني على مداخل المسجد الأقصى ليمر منها المصلون.
ويرى الفلسطينيون في تلك الإجراءات محاولة من إسرائيل لفرض سيادتها على المسجد.
واليوم، أزالت الشرطة الإسرائيلية البوابات الإلكترونية، على أن تعتمد بدلا منها على كاميرات ذكية.
دويّ الأقصى
الجهود التي توافرت يوم الجمعة مباركة وتبشّر بالخير بخاصة أن ثمارها التوعوية ستظهر على الساحة العربية بعد فترة ليست طويلة، لكن مطلوب من الفلسطينيين أن يكونوا القدوة للشعوب العربية وأن يمتنعوا عن التعاون مع الصهاينة بأيّ شكل من الأشكال، ومطلوب منهم أيضاً أن يوثّقوا علاقاتهم الثقافية والفكرية والسياسية مع الشعوب العربية التي يمكن أن تكون صمام أمان لمستقبل الأمّة العربية.
استجابت جماهير غفيرة فلسطينية وعربية وإسلامية ليوم الغضب المُعلَن وهو يوم الجمعة الموافق 20 تموز/ يوليو/2017، وتدفّقت إلى الشوارع مُعلِنة انتماءها والتزامها بالدفاع عن المُقدّسات والتزامها بتحريرها. لقد هبّ أهل القدس دفاعاً عن مدينتهم ومُقدّساتها كما هي العادة لديهم، وهم دائماً رأس الحربة التي تتقدّم الصفوف تضحية وفداء، وهم الذين يُطلقون أصواتهم مُدوِّية لجمْع القوى المُختلِفة لمُواجهة الاعتداءات الصهيونية المُتكرِّرة على الناس وبيوتهم وأراضيهم، وعلى المُقدَّسات الإسلامية. واستجابت جماهير غفيرة في الأردن، واسطنبول وماليزيا وإندونيسيا ولبنان واليمن والسودان وغيرها. ربما لم تكن الحشود على المستوى المطلوب، لكن مجرّد التجمّع وظهوره على وسائل الإعلام كان كافياً لتسجيل حركة جماهيرية من أجل فلسطين ومُقدّساتها غابت عن المشهد الإعلامي فترة طويلة. كانت الحشود مُرضِية إلى حدٍ ما، لكنها لم تكن كافية أو رادِعة.
لم يتعلّم الصهاينة من تجربة عام 1929، وأغراهم التقاعُس العربي الحالي ولم يحسبوا حساباً لقادم الأيام. تسلّل الصهاينة عام 1929 إلى حائط البراق- الذي أهداهم إياه أحد قادة السلطة الفلسطينية مؤخّراً- للصلاة وذلك إبان الانتداب البريطاني الذي كان حريصاً على عدم المساس بالمُقدّسات. الانتداب البريطاني كان حَذِراً جداً في هذه المسألة لأنه كان يعي حساسية العرب لمُقدّساتهم، وكان يمنع اليهود من ممارسة الشعائر في الأماكن التي يرونها مُقدّسة. حتى أن الانتداب البريطاني لم يقتحم المسجد الأقصى عام 1920 عندما التجأ إليه الحاج أمين الحسيني هرباً من قوات الاستعمار التي لاحقته بسبب تظاهرات جرت في القدس. وبقي الحاج أمين الحسيني في المسجد إلى أن تيّسرت له طريق إلى بيروت. على أية حال، لم تمر صلاة اليهود عند حائط البراق بسلام، وهبّ العرب من بيت المقدس وكل أنحاء فلسطين لنجدة المُقدّسات، ودارت اشتباكات عنيفة لعدّة أيام قُتِل فيها حوالى 160 يهودياً واستشهد حوالى 116 عربياً فضلاً عن الجرحى من الطرفين. لقد اهتزّت أركان الانتداب البريطاني بهذه الأحداث، وأيقن اليهود أن التعدّي على المُقدّسات باهظ التكاليف. وبالرغم من العدوان الصهيوني، عمدت بريطاني إلى إعدام ثلاثة فلسطينيين في سجن المزرعة في عكا اتهموا بإثارة ما يُسمّى بالشغب.
أحداث عام 1929 كانت بمثابة ناقوس خطر كبير ساهم مساهمة فعّالة في بثّ الوعي لدى الفلسطينيين حول المُخطّطات الصهيونية. وهي الأحداث التي مهّدت لثورة عام 1936 والتي دامت ثلاث سنوات. تُشكّل الأزمات والأحداث القاسية والمصائب مصادر للتوعية والتشجيع والتجمّع والعمل الجماعي في مواجهة الأخطار. فمَن لم يكن يعلم أصبح يعرف عن نوايا الاستعمار، ومَن لم يكن يقتني بندقية أخذ يبحث عن واحدة. لقد نشطت الجهود لمواجهة الصهاينة، وظهرت حركة الشيخ عزالدين القسّام التي كانت رائِدة في الجهاد ضدّ المُستعمرين.
ربما يظنّ الصهاينة الآن أن العرب الحاليين لم تعدْ عندهم تلك الحميّة التي كانت، وأنهم فقدوا الكثير من الشجاعة التي كانوا يتحلّون بها، وبالتالي من الممكن بالنسبة لهم الاعتداء على المُقدّسات من دون أن يكون هناك ردّ فعلٍ مُتناسِب مع حجم العدوان، ولهم في حادثة إحراق الأقصى عام 1969 عِبْرة. خشيت رئيسة وزراء إسرائيل حينذاك من ردود الفعل العربية، لكنها اطمأـنت بعد أسبوع لأن العرب شحذوا أقلامهم للاستنكار والشجب والإدانة فقط.
المُتتبّع لأحداث يوم الجمعة، يوم الغضب، يرى أن بعض الرؤية الصهيونية صحيحة. الجماهير الفلسطينية التي انطلقت إلى الشوارع والساحات والميادين في مختلف المدن والقرى الفلسطينية لم تكن على المستوى المُتناسِب مع حجم العدوان. توافدت جماهير إلى القدس، لكن الإجراءات الصهيونية القاسية حالت دون وصول أعداد كبيرة من الراغبين بالمشارك في التصدّي والتحدذي. لكن إجمالاً لم يكن الحشد بالمستوى المُخيف للصهاينة. هناك أسباب كثيرة لتأخّر العديد من الناس عن الاندفاع إلى الميادين منها الجو الفلسطيني العام والجو الإقليمي اللذين يسببان الإحباط والتراجع المعنوي. هذا ناهيك عن غياب القيادات السياسية عن المشهد. حظيت انتفاضة عام 2000 التي حصلت بعد أن انتهك شارون حرمة المسجد الأقصى بتغطية سياسية، وبالتالي شعرت الجماهير بأن هناك ظهراً يحميها ويساعدها. أما الآن فالظهر السياسي غائب إلى حد كبير على الرغم من دعوات حركة فتح للناس للمشاركة.
وفي البلدان العربيبة والإسلامية عانى التحرّك الجماهيري من الضعف. كانت التظاهرات في الأردن وتركيا قوية إلى حدٍ ما، لكنها أيضاً افتقرت إلى التغطية السياسية. اكتفت القيادات السياسية بالإدانات والدعوة إلى إعادة الأوضاع في الأقصى إلى ما كانت عليه. بينما كان بإمكان الأردن اتّخاذ خطوات مؤثّرة على رأسها إنزال العَلَم الصهيوني من على السفارة في عمّان وطرد سفيرهم بخاصة أن الأردن هي التي فقدت الأقصى عام 1967 وهي تتحمّل مسؤولية أخلاقية لتحريره. كان عبد الملك الحوثي القائد العربي الوحيد الذي وقف يتحدّث بشجاعة لشعبه ويحرّضهم من أجل تحرير المُقدّسات أما باقي القيادات العربية فقد اختفت عن المسرح.
الجهود التي توافرت يوم الجمعة مباركة وتبشّر بالخير بخاصة أن ثمارها التوعوية ستظهر على الساحة العربية بعد فترة ليست طويلة، لكن مطلوب من الفلسطينيين أن يكونوا القدوة للشعوب العربية وأن يمتنعوا عن التعاون مع الصهاينة بأيّ شكل من الأشكال، ومطلوب منهم أيضاً أن يوثّقوا علاقاتهم الثقافية والفكرية والسياسية مع الشعوب العربية التي يمكن أن تكون صمام أمان لمستقبل الأمّة العربية. لقد ركّز الفلسطينيون علاقاتهم مع الأنظمة العربية، وليس مطلوب منهم التخاصم معها، لكن المطلوب إقامة صداقات وعلاقات وثيقة مع الشعوب. وليس بإمكاننا كفلسطينيين أن نطلب الطهارة الثورية من الآخرين إلا بعد تطهير أنفسنا.
عبد الستار قاسم
نص اتفاق "المبادرة الفرنسية" للخروج من الأزمة الليبية
نشرت الرئاسة الفرنسية اليوم الثلاثاء، بنود الاتفاق الذي توصل إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالتعاون مع الأفرقاء في ليبيا، من أجل تحقيق المصالحة الوطنية.
ويأتي الاتفاق عقب لقاء جمع ماكرون بكل من رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج، والجنرال خليفة حفتر قائد القوات التابعة لمجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق.
وحضر الاجتماع أيضا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، ومبعوث الأمم المتحدة الجديد لدى ليبيا غسان سلامة.
وفي ما يلي البنود الـ 10 الرئيسية الواردة في نص البيان المشترك للاتفاق:
1- حل الأزمة الليبية لن يكون إلا سياسيا، ويمر عبر عملية مصالحة وطنية يشارك فيها جميع الليبيين، بما في ذلك المؤسسات والأمن والدولة العسكرية، المستعدون للمشاركة بشكل سلمي.
كما تم الالتزام بتأمين عودة النازحين واللاجئين، وإقرار مسار العدالة الانتقالية والتعويض والعفو الوطني، وتطبيق المادة 34 المتعلقة بالترتيبات الأمنية للاتفاق السياسي الليبي (الصخيرات).
2- نلتزم بوقف إطلاق النار، والامتناع عن استخدام أي قوة مسلحة لا ترتبط بعمليات مكافحة الإرهاب، وفقا للاتفاق السياسي الليبي وللمعاهدات الدولية، ضمانا لحماية أراضي وسيادة الدولة الليبية، وندين بشدة كل ما يهدد استقرار البلاد.
3- نلتزم ببناء دولة القانون في ليبيا، ذات سيادة، مدنية وديمقراطية، تضمن الفصل بين السلطات، والانتقال السياسي السلمي، واحترام حقوق الإنسان، ولديها مؤسسات وطنية موحدة، (على غرار) البنك المركزي وشركة النفط الوطنية وهيئة الاستثمار الليبية. وتضمن هذه الدولة أمن المواطنين وسلامة أراضيها وسيادتها، فضلا عن حسن إدارة الموارد الطبيعية والمالية، بما فيه مصلحة جميع الليبيين.
4- مصممون، بدعم من العمل النزيه للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة (غسان سلامة)، على تفعيل الاتفاق السياسي المؤرخ بتاريخ 17 ديسمبر / كانون الأول عام 2015 (اتفاق الصخيرات)، وعلى مواصلة الحوار السياسي، استمرارا للاجتماع المنعقد في أبو ظبي في 3 مايو / أيار الماضي.
5- الالتزام ببذل كافة الجهود الممكنة لمواصلة عمل مبعوث الأمم المتحدة لدى ليبيا، بما يضمن حوارا سياسيا شاملا يشارك فيه مجلس النواب الليبي ومجلس الدولة.
6- التعهد باستكمال النقاشات المنعقدة بقصر "لاسيل سانت كلود" (غرب باريس)، واحترام البيان الصادر اليوم، لإيجاد ظروف مواتية من أجل عمل مجلس النواب ومجلس الدولة، واللجنة الوطنية العليا للانتخابات، للتحضير لعقد انتخابات مقبلة.
7- الالتزام ببذل كافة الجهود المطلوبة لنزع سلاح المقاتلين، وإعادة دمج المسلحين الراغبين في الانضمام إلى القوات النظامية الوطنية، وإعادة دمج الآخرين في الحياة المدنية الاعتيادية. وسيتألف الجيش الليبي، وفقا للاتفاق، من القوات العسكرية النظامية للدفاع عن الأراضي الليبية، بموجب ما تنص عليه المادة 33 من الاتفاق السياسي الليبي.
8- العمل على وضع خارطة طريق من شأنها ضمان أمن الأراضي الليبية وقواتها الدفاعية في مواجهة كافة التهديدات، وعمليات الاتجار بجميع أشكالها. وتعد الخطة جزءا من إعادة توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية لتنسيق مكافحة الإرهاب، وضمان السيطرة على تدفق المهاجرين من السواحل الليبية ، لتأمين وضبط الحدود ومكافحة الشبكات الإجرامية التي تستغل ليبيا وتعمل على زعزعة الاستقرار في منطقة البحر المتوسط.
9- الالتزام رسميا بالعمل على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في أقرب وقت ممكن، اعتبارا من اليوم، بالتعاون مع المؤسسات المعنية، وبدعم وإشراف منظمة الأمم المتحدة.
10ـ مطالبة مجلس الأمن للأمم المتحدة بدعم المبادئ التوجيهية لهذا البيان، وإجراء المشاورات اللازمة مع مختلف الفاعلين الليبيين.
ووفق عدد من وسائل الإعلام المحلية، تمت صياغة المبادرة الفرنسية لحل الأزمة الليبية عقب التشاور مع كل من مصر والمغرب والجزائر والإمارات.
وفي 17 ديسمبر / كانون الأول 2015، وقعت أطراف النزاع الليبية في مدينة الصخيرات المغربية اتفاقا لإنهاء أزمة تعدد الشرعيات في البلاد، تمخض عنه مجلس رئاسي لحكومة "الوفاق الوطني" المعترف بها دوليا، ومجلس الدولة (غرفة نيابية استشارية)، إضافة إلى تمديد عهدة مجلس النواب في مدينة طبرق (شرق)، باعتباره هيئة تشريعية.
لكن مع مرور أكثر من عام على توقيع الاتفاق دون اعتماد مجلس النواب الذي يريد إدخال تعديلات على الاتفاق لحكومة الوفاق، اعتبرت أطراف في شرقي ليبيا أن الاتفاق انتهى، وهو ما ترفضه الأمم المتحدة.
وتتقاتل في ليبيا كيانات مسلحة عديدة، منذ أن أطاحت ثورة شعبية بالزعيم الليبي معمر القذافي عام 2011، فيما تتصارع على الحكم 3 حكومات، اثنتان منها في طرابلس (غرب)، وهما الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، و"الإنقاذ"، إضافة إلى "الحكومة المؤقتة" في مدينة البيضاء (شرق)، والتابعة لمجلس النواب في طبرق.
قائد إطفائية أمستردام: منفتحون على توظيف المحجبات
أعرب قائد إطفائية مدينة أمستردام الهولندية لين ستشاب عن انفتاحهم على توظيف سيدات محجبات.
جاء ذلك خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني، حيث تطرق إلى الجدل الدائر بشأن إمكانية فتح المجال أمام توظيف المحجبات في سلك الشرطة.
وقال ستشاب الذي سبق وأن عمل في مديرية أمن المدينة، إنه لا يوجد هكذا جدل في سلك الإطفاء، وإنهم يرحبون بتوظيف المحجبات.
ولفت إلى أنهم لم يتلقوا أي طلب توظيف من سيدة محجبة حتى اليوم.
وأردف: "في حال تقدمت سيدة محجبة للعمل وكانت تحمل المؤهلات المهنية الضرورية، فبالطبع يمكنها العمل موظفة إطفاء".
وكان قائد شرطة أمستردام بيتر جاب آلبيرسبرغ أعلن في مايو / أيار الماضي، إمكانية دراسة السماح للشرطيات المسلمات بارتداء الحجاب خلال العمل، ما أثار جدلا كبيرا في الشارع الهولندي.
العلاقات الجزائرية الموريتانية.. ماذا وراء التذبذب المستمر؟
قال خبراء إن العلاقة بين الجزائر وموريتانيا التي تعرف تذبذبا مستمرا تجلى من خلال إغلاق نواكشوط لحدودها البرية منذ أيام تعاني من العامل الخارجي أحيانا ومن عدم وجود ثقة بين القيادة السياسية في البلدين من جهة ثانية.
وقبل أيام أعلنت السلطات الموريتانية الشريط الحدودي مع الجزائر منطقة عسكرية مغلقة وممنوعة على المدنيين، بسبب النشاط الكبير لمهربي المخدرات حسبها.
وأكد بيان لوزارة الدفاع الموريتانية "منع كافة مواطنيها العابرين والقاطنين في المنطقة العسكرية المغلقة شمال البلاد، من أي تحرك مدني في هذه المنطقة لصعوبة التمييز بين المدنيين المسالمين ومهربي المخدرات الذين اجتاحوا المنطقة مؤخرا".
ولم تصدر السلطات الجزائرية أي رد رسمي بشأن هذا القرار، علما أن هذه الحدود لا يوجد بها معبر رسمي أو حركة كبيرة للسلع والأشخاص.
ويقول الصحفي الجزائري بوعلام فوزي للأناضول "لا أرى أن قرار موريتانيا بغلق الحدود البرية مهما من الناحية الاقتصادية أو حتى من ناحية العلاقة بين سكان المناطق الحدودية بين البلدين الجارين بسبب أن المنطقة الحدودية بين الجزائر وموريتانيا هي منطقة صحراوية جرداء تماما يوجد بها عدد قليل جدا من السكان".
وأضاف المتحدث "قد يتفاجأ الكثير من المتابعين غير المختصين عندما يعرفون أن الحدود البرية بين الجزائر وموريتانيا البالغ طولها 463 كلم لا يوجد بها معبر بري واحد كما أن الطريق البري الدولي الوحيد بين البلدين الجارين غير معبد في الجانب الموريتاني حيث رفضت الجزائر قبل سنوات في خضم أزمة سابقة في العلاقة بين الجزائر ونواكشوط المساهمة في مشروع تعبيد الطريق في الجانب الموريتاني".
وتابع "كما قد يتفاجأ الكثير من المتابعين أيضا عندما يعلمون أن الجزائر أعلنت في عام 2012 أن حدودها البرية مع كل من موريتانيا والنيجر ومالي هي مناطق عسكرية مغلقة ثم شرعت في عام 2015 في حفر خنادق وإقامة سواتر ترابية على طول هذه الحدود".
ويضيف الصحفي الجزائري: "ما أريد قوله في هذا المقام هو أن القرار لا قيمة له من الناحية الأمنية أو التجارية أو التقنية لكنه يحمل طابعا سياسيا فنواكشوط تريد أن تبلغ الجزائر رسالة سياسية عبر هذا الإعلان".
وقال الخبير الموريتاني المختص في العلاقات الدولية، الدكتور محمد ولد عبد الرحمن، من جامعة أمستردام في هولندا "إعلان نواكشوط عن غلق الحدود مع الجزائر يعبر بكل تأكيد عن أزمة كبيرة في العلاقة الثنائية بين البلدين، ويجب علينا هنا أن نربط القرار بقرار ثان على قدر كبير من الأهمية وهو انخرط موريتانيا في المبادرة الدفاعية الجديدة لدول الساحل التي لا تضم الجزائر وتتكون من موريتانيا مالي النيجر بوركينافاسو وتشاد وجاءت بمبادرة فرنسية، وهو القرار الذي يكشف عن تدهور خطير في علاقة الجزائر بجيرانها الجنوبيين".
وأضاف المتحدث للأناضول: "يجب ألا ننسى أن العلاقة بين الجزائر وموريتانيا تعاني من سلسلة أزمات منذ مجيء الرئيس محمد ولد عبد العزيز إلى الحكم حيث رفضت الجزائر في بداية عهده الاعتراف بالانقلاب العسكري الذي جاء به للسلطة، ثم اعترفت بحكمه لاحقا، وفي غضون سنوات حكم ولد عبد العزيز شهدت العلاقة الكثير من الأزمات أشهرها عندما طردت الحكومة الموريتانية دبلوماسيا جزائريا عام 2015 وقابلت الجزائر القرار بالمثل".
وتابع "أعتقد أن صناع القرار في الجزائر لم يحسنوا إدارة العلاقة مع جارتهم الجنوبية، لهذا لا بد من تغيير جذري في سياسة الجزائر تجاه موريتانيا التي تتجه الآن أكثر إلى دول الخليج وإلى دول مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية".
ويقول الخبير الأمني الجزائري الدكتور محمد تاواتي "أرى أن العلاقة بين الجزائر وموريتانيا كانت على مدار تاريخها خاضعة لتأثير العامل الأجنبي، يجب علينا أن نعترف أن موريتانيا تعرضت للتجاهل من الجارة الكبرى الجزائر، وهو ما فتح الباب أمام تدخل دول أجنبية في العلاقة وبينما تتجاهل السلطة في الجزائر أزمات موريتانيا الاقتصادية فإن المملكة المغربية استغلت هذه الثغرة ووسعت من نفوذها في نواكشوط".
وتابع "في السنوات الأخيرة شهدت العلاقة بين موريتانيا والمملكة السعودية وبعض دول الخليج الأخرى تطورا كبيرا، لدرجة أن السياسة الخارجية الموريتانية تعبر الآن عن توجهات دول خليجية كبرى أهمها العربية السعودية".
وأضاف في تحليله للأناضول "أعتقد أن إعلان نواكشوط غلق الحدود مع الجزائر جاء في سياق الخلاف الجزائري السعودي حول الأزمة القطرية، فالجزائر ترفض حصار قطر ومقاطعتها، وأرى أن موريتانيا تتقرب الآن من السعودية والإمارات بقرارها هذا خاصة وأنها تقاطع هي الأخرى قطر".
وقال الدكتور جار الله حسين وهو باحث وأستاذ زائر في جامعة ليل الفرنسية مختص في العلاقات الدولية "الجزائر وموريتانيا تحتاجان لإعادة بناء الثقة، وإقامة شراكة استراتيجية لأن أي تدهور في العلاقة لا يخدم البلدين الجارين".
وأضاف للأناضول "أنا أرى أن العلاقة بين البلدين الجارية وقعت ضحية العلاقة الشخصية بين المسؤولين في الجزائر وفي نواكشوط فالمتابع لتاريخ العلاقة بين البلدين يمكنه أن يكتشف بسهولة أن العلاقة خضعت طيلة تاريخها الممتد لـ 5 عقود للعلاقة الشخصية بين زعماء البلدين، وكانت تتأثر أحيانا بخلافات شخصية بين زعماء الدولتين" دون تقديم تفسير أكثر لطبيعة ذلك.