Super User

Super User

الأربعاء, 28 حزيران/يونيو 2017 06:12

كيفية الصلاة على النبي (ص)

تعتبر مسألة الصلاة على النبي’ من جملة المسائل التي اتفق المسلمون على أصلها واختلفوا في تفاصيلها وكيفيتها.

وأصل هذه المسألة قوله تعالى: {إن الله وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما}([1]). وتشترك هذه الآية مع آية أُخرى أشارت الى صلاة الله سبحانه وتعالى على عباده، مثل قوله تعالى: {هو الذي يصلّي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور وكان بالمؤمنين رحيما}([2]). ومع آية ثالثة أشارت الى صلاة النبي’ على بعضهم، هي قوله تعالى: {خُذ من أموالهم صدقة تطهّرهم وتزكّيهم بها وصلّ عليهم ان صلواتك سكن لهم والله سميع عليم}([3]).

وقد أشار أكثر المفسرين الى أن صلاة العبد لربّه دعاء وتعظيم، وصلاة الله لعبده رحمة وتكريم بدليل التعليل الوارد {ليخرجكم من الظلمات الى النور وكان بالمؤمنين رحيماً}، وصلاة الرسول على المؤمنين هي الدعاء لهم بالخير والبركة. وصلاة الملائكة على الرسول أو المؤمنين دعاء واستغفار([4]).

وهذه الصلاة المتبادلة بين العبد والرب والرسول، صلاة العبد للرب وصلاة الرب للعبد، صلاة الرسول للمؤمنين ، وصلاة المؤمنين للرسول، تجسّد أكمل صورة للتلاحم والترابط بين الخالق والمخلوق، بين الاُمة ورئيسها، على أن يعرف كل طرف موقعه ومنزلة الطرف الذي هو بإزاءه ، فلا تضيع الحدود في ثنايا هذا التلاحم، فالعبد يصلي تعظيماً وعبودية ورقّاً للخالق العظيم، والله يصلي إكراماً وتشريفاً ورحمة بهذا العبد العارف، والمؤمن يصلّي على الرسول اذعاناً بمنزلته وتسليماً لولايته، والرسول يصلّي على المؤمن إكراماً له ورغبة في مزيد الخير له .

وقد خص الله سبحانه وتعالى نبيه بأعلى درجات التكريم والتشريف إذ صلّى عليه، وصلّت عليه ملائكته، وألزم المؤمنين بالصلاة عليه، وكان من جملة ذلك تكريم اُمته التي آمنت به وانصاعت لأوامره، فكانت صلاة الله وملائكته ورسوله عليها رشحة من ذلك التكريم، وقبساً من تلك المشكاة، وخصيصة تمتاز بها هذه الاُمة عما سواها من الاُمم التي جاءت قبلها.

صيغة الصلاة على النبي (ص)

لقد أجمع فقهاء مذهب أهل البيت(ع) على عدم جواز الاكتفاء بذكر النبي’ في الصلاة ووجوب ذكر آله معه([5])، مستدلّين على ذلك بأخبار قطعية وردت في تراث الفريقين معاً، كالخبر المشهور في مصادر اهل السنه([6])، أنّ النبي’ «خرج علينا فقلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلّم عليك، فكيف نصلّي عليك؟ قال: «فقولوا اللهم صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم انك حميد مجيد»([7])، وقد أورد مثل هذا النصّ سائر المفسرين عند هذه الآية: {إن الله وملائكته يصلون على النبي...}([8]) وفي صيغة الجزم والتأكيد تقف عندما رواه ابن حجر في الصواعق المحرقة، أنه’ قال: «لا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء، فقالوا: وما الصلاة البتراء؟ قال: تقولون اللهم صلّ على محمّد وتمسكون، بل قولوا: اللهم صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد»([9]).

ورغم وفرة هذه الأدلّة وكثرتها وتأكيدها على الجمع بين النبيّ وآله، إلاّ أن الفقه السنّي لم يقطع بوجوب الصلاة على الآل، فهناك من أوجب ذكر الآل في الصلاة عليه وهناك من لم يوجبه([10])، محتجّاً بوجوه واهية يأنف القلم الرفيع عن ذكرها، فضلاً عن الاعتقاد بها، كقوله: إن عدم الوجوب أولى لأن «النبي’ إنّما أمرهم بهذا ـ يعني ذكر الآل مع النبي ـ حين سألوه تعليمهم ولم يبتدئهم به»([11]).

والجواب عليه: إن النبي’ قد يكتفي بسؤالهم في إيراد الأحكام المتعلقة بموضوع المسألة، ولو لم يسألوا لكان قد بادر الى بيان هذا الحكم الشرعي. وهذه الحالة لها نظائر قرآنية كثيرة أوردها القرآن الكريم بعنوان يسألونك، كما في: {يسألونك عن المحيض}([12])، {يسألونك عن الشهر الحرام}([13])، {يسألونك عن الخمر والميسر}([14]) ، وغير ذلك، وعلى هذا الادعاء يلزم أن لا يكون لهذه المسائل أحكام شرعية، لو لم يكن يظهر سؤال من الناس عنها، فهل هذا الاستنتاج صحيح؟!!

مـن هـم الآل (ع) ؟

المقطوع به في مدرسة أهل البيت(ع): إن الآل المقصودين في الصلاة هم «  أهل بيته، إذ لا تجب الصلاة على غيرهم»([15]) وهذا أشبه ما يكون بضروريات هذا المذهب التي تستغني عن الإثبات والبرهنة، وتؤيده عشرات الأحاديث المروية في المصادراهل السنه عن الرسول’، كمسند أحمد، والمستدرك على الصحيحين، والدر المنثور للسيوطي، وكنز العمال، ومجمع الزوائد، حيث تدل جميعاً على أن آل محمّد’ هم فاطمة وعليّ والحسن والحسين([16])، منها ما رواه الإمام أحمد في مسنده، أن النبي’ جمع فاطمة وعلياً والحسن والحسين، وألقى عليهم كساءاً ، ثم وضع يده على الكساء ، ثم قال: «اللهم إن هؤلاء آل محمّد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمّد وآل محمّد إنّك حميد مجيد»([17]).

ومع أن وفرة هذه الأحاديث ووضوحها تجعل الأمر مستغنياً عن البحث، إلاّ أننا نجد رغم ذلك ظهور تفاسير غريبة تقول إنهم: أتباعه، أو اُمته، أو الأتباع والرهط والعشيرة، وقيل: قومه، وقيل: أهله الذين حرمت عليهم الصدقة...

ويجيء على مذهب الحسن أن المراد بآل محمّد، محمّد نفسه! وهذا من أغرب الآراء!!

وهناك من فسّر الآل بكونهم بني هاشم([18]).

وأفضل ما نختم به هذا البحث  في هذه النقطة هو ما قاله الفخر الرازي في تفسيره الكبير، حيث كتب يقول: «وأنا أقول: آل محمّد’ هم الذين يؤول أمرهم إليه، فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل. ولا شك أنّ فاطمة وعلياً والحسن والحسين(ع)، كان التعلق بينهم وبين رسول الله’ أشد التعلقات، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر فوجب أن يكونوا هم الآل، وإن حملناه على الاُمة الذين قبلوا دعوته فهم أيضاً آل ، فثبت أن على جميع التقديرات هم الآل.

وأما غيرهم فهل يدخلون تحت لفظ الآل؟ فمختلف فيه، وروى صاحب الكشاف أنّه لما نزلت هذه الآية ـ يقصد آية المودّة ـ قيل يا رسول الله: من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟ فقال: «عليّ وفاطمة وابناهما» فثبت أنّ هؤلاء الأربعة أقارب النبي’، وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد من التعظيم ويدل عليه وجوه .

وثاني الوجوه التي ذكرها الفخر الرازي هو: إنّ الدعاء للآل منصب عظيم، ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة، وهو قوله : «اللّهم صلِّ على محمّد وآل محمّد وارحم محمّداً وآل محمّد» وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل([19]).

هذا، وقد كان الفخر الرازي أكّد في تفسيره أنّ صيغة الصلاة على النبي’ هي: «اللّهم صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد...»([20]).

 

المسألة في مضمار الفقه

والمسألة من حيث الأصل لا خلاف فيها، كما لا خلاف في فضل الصلاة على النبي’ واستحبابها في كل وقت، وترتب الثواب عليها، لورود الأخبار الكثيرة بذلك من طرق السنّة والشيعة، كقوله’: «من صلّى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً»([21]) إنّما ظهر الخلاف في جهتين:

الأُولى ـ ماهي صيغة الصلاة عليه ؟ وقد انتهينا من البحث في ذلك واتضح الحق فيه وهو أنّ ذكر (آل محمّد(ع)) عند الصلاة عليه أمر مشروع بل مطلوب عند جميع المسلمين، وأنّ ترك ذكرهم عند الصلاة على النبي’ يجعلها صلاة بتراء، كما صرّح بها النص النبويّ الشريف.

الثانية ـ متى تجب الصلاة على النبي وآله؟ وهو ما نبحثه الآن.

ومما لا شك فيه أن الآية تشتمل على صيغة أمر، وعلى درجة مؤكدة منها، إذ بعدما قدمت {إن الله وملائكته يصلّون على النبي...} أصدرت أمراً مؤكداً، نصه: {يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما}. ومن المقرر لدى علماء الاُصول، أن صيغة الأمرتدل على الوجوب، وهذا ما أدى الى طرح السؤال التالي:

متى تجب الصلاة على النبيّ’

وقد ظهرت هنا عدة آراء ذكرها الزمخشري في تفسيره كالآتي :

«فإن قلت: الصلاة على رسول الله’ واجبة أم مندوبة إليها ؟

قلت: بل واجبة، وقد اختلفوا في حال وجوبها».

فمنهم من أوجبها كلما جرى ذكره، وفي الحديث «من ذكرت عنده فلم يصلِّ عليّ فدخل النار فأبعده الله» ويروى أنه قيل: يا رسول الله أرأيت قول الله تعالى: {إن الله وملائكته يصلّون على النبي...} فقال’: «هذا من العلم المكنون ولولا انكم سألتموني عنه ما أخبرتكم به، ان الله وكّل بي ملكين فلا أذكر عند عبد مسلم فيصلي عليّ إلاّ قال ذانك الملكان: غفر الله لك. وقال الله وملائكته لذينك الملكين: آمين».

ومنهم من قال: تجب في كل مجلس مرّة وإن تكرر ذكره، كما قيل في آية السجدة، وتسميت العاطس، وكذلك في كل دعاء في أوله وآخره.

ومنهم من أوجبها في العمر مرّة، وكذا قال في إظهار الشهادتين.

والذي يقتضيه الاحتياط، الصلاة عليه عند كل ذكر، لما ورد من الأخبار.

فإن قلت: «فالصلاة عليه في الصلاة أهي شرط في جوازها أم لا؟ قلت: أبو حنيفة وأصحابه لا يرونها شرطاً. وعن إبراهيم النخعي: كانوا يكتفون عن ذلك ـ يعني الصحابة ـ بالتشهد وهو السلام عليك أيها النبي، وأما الشافعي& فقد جعلها شرطاً...»([22]).

وقال القرطبي في تفسيره: «ولا خلاف في أن الصلاة عليه فرض في العمر مرّة وفي كل حين من الواجبات وجوب السنن المؤكدة التي لا يسع تركها ولا يغفلها إلاّ من لا خير فيه»([23]).

واختار ابن حزم في المحلّى أنّها واجبة في العمر مرّة، والزائد على ذلك مستحب، وردّ على الشافعي إيجابه لها في الصلاة بأن ذلك دعوى بلا برهان، وردّ وجوبها أكثر من مرة بأن الزيادة على ذلك لابد وأن تتحدد بعدد معين. ولا سبيل الى ذلك إذ لا يوجد دليل على عدد بعينه([24]) وهو رأي الجصاص أيضاً([25]).

ورأي الشافعي  أنّها واجبة في التشهد الأخير فقط، وكذا الأمر عند الحنابلة، واستدلوا له بعدّة وجوه([26]).

أما مذهب أهل البيت(ع) فمن أوضح واضحاته وجوب الصلاة على النبي’ في التشهدين معاً، واستدل عليه الشيخ الطوسي بـ «اجماع الفرقة، وطريقة الاحتياط، لأنه لا خلاف إذا فعل ذلك أن صلاته ماضية، ولم يدلّ دليل على صحتها إذا لم يفعل ذلك، وأيضاً قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما} وهذا أمر بالصلاة عليه يقتضي الوجوب ولا موضع أولى من هذا الموضع». ثم روى ثلاث روايات تدل على وجوبها في الصلاة: الاُولى عن كعب بن عجرة عن الرسول’ والثانية عن عائشة عن الرسول’ والثالثة عن أبي بصير عن الإمام الصادق×([27]).

وفي تذكرة الفقهاء: أن الأمر للوجوب، ولا يجب في غير الصلاة اجماعاً ، فيجب فيها، ولأن عائشة قالت : سمعت رسول الله’ يقول: «لا يقبل صلاة إلا بطهور، وبالصلاة عليّ» ولقول الصادق×: «من صلّى ولم يصلِّ على النبيوتركه عامداً فلا صلاة له»([28]).

حصيلة البحث

فتحصل من ذلك ثبوت مطلوبية الصلاة على النبيّ’ في كل آن، ووجوبها في التشهدين من الصلاة، ومن هنا يتضح بطلان الصلاة التي لم يرد فيها الصلاة على النبي’.

كما تحصل أيضاً أن المقصود بالصلاة على النبي’ هي ما ذكر فيها أهل بيته معه، وأن الصلاة الخالية من ذكرهم(ع) صلاة سمّاها الرسول’ بالصلاة البتراء، وقد نهى عنها الرسول نفسه، وبالتالي فالفريضة الخالية من ذكرهم(ع) كالخالية من ذكره’أصلاً.

وكلتاهما محكوم عليهما بالبطلان ، كما قال الإمام الشافعي:

يا آل بيت رسول الله حبّكم        فـرض من الله في القرآن أنزله

كفاكم من عظيم القدر انّكم     من لم يصلِّ عليكم لا صلاة له([29])

أما ذكر غيرهم معه في الصلاة فتكلف واضح لا دليل عليه، والأمر كما قال الفخر الرازي في الصلاة عليهم(ع) معه’ منصب عظيم خاص بهم دون سائر الناس. هذا، وليس من الصلاة عليه ترك الصلاة على آله واستبدالها بالتسليم عليه: عليه الصلاة والسلام، أو: صلّى الله عليه وسلم فان الأوّل من الصلاة البتراء المنهيّ عنها، والثانية بالإضافة الى ذلك لا دليل على هذا السلام هنا([30]) .

 

الهوامش:

([1]) الأحزاب : 56.

([2]) الأحزاب : 43.

([3]) التوبة: 103.

([4]) الميزان 9 : 397، 16 : 335، انظر كذلك التفسير الكبير 16 :180، 25 : 215، 227.

([5]) الخلاف للشيخ الطوسي 1 : 373، تذكرة الفقهاء 3 : 233، جواهر الكلام 10 : 261.

([6]) وهو سلام التشهد في الصلاة فقد كانت من قبل. وليس هو السلام مع الصلاة ولا سيما بعدها: صلى الله عليه وسلم، فهذا مما لا دليل عليه، والآية: {وسلموا تسليماً} ليس في الأخبار عن الأئمة الأطهار(ع) إلا تسليم الانقياد وليس تسليم التحية، كما جاء في تفسيرها في تفسير العياشي والقمي، انظر مقالة: وسلّموا تسليما انقياداً أو تكريماً؟! في العدد 15 من مجلة الفكر الإسلامي، لليوسفي الغروي.

([7]) صحيح البخاري 6:217، ح 291 ، سنن الترمذي 5:359 ح 3220، والحديث متفق عليه.

([8]) الأحزاب: 56.

([9]) الصواعق المحرقة : 225 ط . بيروت.

([10]) المجموع للإمام النووي 3:466 ـ 467.

([11]) المغني لابن قدامة 1:581، الشرح الكبير 1 : 581 بهامش المغني ط دار الكتاب العربي.

([12]) البقرة: 222.

([13]) البقرة: 217.

([14]) البقرة: 219.

([15]) تذكرة الفقهاء 3 :234.

([16]) قام المرحوم الفيروز آبادي بجمع شطر من هذه الأحاديث في كتابه فضائل الخمسة من الصحاح الستّة
 1 :219 ـ 222.

([17]) مسند أحمد 6 :323.

([18]) الصواعق المحرقة : 225 ، انظر كذلك المجموع للنووي 3: 466 ط دار الفكر.

([19]) التفسير الكبير 27 : 166.

([20]) المصدر السابق 25 : 277.

([21]) الجامع لأحكام القرآن 14 : 235.

([22]) الكشاف 3 : 557 ـ 558.

([23]) الجامع لأحكام القرآن 14 :232 ـ 233.

([24]) المحلى 3 :273 .

([25]) أحكام القرآن 3 :484.

([26]) الفقه على المذاهب الأربعة 1 :236 ، 367، انظر كذلك المغني لابن قدامة المقدسي 1 : 579 ـ 580.

([27]) كتاب الخلاف 1 : 369 ـ 371.

([28]) تذكرة الفقهاء 3:232.

([29]) الصواعق المحرقة لابن حجر 228 في تفسير آية {ان الله وملائكته يصلون على النبي..}. وقد فسّر كلام الشافعي في هذين البيتين، فاحتمل كون المقصود عنده لا صلاة صحيحة فيكون موافقاً لقوله بوجوب الصلاة على الآل مع النبي في الصلاة، واحتمل كون المقصود لا صلاة كاملة ليوافق قوله في المسألة.

([30]) لمزيد البيان والتفصيل انظر مقالة: وسلّموا تسليماً انقياداً أو تكريماً؟! في العدد 15 من مجلة الفكر الإسلامي لليوسفي الغروي.

لو كان بعض حكام الخليج عرباً حقيقيين لما دخلوا في هذا النفق الذي يستبدل الحليف الإقليمي الاستراتيجي "إيران" بعدو صهيوني معتد ماكر مغتصب للأرض والحقوق. لا شك أن تحليل كلّ ما يجري في المنطقة من منظور الصراع العربي الإسرائيلي، هو تحليل دقيق وصائب.

في الوقت الذي تنشغل به معظم وسائل الإعلام العربية بالشروط المقدّمة إلى قطر، وما إذا كانت قطر سوف توافق على هذه الشروط، أوعلى بعض منها، عُقد في إسرائيل مؤتمر "هرتسليا" والذي شارك فيه ما يزيد على 180 شخصية سياسية، وعسكرية، وأمنية، والذي ركّز وبشكل أساسي على خطورة المحور السوري-الإيراني-حزب الله، والذي لا يمكن لإسرائيل أن تواجهه وحدها مع اعتبار هذا المحور (ومعه روسيا طبعاً) هو التهديد الاستراتيجي الأساسي، حيث أوضح حجاي تسورئيل، مدير وزارة الشؤون الاستخبارية، أنه "إذا أردنا الحديث عن إيران، يجب الحديث عن سوريا، فهي التمدد المركزي، لا يوجد مكان آخر في العالم يحتوي على هذا العدد من القوى السياسية في ساحة واحدة". 

وأضاف "إن التفكير في أننا كإسرائيل قادرون على مواجهة هذا وحدنا، هو خطأ، نحن بحاجة دعم الدول الكبرى العالمية والإقليمية".
 

وقد أكد موشيه يعلون (وزير الأمن السابق، وكان آيزنكوت، رئيس الأركان) أن التعاون بين "إسرائيل والدول العربية والمعتدلة آخذ في التعمق في السرّ والعلن، بل إن جزءاً منه يجري في الوقت الحالي علناً". وكان وزير دفاع الكيان ليبرمان قد قال يوم الخميس "إنني أريد بصورة واضحة جداً تحذير النظام السوري، الذي يشجع أيضاً حزب الله والإيرانيين، على تحويل أراضي سورية إلى قاعدة أمام إسرائيل". وأضاف "أن الأولوية يجب أن تكون للتوصل إلى حلّ إقليمي ثم تتلو ذلك تسوية مع الفلسطينيين".
 

وفي بحث منفصل بعنوان "بقاء الأسد خبر سيئ على إسرائيل" صادر عن مركز بيغن- السادات للدراسات الاستراتيجية (18 حزيران 2017)، يتوصل الباحثون إلى الاستنتاج "أن الفشل في إنهاء وجود "النظام السوري"، بعد كلّ تلك الحرب، يستلزم أن تجري محاولة التعويض عنه في المرحلة المقبلة... فإسرائيل ستظلّ تشعر بحالة من الضعف النسبي إذا بقيت سوريا قادرة على حماية قرارها المستقل والمناهض للهيمنة الأميركية، والمطالب باستعادة الجولان المحتل، ووقف إلى جانبها حلفاء إقليميون ودوليون، رغم كلّ الدمار الذي تسببت به سنوات هذه الحرب".


والمعنى الأكيد لما ورد أعلاه هو أن هذه الحرب، التي تمّ شنّها على سوريا منذ سبع سنوات، لم تحقق الأهداف المرجوة منها "إسرائيلياً" وفي مقدمتها تدمير قوة سورية على مواجهة إسرائيل وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي لصالح إسرائيل وحلفائها في المنطقة، لا بل  إن هذه الحرب على الإرهاب قد أنتجت تهديداً أكبر لإسرائيل يتمثل في تحالف محور المقاومة، سورية-إيران-حزب الله مع روسيا.
هذا المحور الذي لا تستطيع إسرائيل أن تواجهه منفردة على الساحة الإقليمية. ولذلك كان لا بد من خلق تحالف على الجانب الآخر مع اسرائيل، يضمّ بالإضافة إلى الأردن ومصر، المرتبطين باتفاقات مع إسرائيل، السعودية، وما تيسر من دول الخليج (الفارسی)، وسط زوبعة مفتعلة ضد إيران هدفها الأساسي هو محاولة تفكيك هذا المحور والذي يشكّل ضمانة للحق الفلسطيني والعربي ويقف في وجه التحديات والاستيطان الإسرائيلي وانتهاكه للمقدسات والحقوق والكرامة الفلسطينية والعربية. 

ومن أجل تعطيل نتائج انتصار سورية وحلفائها على الإرهاب مع بقاء الدولة السورية وقرارها المستقل، تعمد إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة طبعاً، إلى إطالة أمد هذه الحرب على سوريا من جهة، والعمل على ألا تسمح بزيادة مصادر القوة السورية بعد انتهاء القتال، وهذا يشمل ألا يكون لها حليف إقليمي مثل إيران، مع شكوك الإسرائيليين أن روسيا عضو أساسي في هذا التحالف، رغم العلاقات التي تبدو طيبة بينها وبين اسرائيل، فقد قال اللواء الاحتياط عاموس غلعاد في مؤتمر هرتسيليا: من سيحلّ بدلاً من داعش الذي هو في طريق الأفول؟  إنه "التحالف الآخذ في التبلور أمام أعيننا: إيران وحزب الله و(الرئيس بشار) الأسد وروسيا". وقال إنه برغم العلاقات الجيدة بين إسرائيل وروسيا لكن "لا تُخطئوا، هي حليفة لهذا التحالف، وقد اتخذت قراراً استراتيجياً بدعم كل هذه المنظومة".

زوبعة قطر إذاً، محاولة لتفكيك هذه المنظومة من خلال خلق الوهم أن إيران هي التي تهدد الخليج والعرب، وفي هذا المنطق خدمة أساسية للعدو الصهيوني وتهديد للحق الفلسطيني والعربي.

لو كان بعض حكام الخليج (الفارسي) عرباً حقيقيين لما دخلوا في هذا النفق الذي يستبدل الحليف الإقليمي الاستراتيجي "إيران" بعدو صهيوني معتد ماكر مغتصب للأرض والحقوق. لا شك أن تحليل كلّ ما يجري في المنطقة من منظور الصراع العربي الإسرائيلي، هو تحليل دقيق وصائب. فالحرب على العراق وسورية واليمن وليبيا لا مبرّر لها سوى خدمة العدو الصهيوني، والتفريط بعوامل القوة لدى أشد ّ الأنظمة العربية تمسّكاً بالحقوق العربية. لكن، وبفضل صمود سوريا وحلفائها، فقد أنتج هذا الصمود منظومة مقاومة يحاول الكيان الصهيوني تجميع عوامل الرّد عليها من خلال استمالة بعض أنظمة الخليج إلى خدمة الكيان الصهيوني، والذي لا ينتج عنه سوى المذلة والخسارة للسائرين على هذا الدرب.

 وتبقى الجمهورية الاسلامية الإيرانية وروسيا وحزب الله حلفاء سوريا في المقاومة والانتصار، وكل من يعترض على هذا المحور، لأي سبب مختلق، فهو يخدم مصلحة العدوّ الأساسي للعرب، العدو الصهيوني وعملائه.

اكد قائد الثورة الاسلامية ان مقارعة الكيان الصهيوني في الوقت الحاضر ، واجب على العالم الاسلامي ، موضحا انه عندما يستولي العدو على اراضي المسلمين فان الجهاد يصبح فريضة على الجميع.

وافادت وكالة مهر للأنباء، ان قائد الثورة الاسلامية القى كلمةخلال استقباله صباح اليوم الاثنين كبار المسؤولين وسفراء الدول الاسلامية ولفيف من المواطنين بمناسبة عيد الفطر المبارك، اعتبر فيها "التفرقة والاختلاف" اهم مشكلة وجرح كبير في جسد العالم الاسلامي، واشار الى دور اعداء الاسلام في تأجيج الخلافات، مضيفا: ان الاتحاد وتجنب التفرقة يصب بمصلحة جميع الدول الاسلامية، ويجب من خلال الوفاق حول القضية الفلسطينية باعتبارها القضية الاولى للعالم الاسلامي، الحيلولة حول تقليل الاهتمام بها او نسيانها.  
وقدم آية الله العظمى الخامنئي تبريكاته بمناسبة عيد الفطر السعيد، واشار الى استغلال الاعداء للذرائع العرقية والدينية والاقليمية لاثارة الخلافات، مضيفا: ان دعم سيناتور امريكي لاهل السنة في مواجهة الشيعة ، في حين ان هؤلاء يعادون الاسلام والدول الاسلامية، ليس الا مؤامرة وعمل خبيث، وهذا الموضوع محل اهتمام ومثير للقلق البالغ، لكن من المؤسف فان مسؤولي الدول الاسلامية يتغافلون عن هذه العداوات.واشار قائد الثورة الاسلامية الى الصراعات الدموية في مناطق مختلفة من العالم الاسلامي مثل اليمن وسوريا والعراق وشمال افريقيا، مضيفا: ان التفرقة والاختلاف يلحقان الضرر بالاسلام والامة الاسلامية، وفي مقابل ذلك فان تقارب الدول الاسلامية وتجنب استخدام قواتهم ضد البعض الآخر ، يتوافق مع الحكمة الالهية ويصب بمصلحة جميع الدول الاسلامية.
ووصف سماحته مسيرات يوم القدس العالمي ومشاركة الشعب الايراني الحماسية والعظيمة في طهران وباقي مدن البلاد في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، بانها مثال مشرف للاتحاد الاسلامي، واضاف: ان معنى الوحدة الاسلامية هو ان ينزل الايرانيون الشيعة وهم صائمون الى الشوارع بهذه الروعة والعظمة ويعربون عن تأييدهم وتعاطفهم للفلسطينيين الذين هم من اهل السنة.
واعتبر سماحة آية الله العظمى الخامنئي، تقليل الاهتمام او نسيان القضية الفلسطينية بانه خطر كبير، وقال: ان فلسطين هي القضية المركزية بالنسبة للعالم الاسلامي لكن بعض الدول الاسلامية تعمل بشكل يتم فيه تجاهل القضية الفلسطينية ويتم نسيانها.
واشار قائد الثورة الاسلامية الى اغتصاب فلسطين البلد الاسلامي وتشريد شعبه من دياره، مضيفا: استنادا الى الفقه الاسلامي، فانه في مواجهة استيلاء العدو على الاراضي الاسلامية، فان جميع المسلمين مكلفون بالمقارعة والجهاد بأي شكل ممكن، ومن هذا المنطلق فان مقارعة الكيان الصهيوني في الوقت الحاضر أمر واجب على العالم الاسلامي بأجمعه.
وانتقد سماحته رفض بعض الدول الاسلامية في مقارعة الكيان الصهيوني، معتبرا ان الشعب الايراني يتسم بالحذر واليقظة في اداء مسؤوليته، مضيفا: ان العالم الاسلامي بحاجة الى الاتحاد والائتلاف، وان اغلبية الشعوب الاسلامية متعاطفة فيما بينها، كما ان على الدول الاسلامية القيام  بمسؤولياتها.

مكوّن جديد يبرز إلى واجهة الأزمة الخليجية ليزيدها سخونة. سخونة سياسية تضاف إلى حرارة الصيف المتصاعدة، وتستدعي السؤال عما إذا كنا سنشهد صيفاً خليجياً قياسياً في معدل الحرارة السياسية.

كلام الرئيس التركي عالي النبرة ومن خارج قاموس الأدبيات الدبلوماسية يستحق التوقف عنده. ما وصفه رجب طيب أردوغان بـ"قلة احترام" تجاه مطالب السعودية والإمارات بإغلاق القاعدة العسكرية التركية في قطر ينطوي على موقف بالغ الدلالة. قد لا ينجلي الغبار قريباً عن وطيس الصراع الخليجي. إلا أن مقاربة النزال من زاوية المصالح الكبرى يتيح جلاء الصورة ورؤية أوضح لحقيقة ما يحدث. من هنا فإن قراءة المشهد تستدعي تفكيك مكوّناته.

لقد تدرج موقف تركيا حيال الأزمة. اتخذ في البداية شكل الوساطة وانتهى إلى انحيازه الواضح والعلني لمصلحة قطر. أكد أردوغان وقوفه إلى جانب قطر. اعتبر الشروط السعودية الإماراتية مخالفة للقوانين الدولية. هذا صحيح. إلا أن هذه القوانين خالفتها تركيا مراراً. تمثلت إحدى هذه المخالفات بدخولها إلى بعشيقة من دون موافقة العراق. كما خالفتها بتدخلها العسكري السافر في سوريا. استدعاء حجة القانون الدولي في الأزمة الحالية هو من لوازم  اللعبة التي تراقبها الولايات المتحدة جيداً ولا تجد أن هناك ما يضيرها.

يعبّر موقف أردوغان عن نظرة تركية قومية دينية تاريخية. تضع هذه النظرة تركيا ضمن مصاف الإمبراطوريات أو الدول الكبرى ذات النفوذ والامتدادات إلى ما وراء حدودها. هذا ما يجعل الشرط الذي تضمنته لائحة المطالب السعودية الإماراتية مستفزاً لتركيا الأردوغانية بما تحمله من شحنة عثمانية جديدة.

هنا تحديداً مربط الفرس. وهذا بالضبط ما يقلق السعودية والإمارات ومصر. إنها العثمانية الجديدة لأردوغان بطموحاته وأهدافه.

شهدت العلاقات التركية السعودية توترات وتقاربات عدة في ما مضى. ساءت تلك العلاقات خلال فترات من عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. أعاد الملك سلمان تقويمها مدفوعاً بتحديات مشتركة ومصالح متقاطعة. أبرز تلك التحديات توقيع الاتفاق النووي مع إيران وما ينطوي عليه من مفاعيل في توازانات المنطقة.

الأزمة السورية حتمت تنسيقاً استخبارياً ولوجستياً على أعلى المستويات لإسقاط النظام. فشل المشروع في سوريا، والمشهد في العراق بدأ ينجلي عن صورة مختلفة عما كان عليه في الأعوام الماضية. توازنات جديدة آخذة في التبلور عى امتداد المنطقة. تستدعي التطورات الجديدة تسليماً وانسحاباً من بعض الملفات وإدارتها بأدوات مختلفة. في معادلة المنطقة عادت تركيا الإخوانية منافساً وهاجساً للسعودية الوهابية.

في العمق تنظر الرياض إلى السياسة الأردوغانية باعتبارها امتداداً للدولة العثمانية. في العام 1818 وضع العثمانيون حداً للدولة السعودية الأولى. الحملة التي قادها إبراهيم باشا العثماني ما زالت ماثلة في ذاكرة الحكم السعودي. احتل إبراهيم ابن الوالي العثماني محمد علي باشا عاصمة السعوديين الدرعية. أسر حاكمها عبدالله بن سعود قبل إعدامه في الأستانة- اسطنبول حالياً. 

قد لا تنظر مصر الحالية بهذا القلق التاريخي إلى الدولة العثمانية. الإشكالية الأبرز لديها هي حركة الإخوان المسلمين. تتقاطع مصر والإمارات في تصنيف الإخوان المسلمين خطراً أساسياً. المشكلة مع تركيا تتجسد في كونها تشكل الحاضن والراعي للحركات والتيارات الإخوانية عموماً.

من هذه الزاوية يمكن فهم الصراع الإماراتي السعودي مع قطر. فالدوحة متحالفة مع تركيا. يتعزز هذا التحالف على ضوء تصريحات أردوغان الأخيرة، وفي ظل ما تعتبره الدوحة حصاراً عليها. لا ننسى أن إمارة آل ثاني تشكل الراعي الأساسي لحركات الإخوان المسلمين بمسمياتها المختلفة في البلاد العربية. رعاية تتخذ أشكالاً مالية وإعلامية وأمنية ولوجستية. لم يعد هذا الأمر مقبولاً لدى السعودية والإمارات ومصر.

في خضم هذه المستجدات، هل مثّل الموقف التركي مفاجئة غير متوقعة للدول الثلاث؟ وهل سيشكّل تحدياً لها ريثما تنتهي مهلة الأيام العشرة للرد القطري وبعد نهايتها؟

لا شكّ أن إرسال تركيا قواتها إلى قطر وفتح قاعدتها العسكرية فيها هو إجراء ميداني بمضمون سياسي. عبر خطوتها تلك، تسعى تركيا إلى رسم خطوط حمراء وتعمل على وضع سقف للتوقعات السعودية-الإماراتية بتجريد قطر من أدواتها ورضوخها لنفوذ جارتيها.

الطلب بإغلاق القاعدة العسكرية التركية في قطر أزعج من دون ريب أردوغان. للمفارقة لم تكن القاعدة موجودة عند بداية الأزمة وما رافقها من حديث عن لائحة شروط وُضعت لقطر. سيشكل هذا الأمر عنصر توتر محتملاً جداً بين أنقرة والعواصم الخليجية المعنية بالنزاع، ناهيك عن القاهرة. 

سيضاف هذا المأزق إلى لائحة من التحديات التي تواجه السعودية، تحديداً، في أكثر من ملف. فالقاعدة التركية في الدوحة لم تأتِ من خارج سياق الرغبات الأميركية. يُستبعد أن تقدم تركيا على هذه الخطوة من دون موافقة أميركا، إن لم يكن بقرارها أصلاً. يستحيل على القيادة القطرية السماح لأي قوة عسكرية بالتمركز على أرضها من دون ضوء أخضر من البنتاغون. هنا تجب الإشارة إلى قاعدتي العديد والسيلية الأميركيتين في قطر.

قاعدة العديد ليست مجرد منشأة عسكرية تضاف إلى قائمة الموانئ والقواعد الأميركية المنتشرة في الخليج. هي تُشكّل مركز القيادة المركزية الأميركية في المنطقة العربية والآسيوية. يشمل نطاق عملها الشرق الأوسط وصولاً إلى شرق آسيا حتى أفغانستان وباكستان وتخوم الصين. هي أيضاً ثاني أكبر قاعدة تخزين سلاح أميركي في العالم بقيمة 36 مليار دولار. مركز التخزين الأول يقع في ولاية بنسلفانيا الأميركية وتقدّر قيمة ما يحتويه من سلاح وذخيرة بنحو 40 مليار دولار. لذا لا تغامر الدوحة في السماح لأي جندي، سواء أكان تركياً أو غير تركي، بالعبور على أراضيها خلافاً لرغبات وزراة الدفاع الأميركية.

يأتي الوجود التركي في قطر إذاً بطلب قطري رسمي، ولكن الأهم بموافقة أميركية. تُشكّل القاعدة التركية العسكرية من وجهة نظر أميركية قاعدة أطلسية أخرى في الخليج تضاف إلى قواعدها. بإمكان واشنطن استخدامها بأي شكل من الأشكال ضمن استراتيجيتها وخدمة مصالحها عند الحاجة. جانب من هذه الحاجات يتعلق بصراع الطاقة عموماً والغاز خصوصاً. ليس فقط بسبب منابع الغاز القطرية-الإيرانية المشتركة في مياه الخليج، ولكن أيضاً ضمن استراتيجية أميركا تسعى إلى تطويق الصين أو أقله التحكم في مصادر الطاقة العالمية، مع ما يُشكّله هذا الأمر من عنصر ضغط قوي على بكين.

من المفيد التذكير على هذا الصعيد بالاستراتيجية الأميركية التي وضعت منذ العام 2012. يتم التعبير عن هذه الاستراتيجية بالاستدارة أو التحوّل الأميركي الذي بدأ منذ عهد أوباما. استدارة تتخذ شكل الانسحاب التدريجي من المنطقة من دون إهمالها، والتركيز على منطقة بحر الصين الجنوبي والأخطار الآتية من العملاق الصيني. هذا التركيز يحتاج حكماً إلى موازنات مالية واستراتيجيات عسكرية.

هذه هي أبرز مكوّنات المشهد في الصراع المفتوح على التصعيد في الخليج (الفارسی)  الملتهب. القلق السعودي الوجودي والأساسي مصدره تركيا أكثر من إيران. قلق يختصر المنافسة على الدور والتأثير والحجم في العالم السنّي بالمنطقة.  امتداد العثمانية الأردوغانية إلى حدود السعودية عبر قطر يمثّل أكثر من هاجس للرياض. فما بالك وهي منخرطة أصلاً في صراع نفوذ إقليمي كبير مع إيران.

الأعوام الماضية شهدت صراعات محتدمة بين البلدين، الرياض وطهران، في سوريا والعراق واليمن ولبنان. ما زال هذا الصراع مستمراً ومتصاعداً وحاداً. لم تحقق الاستراتيجية السعودية أي انتصار أو مكسب حتى الآن. العكس هو الصحيح. حصدت انتكاسات وتراجعات جدية. لكنه رغم ذلك، يبقى صراعاً استراتيجياً على النفوذ ولم يتحول إلى صراع وجودي، حتى الساعة على الأقل.

أما إصرار السعودية على العنوان الإيراني في نزاعها مع قطر فيبدو أنه لشد العصب المذهبي السنّي الذي تحتاجه الرياض وتعوّل عليه كثيراً أمام الرأي العام العربي والمسلم. هدفها من وراء ذلك التغطية على جوهر الصراع في المنطقة. صراع سياسي استراتيجي في العمق ولا علاقة له بأي بُعد مذهبي.

أعلنت 16 دولة عربية ثبوت رؤية هلال شهر شوال، مساء السبت، وأن الأحد هو أيام عيد الفطر المبارك، وهي مصر والسعودية وقطر والإمارات والبحرين والكويت وفلسطين والأردن والسودان واليمن وليبيا وسوریا، والسنة في العراق ولبنان وتونس والجزائر. 

أما سلطنة عمان والمغرب فأعلنتا عدم ثبوت رؤية هلال شوال مساء السبت، وعليه يكون الأحد المكمل لشهر رمضان، والإثنين أول أيام رمضان. 

بينما لم تعلن باقي الدول العربية عن رؤية الهلال حتى الآن. 

في السعودية ذكر الديوان الملكي في بيان أن المحكمة العليا أعلنت أن الأحد هو أول أيام عيد الفطر المبارك بعد أن تمت رؤية هلال شهر شوال في منطقتي شقراء وسدير وسط البلاد. 

وفي البحرين، أعلنت هيئة الرؤية بالمجلس الأعلى للشؤون الاسلامية في مملكة البحرين مساء اليوم أن الأحد "هو أول أيام عيد الفطر المبارك لعام 1438هـ"، وفق بيان نشرت نصه وكالة الأنباء الرسمية البحرينية. 

وكذلك في الكويت أعلنت هيئة الرؤية الشرعية المنوط بها تحري هلال شوال أن الأحد يوافق أول أيام عيد الفطر بعد أن ثبتت الرؤية. 

وقال رئيس المجلس الأعلى للقضاء رئيس محكمة التمييز والمحكمة الدستورية، يوسف المطاوعة، في كلمة له عبر التلفزيون الرسمي إن الهيئة اجتمعت مساء اليوم لالتماس رؤية الهلال، "وقد ثبت شرعا رؤية هلال شهر شوال لسنة 1438 هجري وعليه فيكون الأحد هو أول أيام شوال وعيد الفطر السعيد". 

وفي قطر، أعلنت لجنة تحري رؤية الهلال بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، في بيان، اطلع عليه مراسل الأناضول، أن الأحد هو أول أيام عيد الفطر المبارك، وأن السبت هو المتمم لشهر رمضان. 

وفي الإمارات، أعلنت اللجنة المكلفة بتحري رؤية هلال شهر شوال في الدولة أن الأحد هو غرة شهر شوال، وأول أيام عيد الفطر. 

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن وزير العدل، رئيس اللجنة، سلطان بن سعيد البادي الظاهري، قوله في بيان إن "اللجنة وبعد التحري ومراعاة طرق الإثبات الشرعية والاتصالات التي جرت مع الدول المجاورة ثبت لديها الليلة رؤية هلال شهر شوال لسنة 1438 هجرية". 

وفي مصر، قالت دار الإفتاء (حكومية) في بيان الرؤية لهلال شهر شوال مساء السبت، أن اليوم هو المتمم لشهر رمضان وأن الأحد أول أيام عيد الفطر المبارك. 

وذكر البيان أن دارُ الإفتاءِ المصريةُ (المنوط بها الأمر) استطلعَت مساء اليوم هلال شهر شوال لسنة 1438 هجريا، بعد غروب الشمس في أنحاء البلاد وتحققت شرعًا من نتائج هذه الرؤية الشرعية "ثبوتُ رؤية هلال شوال بالعين المجردة وقد وافق ذلك الحساب الفلكي".

وفي لبنان، أعلنت دار الفتوى (الجهة الرسمية المناط بها إعلان بداية الشهور العربية بالنسبة للسنة) في بيان أن الأحد "أول أيام عيد الفطر السعيد". 

أما بالنسبة للمسلمين الشيعة فكانوا قسمين؛ إذ أعلن مكتب الوكيل الشرعي للإمام الخامنئي في لبنان الذي يتبعه أنصار حزب الله اللبناني أن الأحد هو المتمم لشهر رمضان، والإثنين أول أيام عيد الفطر، بينما اعتمد قسم آخر رأي المرجع الشيعي، علي فضل الله، الذي يحظى بقبول واسع بينهم، إذ أعلن قبل نحو أسبوع اعتمادا على الحسابات الفلكية أن الأحد هو أول أيام عيد الفطر المبارك. 

وفي ليبيا، أعلنت اللجنة العليا للإفتاء التابعة للحكومة الليبية المؤقتة (حكومة شرق ليبيا) في بيان أن الأحد هو أول أيام عيد الفطر المبارك. 

فيما تقدم رئيس حكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، في بيان اطلع عليه مراسل الأناضول بالتهنئة للشعب الليبي والأمتين العربية والإسلامية بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، دون أن يذكر البيان موعدا لأول أيامه. 

وكانت حكومة الوفاق التي تتخذ من طرابلس مقرا، اتخذت الإجراء ذاته العام الماضي، وتبعت حكومة الشرق في إعلانها لأول أيام الفطر. 

وفي السودان، أعلن مجمع الفقه الإسلامي (حكومي) اليوم، أن الأحد هو أول أيام عيد الفطر المبارك. 

وقال نائب رئيس المجمع (المنوط به رسميا الفتوى الإسلامية واستطلاع أهلة الشهور العربية)، عبد الله الزبير، لمراسل الأناضول إن "المجلس في تحريه تواصل مع جهات التحري بالداخل والخارج، وقد ثبتت الرؤية في أكثر من بلد عربي يجمعنا بها ليل واحد". 

وأضاف الزبير "وبذلك يكون الأحد غرة شوال، وأول أيام العيد"، مشيرا إلى أن المجلس "يعتمد معياري الرؤية الشرعية والحساب". 

كما أعلن المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية محمد حسين، السبت، أن اليوم هو المتمم لشهر رمضان المبارك، وغدًا الأحد أول أيام عيد الفطر. 

وجاء في بيان صدر عن المفتي، واطلعت الأناضول عليه "في الاجتماع المنعقد في دار الإفتاء الفلسطينية في المسجد الأقصى المبارك، لمتابعة تحري هلال شهر شوال لهذا العام 1438هـ، ثبتت بالوجه الشرعي رؤية هلال شهر شوال هذه الليلة، وعليه يكون غدا الأحد الخامس والعشرين من شهر حزيران لعام ألفين وسبعة عشر للميلاد هو يوم عيد الفطر السعيد". 

أما في اليمن، فأعلن وزير الأوقاف والإرشاد في الحكومة الشرعية، أحمد عطية، أن الأحد هو أول ايام عيد الفطر المبارك، كما أعلنت دار الإفتاء الشرعية الخاضعة للحوثيين، هي الأخرى أن الأحد أول أيام العيد. 

وفي العراق، أعلن الوقف السني، السبت، ثبوت رؤية هلال شهر شوال ليكون  الأحد أول أيام عيد الفطر. 

وذكر الوقف في بيان عاجل بثه التلفزيون الرسمي، أنه ثبتت رؤية هلال شهر شوال ليكون السبت آخر أيام رمضان المبارك والأحد أول أيام عيد الفطر. 

ومن المقرر أن يتحرى الوقف الشيعي العراقي يوم غد رؤية الهلال، إذ بدأ الشيعة صيام رمضان بعد السنة بيوم واحد، وهو ما جرت عليه العادة غالبا خلال السنوات الماضية. 

وفي الأردن، أعلن مفتي البلاد، محمد الخلايلة، في بيان، أن الأحد هو أول أيام عيد الفطر المبارك بعد ثبوت رؤية الهلال. 

وفي سوريا، أعلن القاضي الشرعي الأول بدمشق محمود المعراوي أن  الأحد هو أول أيام عيد الفطر المبارك، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية  "سانا".

وفي تونس، أعلن مفتي الدّيار التونسية عثمان بطّيخ أنّ  الأحد هو أول أيام عيد الفطر المبارك. 

كما أعلنت لجنة الأهلة في الجزائر  أن الأحد هو أول أيام العيد، حسب مراسل الأناضول. 

بينما في سلطنة عمان، وفي بيان نشرت نصه وكالة الأنباء الرسمية، أعلنت اللجنة الرئيسية لاستطلاع رؤية هلال شهر شوال لهذا العام خلال اجتماع لها اليوم بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية عدم ثبوت رؤية الهلال، ليكون يوم الأحد هو المتمم لشهر رمضان المبارك ويكونالإثنين هو غرة شهر شوال وأول أيام عيد الفطر المبارك.

وفي المغرب، أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، عبر بيان، عدم ثبوت هلال رمضان، مساء السبت، وعليه يكون الأحد المكمل لشهر رمضان، والإثنين أول أيام العيد.

خرجت اليوم الجمعة العديد من المسيرات في مختلف الدول العربية والاسلامية احياء لمراسم يوم القدس العالمي الذي اعلنه الامام الخميني (رض) في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك ليكون مناسبة للتنديد بالاحتلال الصهيوني لارض فلسطين ودعم الشعب الفلسطيني والتاكيد على ان القضية الفلسطينية هي قضية المسلمين المحورية.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان الجماهير في عدد من الدول العربية والعالمية خرجت بمسيرات حاشدة لاحياء مراسم يوم القدس العالمي في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك.

في العراق خرجت منذ الصباح الباكر مسيرات في العديد من المدن بمناسبة يوم القدس العالمي رافعة العلم الفلسطيني ومؤكدة على وقوفها الى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الكيان الصهيوني المحتل.

ففي بغداد، نُظمت مسيرة جماهيرية، شارك فيها مئات الاشخاص في شارع فلسطين شرقي العاصمة، لإعلان تضامنهم مع الشعب الفلسطيني بمناسبة يوم القدس العالمي، وذلك بحضور شخصيات دينية وعشائرية.

وقد رسم المشاركون علم الاحتلال الصهيوني على الأرض، تعبيراً عن رفض الاعتداءات الصهيونية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، معلنين أن تنظيم داعش التكفيري والكيان الصهيوني غدة سرطانية، يجب استئصالهما ومحاربتهما بالوحدة الوطنية والتكاتف.

وفي محافظة ديالي، أحيا الصغار والكبار يوم القدس العالمي أمام مبنى إدارة ديالى وسط ب‍عقوبة، بمشاركة مختلف أطياف المحافظة.

وشهدت المسيرة حضوراً فعالا للقيادات الحكومية والعشائرية والدينية، كما احرق المتظاهرون علم الكيان الصهيوني ورفع علم دولة فلسطين.

وفي سوريا، خرجت صباح اليوم مسيرة تضامنية في العاصمة السورية دمشق بمناسبة يوم القدس العالمي شارك فيها المئات من اهالي العاصمة و شاركت فيها ايضا شخصيات عديدة من القيادات الفلسطينية كما شارك فيها السفير الايراني في دمشق " جواد ترك آبادي".

 ورفع السوريون الاعلام الفلسطينية وعلا هتافهم منديين بالاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين وأكدوا على ضرورة دحر هذا العدو من هذه الارض المقدسة.

واكد المشاركون إلى أن إحياء يوم القدس العالمي و المشاركة الفعالة فيه يهدف إلى استنهاض طاقات الأمة وحشدها وتوجيهها باتجاه القدس والمسجد الأقصى مجددين التأكيد على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية وفلسطين هي قلب الأمة وبوصلتها.

وفي البحرين، رغم الظروف الصعبة خرجت الجماهير البحرينية في مسيرات في عدد من المدن احياء ليوم القدس العالمي.

وقد وقعت مصادمات مع القوات الأمنية فجراً في جزيرة سترة شرق البلاد بعد مداهمة القوات لمسيرة يوم القدس العالمي، وانطلقت مسيرة أخرى في منطقة المالكية غرب البلاد.

ورفع المشاركون أعلام فلسطين ورددوا هتافات تندد بالاحتلال الصهيوني، وانتقدت هتافات المسيرة الهرولة العربية نحو التطبيع مع الكيان الغاصب.

وتأتي مسيرتا المالكية وسترة على رأس سلسلة المسيرات التي أعلن عنها في مناطق مختلفة من البلاد بمناسبة يوم القدس العالمي، وبعد بيان دعا فيه علماء البحرين الشعب النزول للشوارع والمشاركة بالمسيرات في مختلف مناطق البلاد.

وفي ماليزيا، خرجت الجماهير الماليزية في العاصمة كوالالمبور بعد الإنتهاء من صلاة الجمعة بمسيرات واسعة وذلك بمناسبة يوم القدس العالمي وتجمعوا أمام السفار’ الأمريكية معلنين تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.

و شارك في المسيرات التي إنطلق من مسجد تابونغ حاجي وسط العاصمة كوالالمبور الأحزاب السياسية والمنظمات الإجتماعية وسائر القوميات والجنسيات حيث تجمعوا أمام السفارة الأمريكية معلنين دعمهم للقضية الفلسطينية ومؤكدين ضرورة تعزيز الوحدة في العالم الإسلامية.

وقد هتف المشاركون في المسيرات وهم يتوجهون إلي السفارة الأمريكية بشعارات الموت لأمريكا.. والموت لإسرائيل.. واللعنة علي أمريكا وإسرائيل.. وتعيش فلسطين.. ويعيش الإسلام، رافعين لافتات تندد بجرائم الكيان الصهيوني والولايات المتحدة والسعودية.

قد أكد الخطباء أثناء المسيرة علي تضامنهم مع الشعب الفلسطيني داعين إلي مقاطعة السلع والبضائع التي تنتجها الشركات المرتبطة بالكيان الصهيوني.

وفي نيجيريا، احيا الشعب المسلم في نيجيريا يوم القدس العالمي عبر الخروج بمسيرات جابت عدد من الشوارع لاسيما مدينة"سوكوتو".

وشارك الشعب النيجيري المسلم في هذا اليوم دعما لتطلعات الشعب الفلسطيني ورفضا للكيان الصهيوني المحتل.

وفي افغانستان، خرجت الجماهير في العاصمة الافغانية كابل في مسيرة حاشدة منطلقة من جامع الزهراء الذي حاولت داعش السيطرة عليه منذ عدة ايام.

و هتفت الجماهير منددة بسياسات القتل والاجرام الذي يقوم بها الكيان الصهيوني المحتل بحق الشعب الفلسطيني، ومؤكدة على وقوفها الى جانب الفلسطينيين في قضيتهم المحقة.

الأحد, 25 حزيران/يونيو 2017 10:20

هل سترضخ قطر لمطالب السعودية وحلفائها؟

طبقاً لما أعلنته إحدى وكالات الأنباء الغربية في تقرير لها، ونشر بعد ذلك في وكالات الأنباء الأخرى، فإن السعودية وحلفائها قاموا بإعداد قائمة مطالب مؤلفة من 13 بنداً وقدموها لقطر، حيث أنه وفي حال قبل الجانب القطري بهذه المطالب، فإن هذه الدول ستقوم بإستئناف علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة.

ومن المطالب التي إحتوت عليها هذه القائمة وجرى نشرها في وسائل الإعلام وإتهم طرفا الأزمة بعضهما بعضاً بتسريبها، هي مطالبة قطر بقطع كافة علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وحزب الله، وإغلاق قناة الجزيرة، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية في قطر.

وقد قُدمت قائمة المطالب هذه إلى قطر عبر دولة الكويت، حيث أعلنت وزارة الخارجية القطرية أنها ستقوم بالرد على هذه المطالب بشكل كامل في الوقت المناسب، حيث تقرر الرد على هذه المطالب إلى دولة الكويت بشكل خطي في يوم الأربعاء من الإسبوع الجاري، معربة عن تقديرها لجهود الوساطة التي تقودها دولة الكويت لحل الأزمة الراهنة.

وحدد مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي مهلة 10 أيام لقطر للرد على مطالب الدول التي قطعت علاقاتها بالدوحة، مهدداً أنه وفي حال لم تلبي قطر هذه المطالب فإن هناك عواقب وخيمة ستكون في إنتظار الدوحة.

وقد إدرج مجلس التعاون هذا، إسم المقاومة اللبنانية وجماعة الإخوان المسلمين ضمن أسماء المنظمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش، وطالب قطر بقطع كافة علاقاتها معهما.
وكانت الدول المقاطعة لقطر (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) قد وجهت قائمة مطالب مكونة من 13 بندا سلمتها الكويت إلى الدوحة أبرزها: قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية، ووقف تمويل كل الكيانات المتطرفة التي تصنفها الولايات المتحدة مجموعات إرهابية، وقطع جميع علاقاتها وروابطها مع جماعة الإخوان المسلمين ومع الجماعات الأخرى بما في ذلك "حزب الله" و"تنظيم القاعدة" و"داعش

الجدير بالإشارة هو أن السعودية، ومصر، والإمارات والبحرين كانت قد أعلنت في بيان أحادي أصدرته في الـ5 من يونيو الجاري قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وإتهمت الدوحة بدعم الجماعات الإرهابية، فيما نفت قطر هذه الإتهامات، وإتهمت هذه الدول بالتحامل عليها والتدخل في شؤونها الداخلية.

بحيث ذكرت وكالة الأنباء الكويتية أن الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، أجرى إتصالات هاتفية مع محمد بن سلمان ولي العهد السعودي الجديد، ومحمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، وتميم بن حمد أمير قطر، حيث بحث معهم الأزمة الخليجية، وعبر عن أمله في أن تؤدي عملية إنهاءها إلى عودة الأمن والإستقرار والإزدهار لمجلس التعاون.
الآن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو أنه هل ستخضع قطر لهذه المطالب؟، هذه المطالب التي يرى مراقبون سياسيون أنه وفي حال جرت الموافقة عليها، فإن ذلك سيثير الشكوك حول الإستقلال الحقيقي والسيادة الوطنية لدولة قطر.

وعلى الرغم من عدم رد قطر بشكل رسمي على هذه المطالب، إلا أن ما أعلنه مسؤول قطري يبين أن الدوحة تشعر بالقلق إزاء هذه المطالب. فقد وصف سيف بن أحمد آل ثاني رئيس مكتب الإتصال الحكومي في قطر المطالب التي تقدمت بها السعودية والإمارات والبحرين إلى جانب مصر بغير الواقعية والبعيدة عن الواقع.

وطبقاً لما أعلنته وسائل إعلام قطرية فإن آل ثاني أكد أن هذه الدول تهدف من وراء ما تقدمت به من شروط إلى الحد من سيادة قطر، والتدخل في شؤون السياسة الخارجية لهذه الدولة.

وقال مدير مكتب الاتصال الحكومي في قطر أن طلبات دول المقاطعة تؤكد بأن الحصار ليس لمحاربة الإرهاب بل للحد من سيادة قطر، ووصفها بغير الواقعية ولاتتسق مع المعايير.
وبحسب وسائل إعلام قطرية اليوم، فقد أكد آل ثاني على أن دولة قطر تسلمت هذه المطالب وستعكف على دراستها للرد عليها، إلا أنه اعتبر أن الهدف منها هو الحد من سيادة قطر، والتدخل في سياستها الخارجية.

إذاً وبهذه التصريحات والتوصيفات يبدو أن الحكومة القطرية سوف لن تخضع لجميع البنود الـ 13 في قائمة المطالب المقدمة اليها، لأنه وكما أعلن المسؤول القطري، فهذه المطالب ستجرد الدوحة من إستقلالها السياسي، وعملياً تجعل قطر غير قادرة على إتخاذ القرارات السياسية، كما ستقلص من الدور الإقليمي القطري، حيث ستصبح الدوحة بذلك مكبلة تماماً، وهذا الأمر على ما يبدو غير مرحب به قطرياً، لأنه وكما تبين الحقائق، أنه لو كانت هذه الدولة الصغيرة تريد الخضوع لمثل هذه المطالب، لقامت بتنفيذها منذ بداية الأزمة، ولما جعلت الأمور تصل إلى هذا الحد.

إن ما هو واضح من كل ما تقدم هو أن حكومة قطر وكي تعبر من الأزمة الراهنة، قامت بإختيار "طريق وسط" لكي تبين أولاً أنها وافقت على بعض مطالب هذه الدول، وثانياً وعبر هذه الموافقة تريد أن تحوول دون فشل جهود الوساطة الكويتية لكي تستمر هذه الوساطة، ومن جانب آخر تريد الدوحة بذلك إيصال رسالة إلى الدول في المنطقة وخارجها، وهي أنها لا ترغب في توسع نطاق هذه الأزمة وتبحث عن حل سياسي لها.
لكن أن توافق أو لا توافق الدول العربية على الإجراء القطري والقبول ببعض البنود دون غيرها فهذه قضية أخرى، لأن هذه الدول أكدت على وجوب أن تقبل الدوحة بجميع هذه البنود والمطالب دون قيد أو شرط، وفي حال عدم تلبيتها فعلى قطر أن تكون بإنتظار عواقب وخيمة ونتائج ناجمة عن رفضها لهذه المطالب، بحيث أنه وفي حال حدث هذا الأمر، وقامت قطر بوصف مطالب هذه الدول بالشمولية ووافقت على بعضها، فإنه يجب علينا أن نتوقع إستمرار هذه الأزمة، وقيام أطراف الأزمة بزيارة البيت الأبيض لعقد إجتماع في هذا الشأن في بداية الشهر الجاري يجب تقييمه في هذا الصدد، لأن الأمريكيين أيضاً توصلوا إلى هذه النتيجة وهي أنه لا بد من أن يجتمع حلفاء أمريكا في المنطقة على طاولة واحدة للتوصل إلى حل لهذه الأزمة. حيث أن واشنطن تبحث إمكانية عقد لقاء قمة لرص صفوف حلفائها في العالم العربي على وقع الأزمة القطرية ولحث دول المنطقة على مواجهة خطر الإرهاب، بحسب ما أفادت شبكة فوكس نيوز.

حسن رستمي كاتب و صحفي ايراني

وسط أجواء روحانية وإيمانية مفعمة بالطمأنينة والخشوع، شهد نحو 3 ملايين مصل من الزوار والمعتمرين ختم القرآن بالحرمين الشريفين، (ليلة الـ 29 من رمضان)، والتي يطلق عليها البعض اسم ليلة "التختيمة".

يحرص كثير من المصلين والمعتمرين على حضور ليلة الـ29 ليشهدوا ختم القرآن ودعاء الختم بالحرمين الشريفين، ولرجاء أن تصادف هذه الليلة ليلة القدر، كونها إحدى ليالي الوتر التي ورد فيها حديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنها الأقرب لأن تكون إحدى لياليها ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر.

وجرت العادة أن تخصص ليلة الـ29 لختم القرآن، كونها الليلة الأكيدة من آخر ليالي شهر رمضان المبارك، حيث لا تؤدى صلاة التراويح ليلة العيد التي قد تحل بعد هذه الليلة مباشرةً.

وشهد أكثر من مليوني مصل من الزوار والمعتمرين ختم القرآن الكريم بالمسجد الحرام في ليلة التاسع والعشرين من شهر رمضان، حسب تقديرات وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).

و توافد المصلون إلى المسجد الحرام منذ وقت مبكرٍ، فامتلأت أروقته وأدواره وساحاته بالمصلين، وامتدت صفوفهم إلى جميع الساحات المحيطة بالمسجد الحرام والطرق المؤدية إليه.

وتمكّن قاصدو بيت الله الحرام من أداء مناسكهم وعباداتهم بكل يسر وأمان وراحة واطمئنان في أجواء روحانية.

وقامت شرطة العاصمة المقدسة بتكثيف انتشار رجال الأمن والدوريات الأمنية في جميع أحياء مكة المكرمة والطرق المؤدية إليها لمتابعة الحالة الأمنية ومساعدة الزوار والمعتمرين فيما يحتاجون إليه وتوجيههم إلى المواقف المخصصة للسيارات.

وفي المدينة المنورة، غصت أروقة المسجد النبوي الشريف وساحاته بأكثر من مليون مصل من المواطنين والزوار من داخل وخارج المدينة المنورة الذين حرصوا على أن يشهدوا ليلة ختم القرآن الكريم بالحرم النبوي.

و كثفت وكالة الرئاسة العامة لشئون المسجد النبوي خدماتها المباشرة لمواكبة كثافة المصلين الذين توافدوا مبكرا إلى المسجد النبوي فضلاً عن آلاف المعتكفين الذين يقضون ليلتهم ربما الأخيرة في رحابه.

من جانب آخر، أحبطت وزارة الداخلية السعودية الجمعة، عملية إرهابية استهدفت المسجد الحرام بمكة المكرمة غربي البلاد.

ونقلت وكالة الانباء السعودية عن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي ان العملية اسفر عنها مقتل انتحاري في منزل كان يتحصن به مكة بعد قيامه بتفجير نفسه، وإصابة (6) من الوافدين و(5) من رجال الأمن، و القبض على (5) من عناصر الخلية بينهم امرأة.

اكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في يوم القدس العالمي أنه في حال أي اعتداء إسرائيلي ستفتح الأجواء لمئات آلاف المجاهدين في المنطقة إلى جانب المقاومة،

ولفت الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في احتفال يوم القدس العالمي الى أنه "بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران اختار الامام الخميني آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك وأعلنه يوماً عالمياً للقدس"، وأشار الى أنه "بعد وفاة الإمام الخميني أكد سماحة الإمام الخامنئي على هذا اليوم وهذا الاحياء وهذه المسؤولية"، وأكد أنه "سيأتي يوم يشهد به العالم عندما سيخرج الناس في يوم القدس للتعبير عن نصرهم للقدس".

واعتبر سماحته أن "ما يجري في منطقتنا منذ سنوات يشكّل مفصلاً تاريخياً صعباً ومؤلماً وفيه الكثير من التحديات والتضحيات والصمود والانجازات"، وأضاف "الحراك الشعبي الذي حصل في أكثر من بلد عربي كان وطنياً وصادقاً ولكن بسبب قدرة الولايات المتحدة وأدواتها في المنطقة حصلت محاولة استيعاب الحراك الشعبي".

ولفت السيد نصر الله الى أن "أحد أهم الأهداف للأحداث والحروب التي تجري في منطقتنا هو تهئية كل المناخات السياسية والرسمية والشعبية والوجدانية لتسوية لمصلحة العدو "الاسرائيلي"، وأضاف "أهم الاهداف المركزية للحروب في منطقتنا انهاء القضية الفلسطينية"، واعتبر أن "هذا الهدف قديم لكن في كل فترة زمنية له أدواته واساليبه"، وشدد على أن "المستهدف المركزي في كل ما يجري في المنطقة هو الشعب الفلسطيني لكي ييأس ويخضع ويتنازل عن ارضه".

وفيما أوضح سماحته أن "حركات المقاومة في لبنان وفلسطين يتم تهديدهم بشكل دائم بالحرب والاغتيالات والاتهام بالارهاب وتشويه السمعة"، لفت الى أن "إيران كداعم اساسي لفلسطين ولحركات المقاومة في المنطقة تتعرض لعقوبات اقتصادية وضغوط سياسية ومحاولات لعزلها ونقل الحرب الى داخلها بواسطة الجماعات التكفيرية"، وأكد إن "ايران لم تعزل وصمدت أمام العقوبات واعتمدت على نفسها وطورت نفسها"، وشدد على أن "النظام السعودي أضعف وأجبن من أن يشن حرباً على الجمهورية الاسلامية في إيران".

واذ رأى السيد نصر الله أن "سوريا هي جزء اساسي في محور المقاومة وداعم اساسي لحركات المقاومة وهي عقبة كبيرة امام اي تسوية عربية "اسرائيلية" شاملة"، أشار الى أن "الهدف من الحرب على سوريا هو إسقاطها والاتيان بقيادات ضعيفة للسيطرة على هذا البلد".

وفيما ذكّر السيد نصر الله بأن "العراق كان مستهدفاً لأنهم لم يرض بأن يكون جزءاً من العملية الاميركية"، لفت الى أن "العراق أظهر إرادة سياسية واضحة أنه لن يكون جزءاً من الإرادة الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية".

واعتبر الامين العام لحزب الله أن "الهدف الاساسي للحرب على اليمن هو نتيجة وجود تيارات يمنية شعبية اسلامية وطنية موقفها حاسم وثابت في الصراع مع العدو "الاسرائيلي" وكذلك من الاهداف السيطرة والهيمنة على اليمن"، وأضاف "اليمن مستهدف لاستئصال القيادات التي تؤمن بالصراع مع "اسرائيل" وترفض تصفية القضية الفلسطينية".

وبينما نبّه سماحته بأن "الموقف "الاسرائيلي" الحقيقي هو عدم عودة لاجئ فلسطيني واحد الى فلسطين"، أشار إلى أنه "في المقابل هناك محور المقاومة الذي يواجه ويدافع عن القضية الفلسطينية والحقوق الفلسطينية"، ولفت الى أن "الانجاز الاول تحقق في هذا المحور من فلسطين الى لبنان الى سوريا والعراق واليمن هو الصمود وتحمل المسؤولية وعدم التنازل".

السيد نصر الله: ايران ستكون أكثر حضوراً في سوريا والدليل على ذلك الصواريخ على دير الزور والتي أصابت أهدافها بدقة

وبيّن سماحته أن "كل ايران تتحد عندما تمس بسيادتها واستقلالها ومصيرها وعندما يتآمر الاخرون عليها"، وقال "ايران لن تتسامح مع الارهاب والجماعات الارهابية و"منظمة خلق" بل ستواجه وتنتصر وتقضي على هذه الجماعات"، وأضاف "ايران ستكون أكثر حضوراً في سوريا والدليل على ذلك الصواريخ على دير الزور والتي أصابت أهدافها بدقة ودمرت مراكز للارهابيين وقتلت منهم"، ولفت الى أن "موقف القيادة الايرانية والشعب الايراني من فلسطين هو موقف ديني وعقائدي يتعلق بالقرآن والرسول وشهر رمضان والصلاة والدعاء واذا تخلت ايران عن دينها والنبي يمكن أن تتخلى عن فلسطين".

السيد نصر الله: تخطّت سوريا خطر سقوط النظام واذا استمر التطور الميداني ستتجاوز خطر التقسيم

وبالنسبة للوضع في سوريا، لفت السيد نصر الله الى أنه "بفضل الصمود والثبات والتضامن تخطّت سوريا خطر سقوط النظام واذا استمر التطور الميداني ستتجاوز خطر التقسيم"،  وأكد أن "سوريا ثابتة في محور المقاومة".

السيد نصر الله: مسألة الموصل مسألة وقت فقط و"داعش" في العراق الى زوال

أما حول العراق، فقد وصف سماحته الانجازات الميدانية بـ "التجربة الجهادية الرائعة والاستعداد الهائل"، وأضاف "مسألة الموصل مسألة وقت فقط وداعش في العراق الى زوال".

السيد نصر الله: أصبح للمقاومة اليوم قوة شعبية جهادية ثابتة ومجهزة وقوية في اليمن

وعن اليمن، قال سماحته "اذا اردتم أن تعرفوا موقف الشعب اليمني من فلسطين يكفي مشاهدة المسيرة التي خرجت في صنعاء لنصرة القدس"، وأضاف "الشعب اليمني العظيم يقول نحن لن نتخلى عن فلسطين وهذا فشل ذريع لال سعود"، وكشف أن ""اسرائيل" تشارك بالقصف الجوي في اليمن تحت عنوان "التحالف العربي" ولكن لا يتم الاعلان عن ذلك"، مؤكداً أنه "أصبح للمقاومة اليوم قوة شعبية جهادية ثابتة ومجهزة وقوية في اليمن".

السيد نصر الله: اخراج فلسطين والقضية الفلسطينية من المعادلة لم يتحقق

وفي حين نوّه سماحته الى أن "اسرائيل" تتجنب الحرب على لبنان وغزة لأنها تعلم جيداً انها مكلفة بسبب قدرة المقاومة"، قال "هناك انجاز حقيقي للمقاومة في لبنان وفلسطين هو أن المقاومة تجعل الحرب مع "اسرائيل" مكلفة جداً على الكيان"، وأضاف " "ليبرمان يقول أن احد مشاكل "اسرائيل" منذ 1967 أننا لم ننتصر في اي معركة"، وأكد أن "اخراج فلسطين والقضية الفلسطينية من المعادلة لم يتحقق".

السيد نصر الله: يجب أن يعرف الجميع أن محور المقاومة قوي جداً ولم يسقط واستعاد زمام المبادرة

وتابع سماحته القول "على الشعب الفلسطيني وعلى كل المؤمنين بالقضية الفلسطينية أن لا ييأسوا بالرغم من كل الصعوبات"، وأضاف "أمامنا الكثير من الانجازات والكثير من الخيارات المفتوحة لذلك يجب أن لا نستسلم"، وحذّر العدو "أن أي حرب لن تكون كما في حرب تموز".

وفيما شدد سماحته على أنه "يجب أن يعرف الجميع أن محور المقاومة قوي جداً ولم يسقط واستعاد زمام المبادرة وهو لم يخل الساحة ولن يخليها في يوم من الايام"، أوضح أنه "قد يفتح المجال أمام عشرات الاف من المجاهدين في العالمين العربي والاسلامي ليكون محور المقاومة أقوى في أي حرب".

السيد نصر الله: على الأنظمة المتآمرة على محور المقاومة أن تعلم أنها لن تنتصر في هذه المعركة

واذ كشف السيد نصر الله أن "الوجوه اليوم أصبحت عارية ولعبة النفاق انتهت وشرف القدس يأبى ان يتحرر على ايدي المنافقين"، اعتبر أن "الفرز الذي يحصل حول فلسطين فرز ممتاز جداً ينقل المعركة الى مرحلة متقدمة جداً وأقرب إلى النصر"، وأضاف "شرف القدس يأبى أن تتحرر الا على ايدي المؤمنين"، وأكد أن "على الأنظمة المتآمرة على محور المقاومة أن تعلم أنها لن تنتصر في هذه المعركة"، وأوضح أن "الشعوب العربية لا يمكن أن تطبع مع "اسرائيل" وحتى لو طبعت معها الانظمة".

السيد نصر الله: يجب إيقاف الفكر الوهابي وايقاف تصديره من قبل السعودية للانتصار في الحرب على الارهاب

ورأى الامين العام لحزب الله "إن الذي يقوم الان بتقديم الاثمان لـ "اسرائيل" دون أن يتكلف أي عبء ويفتح الابواب في العالم العربي والاسلامي لها من أجل التطبيع هو النظام السعودي"، وأضاف "النظام السعودي بما يملك من نفوذ ويملك من أموال يفتح الابواب لـ "اسرائيل""، وشدد على وجوب "مطالبة النظام السعودي بوقف تصدير الفكر الوهابي الى العالم ووقف فتح ابواب التطبيع امام "اسرائيل"، وخلص الى أنه "يجب إيقاف الفكر الوهابي وايقاف تصديره من قبل السعودية للانتصار في الحرب على الارهاب".

 

المتحدث الأمني في وزارة الداخلية السعودية يصرح بأن قوات الأمن السعودية أحبطت عملاً إرهابياً كان يستهدف المسجد الحرام في مكة ومرتاديه، ووسائل إعلام سعودية تفيد بأن 11 شخصاً أصيبوا نتيجة تفجير أحد الإرهابيين لنفسه.

قال المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية إن "قوات الأمن أحبطت عملاً إرهابياً كان يستهدف أمن المسجد الحرام ومرتاديه".

وأفاد المتحدث بأن "المجموعة الإرهابية التي خططت للعملية، تمركزت في 3 مواقع، أحدها في محافظة جدة، والآخران بمكة المكرمة".

وقال بيان لوزارة الداخلية إن "قوات الأمن قبضت على 5 من المتهمين، بينهم امرأة، ويجري التحقيق معهم حالياً".
كما ذكرت وسائل إعلام سعودية أنه "تم إحباط العملية الأولى في مكة بحي العسيلة، فيما أحبطت الثانية بحي أجياد المصافي الواقع داخل محيط المنطقة المركزية للمسجد الحرام".
وأضافت إن "إنتحارياً كان يختبئ في أحد منازل حي أجياد، رفض تسليم نفسه، وقام بإطلاق النار على أجهزة الأمن، ثم فجر نفسه لاحقاً بعد أن ازداد الخناق عليه".

وبحسب هذه الوسائل فإن 11 شخصاً أصيبوا نتيجة تفجير الانتحاري لحزامه الناسف، هم "6 وافدين و5 من عناصر الأمن إصاباتهم طفيفة".
يأتي الكشف عن العملية الإرهابية عقب تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد بعد تنحية ابن عمه الأمير محمد بن نايف، والذي كان يشغل أيضاً منصب وزير الداخلية، وارتبط اسمه بملف محاربة الإرهاب بالمملكة، حيث تمكنت قوات الأمن السعودية في عهده من إحباط عدد من العمليات الإرهابية وتفكيك شبكات مرتبطة بمنظمات إرهابية.