Super User

Super User

في البداية تقول وقائع الخبر الذي طيّرته الوكالات الأسبوع الماضي إن وزارة الدفاع الروسية قالت إن هناك معلومات تدل على مقتل زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي أبو بكر البغدادي بإحدى غارات القوات الجوية الفضائية الروسية على الرقة السورية.

وأوضحت وزارة الدفاع في بيان أن الغارة تم توجيهها ليلة 28 أيار/ مايو الماضي من العام الجاري إلى مركز قيادة تابع للتنظيم، انعقد فيه آنذاك اجتماع لقياديين داعشيين لبحث مسارات خروج الإرهابيين من الرقة عبر ما يُعرف بـ"الممر الجنوبي".

وتابعت الوزارة: "حسب معلومات نتأكّد من صحتها عبر مختلف القنوات، كان زعيم "داعش" إبراهيم أبو بكر البغدادي أيضاً حاضراً في الاجتماع، وتم القضاء عليه جرّاء الغارة".

وجاء في البيان أيضاً أن الغارة نفّذتها طائرات من طرازي "سو-35" و"سو-34" في الضواحي الجنوبية للرقة. وتم إبلاغ الجانب الأميركي مُسبقاً بتوجيهها.

وأوضحت وزارة الدفاع أن قيادة مجموعة القوات الروسية في سوريا تلقّت في أواخر أيار/ مايو معلومات عن خطط "داعش" لعقد اجتماع للقادة على المشارف الجنوبية للرقة، وبعد التأكّد من صحة المعلومات حول مكان وزمان عقد الاجتماع تم بوساطة طائرات مسيّرة روسية، توجيه الضربة".

وحسب المعلومات المتوافرة، أسفرت الغارة عن تصفية قرابة 30 قيادياً ميدانياً في التنظيم الإرهابي، إضافة إلى قرابة 300 مسلّح من حرّاس هؤلاء القياديين.

ومن بين القتلى، حسب معلومات وزارة الدفاع، "أمير الرقة أبو الحاج المصري"، والأمير إبراهيم النايف الحاج، الذي كان يسيطر على المنطقة الممتدة بين الرقة ومدينة السخنة، ورئيس جهاز الأمن التابع لداعش سليمان الشواخ.

 

هذا هو الخبر، وتفاصيله كما نُشر.. وحوله دعونا نسجل ما يلي:

أولاً: إن مصرع أبوبكر البغدادي الذي أسمى نفسه بـ "خليفة المسلمين" إن تأكّد، فإنه سيمثّل نقلة مهمة في مسار الحرب على تنظيم داعش، وسيُعد ضربة معنوية كبرى ضد هذا التنظيم، وتضاف إلى الضربات المتلاحقة ضده في الموصل والرقة، وسيؤثر غياب البغدادي على آليات عمل التنظيم خاصة في العراق موطنه الأصلي، حيث التاريخ يُنبئنا أن إبن سامراء الذي فهم الجغرافيا العراقية جيّداً وأنشأ تنظيمه على بقايا الدولة البعثية، من ضباط بعثيين وعقائديين وجهاديين وخريجى سجن "بوكا"، بعد مصرع الزرقاوى؛ رحيل هذا السامرائي وبهذا الشكل الدرامي، وبعد رحلة طويلة من الدم والذبح باسم الإسلام والجهاد وإقامة دولة الخلافة، حتماً سيؤثّر سلباً على من بايعوه، وصدّقوه.

 
ولكن .. هل هذه هي كل القصة أم لاتزال لها بقية ؟
ثانياً :
إن الحقائق على أرض العراق وسوريا وتحديداً في الموصل والرقة، تؤكّد أنه حتى لو قتل كل قادة التنظيم (وهو تقريباً الذي جرى حين قتل خلال الخمس سنوات الماضية حوالى 85% على الأقل من القادة المؤسّسين وعددهم 40 قائداً منهم البغدادي الذي لم يتأكّد بشكل نهائي مسألة مصرعه)، فإن التنظيم سيبقى رغم ذلك، من خلال الأجيال الجديدة منه، والتي ستكون أشد شراسة وعنفاً من الأجيال التي سبقتها وستمثل خطراً كبيراً ليس على العراق وسوريا فقط بل على الدول المحيطة، وبعض الدول الغربية، أو سيصعب مواجهتهم واستئصالهم، لأنهم بالأساس من دون قاعدة بيانات حقيقية لدى أجهزة الأمن في البلاد العربية والأوربية، وأغلبهم يعرف بـ (الكنية) وليس بالإسم الحقيقى وهو ما سيمثل تحدياً وعبئاً كبيراً على أجهزة الأمن والاستخبارات.

 إن هذه النتيجة تذكّرنا بماضي أبوبكر البغدادي ذاته، فالرجل في زمن أبو مصعب الزرقاوي كان يمثل جيلاً جديداً مجهولاً ومختلفاً عن جيل أبو مصعب الذي بايع أسامة بن لادن وشاركه القتال في أفغانستان، البغدادي كان وقتها (عام 2004) عراقياً سلفياً وتكفيرياً متشدّداً، أراد أن يكون هو من في مثل سنه وتجربته؛ مختلفاً في مستوى العنف المسلح والتشدّد العقائدى، فطوّر تنظيمه والذي أضحى لاحقاً يسمّى بـ"الدولة الإسلامية في العراق" ثم في الشام، وارتكب أعمالاً عنيفة كانت أشد ضراوة مما ارتكبه أبو مصعب الزرقاوي ومنها على سبيل المثال لا الحصر، هجوم 28 أغسطس 2011 على جامع أم القرى الذي أدى لمقتل 6 أشخاص من بينهم خالد الفهداوي. وبعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في 2 أيار/ مايو عام 2011 هدّد أبو بكر بالانتقام العنيف بسبب وفاته. وأعلن في 5 أيار/ مايو من نفس العام عن مسؤولية تنظيمه في الهجوم الذي وقع في مدينة الحلة والذي نتج عنه مقتل 24 عسكرياً وإصابة 72 آخرين. في شهرين فقط بين آذار/ مارس ونيسان/ أبريل أعلن التنظيم عن مسؤوليته عن 23 عملية هجومية في جنوب بغداد بناءً على أوامر أبو بكر.

في 15 آب/ أغسطس عام 2011 تم تنفيذ مجموعة من العمليات الإنتحارية من التنظيم الذي يديره أبو بكر بدأت مجموعة العمليات في مدينة الموصل ونتج منها وفاة 70 شخصاً. وتعهّد التنظيم بتنفيذ 100 عملية إنتحارية انتقاماً لمقتل بن لادن.

في 22 كانون الأول/ ديسمبر عام 2011 وقعت سلسلة انفجارات بالعبوات الناسفة والسيارات الملغمة ضربت كثير من أحياء بغداد نتج منها مقتل 63 شخصاً وإصابة 180 آخرين. وجاء الهجوم بعد أيام قليلة من انسحاب القوات الأميركية من المنطقة، ومن أعماله الخطيرة أيضاً القتل ذبحاً بالسكين أو حرقاً للأسرى (الطيّار الأردنى الكساسبة نموذجاً) .

هذه الأحداث وغيرها تقول لنا وباختصار أن الجيل الذي سيلي أبوبكر البغدادي بعد رحيله في إدارة تنظيم الدولة "داعش" سواء بقى في العراق وسوريا أو غادرها إلى البلاد العربية والأجنبية، سيكون أشد ضراوة وسنعيش مجدّداً نماذج أكثر غلواً من أبو بكر البغدادي؛ وهو الأمر الذي يحتاج إلى استراتيجية جديدة لمواجهة داعش بعد رحيل البغدادي، وأحسب أن أغلب الأنظمة التي تقاتل التنظيم الآن لا تمتلكها للأسف الشديد!

 

ثالثاً : إن غياب الاستراتيجية السياسية والعقائدية لمواجهة داعش بعد رحيل البغدادي هي امتداد لغياب لتلك الاستراتيجية قبل رحيله؛ كما بح صوتنا عشرات المرات من قبل، لا ينبغي أن تكون فحسب استراتيجية عسكرية، كما هو حاصل في غالب المواجهات الدائرة منذ خمس سنوات مع داعش والقاعدة وأخواتهما؛ إن الاستراتيجية ينبغي أن تكون فكرية وعقائدية بالأساس ويلحق بها أو يتكامل معها الفعل العسكري والأمني، ولعلنا نتذكر أن أبوبكر البغدادي في خطبه الأولى عندما تولّى إمارة الخلافة المزعومة وقوله نصاً "إنَ الدَولةَ الإسلامية في العِراق والشام باقية ما دامَ فينا عِرقٌ يَنبِض أو عَينٌ تَطرُف، باقية ولَن نُساوم عَليها أو نَتنازَل عَنها حَتى يُظهِرَها الله تَعالى أو نَهلِك دونها، دَولةٌ مَهّدَ لهَا الشَيخ أبومصعَبٍ الزَرقاوي وامتَزجَت بِدِماء مَشايخِنا أبي عُمَـرَ البَغدادي وأبي حَمزَة المُهاجِر لَن تَنحَسِر عَن بُقعَةٍ امتَدَّت إلَيها ولَن تَنكَمِشَ بَعدَ نُموّها بِإذن الله تَعالى وتَوفيقِه ومَنِّه، والحُدود التي رَسَمتها الأيادي الخَبيثة بَين بِلاد الإسلام لتُحَجِم حَركتَنا وتُقوقِعَنا في داخِلها قَد تَجاوَزناها، ونَحنُ عامِلون بِإذن الله تَعالى عَلى إزالتِها ولَن يَتوقَف هذا الزَحفُ المبارك".

 إن الرجل يعتبر نفسه مكلفاً من السماء بالجهاد والزحف المبارك، رجل هذه هي قناعاته، وبالتأكيد هي قناعات أتباعه في الموصل والرقة وباقي البلاد التي امتد "جهادهم" المزعوم لها؛ لا يصح أن يقاوم فحسب بالقوة العسكرية بل بالفكر والدعوة والدين المحمّدي الصحيح، الكاشف لمفاسد وخرافة دعوته ودولته، وهذا هو بيت القصيد، بعد أن بدأت دولة داعش تتقلّص، وبعد أن التقى الجيشان العراقي والسوري على الحدود لأول مرة منذ خمس سنوات فى تطوّر نوعي تاريخي سيقلب موازين القوى في المنطقة، طبعاً إذا أحسن استغلاله وتوظيفه!

 ختاماً.. إن المواجهة لمرحلة ما بعد البغدادي تحتاج بالفعل إلى استراتيجية شاملة، حتى لا نفاجأ بأن قتل "الخليفة" لم يقتل "الخلافة الدامية"، بل أنتج غيرها أشد شراسة وأكثر جاذبية لأجيال جديدة من الداعشيين العرب والأجانب، تحت وهم الجهاد العالمي، لإقامة "الخلافة" مجدّداً! وذلك هو التحدّي الكبير.. بعد "البغدادي" سواء كان قد قُتل أو في طريقه إلى القتل! والله أعلم.

عيد الشكر لله
إنّ عيد الفطر هو في الحقيقة عيد الشُكر؛ شُكر الله على توفيقه لنا لقضاء شهر في ضيافته الكريمة. وشُكر التوفيق للعبادة والذكر والخشوع ومناجاته تعالى.

عيد الفطر يوم تسلُّم المكافأة الإلهية
إنّ عيد الفطر في الواقع عيد حقيقي للناس السعداء والمؤمنين. إنه بالفعل يوم تسلُّم المكافأة من الله تعالى، عن شهر رياضة اختيارية؛ تحمّل اختياري: تحمّل اختياري للجوع والعطش. إنه يوم تسلم المكافأة عن شهر ضبط الشهوات البشرية والإنسانية طوال النهار.

وقد يكون من أبرز مصاديق العطاء في هذا اليوم، أنْ يشملنا الله برحمته حتى حلول شهر رمضان القادم. و بذلك نكون قد أدركنا العيد الحقيقي.

وإن أكرم هديّة ينبغي أن تقدّمها أمّة المصطفى للرسول(صلى الله عليه وآله) في عيد الفطر هي الحرص على التأليف بين القلوب. وأن تحفظ وحدتها وتصون عزّة وكرامة النبي (صلى الله عليه وآله).

عيد الأمّة الواحدة
من أهمّ خصوصيّات عيد الفطر كما يستشفّ من مجموع الآثار والروايات الصادرة عن عظماء الدين أنّه عيد الأمّة الواحدة: "اَلَّذى جَعَلتَهُ لِلمُسلِمينَ عيدا". أي إنّه عيد كلّ المسلمين.

عيد اجتماع الأمة وتآلفها
عيد الفطر هو في الواقع عودة إلى الفطرة؛ الفطرة الإنسانية التوّاقة إلى الله تعالى والى ذكره وتوحيده، وإلى المحور الواحد المتعالي الذي يمكن أن تجتمع عنده كل آمال الإنسان وإحساساته متآلفةً بعضها مع البعض الآخر في وحدة وانسجام.
والسبب هو أن القلوب ترقّقت و تنوّرت طوال شهر رمضان، و ضعفت عوامل الاختلاف الشيطانية في ضمائر الناس.

على العالم الإسلامي أن يجعل من عيد الفطر يوماً للوحدة و التلاحم، ويستغلّه في العودة إلى الذات و مراقبة النفس و محاسبتها. فالأمة الإسلامية اليوم بأمس الحاجة إلى ذلك.

صلاة العيد تجسيد لوحدة المسلمين
صلاة عيد الفطر بدورها تجسيد لهذه الوحدة في كل منطقة من مناطق العالم الإسلامي . إنّ هذا الكلام يصدق على المستوى الوطني، ويصدق كذلك على المستويات والأبعاد الواسعة للأمة الإسلامية.

* الإمام الخامنئي دام ظله

ما وصف بعملية انقلاب في السعودية من قبل"مجتهد" وبعض الإعلام الأجنبي والعربي، لا يعدو كونه حلقة في مسيرة تكاد تبلغ 90 عاماً من الحكم. هل يصبح محمد بن سلمان ملكاً بأقرب مما نتوقع بعد أن يتنازل والده عن العرش؟ هناك ما يدلّ على توجه كهذا.

إذا صحّت معلومات "مجهتد" فإن الملك سلمان سيتنازل قريباً عن الحكم لابنه محمد. معلومات المغرّد السعودي الشهير والمكتوم الهوية، غالباً لا تخيب. تدلّ على ذلك تغريداته السابقة التي أثبت الأيام صحتها لاحقاً. ما يعزّز توقعه الجديد عملية حسابية في غاية البساطة.

قطع ابن سلمان بتعيينه ولياً للعهد معظم المسافة نحو العرش. بقيت أمامه خطوة واحدة. إذا انتظر وفاة أبيه وخلو المنصب الأول لتنصيبه ملكاً فإن هناك خطورة قد تحملها الأيام المقبلة على شكل مفاجآت. خطورة تتعزز على ضوء الغضب والنقمة اللذين يتملكان مجموعات من فروع الأسرة الحاكمة.

هذا الغضب كشف عنه "مجتهد" وأكدته "نيويورك تايمز". مع ذلك تتقاطع معلومات الصحيفة الأميركية مع ما ذهبت إليه المُعارِضة السعودية مضاوي الرشيد من أن هذا الغضب لن يواجه من قبل الناقمين بأي اعتراض علني.

معلومات "مجتهد"، إذا صحّت، غير بعيدة من المنطق. إذا تنازل سلمان عن الحكم لابنه وهو على قيد الحياة، فإن الأخير يقطع بذلك الطريق على أي محاولة محتملة لإرجاع عقارب الساعة إلى الوراء. يدخل التاريخ كأصغر ملك منذ أيام جده عبدالعزيز وأول ملك من جيل الأحفاد.

من خلال هذه الخطوة يتلافى محمد بن سلمان ما حصل مع ابن عمه متعب ابن عبدالله. في أيامه الأخيرة حاول الملك عبدالله تعبيد الطريق أمام نجله متعب نحو الحكم. سيناريو مشابه لما يحدث اليوم. عيّنه والده عام 2010 قائداً للحرس الوطني، ثم حوّل الحرس الوطني الذي كان يرأسه (أي عبدالله) عندما كان ولياً للعهد إلى وزارة، وعيّن متعب على رأسها بموجب مرسوم ملكي عام 2013. بذلك ضمن لابنه نفوذاً وورقة قوية في الصراع مع أبناء أعمامه.

بدأت الحملات الترويجية لمتعب في الإعلام المحلي والغربي. رئيس الديوان الملكي وقتها، خالد التويجري، كان المهندس الحقيقي واليد اليمنى للملك عبدالله ونجله. تبع ذلك سلسلة مناقلات وعزل من المناصب.

حاول الملك عبدالله أن يلعب لعبة أخرى تعزز رصيد نجله. كان هو من استحدث منصب ولي ولي العهد للمرة الأولى. عيّن الأمير مقرن بن عبدالعزيز على رأسه. نظر المراقبون إلى إنشاء هذا المنصب على أنه تمهيد للطريق أمام متعب للوصول إلى العرش عن طريق مقرن وفقاً للسيناريو التالي: يصبح مقرن ولياً للعهد بعد وفاة عبدالله وتولي سلمان الحكم، وهذا ما حصل. يرث الحكم تلقائياً بعد سلمان ويُعيِن متعب ولياً للعهد.

لم يقدّر ذلك لمتعب. تسلّم سلمان الحكم فعين محمد بن نايف ولياً لولي العهد. أقصي مقرن ثم أقصي محمد بن نايف. بات محمد بن سلمان ولياً للعهد والرجل الأقوى من دون منازع.

قبل يومين غرّد حساب "بدون ظل" على تويتر عن قرب إعفاء متعب من الحرس الوطني كون ولي العهد الجديد لا يريده مصدر قلق له.


صراع الأجنحة داخل الأسرة الحاكمة غالباً ما كان يتوسل آليات مشابهة لإقصاء الخصوم. الخلافات بين ذرية الملك المؤسس طبعت منذ البداية مسيرة الحكم. لكن آل سعود عرفوا غالباً كيف يخفون معظم صراعاتهم بين جدران القصور. ورثة عبدالعزيز يدركون جيداً أن أي صراع يتخطى الخطوط الحمراء كفيل بإغراق السفينة بقبطانها. إغراق السفينة يعني نهاية حكمهم. وهذا يعني حكماً وجود سقف لأي اعتراض مهما بلغت جذوته.

إلا أن هذه الخلاصة لم تشكل على الدوام القاعدة المتينة لنظام الحكم. ما يوصف اليوم بـ"الانقلاب" الأبيض ليس الأول من نوعه. تمّت الإطاحة سابقاً بالملك سعود بانقلاب كاد يتحوّل أحمر. الملك الثاني بعد عبدالعزيز، والأكثر شبهاً به خلقاً، تمت محاصرته في قصره. إما العزل وإما القتل، جاءت الرسالة قاطعة من إخوانه. كان العام 1964 عندما اضطر أخيراً إلى التنازل لولي عهده الأمير فيصل بن عبدالعزيز.

العام 1975: سقط الملك فيصل مضرجاً بدمائه على يد ابن أخيه الأمير فيصل بن مساعد بن عبدالعزيز. قيل إن الدوافع كانت انتقاماً لموت شقيقه الأكبر خالد بن مساعد. قاد خالد تمرداً مسلحاً وحاول اقتحام مقر التلفزيون السعودي. انتهت العملية بمقتله عام 1965. من بين التفسيرات من يقول إن الملك فيصل قتل بتحريض من أميركا بسبب قطعه النفط إبان حرب 1973.

المؤامرات والصراعات داخل أروقة الحكم يقاربها عبدالرحمن منيف في ما يقرب الدهشة. الروائي المخضرم رسم قبل رحيله تاريخاً من التحوّلات في قلب الجزيرة العربية. شخصياته المرسومة بدقة تبدو أشبه باللوحات الزيتية التي تحسبها صوراً فوتوغرافية لشدة اقترابها من الواقع. في روائعه الخمس "مدن الملح" يرصد منيف نشوء الدولة، وظهور الدولة الريعية، وشخصية البدوي المتمرد، ودسائس زوجات الملوك، وتزلف رجال الدين، وحكام الشهوة، ومكر الأمراء، والمتنمقين الأجانب الباحثين عن الثروة.

كان ذلك قبل زمن الفضائح والإعلام الجديد و"مجتهد" و"ويكيليكس" بوقت طويل.

السبت, 24 حزيران/يونيو 2017 11:07

شهر رمضان وحفل التخرج

ينتهي شهر الله تعالى ليتوّج بعيد الفطر الذي هو شبيه بحفل التخرُّج للناجحين في جامعة شهر رمضان، وبرنامج هذا الحفل يتألف من الأمور الآتية:
• تحديد الناجحين.
• توزيع الجوائز عليهم.
• كلمة شكر من المتخرجين.
• تلاوة التوصيات الناتجة من تقييم المشاركات.

1-أمّا الناجحون
فهم الذين ورد ذكرهم في ما ورد عن الإمام علي عليه السلام: "إنّما هو عيد لمن قَبِلَ الله صيامه، وشكر قيامه، وكلُّ يوم لا يُعصى الله فيه، فهو عيد"1.

2-أمّا الجوائز
فهي التي أشار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى قيمتها بقوله الوارد عنه: "إذا كان أول يوم من شوّال نادى منادٍ: أيُّها المؤمنون، اغدوا إلى جوائزكم... جوائز الله ليست كجوائز هؤلاء الملوك... هو يوم الجوائز"2.

3-أمّا شكر المتخرّجين
فهو شكر منهم لله تعالى على توفيقه لصيام شهر رمضان المبارك وقيامه، وهم وإن كانوا لا يستطيعون أداء الشكر الحقيقي؛ لأنّه كما ورد عن الإمام زين العابدين عليه السلام: "فكيف لي بتحصيل الشكر، وشكري إياك يفتقر إلى شكر"3.

ولكن مع ذلك فلا بُدَّ من محاولة سلوك سبيل الشكر، وهذا ما حدَّدته الشريعة في عيد الفطر من خلال عناوين هي:
أولاً: من خلال ذكر الله تعالى بالتكبير والتهليل والحمد والشكر بأن نقول:

"ألله أكبر ألله أكبر، لا إله إلا لله، والله أكبر، ألله أكبر، ولله الحمد، الحمد لله على ما هدان، وله الشكر على ما أولانا"4.

ثانياً: من خلال إدخال فرحة العيد على فقراء المسلمين بإعطائهم زكاة الفطرة التي هي شرط في قبول صوم شهر رمضان.

ثالثاً: من خلال المشاركة في صلاة العيد التي يجتمع فيها المسلمون مع، المنكب إلى جانب المنكب، صفوفاً متراصّة كما يحبّ الله تعالى، ففي الحديث: "إنّما جعل يوم الفطر؛ ليكون للمسلمين مجتمعاً يجتمعون فيه، فيحمدون الله على كل ما منَّ عليهم"5.

رابعاً: من خلال شكر صاحب الرسالة الذي عانى ما عانى لتبليغها حتى قال صلى الله عليه وآله وسلم: "ما أوذي نبيّ مثل ما أوذيت"6، وذلك بدعائنا لله تعالى في قنوت العيد الذي نكررّه قائلين: "أسألك بحق هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيداً، ولمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم ذخراً وشرفاً ومزيداً أن تصلّي على محمّد وآل محمّد"7.

خامساً: من خلال شكر من أولد الإسلام ولادة ثانية، ولولاه لما بقي للإسلام من أثر، وهو الإمام أبو عبد الله الحسين عليه السلام الذي ورد استحباب زيارته في عيد الفطر.

"السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبيِّ الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد صلى الله عليه وآله وسلم حبيب الله، السلام عليك يا ولي الله"8.

سادساً: من خلال استحضار صاحب العيد، وإمامه الحقيقي صاحب العصر والزمان| بالتأكيد على قراءة دعاء الندبة في مثل هذا اليوم المعبِّر عن التطلّع للأمل القادم بإزالة العدوان، واتحاد الأمة وفتح باب الكمال الإنساني نحو الله تعالى، فنقول فيه: "أين بقية الله؟... أين المرتجى لإزالة الجور والعدوان؟ أين قاصم شوكة المعتدين؟ أين جامع الكلمة على التقوى؟"9.

4-أمّا التوصيات الناتجة من تقييم المشاركة في شهر رمضان فيمكن تلخيصها في ثلاثة عناوين:
الأول: اكتشاف يحتاج إلى تثبيت
فقد اكتشفنا في شهر رمضان أنّ إرادتنا يمكن أن تتغلّب على شهواتنا من أكل وشرب وتدخين وغيره، فصمنا عنها، وكرَّرنا الصيام شهراً كاملاً تغلّب فيه سلطان العقل على الشهوات.

وهذا أمر يجب أن نستثمره في إبقاء غلبة العقل والإرادة، لنقف عند حدود الله تعالى، ولننطلق فيما أحبَّ الله عزَّ وجل.

الثاني: عادات بحاجة إلى مداومة
• فقد اعتدنا في شهر رمضان على عبادات يحبّها الله تعالى، وعلينا أن نداوم عليها بعد شهر رمضان:
أ- فقد اعتدنا في شهر رمضان على صلاة الصبح في أوّل وقتها أداءً لا قضاءً، لعلّنا نداوم على ذلك بعده.

ب- واعتدنا في شهر رمضان أن نستيقظ في وقت السحر المبارك، لعلّنا نكمل الاستيقاظ في هذا الوقت للتقرّب إلى الله تعالى بالنوافل، ولو في ليلة الجمعة من كلّ أسبوع.

ج- واعتدنا في شهر رمضان أن نقرأ القرآن الكريم، لعلّنا نستكمل ذلك بقراءة القرآن الكريم كلّ يوم، فالمؤمن ينبغي أن يقرأ كلّ يوم خمسين آية، فعن أبي عبد الله عليه السلام: "القرآن عهد الله إلى خلقه، فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده، وأن يقرأ منه في كلّ يوم خمسين آية"10.

د- اعتدنا في شهر رمضان أن نداوم الحضور في المساجد التي ورد فيها عن الله عزّ وجل: "إن بيوتي في الأرض المساجد ، فطوبى لعبد تطهَّر في بيته، ثم زارني في بيتي ، ألا إنّ على المزور كرامة الزائر"11. وعلينا أن نبقى مداومين على هذه العبادة؛ لنكون ممن يظلّلهم الله يوم القيامة بظلِّ عرشه.

هـ- واعتدنا في شهر رمضان أن نجلس كأسرة على مائدة الإفطار جلسة كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يفضّلها على الاعتكاف في المسجد النبوي المبارك.

كم نحن بحاجة إلى أن نحافظ على تماسك الأسرة وتطوّره، ونحن في هذه الأيام نواجه حرباً ناعمة تُمارس على مجتمعنا تستهدف الأسرة بهدف القضاء على المنعة الاجتماعية.

و- اعتدنا في شهر رمضان على التواصل الاجتماعي مع الأرحام والجيران والأصدقاء، من خلال سهرات يُذكر فيها الله تعالى، وهذا ما يُحصِّن المجتمع، ويزيد في منعته ويرقّيه في كماله.

مضافاً إلى الاستفادة الكبيرة من ثواب زيارة المؤمن التي ورد فيها: "من زار مؤمناً فكأنما زار الله تعالى"12.

كم من الجميل أن يخطّط أهلنا الأعزاء بعد شهر رمضان لسهرات دينية يباركون فيها بيوتهم ويحصّنون عائلاتهم ويتقرّبون بها إلى الله تعالى.

ز- واعتدنا في شهر رمضان أن نلتفت أكثر إلى المحتاجين من فقراء ومساكين وأيتام بما يحقّق ما يحبُّ الله تعالى من التكافل الاجتماعي.

الثالث: مكتسبات بحاجة إلى محافظة
في شهر رمضان كسب كثير وربح وفير. كانت الآية فيه بقرآن، وصلاة الفريضة بسبعين، والنافلة ببراءة من النار، ووصل الرحم وصلٌ لرحمة الله تعالى عند اللقاء، والصلاة على محمد وآل محمد تثقيل لميزان العبد يوم القيامة، وغير ذلك كثير، وهذا ما يجب المحافظة عليه، من خلال عدم إحراقها بفعل الحرام، كما فعل ذلك الجاهل الذي احترم شهر الله، فامتنع فيه عن شرب الخمر، ولكن ما أن ولّى الشهر الفضيل حتى ذهب إلى المخمرة ونادى:

رمضان ولّى هاتها يا ساقي مشتاقة تهفو إلى مشتاقِ
لقد زَرَعنا في شهر رمضان، وعلينا أن نحافظ على زَرْعن، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "من قال: سبحان الله، غرس الله له بها شجرة في الجنّة، ومن قال: الحمد لله، غرس الله له بها شجرة في الجنّة، ومن قال: لا إله إلا الله، غرس الله له بها شجرة في الجنّة، ومن قال: الله أكبر، غرس الله له بها شجرة في الجنة، فقال رجل من قريش: يا رسول الله، إنّ الأشجار في الجنة لكثيرة. قال صلى الله عليه وآله وسلم: نعم، ولكن إياكم أن ترسلوا إليها نيراناً فتحرقوه، وذاك أن الله عزّ وجل يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ13"14.

 

1 نهج البلاغة، خطب الإمام علي عليه السلام، تحقيق محمد عبده، ط1، دار الذخائر، قم، 1412هـ، ج4، ص100.
2 ابن طاووس، إقبال الأعمال، تحقيق جواد القيومي الأصفهاني، ط1، مكتب الإعلام الاسلامي، 1414هـ، ج1، ص481.
3 المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج91، ص146.
4 المصدر السابق، ج88، ص118.
5 الطريحي، مجمع البحرين، تحقيق السيد أحمد الحسيني، ط2، مكتب النشر الثقافية الإسلامية، 1367ش، ج3، ص274.
6 المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج39، ص56.
7 المصدر السابق، ج87، ص379.
8 المصدر السابق، ج97، 337.
9 ابن طاووس، إقبال الأعمال،تحقيق جواد الأصفهاني، ط 1، مكتب الإعلام الإسلامي، (لا، ت)، ج1، ص508.
10 الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تحقيق علي أكبر غفاري، ط4، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1365ش، ج2، ص 609.
11 الصدوق، محمّد بن علي، من لا يحضره الفقيه، ج1، ص 239.
12 البهائي العاملي، العقد الحسيني، تحقيق جواد المدرسي اليزدي، (لا،ط)، يزد، (لا،ن)، (لا،ت)، ص 6.
13 سورة محمد، الآية33.
14 الميرزا التقي، غنائم الأيام، تحقيق عباس تبريزيان، ط1، قم، مكتب الإعلام الإسلامي، ج5، 1420ه، ص2.

اعرب القيادي في حركة حماس خليل ابو ليلى عن شكره لايران لانها حددت اليوم العالمي للقدس، مؤكدا ان هذا الامر يبقي القدس في ذاكرة الشعوب الاسلامية حاضرة و موجودة حيث انها من اهم مقدسات المسلمين.

وقال القيادي في حركة حماس خليل ابو ليلى في حوار مع وكالة تسنيم الدولية للانباء بمناسبة يوم القدس العالمي وفي معرض رده على سؤال حول تهميش القضية الفلسطينية في ظل التطورات في الشرق الاوسط، "ما تشهده الساحة الخليجية بشكل خاص و الساحة العربية بشكل عام ادى الى تهميش القضية الفلسطينية بشكل عام وتهميش قضية القدس الشريف بشكل خاص".

واضاف، "اعتقد ان هذا مخطط له من قبل الكيان الصهيوني، وبعد ان بدأنا نسمع في الاخبار عن استعدادات لتكوين مايسمى بحلف صهيوني او يهودي سني نقول ان هذا الحلف لايمثل السنة على الاطلاق وانما يمثل الزعماء العرب الذين كانوا يجثمون فوق صدور الامة وهؤلاء حقيقة منذ ان تاسست الدولة العبرية هم خدم لهذه الدولة وهم يقفون جنب الصهاينة ضد ابناء الشعب الفلسطيني".

وتابع، "وكل ما كنا نسمع ان هناك مساعدات بالتاكيد ثبت انه ليس له على ارض الواقع اي حقيقة انما هذه مساعدات كانت تقدم وكانت تتلوا هذه المساعدات هزائم متلاحقة كلنا نعلم كيف كانت تهزم الجيوش العربية امام العدو الصهيوني، كما ان المقاومة الفلسطينية في فلسطين والمقاومة في لبنان هي اقل بكثير عدة و عددا من الجيوش العربية لم يستطع الكيان الصهيوني ان يحقق نصرا عليها".

ونوه القيادي في حماس الى ان هذا مخطط واضح اليوم اتضحت ابعاده الثلاثة وبتنا لانؤمن ولا نثق في اي من الزعامات العربية حيث انهم يعملون ضد صالح القضية الفلسطينية ولا يعملون لصالح القضية الفلسطينية .

وفيما يخص مبادرة الامام الخميني (رض) بتخصيص آخر جمعة من شهر رمضان ليوم القدس الامر الذي ادى الى عدم نسيان القضية الفلسطينية نهائيا، قال خليل ابوليلى،"ايران مشكورة لانها وقفت و حددت اليوم العالمي للقدس، هذا الامر يبقي القدس في ذاكرة الشعوب الاسلامية حاضرة و موجودة حيث انها من اهم مقدسات المسلمين".

واضاف، "ولايفوتني اطلاقا ان اقول ان الثورة الاسلامية الايرانية منذ بدايتها كانت مخلصة للقضية الفلسطينية ويجب ان اذكر بموقف واضح للامام الخميني الراحل حين طرد السفارة الصهيونية من طهران و سلم مقر السفارة لمنظمة التحرير الفلسطينية ولكن للاسف منظمة التحرير الفلسطينية نكثت عهدها في ذلك الوقت".

وفي معرض رده على سؤال حول الى تتجه بعض الدول الاسلامية والعربية في تطبيعها مع الكيان الصهيوني، اشار القيادي في حماس الى ان "هؤلاء سيندمون ندما شديدا وانهم سيفشلون فشلا شديدا وانها ستكون نهايتهم لانهم وضعوا ايديهم في يد عدو الله وحاولوا ان يوهموا الامة بان اليهود والكيان الصهيوني ليس عدوا للامة بل ان هناك عدوا اخر للامة كما يحاولوا ان يقنعوا ويوهموا الشعوب ان عدوهم الاساسي اصبح ايران هذا محض الافتراء و محض الكذب ولا يخدم القضية الفلسطينية بالذات والقضايا العربية والاسلامية بشكل عام على الاطلاق".

وأضاف، "الوحدة العربية والوحدة الاسلامية اساس في الانتصار على كل اعداء الامة واعني الصليبية العالمية هي من اهم اعداء هذه الامة بالاضافة الى الصهاينة اليهود الذين سننتصر عليهم قريبا باذن الله وسوف نطردهم من القدس".

وتابع، "هذا وهم يحاولوا ان يبيعونه للامم والشعوب لكن الشعوب اعتقد انها تفهم الحقيقة و تعلم بان عدوهم الاول هو الكيان الصهيوني الذي اغتصب فلسطين والقضاء على المقدسات الاسلامية في فلسطين".

اكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي ان يوم القدس العالمي هو يوم مقارعة نظام سياسي ظالم واستكباري، موضحا ان مقارعة الكيان الصهيوني هي بمثابة مقارعة للاستكبار ونظام الهيمنة.

وقال قائد الثورة الاسلامية خلال استقباله عصر اليوم الاربعاء جمعا من الاساتذة والنخب الجامعية: نحن على اعتاب يوم القدس، وهو يوم هام جدا، فنحن لا ندافع فقط عن شعب مظلوم شرد من دياره، في الحقيقة فاننا نقارع نظاما ظالما واستكباريا.
وتابع سماحته قائلا: اليوم فان الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن الحقيقة، والقضية هي اوسع بكثير من فلسطين، وفي الوقت الحاضر فان مواجهة الكيان الصهيوني هي مواجهة مع الاستكبار.
واضاف: في الوقت الحاضر فان مقارعة الكيان الصهيوني بمثابة مقارعة الاستكبار ونظام الهمينة، ولهذا السبب فان الساسة الاميركيين يشعرون بالخطر من هذا الحراك ويناصبونه العداء.  
واكد قائد الثورة ان يوم القدس يجب ان يكون كبيرا، موضحا ان مسيرات يوم القدس مهمة جدا.
من ناحية اخرى اكد قائد الثورة الاسلامية ان احد مهام اساتذة  الجامعات توضيح مضمون وثيقة اليونسكو 2030 ، فهي قضية بالغة الاهمية، فعندما يدعون ان هذه الوثيقة ليست ملزمة، فهذه نظرة سطحية.
واوضح سماحته ان هذه الوثيقة تعد من الوثائق الرئيسية للامم المتحدة للتنمية المستدامة، وقد اعدوا نظام فكريا وثقافيا وعمليا للعالم بأسره، فاليونسكو هنا وسيلة وواجهة، لجهات تقف وراء الامم المتحدة.
وقال : هذا امر خاطئ ومعيب، فبأي حق يبدي هؤلاء وجهات نظرهم حول الشعوب وتقاليدها ومعتقداتها وما الذي يجب ان تفعله.
واضاف قائد الثورة:  عندما يدعون ان هذه الوثيقة ليست ملزمة، فهذه نظرة تنم عن السطحية، فأي من مواد هذه الوثيقة لا يتم تحقيقها سوف تعد نقطة سلبية، وبالتالي ستدفع البلاد ضربية مقابل ذلك.
واكد قائد الثورة على تعريف الشباب بالهوية الوطنية والاستقلال والافتخار بذلك.
وقال سماحته: ان شباب اليوم اغلبهم عاشوا في بلد ليست له تبعية سياسية وعقائدية للقوى الاجنبية، وعلى الدوام شاهدوا ان الجمهورية الاسلامية تصدت للقوى الاجنبية في حين كان الآخرون لا يتجرأون على معارضة القوى الاجنبية، هذا هو الاستقلال السياسي.
واشار الى ان الشباب لا يعرفون قدر الاستقلال لانهم لم يعايشوا تلك المرحلة التي كانت فيها امريكا وبريطانيا تعطي اوامرها الى النظام البائد الذي كان يحكم البلاد.
واعتبرقائد الثورة، انقاذ الجامعات من التوجهات المنحرفة، وادراك اهمية العلم والابداع العلمي في المراكز الجامعية، وتنشيط الجامعات من نتائج الثورة الاسلامية، مضيفا: ان العديد من طلاب الجامعات في الفترة الماضية اصبحوا اساتذة وبامكانهم القيام بدور مؤثر في تطوير الجامعات وصيانة قيم الاسلام والثورة.

الخميس, 22 حزيران/يونيو 2017 14:32

بمناسبة يوم القدس العالمي

لم تشغل قضية ذلك الحيّز في وجدان الإمام الخميني قدس سره واهتماماته كالذي شغلته قضية القدس وفلسطين، وقلما يجد الباحث في كلمات الامام الخميني قدس سره السياسية والتعبوية قضية حاضرة وفاعلة كقضية القدس وفلسطين ففي البداية كان الهدف الاساس الذي استوطن عقل الامام قدس سره ورافقه في درب الجهاد هو اسقاط الشاه، هذا الهدف الذي سيطر وحكم على جميع الاولويات وكان متصدراً الخطابات والبيانات والمواقف الصادرة عن الامام الخميني قدس سره في رحلة جهاده الطويلة، سواء في مرحلة تواجده بين الجماهير في ايران او خلال مسيرة النفي المتعددة البلدان، لكن بعد ان تحقق الهدف الاساس وسقط الشاه وتدحرج تاج التسلط، وانكسرت هيبة الطاغوت ومعه ارادة امريكا التي كان لها في ايران موطئ قدم تمارس من خلاله عدوانيتها على الشعوب في منطقة الشرق الاوسط، بعد ذلك تصدرت الاولوية الثانية التي قرأناها في ثنايا الكلمات التي بثتها شفتا الامام العظيم قدس سره، وعنوانها اولوية تحرير القدس وفلسطين، ففي ذلك الزمن حيث الامام حطّم عرش الطاغوت واقتلع سارية العلم الامريكي ورماها ارضاً، واحرق الراية الزرقاء وعليها نجمة داوود، كانت اولى القبلتين للمسلمين ترزح تحت الاحتلال عينه الذي كان محتلاً لايران بالسياسة والثقافة والاقتصاد، لكنه في فلسطين احتلال عسكري وارهابي وتسلطي، فاعتبر الامام قدس سره ان اكمال الثورة عينها وتمامية حركيتها لا يتحققان الا بازالة "اسرائيل" من الوجود وليس فقط بطرد الصهاينة من طهران وارجاء ايران، فتوجه شطر المسجد الاقصى ورماه بوعده الجبار مؤكداً له انه سيتحرر ولو بعد حين، وقد اعطى الامام الخميني "قده هذه المسألة أي تحرير فلسطين، بكامل ترابها، كل الاهتمام الذي تستحق وكل الابعاد التي ترمز اليها كاسلامية وقومية ووطنية فضلاً عن كونها رمزاً لارهاب الصهاينة من جهة ولمظلومية الشعب الفلسطيني من جهة ثانية، كما اشار الامام في كلماته وبياناته الى خلفيات الصراع مع العدو الذي يربض في قلب الامة ويتمدد يميناً وشمالاً لينهش من لحمها ويقطع من جسدها، فقد بيّن الامام الخميني‏قدس سره انه صراع عقائدي ديني وانه صراع قومي وانه صراع حضاري فكري هذا فضلاً عن جزئيات الابعاد والرؤى التفصيلية التي تلامس اطراف القضية او جوهرها والتي عمل الامام الخميني قدس سره ليبعدها عن المصالح السياسية والتكتيكية للدول والامصار، لانها ان دخلت في هذا المضيق فانها لن تصل الى عمق الصراع وستبقى تقارب الهوامش والحواشي، هذا فضلاً عن امكانية ضياع فلسطين حال الالتفات الى المصالح الذاتية المؤقتة للبلدان العربية والاسلامية التي تربطها مصالح مع امريكا حامية "اسرائيل" مما يفرض عليها نوعاً من المهادنة والمسالمة مع "اسرائيل" على حساب حقوق الامة وحقوق الشعب الفلسطيني وذلك تحت ذريعة حماية او تحقيق المصالح الوطنية، هذه المصالح التي عادة ما تخضع لتكتيكات تنتهجها الدول من اجل بلوغ الاهداف المسماة وطنية اعتبرها الامام الخميني قدس سره متنافية مع القضية الساطعة الحقانية وهي قضية فلسطين وها هو الامام الخميني قدس سره نفسه لم يلتفت الى مصالح ايران في هذه المسألة طالما انها مبدئية وجلية ولا يمكن اخضاعها او ادخالها في ترهات المصالح التكتيكية التي يمكن ان تخضع لها القضايا الجزئية الهادفة الى تحصيل المكاسب الفضلى بحسب طبيعة كل قضية، انما هنا فيما يتعلق بفلسطين لا مجال للمجاملة ولا لانصاف الحلول ولا للطروحات المجتزأة هنا: يجب ان يتم طرد الاحتلال وتحرير فلسطين وازالة "اسرائيل" من الوجود مهما كانت التضحيات ومن دون الالتفات الى العواقب، فعند الامام الخميني قدس سره نفس وجود "اسرائيل" في هذا المكان من العالم الاسلامي يعني الهوان لهذه الامة فاذا قامت ونهضت ولم تقدر على ان تفعل شيئاً وضحت بنفسها فلا ضير طالما انها محكومة بالفناء على كل حال، كيف وان الامور مختلفة تماماً فهناك الامكانية الكبيرة لتحقيق هدف التحرير، فلو قام جزء من الامة بمسؤولية وواجب الجهاد، فهناك وعد الهي محسوم بان الله ينصر من ينصره وان الله يدافع عن الذين امنوا وان الله يخزي الكافرين..

اذن اضحت فلسطين وقضية تحريرها الاولوية الاولى بعد سقوط الشاه لما لها من تأثير في واقع الامة وفي مستقبلها، وقد عمل الامام الخميني قدس سره على تجاوز كل العوائق النفسية الذاتية وتلك المصطنعة من قبل الاستكبار تهويلاً وتهديداً وافساداً والتي تحرف الشعوب عن قضايا امتهم الاساسية، وعاش الامام الخميني قدس سره حياته يرمق فلسطين، وفي قلبه حنين دائم الى تلك الربوع وشوق للوصول اليها بعد اقتلاع الاشواك وثني المسافات واجتياز السدود ليتمسح الامام بالعتبات المقدسة التي وطأتها اقدام الاف الاطهار من النبيين والوصيين..

لقد كانت ايران تخوض الحرب المفروضة عليها وتتحدى العالم المستكبر، وكانت الظروف صعبة وقاسية، لكن الامام كان يشاهد من اتون الحرب حرارة الاسى الذي يعتصر قلب فلسطين، وكان يقول ان البصرة هي طريق العبور الى فلسطين، لم يكن العراق هدفاً للحرب، بل كان تقريب المسافة الى فلسطين هو هدف الامام قدس سره .

كما ان الامام الخميني قدس سره وجه الشباب اللبناني المؤمن لقتال الجيش المحتل ولم تكن الاهداف التي حددها الامام ترتبط باخراج الاحتلال وطرده وانما كان تحرير فلسطين هو الامل الذي يراود عينيه ويكحلها، ومنذ ذلك الحين كان الشعار الذي طرحه الامام وما زال مدوياً بانه يجب ان تزول "اسرائيل" من الوجود، في ذلك الزمن حيث كان هذا الشعار ضرباً من الوهم او نوعاً من الكهانة او اغراقاً للامة في المصير المجهول او دفعاً للشباب الى الانتحار من خلال تحدي المستحيل، كان الامام يؤكده وكأنه هدف سهل المنال قريب المسافة بالرغم من الحالة التي كانت الامة تعيشها، الضعف والتشرذم والانقسام والتبعية والاستغراق في المصالح الذاتية ونسيان او تناسي القضايا المصيرية للامة،وبالرغم من انشغال ايران ومعها الامام قدس سره بالحرب المفروضة التي شنها الاستكبار لاسقاط ثورتها وضرب نهضتها الاسلامية، وكان الجزء الأكبر من لبنان محتلاً، وكانت الأنظمة تتهاوى الواحدة تلو الاخرى في مستنقع الخيانة والاستسلام، في هذه الاجواء الحالكة التي كاد ينعدم فيها بصيص النور اشعل الامام الخميني قدس سره ذلك السراج الذي بدا للوهلة الاولى غير قابل للحياة والديمومة بفعل الرياح العاصفة العاتية المانعة من وصول الزيت الى الفتيل، الا ان هذا السراج أُشعل بايد ربانية يمدها زيت من عالم الغيب مما جعله اقوى من كل رياح العالم وكل عواصف الدنيا واهلها، فاستمر السراج وتلاشت الرياح بالتدرج، بل ان وهج السراج تعالى وتصاعد واضحى اكثر قدرة على الاضاءة في المدى الاوسع في حياة الامة فكان تحرير لبنان الذي تحقق بفعل التكليف الذي حدده واطلقه الامام الخميني قبل عدة عقود من الزمن، وكانت الانتفاضة على وقع انتصار التكليف الشرعي الذي يحمل اسم الامام الخميني فباتت الصلة وثيقة بين ما يجري في فلسطين وبين الفكر والرؤى التي بثها الامام قدس سره في هذه الامة، وسوف تنمو وتتضخم بركات ذلك النهج والفكر والخط الذي صاغه الامام الخميني لينبت في ربوع فلسطين مجداً وسؤدداً وعزاً وحرية وسوف تشهد الاجيال اللاحقة وتعاين مدى العظمة لذلك الامام الذي رحل عن الدنيا بعد ان صبغ هذا القرن من الزمن بألوان زاهية تحكي الاسلام المحمدي الاصيل الذي اعاده الامام الخميني قدس سره ليحتل المكان المرموق في عالم الدنيا وليغدو من جديد حاضراً وبقوة في حياة الانسان من اجل احياء هذا الانسان مقدمة لظهوره النهائي والتام بعد ان يبقى هذا الاسلام المحمدي الاصيل هو الخيار الوحيد والاوحد الذي يلبي متطلبات الانسان وعشقه وسيره نحو السعادة اللامتناهية فتُيَمم الوجوه نحوه من كل الاصقاع تلبية لنداء الفطرة السليمة التي شهدت على الحق وامنت به ويظهر الاسلام دين الفطرة والعقل على الدين كله ولو كره المشركون ولو كره الكافرون...

مركز الإمام الخميني الثقافي

أعلنت مصادر قضائية، الأربعاء، أن المحكمة الدستورية العليا في مصر أصدرت حكما بوقف تنفيذ كل الأحكام الصادرة من القضاء الإداري والقضاء المستعجل بشأن جزيرتي تيران وصنافير.

وقالت المصادر  إن "المحكمة الدستورية العليا أوقفت الحكمين الصادرين من المحكمة الإدارية العليا ومحكمة الأمور المستعجلة بشأن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية".

والمحكمة الإدارية العليا كانت قد أصدرت حكما نهائيا في يناير ببطلان توقيع الاتفاقية وما ترتب على ذلك من آثار، لكن البرلمان وافق هذا الشهر على الاتفاقية.

وأقر البرلمان، الأربعاء الماضي، اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي أبرمتها مصر والسعودية العام الماضي، والتي تتضمن نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير بالبحر الأحمر إلى المملكة.

الخميس, 22 حزيران/يونيو 2017 14:19

القدس في فكر الإمام الخميني قدس سره

الإمام الخميني يحدد أسباب ضياع القدس وفلسطين‏
لقد وجّه الامام الخميني قدس سره الامة الاسلامية نحو القضية المحورية، فلسطين قلب الامة والقدس قلب فلسطين، لان هذين المعلمين يمثلان قضية التحدي التي في احد بعديها مؤشرات الضعف الذي يعتري المسلمين وفي البعد الاخر مؤشرات الاستكبار وامارات مشروعه للهيمنة على الامة ومقدراتها، وفي البعد الاول فان الواقع الذي حاول الامام الخميني قدس سره ان يكشفه لامة الاسلام انه لولا الضعف والوهن والانقسام والتبعية والتشرذم في عالم المسلمين وبين صفوفهم لما استطاع حفنة من اليهود المطرودين من عالم الرحمة والمشتتين في الاصقاع والقليلي العدد ان يجتمعوا ويتامروا على الامة ويخططوا للانقضاض عليها من خلال التواجد في قلبها وبناء القاعدة للانطلاق نحو دولها واماراتها وكياناتها مقدمة للسيطرة على الارض والثروات والمقدرات، وقد ركز الامام الخميني قدس سره على الاسباب الكبرى والرئيسية التي تقف وراء ما حصل، والتي تمثلت اساساً في الحكام والرؤساء والملوك والزعماء والامراء والحكومات والادارات والسلطات والانظمة الحاكمة في دول المسلمين، وهو بذلك يريد ان يضع الامور في نصابها ويؤشر الى مكامن الداء الحقيقية دون مواربة ودون مهابة احد، لان القضية لا تحتمل ذلك، ففلسطين ضاعت والامةضعيفة والمستقبل لا يبشّر بالخير في حال التقاعس عن القيام بواجب المجابهة والمواجهة مع الكيان المختلق "اسرائيل" فاما ان هؤلاء الخونة والعملاء يفتضحون فتنتبه الشعوب الى ضرورة تغييرهم او مجانبة مشاريعهم ومقرراتهم، واما انهم يستيقظون على وقع الخطر الداهم ليس فقط على الشعوب وانما على الانظمة والحكام جراء بقاء "اسرائيل" التي تريد في نهاية المطاف حكاماً عبيداً لها، وعلى كل الاحوال لم يكن الامام الخميني قدس سره ليعوّل كثيراً على الحكام طالما انه يعرف طبيعة العلاقة بينهم وبين الدول الداعمة ل"اسرائيل".

فاما انهم صنيعة تلك الدول وإما انهم يخشون غضبها وسخطها، وعلى كل الاحوال قد يجد الحكام المبررات التي تبدو مقنعة بحسب الظاهر حول انعدام مشاريع المواجهة ضد "اسرائيل"، لكن الشعوب لديها هامش اوسع من التحرك ووجدانها اكثر صحوة، وهي اقل اهتماماً بردود الفعل من قبل المستكبرين، وايضاً فان الشعوب المسلمة تعشق القدس وتحنّ الى ربوعها، لذا فان هذه الشعوب كانت وما زالت تتطلع الى القيادات الاصيلة الانتماء التي تعيش حالة الصدق في علاقتها مع حقوق الامة، ومع تطلعات الشعوب والاجيال والجماهير، كما ان افراد المسلمين يتلوعون الماً وكمداً مما يحصل، ومن التخاذل والانقسام اللذين يعتريا جسم الامة، ويروعهم ذلك المشهد الدامي في فلسطين دون القدرة على القيام بردة فعل سوى التنهد واطلاق الزفرات، فهم يعيشون حالة تشابه الاسر بفعل القيود الكثيرة المضروبة حولهم والمانعة لهم من ملامسة القضية الفلسطينية بجدية، فهم على مقربة من فلسطين الا انهم يبدون على مسافة الاف الاميال منها، انهم قريبو المسافة من حيث المكان بعيدو المسافة من حيث القدرة على الوصول ليس فقط الى المكان بفعل الاحتلال وانما ايضاً بفعل احتلال اخر يسيطر على الافواه والانفس والعقول والارادات، ليمنعها جميعاً من ان تعبّر عن مكنوناتها، هذي هي الحال التي كانت عليها الامة، وما زالت كذلك في بعض اجزائها، وقد حاول الامام الخميني قدس سره ان يبيّن هذا الواقع من خلال كلماته التي قالها منذ عقود من الزمن ليضي‏ء شمعة في طريق مستقبل الامة ويساعدها في ازاحة العوائق والعثرات، فهو الإمام الذي ذاب في أمته وغطت عباءته كل امالها ودارت عمامته حول جميع الامها وأومأ بطرف عصاه الى حل مشاكلها، كانت الامة في كل بصيرته وبصره، ولم يكن له هم وشاغل سوى معالجة مشاكلها والمطالبة بحقوقها والتأكيد على قضاياها الكبرى دون ان يهاب أحداً لان الحق سلطان والمطالب به قوي ومنطقه جارف وعزيمته يجب ان لا يحول دونها او يقف في طريقها اية قوة طالما انه يطالب بحق مغتصب فالسالب للحق هو الذي يجب ان يخاف ويخاف صاحبه...

وإذا عدنا إلى الأسباب التي يمكن أن نستقرأها من كلمات الإمام الخميني قدس سره والتي تقف وراء المشهد المأساوي والسوداوي في حاضر الأمة وواقعها والتي يمكن وفي حال عدم تجاوزها أن تؤسس لما هو أسوأ في المستقبل، إن هذه الأسباب بحسب رأي الامام تعود في غالبها الى الخيانة والمهانة والجبن والضِعة والتامر من قبل كثيرين من الحكام المتقلدين للسلطة في بلاد المسلمين والذي يعملون عادة للحفاظ على عروشهم من خلال التنازل عن عرش الامة، وكذلك على تقوية مواقعهم على حساب قوة الامة وعنفوانها وهم يستمدون حضورهم وبقاءهم من العدو الذي سلب وما زال خيرات شعوبهم وثرواتهم، كما انهم يعملون لاستدامة شباب سلطاتهم على حساب شباب الامة ونضارتها وهذه هي كلمات الامام واضحة جلية تبين اهم الاسباب التي الت الى خسارة فلسطين ومنها:

1- ان الحكام ليسوا ممثلين حقيقيين لشعوبهم فهم متسلطون او مستبدون وانهم غير مدينين بدين الاسلام حقاً وانهم غير متوحدين فيما بينهم وكذلك فانهم غير لائقين للتصدي للمسؤوليات الكبرى في دولهم وبين شعوبهم والتي نصّبوا انفسهم للتصدي لها وبعضهم يعمل على التخريب والتفرقة بين فئات شعوبهم او بين دول المسلمين. وفي هذه الابعاد يقول الامام الخميني قدس سره: "فلو كان حكام البلدان الاسلامية ممثلين حقيقيين للناس، مؤمنين بأحكام الاسلام ومنفذين لها، واضعين الاختلافات الجزئية جانباً، كافين ايديهم عن التخريب والتفرقة متحدين فيما بينهم لما استطاعت حفنة من اليهود الاشقياء ان يفعلوا كل هذه الافاعيل مهما كان الدعم الذي تقدمه لهم امريكا وانكلترا، فما نراه من قدرتها أي "اسرائيل" وممارستها انما هو بسبب تهاون وعدم لياقة المتصدين للحكم على الشعوب المسلمة".

2- الخلافات الحادة القائمة بين قيادات الدول الاسلامية هي التي تحول دون علاج المشكلة بعد ان كانت سبباً في حصولها. يقول الامام الخميني قدس سره: "انها اختلافات قادة الدول هي التي تعقد المشكلة الفلسطينية وتحول دون حلها".

3- عمالة بعض القادة للاستكبار وانانيتهم واستئثارهم بالحكم واستسلامهم وعدم تحريكهم ساكناً ازاء ما يتعرض له المسلمون وخصوصاً في فلسطين. وفي ذلك يقول الإمام قدس سره: "ان اختلاف وعمالة بعض رؤساء البلدان الاسلامية لا يعطيان الفرصة والإمكانية لسبعماية مليون مسلم في ان يحلوا مشكلة القضية الفلسطينية التي تمثل اشد مصائبن". كما يقول قدس سره: "ان الأنانية والعمالة واستسلام بعض الحكومات العربية للنفوذ الأجنبي المباشر يمنع عشرات الملايين من العرب من إنقاذ فلسطين من يد الاحتلال الإسرائيلي".

4- التشتت والانهزام النفسي لبعض القادة الذي يدينون للاستكبار في الحفاظ على عروشهم ويدفعون ثمن ذلك ترسيخ الاوضاع المأساوية في بلاد المسلمين. يقول الامام الخميني قدس سره: "ان كثيراً من حكومات البلدان الاسلامية ونتيجة للانهزام النفسي او لعمالتها تنفد المخططات الخيانية والرغبات المشؤومة الاستعمارية المعادية للاسلام والتي تهدف الى ترسيخ هذه الاوضاع المأساوية للمجتمع الاسلامي والى تسليط "اسرائيل" على ارواح واموال واراضي الامة الاسلامية".

5- انشغال اغلب الحكومات بالمفاوضات السياسية التي لا طائل منها والتي لا يمكن ان تؤدي الى علاج القضية الفلسطينية في حين ان الجهاد هو الحـل.يقول الامام الخميني قدس سره: "ان اكثر الحكومات مشغولة بالقيام , والقعود والمفاوضات التي لا نتيجة منها تاركين المجاهدين الفلسطينيين الشجعان الذين يقاومون "اسرائيل" برجولة لوحدهم".

6- تساهل بعض الرؤساء العرب، وعدم اهتمامهم بالقضية الفلسطينية ولا بما يعانيه الشعب الفلسطيني.يقول الامام الخميني قدس سره: "ان جميع المشاكل التي يعاني منها اخواننا في القدس طوال هذه المدة انما هي نتيجة لتساهل الرؤساء العرب".

هذا من جهة الحكّام والاسباب المتعلقة بهم كأشخاص وممارسات وما يعتري اوضاعهم وما يحول دون توحدهم والتي ادت الى مزيد من الاهمال والنسيان والتهاون بقضية فلسطين، اما من جهة الشعوب وشرائحهم المختلفة لا سيما النخب والعلماء فهناك ايضاً الاسباب التي ترتبط بهم والتي هي بازائهم، صحيح ان المشاكل الكبرى والاساسية ناتجة عن واقع الحكام وتقاعسهم وتخاذلهم واحياناً خيانتهم وعمالتهم الا ان ذلك لا يلغي ولا ينفي المسؤوليات الكبرى الملقاة على عاتق الشعوب وبالاخص على الطليعة فيها من النخب السياسية والاعلامية والثقافية وبالاخص العلماء الذين يجب ان يأخذوا بايدي شعوبهم ويوجهوهم نحو القضايا المصيرية فطالما ان الحاكم لم يمارس دور الموجه والمرشد السياسي للشعب وللناس نحو اهم القضايا والمسائل فان هذه المهمة تصبح على عاتق العلماء والمثقفين حتى لو كانوا خارج اطار السلطة او كانوا يخشون السلطات الحاكمة، وعلى هذا الصعيد حدد الامام الخميني قدس سره عدة اسباب ترتبط بواقع الشعوب والجماهير اذكر اهمها:

1- عدم الاعتماد على الاسلام والقران والاعتماد على المعسكر الشرقي او الغربي، وذلك خلاف المفروض بحسب مفهوم النص الالهي بضرورة الكفر بالمعسكرات المادية وبالطاغوت والايمان بالله وبرسالته والاعتماد عليه سبحانه وعلى تعاليم دينه: يقول الامام الخميني قدس سره: "لو ان الشعوب المسلمة وبدلاً من الاعتماد على المعسكر الشرقي او الاخر الغربي اعتمدت على الاسلام ووضعت تعاليم القران النوارنية والتحررية نصب اعينها وعملت بها لما وقعت اسيرة للمعتدين الصهاينة".

2ـ تفرق والتشرذم والخلافات بين المسلمين والتلهي بالمسائل الخلافية غير الحساسة وترك الساحة واخلائها للاستكبار ومشاريعه مما اضعف قدرة هذا العدد الضخم والهائل من المسلمين واطمع فيهم ثلة من الصهاينة الحاقدين. يقول الامام الخميني قدس سره: "لو اجتمعت هذه القدرة أي قدرة المائة مليون عربي فان امريكا لن تستطيع ان تفعل شيئ".
ويقول ايضاً: "ان الاختلافات هي التي سببت وجود الصهاينة هنا وأتاحت لهم الفرصة لتثبيت انفسهم".

3- التهاون والتقاعس وعدم القيام بأي فعل او عمل في سبيل تغيير الواقع من قبل المسلمين، الذين كانوا أهل كلام واقوال وتصريحات وبيانات وخطابات في حين ان أعداءهم كانوا أهل فعل وحركة ومبادرة. يقول الأمام الخميني قدس سره: "يجب ان أقول ان أعداء الإسلام كانوا رجال عمل لا كلام والمسلمون كانوا رجال كلام لا عمل فلو كان الأمر يخرج عن حدود الكلام لما عجز اكثر من مائة مليون عربي إلى هذه الدرجة عن مواجهة إسرائيل".

4- الاتكال على الحكومات وانتظار مبادراتها وقراراتها وعدم المبادرة الى اتخاذ ما يناسب الموقف. يقول الإمام الخميني قدس سره: "ان الشعوب إذا ما توقعت ان تبادر هذه الحكومات إلى الوقوف بوجه إسرائيل والقوى الأخرى فإنها واهمة بذلك".

وهكذا يمكن استخلاص النتائج التالية:
أولاً: ان الأسباب الرئيسية التي تقف وراء أزمات المسلمين او التي تحول دون علاجها وبالأخص قضية فلسطين هو واقع غالبية الحكام في بلاد المسلمين.
ثانياً: هناك أسباب أخرى ترتبط بالشعوب وبطلائعها النخبوية تتمثل بعدم المبادرة والقيام وعدم الالتزام بأحكام الدين وهذا ما يعمّق المشكلة ويفاقم الأزمة.
ثالثاً: ان الحكام كما الشعوب معنيون بتغيير أوضاعهم من اجل الاتجاه نحو تصحيح الواقع وعلاج المشاكل وإلا فالأمور ستبقى على حالها بل هي مرشحة لمزيد من التدهور والتأزم.


* القدس في فكر الإمام الخميني، سلسلة الفكر والنهج الخميني، إعداد ونشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.

المطران عطالله حنا يؤكد في حديث عبر الميادين إن كل ما يحدث في المنطقة العربية غايته الأولى تصفية القضية الفلسطينية، قائلاً إن 80 دولة تآمرت على سوريا بهدف ضرب هذه القضية، ويقول إنهم "يريدوننا أن ننظر إلى إيران كعدوّ كي ننسى العدو الحقيقي لفلسطين، وإن ما يجمعنا مع إيران موقفها من القضية الفلسطينية ودعمها للشعب الفلسطيني.

أكدّ المطران عطالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس الأرثوذكس أنه لا يمكن الحديث عن واقع فلسطين دون الحديث عن واقع العرب.
وإذّ اعتبر أن "كل ما يحدث في المنطقة العربية غايته الأولى تصفية القضية الفلسطينية، أعرب عن اعتقاده " أنّ المنظمات الإرهابية أوجدها الاستعمار في بلادنا لتهديمها وتقسيم شعوبهاالإرهاب وجد بؤراً حاضنة له في بلادنا لتشويه المقاومة".

وشددّ المطران حنا في حديث عبر برنامج "حوار الساعة" على شاشة الميادين أن "الحرية لا تُعطى لطالبيها إذا لم يعملوا ويناضلوا من أجلها، فالفلسطينيون يقدمون الشهداء والدماء للحفاظ على فلسطينيتهم وأرضهم وحقوقهم فلسطين، لأن قضية الفلسطينيين والعرب وكلّ الأحرار في العالم".
وفي وقت أكد فيه أن "الاحتلال يحاول أن يمنع تواصلنا مع العالم بهدف تزوير وتشويه الحقائق"، قال إننا لسنا على عجلة من أمرنا لكي نقبل بحلول استسلامية غير منصفة ولا تعيد لنا حق، نحن لسنا على عجلة من أمرنا لكي نقبل بحلول استسلامية غير منصفة ولا تعيد لنا حقنا".
وأضاف "ما هو مطلوب منا كفلسطينيين هو أن نبقى موحدين حتى ولو كان الغرب يدعم الاحتلال ويراهن على انقسامنا"، مؤكداً أن "بعض العرب ليسوا أصحاب قرار لأنّ بعض قراراتهم تؤخذ في أماكن أخرى وهي ضد المصالح العربية، وأردف أن "المال العربي بأيدي أعداء الأمة ويُستخدم ضدّ مصالح أمتنا".
وشدد على أن "الحالة العربية المتردية تضع كل مثقف وكل رجل دين أمام مسؤولياته للنهوض من هذا الواقع، والأعداء يريدون لنا الغرق في مستنقع التردّد والعجز".

 

ما يجمعنا مع إيران موقفها من القضية الفلسطينية ودعمها للشعب الفلسطيني

وفي سياق حديثه، أكد المطران حنا أن "المسيحيين العرب ليسوا أقليات في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن فهم ينتمون بجذورهم إلى الأمة العربية"، مؤكداً أننا "كمسيحيين مشرقيين معنيين ببناء الجسور مع من يشاركوننا الانتماء الإنساني والعربي".
وحول الأزمة السورية المطران حنا قال إن " 80 دولة تآمرت على سوريا بهدف ضرب القضية الفلسطينية،
وأعلن أنهم  "يريدوننا أن ننظر إلى إيران كعدوّ كي ننسى العدو الحقيقي لفلسطين، معتبراً أن ما يجمعنا مع إيران موقفها من القضية الفلسطينية ودعمها للشعب الفلسطيني، وبالتالي "علينا أن نشكر إيران على إحيائها ليوم القدس نصرة للشعب الفلسطيني".
وختم بالقول إن " داعش والإرهاب مشروع أميركي صهيوني بامتياز".