Super User

Super User

بعث ملک المغرب محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسن روحاني، وذلك على إثر الاعتداءات الإجرامية التي استهدفت البرلمان الإيراني وضريح الامام الخميني(قدس).

وأعرب الملك، في هذه البرقية، للرئيس روحاني، ومن خلاله للشعب الإيراني الشقيق، عن أحر التعازي وأصدق عبارات المواساة والتضامن.

كما عبر الملك عن استنكاره الشديد لهذه الأعمال الإرهابية الشنيعة، التي لم تراع حرمة وقدسية شهر رمضان المبارك، مؤكدا للرئيس الإيراني إدانة المملكة المغربية للإرهاب المقيت، الذي يتنافى مع قيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف.
ومما جاء في البرقية "وبهذه المناسبة المحزنة، أعبر لكم وللأسر المكلومة، عن أحر التعازي، داعيا الله تعالى، ببركات هذا الشهر الفضيل، أن يتغمد الضحايا الأبرياء بواسع رحمته وغفرانه وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل".

في ذكرى ميلاد كريم أهل البيت الإمام الحسن المجتبى (عليه السّلام) اجتمع جمعٌ من أهالي الثقافة، الشعر والأدب على مائدة إفطار قائد الثورة الإسلامية. حيث تلى الإفطار إلقاء عدد من الشعراء الشباب والشعراء الغير إيرانيين أشعارهم بحضور سماحته.

وفي كلمته خلال اللقاء أكّد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة إيلاء الشعراء الاهتمام اللازمة لما يحدث في العراق وسوريا من احداث وقال سماحته: أحداث سوريا الهامّة والمدافعون عن المقدّسات وقضايا العراق الهامّة تستحقّ تأليف مئات وآلاف الأبيات الشعرية. 
وتابع سماحته: كثيرٌ من النّاس يجهلون ما كان يبتغيه الأمريكيون في العراق وكيف اصطدمت رؤوسهم بالصّخور هناك؛ لكنّ هذه القضيّة بالغة الأهميّة وتحتاج إلى أن يتم تسليط الضوء عليها أن كيف تحوّل "عراق صدّام" إلى "عراق الشّهيد الحكيم".
كما أوصى الإمام الخامنئي الشعراء ببناء منظومة للمواضيع التي يختارونها كما أوصى سماحته بتأليف الأشعار الهزلية حول بعض القضايا العجيبة في العالم المعاصر وتابع قائلاً: لقد أمر الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلّم) أحد صحابته الشّعراء بأن يؤلف أشعاراً هزليّة حول المشركين واليوم حيث أنّنا نشاهد رقص "الجاهلية الحضاريّة" بالسيف إلى جانب "الجاهليّة القبليّة" وتعيين حكومة كالسعودية عضواً في لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتّحدة فإنّ هذه القضايا تستوجب فعلاً تأليف أشعار هزليّة حولها.
وفي إشارة إلى التطوّر والتقدّم الذي تشهده الحركة الشعريّة في البلاد اعتبر الإمام الخامنئي أنّ الشعر "ثروة وطنيّة" وأضاف قائلاً: منذ بداية الثورة شهدنا جهوداً هدفت إلى وضع الشعر في مسلك بعيد عن أهداف الثورة ولا تزال هذه الجهود متواصلة.
وتابع سماحته الحديث عن أن الحركة الشعريّة التي كانت غالبة قبل انتصار الثورة كانت تهدف إلى خدمة مفاهيم غير "الوعي والصحوة الوطنيّة" واستطرد قائلاً: في تلك البيئة كان غالبية الأشخاص الذين يدّعون التجدّد والحداثة الفكريّة بعيدون كلّ البعد عن تقديم أيّ خدمة من أجل تقدّم البلاد وتجدّدها الحقيقي والصحيح.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية أن انتصار الثورة الإسلامية كان بداية مرحلة شعرية حديثة واستقطاب لشباب وشعراء يحملون دوافع تأليف "أشعار تزيد في البصيرة وتخدم أهداف البلاد" وأردف سماحته قائلاً: دائرة هذه الفئة من الشّعراء تتّسع يوماً بعد يوم ولحسن الحظ فإن الغلبة للأشعار التي تطابق الأهداف الدينيّة والثوريّة وهي تتطوّر وتتقدّم على الدوام.
وفي مضمارٍ آخر اعتبر الإمام الخامنئي أن "التوقّف والاكتفاء وتصوّر بلوغ المحطّة الأخيرة" أشبه بسمٌّ مهلك للشعراء وذكّر سماحته قائلاً: شجرة البلاد الشعريّة تحمل قدرة وسعة أكبر بكثير تخوّلها النموّ وإعطاء الثمار ويجب أن تبذل جهوداً أكبر ويدقّق في "اختيار المواضيع، تطوّر الألفاظ ونقل المفاهيم اليوميّة".
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى الضعف الموجود في نقل أحداث البلاد وسيرة الشخصيات الوطنية قائلاً: إمامنا (الخميني) العظيم شخصيّةٌ من الطراز الأوّل يذعن لعظمتها الأعداء والأصدقاء، كم هو عدد الكتب التي تمّ تأليفها حول هذه الشّخصيّة العظيمة لحدّ الآن؟

أعلن وزیرالأمن حجة الإسلام والمسلمین محمود علوی عن مقتل العقل المدبر والقائد الرئیسی للعملیات الإرهابیة الأخیرة التی استهدفت طهران بید قوات الأمن الإیرانیة.

وتابع الوزیر الإیرانی خلال حواره للقناة الثانیة للتلفزیون بأن القوات الإیرانیة نجحت فی کشف وتفکیک الخلیات الإرهابیة التی کانت تخطط لتنفیذ عملیات الإرهابیة والتفجیریة فی البلاد واحدة تلو أخری.

وأضاف بأنه تم کشف وتفکیک نحو 30 خلیة إرهابیة خلال العام قبل الماضی و45 خلیة خلال العام الماضی وأکثر من 25 خلیة إرهابیة خلال الشهرین الماضیین فی إیران وقمنا باحباط کثیر من المخططات الإرهابیة التی تنوی ضرب البلاد بینما نعیش فی المنطقة التی تشهد الهجمات الإرهابیة الیومیة.

وأشار إلی استهداف زعیم الإرهابیین الذین یسعون لضرب إیران کان یسمی بـ"ابوعایشة الکردی" فی الحدود الإرهابیة إلی جانب مسؤول غرفة العملیات ضد إیران فی الرقة باسم "ابوفارس" الذی کان یقیم فی الموصل مؤخرا مؤکدا علی إعتقال 43 عنصرا إرهابیا فی البلاد بعد الهجومین الإرهابیین اللذین استهدفا مبنی البرلمان ومرقد الامام الخمینی الأربعاء الماضی.

وصرح بأن کثیر من الأجهزة الإستخباراتیة الأجنبیة أعربت عن إستغرابها حیال نجاح وزارة الأمن الإیرانیة فی کشف واحباط العملیات الإرهابیة مشیرا إلی وحدة أبناء الشعب الإیرانی فی مواجهة أی خطوة إرهابیة وقیام علماء الدین الشیعة والسنة بادانة العملیات الإرهابیة.

وأضاف بأن عدو نظام الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة لیس تنظیم داعش الإرهابی بل هو ألعوبة بید أمریکا وبعض الدول الأوروبیة حیث حین فهمت بأنه لایمکن تأمین الکیان الصهیونی عبر توقیع اتفاقیات شکلیة وترسانات قامت بشن الحروب بین الشعوب المسلمة فی سوریا والعراق حیث أعلن رئیس الوزراء الإسرائیلی بأن عام 2013 الذی شهدت سوریا حربا اهلیة کانت أفضل العام بالنسبة لأمن إسرائیل.

أدان بابا الفاتيكان فرانسيس الاول الاعتداءين الارهابيين في طهران يوم الاربعاء الماضي.

وفي برقية وجهها فرانسيس يوم الجمعة بهذه المناسبة، اعرب فيها عن ادانته للاعتداءين الارهابيين في طهران ومواساته لاسر الضحايا وجميع الذين تأثّروا بهذه الهجمات الوحشية.

وعبر عن اسفه لوقوع هذه الهجمات الوحشية والعنف واكد للشعب الايراني انه سيدعو من اجل السلام.

قال وزير الخارجية القطرية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إنّ حركة "حماس" الفلسطينية هي حركة مقاومة تعمل من أجل توحيد الصف الفلسطيني وليست منظمة إرهابية، مؤكداً أنّ علاقة بلاده مع إيران إيجابية.

وأكد بن عبد الرحمن أنّ التجارة مع إيران ليست جريمة، مذكّراً أنّ مجلس التعاون الخليجي سعى لعلاقات إيجابية مع إيران.
وفي هذا الإطار، نفى بن عبد الرحمن خلال مقابلة مع قناة "روسيا اليوم"، أن يكون قد التقى قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.
وتساءل بن عبد الرحمن في تصريحات صحفية خلال زيارته إلى موسكو "كيف لقطر أن تدعم الحوثيين والإخوان وحزب الله والقاعدة في ذات الوقت"؟

وفي حين رفض وزير الخارجية القطرية النقاش بشأن مستقبل قناة الجزيرة، معتبراً الأمر شأناً داخليّاً قطريّاً، أكد الوزير القطري أنّ بلاده لن تكون سبباً في زعزعة الاستقرار في الخليج عبر تحالفات خارجية.

وأضاف بن عبد الرحمن قائلاً "الحملة ضدنا كانت مبنيّة على فبركات وأسس غير صلبة"، معتبراً أنّ الطرف الآخر لم يعطِ قطر الوقت ولا الفرصة لتدافع عن نفسها. وتابع "الطلبات والاتهامات الموجهة لنا ما زالت غير واضحة".

وأشار وزير الخارجية القطري إلى أنّ بلاده ترفض أي تصعيد للأزمة مع جيرانها، آملاً بحلّ جميع الخلافات بالحوار ضمن إطار مجلس التعاون الخليجي.

وبخصوص العلاقة مع الولايات المتحدة، قال بن عبد الرحمن "حاربنا الإرهاب مع واشنطن ونستغرب أن تبني الأخيرة مواقفها على آراء دول أخرى"، معبتراً أنّ شراكة بلاده مع الولايات المتحدة تتجاوز المشكلات التي يريد الآخرون إثارتها.

لافروف: لا يمكن أن نفرح إزاء الوضع الحالي

بدوره قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إنّ موسكو قلقة بشأن تأزم الوضع في البلاد العربية، مؤكداً دعم تسوية الأزمة القطرية من خلال الحوار.

وبعد اجتماعه في العاصمة الروسية مع نظيره القطري، قال لافروف إنّ بلاده على قناعة بأنّ التهديد الرئيسي لبلدان الخليج هو الإرهاب، مشدداً على أنه من الضروري التركيز على التصدي له.

وأوضح الوزير الروسي أنّ موسكو لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، قائلاً "لا يمكن أن نفرح إزاء الوضع الحالي، بما يتعلّق بتدهور العلاقات بين الجيران".

ذكر موقع "ذا مسلم نيوز" البريطاني (خاص)، أمس السبت، أن 12 مسلماً من أصل باكستاني فازوا في الانتخابات البريطانية من إجمالي الفائزين الـ 15، تسعة منهم أعضاء في حزب العمال، بينما يتبع الثلاثة الآخرين حزب المحافظين.

وجاءت تلك النتائج على خلفية مشاركة 79 مسلماً في 66 دائرة انتخابية بأنحاء البلاد، من ضمنهم 40 من أصل باكستاني.

ومن بين الفائزين المسلمين هناك 8 سيدات، بحسب نتائج الانتخابات التي أشارت أيضاً إلى ارتفاع نسب المرشحين المسلمين في مدينة برادفورد الغربية شمالي بريطانيا، حيث تنافس أكثر من 4 مسلمين على مقعد واحد.

وضمت قائمة الفائزين، من حزب العمال كل من أفضل خان، وفيصل راشيد، وإمران حسين، وخالد محمود، ومحمد ياسين، وروسينا ألين، وربى هوغ، وروشانارا علي، وشابانا محمود، وتوليب صديق، وياسمين قرشي.

أما من حزب المحافظين، فالمسلمون الفائزون هم نصرت غني، رجمان كيشتي، وساجد جاويد.

ومقارنة بالانتخابات البريطانية عام 2015، زاد عدد النواب المسلمين الفائزين بنسبة 60 بالمئة، إذ لم يزد عدد المسلمين في مجلس العموم السابق عن 9 نواب.

ويعد حزب العمال البريطاني، الوحيد الذي سمح بزيادة عدد المرشحين المسلمين ضمن قوائمه خلال الانتخابات الحالية، إذ ارتفع عدد مرشحي الحزب المسلمين من 22 عام 2015 إلى 24 مرشحاً، وفق موقع "أميد" الهندي (خاص).

ويعيش في بريطانيا 3 ملايين مسلم من إجمالي عدد السكان البالغ 65 مليون، وفق إحصاء رسمي عام 2015م.

عند التدقيق في "الاهداف الأميركية" يبرز إلى الواجهة سعيها المستمر لزعزعة استقرار المنطقة وإثارة الفوضى كي يتسنى لها الانقضاض التام وتطبيق مخططات التقسيم والهيمنة، ولتكن بأدوات محلية – وهو الدرس المحوري الذي خرجت به بعد غزوها واحتلالها للعراق والخسائر العالية في العتاد والارواح التي لا زالت تقض مضاجع سياسييها واستراتيجييها على السواء.

دقائق اعتقدها البعض كافية لسبر أغوار "الموقف الاميركي" المرجو والمعلن، ليسفر عن ضبابية جديدة في التوجهات الأميركية إزاء الأزمة "المفتعلة" داخل دول الخليج. أزمة قصدت الرياض إرغام ما تعتبره ملحقاتها الجغرافية للتسليم بالسير خلف قيادة "لمملكة السعودية، بمباركة من الرئيس الاميركي، بحجة مواجهة إيران.

السؤال المركزي الثابت على كل لسان يتمحور حول ماهية حقيقة الموقف الاميركي، إن وجد، وتعبيراته وأدواته وآفاقه وتطبيقاته. أما أسباب الأزمة الحقيقية فهي أبعد ما تكون على رأس سلم أولويات الساسة والقادة الأميركيين، نظراً لأن الاطراف كافة لا تشذ عن خدمة السياسات الأميركية.

لن يجازف عاقل بالجزم في هذه المسألة في ظل سمة التخبط الطاغية على السياسات الأميركية، داخلياً وخارجياً، بالنظر إلى الديناميكيات التي تشهدها الساحة الاميركية والصراع المفتوح بين مراكز قوى متعددة دفعت المؤسسات الاعلامية التقليدية الإقرار بوجود "سلطة عميقة" خفية تتحكم بمفاصل الدولة.

إنفرجت أسارير الكثيرين داخل وخارج المؤسسة الحاكمة لما ينوي الرئيس ترامب إعلانه، الجمعة 9 حزيران/يوليو، عن تحديد توجهاته من الأزمة الخليجية خلال مؤتمر صحفي يعقده مع ضيف الزائر رئيس رومانيا، كلاوس يوهانيس.

راهن الكثيرون على أن الاعلان المرتقب سيأتي ترجمة للسياسة الاميركية الراهنة، لإعادة تصويب البوصلة مع حلفاء أميركا من دول الخليج؛" الذين يربطهم قاسم مشترك بين أمرائه الشباب في التنافس على اكتساب الرضى الاميركي"، وفق توصيف مركز دراسات وزارة الدفاع الفرنسية.

وسبق تصريح البيت الابيض إعلان وزارة الخارجية عن تلاوة موقف يدلي به وزير الخارجية ريكس تيلرسون؛ الذي تأخر 90 دقيقة عن الموعد المحدد، ولخصه في ظرف 90 ثانية برسالة مقتضبة حملت مواقف محددة بلهجة توافقية للتصالح بين الاطراف الخليجية، وعرض وساطة أميركية للقيام بذلك. تخلل الموقف إشارة قاسية لقطر "لتاريخها بدعم مجموعات متنوعة"، تتراوح بين ممارسة النشاط السياسي وبين ممارسة العنف،" ومناشدته السعودية بقبول وساطة أمير الكويت بتغطية أميركية واضحة".

غادر تيلرسون مبنى وزارة الخارجية على الفور ليلحق حضور المؤتمر الصحفي المشترك في حديقة البيت الابيض والجلوس في المقاعد الأمامية دون تأخير.

اعتلى الرئيس ترامب المنصة ليفجر موقفاً مغايراً لما حدده وزير الخارجية قبل برهة قصيرة متهماً قطر 

بأنها "موّلت تاريخياً الإرهاب على مستوى عالٍ جداً .. والتوقف فوراً عن تمويل الارهاب."

 

زمام القرار

لا يبارح المسؤولون الأميركيون التأكيد على أن بلادهم هي مجموعة مؤسسات متماسكة تتحكم بمفاصل القرار، وإن تباينت الرؤى بينها لدرجة التناقض. وهي السردية المفضلة التي ينطوي عليها بعض من المصداقية، بيد أن مركزية المصالح الاقتصادية والمالية المتشعبة تشي بتسليم صنع القرار لمجموعة أخرى مؤتمنة على الاستراتيجيات بعيدة المدة، أبرزها مؤسسة الاستخبارات والأمن المتعددة والصناعات العسكرية والمصرفية.

ذلك الفهم أضحى من المسلّمات أيضاً، ليبرز إلى التداول العام مصطلح "الدولة العميقة"،على نطاق واسع، كهيئة واضحة المعالم تتحكم بمفاصل القرار الحقيقي. الرئيس ترامب، من جانبه، أبرز المؤسسة العسكرية في مقدمة الهيئات التي ترسم مصير البلاد.

أيضاً، يبرع المسؤولون الأميركيون بالتأكيد على أنه لا يوجد خلاف داخل المؤسسة الحاكمة، مهما تباينت المواقف، وأن الرئيس يمثل سياسة الدولة في نهاية المطاف. وربما ينبغي عليهم إجراء مراجعة دقيقة لتلك السردية في عصر ترامب الذي لا يولي اهتماماً لأي من وزراء حكومته وينشر ما يخطر على باله في وسائل التواصل الاجتماعي، "تويتر" بشكل خاص.

في هذا الصدد، صرح خلال المؤتمر الصحفي المشترك سالف الذكر، 9 حزيران/يوليو، بالقول الصريح "قررت مع وزير الخارجية ريكس تيلرسون، وكبار جنرالاتنا وطواقمنا العسكرية، أن الوقت حان لدعوة قطر إلى التوقف عن تمويل الإرهاب".

سبق توصيفه أعلاه إجراؤه مكالمة هاتفية مع أمير قطر، تميم آل ثاني، يوم 7 حزيران/يوليو، أعرب فيه عن جهوزيته استضافة لقاء في البيت الابيض يضم زعماء الدول الخليجية لاستدراك الموقف "والتأكيد على أهمية عمل دول المنطقة بشكل جماعي للحيلولة من تمويل المنظمات الارهابية وايقاف الترويج لإديولوجية التطرف"، حسبما جاء في بيان رسمي صدر عن البيت الابيض.

للإنصاف والتحلي بالموضوعية، اعتبرت النخب الفكرية والسياسية الأميركية أن زيارة الرئيس ترامب للرياض، وما رافقها من إغداق مالي غير مسبوق في تاريخ العلاقات الدولية، بأنها "أطلقت فتيل المواجهة الاخيرة داخل مجلس التعاون الخليجي؛" لخشية النخب الجمعية من التقارب السياسي الاميركي مع المملكة السعودية "على حساب صلب الدعاية السياسية الاميركية بالدفاع عن حقوق الانسان."

تجدر الاشارة أيضاً إلى أن الوزارات السيادية الأميركية، الخارجية والدفاع، الزمتا الحذر والخطاب الموزون نسبياً في التعاطي مع دول الخليج، محذرتين من "مخاطر إطلاق وعود براقة لحلفاء أميركا من الدول العربية لن تسطيع الوفاء بها، لا سيما في سوريا أو اليمن، والأهم راهناً في قطر."

أما النخب الاميركية المعنية تحيل توقيت الانفجار في الخلاف الخليجي إلى "تراجع الدور القيادي للرئيس ترامب، والرسائل المتعددة التي صدرت عن أقطاب إدارته .. ربما تضافرت جميعها لإنضاج عوامل الأزمة". بل تجزم بأن الزيارة "وفرت ضوءاً أخضر للرياض وأبو ظبي اتخاذ إجراءات صارمة ضد قطر."

ما جاء في سياق سوريا، في خضم الأزمة الاخيرة، له تجلياته الميدانية على درجة بالغة الأهمية. نورد في هذا الصدد تصريح المتحدث باسم قيادة القوات المركزية الأميركية، رايان ديلون، 8 حزيران/يوليو، قائلاً إن "قوات التحالف (الدولي) لا تنوي مواجهة عسكرية مع النظام السوري أو قواته الحليفة."

كما أكدت وزارة الدفاع، البنتاغون، على الأمر عينه في اليوم التالي، 9 حزيران/يوليو، على لسان المتحدث الرسمي جيف ديفيس بالقول إن  "الاشتباكات السابقة في سوريا كانت للدفاع عن النفس، ونأمل أن لا نكررها مرة أخرى". ولمزيد من التوضيح أضاف أن "الولايات المتحدة لا تسعى لقتال أي طرف غير داعش" في سوريا. ويأمل المسؤولون الأميركيون أن تتلقى الرياض وتوابعها الرسالة الأميركية الخاصة بسوريا على وجه السرعة.

كما أن الرئيس ترامب، في مؤتمر سالف الذكر، أرسل رسالة أخرى للسعودية دون تسميتها بالقول "أريد أن أطلب من كل الدول التوقف فوراً عن دعم الارهاب .. أوقفوا تعليم الناس قتل أناس آخرين."

قطر وصفها ترامب في لقاء الرياض بأنها "شريك استراتيجي بالغ الأهمية"، أما الرسالة "التصالحية" الأميركية نحوها فيحيلها الأميركيون إلى تواجد أكبر قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة على أراضيها، العديد وأخرى في السيلية، إذ تضم الاولى ما ينوف عن 10،000 عسكري أميركي. كما أن قطر تتحمل "كامل كلفة" التواجد العسكري الأميركي على أراضيها.

يُذكر أن الرياض وأبو ظبي طالبتا الولايات المتحدة بنقل مقر قيادة القوات الوسطى من قاعدتيها العسكريتين من قطر إلى بلديهما، بيد أن القادة العسكريين الأميركيين يعتبرون أن مسألة النقل "أمر غير وارد .. وكلفته باهظة تصل إلى عدة مليارات من الدولارات، فضلاً عن استغراق العملية لبضع سنوات."

 

ماذا بعد؟

قفز ترامب بيسر من موقف إلى نقيضه، والذي يبدو هو الثابت في توجهات الادارة الحالية. فيما يخص قطر تأرجح بين وصفها "بحليف استراتيجي بالغ الأهمية"، إلى نعتها بدولة راعية للارهاب في ظرف أيام معدودة.

النخب الفكرية الاميركية والأقلية المقربة من ترامب ترجح أن "التناقض" الظاهري جاء ترجمة للقاءات الرياض واستحواذه على مخزون كبير من عائدات النفط والسيولة المالية، كرد عرفان من البيت الابيض للرياض وابوظبي وتسليم دفة قيادة الدول الخليجية تحت عباءتهما.

أما "البعبع" الايراني، الحاضر الدائم في الخطاب السياسي الأميركي والخليجي على السواء، لا يصمد أمام النظر إلى متطلبات المصالح الاستراتيجية الأميركية التي طال انتظارها للاستثمار في السوق الايرانية، عقب الاتفاق النووي، أبرز تجلياتها كانت في صفقة الطائرات المدنية بين طهران وشركة بوينغ الأميركية.

النخب الفكرية والسياسية الأميركية النافذة، بعد إقرارها بضرورة دعم واشنطن لحلفائها الإقليميين، تحذر الادارة من مفاقمة الأزمة مع طهران بتسليم حلفائها الخليجيين دفة قيادة الصراع معها، لما ينطوي عليها من مخاطر تهدد المصالح الاميركية إن استمرت واشنطن في ممارسة دور "القيادة من الخلف". بل "سيصرف الاهتمام ويقوض الاهداف السياسية الأميركية"، حسبما أفادت يومية "واشنطن بوست".

عند التدقيق في "الاهداف الأميركية" يبرز إلى الواجهة سعيها المستمر لزعزعة استقرار المنطقة وإثارة الفوضى كي يتسنى لها الانقضاض التام وتطبيق مخططات التقسيم والهيمنة، ولتكن بأدوات محلية – وهو الدرس المحوري الذي خرجت به بعد غزوها واحتلالها للعراق والخسائر العالية في العتاد والارواح التي لا زالت تقض مضاجع سياسييها واستراتيجييها على السواء.

ترامب المحاصر داخلياً بتهمة الكذب والتضليل والمهدد بالتحقيقات واستكمال ملف إجراءات الاقالة من معارضيه يغامر باستخدام التأزيم في الملفات الخارجية لدرء المخاطر الجدية الداخلية، والأزمة مع وحول قطر مخاطرة قد تنقلب إلى عكس ما يشتهيه خاصة وأن احتمالات إنهائها بسرعة لا تبدو في الافق القريب.

أكد قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي أنه لو لم تكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد واجهت الإرهاب في عقر داره، لكنا اليوم في مواجهة الكثير من الهجمات الإرهابية في بلادنا، مثل هذه التي إستهدفت العاصمة طهران اليوم.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء أن الإمام الخامنئي أشار مساء اليوم الأربعاء لدى إستقباله لجمع من طلبة الجامعات، إلى الهجمات الإرهابية التي إستهدفت اليوم مجلس الشورى الإسلامي وضريح الإمام الخميني الراحل(رض)، مؤكداً أن ’’مفرقعات‘‘ مثل هذه التي شهدتها طهران اليوم سوف لن تؤثر أبداً على إرادة الشعب الإيراني.

وأضاف قائد الثورة الإسلامية أن على الجميع أن يعلم أن هؤلاء هم أصغر من أن يستيطعوا التأثير على إرادة الشعب الإيراني أو المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وتابع الإمام الخامنئي بالقول أن الهجمات الإرهابية التي إستهدفت طهران بيَّنت أنه لو لم تكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد صمدت  في البؤرة الأساس لهذه الفتن، لكنا اليوم في مواجهة الكثير من هذه الهجمات الإرهابية في بلادنا، لافتاً إلى أن إيران الإسلامية ستقضي على حيل ومؤامرات الإرهابيين وداعميهم.

وقال قائد الثورة الإسلامية أن  أحداثاً مثل هذه التي وقعت في العاصمة طهران لن يكون لها  أي تأثير على إرادة الشعب والمسؤولين، مؤكداً أن الشعب الإيراني سيواصل شق طريقه بإقتدار وقوة.

وفي موضوع آخر أشار قائد الثورة الإسلامية إلى الإمكانية النسبية لبعض الدول للتخلص من سيطرة نظام الغطرسة في بعض المجالات، قائلاً: في مثل هذه الظروف وقفت الثورة الإسلامية كدرع حصين بوجه نظام الغطرسة، حيث إستطاعت إخراج إيران بشكل كامل من هذا المستنقع.

وقال الإمام الخامنئي أن البعض قد يتساءل عن كيفية تحرر الجمهورية الإسلامية من سيطرة نظام الغطرسة بشكل كامل رغم آثار الثقافة الغربية التي ما تزال موجودة في المجتمع الإيراني؟

وأضاف قائد الثورة الإسلامية بالقول أنه عند الإجابة على هذا السؤال ينبغي القول أن التحرر بشكل كامل من سيطرة نظام الغطرسة في جميع الشؤون المتعلقة بنظام الغطرسة، وإدارة جميع الشؤون الثقافية، والسياسية والإقتصادية خلافاً لإرادة هذا النظام السلطوي، أمر حتمي في نظام الجمهورية الإسلامية.

وأكد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة أن لا ينسى الشباب المؤمن، والثوري والحزب اللهي، التطور والإنجازات التي حققها النظام الإسلامي، قائلاً: إن الثورة الإسلامية بصمودها بوجه نظام الغطرسة، إستطاعت أن تمنح الهدف والهوية للشعب الإيراني.

وإعتبر الإمام الخامنئي أن: مما لا شك فيه أن هوية الشعب الإيراني والأهداف الكبيرة لهذا الشعب، جعلت نظام الغطرسة والهيمنة في مواجهة الثورة الإسلامية حيث بدأت بذلك مواجهة قاهرة بين النظام الإسلامي والقوى والحركات المؤثرة في العالم.

وأوضح قائد الثورة الإسلامية أنه لو كان من المفترض ان يصاب الشعب الإيراني باليأس جراء الهزائم والضربات، لكان يجب علينا أن نيأس خلال فترة المواجهة أو فترة الحرب المفروضة (الحرب الصدامية على إيران 1980- 1988) لكننا لم نيأس أبداً، لأن مع اليأس وفقدان الأمل لا يمكن الوصول إلى الإنتصار.

وأوصى قائد الثورة الإسلامية طلبة الجامعات بضرورة الأخذ بعين الإعتبار الإنجازات التي لا مثيل لها للنظام الإسلامي، مؤكداً على وجوب أن يشعر الجميع بالفخر بسبب الثورة الإسلامية. 

وقال الإمام الخامنئي إننا نرى اليوم سياسات قوى كبرى في العالم قد منيت بالفشل في منطقة غرب آسيا، مبيناً أن هذه القوى إعترفت صراحة أن السبب وراء فشل سياساتها هو نفوذ وإقتدار الجمهورية الإسلامية، وعليه وعندما تتحق أهداف الثورة الإسلامية وتفشل أهداف أمريكا، فهل يمكن القول أن هذا لا يعتبر إنجازاً عظيماً؟.

وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى إحدى تكتيكات الأعداء وهي الترويج إلى مواضيع مثل "لا فائدة من وراء هذا" و " لا يمكنكم"  و"ليس بمقدوركم أن تفعلوا شيئاً" ،قائلاً: للأسف أن البعض في الداخل يروج بصوت عال لهذا الأمر الذي يريده الأعداء، من خلال الحديث، والجرائد، والفضاء الإفتراضي.

وإعتبر قائد الثورة الإسلامية "حكم الشعب" من الأمور الهامة، مشيراً إلى دهشة بعض الشباب الثوري من دعوة سماحته إلى ضرورة مشاركة جميع شرائح الشعب الإيراني في الإنتخابات ونتيجة هذا الأمر، قائلاً: إن الكارثة هي أن يدير الشعب ظهره لصناديق الإقتراع، حيث كان العدو يأمل في أن لا يشارك 90 بالمئة من الشعب في الإنتخابات.

اكد الرئيس الايراني حسن روحاني ان القوى الامنية ستواصل جهودها لكشف كافة ابعاد وخفايا الهجمات الارهابية في طهران ومن يقف وراءها.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للانباء، ان  الرئيس روحاني  اعرب في رسالة له عن تعازيه ومواساته مع عوائل ضحايا الاعتدائين الارهابيين في طهران   وقال:  ان القوى والاجهزة  الامنية  في البلاد من خلال الوحدة والتنسيق ستواصل جهودها  لكشف كافة ابعاد وخفايا هذه  الهجمات العمياء  ومن يقف وراءها  في العلن والخفاء.

وأكد  ان العمليات العمياء و الجبانة  التي نفذت هذا اليوم من قبل عدد من العملاء الارهابيين   وادت الى استشهاد عدد من الابرياء والصائمين في جوار مرقد مؤسس الجمهورية الاسلامية ومجلس الشورى الاسلامي لم يكن حادثا مفاجئا.

 واضاف: من الطبيعي ان من يضمر السوء لايران الاسلام  لا يطيق  هذه المدعاة للفخر و التضامن بين  الحكومة والشعب ، ومن خلال توظيفه ودعم عناصر متطرفة و تكفيرية يسعى الى  تغطية هزائمه  الاقليمية و انهيار القيم الاسلامية واستياء مجتمعاته، غافلين عن ان من "جرب  المجرب حلت به الندامة"  وان الشعب الايراني   مستمد من ثقافة عاشوراء  وسيدحر اي مؤامرة لمن يضمر له السوء  من خلال  المزيد من الوحدة والتضامن من خلال قدراته الامنية.

واكد الرئيس روحاني ان الاحداث الارهابية بطهران اليوم  من دون شك ستعزز اكثر فاكثر عزم ايران الاسلام في مكافحتها الارهاب الاقليمي والتطرف والعنف  مبينا ان  الارهاب يعد مشكلة  للجميع  وان  الوحدة لمكافحة التطرف والعنف والارهاب من خلال التعاون الاقليمي والدولي يعد أهم حاجة لمجمتع اليوم في العالم.

الخميس, 08 حزيران/يونيو 2017 16:06

خطر الإعلام في شهر رمضان

﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا1.
قبل أن يهلّ هلال شهر رمضان تمتلىء الشاشات بالدعايات والإعلانات للبرامج الخاصّة بالشهر الكريم وتتسابق القنوات الفضائية بتقديم إنتاجها الإعلاميّ من البرامج والمسلسلات والأفلام الرمضانية التي أنتجت خصيصاً لشهر رمضان المبارك، والتي تجافي أيّ معنى من معاني هذا الشهر وتفسده على الناس قبل حلوله وتحرف المسار الروحيّ والدينيّ قبل دخول الشهر.. والحقيقة أنّ هناك سؤالاً يجب أن يتساءله كل واحد منّا وهو أنه:

لماذا تتحرك الروحية عند هؤلاء المفسدين بشتّى أجناسهم فيهذا الشهر لإشغال الناس وجذبهم لمتابعة برامجهم الساقطة دون سواه من الشهور، وما دور الإعلام ورسالته في رمضان؟ وهل هناك خطة مبيّتة فعلاّ تهدف لضرب مختلف الأبعاد الدينية لهذا الشهر؟

وهنا سأقُصر الكلام على بعض الظواهر والحالات المنحرفة التي تُروِّج لها القنوات المرئية خلال شهر رمضان المبارك:

1- تشويه معنى شهر رمضان: إذ لولا العبارة التقليدية (رمضان كريم) التي دأبت القنوات على وضعها لرأيت كلّ شيء في هذه القنوات يسوق عقل المشاهد إلى أنّ هذا الزائر ضيفٌ ثقيل وأننا نعدّ الأيام والليالي للخروج منه، وهنا نسأل: أين البرامج التي توضح للناس وللشباب خاصةً معاني هذا الشهر وبركاته؟ وهل تعي هذه القنوات حقيقة هذا الشهر قبل إقدامها على ما تقدم عليه؟ وهل إنّ الصوم زائر ثقيل يحاول المرء التفلت منه؟ لماذا لا نرى البرامج الدينية التي توضِّح للناس المعاني السامية التي تزخر بها الكتب والأبحاث والتي تتناساها هذه القنوات وتغمض أعينها عنها ولا تذكرها حتى على سبيل دعوة الناس لقراءتها؟!

2- تشويه صورة المجتمع المسلم: وهل هذه الصورة التي قدّمها التليفزيون تمثّل الصورة الحقيقية للمسلمين، بشرًا وأخلاقًا وحياةً وسلوكًا؟ وهل إذا وضعنا الصوم في ميزان الحسنات ووضعنا المسلسلات في ميزان السيئات، يبقى للصائمين بعد ذلك شيء يلقون به وجه الخالق سبحانه وتعالى‏؟

وإذا أرادت هذه البرامج إبراز حقيقة المجتمع المسلم أبرزته أنه لا يعيش غير مشاكل الثأر والقتل بين التلال والجبال ولا يأنسُ إلا بعيش الكهوف ووهم الكرامة ويرى نفسه في القسوة والعنف والفقر والجهل.

ألا ترى الفضائيات التي تتلاعب بعقول الناس وقلوبهم تُغفل التجارب الكبيرة والمضيئة للكثير من الشعوب الإسلامية والتي تصلح أن تكون نموذجاً وقدوةً للآخرين على مستوى التغيير والصراع ضدّ الباطل ومواجهة المستعمر ونبذ الأفكار الفاسدة والغريبة عن مجتمعاتنا؟ لماذا تغمض هذه القنوات عن الجوانب المشعّة في أمتنا وتصرّ على الإمساك بيدها وسوقها إلى ظلامات التخلّف والتردّي والابتعاد عن هويتها الحقيقية؟

3- إدخال مفاهيم غربية في ثقافتنا: أين منظومة الأخلاق والقيم في البرامج والمسلسلات التي يُنفق عليها إنتاجًا أو شراءً ملايين الجنيهات‏؟
ألا يرى أهل النظر أنّ مشاهد العري والخمور والمخدّرات تقدَّم في شهر رمضان بجوٍّ من الجاذبية من خلال عرض بعض المحطات لأكثر من مسلسل حفلات ماجنة ورقص خليع ونساء عاريات ومشاهد جنسية في غاية الفجاجة، والتي تستخدم بدون أيّ وازع إلى جانب اللغة الهابطة والسوقية والكلمات البذيئة التي استباحت قدسية الحوار على لسان الممثلين.

4- تشويه صورة المرأة: أين صورة عفاف المرأة وأخلاقها التي تمثّل المرأة المسلمة من صورة المرأة المتبرجة واللاهية التي تملأ شاشات التلفزة عبر البرامج التي تدعوك للفسق والفجور وأنت تؤدي أطهر العبادات؟

أين البرامج التي تحثّ المرأة على الفضيلة والتمسّك بدينها وأخلاقها وتدعوها إلى صون نفسها عن أيّ دنس ولوث ورذيلة؟

أين البرامج التي تعلِّم المرأة واجباتها تجاه أسرتها وبيتها وأولادها ومسؤولياتها التربوية والدينية والاجتماعية؟ بل أين البرامج التي تعلّم المرأة دورها في المجتمع وترقى بها إلى مصاف الأشخاص الناشطين على المستوى الاجتماعي والتربوي والتعليمي بل والسياسي وغيره؟

ألم تقنع هذه الفضائيات أنّ المرأة ليست سلعة وليست آلة بل هي إنسان له مشاعره وأحاسيسه التي يجب علينا مراعاتها بدل أن نزيدها انغماساّ في مستنقعات الطمع والجشع والرذيلة؟!

5- إفساد الوقت بالملاهي والعبث: إذ تطالعك جملة من البرامج التي تقضي الوقت بالمسابقات في أمور لهوية وإقامة المباريات بين فريقين يتبارون في ألعاب يندى لها الجبين، وتُغدق العطاءات على الفريق الرابح في هذه الألعاب اللهوية ناهيك عن الفوازير والاستعراضات الراقصة والسهرات الماجنة والألبسة الإباحية واستقبال بعض الوجوه التي لا تمتّ إلى البعد الدينيّ بصلة والتي تستميل الكثيرين من الناس لا سيّما قليلي المعرفة بأبعاد هذا الشهر.

ثم تطالعك بعض القنوات الفضائية بعرض البرامج المضحكة والنكات والمقاطع السمجة وبرامج خاصّة بالتعليقات الساخرة على الآخرين وبعض الطرائف التي لا مكان لها في هذا الشهر، وكلّ ذلك أجنبيّ عن روحية هذا الشهر، ألم تسأل أيّ قناة نفسها: هل لهذه الغايات جعل الله شهر رمضان أفضل الشهور؟ وهل لهذه السهرات العبثية جعل لياليه أفضل الليالي؟ وهل لهذه البرامج الساخرة جعل أيامه أفضل الأيام؟

6- إفساد معنى العيد: فالعيد يُسوّق على أنه لحظة التخلّي عن كلّ القيم والفضائل، وأنّ الإنسان بخروجه من الشهر بات مسموحاً له أن يعبّر عن فرحه بالطريقة التي تعجبه، قتمتلئ الشوارع والساحات بالإعلانات الدعائية للسهرات الطويلة فمن الغناء والطرب والرقص والابتذال والمجون والفسق والاختلاط المحرم في عملية هادفة لتمييع مفهوم العيد ونسفه من جذوره، ولا يسعنا إلا أن نقول لهذه القنوات المنحرفة: إتقوا الله في عباده.

إنّ يوم العيد في بركاته وثوابه وأجره لا يقل عن أيام شهر رمضان المبارك، وكذلك الحال في ليلة العيد وفيهما من الأعمال المستحبة والأدعية ما ينبغي ألا نغفل عنه في حين نرى أنّ البرامج التي أعدتها القنوات الفضائية ليوم العيد بل للأيام الثلاثة التي تلي العيد فيها من الفساد والإبتعاد عن الطاعة ما ينسف على المستوى الروحي كلّ ما جناه المرء في أيام وليالي الشهر المبارك.

* كتاب وتزودوا في شهر الله، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.