
Super User
بعد إضرابه عن الطعام..هذه رسالة الحص للرؤساء والملوك العرب
رئيس الحكومة اللبنانية السابق سليم الحص يعلن إضرابه عن الطعام تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، ومستشار الرئيس الحص يقول إنّ الرئيس الحص وبرغم وضعه الصحي الصعب فإنّه ماضٍ في إضرابه عن الطعام.
الحص: لو تضافرت الجهود العربية ملوكاً ورؤساء لما اضطر الأشاوس الأبطال إلى إعلان إضرابهم عن الطعام
أعلن رئيس الحكومة اللبنانية السابق سليم الحص الإضراب عن الطعام، تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي المضربين عن الطعام منذ 16 يوماً.
وفي حديث قال مستشار رئيس الحكومة السابق، رفعت بدوي "إنّ الرئيس الحص ورغم وضعه الصحي الصعب، فإنّه ماضٍ في إضرابه عن الطعام، لأنّه أراد أن يعبّر فعلاً لا قولاً عن تضامنه مع انتفاضة أسرى الكرامة والحرية"، معتبراً أنّ "إضرابهم رسالة موجّهة لنا كعرب قبل أن تكون موجّهة للاحتلال لأنّنا قصّرنا عن دعمهم وإسناد القضية الفلسطينية".
"هذا الموقف موجّه إلى كلّ الشعوب العربية والملوك والرؤساء والأمراء العرب الذين تخاذلوا عن نصرة القضية الفلسطينية ومطالب الفلسطينيين" بحسب مستشار الرئيس الحص.
ونقل بدوي عن الحص قوله "لو تضافرت الجهود العربية وتضافرت كل الأحزاب والقوى العربية ملوكاً ورؤساء وعلى رأسهم جامعة الدول العربية لما اضطر هؤلاء الأشاوس الأبطال أن يعلنوا إضرابهم عن الطعام"، مضيفاً "نحن نتضامن مع هؤلاء الأبطال لأن موقفهم مشرف وأجسادهم النحيلة ستقوي من عضض الجسد العربي الذي أصابه الوهن والتخاذل".
ودعا الرئيس الحص كل الكنائس والمساجد في فلسطين والوطن العربي إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني، ووجه تحية إلى المطران عطالله حنا على موقفه المشرف.
وكان رئيس أساقفة سبسطية في بطريركية القدس للروم الأرثوذكس المطران عطالله حنا، قال إن إضراب الأسرى الفلسطينيين لن ينتهي إلا بتحقيق مطالبهم في السجون، واعتبر أن ما يحصل هو رسالة للعرب بأن تكون بوصلتهم فلسطين".
ثلاثة ظواهر “غريبة” عجز العلم عن تفسيرها!
وصل بنا التطور العلمي إلى مراحل متقدمة جعلتنا ندرك كنه الكثير من الامور والأشياء والمواد التي طالما اعتبرت مبهمة وغريبة على الإنسان، ففسر العلماء الظواهر الطبيعية والتفاعلات البيولوجية والكيميائية واكتشافنا المعادن وبواطن الأرض وقعر البحار وخوابئه غيرها الكثير، كما تمكن العلم من حماية الانسان وإشباع فضوله في المعرفة، ولكن توقف عند حدود معينة حيث أنه لا تزال هناك أمور وظواهر غريبة لم يستطع العلم تفسيرها أو اكتشاف خلفياتها. وفيما يلي نذكر لكم بعض هذه الظواهر أو الألغاز كما يسميها البعض:
1.الحدس
يعتبر الحدس من أكثر الأمور غرابة في حياة الإنسان وتعب الناس في تفسيره حتى راح بعضهم ليصفه بالحاسة السادسة عند الانسان، أما ماهيته فهو ذاك الشعور الذي يراود الانسان حيال الأشياء والأحداث والاشخاص من حوله في أوقات وظروف معينة فيبني على أساسها قرارته وبالتالي أفعاله، فمثلاً تقول حدسي يخبرني ان فلان يكذب عليّ أو مثلاً هذه الرحلة لا تبدو موفقة دون أي اساس علمي أو منطقي، ورغم أن الحدس قد يصيب أو يخطئ إلا أنه يلازم الجميع في معظم أوقاتهم وهذا ما دفع الانسان لايجاد تفسير له. أما علماء النفس فقد فسروه بالظاهرة التي تتعلق بالناس لا شعورياً في استيعاب معلومات حول البيئة المحيطة بهم ومن ثم تجعلهم قادرين على استخدام نفس المعلومات أو الاحاسيس لتوقع الأحداث دون أي دليل أو منطق علمي، وعلمياً لا دليل بيولوجي او كيميائي أو حتى طبي استطاع تفسير هذه الظاهرة.
2.وهم سبق الرؤية أو ما يعرف بالـ: ديجافو
ديجاڤو كلمة فرنسية الأصل وتعني “شوهد من قبل”، وذلك للدلالة على حالة أو ظاهرة أُطلق عليها هذا الاسم من قبل العالم “إميل بويرك” في كتابه “مستقبل علم النفس.”
وهي تعني ذاك الموقف عندما يخالجك شعور بأنك تمر بأحداث أو ظروف سبق وأن عايشتها من قبل، ويلازم هذه الظاهرة شعور بالمعرفة المسبقة وشعور بـ”الرهبة” و”الغرابة” أو ما سماه عالم النفس فرويد بـ”الأمر الخارق للطبيعة”. التجربة السابقة التي يهيأ لنا بأننا عشناها عادة ما تكون زارتنا في أحد أحلامنا. ولكن في بعض الحالات ثبتت بأنه فعلاً ما نشعر موقف سابق قد كان حقيقة ووقع في الماضي والآن يُعاد.
وبعض الآراء الغريبة التي فسرت هذه الظاهرة اعتبرتها بأنها مرتبطة بحياة سابقة أو باختطاف الكائنات الفضائية لنا وزودتنا بهذه المعلومات من قبل، فيما يعتبر بعض العلماء بانها حالة مرتبطة بمشاهدتنا للتلفاز لفترات، ما يؤدي إلى نوع من الخلط او التشابه في دماغنا يجعلنا نظن أننا رأينا هذه الأحداث من قبل، إلا أن العلم الحديث وعلماء النفس لم يستطيعوا أن يجدوا تفسيراً شافياً لهذه الظاهرة وظلت مبهمة حتى يومنا هذا.
3.معايشة الموت أو تجربة الإقتراب من الموت
تعتبر هذه الحالة او الظاهرة قليلة الحدوث ونادرة جداً، وهي عبارة عن حالة يعيشها الأشخاص الذي تعرضوا لحوادث خطيرة كادت تودي بحياتهم او انهم فعلاً فارقوا الحياة لفترة زمنية معينة، واختلف وصف هؤلاء لهذه الحالة فمنهم من وصفها بالجيدة والجميلة ومنهم من وصفها بالمخيفة والمليئة بالشر والشياطين!
ولكن كان هناك تشابه في رواية جميع هؤلاء وهي مرورهم بنفق او خندق أسود او أبيض اللون انتهى بهم إلى نور ساطع ابيض، اختلف العلماء حول هذه الظاهر فيمن وصفها بالهلوسات جرّاء انقطاع الاوكسجين او انخفاضه في الدماغ ومنهم من أرجعها لامور دينية ولاهوتية وغيرها، أما علماء النفس اعتبروها ارجاعات للعقل الباطن داخل عقولنا تحاول تسهيل عملية الموت علينا، إلا انه في نهاية المطاف لم يستطع العلم إيجاد تفسير منطقي وعلمي واضح لهذه المسألة حتى يومنا هذا.
والجدير بالذكر أن الامر لا يقتصر على هذه الظواهر الثلاثة فقط إنما تطرقنا لها باعتبارها قد تواجه أياً منا يومياً كما أنها الأكثر غرابة بين الحالات او الظواهر الأخرى الغير مفسرة علم
انتفاضة الاسرى.. هل وصلت الرسالة؟
انتفاضة جديدة أشعلها الاسرى في سجون ومعتقلات الاحتلال الاسرائيلي عبر اطلاقهم جولة جديدة لمعركة الامعاء الخاوية والاضراب عن الطعام تحت عنوان “اضراب الحرية والكرامة”، وذلك رفضا للظلم وتنديدا بالممارسات الصهيونية داخل السجون وللمطالبة بتحسين اوضاعهم فيها في ظلم الانتهاكات المتواصلة لحقوق الاسير ولحقوق الانسان من قبل السجان الاسرائيلي.
وليس غريبا على الاسرى الوقوف بوجه المحتل حتى في اصعب الظروف لرفع صوت الحق بوجه هذا الحاكم الظالم، فالاسرى هم اولئك المناضلين الذين اتعبوا العدو الاسرائيلي في مختلف الميادين خارج المعتقل، وبالتالي هم خبراء في إرهاق العدو والتغلب عليه وقهره وهم داخل السجن، فالعدو لا بد انه سيرضخ امام المواجهات البطولية السلمية للاسرى الذين يملكون ما لا يملكه العدو من صبر وتحمل وارادات وعزيمة حركت العالم الحر والشارع الفلسطيني الذي بدأ يخرج نصرة للاسرى في الاراضي المحتلة وفي دول الشتات.
رسائل بالجملة..
وأصحاب الاضراب داخل السجون يوجّهون اليوم رسائل للعالم أجمع ان قضيتهم اي القضية الفلسطينية لن تموت ولا تموت طالما هم من حاملي راياتها، ولا يفيد بعد ذلك كل مبادرات الهرولة باتجاه العدو سواء كانت مبادرات عربية او غير عربية وسواء وافقت عليها بعد الاطراف الفلسطينية ام لم توافق، فالاسير الذي لا يأبه بالمحتل ولا بالقيود ولا بالتعذيب داخل السجن يقول لنا لما أنتم ساكتون عن فلسطين ويقول للفصائل الفلسطينية لما أنتم متباعدون، بينما نحن متحدون في معركة واحدة ضد المحتل وداخل الزنازين لا فرق بيننا بل تجمعنا فلسطين وتجمعنا مقاومة المحتل الواحد.
وهذا الأسير اليوم يطلق كلمة سر لكل فلسطيني في القدس وشوارعها وبيت لحم ورام الله وقطاع غزة وكل شبر محتل او محاصر ان المقاومة لا تعرف حدا ولا تنحصر بآلية او بأسلوب، إنما هي مباحة بكل الوسائل والطرق المشروعة من القتال المسلح الى استخدام السلاح الابيض وصولا للكلمة، بل حتى بالعمل السلبي يمكن ان تقاوم عندما تخبر العالم أنك تمتنع عن الاكل والشرب حبا لفلسطين ونصرة لقضيتك المحقة، والاسير اليوم يقول لكل فلسطيني اضرب عدوك وواجهه وقاطعه ولو بموقف فـ”الموقف سلاح” ولكن يجب ان تعرف كيف تستخدمه واين ومتى؟ وهذا الاسير يقول للفلسطيني لا تنشغل بما يريدك العدو ومن يدعمه ان تنشغل به على امتداد خارطة الامة من مسائل حياتية او معارك جانبية تدخلك في أتون الصراعات الطائفية او القومية او السياسية بل ركّز البوصلة لقتال العدو الحقيقي بهدف طرده من فلسطين التي احتلها وشرد شعبها.
والاسير الفلسطيني يقول لكل الشعوب العربية والاسلامية ولأنظمتها بشكل خاص، ماذا قدمتم لنا ولقضية فلسطين؟ ماذا فعلتم لمواجهة هذا المحتل؟ هل تراجعتم عن “مبادرات الذل” التي تقدمونها للعدو الذي يرفضها لانه يرغب بالقضاء على كل معالم القضية الفلسطينية؟ هل ما زالت هذه القضية موجودة في حسابات غالبية الحكام والانظمة العربية والاسلامية؟ هل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي سمعت بإضرابنا وهل تتذكر معنى تحرير فلسطين والمقدسات؟
عن التنسيق مع العدو.. والمصالحة الفلسطينية
الاسير الفلسطيني يسأل من المعتقل لماذا التنسيق الامني مع العدو ما زال موجودا وقائما من قبل السلطة الفلسطينية؟ ولماذا لا تنقطع كل سبل التواصل التي تفيد العدو فقط دون غيره؟ لماذا لا تتوحد الجهود بين الجميع من كل الفصائل والتيارات السياسية والعسكرية بما يخدم القضية الفلسطينية وتحقيق المطلب الاول بتحرير كامل الارض الفلسطينية؟ لماذا لا يتم تفعيل التعاون بين قطاع غزة ورام الله خدمة للمصلحة العامة؟
ورغم كل المعاناة داخل السجون تستفيد سلطات الاحتلال من كل هذا الصمت العربي والاسلامي لتزيد من ممارساتها التعسفية، فقد قامت إدارة مصلحة السجون الصهيوني بتنفيذ سلسلة اجراءات قمعية عبر عناصر خاصة تمثلت باقتحامات وتفتيشات مكثفة على أقسام الأسرى المضربين عن الطعام، عبر استخدام الكلاب البوليسية وصادرت بعض المواد الغذائية بالاضافة الى مصادرة نسخ من القرآن الكري، كما منعت سلطات الاحتلال الأسرى المضربين، من إقامة صلاة الجمعة وحرمتهم من الخروج إلى الاستراحة اليومية، كما قامت بوضع العديد من الاسرى في العزل الانفرادي ممن اعتبرت انهم يقودون او يقفون خلف اضراب “الحرية والكرامة” أمثال الاسير مروان البرغوثي الذي أعلن الاثنين عن تدهور حالته الصحية، كما قامت السلطات الاسرائيلية بحملة نقل للاسرى من سجن الى آخر، في محاولة منها لارباك حركة “الانتفاضة الاسيرة”.
وفي صورة بارزة للعدوانية الاسرائيلية، أطلقت العديد من التصريحات لمسؤولين صهاينة حرضت على الاسرى المضربين للطعام حتى وصل الامر الى حد التحريض على القتل، وفي هذا الاطار قال عضو الكنيست الاسرائيلي أورين حازان إن “السجون مليئة ولم تعد تتسع ولكن هناك مكان تحت الأرض”، بينما دعا رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو السلطة الفلسطينية الى وقف رواتب الاسرى وعدم تسليمها لعائلاتهم.
ارادة لن تنكسر..
وفي السياق، وجه عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” المناضل الاسير مروان البرغوثي، رسالة إلى البرلمانيين في مختلف أنحاء العالم ولأعضاء الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، حول إضراب الاسرى المفتوح عن الطعام، حيث قال “إذا كنتم تقرأون هذه الرسالة فهذا يعني أن الإحتلال الإسرائيلي قد اختار الاستمرار في سياساته القمعية والعقوبات الجماعية ضد الأسرى الفلسطينيين والتحريض ضدهم بدلا من تلبية مطالبهم الشرعية”، وتابع “استلامكم هذه الرسالة يعني أيضا أنني قد وضعت في العزل الإنفرادي مرة أخرى مع زملائي الآخرين المضربين عن الطعام ولكننا لن نصمت ولن نستسلم ولن تنكسر إرادتنا”، واضاف “لقد قام برلمانيون إسرائيليون بالتحريض على اعتقالنا ودعموه وشجعوه ها هم يجلسون بينكم في المحافل البرلمانية الدولية بينما يمنعوننا ويحرمون علينا ذلك”.
وبالتوازي تتواصل الفعاليات الوطنية والدولية الداعمة لإضراب الحرية والكرامة، هذا وأعلنت اللجنة الوطنية لإسناد الإضراب سلسلة فعاليات، من بينها معارض فنية ومهرجانات والتواجد في خيام الإعتصام التي نصبت في كل المدن في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر.
وكذلك في لبنان أقيمت عدة فعاليات تضامنية مع انتفاضة الاسرى في العديد من المخيمات الفلسطينية، منها الوقفة التي نظمتها “الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” في مخيم مار الياس في العاصمة اللبنانية بيروت، وتحدث بالمناسبة عضو المكتب السياسي للجبهة علي فيصل حيث طالب “بتدويل قضية الاسرى ونقل ملفهم الى المحافل والمؤسسات الدولية لفضح الممارسات النازية للاحتلال وادارات سجونه المخالفة لكل القوانين الدولية واتفاقية جنيف الرابعة وابتداع اشكال من التوقيف المخالف للقوانين وهو ما يعرف بالتوقيف الاداري الذي يستمر لسنوات احيانا دونما ادانات وتهم محددة”، وشدد على ان “عملية الاعتقالات باطلة اصلا لان اسرائيل كيان احتلال يمارس احتلاله لاراضي الدولة الفلسطينية ويقوم بقمع ابناء هذه الدولة من ممارسة حقهم المشروع في مقاومة الاحتلال والاستيطان والتهويد والقضم وابتلاع الاراضي”.
وفيما طالب فيصل “السلطة الفلسطينية بتقديم شكوى لمحكمة الجنايات الدولية مدعومة بالادلة والقرائن بشأن عنصرية الاحتلال في التعاطي مع الاسرى التي ادت الى استشهاد المئات في السنوات الماضية”، دعا “لتوسيع دائرة التحرك الفلسطيني والعربي والدولي دعما للاسرى بما يؤدي الى انتفاضة شاملة داخل سجون الاحتلال تتأخى مع انتفاضة الشباب وتشكيل قيادة موحدة لها”.
الأكيد ان الاسرى بانتفاضتهم أحدثوا صدمة لمن يعنيهم الامر في هذه الامة، بهدف اعادة الانتباه لكل الغافلين ان قضية الاسرى هي حلقة من حلقات النضال في إطار القضية الاساس لتحرير فلسطين ومواجهة هذا العدو الاسرائيلي الذي يحاول إلهاء الامة بمعارك جانبية واختلاق اعداء جدد لها، إلا ان رسالة الاسرى واضحة “اسرائيل” هي العدو الاول والاخير للامة كلها.
ليبيا مركز لتجارة الأسلحة عبر الانترنت
صحيفة "الواشنطن بوست" الاميركية تشير إلى ازدهار بيع الأسلحة في ليبيا عن طريق الانترنت، والأسلحة مصدرها 26 دولة، بينها الولايات المتحدة والصين.
جزء أساسي من مروّجي بيع وشراء الأسلحة في ليبيا يقومون بذلك بشكل فردي عبر الانترنت
أشارت صحيفة الواشنطن بوست إلى أنّ التقرير الصادر عن مشروع مسح الأسلحة الصغيرة ومقرّه جنيف يوثّق 1300 محاولة بيع أسلحة عبر الانترنت بين 2014 و2015.
وبحسب التقرير، فإنّ البيانات التي جرى تجميعها هي جزء صغير من عمليّات بيع أسلحة غير مشروعة هي جزء صغير من عمليات بيع أسلحة غير مشروعة في ليبيا.
وجاء في التقرير أنّ الأسلحة التي عُثر عليها في عمليات البيع التي جرى تعقّبها مصدرها 26 دولة، من بينها الولايات المتحدة والصين وبلجيكا وتركيا. ولفت التقرير إلى أنّ غالبية الأسلحة الصغيرة هي للدفاع عن النفس ولأغراض رياضية، مضيفاً أنّ بعض الأشخاص المتورّطين هم على صلة بميليشيات ليبية مسلّحة.
ويُستعمل موقع فيسبوك في هذا الإطار بشكل لافت كما يرد في التقرير، حيث لا يبذل القيّمين على مجموعات لبيع الأسلحة جهوداً كبيرة لإخفاء طبيعة نشاطهم، وحين يتم إغلاق صفحة أو مجموعة من قبل إدارة الفيسبوك، يتم إنشاء صفحات أخرى ليزداد التداول عليها بشكل سريع.
جزء أساسي من التداول في بيع الأسلحة وشرائها يتم من خلال تجّار يقومون بهذا العمل بشكل فردي، على الرغم من أنّ بعضهم يُعتبرون امتداداً لسوق السلاح الكبير في ليبيا.
كوريا الشمالية تتوعد إسرائيل: لن نرحمكم!
كوريا الشمالية تصدر بياناً تحذيرياً تهدد فيه إسرائيل وتقول "نعتبر التصريحات الإسرائيلية..تحدياً لبيونغ يانغ، ورسالتنا أننا لن نرحم من يؤذي كرامة قيادتنا وزعيمنا".
أصدرت كوريا الشمالية بياناً تحذيرياً هددت فيه إسرائيل، بعد تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان التي هاجم فيها الرئيس الكوري كيم جونغ أون.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي قد وصف الرئيس الكوري الشمالي بأن سياسته تضرّ بأمن المنطقة بالكامل والاستقرار الدولي، مشيراً إلى أنه "قائد متطرف لمجتمع يتصف بالأصولية".
وقالت الخارجية الكورية الشمالية في بيان لها "نعتبر التصريحات الإسرائيلية، تمثل تحدياً لبيونغ يانغ، ورسالتنا أننا لن نرحم من يؤذي كرامة قيادتنا وزعيمنا".
وأضافت الخارجية "يتوجب على إسرائيل، التفكير مرتين قبل أن تتفوه بأي كلمة حول الزعيم الكوري كيم جونغ أون، وإلا فإن عقابنا قاسٍ ولن يرحم أحداً".
بيان الخارجية الكورية رداً على تصريحات ليبرمان
كما شنّت كوريا الشمالية في بيانها هجوماً على إسرائيل بسبب امتلاكها سلاحاً نووياً، واحتلالها الأراضي الفلسطينية، وقالت ة إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة بالشرق الأوسط التي تمتلك سلاحاً نووياً بشكل غير قانوني تحت رعاية الولايات المتحدة، بالتزامن مع تهجمها على البرنامج النووي الكوري الشمالي.
ووصفت الخارجية الكورية الموقف الإسرائيلي بأنه "حيلة سيئة" لصرف انتباه الرأي العام العالمي عن جرائمها وإضرارها بالسلام في الشرق الأوسط.
الجمع بين الصلاتين
مقدّمة
اتّفقت المذاهب الإسلامية جميعاً على جواز الجمع بين صلاتي الظهر والعصر في وقت، وبين صلاتي المغرب والعشاء في وقت، ووقع الاختلاف في التفصيل من حيث الشروط والأسباب الداعية الى الجمع، فمنهم من اقتصر على جوازه في عرفة والمزدلفة، ومنهم من أضاف السفر، وهكذا.
وللأسف نجد أنّ البعض قد اتّهم أتباع مدرسة أهل البيت(عليهم السلام)بأ نّهم خالفوا الشريعة، لأنهم حكموا بجواز الجمع بين الصلاتين من غير عذر، والحال أن الأدلة الشرعية عند الفريقين ـ كما سوف نرى ـ تؤكد جوازه.
من هنا سوف نتناول هذه المسألة عند غير الإمامية والأدلة الشرعية التي اعتمدوها لنرى مدى انسجامها مع أصل الشريعة، ثم نلاحظ الموقف الذي تتبناه مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) إزاء هذه المسألة ضمن عدة اُمور :
الأمر الأوّل: أوقات الصلاة
تناول الفقهاء المسلمون مسألة وقت الصلاة، واختلفوا في أن الوقت هل هو شرط لصحة الصلاة؟ أم هو شرط للوجوب ؟
يتّجه المذهب الحنفي إلى أنّ دخول الوقت ليس شرطاً من شروط الوجوب، ولا من شروط الصحة، وذلك لأنّهم قالوا: إنّ دخول الوقت شرط لأداء الصلاة، بمعنى أنّ الصلاة لا يصح أداؤها إلاّ إذا دخل الوقت. وبهذا نجدهم متفقين مع غيرهم من المذاهب على أن الصلاة لا تجب إلاّ إذا دخل وقتها، فإذا دخل وقتها خاطبه الشارع بأدائها خطاباً موسعاً ، بمعنى إذا فعلها في أوّل الوقت صحّت، وإذا لم يفعلها في أوّل الوقت لا يأثم، فإذا أدرك الصلاة كلّها في الوقت فقد أتى بها على الوجه الذي طلبه الشارع منه وبرئت ذمّته، كما لو أداها في أوّل الوقت أو وسطه، أمّا إذا صلاّها كلّها بعد خروج الوقت فإن صلاته تكون صحيحة، ولكنه يأثم بتأخير الصلاة عن وقتها([1]).
فإذا كانت الصلاة لا تصح إلاّ بدخول الوقت سواء قلنا إن الوقت شرط للأداء، أم شرط للصحة أو للوجوب، فماهي الأوقات التي شرعت للصلاة الخمسة عند المذاهب وكيف نعرفها؟
تعرف أوقات الصلاة بزوال الشمس والظل الذي يحدث بعد الزوال، وبه يعرف وقت الظهر ودخول وقت العصر، ثم مغيب الشمس ويعرف به وقت المغرب، ثم مغيب الشفق الأحمر أو الأبيض على رأي، ويعرف به دخول وقت العشاء ثم البياض الذي يظهر في الاُفق ويعرف به وقت الصبح([2]).
أما أوقات الصلاة الخمسة في مذهب أهل البيت(عليهم السلام)فمستندها ما جاء عن أبي عبدالله(ع)أنه قال: «أتى جبرئيل رسول الله(صلى الله عليه وآله) فأعلمه مواقيت الصلاة، فقال صلِّ الفجر حين ينشقّ الفجر، وصلّ الاُولى إذا زالت الشمس، وصلِّ العصر بعيدها، وصلِّ المغرب إذا سقط القرص، وصلِّ العتمة إذا غاب الشفق. ثم أتاه من الغد، فقال: أسفر بالفجر فأسفر، ثم أخّر الظهر حين كان الوقت الذي صلّى فيه العصر، وصلّى العصر بعيدها، وصلّى المغرب قبل سقوط الشفق، وصلّى العتمة حين ذهب ثلث الليل، ثم قال: ما بين هذين الوقتين وقت»([3]).
وبهذا تكون أوقات الصلاة الخمسة المفروضة ثلاثة، وقت لفريضتي الظهر والعصر مشتركاً بينهما، ووقت لفريضتي المغرب والعشاء على الاشتراك بينهما، وثالث لفريضة الصبح خاصة، قال تعالى: (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إنّ قرآن الفجر كان مشهوداً)([4]).
قال الفخر الرازي ـ بعد أن أنهى بيانه لمعنى الدلوك والغسق في الآية الكريمة ـ : (فإن فسّرنا الغسق بظهور أوّل الظلمة كان الغسق عبارة عن أوّل المغرب، وعلى هذا التقدير يكون المذكور في الآية ثلاثة أوقات: وقت الزوال، ووقت أوّل المغرب، ووقت الفجر، وهذا يقتضي أن يكون الزوال وقتاً للظهر والعصر، فيكون هذا الوقت مشتركاً بين هاتين الصلاتين، وأن يكون أوّل المغرب وقتاً للمغرب والعشاء، فيكون هذا الوقت مشتركاً أيضاً بين هاتين الصلاتين، فهذا يقتضي جواز الجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء مطلقاً، إلاّ أنّه دلّ الدليل على أن الجمع في الحضر من غير عذر لا يجوز، فوجب أن يكون الجمع جائزاً بعذر السفر وعذر المطر وغيره)([5]).
قال العلاّمة الحلّي: إنّ لكلّ من الظهر والعصر وقتين: مختص ومشترك، فالمختصّ بالظهر من زوال الشمس الى قدر أدائها، وبالعصر قدر أدائها في آخر الوقت، والمشترك ما بينهما، وللمغرب والعشاء وقتين، فالمختص بالمغرب قدر أدائها بعد الغروب، وبالعشاء قدر أدائها عند الانتصاف، والمشترك ما بينهما، فلا يتحقق معنى الجمع عندنا، أما القائلون باختصاص كل من الظهر والعصر بوقت، وكذا المغرب والعشاء، فإنّه يتحقق هذا المعنى عندهم([6]).
الأمر الثاني: حكم الجمع وأسبابه عند المذاهب
فإذا عرفنا أوقات الصلاة الخمسة على وجه التفصيل، وعرفنا ماهو الوقت المختص منها والمشترك، لنسأل: ماهو الحكم الشرعي في الجمع بين الصلاتين; صلاة الظهر والعصر في وقت، وصلاة المغرب والعشاء في وقت ؟
لقد اتّفقت جميع المذاهب، على جواز الجمع بين الظهر والعصر في عرفة، وفي المزدلفة بين المغرب والعشاء.
ويتّفق المذهب المالكي والشافعي والحنبلي من غير الحنفية في جواز الجمع بوجود عذر المطر والطين والمرض والخوف وغيرها من الأعذار، ويختلف الفقهاء الثلاثة بالجمع عند السفر على تفصيل فيما بينهم.
قالت الشافعية: إن أسباب الجمع هي السفر، والمرض والمطر والطين مع الظلمة في آخر الشهر، ووجود الحاج بعرفة أو مزدلفة. والمراد بالسفر مطلقه سواء كان مسافة قصر أو لا. ويشترط أن يكون غير محرّم ولا مكروه، فيجوز لمن سافر سفراً مباحاً أن يجمع بين الظهر والعصر جمع تقديم بشرطين، أحدهما: أن تزول عليه الشمس حالة نزوله بالمكان الذي ينزل فيه المسافر للاستراحة، ثانيهما: أن ينوي الارتحال قبل دخول وقت العصر والنزول للاستراحة مرة اُخرى بعد غروب الشمس، فإن نوى النزول قبل اصفرار الشمس صلّى الظهر قبل أن يرتحل، وأخّر العصر وجوباً حتى ينزل، لأنّه ينزل في وقتها الاختياري فلا داعي لتقديمها...
والشافعية قالوا: يجوز الجمع بين الصلاتين المذكورتين جمع تقديم أو تأخير للمسافر مسافة القصر بشرط السفر، ويجوز جمعها جمع تقديم بسبب نزول المطر ووضعوا لجمع التقديم شروطاً.
وقالت الحنابلة: الجمع المذكور بين الظهر والعصر، أو المغرب والعشاء تقديماً أو تأخيراً مباح وتركه أفضل، وإنّما يُسن الجمع بين الظهر والعصر تقديماً بعرفة، وبين المغرب والعشاء تأخيراً بالمزدلفة، ويشترط في إباحة الجمع أن يكون المصلّي مسافراً سفراً تقصر فيه الصلاة، أو يكون مريضاً تلحقه مشقة بترك الجمع، أو تكون امرأة مرضعة أو مستحاضة، فإنّه يجوز لها الجمع دفعاً لمشقة الطهارة عند كل صلاة، ومثل المستحاضة المعذور كمن به سلس بول، وكذا يباح الجمع المذكور للعاجز عن الطهارة بالماء أو التيمم لكل صلاة، وللعاجز عن معرفة الوقت كالأعمى أو الساكن تحت الأرض، وكذا يباح الجمع لمن خاف على نفسه أو ماله أو عرضه، ولمن يخاف ضرراً أن يلحقه بتركه في معيشته، وفي ذلك سعة للعمال الذين يستحيل عليهم ترك أعمالهم.
وهذه الاُمور كلّها تبيح الجمع بين الظهر والعصر، أو المغرب والعشاء تقديماً وتأخيراً، ويباح الجمع بين المغرب والعشاء خاصة، بسبب الثلج والبرد والجليد والوحل والريح الشديدة الباردة والمطر الذي يبلّ الثوب، ويترتب عليه حصول مشقة، لا فرق في ذلك بين أن يصلّي بداره أو بالمسجد ولو كان طريقه مسقوفاً، والأفضل أن يختار في الجمع ماهو أهون عليه من التقديم أو التأخير، فإن استوى الأمران عنده فجمع التأخير أفضل، ويشترط لصحة الجمع ، تقديماً وتأخيراً أن يراعي الترتيب بين الصلوات([7]).
وقالت الحنفية: لا يجوز الجمع بين الصلاتين في وقت واحد، لا في السفر ولا في الحضر بأيّ عذر من الأعذار، إلاّ في حالتين :
الاُولى: جمع تقديم وله شروط:
1 ـ أن يكون ذلك يوم عرفة.
2 ـ أن يكون محرماً بالحجّ.
3 ـ أن يصلّي خلف إمام المسلمين.
4 ـ أن تكون صلاة الظهر صحيحة، فإن ظهر فسادها وجبت إعادتها، ولا يجوز له في هذه الحالة أن يجمع معها العصر، بل يصلّي العصر إذا دخل وقته.
الثانية: يجوز جمع المغرب والعشاء جمع تأخير في وقت العشاء، بشرطين:
1 ـ أن يكون ذلك بالمزدلفة.
2 ـ أن يكون محرماً بالحج([8]).
أما ابن تيمية فأجاب عندما سُئل عن هذه المسألة، بقوله: (يجوز الجمع للوحل الشديد والريح الشديدة الباردة في الليلة الظلماء ونحو ذلك، وإن لم يكن المطر نازلاً في أصح قولي العلماء، وذلك أولى من أن يصلّوا في بيوتهم، بل ترك الجمع مع الصلاة في البيوت بدعة مخالفة للسنّة، إذ السنّة أن يصلّي الصلوات الخمسة في المساجد جماعة، وذلك أولى من الصلاة في البيوت باتفاق المسلمين، والصلاة جمعاً في المساجد أولى من الصلاة في البيوت مفرقة، باتّفاق الأئمة الذين يجوزون الجمع، كمالك والشافعي وأحمد ، والله تعالى أعلم)([9]).
وفي هذه الفقرة من البحث نتابع الروايات التي نقلتها كتب الصحاح والتي تؤكد جواز الجمع في الحضر من غير علّة.
الأمر الثالث: الصحاح تؤكد جواز الجمع مطلقاً
1 ـ عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: (صلّى رسول الله(صلى الله عليه وآله)الظهر والعصر جميعاً والمغرب والعشاء جميعاً في غير خوف ولا سفر)([10]).
2 ـ عن جابر بن زيد عن ابن عباس، قال: (صلّيت مع النبي ثمانياً جميعاً)([11]).
3 ـ عن جابر بن زيد عن ابن عباس: (إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله)صلّى بالمدينة سبعاً وثمانياً الظهر والعصر والمغرب والعشاء)([12]).
4 ـ وعن عبدالله بن شقيق، قال: خطبنا ابن عباس يوماً بعد العصر حتى غربت الشمس، وبدت النجوم وجعل الناس يقولون: الصلاة الصلاة، قال: فجاءه رجل من بني تميم لا يفتر ولا ينثني: الصلاة الصلاة، قال: فقال ابن عباس: أتُعلّمني بالسنّة لا اُمّ لك؟ ثم قال: (رأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله)جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء)، قال عبدالله بن شقيق: فحاك في صدري من ذلك شيء فأتيت أبا هريرة فسألته فصدّق مقالته([13]).
وفي رواية اُخرى قال ابن عباس: (لا اُمّ لك أتُعلّمنا بالصلاة؟! كُنّا نجمع بين الصلاتين على عهد رسول الله)([14]).
5 ـ وعن ابن عباس: (صلّى رسول الله(صلى الله عليه وآله) الظهر والعصر جميعاً بالمدينة في غير خوف ولا سفر). قال أبو الزبير فسألت سعيداً لِمَ فعل ذلك؟ فقال: سألت ابن عباس كما سألتني. فقال: (أراد أن لا يحرج أحداً من اُمّته)([15]).
6 ـ وعن ابن عباس أيضاً ، قال: (جمع رسول الله(صلى الله عليه وآله)بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا مطر)([16]).
وفي حديث أبي معاوية قيل لابن عباس: (ما أراد الى ذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج اُمّته)([17]).
7 ـ وعن مُعاذ بن جبل قال: (جمع رسول الله(صلى الله عليه وآله) في غزوة تبوك بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء). قال: فقلت ما حمله على ذلك؟ فقال: (أراد أن لا يحرج اُمّته)([18]).
واختار البخاري في صحيحه جملة من الروايات التي تصرّح بالجمع وذكرها تحت باب: «تأخير الظهر والعصر» من كتاب «مواقيت الصلاة».
عن جابر بن زيد عن ابن عباس: (إن النبي(صلى الله عليه وآله) صلّى بالمدينة سبعاً وثمانياً الظهر والعصر، والمغرب والعشاء)، فقال أيوب: لعلّه في ليلة مطيرة، قال: عسى([19]).
وعلّق السيد شرف الدين على التذييل الأخير على الرواية بقوله: (إنّ يتّبعون إلاّ الظن).
وعن عمرو بن دينار، قال: سمعت جابربن زيد عن ابن عباس، قال: (صلّى رسول الله(صلى الله عليه وآله)سبعاً جميعاً وثمانياً جميعاً)([20]).
وأرسل في باب ذكر العشاء والعتمة عن ابن عمر وأبي أيوب وابن عباس: (إنّ النبي(صلى الله عليه وآله)صلّى المغرب والعشاء ـ يعني جمعهما ـ في وقت إحداهما دون الاُخرى)([21]).
ويؤيده ما عن ابن مسعود، إذ قال: (جمع النبي(صلى الله عليه وآله) ـ يعني في المدينة ـ بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء، فقيل له في ذلك، فقال: صنعت هذا لئلاّ تحرج اُمّتي)([22]).
الأمر الرابع: شراح مسلم والبخاري يستظهرون من الروايات جواز الجمع في الحضر وقاية من الحرج
ناقش النووي في شرحه لصحيح مسلم تأويل الروايات سابقة الذكر التي حملت على اُسس مذهبية، وإليك ما نقله عنهم في تعليقه على هذه الأحاديث:
قال: وللعلماء فيها تأويلات ومذاهب، فمنهم من تأوّلها على أنه جمع لعذر المطر. قال: وهذا مشهور عن جماعة من كبار المتقدمين([23]).
قال وهو ضعيف برواية ابن عباس: «من غير خوف ولا مطر».
قال: ومنهم من تأوّلها على أنّه كان في غيم فصلّى الظهر، ثم انكشف الغيم وظهر أن وقت العصر دخل فصلاّها فيه .
قال: وهذا أيضاً باطل، لأنّه إن كان فيه أدنى احتمال في الظهر والعصر، فلا احتمال فيه في المغرب والعشاء.
قال: ومنهم من تأوّلها على تأخير الاُولى الى آخر وقتها فصلاّها فيه، فلمّا فرغ منها دخل وقت العصر فصلاّها فيه فصار جمعه للصلاتين صورياً.
قال: وهذا ضعيف أيضاً أو باطل، لأنّه مخالف للظاهر مخالفة لا تحتمل.
قال: وفِعلُ ابن عباس حين خطب، فناداه الناس الصلاة الصلاة، وعدم مبالاته بهم واستدلاله بالحديث لتصويب فعله بتأخيره صلاة المغرب الى وقت العشاء، وجمعها جميعاً في وقت الثانية، وتصديق أبي هريرة له وعدم إنكاره، صريح في ردّ هذا التأويل([24]).
وهناك ردود لهذا التأويل، كردّ ابن عبدالبرّ والخطابي وغيرهما على أن الجمع رخصة، فلو كان صورياً لكان أعظم ضيقاً من الإتيان بكل صلاة في وقتها، لأنّ أوائل الأوقات وأواخرها ممّا لا يدركه أكثر الخاصة فضلاً عن العامة. قالوا: وأيضاً فصريح الجمع رخصته، قول ابن عباس: أراد أن لا يحرج اُمّته، قالوا: وأيضاً فصريح أخبار الجمع بين الفريضتين إنّما هو بأدائهما معاً في وقت إحداهما دون الاُخرى، إمّا بتقديم الثانية على وقتها وأدائها مع الاُولى في وقتها، أو بتأخير الاُولى عن وقتها الى وقت الثانية وأدائها وقتئذ معاً ، قالوا: وهذا هو المتبادر الى الفهم من إطلاق لفظ الجمع في السنن كلّها، وهذا هو محل النزاع([25]).
قال النووي: ومنهم من تأوّلها فحملها على الجمع لعذر المرض أو نحوه ممّا هو في معناه، قال: وهذا قول أحمد بن حنبل والقاضي حسين من أصحابنا واختاره الخطابي والمتولي والروياني من أصحابنا، وهو المختار في تأويلها لظاهر الأحاديث([26]).
وردّ بعض الأعلام هذا التأويل، إذ قال: (وقيل: إن الجمع كان للمرض، وقوّاه النووي، وفيه نظر; لأنّه لو جمع للمرض لما صلّى معه إلاّ من به المرض، والظاهر أنّه(صلى الله عليه وآله)جمع بأصحابه، وبه صرّح ابن عباس في رواية ثابتة عنه. انتهى)([27]).
الأمر الخامس: المؤيدات على جواز الجمع مطلقاً
يوجد أكثر من مؤيد بدحض الرأي القائل بعدم جواز الجمع في الحضر منها:
1 ـ إنّ أصحاب الصحاح من غير البخاري فتحوا باباً في صحاحهم ومسانيدهم، بعنوان: (الجمع بين الصلاتين) وذكروا فيه الروايات التي ترخّص الجمع مطلقاً، فيكون دليلاً على جواز الجمع مطلقاً في السفر والحضر مع العذر وبلا عذر([28]).
ولو كان غير ذلك لفتحوا باباً مخصوصاً للجمع في الحضر، وباباً مخصوصاً للجمع في السفر، وبما أنّهم لم يفعلوا ذلك، وإنّما سردوا الروايات في باب واحد كان ذلك دليلاً على جواز الجمع مطلقاً. ولا يعارض من أن البخاري لم يسلك هذا الطريق في صحيحه، لأنّه يكفي التزام الباقين من أصحاب الصحاح هذا المنهج كمسلم والترمذي والنسائي وأحمد بن حنبل وشراح مسلم والبخاري، وأنّ البخاري قد ذكر الأحاديث، إلاّ انّه ذكرها تحت عناوين اُخرى.
2 ـ كانت فتاوى العلماء بعدم جواز الجمع مطلقاً قائمة على أساس التأويلات، لا على أساس ما يستظهر من الروايات.
3 ـ تصريح الصحاح بأنّ العلّة هي مخافة أن لا يكون أحد من الاُمّة في حرج ومشقة، وهذا يعني أن تشريع الجمع إنّما هو للتوسعة ـ بقول مطلق ـ وعدم الاحراج بسبب التفريق، ثم إن الأحاديث التي تتكلم عن الجمع في أثناء السفر لا تختص بمورد السفر، لأن العلّة في هذه الأحاديث مطلقة لا دخل فيها للسفر من حيث كونه سفراً، ولا للمرض والمطر والطين والخوف من حيث هي هي، وإنّما هي كالعام يرد في مورد خاص، فلا يخصص به بل يطرد في جميع مصاديقه([29])، كما سنبيّنه في الأمر السادس بمزيد من التفصيل.
4 ـ العلماء يجوّزون الجمع في الحضر.
قال النووي: وذهب جماعة من الأئمة الى جواز الجمع في الحضر للحاجة لمن لا يتّخذه عادة، وهو قول ابن سيرين وأشهب من أصحاب مالك، وحكاه الخطابي عن القفال الشاشي الكبير من أصحاب الشافعي وعن أبي إسحاق المروزي وعن جماعة من أصحاب الحديث واختاره ابن المنذر.
قال: ويؤيده ظاهر قول ابن عباس: «أراد أن لا يحرج اُمّته»، إذ لم يعلّله بمرض ولا غيره، والله أعلم !.
وهذا الكلام قد صرّح به أكثر من واحد من العلماء; كالزرقاني في شرحه للموطأ والعسقلاني والقسطلاني وغيرهما، ممّن علّق على حديث ابن عباس في الجمع بين الصلاتين([30]).
الأمر السادس: مخالفة المشهور
مـن غير مذهـب أهـل البيت(عليهم السلام) لتصاريـح الصحاح
في هذه الفقرة من البحث نشير الى الروايات الصريحة التي وردت في الصحاح، وتعرضت الى مسألة جواز الجمع بين الصلاتين، وإن لم يكن ذا عذر، هي تخالف الرأي المشهور عند أرباب المذاهب ضمن عدة نقاط:
1 ـ تذكر الصحاح بأن رسول الله(صلى الله عليه وآله) قد جمع بين الصلاتين في الحضر ومن غير عذر، كما في صحيح البخاري([31]) وصحيح مسلم([32]) وسنن أبي داود([33])وسنن الترمذي([34]) وسنن النسائي([35]) والموطأ([36]) وسنن الدارقطني([37]) والمعجم الكبير للطبراني([38]) وكنز العمّال([39]).
وتذكر أيضاً بأنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قد جمع بين الصلاتين بعذر([40])، ونجد ابن عباس في الوقت الذي ينقل لنا كلا النوعين من الروايات ـ أي الجمع بعذر وبغير عذر ـ عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) كان يفهم من فعل الرسول جواز الجمع مطلقاً.
وأيّد هذا الفهم أبو هريرة أيضاً عندما سئل عن فعل ابن عباس وقوله.
ويضاف أنّ ابن عباس قد وبّخ الشخص الذي اعترض عليه حينما أخّر ابن عباس صلاة المغرب عن أول وقتها، وجمع بين الصلاتين في وقت لاحق من غير عذر، بقوله: «لا اُمّ لك، أتعلّمنا بالصلاة؟! كنا نجمع بين الصلاتين على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله))([41]).
2 ـ ثمّ إنّ الروايات بالاطلاق كقول: «صلّى بنا رسول الله(صلى الله عليه وآله)الظهر والعصر، والمغرب والعشاء جميعاً من غير خوف ولا سفر»([42]).
وصلّى رسول الله(صلى الله عليه وآله) الظهر والعصر جميعاً بالمدينة في غير خوف ولا سفر ، قال أبو الزبير: سألت سعيداً ، لِمَ فعل ذلك؟ فقال: سألت ابن عباس كما سألتني، فقال: أراد أن لا يحرج أحد من اُمّته([43]).
وفي غزوة تبوك جمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء، قال : فقلت ما حمله على ذلك، قال: «أراد أن لا يحرج اُمّته»([44])، وجمع في غير مطر([45])، وصلّى رسول الله(صلى الله عليه وآله)الظهر والعصر جميعاً والمغرب والعشاء جميعاً في غير خوف ولا سفر([46])، وصليت وراء رسول الله(صلى الله عليه وآله) ثمانياً جميعاً، وسبعاً جميعاً([47])، وهذه الصراحة تنفي التخصيص بحالات العذر.
نعم، هناك رواية واحدة ينقلها الترمذي وهي ساقطة من حيث السند ، فعن أبي سلمة يحيى ابن خلف البصري، حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن حنش، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي(صلى الله عليه وآله)، قال: (من جمع بين الصلاتين من غير عذر فقد أتى باباً من أبواب الكبائر).
قال أبو عيسى وحنش: هذا هو «أبو علي الرحبيّ وهو: حسين ابن قيس وهو ضعيف عند أهل الحديث، ضعّفه أحمد وغيره»([48]).
قال البخاري: أحاديثه منكرة ولا يكتب حديثه.
وقال العقيلي في حديثه: «من جمع بين صلاتين ، فقد أتى باباً من الكبائر» لا يتابع عليه، ولا يعرف إلاّ به، ولا أصل له ، وقد صحّ عن ابن عباس: أن النبي(صلى الله عليه وآله) جمع بين الظهر والعصر([49])، وعليه فإنّ الإطلاق في الروايات لا تخصّص له.
3 ـ وخلاصة المشكلة التي تورّط بها الفقهاء من المذاهب الإسلامية في مسألة الجمع بين الصلاتين، فأفتوا خلافاً لما تصرح به الروايات، يرجع الى فهم الأوقات الشرعية للصلاة وتقسيمها بين المختص والمشترك، وطبيعة الالتزام بهذا التقسيم يستدعي تغير السؤال وصياغته بهذه الصورة:
هل يجوز الجمع بين الصلاتين في وقت أحدهما؟
وبناءً على ذلك ينبغي رفع الخلاف في المسألة بسبب كون الموضوع قد اختلف ، وذلك لأن مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) ترى بأنّ الوقت مشترك للصلاتين والاختصاص من حيث الفضيلة فقط، إذ لا وقت مختص باحدى الصلاتين ، لأنّه يسع لكليهما ، إلاّ أن هذه قبل هذه([50]).
وفقهاء المذاهب الاُخرى يمنعون من الجمع بين الصلاتين في وقت أحدهما، إذ لكل واحدة من الصلاتين وقت غير وقت الاُخرى لذا فالموضوع هنا مختلف([51]).
إذ أصبح كل من الفريقين يحكم بخلاف الآخر في غير موضوع الآخر، والخلاف إنّما يصحّ مع اتّحاد الموضوع لا مع اختلافه.
الأمر السابع: حكم الجمع في الصلاة في مدرسة أهل البيت(عليهم السلام)
استدلّ الأصحاب في مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) على جواز الجمع بين الصلاتين بعدد من الأخبار، ولمّا كانت هذه المسألة ذات علاقة بأحكام أوقات الصلاة، نرى من اللازم التعرض إليها قبل معرفة حكم الجمع بين الصلاتين .
قال تعالى: (إنّ الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً)([52]).
وقال: (أقم الصّلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً)([53]).
واختلف المفسّرون في الدلوك، فقال قوم: دلوك الشمس زوالها، وهو قول ابن عباس، وابن عمر، وجابر، وأبي العالية، والحسن، والشعبي، وعطاء ومجاهد، وقتادة. والصلاة المأمور بها على هذا هي صلاة الظهر، وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبدالله(عليهما السلام)، وبهذا تكون الآية جامعة للصلوات الخمسة، فصلاتا دلوك الشمس الظهر والعصر، وصلاتا غسق الليل هما: المغرب والعشاء الآخرة، والمراد بقرآن الفجر: صلاة الفجر، فهذه خمس صلوات([54]).
قال الطَبْرسي: إنّه يمكن الاستدلال بالآية على ذلك، بأن يقال: إنّ الله سبحانه جعل من دلوك الشمس، الذي هو الزوال الى غسق الليل وقتاً للصلوات الأربع، إلاّ أنّ الظهر والعصر اشتركا في الوقت من الزوال الى الغروب، والمغرب والعشاء الآخرة اشتركا في الوقت من الغروب الى الغسق، وأفرد صلاة الفجر بالذكر، في قوله: (وقرآن الفجر) ففي الآية بيان وجوب الصلوات الخمس، وبيان أوقاتها. ويؤيد ذلك ما رواه العياشي بالاسناد عن عبيد بن زرارة عن أبي عبدالله(ع) في هذه الآية ، قال: إنّ الله افترض أربع صلوات، أوّل وقتها من زوال الشمس الى انتصاف الليل، منها صلاتان أوّل وقتهما من عند زوال الشمس الى غروبها، إلاّ أن هذه قبل هذه، ومنها صلاتان أوّل وقتهما من غروب الشمس الى انتصاف الليل إلاّ أن هذه قبل هذه([55]).
قال الشيخ الطوسي: إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الظهر، ويختص بها بمقدار ما يصلّي فيه أربع ركعات، ثم بعد ذلك مشترك بينه وبين العصر، الى أن يصير ظلّ كل شيء مثله، فإذا صار كذلك خرج وقت الظهر وبقي وقت العصر، وأوّل وقت العصر إذا مضى من الزوال مقدار ما يصلّي الظهر أربع ركعات، وآخره إذا صار ظلّ كل شيء مثليه، وأوّل وقت المغرب إذا غابت الشمس، وآخره إذا غاب الشفق وهو الحمرة، وأوّل وقت العشاء الآخرة إذا غاب الشفق الذي هو الحمرة، وفي أصحابنا من قال: إذا غابت الشمس فقد دخل وقت الصلاتين ولا خلاف بين الفقهاء إنّ أوّل وقت العشاء الآخرة غيبوبة الشفق([56]).
وقال في مسألة حكم الجمع: يجوز الجمع بين الصلاتين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء الآخرة في السفر والحضر عند المطر وغير المطر، والجمع بينهما في أوّل وقت الظهر، فإنْ جمع بينهما في وقت العصر كان جائزاً([57]).
ومن الأخبار التي دلّت على جواز الجمع من غير علّة نذكر ما يلي:
عن عبدالله بن سنان عن الصادق(عليه السلام) : أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله)جمع بين الظهر والعصر بأذان وإقامتين، وجمع بين المغرب والعشاء في الحضر من غير علّة بأذان واحد وإقامتين([58]).
وعن اسحاق بن عمّار عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال: «إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله)صلّى الظهر والعصر في مكان واحد من غير علّة ولا سبب، فقال له عمر ـ وكان أجرأ القوم عليه ـ : أحدث في الصلاة شيء؟! قال: لا، ولكن أردت أن اُوسّع على اُمّتي»([59]).
الخلاصة :
وهكذا يتّضح أن مسألة أوقات الصلاة كانت موضع اتّفاق عند المذاهب الإسلامية عدى اختلاف يسير.
فالأوقات للصلوات الخمسة ثلاثة: الظهر والعصر يشتركان في وقت، وصلاتي المغرب والعشاء لهما وقت مشترك أيضاً، أما صلاة الصبح فلها وقت خاص، ولكل من الصلوات الأربع أوقات مختصة بها على التفصيل الذي ذكرناه.
وحكم الجمع بناءً على اشتراك الوقت، بين صلاتي الظهر والعصر والمغرب والعشاء، فهو الجواز عند كل المذاهب، والاختلاف قد وقع في الأسباب حيث قيّدوه بالسفر مرّة، والحضور بعرفة مرّة اُخرى، أو المرض والعجز والطين والمطر مرّة ثالثة .
أمّا أتباع مذهب أهل البيت: فقد قالوا بجواز الجمع من غير عذر أو بعذر مخافة الحرج، استناداً للأخبار الصحيحة عندهم([60]) والتي جاء مثلها في كتب الصحاح والمسانيد عند أهل السنّة أيضاً([61])، إلاّ أنهم أوّلوها فكان التأويل قاعدة للحكم لا الى ما تستظهره رواياتهم بجواز الجمع مطلقاً.... والحمدلله ربّ العالمين.
الهوامش:
([1]) الفقه على المذاهب الأربعة ومذهب أهل البيت(عليهم السلام) 1: 180، كتاب الصلاة، باب مواقيت الصلاة المفروضة.
([2]) الفقه على المذاهب الأربعة 1:182، كتاب الصلاة ، باب ما تعرف به أوقات الصلاة.
([3]) وسائل الشيعة 3:116 ، كتاب الصلاة، باب أوقات الصلاة، ح4795 ـ 1 .
([4]) الإسراء: 78.
([5]) التفسير الكبير للإمام الفخر الرازي 21:27، تفسير الآية 78 من سورة الإسراء.
([6]) تذكرة الفقهاء للعلاّمة الحلّي 2:365، كتاب الصلاة، أوقات الصلاة، البحث السادس في الجمع.
([7]) الفقه على المذاهب الأربعة، للجزيري 1:487، كتاب الصلاة، مباحث الجمع بين الصلاتين.
([8]) الفقه على المذاهب الأربعة 1:487، كتاب الصلاة، مباحث الجمع بين الصلاتين.
([9]) الفتاوى لابن تيمية: 314.
([10]) صحيح مسلم 2:151، كتاب الصلاة، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر.
([11]) مسند ابن حنبل 1:221، مسند عبدالله بن عباس، ح 1921.
([12]) صحيح مسلم 2:152، كتاب الصلاة، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر.
([13]) صحيح مسلم: 2:152، كتاب الصلاة، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر، ومسندابن حنبل 1:251، مسند عبدالله بن عباس، ح 2269.
([14]) صحيح مسلم 2:153، كتاب الصلاة، الجمع بين الصلاتين في الحضر.
([15]) صحيح مسلم 2:151، كتاب الصلاة، الجمع بين الصلاتين في الحضر.
([16]) المصدر السابق 2:152، كتاب الصلاة، الجمع بين الصلاتين في الحضر.
([17]) نفس المصدر السابق.
([18]) نفس المصدر السابق.
([19]) صحيح البخاري 1:137، كتاب الصلاة، باب تأخير الظهر الى العصر.
([20]) المصدر السابق 1:140، كتاب الصلاة، باب وقت المغرب .
([21]) المصدر السابق 1:141، كتاب الصلاة، باب ذكر العشاء والعتمة.
([22]) المعجم الكبير للطبراني 10:218، ح 10525 .
([23]) كالإمامين مالك والشافعي وجماعة من أهل المدينة، ارشاد الساري2:222، كتاب مواقيت الصلاة، باب تأخير الصلاة، شرح الحديث 543.
([24]) صحيح مسلم بشرح النووي 5:217، كتاب المسافر، باب جواز الجمع بين الصلاتين في السفر.
([25]) ارشاد الساري 2:222، كتاب مواقيت الصلاة، باب تأخير الصلاة.
([26]) صحيح مسلم بشرح النووي 5:218، كتاب الصلاة، باب جواز الجمع بين الصلاتين في السفر، شرح الحديث..
([27]) شرح الزرقاني لموطأ مالك 1:263، باب الجمع بين الصلاتين .
([28]) ليالي بيشاور، للسيد محمد الشيرازي: 38.
([29]) مسائل فقهية لشرف الدين: 22، الجمع بين الصلاتين.
([30]) شرح صحيح مسلم للنووي 5:218، كتاب صلاة المسافر، الجمع بين الصلاتين.
([31]) صحيح البخاري 1:140، باب وقت المغرب.
([32]) صحيح مسلم بشرح النووي: 5/215، كتاب صلاة المسافر، الجمع بين الصلاتين في السفر.
([33]) سنن أبي داود 2:6، كتاب الصلاة، باب الجمع بين الصلاتين، ح 214.
([34]) سنن الترمذي: 1/355، أبواب الصلاة، باب 24، ما جاء في الجمع بين الصلاتين، ح 187.
([35]) سنن النسائي : 1/491، كتاب مواقيت الصلاة ، الجمع بين الصلاتين في الحضر، ح 1573.
([36]) الموطأ: 91 ، ح 332.
([37]) سنن الدارقطني 1:395، باب صفة صلاة المسافر، ح 5 .
([38]) المعجم الكبير للطبراني 10 : 218، ح 10525.
([39]) كنز العمّال 8:246، الباب الرابع في صلاة المسافر، ح 22764.
([40]) سنن الدارقطني 1:389، باب الجمع بين الصلاتين في السفر، الأحاديث 1 و 2 و 3. وصحيح مسلم بشرح النووي 5:218، كتاب صلاة المسافر، الجمع بين الصلاتين.
([41]) صحيح مسلم 2:153، كتاب الصلاة، الجمع بين الصلاتين في السفر.
([42]) صحيح مسلم بشرح النووي 5:215، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، الجمع بين الصلاتين في السفر.
([43]) صحيح مسلم بشرح النووي 5:215، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، الجمع بين الصلاتين في السفر.
([44]) المصدر السابق.
([45]) سنن أبي داود 2:6 كتاب الصلاة، باب الجمع بين الصلاتين، ح 1214 .
([46]) الموطأ : 91 ح 332 .
([47]) سنن النسائي 1:290.
([48]) سنن الترمذي 1:356، أبواب الصلاة ، باب 24 ما جاء في الجمع بين الصلاتين ح 188.
([49]) المصدر السابق: على هامش الحديث 188.
([50]) وسائل الشيعة 3:116، كتاب الصلاة ح 4795 ـ 1 ، والخلاف للشيخ الطوسي 1:257.
([51]) الفقه على المذاهب الأربعة، كتاب الصلاة، مباحث الجمع بين الصلاتين.
([52]) النساء: 103.
([53]) الإسراء: 78.
([54]) مجمع البيان 6:282، تفسير الآية 78 من سورة الإسراء.
([55]) مجمع البيان،، تفسير القرآن للطبرسي 6:283 ، تفسير الآية 78 من سورة الإسراء.
([56]) الخلاف، للشيخ الطوسي 1:257.
([57]) المبسوط، للشيخ الطوسي 1:140، كتاب الصلاة ، في صلاة المسافر.
([58]) الوسائل 3:160، كتاب الصلاة، 33 باب الجمع بين الصلاتين، ح 1.
([59]) الوسائل 3:160، كتاب الصلاة، 33 باب الجمع بين الصلاتين، ح 2.
([60]) الوسائل 3:160، كتاب الصلاة ، باب 33 ، الجمع بين الصلاتين ، ح1 و 2.
([61]) صحيح البخاري 1:140، صحيح مسلم بشرح النووي 5:215 ، سنن أبي داود 2:6، سنن الترمذي 1:355، سنن النسائي 1:491، الموطأ : 91، سنن الدارقطني 1:395 ، المعجم الكبير للطبراني 10:218، كنز العمال 8:246.
نور البصيرة
أكّد القرآن وأهل البيت(ع) على ضرورة البصيرة، نظراً لأثرها في توضيح طريق الحقّ وإرشاد الناس إلى أن تكون مواقفهم صحيحة حيث يقع الالتباس واختلاط الحقّ بالباطل عند فقدان البوصلة التي ترشد إلى الإستقامة، قال تعالى: {قُلْ هذِهِ سَبِيلي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَة أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكينَ}[يوسف: 108]
البصيرة: هي قوّة عند الإنسان توجد نوعاً من الرؤية الواضحة للأمور حسنها وقبيحها جيّدها ورديئها صحيحها وسقيمها، وهي نظرة تنكشف بها للمتبصّر عواقب الأمور فيرى ما وراء الأعمال نتيجة إعمال الفكر فيصبح على يقين منها كمن يعاينها، فإذاً البصيرة هي قدرة على الرؤية الصحيحة التي يساعد في تشكلّها العقل والتجربة والتربية والعلم والثقافة والتي يصطلح على تسميتها في هذا الزمن بالوعي.
فالذي يفقد البصيرة كالذي يفقد البصر، لأنّ من يفقد البصيرة يقع في ضعف بل الخطأ في تشخيص الأمور، ولذا يخدعه الخادعون ويدلّس عليه المدلّسون، ويوقعه في الشبهات المشبِّهون، فإذا كان فاقد البصر أعمى العين، فإنّ فاقد البصيرة أعمى القلب، وماذا ينفع البصر مع عمى البصائر، قال الله تعالى: {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور} [الحج: 46]
للبصيرة ميادين وساحات نقتصر هنا على ثلاثة منها هي:
1 ـ البصيرة على النفس
إنّ من أوضح معارف الإنسان معرفته بنفسه، فالإنسان يعرف نفسه بالعلم الحضوريّ، أي ليس من خلال استحضار صورة الشيء إلى النفس، وكذا يعلم الإنسان بعدّة أمور تتعلّق بنفسه من خلال حضورها عند نفسه، لا بحضور صورها، فالواحد منا يعرف نفسه بأنّه جائع أو عطشان، من خلال حضور نفس الجوع والعطش لديها، من هنا نعرف كثيراً من الصفات الراجعة إلى نفس الإنسان، فإنّ الإنسان يعرف صفات نفسه الواقعيّة، وإنْ أظهر خلافها أمام الناس، فهو يعرف ضعفها، وإن أظهر القوة، ويعرف بخلها، وإن أظهر الكرم، ويعرف جبنها، وإن أظهر الشجاعة، فهو قد يظهر ما ليس واقعًا في نفسه، ويلقي لذلك المعاذير، لكنّه في الواقع هو كما قال الله تعالى: {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} [القيامة: 14 ـ 15].
2- البصيرة في الدين
بما أنّ الدين يشكّل الطريق القويم الذي يوصل الإنسان إلى كماله الذي يمثّل غاية وجوده، وبما أنّ الدين لم يجعله الله تعالى نصّاً واحداً لا يمكن أن تحرّف مفاهيمه، فإنّ معرفة الدين الحقّ دون تحريف تحتاج إلى آليّة صحيحة، ومسار متقن لتتحقّق من خلال ذلك البصيرة فيه، وهذا المسار، وإن أوضحت بنوده العامّة، إلا أنّ أئمة أهل البيت(ع) أكّدوا على أنّ ذلك يحتاج إلى تسديد إلهيّ للإنسان، فأكّدو من خلال الدعاء:>اللهم إنّي أسألك أن تجعل النور في بصري، والبصيرة في ديني< [بحار الأنوار ج73 ص96]
ولعلّ هذا التأكيد بسبب المحاولات الحثيثة من إبليس ومن قد يساعده من شياطين الإنسان لتحريف صورة الدين عبر محاولة تأثيره في النظام الإدراكي الوسيط، فإنّ تأثير إبليس في الإنسان يقتصر على الإدراك، ومحاولة إراءة الصورة على غير واقعها، كإراءته ما انجذب إليه الناس من بيان القرآن الإعجازي، في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنّه نوع من السحر. وقد عبّر القرآن الكريم عن دور إبليس هذا بقوله عزّ وجل: {قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [الحجر: 39ـ 4]. فالمخلَصون هم الذين ثبتت عندهم الحقائق بحيث لا يستطيع إبليس أن يغيّرها، أمّا غير المخلَصين، فهو يسعى جاهداً نحو تغييرها من خلال التأثير على النظام الإدراكي لديهم.
3 ـ البصيرة الاجتماعيّة
إنّ وعي الأمور الاجتماعيّة على حقيقتها، أي البصيرة فيها، تحتاج إلى السير في ضوء البنود الأربعة، والتي هي:
1ـ التأكّد مما أواجهه.
2ـ صحة المعلومات.
3ـ استحضار الاحتمالات الأخرى.
4ـ التحليل الصحيح على ضوء ما تقدّم.
وهنا لا بدّ من ملاحظة أمر يتعلّق بالبند الثاني، وذلك أنّ من ضمن المعلومات التي لا بدّ من الاعتماد عليها، وعدم إغفالها هو ناتج البصيرة في الدين، فالبصيرة الاجتماعيّة تعتمد على البصيرة الدينيّة، إذ الأخيرة تُشكّل أساساً ومدماكًا في البصيرة الاجتماعية.
وتَكوُّن البصيرة الاجتماعيّة، لا سيّما في نطاقها الأوّل في الأسرة والأصدقاء والأقرباء والجيران، يحتاج -عادةً- إلى تدخّل الواعين من الأهل والمعلّمين وغيرهم لتوجيه الأبناء والتلامذة نحو الوعي الاجتماعي من خلال السير في ضوء البنود الأربعة.
أمّا في الدائرة الاجتماعية العامّة، فإنّ البصيرة لا يكفي فيها توجيه الأهل والمعلّمين والمربّين، بل تحتاج إلى توجيه الوليّ العام للأمّة الذي يشكّل ضامنًا ضروريًا لتحصين بصيرتها، لا سيّما مع الجهود الكبيرة التي تبذل من شياطين الإنس والجن، كي يحرفوا القضايا عن حقيقتها.
وفي عصرنا شاهد عظيم على ذلك، ألا وهو الإمام الخميني+ الذي نقل الأمّة من حالة الإغلاق والتيه والانجذاب إلى الهاوية إلى البصيرة والوعي والإدراك لمحاولات شياطين الجنّ والإنس للتأثير في النظام الإدراكي للأُمّة فرسم خطوطًا حدّد من خلالها:
ـ عدوّ الأمة الوجودي، وهو إسرائيل.
ـ عدوّ الأمّة السياسي، وهو أمريكا.
- قضيّة الأُمّة الأساسيّة، وهي القدس.
- واجب الأمّة الأساس، وهو وحدتها.
واسترجع في منهجه العالم والمرأة والمسجد إلى أدوارهم الأصيلة.
وأوضح المعالم التي تحتاج الأُمّة إلى الاستنارة بها. وقد عرفت هذه الخطوط بخطّ الإمام الخمينيّ الذي اعتبره ولي الأمر الإمام الخامنئيّ شاخصًا ضروريًا في صيانة بصيرة الأُمّة وحمايتها من أي انحراف.
فإن أردنا أن نكون من أهل البصائر، فمدرستهم عاشوراء، وصفتهم الشجاعة، وقائدهم وليّ الأُمّة، ومحصّن بصيرتها وهدفهم إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة، فهم فرسان المصر، وأهل البصائر، وقوم مستميتون.
آثار البصيرة:
1 ـ المساعدة على تشخيص خطّ المواجهة مع العدو، لأن هناك مَن يكون في صفّنا لكن حنجرته تردد حديث الأعداء.
2 ـ البصيرة تهدي إلى الحق وتؤدي إلى الرؤية الحقيقية للاعتماد على المسار الصحيح، وهي التي تنطلق من عقيدة سليمة ومنهج سليم وقد أنعم الله تعالى علينا بنعمة الإسلام ذلك الدين الكامل التام الذي يبيّن لنا طريق الحقّ ويعرّفنا على كيفية التعاطي مع الأحداث وتقييمها.
3 ـ البصيرة هي كشّاف النور، الذي يحتاج الإنسان إليه ليرسم هدفه في هذه الدنيا وليعرف الهدف ويحدّد الطريق، فالبصيرة تدلّ على الطريق، وإنّ أعظم ثروة يمتلكها الشباب المؤمن هي ما يجعله يزداد نوراً على نور. فإذا تمكّن الشاب من معرفة الله تعالى وعرض قلبه عليه من خلال الخشوع والذكر والتضرّع والتوسّل سيكون مصداقاً لقوله تعالى: {نُّورٌ عَلَى نُور}[النور: 35[
4 ـ البصيرة ضرورية لمواجهة الحرب الناعمة
فإنّ الأولوية الرئيسة في بلاد المسلمين اليوم هي مواجهة الحرب الناعمة للعدو، والتي تهدف إلى بثّ الريبة والتفرقة والتشاؤم بين أبناء الشعوب، وأن أهم سُبل مواجهة هذا الهجوم هو حفظ وتقوية البصيرة والروح التعبوية والأمل الكامل في المستقبل، والمراقبة الجادّة في حالات التشخيص.
البابا يصف سوريا بـ"البلد الشهيد" بعد مجزرة حافلات الفوعة وكفريا
دعا البابا فرنسيس، اليوم الأحد، إلى عودة السلام إلى الشرق الأوسط، خاصا بالذكر سوريا، التي وصفها بـ" البلد الشهيد" الذي يعاني من نزاع زرع "الرعب والموت".
وأمام 60 ألف شخص تجمعوا في ساحة القديس بطرس، تضرع البابا الى الله بمناسبة إحياء قداس عيد الفصح، لينهي النزاعات في العالم وتهريب الأسلحة والمعاناة التي تلحق بالأكثر ضعفا.
وإذ ندد مرة جديدة بمأساة سوريا حيث يقع المدنيون "ضحايا حرب لا تكف عن زرع الرعب والموت"، رفع دعاءه حتى يجلب الله "السلام الى كل الشرق الاوسط بدءا بالأراضي المقدسة، وكذلك في العراق واليمن".
ودان البابا في هذه المناسبة "الهجوم الشنيع" الذي وقع السبت في حلب "ضد لاجئين فارين".
واستشهد نحو 110 اشخاص اغلبهم اطفال، من اهالي الفوعة وكفريا في تفجير انتحاري استهدف السبت حافلات غرب حلب كانت تقلهم بعيدا عن بلدتيهما اللتان تعانيان مرارة الحصار منذ عامين.
وابتهل البابا إلى الله أن "يهب المسؤولين عن الأمم الشجاعة لتجنب اتساع النزاعات ووقف تهريب الاسلحة".
السودان يجري تعديلات على دستوره.. وهذا اهم ماجاء في التعديلات
أجاز المجلس الوطني السوداني الثلاثاء، بعض التعديلات على دستور البلاد الانتقالي لعام 2005، بأغلبية كاسحة وسط أعضاء المجلس، وقد أوكلت التعديلات الدستورية مهام جديدة للأجهزة الأمنية السودانية، متمثلة بمحاربة الإرهاب وتجارة البشر والأسلحة وجرائم المنظمة الدولية.
وقد أجُريت التعديلات على 14 مادة دستورية، من أبرزها أدوار ومهام جهاز الأمن والمخابرات الوطني وعلى الحريات الصحفية والسياسية وحريات التعبير.
وقالت نائبة رئيس مجلس الوطني، ورئيسة اللجنة الطارئة لإجراء التعديلات الدستورية، الدكتورة بدرية سليمان، اليوم ، أثناء تلاوتها المواد الدستورية المعدلة في مرحلة القراءة الرابعة والأخيرة، بالمجلس الوطني، إن المهام الجديدة التي أُوكلت لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، هي” أن يعمل جهاز الأمن والمخابرات الوطني على مكافحة مهددات الأمن القومي، بما في ذلك جرائم الإرهاب وغسيل الأموال وتهريب البشر الجريمة المنظمة الدولية ومنها الوطنية، بالتنسيق مع القوات النظامية الأخرى وبالتعاون الثنائي والإقليمي والدولي مع الجهات ذات الصِّلة واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة”، وهذا إلى جانب مهامها الأساسية في التركيز على جمع المعلومات وتحليلها وتبويبها وتقديمها للأجهزة المختصة.
وفي زاوية الحريات العامة، أعطت التعديلات الدستورية الحريات الكاملة، ” لكل مواطن حق التعابير الحر وعكس ما يمثله للرأي العام عبر وسائل الإعلام والخطاب العلني والنشر المكتوب والمسموع والمرئي والتظاهر في موكب لبسط دعائية، وفقاً لما ينظمه قانون يوازن بين الحرية التعبير وحرمة وعموم الأشخاص من الطعن للأعراض وإشاعة المفتريات وبين الطمأنينة وحركة المجتمع وأخلاقه ومناشط التظاهر”
فلسطين على أبواب البيت الأبيض.. القادة العرب يطلبون لأنفسهم.. على حسابها!
يواصل العدو الإسرائيلى نهش أراضى السلطة التى لا سلطة لها على ما تبقى من فلسطين، مستغلا انشغال أهل النظام العربى عنها، بل واستعدادهم للتضحية بها من أجل «سلام» يحفظ لهم عروشهم والرئاسات فى الجمهوريات والممالك والمشيخات على حد سواء.
.. ويواصل الشعب الفلسطينى الأعزل إلا من حقه التاريخى فى أرضه مقاومته بما تيسر له من أسباب المقاومة: الإضراب والتظاهر وهجمات الفتية الذين آمنوا بربهم فزادهم هدى بالسكاكين والحجارة.
بالمقابل، يستعد رئيس السلطة الفلسطينية لزيارة واشنطن ولقاء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وهو يكاد يطير فرحا فالصورة فى البيت الأبيض «إنجاز» تاريخى يعوض تضاؤل الأمل بالتحرير والسيادة وقيام الدولة الوطنية على كامل الأرض الفلسطينية..
ها هو رئيس السلطة يلقى مثل تكريم من سبقه من الملوك والرؤساء وأولياء العهود العرب: يجلس فى مواجهة رئيس الكون فى المكتب البيضاوى وتلتقط له الصور وهو يصافح «نظيره» الأمريكى والابتسامات العريضة ترفرف بالزهو من حولهما.
أما المواقف فمعلنة سلفا: لم يحدث أن أشار أى رئيس أو مسئول أمريكى إلى «الدولة الفلسطينية» فى أى يوم مضى، وبالتأكيد فإن ترامب الصديق الصدوق للوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة الأمريكية كما لرئيس حكومة العدو الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لن يشذ عن القاعدة، وإن كان قد تجاوز أسلافه من الرؤساء «فتجرأ» على دعوة رئيس السلطة الفلسطينية والتقاه فى البيت الأبيض، من دون أن تكون هناك معاهدة جديدة مع الحكومة الإسرائيلية معدة للتوقيع، كما حصل مع الزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات... اللهم إلا إذا كانت سوف تأتى لاحقا لهذا اللقاء التاريخى، وثمرة له ودائما بشروط إسرائيل.
لا مجال للمصادفات والمجاملات فى هكذا لقاء، فلا هذا الرئيس الأمريكى، على وجه التحديد، «متعاطف» مع نضال الشعب الفلسطينى وحقه فى أرضه الوطنية، ولا هو متمرد على النفوذ الصهيونى ويريد أن يسجل موقفا بطوليا بنصرة الشعب المظلوم..
ثم إن زيارة رئيس السلطة التى لا سلطة لها تأتى فى سياق محدد: فهى، من جهة، تأتى فى أعقاب قمة التنازلات العربية عن حق الفلسطينيين (والعرب) فى أرضهم، وهى التى عقدت فى عمان لتكمل ما كان بدأ فى القمة العربية فى بيروت قبل خمس عشرة سنة، وقد تجاوزتها فى تأكيد حق إسرائيل فى الوجود إلى التسليم بأن يكتفى الفلسطينيون ببعض البعض فى أرضهم التاريخية فى فلسطين... بموافقة عربية إجماعية كادت تتصرف مع إسرائيل وكأنها «دولة شقيقة».
ثم إنها تأتى، من جهة ثانية، فى سياق تحرك مستجد للبيت الأبيض فى ما يتصل بالقضية الفلسطينية.. وهو سياق دلالاته الكاملة فى غياب صوت الاعتراض العربى على ما يدبر فى واشنطن (وتل أبيب، طبعا) متصلا بهذه القضية التى كانت مقدسة والتى تطرح الآن فى سوق النخاسة تتلاعب بها المناقصات بعدما شغل عنها قادة العرب الذين يتنافسون فى التنازل عن «الحق التاريخى» فى الأرض الفلسطينية.
كذلك فهى تأتى فى سياق المواكب الملكية والرئاسية العربية التى «حجت» من قبل أو ستحج إلى «البيت الأبيض» فى المستقبل القريب والتى شملت إلى جانب ولى ولى العهد السعودى الملك الأردنى ورئيس الوزراء العراقى والرئيس المصرى، ثم الملك الأردنى مجددا، وبعد القمة العربية لطمأنة ترامب إلى الالتزام العربى بالوعود والعهود التى قطعت له.
***
.. وبالتأكيد فإن «تحرير فلسطين» ليس بين هذه العهود!
ولن يستطيع محمود عباس أن يأخذ من ترامب أكثر مما أعطاه أقرانه العرب، وأكثر مما أعطى هو نفسه لتحرير فلسطين.
إن الرئيس الأمريكى الجديد الذى وصل عبر موجة عالية من الشعارات المتطرفة إلى حد الاستحالة، والذى تعهد بأن يكون نقيض سلفه باراك أوباما، والذى زاد عدد قواته العسكرية (ولو باسم «الخبراء») فى العراق، والذى قصف مطارا عسكريا من على بعد فى سوريا، والذى يتحايل للتملص من موجبات الاتفاق النووى مع ايران، ويتعهد بحماية التدخل العسكرى السعودى بل الخليجى على اليمن.
إن مثل هذا الرئيس الآتى من عالم المضاربات فى البورصة، وهو عالم اخترعه اليهود وما زال الصهاينة يتحكمون، لن تشغل وجدانه قضية الحق المضيع فى فلسطين لأهلها، خصوصا أن القادة العرب باتوا يضيقون بأثقالها ويتمنون الخلاص منها بأى ثمن.
من غير المنطقى أن نطالب الرئيس الأمريكى بأن يكون إلى جانب فلسطين أكثر من القادة العرب، وأن يخاصم إسرائيل نتنياهو ويذهب إلى الحرب معها وعليها بينما الملوك والرؤساء والأمراء والشيوخ يتسابقون إلى طلب «الصلح» معها وبشروطها.. لا سيما بعدما تخلصوا من «مزايدات» القيادة الفلسطينية التى كانت تقول بالثورة والتحرير ثم «تحررت» من عبء الشعارات الثقيلة لتقول بـ «التسوية» وتقبل بما هو دون ما نصت عليه قرارات الأمم المتحدة.!
لقد اندثر «العرب»!. ضربهم الانقسام وشرذمتهم الحروب ضد الذات، ومزقت احتمالات تلاقيهم لمواجهة عدوهم الإسرائيلى، فأخذوا يتسابقون أو يتسللون، لا فرق، إلى طلب الصلح معه، بشروطه، وتحت تسمية «التسوية» التى تكاد تماثل «الاستسلام»، وأفدح الأثمان هى تلك التى سيدفعها شعب فلسطين والتى ستنال من كرامة الأمة جميعا.
لقد بات لقاء المسئولين العرب مع الرئيس الأمريكى، وتحديدا هذا الرئيس الصريح فى إعلان مواقفه، مكلفا.. فهو يعنى، بالضرورة، قدرا من التنازل، سواء بطلب المساعدة بشروطه، وغالبا ضد «الأشقاء» أو «الجيران» وإيران تحديدا، أو بطلب الإغاثة لإنقاذ أوضاعهم الاقتصادية من كارثة تتهددها.
بكلام آخر: إن الذاهب ليطلب لنفسه لن يتذكر فلسطين ولن يطلب لها، بل إنه فى الغالب الأعم سيأخذ على حساب التنازل عن جوهر قضيتها.
***
مع أن رصيد فلسطين، كقضية تحرر وطنى، عظيم لدى شعوب العالم والعديد من حكوماته، إلا أن الأنظمة العربية (فضلا عن «السلطة الفلسطينية») تكاد تستهلكه جميعا خارج أهدافه الأصلية.
إن الأنظمة العربية تحاول تغطية تقصيرها الفاضح تجاه القضية المقدسة بادعاء بذل الجهود لدى واشنطن من أجلها.. فى حين أنها تسحب من رصيد فلسطين لحساب أنظمتها المأزومة، ثم تحاول إيهامنا بأنها إنما تحاول التخفيف من الانحياز الأمريكى إلى العدو الإسرائيلى... بينما مواقفها المستجدية تأخذ من رصيد فلسطين وتضيف إلى رصيد العدو، مقابل ثلاثين من الفضة لن تسهم فى حماية نضالات الشعب الفلسطينى أو فى تمكينه من استعادة الحد الأدنى من حقوقه فى وطنه الذى سيظل وطنه.
كل «زيارة ناجحة» لملك أو رئيس أو أمير عربى للبيت الأبيض فى واشنطن إنما تحسم من رصيد قضية فلسطين بدلا من أن تعطيها.. فالذاهب ليطلب العون العسكرى أو الاقتصادى أو الحماية السياسية لا يستطيع الادعاء مطلقا أنه بهذا الموقف إنما يعطى فلسطين، بل إنه فى الغالب الأعم يأخذ منها أو يحسم من رصيدها لدى الأمريكيين أو سائر دول العالم، والغربى على وجه الخصوص.
والمسألة لا تتصل بمن هو الرئيس فى البيت الأبيض، بل بماذا فعلنا ونفعل نحن من أجل فلسطين أو لحمايتها من الضياع.
طلال سلمان