
Super User
الإمام الخامنئي يستقبل رئيس جمهورية فيتنام و یؤکد علی ضرورة رفع مستوى التعاون الثنائي
استقبل سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية عصر يوم الثلاثاء 15/03/2016 م السيد ترانغ تان سانغ رئيس جمهورية فيتنام، و أشار إلى مجالات التعاون الاقتصادية و التقنية و التجارية و الثقافية لتنمية العلاقات بين البلدين موضحاً: شجاعة الشعب الفيتنامي و مقاومته و شخصياته البارزة مثل هوشي مينه و الجنرال جياب مقابل المعتدين الأجانب جعلت شعبكم محترماً و معتبراً في أنظار شعب إيران، و هذا التكريم و التعاطف أرضية مناسبة جداً لزيادة التعاون.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى مساعي القوى الكبرى في العالم للتدخل في شؤون سائر البلدان قائلاً: تحصل هذه التدخلات أحياناً عن طريق إشعال حروب مثل حرب فيتنام و تكون أحياناً بأساليب أخرى، و سبيل مواجهة هذه التدخلات هو التعاون و التقارب بين البلدان المستقلة.
و أوضح سماحته أن السياسة الأكيدة للجمهورية الإسلامية الإيرانية هي التعاون مع البلدان الآسيوية و منها فيتنام مضيفاً: إننا مطلعون على تعاونكم في الأوساط العالمية و نعتقد أنه يجب رفع مستوى التعاون إلى أقصى حد ممكن.
في هذا اللقاء الذي حضره الدكتور روحاني رئيس جمهورية إيران الإسلامية، أبدى السيد ترانغ تان سانغ رئيس جمهورية فيتنام شكره لكلام قائد الثورة الإسلامية في الإشادة بكفاح الشعب و القادة في فيتنام ضد الأجانب، قائلاً: لقد قاوم الشعب الفيتنامي عشرات الأعوام ضد هجمات الأجانب إلى أن استطاع كسب استقلاله و حريته.
و قدّر السيد ترانغ تان سانغ دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية لفيتنام في الأوساط الدولية مؤكداً: فيتنام أيضاً تدافع عن مواقف إيران في الأروقة الدولية، و تعتبر استخدام الطاقة النووية السلمية حق أكيد من حقوق إيران، و تدعم مواقف إيران في المستقبل أيضاً.
و شدد رئيس جمهورية فيتنام على ضرورة زيادة التعاون الثنائي في كافة المجالات قائلاً: نتمنى أن تنظر إيران لفيتنام كشريك أساسي كما كانت في الماضي و في إطار التوجّه نحو الشرق.
الصين: مساجد للنساء فقط...
تعدّ الصّين من المواطن القديمة للمسلمين في العالم، والّتي يوجد فيها مساجد للنّساء فقط منذ أمدٍ طويل. وقد جاءت الدّيانتان المسيحيّة والإسلاميّة إلى البلاد في القرن السّابع الميلاديّ، ويوجد في الصّين بعضٌ من أقدم الجاليات الإسلاميّة خارج الشّرق الأدنى.
ومع ذلك، فإنَّ أروع شيءٍ هناك هو المساجد المخصَّصة للنِّساء فقط، وقد يكون الشّيء الأكثر إثارةً للدَّهشة، هو أنَّ هناك أئمّةً من النّساء أيضاً.
ويقع المسجد الرّئيس للنّساء بالقرب من المسجد المركزيّ للرّجال، عبر زقاقٍ تصطفّ حوله أكشاك الطّعام. وهناك مساجد شاهدة على تجذّر الإسلام في الصّين، وعلى التمسّك بإقامة العبادات وإحيائها، رغم كلّ الظّروف والمؤثّرات.
تلتقي بعددٍ من المصلّيات وإمامتهنّ الّتي كانت تعمل في السّابق في أحد المصانع، وتنحدر من عائلة ملتزمة دينيّاً، ثمّ تحوَّلت بعد خمس سنوات من الدّراسة إلى إمامة، على الرّغم من أنها ترى أنّ وظيفتها الرئيسة هي تعليم النّساء قراءة القرآن فقط..
وقالت إمامة المسجد، غو جينغ فانغ، إنها ترى أنَّ المساجد المخصَّصة للنِّساء فقط هي أحد التّقاليد الصينيَّة بصفة عامّة، ومقاطعة هينان بصفة خاصَّة، فهناك 16 مسجداً في كايفنغ وعشرات المساجد الأخرى في الرّيف حولها، جنباً إلى جنب مع المدارس الصَّغيرة في مدينة تشنغتشو الكبيرة، وفي بعض المدن الصَّغيرة. وفي أماكن أبعد من ذلك، هناك العديد من المساجد في جنوب مقاطعة يونان وفي الشّمال أيضاً، ولكن ليس هناك مساجد من هذا النّوع في منطقة شينجيانغ ذات الأغلبيّة المسلمة.
أمّا عن كيفيَّة تخصيص مساجد للنساء فقط، فيتعيَّن علينا أن نعود إلى تأسيس سلالة مينغ في أواخر القرن الثالث عشر الميلادي، عندما تحوَّلت الجالية المسلمة فجأةً إلى أقليَّة مضطهدة. وردّاً على صدمة الاحتلال المغولي الأجنبيّ، شنَّ حكام مينغ الأوائل حرباً ضدّ الشّعوب الّتي لا تنتمي إلى شعب الهان، وأثارت الأقليّات العداء والشكّ، وتعرَّضت لسياسة وحشيّة من التّمييز، وقيل للمسلمين إنَّه يتعيَّن عليهم الزّواج من أبناء شعب الهان، وليس الزّواج من بعضهم البعض.
لذلك، كان القرن الخامس عشر الميلادي شبه كارثيّ على الإسلام في الصّين، لكن في أواخر القرن السّادس عشر، تحسَّنت الأمور، وبدأت حركة ثقافيّة جديدة بين المسلمين، وكان هناك نهضة للثّقافة والتربية الإسلاميّة.
وبعد قرن من الزمان، كان الفلاسفة المسلمون الصينيون قادرين على تأليف كتب تثقيفيّة حول كيفيّة أن يكون المرء موالياً للإسلام وللدّولة الصينيّة في الوقت نفسه. وعند هذه النقطة، وعلى المستوى الشَّعبيّ، أدرك الرّجال أهميّة دور المرأة في الحفاظ على الدّين والتّرويج له. لذلك، نمت المساجد المخصّصة للمرأة من حركة مزدوجة في العالم الإسلاميّ الصينيّ تمثّلت بضرورة الحفاظ على المجتمع، والرغبة في تعليم المرأة.
وقالت إحدى السيّدات المسلمات: "عندما كانت أمَّهاتنا صغيرات، كانت المساجد هي المكان الوحيد الَّذي يمكن للمرأة المسلمة الفقيرة أن تتلقَّى فيه التّعليم، والنَّساء فعلن ذلك معاً، فكانت المرأة هي الَّتي تدعم المرأة."
وفي السياق نفسه، فقد أمّت امرأة أميركيّة من أصل أفريقي الصَّلاة في الآونة الأخيرة في أول مسجد للنّساء في الولايات المتّحدة الأميركيّة في لوس أنجلوس. وفي المملكة المتَّحدة، أعلن مجلس النّساء المسلمات في برادفورد في الآونة الأخيرة، عن خطّةٍ لبناء أوَّل مسجدٍ للسيّدات في المملكة المتّحدة.
ونشير هنا إلى أنّه، وبالرّغم من أنّ الإسلام قد منح المرأة كامل حقوقها وساواها بالرّجل، فإنَّ هناك أحكاماً شرعيَّةً لا بدَّ من مراعاتها في مسألة إمامة المرأة للرّجل، فالرجل تصحّ إمامته للنّساء والرّجال، فيما المرأة تصحّ إمامتها للنّساء فقط.
قتلى وجرحى بانفجار يهز وسط أنقرة
قال الرئيس التركي طيب إردوغان يوم الأحد إن الهجمات مثل تفجير السيارة الملغومة الذي وقع في أنقرة "لن تؤدي إلا لتقوية عزيمة تركيا على مكافحة الإرهاب وإن بلاده لن تتخلى أبدا عن حقها في الدفاع عن نفسها".
وتابع إردوغان في بيان بعد ساعات من التفجير في العاصة أنقرة أن التنظيمات الإرهابية تستهدف المدنيين لأنها تخسر صراعها مع قوات الأمن.
وسقط عدد من القتلى والجرحى بانفجار عنيف هز ساحة عامة وسط العاصمة التركية أنقرة.
وتحدثّت وكالة الأنباء الفرنسية عن سقوط 25 قتيلاً و75 جريحاً في انفجار السيارة، في حين أفادت وكالة رويترز عن وصول عدد القتلى إلى 32 قتيلاً وما يقارب ال80 جريحاً.
ووقع الانفجار المذكور في حيّ "قيزيلاي" بالقرب من مخرج محطة مترو "غوفنبارك"، عندما كان المكان مكتظاً بالناس.
وأسفر أيضاً عن احتراق عدد من السيارات، في حين عملت فرق الإسعاف في مكان الحادث، بينما طوقت الشرطة المنطقة.
الإمام الخامنئي يستقبل رئيس و أعضاء مجلس خبراء القيادة بعد اجتماعهم الدوري
استقبل سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية صباح يوم الخميس 10/03/2016 م رئيس و نواب الدورة الرابعة من مجلس خبراء القيادة في آخر لقاء له بهم في هذه الدورة، و ألقى كلمة مهمة أثنى فيها على المشاركة العميقة المعاني و العظيمة للشعب في انتخابات السابع من إسفند [26 شباط 2016 م] و إعلانه الالتزام و الوفاء القاطع للنظام الإسلامي، مسلطاً الأضواء على سمات هذه الانتخابات و أهم واجبات و أولويات مجلس خبراء القيادة و مجلس الشورى الإسلامي في دورتيهما الجديدتين، و عدّد الأولويات الثلاث للبلاد في الفترة الراهنة معتبراً قضية التغلغل على جانب كبير من الأهمية و الجدّ، و أضاف مؤكداً: السبيل الوحيد للتقدم الحقيقي هو تمتين البنية الداخلية للبلاد في المجالات الاقتصادية و الثقافية و السياسية، و صيانة الخصوصيات الثورية، و الحركة الجهادية، و حفظ العزة و الهوية الوطنية و الإسلامية، و عدم الذوبان في الهاضمة العالمية الخطيرة.
و وصف قائد الثورة الإسلامية انتخابات السابع من إسفند بالنظر لمشاركة 34 مليون نسمة من الشعب فيها و إلقائهم قرابة سبعين مليون صوتاً في صناديق الاقتراع، وصفها بأنها انتخابات عميقة المعاني و مهمة، قائلاً: لقد تألق الشعب تألقاً حقيقياً في هذه الانتخابات، و مشاركة 62 بالمائة ممن يحق لهم الاقتراع تعدّ نسبة عالية بالمقارنة إلى كثير من البلدان، حتى أمريكا.
و لفت سماحة آية الله العظمى الخامنئي: في الواقع لقد عبر الشعب بهذه المشاركة العالية تعبيراً عملياً عن ثقته بالنظام الإسلامي.
و اعتبر سماحته انتخاب أو عدم انتخاب بعض الأفراد في الانتخابات المختلفة أمراً طبيعياً، و شكر جهود نواب مجلس خبراء القيادة الذين لم ينجحوا في الدخول إلى المجلس في دورته القادمة، مضيفاً: طبعاً، ثمة بعض الأجلاء و الكبار لا يخلق فوزهم أو عدم فوزهم أي خلل في شخصيتهم، و السيدان يزدي و مصباح من جملة هؤلاء الأفراد الذين يعدّ وجودهم في مجلس الخبراء مما يزيد من رجاحة هذا المجلس و رصانته و عدم وجودهم فيه يعتبر خسارة له.
ثم عدد قائد الثورة الإسلامية خصوصيات و سمات الانتخابات في النظام الإسلامي و خصوصاً انتخابات السابع من إسفند، قائلاً: «حرية تصرف الشعب» للمشاركة في الانتخابات من جملة هذه الخصوصيات، لأن المشاركة في الانتخابات ليست إجبارية في النظام الإسلامي، و الشعب يشارك في كل الانتخابات برغبته و اندفاعه و أفكاره.
و اعتبر سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي الطابع التنافسي للانتخابات في النظام الإسلامي السمة الثانية مؤكداً: لقد كانت انتخابات السابع من إسفند انتخابات تنافسية تماماً، فقد شاركت فيها تيارات و أفراد متنوعون بشعارات و عناوين مختلفة، و قد منحت الفرصة في الإذاعة و التلفزيون لمرشحي مجلس الخبراء، و قد تنافس و سعى الجميع بالمعنى الحقيقي للكلمة.
و عدّ سماحته الأمن و الهدوء في أجواء الانتخابات من النقاط البارزة للانتخابات الأخيرة قائلاً: في حين تشهد حياة الشعوب في البلدان المحيطة بنا حالات من انعدام الأمن و الأحداث الإرهابية، أقيمت في بلدنا انتخابات بهذه العظمة و بمثل هذه المشاركة الشعبية الواسعة من دون حادثة سيئة، حتى أن الناس في مدينة طهران حضروا عند صناديق الاقتراع من الساعة الثامنة صباحاً حتى منتصف الليل بمنتهى الأمن.
و شكر قائد الثورة الإسلامية جهود و مساعي قوات الشرطة و وزارة المعلومات (الأمن) و وزارة الداخلية و الحرس الثوري و التعبئة في تكريس أمن الانتخابات و هدوئها، معتبراً النزاهة و الأمانة سمة أخرى من سمات هذه الانتخابات، و تابع يقول: خلافاً لدعايات الأعداء و كذلك بخلاف بعض الادعاءات في الداخل، كانت الانتخابات في النظام الإسلامي نزيهة على الدوام، و لم تكن هناك أبداً حركة منظمة للتأثير في نتائج الانتخابات.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: انتخابات السابع من إسفند دلت مرة أخرى على عدم صحة و عدم اعتبار كلام الذين زعموا عدم اعتبار الانتخابات في سنة 88 ، و أوجدوا للبلاد تلك الفتنة المضرة.
و أضاف سماحته: كما كانت الانتخابات الأخيرة نزيهة كانت انتخابات الدورات السابقة و منها انتخابات عامي 88 و 84 نزيهة أيضاً.
و أوضح قائد الثورة الإسلامية أن السلوك النجيب تماماً للذين لم يحرزوا أصواتاً في هذه الانتخابات هو الآخر من خصوصيات انتخابات السابع من إسفند، ملفتاً: خلافاً للسلوك غير النجيب للذين لم يحرزوا أصواتاً في سنة 88 و أطلقوا فتنة كلفت البلاد كثيراً و أطمعت الأعداء، في هذه الانتخابات بارك الذين لم يحرزوا الأصوات للفائزين في الانتخابات، و هذه حالة جد عظيمة و قيمة.
و قال سماحة الإمام الخامنئي ملخصاً هذا الجانب من حديثه: إعلان الشعب عن ثقته بالنظام الإسلامي في انتخابات السابع من إسفند هو على الضد من مساعي العدو الرامية إلى خلق استقطاب ثنائي بين الشعب و النظام و إسقاط الانتخابات عن الاعتبار.
و أشار سماحته مرة أخرى إلى قضية الهجمات التي شنت خلال الأشهر الأخيرة على مجلس صيانة الدستور، و أبدى عتبه الشديد على أفراد تابعوا العدو دون إرادتهم مهاجمين مجلس صيانة الدستور، و ألفت قائلاً: لقد نهض مجلس صيانة الدستور بواجبه بكل جدّ و حتى لو كان ثمة إشكال فالأمر يعود إلى القانون الذي يجب إصلاحه.
و استطرد قائد الثورة الإسلامية: دراسة أهلية 12 ألف شخص خلال مدة عشرين يوماً إشكال قانوني يجب أن يعالج، و ينبغي أن لا يتعرض مجلس صيانة الدستور للهجمات بسبب هذا الإشكال القانوني.
و قال آية الله العظمى السيد الخامنئي حول إحراز الأهليات: هل يمكن تأييد أهلية شخص للترشيح للانتخابات من دون التأكيد من توفر الشروط فيه، و هل يمكن تحمل المسؤولية أمام الله؟
و لفت سماحته قائلاً: عندما لا يستطيع مجلس صيانة الدستور التأكد من الشروط القانونية في شخص ما فلا يستطيع تأييد أهليته، و هذه ليست مؤاخذة بل هو التزام بالقانون.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن مجلس صيانة الدستور واحد من عدة مراكز أصلية في نظام الجمهورية الإسلامية تعرّضت منذ بداية الثورة الإسلامية إلى هجمات الاستكبار و تخريبه، و أردف قائلاً: أي تخريب و تشويه لمجلس صيانة الدستور عمل غير إسلامي و غير قانوني و غير شرعي و غير ثوري.
و أكد سماحته قائلاً: الأشخاص الذين لا تحرز أهليتهم قد يتألمون بشكل طبيعي، و لكن يجب عليهم أن لا يشوّهوا صورة مجلس صيانة الدستور، إنما ينبغي أن يتابعوا اعتراضهم بالطرق القانونية.
و بعد أن شرح قائد الثورة الإسلامية خصوصيات انتخابات السابع من إسفند و رسائلها، نوّه قائلاً: الشعب بمشاركته في الساحة أدى واجبه و حان الدور الآن للمسؤولين كي يعملوا بواجباتهم.
و استعرض الإمام السيد علي الخامنئي في البداية واجبات النواب في الدورة الجديدة من مجلس خبراء القيادة باعتباره واحداً من أهم أركان النظام الإسلامي، و قال: واجب مجلس خبراء القيادة هو أن يبقى ثورياً و يفكر بطريقة ثورية و يعمل بأسلوب ثوري.
و اعتبر سماحته مراعاة هذه الخصوصيات الثلاث في طريقة اختيار القائد القادم للبلاد من أهم مسؤوليات مجلس خبراء القيادة، و تابع يقول: من الضروري أن تترك جانباً كل الملاحظات و الحالات الحياء و المجاملة و التفكير المصلحي في انتخاب القائد القادم للبلاد، و لا يؤخذ بنظر الاعتبار إلا الله و حاجة البلاد و أساس الحقيقة.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: إذا حصل تقصير في هذا الواجب الكبير فستكون هناك مشكلة في أساس عمل النظام و البلاد.
كما أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى مشاركة علماء الدين و الكبراء و الشخصيات البارزة في مجلس خبراء القيادة، و اعتبر أن من الواجبات الأخرى لنواب هذا المجلس التعبير عن إرادات الناس و مشكلاتهم و نقلها للمسؤولين، و تبيين الحقائق للناس و توعيتهم.
و في خصوص واجبات نواب الدورة الجديدة من مجلس الشورى الإسلامي أشار سماحته إلى توصيته الدائمة بمواكبة مجلس الشورى و مساعدته للحكومة، مردفاً: هذه المواكبة و المساعدة طبعاً لا تعني أن يغض مجلس الشورى الإسلامي الطرف عن واجباته القانونية.
و أشار قائد الثورة الإسلامية بعد ذلك إلى واجبات المسؤولين الحكوميين قائلاً: في ظروف البلاد الحالية ينبغي على المسؤولين الحكوميين أن يهتموا بثلاث وظائف أو أولويات أصلية هي: الاقتصاد المقاوم، و مواصلة السرعة المتزايدة لمسيرة البلاد العلمية، و صيانة ثقافة البلاد و الشعب و الشباب.
في خصوص الأولوية الأولى أكد قائد الثورة الإسلامية على أن مشكلات البلاد الاقتصادية لن تحل من دون تطبيق سياسات الاقتصاد المقاوم، و لن يتحقق النمو الاقتصادي، مردفاً: كان المقرر أن تؤسس الحكومة مقراً للاقتصاد المقاوم و أن تعين قيادة لهذه المقر، و قد حصلت بعض الخطوات و الأعمال لكن هذه الخطوات يجب أن تكون محسوسة و تشاهد.
و قال آية الله العظمى السيد الخامنئي: على المسؤولين الحكوميين أن يحددوا علاقة نشاطاتهم و مساعيهم الاقتصادية بالاقتصاد المقاوم و أن تكون سياسات الاقتصاد المقاوم معياراً لأيّ تعاون و خطط اقتصادية، هذه السياسات التي تم تنظيمها على أساس العقل الجمعي و حظيت بإجماع و تأييد غالبية الخبراء و المتخصصين الاقتصاديين.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى الأولوية الثانية أي مواصلة الحركة العلمية المتسارعة للبلاد مردفاً: إذا كنا نطلب الاقتدار و العزة و المرجعية في العالم فيجب أن نعزز العلم و أن لا تتوقف الحركة العلمية في البلاد.
و قال قائد الثورة الإسلامية: ينبغي متابعة التقدم العلمي بكل جد لأن من نتائجه الاقتصاد العلمي المحور.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى الأولوية الثالثة لمسؤولي الحكومة أي الصيانة الثقافية للبلاد مؤكداً: من أجل الصيانة و المناعة الثقافية يجب أولاً أن نؤمن بهذا الهدف و من ثم نخطط له و نسعى لتحقيقه بجد.
و لفت سماحته يقول: إذا أدرجت هذه الأولويات الثلاث في جدول أعمال المسؤولين الحكوميين بجدّ فستكون نتيجتها التقدم الحقيقي للبلاد.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية التقدم الصوري عن طريق الازدهار الظاهري و استيراد البضائع و الرضا الموقت للمجتمع في ضرر الشعب مؤكداً: ينبغي أن يكون التقدم عميقاً و متيناً و مبنياً على أركان داخلية.
و اعتبر سماحته الحفاظ على الخصوصيات الثورية، و التحرك الجهادي، و صيانة العزة و الهوية الوطنية و الإسلامية و عدم الذوبان في الهاضمة الثقافية و الاقتصادية و السياسية العالمية الخطيرة، اعتبرها من اللوازم الأخرى للتقدم، و أشار إلى خطط الأعداء للتغلغل قائلاً: طبقاً لمعلومات دقيقة، فإن التغلغل في البلاد هو المخطط الجاد للاستكبار و أمريكا، و بالطبع فإن هذا التغلغل و النفوذ ليس من سنخ الانقلاب لأنهم يعلمون أن مثل هذا الشيء غير ممكن في بنية نظام الجمهورية الإسلامية، لذلك راحوا يتابعون التغلغل عن طريقين آخرين.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية استهداف المسؤولين و الشعب هدفين أساسيين لتغلغل الأعداء مردفاً: هدف العدو من التخطيط للتغلغل في المسؤولين هو تغيير حسابات مسؤولي البلاد، و نتيجة ذلك وضع أفكار المسؤولين و إراداتهم في قبضة العدو، و في هذه الحالة لن تكون هناك حاجة لتدخل مباشر للعدو، و سيتخذ الشخص المسؤول، حتى من دون أن يعلم هو نفسه، القرار الذي يريده العدو.
و أوضح سماحته أن المستوى الآخر للتغلغل هو استهداف معتقدات الشعب تجاه الإسلام و الثورة و الإسلام السياسي و واجباته العامة أي صناعة مجتمع و حضارة، قائلاً: هدم استقلال البلاد بدوره من الأمور التي يستهدفها العدو في تغلغله و نفوذه، و البعض يطرحون نفس الشيء في الداخل بطريقة ساذجة و يقولون إن الاستقلال أضحى قضية قديمة بالية و لم يعد لها معناها اليوم.
و عدّ آية الله العظمى السيد الخامنئي تغيير معتقدات الشعب لإنساء خيانات الغرب واحداً آخر من مخططات العدو، و تابع يقول: يطرحون في الدعاية العالمية لماذا تعارض الجمهورية الإسلامية و مسؤولوها الغرب و أمريكا إلى هذه الدرجة؟
و قال سماحته: لقد تضررنا من الغرب و يجب أن لا ننسى ما الذي فعله الغرب بنا. إنني لا أؤيد قطع العلاقات مع الغرب و لكن ينبغي أن نعلم مع من نتعامل؟
و عدّد قائد الثورة الإسلامية حالات واضحة لعداء الغرب للشعب الإيراني منذ أواسط العهد القاجاري و إلى اليوم، قائلاً: ضعف الملوك القاجاريين أدى إلى ضغوط الغربيين على إيران و كسبهم امتيازات من هذا البلد و إيقاف تقدم شعبنا، ثم جاءوا برضا خان و ابنه من بعده إلى السلطة، ثم قمعوا النهضة الوطنية في الثامن و العشرين من مرداد سنة 32 [نهضة تأميم النفط في إيران و انقلاب الأمريكيين و البريطانيين ضدها في آب 1953 م] و أوجدوا جهاز السافاك الجهنمي.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي القضاء على الزراعة و إيقاف التقدم العلمي و سرقة الأدمغة الناشطة و جرّ شباب البلاد إلى الفساد و الإدمان من الخطط الأخرى التي نفذت بإدارة الغرب في العهد البهلوي، مردفاً: لقد بدأ الغربيون معارضتهم منذ بداية انتصار الثورة الإسلامية، و قدموا المال و السلاح و المساعدة السياسية ضد الثورة في أطرافها الحدودية، و بثوا الشائعات ضد الإمام الخميني و المسؤولين الثوريين و ناصبوهم العداء، و في الحرب ساعدوا صداماً مساعدات عسكرية و استخبارية و سياسية بكل ما استطاعوا.
و أوضح قائد الثورة الإسلامية بأن فرض الحظر على بلادنا نموذج آخر من هذا العداء قائلاً: النظام الإسلامي لم يكن يقصد معاداة الغرب إنما أرسيت في هذا البلد دعائم مستقلة جعلتهم يناصبونها العداء.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى تبعية أوربا للسياسات الأمريكية في مختلف القضايا و الأمور، و منها الحظر و الإعلام المعادي، ملفتاً: إننا مسؤولون عن البلاد و الشعب و أمام التاريخ، و إذا لم نقف أمام عداء الأعداء بشجاعة و اقتدار، فسوف يبتلعون البلاد و الشعب، و هذا ما يجب أن لا يُسمح به لهم.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى كلام بعض المسؤولين بأننا يجب أن نتعامل مع العالم كله، مضيفاً: يجب أن تكون لنا علاقتنا مع كل العالم باستثناء أمريكا و الكيان الصهيوني، و لكن يجب أن نعلم أن العالم غير مقتصر على الغرب و أوربا.
و أشار سماحته إلى مشاركة أكثر من 130 بلداً في مؤتمر عدم الانحياز في طهران قائلاً: القوى في العالم اليوم موزّعة على أطرافه، و شرق العالم و منطقة آسيا بدورها منطقة واسعة.
و أكد سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن الغربيين هم الذين بدأوا العداء ضد الشعب الإيراني، و هم يسعون اليوم إلى التغلغل و النفوذ منبّهاً: خطط العدوُّ لنحو عشرة طرق للتغلغل العلمي و الثقافي و الاقتصادي منها «التواصل مع الجامعات و العلماء» و «المشاركة في المؤتمرات ذات الظاهر العلمي و لكن بهدف النفوذ» و «إرسال عملاء أجهزة الأمن تحت غطاء النشاطات الثقافية».
و أوضح الإمام السيد الخامنئي أن السبيل الأساسي لمواجهة التغلغل هو تقوية داخل البلاد مردفاً: إذا كانت إيران الإسلامية قوية و غنية من الداخل، فإن الذين يهددون اليوم سوف يقفون طابوراً للتواصل مع النظام الإسلامي و إقامة علاقات معه.
و أكد سماحته قائلاً: تتم في الوقت الحاضر زيارات لإيران من قبل وفود غربية لكن هذه الزيارات لم يكن لها لحد الآن أيّ تأثير إيجابي، و ينبغي أن يتضح على المستوى العملي ما هو تأثير هذه الزيارات، و إلّا فإن مجرد التفاهم على الورق لا فائدة منه.
و ثمّن قائد الثورة الإسلامية جهود مسؤولي البلاد منوّهاً: تجربة الجمهورية الإسلامية على مدى سبعة و ثلاثين عاماً تدل على أننا يجب أن نكون أقوياء من النواحي الفكرية و السياسية و الاقتصادية و الثقافية و العلمية، و عندما نصل إلى هذه المرحلة فسوف نكتسب عزة حقيقية.
و حيّى سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي في مستهل حديثه ذكرى الأعضاء الراحلين في الدورة الرابعة من مجلس خبراء القيادة و خصوصاً آية الله الشيخ واعظ طبسي و آية الله الشيخ خزعلي، قائلاً: هذان الأخوان الصالحان حفظا حقاً مكانة الخبير في مجلس خبراء القيادة، و خرجا من الامتحان مرفوعي الرأس.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى سوابق كفاح آية الله الشيخ واعظ طبسي و خدماته في فترة الثورة و خدماته للعتبة الرضوية المقدسة، مردفاً: هذا الإنسان الصريح المؤمن الحاسم في أكثر المواقف حساسية أعلن عن مكانته الثورية بكل وضوح، و في فتنة سنة 88 ترك جانباً كل الملاحظات و الصداقات و المجاملات و نزل إلى وسط الساحة.
و اعتبر سماحته المشاركة الشعبية العظيمة الملحمية في مراسم تشييع آية الله الشيخ واعظ طبسي مؤشراً على معرفة أهالي مشهد لقدر هذا الرجل، و أضاف: بقيت حياة هذا الرجل الجليل خلال فترة مسؤوليته من دون تغيير و تنمية، و لم تتخذ أبداً حالة ارستقراطية، و رحل عن الدنيا في نفس البيت الذي كان يعيش فيه قبل الثورة.
و قال قائد الثورة الإسلامية بخصوص آية الله الشيخ خزعلي: هذا المرحوم أيضاً خرج من امتحان صعب آخر مرفوع الرأس، و حين كان الأمر يتعلق بأقربائه و المنسوبين له، وقف إلى جانب الثورة بكل شجاعة، و هذه الخصوصيات تمنح الشخصيات القيمة و تمنح الحركة الثورية معناها.
كما قدّم آية الله العظمى السيد الخامنئي التعازي بمناسبة ذكرى أيام استشهاد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) مردفاً: ينبغي التدقيق في ذكر مناقب هذه السيدة العظيمة بحيث لا تطرح أمور مثيرة للخلافات، لأن السياسة الشيطانية لجبهة الاستكبار اليوم هي خلق نزاعات بين الشيعة و السنة.
و قال قائد الثورة الإسلامية: طبعاً لا إشكال في عرض التاريخ بمراعاة الموازين و الأدب و المصالح، و لكن ينبغي عدم خلق خلافات و بغضاء.
و اعتبر سماحته الحروب الحالية في المنطقة وليدة دوافع سياسية تماماً، و تابع يقول: يحاول أعداء الإسلام تبديل هذه الخلافات إلى خلافات مذهبية و طائفية حتى لا تنتهي بسهولة، و علينا أن لا نساعد على تحقق هذا الهدف الخطير.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى مشاركة و استشهاد الإخوة من أهل السنة في الدفاع عن مراقد أهل البيت (عليهم السلام) و إبداء عوائلهم الفخر و الاعتزاز بهم قائلاً: على رجال الدين الأجلاء أن لا يسمحوا بتطبيق مخططات الأمريكان و الصهاينة الرامية لبث الفرقة و النزاع، عن طريق إزعاج أهل السنة.
قبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية تحدث في هذا اللقاء آية الله الشيخ محمد يزدي رئيس مجلس خبراء القيادة فقدم التعازي بمناسبة الأيام الفاطمية ذكرى استشهاد السيد فاطمة الزهراء (ع) و حيّى ذكرى آية الله الشيخ واعظ طبسي و آية الله الشيخ خزعلي، مقدماً تقريراً عن إقامة الاجتماع الدوري التاسع عشر لمجلس خبراء القيادة.
كما تحدث في اللقاء آية الله السيد محمود هاشمي شاهرودي نائب رئيس مجلس خبراء القيادة مقدماً تقريراً عن أهم البحوث و الكلمات و التداولات التي كانت لأعضاء مجلس الخبراء و ضيوفهم في اجتماعهم الدوري التاسع عشر الذي انعقد مؤخراً.
يوم المرأة العالمي (8 آذار(مارس) / 1977م)
في اليوم الثامن من شهر آذار عام 1977م، أقرت الأمم المتحدة قراراً يدعو دول العالم لتخصيص تاريخ الثامن من آذار (8 مارس) من كل عام يوماً للمرأة([1])،ونغتنم ذکر هذه المناسبة لکي نعرض وجهة نظر الإسلام حول المرأة ودورها الرائد في المجتمع ،وقبله لابدَّ من بيان موجز عن مكانة المرأة قبل الإسلام :
المرأة قبل الإسلام
قد عانت المرأة طوال تاريخها من أشكال مختلفة من الاضطهاد والظلم، حيث لم تعترف الحضارات القديمة في اليونان ومصر وروما بإنسانيتها، إلا بعد ظهور الأديان السماوية، التي أكدت على أن المرأة إنسان كالرجل، ففي اليونان القديم كانت تُعدّ ضمن البضائع والسلع التجارية التي تُباع وتشترى في الأسواق، ولا يحق لها الحياة بعد وفاة زوجها. ولم يكن الحال في روما بأحسن مما كانت عليه في اليونان، فقد كان للأب الحق في بيع بناته، بل والقضاء عليهن، وكان ينتقل هذا الحق إلى الزوج بعد دخولها في حبالته، حيث كان يعتبر مالكاً لها بقانون انتقال الملكية إليه. والأسوأ من ذلك ما كانت عليه الهند، حيث كانت المرأة تحرق مع جثمان زوجها؛ كي تتخلص روح الزوج من العزلة والانفراد، ولم يكن حال المرأة في الجزيرة العربية بأحسن مما كانت عليه في غيرها، فقد شاع في أوساط العرب قانون وأد البنات لأسباب تافهة، كالخوف من وقوعهن بأيدي الأعداء فينجبن لهم من يقاتلونهم بهم، والخوف من الفقر والحاجة، أو من العار، ولو نجا وأفلت بعضهن من هذا القانون الغاشم لواجهت في حياتها احتقار الرجل، وسلبه لوجودها وحقوقها، بل يعتبرها من سائر ما يمتلكه، وتنقل إلى وارثه بعد وفاته، بل كانت في بعض الأوساط ترغم على البغاء لكسب المال.
وهکذا عاشت المرأة محرومة من حقوقها الفردية والاجتماعية، حتى ظهور الإسلام الذي يعتبر الدين الوحيد الذي ضمن للمرأة كافة حقوقها وحافظ على كرامتها، ويتضح ذلك كله من خلال الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة.
مكانة المرأة في الإسلام
إنَّ المرأة في الإسلام مساوية للرجل في الإنسانية ومكملة له، قال تعالى: “يَأَيّهَا النّاسُ اتّقُواْ رَبّكُمُ الّذِي خَلَقَكُمْ مّن نّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً....”([2])،وقال تعالى: “هُنّ لِبَاسٌ لّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لّهُنّ...”([3]).
وللمرأة حقوقها الفردية والاجتماعية مصونة قال تعالى: “لاَ يَحِلّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النّسَآءَ كَرْهاً”([4])، “وَلاَ تَعْضُلُوهُنّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَآ آتَيْتُمُوهُنّ”([5])، “وَإِنْ أَرَدْتّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنّ قِنْطَاراً فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مّبِيناً”([6])، “لّلرّجَالِ نَصِيبٌ مّمّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنّسَآءِ نَصِيبٌ مّمّا اكْتَسَبْنَ”([7])، و للمرأة كامل الحق في المشاركة السياسية والتعبير عن رأيها بحرية:قال تعالى: “يَا أَيّهَا النّبِيّ إِذَا جَآءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ”([8]).
وكرامة المرأة محفوظةفي الإسلام، قال تعالى: “وَعَاشِرُوهُنّ بِالْمَعْرُوفِ”([9])، وقال تعالى: “... وَلَهُنّ مِثْلُ الّذِي عَلَيْهِنّ بِالْمَعْرُوفِ...”([10]) وقال رسول الله(ص): “خيركم، خيركم لنسائكم وبناتكم”([11])،و قال الإمام علي(ع): “إن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة”([12])،و قال الإمام الصادق(ع): “أكثر الخير في النساء”([13]).
دور المرأة في الحضارة الإسلامية
قدم التاريخ الإسلامي نماذج مشرفة عن دور المرأة المسلمة في مختلف الميادين، فهذه خديجة الکبری دافعت عن الرسالة المحمدية بنفسها ومالها حتی اشتهر أنَّه ما استقام الدين إلاَّ بسةف علي بن أّبي طالب وأموال خديجة ، وهذه ابنتها السيدة فاطمة الزهراء(س)، حينما وقفت في مسجد أبيها رسول الله(ص) تخطب تلك الخطبة البليغة، مدافعة عن حقها وحق زوجها أمير المؤمنين(ع)، في حضور عدد كبير من الصحابة، وكذلك ابنتها السيدة زينب(س) عندما شاركت أخاها الحسين(ع) في الجهاد من خلال تقديم أولادها شهداء في سبيل الله، واستمرت بجهادها بعد واقعة الطَّف حيث هزت بخطبها عرش يزيد مما ساهمت بسقوطه، ويكفينا قول الإمام زين العابدين في مدحها (س): “أنت بحمد الله عالمة غير معلمة فهمة غير مفهمة”([14]).
وقد أعطى التاريخ الإسلامي نماذج لنساء حاكمات كان لهن الدور الأبرز في تدبير شؤون الحكم والإدارة، ومنهن:فاطمة بنت حسن بن محمد علي من اليمن والتي حكمت منطقتي صعدة ونجران، وفي الهند أثناء الحكم الإسلامي كان لسيدتين دور هام في الحكم وهما: (سكندر بيكم، شاه جيهان) ، وفي اندونيسيا حوالي سنة 1641م و1688م أدارت شؤون الحكم عدة نساء منهن (صفية الدين تاج العالم، نقية شاه، عنايت شاه، كمالت شاه)([15]).
وأخيراً:من خلال هذه الإطلالة السريعة تتضح لنا المكانة الرفيعة التي حظيت بها المرأة في الإسلام حيث سبق بأحكامه وتعاليمه جميع القوانين والأديان الأخرى، وفي ذلك رد على كل المشككين والطاعنين من غير علم في هذا الدين العظيم وتشريعاته.
المرأة في فكر الإمام الخميني (ره)
لقد اهتم الإمام (ره) بشأن المرأة حتى جعل لها يوماً خاصاً يتجدد كل عام، لتبقى قضاياها وحقوقها وفعالياتها حاضرةعلى الدوام، ولقد اختار لها يوماً من أشرف أيام الإنسانية وأعز الأيام على قلبه يوم ولادة السيدة فاطمة الزهراء(س) تلك الإنسان الكامل ، ويقول الإمام (ره): “نحن ندعو لأن تحتل المرأة مكانتها الإنسانية السامية”([16])، وبهذا الطرح والفكر الأصيل الإسلامي حول المرأة استطاع الإمام أن يفجر في المرأة إنسانيتها المدفونة ويفعّل طاقاتها، لتعود المرأة إلى دورها الطبيعي الذي أراده الله تعالى لها.
الهوامش:
([1]) أما في الجمهورية الإسلامية، فقد أمر الإمام الخميني(ره) بجعل تاريخ ميلاد السيدة الزهراء(س) المصادف لـ 20 من جمادى الثانية، يوماً للمرأة المسلمة.
([2]) سورة النساء: الآية 1.
([3]) سورة البقرة: الآية 187.
([4]) سورة النساء: الآية 19.
([5]) سورة النساء: الآية 19.
([6]) سورة النساء: الآية 20.
([7]) سورة النساء: الآية 32.
([8]) سورة الممتحنة: الآية 12.
([9]) سورة النساء: الآية 19.
([10]) سورة البقرة: الآية 228.
([11]) مستدرك الوسائل 14: 255.
([12]) نهج البلاغة: 405.
([13]) وسائل الشيعة 20: 24.
([14]) الاحتجاج 2: 305.
([15]) أعلام النساء، عمر رضا كحالة 4: 287.
([16]) من حديث في جمع من نساء قم بتاريخ 6/3/1979م.
الشراکة الایرانیة الترکیة تعزز قواعد الاستقرار في المنطقة
أکد الرئیس روحانی علی تأثیر الشراکة الثنائیة بین طهران و أنقرة علی تسویة القضایا و المستجدات الإقلیمیة قائلا:"لدی ایران و ترکیا أهداف و مصالح مشترکة و علیهما ان تعززا قواعد الاستقرار و السلام فی المنطقة ترکیزا علی مکافحة الارهاب کعدو مشترﻙ".
و أوضح روحاني یوم السبت لدی استقباله أحمد داود أوغلو رئیس الوزراء الترکي ان ایران و ترکیا کدولتین جارتین لدیهما مشترکات دینیة و ثقافیة واسعة جدا قائلا:" المبادئ الدينية التي يؤمن بها البلدين تتعارض مع مبادئ بعض الدول التي تروج للتشدد والتطرف ، واليوم وحدة الصف الاسلامي من اهم الامور وبامكان انقرة وطهران ان تتخذا خطوات عملية لتحقيق التضامن الاسلامي ".
وشدد الرئیس روحانی علی ضرورة مکافحة الارهاب کخطر مشترﻙ و تهدید عام لکافة الشعوب علی وجه الخصوص الشعبین الایرانی و الترکی ، مشيرا الى ان الدول الاجنبية لا تسعى لمعالجة ازمات المنطقة بشكل جذري لان المهم لديها هو الحفاظ على مصالحها . ولهذا راى الرئيس روحاني ان دول المنطقة هي التي يجب ان تتبنى تسوية ازماتها بنفسها ، لافتا الى ضرورة التعاون بين انقرة وطهران في هذا المجال .
واشار روحاني الى ضرورة احترام سيادة اراضي دول المنطقة وارادة شعوبها في تقرير مستقبلها ووقف اراقة الدماء .
و من جانبه أکد أحمد داود أوغلو رئیس الوزراء الترکی ان أنقرة مصممة علی فتح صفحة جدیدة فی العلاقات الثنائیة مع طهران قائلا:"الیوم تنوی ترکیا رفع مستوی العلاقات الثنائیة مع الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة فی مختلف المجالات ".
وتابع رئیس الوزراء الترکی:"تتمتع ایران و ترکیا بإمکانیات و طاقات زاخرة جدا من أجل توثیق العلاقات الثنائیة و یمکن اتخاذ الخطوات الجبارة لمصلحة الشعبین بالاستثمار الصناعی و التجاری المشترﻙ".
وأشار رئیس الوزراء الترکی الی ضرورة التعاون بین طهران و أنقرة فی مکافحة الارهاب قائلا:"یجب تقلیص الخلافات الإقلیمیة الی أقل المستویات و نقف بوجه الأسالیب الوحشیة للجماعات الارهابیة".
ظريف: ايران ستعرض في القمة الاسلامية مواقفها تجاه فلسطين والخطر الصهيوني
اكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بانه سيشرح للعالم الاسلامي في قمة منظمة التعاون الاسلامي في العاصمة الاندونيسية جاكرتا، مواقف الجمهورية الاسلامية الايرانية تجاه فلسطين واخطار الكيان الصهيوني.
قال ظريف في تصريح للصحفيين فور وصوله الى جاكرتا، فجر اليوم الاحد، حول الهدف من الزيارة، لقد تم الطلب من منظمة التعاون الاسلامي منذ نحو عام لعقد اجتماع قمة طارئ للمنظمة للبحث حول فلسطين وجرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني لذا فاننا نشكر الحكومة الاندونيسية لمبادرتها الى عقد هذا الاجتماع.
واضاف، اننا وبناء على مبادئ السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية الايرانية سنطرح بعض النقاط حول مواقفنا بشان فلسطين وسياسات الكيان الصهيوني وتجاهل الاخطار التي يشكلها هذا الكيان للعالم الاسلامي.
وتابع وزير الخارجية الايراني، سنتحدث مع المسؤولين الاندونيسيين حول كيفية التعاون في منظمة التعاون الاسلامي واساليب تحسين العلاقات.
واوضح بانه سيتم استثمار فرصة المشاركة في هذا الاجتماع للبحث على هامشه بشان تطوير العلاقات الثنائية مع اندونيسيا، واضاف، ان العلاقات بين طهران وجاكرتا شهدت قفزة لافتة خلال العام الاخير.
ولفت وزير الخارجية الايراني الى ان جولته ستشمل ايضا سنغافورة وبروناي وتايلندا ونيوزيلندا واستراليا، موضحا بانه سيشارك في تايلندا في اجتماع منتدى حوار التعاون الاسيوي وسيجري لقاءات ثنائية مع المسؤولين في هذا البلد كما سيتم البحث في سائر الدول حول التعاون السياسي والاقتصادي وكذلك تضافر الجهود في مسار مكافحة الارهاب والتطرف.
الإمام الخامنئي يقيم مجلس فاتحة لروح سادن الروضة الرضوية الشيخ واعظ طبسي
أقيم من قبل سماحة آية الله العظمد السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية عصر يوم السبت 05/03/2016 م مجلس فاتحة علد روح المرحوم آية الله الشيخ عباس واعظ طبسي سادن الروضة الرضوية المطهرة، و ذلك في رواق الإمام الخميني (رض) في الحرم الرضوي الشريف بمدينة مشهد المقدسة (شمال شرق البلاد).
و حضر هذه المراسم قائد الثورة الإسلامية و عائلة المرحوم آية الله الشيخ واعظ طبسي و أقاربه، و رؤساء السلطتين القضائية و التنفيذية، و عدد كبير من علماء و رجال الدين، و مسؤولو البلاد المدنيون و العسكريون، و حشود كبيرة من مختلف شرائح الشعب. و رتل قراء القرآن الكريم في هذه المراسم تلاوات من كتاب الله المجيد، ثم قدم مداحو أهل البيت (ع) مراثي و أشعاراً، و ألقى حجة الإسلام و المسلمين راشد يزدي كلمة نوّه فيها بالخدمات الجليلة التي قدمها المرحوم آية الله الشيخ واعظ طبسي قبل انتصار الثورة الإسلامية و بعده.
فصل جديد من «الحرب» المصرية على «حماس»
اتهمت مصر رسمياً، عبر وزير الداخلية، مجدي عبد الغفار، حركة «حماس»، بالتورط في اغتيال النائب العام الراحل هشام بركات، في حزيران الماضي، فيما نقلت مصادر لـ«الأخبار» ما قيل إنه تفاصيل العملية واعترافات المتهمين التي تم تسجيلها، وحالياً تستعد «الداخلية» لإرسال قائمة بأسماء قيادات إخوانية وأعضاء في «حماس» إلى «الأنتربول» من أجل ملاحقتهم.
وأعلن عبد الغفار، يوم أمس، تورط «حماس» في اغتيال بركات، باستهداف موكبه بسيارة مفخخة، قائلاً إن المتهمين اعترفوا بتدريبهم على يد الحركة وعبورهم إلى قطاع غزة عبر الأنفاق وتلقيهم تدريبات. وقال في مؤتمر صحافي إن الأجهزة الأمنية «أحبطت مخططاً لاستهداف عدد من الشخصيات المهمة»، مشيراً إلى أنهم نجحوا في القبض على 14 متهماً «من المتورطين بقضية اغتيال بركات... كانوا يتلقون توجيهات من القيادي الإخواني الهارب في تركيا يحيى موسى، بالإضافة إلى عناصر استخبارية في حماس».
أما المصادر الأمنية، فقالت لـ«الأخبار»، إن المخططات التي أحبطتها الداخلية كانت تستهدف عدداً من الوزراء الذين لديهم حراسة محدودة، وذلك بعدما «تمكنت العناصر الإخوانية من رصد منازل الوزراء والأماكن التي يترددون إليها، بالإضافة إلى مواعيد مغادرتهم»، مستدركة: «تعثر استهداف بعض الشخصيات بسبب تأخر وصول القنابل التي كانت ستستخدم في العمليات».
وأضافت تلك المصادر: «أجهزة وزارة الداخلية (المصرية) تعاونت مع الجهات الأمنية الفلسطينية التي قدمت المعلومات المطلوبة عن قيادات حماس التي أقر المتهمون بأسمائهم. كما تواصلنا مع القيادي محمد دحلان الذي التقى مسؤولين أمنيين مصريين يتابعون القضية، لأكثر من مرة خلال الأسابيع الماضية».
وقررت «الداخلية» فور إتمام التحقيقات إرسال «نشرة حمراء» إلى «الأنتربول» من أجل ملاحقة المتهمين الهاربين من قيادات «حماس» أو «جماعة الإخوان المسلمين»، بناء على اعترافات المتهمين والنتائج التي توصلت إليها التحريات خلال الشهور التسعة الماضية.
بالعودة إلى تفاصيل القضية، فإن المتهمين وغالبيتهم طلبة في جامعة الأزهر أقروا بالانضمام إلى «الإخوان»، ومعظمهم من محافظة الشرقية مسقط رأس الرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي. كذلك أقروا بأنهم راقبوا تحركات موكب النائب العام قبل أسبوعين من العملية التي كان مخططاً تنفيذها قبل موعدها بيوم، لكن تغيير خط سير الموكب جعلهم يؤجلون التنفيذ حتى اليوم التالي مع الإبقاء على السيارة التي تم وضع برميل المتفجرات فيها.
وبينت الاعترافات المنقولة أن المتهمين قالوا إنهم انقسموا إلى عدة مجموعات؛ منها للرصد وأخرى للمراقبة وثالثة مهمتها التنفيذ، والأخيرة كانت على بعد أقل من 50 متراً من مكان التنفيذ، وغادرت بعد التأكد من تفجير السيارة، ثم تنوعت عملياتهم بين استهداف أبراج الكهرباء والضغط العالي. وبالنسبة إلى «حماس»، أقروا بأنهم تلقوا تدريبات في غزة لمدة ستة أسابيع وكان وسطاؤهم في السفر قيادات إخوانية تعاملوا معهم بأسماء حركية، كما أن كلاً منهم صار لديه اسم حركي في الاتصالات الهاتفية والإلكترونية مع تركيا، فضلاً عن التواصل مع قيادي في «حماس» اسمه الحركي «أبو عمر».
إلى ذلك، لا تزال «الداخلية» تجري تحقيقاتها في حادثة مصرع الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، ولم تتوصل إلى نتيجة نهائية حول ملابسات وفاته، لكنها استبعدت فرضية احتجازه لدى الشرطة. كذلك نقل مصدر أمني أن «المعلومات التي تم التوصل إليها لم تقد إلى نتيجة نهائية وتم تسليمها إلى الجانب الايطالي». وأضاف: «الفريق الأمني الإيطالي يتابع مع مسؤولي الوزارة التحقيقات، والقضية على رأس أولويات قطاع الأمن الوطني».
الأخبار
إسرائيل تسأل «السنّة» عن الدعم الإيراني!
لم يحتج الموضوع إلى وقت كثير حتى يصير حديث الإعلام الإسرائيلي وشغله الشاغل. كان التصريح الإيراني بدعم أهالي الشهداء كافيا ليصير هوسا إسرائيليا إعلاميا، دفعهم إلى تحليل تبعاته ودوافعه وحتى إجراء مقابلات في شوارع شرقي القدس وضواحيها
لم يكن غريبا أن يأخذ الإعلام الإسرائيلي الإعلان الإيراني عن تقديم مساعدات إلى أهالي شهداء «انتفاضة القدس» بهذه الجدية والحدة.
فالإعلام الإسرائيلي عامة (رغم مزاعم استقلاليته واستقلالية قراراته) يشكل ذراعا طويلة للسلطة الإسرائيلية خاصة الحكومية؛ قد تجده عامة ينتقدها هنا وهناك، بعض البرامج الكوميدية (على غرار برنامج جون ستيوارت الأميركي) قد تسخر من رئيس الحكومة ووزرائها، والنشرات الإخبارية بمقدميها قد تنتقد سياسات الحكومة الداخلية والخارجية، ولكن الحقيقة أنه إذا ما جد الجد، فسيكون الإعلام الإسرائيلي، على اختلاف قنواته ووسائله، أول من يقف بجانب حكومته ليحاول بكل الطرق المتاحة أمامه دعمها ودعم موقفها من أي قضية جذرية، كقضية هدم بيوت أهالي الشهداء!
هكذا مثلا يظهر أوهاد حمو، مراسل القناة الإسرائيلية الثانية، وهو يتنقل في أزقة مخيم شعفاط، ليسأل الناس بلغة عربية فصحى تارة، وعامية جيدة تارة أخرى، لكن مطعمة بلكنة غربية أحيانا، عن رأيهم بالتصريح الإيراني حول تقديم المساعدات المالية إلى من هدمت بيوتهم أو أهالي الشهداء، أو رأيهم من موقف السلطة الفلسطينية، وحتى إن كانوا قد تلقوا أي مساعدة من جهة حتى اللحظة، ثم موقفهم من إيران، ورأيهم حول الدافع الأساسي لهذه المساعدات.
يُعرف حمو بأنه متخصص بتغطية قضايا الضفة والمستوطنات للقناة الثانية، لكنه أيضا من حين إلى آخر، قد يغطي قضايا تخص فلسطينيي الـ48 إذا كانت ذات طابع أمني. وهو مع لغته العربية الجيدة نسبيا، يتميز بأن تغطيته ميدانية عبر مقابلات مع الفلسطينيين في الشوارع، لرصد آرائهم ونقلها إلى المجتمع الإسرائيلي.
قد تبدو أسئلته عامة عادية، ضمن تقرير صحافي لرصد ردود فعل جماهيرية حول موضوع ما، لكن التدقيق في أسئلته يثير تساؤلات، فمثلا حينما كان يتنقل في شوارع شعفاط ليسأل الناس مباشرة عن رأيهم بالتصريح الإيراني، بدا كمن يبحث عن رأي واحد يهاجم إيران، أو يرفض المبادرة أو يتهمها بمحاولة «شراء الرأي العام الفلسطيني»، فلمّا لم يجد ضالته، صار يوجه الأسئلة بصورة تحريضية مذهبية، مثل سؤاله: «أنت كفلسطيني سني لا توجد لديك مشكلة بتلقي مال إيراني شيعي؟!». ولكن الجواب الفلسطيني جاء جاهزا وواضحا، من «لا»، حتى «نحن نرحب بكل دعم غير مشروط»، مرورا بـ«لقد رأينا إيران عندما تدخلت ودعمت المقاومة في غزة ولم نسمع عن سنيّ واحد غيّر مذهبه لقاء الدعم»!
عزاء إسرائيل الوحيد في كل الموضوع على ما يبدو هو الموقف الرئاسي الفلسطيني، بدأ من أبو مازن (رئيس السلطة محمود عباس) إلى تلفزيون فلسطين الرسمي الرافض لهذا الدعم، والرافض لأي دعم لعائلات الشهداء. وسائل الإعلام الإسرائيلي، ومعه السلطات الإسرائيلية عامة، تعي تماما أن هذه المرة لا الشهداء ولا عائلاتهم ولا أي من المنفذين للعمليات منذ بدأ «انتفاضة القدس» حتى الآن قد تلقى أي وعد أو مقابل مادي من أي جهة أو تنظيم، هذا الأمر هو ما يزيد الوضع تعقيدا بالنسبة إليهم، لأن منفذي العمليات يعلمون ما سيواجهونه. بعبارة أخرى، إن ما يجري هو انتفاضة شعبية بكل ما للكلمة من معنى، بدءاً من العمليات الفردية حتى الحملات الشعبية للتبرع لأهالي الشهداء الذين هدمت منازلهم.
ويتبع ذلك أمور أخرى، مثل أن سياسة هدم البيوت التي تتخذها إسرائيل منذ 1967، كوسيلة عقابية جماعية لردع الفلسطينيين عن تنفيذ عمليات ضد جهات إسرائيلية على اختلافها، قد ثبت أنه غير ناجعة، إضافة إلى أنها خرق قانوني لحقوق أساسية حتى بالنسبة إلى القانون الإسرائيلي. لكنه خرق مبرر، أو يمكنهم تبريره بسهولة إذا احتاج الأمر. والخوف الإسرائيلي حاليا هو أن هذه الوسيلة العقابية، غير الناجعة على كل حال، باتت تشكل سببا لتلاحم شعبي، الأمر الذي سيقويه ويزيده أي دعم خارجي في ظل غياب دعم السلطة. وكذلك ما يتعلق بفكرة إبعاد الأهالي إلى غزة.
تتهم إسرائيل إيران بمحاولة إشعال الانتفاضة عن طريق تقديم «محفزات مادية» إلى أهالي الشهداء، قد تشجع شبانا آخرين على الإقدام بتنفيذ عمليات ضد جنود إسرائيليين أو أهداف إسرائيلية. لكن هذا مع ما يتضمنه من فهم للفلسطينيين ليس إلا محاولة يائسة لشرح ما يحدث، بعدما لا يخفى أنهم فقدوا قدرتهم على توقع ما سيحدث وقراءة الوضع العام الفلسطيني بمعزل عن السلطة منذ بدء الأحداث مطلع تشرين الأول الماضي. وبرغم أنها محاولة جديدة لتدارك الأمور التي تخرج يوما بعد يوم عن سيطرتهم أو سيطرة أتباعهم، يرحب الفلسطينيين بأي دعم مادي أو معنوي غير مشروط لأهالي الشهداء، كي لا يتركوا دون ملجأ أو سند في مواجهة هدم البيوت.
الأخبار