Super User

Super User

الأربعاء, 02 آذار/مارس 2016 06:53

من هم الذين يشملهم مصطلح "العترة"؟

جواب:

من أجل التعرّف على معنى لفظ من الألفاظ، يُمكننا دراسته من جهتين رئيسيّتين:

ألف. التعرّف على المعنى اللغوي لذلك اللفظ؛

ب. التعرّف على معناه الاصطلاحي.

فللتعرّف على المعنى اللغوي للفظ، ينبغي الرجوع إلى المعاجم والقواميس، ومن أجل التعرّف على معناه الاصطلاحي، يلزم البحث حول استعمالاته بحسب الاصطلاح الخاصّ بكلّ علم، لنكتشف ذلك المعنى الاصطلاحي من خلال الأخذ بعين الاعتبار للقرائن والشواهد المتوفّرة.

وأمّا فيما يخصّ المعنى اللغوي للعترة، فواضح وجليّ، إذ المراد من عترة الرجل «أخصّ أقربائه وعشيرته ورهطه الأدنون». (1)

ويبقى الخلاف قائماً حول المعنى الاصطلاحي للعترة الوارد في حديث الثقلين، بمعنى أنّه ينبغي علينا أن نرى هل استُعملت كلمة العترة في حديث الثقلين بنفس معناها اللغوي والعامّ (لتشمل بذلك جميع أقارب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم)، أم أنّها مختصّة ـ بحسب اصطلاح هذه الرواية ـ بأشخاص معيّنين؟

ونُطالع في حديث الثقلين: «إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ  بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي، وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ». ‌(2)

ففي هذا الحديث، عُدّ كلّ من كتاب الله (أي القرآن) وأهل البيت (أي عترة الرسول صلى الله عليه وآله) بمثابة التراث القيّم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم. فالمراد من القرآن واضح ومحدّد، فيبقى علينا أن نرى ـ والحال هذه ـ من هم المقصودون من العترة وأهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم؟ وهل يشمل ذلك جميع أقارب الرسول أم أنّ المراد منه هم أقارب معيّنون؟

بالنظر إلى الروايات المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم التي عيّنت المراد من العترة وأهل البيت، يعتقد الشيعة بأنّ المراد منهم هم الأئمّة المعصومين عليهم السلام، وأنّ مصداق العترة التي جُعلت ـ وفقاً لحديث الثقلين ـ في عرض كتاب الله تعالى، وعُدّ التمسّك بها سبباً للنجاة من الزيغ والضلال هم خصوص الأئمّة المعصومين عليهم السلام؛ لأنّه كما يلزم من التمسّكُ بالقرآن عدم تحريفه وعصمته عن ذلك، يلزم كذلك من التمسّك بالعترة أن تكون معصومة عن الخطأ والمعصية، وبالتالي، فلن تشمل العترةُ جميع أقارب النبيّ (لعدم عصمتهم بأسرهم)، بل ستشمل البعض منهم فقط؛ وهم مصاديق آية التطهير(3)، والذين وُضعت طاعتُهم ـ بحسب آية أولي الأمر (4) ـ إلى جانب طاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلّم.

وقد اعترف بهذه المسألة ـ علاوةً على علماء الشيعة ـ بعض المنصفين من أهل السنّة، كما هو الأمر بالنسبة للمناوي الشافعي الذي يقول في (فيض القدير) عند تفسيره لمعنى العترة:

«هم أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً». ‌(5)

ويقول السهمودي:

«الّذين وقع الحثّ على التمسّك بهم من أهل البيت النبوي والعترة الطاهرة: هم العلماء بكتاب اللَّه عزّ وجلّ، إذ لا يحثّ صلّى‏ اللَّه عليه [وآله‏] وسلّم على التمسّك بغيرهم، وهم الذين لا يقع بينهم وبين الكتاب افتراق، حتّى يردا الحوض. ولهذا قال: لا تقدّموهما فتهلكوا، ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا». ‌(6)

ويتّضح من هذا الكلام (ومن الكلام الذي قبله) أنّ المراد من العترة في حديث الثقلين ليس هم عموم الأقارب، بل ينبغي أن يتوفّر هؤلاء الأقارب ـ لكي يدخلوا في العترة ـ على مجموعة من الشروط والمواصفات، من جملتها العلم والعصمة.

وختاماً، نذكر حديثاً حول هذا الموضوع، لكي يتبيّن المراد من العترة في كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بشكل أوضح.

ففي كتاب فرائد السمطين، نُعاين الإمام علي عليه السلام وهو يقول في إحدى مناشداته:

«أنشدكم باللّه، أتعلمون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قام خطيباً ـ لم يخطب بعد ذلك ـ فقال: يا أيّها الناس إنّي تارك فيكم كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي فتمسّكوا بهما لن تضلّوا، فإنّ [الله] اللطيف الخبير أخبرني وعهد إليّ أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فقام عمر بن الخطاب ـ شبه المغضب ـ فقال: يا رسول اللّه، أكلّ أهل بيتك؟ فقال: لا ولكن أوصيائي منهم، أوّلهم أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في أمّتي ووليّ كلّ مؤمن بعدي، هو أوّلهم ثمّ ابني الحسن ثمّ ابني الحسين ثم تسعة من وُلد الحسين واحد بعد واحد، حتّى يردوا عليّ الحوض، شهداء اللّه في أرضه وحججه على خلقه وخزّان علمه ومعادن حكمته، من أطاعهم فقد أطاع اللّه، من عصاهم فقد عصى اللّه؟! فقالوا كلّهم: نشهد أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال ذلك». (7)

 

الهوامش:

1. الجزري، ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر، المكتبة العلميّة ـ بيروت، 1399هـ ـ 1979م، تحقيق: طاهر أحمد الزاوي ـ محمود محمد الطناحي، ج 3، ص 385؛ ابن منظور، لسان العرب، بيروت، دارالفكر، 1414 هـ ق، ج ‌4، ص 538.

2. الشيخ الحرّ العاملي، وسائل الشيعه، مؤسّسة آل البيت، سنة 1409 هـ. ق، ج 27، ص 34. وتمّ كذلك نقل حديث الثقلين  بعبارات مشابهة في كلّ من صحيح مسلم وسنن الترمذي، راجع: النيشابوري القشيري، أبو الحسين مسلم بن الحجّاج، صحيح مسلم، بيروت، دار إحياء التراث العربي، بدون تاريخ، ج 4، ص 1873؛ الترمذي، سنن الترمذي، مصر، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، 1395 ق، ج 5، ص 662.

3. {إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً}، ‌الأحزاب (33)، الآية 33.

4. {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا أَطيعُوا اللَّهَ وأَطيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الأَمْرِ مِنْكم}، ‌النساء (4)، الآية 59.

5. المناوي القاهري، فيض القدير شرح الجامع الصغير، مصر، المكتبة التجاريّة الكبرى، 1356، ج 3، ص 14.

6. الحسيني الميلاني، علي‏، تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات‏، قمّ، الحقائق، 1382، ج 1، ص 129، نقلاً عن جواهر العقدين.

7. الجويني، محمد بن إبراهيم، فرائد السمطين، بيروت، مؤسسة المحمودي، 1978 م، ج 1، ص 317.

 

وصف الرئيس الايراني حسن روحاني رومانيا بالبلد الصديق لايران في قارة اوروبا، مؤكدا ضرورة ان تفتح طهران وبوخارست صفحة جديدة لتطوير العلاقات والتعاون المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاقليمية.

وأضاف الرئيس روحاني يوم الثلاثاء خلال استقبال وزير الخارجية الروماني لازار كومانسكو في طهران، انه يتعين رفع مستوى التعاون وحجم التبادل الاقتصادي بين البلدين نظرا للامكانيات والطاقات الواسعة المتاحة في أهم المجالات الاقتصادية سيما الطاقة والصناعة .

وأكد روحاني علي ضرورة تفعيل دور القطاع الخاص بين البلدين في مسار تطوير التعاون الاقتصادي بين طهران وبوخارست، مضيفا ان فرصا جيدة جدا متاحة لتعزيز التعاون المشترك امام القطاعات الحكومية والخاصة والتي يتعين استثمارها.

وأشار روحاني الى مكانة ايران الجغرافية في المنطقة والتي تربط الشمال بالجنوب والشرق بالغرب، قائلا ان ايران تولي اهمية كبيرة لتطوير ممرات سكك الحديد، وربط سكة الحديد الايرانية بجمهورية اذربيجان يساعد علي تقوية هذا الممر اكثر فاكثر، ورومانيا بامكانها ان تقوم بدور مهم في العلاقات الاقتصادية بين جانبي هذا الممر .

وأضاف روحاني ان  تطوير التعاون الثقافي والجامعي والسياحي والصناعي بين البلدين امر ملح لارتقاء مستوي التعاون فيما بينها.

وحول الارهاب وخطر انتشاره في العالم بما فيها اوروبا، وقال روحاني ان الارهاب اصبح مشكلة عالمية ومكافحته بحاجة الى تعاون جميع دول العالم في المجالات الاستخباراتية والثقافية والسياسية والامنية.

من جانبه أكد وزير الخارجية الروماني لازار كومانسكو، ان بوخارست عازمة على رفع مستوي التعاون مع طهران في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية .

وأشار وزير الخارجية الروماني الذي يرافقه وفد اقتصادي رفيع المستوى في زيارته لطهران، الى ان حضور وفد اقتصادي روماني كبير الى ايران مؤشر على عزم بلاده بتوسيع العلاقات الثنائية والمشتركة وبانها تولي اهمية خاصة لهذه العلاقات.

وصرح كومانسكو ان بوخارست من حلفاء ايران في الاتحاد الاوروبي، والقطاعات الخاصة والحكومية الايرانية تعتبر رومانيا بوابة لتصدير منتجاتها الي اوروبا.

كما دعا الي تطوير التعاون بين البلدين في المجالات الثقافية سيما بين الجامعات ومراكز الابحاث.

وتطرق وزير خارجية رومانيا الي موضوع الارهاب ومشاكل المنطقة، وقال ان رومانيا والاتحاد الاوروبي يعتقدان ان دور ايران في المنطقة مهم ومؤثر جدا واننا نتوق الى تبادل وجهات النظر مع طهران بخصوص قضايا المنطقة سيما الشرق الاوسط، وهذا التعاون المشترك سيكون مفيدا جدا لاستقرار المنطقة ومكافحة الارهاب.

إفتتح مؤتمر "الحوار الثقافي والحضاري العربي – الإيراني" أعماله في العاصمة اللبنانية بيروت اليوم الثلاثاء بحضور ومشاركة المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية الإسلامية في إيران، ورئيس مركز الدراسات في رئاسة الجمهورية حسام الدين آشنا، ونخبة من السياسيين والباحثين والمفكرين والأكاديميين والإعلاميين من إيران ولبنان وسوريا والعراق ومصر والأردن.

شارك في المؤتمر الذي تنظمه المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان بالتعاون مع كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية ومركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي، في الإدارة المركزية للجامعة اللبنانية، إلى جانب حسام الدين آشنا وفد ثقافي إيراني، ورئيس الجامعة اللبنانية الوزير السابق عدنان السيد حسين، وممثل الجماعة الإسلامية عمر المصري، وممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبد العال، وعدد من الأساتذة الجامعيين في لبنان والعالم العربي ورؤساء مراكز دراسات وأبحاث وشخصيات ثقافية ودينية ومهتمين.

وافتتح المؤتمر بكلمة للمستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان محمد مهدي شريعتمدار، الذي أكد على أهمية انعقاد هذا المؤتمر في هذه الظروف الصعبة وقال إن فكرة عقد سلسلة من الندوات الحوارية جاءت لتأكيد ضرورة الحوار الثقافي والحضاري بعيداً عن سخونة الأحداث والسجالات الجارية في المنطقة لدراسة الخلفيات التاريخية والهواجس المشتركة للحوار الإيراني العربي ومن ثم البحث عن وسائل وآليات بناء الثقة لتعزيز الحوار الثقافي الحضاري بين الجانبين.

وألقي رئيس الجامعة اللبنانية عدنان السيد حسين كلمة رأي فيها أننا اليوم "بأمس الحاجة إلى مثل هذه اللقاءات" مشيراً إلى أن الشعوب المثقفة هي التي تلجأ إلى الحوار". وسأل "ما المانع من التجدد الحضاري الذي يجب أن يقوم به العرب والإيرانيون والأتراك. وهذا الكلام لا يعني استبعاد غير المسلمين لأن الحضارة الإنسانية تجمعنا ولأن قيمة الحضارة الإسلامية كانت في مضمونها الانساني".

ثم ألقى المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية الإسلامية في إيران ورئيس مركز الدراسات في رئاسة الجمهورية حسام الدين آشنا كلمة قال فيها" إننا اليوم نحتاج أكثر من اي وقت مضي للحوار وتجاوز الخلافات خصوصاً مع التنافس الحاد على إحراز مركز القوة الأقوى في المنطقة".

وقال آشنا: "هنالك موانع وصعوبات أمام تغير الأولويات والانتقال من المرحلة الراهنة التي تسمي بمرحلة النزاع على الأقوى إلى الحالة البديلة التي اسمها السعي لتأسيس منطقة أقوي". وأكد أن الانتقال والبناء هو مسار تدريجي لكنه يبدأ من الآن عن طريق حل النزاعات القائمة وفتح قنوات الحوار خاصة بين مختلف طبقات النخب".

وخلص إلى أن الحوار والمصالحة هما السبيل إلى المضي قدماً: ولا بد لنا من الاقتراب من بعضنا البعض ومعالجة المسائل التي قد نكون على خلاف بشأنها.. لنرتقي إلى مستوى خير أمة أخرجت للناس.

أصدر سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية بياناً شكر فيه الشعب الإيران الواعي المصمِّم الذي شارك في انتخابات السابع من إسفند (26 شباط 2016 م) تلبية لنداء النظام الإسلامي، و اعتبر فيه واجبات مجلس الشورى الإسلامي القادم جسيمة، مبدياً أمله في أن يشاهد الجميع نصاب تحمل المسؤولية أمام الله و الشعب في هذا المجلس.
في ما يلي الترجمة العربية لنص هذا النداء:
بسم الله الرحمن الرحيم
الشكر لله العالم القدير الذي نصر شعب إيران الواعي المصمِّم في اختبار كبير آخر. لقد استطاع هذا الشعب للمرة السادسة و الثلاثين بعد انطلاق الثورة الإسلامية أن يشارك في انتخابات عامة بعزيمة راسخة و حماس و حيوية لا تنسى، و أن يقرّر مصير البلاد في الفترة الحالية، و يختار نوّابه لتشكيل مجلسين مقتدرين عظيمي الأهمية، و يعرض على العالم مرة أخرى الديمقراطية الدينية في وجهه المشرق المقتدر.
إيران الإسلامية تتباهى بشعبها و تفخر بمتانة المقررات التي توفر هذه الفرص المغتنمة للوقوف بقوة و تجديد القوى الوطنية.
إنني أرى لزاماً عليَّ أن أشكر هذه التلبية العامة لنداء النظام الإسلامي، و أن أسأل الله الأجر و الهداية للشعب الذي صنع هذه الجمعة الحافلة العظيمة.
أذكّر مسؤولي البلاد سواء الذين انتخبوا لمجلس الشورى الإسلامي و مجلس خبراء القيادة، أو أصحاب المناصب التنفيذية في السلطات الأخرى، أو سائر المسؤولين في المنظمات و المؤسسات، بأن يحققوا الشكر اللائق بالخدمة الصادقة للشعب و البلاد و النظام الإسلامي، و أن يعتبروا التبسّط في العيش، و العفة اليد، و التواجد الدائم في موقع المسؤولية، و ترجيح المصالح الوطنية على الإرادات الشخصية و الفئوية، و الوقوف بشجاعة أمام التدخلات الأجنبية، و إبداء ردود الفعل الثورية حيال مخططات الخصوم و الخونة، و المنحى الجهادي في الفكر و العمل، و بكلمة واحدة: العمل لله و في سبيل خدمة خلق الله، أن يعتبروا هذه الأمور خطة عملهم الدائمية خلال فترة مسؤوليتهم، و لا يتخطوها مهما كان الثمن.
الفترة الراهنة البالغة الحساسية تتطلب حساسية و وعياً و عزيمة راسخة من الجميع و خصوصاً أنتم المسؤولين. تقدم البلاد هو الهدف الأساسي. التقدم الصوري البعيد عن الاستقلال و العزة الوطنيين غير مقبول. التقدم لا يعني الذوبان في هاضمة الاستكبار العالمي. و صيانة العزة و الهوية الوطنية غير ممكن إلا بالتقدم الشامل و الداخلي. سيكون على المجلس القادم واجبات ثقيلة بخصوص هذه العناوين المهمة، و الأمل هو أن يشاهد الجميع في هذا المجلس نصاب تحمل المسؤولية أمام الله و الشعب.
أرى من اللازم أن أشكر من الصميم القائمين على إقامة هذه الانتخابات العظيمة، المسؤولين التنفيذيين و الإشرافيين، و العاملين على توفير الأمن، و مؤسسة الإذاعة و التلفزيون الوطنية، و باقي الأجهزة و الأشخاص المؤثرين.
أسأل الله تعالى التوفيق المطرد للجميع.
السيد علي الخامنئي
9 إسفند ماه 1394

ستقبل سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية السيد يوهان اشنايدر آمان رئيس جمهورية سويسرا و أشار إلى سوابق العلاقات بين البلدين و الانعكاس الإيجابي لسلوك الحكومة السويسرية في الرأي العام الإيراني، و رحّب برفع مستوى التعاون الاقتصادي و العلمي بين الجانبين مضيفاً: حجم التبادل التجاري بين إيران و سويسرا قليل و غير متوازن، و يمكن للتجار و المستثمرين السويسريين باطلاعهم على الإمكانيات و الفرص الكثيرة في إيران أن يرفعوا هذا المستوى.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية عدم وجود سوابق سلبية بخصوص معاضدة سويسرا للضغوط و الحظر الذي فرضته بعض الحكومات الغربية ضد إيران، اعتبره من جملة الأرضيات الثقافية المناسبة لزيادة حجم التعاون بين البلدين مردفاً: إننا نعرف سويسرا من الماضي كقطب للسلام و الصداقة و التعاون، و طبعاً بعض البلدان الأوربية ليست كذلك، و مصالحهم تكمن في إشعال الحروب و الخلافات.
و أشار سماحته إلى تجارب شعب إيران بخصوص تأجيج بعض الحكومات الأوربية للحروب بما في ذلك منحهم الصواريخ و المقاتلات لنظام صدام في حربه التي فرضها على إيران، ملفتاً: هذا السلوك يؤدي إلى خلق سابقة ذهنية سلبية لدى شعبنا، لكن مثل هذه الذهنية غير موجودة في إيران تجاه سويسرا.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على دعم حكومة الجمهورية الإسلامية الاقتصادي و الحقوقي و الضماني الكامل للاتفاقيات بين البلدين، مردفاً: المهم أن تؤدي هذه الاتفاقيات و بفعل التعاون الجاد و العزيمة و الإرادة الراسخة إلى خطوات عملية.
في هذا اللقاء الذي حضره أيضاً رئيس جمهورية إيران الإسلامية الشيخ حسن روحاني، أبدى السيد يوهان اشنايدر آمان رئيس جمهورية سويسرا ارتياحه لزيارة إيران و أشار إلى السوابق الطويلة لعلاقات الصداقة بين البلدين قائلاً: إنه لفخر لنا أن نكون في إيران و نشهد حركة إلى الأمام في العلاقات بين البلدين.
و أشار السيد اشنايدر آمان إلى مرافقة وفدين سويسريين أحدهما علمي و الثاني اقتصادي له في زيارته إلى إيران مضيفاً: تحاورنا في هذه الزيارة حول خارطة طريق التعاون الواسع و المتنوّع بين إيران و سويسرا، و التوقيع على خارطة الطريق هذه بإمكانه أن يفضي إلى تنمية العلاقات الثنائية.
و ألمح رئيس جمهورية سويسرا إلى وجود تحديات كبيرة في العالم مردفاً: لقد امتدت أمواج هذه التحديات و حالات عدم الاستقرار اليوم حتى إلى أوربا و أطراف سويسرا، و نحن بحاجة للتعاون من أجل حل هذه التحديات الكبرى.

تبدأ هيلاري كلينتون بزخم قوي الشوط الأخير، قبل «الثلاثاء الكبير» الذي سيشكل محطة مفصلية في مسار الانتخابات التمهيدية لنيل ترشيح الحزب الديموقراطي للسباق إلى البيت الأبيض، ولحسم الصراع المحتدم داخل الحزب الجمهوري بين دونالد ترامب وباقي المرشحين.

ولن تحسم محطة «الثلاثاء الكبير» التي سيجري فيها كل من الحزبين انتخابات تمهيدية في 11 ولاية، السباق بصورة قاطعة ونهائية لنيل الترشيحين الجمهوري والديموقراطي، إذ تتواصل بعدها الانتخابات في عشر ولايات أخرى وتستمر حتى حزيران. غير أن هذه المحطة قد تعطي تقدماً كبيراً لدونالد ترامب وهيلاري كلينتون في السباق، لجمع المندوبين في المؤتمرين اللذين سيعينان رسمياً مرشحي الحزبين في تموز، ما من شأنه أن يقضي ربماً على آمال خصومهما في المنافسة.
وتُقبل وزيرة الخارجية السابقة على «الثلاثاء الكبير» في موقع متقدم على خصمها، بعد تحقيقها فوزاً كاسحاً على سيناتور فيرمونت بيرني ساندرز في كارولاينا الجنوبية، السبت، وهي تتقدم عليه بما بين 20 و34 نقطة في تكساس وجورجيا وتينيسي، بحسب استطلاعات للرأي نشرتها شبكة «ان بي سي» وصحيفة «وول ستريت جورنال»، أول من أمس.
وأقر ساندرز بهزيمته في كارولاينا الجنوبية، حيث صوّت 86 في المئة من السود لزوجة الرئيس السابق بيل كلينتون، وتتوقف استراتيجيته بالتالي على الولايات حيث الأقليات أقل تمثيلاً، مثل ماساتشوستس ومينيسوتا وأوكلاهوما وكولورادو، وبالطبع ولايته فيرمونت المحاذية لكيبيك في كندا.

وقال ساندرز، أول من أمس، عبر شبكة «ايه بي سي»: «سنحقق نتائج أفضل بين مجموعة السود خارج الجنوب التاريخي» للبلاد، واعداً بالبقاء في السباق حتى النهاية رغم الهزائم.
ومن المستحيل حسابياً أن تحصل هيلاري كلينتون على غالبية أصوات المندوبين الـ4763 المطلوبة للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي على المدى القريب، وتحديداً اليوم، ويردّد فريق حملتها للصحافيين أن المسار لنيل ترشيح الحزب سيكون سباقاً طويلاً.
في المقلب الآخر، لا يزال دونالد ترامب مهيمناً على خصومه الأربعة، وفي طليعتهم سناتور فلوريدا ماركو روبيو وسيناتور تكساس تيد كروز. وانتصر رجل الأعمال الثري بفارق لم يكن من الممكن أن يخطر لأحد قبل بضعة أشهر، في الانتخابات التي جرت في نيوهامشير وكارولاينا الجنوبية ونيفادا. وأثبت أن تقدمه في استطلاعات الرأي ليس أمراً عابراً أو موهوماً، وتمكن من توسيع شرائح مؤيديه من المحافظين إلى الجمهوريين المعتدلين. ولم يتأثر موقعه بأي جدل أثاره، وأي هفوة ارتكبها حتى الآن، لكن الهجمات عليه اشتدت إلى حد غير مسبوق في الأيام الأخيرة.
وقال ترامب، أول من أمس، معتمراً قبعته الحمراء وعليها شعاره الانتخابي: «لنجعل أميركا عظيمة من جديد»، مضيفاً أن «الأمر لا يتعلق بي أنا، إنني المرسال. هناك حركة حقيقية، سنستعيد بلادنا، وسنديرها بذكاء بدل أن نكون أغبياء». وكان يخطب في حشود قياسية تجمعت في ماديسون في ولاية ألاباما، ووصل عددها إلى 32 ألف شخص، بحسب تقديرات المرشح، وهو عدد فائق بالنسبة إلى الحملة الانتخابية الأميركية.
علاوة على ذلك، حصل ترامب على دعم السيناتور عن ولاية الاباما جيف سيشنز، وهو أول دعم من عضو في مجلس الشيوخ يحصل عليه الملياردير في معركته لانتزاع بطاقة الترشيح الجمهورية. وكان حاكم ولاية نيو جيرسي الجمهوري كريس كريستي قد أعلن، الجمعة، تأييده لترامب.

الأخبار

الأربعاء, 02 آذار/مارس 2016 06:15

روسيا تؤجل التصويت في مجلس الأمن

أرجأ أمس مجلس الأمن في الأمم المتحدة التصويت على قرار يشدد العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية إلى اليوم، بعدما قالت روسيا إنها تحتاج المزيد من الوقت لمراجعة نص القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة.

وقالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة، سامنتا باور، إن تصويت المجلس لمشروع القرار سيعني إقرار «أقسى سلسلة عقوبات يفرضها مجلس الأمن منذ أكثر من 20 عاماً».
وفي هذا الحين، قالت رئيسة كوريا الجنوبية، بارك غوين هيه، إن على كوريا الشمالية أن تدفع ثمن تجربتها النووية الأخيرة وإطلاقها صاروخاً (وضع قمراً صناعياً في مداره فوق الأرض)، وإن عدم الرد على «الاستفزازات المتهورة» التي تقوم بها بيونغ يانغ سيؤدي إلى تجارب نووية أخرى. وأضافت بارك: «يجب أن تفهم كوريا الشمالية بوضوح أنه لم يعد بإمكانها الحفاظ على نظامها عبر الأسلحة النووية... حكومتي ستترك الباب مفتوحاً أمام الحوار، لكن إلى أن تظهر كوريا الشمالية رغبتها في التغيير ونزع الاسلحة النووية، سنواصل، بالتعاون مع المجموعة الدولية، الضغط على كوريا الشمالية».

الأخبار

في استقباله للسيد إلهام عليوف رئيس جمهورية آذربيجان عصر يوم الثلاثاء 23/02/2016 م أشار آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية إلى العلاقات السياسية الجيدة و المشتركات الكثيرة بين إيران و آذربيجان، و خصوصاً المشتركات الدينية و المذهبية بين الشعبين موضحاً: إشاعة المعارف الإسلامية و احترام المظاهر و الشعائر الدينية من شأنه تحقيق الإقبال العام و إسناد الشعب للحكومة في ظروف الخطر و التهديدات.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي نظرة الجمهورية الإسلامية لشعب آذربيجان نظرة في إطار الأخوة و أعلى من مجرد صداقة و جيرة، قائلاً: الاستقرار السياسي لشعب آذربيجان و أمنه و ثباته و رفاهه العام مهم جداً بالنسبة لنا، و مع وجود التفاهم القلبي بين الشعبين يجب زيادة المبادلات الاقتصادية و التعاون في مختلف القطاعات.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى المشتركات المذهبية بين شعبي إيران و آذربيجان مؤكداً: المعتقدات الإسلامية و الشيعية لشعب آذربيجان رصيد ثمين، و كلما أبدت الحكومة احتراماً و إقبالاً أكبر لهذه المظاهر و المعتقدات الدينية للشعب، سوف يزداد دعم و إسناد الشعب للحكومة و مقاومته حيال عداء بعض القوى الكبرى.
و اعتبر سماحته مواجهة إثارة الجماعات التكفيرية للفتن بين الشعوب رهناً بتعزيز النشاطات الإسلامية و تقويتها و تابع يقول: منطقة آذربيجان منطقة أصيلة من الناحية الدينية و هي منبت بعض كبار العلماء الإسلاميين، و شعب آذربيجان شعب واع يقظ، و تشجيع الحكومة و دعمها له في نشاطاته الدينية له دور كبير في اجتذابها للشعب و عواطفه.
و أيّد سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي تصريحات رئيس جمهورية آذربيجان بشأن وحدة مصدر غالبية التهديدات ضد البلدين مضيفاً: إشاعة المعارف الإسلامية و التشيع تستدعي تحقيق النصرة الإلهية و عناية الأئمة الأطهار (عليهم السلام) مقابل المشكلات و التهديدات.
في هذا اللقاء الذي حضره أيضاً رئيس جمهورية إيران الإسلامية الشيخ حسن روحاني، أشار السيد إلهام عليوف رئيس جمهورية آذربيجان إلى العلاقات الوطيدة بين طهران و باكو، و وصف محادثاته في إيران بأنها مهمة و بناءة جداً، مردفاً: الثقافة و الدين و التاريخ المشترك أوجد آصرة وثيقة بين إيران و آذربيجان.
و أشار عليوف إلى توقيع أكثر من عشرة مواثيق تعاون بين طهران و باكو، و اعتبر العلاقات الثنائية أخوية و رائعة جداً، مضيفاً: قطعت خطوات جيدة في مجال التعاون التجاري و النقل و المواصلات و الطاقة و الصناعة، و نحاول تنمية الاتحاد و العلاقات بين البلدين على كل الأصعدة.
و اعتبر رئيس جمهورية آذربيجان طهران و باكو على عقيدة واحدة في القضايا الدولية موضحاً: لإيران دور مهم جداً في تكريس السلام و الاستقرار في العالم، و نحن نعتبر أمن إيران أمننا.
و قال السيد عليوف إن التهديدات ضد البلدين لها مصدر واحد، مضيفاً: تم الاتفاق في هذه الزيارة على أن نكافح الإرهاب بالتعاون مع إيران من أجل استتباب السلام و الاستقرار في المنطقة.
و أكد عليوف على احترام القيم الإسلامية مشيراً إلى الخدمات الدينية للحكومة الآذربيجانية، و أضاف قائلاً: خلال فترة استقلال آذربيجان تم بناء ألفي مسجد، و كان نصفها خلال فترة مسؤوليتي.
و أدان رئيس جمهورية آذربيجان الأعمال و التحركات المعادية للإسلام، و اعتبر سبب العداوات ضد آذربيجان هو المعتقدات الدينية لشعبه، مردفاً: الإسلام و التشيع محبوبان من قبل الشعب في آذربيجان، و وجود شخصية كبيرة مثلكم في المنطقة يمنحنا مزيداً من القوة و الطاقة.

استقبل سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية صباح يوم الأربعاء 24/02/2016 م حشود أهالي مدينة نجف آباد (وسط البلاد)، و ألقى فيهم كلمة مهمة بيّن فيها بدقة معنى كلمتي «المعتدل» و «المتطرف»، و دعاد جميع أبناء الشعب و خصوصاً المسؤولين و السياسيين إلى التحلي باليقظة و الوعي حيال أحابيل الأعداء الرامية إلى خلق ثنائية قطبية كاذبة و إشاعتها في الأجواء الانتخابية، معتبراً الانتخابات ساحة لوقفة وطنية كاملة و تجلياً للوفاء و الصمود الوطنيين و حماية عزة البلاد و استقلالها، مؤكداً: كل المحبين لعزة إيران الإسلامية يجب أن يشاركوا في انتخابات يوم الجمعة، و سيرى العالم في يوم السابع من إسفند [26 شباط 2016 م] كيف أن الشعب الإيراني سيحضر بكل شوق عند صناديق الاقتراع.
و حيّى آية الله العظمى السيد الخامنئي أيام استشهاد فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) و أشار إلى انتخابي مجلس الشورى الإسلامي و مجلس خبراء القيادة في يوم الجمعة القادم [26/02/2016 م] قائلاً: أهمية أصل الانتخابات في البلاد لا تعود فقط إلى التصويت بل الانتخابات بمعنى الوقفة الصامدة المقاومة و استعراض عضلات الشعب الإيراني مقابل العدو بعد صنوف ما قام به من ضغوط و حظر ظالم و إعلام خبيث.
و أوضح سماحته أن المشاركة الواسعة للشعب في الانتخابات تبعث على هيبة الثورة الإسلامية و تجديد عظمتها في العالم، مردفاً: الانتخابات فضلاً عن استعراضها للقدرة و العزيمة و المقاومة الوطنية، تعرض وفاء و شجاعة و بسالة شعب كبير في ساحة مواجهة الأهداف المغرضة.
و بعد تبيينه لأهمية مشاركة جميع أبناء الشعب ممن يحق لهم الاقتراع في الانتخابات، أشار قائد الثورة الإسلامية إلى أحابيل العدو في مختلف المراحل الانتخابية طوال الأعوام السبعة و الثلاثين الماضية، قائلاً: من المحاور الدعائية للخصوم «إنكار الانتخابات في إيران و تكذيبها» و «السعي لتقليل مشاركة الشعب في الانتخابات» و «الإيحاء بعدم جدوى المشاركة في الانتخابات بسبب وضوح نتائجها مسبقاً» و هي دعايات ترمي إلى زعزعة مشاركة الشعب في الانتخابات طوال الأعوام الماضية، بل إن الساسة الأمريكان اتخذوا في بعض الفترات مواقف صريحة.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن الأمريكان توصلوا الآن بحكم التجربة إلى أن اتخاذ موقف صريح يؤتي نتائج عكسية، مضيفاً: بناء على هذا اتخذ الأمريكان في هذه الانتخابات جانب الصمت، لكن عملاءهم و أذنابهم يعملون بأساليب مختلفة على تطبيق حيلة جديدة.
و قال سماحته شارحاً هذه الحيلة الجديدة: اتجه خصوم الشعب الإيراني في هذه الانتخابات إلى خلق استقطاب ثنائي كاذب ليوحون بوجود انقسام داخل الشعب.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى أن طبيعة الانتخابات مثل أي سباق آخر هي الحماس و الحيوية و النشاط و التفوق و عدم التفوق، ملفتاً: هذا التفوق أو عدم التفوق في الانتخابات لا يعني استقطاب ثنائي في الشعب و وجود انقسام في المجتمع أو عداء أبناء الشعب و عنادهم بعضهم مع بعض، و الإيحاء بوجود هذا الاستقطاب الثنائي في إيران كذب.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي الاستقطاب الثنائي الحقيقي في إيران هو بين «الأوفياء للثورة الإسلامية و مبادئ الإمام الخميني (رض)» و بين «جبهة الاستكبار و مؤيديها»، مضيفاً: طبعاً قاطبة الشعب الإيراني هو في هذا الاستقطاب الثنائي ثوري و محب للثورة و وفي للإمام الخميني (رض) و أفكاره و مبادئه.
و قال سماحته: المصدر الأصلي للاستقطاب الثنائي الكاذب هو من خارج البلاد، لكنه يتكرر للأسف في الداخل أيضاً بعض الأحيان.
و عدّ قائد الثورة الإسلامية الاستقطاب الثنائي «المجلس الحكومي» و «المجلس المعادي للحكومة» من الاستقطابات الثنائية الكاذبة في الأجواء الانتخابية مردفاً: المخططون لهذا الاستقطاب الثنائي يحاولون الإيحاء بأن جزءاً من شعب إيران يناصرون المجلس الحكومي و جزءاً آخر يعارضون المجلس الحكومي، و الحال أن شعب إيران لا يريد المجلس الحكومي و لا المجلس المعادي للحكومة.
و أكد الإمام السيد علي الخامنئي: الشعب الإيراني يريد مجلساً متديناً، ملتزماً، شجاعاً، لا ينخدع، مقاوماً مقابل جشع الاستكبار و أطماعه، و مدافعاً عن العزة و الاستقلال الوطنيين، و محباً حقيقياً لتقدم البلاد، و مؤمناً بالحركة العلمية للمواهب الشابة، و معتقداً بالاقتصاد المتدفق داخلياً، و عارفاً بآلام الشعب، و مصمماً على حل المشكلات، و لا يخشى أمريكا، و يعمل بواجباته القانونية.
و أضاف قائلاً: جميع أبناء الشعب يريدون مثل هذا المجلس و ليس مجلساً مؤيداً لفلان أو فلان.
ثم ألمح قائد الثورة الإسلامية إلى مخططات أمريكا لما بعد برجام (الاتفاق النووي) ملفتاً: كان للأمريكان مخططهم لإيران و مخططهم للمنطقة لما بعد برجام، و لا يزالون يتابعون مخططاتهم هذه لأنهم يعلمون جيداً أي بلد يقف بقوة مقابل أهدافهم القذرة في المنطقة.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي أسلوب الأمريكان في إيران هو استخدام المندسين قائلاً: منذ أن طرح موضوع النفوذ و الاندساس و ضرورة التحلي بالوعي مقابل المندسين، اضطرب البعض في الداخل أن لماذا يجري الحديث دائماً عن النفوذ و التغلغل، لكن هذا الاضطراب في غير محله و لا داعي له.
و أكد سماحته قائلاً: موضوع النفوذ و المندسين موضوع واقعي، لكن الشخص المندس في بعض الأحيان لا يدري هو نفسه في أيّ طريق يسير.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى كلام الإمام الخميني الواعي صاحب التجارب بأن كلام العدو يسمع أحياناً من شخص محترم مقبول بعدة وسائط، مضيفاً: هذا الشخص المحترم لم يستلم مالاً و لم يتعهد بشيء، لكنه و من دون أن يعلم يكرر كلام العدو و في الواقع يمهد الأرضية بشكل من الأشكال لتغلغل العدو.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى نماذج من المتغلغلين الذين لا يشعرون هم أنفسهم أحياناً بذلك، قائلاً: في الأعوام الماضية و في القاعة العلنية لمجلس الشورى كرّر أحد النواب كلام العدو متهماً النظام الإسلامي بالكذب.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى نموذج آخر قائلاً: في الفترة التي كان فيه الوفد المفاوض الإيراني في الملف النووي يتفاوض مفاوضات صعبة، و في الواقع يكافح و يحارب الطرف المقابل، و كان رئيس الجمهورية المحترم الحالي رئيساً للوفد المفاوض، طرح البعض مشروعاً فورياً للغاية فيه تأييد لكلام الطرف المقابل في المفاوضات، و قد عتب رئيس الجمهورية الحالي في ذلك الحين على طرح ذلك المشروع، و قال إنه في صالح الأعداء.
و دعا قائد الثورة الإسلامية جميع الشعب و خصوصاً المسؤولين و السياسيين إلى التحلي بالوعي و الحيطة مقابل نفوذ الأعداء، منبّهاً: ما تقتضيه المراقبة و الحيطة هو أنه لو مدح العدو الجماعة الفلانية أو الشخص الفلاني بهدف خلق انشقاق و انقسام بين الناس، فيجب أن يكون هناك على الفور إبداء إنزعاج و اتخاذ موقف مقابل فعل العدو هذا.
و ذكّر آية الله العظمى السيد الخامنئي بقول الإمام الخميني الراحل (رض) بأنه لو مدحكم العدو فعليكم التشكيك في تصرفاتكم و أفعالكم، مضيفاً: هذا الكلام هو «دستور الثورة و أمرها»، لذلك ينبغي في مقابل مدح الأعداء اتخاذ موقف سريع و عدم الوقوع في غفلة.
و أكد سماحته قائلاً: ما تقتضيه إدارة بلد بهذا الحجم الكبير و إدارة شؤون شعب بهذه العظمة و الوعي هو اليقطة و الأعين المفتّحة و العزيمة الراسخة مقابل الأعداء.
كما أوصى قائد الثورة الإسلامية المسؤولين و السياسيين بتحاشي تكرار أدبيات العدو السياسية و خصوصاً تعبير «المعتدل» و «المتطرف»، مردفاً: منذ بداية الثورة الإسلامية استخدم الخصوم هذا التعبير، و كان قصدهم من المتطرفين الذين هم أكثر التزاماً و تصميماً تجاه الثورة الإسلامية و أفكار الإمام الخميني و مبادئه، و كان مرادهم من المعتدلين الذين هم أكثر استسلاماً مقابل الأجانب.
و قال سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي: على الذين يستخدمون هذا التعابير في الداخل أن يدرسوا المعارف الإسلامية بدقة، إذ ليس في الإسلام مثل هذا التقسيم، و الاعتدال و الوسطية في الإسلام تعني «الطريق المستقيم»، و بالتالي فما هو على الضدّ من الطريق الوسط المعتدل ليس التطرف و التشدد بل المنحرفون عن الصراط المستقيم.
و تابع سماحته: في المسار المستقيم قد يسير البعض بصورة أسرع و أشد و قد يسير آخرون بشكل أبطأ، و لا إشكال في هذا.
و لفت قائد الثورة الإسلامية: في الأدبيات السياسية الأجنبية يسمّون داعش متشددين، و الحال أن داعش منحرفون عن الإسلام و القرآن و الصراط المستقيم.
و قال سماحته ملخصاً هذا الجانب من كلامه: الذين يستخدمون تعبير المتشددين خارج الحدود يقصدون التيار الوفي للثورة و الحزب اللهيين، لذلك ينبغي في الداخل التدقيق و المراقبة و اجتناب تكرار هذه التعابير لتحاشي تحقيق هدف العدو.
و أشار الإمام الخامنئي إلى اعتراف الأمريكيين بأنه لا يوجد في إيران أي معتدل، مؤكداً: قاطبة الشعب الإيراني يناصر الثورة و يصرّ على الثورة، و طبعاً قد تحدث بعض الأحيان أخطاء و زلات، و لكن لا يوجد بين الشعب من يناصر التبعية للأجنبي.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى أهمية كيفية الانتخاب، و قال مخاطباً الشعب: نتيجة أي انتخاب تقومون به عند التصويت سواء كان انتخاباً حسناً أو سيئاً سيعود عليكم، لذلك حاولوا أن يكون الانتخاب صحيحاً.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي رضا أو عدم رضا الله تعالى نتيجة أخرى من نتائج كيفية الانتخاب، مردفاً: لتنصبّ المحاولات على الانتخاب بدقة و بصيرة و معرفة صحيحة.
و أكد قائلاً: من أجل انتخاب نواب مجلس الشورى الإسلامي و مجلس خبراء القيادة تأكدوا حتماً من تدينهم و التزامهم و وفائهم للثورة و صمودهم في طريق الثورة و عدم خشيتهم حيال العدو و عزيمتهم و شجاعتهم، و صوتوا بعد ذلك.
و لفت قائد الثورة الإسلامية: و إذا كنتم لا تعرفون بعض الأشخاص فلا تقولوا لا نصوت لأننا لا نعرفهم، بل تشاوروا مع من تثقون بدينهم و التزامهم و بصيرتهم.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن الطريق و الهدف و الواجب و التكليف في هذه المسيرة أمور واضحة، مضيفاً: إذا تمت هذه العملية الكبيرة بشكل صحيح فإن الله تعالى سوف يمن بعونه و نصرته يقيناً، و ستكون نتائج الانتخابات لصالح البلاد مهما كانت.
و تابع سماحته قائلاً: اعتقد اعتقاداً راسخاً أنه رغم كل مساعي الخصوم و المسيئين، فإن الله قدّر النصر النهائي للشعب الإيراني، و بفضل من الله لن يستطيع العدو توجيه ضربة و ضرر لهذه الثورة و للنظام الإسلامي.
و ثمّن قائد الثورة الإسلامية في جانب آخر من حديثه إيمان أهالي مدينة نجف آباد و صدقهم و وفائهم و صمودهم في مسار الثورة الإسلامية قائلاً: لقد أثبت أهالي نجف آباد حماسهم و وعيهم و إدراكهم العالي خلال فترة النهضة الإسلامية من خلال دعمهم للكفاح و النضال، و بعد انتصار الثورة الإسلامية أيضاً عرضوا خلال الفترات المختلفة، و خصوصاً فترة الدفاع المقدس، جشاعتهم و غيرتهم و مقاومتهم و كفاءتهم.
قبل كلمة قائد الثورة الإسلامية تحدث في هذا اللقاء حجة الإسلام و المسلمين حسناتي إمام جمعة نجف آباد فأشار إلى شجاعات و ملاحم أهالي مدينة نجف آباد المنجبة للشهداء خلال فترة انتصار الثورة الإسلامية و الدفاع المقدس، و تقديمهم أكثر من 2500 شهيداً، و أضاف قائلاً: أهالي نجف آباد الأوفياء يشددون على العهد و الميثاق الذي عقدوه مع الإسلام و القرآن و الإمام الخميني (رض) و قائد الثورة الإسلامية الحكيم، و سيبقون على هذا العهد إلى آخر قطرة من دمائهم.

أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أنه لا يوجد حل آخر لمشكلة الإرهاب سوى التعاون بين كافة دول العالم مشددا على أن المشردين جراء الأزمة في سوريا والعدوان على اليمن اليوم بأمس الحاجة إلى المساعدات الإنسانية.

وقال الرئيس روحاني في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره السويسري يوهان شنايدر الذي يزور ايران انه تباحث مع نظيره السويسري حول حقوق الانسان مشيرا الى المشاكل التي يعاني منها المسلمون في الدول الاوروبية بسبب التخويف من الاسلام واضاف : في السنوات الاخيرة عانى بعض ابناء منطقتنا كثيرا عندما هاجروا الى اوروبا مرغمين وبسبب ضغط الارهاب وواجهوا مشاكل كثيرة جدا في مجال حقوق الانسان ونحن قد ناقشنا هذا الامر في مباحثاتنا.

وتابع الرئيس روحاني : لقد تباحثنا ايضا حول قضايا المنطقة والاوضاع الصعبة للشعوب في سوريا واليمن وليبيا وافغانستان وباكستان وموضوع الارهاب والضغط الناجم عنه في هذه المنطقة ولا يوجد طريق سوى التعاون والتشاور وبذل مزيد من الجهود لمكافحة الارهاب بين دول العالم .

واكد رئيس الجمهورية انه تباحث مع نظيره السويسري حول القضايا الانسانية فيما يخص سوريا واليمن وحاجات شعبيهما من الدواء والغذاء والمأوى قائلا : بامكان ايران وسوريا ان يتعاونا فيما بينهما بشكل اكبر في هذا المجال ففي الوقت التي تقف سوريا على اعتاب وقف اطلاق النار فإن هذا التعاون يعتبر ضروريا. وتابع : يمكنني القول انه لا توجد خلافات بيننا حول القضايا الثنائية والاقليمية وان وجهات نظرنا كانت مشابهة وان البلدين عازمين على تعزيز العلاقات.

وتابع روحاني: بحثنا القضايا ذات الاهتمام المشترك من بينها القضايا الاقتصادية وتطرقنا الى قضية تفعيل المصارف السويسرية في ايران كما بحثنا مجالات الزراعة والصناعة والطيران وانضمام ايران لمنظمة التجارة العالمية مع الرئيس السويسري.

وفيما أكد الرئيس روحاني أن ايران وسويسرا عازمتان على التعاون بينهما، قال: بحثنا التوقيع على اتفاقية تجارية قديمة بين البلدين وكذكلك التعاون بين الجامعات والزمالة وأعددنا 6 اتفاقيات علمية وسيتم التوقيع عليها قريبا.

وأضاف: نرحب باستيراد التقنيات الحديثة وتوفير فرص العمل لشريحة الشباب في ايران.

و من جانب اخر استقبل رئيس الجمهورية الاسلامية حسن روحاني بشكل رسمي نظيره السويسري يوهان شنايدر آمان الذي كان قد وصل طهران يوم الجمعة وذلك في مجمع قصور سعد آباد.

وحسب وكالات الانباء ان الرئيسين روحاني وآمان قد توجها بعد مراسم الاستقبال الرسمي الى مكان اللقاء الثنائي لبحث سبل تعزيز علاقات البلدين في مختلف المجالات الثنائية والاقليمية والدولية.

وتتضمن برامج زيارة الرئيس السويسري الى طهران عقد لقاءات ثنائية والتوقيع على وثائق تعاون بين مسؤولي البلدين وبحث سبل تعزيز وتمتين العلاقات الثنائية والاقليمية والدولية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والقضائية والثقافية بين طهران وبرن.