
Super User
عماد مغنية ... أسوة العقيدة و الجهاد
يصعب إقناع أحد بأن هناك أموراً لا يمكن كتابتها، عن مشاعر راودتنا، ونحن نقرأ عماد مغنية في شهادات من عرفوه. تأتي حكاياته كغيمة مرت فروَت. ونسأل، كمن يحوم حول سرّ: «هل كان عماد مغنية حقيقة؟». ليس صعباً أن نؤكد، أن الحكاية ولو رويت لن تنتهي، ما دامت الحياة تعدنا، عاماً تلو آخر، بكشف المزيد عن حياة شهيد عزَّ نظيرُه. لذا، لن تكون الحكاية كاملة، لكن عساها تروي قليلاً من شوق كثيرين آمنوا به، وصدَّقوا دمه ودموعهم، وأيقنوا أنه، من دوننا جميعاً، أتقن الحب... والشهادة.
تعود الذاكرة بالحاجة أم عماد إلى العام 1962. تسرد الحادثة بتفاصيلها: سارت بهم السيارة التي تضمّ سبعة أشخاص، على طريق المصيلح، وكان عمر عماد مغنية يناهز الـ 40 يوماً. تعرّضوا لحادث، انقلبت بهم السيارة ثم احترقت، ونجوا من الموت بأعجوبة. «كلكم نجيتوا؟» سأل جدّها. ثم أجاب نفسه: «كلكم نجيتوا بحسنة هذا الطفل. هيدا الطفل بدو يطلع منه شي كتير مهم بالحياة».
منذ سمعت أم عماد هذه العبارة، راحت تترّقب اليوم الذي يصبح فيه ابنها صاحب شأن في المجتمع. مرّت الأيام، والسنون، وظهرت شخصية عماد صاحب القدرة على التأثير على الآخرين من دون أن يتعمّد ذلك. «منذ كان في السادسة من عمره، كان يتحمّل مسؤولية رفاقه الذين يلعب معهم»، يقول والده. كما كان قادراً على المسامحة منذ صغره « اختلف مرة مع ابن جيراننا، الذي اعتدى عليه، لكن عماد قال له الله يسامحك ومشى، وتضايق من شقيقه فؤاد لأنه عاد وضرب ابن الجيران قائلاً له: ما انا سامحته» .
شبّ عماد مغنية في بلد يعاني من اعتداءات اسرائيلية متواصلة، وبدايات حرب أهلية، وكان مهتماً بمتابعة مجريات الحياة السياسية. يروي صديقه الشيخ مالك وهبي أنهما كانا في العاشرة من العمر، عندما كان الحاج عماد يحاول أن يتعرّف إلى الأحزاب والحركات السياسية والإسلامية. وعندما كان يرى ما لا يعجبه، يدخل ويناقش. وكان في السادسة عشرة من عمره عندما انضمّ إلى حركة «فتح»، واستطاع أن يكون مؤثراً فيها على مجموعة من الشبّان رغم صغر سنه. وفي بداية الثمانينيات، التحق بالحركة الإسلامية. كان لإنتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 واستشهاد السيد باقر محمد الصدرعام 1980، دور حاسم في هذا الخيار. شارك وساهم مع بعض إخوانه في تأسيس حركة جهادية إسلامية بعدما اقتنعوا بأنه لا بد أن تكون لديهم قدرة دفاعية. وقد تشكلت هذه القدرة، التي واجهت الاجتياح الاسرائيلي، إذ شارك هو بشخصه، مع بعض رفاقه المؤسسين، في التصدي للإسرائيليين في معركة خلدة. هذه كانت نواة المقاومة الإسلامية في لبنان، وعندما دعا قائد الثورة الإسلامية في إيران الإمام الخميني للجهاد، كان حزب الله من الحاضرين والفاعلين.
في ذلك الوقت، كان يطلق على شبان حزب الله «الخمينيين». وكان عماد، وشقيقاه جهاد وفؤاد، من هؤلاء الخمينيين. كانوا ملاحقين على الدوام، كما تروي والدتهم التي دُهم منزلها اكثر من مرة، من دون أن يصادف وجود أولادها فيه.
رغم هذا الجو من الملاحقة، سار الحاج عماد في تشييع شقيقه جهاد الذي استشهد عام 1984. وهذا ما لم يفعله مع استشهاد فؤاد في العام 1994، كي لا يصل إليه الاسرائيليون. وبعد 4 أيام من استشهاد فؤاد، التقى بوالدته. قال لها: «قالولي انك متأثرة كتير». أجابت: «طبعاً، هيدا التاني»، فأجابها: «كيف ليصيروا 3، شو بدك تعملي»؟
مرّ العمر بسرعة، قبل أن تتلقى أم عماد خبر استشهاد ابنها الثالث. لكن، ليس من دون إنجازات، بل تواقيع حفرت في ذاكرة العالم، كان أبرزها تحرير الجنوب في أيار 2000، وانتصار تموز 2006.
تتذكر أم عماد أنه زارها بعد التحرير بفترة، وسار وعائلته الى الجنوب. كان هو السائق، بين أهله، أخواته، وأولادهم. يسير ويشرح: «هيدا الموقع الفلاني... وهون هيك صار...». سألته: «أنت شو خصك بهذه القصة؟ من وين عارف هذه المواقع؟». ضحك، وقال: «جابوني وفرجوني عليهم، ودلّوني . » .
لم يخبرها أنه في أول أيام التحرير، كان من أوائل الذين دخلوا إلى الشريط الحدودي، وفور وصوله الى الجنوب، ومن على تخوم قرية مركبا، قال للشاب المرافق له: «شمّيت ريح فلسطين، ريح القدس». ثم تقدّم ونظر إلى فلسطين: «الإسرائيليون بالمرة! كيف تركونا نصل إلى هذه النقطة ؟ ».
يومها، تشكلت لديه قناعة بأن هناك إمكانية حقيقية لإزالة إسرائيل، بناء على أن المقاومة نجحت في مهمتها الأولى، وهي رؤية الهزيمة بعيني الإسرائيلي. ويومها، أيضاً، أدرك أن إسرائيل لن تتحمل الهزيمة، وأن العمل على الردّ قد بدأ.
ننتصر لأننا نبتكر
قبل بدء حرب تموز، كان الحاج عماد قد وضع تصوّراً لما قد يحصل في حال وقعت الحرب. ويذكر نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أنه عرض هذا التصوّر في جلسة لمجلس الشورى، كما عرض مخططه للردّ. قال لهم، «في البدء، اسرائيل ستتقدم الى العوارض الأمامية، وستؤجل العملية البرية لوقت متأخر. ورغم ذلك، وإذا ما قامت بها، لدينا حلول للمواجهة»، وذكر هذه الحلول.
عندما بدأت الحرب، تبيّن أنه يسبق العدو في تفكيره. كلما تقدمت الحرب في تموز، كانت الخطط التي ذكرها الحاج عماد، المواجهة وطريقة المواجهة والاستعدادات تتم مثلما نصَّها هو. كل ما كان متوقعاً في عدوان تموز كان جزءا من الخطط المدروسة والموضوع لها حلول معينة.
الحاج رضوان، الذي اهتم بفهم الاسرائيلي وقراءته، لم يكن مقلّداً في موضوع الخطط العسكرية، إنما كان مبتكراً. هذا ما يميزه عن قادة وخبراء عسكريين آخرين. نقل عنه قوله: «ننتصر لأننا نبتكر». في الحرب، ركز على ضرورة ضرب منطقة العدو. أي أن تتم مواجهة العدوان من خلال جعل الجبهة الداخلية في فلسطين المحتلة مشتعلة، ما سيحقق انجازاً كبيراً للمقاومة.
كانت اسرائيل تملك بنك أهداف للمنظومة الصاروخية الإستراتيجية التي تتشكل من صواريخ لمدى متوسط، ومدى بعيد. بعد عملية جوية ضخمة ظنّ الإسرائيلي أنه أزال التهديد الصاروخي، وبالتالي أصبح أمام معركة ثانية، ليأخذ على أساس هذه المعطيات قراراً بتحويل العملية العسكرية إلى حرب.
أيام قليلة مرّت، وتبيّن أن الحاج كانت لديه خطة للحفاظ على غالبية القوة الصاروخية. وعندما انطلقت هذه الصواريخ باتجاه فلسطين المحتلة، قال لمن كان يقف إلى جانبه: «لقد خسرت اسرائيل الحرب». وأضاف في موضع آخر: «حرب الـ 33 يوماً، أثبتت أن الأسلحة التقليدية عاجزة عن حماية اسرائيل، وأنها ليست خطراً علينا، وأن لدينا تفوقاً في الأسلحة التقليدية، وهذا ما يقلّل من قيمة الدور الإٍسرائيلي في استراتيجية الحرب. ربحنا القضية كلها. بهذه القضية يمكن إبادة اسرائيل».
القائد العطوف
في المقابل، كان هذا الرجل، الذي بات يعرف بقائد الانتصارين، شخصية رقيقة وحساسة وعطوفة. هو الذي انهمرت دموعه عام 1998 عندما رأى، من على أحد الأسطح القريبة، مشهد تشييع جثامين الشهداء إثر عملية تبادل مع العدو.
كان حريصاً على أن لا ينقص المجاهدين شيء من احتياجاتهم. أن لا يشعروا بالقلق، لا على أولادهم، أو مدارسهم أو أكلهم وشربهم. منطلقاً من مبدأ أنه يطلب منهم ما يصعب على الجميع، ولذلك، كان يرى أن واجبه يحتِّم عليه أن يؤمن ما يستطيع تأمينه لهم، ويسعى للحصول على إيرادات لتأمينها. اهتم بالأمور الشخصية للذين حوله، وورد عن عدة أشخاص قولهم: «انا الحمد لله انتقلت الى بيتي بسبب الحاج عماد»، «أنا حليت مشكلتي مع ابني بسبب الحاج عماد»...
كما يروي أحد المجاهدين، انه جمعهم ذات يوم، «وكنا 15 شخصاً، ليذهب بنا الى دمشق. أعطانا مالاً، وقال اذهبوا واشتروا ما يحتاجه أبناؤكم. جلس على الرصيف ينتظرنا، وبقي جالساً حتى عدنا جميعاً لنجده في المكان نفسه».
هذا الحسّ الإنساني العالي يعود الى التربية الأخلاقية والايمانية. إذ كان الحاج عماد متديّناً، يواظب على الصلاة في أول وقتها. ويهمه أن لا تتضارب مواعيد الإجتماعات مع مواقيت الصلاة.
وفي الاجتماعات، لم يكن القائد العسكري الذي يحتاج عناصره إلى تراتبية للحديث معه. لا «سيدنا» هنا، ولا أي كلمة تعيق التواصل بشكله البسيط المتعارف عليه. يمكن للجميع مناقشة الاقتراحات، ولا يجب على أحد أن يقف حين دخوله، أو يصمت حين يتكلم. كان شخصاً يحفّز الفريق الذي يعمل معه، معزّزاً المبادرة لديه، وروح التعاون، ليستخلص من الجميع ما يمكن استخلاصه.
قوة السرّ
كان عماد مغنية يدير هذه المهمات كلها بسرّية كاملة تحيط بشخصيته الحقيقية، حتى أنه طلب شخصياً من السيد حسن نصرالله نفي وجود أحد ما، إسمه عماد مغنية، داخل جسم حزب الله. وقد سُئل السيّد حسن فعلاً عن مغنية، في إحدى مقابلاته القديمة. كان الحاج يشاهده، ضحك وقال: «إن شاء الله ما يتلبك السيد بالجواب». لكن السيّد أجاب: «ليس لدينا شخص بهذا الاسم».
وسأله ابنه مصطفى يوماً: «ماذا إذا لم يعترف حزب الله بك بعد استشهادك»؟ أجابه: «لا أنتظر أحداً أن يعترف بي. إذا كانت هناك مصلحة لهم بعدم الإعتراف، فلا مشكلة».
لم تعنه على الإطلاق مسألة شهرته والكلام عن أعماله، سلباً أم إيجاباً، من محبيه أو خصومه، لبنانيين وعرباً وإسرائيليين أو أميركيين. بل كان يزعجه ربط الإسرائيليين كل أعمال المقاومة به، كأنه يعمل دون مؤسسة تفكر وتخطط وتضع أهدافاً. قاد عماد مغنية لسنة أو سنتين عمليات المقاومة، من دون أن تعرف المقاومة نفسها. وهو الذي أعدّ عملية الاستشهادي أحمد قصير بتفاصيلها، وتابعها بدقائقها، وحرص على تصويرها من أجل أن تكون هناك وثيقة تعرض في يوم من الأيام وتبيّن هذا العمل بشكل كبير.
أقوى نقاطه في الإجراءات الأمنية كانت عدم معرفته عند رؤيته، ما اقتضى منه إجراءات تجعله رجلاً عادياً وبسيطاً، من دون مواكب ومرافقين وإجراءات ظاهرة للعلن. أحياناً، كان يشارك في لقاءات رسمية وعامة، لكن ليس بصفته التنظيمية، بل مجرد شخص كبقية الأشخاص، يجلس ولا يساهم في النقاش بل يسمع. تحوّلت هذه الإجراءات إلى نمط وسلوك في حياته.
أثناء لقاء قائد فيلق قدس، قاسم سليماني، بمعاون نائب رئيس الجمهورية السوري الراحل اللواء محمد ناصيف في سوريا، حضر الحاج عماد مع الوفد المرافق للأول. مع سير الحديث، أخطأ المترجم في نقل جملة من الفارسية الى العربية. صحّحها له الحاج عماد، وأكمل الحديث، على أنه شخص مساعد في الوفد.
هذا الشخص «المجهول»، أتاح لعماد مغنية هوامش كبيرة في الحركة التي يحرم منها آخرون في مواقع مسؤولية عسكرية أو أمنية. على عكسهم، نجح هو بالدخول إلى أمكنة واحتفالات وفنادق وتظاهرات واجتماعات، استخدم سيارات أجرة وفانات. مع ذلك، كان دائماً يحمل مسدساً في جعبته الجلدية البنية اللون. كما حافظ على قوته البدنية في العقد الأخير من عمره. أثناء تدريب المجاهدين على عملية سحب جندي إسرائيلي من الآلية: فتح الباب بسرعة وبمهارة فائقة، ليسحب مجاهداً ضخماً بحجمه على مرتين مع كامل سلاحه وعتاده. يروي أحد المجاهدين المقربين أنه كان «يعطينا دروساً في الدفاع الذاتي، وأثناء التدريب تعاملت مع مواجهته ببرودة على قاعدة أن الحاج قصير القامة نوعاً، وإذ بي أفاجأ بلياقة عالية وسرعة غير طبيعة وقوة عالية».
بين حجم المهام الموكلة اليه، وحجم الانجاز الذي حققه، وحجم الظهور لديه، يصف رئيس المجلس السياسي السيد ابراهيم الأمين السيد المشهد بالقول: «أننا أمام إنجازات كبرى وضخمة مع ظهور صفر». في طبيعة الإنسان، إذا ما حقق إنجازاً، تراوده نفسه لإظهار ذاته مع ما حققه، من خلال صورة، أو فيديو أو ما شابه، ليخلد أثره. مع الحاج عماد، كان الزمن في صوره يبدو ثابتاً في موضعه. أما إنجازاته، فتواصلت دون توقيع معلن. ثم يعقب: «لم يتصوّر الحاج مع إنجازه، بل على النقيض، أخذت صورة للإنجاز ولم تؤخذ صورة له مع انجازه».
هذا الزهد الذي تعامل فيه عماد مغنية مع إنجازاته، يعود أيضاً إلى كونه لم يتعامل يوماً مع الاسرائيلي باستخفاف. هو الملاحق منذ بداية التحاقه بالعمل المقاوم، لم يكن يقلل يوماً من قدراتهم وقوتهم. وبعد 25 عاماً من ملاحقتهم إياه، استطاعوا الوصول إليه، في وقت كان يخطط فيه للمقاومة الفلسطينية، في سوريا.
رحل عماد مغنية، عن عالمنا شهيداً كما كان يتوقع، وهو القائل: «من الخيانة أن أخاف الموت وأنا اطلب من إخواني القيام بواجبهم الجهادي، بينما أنا متيقن أن بعضهم سيستشهدون. أضعف الإيمان أن ارتضي لنفسي ما ارتضيته لهم».
رائد صلاح يضرب عن الطعام تضامناً مع القيق
أعلن رئيس الحركة الاسلامية في فلسطين المحتلة رائد صلاح، الإضراب المفتوح عن الطعام في مستشفى العفولة تضامناً مع الاسير محمد القيق.
وجاء في بيان أن صلاح وسائر أعضاء لجنة الحريات، يضربون إضراباً مفتوحاً عن الطعام، ولا سيما أن الأسير القيق يعيش لحظات مصيرية.
واعتقل القيق في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وهو يلتزم إضراباً عن الطعام منذ أكثر من ثمانين يوماً عقب تحويله للاعتقال الإداري مطالباً بالإفراج عنه ونقله إلى مستشفى فلسطيني للعلاج.
وقال مراسل الميادين إن أجهزة الامن الفلسطينية قد تقدم عرضاً لسلطات الاحتلال لنقل القيق إلى مستشفيات فلسطينية.
ويرفض القيق تعليق إضرابه حتى يتم الإفراج عنه ونقله الى مستشفى فلسطيني للعلاج، علماً بأن المحكمة الإسرائيلية العليا التي نظرت في الرابع من شباط /فبراير الجاري في التماس للإفراج عنه نتيجة تدهور وضعه الصحي، قررت تعليق اعتقاله بشروط منها تحديد مكان علاجه.
وفاة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل
توفي الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، اليوم الأربعاء ، بعد معاناة مع المرض عن عمر يناهز 93 عامًا.وكان الكاتب الكبير تدهورت حالته الصحية خلال الأسابيع الماضية، وأجرى العديد من الفحوصات والأشعة كونه يعاني من "فشل كلوي"، واستلزم إجراء عميلة غسيل كلى أكثر من مرة، خلال الأسبوع الماضي.
هيكل من مواليد 1923، بقرية باسوس إحدى قرى محافظة القليوبية بمصر، واشتغل في الصحافة منذ عام 1942، بالتحاقه بقسم الحوادث في صحيفة "الإيجيبشان جازيت"، وحينما قامت الحرب العالمية الثانية وهو شاب في العشرين تمكن أن يبرز من خلال خطاباته الصحفية.
نتنياهو يدعو الى الكشف عن العلاقات السرية بين "اسرائيل" وبعض الدول العربية
قال رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو إن "الكثير من الدول العربية المهمّة غيّرت من مواقفها تجاه "تل أبيب" ، ولم تعد ترى في "اسرائيل" عدوًّا بل حليفًا وخصوصًا ضد "الاسلام المتطرف"، حسب تعبيره.
وخلال خطاب ألقاه في مؤتمر رؤساء الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة الذين يزورون الأراضي المحتلة، أعرب نتنياهو عن أمله في أن "يتحوّل قسم من العلاقات السرية التي تربط "اسرائيل" ببعض الدول العربية الى علاقات علنية"، مضيفًا: "غالبية الدول العربية "السنية" تعتبر "اسرائيل" حليفًا لها لا عدوًّا.. هذه ظاهرة تساعد على إقامة علاقات جديدة، بعضها علني وغالبيتها سرية.. في هذه المسألة أيضًا نتوقع ونطلب حدوث تغيير. هناك من يقول اذا حصل تقدم مع الفلسطينيين، فإنه سيؤدي الى إقامة علاقات جيدة مع العالم العربي.. أنا لا أتفق مع هذا الرأي.. بحسب رأيي العلاقات الجيدة مع العالم العربي ستؤدي لأن يكون الفلسطينيون شركاء".
يشار الى أن صحيفة "هآرتس" أفادت قبل عدة أشهر عن فتح أول ممثلية دبلوماسية لـ"اسرائيل" في أبو ظبي بالامارات العربية المتحدة.
العميد دهقان : العلاقات بين طهران وموسكو استراتيجية وبعيدة المدى
وصف وزير الدفاع الايراني العميد حسين دهقان خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العلاقات بين البلدين بانها استراتيجية وبعيدة المدى.
وبحث وزير الدفاع الايراني خلال لقائه الثلاثاء في موسكو الرئيس الروسي ، القضايا الثنائية والاقليمية والدولية.
واعرب رئيس جمهورية روسيا في هذا اللقاء الذي استغرق ساعة واحدة ، عن ارتياحه لتوسيع وتعميق التعاون الدفاعي والأمني بين طهران وموسكو ، واعتبرها أمرا طبيعيا ولا بد منه لتحقيق مصالح البلدين ، مؤكدا على استمرارها في اطار الاتفاقيات المبرمة.
وشدد فلاديمير بوتين على ضرورة التعاون الاستراتيجي بين ايران وروسيا في احتواء الازمات الاقليمية ، معتبرا ان دور البلدين في احلال الامن المستديم في المنطقة امر هام.
ورحب الرئيس الروسي بدخول ايران الى الاسواق العالمية بعد تنفيذ الاتفاق النووي ، واعتبره حقا مشروعا لايران ، داعيا الى تثبيت مكانة ايران.
من جانبه نقل العميد دهقان في هذا اللقاء ، تحيات قائد الثورة الاسلامية ورئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية ، موضحا ان العلاقات الدفاعية والامنية بين ايران وروسيا بانها جيدة وبناءة للغاية ، وقال : ان العلاقات بين طهران وموسكو استراتيجية وبعيدة المدى.
واشاد وزير الدفاع الايراني بالدور المؤثر والقرارات الاستراتيجية والمصيرية التي يتخذها الرئيس الروسي في المساهمة بتسوية الازمات المعقدة في المنطقة ، واضاف : يجب من التعاون والتنسيق الوثيق من اجل اجتثاث الارهاب من المنطقة.
واشار العميد دهقان الى ارادة قادة البلدين بتنمية وترسيخ العلاقات الشاملة بين ايران وروسيا ، وقال : ان هذا التعاون من شأنه ان يتحول الى انموذج مناسب للتعاون الاقليمي.
قائد الثورة : العدو يحاول التأثير على الانتخابات القادمة
اكد قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي بان العدو يحاول التأثير على الانتخابات القادمة لمجلس الشورى الاسلامي ومجلس خبراء القيادة المقررة في الـ 26 من شباط/ فبراير الجاري.
وخلال استقباله الالاف من اهالي محافظة اذربيجان الشرقية، قال سماحته، انهم (الاعداء) يحاولون التاثير على الانتخابات لذا ينبغي ان يتحلى الشعب باليقظة وان يعمل بما يتعارض مع رغبة العدو.
وحول مكانة مجلس صيانة الدستور اوضح سماحة القائد بان امريكا حاولت منذ بداية الثورة مواجهة هذه المؤسسة القانونية وعرقلة تأسيسه واليوم يحاول الاعداء التشكيك بقراراته وصلاحيته وذلك لتعطيل العملية الانتخابية ليدخل البلد في فراغ سياسي وتشريعي لمدة 4 سنوات .
واعرب قائد الثورة عن امله بان يكون البرلمان القادم في خدمة اهداف الثورة وتطبيق العدالة والاهتمام بتطوير وتنمية البلد علميا وصناعيا معتمدا على القدرات الذاتية مهتما بتحسين معيشة الناس ، محذرا من برلمان يكون منفعلا امام الغرب واطماعه ويكون في خدمة الرأسمالية والاثرياء لان ذلك سيضر بالمستوى المعيشي للشعب .
و ضمن اشاد قائد الثورة الاسلامية بالفريق النووي وانجازه الكبير في انهاء العقوبات واستقطاب الرأسمال الاجنبي لتحسين الوضع الاقتصادي في البلد وتنميته ، استنكر سماحته تصريح مسؤول امريكي الذي ادعا بان امريكا ستحاول عرقلة ومنع الاستثمارات الاجنبية في ايران قائلاً :" عندما نقول لا نثق بالولايات المتحدة سببه امثال هذه المواقف ، فبعد سنتين من المفاوضات وحصول الاتفاق النووي يقول الامريكان لا نسمح بدخول الاستثمارات الخارجية في ايران ".
و اشار سماحته الى احتجاج هذا المسؤول الامريكي لشعار "الموت لامريكا" الذي يطلقه الشعب الايراني بان سبب اطلاق هذا الشعار يرجع الى سياسات وماضي الولايات المتحدة تجاه الشعب الايراني وان تبادل الابتسامات بين المسؤولين الامريكيين والايرانيين لا قيمة سياسية لها .
أولمرت أول رئيس حكومة يدخل السجن في إسرائيل
دخل ايهود أولمرت السجن كأول رئيس حكومة إسرائيلي ينفذ هذه العقوبة بعد الحكم عليه بالسجن 19 شهرا مع النفاذ بتهمة الفساد. وسينضم هناك إلى الرئيس الأسبق موشيه كاتساف الذي يمضي عقوبة السجن سبع سنوات بتهمة الاغتصاب.
وقضت محكمة إسرائيلية في القدس بحبس رئيس وزراء إسرائيل السابق إيهود أولمرت شهرا إضافيا، بالإضافة لحكم قضائي بالسجن لـ 18 شهرا كان قد تلقاه بالفعل في كانون أول/ ديسمبر الماضي. وسيدخل أولمرت إلى السجن اليوم (الاثنين 15 فبراير/ شباط 2016).
وإلى جانب الحكم الصادر بكانون أول/ ديسمبر في قضية تلقي رشوة، وقع أولمرت البالغ من العمر سبعين عاما، اتفاقا لتخفيف العقوبة تضمن اعترافه بتهمتين بعرقلة سير العدالة. ووافق بموجب الاتفاق على إيداعه بالسجن لستة أشهر إضافية وتوقيع غرامة عليه تبلغ 50 ألف شيكل (13 ألف دولار أمريكي)، لكنه طلب قضاء الستة أشهر بشكل رمزي فقط كجزء من الـ18 شهرا التي سوف يقضيها بالفعل على خلفية إدانته في تلقي رشوة، ليصبح أول رئيس وزراء إسرائيلي سابق يقبع خلف القضبان.
قطار صيني يصل إلى إيران لإحياء طريق الحرير
وصل لأول مرة قطار شحن صيني إلى محطة طهران امس الاثنين 15 فبراير/شباط، بعد رحلة استغرقت 14 يوما وذلك في إطار رحلة تجريبية لإحياء طريق الحرير للسكك الحديدية.
وجاءت الرحلة إثر اتفاق ثلاثي بين إيران وتركمانستان وكازاخستان، لتسيير رحلة قطار تجريبية من الصين إلى محطة طهران.
وقطع قطار ترانزيت طريق الحرير للسكك الحديدية مسافة تجاوزت 10 اَلاف كيلومترا في 14 يوما بحمولة 32 حاوية شحن ذات الحجم 40 قدما، وانطلق القطار من محطة مدينة “ييوو” في مقاطعة جيجيانغ (شرق الصين).
وتعد رحلة قطار الشحن، الأولى من نوعها لتربط الصين بإيران ومنطقة الشرق الأوسط. وبحسب البرنامج المحدد، خرج القطار من معبر “أناتا” في منطقة بين كيانغ شمال غربي الصين، مرورا بكازاخستان وتركمانستان، وصولا إلى إيران التي دخل إليها عبر محطة سرخس (شمال شرق)، وفي المستقبل سيدخلها عبر محطة إينجه برون (شمال شرق ومحاذية لتركمانستان).
ومن المتوقع أن يرتفع المستوى التجاري بين الصين وإيران ومنطقة الشرق الأوسط بشكل ملحوظ مع تدشين القطار الترانزيت وانطلاق الأنشطة التجارية عبر خطوط السكك الحديدية لطريق الحرير.
«الحرب الباردة» تخيّم على مؤتمر ميونيخ
رأى رئيس الوزراء الروسي، ديمتري مدفيديف، أن حلف شمالي الأطلسي «انحدر إلى حرب باردة جديدة» ضد بلاده، وذلك بإصراره على نهج «مغلق وغير ودي» تجاهها.
وقال مدفيديف، في كلمته التي ألقاها أول من أمس في مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن، إن من شأن توسيع العقوبات الغربية على بلاده أن يزعزع العلاقات الاقتصادية الدولية، مشيراً إلى الدعاية الغربية التي تشيطن بلاده، بالقول: «يتم اتهامنا كل يوم تقريباً بأننا نصدّر تهديدات مرعبة جديدة، إما لحلف الأطلسي ككل، أو ضد أوروبا أو الولايات المتحدة أو غيرها من الدول... ويقومون بتصوير أفلام تثير الرعب، يستخدم فيها الروس السلاح النووي... في بعض الأحيان يسودني الشك: هل نحن في عام 2016 أم في 1962»؟
أيضاً، انتقد مدفيديف توسّع «الأطلسي» ونفوذ الاتحاد الأوروبي إلى عمق دول أوروبا الشرقية، الجمهوريات السوفياتية السابقة، في تهديد للأمن الروسي، قائلاً إن «السياسيين الأوروبيين اعتقدوا أن إقامة حزام مزعوم من الأصدقاء على حدود الاتحاد الأوروبي سيشكّل ضمانة أمنية؛ ما هي النتيجة؟ ليس هناك حزام من الأصدقاء، بل حزام إقصاء».
المداخلات في المؤتمر جاءت لتظهّر التوترات المتزايدة بين الغرب والشرق بشأن الصراع على سوريا وأوكرانيا، ولتدعم ما ذهب إليه مدفيديف. فأعلن مندوب روسيا الدائم لدى «الأطلسي»، ألكسندر غروشكو، أنه ليس من مصلحة موسكو المواجهة مع الحلف المذكور، لكنها ستتخذ إجراءات، بما فيها عسكرية، للرد على تعزيز وجود الحلف في شرق أوروبا.
وقال غروشكو إن «القضايا الحقيقية اليوم، مثل الهجرة والإرهاب، تتطلب من الناتو التعاون، بما في ذلك مع روسيا... لا يمكن أن تكون هناك أي نتائج في تحقيق أهداف الأمن الفعلي، دون المشاركة الروسية». ورأى أن «من المستحيل الحديث بجدية عن ردع روسيا، من دون أن يدرك المتحدثون أن هذه السياسة وهذا التخطيط العسكري يُعَدّان محاولتين لفرض مشروع المجابهة علينا».
وأشار غروشكو، أيضاً، إلى أن عديد قوات الدول الأعضاء في «الأطلسي» يبلغ 3 ملايين و400 ألف من الجنود والضباط، بينهم مليونان و200 ألف عنصر في أوروبا، بينما تبلغ ميزانية دول الحلف حوالى تريليون دولار، ما نسبته 51% من إجمالي الإنفاق العسكري العالمي، الأمر الذي يضع كل الأحاديث حول «مخاوف» الحلف من تعرضه للخطر موضع شك.
كذلك انتقد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، «تقليعة الخوف من روسيا في بعض العواصم»، و«إخفاق الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي في التعاون بشكل تام مع روسيا».
في المقابل، قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في المؤتمر، إن على روسيا أن توقف استهداف الفصائل المقاتلة في سوريا، وأن تسحب قواتها من أوكرانيا، مضيفاً أن «روسيا أمامها خيار بسيط: إما أن تطبّق اتفاق مينسك بالكامل، أو أن تواصل مواجهة العقوبات الاقتصادية المدمرة».
وسار معه الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، الذي قال: «شاهدنا روسيا أكثر حزماً، تعمل على زعزعة النظام الأمني في أوروبا»، مضيفاً أن «الحلف الأطلسي لا يسعى الى المواجهة، ولا يريد حرباً باردة جديدة؛ وفي الوقت ذاته، يجب أن يكون ردّنا حاسماً».
وأعلن ستولتنبرغ أن الحلف «يُجري أكبر عملية تعزيز لدفاعنا المشترك منذ عقود، ليرسل إشارة قوية لردع أي عدوان أو ترهيب... ليس لشن حرب، بل لمنعها».
وكان ستولتنبرغ قد أعلن، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، الموافقة على خطط لزيادة قوات الحلف في أوروبا الشرقية، قائلاً: «خطاب روسيا وتدريباتها لقواتها النووية تهدف إلى ترهيب جاراتها وتقويض الثقة والاستقرار في أوروبا».
في هذا الوقت، سارع عدد من زعماء دول أوروبا الشرقية إلى انتقاد السياسة الروسية، فقال الرئيس الأوكراني، بيترو بوروشينكو، مخاطباً نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، (الذي لم يكن حاضراً في المؤتمر)، «هذه ليست حرباً أهلية في أوكرانيا؛ (بل) إنها عدوانكم... هذه ليست حرباً أهلية في القرم، إنهم جنودكم الذين يحتلون بلادي».
وذهب بوروشينكو بعيداً في تحريضه، زاعماً أن «الأطراف الموالية لروسيا» تقوّض أوروبا من الداخل، وذلك بـ«الانعزالية وعدم التسامح وعدم احترام حقوق الإنسان، والتعصبات الدينية والعداوة للمثليين. إن لأوروبا البديلة هذه زعيماً اسمه السيد بوتين»!
الاخبار
قمة «آسيان» الأميركية: اختبار لاستراتيجية «إعادة التموضع نحو آسيا»
في سابقة من نوعها، تستضيف الولايات المتحدة قمة لقادة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، في منتجع «سانيلاندز» في كاليفورنيا، حيث يُتوقّع أن يفرض الرئيس باراك أوباما، الصراع في بحر الصين الجنوبي واتفاقية «الشراكة عبر المحيط الهادئ» للتجارة الحرة، في مقدمة جدول الأعمال، وذلك في سياق محاولة واشنطن تكريس هيمنتها على المنطقة، في وجه القوة الصينية الصاعدة.
وقال مستشار السياسة الخارجية لأوباما، بين رودس، إن «دول آسيان العشر (كمبوديا ولاوس وبروناي وإندونيسيا والفيليبين وسنغافورة وميانمار وماليزيا وتايلند وفيتنام) تشكّل معاً الاقتصاد السابع في العالم، وهي في صلب مجموعة من القضايا الأمنية الأساسية، مثل الأمن البحري ومكافحة الإرهاب ومكافحة القرصنة الإلكترونية».
وأوضح رودس، بصريح العبارة: «نريد توجيه رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة ستكون على طاولة المحادثات، وستحاول تحديد أطر للخلافات في آسيا للعقود المقبلة»؛ وذلك وسط الادعاءات الكثيرة الواردة على لسان العديد من المسؤولين الأميركيين، والقائلة إن القمة «ليست موجهة ضد الصين».
وتغذّي واشنطن الخلافات بين عدد كبير من دول آسيان وبيكن حول السيادة على أجزاء من بحر الصين الجنوبي، المعبر الاستراتيجي للتجارة العالمية والغني بالثروات النفطية والسمكية. وتثير كذلك ضجيجاً حول إنشاءات صينية على جزر «سبراتلي» ذات الموقع الاستراتيجي، فيما تزيد بحريتها بتحرشات مستمرة في ما تعتبره الصين مجالها السيادي في هذه المنطقة.
وقال دبلوماسيون إن أحد أهداف القمة هو تبني موقف موحّد إزاء هذه المسألة الحساسة، في حين من المفترض أن تصدر محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي حكمها في هذه القضية خلال الأشهر المقبلة، علماً أن الصين كانت قد رفضت الخضوع لهذه الهيئة التحكيمية.
ويشكك مراقبون في أن أوباما قد نجح فعلاً في «دق إسفين بين المنظمة (آسيان) والصين»؛ فوفق الكاتب في صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية، آي جون، اعتمدت دول الرابطة، في السنين الماضية، على المظلة الأمنية للولايات المتحدة، في الوقت نفسه حين اعتمدت على الصين لدفع اقتصاداتها. ويقول جون إن الدول هذه «تبدو حريصة على أن توازن بين العاملين، بهدف تعظيم مكاسبها».
ويرى جون أن أمام الولايات المتحدة طريقاً طويلاً لتلحق بالصين على صعيد إلحاق اقتصادات هذه الدول بها، مشيراً إلى أن الأخيرة هي الشريكة التجارية الأكبر لهذه الدول منذ عام 2009، وأن التجارة بين الطرفين ارتفعت إلى أكثر من 480 مليار دولار عام 2014، مع طموح إلى رفعها إلى تريليون دولار بحلول 2020.
ويلفت جون، أيضاً، إلى أن دول الرابطة تعمل راهناً على بناء روابط اقتصادية أمتن مع الصين، عبر الانضمام إلى «البنك الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية»، وكذلك إلى مشروع «الطريق الواحد والحزام الواحد» (الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الجديدة).
في سياق متصل، تستمر الولايات المتحدة بالتذرع بـ«الخطر» الذي تمثّله كوريا الشمالية على «أمنها القومي» لتعزيز حضورها العسكري في شرق آسيا، عملاً باستراتيجية «إعادة التموضع» التي رفعها أوباما شعاراً. وبعدما أعلنت واشنطن نيتها نشر منظومة دفاع جوي صاروخي بعيد المدى (THAAD) في كوريا، بذريعة إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً بالستياً وضع قمراً اصطناعياً في المدار، وعد الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، بوضع المزيد من الأقمار الاصطناعية في المدار، متحدياً العقوبات.
وقال كيم، خلال حفل عشاء تكريمي للعلماء والفنيين والمسؤولين الذين شاركوا في عملية إطلاق الصاروخ في 7 شباط الجاري، إن مهمتهم تأتي «في زمن معقّد، يتطاير فيه الشرر من عيون القوى المعادية أكثر من أي وقت مضى من أجل خنق» كوريا الشمالية. ودعا المكرَّمين إلى البناء على هذا النجاح من أجل «تحقيق أهداف أكبر، وبالنتيجة إطلاق المزيد من الأقمار الاصطناعية».
في غضون ذلك، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، هونغ لي، أمس، الولايات المتحدة وكوريا الشمالية إلى الجلوس معاً إلى طاولة المفاوضات لحل مشكلاتهما، درءاً للتوتر المتصاعد في شبه الجزيرة الكورية.
وبرغم أن إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي قد أغضب بكين، فإن الأخيرة، ومعها موسكو، قد رأتا أن خطط واشنطن وسيوول لنشر نظام الدفاع الصاروخي المشار إليه، تهديد لأمنهما.
الاخبار