
Super User
ظريف: آية الله علي خامنئي أفتى بحظر امتلاك الأسلحة النووية
قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الإثنين، إن بلاده "لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية"، لافتا أن المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي قد حظر امتلاك هذه الأسلحة في فتوى دينية.
وقال ظريف، عبر حسابه بموقع "تويتر"، :" آية الله علي خامنئي قال منذ فترة طويلة إننا لا نسعى إلى امتلاك أسلحة نووية، في فتوى تحظر امتلاكها".
وأضاف أنّ السياسات الأمريكية "تضر الشعب الإيراني وتسبب توترًا إقليميًا".
وتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ أن انسحبت واشنطن في مايو/آيار 2018 من الاتفاق النووي المبرم في 2015، وأعادت فرض عقوبات مشددة على طهران.
وتزايد التوتر، مؤخرا، بعدما أعلن البنتاغون إرسال حاملة الطائرات "أبراهام لنكولن"، وطائرات قاذفة، بزعم وجود معلومات استخباراتية حول استعدادات محتملة من قبل إيران لتنفيذ هجمات ضد القوات أو المصالح الأمريكية.
والجمعة، قال مسؤولون أمريكيون، إن الرئيس دونالد ترامب، أبلغ الكونغرس باعتزام إدارته إرسال 1500 جندي إلى الشرق الأوسط، وسط التوتر المتزايد مع إيران، وفق قناة الحرة الأمريكية.
صحيفة "تايمز" البريطانية: الأردن يتخلى عن الرياض وواشنطن ويتطلع نحو الدوحة وأنقرة
اعتبرت صحيفة "تايمز" البريطانية أن الأردن اضطر تحت ضغوط الظروف للتخلي عن شركائه التقليديين، وفي مقدمتهم السعودية، وبدأ التفاوض مع كبار خصوم الرياض في المنطقة.
وذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤولين أردنيين، أن المملكة الأردنية، المكون الرئيسي للبنى التحتية الأمنية الغربية في الشرق الأوسط، وأطلقت في الأشهر القليلة الماضية مفاوضات مع تركيا وقطر، وحتى اتخذت خطوات غير ملحوظة نحو إيران.
وأوضحت الصحيفة أن هذا التغيير كان اضطراريا وجاء بسبب خطورة المظاهرات التي شهدتها المملكة على خلفية تردي الوضع الاقتصادي فيها، وتقليص السعودية للمساعدات المالية التي دعمت الاقتصاد الأردني على مدى عقود.
ونقلت "تايمز" عن مصادر داخل أوساط الحكم الأردنية تأكيدها أن السعودية تطالب حلفاءها الإقليميين، بمن فيهم الأردن، بـ"اختيار الجانب" الذي يقفون إليه وإظهار مزيد من التضامن في ما يتعلق بمقاطعة قطر ومواجهة إيران.
غير أن مصدرا أردنيا قال للصحيفة: "علاقاتنا تتوقف على مصالحنا، وليس لدى الأردن أي خلاف مع تركيا أو قطر أو حتى إيران، والمسافة بيننا تتوقف على المكاسب التي نحققها".
وأشارت الصحيفة إلى أن السبب الآخر لتغيير نهج عمّان هو غضب الملك عبد الله الثاني من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسبب انحيازه لإسرائيل على حساب الفلسطينيين.
وأكد المصدر الأردني إلى أن "صفقة القرن" الأمريكية المتوقع إعلانها قريبا لن تجلب الاستقرار إلى المنطقة، موضحا أن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي لا يزال أهم سبب يدفع الشباب العرب إلى حضن الجماعات الإرهابية، ولن يكون هناك أي تغير إيجابي في هذه المسألة من دون إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
وأكد سفير الأردن لدى إسرائيل والولايات المتحدة سابقا مروان المعشر أن المملكة لا تستطيع تغيير نهجها جذريا، لكنها تبقي جميع الخيارات مفتوحة في محاولة لـ"حماية ظهرها".
والتقى الملك عبد الله بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في فبراير الماضي، على خلفية "حرب التصريحات" بين أنقرة والرياض بشأن قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية المملكة في اسطنبول.
وفي الشهر الماضي، بعث العاهل الأردني برسالة إلى أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني تطرق فيها إلى العلاقات الثنائية بين الدولتين.
المصدر: تايمز
جاويد يعلن دخوله السباق لخلافة ماي في رئاسة وزراء بريطانيا
أعلن وزير الداخلية البريطاني، ساجد جاويد، اليوم الاثنين، أنه سيدخل السباق على خلافة تيريزا ماي في رئاسة الحكومة وحزب المحافظين.
وقال جاويد، إنه سيناضل من أجل تحقيق الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وفي مقطع فيديو، نشره عبر صفحته الخاصة على "تويتر"، قال جاويد: "سأترشح كي أصبح الزعيم المقبل لحزب المحافظين ورئيس وزراء بلدنا العظيم".
وأضاف: "نحتاج لاستعادة الثقة، وتحقيق الوحدة، وخلق فرص جديدة عبر المملكة المتحدة. أولا وقبل كل شيء علينا تحقيق الخروج من الاتحاد الأوروبي".
وجاويد (50 عاما)، يشغل حاليا منصب وزير الداخلية، وهو ينتمي إلى عائلة باكستانية، هاجرت إلى بريطانيا قبل أكثر من 50 عاما.
وفي عام 2010، أصبح جاويد أول نائب مسلم عن حزب المحافظين، بانتخابه عن منطقة برومسغروف، وعين في العام 2011 سكرتيرا خاصا لوزير الخزانة البريطاني، وسكرتيرا للشؤون الاقتصادية في الخزانة البريطانية في العام 2013.
وفي العام 2018، عينه رئيس الوزراء حينها ديفيد كاميرون، في منصب وزير دولة في وزارة الخزانة.
وفي أبريل من العام الماضي، أصبح جاويد أول مسلم يتولى وزارة الداخلية في تاريخ بريطانيا.
ويتنافس جاويد على خلافة تيريزا ماي، مع عدد من السياسيين البارزين، بينهم بوريس جونسون، وزير الخارجية البريطاني السابق، وجيريمي هانت وزير الخارجية الحالي.
وأعلنت تيريزا ماي، في 24 مايو الجاري، أنها ستتنحى عن رئاستي الحكومة وحزب المحافظين، في الـ7 من الشهر المقبل، تلبية لدعوة الحزب الحاكم.
ترامب: لا نسعى لتغيير النظام في إيران ونرحب بجهود اليابان للوساطة
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة لا تسعى لتغيير النظام في إيران، بل إلى منعها من امتلاك ترسانة نووية.
قال ترامب، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في طوكيو: "لا أتطلع إلى الإضرار بإيران إطلاقا، بل إلى دفعها للقول: لا للأسلحة النووية".
وعاد ترامب في تصريحاته على ما يبدو إلى نفس الاستراتيجية التي سبق وأن استعان بها تجاه كوريا الشمالية العام الماضي، قائلا: "أعتقد أننا سنبرم صفقة... أعتقد أن لدى إيران قدرات اقتصادية هائلة، وأتطلع إلى السماح لهم بالعودة إلى مرحلة سيستطيعون فيها إظهار ذلك".
ووصف ترامب الإيرانيين بأنهم "شعب عظيم"، مشيرا إلى أن إيران يمكن أن تكون دولة عظمى مع نفس القيادة، وتابع: "لا نتطلع إلى تغيير النظام، وبودي أن أوضح ذلك. نتطلع إلى غياب السلاح النووي".
وفي وقت سابق من اليوم، أشار ترامب أثناء اجتماعه مع آبي، إلى علاقات جيدة جدا تربط رئيس الحكومة اليابانية وبلاده عموما بإيران، مرحبا بسعي طوكيو إلى الاضطلاع بدور الوسيط بين واشنطن وطهران.
وقال: "رئيس الوزراء كان قد بحث معي هذه المسألة وواثق بأن إيران تريد التفاوض. وإذا أرادوا التفاوض فإننا نريد أيضا. سنتابع ما سيحدث، ولا يرغب أحد، وأنا بالدرجة الأولى، أن تحدث أمور مرعبة".
باحث أميركي ساخراً: إيران وضعت نفسها في جوار القواعد الأميركية
كتب الباحث الأميركي المختص بشؤون الشرق الأوسط خوان كول مقالة نشرها على موقعه سخر فيها من إعلان إدارة لرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إرسال 1500 عسكري أميركي إلى الشرق الأوسط كرسالة إلى إيران لعدم مهاجمة القوات الأميركية في المنطقة. وفي ما يلي ترجمة لنص المقالة:
قدمت إدارة ترامب عرضاً كبيراً وفارغاً يوم الجمعة للإعلان عن إرسال 1500 عسكري أميركي إلى الشرق الأوسط، إعلان يزعم أن ذلك رسالة إلى إيران لعدم مهاجمة القوات الأميركية في المنطقة.
باستثناء المسرح السيئ، فإن الإعلان لا معنى له. لا تتعرض القواعد الأميركية في المنطقة لخطر أي هجوم كبير من جانب إيران، أيا كان ما يقوله الرجل ذو الشارب الغريب (جون بولتون). هل يمكن لإيران نشر ألغام أو طائرات صغيرة بدون طيار تحت سطح البحر أو طائرات بدون طيار؟ بالتأكيد، لكنهم سيكونون مجانين لفعل أي شيء أكثر وسيحرصون على عدم نسب مثل هذه الحوادث إليهم. يبدو أن حزب ترامب للحرب يعتمد على الميليشيات الشيعية للقيام ببعض هجمات الكاتيوشا الصغيرة حتى يتمكنوا من إلقاء اللوم على إيران بسبب ذلك.
لقد تخلت الولايات المتحدة عن قواعدها منذ نهاية احتلال العراق. هناك قاعدة في العديد في قطر مع حوالى 10000 جندي. تتمتع إيران بعلاقات جيدة مع قطر، والتي أنقذتها من المقاطعة السعودية التي بدأت في عام 2017. ومقر الأسطول الخامس للبحرية الأميركية في البحرين. كلاهما على الضفة الثانية في الخليج مقابل إيران ولا يواجهان أي تهديد بالضرب المباشر من إيران. لا تملك إيران قوات بحرية، بل بعض القوارب الصغيرة والمراكب الصغيرة. على الرغم من أن البحرين أغلبية شيعية، إلا أنهم في الغالب لا يلتزمون بمدرسة الفقه نفسها التي تتبعها إيران وليس لديهم آيات الله، ولا يمكن اعتبارهم متعصبين موالين لإيران. إنهم عرب وطنيون ويعتمد كثير من البحرينيين على الولايات المتحدة في كسب عيشهم.
هناك 10 آلاف جندي أو نحو ذلك في الكويت. مرة أخرى، لا يواجهون أي تهديد من إيران.
هناك 2000 جندي أميركي مع "وحدات حماية الشعب" الكردية في شمال شرق سوريا. تقاتل هذه القوات الأميركية والأكراد المتحالفون معها بقايا تنظيم "داعش"، والذي تريد إيران أيضاً تدميره. القوات الأميركية في سوريا ليست في تهديد من إيران. هناك قاعدة انجيرليك للقوات الجوية في تركيا، بعيدة عن إيران (بالإضافة إلى أن إيران تتمتع بعلاقات جيدة مع تركيا).
هناك أيضاً قوات أميركية في العين في المنطقة العربية السنية في العراق، حيث لا يوجد وجود إيراني. وبعض القوات في بغداد، التي هي حقاً المكان الوحيد في المنطقة الذي يتعرضون فيه للخطر من القوات المتحالفة مع إيران، لأن هناك بعض الجماعات الشيعية العراقية الصغيرة التي لا تريد وجود قوات أميركية في بلادهم. تدعم إيران الميليشيات الشيعية العراقية، لكنها لا تمارس سيطرتها عليها.
واحدة من الأكاذيب سوف يخبرك بها مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبو إذا سمحت لهما وهي أن بعض الهجمات بقذائف الهاون على منشأة أميركية في العراق من قبل خلية من الشيعة العراقيين المتطرفين كانت تدار بطريقة أو بأخرى من قبل الحكومة الإيرانية.
لذلك عندما تنظر إلى الانتشار الجغرافي للقواعد الأميركية في المنطقة، فمن المستحيل أن ترى أي نقطة يتم فيها تعزيز أمنها بـ1500 جندي. من الصعب حتى تخيل كيف يمكن نشرها عملياً لحماية القوة.
في الواقع ، قد يكون تمركزهم في المنطقة روتينياً. تتمركز القوات الأميركية باستمرار داخل وخارج العراق. عرضت قطر توسيع قاعدة سلاح الجو الأميركي في العديد وتبني مساكن تابعة لتنظيم القاعدة حتى لا تضطر القوات الأميركية للعيش وحيدة خارج الدوحة. نعلم جميعاً أن القوات الإضافية ستذهب إلى هناك في سياق الأمور الطبيعية.
ويبدو أيضاً أن ترامب يستخدم أزمته المصطنعة كغطاء لبيع المزيد من الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية، التي تستخدمها في قصف اليمن وإعادته إلى العصر الحجري. 32 مليون يمني هم من العرب، وعلى الرغم من أن ثلثهم من الشيعة الزيديين، إلا أنهم ليسوا دمى في يد إيران. ربما تكون إيران قد أرسلت كميات صغيرة من المساعدات أو الأسلحة إلى المتمردين الحوثيين في اليمن، لكنها مسألة بسيطة.
وبالطبع، فإن المفارقة الحقيقية هي أن دعاة الحرب الأميركيين يصوّرون إيران على أنها ميزة غير عادلة ناتجة عن قربها الجغرافي من الخليج والهلال الخصيب. كانت إيران في تلك المنطقة من الشرق الأوسط (وغالبًا ما حكمت معظم منطقة الشرق الأوسط) منذ ظهور شعب "البارسوماش" في القرن الثامن قبل الميلاد.
بشكل غير عادل، لقد وضع الإيرانيون بلدهم بجوار القواعد الأميركية.
السعودية تدعو قطر رسميا لحضور "قمة مكة"
تلقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني رسالة خطية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود تضمنت دعوة لحضور القمة الطارئة لمجلس التعاون الخليجي في مكة المكرمة في 30 مايو/آيار الجاري.
وتسلم الرسالة وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال استقباله الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف بن راشد الزياني، في الدوحة اليوم. بحسب وكالة الأنباء القطرية (قنا).
ووجه العاهل السعودي، السبت الماضي دعوة لقادة دول مجلس التعاون الخليجي وقادة الدول العربية، لعقد قمتين خليجية وعربية طارئتين في مكة المكرمة، في 30 مايو الجاري، في ظل تعرض سفن تجارية بالمياه الإقليمية للإمارات ومحطتي ضخ نفطية بالسعودية لهجمات، وتزايد التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
وتنعقد القمة في دورتها العادية تحت شعار "قمة مكة: يدا بيد نحو المستقبل"، ويحضرها قادة الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، من أجل بلورة موقف موحد تجاه القضايا والأحداث الجارية في العالم الإسلامي.
"الحرية والتغيير" في السودان تهدد بالعصيان المدني حتى تسليم السلطه للمدنيين
أفاد مراسلنا في الخرطوم بأن تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير المعارض في السودان هدد المجلس العسكري الانتقالي بالعصيان المدني، إذا لم يسلم السلطة للمدنيين.
وقالت "قوى الحرية والتغيير" إن الإضراب سيشمل قطاع النفط والمواصلات بين المدن والقطاع البحري والصحي والتعليم والقضاء وشركات السكر وغيرها.
وجاء هذا الإعلان على لسان متحدث باسم قوى الحرية والتغيير في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين.
وأضاف المتحدث أن المعارضة الممثلة بقوى الحرية والتغيير قبلت بمجلس سيادي برئاسة مدنية لإدارة المرحلة الانتقالية، وهو ما رفضه المجلس العسكري.
وأكد حرص المعارضة على مشاركة قوى سودانية أخرى "ليست من النظام السابق" في إدارة المرحلة الانتقالية.
وسبق أن دعت المعارضة السودانية، بالتوافق مع كل التكتلات الأخرى، إلى إضراب يومي 28 و29 مايو الجاري، لتهدد الآن بتحويله إلى العصيان المديني.
وكان نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني وقائد قوات الدعم السريع في السودان، الفريق أول محمد حمدان دقلو، أكد عزم المجلس على تشكيل حكومة مدنية في غضون 3 أشهر تكون "قوى الحرية والتغيير" جزءا منها.
"إسرائيل غدة سرطانية" أين ستهرب من فلسطين ؟
لا تزال القضية الفلسطينية القضية الأهم في وجدان الشعوب العربية والإسلامية، فبالرغم من تصاعد المشكلات العربية وازديادها فقد بقيت أم القضايا العربية، والجرح الذي ينزف حتى الآن، كيف لا وشعبها ما انفك يقدّم الغالي والنفيس من أجلها فهي الأرض والعرض وهي تلك الشمس الساطعة التي طغت بنور عدالة حريتها على كل النجوم، فلا تزوير الماضي ولا تزييف الحاضر قد يُنسي أنها ذلك الوطن الوحيد في العالم الذي ما زال يقع تحت وطأة وبراثن الاحتلال في زمن ادّعى أنه زمن الحق والعدل، كيف لا تكون القضية المحورية وهي تمتلك أهمية عظيمة لدى الديانات السماوية.
يذكر أن الإمام الخميني الراحل (طاب ثراه)، دعا قبل 36 عاماً خلال نداء تاريخي إلى إحياء الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك باعتبارها يوماً عالمياً للقدس العالمي، مؤكداً بأن "إسرائيل" غدة سرطانية لا بدّ من زوالها، وأن تحقيق الوعد الإلهي قريب.
محاولات الغدة السرطانية الإسرائيلية للتوسع في العالم
الصهيونية هي حركة سياسية ظهرت أواخر القرن التاسع عشر الميلادي داخل التجمعات اليهودية وسط وشرق أوروبا، وقامت على فكرة إيجاد كيان سياسي ينهي حالة التيه التي يعيشها اليهود منذ إخضاعهم من قبل المملكة الآشورية، وفق المعتقدات التلمودية، ويسمح بعودة الشعب اليهودي إلى الوطن أو الأرض الموعودة فلسطين والتوسع بعد ذلك في أنحاء العالم.
كلمة صهيوني مشتقة من الكلمة صهيون العبرية وهي أحد ألقاب جبل صهيون في القدس كما ورد في سفر إشعياء، فيما وردت لفظة صهيون لأول مرة في العهد القديم للملك داود الذي أسس مملكته 1000–960 ق.م فيما صاغ هذا المصطلح الفيلسوف "ناتان بيرنباوم" في عام 1890، لوصف حركة أحباء صهيون، وأقر التسمية المؤتمر الصهيوني الأول في عام 1897.
نشأة الغدة السرطانية وأحلامها التوسعية
ارتبطت نشأة الحركة الصهيونية في الأذهان بالكاتب والصحفي السويسري "تيودور هرتزل"، ورغم الدور المركزي لهرتزل في المشروع الصهيوني، فإن ابتكار كلمة صهيونية يعود للصحفي السويسري ناتان بيرنبون، زميل هرتزل حين ابتكر هذا المصطلح عام 1890. وكان بيرنبون يؤكد أنه يعني النهضة السياسية لليهود بعودتهم الجماعية إلى فلسطين، أو بمعنى آخر إعطاء مضمون سياسي وقومي لليهودية. وقبلهما، تبنّى مجموعة من الحاخامات القضية اليهودية منذ أواسط القرن التاسع عشر مدفوعين بموجة معاداه السامية التي اجتاحت أوروبا في تلك المرحلة وتواصلت حتى أواسط القرن العشرين.
واكتسبت الحركة الصهيونية اهتماماً سياسياً وإعلامياً مهماً في أوروبا والعالم مع انعقاد مؤتمرها الأول بين 29 و31 أغسطس/آب 1897 في مدينة بال السويسرية، وتوّج المؤتمر أعماله بإعلان قيام الحركة الصهيونية العالمية، وانتخب لها لجنة تنفيذية اتخذت من فيينا مقرّاً لها، وتعززت هذه المؤسسات بذراع مالية هي الصندوق اليهودي الذي تأسس بناء على مقررات المؤتمر الخامس عام 1901.
وبالتزامن مع هذه الخطوة، تواترت موجات هجرات اليهود الشرقيين إلى فلسطين ولاسيما من روسيا بعد الثورة البلشفية الفاشلة عام 1905، وبعد ذلك باركت القوى الاستعمارية قيام وطن لليهود في فلسطين، لكن بريطانيا وهي الوصية على فلسطين كانت تريد ألّا تكون الدولة اليهودية مرادفًا لنفي حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، واستطاعت العصابات الصهيونية إعداد نفسها لما بعد مرحلة الوجود البريطاني، ففي عام 1947 مثلاً كانت عصابات الهاغانا تتوزع على أربعين ألف عنصر في قوات الجيش والأمن التابعة لسلطات الانتداب.
"خطة أديانا" وهجرة اليهود إلى "باتاغونيا"
لقد ذكر لنا القران الكريم بأن اليهود سوف يهيمون في الأرض وسوف يعيشون متفرقين، ولن يتمكنوا من إقامة دولة يهودية آمنة يعيشون فيها، وحول هذا السياق أفادت العديد من المصادر الإخبارية بأن القادة الصهاينة بذلوا في السنوات الأخيرة الكثير من الجهد، لاحتلال مدينة "باتاغونيا"، الواقعة جنوب تشيلي، والتي تعتبر الأجمل في أمريكا اللاتينية، علماً أن مساحة 256 ألف كيلومتر مربع منها تابعة لتشيلي، و 787 ألف كيلومتر مربع منها تابعة للأرجنتين، وذلك كبلاد بديلة محتملة ليهود العالم ولفتت تلك المصادر الإخبارية إلى أن اليهود وضعوا خطة في عام 1980 لاحتلال الضفة الغربية وفي عام 2007 وضعوا خطة جديدة لاحتلال والسيطرة على مناطق متفرقة في ألمانيا وكل هذه الأحدث تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن هذه الغدة السرطانية الاسرائيلية تبذل الغالي والنفيس من أجل التوسع والانتشار في نقاط مختلفة من هذا العالم.
هل يمكن لهذا الورم السرطاني الخبيث أن يكون قاتلاً وأن ينتشر في العالم؟
بلا شك أن هذه الغدة وهذا الورم السرطاني سيكون قاتلاً وضاراً على البشرية خاصةً وأنها تبذل الكثير من الجهود للتوسع في أنحاء مختلفة من العالم، لكن هذا لن يحدث إلا إذا توافرت الظروف المناسبة لها، ولم تجد من يردعها ويقضي عليها ولكن الوعد الإلهي للمؤمنين وتحذيرات الله سبحانه وتعالى لليهود أنفسهم في القران الكريم، تدل على أن هذا الورم السرطاني سيتم القضاء عليه قبل أن يتمكن من تدمير العالم.
واستناداً إلى هذه الآيات وهذه الروايات الدينية، أكد الإمام الخميني (ره) وقائد الثورة الاسلامية دائماً على نقطتين: أولاً، وجود زوال متأصل في نظام الكيان الصهيوني، وثانياً ، بذل الجمهورية الإسلامية الكثير من الجهود للتعجيل بعملية الزوال. وهنا تجدر الإشارة إلى:
1) الزوال الحتمي للكيان الصهيوني:
أ- لا ينبغي أن يكون هناك شك في أن هذه الشجرة الشريرة "إسرائيل"، والتي " اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار "، لن يكون لها أي أساس واستمرارية وسيتم تدميرها بالتأكيد.
ب- الكيان الصهيوني هو في الواقع كيان قواعده ضعيفة للغاية، ولهذا يمكن القول هنا بأن هذا الكيان الضعيف محكوم عليه بالزوال.
ج- على الرغم من الأحلام الحمقاء لقادة الكيان الصهيوني بالسيطرة على العالم، إلا أن الأحداث والوقائع تؤكد يوماً بعد يوم بأن هذا الكيان أصبح قريباً من حافة الانهيار.
2) مواقف إيران تجاه الكيان الصهيوني والقضية الفلسطينية
أ- لقد سارعت إيران خلال الفترة الماضية إلى دعم العمل الفدائي الفلسطيني عن طريق التحاق وفود من الشباب الإيرانيين إلى فلسطين لشدّ أزر المجاهدين من خلال تقديم العون والمشاركة في العمليات الجهادية ضد قوات الاحتلال الصهيونية، خاصة بعد تصريح الإمام الخميني (ره) الذي حثّ فيه على الجهاد في سبيل تحرير القدس.
ب- إن معظم الفلسطينيين يعتبرون طهران أحد أهم الداعمين لهم عبر التاريخ ولهذا فلقد وصلوا إلى قناعة تامة بأنه لا يمكن الاستغناء عنها خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمرّ بها المنطقة.
ب- لقد تبنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية القضية الفلسطينية منذ اللحظات الأولى لقيامها، فولت وجهها شطر المسجد الأقصى وبدأت بدعم وتشكيل الحركات المقاومة للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين ولبنان، وحوّلت السفارة الإسرائيلية إلى سفارة فلسطين، واستقبل ياسر عرفات حينها في طهران استقبال الأبطال.
د- نظراً لأهمية هذه القضية وما لها من دلالات بالنسبة إلى المسلمين عموماً والامام الخميني (ره) خصوصاً التي احتلت منزلة عظيمة في وجدانه وفكره، وهو ما جسده على أرض الواقع حيث خصص لها يوماً مهماً سيظل في الذاكرة الإسلامية إلى غاية تحرير القدس من براثن الصهاينة، أسماه يوم القدس العالمي.
ح- القادة والمسؤولين الإيرانيون يؤكدون بأنه في ظل استمرار السياسات اللا إنسانية والمعادية لحقوق الإنسان واستمرار صمت الشعوب الإسلامية والعربية تجاه ما يحدث في فلسطين، ستستمر طهران في دعمها للشعب الفلسطيني.
هـ - أبناء الشعب الإيراني يؤكدون بأنهم مستعدون لمواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلية ومناصرة إخوانهم الفلسطينيين المظلومين الذين عانوا الكثير والكثير من الظلم والعدوان.
إسرائيل تدفع لمواجهة بين واشنطن وطهران لا تكون طرفا فيها
تدفع إسرائيل باتجاه تصعيد عسكري، بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، ولكن دون أن تكون هي في واجهة هذا الصراع.
ولكن محللين اسرائيليين يرون أن اسرائيل ستجد نفسها في وسط هذا الصراع، في حال وقوعه، على الأقل مع الأحزاب المدعومة من إيران في المنطقة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد حرّض وشجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، ومن ثمّ رحّب بشدة بكل العقوبات الاقتصادية التي أقرها الرئيس الأمريكي ضد طهران.
وفي هذا الصدد، كتب عاموس هرئيل، المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، الثلاثاء إن نتنياهو "يحث ترامب منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية قبل سنتين ونصف على اتخاذ خط أكثر هجومية تجاه إيران بهدف أن يفرض عليها تنازلات أخرى في المجال النووي، وأن يشوّش على دعمها للمنظمات الإرهابية في الشرق الأوسط".
وأضاف هرئيل:" ولكن إسرائيل غير معنية في التحول إلى جزء من خط الجبهة التي على طولها سيتصادم الإيرانيون مع الولايات المتحدة، من هنا تنبع قلة التصريحات الرسمية في القدس في المسألة الإيرانية، والطلب الذي نقل الى الوزراء بتوخي الحذر في تصريحاتهم في هذا الشأن".
وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، نفّذت اسرائيل مئات الطلعات الجوية لضرب أهداف قالت إنها ايرانية في سوريا، بحسب بيانات متعددة للجيش الاسرائيلي في الأشهر الماضية.
واعتبر مسؤولون اسرائيليون، بينهم نتنياهو، أن هذه الهجمات في عمق الأراضي السورية تستهدف "منع التموضع العسكري الإيراني في سوريا".
ولوحظ أنه، ومع بدء التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وايران، فإن وتيرة ما يصدر عن الاعلام السوري عن هجمات إسرائيلية، هو أقل مما كان عليه الأمر قبل هذا التوتر.
وقال هرئيل:" من المعقول أن إسرائيل ستتخذ الآن درجة متزايدة من ضبط النفس أيضا في الجبهة الشمالية، طالما لم يتم توضيح اتجاه التطورات بين الولايات المتحدة وإيران".
**ضغط قوي وليس حربا
لكن آفي يسخاروف، محلل شؤون الشرق الأوسط في موقع "واللا" الإخباري الاسرائيلي، يرى أن اسرائيل لا تريد مواجهة عسكرية مع إيران أو مع حلفائها من الميليشيات الشيعية سواء في سوريا أو لبنان أو العراق.
وقال يسخاروف لوكالة الأناضول:" إسرائيل تريد ضغطا أمريكيا قويا جدا على إيران في الملف النووي، وترى أن العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران تؤثر بشكل واضح على الحركات المدعومة من إيران في المنطقة، وهو ما يمكن لمسه بشكل واضح في حزب الله الذي يعاني من أزمة مالية حادة".
وتابع:" لقد نقلتْ إسرائيل الكثير من المعلومات الاستخبارية الى الولايات المتحدة الأمريكية، عن نشاطات إيران، سواء ما يتعلق بالملف النووي الايراني او أنشطة ايران وحلفائها في المنطقة".
ولكن يسخاروف أشار إلى أن عدم رغبة إسرائيل بمواجهة عسكرية مع ايران وحلفائها في المنطقة، لا يعني أنها بمنأى عن هجمات إيرانية في حال وقعت مواجهة عسكرية بين ايران والولايات المتحدة الأمريكية.
وقال:" إحدى أهم الوسائل التي قد تلجأ إليها إيران في حال وقوع مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية هو تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية مستعينة بتنظيمات مثل حزب الله والجهاد الاسلامي وحركة حماس وغيرها من التنظيمات في المنطقة".
وأضاف يسخاروف:" في حال تنفيذ هجمات أمريكية على إيران فإن طهران ستسعى للرد، وأسهل طريق للرد هو ضرب إسرائيل، بسبب العلاقات الوثيقة بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية".
**تصعيد تدريجي
من جهته، فقد كتب المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان، إن على إسرائيل أن "تستعد للتصعيد التدريجي، والذي من المرجح أن تجد نفسها متورطة فيه بطريقة ما".
وكتب فيشمان، الإثنين، يقول:" في هذه المرحلة، من الصعب تقييم حجم مثل هذا الصدام".
وأضاف:" من الإنصاف أن نفترض أن المرحلة العسكرية الأولى ستركز على عمل إيراني محدد ضد طرق النفط ومنتجي النفط في الخليج".
وتابع فيشمان:" في المرحلة الثانية من التصعيد، من الواضح أن الإيرانيين سوف يستهدفون مصالح الولايات المتحدة وحلفائها، وهنا تدخل إسرائيل الصورة، سيترك الإيرانيون المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة حتى المرحلة النهائية".
واستنادا إلى فيشمان فإن هناك أربعة سيناريوهات على الأقل للهجوم الإيراني المحتمل على إسرائيل، وفقًا للتقييمات الإسرائيلية.
والسيناريو الأكثر احتمالا هو إطلاق الصواريخ من العراق، ويتضمن السيناريو الثاني إطلاق الصواريخ وإرسال طائرات مسلحة من سوريا.
والسيناريو الثالث، الذي يُنظر إليه على أنه أقل ترجيحًا، ينطوي على نشاط عسكري من قبل حزب الله من لبنان، ويُنظر إلى هذا على أنه تهديد أقل، لأن حزب الله موجود في الوقت الحالي في واحدة من أضعف أوقاته الاقتصادية، ومن المشكوك فيه أن يعطي زعيمه حسن نصر الله الفرصة لإسرائيل كي تتفوق عليه.
وتابع فيشمان:" السيناريو الرابع المحتمل، والأقل إثارة للقلق من المنظور الإسرائيلي، هو استخدام الهجمات الإرهابية التي تشنها الجهاد الإسلامي من قطاع غزة".
** إيران سترد على إسرائيل
من جهته، يعتقد الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) عاموس يادلين، أن من المحتمل أن يكون هناك تصعيد إيراني ضد إسرائيل عبر سوريا ولبنان أو الإرهاب في الخارج.
وكتب يادلين، في سلسلة تغريدات على حسابه في "تويتر" يقول:" من وجهة نظر اسرائيلية فإنه نظرًا لأن الخطوات الإيرانية المتصاعدة حتى الآن كانت ضد حلفاء واشنطن، فمن المحتمل أيضًا أن يكون هناك تصعيد ضد إسرائيل عبر سوريا ولبنان أو الإرهاب في الخارج".
وتساءل يادلين:" لكن الأهم من ذلك هو السؤال: هل يفهم ترامب ونتنياهو تمامًا النهاية الاستراتيجية للعبة التي يحاولان تحقيقها من خلال أقصى قدر من الضغط، وكذلك المخاطر السياسة؟".
وحدد يادلين 5 سيناريوهات للأزمة الحالية .
السيناريو الأولى: أن يبقى الصراع تحت عتبة التصعيد وينتظر الإيرانيون انتخاب رئيس ديمقراطي في الولايات المتحدة الأمريكية في العم 2020.
والسيناريو الثاني: تصعيد غير منضبط.
والسيناريو الثالث: العودة الى المفاوضات من أجل صفقة أفضل.
والسيناريو الرابع: العودة الى المفاوضات، طبقا لنموذج رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون وهو ما يؤدي الى اتفاقية إشكالية.
والسيناريو الخامس، يتمثل في مغادرة إيران الاتفاق، وعودتها الى برنامجها النووي الكامل.
وختم يادلين تغريداته بالقول:" مهما يحدث، فإن الكرة ستعود قريبا الى الملعب الاسرائيلي والأمريكي، فهل نحن مستعدون؟".
عبد الرؤوف أرناؤوط -
المصدر:الاناظول
خفايا الخلاف بين المحتجين والمجلس العسكري الانتقالي بالسودان
لم تستطع قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي بالسودان الوصول إلى حلول بشأن قيادة المجلس السيادي، وذلك بعد جلستين من المحادثات عُقدتا الأحد والاثنين، وبينما تطالب قوى إعلان الحرية والتغيير بأن تكون لها أغلبية أعضاء المجلس السيادي، يضغط المجلس العسكري بأن تكون الأغلبية له في هذا المجلس.
وسط هذه الظروف السياسية والاقتصادية القاسية التي تعيشها السودان، لا يزال المحتجون يواصلون اعتصامهم أمام مقرّ الجيش، وهم يعلمون جيداً أن تراجعهم يعني إعلان استسلامهم وتسليم البلاد مجاناً للمجلس العسكري وإعادة عهد البشير بعد أربعة أشهر من مظاهرات مستمرة وعشرات القتلى والجرحى.
وبعد فشل المفاوضات طالب تجمّع المهنيين والحزب الشيوعي في السودان بإسقاط الحكم العسكري وتنفيذ سلسلة من الاعتصامات والإضرابات في عموم البلاد، لفرض مطلب المحتجين بنقل السلطة للمدنيين.
وقد دعا تجمع المهنيين يوم الثلاثاء لإسقاط المجلس العسكري الانتقالي واتهمه بعرقلة انتقال السلطة للمدنيين وبمحاولة إفراغ الثورة السودانية من جوهرها وتبديد أهدافها.
المجلس الذي لم يتم الاتفاق على تشكيله حتى اللحظة من المقرر أن يقود البلاد لفترة انتقالية تبلغ ثلاث سنوات، لذلك فإن السماح للمجلس العسكري بأن تكون له أغلبية أعضاء المجلس يعدّ أمراً خطيراً، ولاسيما أن البلاد ذاقت الأمرّين تحت حكم العسكر، ولا يبدو أن الشعب السوداني يريد أن يعيد تلك الأيام التي تدهورت فيها حياتهم وانقسمت بلادهم وفرضت عليهم عقوبات اقتصادية حتى دون أن يحصلوا على أي ميزات سوى الفقر وارتفاع الدين العام الخارجي للسودان إلى حوالي 51 مليار دولار.
حاولت الدول الخليجية الدخول على خط الأزمة وتقديم مساعدات مالية تبيّن فيما بعد أنها لأغراض سياسية ولذلك وجدنا أن المحتجين يعترضون على هذه الأموال ويرون أنها فقط لشراء الذمم وإعادة البلاد إلى ما كانت عليه، حيث تعهّدت كل من الإمارات والسعودية الشهر الماضي بتقديم مساعدات قيمتها ثلاثة مليارات دولار، ويرى الخبراء الاقتصاديون أن هذا المبلغ لن يتيح سوى متنفساً قصير الأمد.
ومن الأمور الأخرى التي تجعل المحتجين يصرّون على أن تكون لهم أغلبية المقاعد في المجلس السيادي، تتمثل في كون أمريكا تضع السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب، ما جعل حصول السودان على قروض ومنح جديدة أمراً مستحيلاً، وبقاء العسكر في السلطة يعني استمرار الوضع على ما هو عليه، وهذا ما أكدته واشنطن عندما قالت: إنها " لن ترفع السودان من قائمة الإرهاب، مادام العسكريون يتولّون زمام السلطة".
إلا أن المشكلة تكمن بأن المجلس العسكري يصرّ على أن يترأس المجلس السيادي، وأفاد عضو في وفد التفاوض عن "قوى إعلان الحرية والتغيير"، في تصريح لقناة "RT"، بأن المجلس العسكري السوداني رفض بشكل قاطع أن يرأس المجلس السيادي مدني، وذلك بعد إعلان فشل المفاوضات.
ويتهم "تجمع المهنيين السودانيين"، الذي قاد الاحتجاجات ضد حكم البشير ويرأس تحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير"، المجلس العسكري الانتقالي بالتلكؤ في المحادثات، كما حمّله مسؤولية العنف الذي دار في الشوارع الأسبوع الماضي.
هذا ولا تزال الاحتجاجات في الشوارع مستمرة وكذلك الاعتصام أمام مجمّع وزارة الدفاع، للمطالبة بانتقال سريع للحكم المدني والقصاص للعشرات الذين قُتلوا منذ أن عمّت الاحتجاجات أرجاء السودان في 19 ديسمبر الماضي.
الأوضاع الاقتصادية
تمرّ السودان بأزمة اقتصادية خانقة كانت السبب الرئيس في خروج التظاهرات، وما أجّج هذه الاحتجاجات أن الحكومة بدلاً من البحث عن حلول جذرية للأزمات كانت تفكّر في رفع الدعم عن المواطنين.
يخشى المحتجون أن يستمر الوضع الاقتصادي على ما هو عليه في حال ترأس العسكر حكم البلاد، ففي السابق كانت جميع الموارد موجهة لعناصر دعم النظام للاستمرار في السلطة، وهذا أدّى إلى خلل كبير في تخصيص الموارد، فبدلاً من وصولها لقطاعات الإنتاج تتحوّل إلى دعم القوات النظامية المختلفة، وبالتالي فإن قطاع الإنتاج لا يأخذ حظه من التمويل، ولذلك فإن أي محاولة اليوم لإصلاح الاقتصاد لا يمكن أن تحدث إلا بعد إعادة ترتيب الأوضاع على المستوى السياسي، والقضاء على إمبراطوريات النهب والفساد المنظّمة، والرئيس يعلم هذا وتم وعد الشعب بمحاكمتهم ولكن كانت هناك تسويات خفية بين الفاسدين والحكومة.
وتعدّ السودان من أغنى دول العالم من حيث الموارد، خاصة بعد اكتشاف النفط والذهب خلال العقدين الماضيين، وفيه أرض شاسعة خصبة صالحة للزراعة (200 مليون فدان مربع)، وثروة حيوانية (أكثر من 150 مليون رأس)، إلا أن غرق العقل السياسي في المصالح الحزبية والذاتية، والفساد والإقصاء والظلم، وغياب دولة القانون، جعل السودان دولة فقيرة تستجدي المنح والقروض والمعونات.
حالياً الأمور وصلت إلى طريق مسدود بعد تعنّت الطرفين برئاسة المجلس السيادي ونظراً لذلك أعلن تجمع المهنيين -وهو أحد مكونات قوى الحرية والتغيير- بدء التصعيد مع المجلس العسكري وتحديد ساعة الصفر لتنفيذ العصيان المدني والإضراب الشامل، مشدداً على مدنية السلطة بالكامل.
وقال التجمع إنه "لا مناص من إزاحة المجلس العسكري لتتقدم الثورة لخط النهاية"، مؤكداً أن تمسّك المجلس العسكري بالأغلبية في مجلس السيادة وبرئاسته، لا يوفي بشرط التغيير ولا يعبّر عن المحتوى السياسي والاجتماعي للثورة.
المصدر: الوقت