Super User

Super User

الأربعاء, 26 كانون1/ديسمبر 2018 09:40

الحرب الناعمة: خصائص ومؤشرات

 إنّ الحرب الناعمة اليوم هي من أكثر أنواع الحروب تأثيرًا وفعّاليةً وأقلّها تكلفةً وفي نفس الوقت أخطرها وأعقدها ضدّ قيم وأمن أيّ دولة، لأنّه يمكن الوصول إلى الأهداف المنظورة بأقلّ التكاليف ومن دون اللجوء إلى تجييش الجيوش وإبادة المقاومات المسلّحة. فهذه الحرب حربٌ صامتة، ولذلك فهي أخطر من حيث أنّ المعرّضين لها يتفاجأون بها ويقعون في الغفلة؛ فهي مرتبطة بعقائد، قيم، عواطف ومشاعر أيّ شعبٍ على المدى الطويل. وهناك الكثير من النماذج عبر التاريخ حول استخدام الحرب الناعمة. ولتشخيص ظاهرة الحرب الناعمة عن غيرها، من الأفضل تشخيص خصائصها المتمايزة. بناءً عليه، سوف نعرض فيما يلي لأوجه الاختلاف بين الحرب الصلبة والحرب الناعمة من وجهة نظر سماحة القائد.

· ذهنيّة وغير محسوسة
بخلاف الحرب الصلبة، تتمتّع الحرب الناعمة بماهيّة انتزاعيّة وذهنيّة. بناءً عليه، فإنّ تشخيصها في الوقت المناسب صعبٌ. في المقابل، فإنّ الحرب الصلبة، ملموسة وتترافق مع ردّة فعل واستثارة. كما أنّه من المشكل كشف اللاعبين واصطفاف وانتشار العدوّ في الحرب الناعمة وقليلًا ما توجب ردّات الفعل والاستفزاز.

ففي الهجوم العسكريّ، أنتم تعرفون من هو خصمكم، وترون عدوّكم؛ ولكنّ في الهجوم المعنويّ، الغزو الثقافيّ، أنتم لا ترون عدوّكم أمام أعينكم[1].  

· تدريجيّة وهادئة
الحرب الناعمة تدريجيّة، هادئة وغير ظاهرة. فهي ليست دفعيّة، متسرّعة وكثيرة التحرّك في مرحلةٍ محدّدة. بل تبدأ بهدوء وتتقدّم تدريجيًّا بحيث أنّ أحدًا لا ينتبه إليها ولا يستطيع تشخيصها. وهي غير ظاهرة، لذلك غير ملموسة.

الحرب الناعمة عمليّة تدريجيّة، ويتمّ إجراؤها بشكلٍ هادىء وزاحف. بعبارة أخرى، تأخذ التحوّلات الثقافيّة وتغيير الهويّة والخصائص الوطنيّة وقتًا، وأحيانًا تنشأ مع تغيّراتٍ في الأجيال. فالغزو الثقافيّ كالعمل الثقافيّ، إجراءٌ هادىء ومن دون جلبة[2].
يتمّ تغيير الهويّة الواقعيّة للنظام بشكلٍ تدريجيّ وهادىء[3].

· شموليتها
في الغالب، تتعرّض الحرب الصلبة مجموعة محدودة من أفراد المجتمع، وعادةً للعسكريّين. في حين أنّ الحرب الناعمة تؤثّر على كافّة شرائح  المجتمع من الناس والنخب، والحرب الصلبة تستهدف الأراضي والدول. وكما إنّ للغزو الثقافيّ ميادين متنوّعة، فإنّ مواجهتها متنوّعة أيضًا[4].

· غلبة البُعد الثقافيّ للحرب الناعمة على سائر الأبعاد
لا يخفى أنّ الحرب الناعمة تؤثّر في كافةّ أبعاد أيّ نظام (سيستم)، وخصوصًا في الأبعاد السياسيّة، الثقافيّة والاجتماعيّة، ولكنّ البعد الثقافيّ أكثر بروزًا من الأبعاد الأخرى، فمن خلال تحوّل الهويّة الثقافيّة سوف يصبح النظام السياسيّ غير فعّال، ممّا يسهّل مقدّمات وأرضيّات انهياره. ويقوم عمل الحرب الناعمة على أساس حركةٍ ثقافيّة ونفسيّة[5].

الحرب الناعمة، يعني الحرب بواسطة الأدوات الثقافيّة[6].

لا يستطيع أحد اليوم إنكار أنّ أكثر أهداف أعداء الجمهوريّة الإسلاميّة عجلةً هو السيطرة على المواقع الثقافيّة في البلاد[7].

الحرب الناعمة ميدان معركةٍ فكريّة، ثقافيّة وسياسيّة[8].

· متجذّرة وعميقة
تترك الحرب الصلبة آثارًا قصيرة المدى على المجتمع المستهدف، ما عدا بعض الموارد المعدودة، في حين أنّ آثار الحرب الناعمة، وخصوصًا في بعدها الثقافيّ، عميقة جدًّا. بحيث أنّها توجب إنقلابٍ وتغييرٍ في هويّة، روح وسيرة نظامٍ سياسيّة.
هذا الغزو الثقافيّ - والذي أشرتُ إليه منذ عدّة سنوات - وهذه الإغارة الثقافيّة التي يُشاهدها الإنسان في مواطن مختلفة، تبغي بهذه النيّة والقصد إفراغ الثورة وفصلها عن مضمونها الإسلاميّ والدينيّ. وهذه النقاط الحسّاسة التي ينبغي للناس أن يعوها وينتبهوا لها.

· التعقید
الحرب الناعمة معقّدة، متعدّدة المستويات والأوجه. فهذه الحرب تستهدف المستويات المعرفيّة، العاطفيّة، الاجتماعيّة، المعنويّة، النفسيّة وحتّى الجسديّة للمخاطبين. من هنا، فإنّ تشخيص الحرب الناعمة أمرٌ صعب. فالحرب الناعمة نتاج التحليل الذهنيّ للنخب، وقياسها مشكل، في حين أنّ الحرب الصلبة عينيّة، واقعيّة ومحسوسة ويمكن قياسها عبر تقديم بعض المعايير والمؤشّرات.

إنّ الاصطفاف الإعلاميّ والثقافيّ في مواجهة الجمهوريّة الإسلاميّة، معقّد ومتنوّع ومتعدّد وفعّال ومتطوّر وتخصّصيّ بشكلٍ كبير. وهي معركةٌ أكثر تعقيدًا وصعوبة من مقاتلة العدوّ[9].

يمارس العدوّ اليوم ضدّنا حربًا ذكيّة جدًّا وصراع ثقافيّ شديد في الداخل[10].

· هادفة ومنظمة
يتمّ تنظيم الحرب الناعمة من خلال سيناريو مدوّن مسبقًا، وخطّة قبليّة بالتزامن مع خصومة وعداوة. انطلاقًا من ذلك، يجب فصل مصاديق الحرب الناعمة التي يقوم بها العدوّ عن الآفّات الداخليّة (نقاط الضعف) الناشئة عن عدم فعّاليّة أو ضعف النظام. والهدف في الغزو الثقافيّ هو اقتلاع الثقافة الوطنيّة والقضاء عليها[11].

فمَن ينظر إلى الميدان يلتفت إلى ما يفعله العدوّ، ويفهم أنّ هناك إغارة ویا لها من إغارة[12]. والحرب الناعمة هجومٌ شامل ومنظّم[13]. وهي أيضًا إقدامٌ مبرمج[14].

· فتنويّة
تخلَط كلمة الحقّ مع كلمة الباطل[15]. وتبدَّل نقاط القوّة إلى نقاط ضعفٍ[16]. ويتجّلى العدوّ في الحرب الناعمة بمظهر الصديق[17]، حتّى تظهر الحقيقة على صورة الباطل والباطل في لباس الحقيقة[18]. فيتمّ عندها توجيه الضربات من النقاط التي لا يملك الناس القدرة على تحليلها[19].
  
المصدر: معرفة الحرب الناعمة من وجهة قائد الثورة الإسلاميّة

[1] لقاء القائد مع عوائل شهداء محافظة كردستان في 22 اردیبهشت 1388.
[2] لقاء القائد مع وزير وموظّفي وزارة التربية والتعليم في 21 مرداد 1371.
[3] خطاب القائد في 24 آذر 1387.
[4] لقاء القائد حول سير وتاريخ الهجوم العقائديّ على الثورة الإسلاميّة في 22 اردیبهشت 1382.
[5] نداء القائد إلى حجّاج بيت الله الحرام في 23 اسفند 1378.
[6] لقاء القائد مع جمع غير من قوّات التعبئة في 04 آذر 1388.
[7] رسالة القائد إلى مؤتمر طلّاب الجامعات الإسلاميّ في مشهد في شهریور 1380).
[8] لقاء القائد مع جمعٍ من المعلّمين والمسؤولين الثقافيّين في 12 اردیبهشت 1369.
[9] لقاء القائد مع طلّاب وأساتذة جامعات محافظة قزوين في 26 آذر 1382.
[10] لقاء القائد مع مسؤولي النظام في 23 مهر 1380).
[11] خطاب القائد في 19 تیر 1374.
[12] لقاء القائد مع العاملين في المجال الثقافيّ ليوم العمّال والمعلّم في 15 اردیبهشت 1372.
[13] لقاء القائد مع مسؤولي النظام في 23 مرداد 1370.
[14] لقاء القائد مع أعضاء مجلس الخبراء في 8 اسفند 1374.
[15] لقاء القائد مع جمعٍ من العلماء وطلّاب الحوزة في 22 آذر 1388.
[16] لقاء القائد مع طلّاب الجامعات والنخب العلميّة في 3 شهریور 1388.
[17] اللقاء العامّ مع أهالي چالوس ونوشهر في 15 دی 1388.
[18] المصدر نفسه.
[19] لقاء القائد مع قادة التعبئة في 30 آبان 1372.

رغم الظروف الصعبة التي تمرّ بها سوريا خلال هذه المرحلة إلا أن هذا الأمر لم يمنعها من الدفاع عن ثوابتها الأساسية والدفاع عن أراضيها المحتلة في السلم والحرب، وهذا ما شهدناه جميعنا في طريقة تعاملها مع المحاولات المتكررة للكيان الإسرائيلي في بسط سيطرته المطلقة على الجولان ودفع واشنطن للاعتراف بسيادة "إسرائيل" على الجولان مستغلة انشغال سوريا في حربها الداخلية ومع ذلك فشلت "إسرائيل" في إقناع المجتمع الدولي بإجراء هذه الخطوة أو تمريرها.

ولأن أصحاب الحق لهم الكلمة العليا في كل قضية، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأغلبية ساحقة، قراراً ينص على السيادة الدائمة للسوريين في الجولان السوري المحتل على مواردهم الطبيعية، وتم اعتماد القرار بناء على توصية اللجنة الثانية الاقتصادية والمالية بأغلبية 159 صوتاً بينما عارضته سبع دول فقط في حين امتنعت عن التصويت 13 دولة، بحسب ما جاء على موقع (روسيا اليوم).

وجددت الجمعية العامة في قرارها التأكيد على حقوق السوريين الثابتة في الجولان السوري المحتل، في مواردهم الطبيعية بما فيها الأرض والمياه وموارد الطاقة، وتطالب الجمعية العامة للأمم المتحدة، في قرارها السلطات الإسرائيلية، بالكفّ عن استغلال الموارد الطبيعية في الجولان المحتل أو إتلافها أو التسبب بضياعها أو استنفادها أو تعريضها للخطر، كما يطالب القرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش بأن يقدّم في الدورة المقبلة تقريراً حول تنفيذ القرار.

وقال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري - حسبما ذكرت قناة "روسيا اليوم" الإخبارية، الجمعة: - إن تصويت الأغلبية الساحقة لمصلحة مشروع القرار حول "الجولان السوري المحتل" رسالة واضحة لـ"إسرائيل" بأن احتلالها للجولان أمر مرفوض وينتهك أحكام الميثاق ومبادئ القانون الدولي.

وأكد الوفد السوري لدى الأمم المتحدة، ضرورة أن يتضمّن تقرير الأمين العام توصيفاً قانونياً دقيقاً، يستند إلى قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة والقرار 497 لممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الجولان، وعدم الاكتفاء باستعراض بعض هذه الممارسات التي تنتهك القانون الدولي دون اتخاذ موقف واضح، يستنكرها أو يحدد موقف الأمم المتحدة منها.

وأشار الوفد إلى أخطر هذه الممارسات، وهي قيام الحكومة الإسرائيلية للمرة الأولى بإجراء ما تسمى "انتخابات المجالس المحلية" في قرى الجولان، مشدداً على أن هذه الخطوة تشكّل خرقاً سافراً لقرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981، فهل نجحت هذه الانتخابات وعلى أي أساس تطرح "إسرائيل" مثل هذا الأمر في مخالفة واضحة لجميع القوانين الدولية.

في الحقيقة باءت محاولات "إسرائيل" بالفشل سواء من خلال استخدام المجموعات الإرهابية المسلحة وعلى رأسها جبهة النصرة في منطقة الحدود الجنوبية أم من خلال التصويت مؤخراً والذي جاء بالإجماع الدولي تقريباً بالاعتراف بسورية الجولان السوري المحتل وفشلت أيضاً الانتخابات المحلية حين رفض أهالي الجولان المشاركة، خلال هذه الفترة وقعت مناوشات سورية - إسرائيلية سبقتها استفزازات واعتداءات إسرائيلية في هذه المنطقة تلتها الكثير من التصريحات السورية الرسمية بأن سوريا لن تتخلى عن الجولان وستعيده حرباً أو سلماً في الوقت المناسب.

اليوم تعود مسألة الجولان المحتل إلى الواجهة في ظل تطورات كبيرة بخصوص الحل السياسي في سوريا، فقد نشرت وسائل إعلام عبرية خبراً مفاده أن اثنين من أعضاء الكونغرس الأمريكي قدما مقترحاً يقضي بأحقية "إسرائيل" في الجولان السوري المحتل، وللمرة الأولى منذ حرب عام 1967، طرح على بساط البحث في مجلس الشيوخ الأمريكي، مشروع قرار ينص على اعتراف أمريكا بـ"السيادة" الإسرائيلية على مرتفعات الجولان المحتلة.

وأشار مشروع القرار، الذي قدمه النائبان الجمهوريان تيد كروز وتوم قطون، إلى أنه "حتى عام 1967، كانت هضبة الجولان تحت سيطرة سوريا التي كانت تستغلها لشنّ هجمات على إسرائيل".

في الحقيقة واشنطن تريد أن تقدّم لـ"إسرائيل" أكبر قدر ممكن من الخدمات حتى ولو اخترقت القانون الدولي، على اعتبار أن "إسرائيل" هي الوحيدة التي تحظى بثقة واشنطن في المنطقة، فهي بالتالي لن تتردد في الدفاع عنها وبما أن "اسرائيل" خسرت جميع محاولاتها في إبعاد الخطر عنها كان لا بدّ لها من إشراك واشنطن في تطلعاتها الجديدة وفقاً لمتطلبات المرحلة الجديدة التي أصبحت فيها "إسرائيل" تعاني الأمرّين بسبب قوة محور المقاومة وخروجه منتصراً من العراق وسوريا وفلسطين، حيث إن مسيرات العودة الفلسطينية حققت ما كانت تصبو إليه في المجتمع الدولي فقد أظهرت مدى قبح الإسرائيليين ومدى إجرامهم في قصف المدنيين وقتل الأطفال إلا أن هؤلاء الأبطال بأجسامهم الغضّة استطاعوا جذب أنظار المجتمع الدولي للظلم الذي يتعرضون له وعلى هذا الأساس شهدنا مجموعة من القرارات التي أصدرتها الأمم المتحدة مؤخراً وجميعها تصبّ في مصلحة الفلسطينيين والسوريين وتدين تصرفات كيان الاحتلال ورغبته في التوسع وطمس هوية الشعب الفلسطيني.

كانت الأولوية في السابق لسوريا في القضاء على الإرهاب والآن تم القضاء على معظم جيوبه التي كانت "إسرائيل" تدعمها، ولا نعلم ماذا سيقرّر الجيش السوري فيما يخصّ موضوع الجولان وهل هناك حديث عن استرجاعه بالقوة أم سيترك الأمر للأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الدولية لاستعادة هذا الحق.

وقعت حتجاجات على الوضع الاقتصادي وغلاء المعيشة في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس مساء اليوم الثلاثاء.

وعاشت مدينة القصرين وسط غرب تونس هدوءاً نسبياً بعد احتجاجات ليلية على خلفية وفاة المصور الصحافي عبد الرزاق الزرقي الذي أضرم النار في جسده في ساحة الشهداء بسبب أوضاعه الاجتماعية الصعبة.

ونقل الزرقي إلى المستشفى الجهوي بالمنطقة، إلا أن خطورة حالته، تطلبت نقله على جناح السرعة إلى مستشفى الحروق البليغة في العاصمة حيث فارق الحياة.

ونشر الصحافي التونسي عبد الرزاق الزرقي مقطعاً مصوراً قبل أن يقدم على حرق نفسه، وجّه فيه رسالة إلى العاطلين من العمل، وقال إنه سيقوم بثورة وحده.

وتحدث الزرقي في الشريط عن تفشي البطالة وتهميش الدولة لمدينة القصرين والإحتجاجات المطالبة بالتشغيل.

تعهد الرئيس السوداني، عمر البشير، الإثنين "بإجراء إصلاحات اقتصادية توفر حياة كريمة للمواطنين".

جاء ذلك عقب لقاء البشير بقيادة جهاز الأمن والمخابرات الوطني، وفقاً لوكالة الأنباء السودانية (سونا).

وهذا أول تصريح للبشير منذ اندلاع الاحتجاجات المنددة بتدهور الأوضاع الاقتصادية، الأربعاء الماضي، والتي شملت حتى اليوم 14 ولاية من أصل 18.

وسقط خلال الاحتجاجات 8 قتلى بحسب السلطات، بينما تقول المعارضة إن عدد القتلى بلغ 22، إضافة إلى عشرات الجرحى.

ودعا البشير المواطنين إلى "عدم الالتفات لمروجي الشائعات والحذر من الاستجابة لمحاولات زرع الإحباط".

وأشاد "بالجهود التنسيقية بين القوات النظامية"، مثمنا "جهود جهاز الأمن والمخابرات في الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين".

وامتدح "دور جهاز الأمن في إسناده للجهاز التنفيذي (الحكومة) في ضمان انسياب السلع والخدمات".

ووعد الرئيس السوداني خلال ذات اللقاء "بتنفيذ اجراءات حقيقية تعيد ثقة المواطنين في القطاع المصرفي".

وذكرت وكالة الأنباء السودانية أن البشير تلقى خلال الاجتماع "تنويرا ضافيا بمجريات الأحداث وتداعياتها واطمأن على الإجراءات التي تم اتخاذها".

بدوره أكد مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني، الفريق أول صلاح قوش، "التفاف قوات الجهاز حول قائدها الأعلى (البشير)".

وأضاف قوش خلال اللقاء نفسه أن "جهاز الأمن سيضطلع بمهامه الدستورية في الحفاظ على أمن الوطن وسلامة المواطنين وحماية المكتسبات الوطنية مع الالتزام بالمعايير المهنية".

وأشار- بحسب الوكالة الرسمية- إلى "احترامهم لحق التعبير السلمي".

وحذر من "ترويع المواطنين والتعدي على ممتلكاتهم والمساس بالممتلكات العامة"، واصفا ذلك بأنه "خط أحمر".

الأربعاء, 26 كانون1/ديسمبر 2018 04:58

الحكومة الأردنية تقر مشروع قانون للعفو العام

أقرّت الحكومة الأردنية، الإثنين، مشروع قانون العفو العام لسنة 2018.

وشهدت المملكة، منذ بداية الشهر الجاري، مطالب شعبية دعت إلى سرعة إصدار قانون للعفو العام.

وجاء إقرار هذا المشروع خلال جلسة عقدها مجلس الوزراء، بحسب الوكالة الأردنية الرسمية للأنباء (بترا).

ويهدف المشروع إلى "ترسيخ مفهوم التسامح والعفو، وتعزيز مفهوم الأمن الاجتماعي، والتخفيف من التحدّيات والضغوط التي تواجه المواطنين، وإعطاء المحكومين ومرتكبي الجرائم فرصة لتصويب مسارهم وسلوكهم، وتشجيعهم على ممارسة دورهم الطبيعي، وتحقيق اندماجهم الدائم في المجتمع".

كما يهدف إلى "تحقيق التوازن بين حقّ المجتمع في العقاب، وكفالة الحقوق الشخصيّة والمدنيّة للمتضرّرين من الجريمة، والتخفيف من المشكلات الاجتماعيّة الناجمة عن العقوبات السالبة للحريّة، وتعزيز مبدأ التصالح في القضايا الجنائيّة"، بحسب الوكالة.

واستثنى المشروع "الجرائم الخطيرة التي لها مساس بأمن المجتمع؛ كالجرائم الواقعة على أمن الدّولة الداخلي والخارجي، وجرائم التجسّس، والجرائم الاقتصاديّة، وجرائم الفساد، وجرائم الإرهاب، والجرائم المخلّة بواجبات الوظيفة العامّة".

كما استثنى "جرائم المخدّرات، والحريق، والقتل، والسرقة، والتزوير، والغرامات الماليّة الناجمة عن جرائم التهرّب الضريبي والجمركي، ومخالفات السير التي تشكّل خطورة على حياة المواطنين".

وكان عاهل الأردن، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، وجه الحكومة، في 13 ديسمبر/ كانون أول الجاري، بإصدار مشروع قانون للعفو العام والسير بمراحله الدستورية.

وليصبح قانونًا نافذًا يجب تحويل المشروع إلى البرلمان بشقيه (النواب والأعيان)، لمناقشته، وحال التوافق عليه يُرفع إلى الملك للمصادقة عليه، ثم يًعلن في الجريدة الرسمية.

ويأتي إقرار المشروع في وقت توجه فيه أوساط سياسية ونشطاء انتقادات إلى حكومة عمر الرزاز؛ بسبب إقرار قانون ضريبة الدخل، وكذلك عودة الاحتجاجات إلى العاصمة، بعد موجة احتجاجية جرى خلالها توقيف عدد من المحتجين.

وقدّر رئيس لجنة الحريات النيابية في البرلمان الأردني، عواد الزوايدة، في تصريحات صحفية قبل أيام، عدد المتوقع أن يشملهم قانون العفو المرتقب بنحو 11 آلف مواطن أردني في قضايا مختلفة.

ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية اليوم إن "إسرائيل" تعتزم التوقيع على اتفاق مع اليونان وقبرص في العام المقبل لإنشاء أطول خط أنابيب للغاز الطبيعي في العالم، معروف بـ"شرق المتوسط" East Med.

وسيقوم الخط بتصدير الغاز الطبيعي من فلسطين المحتلة إلى أوروبا عبر اليونان وقد تبلغ تكلفته 7 مليارات دولار.

وقد عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو محادثات مع الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس ورئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس خلال الاجتماع الثلاثي في بئر السبع وهو القمة الخامسة بين الأطراف الثلاثة.

وسيتم إضفاء الطابع الرسمي على اتفاقية شرق المتوسط في العام المقبل في القمة السادسة. كما تحتاج إلى موافقة للمفوضية الأوروبية.

وقال نتنياهو "اليوم أعدنا التأكيد على التزامنا بخط أنابيب شرق المتوسط، وناقشنا الجوانب المهمة للمشروع". وأضاف أنه يمكن توقيع الوثيقة خلال عدد من الأشهر في القمة السادسة.

وتابع نتانياهو "نعتقد أن هذا سيفتح فرصًا جديدة للطاقة لأوروبا. وقال إن هذا مهم بالنسبة لأمن أوروبا، وهو أمر مهم لاقتصاداتنا، ومن المهم إرساء تعاون إقليمي إضافي".

وقال السفير الأميركي لدى "إسرائيل" ديفيد فريدمان إن بلاده تدعم هذا الاتفاق وتعتبره مهماً بالنسبة للاستقرار الإقليمي.

وتحدث نتنياهو أيضاً عن الشراكة المتنامية بين "إسرائيل" وقبرص واليونان كما تم التعبير عنها في مؤتمرات القمة الثلاثية التي عقدت منذ عام 2016. وقال نتنياهو "صداقتنا الشخصية تزداد قوة. لا تستند هذه السندات فقط على المصالح المشتركة والقرب الجغرافي. فهي تستند إلى قيم مشتركة في منطقة متقلبة للغاية ". وأضاف أنهم يواجهون نفس المخاطر الإقليمية. وقال: "إننا جميعاً مهددون بقوى الإرهاب والراديكالية الدينية. إن تحالفنا هو أساس الاستقرار والازدهار في شرق البحر المتوسط".

وفي القمة، تم التوقيع على اتفاقات حول التعاون والعمل المشترك بشأن تنظيم المدن والبيوت الذكية ، والتعاون مع برنامج الفضاء الإسرائيلي والتعاون التقني في مجال الأرصاد الجوية.

اكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي ان قوى الامن الداخلي الايرانية حققت انجازات جيدة، مشددا على ضرورة مواصلة هذه الانجازات.

وخلال استقباله قائد قوى الامن الداخلي العميد حسين اشتري وعددا من مسؤولي هذه القوات اليوم الاحد، وجه سماحته الشكر لكوادر هذه القوة في سياق الحفاظ على الامن والنظام واضاف، ينبغي عليكم العمل بحيث تصبح نظرة المواطنين لقوى الامن بصفة قوى مقتدرة وعادلة ويقظة.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية الضرورة لوصول قوى الامن الداخلي الى المكانة اللائقة بالثورة والجمهورية الاسلامية هو تحقيق التقدم المستمر واضاف، ان مختلف اقسام قوى الامن الداخلي سواء مراكز او دوائر الشرطة او الدوريات هي امام انظار المواطنين وان الحكم على اداء الامن الداخلي يعمم على القوى المسلحة ككل.

واشار سماحته الى المنجزات الجيدة التي حققتها قوى الامن الداخلي واكد ضرورة الاستمرار بالتقدم واضاف، ان اداء قوى الامن الداخلي يجب ان يكون مترافقا مع العقلانية والتدبير والحكمة وان يكون مطمئنا وباعثا على الثقة لدى المواطنين تماما.

دعا وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، الذين علّقوا آمالهم على دعم الصهاينة واميركا العودة الى احضان العالم الاسلامي وان يعلموا بان هؤلاء ليسوا اصدقاء وشركاء موثوقين لاي كان.

جاء ذلك خلال استقبال ظريف في طهران اليوم الاحد القيادي البارز في حركة "حماس" محمود الزهار ووفد كتلة حماس البرلمانية، حيث جرى البحث وتبادل وجهات النظر حول احدث التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

واكد وزير الخارجية الايراني بان العالم الاسلامي ورغم بعض الخلافات يجب ان يلتئم حول محور دعم فلسطين لمنع استغلال الامور من قبل البعض واضاف، للاسف ان مواجهة المقاومة تجري اليوم من داخل العالم الاسلامي وان هذه الضغوط قائمة ضد جميع الدول والتيارات الاسلامية.

واضاف، ان دعم فلسطين يعد احدى السياسات البنيوية للجمهورية الاسلامية الايرانية ونحن نامل من بعض الحكومات الاسلامية التي علقت آمالها على الصهاينة واميركا العودة الى احضان العالم الاسلامي وان تعلم بان الصهاينة ليسوا اصدقاء وشركاء موثوقين لاي كان.

واعرب وزير الخارجية الايراني عن اسفه لحل المجلس التشريعي الفلسطيني، واعتبر ذلك نقضا للمبادئ الديمقراطية ومن شان ذلك ان يستغله الصهاينة ، مؤكدا ضرورة وحدة الشعب الفلسطيني حول محور المقاومة.

من جانبه صرح الزهار بان الجمهورية الاسلامية الايرانية تدعم فلسطين بصورة حقيقية، معربا عن امله بالقضاء على المشروع الصهيوني في ظل مقاومة الشعب الفلسطيني والدعم من العالم الاسلامي.

واشار الى اعلان محمود عباس حل المجلس التشريعي الفلسطيني، موضحا ان المجلس التشريعي الفلسطيني انتخب بصورة قانونية ويجب ان يكمل دورته، وبناء على الدستور الفلسطيني لا يكن حله مهما كانت الظروف حتى لو كانت طارئة ولابد من ان يستمر بنشاطه.

وكان الزهار والوفد المرافق له قد التقى اليوم ايضا امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي شمخاني كما التقى يوم امس رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني ووجه له الدعوة لزيارة قطاع غزة.

نقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن رئيس مكتب الأمن الوطني السوري، اللواء علي المملوك، زار مصر بدعوة من عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات العامة المصري.

وأوضحت الوكالة أن المملوك وكامل بحثا مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك السياسية والأمنية وجهود مكافحة الإرهاب.

وأشارت الوكالة إلى أن الزيارة حصلت أمس السبت 22 كانون الأول/ديسمبر، ولم تود مزيداً من التفاصيل.

بدعوة من السيدالوزير عباس كامل قام السيد اللواء علي المملوك رئيس مكتب الأمن الوطني في الجمهورية العربية السورية بزيارة لجمهورية #مصر العربية يوم 22-12-2018 حيث عقدا لقاء ثنائيا بحثا خلاله مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك القضايا السياسية والامنية وجهود مكافحة الإرهاب

يذكر أن دعوات عدة انطلقت في الآونة الأخيرة لإعادة العلاقات مع سوريا، وقبل أيام قام الرئيس السوداني عمر حسن البشير بزيارة مفاجئة إلى دمشق التقى خلالها الرئيس السوري.

وكانت جامعة الدول العربية قررت تعليق عضوية سوريا في شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2011، عقب أشهر من بداية الأزمة السورية، وقطعت بعض الدول العربية علاقاتها مع سوريا وأغلقت سفاراتها.

الإثنين, 24 كانون1/ديسمبر 2018 07:47

الهروب

سواء انسحب الأميركيون اليوم أو غداً، وبغضّ النظر عن تاريخ وطريقة وضمانات انسحابهم، فهم من دون شك سيهربون من سوريا وستعود هذه الأرض لأصحابها وأهليها. وكلّ التفاسير الأخرى التي تحاول أن تمنح الهارب عناصر القوة التي دفعته لاتخاذ هذا الموقف، معتقدين أنه نابع من قوة وليس من ضعف، هي تفاسير مُستلَبة وغير قادرة على أن تقنع ذاتَها بأن أصحاب الحقوق قد غيّروا التاريخ وأجبروا المعتدين على الهروب.

حين بذل الأميركيون ساعات وساعات تفاوضية لإقناع الرئيس حافظ الأسد بالتدخل لإجراء مفاوضات بين الإسرائيليين وحزب الله كان جوابه الدائم لهم: كما أنهم احتلوا الأرض من دون مفاوضات فعليهم مغادرتها من دون مفاوضات.

لم أكن أدرك في ذلك الوقت العمق التاريخي والحضاري والسياسي الذي يستند إليه الرئيس حافظ الأسد، ولكنني كنت أشعر دائماً أنه ليس على عجلة من أمره، وأنه يؤمن أن التمسك بالحقوق والعمل من أجل استعادتها سوف يدير عجلة الزمن لصالح صاحب الحق من دون أدنى شك. وكيف لا وهو الرابض على أرض اقتحمها عشرات الغزاة على مدى قرون واندحروا جميعاً وبقيت هذه الأرض لسكانها الأصليين.

ومنذ أيام وحين أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز سحب القوات الأميركية من سوريا، لم تغادرني صورة الجنود الإسرائيليين وهم يهربون من الجنوب اللبناني ويتركون عملاءهم وراءهم. والمهم في المشهد بالنسبة لي أيضاً هو صورة العملاء الذين يغادرهم أسيادهم ويُتركون قرناً بعد قرن وعقداً بعد عقد ولم يتعلموا إلى اليوم أن الولاء والانتماء يجب أن يكون أولاً وأخيراً  للأرض  والتاريخ وليس للسيد، الذي يأتي بأسلحته أو بأمواله أو بنظرته العنصرية أو بكلّ هؤلاء جميعاً، ليقنع بعض ضعاف النفوس من أصحاب الأرض أنه حامي الحمى وأنه هو الذي يضمن لهم حقوقهم وحريتهم وكرامتهم. وسواء انسحب الأميركيون اليوم أو غداً، وبغضّ النظر عن تاريخ وطريقة وضمانات انسحابهم، فهم من دون شك سيهربون من سوريا وستعود هذه الأرض لأصحابها وأهليها.

ولكن وكما حدث عام 2000 بدأت التكهّنات تصدر حول هذا الانسحاب والأسئلة تتوالى حول الصفقة التي يمكن أن تكون قد عقدت قبل انسحابهم، أو حول موجبات الانسحاب، أو حول العوامل التي قادت إليه والتعقيدات التي يمكن أن تعقبه. وكل هذه تصب في إطار القناعة بقوة العدو وأنه يعلم تماماً ماذا يفعل، وأن كل خطواته محسوبة ومدروسة، وأن كلّ خطوة يخطوها تضيف إلى نجاحاته التي سطرها التاريخ بينما الأحداث التاريخية تُري أن تحركات أعدائنا وخصومنا العسكرية على مدى العقود الماضية كانت كارثية في مناطق مختلفة من العالم، وأنهم انساقوا مُضلّلين لخوض معارك واقتحام بلدان دفعوا ثمنها وانتهت بانكسارات متزايدة لهم بينما حصل المحور المقاوم على زيادة في القوة والمناعة وأفق أرحب للعب دور أكبر في تشكيل خارطة المستقبل.

كم عمل الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وقطر على حبك الأحداث المؤامراتية للتخلص من قوات اليونيفيل على الجولان السوري المحتل ظناً منهم أن الإرهاب الذي دفعوا به إلى هذه المنطقة سوف يُنصّب الكيان الصهيوني سيداً وحيداً، هناك بعدما خلقوا ظروفاً صعبة لسوريا في تلك المنطقة وعلى معظم ترابها الوطني.

أما اليوم فالكيان الصهيوني نفسه والولايات المتحدة يعملون على عودة قوات اليونيفيل، بعد أن يئسوا من إمكانية تواجد أدواتهم سواء في الجنوب أو في أماكن أخرى من البلاد، وهم يعدون السيناريوهات والاستراتيجيات في محاولة لمنع نتائج حربهم على سوريا أن ترتدّ عليهم بأسوأ مما كانوا يتخيلون. إذ رغم الآلام والجراح والفقد والخسارة والدمار المتعمّد الذي تسبّبوا به فقد تمكنت دولة صغيرة بعزيمتها وإرادتها وتضحياتها ودعم الحلفاء والأصدقاء من أن تحبط مخططات دول وأن تكسر شوكة مئات الآلاف من الإرهابيين. والأهم من هذا وذاك أن تثبت للعالم كله أن أصحاب الحق قادرون على الصمود والانتصار مهما واجهوا من ظلم ورياح عاتية.

وهذ المثل بحدّ ذاته هو مثل يحبط الظالمين ويشدّ من أزر المظلومين ويلهمهم في تجاربهم المقبلة. وإذا اتفقنا أننا في نقطة تاريخية يعيد العالم فيها تشكيل ذاته على أسس ونماذج وقواعد جديدة، فلا شك أن الأنموذج السوري سيكون له مكان الصدارة في تجارب الشعوب الرافضة للذل والاستسلام، وأن هذا النموذج سيُلهم شعوباً شتى في أنحاء متفرقة على وجه الأرض، الأمر الذي ستكون له ارتداداته وعلى مدى عقود على خطط وأعمال المحتلّين والمستعمرين والطامعين. فهل كان أصحاب "السترات الصفر" في باريس سيرشقون الحجارة على الشرطة لولا تجربة الفلسطينيين مع الاحتلال الإسرائيلي العنصري؟.. وهل كان الباريسيون سيلبسون "السترات الصفر" لولا الثورة "الأورانجية" والثورات الملونة التي اخترعتها الإمبريالية ضد روسيا وضد الشعوب الطامحة لإعادة تكوين ذاتها على أسس الكرامة والقرار المستقل والإيمان بالأوطان، وليس بالقوى الخارجية المقبلة والمدعية الدفاع عن شرائح في هذه الأوطان فقط كي تستخدمها وقوداً لخططها الشريرة، واستكمال استعباد الشعوب من خلال أدوات رخيصة ومرتهنة لإرادتها؟.

لن أدخل في جدل خلفيات القرار الأميركي، والذي من الواضح أنه قرار ترامب منذ أشهر خلت، ولا في جدل توقيته، وكم سيستغرق تنفيذه من الأيام، وما الذي سوف يليه لأنّ لكل هذه الأسئلة أجوبة تعتمد على واقع سياسي وعسكري واقتصادي معقد لأطراف عديدة، كما وتعتمد على استراتيجيات لها علاقة باحتضار عالم قديم وولادة عالم جديد، ولكن ما يهمني هو الروح المستلَبَة التي يقرأ من خلالها البعض مثل هذه القرارات فيحاولون إبقاء الهيبة والقوة على من فشل ويهرب من فعلته المشينة واللاشرعية، ولا يتجرؤون حتى لتسطير عوامل القوة لدى الطرف الذي بذل وضحى وكان السبب الأساسي لهذا الفشل والهروب.

والارتهان لما يقوله الغرب عن ذاته وعن الآخرين ارتهان مخز ٍ بالفعل، ومدهش أننا ورغم صلابة أمهات الشهداء والجرحى والتضحيات الجسام ما زال البعض لا يجرؤ على أن يقلب المعادلة أو أن يقول بالقلم العريض: هربوا لأننا صمدنا، وانهزموا لأننا ضحينا، وحتى لو لم يكن هذا الهروب يلبّي الشروط التي نريدها، فسوف نستمر بالعمل والتضحيات إلى أن ننجز ما نريد، وإلى أن يطمئن العالم بأن أصحاب الأرض والحقوق لا يُهزمون.

كلّ التفاسير الأخرى التي تحاول أن تمنح الهارب عناصر القوة التي دفعته لاتخاذ هذا الموقف، معتقدين أنه نابع من قوة وليس من ضعف، هي تفاسير مُستلَبة وغير قادرة على أن تقنع ذاتَها بأن أصحاب الحقوق قد غيّروا التاريخ وأجبروا المعتدين على الهروب. بالإضافة إلى ربح المعارك العسكرية لا بدّ لنا من أن نركّز على معاركنا الفكرية ونثق بأنفسنا وننطلق من عوامل قوتنا. فالاستعمار الفكري والإعلامي لا يقل خطورة عن الاستعمار العسكري والسياسي. والعالم يشهد تحولات جسام في شكله ومضمونه وآفاقه المستقبلية ومن الواجب علينا أن نكون أوفياء لتضحيات شهدائنا وجرحانا ولآمال شعوبنا، وأن نكون أحد المكونات الأساسية في هذا العالم الجديد فكراً وقولاً وعملاً وبكلّ ثقة واقتدار.

بثينة شعبان، مفكرة عربية