emamian

emamian

وفي الجمعة الثانية من رمضان وبزخم جماهيري متواصل لم يفتر على الرغم من الحر والعطش في نهار صنعاء، امتلأ أكبر ميادين العاصمة بالطوفان البشري المليوني الـ 24 على التوالي، تلبية لنداء قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي.

وأكد السيد القائد في دعوته، أمس الخميس، أن الخروج الشعبي الواسع جزء من الجهاد، مشددا على أهمية أن يكون إلى جانب العمليات العسكرية اليمنية، تحرك شعبي، وفي مواساة الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن الموقف الشعبي والأنشطة الشعبية ذات أهمية كبيرة جدا مع المواقف العسكرية وغيرها.

وبالتزامن مع المسيرة المركزية الميلونية في العاصمة صنعاء تواصل الخروج المليوني في أكثر من 147 ساحات دعما للشعب الفلسطيني في مدن ومديريات 15 محافظة حرة، حتى في المناطق الريفية البعيدة على الرغم من الحر والعطش في نهار رمضان.

ورفع المحتشدون رايات الحرية والعلمين اليمني والفلسطيني واللافتات الرافضة والمنددة بالمجازر وحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة في ظل صمت عربي ودولي متواطئ مع كيان العدو، مؤكدين الوقوف مع غزة، ومواصلة الخروج إلى الساحات حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن غزة.

ودعوا القوات المسلحة اليمنية إلى المزيد من العمليات المنكلة بكيان العدو وبسفنه في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي، حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن غزة ويدخل الغذاء والدواء للشعب الفلسطيني.

وهتفوا بالشعارات المناصرة والداعمة للشعب الفلسطيني والمؤيدة لجبهة المقاومة والجهاد في مواجهة العدو الصهيوني، مشددين على الاستمرار في دعم الشعب الفلسطيني حتى النصر، وتحرير المسجد الأقصى من دنس اليهود.

وردد المشاركون هتافات من بينها (باسم الله باسم الله.. نتقدم على خط النار)، (بالله الملك الجبار نهزم دول الاستكبار)، (لا بد أن تزول أمريكا من الوجود)، (لابد أن تزول إسرائيل من الوجود)، (أمريكا رأس العدوان.. أكبر غازي للأوطان)، (أمريكا أكبر شيطان.. وأكبر قاتل للإنسان)، (قل للذين استكبروا.. لن تعبروا لن تعبروأ)،(يا عرب يا عرب.. أين النخوة والغضب)، (يا شعوب العرب.. ثورة ثورة وغضب)، (غزة تنادي ياعرب.. أين الغضب أين الغضب)، (أين الحمية ياعرب.. غضب غضب غضب).

كما هتفوا بعبارات (معكم معكم يا القسام.. لا تراجع لا استسلام)، (معكم معكم يا الجهاد.. سوف نزلزل بالأوغاد)، (يا عرب يا مسلمين.. أين النخوة أين الدين)، (يا عرب يا فلسطين.. قضيتنا فلسطين)، (أمتنا يا أمتنا.. الأقصى في ذمتنا يا غزة)، (يا فلسطين.. معكم كل اليمنيين)، (يا غزة واحنا معاكم.. أنتم لستم وحدكم)، (يا جيش البأس الشديد.. نحن نطالب بالتصعيد)، (في البحر الأحمر والعربي عملياتك مطلب شعبي)، (كل الشعب على استعداد.. الجهاد الجهاد).

بيان مسيرة (عملياتنا مستمرة.. أوقفوا عدوانكم)

وحيا بيان مليونية "عملياتنا مستمرة.. أوقفوا عدوانكم" صمود الشعب الفلسطيني، معبرا عن أحر المواساة لما يتعرضون له من جرائم غير مسبوقة.

وشدد البيان على أهمية استمرار الأنشطة والمسيرات الجماهيرية المؤيدة والمناصرة والداعمة للشعب الفلسطيني ومعركته المقدسة ضد الكيان الصهيوني المجرم.

وأكد ضرورة استمرار عملياتنا العسكرية المساندة لمعركة طوفان الأقصى حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني.

وباكر بيان المليونية العمليات النوعية والمستمرة للمجاهدين في محور الجهاد والمقاومة والعمليات البطولية للمجاهدين في فلسطين وقطاع غزة، والتي أعجزت كيان العدو والأمريكي بكل إمكانته الضخمة.

وطالب قواتنا المسلحة بمختلف تشكيلاتها بالمزيد من العمليات النوعية ضد العدو الصهيوني المجرم، وكذلك ضد العدوان الأمريكي والبريطاني على شعبنا.

وجدد الدعوة الإيمانية والأخلاقية إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية والشركات الداعمة لهم، مؤكدا أن سلاح المقاطعة مؤثر وفي متناول الجميع، مطالبا كل الهيئات والاتحادات الطبية والصحية لسرعة التحرك لوقف التدمير المهول للمرافق الطبية وتصفية الأطباء والعاملين الصحيين والمرضى.

24 مليونية بالعاصمة صنعاء نصرة لغزة منذ انطلاق طوفان الأقصى

تجدر الإشارة إلى أن هذا الطوفان البشري هو الـ 24 الذي تشهده العاصمة صنعاء نصرة لفلسطين، حيث شهدت صنعاء طوفانها الشعبي الأول في الـ 7 من أكتوبر بعد ساعات قليلة من الإعلان عن معركة طوفان الأقصى.

وكان الطوفان الثاني بصنعاء في الـ 13 من أكتوبر، في حين كان الطوفان الثالثفي الـ 18 من أكتوبر عقب المجزرة الإجرامية التي ارتكبها العدو الصهيوني بمستشفى المعمداني في غزة، فيما كان الطوفان الرابع في الـ 20 من أكتوبر.

وفي الـ 27 من أكتوبر، أدى مئات الآلاف صلاة الجمعة في ميدان السبعين أكبر ميادين العاصمة صنعاء، تضامنا ونصرة مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في مواجهة العدو الصهيوني.

وفيالـ 3 من نوفمبر، جابت أكثر من 23 مسيرة حاشدة شوارع وساحات مختلف مديريات العاصمة صنعاء عقب صلاة الجمعة، تضامنا ونصرة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية في قطاع غزة.

وفي الـ 10 من نوفمبر شهدت العاصمة صنعاء طوفانها البشري الخامس، فيما كان الطوفان السادس في الـ 18 من نوفمبر الماضي، في حين كان الطوفان السابع في الـ 24 من نوفمبر المنصرم.

وفي الأول من ديسمبر احتشد اليمانيون في طوفان بشري ثامن بالعاصمة صنعاء، فيما كان الطوفان التاسع في الـ 8 من ديسمبر، والطوفان العاشر في الـ 15 ديسمبر.

وكان الطوفان الحادي عشر في 22 ديسمبر، والطوفان الـ 12 في التاسع والعشرين من ديسمبرالفائت، والطوفان الـ 13 في 5 يناير الجاري، والطوفان الـ 14 في الثاني عشر من يناير، فيما كان الطوفان الـ 15 في التاسع عشر يناير أيضا.

وفي 26 يناير 2024 شهد ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، الطوفان الـ 16 في مسيرة جماهيرية مليونية تضامنا مع الشعب الفلسطيني ونصرة لأهل غزة، تحت شعار (اليمن وفلسطين خندق واحد).

وفي الثاني من فبراير شهد ميدان السبعين الطوفان الـ 17 في مسيرة مليونية نصرة للشعب الفلسطيني تحت شعار (مع غزة مستمرون حتى النصر).

وخرج الطوفان البشري الـ 18 إلى ميدان السبعين في التاسع من فبراير تحت شعار (ثابتون على الموقف.. مع غزة حتى النصر).

وشهد ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، في الـ 16 فبراير، الطوفان البشري الـ 19 نصرة للشعب الفلسطيني تحت شعار (ساحاتنا جهاد.. ثابتون مع غزة حتى النصر)

وفي الـ 23 فبراير شهد ميدان السبعين الطوفان الـ 20 في مسيرة حملت عنوان (مسارنا مع غزة.. قُدماً حتى النصر).

وفي الأول من مارس 2024 م خرج الطوفان البشري الـ 21 نصرة للشعب الفلسطيني إلى ميدان السبعين في مسيرة مليونية حملت شعار (لستم وحدكم.. صامدون مع غزة).

وخرج الطوفان البشري الـ 22 تحت شعار (رمضان اليمن.. طوفان ينتصر لغزة) في ميدان السبعين في الثامن من شهر مارس.

وشهد ميدان السبعين في الجمعة الأولى من رمضان الطوفان البشري الـ23 تحت شعار (رمضان اليمن.. طوفان ينتصر لغزة) في الخامس عشر من مارس.

يذكر أن عشرات الآلاف من المسيرات والتظاهرات والوقفات الشعبية في مختلف المحافظات اليمنية خرجت نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم على مدى الأسابيع الماضية منذ الإعلان عن معركة طوفان الأقصى.

وفي كلمة لسماحته اليوم الاربعاء بمناسبة العام الهجري الشمسي الجديد بارك قائد الثورة الاسلامية لجميع ابناء الشعب الإيراني حلول عيد النيروز وتزامنه مع شهر رمضان وقال ان شعار العام الجديد الهدف منه اثارة الهمم والافكار وللاهتمام بهذا الشعار الستراتيجي ولنكسب توجهات المسؤولين.
واوعز قائد الثورة الاسلامية مسؤولي الحكومة باقامة العلاقات مع دول العالم واكد ضرورة ابدال كافة مذكرات التعاون لايران مع البلدان وتحويلها الى اتفاقيات ثنائية.
واضاف سماحته ان الاقتصاد من القضايا الرئيسية في ايران واذا وصل الى المستوى المطلوب سيؤثر على الدين والدنيا في البلاد، لافتا الى ان إحدى نقاط ضعفنا هو الاقتصاد لأسباب مختلفة وتمت السيطرة على التضخم لكنه بعيد عما نريد.
واكد الامام الخامنئي : يجب خفض التضخم إلى نسبة 1% وزيادة الانتاج لتغطية 90 % من احتياجات البلاد وزيادة الاستفادة من المياه في الزراعة .
واضاف سماحته: علينا العمل من اجل تعبئة المشاركة الشعبية لانجاح شعار العام الجديد وتحقيق هذه الاهداف لن يتم دون حضور الشعب الايراني، لافتا الى ضرورة وضع كافة الحلول للحضور الجماهيري في ساحات العمل كما تم في سنوات الدفاع المقدس.
واشار سماحته الى ان الاختلاف السياسي موجود بكل الدول ولا مشكلة في ذلك لكن لا يجب ان تكون هذه القضية عاملا للتفرقة، مؤكدا: ينبغي المحافظة على الوحدة ونبذ الفرقة والكراهية لمواجهة اعداء الجمهورية الاسلامية الايرانية.
وكانت لقاءات قائد الثورة بمناسبة النوروز تقام في السنوات الماضية في العتبة الرضوية المقدسة في مدينة مشهد شرق البلاد لكن هذا العام وبسبب تزامن بدء السنة الايرانية الجديدة 1403 مع شهر رمضان المبارك اقيمت في العاصمة طهران.
الحرب على غزة أثبتت أهمية محور المقاومة
وفي الشأن الفلسطيني قال الامام الخامنئي: ان قضية غزة أظهرت حجم الظلم، فهناك أكثر من 30 ألف شهيد في فترة وجيزة والمجتمع المتحضر يقف مكتوف الأيدي، لافتا الى ان الالاف قتلوا وشردوا من مساكنهم امام مرأي العالم في قطاع غزة لكن العالم المتحضر لم يقف فقط مكتوف الأيدي بشأن غزة بل أرسل الأسلحة إلى "إسرائيل".
وقال سماحته ان قضية فلسطين ابرزت الحق في تشكيل جبهة المقاومة في غرب اسيا ويجب تعزيز هذه الجبهة، قائلا: البعض قال ما فائدة تشكل محور المقاومة واليوم أثبتت غزة أهمية هذا المحور ويجب تقويته أكثر وأكثر.
واضاف  الامام الخامنئي: يجب على الجميع التفكير بالمقاومة لمواجهة الظلم وهذا المحور هو لمحاربة الجرائم الصهيونية على الشعب الفلسطيني، مشيرا الى ان جبهة المقاومة اظهرت حقيقتها وقدراتها خلال الهجوم الاخير على غزة.
وتابع قائد الثورة الاسلامية: أنظروا إلى المقاومة لدى حماس وفصائل المقاومة في العراق واليمن ولبنان، فهي كشفت عن قدراتها وأربكت أميركا، قائلا: الأميركيون كانوا يسعون للسيطرة على سوريا والعراق لكن حساباتهم خاطئة وهم لا يمكنهم البقاء في المنطقة.
واضاف سماحته ان أميركا اتخذت أسوأ القرارات بشأن غزة وباتت غير مقبولة على مستوى العالم معتبرا دخول الكيان الصهيوني إلى غزة أوقعه في مستنقع لا يمكنه الخروج منه وإذا خرج فسيخرج مهزوماً.
واكد قائد الثورة الاسلامية: نحن نؤيد وندعم فصائل المقاومة الاسلامية لكن التحركات والقرارات تعود الى تلك الفصائل.

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم،
يا مُقلّبَ القُلوبِ والأبصار، يا مُدبِّرَ اللَّيلِ والنّهار،
يا مُحَوّلَ الحَولِ والأحوال، حَوّل حالَنا إلى أحسَنِ حال
أبارك لأبناء الشعب الإيراني العزيز حلول عيد النوروز، والعام الجديد الذي اقترن هذه السنة بشهر رمضان المبارك؛ ربيع القلوب وربيع الروحانيّة. كما أبارك، على نحوٍ خاصّ، لعائلات المضحّين وجميع الشعوب الأخرى التي تحتفي بالنوروز.
وهنا لا بدّ من أن نستذكر الشهداء الأعزّاء وإمام الشّهداء (الإمام الخميني) الذي شرّع هذا السّبيل أمام الشّعب الإيراني، آمل أن ينتفع الشّعب الإيراني من كِلا الرّبيعين؛ ربيع الطّبيعة وربيع الروحانيّة.
لنُلقِ نظرة على العام 1402 هـ. ش. الذي اختُتِم في هذه اللحظة، ونظرة أخرى على العام الذي ندخله. كان العام 1402 هـ. ش. كغيره من سائر الأعوام؛ حافلاً بالمسرّات والمرارات، والأمور المرغوبة والمكروهة. هذه هي طبيعة الدُّنيا وطبيعة الحياة. فقد جرى فيه تحقيق تقدّم ملحوظ في قضايا البلاد المحليّة على المستويات العلميّة والتكنولوجيّة وإنتاجات البنية التحتيّة في أرجاء البلاد، وكان هذا ضمن الأخبار السّعيدة. من ناحية أخرى، كانت مشكلات الناس الاقتصاديّة والمعيشيّة ضمن الأخبار المريرة، فيما كانت المشاركة الملحميّة للنّاس في مسيرات «يوم القدس» و«22 بهمن» ، وإقامة المسيرات الضّخمة في أجواء آمنة، وإجراء الانتخابات أواخر العام في ظل أجواء آمنة وسليمة، وسائر أنواع المشاركات الشعبيّة الأخرى، كلّها ضمن الأخبار السعيدة والأمور المحبّبة والعذبة في العام المنصرم.
ومن بين الأحداث المريرة كانت «حادثة كرمان» في الذكرى السنويّة للشهيد سليماني، و سيل بلوشستان في أواخر العام، وكل ما تعرّض له عناصر الأمن والمدافعون عنه في الأشهر الفائتة، والأمرّ منها كلّها كانت حادثة غزّة التي تُعدّ من قضايانا الدوليّة المهمّة، فلم نشهد هذه السنة حادثةً أمرّ منها. في القضايا الخارجيّة، كان تحرّك الحكومة على الصعيد الدولي في شتّى الساحات الاقتصاديّة والسياسيّة في عداد الأخبار العذبة والأحداث المحبّبة، وكانت حادثة غزّة – كما أسلفنا القول من بين أمرّ الأحداث، بل أمرّها في قضايانا الخارجيّة. نسأل الله المتعالي أن يجبر المرارات ويَمُنّ على الشّعب الإيراني والشعوب المسلمة باستمرار المسرّات ويتلطّف عليهم بما هو مدعاة خير وبركة للأمّة الإسلاميّة ومدعاة خير وبركة للشّعب الإيراني.
في ما يرتبط بشعار العام 1402 هـ. ش. الذي كان «كبح التضخّم، نموّ الإنتاج»، أُنجزت أعمالٌ جيّدة. ثمة أعمال جرى إنجازها في كِلا القسمين، وجرى تحقيق بعض التقدّم أيضاً، طبعاً لم يكن ذلك بالقدر المنشود، وسوف أعرض تفاصيله للشعب الإيراني في خطاب اليوم، إن شاء الله. إنّ ما تمّ إنجازه كان جيّداً، لكن ينبغي أن يستمرّ، وهذا الشّعار ليس شعاراً يمكننا توقّع تحقيقه بالنّحو المرجوّ في غضون عام واحد ، [بل] سيظل هذا الشّعار مستمراً.
في العام الذي دخلناه، هناك أعمالٌ كثيرة يجب أن تُنجز، ولا بدّ من أن نلزم أنفسنا تجاهها، سواء مسؤولو البلاد وأعضاء الحكومة و«مجلس الشورى الإسلاميّ» والسلطة القضائيّة وغيرهم وكذلك آحاد النّاس؛ يجب علينا جميعاً أن نُلزم أنفسنا بتلك الأعمال في مختلف المجالات. وفي هذا العام أيضاً، يُعدّ الاقتصاد القضيّة الأساس للبلاد، إذْ إنّ نقطة الضعف الرئيسة هي قضيّة الاقتصاد. يجب أن نعمل بشكل فعّال في هذه المجالات. وقد خلصتُ - أنا العبد - بعد مطالعتي آراء الخبراء في هذه القضيّة إلى نتيجة مفادها أنّ المفتاح الأساس لحلّ مشكلات البلاد الاقتصادية هو قضيّة الإنتاج؛ الإنتاج المحلّي والوطني. لهذا السّبب أيضاً ركّزنا خلال هذه الأعوام القليلة الماضية على الإنتاج. وفي حال تحقّق نموّه والتقدّم في الإنتاج الوطني بالنّحو المرجوّ، فإنّ كثيراً من المشكلات الاقتصاديّة المهمّة من قبيل قضيّة التضخّم، وتوفير فرص العمل، وقيمة العملة الوطنيّة، ستتّجه هذه القضايا الأساسيّة في الاقتصاد إلى الحلّ بنحو جيّد. إذاً، إنّ قضيّة الإنتاج قضيّة مهمّة، وهذا ما يجعلني أشدّد هذا العام على هذه القضيّة أيضاً، وأتوقّع أن تتحقّق هذا العام طفرة في الإنتاج، كما إنني أعتقد بنحو جادّ أنّ هذه الطّفرة لن تتحقّق من دون مشاركة النّاس، وبعيداً عن حضورهم. إذا أردنا أن نحقّق طفرة في الإنتاج، ينبغي لنا أن نجعل الاقتصاد شعبيّاً، وأن نفسح المجال بنحو ملموس أمام مشاركة النّاس لخوض ميدان الإنتاج، وأن نزيل عقبات حضورهم.
تتوفّر في القطاع الشعبي طاقات كُبرى - سأوضح هذا الأمر إن شاء الله - يجب أن تُفعّل ويُستفاد منها بما يخدم مصلحة الناس والبلاد. عليه، وبهذه المناسبة، جعلتُ شعار هذا العام: «الطّفرة الإنتاجيّة بمشاركة شعبيّة». هذا هو شعار العام. نأمل أن يتحقّق على أكمل وجه، إن شاء الله. فليعدّ المخطّطون في البلاد الخطط، وليُجرِ الخبراء تعاوناً على المستوى الفكري، وليشارك الناشطون الاقتصاديّون في هذا الصدد بنحوٍ عمليّ، إن شاء الله.
أسأل الله المتعالي أن يوفق الشعب الإيراني العظيم والعزيز، وأقدّم - بخضوع - سلاماً لمحضر بقيّة الله – أرواحنا فداه –، وأسأل الله التعجيل في فرج ذلك العظيم، فهو فرجُ البشريّة.
والسّلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته 

الجمعة, 15 آذار/مارس 2024 07:37

ما هي علاقة الصيام بالتقوى؟

يساهم الصيام بصناعة التقوى - كلٌّ بحسبه - بمعناها المتقدم سواء على المستوى الفرديّ أو المجتمعيّ، ونخصّ بالذكر هنا النقاط التالية:

1- السيطرة على الأهواء في شهر رمضان حيث الأجواء أكثر إتاحة والراحل إليه قريب المسافة، والانتصار في معركة الجهاد الأكبر في لحظةٍ أيدي الشياطين مغلولة وأبواب النيران مغلقة أكبر أملاً وفرصةً، فالصوم يساهم في الفوز في هذه المعركة التي هي حقيقة التقوى.
 
2- الربط بين أهوال يوم القيامة والجوع والعطش، وإلا فماذا ينتفع الصائم بصومه ما لم يتذكّر أهوال يوم القيامة، وما لم يكن هذا التذكّر معبراً لفعل الخيرات والإحجام عن الأفعال التي نهى الله عنها؟ بل إنّ هذا الجوع والعطش كما تشير الروايات ليس سوى حالة ظاهرية تقودك إلى ما هو أبعد من ذلك من الأبعاد النفسية والروحية.
 
3- إنّ الأداء الجماعيّ لهذه الفريضة يترك أثراً بالغاً في النفس، فتماماً كما أنّ الجو الجماعيّ للمعصية يشجّع المرء على استسهال ارتكابها ويخفّف في نفسه الورع والاجتناب عنها فكذلك فإنّ الجوّ الجماعيّ للعبادة يساهم في تقوية أدائها بأفضلصورها، فالإنسان بطبعه لا يأنس بفعلٍ ينفرد به أو لا يتفق مع الآخرين عليه، أمّا في الصوم فالجميع متساوون في هذا الجوع والعطش، وبالتالي فسوف يتضاعف سعي الإنسان لاغتنام فرصة أداء هذه الفريضة على مستواه الباطنيّ ودون الاقتصار على الظاهر.
 
الآثار المترتبة على التقوى
التقوى في حقيقتها لها آثار متعددة لكن يمكن اختصارها بمقام الولاية الحقّة لله تعالى، بحيث لا يكون بينه وبين الله حجاب، ويصبح مولى لله تعالى، والله وليه، والقرآن الكريم أبان الآثار المترتبة على التقوى نذكر أهمّها:
 
الأول: الفوز يوم القيامة: قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾[1]. فالصوم باب إلى التقوى التي بدورها باب لتكفير السيئات والفوز بجنات النعيم في الآخرة.
 
الثاني: التقوى غاية العبادة: قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[2]. فالتقوى التي جعلها الله غاية العبادات جعلها في مكانٍ آخر غاية الصيام، وهذا يعني أنّ عبادة الصوم من العبادات الاستثنائية على مستوى صناعة باطن الإنسان وبناء سريرته وتخليصه من شوائب ما علق على أطراف قلبه ونفسه.
 
الثالث: البشرى في الدنيا والآخرة: قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾[3].
 
فالتقوى بصريح القرآن نعيم في الدنيا والآخرة، وقد استخدم الله التعبير نفسه في الدنيا والآخرة وهو (البشرى) ليدلّل على عظيم البركات لهذه المنقبة والتي أطلق الله على مجموعهما تعبير (الفوز العظيم)، وهل بعد ذلك مقام وشأن ورفعة يبلغها المرء ببركة الصيام؟
 
الرابع:
قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾[4]: وهذا من أعظم بركات التقوى حين تصبح هذه الأعمال مقبولةً عند الله فلا يستصغر الإنسان عملاً بعد قبوله ولا يمتنع أو يتلكّأ عن عملٍ ما دام مقبولاً، وهذا من أكبر الغايات التي ننشدها جميعاً في أعمالنا التي ننظر إليها دائماً بعين الخوف من أن تكون غير محرزة لرضى الله وقبوله.
 
الخامس: العناية الإلهية: فالإنسان التقيّ يبقى في عين الله بحيث لا تُسد عليه كافّة أبواب حياته المادية والمعنوية، فيُهيِّئ الله تعالى له المخارج من حيث لا يحسب وييسّر له أبواب الرزق من حيث لا يحتسب، قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾[5].
  


[1] سورة المائدة، الآية 65.
[2]  سورة البقرة، الآية 21.
[3]  سورة يونس، الآيتان 63 ـ 64.
[4]  سورة المائدة، الآية 27.
[5]  سورة الطلاق، الآيتان 2 ـ 3.

الجمعة, 15 آذار/مارس 2024 07:27

عقبات في طريق تكاملنا خلال شهر رمضان

على الإنسان المؤمن خصوصاً أن يلتفت إلى أنه رغم أنّ الله أعاننا في شهر رمضان لنتزود منه للآخرة ما ينجينا ومن منازل القرب منه والأمن يدنينا، وبالرغم من تصفيد الشياطين وغلّها وحبسها عن الوسوسة في الصدور، إلا أنّ الواقع يشهد أنه ثمة عقبات تعترض طريق الإنسان نحو الكمال المنشود، وتعوق خطاه في مسالك التقدم والتطور، بل تعرقل مسيره وربما تشلُّ حركته ولا إخالُ أننا نحتاج إلى كثير جهد وتأمل لنرى ذلك في واقعنا وحياتنا.
 
فما هي أهمُّ الأمراض الموهنة لعزمنا، والمعوقة لخطونا وكيف يمكن علاجها؟
 
وعلى سبيل الإختصار نعرض لبعض هذه العقبات فيما يلي:


1- الإستسلام لليأس:
بمعنى أن يفقد الإنسان الأمل بإمكانية التغيُّر والتحسُّن، فيشعر بأنه مقهور أمام ضعف إرادته، وعيوب نفسه، وما يواجهه من عقبات ومشاقَّ في مسيره نحو التكامل، ذلك أنه من الطبيعي ولكون الإنسان في ظرف هو الدنيا وما يجاهده هو النفس وميولها والشياطين ووسوساتها أن يكون سلاح الشيطان الأفعل هو تيئيس الإنسان من إمكانية النجاح في تربية وتزكية النفس، وسلاحه في ذلك أمران ميل النفس إلى الراحة وأنسها بما تعوَّدت عليه، وكذلك الآلام والمصاعب التي يصادفها الإنسان في طريق تكامله والتي أخبرنا الله مسبَّقاً عنها بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ﴾[1].
 
وهذا من الإعداد النفسي للإنسان باخباره عن صعوبة الولوج إلى ميدان التغيير على أنه ثمة مساعدات أخرى منها غلّ الشياطين في الشهر الشريف، أضف إلى الترغيب فيه خصوصاً في شهر رمضان من خلال مضاعفة الأجر فيه، "إنّ شهر رمضان شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات، ويمحو فيه السيئات ويرفع فيه الدرجات"[2].
 
وثانياً: من خلال تسهيل وتهوين مشاقِّ العبادة وخصوصاً الصوم في شهر رمضان حيث قال عن مدة الصوم إنها: ﴿أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ﴾[3] ليلتفت من يرى المشقَّة والصعوبة في عبادات الشهر الشريف أن عليه أن يذهب للمقايسة بين هذه المشاقِّ والصعوبات وبين قِصَرِ المدة من جهة وعظيم الأثر والجوائز المترتبة عليه، فالإلتفات إلى هذه المقايسة يهوِّن المشاقَّ والصعوبات ويوجد دافعاً للعمل، فضلاً عن أنّ مضاعفة آثار الأعمال ونتائجها تُخرِجُ الإنسان من اليأس في إمكان تدارك التقصير ومعالجة ما فرَّط به واقترفه من آثام، فيغدو الشهر باباً يحصِّل الإنسان فيه صكَّ أمان من عواقب ما أسلف من آثام لكونه شهر التوبة، ولكونه تدريباً على تقوية الإرادة. فشهر رمضان يوفِّر الشعور لدى الإنسان بإمكانية التغيير ويشحذ الهمَّة للعمل فلا يتراجع أمام عقبات ومشاقِّ طريق التقدُّم والتطوُّر.
 
2ـ الغرور:
إنّ الإنسان قد يكون متخلفاً وفي زمرة المتخلفين، ويبقى كذلك ردحاً طويلاً من الزمن مأخوذاً بكل ما يلقيه في جُبِّ الغفلة ويُعمي بصيرته ويعطِّل قواه العاقلة عن رؤية حقيقة واقعه، بل قد يحسب نفسه في الطريق الصحيح فلا يفكر بأن يصوِّب مسيرته في حياته. وقد أوضح الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بعض هذه الآفات والأمراض حيث قال: "سُكْرُ الغفلة والغرور أبعد إفاقةً من سُكر الخمور"[4].
 
ذلك أنّ المغرور إنسان يتجمد على ما هو عليه من حال وواقع فلا يسعى للإصلاح إن كان على خطأ ولا للإستزادة إن كان على الجادة، ولذا فهو حقيقة وواقعاً فقير مسكين كما جاء عن الإمام الصادق عليه السلام: "المغرور في الدنيا مسكين"[5].
 
فالغرور مرض خطير يشلُّ طاقات الإنسان ويسوِّغ له جموده وتأخره ويغلق أمام بصيرته نوافذ الإشراف على آفاق التطور والتقدم والتغيير، فالغرور يقتل الشعور بالحاجة إلى التحسن والتطور.
 
ولذا نرى أنّ الإسلام جاء ليحثَّ على اغتنام فرصة الشهر الشريف إذ يفرض على المسلم سلوكيات تخرجه عن ما تعوده في حياته في غيره من الشهور، كما يحثّ على أن لا يقتصر هذا التغيير على الإمساك عن الطعام والشراب، بل جاءت خطبة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لتقول للمسلمين إنّ على المسلم أن يضع خطة وخريطة ويرسم برنامجاً ليستفيد من شهر رمضان وبينت الكثير من خطوات ومراحل هذا البرنامج، العبادية، والإجتماعية، والمعرفية.
 
خاتمة: حذارِ من التغيُّر السلبي:
ومن الأمراض التي نجدها في زماننا الحاضر هو هذا الإنحراف الممنهج في التعامل مع شهر نزول الوحي، وشهر ليالي القدر، وربيع العبادة ليغدو شهر الكسل، وشهر النوم، وشهر المسلسلات والحفلات حفلات الطرب والرقص... والإختلاط السلبي... ولا أقلها من كونه عند البعض شهر شهوة البطن بالتفنن بألوان الطعام والمأكل والمشرب وغير ذلك مما لا تتسع له الصفحات هذه.
 
فبدل أن يكون شهر رمضان شهر النهوض والثورة على الواقع المنحرف يغدو شهراً للثورة ضد التغيير الإيجابي، شهراً يسير فيه الإنسان عكس طريق التكامل والرقي، فالإسلام يريد شهر رمضان شهراً ينتصر فيه الإنسان لبعده الملكوتي وجنبته الروحية فيما البعض يجعله شهراً للإنغماس في وهاد البهيمية والحيوانية والمادية، ولعلَّه لذلك لَفَتَ الله إلى مناسبة الصوم بكونه: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾[6].
 
والروايات ذكرت أنه فيه أنزلت الكتب السماوية الأخرى، القصد منه لفت نظر الناس والمسلمين خاصة إلى ملاءمته للبعد الروحي وهو الفترة المناسبة ليقوم الإنسان بالعناية ببعده الروحي بعد أن انكبَّ طيلة أحد عشر شهراً على البعد الحيواني، في الأغلب فهو شهر اختاره الله لإنزال رحمته وجعله ربيعاً للعبادة وموسماً للقرب منه، وهو شهر السياحة بالروح وعلى دابة الجسد في ميادين القرب منه تعالى.
 


[1] سورة الإنشقاق، الآية: 6.
[2] الأمالي، ص109.
[3] سورة البقرة، الآية: 184.
[4] ميزان الحكمة، للريشهري، ج2، ص1222.
[5] بحار الأنوار، ج69، ص319.
[6] سورة البقرة، الآية: 185.

الجمعة, 15 آذار/مارس 2024 06:49

حول مراقبات شهر رمضان

من الطبيعي أن نستلهم من خطبة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بعض الأمور التي تحتاج إلى مراقبة والتي نبّه عليها في خطبته الغرّاء، ونقف هنا عند بعضها:

1- الصلاة: وهي من أهمّ ما ينبغي الالتفات إليه ومراقبته، فيراقب خشوعه وتوجُّهه ومرتعاته أول وقتها فإنه أفضل الأوقات وطول سجوده واستغفاره في قنوتها، فهل بقيت صلاته على ما كانت عليه قبل دخول الشهر أم طرأ عليها بعض ما يرجوه من التحسن والارتقاء؟
 
ومن الصلاة التي يجب مراقبتها صلاة النافلة التي يتطوّع بها المرء والتي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ومن تطوّع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النار، في حين أنّ العطاء الإلهيّ لم يشمل الفريضة كما شمل النافلة فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "ومن أدّى فيه فرضاً كان له ثواب منأدّى سبعين فريضة فيما سواه من الشّهور"[1].
 
لا شكّ أننا جميعاً نخطّط لأنفسنا أن يكون هذا الشهر متميِّزاً، ومختلفاً عن باقي أشُهر السنة، ولكن في مقام العمل، نرى أنه لا جديد. وهنا يجب أن ندرك أننا أمام مشكلة روحيّة يجب علاجها لأنّ ذلك بمثابة إنسان يجلس إلى مائدة شهيّة، ولكنّ نفسه لاتشتهي الطعام، وبالتالي، فإنه لا يستفيد من هذه المأدبة..
 
2- قراءة القرآن: ولا يخفى العلاقة الراسخة بين هذا الشهر وبين كتاب الله تعالى، فليراقب كلٌّ منا نفسه في قراءته للقرآن والتدبر في آياته وفهم معانيه وسبر أغواره وشرح مفرداته والعيش بين ثنايا درره اللامتناهية، طبعاً من الضروري أن لا تقتصر قراءة القرآن على خصوص هذا الشهر الكريم، لكن يجب في هذا الشهر أن لا تكون قراءة القرآن كغيره من الشهور.
 
إنّ العلاقة التكوينية الغيبية التي لا يمكننا إدراكها بعقولنا القاصرة هي التي حدَتْ بالرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ليقول: "ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشّهور".
 
3- الدعاء: وهو من أهم ما أنعمه الله على العباد في هذا الشهر، فأغدق عليهم ما لم يغدقه في غيره من الشهور ووعدهم بالاستجابة والتلبية والعطاء كما جاء على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "وارفعوا إليه أيديكم بالدّعاء في أوقات صلاتكم‏ فإنها أفضل السّاعات، ينظر الله عزّ وجلّ فيها بالرّحمة إلى عباده، يجيبهم إذا ناجوه، ويلبّيهم إذا نادوه، ويعطيهم إذا سألوه، ويستجيب لهم إذا دعوه". فهل بعد هذا الوعد شكٌّ وريب أو شبهة أننا يجب أن نراقب أدعيتنا والإصرار على الطلب والسؤال والمناجاة بين يدي الله تعالى[2]؟
 
كان أحد العلماء الكبار ذوي الباع يقول: لماذا تقتصرون على دعاء رفع المصاحف - مثلاً - في ليلة القدر، حيث إنّ في دعاء رفع المصاحف "اللهمّ!.. إني أسألك بكتابك المنزَّل وما فيه وفيه اسمك الأعظم وأسماؤك الحسنى"[3] يقول: لماذا لا تلتجئون إلى رفع المصاحف في غير ليلة القدر، في كلّ وقتٍ يشعر الإنسان أنّ هناك إقبالاً عليه أن يغتنم هذه الفرصة.
 
4- الأعمال المستحبّة: ومن التعاليم المهمّة التي يعلّمنا إياها الإسلام في شهر رمضان هو بناء علاقة قوية مع النوافل والمستحبّات التي لو قارنها الإنسان بالفرائض لوجدها تفوقها بمئات المرّات، فلو كانت أموراً يصحّ الاستغناء عنها لما زخرت بهاكتب الأدعية والزيارات.
 
فالانسان الذي يواظب على قراءة القرآن والدعاء والتطوّع بالصلاة والإكثار من الصلاة على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وإفطار الصائمين والتصدّق وسواها من المستحبّات التي وردت في خطبة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من شأنه أن تصبح علاقته بهذه النوافل قوية ويتنعّم بحلاوة هذه العبادة فيتمسّك بها ويحافظ عليها بعد شهر رمضان المبارك.
 
والمتأمّل في الروايات التي تتحدّث عن شهر رمضان يجدُها مستفيضة بالكلام عن قيام الليل وإحيائه، ومن المعلوم أنّ هذا القيام لا يتمّ إلا إذا كان ساحةً للمستحبّات والنوافل والإكثار من الذكر والتسبيح لله تعالى ممّا يدلّل على أهمية التنفّل في هذاالشهر الكريم.
 
فالنافلة تنقل الإنسان إلى مقامات القرب من الله والتنعّم بجواره المقدّس، ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشيبها[4].
 
والنوافل تستبطن صدق العبودية لله تعالى وتستبطن حرص الإنسان على واجباته وفرائضه لما ورد أنّ المستحبّات سياج الواجبات، فالحرص عليها حرص على سلامة الفرائض، فلعلّ الخوف من العذاب والفوز بالجنّة يدفعان المرء للقيام بفرائضه، لكن أيّ دافع يدفع المرء للقيام بالمستحبّات والنوافل الكثيرة سوى نية القرب وجمال المعبود؟ وأيّ حافزٍ يجعل المرء يترك فراشه ونومه وراحته ليقضي قسطاً من وقته مع خير الجالسين وأشدّهم أنساً سوى التقرّب والتحبّب وصدق العبودية واليقين بما فيخلوة النافلة من بركات وأنوار لا يعرف حقيقتها وطعمها إلا من تذوّقها حقاً؟
 
وعلى المرء أن يترصد قلبه دائماً ولا يضيّع فرصة إقباله، ففي الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ للقلوب إقبالاً وإدباراً، فإذا أقبلت فتنفّلوا، وإذا أدبرت فعليكم بالفريضة"[5].
 


[1] الأمالي، ص 155.
[2] الأمالي، ص 154.
[3] الينابيع الفقهية، ج3، ص 148.
[4] كنز العمال، ج 7، ص 770.
[5] الكافي، ج3، ص 454.

ان الوحدات الايرانية والصينية والروسية المشاركة في مناورات الحزام الأمني ​​البحري المشترك 2024   انهت اليوم الخميس تدريباتها  في شمال المحيط الهندي .

وقد انطلقت المرحلة الرئيسية من مناورات الحزام الأمني ​​البحري المشترك 2024 يوم الثلاثاء الماضي بمشاركة إيران والصين وروسيا في شمال المحيط الهندي.

وشاركت في هذه المناورات الوحدات العائمة والطيران التابعة لبحرية الجمهورية الإسلامية الإيرانية والوحدات العائمة للصين وروسيا، كما شارك في هذه المناورات مندوبون من دول عمان وأذربيجان وكازاخستان وباكستان وجنوب أفريقيا.

والغرض من إجراء هذه المناورات هو ترسيخ الأمن ومرتكزاته في المنطقة وتوسيع التعاون المتعدد الأطراف بين الدول المشاركة وإظهار حسن النية وقدرة هذه الدول في اتجاه الدعم المشترك للسلام العالمي والأمن البحري وخلق مجتمع بحري ذو مستقبل مشترك.

وتشمل الأهداف الأخرى لهذه المناورات تعزيز أمن التجارة البحرية الدولية، ومكافحة القرصنة والإرهاب البحري، والإجراءات الإنسانية، وتبادل المعلومات في مجال الإنقاذ البحري، وتبادل الخبرات العملياتية والتكتيكية.

أعلنت القوات المسلحة اليمنية، استهداف سفينة أمريكية في البحرِ الأحمرِ بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة.

وأوضحت القوات المسلحة في بيان صادر عنها اليوم، أن القواتُ البحريةُ نفذت عملية الاستهداف للسفينةِPinocchio) ) وكانتِ الإصابةُ دقيقةً، وذلك انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ وضمنَ الردِّ على العدوانِ الأمريكيِّ البريطانيِّ على بلدِنا.

وأكدت استمرارَها في منعِ الملاحةِ الإسرائيليةِ أوِ المتجهةِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلةِ في البحرينِ الأحمرِ والعربيِّ حتى وقفِ العدوانِ ورفعِ الحصارِ عنِ الشعبِ الفلسطينيِّ في قطاعِ غزة.

كما أكدت القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ أنَّ عملياتِها العسكريةَ سوفَ تتصاعدُ بعونِ اللهِ تعالى خلالَ شهرِ رمضانَ شهرِ الجهادِ نصرةً ودعماً وإسناداً للشعبِ الفلسطينيِّ المظلومِ ولإخوانِنا المجاهدينَ في قطاعِ غزة.

أكد رئيس جنوب أفريقيا "سيريل رامافوزا"، أن إسرائيل لا تنفذ قرارات التدابير الاحترازية التي أصدرتها محكمة العدل الدولية، في إطار قضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضد الكيان الصهيوني في المحكمة.

وقال رامافوزا في تصريحات صحفية إن «إسرائيل لم تمتثل للأمر الصادر عن المحكمة، ولذلك وجدنا أنه من المناسب التقدم بطلب عاجل إليها لحل المشاكل في منطقة رفح التي قُتل فيها أكثر من 100 شخص».

وطالب محكمة العدل الدولية بأن تتخذ قرارا آخر بشأن كيفية التعامل مع هذه القضية وسبل منع وقوع انتهاكات جديدة.

وأضاف أن هناك قضية أخرى مثيرة للقلق، وهي أن الناس في غزة، أصبحوا يموتون من الجوع، كما حذرت العديد من المنظمات.

وتجدر الإشارة إلى أنّ محكمة العدل الدولية كانت قد أصدرت قرارها في 26 كانون الثاني/يناير الماضي، بشأن دعوى جنوب أفريقيا ضد الكيان الصهيوني، والذي طالبت فيه الاحتلال بـ"اتخاذ إجراءات من أجل منع الإبادة الجماعية في غزة.

قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله " غزة ما زالت تقاوم بشجاعة وبصلابة وتصمد عبر مقاومتها وشعبها وهو صمود أقرب الى المعجزة"، وتابع "هذا الصمود أذهل الكثير في هذا العالم وجعلهم يسألون بأي ثقافة يؤمنون، هذه هي ثقافة القرآن الكريم".

ولفت السيد نصر الله في كلمة له خلال افتتاح الامسيات القرآنية الرمضانية مساء الاربعاء الى ان هناك خسارات استراتيجية فيما يجري بغزة منذ 7 تشرين الاول/اكتوبر،وقال " العدو خسر الحرب حتى ولو ذهب الى رفح لانه لم يقدم مشهد نصر ولم يحقق أي هدف من الاهداف التي اعلن عنها"، وتابع "واحدة من علامة النصر للمقاومة والهزيمة للعدو الاسرائيلي، ان اول هدف اعلنه العدو هو القضاء على حرك حماس ونحن اليوم في الشهر السادس من تفاوضون؟ حماس، القطري والمصري مع من يجلس بالنيابة عن الاميركي والاسرائيلي: حماس التي تفاوض عن كل المقاومة الفلسطينية وعن كل جبهات المقاومة"، واشار الى ان "هذا يؤكد ان حماس ما زالت قوية وقادرة وهي ترفض وتقول لا وتضع الشروط".

وقال السيد نصر الله "المطلوب منا الصبر لأن هذا الامتحان له تداعيات من نقص في الأموال والأنفس"، وتابع "من البلاءات التي تواجهها أمتنا هو إقامة الشياطين الكبار لهذا الكيان الغاصب في فلسطين المحتلة وفي هذا الامتحان مسؤوليتنا أن نقاوم هذا الكيان".

واضاف "الشهداء في مسيرة المقاومة تزيدها عنفوانا وحضورا وقوة”، وأكد “نجد عند عوائل الشهداء تسليما ورضا وشموخا وهذا ما نراه يوميا في غزة والضفة ولبنان والعراق"، ولفت الى ان "إقبال الشباب على الجهاد هي ثقافة إيمانية قرآنية ونرى ذلك في عشقهم للشهادة وما يُنشر في وصاياهم"، واعتبر ان "إسناد غزّة ليس فقط بالقتال والمال وكذلك بالدعاء خصوصا في هذه الأيام التي نشهد المجازر التي يرتكبها العدوّ بحق أهالي غزّة وسط صمت العالم".

ولفت السيد نصر الله الى ان "موقف المقاومة اليوم في غزة عندما تصر على وقف نهائي للعدوان هو الموقف الانساني الجهادي والصحيح مئة في المئة"، واشار الى ان "الفصائل مجمعة واعتقد ان اهل غزة مجمعون على وقف العدوان".

وشدد السيد نصر الله على "النفاق الاميركي في موضوع غزة"، وقال "هل هناك من يصدق ان الرئيس الاميركي بايدن لا يمكنه ان يوقف الحرب على غزة بل هو قادر بشخطة قلم ان يوقف العدوان على غزة، سواء في مجلس الامن او في غيره"، وتابع "ما يجري من رمي بعض المساعدات على غزة هو ليس فقط نفاق وانما ايضا غباء اميركي"، واضاف "المطلوب من الادارة الاميركية هو وقف العدوان على غزة".

وعن جبهة الجنوب، قال السيد نصر الله "الجبهة في الجنوب تؤدي دورها في الضغط على العدو الاسرائيلي"، وتابع "نؤكد من جبهتنا اللبنانية وقوفنا الى جانب مقاومة واهل غزة وقيادة حماس وان هذه شروط طبيعية وانسانية والقرار لكم وجبهة المساندة ستبقى في موقع المساندة ايا يكن الوقت".

واكد انه "في الجبهة الشمالية تكتم شديد على الخسائر والاليات والقتلى والجرحى"، واشار الى ان "وزير حرب العدو ورئيس الاركان قالا إن جنود الجيش الاسرائيلي يقاتلون في غزة والجبهة الشمالية ويتكبدون اثمانا باهظة".

ورأى السيد نصر الله ان "الخيار الطبيعي والمنطقي الظفر لمن يصبر ويتحمل والامر يحتاج الى بعض الوقت ومجتمع العدو بدأت مظاهر التعب عليه وجيشه وسياسيوه تعبوا والمشكل الداخلي كبير"، ولفت الى ان "جزءا اساسيا من اقتصاد الكيان في المنطقة الشمالية وهذا له تاثير كبير على اقتصاد العدو"، واكد "اليوم الجيش الاسرائيلي مستنزف في غزة والجبهة الشمالية والضفة الغربية".

المصدر: موقع المنار