emamian

emamian

في اطار اللقاء الرمضاني السنوي استقبل سماحة قائد الثورة الاسلامية عصر اليوم الاحد جمعا من طلبة مختلف الجامعات وممثلي التنظيمات الطلابي في حسينية الامام الخميني( رض ) بالعاصمة طهران. 

وتحدث سماحته في اللقاء حول ضرورة فهم العدالة بشكل صحيح، لافتاً إلى أنّها تعني إلغاء الفجوة الطبقيّة في الاستفادة من الفرص العامّة، ومشدّداً على وجوب أن تكون كل الفرص متاحة للشعب بالتوازي. كما أشار سماحته إلى أن الجامعة في الغرب يشوبها إشكال كبير هو أنّها تجعل من العلم أداة بأيدي القوى الصهيونية.

واعتبر الإمام الخامنئي أن الغد الأفضل من اليوم هو الهدف الرئيس للبلاد والنظام الإسلامي، داعياً الطلاب والمنتديات الطلابية إلى تقديم حلول متجددة من أجل تحقيق هذا الهدف، وكذلك من أجل التقدم المادي والمعنوي في البلاد من دون العودة إلى الخلف، وأضاف: إن تربية العالم وإنتاج العلم وتوجيه هذين المكوّنين هي المهام الرئيسية الثلاث للجامعة.

وعدّ سماحته طبيعة البيئة الطلابية مبهجةً وحيّةً وزاخرة بالمشاعر ومُطالِبة وباعثة على الحماسة. وبالإشارة إلى ضرورة متابعة القضايا التي طرحها ممثلو المنتديات في هذا اللقاء، قال قائد الثورة الإسلامية: كل مقترح يجب أن يكون ذا عمق تحليلي وفكري مع كونه واقعياً وناضجاً ويساعد على حل المشكلات.

وفي معرض رده على كلام أحد ممثلي المنتديات بخصوص تغيّر نظرة سماحته تجاه مقولة العدالة مقارنة بالسنوات السابقة، قال الإمام الخامنئي: الفرق هو أن إصراري على العدالة قد زاد.

وعدّ سماحته شهر رمضان هذا العام  شهراً جيداً من حيث بروز الجوانب الروحية في المجتمع، بما في ذلك رواج جلسات التلاوة، موصياَ الطلاب بالمحافظة على النورانية والنقاء الذي تحقق في هذا الشهر، وتابع: الطريق الرئيس لتحقيق هذا الهدف هو اجتناب المعاصي.

وفي جزء آخر من كلمته، عدّ الإمام الخامنئي العلم بأنه الركن الأساس للجامعة مشدداً على المهام الثلاث الرئيسة للجامعة، أي «تربية العالم» و«إنتاج العلم» و«توجيه تربية العالم وإنتاج العلم»، وتابع قائلاً: تواجه الجامعات في العالم مشكلات في المَهمة الثالثة، أي توجيه تربية العالم وإنتاج العلم، وبسبب ذلك تصبح منتجاتها أدوات في أيدي القوى الاستكبارية والصهيونية.

وأكد سماحته ضرورة الاهتمام بهذه المهام الثلاث المُهمة من قبل جميع أركان الجامعة، بما في ذلك المديرين والأساتذة والطلاب والمناهج الدراسية، مشيراً إلى أن جزءاً أساسيّاً من مكانة إيران العالمية مرهون بأنواع التقدم العلمي والتكنولوجي الذي حققته البلاد، وأضاف: عبر الحفاظ على هذه المكانة، يجب أن نُثري البلاد من الناحية العلمية، وبالطبع فإن القوى الاستكبارية لا ترغب لإيران هذه القوة والمكانة.

كما عدّ الإمام الخامنئي «غداً أفضل من اليوم» بأنه الهدف الكبير والرئيس للبلاد والنظام، مؤكّداً: يجب علينا تعريف غايات محددة لتحقيق هذا الهدف الرئيس.

كذلك اعتبر قائد الثورة الإسلامية معرفة المكانة الحالية للبلاد والنظام الخطوة الأولى للمضي نحو المُثل العليا وتحقيق غد أفضل، وقال: إن بعض الأشخاص غافلون عن هذه الحقيقة المصيرية والأساسية المتمثلة في كون النظام الثوري الحالي نتيجة لسلسلة من النضالات الصعبة والمعقدة ضد فترة الطاغوت السوداء.

وفي شرحه لوقائع النظام البهلوي قال قائد الثورة الإسلامية: كانت على رأس إيران في تلك الفترة عائلة مصابة بجميع أنواع الفساد تحكم الناس، كان هناك استبداد مطلق في إدارة المجتمع، وعلى عكس اليوم، لم يكن للناس حضور وتدخّل في شؤون البلاد.

وفي ما يتعلق بالهوية الجماعية، قال الإمام الخامنئي إن إيران في عهد بهلوي كانت من الدول الضعيفة التابعة للقوى العالمية سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً، ووصف سماحته هذا الوضع بالمخزي، وأضاف: بدأ النضال ضد ذاك الواقع المرير للغاية في بداية القرن الماضي بحضور مختلف المفكّرين، وكانت ذروته في نهضة تأميم النفط التي هُزمت بالانقلاب الأمريكي-البريطاني في "28 مرداد" (19/8/1953) والذي نفّذ عبر الأراذل والأوباش.

وأضاف قائد الثورة الإسلامية: من الناحية العلمية؛ ورغم وجود أساتذة جيدين وذوي كفاءة في الجامعات في عهد بهلوي، إلّا أنه لم تُنجز آنذاك منتجات علمية وصناعية وتكنولوجية مهمة في الجامعات.

وعدّ سماحته جوهر الثورة هما الجمهورية والإسلامية وقال: تتلخص أهداف الجمهورية الإسلامية تحت عنوانَين عامين: "إدارة البلاد بطريقة إسلامية" و"تقديم أنموذج إلى شعوب العالم في الإدارة الجيدة لأيّ بلد".

وأوضح سماحته في شرحه إدارة البلاد بطريقة إسلامية: إن إدارة البلاد بطريقة إسلامية تعني المُضيّ قُدماً في طريق التقدم المادي والمعنوي دون رجوع إلى الخلف.

وعدّ الإمام الخامنئي الهدف الثاني للجمهورية الإسلامية؛ أي تقديم أنموذج إدارة الدولة إلى العالم، بأنه في الحقيقة  من منطلق الحرص على شعوب العالم وطلب الخير لهم، وقال: لقد تحقق هذا الهدف إلى حدّ ما في بعض الأبعاد، وإنّ كثيراً من الأحداث التي تثير اهتمامكم أيها الشباب وتفخرون بها على مستوى المنطقة والعالم، مرتبطة ببلدكم ومجتمعكم وثورتكم.

وفي الجزء الأخير من كلمته رأى قائد الثورة الإسلامية أن توقعات المنتديات الطلابية كثيرة جداً، مقدّماً التوصيات إلى هذه المنتديات. وأشار سماحته إلى وجود محاولات في الجامعات لكي يعدّ الطالب الإيراني نفسه تابعاً للغرب، وقال: ينبغي للمنتديات الطلابية الوقوف ضد هذه المحاولات بنحو فعّال.

المصدر: موقع سماحة قائد الثورة الاسلامية

فضل صلاة الليل بحسب آيات القرآن الكريم:
أ- صلاة الليل المقام المحمود: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودً﴾[1]، وهذا المقام غير معلوم لعظمته وأهمّيّته، قال تعالى: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾[2].
 
ب- صلاة الليل صفة العلماء: ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾[3]، عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قلت: آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ قال: "يعنى - صلاة الليل"[4].
 
ج- صلاة الليل تذهب السيّئات: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾[5]، روي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزّ وجلّ: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾، قال: "صَلَاةُ الْمُؤْمِنِ بِاللَّيْلِ تَذْهَبُ بِمَا عَمِلَ مِنْ ذَنْبٍ بِالنَّهَارِ"[6].
 
فضل صلاة الليل في السنّة الشريفة
أوّلاً: الأهمّيّة الدنيويّة:
أ- مصدر الرزق: عن الحسين بن الحسن الكنديّ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "إنّ الرجل ليكذب الكذبة فيحرم بها رزقه، قلت: وكيف يحرم رزقه؟ فقال: يحرم بها صلاة الليل، فإذا حرم صلاة الليل حرم الرزق"[7].
 
ب- فضائل متعدّدة: وقال أبو عبد الله عليه السلام: "صلاة الليل تحسّن الوجه، وتحسّن الخلق، وتطيّب الريح وتدرّ الرزق وتقضي الدين، وتذهب بالهمّ، وتجلو البصر، عليكم بصلاة الليل فإنّها سنّة نبيّكم، ومطردة الداء عن أجسادكم"[8].
 
ج- عنوان الولاية لأهل البيت عليهم السلام: قال الإمام الصادق عليه السلام: "ليس من شيعتنا من لم يصلِّ صلاة الليل"[9].
 
ثانياً: الأهمّيّة الأخرويّة:
أ. تكفير السيّئات: روي عن إبراهيم بن عمر عمّن حدّثه عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزّ وجلّ ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾[10]، قال: "صَلَاةُ الْمُؤْمِنِ بِاللَّيْلِ تَذْهَبُ بِمَا عَمِلَ مِنْ ذَنْبٍ بِالنَّهَارِ"[11].
 
ب. دخول الجنّة: وقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عند موته لأبي ذرّ رحمة الله عليه: "يا أبا ذرّ، احفظ وصيّة نبيّك تنفعك: من ختم له بقيام الليل ثمّ مات فله الجنّة"[12].
 


[1] سورة الإسراء، الآية 79.
[2] سورة السجدة، الآية 17.
[3] سورة الزمر، الآية 9.
[4] الصدوق، الشيخ محمّد بن عليّ بن بابويه، علل الشرائع، تقديم السيد محمد صادق بحر العلوم، المكتبة الحيدريّة، العراق - النجف الأشرف، 1385ه - 1966م، لا.ط، ج2، ص364، ح8.
[5] سورة هود، الآية 114.
[6] المصدر نفسه، ج2، ص363، ح7.
[7] الصدوق، الشيخ محمد بن علي بن بابويه، ثواب الأعمال، تقديم السيد محمد مهدي السيد حسن الخرسان، منشورات الشريف الرضي، إيران - قم، 1368ش، ط2، ص42.
[8] قطب الدين الراوندي، أبو الحسين سعيد بن هبة الله، الدعوات (سلوة الحزين)، مدرسة الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف ، إيران - قمّ، 1407ه، ط1، ص76.
[9] الحرّ العامليّ، وسائل الشيعة، مصدر سابق، ج8، ص 162.
[10] سورة هود، الآية 114.
[11] الشيخ الصدوق، علل الشرائع، مصدر سابق، ج2، ص363، ح7.
[12] الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، مصدر سابق، ج1، ص475، ح1373.

الإثنين, 08 نيسان/أبريل 2024 19:49

كيف نستعيد القدس وفلسطين؟

بعد تشخيص المشكلة وأسبابها وعللها المتراكمة على مدى عقود من الزمن، عمل الإمام الخميني قدس سره وعلى مدى سنين من عمره الشريف على معالجة هذه الأسباب ورفعها، وكان يوجّه المسلمين إلى الحقائق التي تساعد في حال الاعتماد عليها أو الاستفادة منها في استعادة القدس وفلسطين، ومن هذه الحقائق والمقولات والثوابت:

أولاً:
العودة إلى الإسلام المحمدي الأصيل ومنابعه والالتزام بأحكامه، يقول الإمام الخميني قدس سره: "ما لم نعد إلى الإسلام، إسلام رسول الله، فسوف تبقى مشاكلنا على حالها ولن نستطيع حل قضية فلسطين".

ثانياً:
رفض المعاهدات واتفاقات الصلح أو المساومات والتنازلات مع هذا الكيان اللقيط، لأنَّ في ذلك إعطاء الشرعية لوجود هذا الكيان الغاصب (إسرائيل) واعتداءاته، بينما المطلوب اعتباره كياناً غاصباً محتلاً إرهابياً متسلطاً وغير شرعي. يقول الإمام الخميني قدس سره: "إن معاهدة كامب ديفيد وأمثالها تهدف إلى منح الشرعية لاعتداءات (إسرائيل) وقد غيرت الظروف لصالح (إسرائيل)".

كما يقول قدس سره: "إنني اعتبر مشروع الاعتراف بـ"إسرائيل"بمثابة الكارثة بالنسبة للمسلمين وبمثابة الانفجار بالنسبة للحكومات، وإنني اعتبر الإعلان عن معارضة ذلك فريضة إسلامية كبيرة".

ثالثاً:
المبادرة لاقتلاع مادة الفساد التي يمثلها وجود الكيان الإسرائيلي وليس الوقوف فقط في وجه اعتداءاته وممارساته. يقول الإمام الخميني قدس سره: "إن (إسرائيل) غاصبة، ويجب أن تغادر بأسرع وقت، وطريق الحل الوحيد هو أن يقوم الأخوة الفلسطينيون بالقضاء على مادة الفساد هذه بأسرع وقت".

رابعاً:
الاستفادة من الإمكانات والوسائل العسكرية المستندة إلى الإيمان، يقول الإمام الخميني قدس سره: "يجب ومن أجل تحرير القدس، الاستفادة من المدافع الرشاشة المتكلة على الإيمان وقدرة الإسلام، وترك اللعب بالسياسة التي يُشم منها رائحة الاستسلام، والتخلي عن فكرة إرضاء القوى الكبرى".

خامساً:
الدعوة إلى الوحدة بين المسلمين من اجل مواجهة التحديات وعلى رأسها مواجهة "إسرائيل"والقضاء على بذرة الفساد التي تمثلها. يقول الإمام الخميني قدس سره: "لقد أكدت دائماً على وحدة المسلمين في العالم لمواجهة الأعداء بما فيهم (إسرائيل)".

ويقول قدس سره: "إنني أتمنى أن يتخلصوا من الاختلافات، وأن تتوجه الحكومات نحو القضايا الإسلامية وأن يقطعوا بمشيئة الله هذه الغدة السرطانية من أراضيهم".

سادساً:
الدفاع عن الأهداف الفلسطينية الشريفة والمحقّة، وحماية المجاهدين ودعم انتفاضتهم، ففي ذلك السبيل إلى تحرير فلسطين. يقول الإمام الخميني قدس سره: "على البلدان الإسلامية أن تدافع بكل قواها عن الأهداف الفلسطينية، وأن تدافع عن الحركات التحررية في العالم"ويقول قدس سره: "ينبغي أن نقدم الدعم لتظاهرات وانتفاضة الشعب الفلسطيني مقابل ظلم "إسرائيل" ليتغلب على هذا الغول الغاصب والمفترس"، كما يقول قدس سره: "إنهم مجازون في الصرف إلى حد الثلث من سهم الإمام عجل الله فرجه الشريف على اللاجئين والمشردين والمناضلين".

سابعاً:
ضغط الشعوب المسلمة على الحكّام لإحراجهم ودفعهم نحو المواجهة مع "إسرائيل"، وباتجاه استخدام القوة العسكرية في مقابلها وسلاح النفط. يقول الإمام الخميني قدس سره: "إذا أردتم أن تنقذوا فلسطين فعلى الشعوب أن تثور بنفسها وتدفع حكوماتها لمواجهة (إسرائيل)"، ويقول قدس سره: "يجب على الشعوب دفع حكوماتهم للنهوض بجدية لمواجهة أمريكا و"إسرائيل" وذلك باستخدام القوة العسكرية وسلاح النفط".


دروس من خط الإمام الخميني قدس سره، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

الإثنين, 08 نيسان/أبريل 2024 19:36

ما هي حقيقة التبرّي؟

قال تعالى: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ...﴾[1]، فالتبري في جوهره ينافي أدنى درجات التودّد لأعداء أهل بيت العصمة عليهم السلام عن ابن فضّال قال سمعت الرضا عليه السلام يقول: "من واصل لنا قاطعًا، أو قطع لنا واصلاً، أو مدح لنا عائباً، أو أكرم لنا مخالفاً فليس منّا ولسنا منه"[2].
 
قال الصادق عليه السلام: "كذب من زعم أنّه من شيعتنا وهو متمسّك بعروة غيرنا"[3].
 
فأهل البيت عليهم السلام وأعداؤهم على طرفي نقيض فالإقتراب من أحدهما ابتعاد عن الآخر وبالعكس، عن ابن فضّال عن الرضا عليه السلام أنّه قال: "من والى أعداء الله فقد عادى أولياء الله، ومن عادى أولياء الله فقد عادى الله تبارك وتعالى، وحقٌ على الله عزّ وجلّ أن يدخله في نار جهنّم"[4].
 
وعن أبي عبد الله عليه السلام: "من أشبع عدوّاً لنا فقد قتل وليّاً لنا"[5].
 
عن العلاء بن الفضيل عن الصادق عليه السلام قال: "مَن أحبَّ كافراً فقد أبغض الله، ومَن أبغض كافراً فقد أحبّ الله، ثم قال عليه السلام: صديق عدوّ الله عدوّ الله"[6].
 
عن جعفر بن محمّد عليه السلام قال: "من جالس أهل الرّيب فهو مريب"[7].
 
معاداة الشيعة معاداة لأهل البيت عليهم السلام
من السياسات التي يتبعها أعداء الإسلام اليوم التمييز بين أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم، ويبثون ما يوحي بأنّ شيعة أهل البيت عليهم السلام هم أعداؤهم الحقيقيون وأنّ علاقتهم بأهل البيت عليهم السلام علاقة محبة وولاء وطاعة، وذلك لعدم إمكانية التبرؤ منهم كون النصوص المأثورة عن الرسول الأكرم والتي لا تُعدّ ولا تُحصى رفعت مكانتهم وأعلت شأنهم وأوجبت طاعتهم وفضّلتهم على كلّ من سواهم، فعن ابن أبي نجران، قال سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: "من عادى شيعتنا فقد عادانا، ومن والاهم فقد والانا، لأنّهممنّا، خُلقوا من طينتنا، من أحبّهم فهو منّا، ومن أبغضهم فليس منّا"[8].
 
عن المعلّى بن خنيس، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: "ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت، لأنّك لا تجد أحداً يقول أنا أبغض محمّداً وآل محمّد، ولكنّ الناصب من نصب لكم، وهو يعلم أنّكم تتولَّوننا وتتبرؤون من أعدائنا"[9].
 
التولّي دون التبرّي
ولا تستقيم علاقة الولاء بدون التبري من أعدائهم، بل تشير بعض الروايات إلى أنّ من يوالي أهل البيت ويتودّد لأعدائهم أشدُّ لعنة وسوءاً عليهم، وذلك لأنه يُسهم في تعمية قلوب الناس عن العلاقة الحقيقية بأهل بيت العصمة عليهم السلام، ففي الرواية حدّثنا محمّدبن موسى المتوكّل، عن الحسن بن علي الخزّاز، قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: "إنّ ممن يتّخذ مودّتنا أهل البيت لمَن هو أشدّ لعنة على شيعتنا من الدّجّال، فقلت له: يا بن رسول الله بماذا؟ قال: بموالاة أعدائنا ومعاداة أوليائنا، إنّه إذا كان كذلك اختلط الحقّ بالباطل، واشتبه الأمر فلم يعرف مؤمن من منافق"[10].
 
وعن أمير المؤمنين عليه السلام: "اعلموا أنّ الله تبارك وتعالى يبغض من عباده المتلوّن، فلا تزولوا عن الحقّ، وولاية أهل الحقّ، فإنّ من استبدل بنا هلك، وفاتته الدنيا وخرج منها"[11].
 
عن أبي عبد الله عليه السلام: "إنّ الله تبارك وتعالى خلق المؤمنين من أصل واحد لا يدخل فيهم داخل ولا يخرج منهم خارج، مثلهم والله مثل الرأس في الجسد ومثل الأصابع في الكفّ، فمن رأيتم يخالف ذلك فاشهدوا عليه بتاتاً إنّه منافق"[12].
 
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبعض أصحابه ذات يوم: "يا عبد الله أحببْ في الله، وأبغض في الله، ووالِ في الله وعاد في الله، فإنك لا تنال ولايته الا بذلك، ولا يجد رجل طعم الايمان وإن كثرت صلاته وصيامه ـ حتى يكون كذلك وقد صارت مؤاخاة الناس في يومكم هذا أكثرها في الدنيا، عليها يتوادّون وعليها يتباغضون، وذلك لا يغنى عنهم من الله شيئًا، فقال له عليه السلام: كيف لي أن أعلم أنّي قد واليت وعاديت في الله عزّ وجلّ، ومَنْ وليُّ الله عزّ وجلّ حتى أواليه، ومن عدوُّه حتى أعاديه؟ فأشار له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى عليّ عليه السلام فقال: أترى هذا؟ فقال: بلى، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: وليّ هذا وليّ الله، فواله، وعدوّ هذا عدوّ الله، فعاده، ووالِ وليّ هذا ولو أنه قاتل أبيك وولدك، وعاد عدوّ هذا ولو أنّه أبوك وولدك"[13].
 
قال أبو عبد الله عليه السلام: "إنّ المؤمن أشدّ من زبر الحديد، إنّ الحديد إذا أُدخل النار تغيّر وإنّ المؤمن لو قتل ثمّ نشر ثمّ قتل لم يتغيّر قلبه"[14].
 


[1] سورة المجادلة، الآية 22.
[2] صفات الشيعة، ص 7.
[3] المصدر السابق، ص 3.
[4] المصدر السابق، ص 7.
[5] صفات الشيعة، ص 9.
[6] الأمالي، ص 702.
[7] صفات الشيعة، ص 9.
[8] المصدر السابق، ص 4.
[9] المصدر السابق، ص 9.
[10] صفات الشيعة، ص 9.
[11] الخصال، الشيخ الصدوق، ص626.
[12] صفات الشيعة، ص 33.
[13] الأمالي، ص 61.
[14] صفات الشيعة، ص 32.

الجمعة, 29 آذار/مارس 2024 07:26

ليلة القدر وفضائل إحيائها

 لليالي القدر مزايا كثيرة، منها ما ورد في القرآن الكريم، ونذكر منها ما يلي:

1ـ ليلة مباركة: قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ﴾([1]).
 
2ـ مضاعفة الثواب: قال تعالى: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾([2]). وقد ذكرت النصوص أنّ العمل في هذه الليلة له أجر وثواب العمل في ألف شهر.
 
3ـ عرض الأعمال بين يدي صاحب العصر والزمان: وبالتالي فلينظر كلٌ منّا ماذا يقدّم بين يدي الحجّة القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف، وإلى أيّ حدّ ستساهم أعمالنا في تعجيل الفرج الذي هو واجب الأمّة في عصر الغيبة.
 
4ـ نزول القرآن: قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾([3])، ولا يخفى أنّ إنزال القرآن في هذه الليلة إنّما كان دفعةً واحدة على قلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم([4]) .
 
5ـ ليلة التقدير والإبرام: قال تعالى: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾([5]). ففي هذه الليلة تقدّر شؤون السنة كلّها من الأعمار والأرزاق والإبتلاءات وسوى ذلك.
 
6ـ نزول الملائكة: قال تعالى: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ﴾([6]). وهي التي تتشرّف بالحضور بين يدي صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وتعرض عليه ما قدّر الله لكلّ من المقدّرات.
 
7ـ ليلة سلام ورحمة: قال تعالى:﴿سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾([7]).
 
فضيلة إحياء ليلة القدر
وهذه الليلة يستحبّ إحياؤها حتى مطلع الفجر بالأعمال الخاصّة والعامّة الواردة، وبالإكثار من الصلاة والإستغفار والدعاء لمطالب الدنيا والآخرة، والدعاء للوالدين والأقارب والإخوان المؤمنين والصلاة على النبيّ وآله، فقد ورد في الحديث عن الإمام الباقر عليه السلام: "من أحيا ليلة القدر غفرت له ذنوبه ولو كانت عدد نجوم السماء ومثاقيل الجبال ومكاييل البحار"([8]).
 
ما يستحبّ الدعاء به
روي أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قيل له: ماذا أسأل الله تعالى إذا أدركت ليلة القدر؟ قال: العافية([9]).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "ما سئل الله شيئاً أحبّ إليه من أن يُسأل العافية"([10]).
وفي الدّعاء: ونسأله المعافاة في الأديان كما نسأله المعافاة في الأبدان([11]).
 


([1]) الدخان 3.
([2]) القدر، 3 .
([3]) القدر، 1 .
([4]) تفسير الامثل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، ج15، ص14.
([5]) الدخان 4.
([6]) القدر، 4 .
([7]) القدر، 5 .
([8]) فضائل الاشهر الثلاثة، الشيخ الصدوق، ص118.
([9]) مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج7، ص458.
([10]) كنز العمال ج1 - ص 313
([11]) نهج البلاغةـ ج1، ص191.

الجمعة, 29 آذار/مارس 2024 07:25

لماذا الحثّ على تعلم القرآن؟

تعلّم كتاب الله ليس أمراً كمالياً أو علماً ثانوياً بل هو ضرورة، وأهميته تفوق أهمية أي علمٍ آخر، ولعله إلى ذلك أشار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: "من أُعطي القرآن فظن أن أحداً أُعطي أكثر مما أُعطي فقد عظّم صغيراً وصغّر كبيراً"([1]).
 
وحذّر الإمام الصادق عليه السلام من خلّو حياة المسلم من تعلّم القرآن فقال: "ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتى يتعلم القرآن، أو يكون في تعلمه"([2]).
 
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "عليكم بتعلم القرآن وكثرة تلاوته"([3]).
 
وعن الإمام الصادق عليه السلام: "من مات من أوليائنا وشيعتنا ولم يحسن القرآن عُلِّمَ في قبره ليرفع الله فيه درجته، فإن درجات الجنة على قدر عدد آيات القرآن فيقال لقارئ القرآن: إقرأ وارقَ"([4]).
 
ثواب تعليم القرآن
مجمع الفضائل: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن أردتم عيشَ السعداء وموتَ الشهداء والنجاةَ يوم الحسرة والظلَّ يوم الحرور والهدَى يومَ الضلالة، فادرسوا القرآن، فإنه كلامُ الرحمن وحِرزٌ من الشيطان ورجحانٌ في الميزان"([5]).
 
استنزال السكينة والرحمة: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغَشِيَتهم الرحمة، وحَفَّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده"([6]).
 
ثواب تعليم الأبناء القرآن
سبيل النجاة في الآخرة: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا من تعلم القرآن وعلَّمه وعَمِل بما فيه فأنا له سائق إلى الجنة ودليل إلى الجنة"([7]).
 
أجمل الثواب: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من علَّم ولداً له القرآن قلَّده الله قلادةً يعجب منها الأولون والآخرون يوم القيامة([8]).
 
حق من حقوق الأبناء: عن الإمام علي عليه السلام: حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه، ويُحسن أدبه، ويعلّمه القرآن([9]).
 
وتؤكد الروايات على البدء بتعلم القرآن باكراً لما لذلك من أثرٍ في رسوخ هذه المفاهيم في النفس، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قرأ القرآن قبل أن يحتلم فقد أوتي الحكم صبيا([10]).
  


([1]) ميزان الحكمة، ج3، ص 2520.
([2]) ميزان الحكمة، ج3، ص 2521.
([3]) ميزان الحكمة، ج3، ص 2521.
([4]) ميزان الحكمة، ج3، ص 2521.
([5]) ميزان الحكمة، ج3، ص 2521.
([6]) ميزان الحكمة، ج3، ص 2521.
([7]) ميزان الحكمة، ج3، ص 2522
([8]) ميزان الحكمة، ج3، ص 2522.
([9]) ميزان الحكمة، ج3، ص 2522.
([10]) ميزان الحكمة، ج3، ص 2522.

الجمعة, 29 آذار/مارس 2024 07:22

ما معنى ليلة القدر؟

تمثل ليلة القدر عقدة القلب في شهر رمضان، وتبلغ فيها المكرمات قمّة نبوغها، وأمر الله تعالى عباده أن يحيوها بأكرم أعمالهم، ويبلغوا فيها أبلغ آماد الصفاء والخشوع ... ثمّ ردّدها في ليالٍ عديدة، كي ينصرف الناس فيها إلى الحسنات، وهم لا يخسرون المعروف إن وفّروه في غير ليلة القدر، بل يحتفظون بآثاراته في ركائزهم، مهما تقادمت العهود، وربما كانت الأخيرة ليلة القدر، فالسابقات ترهف تأهّبهم، واعتيادهم العبادة لليلة القدر....
 
ومن فضل الله سبحانه، أن جعل تصريف الأقدار في هذه الليلة المباركة، التي يخلص الناس فيها لله، وينـزعون من صدورهم الأحقاد، والنوايا السوداء، ويحاولون إشاعة المعاني النبيلة في نفوسهم، فيكون أقرب إلى الأقدار الخيّرة، عمّا لو كانت الأقدار توزّع وتأخذ مقرّراتها ومراكزها والناس منهمكون في اشتباك مستميت حول جيفة الدنيا....
 
وقد قيل: إنّ شهر رمضان هو ليلة القدر.
 
أحاديث في فضلها
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ الله عزَّ وجلَّ اختار من الأيام يوم الجمعة، ومن الشهور شهر رمضان، ومن الليالي ليلة القدر"[1].
 
وقال صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه: "آمنو بليلة القدر، إنها تكون لعليّ بن أبي طالب وولده الأحد عشر من بعدي"[2].
 
وعن الإمام عليّ عليه السلام قال: "قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا عليّ، أتدري ما معنى ليلة القدر؟ فقلت: لا يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
 
فقال: إنّ الله تبارك وتعالى قدَّر فيها ما هو كائن إلى يوم القيامة، فكان فيما قدّر عزَّ وجلَّ ولايتك، وولاية الأئمّة من ولدك إلى يوم القيامة"[3].
 
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "يا عليّ ... ليلة القدر خُصّصنا ببركتها ليست لغيرنا"[4].
 
قال الإمام الباقر عليه السلام: "من وافق ليلة القدر فقامها غفرالله له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر"[5].
 
وعن الإمام الباقر عن آبائه عليه السلام: "أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى أن تغفل عن ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين أو ينام أحد تلك الليلة"[6].
 
سأل رجل الإمام الصادق عليه السلام عن ليلة القدر، قال: أخبرني عن ليلة القدر، كانت أو تكون في كلّ عام؟
 
فقال الإمام عليه السلام: "لو رفعت ليلة القدر لرفع القرآن"[7].
 
وعنه أيضاً عليه السلام: "صبيحة يوم ليلة القدر مثل ليلة القدر، فاعمل واجتهد"[8].
 
ليلة القدر ليلة لا يضاهيها في الفضل والمنزلة سواها من الليالي على الإطلاق، والعمل فيها خير من عمل ألف شهر، وفيها من الكرامات والفيوضات الإلهية ما لا يحصى.
 
سِرُّ خفائها
وتعمدت النصوص إبقاء هذه الليلة مرددة بين ثلاث ليالٍ، وقد سئل أبو جعفر عليه السلام في عدّة أحاديث عن ليلة القدر، أيّ الليلتين هي؟ فلم يعيّن، بل قال: "ما أيسر ليلتين فيما تطلب، أو قال ما عليك أن تفعل خيراً في ليلتين"[9].
 
وقد ورد في سرّ خفائها أنه تعالى أخفى هذه الليلة لوجوه:
أحدها: أنه تعالى أخفاها، كما أخفى سائر الأشياء، فإنه أخفى رضاه في الطاعات، حتى يرغبوا في الكلّ، وأخفى الإجابة في الدعاء ليبالغوا في كلّ الدعوات، وأخفى الاسم الأعظم ليعظّموا كلّ الأسماء، وأخفى في الصلاة الوسطى ليحافظوا على الكلّ، وأخفى قبول التوبة ليواظب المكلّف على جميع أقسام التوبة، وأخفى وقت الموت ليخاف المكلَّف، فكذا أخفى هذه الليلة ليعظِّموا جميع ليالي رمضان.
 
ثانيها: كأنه تعالى يقول: لو عيّنت ليلة القدر، وأنا عالم بتجاسركم على المعصية، فربما دعتك الشهوة في تلك الليلة إلى المعصية، فوقعت في الذنب، فكانت معصيتك مع علمك أشدَّ من معصيتك لا مع علمك، فلهذا السبب أخفيتها عليك. رُوي أنه عليه السلام دخل المسجد فرأى نائماً، فقال: "يا عليّ نبهه ليتوضّأ، فأيقظه عليّ، ثم قال عليّ: يا رسول الله إنك سبّاق إلى الخيرات، فلِمَ لم تنبهه؟ قال: لأنّ ردّه عليك ليس بكفر، ففعلت ذلك لتخفَّ جنايته لو أبى". فإذا كان هذا رحمة الرسول، فقس عليه رحمة الربّ تعالى، فكأنه تعالى يقول: إذا علمت ليلة القدر فإن أطعت فيها اكتسبت ثواب ألف شهر، وإن عصيت فيها اكتسب عقاب ألف شهر، ودفع العقاب أولى من جلب الثواب.
 
ثالثها: أني أخفيت هذه الليلة حتى يجتهد المكلّف في طلبها، فيكتسب ثواب الاجتهاد.
 
رابعها:
أنّ العبد إذا لم يتيقّن ليلة القدر، فإنه يجتهد في الطاعة في جميع ليالي رمضان، على رجاء أنه ربما كانت هذه الليلة هي ليلة القدر، فيباهي الله تعالى بهم ملائكته، يقول: "كنتم تقولون فيهم يفسدون ويسفكون الدماء".
 


[1] كمال الدين واتمام النعمة، الشيخ الصدوق.
[2] الوافي، الكاشاني، ج2.
[3] معاني الأخبار، الصدوق.
[4] بصائر الدرجات.
[5] دعائم الإسلام، القاضي النعمان المغربي، ج1.
[6]  بحار الأنوار، ج94.
[7] تذكرة الفقهاء، العلامة الحلي، ج6.
[8] الأمالي، الصدوق.
[9] مشارق الشموس، المحقق الخوانساري، ج2، ص446.

الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث عن مجمع الفضائل ومنتهى الكمال البشري، فهو راية الهدى وإمام المتّقين ووصيّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووليّ الأمّة من بعده، وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ عليّاً منّي وأنا منّه وهو وليّ كلّ مؤمن[1]، وإنّ الحقّ معه يدورمعه كيفما دار[2] وهو باب مدينة العلم[3]، ولولاه لم يعرف المؤمنون بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو الذي لا يبغضه مؤمن ولا يحبّه منافق[4]، فحبّه علامة إيمان تأكل الذنوب كما تأكل النّار الحطب، وبغضه علامة نفاق تحبط الأعمال فلا يقيم الله لها يوم القيامة وزنا".
 
ونحن هنا سنقتصر على رواية واحدة يشير فيها ضرار بن حمزة إلى بعض مزايا أمير المؤمنين عليه السلام وسجاياه الكريمة.
 
إنّ معاوية سأل ضرار بن حمزة بعد موت الإمام علي عليه السلام عنه فقال صف لي عليّاً، فقال: أو تعفيني؟ فقال: صفه، فقال: أوتعفيني؟ فقال: لا أعفيك، قال: أمّا إذا لا بدّ فأقول ما أعلمه منه:

- تحمل المسؤوليّة: "كان بعيد المدى شديد القوى"[5].

- الحزم في المواقف: "يقول فصلاً ويحكم عدلاً"[6].
 
- العلم: "يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه"[7]. وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا مدينة العلم وعليّ بابها[8]، ولطالما كان علي عليه السلام يخاطب أصحابه: "سلوني قبل أن تفقدوني"[9].
 
- الخشوع: "يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل وظلمته، كان والله غزير الدمعة"[10].
 
- التفكّر ومحاسبة النفس: "طويل الفكرة، يقلّب كفيه، ويخاطب نفسه"[11].
 
- الأسوة والقدوة في الحياة: "يعجبه من اللباس ما خشن، ومن الطعام ما جشب"[12]. وقد قال مبيّناً زهده: "ألا وإنّ إمامكم قد اكتفى من لباسه بطمريه ومن طعامه بقرصيه"[13].
 
- التواضع: "كان والله كأحدنا يجيبنا إذا سألناه، ويبتدأنا إذا أتيناه، ويأتينا إذا دعوناه"[14].
 
- الهيبة والوقار: "ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه منّا لا نكلّمه هيبةً، ولا نبتدأه عظمةً"[15].
 
- الإهتمام بالمظهر: "إن تبسّم فعن اللؤلؤ المنظوم"[16].
 
- علاقته بأهل الدين والإيمان: "يعظّم أهل الدين"[17]، فقد روي: من عظّم دينه عظّم إخوانه ومن استخفّ بدينه استخفّ بإخوانه[18].
 
- علاقته بالفقراء والمساكين: "ويحبّ المساكين"[19]، وفي الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا عليّ إنّ الله...... وهب لك حبّ المساكين، فرضوا بك إماماً ورضيت بهم أتباعاً"[20].
 
- العدل وعدم التحيز:
"لا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله"[21].
 
- عزوفه عن الدنيا: "وكأنّي أسمعه وهو يقول: يا دنيا أبي تعرّضت، أم إليّ تشوّقت، هيهات هيهات غرّي غيري قد باينتك ثلاثاً لا رجعة لي فيك، فعمرك قصير، وعيشك حقير، وخطرك كثير"[22].
 
- إشعار المرء نفسه بالتقصير أمام أهوال الآخرة: "آهٍ من قلّة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق"[23].
 


[1] مقام الامام علي عليه السلام، نجم الدين العسكري، ص29.
[2] خلاصة عبقات الانوار، السيد حامد النقودي، ح7، ص166.
[3] مدينة المعاجز، السيد هاشم البحراني، ج1، ص529.
[4] شرح الاخبار، القاضي المغربي، ج1، ص153.
[5] مناقب الامام أمير المؤمنين عليه السلام، ج2، ص51.
[6] ن.م. ج2، ص51.
[7] ن.م. ج2، ص51.
[8] الأمالي، الشيخ الصدوق، ص425.
[9] نهج البلاغة، ج2، ص130.
[10] ن.م. ج2، ص51.
[11] ن.م. ج2، ص51.
[12] ن.م. ج2، ص51.
[13] مختصر بصائر الدرجات، ح154.
[14] من خصائص أمير المؤمنين عليه السلام وفضائله، ص 158.
[15] اضواء على عقائد الشيعة الامامية، ص126.
[16] ن.م. ج2، ص51.
[17] ن.م. ج2، ص51.
[18] الأمالي، الشيخ الطوسي، ص98.
[19] نهج البلاغة، ج2، ص130.
[20] الأمالي، الشيخ الصدوق، ص655.
[21] ن.م. ج2، ص51.
[22] ن.م. ج2، ص51.
[23] ن.م. ج2، ص51.

قائد الثورة الإسلامية قال اليوم الاربعاء في كلمة بمناسبة السنة الايرانية الجديدة، لقد حاول الأعداء منذ سنوات تركع اقتصاد البلاد. وبجهود الشباب وجهود كثيرة لم ينجح العدو ولن ينجح بقدرة الله.

وبارك قائد الثورة الاسلامية لجميع ابناء الشعب الإيراني حلول عيد النيروز وتزامنه مع شهر رمضان وقال ان شعار العام الجديد الهدف منه اثارة الهمم والافكار وللاهتمام بهذا الشعار الستراتيجي ولنكسب توجهات المسؤولين.

وأوعز قائد الثورة الاسلامية لمسؤولي الحكومة باقامة العلاقات مع دول العالم واكد ضرورة ابدال كافة مذكرات التعاون لايران مع البلدان وتحويلها الى اتفاقيات ثنائية.

وأضاف ان الاقتصاد من القضايا الرئيسية في ايران واذا وصل الى المستوى المطلوب سيؤثر على الدين والدنيا في البلاد، لافتا الى ان إحدى نقاط ضعفنا هو الاقتصاد لأسباب مختلفة وتمت السيطرة على التضخم لكنه بعيد عما نريد.

وتابع: يجب خفض التضخم إلى نسبة 1% وزيادة الانتاج لتغطية 90 % من احتياجات البلاد وزيادة الاستفادة من المياه في الزراعة

واضاف: علينا العمل من اجل تعبئة المشاركة الشعبية لانجاح شعار العام الجديد وتحقيق هذه الاهداف لن يتم دون حضور الشعب الايراني، لافتا الى ضرورة وضع كافة الحلول للحضور الجماهيري في ساحات العمل كما تم في سنوات الدفاع المقدس.

وأشار سماحته الى ان الاختلاف السياسي موجود بكل الدول ولا مشكلة في ذلك لكن لا يجب ان تكون هذه القضية عاملا للتفرقة، مؤكدا: ينبغي المحافظة على الوحدة ونبذ الفرقة والكراهية لمواجهة اعداء الجمهورية الاسلامية الايرانية.

وفي الشأن الفلسطيني قال: ان قضية غزة أظهرت حجم الظلم، فهناك أكثر من 30 ألف شهيد في فترة وجيزة والمجتمع المتحضر يقف مكتوف الأيدي، لافتا الى ان الالاف قتلوا وشردوا من مساكنهم امام مرأي العالم في قطاع غزة لكن العالم المتحضر لم يقف فقط مكتوف الأيدي بشأن غزة بل أرسل الأسلحة إلى "إسرائيل".

وقال سماحته ان قضية فلسطين ابرزت الحق في تشكيل جبهة المقاومة في غرب اسيا ويجب تعزيز هذه الجبهة، قائلا: البعض قال ما فائدة تشكل محور المقاومة واليوم أثبتت غزة أهمية هذا المحور ويجب تقويته أكثر وأكثر.

واضاف: يجب على الجميع التفكير بالمقاومة لمواجهة الظلم وهذا المحور هو لمحاربة الجرائم الصهيونية على الشعب الفلسطيني، مشيرا الى ان جبهة المقاومة اظهرت حقيقتها وقدراتها خلال الهجوم الاخير على غزة.

وتابع: أنظروا إلى المقاومة لدى حماس وفصائل المقاومة في العراق واليمن ولبنان، فهي كشفت عن قدراتها وأربكت أميركا، قائلا: الأميركيون كانوا يسعون للسيطرة على سوريا والعراق لكن حساباتهم خاطئة وهم لا يمكنهم البقاء في المنطقة.

واضاف ان أميركا اتخذت أسوأ القرارات بشأن غزة وباتت غير مقبولة على مستوى العالم معتبرا دخول الكيان الصهيوني إلى غزة أوقعه في مستنقع لا يمكنه الخروج منه وإذا خرج فسيخرج مهزوماً.

وتابع سماحته: نحن نؤيد وندعم فصائل المقاومة الاسلامية لكن التحركات والقرارات تعود الى تلك الفصائل.

ان سماحة قائد الثورة الاسلامية اشاد خلال استقباله اليوم الثلاثاء رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" اسماعيل هنية  والوفد المرافق له  بالصمود المثالي لقوى المقاومة الفلسطينية وكذلك اهالي غزة مؤكدا  " ان الصبر التاريخي لاهالي غزة في مواجهة جرائم ووحشية  الكيان الصهيوني والتي تتم بدعم كامل من الغرب، هو ظاهرة عظيمة منحت العزة للاسلام حقا وحولت القضية الفلسطينية الى القضية الاولى للعالم رغم أنف العدو".

وأكد سماحة قائد الثورة الاسلامية ان ارتكاب المجازر والابادة الجماعية بحق اهالي غزة  في هذه المنطقة، تؤلم قلب كل انسان صاحب ضمير وقال: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لن تتردد في مجال دعم القضية الفلسطينية واهالي غزة المظلومين والمقاومين.

وقيم  سماحته موضوع دعم الراي العام الدولي وكذلك الراي العام في العالم الاسلامي خاصة العالم العربي لاهالي غزة  بالهام وقال: ان الاجراءات الاعلامية والدعائية للمقاومة الفلسطينية كانت جيدة لحد الان ومتقدمة على العدو الصهيوني ويجب العمل أكثر فاكثر في هذا المجال.

وحيا قائد الثورة  ذكرى الشهيد العاروري أحد قيادات حماس والذي أستشهد على يد الكيان الصهيوني وقال : ان هذا الشهيد الكبير كان شخصية بارزة اذ كانت الشهادة المباركة، مكافأة الهية لجهاده.

من جانبه أعرب  رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية في اللقاء عن شكره وتقديره للدعم الشعبي والحكومي الذي تقدمه الجمهورية الاسلامية الايرانية للقضية الفلسطينية خاصة اهالي غزة، مقدما شرحا عن أحدث التطورات الميدانية والسياسية لحرب غزة وقال : ان الصبر والصمود المثاليين لاهالي غزة وقوات المقاومة خلال الاشهر الـ 6 ، والناجم عن ايمانهم الراسخ أدى الى عدم تحقيق العدو الصهيوني لاي من اهدافه الاستراتيجية في حرب غزة.

واكد هنية ان عملية "طوفان الاقصى" حطمت اسطورة الجيش الذي لا يقهر وقد تكبد العدو الصهيوني اليوم و بعد مضي 6  أشهر خسائر فادحة وقتل واصيب  الالاف من القوات العسكرية لهذا الكيان، واضاف: ان حرب غزة هي حرب عالمية وان الهيئة الحاكمة في امريكا هي شريكة رئيسية لجرائم الصهاينة لانها تتولى مباشرة التوجيه الحربي للكيان الصهيوني.

وفي ختام اللقاء قال رئيس المكتب السياسي لحماس: نطمئن سماحتكم انه رغم  الممارسات الوحشية والجرائم والابادة الجماعية التي ترتكب في غزة، فان اهالي غزة وقوى المقاومة صامدون بقوة ولن يسمحوا للعدو الصهيوني بتحقيق ذرة من أهدافه.