emamian

emamian

نشرع في ذكر العواقب الاجتماعية لترك هذه الفريضة. وقد سبق القول إن نفس الحرمان من بركات هذه الفريضة عقاب يضاف إليه جملة من الآفات:
 
1- إشاعة الفساد وإنقلاب القيم:
إن ترك أداء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سيفسح المجال تلقائياً لشيوع الفساد وانتشاره، حيث لن يجد الفاسدون وازعاً ولا رادعاً يقف أمام جنوحهم، إضافة إلى أنه سيجرئ آخرين للانضمام إلى هؤلاء المفسدين ليعم الفساد في المجتمع بما لا يستثني حتى الساكتين والتاركين لهذه الفريضة. قال صلى الله عليه وآله وسلم: "إن المعصية إذا عمل بها العبد سراً لم تضر إلا عاملها، وإذا عمل بها علانية ولم يغير عليه أضرت بالعامة"([1]).
 
ولو استمر الهجران لهذه الفريضة، فإن الذوق العام سيصاب بداية بالشك ثم سيتحول إلى التلذذ بالمعصية إلى أن يصل أبناء المجتمع هذا إلى أن يعيبوا على القائم بهذه الفريضة، ثم يتطور الأمر إلى تحول المعصية والفساد إلى قيم بذاتها تحل محل الشرف والفضيلة والتدين.
 
وقد أشارا إلى هذا التدرج في الحديث المعروف عنها: "كيف بكم إذا فسدت نساؤكم وفسق شبابكم ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر؟
 
قالوا: أو يكون ذلك يا رسول اللَّه؟!
قالا: بلى وشر من ذلك! كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف؟!
قالوا: أو يكون ذلك يا رسول اللَّه؟!
قالا: بلى وشر من ذلك! كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفاً"؟!([2]).
 
2- تسلط الظالمين والأشرار:
إن اللَّه تعالى هو رب الناس جميعاً ومن مقام ربوبيته يوفّق الأفراد والمجتمعات إلى ما يليق بها من كمال بشرط أهليتها المنوطة بقيامها بواجباتها وأداء تكاليفها المعبرة عن اندفاعها للتربية الإلهية، فليس الأمر في الدنيا قائماً على الجبر وقد سبق القول إن نصر اللَّه للأفراد كما للمجتمع الإسلامي في دائرة الحياة الفردية والاجتماعية، متوقف في أحد نواحيه على نصر دين اللَّه عبر القيام بأداء وإحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
 
ولذا فإن خذلان دين اللَّه من خلال ترك هذه الفريضة ستكون نتيجته خذلان اللَّه لهذه الأمة ولهذا المجتمع.
 
وبالتالي فإن النتيجة ستكون حرمان هذا المجتمع من العناية والرعاية الربانية وأيضاً فإن النتيجة الموضوعية الطبيعية هي قيام ونشوء بيئة فاسدة سوف لن تنتج إلا أفراداً فاسدين، وولاة أمر هذا المجتمع سوف يكونون على شاكلتها وإلى هذا أشار الإمام علي عليه السلام: "لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي الله أمركم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم"([3]).
 
3- العذاب من اللَّه:‏
عن أمير المؤمنين عليه السلام: "إنما يجمع الناس الرضا والسخط وإنما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمهم اللَّه بالعذاب لما عموه بالرضا"([4]).
فالمجتمع الذي لا يقوم بهذه الفريضة يصبح محلاً لسخط اللَّه، وبالتالي فإن التقصير في أداء هذا التكليف لن تكون نتيجته فقط ما يترتب عليه موضوعياً من فساد وتسلط الظالمين، بل إن نزول العذاب حينها لن يكون مختصاً بمرتكبي المحرمات بل سيكون عاماً.
 
قال صلى الله عليه وآله وسلم: "لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليعمنّكم عذاب اللَّه"([5]).
 
4- نزع بركة الرزق:
عن الإمام الصادق عليه السلام: "أيما ناشئ نشأ في قوم ثم لم يؤدب على معصيته فإن اللَّه أول ما يعاقبهم فيه، أن ينقص في أرزاقهم"([6]).
 
إن اللَّه عزَّ وجلّ‏ لا يمنع رزقه عن مخلوق حتى الملحدين فهو القائل ﴿كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً﴾([7]).
 
ولكنّ لبعض الذنوب، وعلى رأسها ترك القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آثاراً كشفت عنها الروايات الواردة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام تتعلق بإدرار الرزق أو نقصه أو ذهاب بركته.
 
بل أكثر من ذلك، إن القيام بأداء التكاليف وإقامة الدين سبب في ازدياد الرزق ونمو بركته، كما أن ترك أداء هذا التكليف موجب لقلة الرزق وذهاب بركته.
 
خاتمة:
إن أهم الآثار التي تترتب على التقصير في أداء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هو انقلاب الموازين في المجتمع، وانقلاب المفاهيم والقيم حتى تصل الأمور إلى ما يشبه المسخ. فكما أن أداء هذه الفريضة له دور في صناعة جمال الأمة وجلالها، فكذلك ترك أداء هذه الفريضة سيؤدي إلى ضعف جهاز مناعة هذه الأمة الثقافي والتربوي والأمني والاقتصادي بما يؤدي إلى صيرورة هذه الأمة وهذا المجتمع مخلوقاً غير متوازن الخلقة مشوهاً.
 
وبمعنى آخر فإن ترك هذه الفريضة يسلب الأمة شخصيتها ويفقدها استقلالها لتصبح محلاً للغزوات المختلفة الأنواع بما يؤهلها للسقوط فالموت الذي نرجو أن يجنب اللَّه أمتنا منه.
 
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر والتقوى فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت عنهم البركات وسلط بعضهم على بعض ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء"([8]).
  


([1]) وسائل الشيعة ج‏16ص‏136.
([2]) الكافي ج‏5 ص‏59.
([3]) الكافي، ج‏7، ص‏52.
([4]) بحار الأنوار، ج‏60، ص‏214.
([5]) جواهر الكلام، الشيخ الجواهري، ج‏21، ص‏359.
([6]) وسائل الشيعة، ج‏16، ص‏133.
([7]) سورة الإسراء، الآية: 20.
([8]) وسائل الشيعة، ج‏11، ص‏398.

أرشدتنا الروايات الشريفة إلى أعمال ترفع وحشة القبر، ومن هذه الأعمال:
 
صلاة ليلة الوحشة:
عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال:
"لا يأتي على الميِّت ساعة أشدّ من أول ليلة فارحموا موتاكم بالصدقة، فإن لم تجدوا فليصلِّ أحدكم ركعتين يقرأ فيهما فاتحة الكتاب مرّة وآية الكرسي مرّة، وقل هو الله أحد مرّتين، وفي الثانية فاتحة الكتاب مرّة وألهاكم التكاثر عشر مرّات وسلم ويقول:
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وابعث ثوابها إلى قبر ذلك الميت فلان بن فلان، فيبعث الله مِن ساعته ألف ملك إلى قبره مع كل ملك ثوب وحلة ويوسع في قبره من الضيق إلى يوم ينفخ في الصور ويعطى المصلي بعدد ما طلعت عليه الشمس حسنات ويرفع له أربعون درجة"([1]).
 
إتمام الركوع:
عن الإمام محمّد الباقر عليه السلام أنه قال:
"من أتمّ ركوعه لم تدخله وحشة القبر"([2]).
 
الذكر الخاص:
وورد عن الإمام الصادق عليه السلام: "من قال مائة مرّة (لا إله إلاّ الله الملك الحقّ المبين) أعاذه الله العزيز الجبار مِن الفقر وآنس وحشة قبره واستجلب الغنى واستقرع باب الجنّة"([3]).
 
قراءة سورة (يس) قبل النوم:
عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: "إنّ لكلِّ شيءٍ قلبا وإنّ قلب القرآن يس، من قرأها قبل أن ينام أو في نهاره قبل أن يمسي كان في نهاره من المحفوظين والمرزوقين حتّى يمسي. ومن قرأها في ليلة قبل أن ينام وكّل الله به ألف ملك يحفظونه من شرِّ كلِّ شيطان رجيم، ومن كلِّ آفة. وإنْ مات في يومه أدخله الله به الجنّة، وحضر غسله ثلاثون ألف ملك كلُّهم يستغفرون له، ويشيِّعونه إلى قبره بالاستغفار له. فإذا دخل في لحده كانوا في جوف قبره يعبدون الله، وثواب عبادتهم له، وفسح له في قبره مدّ بصره، وأُومن من ضغطة القبر، ولم يزل له في قبره نورٌ ساطع إلى عنان السماء إلى أن يخرجه الله من قبره... الحديث"([4]).
 
صلاة ليلة الرغائب:
وكذلك صلاة ليلة الرغائب، وهي أوّل ليلة من ليالي الجمعة من رجب فيها عمل مأثور عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذو فضل كثير، وقد وقد ورد في فضلها عن رسول الله أنّه قال: "والذي نفسي بيده لا يصلي عبد أو أمة هذه الصلاة إلا غفر الله له جميع ذنوبه، ولو كان ذنوبه مثل زبد البحر وعدد الرمل ووزان الجبال وعدد ورق الأشجار ويشفع يوم القيامة في سبعمائة من أهل بيته ممن قد استوجب النار، فإذا كان أول ليلة في قبره بعث الله إليه ثواب هذه الصلاة في أحسن صورة فيجيئه بوجه طلق ولسان ذلق فيقول: يا حبيبي أبشر فقد نجوت من كل سوء فيقول: من أنت فوالله ما رأيت وجها أحسن من وجهك، ولا سمعت كلاما أحسن من كلامك، ولا شممت رائحة أطيب من رائحتك، فيقول: يا حبيبي أنا ثواب تلك الصلاة التي صليتها في ليلة كذا من شهر كذا في سنة كذا، جئتك هذه الليلة لأقضي حقك وأونس وحدتك، وأرفع وحشتك، فإذا نفخ في الصور ظللت في عرصة القيمة على رأسك فأبشر فلن تعدم الخير أبدا".
 
عيادة المريض:
فعن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: "كان فيما ناجى به موسى عليه السلام ربّه أن قال: يا ربّ أعلمني ما بلغ من عيادة المريض من الأجر؟، قال عزّ وجلّ: أوكِّل به ملكا يعوده في قبره إلى محشره"([5]).
 
تولِّي أمير المؤمنين عليه السلام:
روِي عن أبي سعيد الخدري أنّه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "يا علي أبشر وبشِّر فليس على شيعتك حسرة عند الموت، ولا وحشة في القبور، ولا حزن يوم النشور. ولكأنّي بهم يخرجون من جدث القبور ينفضون التراب عن رؤوسهم ولحاهم، يقولون: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إنّ ربّنا لغفور شكور الذي أحلّنا دار المقامة من فضله لا يمسُّنا فيها نصب ولا يمسُّنا فيها لغوب"([6]).
  


([1]) المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار- مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة - ج 88 ص 219
([2]) م . ن .ج6 ص244
([3]) م . ن . ج 90 ص 207
([4]) الحر العاملي - محمد بن الحسن - وسائل الشيعة - دار إحياء التراث - بيروت –ج 6 ص 247
([5]) الكليني-الكافي-دار الكتب الاسلامية- طهران - الطبعة الخامسة - ج3 ص121
([6]) المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار- مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة ج 95 - ص 396

المأمون رجل ذكي، وهذا ما يمكن أن نفهمه من إسناد ولاية العهد للإمام عليه السلام، وحقاً يجب القول أن سياسة المأمون كانت تتمتع بتجربة وعمق لا نظير له، لكن الطرف الآخر الذي كان في ساحة الصراع كان الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام وهو نفسه الذي كان يحول أعمال وخطط المأمون الذكية والممزوجة بالشيطنة إلى أعمال بدون فائدة ولا تأثير لها وإلى حركات صبيانية كما سنرى في الكلام عن ولاية العهد وهناك عدة شواهد على هذه الشيطنة، ففي عصره كان يتم ترويج العلم والمعرفة بحسب الظاهر، وكان العلماء يدعون إلى مركز الخلافة، ويبذل المأمون الهبات والمشجعّات للباحثين وذلك لإعداد الأرضية لانجذابهم نحوه، وعلاوة على هذا فقد حاول جذب الشيعة وأتباع الإمام إليه من خلال القيام ببعض الأعمال، فمثلاً كان يتحدّث عن عدة أمور منها:

 - أن علياً عليه السلام أكثر أهلية وأولى بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله.

- جعل لعن معاوية وسبه أمراً رسمياً.

- أعاد للعلويين ما غصب من حق السيدة الزهراء عليها السلام في فدك.

وبالنتيجة كان يبذل قصارى جهده لإرضاء الناس حتى يستطيع بسهولة الاستقرار على مركب الخلافة2.
 
ولاية العهد أهدافها، أسبابها ونتائجها:
بعد مقتل الأمين استلم المأمون الخلافة سنة 198ه، وأسند ولاية العهد للإمام عليه السلام سنة 201 للهجرة، وكان وراء هذا العمل عدة أهداف منها:
 
1- التهدئة للأوضاع الداخلية:
بعد استلام المأمون الخلافة بسنة واحدة أي 199ه، اندلعت ثورات عظيمة وحركات تمرد واسعة قادها العلويون، حيث خرج أبو السرايا السري بن منصور الشيباني بالعراق ومعه محمد بن إبراهيم ابن إسماعيل الحسني، فضرب الدارهم بالكوفة بغير سكة العباسييّن، وسير جيوشه إلى البصرة وقد توزعت الثورة على عدة جبهات:
 جبهة البصرة بقيادة العباس بن محمد بن عيسى الجعفري.
 وجبهة مكة بقيادة الحسين بن الحسن الأفطس.
 وجبهة اليمن بقيادة إبراهيم بن موسى بن جعفر عليه السلام.
 وجبهة فارس بقيادة إسماعيل بن موسى بن جعفر عليه السلام.
 وجبهة الأهواز بقيادة زيد بن موسى.
 وجبهة المدائن بقيادة محمد بن سليمان([1]).
ولذلك كان الهدف الأول من دعوة الإمام عليه السلام إلى خراسان تحويل ساحة المواجهة العنيفة والملتهبة إلى ساحة مواجهة سياسية هادئة.
 
2- سلب القداسة والمظلومية عن الثورة:
الشيعة لم يكونوا يعرفون التعب أو الملل في المواجهة ولم تكن ثورتهم لتقف عند حد. وهذه المواجهات كان لها خاصيتين
الأولى: المظلومية.
الثانية: القداسة([2]).
 
المظلومية التي كانت تتمثل بانتزاع الخلافة والاضطهاد والقتل الذي تعرض له أئمة أهل البيت عليهم السلام من عهد مولانا الإمام علي عليه السلام إلى عهد مولانا الرضا عليه السلام وما بعده.
 
أما القداسة: فهي التي يمثلها الإمام المعصوم من خلال ابتعاده عن أجهزة الحكم وقيادة الناس وفقاً لمنهج الإسلام المحمدي الأصيل.

إن المأمون العباسي حاول من خلال ولاية العهد أن يسلب هذه القداسة والمظلومية اللتان تشكلان عامل النفوذ الثوري في المجتمع الإسلامي.

لأن الإمام عندما يصبح ولي عهد سينضم حسب تصور المأمون إلى أجهزة الحكم وينفذ أوامر الملك في التصرف بالبلاد إذن فهو لم يعد لا مظلوماً ولا مقدساً.
 
3- إضفاء المشروعية على الخلافة العباسية:
إنَّ بيعة المأمون عليه السلام وقبول الإمام بذلك يعني حصول المأمون على اعتراف من العلويين، على أعلى مستوى بشرعية الخلافة العباسية وقد صرح هو بذلك " فأردنا أن نجعله ولي عهدنا، ليكون دعاؤه لنا، وليعترف بالملك والخلافة لنا".
 
لأن هذه البيعة تعني بالنسبة للمأمون: أن الإمام يكون قد أقر بأن الخلافة ليست له دون غيره، ولا في العلويين دون غيرهم ولذلك إن حصول المأمون على هذا الاعتراف ومن الإمام عليه السلام خاصة، يعتبر أخطر على العلويين من الأسلوب الذي انتهجه أسلافه من أمويين وعباسيين ضدهم، من قتلهم وتشريدهم، وسلب أموالهم([3]).

وهناك أهداف كثيرة ذكرت في الكتب للبيعة كأن يكسب المأمون سمعة معنوية وصيتاً بالوقار والتقوى، وأن يتحول الإمام إلى حامي ومرشد للنظام إلى غيرها من الأهداف.
  


([1]) تاريخ الإسلام، المنظمة العالمية للحوزات، ج3، ص161 160.
([2]) راجع: الخامئني، السيد علي، الدروس العظيمة من سيرة أهل البيت عليه السلام، ص 191 190(بتصرف).
([3]) الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام، (م. س)، ص 238 - 239.

2024-05-17

 قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، زار  اليوم الإثنين، معرض طهران الدولي للكتاب.

وفي حديث خلال الزيارة أكد سماحته على المسؤولين بوزارة الثقافة ومنظمة الاعلان الاسلامي، ان يوفروا كامل الدعم للناشطين في مجالات طباعة ونشر الكتب، كما اشاد بالجهود التي بذلت من قبل الجهات المعنية في هذا الخصوص؛ داعيا الى مواصلة هذا المسار.

ودعا قائد الثورة الناشطين عبر الفضاء الافتراضي، بان يضعوا نصب مسؤولياتهم ومن خلال برامجهم ومنشوراتهم الترويجية، التحفيز على ثقافة مطالعة الكتب في المجتمع.

وعن معرض طهران الدولي للكتاب هذا العام، قال سماحته ان زيادة الاصدارات الحديثة، واعادة نشر بعض الكتب المناسبة باعداد كبيرة، من الاخبار السارة التي يبشر بها المعرض؛ كما جدد التاكيد على المسؤولين بضرورة التركيز على نشر الكتب المناسبة لجيل الشباب وتشجيعهم على المطالعة واكتساب المعرفة.

 

وتقام الدورة الــ 35 لمعرض طهران الدولي للكتاب تحت شعار "هيا نقرأ ونبني" في الفترة من 8 إلى 19 مايو في مصلى الامام الخميني (رض) وعلى نظام ketab.ir بشكل افتراضي.

ويشارك في معرض طهران الدولي للكتاب أكثر من 2619 ناشرًا وسيتواجد في المعرض، ناشرون من 60 دولة ولديهم 50 ألف عنوان كتاب أجنبي.

وتم عرض 45 ألف عنوان كتاب أجنبي في معرض الكتاب العام الماضي  وهذا العام، تحل اليمن ضيفًا خاصًا على معرض طهران للكتاب.

مسلمون يؤدون صلاة عيد الفطر في إيطاليا (أسوشيتد برس)

أحمد محمد فال

بين توقعات مسنودة بمعطيات باجتياح إسلامي لأوروبا، وحملات تهويل يقودها المتطرفون فكريا وسياسيا، أضحى الوجود الإسلامي في أوروبا واحدا من أبرز القضايا التي تشغل قادة الرأي وصناع القرار الأوروبيين.

وتعتبر أستاذة علم الاجتماع نيلوفر غول في كتابها "الإسلام والعلمانية" أن مستقبل أوروبا وديمقراطيتها باتا مرهونين بقدرتها على التغلب على سياسات الهوية والإشكالات المرتبطة بالمهاجرين المسلمين.

وتنطلق هذه المخاوف من حقيقة الوجود المتعاظم للإسلام في أوروبا، التي تعكس حالة الخوف والهلع التي تنتاب أوروبا رسميا وشعبيا من الإسلام والمسلمين.

ونتج عن ذلك إصدار العديد من القوانين والقرارات التي تحظر الحجاب والأذان والمساجد، إلى غير ذلك من ممارسات التضييق على المسلمين خصوصا في حرياتهم الدينية، رغم سقف الحرية المرتفع في أوروبا.

ولا تنحصر حالة الهلع من الإسلام عند هذا بل تتجاوزه إلى حظر النشاطات المتعاطفة مع قضايا المسلمين، كما وقع منذ بدء العدوان الحالي على غزة، ومنع الكثير من المظاهرات والأنشطة المنددة بالجرائم الإسرائيلية في العديد من المدن الأوروبية.

وتؤكد الباحثة نيلوفر غول أن مواجهة أوروبا مع الإسلام أمر محسوم في ظل ازدياد حملات التضييق والكراهية ضد المسلمين وتصدر الحركات اليمينية للمشهد السياسي.

من الصعب الحصول على معطيات دقيقة للوجود الإسلامي الراهن في أوروبا (أسوشيتد برس)

تقديرات مستقبلية

تشير تقديرات استشرافية إلى أن المسلمين سيشكلون مع منتصف القرن الحالي خمس سكان الاتحاد الأوروبي، وهو ما تعززه دراسة لمركز بيو الأميركي للأبحاث توقعت أنه بحلول العام 2050 ستبلغ نسبة المسلمين 20% في ألمانيا و18% في فرنسا و17% في بريطانيا.

ونشر الباحثان بيير روستان والكسندرا روستان دراسة عام 2019 تحت عنوان: "متى سيكون السكان المسلمون الأوروبيون أغلبية وفي أي بلد؟".

وخلصت الدراسة التي شملت 30 دولة أوروبية إلى أنه حسب السيناريو الأكثر ترجيحا فإن المسلمين سيصبحون أغلبية بعد نحو 100 عام في كل من السويد وفرنسا واليونان، وسيتأخر الأمر إلى نحو 115 في بلجيكا وبلغاريا، بينما سيستغرق ذلك نحو 150 عاما في كل من إيطاليا ولوكسمبورغ وبريطانيا.

وأكد هذه التوقعات الرئيس السابق للمكتب الاتحادي الألماني لحماية الدستور (المخابرات) هانز جورج ماسن في مقابلة مع صحيفة أكسبرس النمساوية، معتبرا أنه بحلول عام 2200 سيكون معظم سكان أوروبا مسلمين، ومحذرا مما وصفه بغزو ثقافة مختلفة تدمر تدريجيا الثقافة الأوروبية.

المعطيات الحالية

من الصعب الحصول على معطيات دقيقة للوجود الإسلامي الراهن في أوروبا لأسباب عديدة منها أن دساتير بعض الدول الأوروبية تحظر إجراء أي إحصاء على أساس ديني كما هو الحال في السويد مثلا، ومنها الإقبال المتزايد وغير المنظم على اعتناق الإسلام.

وتشير التقديرات إلى أن أعلى نسبة للمسلمين في الدول الأوروبية الرئيسية توجد في فرنسا، فحسب دراسة للمعهد الفرنسي للإحصاء والدراسات الاقتصادية صادرة في يونيو/حزيران 2023 فإن 10% من الفرنسيين يعلنون أنهم مسلمون، بينما تشير تقديرات أخرى إلى أنهم يشكلون 15%.

وتشير التقديرات في دول أوروبية أخرى إلى نسب أقل مما عليه في فرنسا، ففي السويد تشير التقديرات إلى أن نسبة المسلمين تزيد على 8% بينما تحوم النسبة حول 7% في بلجيكا وبريطانيا وهولندا وألمانيا، وتقارب النسبة 6% في إسبانيا والدانمارك وإيطاليا.

الوجود الإسلامي

تجتمع عدة عوامل حاسمة تدل على أن الوجود الإسلامي في أوروبا في تصاعد، والأرجح أن وتيرته ستكون أسرع خلال الأعوام والعقود القابلة، ومن هذه العوامل:

  • نمو مقابل انحسار

أكد تقرير لصحيفة "تلغراف" البريطانية في يناير/كانون الثاني 2023 حدوث تغيرات في القارة الأوروبية تتعلق بالهوية الدينية للسكان.

وشرحت الصحيفة أن هذه التغيرات تتجسد في زيادة مضطردة في أعداد الجاليات المسلمة المهاجرة من ناحية، وفي ارتفاع معدلات مواليد المسلمين في أوروبا مقابل انخفاض معدلات المواليد بين السكان الأصليين من ناحية ثانية.

وتظهر المؤشرات الفارق الكبير بين معدلات الإنجاب لدى السكان الأصليين والتي تقدر بـ1.5% في ألمانيا مثلا، وبين معدلات الإنجاب لدى السكان الجدد من المسلمين التي تصل أحيانا 8.1%.

ولهذا يؤكد باحثون في مجال الديموغرافيا أن التغير في أوروبا كبير وسيتضاعف خلال عقود، وهو عائد إلى أن الأوروبيين أنفسهم معرضون للضمور العددي، إذ تنخفض معدلات الخصوبة في أوروبا.

  • اعتناق مقابل ارتداد

العامل الثاني أن الإقبال المتنامي على الإسلام في أوروبا يقابله إعراض أو ارتداد عن المسيحية في أوروبا، فقد كشفت دراسة أجريت في بريطانيا عام 2021، عن تحولات عميقة وغير مسبوقة داخل المجتمع الإنجليزي، ففي حين تتراجع بقدر كبير أعداد الأشخاص الذين يعلنون أنهم يعتنقون المسيحية، يرتفع عدد المواطنين الذين قالوا إنهم يعتنقون الإسلام.

هذا مع العلم أن نسبة كبيرة من الأوروبيين أصلا لا يدينون بشيء ويشكلون مثلا في بريطانيا نسبة 37% من السكان.

  • كنائس تختفي ومساجد ترفع

ومن المؤشرات الدالة على تعاظم الوجود الإسلامي في أوروبا تهاوي الكنائس فيها واستبدالها في أماكن كثيرة بالمساجد، ففي حين يتراجع اهتمام المسيحيين الأوروبيين بكنائسهم، يقبل المسلمون على بناء المساجد بل ويشترون الكنائس المهملة لتحويلها إلى مساجد.

ونورد أمثلة من ذلك: ففي ألمانيا اشترى المسلمون كنيسة دورتموند يوهانس، وحولوها إلى جامع مركز دورتموند، وفي هولندا شيد جامع الفاتح في العاصمة أمستردام على أنقاض إحدى الكنائس.

وفي فرنسا حولت كنيسة دومينيكان في ولاية ليل إلى مسجد، وفي بريطانيا يوجد قرابة ألفي مسجد معظمها كانت كنائس في السابق.

وأوضحت دراسة أعدها معهد الرأي العام الفرنسي أنّ 4.5% فقط من عامة الشعب الفرنسي يذهبون إلى الكنائس بشكل منتظم، بينما أغلقت 515 كنيسة في ألمانيا خلال الأعوام العشر الأخيرة لقلة الاهتمام بها.

  • توارث الدين

من العوامل المعززة لهيمنة الإسلام مستقبلا في أوروبا أن جميع أبناء المسلمين تقريبا يصبحون مسلمين، وهو ما لا ينطبق على أبناء المسيحيين.

فقد أظهرت دراسة اجتماعية أجريت في فرنسا أن توريث الدين أقوى بين المسلمين، حيث إن 91% من الأفراد الذين نشؤوا في أسرة مسلمة أكدوا انتماءهم إلى دين آبائهم، مقابل 67% فقط من المسيحيين.

  • الأوطان الطاردة

عامل آخر كان وسيظل على المدى المنظور المحرك الرئيسي لهجرة أغلب المسلمين هو الأوضاع المضطربة والظروف الاقتصادية الصعبة في بلدانهم الأصلية.

ولا تلوح في الأفق القريب تحولات جذرية في هذه البلدان تحقق الاستقرار والازدهار وتحد بالتالي من هجرة أبنائها فضلا عن عودة مهاجريها، وهو ما يعني استمرار أوروبا في استقطاب أبناء المسلمين الباحثين عن فرص حياة أفضل.

  • حضور مؤثر

من المؤشرات على تنامي الإسلام في أوروبا أن المسلمين باتوا قوة سياسية يحسب لها حسابها، وأقرب مثال على ذلك حضورهم المؤثر في الانتخابات البريطانية الجزئية التي جرت مطلع مايو/أيار الجاري، حيث ساهموا في جر حزب المحافظين إلى أسوأ هزيمة انتخابية له منذ 40 عاما بسبب مواقفه الداعمة للعدوان الإسرائيلي على غزة، بل وعاقبوا أيضا حزب العمال لذات السبب.

وأدى لإحداث تغيير جذري في التركيبة الحزبية البريطانية، بحيث حل الحزب الليبرالي ثالثا، كما تمكن الناخبون المسلمون في نفس الوقت من منع مرشحة حزب المحافظين الحاكم المعروفة بعدائها للمسلمين من النجاح في منصب عمدة العاصمة لندن.

وقد اعترفت قيادة حزب العمال بأن رسالة أنصار غزة وصلت وأنها تنظر فيها، ولذلك لا يستبعد مراقبون تغييرا في خطاب الحزب حول فلسطين في الأيام القادمة، فلعل ذلك يمكنه من استمالة الناخبين المسلمين فيحصل على أغلبية في الانتخابات التشريعية المقبلة.

تضخيم وتهويل

وفي مقابل هذه المعطيات الواضحة والمتكآت الموضوعية حول قوة وتنامي الوجود الإسلامي في أوروبا، هناك مؤشرات أخرى على وجود مساع حقيقية لتضخيم هذا الوجود لتخويف الأوروبيين وتصوير الأمر على أنه تهديد وجودي لهم.

وتقف وراء هذا التهويل جهات متطرفة سياسية وفكرية ودينية، ويتجلى في تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا وازدياد حملات الكراهية ضد المسلمين في أوروبا.

واختارت الاتجاهات اليمينية في أوروبا تصوير المسلمين كعدو وهو ما نشأ عنه ما بات يعرف برهاب الإسلام أو الإسلاموفوبيا، والتي شكلت أرضية لبث حملات الكراهية ضد المسلمين ومهدت للاعتداءات المتصاعدة ضدهم.

وبدت الحكومات الأوروبية عاجزة عن الوقوف في وجه هذه الحملات، بل إن الحكومة البريطانية تراجعت عن إصدار قانون كانت قد تعهدت بإصداره لوضع تعريف رسمي للإسلاموفوبيا.

ويؤكد بعض القائمين على المنظمات الإسلامية في أوروبا أن مؤشرات عديدة تظهر عدم اكتراث الحكومات الأوربية بما يتعرض له المسلمون من عنصرية وتضييق.

اليمين المتطرف

تصاعد حضور التيار اليمني المتطرف في المشهد السياسي الأوروبي خلال السنوات الأخيرة، وكان آخر فصول ذلك فوز حزب الحرية الهولندي في انتخابات 2023، وقبله تمكنت رئيسة حزب "إخوة إيطاليا" جورجيا ميلوني عام 2022 من الوصول إلى رئاسة الحكومة.

وبالإضافة لهولندا وإيطاليا يحكم اليمين المتطرف في المجر وسلوفاكيا وهو جزء من تحالفات حاكمة في فنلندا وليتوانيا والسويد، ويتأهب للانقضاض على السلطة في ألمانيا من خلال حزب "البديل لألمانيا".

وفي فرنسا بواسطة حزب "التجمع الوطني" الذي وصل للشوط الثاني من الانتخابات الرئاسية في الاقتراعين السابقين واحتل المرتبة الأولى في الانتخابات الأوروبية الأخيرة.

ويرى باحثون سياسيون أن ظاهرة اليمين المتطرف آخذة في التنامي أوروبيا، بل إن عدواها مست الأحزاب التقليدية التي بدأ بعضها استنساخ مقولات اليمين المتطرف سيرا مع التيار.

الاستبدال العظيم

مما يغذي الكراهية ضد المسلمين في أوروبا شيوع بعض الأفكار والمعتقدات المتطرفة مثل ما يعرف بنظرية الاستبدال العظيم وتقوم على شعور بالمؤامرة ضد الإنسان الأبيض وتكالب الآخرين عليه لإحلال أعراق أخرى مكانه.

ويقول أستاذ الدراسات العرقية والإثنية بجامعة ميامي الأميركية رودني كوتس إن أصول هذه النظرية تعود لأواخر القرن الـ19، ففي عام 1892 حذر الكاتب والسياسي البريطاني تشارلز بيرسون من أن البيض "سوف يستيقظون يوما ليجدوا أنفسهم محاصرين ومُزاحمين وربما مطاردين".

ومع التدفق الهائل للمهاجرين إلى أوروبا تعززت المخاوف من انقراض "البيض" لدى أصحاب هذه النظرية، فظهرت دعوات إلى السعي بحملة تستهدف تحديد النسل أو التعقيم القسري لغير "البيض" من الأعراق الأخرى.

واستمرت أفكار هذه النظرية تعشعش في أذهان بعض المثقفين الغربيين، فقد تبناها حرفيا الكاتب الفرنسي رينو كامو في كتابه "الاستبدال العظيم" الصادر عام 2011، حيث اعتبر أن العرق الفرنسي والأوروبيين البيض تم استبدالهم جسديا وثقافيا وسياسيا بمجموعات أخرى، وأن سياسات الهجرة الليبرالية والانخفاض الكبير في معدلات المواليد البيض يهددان الحضارة والتقاليد الأوروبية.

وتردد صدى نظرية الاستبدال مع الهجوم الإجرامي الذي نفذه الأسترالي برينتون تارانت في نيوزيلندا في مارس/آذار 2019 وأودى بحياة 51 مسلما أثناء صلاتهم في أحد المساجد، وردد تارانت عبارة "الاستبدال العظيم" في البيان الذي كشف فيه دوافع فِعلته، وقال إنه لاحظ أثناء زيارة لفرنسا غزو السكان غير الأوروبيين للغرب وهو ما دفعه لارتكاب جريمته.

وفي الختام نجد أن أوروبا والدول الغربية تقع بين خيارين أحلاهما مر، فهي إما أن تيسر استقبال المهاجرين وأغلبهم مسلمون فيكثرون وينتشرون، وإما أن تضيق عليهم مع ما قد يعنيه ذلك من تضاعف أزماتها الاقتصادية بفعل نقص اليد العاملة، وتزداد شيخوختها فتحث الخطى نحو نهايتها.

المصدر : الجزيرة

 

العلم الفلسطيني مرفوعا وسط خيام المحتجين المعتصمين خارج مبنى جامعة أثينا في العاصمة اليونانية (الفرنسية)

تصدر مطلب وقف التعاون مع إسرائيل المظاهرات التي عمت عددا من الجامعات الأوروبية تنديدا بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

وفي بريطانيا، رش متظاهرون طلاء أحمر على مبنى ويتوورث التاريخي العائد لجامعة مانشستر، احتجاجا على تعاونها مع إسرائيل.

وقالت "مجموعة الطلاء الأحمر" في منشور لها إنه "تم رش جامعة مانشستر بالطلاء الأحمر، الذي يرمز إلى التواطؤ في سفك الدم الفلسطيني".

وأشار المنشور إلى أن "جامعة مانشستر -في إطار تعاونها مع الجامعة العبرية في القدس- ترسل طلابها للقيام بأعمال في مستوطنات يهودية، كما أنها تتعاون مع شركة تبيع أسلحة لإسرائيل".

وتنظم المجموعة احتجاجات باستخدام الطلاء الأحمر ضد علاقات التعاون مع إسرائيل ومبيعات الأسلحة لها في عموم المملكة المتحدة.

وبرز اسم المجموعة بشكل متزايد منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، من خلال احتجاجاتها ضد المؤسسات التي تدعم إسرائيل والشركات التي تبيع الأسلحة لها.

وقام نشطاء المجموعة برش الطلاء الأحمر على مباني وزارتي الدفاع والخارجية أيضا، كما أنهم يعرقلون عمل شركات أسلحة من خلال الصعود على الأسطح وقطع الطرق.

وإلى جانب جامعة مانشستر، بدأ طلاب في جامعات نيوكاسل، وبريستول، ووارويك، وليدز، وشيفيلد، وشيفيلد هالام، تنظيم فعاليات تشمل وقفات ونصب خيام داخل المباني الجامعية وحولها، احتجاجا على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

وعبّر طلاب وموظفون في الجامعات البريطانية عن دعمهم لنظرائهم المحتجين بدول أخرى عن طريق التجمع في مناطق مفتوحة ونصب خيام داخل جامعاتهم، مطالبين إدارات جامعاتهم بإنهاء التعاون مع الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.

جانب من المظاهرات التي شهدتها جامعة أمستردام ( الفرنسة)

هولندا

وفي هولندا، واصل طلاب جامعات أمستردام، وأوتريخت، وليدن ورادبود، احتجاجاتهم المتزامنة ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مطالبين إدارات جامعاتهم بوقف التعاون مع المؤسسات الداعمة لإسرائيل.

واحتج الطلاب والأكاديميون المشاركون في المظاهرات على مواقف إدارات جامعاتهم تجاه ما يحدث بحق الفلسطينيين في غزة، ومواصلتها التعاون مع مؤسسات وشركات داعمة لإسرائيل. كما ندد المتظاهرون بعنف الشرطة الهولندية في أثناء فض الاحتجاجات الطلابية.

وفي جامعة أمستردام، طالب المتظاهرون إدارة الجامعة بالاستقالة بسبب تعاملها مع الاحتجاجات الطلابية.

وفي كلمة باسم الأكاديميين اليهود، انتقد أحد أعضاء الهيئة التدريسية بجامعة أمستردام تجاهل الجامعة للطلاب والأكاديميين واحتجاجاتهم.

وانطلقت مظاهرات في جامعات هولندية في السادس من مايو/أيار الجاري، للتنديد بالحرب الإسرائيلية على غزة وللمطالبة بوقفها، لكنها قوبلت بعنف الشرطة التي فضتها واعتقلت عشرات الطلاب والأكاديميين قبل أن تنضم جامعات أخرى للمظاهرات.

المتظاهرون في جامعة أثينا ينددون بالإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة (الأناضول)

سويسرا واليونان

وفي سويسرا، اتسعت رقعة الاحتجاجات الجامعية على الحرب الإسرائيلية على غزة لتشمل جامعات بازل، وبرن، وفريبورغ ونوشاتيل بعد احتجاجات مشابهة في جامعتي لوزان وجنيف.

وطالب المحتجون بمقاطعة أكاديمية للمؤسسات الداعمة لإسرائيل، لتنضم بذلك إلى الجامعات الأميركية والأوروبية المتضامنة مع فلسطين.

واستهل طلاب الجامعات احتجاجاتهم بتعليق لافتات متضامنة مع فلسطين على جدران حرم الجامعة، مطلقين شعارات مساندة لفلسطين وأخرى مناهضة لإسرائيل.

كما طالب المتظاهرون إدارة جامعاتهم بوقف تعاونها القائم مع إسرائيل، داعين إلى "مقاطعة أكاديمية" تجاه المؤسسات والمنشآت الداعمة لها. ودعا المتظاهرون أيضا جامعاتهم إلى تبني موقف واضح تجاه ما يحدث في غزة.

ويطالب المتظاهرون الجامعة بقطع علاقاتها الأكاديمية مع إسرائيل، على خلفية مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع.

وانطلقت الاحتجاجات الطلابية في جامعة لوزان في الثاني من مايو/أيار الجاري، وفي جامعة جنيف في السابع من الشهر نفسه، في حين شهد اليوم نفسه مظاهرة أخرى في جامعة زيورخ انتهت على الفور جراء فضها من قبل الشرطة السويسرية.

وفي اليونان، احتشد المتظاهرون -أمس الاثنين- خارج المبنى المركزي لجامعة أثينا في العاصمة اليونانية مرددين هتافات، منها "الحرية لفلسطين.. الحرية لغزة".

ولوّح المتظاهرون بالعلم الفلسطيني منددين بالعدوان الإسرائيلي على غزة وبعزم جيش الاحتلال اجتياح رفح، معتبرين ذلك حلقة جديدة في جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال.

ويوم 18 أبريل/نيسان الماضي، بدأ طلاب وأكاديميون رافضون للحرب على غزة اعتصاما بحرم جامعة كولومبيا الأميركية في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.

ومع تدخل الشرطة واعتقال عشرات المحتجين، توسعت حالة الغضب لتمتد إلى جامعات بدول أخرى، مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا و باكستان والهند، شهدت جميعها مظاهرات ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.

المصدر : وكالات

 

يحيى عالم

باحث سياسي مغربي في قضايا الفكر العربي الإسلامي والفلسفة

أعاد الاصطفاف لدى معظم الدول الغربية في الموقف الرسمي مما يجري من الحرب على غزة إلى الأذهان طبيعة العلاقة بين الغرب والشرق (غيتي)

تشكِّل الحرب الدامية على غزة- والتي تجاوزت حتى الآن أكثر من شهرين- اختبارًا حقيقيًا لمواقف عدد من الدول في الانتصار للقيم الإنسانيَّة الكبرى في الحرية والعدالة والمساواة، مما غذَّى المنظور السائد بالانتقائية في التضامن والتعاطف، وازدواجية المعايير في الحكم والموقف من الأحداث التي تجري في الشرق والغرب، إذ يكون الحافز فيها، عادة، خاضعًا للمصالح على حساب المبادئ، تلك المبادئ والقيم التي تعتبر دستور العصر في تقرير المصير وحقوق الإنسان.

الإنسان بمعناه المطلق، حيثما كان ومهما كانت خلفيته الدينية والثقافية والعِرقية؛ كما هو متداول، خطابيًا على الأقلّ، في الفكر والمواثيق الدولية.

انكشفَ على مدار هذين الشهرين حجمُ التناقض- إن لم نقل الزيف- الذي يعتري هذه القيم الإنسانية الغربية؛ ذلك أن الناظر لما تمت مراكمته في مدونة حقوق الإنسان وفلسفة الحريات والمساواة والعدالة مع نموذج الديمقراطية الليبرالية في أميركا وأوروبا، انهار تمامًا على مستوى التجليات في الواقع العملي، حيث تسود المصلحة الخالية من القيمة، والقوة العارية من الأخلاق، ليس في رؤية الشعوب العربية والإسلامية وحسب- والتي لها تجارب مريرة مع أشكال القوة والاستعمار والخراب باسم تلك الشعارات نفسها – وإنما لدى لفيف عريض من الرأي العام الغربي نفسه.

استيقظ الرأي العام الغربي على رسالة معمّدة بشلال الدم في غزة، مصحوبة بمواقف سياسية عبَّرت عن انتكاسة أخلاقية عميقة، قد تكون لها آثارٌ ممتدة على مدى الزمن في المواقف النفسية والمعرفية للشعوب العربية والإسلامية، من هذه الدول التي لم تتخلص من عقدة الاستعلاء في النظر إلى الآخر، حضارة وثقافة وشعوبًا، مما قد يدفع للواجهة حدة التباين بين الشرق والغرب، ويذكي الاختلاف والتمايز على أساس ثقافي وحضاري.

فهل يمكن أن تدفع مواقف أوروبا وأميركا- المنحازة لإسرائيل انحيازًا مطلقًا- إلى رسم خريطة جديدة للعالم على أسس ثقافية حادة، ومن ثم تعميق الهوة بين الغرب والشرق؟ أم أن يقظة الضمير لدى الرأي العام الغربي- والتي تجلت في تعاظم التعاطف مع القضية الفلسطينية- يمكن أن تحدث توازنًا في الأمد المنظور، ومن ثم الدفع بالسردية السائدة إلى التغيير؟

كانت رؤية هنتغتون الصدامية للحضارات والثقافات قائمة على تغذية النزاع والصراع على أسس ثقافية حادة بين الشرق والغرب، تقدم الإسلام والثقافة العربية والإسلامية في صبغة العنف المستلهم من الأصول الدينية

عودة الانقسام الحاد بين الغرب والشرق

لم يكن بالنسبة للرأي العام العربي والإسلامي- وهو يتابع مواقف عدد من الدول الغربية الكبرى، وتقديمها الدعم السياسي والعسكري لإسرائيل – أن يفهم ذلك بعيدًا عن التحالف بصبغة حضارية وثقافية، بالإضافة إلى المصالح المشتبكة من حيث الدور الوظيفيّ الذي تقوم به في الشرق الأوسط.

كان الأمر مريبًا بالنسبة للبعض، وهو يشهد زيارات الدعم والمساندة، والتماهي مع الرواية الإسرائيلية وتوفير الغطاء السياسي التام لعملية عسكرية أودت بحياة الآلاف من الأطفال، منهم الخدج، والنساء والشيوخ، مع التهجير القسري، وتدمير المستشفيات ودور العبادة؛ من مساجد وكنائس على من فيها من الراغبين في الاحتماء بقدسية أماكن العبادة والرعاية الصحية.

جرت العادة والعرف الأخلاقي في الحروب وحسب المواثيق والقوانين، أن لكل حرب حدودًا أخلاقية لا تتجاوزها، وأماكن لا يُتجرَّأ عليها، لكن الذي حدث على مرأى من العالم هو نقيض ذلك تمامًا، كل ذلك والدول التي أبدعت في صياغة المفاهيم والنظم الأخلاقية المعاصرة، توفر الغطاء لانتهاك هذه المفاهيم والنظم، مما يرسخ حالة الازدواجية والتناقض.

يكشف ذلك أنّ المواقف في كثير من الأحيان، تتحدد على أرضية بعيدة عن الدوافع الأخلاقية والقيمية، وهو ما عززته سردية الخطاب السياسي والإعلامي الذي يبرّر الحرب، ويعتبر كل نقد سياسي وأخلاقي- يذكر بمشكلة الاحتلال والاستيطان وهضم حقوق الشعب الفلسطيني- معاداةً للسامية، تستوجب التجريم قانونًا، وتحاصر على مستوى الإعلام وفي الواقع.

لم يتم الانتباه إلى أن طبيعة هذا الانزياح- في المواقف والسياسات الداعمة للتطهير العِرقي والتنكيل بالفلسطينيين بأكثر الأنماط بشاعة ودموية في التاريخ- ستزيد من الهوّة بين الشرق والغرب، وتعمق الاختلافات على أسس حادة وتهدم جسورًا من علاقات هذه الدول مع شعوب العالم العربي والإسلامي، التي تحتفظ في وجدانها وثقافتها وتاريخها بمكانة خاصة لفلسطين والمسجد الأقصى.

بل إنّ الاختلالَ على مستوى المعايير المحددة للمواقف السلبية والاصطفافات التي جرت على بساط الدم الفلسطيني، هو تاريخٌ من الاصطفافات المشابهة، سواء مع محنة الشعب الفلسطيني الممتدة، أو مع أحداث مشابهة عديدة منذ زمن المد الاستعماري، والتي تكون فيها الديناميات والبواعث للمواقف- كما هو متداول في حديث الساسة والإعلاميين ــ قائمةً على الـ "نحن" والـ"هم"، بخلفية تتداخل فيها الثقافة بالسياسة بالجوانب الحضارية والدينيّة العامة، بكثير من التعميم والحدية، بعيدًا عن الحس الأخلاقي والعقلاني، مما يستدعي جذورًا للصراع تشكل خطرًا على المستقبل.

ينتعش الصدام الحضاري حينما تنعدم المعايير الإنسانية والأخلاقية

أعاد الاصطفاف لدى معظم الدول الغربية- في الموقف الرسمي مما يجري من الحرب على غزة- إلى الأذهان طبيعة العلاقة بين الغرب والشرق، التي اتسمت تاريخيًا بكثير من أوجه المد والجزر: التوافق حينًا والصدام أحيانًا أخرى، وقد كانت أوجه النزاع السياسي والعسكري، بشكل مستمر، عاملًا رئيسيًا في تغذية التباين الثقافي وإبراز عناصر الاختلاف الديني والحضاري.

وعلى الرغم من أن الغرب ليس كتلة واحدة، وإنما هو كتل متنوعة متداخلة، والشرق ليس كما هو متخيل لدى العديد من الساسة والمثقفين الغربيين، فإن الموقف الحاد الذي تشكل من حضارة العرب والمسلمين- على مسرح التاريخ منذ القرون الوسطى إلى الأندلس، ثم الاستعمار لاحقًا – جعل العلاقة مضطربة، ومنح الاختلاف والتباين أولوية على محاولات التواصل والتعاون.

أخذ هذا التوجه الجيوسياسي في التشكل عقب انهيار الاتحاد السوفياتي، مع هندسة خريطة العالم على أسس ثقافية وحضارية، من طرف من يحملون هذه النزعة الثقافية، من أمثال: برنارد لويس، وصامويل هنتغتون.

وذلك من خلال تجسيد التحدي الجديد أمام الولايات المتحدة الأميركية في الأيديولوجيا التي يحملها الإسلام، تجسيدًا يتسم بالتعميم المخلّ والسطحي وينظر للعالم على أسس وقوالب حضارية وثقافية أحادية وجامدة، وليس على محددات ديناميكية تعددية ومتفاعلة تستطيع أن تنمي جسور التواصل بعدالة وإنصاف، والتشبيك بين الثقافات والشعوب على أسس وقواعد من الفهم والاحترام المتبادل.

مثلت رؤية هنتغتون الصدامية للحضارات والثقافات- والتي هيمنت على وعي المحافظين الجدد مدة من الزمن- تعبيرًا عن توجّه إستراتيجي لدى الولايات المتحدة الأميركية حينها، وهي رؤية قائمة على تغذية النزاع والصراع على أسس ثقافية حادة بين الشرق والغرب، تقدم الإسلام والثقافة العربية والإسلامية في صبغة العنف المستلهم من الأصول الدينية.

على الرغم من اندثار هذا الرأي على المستوى الخطابي لدى الأكاديميين والسياسيين، فإن الممارسات التي يشهدها النزاع الحالي في فلسطين اليوم، أعادت هذا الرأي إلى الواجهة من جديد.

بل إن البعض اتّجه رأسًا إلى الحديث عن ضرورة تعديل مناهج التربية والتعليم من أجل نزع بذور العنف من وعي الفلسطينيين، وإلى تصوير الصراع كأنه صراع ديني صرف، وفي ذلك أمران جديران بالملاحظة:

  • أولًا: إغفال حقيقة الدين الإسلامي ومدى ما تستبطنه قيمه ونصوصه وتجربته الحضارية من تأسيس للتعايش والتسامح والرحمة على أسس أخلاقية متينة.
  • ثانيًا: هذا فيه نوع من الالتفاف والتعمية على أصل المشكلة التي أصبحت موضع تعاطف إنساني شامل بمن فيهم ساسة دول غربية.

وأصل المشكلة قائمٌ في الاحتلال والاستيطان والفشل الأممي في تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وَفق ما نصت عليه واعترفت به القرارات الأممية كحد أدنى وإلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي، وضرورة رفع الحصار عن مليوني إنسان في غزة على المدى الطويل.

ما يتوجب القيام به الآن، إنقاذ غزة من لهيب النار ومن آلاف الأطنان من المتفجرات التي تدمر العمران وتحرق الإنسان أمام مرأى ومسمع من العالم.

إن ما نشهده من قلب للحقائق وتزييف الوعي يجعل، من هذا الحجم من الدم المتدفق دون مراعاة لحرمة الإنسان وقدسيته وحقه في الحياة وتقرير مصيره، واحدة من أبشع ما مر على الإنسانية من جرائم.

كان الأحرى بالوعي الإنساني أن يستيقظ حينما اعتبر وزير في حكومة الحرب، أن الفلسطينيين مجرد حيوانات بشرية، فالوصف بما هو دون الإنسان، أو نزع صفة الإنسانية والآدمية، هو مقدمة لممارسة عملية تطهير وقتل جماعي.

لكن هذا التصريح ورد في سياق كان فيه التسابق جماعيًا لتقديم الغطاء لما نرى فصوله من مأساة راهنة، ستكون آثارها عميقة على العلاقة بين الشرق والغرب على المدى الإستراتيجي إذا لم يتم وقف آلة القتل، بل إن نتيجة التضامن الإنساني في كل العالم، ستجعل من الانعكاس ممتدًا للتأثير في دول كبرى.

ختامًا: تتشكل المواقف الحساسة للشعوب في معين الأزمات والنزاعات وفي سياقات الضغط بفعل ديناميات سيكولوجية ومعرفية وسياسية، ونظرًا لرمزية فلسطين في الوعي العربي والإسلامي، فإن ما يجري بها يمتد أثره إلى كل جغرافيا العالم الإسلامي.

كان الاصطفاف في الحرب على غزة تحت مسمى الدفاع عن النفس، دون النظر في الحق الفلسطيني المُهدَر، تعبيرًا عن خلل فادح في المنظومة السياسية الغربية والوعي الذي تتشكل على أساسه وعلائقها التي تعيد التذكير بجذور مشكلة وثقافة الاستعمار، ما قد يعمق الشرخ ويذكي الهوة على أسس ثقافية وحضارية حادة بين الغرب والشرق، تزيد من تخليق المشاكل في المستقبل إذا لم يتم الانزياح عن هذا الموقف الذي يعبر عن انتكاسة أخلاقية.

لكن في صلب هذه المأساة استطاعت القضية الفلسطينية أن تخلق دينامية جديدة في صفوف الرأي العام الغربي نفسه، الذي أحدث توازنًا مع الموقف السياسي السلبي لعدد من الدول، ويرجح آفاق التعاون على أسس أخلاقية وإنسانية. وذلك موضوع المقالة المقبلة.

 

ننوه لبعض خصائص وصفات دولة الإمام المهدي (عليه السلام) المباركة ، وهي الطموحات الّتي تترقبها كلّ المجتمعات البشرية والآمال الّتي ينتظرها الجميع ، والّتي ستتحوّل إلى أرض الواقع في دولة الإمام المهديّ (عليه ‌السلام) ، وهذه الخصوصيّات مستفادة من الآيات والروايات.
١ ـ تمتاز حكومته (عليه ‌السلام) بأنّها حكومة عالميّة تملك الشرق والغرب سواء ، فيكون ـ الإمام المهديّ (عليه ‌السلام) ـ الوارث الحقيقي للأرض وما عليها ، وله الحاكميّة المطلقة.
٢ ـ وتكون حكومته على أساس العقيدة الإسلاميّة الًّتي تستقي فكرتها من القرآن العظيم ، ويكون حكمه مرضيّاً عند اللّه تعالى وعند النّاس جميعاً ، لأنّ الدّين عند اللّه الإسلام ، فطابعها طابع إسلامي ، وشعارها التوحيد والإعتراف بنبوّة النبيّ الخاتم محمّد (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم) والولاية لأمير المؤمنين عليّ (عليه ‌السلام).
٣ ـ الدستور الأساسي لهذه الدولة هو القرآن الكريم.
٤ ـ زوال الخوف واستقرار الأمن والطمأنينة في هذه الدولة.
٥ ـ العدالة الإجتماعية هي المعلم البارز في الدولة المهدويّة في جميع نواحي الحياة ، فيحيي الأرض بها.
٦ ـ ظهور بركات الأرض والسّماء ، فتظهر المعادن والخزائن ، وتكون من حقّ الأئمّة كلّها ، فيقسمها الإمام بين النّاس بالسويّة.
٧ ـ ازدياد المنتوج الزراعي على أثر بركات السّماء ، فتبدو الأرض كلّها خضراء جميلة مليئة بالثروة الزراعية.
٨ ـ وعلى الصعيد السياسي والجماهيري تكون كلمة النّاس واحدة ، وكلّهم يعيشون مطمئنّين تحت راية الامام المهديّ (عليه ‌السلام).
٩ ـ وورد في بعض الروايات المعتبرة أنّ منادياً ينادي في يوم الظهور : «يا أهل العالم اليوم يوم العدل والخلاص».
١٠ ـ بروز التقدم الصناعي والتكنلوجي على أثر تكامل العقول وانتشار العلوم الجديدة عن الإمام عليه ‌السلام.
١١ ـ اتصال المدن بعضها مع البعض الآخر فلا توجد مناطق نائية توتر حالة الأمن أو تخيف النّاس.
١٢ ـ خلوّ النّاس من الرذائل والمفاسد الأخلاقيّة كالحسد والكذب والبغضاء ، وامتيازهم بالأخلاق والصدق والطيب والآداب وطهارة القلوب والسلوك.
١٣ ـ زوال الآفات المدمرة والأمراض الخطيرة.
١٤ ـ خلّو النّاس من الفقر ، بل يمتاز الجميع بالثراء العريض على أثر التقدم الإقتصادي وفاعليه الأسواق العالميّة ، وتوزيع الثروة بشكل عادل؟.
١٥ ـ التقدم الطبّي والصحي هو الآخر من خصائص الدولة ، فيمتاز أناس ذلك الزمان بطول العمر على أثر التطوّر الروحي والصحّي.
١٦ ـ اللغة العربيّة هي السائدة في جميع هذه الدولة العظيمة باعتبارها لغة القرآن ـ الدستور ـ.
١٧ ـ وبعد نزول عيسى بن مريم (عليهما‌ السلام) من السّماء واقتدائه بالإمام المهدي (عليه ‌السلام) يؤمن جميع النصارى بالمهدي ويدخلون الإسلام ويعترفون بالنبيّ الخاتم (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم) وهكذا كافة أصحاب الأديان والكتب السماويّة.
١٨ ـ إجتماع علماء العالم كلّهم وإتّصالهم بالإمام المهدي وعرض طاقاتهم الفكريّة والتقنية ، وجعلها تحت خدمته بعد إيمانهم الكامل به (عليه ‌السلام).
١٩ ـ ولشدّة الأمن والسلم تتعايش الحيوانات المفترسة مع الحيوانات الأليفة بكلّ ثقة دون أن يؤذي إحداها الأخرى ، وهذا ببركة الإمام (عليه ‌السلام).
٢٠ ـ وتظهر في دولته المباركة كلّ مزايا الرجال الشريفة وانسانيّتهم الراقية القائمة على أساس المحبّة والرأفة.
٢١ ـ لا تعدّي في تلك الدولة المباركة ، فكلّ حقّ يصل إلى صاحبه دون أيّ إضرار.
٢٢ ـ ويتمّ تطبيق الأحكام الإسلاميّة القرآنيّة في جميع أركان الدولة المهدويّة الشريفة ، من أبسط الأحكام الشرعيّة إلى أكبرها وأشدّها وأهمّها.
٢٣ ـ وتتكوّن دولته في ظهوره الشريف من ٣١٣ رجلاً و ٥٠ إمرأة يتصلون به (عليه ‌السلام) وبين بقيّة القواعد الشعبيّة.
٢٤ ـ ويتمّ حلّ جميع المشاكل دون أيّ تأخير.
٢٥ ـ وتكون أكثر الأمور الكونيّة مطيعة للإمام المهديّ عليه ‌السلام كالماء والهواء والزمان وبقيّة المخلوقات الاُخرى.
كانت هذه نماذج مختصرة وسريعة جدّاً لخصائص دولة الإمام المهديّ عليه ‌السلام وامتيازاتها ، وبعض الآثار الكونيّة والإجتماعيّة الَّتي ستظهر في دولة الحقّ بفضل المهديّ عليه ‌السلام المبشَّر به (عليه ‌السلام) وبدولته من قبل أنبياء اللّه جميعاً وأئمّة أهل البيت (عليهم‌ السلام) الّذين بشروا المنتظرين لدولة الإمام المهدي (عليه ‌السلام) ، وحتى الأموات الّذين انتظروا الإمام المهدي ، ثمّ ماتوا فإنّ اللّه تعالى يحييهم بإذنه وقدرته في دولة الإمام المهديّ (عليه ‌السلام) ، فهم الّذين كانوا يدعون باستمرار : «اللهمّ أرنا الطلعة الرشيدة والغرّة الحميدة» (١).
__________________

١ ـ الفقرة من دعاء العهد من مصباح الزائر : ص ١٦٩ ، مصباح الكفعمي : ص ٥٥٠ ، البلد الأمين : ص ٨٢.
المصدر: الحكومة العالميّة للإمام المهدي (عليه السلام) في القرآن والسنّة، الشيخ محمود شريعت زاده الخراساني، ص19-22.

 

فاطمة المعصومة (س)؛ بنت الإمام الكاظم (ع) ومن فاضلات نساء أهل البيت (ع) وإحدى الذرية الصالحة المدفونة في مدينة قم المقدسة والتي تحظى بمنزلة خاصة بين المؤمنين.

ولادتها ونسبها

لم تسجل لنا الوثائق التاريخية القديمة يوم ولادة السيدة معصومة (س)، إلا أنّ المصادر المتأخرة سجلت لنا أن ولادة فاطمة بنت موسى (ع) كانت في المدينة المنورة غرّة ذي القعدة الحرام 173هـ.[١] أبوها سابع أئمة الشيعة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع). وقد ذكر الشيخ المفيد ابنتين للإمام الكاظم (ع) يحملان اسم فاطمة الأولى فاطمة الصغرى والأخرى فاطمة الكبرى.[٢] وأضاف ابن الجوزي فاطمة الوسطى والأخرى.[٣] أمها وأم أخيها الرضا (ع) السيدة نجمة خاتون.[٤]

أسماؤها وألقابها

أشهر أسمائها المعصومة (س) وهو المستل من الرواية المنسوبة إلى الإمام الرضا (ع) والتي جاء فيها: «من زار أختي معصومة (س) في قم كمن زارني».[٥] وجاء في رواية أخرى عنها (س) أنها أشارت إلى أن اسمها معصومة (س) وأنها أخت الرضا (ع).[٦]

ومن ألقابها: الطاهرة، الحميدة، البرّة، التقية، النقية، الرضية، المرضية، السيدة وأخت الرضا (ع).[٧] وتشتهر اليوم بلقب كريمة أهل البيت (ع).
خصائصها وصفاتها الشخصية

ورد في المصادر والمتون الدينية أنه لم يبلغ أحد من أبناء الإمام الكاظم (ع) مع كثرتهم- باستثناء الإمام الرضا (ع)- ما بلغته السيدة معصومة (س) من منزلة ومكانة مرموقة.[٨] وقد صرّح الشيخ عباس القمي بأن «أفضل بنات الإمام الكاظم (ع) السيدة الجليلة المعظمة فاطمة والشهيرة بالمعصومة».[٩]


مكانتها العلمية

يدل على مكانتها العلمية ما ورد في بعض الوثائق التاريخية من أنّ جماعة من الشيعة قصدوا المدينة يريدون الإجابة عن بعض الأسئلة التي كانت معهم، وكان الإمام (ع) مسافرا خارج المدينة، فتصدت السيدة فاطمة (ع) للإجابة وكتبت لهم جواب أسئلتهم. وفي طريق رجوعهم من المدينة صادفوا الإمام الكاظم (ع) فعرضوا عليه الإجابة وعندما اطلع الإمام (ع) على جوابها قال ثلاث مرات: «فداها أبوها».[١٠]


عدم زواجها

نقل اليعقوبي أنّ ذلك يعود إلى وصية من الإمام الكاظم (ع) حيث أوصى- كما يقول اليعقوبي- بأن لا تتزوج بناته من أحد.[١١] وقد ردّ بعض الباحثين هذا الرأي مستندا إلى جهالة راويه، وأنّه مما تفرّد بنقله أحمد بن يعقوب (اليعقوبي)، وهو غير كاف لإثباته وهو مخالف للسيرة والتاريخ.[١٢] يضاف إلى ذلك أن رواية الكافي تؤكد أن الإمام الكاظم (ع) لم يمنع من الزواج وإنما أرجع ذلك إلى ولده الإمام الرضا (ع) حيث قال (ع): «ولا يُزَوِّجُ بناتي أَحدٌ من إِخوتهنَّ من أُمَّهاتهنَّ ولا سلطانٌ ولا عَمٌّ إِلَّا برأْيِه- يعني الإمام الرضا (ع)- ومشورته فإِنْ فعلُوا غير ذلكَ فقدْ خالفُوا اللَّهَ ورسولهُ...».[١٣]

و إنّ نظرة فاحصة إلى مُجمل الأوضاع العصيبة التي عاصرتها السيّدة المعصومة عليها السّلام، والضغط الشديد والارهاب اللذين تعرض لهما العلويّون والطالبيّون في عهد هارون الرشيد، انتهاءً بالاعتقال والقتل الفجيع الذي تعرّض له كبيرهم الإمام الكاظم عليه السّلام، يجعلنا ندرك سبب عدم زواج السيدة المعصومة وأغلب بنات الإمام الكاظم عليه السّلام.

ولقد كان العلويّون والطالبيّون مُلاحَقين مُشرّدين، يلاحقهم جلاوزة الرشيد أينما حَلُّوا. أما الأكفاء من الآخرين، فالظاهر أنّ أحداً منهم لم يجرؤ ـ وقد عرف عداء الرشيد للكاظم عليه السّلام ـ على التعرّض لسخط هارون من خلال مصاهرته للإمام الكاظم عليه السّلام، كما ندرك الحكمة التي جعلت الإمام الكاظم عليه السّلام ـ وهو العارف بهذا الظرف العصيب ـ يخصّص أرضاً معيّنة لتُوزّع عائداتها على بناته إن فقدن المُعيل الذي يُعيلهنّ.

ويبقى أمر عدم زواج السيّدة المعصومة، وأغلب أخواتها الأخريات من بنات الإمام الكاظم عليه السّلام أحد الشواهد على الظلم والإرهاب اللذين تعرّض لهما أهل البيت عليهم السّلام في زمن العبّاسيين عامّة، وفي عصر الرشيد على وجه الخصوص.


الأحاديث المروية عنها

روي عن فاطمة المعصومة (س) مجموعة من الروايات كحديث الغدير[١٤] وحديث المنزلة[١٥] وحديث حبّ آل محمد،[١٦] وفي فضل الإمام علي (ع) وشيعته.[١٧]وغير ذلك من الأحاديث.

هجرتها الى إيران ووصولها الى مدينة قم

قال صاحب تاريخ قم: «إنّه لما أخرج المأمون الرضا (ع) من المدينة إلى مرو لولاية العهد في سنة 200 من الهجرة، خرجت فاطمة (س) أخته تقصده في سنة 201 هـ [١٨] وقيل أن فاطمة المعصومة (س) لما تلقت كتاب أخيها الرضا (ع) استعدت للسفر نحو خراسان.[١٩] فخرجت مع قافلة تضم عدداً من إخوتها وأخواتها وأبناء إخوتها، وعندما وصلوا إلى مدينة ساوة الإيرانية تعرضت القافلة لهجوم قتل على إثره إخوتها وأبناء إخوتها فمرضت السيدة فاطمة (س) بعد مشاهدتها لهذا المنظر المأساوي والجثث المضرجة بدمائها.[٢٠] فأمرت خادمها بالتوجه بها إلى مدينة قم.[٢١]

وفي رواية أخرى أنّه لما وصل خبر مرضها إلى قم، استقبلها أشراف قم (آل سعد)، وتقدمهم موسى بن خزرج، فلما وصل إليها أخذ بزمام ناقتها وجرها إلى منزله.[٢٢] وقد أرّخت بعض المصادر المتأخرة ذلك في الثالث والعشرين من ربيع الأول. [٢٣] فكانت في دار موسى بن خزرج سبعة عشر يوما أمضتها بالعبادة والابتهال إلى الله تعالى، ولا يزال المحراب الذي كانت فاطمة (س) تصلي فيه موجود إلى الآن في دار موسى بن خزرج ويزوره الناس إلى يومنا هذا يؤمه الناس للصلاة والدعاء والتبرك، وهو الآن في مسجد عامر يعرف بـ «ستية» أو «بيت النور».[٢٤]

مصلّى السيّدة المعصومة (س)

ما يزال المحراب الذي كانت السيّدة فاطمة تصلّي فيه في دار موسى بن خزرج ماثلاً إلى الآن، يقصده الناس لزيارته والصلاة فيه. وقد جُدّدت عمارته خلال السنوات الأخيرة، وشُيّدت إلى جانبه مدرسة لطلبة العلوم الدينيّة تعرف بـ «المدرسة الستّيّة». يقع المحراب في الشارع المجاور للصحن الشريف، ويُعرف بشارع «چَهار مَرْدان» على يسار الذاهب من الروضة الفاطميّة، وهو مزدان بالقاشاني المعرّف، وعلى مدخله أبيات بالفارسيّة، تعريبه: لقد شُيِّد هذا البناء المُنير إجلالاً لبنت موسى بن جعفر، حيث مَثُل فيه محراب فاطمة المعصومة، فزادت به «قم» شرفاً على شرف.
وفاتها

لم تسجل المصادر التاريخية القديمة تاريخ وفاتها إلا أن المصادر المتأخرة سجلت ذلك في العاشر من ربيع الثاني من سنة 201هـ عن عمر ناهز الثامنة والعشرين.[٢٥] ومنهم من ذهب الى أن وفاتها كانت في 12 من ربيع الثاني.[٢٦]

ولما توفيت فاطمة (س) وغسلت وكفّنت، حملوها إلى مقبرة بابلان والتي تعود ملكيتها الى موسى بن خزرج، ووضعوها على سرداب حفر لها، فاختلف آل سعد في من ينزلها إلى السرداب، ثم اتفقوا على خادم لهم صالح كبير السن يقال له قادر، فلما بعثوا إليه رأوا راكبين مقبلين من جانب الرملة وعليهما اللثام، فلما قربا من الجنازة نزلا وصليا عليها، ثم نزلا السرداب وأنزلا الجنازة ودفناها فيه، ثم خرجا ولم يكلما أحدا وركبا وذهبا ولم يدر أحد من هما.[٢٧] وبنى عليها موسى بن خزرج سقيفة من البواري، فلما كانت سنة 256هجرية جاءت زينب بنت محمد بن علي الجواد (ع) لزيارة قبر عمتها فبنت عليها قبّة.[٢٨]

مزار السيّدة المعصومة (س)

يرجع تاريخ القبّة الحاليّة على قبر السيّدة المعصومة إلى سنة (529هـ)، حيث بُنيت بأمر من المرحومة (شاه بيكم بنت عماد بيك). أمّا تذهيب القبّة وبعض الجواهر التي رصّع بها القبر الشريف، فهي من آثار فتح علي شاه القاجاريّ. وهناك فوق قبر السيّدة فاطمة صخرة عليها نقش كهيئة المحراب، تحيط به آية الكرسيّ، وكُتب في وسطه «توفيّت فاطمة بنت موسى في سنة إحدى ومائتين».

فضل زيارتها

ورد عن المعصومين (ع) ما يدل على فضل زيارتها (س)، فقد روي عن الإمام الصادق (ع) أنّه قال: «إن لله حرما وهو مكة، وإن للرسول (ص) حرما وهو المدينة، وإن لأمير المؤمنين (ع) حرما وهو الكوفة، وإن لنا حرما وهو بلدة قم».[٢٩]

وفي رواية أخرى عنه (ع): «ستدْفنُ فيه - أي في قم- امرأَةٌ من ولدي تُسمَّى فاطمةَ بنت موسى (س) يدخل الشيعة الجنة بشفاعتها».[٣٠]
وفي رواية أخرى أنّ زيارتها تعادل الجنة.[٣١] وروي عن الإمام الرضا (ع) أنه قال: «من زارها كمن زارني».[٣٢]

وعنه أيضا: «من زارها فله الجنة».[٣٣]

وروي عن الإمام الجواد (ع) أنّه قال: «من زار قبر عمتي بقم عارفا بحقها فله الجنة».[٣٤][٣٥]

-----------

الهوامش

1.مستدرك سفينة البحار، ج 8، ص 261.
2.الإرشاد، ج 2، ص 244.
3.تذكرة الخواص، ص 315.
4.دلائل الإمامة، ص 309.
5.رياحين الشريعة، ج 5، ص 35.
6.دار السلام، ج 2، ص 170.
7.أنوار المشعشعين، ج 1، ص 211.
8.تواريخ النبي و الآل، ص 65.
9.منتهى الآمال، ج 2، ص 378.
10.كريمه أهل الـ بيت، ص 63 و 64 نقلاً عن كشف اللئالي.
11.تاريخ اليعقوبي، ج 3، ص 151.
12.حياة الإمام موسى بن جعفر، ج2، ص 497.
13.الكافي، ج 1، ص 317.
14.الغدير، ج 1، ص 107.
15.الغدير، ج 1، ص 107.
16.العوالم، ج 21، ص 354.
17.بحار الأنوار، ج 65، ص 76.
18.الغدير، ج 1، ص 170.
19.من لا يحضره الخطيب، ج 4، ص 461.
20.قيام [الـ] سادات [الـ] علويـ [ين]، ص 160.
21.تاريخ قم، ص 163.
22.بحار الأنوار، ج 48، ص 290.
23.حضرت[السيدة الـ] معصومة، فاطمة دوم [الثانية] ،ص111.
24.منتهي الآمال، ج 2، ص 379.
25.انجم فروزان[الثاقبة]، ص 58 - گنجينه آثار قم، ج 1 ص 386.
26.مستدرك سفينة البحار، ص 257.
27.تاريخ قم، ص 166. بحار الأنوار، ج 48، ص 290.
28.منتهى الآمال، ج 2، ص 379.
29.بحار الأنوار، ج 48، ص 317.
30.مستدرك سفينة البحار، ص 596. النقض، ص 196.
31.بحار الأنوار، ج 57، ص 219.
32.رياحين الشريعة، ج 5، ص 35.
33.عيون أخبار الرضا(ع)، ج 2، ص 271. مجالس المؤمنين، ج 1، ص 83.
34.كامل الزيارات، ص 536، ح 827.
35.بحار الأنوار، ج 102، ص 266

 

 

قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، أدلى اليوم الجمعة، في بصوته في حسينية الإمام الخميني (رض) في انتخابات الدورة الثانية عشرة لمجلس الشورى الإسلامي.

وفي كلمة قصيرة قال سماحته: إن أهمية الجولة الثانية من الانتخابات لا تقل عن الجولة الأولى ودعا الشعب لاستكمال المجلس بالمشاركة في الانتخابات.

وقال قائد الثورة إن الانتخابات مهمة أساسية ومهمة للوطن والشعب. وعلى جميع أبناء الشعب أن يشاركوا في الانتخابات ويكملوا أعضاء المجلس.

وأضاف، الواجب الوطني على كل من يريد أن تتقدم البلاد أن يشارك في الانتخابات. لا يوجد فرق بين الجولتين الأولى والثانية وكلاهما مهم.

وتابع، كلما زاد عدد الأصوات، كلما كان البرلمان أقوى، وكلما زادت قوة البرلمان، زادت فرص العمل في البلاد.

وانطلقت الجولة الثانية من انتخابات الدورة الثانية عشرة لمجلس الشورى الإسلامي في 15 محافظة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأعلنت لجنة الانتخابات في إيران في بيان انتهاء الحملات الدعائية للمرشحين للجولة الثانية من انتخابات الدورة الثانية عشرة لمجلس الشورى الإسلامي في تمام الساعة الثامنة من صباح يوم أمس الخميس.

ويتنافس في هذه الجولة من الانتخابات 90 مرشحًا على 45 مقعدًا، وبحسب ما أعلنته لجنة الانتخابات في البلاد، فإن التصويت سيستمر حتى الساعة 18.00، وإذا لزم الأمر وحسب تقدير وزير الداخلية فمن الممكن تمديد وقت التصويت.

هذا وأجريت انتخابات الدورة الثانية عشرة لمجلس الشورى الإسلامي الايراني في 1 مارس 2024، وتمكن 245 مرشحا من الدخول الى المجلس، وسيتم تحديد مصير المقاعد الـ 45 المتبقية في الجولة الثانية من الانتخابات اليوم.

وسيتم تحديد الممثلين للدخول الى البرلمان في 22 دائرة انتخابية في تبريز، شبستر، ميانه، بارس آباد، سميرم، لنجان، كرج، طهران، ورامين، بيرجند، مشهد، آبادان، رامهرمز، خدابنده، زنجان، شيراز، مرودشت، خرم آباد، قائمشهر، ملاير، كرمانشاه، وكنبد كاووس.