
emamian
احذر من الاستخفاف بصلاتك!
يقول الله عز وجل في حكم كتابه: ﴿وَإِذَا نَادَيْتمْ إِلَى الصلاَةِ اتخَذوهَا هزوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنهمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلونَ﴾([1]).
لا يخفى ما للصلاة من الأهمية والفضل عند الله عز وجل، فهي الصلة والرابطة بين العبد ومولاه، وقد أمرنا بإقامتها، وإتيانها، والمحافظة عليها، والاستعانة بها. وفي المقابل نهانا عن تركها والاستخفاف بها، أو الاشتغال عنها بالبيع واللهو.
وهي آخر وصايا الأنبياء والأولياء عند مماتهم عليهم السلام، وهي قرة عين النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأفضل الأعمال والفرائض بعد المعرفة. وأن الاستخفاف بها يؤدي إلى حرمان شفاعتهم عليهم السلام. وفي المقابل فهي أبغض الأعمال إلى الشيطان واتباعه، حيث ينادي عند الصلاة ورؤية عباد الله يصلون بالويل والثبور، ويقول: أطاعوا فعصيت، وسجدوا فأبيت، وقد استنفر جنوده ليرى ما يفعل بهؤلاء العباد، وكان قرارهم وما اجتمع عليه أمرهم هو اتيانهم من ناحية الصلاة وصرفهم عنها إما بتركها، أو إلهائهم عنها، وعدم الخضوع والخشوع فيها، وإذا فعل العبد ذلك استحوذ عليه الشيطان فأصبح من جنوده وأعوانه والعياذ بالله.
مراتب الاستخفاف بالصلاة
1- الاستخفاف بأصل الصلاة: بمعنى عدم اتيانها وتركها كلياً، ومثل هذا الإنسان يموت يهودياً أو نصرانياً كما ورد في الخبر.
2- اتيانها تارة وتركها أخرى: حيث أن بعض الناس مثلاً لا يصلي إلا في شهر رمضان.
3- اتيان بعضها وترك الباقي منها. كترك صلاة الصبح مثلاً.
4- الاتيان بها لا في وقتها ووقت فضيلتها بل عند التذكر.
5- الاشتغال بالعمل والبيع والتجارة في وقتها ولا سيما صلاة الجمعة.
6- عدم الاتيان بها جماعة مع القدرة عليها.
7- عدم الاهتمام بأجزائها وشرائطها كالوضوء، والقراءة، وحسن الركوع والسجود فيها.
8- عدم حضور القلب فيها.
رواية الزهراء عليها السلام
عن فاطمة سيدة النساء وابنة سيد الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم، أنها سألت أباها محمداً صلى الله عليه وآله وسلم فقالتت: "يا أبتاه، ما لمن تهاون بصلاته من الرجال والنساء؟
قال صلى الله عليه وآله وسلم: يا فاطمة من تهاون بصلاته من الرجال والنساء، ابتلاه الله بخمس عشرة خصلة: ست منها في دار الدنيا، وثلاث عند موته، وثلاث في قبره، وثلاث في يوم القيامة إذا خرج من قبره.
فأما اللواتي تصيبه في دار الدنيا
فالأولى: يرفع الله البركة من عمره، والثانية يرفع الله البركة من رزقه، والثالثة يمحو الله عز وجل سيماء الصالحين من وجهه، والرابعة كل عملٍ يعمله لا يؤجر عليه، والخامسة لا يرتفع دعاؤه إلى السماء، والسادسة ليس له حظ في دعاء الصالحين.
وأما اللواتي تصيبه عند موته:
فأولاهن أنه يموت ذليلاً، والثانية يموت جائعاً، والثالثة يموت عطشاناً فلو سقي من أنهار الدنيا لم يرو عطشه.
وأما اللواتي تصيبه في قبره:
فأولاهن يوكل الله به ملكاً يزعجه في قبره، والثانية يضيق عليه قبره، والثالثة تكون الظلمة في قبره.
وأما اللواتي تصيبه يوم القيامة إذا خرج من قبره:
فأولاهن أن يوكل الله به ملكاً يسحبه على وجهه والخلائق ينظرون إليه، والثانية يحاسبه حساباً شديداً، والثالثة لا ينظر الله إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم"([2]).
([1]) سورة المائدة، الآية: 58.
([2]) مستدرك الوسائل، ج3، ص23؛ بحار الأنوار، ج80، ص21.
مراتب العبادة الثلاث
لا شكّ أنّ للعبّاد درجات، كما أنّ للجنّة درجات، يقول تعالى ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلاَ مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الأوْفَى﴾([1]). فلكلّ إنسان سعيه في الدنيا، وبمقدار هذا السعي يكون الجزاء والعطاء الإلهيّ. على أنّ هناك من العبَاد من يرغب في ثواب الله وجنّته، ومنهم من يخاف ناره وعذابه، ومنهم من يعبده حبّاً وشكراً له سبحانه على نعمه وإفضاله. ولا شكّ أنّ مثل هذه العبادة هي أعظم عبادة.
فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "بكى شعيب عليه السلام من حبّ الله عزّ وجلّ حتّى عمي، فردّ الله عزّ وجلّ عليه بصره، ثمّ بكى حتّى عمي فردّ الله عليه بصره، ثمّ بكى حتّى عمي فردّ الله عليه بصره، فلمّا كانت الرابعة أوحى الله إليه: يا شعيب إلى متى يكون هذا أبداً منك؟ إن يكن هذا خوفاً من النار فقد أُجِرت، وإن يكن شوقاً إلى الجنّة فقد أبحتك; فقال: إلهي وسيّدي أنت تعلم أنّي ما بكيت خوفاً من نارك، ولا شوقاً إلى جنّتك، ولكن عقد حبّك على قلبي فلست أصبر أو أراك([2])، فأوحى الله جلّ جلاله إليه: أما إذا كان هذا هكذا فمن أجل هذا سأُخدمك كليمي موسى بن عمران"([3]).
وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام: "إنّ قوماً عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجّار، وإنّ قوماً عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وإنّ قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار"([4]).
وقد ورد عنه عليه السلام أيضاً: "إلهي ما عبدتك خوفاً من نارك، ولا طمعاً في جنّتك، لكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك"([5]).
فإذا أردنا أن نعبد الله فلتكن عبادتنا عبادة حبّ وشكر لا عبادة رغبة وخوف، عبادة تعلّق وهيام وعشق ننسى فيها أيّ عشق آخر، بل لا مكان في قلوبنا حقيقةً لغير الله تعالى، فإذا أحببنا أمراً أو شيئاً معيّناً أو أحداً ما، كان ذلك عبر حبّ الله ورضا الله وفي حبّ الله ورضاه.
وقد قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً وقد أنهك نفسه بالعبادة: أليس قد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "أفلا أكون عبداً شكورا"([6]).
وفي الختام
فيا من يريد إصلاح نفسه والفوز برضا وحبّ ربّه هلّا أقبلت على نفسك قليلاً وعاتبتها، ثمّ بعد ذلك روّضتها، حتّى تنهج منهج الصلحاء وتسلك سبيل الأنبياء والأوصياء، وتتأسّى بسيّد البلغاء العابد الزاهد الذي أخذ يُعاتب نفسه فيقول كما ورد عن مولانا العسكريّ، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام، وذكر مناجاةً طويلة عنه عليه السلام، قال: "ثمّ أقبل أمير المؤمنين عليه السلام على نفسه يُعاتبها ويقول: أيّها المناجي ربّه بأنواع الكلام، والطالب منه مسكناً في دار السلام، والمسوّف بالتوبة عاماً بعد عام، ما أراك منصفاً لنفسك من بين الأنام، فلو دافعت نومك يا غافلاً بالقيام، وقطعت يومك بالصيام، واقتصرت على القليل من لعق الطعام، وأحييت ليلك مجتهداً بالقيام، كنت أحرى أن تنال أشرف المقام.
أيّتها النفس اخلطي ليلك ونهارك بالذاكرين، لعلّك أن تسكني رياض الخلد مع المتّقين، وتشبّهي بنفوس قد أقرح السهر رقّة جفونها، ودامت في الخلوات شدّة حنينها، وأبكى المستمعين عولة أنينها، وألان قسوة الضمائر ضجّة رنينها، فإنّها نفوسٌ قد باعت زينة الدنيا، وآثرت الآخرة على الأولى، أولئك وفدُ الكرامة يوم يخسر فيه المبطلون، ويُحشر إلى ربّهم بالحسنى والسرور المتّقون"([7]).
([1]) سورة النجم، الآيات:39-41.
([2]) قال الصدوق (رض): يعني بذلك عليه السلام: لا أزال أبكي أو أراك قد قبلتني حبيباً.
([3]) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج12، ص380.
([4]) نهج البلاغة، ج4، ص53.
([5]) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج67، ص186.
([6]) مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج11، ص247.
([7]) مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج11، ص253.
الإمامُ الصادقُ (عليه السلام) وتأسيسُ حكومةِ العدلِ
يقولُ الإمامُ الخمينيُّ (قُدَّس سرُّه): «نحنُ نفخرُ بجميعِ الأئمّةِ المعصومينَ (عليهِم صلواتُ اللهِ)، ونلتزمُ باتِّباعِهِم. نحنُ نفخرُ بأنَّ أئمّتَنا المعصومينَ (صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهِم) قضَوا أعمارَهُم سجناً وتشريداً في سبيلِ رفعةِ الإسلامِ وتحقيقِ أهدافِ القرآنِ الكريمِ، والّتي أحدُها تأسيسُ حكومةِ العدلِ»[1].
لقدْ عانى أئمّةُ أهلِ البيتِ (عليهم السلام) مِنَ الصعابِ الكثيرَ، وكانوا في خطِّ المواجهةِ معَ الحكوماتِ الظالمةِ والمستبدّةِ، ينتصرونَ للحقِّ وللمظلومِ، وكانوا يخطِّطونَ بالاستفادةِ منْ كلِّ الوسائلِ الممكنةِ في سبيلِ ذلكَ، يقولُ الإمامُ الخامنئيُّ (دام ظلُّه) في بيانِهِ لمرحلةِ حياةِ الإمامِ الصادقِ (عليه السلام): «منذُ استلامِ المسؤوليّةِ حتّى الوفاةِ، قضى 33 عاماً في جهادٍ متواصلٍ، وخلالَ هذهِ الأعوامِ كانَتِ الظروفُ في مدٍّ وجزرٍ؛ مرّةً تتّجهُ لصالحِ مدرسةِ أهلِ البيتِ، ومرّةً أخرى تُعاكِسُها، مرّةً تبعثُ على التفاؤلِ وعلى أنَّ النصرَ قريبٌ، ومرّةً أخرى تشتدُّ الضغوطُ وتختنقُ الأنفاسُ، فيُخيَّلُ لأصحابِ الإمامِ أنَّ الآمالَ كلَّها قدْ تبدّدَتْ. والإمامُ الصادقُ (عليه السلام) في هذهِ الأحوالِ كلِّها ماسكٌ بدفّةِ القيادةِ بعزمٍ وتصميمٍ، يجتازُ بالسفينةِ عبرَ هذهِ الأمواجِ المتلاطمةِ الممزوجةِ بالأملِ واليأسِ، لا يفكِّرُ إلّا بما يجبُ قطعُهُ في المستقبلِ منْ أشواطٍ، باعثاً الجِدَّ والنشاطَ والإيمانَ في أتباعِهِ للوصولِ إلى ساحلِ النجاةِ»[2].
فهذا الإسلامُ حُفِظَ بما كانَ منْ تخطيطٍ وعملٍ لأهلِ بيتِ العصمةِ والطهارةِ، ومنهُم الإمامُ الصادقُ (صلواتُ اللهِ عليه)، وكلُّ ما جرى بعدَ ذلكَ هوَ منْ نتاجِ تضحياتِ الأئمّةِ (صلواتُ اللهِ عليهِم)، يقولُ الإمامُ الخمينيُّ (قُدِّسَ سرُّهُ) حولَ الإمامِ الصادقِ (عليه السلام): «الإمامُ الصادقُ (عليه السلام) الّذي كانَ يعيشُ في ظروفِ التقيّةِ، وفي ظلِّ ضغوطاتِ الحكّامِ الظلمةِ، ولمْ يكنْ يمتلكُ أيّةَ سلطةٍ تنفيذيّةٍ، وكانَ في معظمِ الأحيانِ يخضعُ للمراقبةِ والمحاصرةِ، ومعَ هذا يقومُ بتعيينِ التكاليفِ للمسلمينَ، ويُنَصِّبُ حكّاماً وقضاة.
فما معنى هذا التصرفِّ منهُ؟ وأساساً ما الفائدةُ المترتِّبةُ على هذا النصبِ والعزلِ؟ إنَّ الرجالَ العظماءَ ذوي الآفاقِ الفكريّةِ الواسعةِ لا يشعرونَ باليأسِ في أيِّ وقتٍ منَ الأوقاتِ، ولا ينظرونَ إلى وضعِهِم الحاليّ، حيثُ يكونونَ في السجنِ، وليسَ منَ المعلومِ أنّهُم سيخرجونَ منهُ أمْ لا، بلْ يخطِّطونَ للتقدُّمِ في أهدافِهِم مهما كانَتِ الظروفُ الّتي يعيشونَها؛ لكيْ يُنفِّذوا تلكَ الخططَ فيما بعدُ بأنفسِهِم إذا تمكَّنوا؛ وإذا لمْ تسنحْ لهمُ الفرصةُ، يقومُ بذلكَ الآخرونَ، ولو بعدَ مئتينِ أوْ ثلاثمئةِ عام، الكثيرُ منَ النهضاتِ الكبرى بدأَتْ بهذا الشكلِ... والإمامُ الصادقُ -عدا عنْ وضعِ الخطّةِ- قامَ بالنصبِ والتعيينِ أيضاً. لوْ كانَ عملُ الإمامِ ناظراً لذلكَ الوقتِ فقطْ، لكانَ عملُهُ هذا ضرباً منَ اللغوِ، لكنَّهُ كانَ يُفكِّرُ بالمستقبلِ. فهوَ لمْ يكنْ مثلَنا مشغولاً بنفسِهِ، ومُهتمّاً بوضعِهِ فقطْ. كانَ يحملُ همَّ الأمّةِ والبشريّةِ، بلْ وجميعَ العالمِ.
كانَ يريدُ إصلاحَ البشرِ، وتطبيقَ قوانينِ العدلِ. كانَ عليهِ أنْ يقومَ بالتخطيطِ والتعيينِ منذُ ألفٍ وعدّةِ مئاتٍ منَ السنينَ، لكيْ يتوصّلَ إلى يقظةِ الشعوبِ هذهِ الأيّام، وإلى وعيِ الأُمّةِ الإسلاميّةِ وثورتِها».
ختاماً، نُعزّي صاحبَ العصرِ والزمانِ (عجّلَ اللهُ تعالى فرجَهُ) ووليَّ أمرِ المسلمينَ والمجاهدينَ جميعاً بذكرى شهادةِ الإمامِ الصادقِ (عليه السلام)، في الخامسِ والعشرينَ منْ شهرِ شوّالٍ، عامَ 148 هجريّة.
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين
[1] منهجيّة الثورة الإسلاميّة، ص125.
[2] الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، قيادة الإمام الصادق (عليه السلام).
ما هي حقوق ولي الأمر علينا؟
يقول أمير المؤمنين علي عليه السلام: "وأعظم ما افترض سبحانه من تلك الحقوق حق الوالي على الرعية"[1].
قد تقدم الحديث في كون ولي الأمر من أهل الفضل على الناس حيث فضله الله بعلمه ورفعه عنا درجات وهو من أهل الفضل لما يقدّم من تضحيات على حساب راحته حرصاً منه على مصالح الأمة الإسلامية فمن الواجب علينا في المقابل أن نقابل معروفه هذا ببعض الواجب واللياقة والاحترام فما هي حقوق ولي الأمر علينا؟
1- الطاعة:
إن من أعظم الحقوق لولي الأمر على الأمة حقه بالطاعة علينا، فلو لم يكن ولي الأمر مطاعا لفسد حال الأمة واختل نظامها وتحلل الناس من القانون وتناحروا فيما بينهم.
يقول الإمام الصادق عليه السلام: "فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فإنما استخف بحكم الله، وعلينا رد، والراد علينا كالراد على الله وهو على حد الشرك بالله"[2].
فإن حكم الحاكم نافذ على جميع الناس بل على المجتهدين أيضاً.
يقول سماحة السيد القائد دام ظله: "طبقا للفقه الشيعي يجب على كل المسلمين إطاعة الأوامر الولائية الشرعية الصادرة من ولي أمر المسلمين والتسليم لأمره ونهيه حتى على سائر العلماء العظام فكيف بمقلديهم"[3].
وعن أمير المؤمنين عليه السلام: "إن في سلطان الله عصمة لأمركم فأعطوه طاعتكم، غير ملومة ولا مستكره بها، والله لتفعلن أو لينقلن الله عنكم سلطان الإسلام ثم لا ينقله إليكم أبداً حتى يأزر الأمر إلى غيركم"[4].
فإن عدم إطاعة الولي الإسلامي الشرعي يُوصل المجتمع الإسلامي إلى مرحلة يتحكم فيها حكام جائرون يتسلطون على الدنيا ويفسدون في الأرض.
2- التسليم لأمره ونهيه:
والتسليم أمر أرقى من الطاعة فالطاعة هي مجرد العمل على طبق الأمر أما التسليم فإنه العمل على طبق الأمر مضافا إلى رضا النفس وانقيادها التام واعتقادها بصلاح ما أُمرت به.
والتسليم أحد درجات التوكل على الله والتسليم للولي والإمام من الأمور المهمة التي تمكن العقيدة في نفس المؤمن وتمنع تزعزع نيته وقد ركّزت الروايات على وجوب الستليم لأمر أهل البيت عليهم السلام: (ومسلِّم فيه معكم، وقلبي لكم مسلِّم ورأي لكم تبع ونصرتي لكم معدة...)[5].
فيجب أن ننتقل من مرحلة الطاعة لمرحلة التسليم.
3- معاونته وتمكينه:
والتمكين له يكون بجعل مقدرات الأمة وما تحمله من الطاقات المادية والبشرية على صعيد الفرد أو الجماعة تحت يديه ليسخرها في حركة الإصلاح والتمهيد لإقامة دولة العدل الكاملة بظهور صاحب العصر والزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، ومن أساليب تمكينه، أداء الحقوق الشرعية إليه فهو صاحبها. يقول دام ظله: "ولي الخمس هو ولي الأمر الذي له الولاية على أمور المسلمين"[6].
فأداء الحقوق لولي الأمر يعينه على تحقيق الخطة التي رسمها لتدعيم أسس الإسلام وعمارة بلاد المسلمين وما يعتبره من الأمور التي تصب في مصلحة المسلمين عامة بنظره الثاقب ووعيه العظيم.
ومن الأساليب التي تساعد في تمكين الولي، تزويده بالأفكار البنّاءة التي تساهم في تطوير الحركة الإسلامية، فلعله يراها جديرة بالإهتمام وتستحق الدراسة والتطبيق فيما لو وجد فيها فوائد تخدم مصالح المسلمين.
وكما قال أمير المؤمنين عليه السلام: "وليس امرؤ وإن عظمت في الحق منزلته وتقدمت في الدين فضيلته بفوق أن يعان على ما حمله الله من حقه ولا امرؤ وإن صغرته النفوس وأقحمته العيون بدون أن يعين على ذلك أو يعان عليه"[7].
[1] نهج البلاغة، ج2، خطبة 209.
[2] أصول الكافي، ج1، ص67.
[3] أجوبة الإستفتاءات ج1، ص24، طبعة الدار الإسلامية.
[4] ميزان الحكمة، ح 8750.
[5] مفاتيح الجنان الزيارة الجامعة الكبيرة.
[6] أجوبة الإستفتاءات ج1، باب 5، ص300، طبعة الدار الإسلامية.
[7] نهج البلاغة، الخطبة 209.
كيف نصل إلى الهمة العالية في حياتنا؟
علوّ الهمّة في النص
ورد في الدعاء: "يا محوّل الحول والأحوال حوّل حالنا إلى أحسن حال"([1]). فالمؤمن يطمح أن يتحسّن حاله إلى أفضل حال ولا يغنيه مطلق التحسّن ولو كان بسيطاً.
وورد في دعاء كميل بن زياد: "واجعلني من أحسن عبيدك نصيباً عندك وأقربهم منزلة منك وأخصّهم زلفة لديك"([2]). فطمع المؤمن بأحسن الثواب وأقرب المنازل إلى الله.
ونقرأ في دعاء أبي حمزة الثماليّ: "وعليك يا واحدي عكفت همّتي، وفيما عندك بسطت رغبتي".
من كلامٍ لأمير المؤمنين لإبنه محمّد بن الحنفيّة لمّا أعطاه الراية يوم الجمل: "تزول الجبال ولا تزل، عضّ على ناجذك، أعر الله جمجمتك، تدّ في الأرض قدمك، وارم ببصرك أقصى القوم، وغضّ بصرك، واعلم أنّ النصر من عند الله"([3]).
وفي هذه الكلمات نقرأ عدّة شرائط لبلوغ الهمّة العاليّة في النفس
1- الثقة بالنفس: أي أن لا يتسرّب للنفس أيّ وهن أو شكّ في أنّه غير قادرٍ على فعل هذا العمل، وهذا ما عاناه أمير المؤمنين عليه السلام من أصحابه الذين كانوا دائمي الخوف من الحرب وجهاد الأعداء وتفوّقهم عليهم.
2- الإستعداد للتضحية: والإيمان أنّ التضحية شرط أساس في تحقّق الإنجازات الكبرى، وهذه سنّة من سنن الحياة جرت على كافّة الأنبياء والمرسلين والأولياء الصالحين.
3- الثبات والإرادة: فالأمور الجسام لا شكّ تستبطن الكثير من التحديّات التي تحتاج إلى عزيمةٍ قويّةٍ لتخطّيها، وعدم اليأس حتّى في حالات الإخفاق والفشل.
4- النظر إلى الهدف الأقصى: وعدم الرضا بالأهداف التي تقع في متناول الأيدي ويسهل تحقيقها وإنجازها.
5- عدم التلهّي بصغائر الأمور: فإنّها تُغرق الإنسان في تفاصيل تجعله يحيد عن الهدف المنشود أو تُخفّف من سرعة سيره نحوه. فالإنسان ينبغي أن يوائم بين أمرين إبقاء النظر على الأهداف البعيدة ومتابعة الخطوات المرحليّة التي توصله إلى تلك الأهداف.
6- التوكّل على الله: أي الإيمان بأنّ الله ينصر عباده وهو معنا أينما كنّا يسمع ويرى ويحفظ عباده ويدافع عنهم. وما يعني ذلك من الإخلاص والنزاهة في العمل والتحلّي بالروح الرساليّة والحذر من السقوط أمام الشهوات.
ما ينبغي طلبه بعلوّ الهمّة
فعن الإمام عليّ عليه السلام قال: "ما رفع امرء كهمّته ولا وضعه كشهوته"([4]).
وعلوّ الهمّة سيف ذو حدّين إذ يمكن استغلالها في الطاعة والعبادة ويمكن استغلالها في المعصية والبعد عن الله، ولذلك اهتمّت النصوص الشريفة ببيان ما ينبغي طلبه بعلوّ الهمّة.
1- طاعة الله: من عبادة ونشر للدين وإعلاء لكلمة الحقّ والجهاد في سبيل الله ومساعدة الناس والفقراء وسوى ذلك ممّا يندرج في دائرة الطاعة والتقرّب الى الله([5]).
فعن الإمام عليّ عليه السلام: "واصرفوا همّتكم بالتقرّب الى الله".وفي دعاء للإمام السجّاد عليه السلام: "فقد انقطعت إليك همتي". وفي دعاء أخر "وهب لي.......همّةً متّصلة بك"([6]).
2- النجاة في الآخرة: بطلب العلم ومعرفة عواقب الأمور والتوبة والإنابة، فعن الإمام الباقر عليه السلام: "ولتكن همّتك لما بعد الموت"([7]).
3- إصلاح النفس والمجتمع: إنّ مبدأ التغيير وإصلاح المجتمع على كافّة المستويات من أهمّ ما ينبغي تعويد النفس عليه وحملها على المشاركة في كلّ ما يمكن فعله لخدمة الناس وتلبية حاجاتهم، وعلى المرء أن يبدأ بنفسه أوّلاً ثمّ يتبعه بإصلاح الآخرين.
فعن الإمام عليّ عليه السلام: "إن سمت همّتك لإصلاح الناس فابدأ بنفسك، وإنّ تعاطيك إصلاح غيرك وأنت فاسد أكبر عيب"([8]).
ومن أهمّ الساحات التي ينبغي أن تتجلّى فيها علوّ الهمّة هي المشاركة الفعّالة في التغيير السياسيّ والإجتماعيّ من إعلاء الصوت والاستنكار الميدانيّ ومواجهة الظلم ورفع الفساد بكافّة الوسائل المتاحة.
وعلو الهمّة يتطلّب من الإنسان السعي والمثابرة والجدّ والسهر وعدم الإستسلام للخطأ والإيمان القويّ بما يقوم به، ولعلّ من أبرز الأمثلة والمصاديق اليوم ما استطاعت المقاومة أن تحقّقه من إنجازات وانتصارات بفضل ثبات مجاهديها وعلوّ همّتهم وإصرارهم على إلحاق الهزيمة بالعدوّ رغم كلّ التفاوت في العدّة والعتاد.
([1]) شرح الأسماء الحسنى، ج1، ص70..
([2]) نهج السعادة، ج6، ص160.
([3]) مستدرك الوسائل، الميرزا النوريّ، ج11، ص86.
([4]) عيون الحكم والمواعظ، ص484.
([5]) ميزان الحكمة، ج4، ص3469.
([6]) الصحيفة السجّاديّة (ابطحيّ)، الإمام زين العابدين، ص412.
([7]) حاشية مجمع الفائدة والبرهان، الوحيد البهبهانيّ، ص24.
([8]) ميزان الحكمة، ج3، ص2206
الإمام الخامنئي: التاريخ سيخلد ما يحدث في غزة
قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، استقبل اليوم الإثنين، في حسينية الإمام الخميني (رض) حشداً من المسؤولين والمعنيين بشؤون الحج في إيران وحشدا من حجاج بيت الله الحرام.
وخلال هذا اللقاء أكد الإمام الخامنئي أن ما يحدث في غزة اليوم سيخلد في التاريخ، فالاعتداءات الصهيونية الوحشية والظلم وفي نفس الوقت مقاومة أهل غزة، كل منها علامة كبيرة في التاريخ، وهذه مؤشرات عظيمة ستبين الطريق إلى مستقبل البشرية.
وأكد قائد الثورة أنه لولا الدعم الأمريكي هل كان للكيان الصهيوني القوة والجرأة للقيام بهذه الأعمال الوحشية؟ لا يمكن التعامل بلطف مع القاتل وداعم القتل.
وقال قائد الثورة الإسلامية، اليوم، تحتاج فلسطين إلى دعم العالم الإسلامي. نعم الجمهورية الإسلامية لم ولن تنتظر هذا وذاك، لكن إذا رافقتها الأيادي القوية من الشعوب الإسلامية والحكومات الإسلامية سيكون التأثير أكبر بكثير.
وقال سماحته، إن حجنا هذا العام هو حج البراءة حسب تعاليم السيد إبراهيم وطبعاً منذ بداية الثورة الاسلامية كان هناك حج البراءة، ويجب أن تظل، لكن حج هذا العام هو حج البراءة بشكل خاص.
وأضاف، إن النبي إبراهيم الرئوف والرحيم والودود كان يشفع في قوم لوط ويستغفر للعاصين وكان يرى أنه لا بد من الإحسان إلى الكفار غير المحاربين لكنه في إحدى الحالات يقف ثابتا ويعلن براءته ويقول : "إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ" و "وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ" .
وتابع، ولكن من هم الذين اعلن النبي إبراهيم براءته منهم؟
وأوضح ردا علي السؤال : «إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَيٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ»
وقال: من في العالم اليوم يضمر العداء للمسلمين ويقاتلهم ويحاربهم ويقتلهم؟ ومن يُخرج نساء المسلمين ورجالهم وأطفالهم من ديارهم وأراضيهم؟ وهل يمكن وصف العدو الصهيوني في القرآن بشكل أوضح من هذا؟
واعتبر سماحته، الكيان الصهيوني ومن يساعده بأنه مثال واضح على هذا الوصف القرآني وقال متسائلا، لولا مساعدة أمريكا، هل ستكون لدى الكيان الصهيوني القوة والشجاعة لمعاملة المسلمين، رجالا ونساء وأطفالا، بهذه الطريقة الوحشية في تلك البيئة المحدودة ؟ واوضح: لا يمكن التعامل مع العدو ومرتكبي القتل وداعمي القتل ومن يهدمون بيوت الناس ومن يدعمون هادمي البيوت بلطف وتقول الآية القرآنية: «وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ».
وأضاف قائد الثورة: ومن مد لهم يد الصداقة فهو ظالم، والقرآن يقول: «أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَي الظَّالِمِينَ».
وتابع: من العناصر الأساسية في الحج مسألة الوحدة والتأزر والتواصل مع المسلمين ويجب على المسلمين أن يقتربوا من بعضهم البعض، ويعرفوا بعضهم البعض، ويفكروا معًا، ويتخذوا القرارات معًا. ونريد من المسلمين أن يقرروا معًا واجتمعوا ليكون لهذا الاجتماع والوحدة نتيجة طيبة للعالم الإسلامي والإنسانية. وطبعاً مقدمته هو التفاهم؛ بعيدا عن الجنسيات والانقسامات الدينية والطائفية.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية المنهج الإبراهيمي في الحج، أي البراءة الواضحة من الأعداء، ضروريا أكثر من أي وقت مضى في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العالم الإسلامي.
وأضاف: يجب أن يكون الحجاج الإيرانيون وغير الإيرانيين قادرين على نقل المنطق القرآني الداعم للشعب الفلسطيني إلى العالم الإسلامي كله من خلال الاعتماد علي هذا النهج.
وتابع: طبعاً الجمهورية الإسلامية لم ولن تنتظر الآخرين ولكن إذا ساعدت ورافقت الأيادي القوية للدول والحكومات الإسلامية، فإن الوضع المثير للشفقة الذي يعيشه الشعب الفلسطيني لن يستمر.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية أن النقطة البارزة في الجانب الاجتماعي للحج هي وحدة المسلمين وتواصلهم مع بعضهم البعض وقال: إن فلسفة دعوة الله لجميع الناس للتواجد في مكان محدد وفي أيام محددة هي تعريف المسلمين ببعضهم البعض والتفكير معًا واتخاذ قرارات مشتركة حتى يستفيد العالم الإسلامي والإنسانية جمعاء من نتائج الحج وثماره.
وأضاف: اليوم يعاني العالم الإسلامي من فجوة كبيرة في مجال اتخاذ القرارا لمشترك، معتبرا تجاهل الاختلافات القومية والدينية والعرقية مقدمة ضرورية للوحدة.
وأضاف: إن التجمع الضخم والموحد لأتباع جميع المذاهب الإسلامية من جميع الجنسيات هو علامة واضحة على الجانب السياسي والاجتماعي للحج.
الإمام الصادق (عليه السلام) في مواجهة حركة الغلو
في رواية للإمام الصادق عليه السلام يبين فيها أهداف المغالين وأساليبهم، يقول عليه السلام: "إن الناس قد أولعوا بالكذب علينا وإني أحدث أحدهم بالحديث فلا يخرج من عندي حتى يتأوله على غير وجهه، وذلك أنهم كانوا لا يطلبون بأحاديثنا ما عند الله وإنما يطلبون الدنيا، وكلٌ يحب أن يكون رئيساً".
ففي هذه الرواية يذكر الإمام الصادق عليه السلام الأهداف الحقيقية لرؤساء المغالين: "إنما يطلبون الدنيا وكلٌ يحب أن يكون رئيساً".
فكانوا يطلقون العنان لغلوهم لاستقطاب سفهاء الناس وبسطائهم ليترأسوا عليهم ويحصلوا على جاه وأتباع.
وأما وسائلهم فقد:
أولاً: "أولعوا بالكذب علينا".
أي أنهم كان يؤلفون الروايات التي تتضمن الغلو وينسبونها للإمام كذباً وزوراً ومن هؤلاء المغيرة بن سعيد يقول الإمام الصادق عليه السلام: "إن المغيرة بن سعيد دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدّث بها".
وثانياً: "إني أحدث أحدهم بالحديث فلا يخرج من عندي حتى يتأوله على غير وجهه".
أي أنهم يأخذون الحديث الذي قاله الإمام ولكنهم يزورون معنى الحديث ومقصود الإمام عليه السلام، وهناك العديد من النماذج كالرواية التي يسأل فيها أحدهم الإمام عليه السلام: يا ابن رسول الله، قد بلغنا عنك أنك قلت: إذا عرفتم فاعملوا ما شئتم.
فقال عليه السلام: "إني قلت فاعملوا من الطاعات ما شئتم فإنه يقبل منكم".
كيف واجههم الإمام الصادق عليه السلام
لقد واجه الإمام عليه السلام حركة الغلو بكل قوة وبكل الوسائل المتاحة، ومن الطرق التي اتبعها:
1 - البراءة منهم:
كان الإمام يتبرأ في كل مناسبة من المغالين ومن رؤسائهم ويذكر بالإسم ويؤكد على لعنهم والبراءة منهم، راداً بذلك كل ادعاءاتهم الكاذبة التي يصورون بها ارتباطهم بالإمام عليه السلام، ومن ذلك قوله عليه السلام في حقهم عندما سأله سدير الصيرفي عنهم: "يا سدير سمعي وبصري وشعري وبشري ولحمي ودمي من هؤلاء براء، برء الله منهم ورسوله، ما هؤلاء على ديني ودين آبائي، والله لا يجمعني وإياهم يوم إلا وهو عليهم ساخط".
وهكذا كان موقفه عليه السلام من بشار الشعيري الذي أظهر الغلو في علي عليه السلام وكان يسكن الكوفة، حيث قال الإمام الصادق عليه السلام لمرازم بن حكيم: "يا مرازم إن اليهود قالوا ووحدوا الله وإن النصارى قالوا ووحدوا الله وإن بشاراً قال قولا عظيما فإذا قدمت الكوفة فأته وقل له يقول لك جعفر بن محمد: يا فاسق يا كافر يا مشرك، أنا بريء منك".
2- خطورتهم وضرورة عزلهم:
عن الإمام الصادق عليه السلام: "والله ما الناصب لنا حرباً بأشد علينا مؤونة من الناطق علينا بما نكره وبما لم نقله في أنفسنا".
وهناك العديد من الروايات التي يظهر فيها الإمام عليه السلام مقدار الأذى الذي تعرض له من أهل الغلو ونسبته للألوهية!
وأكد الإمام عليه السلام على الشيعة ضرورة عزل المغالين، فعن المفضل بن يزيد يقول: قال لي أبو عبد الله الصادق عليه السلام وقد ذكر أصحاب أبي الخطاب والغلاة: "يا مفضل لا تقاعدوهم ولا تواكلوهم ولا تصافحوهم ولا توارثوهم"
وعنه عليه السلام: "احذروا على شبابكم الغلاة لا يفسدونهم فإن الغلاة شر خلق الله، يصغّرون عظمة الله ويدّعون الربوبية لعباد الله، والله إن الغلاة شر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا".
3 - وضع الموازين الشرعية التي تمنع من الغلو:
لقد وضع الإمام الصادق عليه السلام الموازين التي من خلالها يمكن للمؤمن أن يميز الأفكار الصحيحة عن غيرها، يقول عليه السلام: "اللهم إني أبرأ إليك من الذين قالوا فينا ما لم نقله في أنفسنا".
فعلينا أن لا نتجاوز الأئمة عليهم السلام وننسب لهم ما لم يقولوه في أنفسهم، ثم يجب تمييز الروايات الصحيحة من الموضوعة والتفسير الصحيح من الزائف، يقول عليه السلام: "ما أتاكم عنا من حديث لا يصدقه كتاب الله فهو باطل".
فيجب عرض الاحاديث على القران الكريم، فكل ما خالف كتاب الله فهو باطل.
الجزائر تطلب عقد جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي بشأن المقابر الجماعية في غزة
وقال مصدر في مجلس الأمن لوكالة "سبوتنيك"، إنّ "الجزائر طلبت عقد مشاورات مغلقة في مجلس الأمن الدولي حول موضوع المقابر الجماعية في قطاع غزة، يوم الثلاثاء (المقبل)".
يذكر أنّه وبعد انسحاب "جيش" الاحتلال من مجمع ناصر الطبي، ومجمع الشفاء في غزة، تمّ العثور على مقابر جماعية لمئات الفلسطينيين كان قد قتلهم الاحتلال خلال عدوانه على القطاع.
الإمام الخامنئي: غزة اليوم قضية العالم الأولى.. يجب زيادة الضغط على الكيان الصهيوني
قائد الثورة الإسلامية قال خلال هذا اللقاء إن غزة اليوم اصبحت قضية العالم الأولى و ليس بإمكان الصهاينة وداعميهم إزالة قضية غزة من جدول أعمال الرأي العام العالمي.
و أشار سماحته إلى امتداد الاحتجاجات الطلابية يوما بعد يوم من الجامعات الأمريكية الى الجامعات في دول أوروبية مختلفة وايضا الى جامعات استراليا.
وأضاف، ينبغي لنا ألا ندع هذه القضية تخرج عن أجندات الرأي العام الدولي و شعوب العالم، يجب أن يتزايد الضغط على الكيان الصهيوني يوما بعد يوم.
واشار سماحته الى طريقة تعاطي وتعامل الادارة الامريكية القمعية ومؤسساتها مع الاحتجاجات المعارضة لكيان الاحتلال الاسرائيلي موضحا بأن طلاب الجامعات الأمريكية لم يقوموا بأعمال شغب انما اعربوا عن رأيهم بطريقة سلمية .
واضاف، إن سلوك الادارة الامريكية هذا قد اثبت صحة الموقف الإيراني بعدم الثقة بأمريكا، واكد مرة اخرى على احقية شعار " الموت لأمريكا" وبأن أمريكا شريكة في الجريمة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق اهل غزة على الرغم من انهم يصرحون بعبارات تعاطف من حين لأخر الا انها عبارات كاذبة ومخالفة لاعمالهم في الواقع.
وتابع، إن ما يلاحظه الرأي العام عمليا يظهر تواطؤ أمريكا مع الكيان الصهيوني في هذه الجريمة الكبرى التي تعد خطيئة لا تغتفر، متسائلا كيف يمكن ان نثق بتصريحات الادارة الامريكية او ان نتفاءل بمواقفها.
وأضاف قائد الثورة الاسلامية أن فلسطين يجب أن تعود لشعبها وبعد تشكيل الدولة الفلسطينية فإن الشعب الفلسطيني هو من يقرر ما يجب فعله مع الصهاينة.
وفي اشارة الى تحركات تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني ودول المنطقة، بيّن سماحته بأن البعض يعتقد بأن المشكلة ستحل بهذه الإجراءات، مضيفا انه ومع افتراض تطبيع العلاقات هذه فإن المشكلة لن تحل فحسب، بل ستتجه الى الحكومات التي غضت الطرف عن جرائم الاحتلال الاسرائيلي واصبحت صديقة له وسوف تقع الشعوب نفسها ضحية لتلك الحكومات.
وعن المعلم وأهمية دوره في المجتمع، اعتبر قائد الثورة الاسلامية بأن المعلم ان كان حاضرا بشكل فعال في الميدان فهو يعد هوية ثقافية و وطنية واعية ومؤثرة في المجتمع،
واضاف سماحته بأن يوم المعلم هو فرصة للتعبير عن إخلاصنا وتقديرنا للمعلمين الأعزاء بقدر ما نستطيع .
ولفت الى انه من الضروري ان يستخدم المعلم قوته الروحية ومعلوماته وخبراته في تنوير الطلاب لمنع خلق وانتشار الآفات الأخلاقية والاجتماعية بين الشباب أنفسهم، وايضا من اجل توجيههم نحو المصالح الوطنية والقضايا الاساسية وتمييز جبهة الصديق من جبهة العدو لبلادهم وبالتالي وإبعادهم عن التضليل الاعلامي و الحيلولة دون هذه السياسة التي ينتهجها العدو في تحقيق مؤامراته .
الخارجية المصرية تحذر الكيان الصهيوني من اجتياح رفح
قال شكري خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإيرلندي، اليوم بالعاصمة الإدارية الجديدة، إنه يجب أن تكون هناك قدرة على اتخاذ خطوات رادعة لإسرائيل إذا اجتاحت رفح.
وأضاف سامح شكري، أنه لا يمكن للضمير العالمي أن يحتمل استمرار هذا الحجم من الإبادة الجماعية في غزة الذي وصل إلى 34 ألف شهيد، منهم 20 ألفا من نساء وأطفال، واستمرار حالة التدمير المستمر للقطاع بحيث أصبح غير قابل للعيش فيه.
وأكد شكري ضرورة توقف هذه الحرب والعمل على إنهائها ووضع إطار يؤدي إلى إنهاء الصراع من خلال الجهد الذي تبذله حاليا الدول من أجل إنهاء الصراع بإقامة الدولة الفلسطينية وهو أمر يجب أن يتم دعمه من كل الشركاء والمجتمع الدولي.
ونوه بأن منظمة الأونروا المنظمة الوحيدة القادرة على توزيع المساعدات داخل الأراضي الفلسطينية، والدول التي علقت مساهمتها للأونروا أضرت كثيرا بالمنظمة في ظل هذا الوضع الإنساني الكارثي.
ومن جانب آخر،كشف وزير الخارجية المصري، مساء الثلاثاء، عن تحرك عربي جديد "لدعم الاعتراف بدولة فلسطين كعضو كامل في الأمم المتحدة".
وجاء ذلك ردا على سؤال بشأن استخدام الولايات المتحدة، في 18 أبريل/ نيسان الجاري، سلطة النقض (الفيتو) بمجلس الأمن الدولي ضد طلب لنيل دولة فلسطين عضوية كاملة بالأمم المتحدة.
وقال شكري إن "الخطوة القادمة ستكون من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة".
وتوقع أن "يكون التصويت واسع النطاق لصالح دعم الاعتراف بدولة فلسطين كعضو كامل في الأمم المتحدة".
ورأى أن ذلك "قد يشجع دولا، منها الدول الأوروبية التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية في ضوء المشاورات التي نجريها معهم".