emamian

emamian

مواجهة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بالتكذيب، والسخرية، والاستخفاف والاستهزاء، ورميه بأنواع التهم من قبيل ساحر ومجنون، وكان ذلك هو ردّ الفعل الأولي، ولم يصل ردّ الفعل هذا إلى حد المواجهة المباشرة، إلاّ أن استمرار النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بالدعوة وإصراره عليها من جهة، وتعرضه لآلهة قريش وأصنامها من جهة أخرى، واتساع نشاط النبيّ وتكاثر المسلمين باستمرار من جهة ثالثة، جعل المشركين يشعرون بجدّية الموقف وخطورته والتفكير في محاولة جديدة بعيدة عن العنف، فقرّروا: مفاوضة النبيّ ومساومته على الدعوة، وقد مرّت المفاوضات بثلاث جولات انتهت كلّها بالفشل الذريع:
 
• في الجولة الأولى: حاولت قريش استعطاف أبي طالب من أجل الضغط على ابن أخيه فقالوا له: إنّ ابن أخيك قد سبّ آلهتنا، وعاب ديننا، وسفّه أحلامنا، وضلّل أبناءنا، فإمّا أن تكفّه عنّا وإمّا أن تخلي بيننا وبينه، فردّهم أبو طالب ردّاً رفيقاً، فانصرفوا عنه.
 
• الجولة الثانية: تواصت قريش بالشدّة وعدم المهادنة في الموقف فجاؤوا إلى أبي طالب وقالوا له: إنّا كنّا قد استنهيناك عن ابن أخيك، فلم تنهه عنّا، وإنّا والله لا نصبر على هذا، من شتم آبائنا وعيب آلهتنا حتّى تكفّه عنّا، أو ننازله وإيّاك حتّى يهلك أحد الفريقين، فوعدهم أبو طالب أن يبلغ ابن أخيه موقفهم، فكان ردّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ذلك الردّ الخالد: "والله يا عمّ لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتّى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته"[1].
 
• الجولة الثالثة: عرضوا على أبي طالب أن يعطيهم محمّداً ليقتلوه ويأخذ هو في مقابله عمارة بن الوليد أجمل فتى في قريش ليكون في رعايته وكفالته بدل محمّد، فرفض أبو طالب موبّخاً لهم بقوله: لبئس ما تسومونني عليه أتعطوني ابنكم أغذوه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه؟ هذا والله ما لا يكون أبداً.
 
• كما جرت مفاوضة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ومساومته مباشرة عن طريق إغرائه بالمال والجاه، ولكنّ النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم رفض عرضهم، ورأوا فيه رجلاً من نوع آخر لا طمع له في مال ولا سلطان[2].
 
2- نهي الناس عن الالتقاء بالنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والاستماع إلى ما يتلوه من قرآن. وقد تحدّث القرآن عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾[3].


3- التعرّض لشخص النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بالإيذاء المباشر، حيث رجموا بيته بالحجارة، وألقوا التراب على رأسه، وسلّطوا الصبيان عليه يرمونه بالحجارة. وقد تعرّض النبيّ لأذى لا مثيل له من سفهاء قريش وعبيدهم، وأحياناً من زعمائهم ووجهائهم كأبي جهل وعقبة بن أبي معيط وأبي لهب وزوجته التي كانت تضع الأشواك أمامه في طريقه وأمام داره حتى قال صلى الله عليه وآله وسلم: "ما أوذي نبيّ مثل ما أوذيت"[4].
 
4- اتّباع سياسة الإرهاب والتعذيب والتنكيل بالصفوة المؤمنة وخاصّة بأولئك الفقراء والضعفاء، الذين لا عشيرة تحميهم كآل ياسر، وبلال الحبشيّ، وغيرهم.
 
5- استخدام سلاح الحرب الإعلامية والدعاية ضدّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فقد كانوا يروّجون بين الوافدين إلى مكّة إنّ هذا الرجل ساحر، وأنّه يفرق بين المرء وأبيه، وغير ذلك[5].
  
[1] العلامة المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج18، ص182.
[2] اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص24، الشيخ الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، ج2، ص642، الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك، ج2، ص326، الموفق الخوارزمي، بن أحمد البكري المكي الحنفي، المناقب، تحقيق: فضيلة الشيخ مالك المحمودي - مؤسسة سيد الشهداء عليه السلام، قم، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، 1411 ه‍. ق، ط2، ج1، ص73.
[3] سورة فصلت، الآية 26.
[4] ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، ج3، ص42.
[5] ابن إسحاق، محمد بن إسحاق المطلبي، سيرة ابن إسحاق(السير والمغازي)، تحقيق: محمد حميد الله، معهد الدراسات والأبحاث للتعريف، ج2، ص132.

يبدو ان نجاعة التجربة الايرانية، في الجمع بين "الديمقراطية" و"الدين"، و بين "الجمهورية" و "الاسلامية"، و بين "حاكمية الله" و"حاكمية الشعب"، اثارت حفيظة الغرب، لانها وضعت نموذجه الليبرالي في الحكم، في قفص الاتهام، فانبرى يوجه الاتهامات للجمهورية الاسلامية في ايران، بهدف التقليل من وهج نجاحها، والحيلولة بالتالي دون انتقال تجربتها الى باقي الدول الاسلامية، وفي مقدمة هذه الاتهامات، ان كفة "الجمهورية" هي الارجح في ايران على كفة "الإسلامية"، وان "الاصل" في النظام في ايران، هو "الاسلامية"، وما "الجمهورية"، الا غطاء باهت لـ"الحكم الديني".

ليس هناك من شك ان نظام الجمهورية الإسلامية في ايران، هو نظام متميز عن الأنظمة الاخرى، سواء كان دينيا او ديمقراطيا، فـ"السيادة الشعبية الدينية"، التي تم استنباطها من نظرية "ولاية الفقية"، التي طرحها الامام الخميني (رض)، يرفع التناقض المصطنع بين "حاكمية الله" و "حاكمية الشعب"، اعتمادا على اساس ثابت في الاسلام، وهو اساس "العقلانية" او "التعقل"، فطاعة الله لن تتحقق الا بالاختيار والانتخاب، لذلك لا يوجد مجتمع ونظام اسلامي يحكمه مستبد، فالمجتمع الذي لا يُسمح فيه للناس بالتفكير والتصرف، هو مجتمع غير اسلامي، فـ"السيادة الشعبية" تعني الاهتمام بالناس، وهذا الاهتمام يتأتى من اهتمام الإسلام بكرامة الإنسان، واي فعل ينتهك كرامة الإنسان، هو حرام، لذلك يعتبر سلب إرادة الإنسان، مصداق واضح لانتهاك كرامة الإنسان، وهذا هو الاساس الذي تقوم عليه "السيادة الشعبية الدينية".

انطلاقا من هذه المفاهيم، فان الولاية تكون مقبولة، عندما يكون الولي عادلا وتقيا ويعمل على الحفاظ على كرامة الانسان، واي تعد على هذه الكرامة الانسانية هو تعد على حدود الله. وفي المقابل يمنع الاسلام الانسان من ارتكاب الاعمال التي تخالف الفطرة الانسانية، لانه بذلك ينتقص من كرامته التي تعمل "السيادة الشعبية الدينية" على صيانتها، فهو بهذه الاعمال يبتعد عن التعقل ويتصرف بجهل، وهو ما لا يسمح به الاسلام، وعدم السماح هذا لا يعني تقييد حرية الانسان "العاقل"، بل تقييد لجهله. ومثل هذا الجهل، رأيناه وبشكل مقزز في الغرب، عندما شرعن الشذوذ الجنسي، و زواج المحارم ، و مسخ الانسان، وهدم الاسرة، ونسف كل القيم الاخلاقية والانسانية، بذريعة الحرية.

ان الغرب لم يكن وفيا حتى لمبادئه التي اقام الدنيا بسببها ولم يقعدها، مثل الديمقراطية والعدالة وحقوق الانسان، عندما اصطف الى جانب الانظمة الدكتاتورية والمستبدة والقبلية في العالم، وعندما دعم بكل امكانياته، الكيان الاسرائيلي الارهابي الغاصب، في حرب الابادة التي يشنها هذه الايام ضد الشعب الفلسطيني الاعزل، فمثل هذه الممارسات لا يمكن ان تكتسي طابعا شرعيا، لانها منافية للفطرة والعدالة الانسانية، في ظل نظام "السيادة الشعبية الدينية"، ولا يمكن وضعها في خانة الخيارات والحريات، كما في الانظمة الليبرالية.

تتجلى جميع المبادىء التي تفصل بين الانظمة الديمقراطية وبين الانظمة الدكتاتورية، بأبهى صورها ، في نظام "السيادة الشعبية الدينية" الذي تعتمده الجمهورية الاسلامية في ايران، وفي مقدمته، الدستور، و الانتخابات، وتداول السلطة، الفصل بين السلطات، و حرية الاعلام، و حقوق الانسان، حقوق الاقليات، وهي مبادىء مارسها الشعب الايراني على مدى 45 عاما، حيث شارك في اكثر من 40 عملية انتخاب، بمعدل انتخاب واحد كل عام. تراوحت بين انتخابات مجلس الخبراء القيادة الذي يختار الولي الفقيه، وانتخابات مجلس الشورى الاسلامي الذي يعتبر السلطة التشريعية، وانتخابات المجالس المحلية، وقبل كل هذا وذاك التصويت على نظام الجمهورية الاسلامية، والتصويت على الدستور، وبذلك تستمد كل المؤسسات في الجمهورية الاسلامية، ولا استثناء في ذلك، شرعيتها من الشعب.

المعروف فی منطق "الثورات" التی عرفتها الشعوب انها تنتهی عادة بتأسیس انظمة دكتاتوریة تحكم بقرارات تصدرها مجالس قیادات هذه "الثورات" او فی افضل الحالات تنتهی بدساتیر مؤقتة، الا ان الثورة الإسلامیة فی ایران، لم تكتف بكتابة الدستور، بل دعت الى اجراء استفتاء على طبيعة النظام، صوت فيه حوالي 98% من الايرانيين على تغییر النظام الملكی الى الجمهوري.

الثورة الاسلامية التي اقامت نظام "السيادة الشعبية الدينية"، نقلت ايران من بلد متخلف وتابع لامريكا الى بلد متقدم حر سيد مهاب الجانب، بعد ان أحيت الثورة الهوية الاسلامية للانسان الايراني، التي حاول النظام الملكي طمسها، وهي عملية احياء لم تنحصر في حدود ايران الجغرافية، بل تجاوزتها الى بقاع واسعة من منطقة غرب اسيا، كما انها احيت القضية الفلسطينية، التي كادت ان تُدفن تحت ركام مخططات ومكائد امريكا، وما نشهده اليوم، وبالتحديد منذ معركة "طوفان الاقصى"، واشتعال الجبهات، من اليمن الى العراق الى سوريا الى لبنان، نصرة لفلسطين، الا بعض تجليات هذا الاحياء الاسلامي العظيم.

سعيد محمد

وطالب المشاركون في المسيرات في البيان الختامي حكومات الدول الإسلامية بالاستجابة لمطلب الأمة الإسلامية بوقف أي دعم أو مساعدة للكيان الصهيوني المزيف، وتوجيه الضربة القاضية الحاسمة إلى مغتصبي فلسطين والقدس الشريف بقطع العلاقة الاقتصادية والسياسية.

ولفت البيان إلى أن الشعب الإيراني يستذكر النصر التاريخي الذي حققته المقاومة الفلسطينية في عملية طوفان الأقصى والهزيمة غير القابلة للترميم للكيان الصهيوني.

كما يطالب الشعب الإيراني المجتمع الدولي بإلغاء عضوية الكيان الصهيوني المزيف والقاتل للأطفال، وطرد ممثليه من الأمم المتحدة والعالم أجمع لارتكابه جريمة الإبادة الجماعية والجرائم الوحشية والعرقية.

وانطلقت صباح اليوم مسيرات شعبية حاشدة إحياء للذكرى السنوية الـ 45 لانتصار الثورة الإسلامية في العاصمة طهران وفي أكثر من 1400 مدينة وبلدة و35 ألف قرية، مرددين شعارات تندد بكيان الاحتلال الصهيوني وممارسات الهيمنة الأمريكية.

وعلى هامش هذه المسيرات شهدت طهران عرضاً لأحدث الإنجازات الدفاعية والعسكرية التي حققها الخبراء الإيرانيون، من بينها أسلحة وصواريخ ومنظومة صواريخ الدفاع الجوي وطائرات مسيرة وطائرات تدريب وزوارق حربية إلى جانب معدات دفاعية أخرى.

مع بزوغ فجر الذكرى الخامسة والاربعين لانتصار الثورة الاسلامية، خرجت الجماهير الايرانية كدفق السيل العارم .. طوفان بشري ملأ شوارع طهران وساحاتها، ليصل الى ساحة الحرية التي كانت شاهدة على نيل الشعب الايراني حريته وعزته، وانتصار ثورته. فمن كل اطياف الشعب الايراني ومختلف الفئات والأعمار، رجالا ونساء وشيوخا واطفالا، حضروا المناسبة، ليؤكدوا تمسكهم بمبادئ الثورة الإسلامية، ويجددوا البيعة مع نظام الجمهورية الاسلامية، ويرسلوا رسائلهم بمفادها الصريحة.

وقال الرئيس الإيراني،إبراهيم رئيسي ، ان " الجمهورية الاسلامية في ايران هي حاملة لواء محاربة الارهاب وما يحدث في غزة اليوم هو جريمة بحق البشرية والداعم للكيان المجرم هو امريكا وبعض الدول الغربية لذا يجب وقف القصف على غزة ، وليعلم العالم ان الكيان زائل وموته حتمي واليوم هو يكسب الوقت فقط لقد حاول الغرب منعنا من دعم القضية الفلسطينية واليوم وبعد 45 عاما من انتصار ثورتنا لازال مطلبنا هو تحرير القدس ودعم فلسطين".

کما هو الحال في أرجاء إيران الإسلامية فهنا حضر الشعب في ذكرى ولادة ثورته الإسلامية ليجدد العهد معها ومفجرها وقائدها ومنددا بالاستكبار والصهيونية التي ترتكب اليوم ابشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني الأعزل مطالبا بوقف العدوان على غزة العزة والصمود

وقال مواطن ايراني "ان ثورتنا منذ البداية ولاتزال مبنية على الدفاع عن المظلومين وجئنا اليوم لنقول اننا مع الشعب الفلسطيني الاعزل المظلوم ولتعلم "اسرائيل" بان زوالها ومن يدعمها قريب".

من جانبها قالت مواطنة ايرانية " نحن من اجل حفظ ذكرى الشهداء وامام الثورة شاركنا اليوم ونقول اننا لن نتخلى عن هذه الثورة".

وقال مواطن اخر "الشعب اثبت انه يحب ثورته وان هذا اليوم هو يوم الوحدة التي لا يريدها الاعداء لنا والجميع يسيرون في صف واحد خلف قائدهم"

مشهد يظهر عزيمة هذا الشعب ووحدته، ويعد بمثابة استفتاء شعبي جديد يؤكد تمسك الايرانيين بثورتهم وافتخارهم بالإنجازات التي حققتها. فجاء هذا السيل البشري ليكشف عن الصورة الحقيقية لإيران التي اراد اعداؤها تشويهها، والتي كانت من أبرز ملامحها الحرية والوحدة والإنتماء والقوة والصمود.

جنباً الى جنب تجمعت شخصيات من لبنان وفلسطين وإيران، اسلامية ومسيحية في المقر الجديد للسفارة الايرانية في بيروت لإحياء الذكرى الخامسة والاربعين لانتصار الثورة الاسلامية بقيادة الإمام الخميني (قدس سره) واليوم الوطني للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

حفل الاستقبال الذی أقامته السفارة الإیرانیة فی بیروت،  حضره رئیس مجلس النواب نبیه بری ممثلاً بعضو کتلة التنمیة والتحریر النائب علی حسن خلیل، ممثلو الاحزاب والقوى الوطنیة اللبنانیة والفلسطینیة بالاضافة الى فاعلیات دوبلوماسیة وعسکریة وأمنیة وبلدیة، وبمشارکة من قبل عدد من العلماء وحشد کبیر من المحبین للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة.

الحفل استهل بالنشیدین الوطنین اللبنانی والایرانی ومقطع مصور یعبر عن حضارة الجمهوریة الاسلامیة الإیرانیة، ولأن الذکرى هذا العام تأتی فی ظروف استثنائیة حیث ینظر العالم الى فلسطین بعین طوفان الأقصى، فقد أکد السفیر الایرانی فی لبنان مجتبى أمانی أن ایران ستبقى الى جانب الشعوب المظلومة فی العالم.

وفی هذا السیاق أشار المشارکون فی المراسم الى الدور الکبیر الذی تلعبه الجمهوریة الاسلامیة الإیرانیة الیوم فی القضایا التی تخص العالم الإسلامی خصوصاً خلال الاحداث الاخیرة فی فلسطین.

وتضمن الحفل ایضاً معرضاً فنیاً برزت فیها اللوحات التی تمثل مبادئ الثورة وصور شهداء الجمهوریة الاسلامیة الإیرانیة لا سیما الشهید الفریق الحاج قاسم سلیمانی.

هذا عصر استيقظ فيه العالم الإسلامي، وأخذ المسلمون في جميع أنحاء العالم يشعرون بالعزة والرفعة. لقد مضى ذلك العهد الذي كان فيه المسلم يخجل في أية نقطة من نقاط العالم كان من انتمائه إلى الإسلام، ومردّ هذا الشعور يعود إلى هذه الثورة التي فجرها القائد الكبير الإمام الخميني، بتضحيات الشعب الإيراني العظيم وإيثاره المدهش، فأفضى انتصارها في هذه البقعة الحساسة من الدنيا، إلى ذهول العالم.
 
عشر سنوات والجمهورية الإسلامية تصمد بشهامة في وجه مختلف المؤامرات الاستكبارية، وهي تدافع عن قوة الإسلام واقتداره، وعن وجودها وثباتها، حتى استطاعت أن ترد كيد العدو إلى نحره.
 
لقد كانت الدول الاستكبارية تظن إنّها تستطيع أن تنال منّا، من خلال ثماني سنوات من الحرب المفروضة، وبالحصار الاقتصادي والدعائي، وبإشاعة ضروب التهم ضدّنا في أرجاء العالم. وقد غفلوا عن حقيقة أنَّ الإسلام، يقظة المسلمين وصحوتهم، هي التي تهز مضاجع سلطتهم، وإن سهام اليقظة الإسلامية النافذة، تهز مع مضي كل يوم، عروش فراعنة العالم أكثر فأكثر([1]).
 
نحن شهود في هذا العصر على يقظة الشعوب، وهذه حقيقة أخرى تبعث الأمل في القلوب وتأذن بعهد وضّاء. صحيح أنَّ هيمنة القوى الاستكبارية تزايدت أكثر فأكثر على شؤون الشعوب، بفضل تقدم وسائل التقنية الجديدة كالتلفاز والمذياع وأجهزة الدعاية والإعلام، وبحكم المال والقدرات الصناعية. بيد أنها سنّة الله التي مضت على أن تستيقظ الشعوب وتصحو.
 
إننا نرى أن الشعوب في حال يقظة متزايدة يوماً بعد آخر، وهذه اليقظة تفسّر على أساس الأمل وثقة هذه الشعوب بالمستقبل.
 
عنصر الأمل يعمل في يقظة الشعوب. وعلينا أن لا نشك في أنَّ أهم عامل بعث الأمل لدى الشعوب خلال السنوات العشرة الأخيرة، هو انتصار الثورة الإسلامية في إيران وتشكل حكومة شعبية في إطار مستقل عن الشرق والغرب، وتصاعد نهج المقاومة بوجه القوى الاستكبارية.
 
لقد بعث ذلك الانتصار وهذه المقاومة، الأمل لدى شعوب العالم، وبالأخص المسلمين. لقد استيقظ المسلمون في جميع أجواء الدنيا، وهذا من الصنع الإلهي، ومن قدرة الله([2]).
 
افتقدت جميع الشعوب الإسلامية خلال النصف قرن الأخير، أملها بذاتها وطاقاتها تماماً، بل وفقدت الأمل حتى بطاقة الإسلام نفسه وإمكاناته، وذلك أثر سياسة التلقين المتواصل التي مارستها القوى المضادة للإسلام. وفي المقابل تجلى الأمل كرسالة في كل واقعة من حوادث الثورة، وفي كل خطاب وإشارة من قبل إمام الثورة الراحل ، وكان الأمل ينبض في كل حركة تصدر من الشعب ونشاط يبذله على هذا الخط.
 
وقد التقط المسلمون رسالة الأمل هذه فعادت ثقتهم بذاتهم، وأصبحوا على بصيرة من الضعف الذاتي للاستكبار. وإذا قدّر للعالم أن يشهد بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، الشعوبَ الإسلامية في كل مكان، وهي تتحرك بنحو يُخبر عن ثقة بالذات وإيمان بها، في طريق العود إلى الهوية والثقافة الإسلامية الذاتية، فإنَّ سبب ذلك يعود بشكل دقيق إلى أبطال المبارزةُ الشجاعةُ لشعب إيران، تلكَ الحيلة الاستعمارية الاستكبارية التي أشاعوا من خلالها عدم قدرة شعوب الشرق، والشعوب الإسلامية، على دحر القوى الأوروبية وأمريكا، حيث أشارت الثورة وجهاد الشعب الإيراني إلى موقع القوة الواقعية وموطنها. فالقوة الواقعية هي التي تكون بالناس مع الإيمان.
 
وفي مقابل قوة شعبية مسلحة بالإيمان، لا تستطيع أية قدرة مادية مهما كانت كبيرة ومجهزة، أن تفرض إرادتها([3]).
 
في كل مكان فيه شعب مبتلٍ بهذه القوى الدولية المسيطرة يكون لهذا الشعب علاقة مع هذه الثورة وميل إليها، لكونها تفصح عن مكنونات قلوب ذلك الشعب وتعبِّر عن تطلعاته. كثيرة هي الشعوب المملوءة غيظاً ورفضاً لحضور أمريكا، ونفوذ الاستكبار، وللقواعد العسكرية، والتدخلات الاقتصادية، ولإشاعة الثقافة الأجنبية في بلادها، بيد أنها تفتقر للجرأة في التعبير عن ذلك وتفتقد قدرة الحركة باتجاه الرفض والمقاومة. والأهم من ذلك إنها تفتقر القيادة التي تتحرك؛ فالاختناق شديد ويحوط بها الإرهاب والقمع من كل جانب.
 
والأنظمة الرجعية التي ترتبط بأميركا، هي غالباً من هذا القبيل، ومثل هذه الشعوب المقهورة حين تجد أمامها شعباً يُواجه النفوذ الأمريكي بقوة وبإرادة حرَّة من دون خوف، ويهتف ضدَّ ثقافة الغرب وتدخل الاستكبار، وضدَّ الحضور العسكري الاقتصادي والثقافي للأجانب، ويعمل على طريق هذه المواجهة ويثبت عليها، فإنها ترى قلوبها مضطرة للميل إلى هذا الشعب، وتكون على علاقة مع الثورة.
 
والمعطى العالم يكون بهذا المعنى. يعني أن يكون لشعبنا، ولثورتنا رسالة إلى بقية الشعوب. ومؤدىّ هذه الرسالة، إنَّ الشعب إذا أراد؛ وإذا التف حول قيادة واحدة، واجتمع من خلال محور واحد، فهو يستطيع أن ينجز ما لم يكن قابلاً للإنجاز قبل ذلك.
 
وثمة رسالة أخرى يحملها شعبنا وثورتنا للمسلمين جميعاً. ومؤدّى هذه الرسالة أنَّ بمقدور المسلمين إذا أرادوا أن يعيدوا الإسلام إلى المجتمع وإلى موقع الحاكمية، رغم ما بذلته وتبذله الأيادي المعادية للإسلام في سبيل استئصاله والقضاء عليه.
 
هاتان رسالتان لشعبنا وثورتنا. وعليكم أن لا تظنّوا أن الشعوب الأخرى لم تدرك هذه الرسالة ولم تستمع إليها. إن ما ترونه في الحج من وقوف الأفريقي والآسيوي والشرق أوسطي، من العرب والأتراك وبقية الشعوب، إلى جواركم، وتردادهم لشعاراتكم نفسها، واشتراكهم في مسيرتكم، هو في حقيقته جواب على رسائلكم([4]).
 
كان الكثير من المسلمين قبل ذلك يخجلون في الكثير من نقاط العالم من القول: بأننا مسلمون، أو من الإعلان عن ذلك وكان الحال كذلك في داخل بلدنا أيضاً. بيد أنَّ المسلمين اليوم يفخرون من أقاصي آسيا حتى غرب أوروبا وفي المناطق الأخرى من العالم بانتمائهم إلى الإسلام.
 
لقد أضحى الإسلام عزيزاً، واكتسب بحمد الله طابع المجتمع الإسلامي، وقد غدا هذا المجتمع متجذراً مستقراً([5]).
 
لقد بلغت النهضة العظيمة للشعب الإيراني إلى النصر بحمد الله وقامت على قاعدتها حكومة على أساس الدين لقد أخذت الحياة تنبض في وجود المسلمين والمتدينين، بعد قرون من تحقير أهل الدين والاستخفاف بهم. وذلك على أثر عزة النفس التي أخذت تسوق صوب الرفعة والكرامة. كما انبثقت الأحاسيس الإسلامية وتأججت العواطف، وأخذ الشعور بالهوية الإسلامية ينمو في دنيا الإسلام.
 
فما نراه اليوم من انطلاق جماعات إسلامية تدعو في البلاد الأفريقية إلى الحكومة الإسلامية وما نشاهده من جهاد المسلمين للحكومات الظالمة، وهم يهتفون بشعار الله أكبر ، هو أمر جديد. ومن نراه في الجهة الثانية من اضطرار للتظاهر بالإسلام حتى من قبل أولئك الذين كانوا يتبرؤن منه، هو شيء جديد أيضاً، ناشئ من صبح وضّاء أطلَّ على تاريخ الشعوب الإسلامية ببركة انتصار الثورة الإسلامية. وهذه ترتهن بالحركة العظيمة التي عمّت الوجود الإسلامي لجهود علماء كبار، في طليعتهم جهود ذلك الرجل العظيم الذي أسس هذه الحركة الكبيرة ومسك زمام قيادتها، وحقق الإنجاز بقلب مملؤ بالإيمان والعزم والإرادة وبتوكل لا متناه، قربة إلى الله، وإخلاصاً له تعالى.
 


([1]) حديث قائد الثورة في مراسم بيعة مجموعة من أبناء الشعب. 22/4/1368.
([2]) حديث قائد الثورة إلى العاملين في وزارتي التجارة والزراعة، 12/2/1368.
([3]) بيان قائد الثورة بمناسبة اليوم الوطني لمواجهة الاستكبار العالمي. 13/8/1369.
([4]) حديث قائد الثورة في لقائه مع أبناء المدن المختلفة. 3/8/1368.
([5]) حديث قائد الثورة في مراسم بيعة علماء وطلاب الحوزة العلمية لمدينة مشهد، 20/4/1368.

كيف بدأ موسى بن جعفر جهاده عندما وصل إلى الإمامة؟ وماذا فعل؟ ومن جمع؟ وأين ذهب؟ وأيّ أحداثٍ جرت عليه طيلة هذه الـ 35 سنة؟ للأسف، ليس هنالك جوابٌ واضح.

فلا يوجد في يد أحد سيرةٌ منظَّمة ومدوَّنة عن هذه المرحلة الممتدّة على 35 سنة. لكن هناك أشياءٌ وحوادث متفرّقة وقعت في حياة الإمام الكاظم يُمكن أن نفهم من مجموعها أموراً كثيرة. وأبرز هذه الأحداث أنّ هناك أربعة خلفاء حكموا في هذه السنوات الـ 35 من عهد إمامة موسى بن جعفر عليه السلام. قاموا بالتضييق على الإمام وأتباعه، وصولاً إلى سجنه ونفيه وقتله.
 
في زمن المنصور
كان المنصور قد استدعى الإمام عليه السلام بمعنى أنّه قد نفاه أو أحضره جبراً إلى بغداد. وكم امتدّت هذه الحالة؟ ليس معلومًا. وذات مرّة أحضروا الإمام في زمان المنصور إلى منطقةٍ في العراق تُدعى أبجر، حيث نفوه لمدّةٍ ما. يقول الراوي: وصلت إلى هناك، إلى محضر موسى بن جعفر عليه السلام، في ظلّ تلك الأحداث، وكان الإمام يقول كذا ويفعل كذا.
 
1- في زمن المهديّ العبّاسيّ:
أُحضر الإمام عليه السلام مرّة واحدة على الأقلّ من المدينة إلى بغداد. يقول الراوي: كُنتُ في الطّريق التي سلكها موسى بن جعفر، في المرّة الأولى التي كانوا يحضرونه فيها إلى بغداد ـ فيُعلم من هذا التّعبير أنّ الإمام عليه السلام كان قد أُحضر عدّة مرّات إلى بغداد، ويحتمل أن يكون قد حصل ذلك مرّتين أو ثلاث في زمن المهديّ ـ فوصلتُ إلى الإمام عليه السلام وتأسّفت وحزنت. فقال لي الإمام: كلّا، لا تغتمّ، فسأرجع من هذا السفر سالمًا، ولن يتمكّن هؤلاء من إلحاق أيّ ضررٍ بي. هذا كان في زمان المهديّ.
 
2- في زمن الهادي العبّاسيّ:
أرادوا إحضار الإمام لقتله، فحزن أحد الفقهاء المحيطين بالهادي العبّاسيّ، وتألّم قلبه عندما رأى ابن النبيّ يُفعل به هذا، فتوسّط للهادي العبّاسيّ، فانصرف عن قتله. وفي زمن هارون أيضًا، كانوا قد أحضروا الإمام عليه السلام إلى بغداد، لمدّة طويلة، وعلى عدّة مراحل، حيث أحتمل أيضًا أنّه تمّ إبعاد الإمام عن المدينة أكثر من مرّة، ولكنّ القدر المتيقّن هو أنّه تمّ إحضاره مرّة واحدة، وحُبس في أماكن مختلفة، كانت بغداد واحدة منها، كما وُضع في سجون متعدّدة أيضاً، كان آخرها سجن السنديّ بن شاهك حيث استُشهد عليه السلام.

لقد تم إحضار الإمام موسى بن جعفر عليه السلام عدّة مرّات، على امتداد هذه السنوات الـ 34 أو 35، أثناء انشغاله بالدعوة إلى الإمامة، والقيام بالتكليف. علاوة على ذلك، فإنّ خلفاء عصره كانوا قد تآمروا عدّة مرّات على قتله. فبمجرّد أن وصل المهديّ العبّاسيّ ابن المنصور إلى الحكومة، حتّى قال لوزيره أو حاجبه الرّبيع إنّه عليك أن تعدّ العدّة لقتل موسى بن جعفر عليه السلام والقضاء عليه، حيث كان يشعر أنّ الخطر الأساس كان يأتي من جانب موسى بن جعفر عليه السلام. وكان الهادي العبّاسيّ، كما ذكرت، قد عزم في بداية حكومته على قتل الإمام عليه السلام، حتّى أنّه أنشد شعرًا، قائلًا: لقد ولّى الزمان الّذي نعامل فيه بني هاشم باللين، ونستسهلّ أمرهم، وإنّني عازمٌ وحازمٌ على ألّا أُبقي منهم أحداً، وأوّل من سأقضي عليه هو موسى بن جعفر.
 
وفيما بعد، أراد هارون الرّشيد أن يقوم بالأمر نفسه، وقد فعل وارتكب هذه الجريمة الكبرى. فأيّ حياةٍ مليئة بالأحداث مرّت على موسى بن جعفر عليه السلام!
 
3- التخفّي من السلطات وأعوانها:
من المؤكَّد أنّ الإمام موسى بن جعفر عليه السلام كان يعيش في مرحلة ما من حياته متخفّيًا، ولم يكن معلومًا أين كان يستتر. وفي ذلك الزّمان، كان الخليفة يستدعي من وقتٍ لآخر أفرادًا، ويُحقّق معهم حول إذا ما كانوا قد رأوا موسى بن جعفر عليه السلام، ويسألهم عن مكانه. وكانوا هم يُصرّحون بأنّهم لم يُشاهدوه، حتّى أنّ الإمام موسى بن جعفر عليه السلام - كما جاء في رواية - كان قد أخبر أحد هؤلاء بأنّهم سيرسلون في طلبك ويسألونك أين رأيت موسى بن جعفر، فأنكِر ذلك تمامًا وقل إنّني لم أره. وهذا ما حصل بالفعل، فقد جاؤوا به وسجنوه من أجل أن يسألوه عن مكان موسى بن جعفر.
 
كان الإمام يقوم ببيان الأحكام والمعارف الإسلاميّة، ولا يتدخّل بالحكومة أو يُمارس المواجهة السّياسيّة، ووضعوه تحت مثل هذه الضغوط. وفي إحدى الرّوايات ورد بأنّ موسى بن جعفر كان يتخفّى في قرى الشّام، "دخل موسى بن جعفر عليه السلام بعض قرى الشّام هاربًا متنكّراً، فوقع في غار"[1].
 
وقد رُوي في حديثٍ أنّ موسى بن جعفر لم يكن في المدينة لمدّة من الزّمن، وكان يُلاحَق في قرى الشّام من قِبَل الأجهزة الحاكمة، حيث كانت تُرسل الجواسيس في أثره، وتلاحقه من هذه القرية إلى تلك القرية، في لباس مختلف وغير معروف، إلى أن وصل الإمام عليه السلام إلى غارٍ ودخله، فوجد فيه نصرانيًّا، فراح الإمام يتباحث معه. فحتى في مثل هذا الوقت، لم يكن الإمام عليه السلام غافلًا عن تكليفه الإلهيّ في بيان الحقيقة، فيتحدّث مع ذلك النصرانيّ، ويُسلم النصرانيّ.
 


[1] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج 48، ص 105.

قائد الثورة الاسلامية استقبل قادة القوة الجوية  في حسينية الامام الخميني (رض) بطهران علي أعتاب ذكرى البيعة التاريخية التي جرت في 8 فبراير 1979 من قبل كوادر هذه القوة مع مفجر الثورة الاسلامية الامام الخميني (رض).

وخلال هذا اللقاء قال سماحته، إن الخواص في العالم الإسلامي لديهم مسؤولية تجاه قضية غزة. كبار العالم الإسلامي يجب أن يخلقوا مطلبا عاما لقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني.

وأشار قائد الثورة إلى أن المشاركة الحماسية للشعب في مسيرات يوم 22 بهمن (11 شباط/فبراير) (ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في إيران) هي علامة الإقتدار الوطني، موضحاً أن مشاركة الشعب في مسيرة هذا العام ستكون أيضا حماسية بفضل الله.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية أن إهمال النخب الوطنية لواجبها سينتج عنه ضربات تاريخية ثقيلة للأمة.

وأشار سماحته إلى أن عناصر القوات الجوية المخلصة قبل الثورة حولت القوة الجوية الأمريكية إلى قوة جوية إيرانية بالكامل، وقال، القوات الجوية الإيرانية تتمتع بتاريخ عريق من التقدم والتطور وإن عناصر هذه القوات كانت والإمام الخميني (رض) تربطهم علاقة صداقة وديّة قبل الثورة.

وأضاف، إن قادة هذه القوات كانت تخضع لأوامر وسلطة امريكا إلا أن العديد من عناصرها كانوا مخلصين و وطنيين، موضحا أنه بإخلاصهم هذا استطاعوا أن يحولوا هذه القوة الجوية التي تخضع لأمريكا إلى قوة ايرانية وطنية بكل اطيافها وعناصرها ومعداتها ولم تعد تجرؤ امريكا على المساس بها.   

وذكر أن القوات الجوية اخذت زمام المبادرة وقاومت نظام الشاه وحراسه وانضمت الى الثورة الاسلامية بمبايعة تاريخية سرعت حدوث الثورة الاسلامية.

وأشار سماحته إلى أن هناك دائما حاجة لمُسرّعات الحراك الاجتماعي لأن التحركات الكبيرة والهادفة غالباً ما تعاني من آفة الركود، أو الكسل أو البطء، موضحا أن هذه المسرعات تلعب دورا مهما بإبعاد شعور عدم الكفاءة والدونية حين القيام بعمل عظيم حتى لا تتراجع وتتباطأ هذه التحركات الاجتماعية.

وأضاف، النخب الوطنية المخلصة والمستقلة التي تتصرف بفكر ومعرفة وتقدير في عملها هي من مُسرّعات الحراك الاجتماعي.

وبيّن سماحته أن جبهة العدو لديها خطط للتآمر ضد هذه النخب لمنعها من لعب دورها المهم في المجتمع، واهمها إثارة الشك والوهن في نفوس هذه النخب.

وأشار الى ان وفرة النخب الوطنية هي إحدى بركات الثورة الاسلامية، واعتبر بأن هذه النخب التي تفكر و تتصرف وتعمل وتتخذ القرارات بناء لخطط معينة وهادفة ليست اقلية في ايران.

وأوضح قائد الثورة الاسلامية أن على عاتق هذه النخب عبء و واجب ثقيل لأنه بإمكانها لعب دور مهم في القضايا الحساسة للبلد، ويجب عليها المحافظة على الاتجاه العام لحركة المجتمع وعدم السماح لهذه الحركة بالانحراف، مضيفا fأن إهمال النخب الوطنية لواجبها سينتج عنه ضربات تاريخية ثقيلة للأمة.

وعن دور النخب الوطنية ايضا، أضاف سماحته إن هذه النخب يمكن ان تلعب دورا بارزا في اجراء انتخابات حماسية لانه من المؤكد انه كلما زادت الحماسة والمشاركة الواسعة في الانتخابات كلما اظهرت القوة الوطنية.

وأضاف أن القوة الوطنية تحقق الأمن القومي، بمعنى انه عندما يرى العدو مشاركة الشعب المهيبة يلاحظ حينها قوة النظام، ويدرك بأن ايران دولة قوية، وشعبها حاضر وجاهز في كل ميدان لتحييد تهديدات العدو.

وأشار سماحته إلى أن بعض الدول الاسلامية مازالت تقدم الدعم الاقتصادي للكيان الصهيوني وحتى أنه يُسمع بأن بعضها الآخر يقدم أسلحة للكيان الصهيوني على الرغم من هذا الكيان الهمجي المتوحش قد أودى بحياة الآلاف من النساء والاطفال والأبرياء في غزة، مؤكداً أن الشعوب لديها القدرة على الوقوف بوجه هذه الحكومات وإجبارها على التوقف عن دعم الكيان الصهيوني.

واعتبر قائد الثورة أن من واجب الشعب التعبير عن الحقائق بوضوح وتجنب ازدواجية الحديث والتعبير عن الكلمات المشكوك فيها موضحاً أن قضية غزة تشكل اليوم ساحة جدية لنخب العالم الإسلامي من علماء وعلماء وسياسيين وإعلاميين كي تقوم بدورها على أتم وجه.

وأشار سماحته إلى أن الدعم الامريكي للكيان الصهيوني تسبب في تفاقم الكارثة الانسانية في غزة، ودعا الدول الاسلامية إلى توجيه ضربة قاضية لهذا الكيان، مبيناً أن الضربة القاضية لا تعني الدخول في حرب مع الكيان الصهيوني، لكنها تعني قطع العلاقات الاقتصادية معه علناً.

ان آية الله ابراهيم رئيسي لفت خلال استقباله ظهر اليوم الاثنين وزير الخارجية السوداني "علي الصادق علي" الى دعم الجمهورىة الاسلامية الايرانية لإقامة حكومة قوية في السودان وسيادة وسلامة أراضي هذا البلد مرحبا بطلب السودان لإحياء العلاقات بين طهران والخرطوم  معتبرا بانه يمهد الارضية لتعويض الفرص الضائعة وخلق فرص جديدة.

كما أشار رئيس الجمهورية في هذا اللقاء إلى الطاقات الكامنة لدى البلدين والإرادة المتبادلة لدى المسؤولين لتعزيز التعاطي السياسي والاقتصادي والثقافي،معتبرا   تبادل السفراء وإعادة فتح السفارتين في طهران والخرطوم يعد أرضية مواتية لإحياء وتطوير العلاقات بين البلدين.

ولفت رئيس الجمهورية  إلى التطورات الأخيرة في المنطقة مؤكدا ان التباعد بين الدول والكيان الصهيوني يعد من السياسات المبدئية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وقال: ان تجاهل بعض الدول الإسلامية لهذه السياسة المبدئية للجمهورية الإسلامية الايرانية ألحق خسائر فادحة بالأمة الإسلامية.

وأوضح رئيس الجمهورية أن الكيان الصهيوني المجرم الذي يسعى دائما إلى الاخلال بمسار تحرك المسلمين من خلال خلق الفتن و حياكة المؤامرات، لا يمكن أبدا أن يكون صديقا للدول الإسلامية وراغبا بنمو وتطور الشعوب الإسلامية، معتبرا  ما فعلته بعض الدول الإسلامية في تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني  بانه يتعارض مع هوية وطبيعة هذه البلدان وأضاف: اليوم السؤال الكبير المطروح من قبل الأمة الإسلامية لبعض الدول الإسلامية هو كيف رغم حجم الجرائم  التي يرتكبه الكيان الصهيوني وقتله الأطفال ،  مازالت تقيم علاقاتها مع هذا الكيان، في حين لو قامت هذه الدول بقطع علاقاتها مع الصهاينة، لما شهدنا اليوم استمرار الهجمات والقصف الذي يتعرض له الشعب المظلوم والمسلم في غزة.

من جانبه أكد وزير الخارجية السوداني في اللقاء على استعداد بلاده لإعادة العلاقات السياسية والدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

كما اشاد "علي الصادق علي"  بالدعم السياسي الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشعب السوداني في المحافل والاوساط الدولية، مؤكدا رغبة  بلاده بتنمية العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية معلنا استعداد بلاده لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

التقى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي أكبر أحمديان، اليوم الإثنين، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي في بيان ان "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني استقبل، اليوم الاثنين، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي أكبر أحمديان".

وأكد رئيس مجلس الوزراء خلال اللقاء، "رفض العراق أي أعمال أحادية الجانب تقوم بها أية دولة، بما يتنافى والمبادئ الدولية القائمة على الاحترام المتبادل للسيادة"، مشدداً على أن "الحكومة العراقية أثبتت حرصها على مبدأ حسن الجوار وإقامة أفضل العلاقات مع دول المنطقة ودول العالم، لكنّها بالوقت ذاته لا تجامل على حساب سيادة العراق وأمنه".

وأشار إلى أن "العراق بذل، ولا يزال يبذل، جهوداً كبيرة من أجل حفظ الاستقرار، وتحقيق التهدئة، بما يصب في المصلحة المشتركة لمختلف شعوب المنطقة".

من جهته، أكد أحمديان "التزام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأمن العراق واستقراره، وحرصها على مواصلة العمل طبقاً للاتفاق الأمني المشترك بين العراق وإيران بما يحفظ أمن البلدين الجارين".

من جهة أخرى قال المكتب الإعلامي لمستشار الأمن القومي في بيان، ان "مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي استقبل، بمكتبه اليوم، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمديان والوفد المرافق له، بحضور السفير الإيراني في بغداد محمد كاظم آل صادق"، مبينا ان "اللقاء شهد استعراض مجمل الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة، إلى جانب بحث تعزيز وتمتين العلاقات بين العراق وإيران وعلى كافة الصعد".

وأكد أن "العلاقات بين بغداد وطهران متميزة وإستراتيجية ، وأن الكثير من المشتركات تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين"، لافتا الى أن "العراق يسعى دوما لتعزيز علاقاته مع الجميع بما يخدم المصالح المشتركة مع الدول وفق مبدأ الاحترام المتبادل".

 وأضاف الأعرجي أن "تبادل الزيارات بين بغداد وطهران يؤكد عمق العلاقات بين البلدين ويشير إلى تميز العلاقات والرؤية المشتركة للمخاطر والتحديات"، موضحاً أن "ذلك يتطلب أن تكون الحلول مباشرة من دون مواقف أحادية الجانب".

وذكر أن "الشراكة في الحوار البنّاء من شأنها حل كل ما يستجد من إشكالات".

من جانبه، أشار أحمديان إلى أن "القيادة الإيرانية تؤكد دوما أن العراق وإيران تجمعهما علاقة واحدة وعمق تأريخي طويل"، موضحا أن "إيران تتعامل وفق احترام سيادة العراق وأن جميع الإشكالات يمكن حلها من خلال الحوار الهادف والبنّاء".